{ زِينَةً لَّهَا } ؛ وليس لنا ..
وكلّ ما على الأرض فهذا مقامه !
وحينَ ينطفىءُ الكون ؛ ستنطفىءُ الزينة ، وتُصبح العَتمة سّيدة المكان ..
حيث لا ضوء يَفيق ..
فقطْ خيالُ الحَياةُ ؛ ولظَى الذّكريات !
وفي لحظة سَرمدية آتية ؛ ستتساءَل البشرية :
كيف كُنّا نقاتل مِن أجل هذا الخَراب ؟
ياللغفلة .. إذ ننسى أن تلك هي مِحنة الوجود !
يختَبرنا الله بالزينة ..
فينكشفُ مدى تماسُك الغيب فينا .. إذْ محنةُ الحياة ؛ في اغراءِ زينتها ..
والزينةُ ؛ هي فوضى العَقل ..
وفوضى الرُوح .
تنالُ من تماسُكنا ..
ونحنُ نغرق في صَخَبها ؛ حتى نكادُ ننسى :
أنَّ ما على الأرض زينة لها ؛ وليسَ لنا !
ترى ..
هل هذا هو قدرنا أن نكون نحن والزينة خطّان مُتوازيان .. نلتقي بها إذا انحَنينا لها !
تُسافر الزّينةُ خِلسة في أعيننا..
تعصفُ الزينة في تَلألُئِها .. تشتدّ في زَهوتها ..
زاهية ألوانَ ضَحكتها .
تجوعُ لها أعيننا ..
وكلّما توغَّلتْ فينا ؛ فقَدْنا البَصيرة !
تَطغى على صوت القَبر ؛ وهو يقتربُ مِنّا ..
تَشدّنا ؛ ونشدّ طَرَفاً منها ..
ولا ننتبهُ .. أنّ عُمْرَ الدُنيا ؛ مثل ارتعاشةِ السّعف إذْ قارَبَ زمنَ ذُبوله !
{ زِينَةً لَّهَا } ..
قِفْ بروحك هنيهة على شُرفة الزمن ..
ثمّ قَدِّر عُمْر الزّينة إلى عُمْر الأبَد !
ما أيسرَ ..
أن يتهاوى العُمر المَكتوب ؛ إلى زمنٍ ماضٍ !
وما أسرعَ ..
أنْ نفيقَ من غيبوبةِ الزينة ؛ ونرى الحَقائق تَنهمر ..
تلك لحظةٌ فوق حدود الرُؤية ؛ يقتنصها لكَ القرآن من زمنِ مَغيبِ الحياة ، ويَحملها لكَ ؛ كيْ لا تنسى :
أنّ { مَا عَلى الأرضِ زينةً لَها } !
وقدْ قالها إبن القيّم :
( الّلهم أرِنا الأشياءَ كما هي ) ..
حتَى لا نرى الفاني باقٍ .. ونَنسى !