عن ابن المبارك عن الأوزاعي قال: قال إبليس لأوليائه: من أي شيء تأتون بني آدم؟
فقالوا: من كل شيء. قال: فهل تأتونهم من قبل الاستغفار؟
فقالوا: هيهات ذاك شيء قُرِنَ بالتوحيد.
قال: لأبُثَّنَّ فيهم شيئًا لا يستغفرون الله منه. قال: فبث فيهم الأهواء ([56]).
إلى الذين أتعبوا أنفسهم سعياً وراء مُتَعِ الدنيا الزائفة، ولذاتها الزائلة؛ أين أنتم من لذة العبادة وحلاوة الإيمان، والسكينة والطمأنينة التي يجدها من أقبل على الله..؟!
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"والإيمان له حلاوة في القلب ولذّةٌ لا يعدِلُها شيء ألبتة"!
الإكثـار مِـن الصَّـلاة علـى النَّبـي ï·؛
فيھـا غفران الزَّلات، و تكفير السَّيئات،
و إجابـة الدَّعوات، و قضاء الحاجَات،
و تفريـج المھمَّات و الكرُبات،
و حلُـول الخيرَات و البرَكات،
و رضـى ربِّ الأرض و السَّماوات،
و هـي نورٌ لصَاحبھا في قبرھ منجيةٌ من الشُّرور و الآفَّات
واعلم أنّ الله عز وجل يحول بين المرء وقلبه فإذا هبت رياحك للخيرات وانشرح صدرك للإجتهاد في الطاعات وأدبرت نفسك عن حب الدنيا وزينتها فبادر ولا تعطِ مجالًا للتسويف والتأجيل فتندم مدى الدهر فكم من شاب هُيِّئَ لذلك ولم يُوَفق للإقبال فبقي على حاله حتّى الممات فاتق الله يا عبد الله واقطع عنك حبل الشيطان لتفز بما عند الله.
إنّ عَصيتَ اللهَ بِالأمس ، أطعهُ اليوم..
لا تُهزم مرتين!!.
ولا تُفَرِّط في أذكارِ الصباح ، فلا تدري من أي شيءٍ يحفظُكَ اللَّه بها!!.
ولا تنسَ وردَك من الصَّلاةِ على النبيِّ ".
استر ذنوبك ما استطعت، فأقرب الناس إلى التوبة أخفاهم لذنوبهم، وأبعد الناس عنها أكثرهم مجاهرة بها، وإن الشيطان ليؤز الإنسان إلى المجاهرة أزّاً؛ ليستسهل ذنبه أولاً، ويُضعف ضميره ثانياً، وليقتدي به من حوله ثالثاً، حتى إذا ما طاف على قلبه يوماً واعظ الإيمان منعته هذه الحُجب الثلاثة.