ريحانة القلب
08-29-2023, 09:10 PM
تحدثنا في الجزء الأول عن قصة إسلام سيدنا عمر رضي الله عنه بعد أن أشرق الإيمان في قلبه وعقله رضي الله عنه ، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعلن إيمانه بالعزيز الجبار ، غير مكترث بكفار قريش ووجهائها.
شهد سيدنا عمر رضي الله عنه الغزوات ، وشارك فيها ،
وبويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة ١٣ هجرياً ، قالت عائشة رضي الله عنها : قال أبو بكر رضي الله عنه : " ما على ظهر الأرض رجل أحبُّ إليّ من عمر ".
وعمر رضي الله عنه أول مَن سنّ قيام رمضان ( التراويح ) ، وأول من فتح الفتوح : العراق كلها ، والجزيرة ، والموصل ، والشام ، ومصر ، والإسكندرية ، حتى قيل : انتصب في مدته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام ، وأول مَن كتب التاريخ الهجري ، وأول من أنشأ الدواوين ، وعيّن القضاة في الأمصار ، وزاد في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخرج اليهود من الحجاز ، وتسلّم مفتاح بيت المقدس ، وحجّ بالناس عشر سنين.
وجعل عمر رضي الله عنه لكل فرد من أفراد الدولة الإسلامية راتباً يكفيه ، وكان يعفي من الجزية مَن لا يستطيع دفعها من أهل الذمة ، بل ويعطيه من عنده.
كان نقش خاتمه : ( كفى بالموت واعظاً يا عمر )
لقّبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالفاروق ، وكنّاه بأبي حفص.
قالوا في صفته : كان أبيض عاجيّ اللون ، طوالاً مُشرفاً على الناس ، كثّ اللحية ، أنزع ( أي منحسر الشعر من جانبي الجبهة ).
عمر والرعيّة :
يوماً ما تفقَّد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرعية ، فوجد امرأة قد وضعت حجارة في القِدر تُوهِم أولادها الجوعى أنها تطبخ لهم !
فسألها الفاروق : ماذا تفعلين ؟
قالت : أوهمهم أني أطبخ لهم حتى يناموا.
ذهب مسرعاً إلى بيت المال ، وعاد بالطحين والسمن ، ونفخَ في النار حتى خرج الدخان من لحيته ، فطبخ لهم ، وأطعمهم بيده ، ثم تركها وذهب بعيداً حيث لا تراه وأخذ ينظر إليهم ، فقال له مَن معه : هيا بنا يا أمير المؤمنين.
فقال له : أبداً ، حتى أراهم يضحكون كما جئتهم وهم يبكون !
ولما نزلت بالمسلمين شدّة أيام خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كان طعام عمر الزيت ، وكان مداوماً على أكل الزيت حتى اصفر وجهه الذي كقطعة القمر ، وحتى صارت بطنه تُحدِث أصواتاً.
فكان يقول لبطنه : قرقري أو لا تقرقري لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين.
وعن زهده رضي الله عنه :
قال قتادة : كان عمر وهو خليفة يلبس جبّة من صوف مرقوعة بعضها بأدم ، ويطوف في الأسواق على عاتقه الدرّة يؤدب بها الناس ، ويمر بالنكث والنوى فيلقطه ويرميه في منازل المسلمين لينتفعوا به.
وقال أنس : رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه.
وقال عبدالله بن عامر بن ربيعة : رأيت عمر أخذ تبنة من الأرض ، فقال : يا ليتني هذه التبنة ، ليتني لم أكُ شيئاً ، ليت أمي لم تلدني.
وقال عبيد الله بن عمر بن حفص : إن عمر بن الخطاب حمل قربة على عنقه ، ولما سُئِل في ذلك ، قال : إن نفسي أعجبتني فأردتُ أن أذلّها !
كان عمر رضي الله عنه زاهداً قانعاً بالكفاف ، يأتي إليه الملوك فيجدونه نائماً على الأرض نومة الفقير ، وظل رضي الله عنه يحكم بالعدل والتقوى ، حتى كان ذات يوم وأثناء صلاة عمر بالناس ، اختبأ له غلام مجو سي اسمه أبو لؤلؤة وطعن عمر رضي الله عنه بخنجر مسموم وطعن معه ثلاثة عشر رجلاً .. ولما قُبِض عليه انتحر.
وكان ذلك عام ٢٣ هجرياً.
رحم الله فاروق الأمة ورضي الله عنه وأرضاه وحشرنا الله في زمرته.
