ريحانة القلب
08-29-2023, 09:30 PM
عندما كان الرسول ﷺ يبايع الأنصار بيعة العقبة الثانية ، كان يجلس بين السبعين الذين يتكون منهم وفدهم ، شابٌ مُشرق الوجه ، أكحل العينين ، برّاق الثنايا ، جميلاً وسيماً ، يُبهر الأبصار بهدوئه وسمتِه ، فإذا تحدَّث ازدادت الأبصار انبهاراً ..
ذلك كان معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري رضي الله عنه أفضل شباب الأنصار حِلماً وحياءً ، بذلاً وسخاءً.
بايعَ يوم العقبة الثانية ، فصار من السابقين الأولين.
آخى الرسول ﷺ بينه وبين عبدالله بن مسعود ، وشَهِدَ بدراً وهو ابن عشرين سنة ، وشَهِد أُحد ،والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول ﷺ.
على أن أعظم مزاياه ، كان فقيهاً ، وبلغَ من الفقه والعِلم المدى الذي جعله أهلاً لقول الرسولﷺ عنه :
" أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذُ بن جبل " .
وقوله ﷺ " معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة ".
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشيره كثيراً ، ويستعين بفقهه ويقول " لولا معاذ بن جبل لهلكَ عمر ".
كان دائماً جالس والناس حوله ، صموت ، مستغرق في ذكر ربه ، لا يتحدث إلا على شوق الجالسين إلى حديثه، فإذا تكلّم كان كأنما يخرج من فمه نورٌ ولؤلؤ.
وجّهه النبي ﷺ إلى اليمن يُعلّم المسلمين ، ويفقههم في دينهم ، ثم عاد معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى المدينة وقد توفّي الرسول ،ﷺ فلم يستطع حينها الإقامة في المدينة، فاستأذن أبا بكر رضي الله عنه أن يخرج إلى الشّام مُلتحقاً بجيوش المسلمين الفاتحة هناك علّه ينال الشّهادة معها ، فوافق أبو بكر رضي الله عنه، فخرج معاذ إلى الشّام ، فمكث تحت إمرة أبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه فترةً من الزّمن ، لكنّ أبا عبيدة توفّي على إثر الطاعون الذي أصاب أهل الشّام ، وكان قد تولّى خلافة المسلمين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، فولّى معاذ بن جبل خلافة جند الشّام ، لكنّه لم تدم إمارته للجند طويلاً حتى أُصيب رضي الله عنه بالطاعون وتُوفي شهيداً بالشام سنة ١٨ هـ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
من مواعظه رضي الله عنه :
قال رجل لمعاذ بن جبل : علمني ؟
فقال رضي الله عنه له : " صم وأفطر ، وصل ونم ، واكتسب ولا تأثم ، ولا تموتن إلا وأنت مسلم ، وإياك ودعوة المظلوم ".
ومن مواعظه لابنه : " يا بُنيَّ، إذا صلَّيت صلاةً، فصلِّ صلاة مودِّعٍ: لا تظنُّ أنَّك تعود إليها أبدًا، واعلم يا بنيَّ أنَّ المؤمن يموت بين حسنتين: حسنةٍ قدَّمها، وحسنةٍ أخَّرها "
ومن مواعظه الحثّ على تَعلُّم العلم :
" تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قُربة لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار أهل الجنة ، والأُنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ".
وكان عند احتضاره رضي الله عنه يُحدِّق في السماء مناجياً ربه : " اللهم إني كنت أخافك ، ولكني اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أُحب الدنيا لجري الأنهار ، ولا لغرس الأشجار ، ولكن لظمأ الهواجر ، ومكابدة الساعات ، ونيل المزيد من العلم والإيمان والطاعة ".
المصادر في التلخيص : صحيح الجامع 📚/ حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني 📚/ رجال حول الرسول خالد محمد خالد 📚
ذلك كان معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري رضي الله عنه أفضل شباب الأنصار حِلماً وحياءً ، بذلاً وسخاءً.
بايعَ يوم العقبة الثانية ، فصار من السابقين الأولين.
آخى الرسول ﷺ بينه وبين عبدالله بن مسعود ، وشَهِدَ بدراً وهو ابن عشرين سنة ، وشَهِد أُحد ،والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول ﷺ.
على أن أعظم مزاياه ، كان فقيهاً ، وبلغَ من الفقه والعِلم المدى الذي جعله أهلاً لقول الرسولﷺ عنه :
" أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذُ بن جبل " .
وقوله ﷺ " معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة ".
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشيره كثيراً ، ويستعين بفقهه ويقول " لولا معاذ بن جبل لهلكَ عمر ".
كان دائماً جالس والناس حوله ، صموت ، مستغرق في ذكر ربه ، لا يتحدث إلا على شوق الجالسين إلى حديثه، فإذا تكلّم كان كأنما يخرج من فمه نورٌ ولؤلؤ.
وجّهه النبي ﷺ إلى اليمن يُعلّم المسلمين ، ويفقههم في دينهم ، ثم عاد معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى المدينة وقد توفّي الرسول ،ﷺ فلم يستطع حينها الإقامة في المدينة، فاستأذن أبا بكر رضي الله عنه أن يخرج إلى الشّام مُلتحقاً بجيوش المسلمين الفاتحة هناك علّه ينال الشّهادة معها ، فوافق أبو بكر رضي الله عنه، فخرج معاذ إلى الشّام ، فمكث تحت إمرة أبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه فترةً من الزّمن ، لكنّ أبا عبيدة توفّي على إثر الطاعون الذي أصاب أهل الشّام ، وكان قد تولّى خلافة المسلمين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، فولّى معاذ بن جبل خلافة جند الشّام ، لكنّه لم تدم إمارته للجند طويلاً حتى أُصيب رضي الله عنه بالطاعون وتُوفي شهيداً بالشام سنة ١٨ هـ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
من مواعظه رضي الله عنه :
قال رجل لمعاذ بن جبل : علمني ؟
فقال رضي الله عنه له : " صم وأفطر ، وصل ونم ، واكتسب ولا تأثم ، ولا تموتن إلا وأنت مسلم ، وإياك ودعوة المظلوم ".
ومن مواعظه لابنه : " يا بُنيَّ، إذا صلَّيت صلاةً، فصلِّ صلاة مودِّعٍ: لا تظنُّ أنَّك تعود إليها أبدًا، واعلم يا بنيَّ أنَّ المؤمن يموت بين حسنتين: حسنةٍ قدَّمها، وحسنةٍ أخَّرها "
ومن مواعظه الحثّ على تَعلُّم العلم :
" تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قُربة لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار أهل الجنة ، والأُنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ".
وكان عند احتضاره رضي الله عنه يُحدِّق في السماء مناجياً ربه : " اللهم إني كنت أخافك ، ولكني اليوم أرجوك ، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أُحب الدنيا لجري الأنهار ، ولا لغرس الأشجار ، ولكن لظمأ الهواجر ، ومكابدة الساعات ، ونيل المزيد من العلم والإيمان والطاعة ".
المصادر في التلخيص : صحيح الجامع 📚/ حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني 📚/ رجال حول الرسول خالد محمد خالد 📚