المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استدرِك قبل أن تُدرَك


ريحانة القلب
07-29-2021, 01:03 PM
يا بعيدًا متى دنوّك
يا آبقاً متى عَوْدُك
كم على وجه قلبك من كفّ فما كففت!
وكم على صفحة نفسك من صفعة فما أفقت وما ارعويت!
أنامل المنون تخط إليك رسائلًا بمداد الأرواح المتخطفة،
وفوّهات القبور نوافذ مفتوحة تطلّ على عتبات الآخرة
والتفاصيل والتصاريف تنبيك أن الأمر فصل وليس بالهزل
الدنيا عنك مدبرة، والآخرة عليك مقبلة
وأنت - يامغبون- مقبل على المدبر، مدبر عن المقبل!!
يامكبًا على وجهه
تستدبر مستقبِلك، وتستقبل مستدبِرك!!
تالله إن هي إلا طرفة عين أو أقرب..

تغص فيها بريقك، وتتحشرج روحك، ويضيق صدرك وينكشف غطاؤك، تعالج السكرات، فإذا أنت في معسكر الأموات!
تصبح من أهل الدنيا وتمسي من أهل الآخرة
أو تمسي في الفانية وتصبح في الباقية
قد تفلتت أيامك، وانصرم عمرك، وانقضت مهلتك
فلا تسل حينها عن شهقات الحسرات، و الآهات والزفرات
تتمنى.. تتمنى لكن هيهات هيهات..
قد مضى عهد الأمنيات
وانقضى زمان الفرص و المحاولات

فاستدرك قبل أن تُدرَك
وابذل قبل أن تُحرَم
وأتِ قبل أن يؤتى بك.

وستعلم يوما...

أنه حين ينقضي ما كُتِبَ لك من أنفاس، وينفد ما قُدّر لك من عُمُر
وتنفرد في لحدك، ويغلق عليك قبرك، ويولي عنك الناس مدبرين، ليكملوا حياتهم
في هدأة المقابر، هناك بعيدا عن صخب الحياة وتفاصيلها
ستدرك القيم الحقيقية لكل شئ
ستدرك قيمة أنفاسك التي انقضت هدرا،وأيامك التي تصرمت سدى...
ستكتشف كم المعارك الوهمية التي خضتها واستهلكت منك مالا تستحقه من أعصابك ووقتك
عدد الأسماء التي لم تستحق منك يوما هذا العناء والتعب
ستعرف الترتيب الذي كان يجب أن تكون عليه أولوياتك
ستكتشف خطر الكلمة، والنظرة، والهمزة واللمزة.
وقيمة الركعة، والخطوة، والتبكيرة والتكبيرة والتسبيحة، والتهليلة،
الطموح، الأهداف، السعادة، الشقاء، النجاح... الخ مصطلحات كثيرة سيعاد تعريفها في قاموسك.
سيذهلك حجم السخف الذي كنت تمارسه وأنت تحسب أنك تحسن صنعا
هناك... في ذاك السكون
يدوي صوت الحق يملأ الأرواح بلا صوت، ليخرس كل اللغو الذي طالما حشوت به رأسك، وشقشق به لسانك
ستدرك حجم الغثاء الذي ملأت به حياتك، وقيمة الفراغ الذي كنت تتفنن في إحراقه وهدره.
هناك.. في ظلمة القبر، تشرق شمس الحقيقة لتبدد ظلام الوهم والغرور والهوى والإعراض، كم كنت منها تحيد!!

فهلا تستفيق؟

ندمة هنا وصدق توبة، تُحْدِثُ لك ما لن تحدثه صرخات ندمك هناك، وعض أناملك وأنين حسراتك وتقطع حنجرتك متوسلا (ربّ ارجعون)
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على قبر دُفِن حديثًا، فقال: ((ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتَنَفَّلُون، يزيدهما هذا في عمله أحبُّ إليه من بقية دنياكم))؛

صواديف عشاق
07-30-2021, 08:44 AM
عواافي ع ماانتجتهه كفيك ورائع الجلب
اطيبه ذئقتكك ههنا
لك الـ:icon15:.:0red:

ريحانة القلب
07-30-2021, 04:52 PM
:44444: صواديف عشاق :44444:

امتناني وعظيم شكري ل هكذا حضور