لا نموت عندما تتوقف عضلة قلوبنا عن العمل ، بل نموت عندما تتوقف أنباض مشاعرنا عن الإحساس بالمحبة والتفاؤل والأمل ..
لا نموت عندما تذهب أنفاسنا مُغادرة لأجسادنا بلا عودة بإذن الديان ، بل نموت عندما تذهب الرحمة عنا بإرادتنا إلى دروب التيه والنسيان ..
لا نموت عندما تختفى أجسادنا تحت تراب الأرض ، بل نموت عندما تختفى فينا الشهامة والمروة والطيبة والأمانة والكرامة وعزة النفس والخوف على العرض ..
لا نموت عندما تُغمض عيوننا عن رؤية تلك الدنيا بما فيها ، بل نموت عندما تُغمض بصائرنا عن رؤية الحق والعدل فى كل بحورها وأراضيها ..
لا نموت عندما يودعنا ما تبقى لنا من أحباب إلى مثوانا الأخير ، بل نموت عندما يودعنا الشرف والحياء والرضا والضمير ..
لا نموت عندما نختنق من عدم وجود أوكسحين الحياة ، بل نموت عندما نختنق من الصدق والود والصبر وذكر الله ..
لا نموت عندما تتعطل أجهزة التنفس التى تُبقينا على قيد الحياة ، بل نموت عندما تتعطل بوصلة انسانيتنا بالأنانية والجحود والأذى والمُحاباه واللامُبالاة ..
لا نموت عندما يسبق اسمنا لقب المرحوم او المرحومة وبعده كثير من الكلام المُنمق الجميل ، بل نموت عندما يسبق قبح أفعالنا جمال أقوالنا
ونفرح بروعة زورنا وإبداع نفاقنا فى تلك الملهاة العبثية ونحن نُتقن أدوارنا فى لبس وتبديل الأقنعة والتمثيل ..
لا نموت عندما ينشرون نعينا فى الصحف ووسائل الميديا والتواصل الإجتماعي، بل نموت عندما ينشرون تفاصيل فضائحنا و أسلاب مصالحنا على رؤوس الأشهاد
ليهتكوا أسرارنا لأى سبب أو حتى بلا داعى ..
لا نموت عندما نذهب مرحومين بإذن الله ومعفى عنا ومغفور لنا فى لحظة ما إلى رحاب الله ، بل نموت عندما نذهب ونجىء بخُيلاء
وغرور ونحن مُثقلين بالذنوب وآثامنا تعلو خطوط الجباه ، وكيد مكرنا قد تعدى حدود مداه ،
وبكل كبرنا وغباء تفكيرنا نظن اننا سنصل إلى بر التوبة وقتما نريد
لأننا بمتاع دُنيانا الزائلة قد مُنحنا صكوك الغفران وملكنا طوف النجاه..