المصادر في التلخيص/ سير أعلام النبلاء للذهبي📚 حلية الأولياء لأبي نعيم📚 مناقب عمر ابن الجوزي📚 ١٤٠ من عظماء الإسلام د. راغب السرجاني📚
شهد سيدنا عمر رضي الله عنه الغزوات ، وشارك فيها ،
وبويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة ١٣ هجرياً ، قالت عائشة رضي الله عنها : قال أبو بكر رضي الله عنه : " ما على ظهر الأرض رجل أحبُّ إليّ من عمر ".
وعمر رضي الله عنه أول مَن سنّ قيام رمضان ( التراويح ) ، وأول من فتح الفتوح : العراق كلها ، والجزيرة ، والموصل ، والشام ، ومصر ، والإسكندرية ، حتى قيل : انتصب في مدته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام ، وأول مَن كتب التاريخ الهجري ، وأول من أنشأ الدواوين ، وعيّن القضاة في الأمصار ، وزاد في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخرج اليهود من الحجاز ، وتسلّم مفتاح بيت المقدس ، وحجّ بالناس عشر سنين.
وجعل عمر رضي الله عنه لكل فرد من أفراد الدولة الإسلامية راتباً يكفيه ، وكان يعفي من الجزية مَن لا يستطيع دفعها من أهل الذمة ، بل ويعطيه من عنده.
كان نقش خاتمه : ( كفى بالموت واعظاً يا عمر )
لقّبه الرسول صلى الله عليه وسلم بالفاروق ، وكنّاه بأبي حفص.
قالوا في صفته : كان أبيض عاجيّ اللون ، طوالاً مُشرفاً على الناس ، كثّ اللحية ، أنزع ( أي منحسر الشعر من جانبي الجبهة ).
عمر والرعيّة :
يوماً ما تفقَّد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرعية ، فوجد امرأة قد وضعت حجارة في القِدر تُوهِم أولادها الجوعى أنها تطبخ لهم !
فسألها الفاروق : ماذا تفعلين ؟
قالت : أوهمهم أني أطبخ لهم حتى يناموا.
ذهب مسرعاً إلى بيت المال ، وعاد بالطحين والسمن ، ونفخَ في النار حتى خرج الدخان من لحيته ، فطبخ لهم ، وأطعمهم بيده ، ثم تركها وذهب بعيداً حيث لا تراه وأخذ ينظر إليهم ، فقال له مَن معه : هيا بنا يا أمير المؤمنين.
فقال له : أبداً ، حتى أراهم يضحكون كما جئتهم وهم يبكون !
ولما نزلت بالمسلمين شدّة أيام خلافة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كان طعام عمر الزيت ، وكان مداوماً على أكل الزيت حتى اصفر وجهه الذي كقطعة القمر ، وحتى صارت بطنه تُحدِث أصواتاً.
فكان يقول لبطنه : قرقري أو لا تقرقري لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين.
وعن زهده رضي الله عنه :
قال قتادة : كان عمر وهو خليفة يلبس جبّة من صوف مرقوعة بعضها بأدم ، ويطوف في الأسواق على عاتقه الدرّة يؤدب بها الناس ، ويمر بالنكث والنوى فيلقطه ويرميه في منازل المسلمين لينتفعوا به.
وقال أنس : رأيت بين كتفي عمر أربع رقاع في قميصه.
وقال عبدالله بن عامر بن ربيعة : رأيت عمر أخذ تبنة من الأرض ، فقال : يا ليتني هذه التبنة ، ليتني لم أكُ شيئاً ، ليت أمي لم تلدني.
وقال عبيد الله بن عمر بن حفص : إن عمر بن الخطاب حمل قربة على عنقه ، ولما سُئِل في ذلك ، قال : إن نفسي أعجبتني فأردتُ أن أذلّها !
كان عمر رضي الله عنه زاهداً قانعاً بالكفاف ، يأتي إليه الملوك فيجدونه نائماً على الأرض نومة الفقير ، وظل رضي الله عنه يحكم بالعدل والتقوى ، حتى كان ذات يوم وأثناء صلاة عمر بالناس ، اختبأ له غلام مجو سي اسمه أبو لؤلؤة وطعن عمر رضي الله عنه بخنجر مسموم وطعن معه ثلاثة عشر رجلاً .. ولما قُبِض عليه انتحر.
وكان ذلك عام ٢٣ هجرياً.
رحم الله فاروق الأمة ورضي الله عنه وأرضاه وحشرنا الله في زمرته.
المصادر في التلخيص/ سير أعلام النبلاء للذهبي📚 حلية الأولياء لأبي نعيم📚 مناقب عمر ابن الجوزي📚 ١٤٠ من عظماء الإسلام د. راغب السرجاني📚