المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحبّ الصالحين ولستُ منهم


ريحانة القلب
09-14-2021, 04:26 PM
الجزمُ للنفس بالصّلاح هُو نوعٌ من الغرور، فإنّ الصالحَ لا يرى صلاحهُ إنّما عينهُ موليّة شطرَ التقصير فيهِ .

هَذا عُمرٌ بن الخطّاب أحدُ المبشّرين بالجنّة، وصاحبُ رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم، وقد قال عنه النبيّ : "إيهًا يا ابْنَ الخَطَّابِ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ، إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ"، ولا تراهُ إلا خائفًا وجلاً أن يكون من أهلِ النفاق، لو كانَ ينظرُ لصالحِ عمله ويُعطيه شأنًا ويعظّمه في نفسهِ ما كانَ خائفًا من أن يكونَ منافقًا، ولكنّه عرفَ مقدار نفسه وعرفَ عظمة الخالق وعرفَ تقصيرهً في حقّه فكانَ يتردّد على حذيفة رضي الله عنه ويسأله : يا حذيفة نشدتك بالله، هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم– قال: لا ولا أُزَكي بعدك أحداً.

وهَذا الشّافعي، إمامٌ من أئمة المسلمين، وعلمٌ من أعلامها، وعالمٌ من علمائها، يقولُ : " أحبّ الصالحين ولستُ منهم "، نسبَ حبّه للصالحين ونفَى الصلاح عن نفسه، وإنّ هذا من صدقِ معرفته لنفسه، ومن تعظيمه لخالقه، إذ يُدركُ أن ما تقدّم به من عبادة للخالقِ أقلّ قدرًا مما يستحق..

إنْ كانَ هؤلاءِ من الصحابة الكرام، وعلماء الأمّة، وخيار الناس ينفونَ صلاح الحالِ عن أنفسهم، فما بالكَ بنحن، ونحنُ عبادٌ مفرّطون، مقصّرون، غافلون ولا حول لنا ولا قوّة، نحنُ أحقّ من عمر رضي الله عنهُ بأن نخشى النفاق، ونحنُ أولى من خيارِ الرجال بالخوف من الرياء، ونحنُ أسبقُ من الإمام الشافعي في قول " أحبّ الصالحين ولستُ منهم ".

صواديف عشاق
09-15-2021, 06:38 AM
رائع وماجلبته وسرداً لطيف منك
طبتي خيروعافيهه لك :img_17::1 (2):

ريحانة القلب
09-15-2021, 11:14 AM
:4555: صواديف عشاق :4555:

كل الشكر لهذا المرور الرائع
الذى اشرق متصفحي
تحياتى لكِ