المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سكرات الموت وشدته


ريحانة القلب
11-05-2021, 12:52 PM
نظرا لأهمية لحظة الموت في المراحل الانتقالية للإنسان من حال إلى حال ؛ فقد أولاها القرآن عناية ملموسة في كثير من آياته . وقد جاءت أربع آيات بينات تصف لحظة الموت ؛

حيث قال تعالى : ( فلولا إذا بلغت الحلقوم ) ( الواقعة : 83)

وقال : (كلا إذا بلغت التراقى ) ( القيامة : 26 )

وقال : ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم ) ( الأنعام :93 )

وقال سبحانه : ( وجاءت سكرت الموت بالحق ) (ق :19 )

وقد جاءت الأحاديث النبوية كذلك موضحة للحظة الموت وسكراته ومدى شدته ؛حيث قال النبي ) ( معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة )) ( رواه أبو نعيم عن عطاء بن يسار ، في الحلية مجلد 8 ص 201 )

وتروى لنا عائشة رضي الله عنها انطباعاتها عند موت الرسول ، فتقول : (( مات النبي ÷ وإنه لبين حاقنتي (الجزء من الجسم المطمئن بين الترقوة و الحلق) واقنتي ( نقرة الذقن ) ، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي ))

( رواه البخاري في صحيحه في كتاب المغازى باب مرض النبي ووفاته 83 )

وقالت عائشة أيضا : (( إن رسول الله كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول : (( لا إله إلا الله إن للموت سكرات ))

ثم نصب يده فجعل يقول : (( في الرفيق الأعلى )) حتى قبض ومالت يده ))

( رواه البخاري أيضا في صحيحه في كتاب الرقاق باب سكرات الموت 42 )

فانظر أخي المؤمن كيف كانت سكرات الموت شديدة على الحبيب المصطفى وهو النبي المرسل ؛ فكيف بالإنسان العادي ؟

وما جرى على النبي محمد من شدائد الموت وسكراته ، وأيضا على غيره من الأنبياء والمرسلين ، فيه فائدة عظيمة ، هي أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت ، وأنه باطن ، وقد يطلع البعض على المحتضر فلا يرى عليه حركة ،ولا قلقا ، ويرى سهولة خروج روحه ، فيغلب على ظنه سهولة أمر الموت ، ولا يعرف حقيقة الموقف الذي فيه الميت . فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم : شدة ألمه مع كرامتهم على الله وتهوينه على بعضهم ، قطع الخلق بشدة الموت الذي يعانيه ويقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه ، عدا الشهيد قتيل الكفار كما سنوضحه فيما بعد .

وربما يتساءل البعض : كيف أن الأنبياء والرسل وهم أحباب الله ، يقاسون هذه الشدائد والسكرات ، مع أن الله قادر على أن يخفف عنهم ؟

والجواب : إن أشد الناس بلاء في الدنيا الأنبياء ، ثم الأمثل ، فالأمثل _ كما جاء في الحديث الصحيح : (( فأراد الله أن يبتليهم تكميلا لفضائلهم لديه ، ورفعة لدرجاتهم عنده ، وليس ذلك في حقهم نقصا ولا عذابا . بل هو كمال ورفعة ،مع رضاهم بجميل ما يجرى الله عليهم ، فأراد الله سبحانه أن يختم لهم بهذه الشدائد ، مع إمكان التخفيف والتهوين عليهم ، ليرفع منازلهم ، ويعظم أجورهم قبل موتهم ))

فقد ابتلى الله إبراهيم بالنار، وموسى بالخوف، والأسفار،

وعيسى بالصحار ، والقفار، ومحمد بالفقر

في الدنيا ومقاتلة الكفار؛ كل ذلك لرفعة في أحوالهم، وكمال في درجاتهم ،

ولا يفهم من هذا أن الله شدد

عليهم أكثر مما شدد على العصاة المخالفين فإن ذلك عقوبة لهم،

ومؤاخذة على إجرامهم ؛ فلا وجه للشبه بين هذا وذاك .

وكل المخلوقات يحدث لها عند الموت هذه السكرات ،

لا فرق بين علوي وأرضى، ولا جسماني

ولا روحاني ..

فالجميع يشرب من ذلك الكأس جرعته ، ويغتص منه غصته، قال سبحانه : ﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾ (آل عمران :185 )



:: اللهم ارحمنا وهون علينا من سكرات الموت ::

صواديف عشاق
11-05-2021, 10:25 PM
اللهم هون علينا سكرات الموت يارب

بارك الله بك واحسنت الجلب واكثر

كوني بخيرر

ريحانة القلب
11-06-2021, 11:02 AM
نورتي يالغلا
ماننحرم من هالطلة:5363[1]:

نزف القلم
11-10-2021, 03:59 AM
جزاك الله كل خير ,,
وبارك الله فيك ولكـ ..
وجعله فى ميزان حسناتك .. آمين
لا حرمنا من جميل ما تقدمي لنا ،،
نزف القلم

ريحانة القلب
11-10-2021, 11:09 AM
:1161: نزف القلم :1161:

شكرًا لردك وحضورك الرائع
دمت بخير
تحياتي أليكَ دائمًا

برود اعصاب
11-11-2021, 06:22 AM
إنتقاء جميل
يعطيك العافية
أحسنتي الاختيار
لَگـ أجمل التحايا :sas97:

ريحانة القلب
03-04-2022, 12:05 PM
شكرًا لمرورك برود

الوافي
03-04-2022, 11:40 PM
:: اللهم ارحمنا وهون علينا من سكرات الموت ::