منتديات صواديف عشاق - ليس كُلُّ شيءٍ قابلًا للعِوَض..

فهناك أشخاصٌ لا يتكررون أبدًا ، مثل "أبي"..
وأشخاصٌ كالعمر يأتون مرة واحدة غير قابلة للنسخ ، كـ"أمي"..
وصديقٌ -منذ عرفته- باقٍ على العهد مخلصٌ ،
وأشخاصٌ -صُدفةً- ابتسموا في وجوهنا -كلحظات الجبر التي لا تُعاد- دون مقابلٍ أو أجر..

أكاد أجزم بأنَّ الذين قالوا "إنَّ كل شيءٍ قابلٌ للعِوَض" ، أرادوا -فقط- أن يتجاوزوا..
تعبوا فأرادوا الراحة ، وخسروا ففكروا في الربح ، وذاقوا مرارة الكسر ، فأمَلوا في حلاوة الجبر..
لكن.. مَن يعوِّض أول دقة قلب بصدق ، وأول رجفة يد بشوق ، وأول دمعة بعد فراقٍ وهجر؟
مَن يعوِّض الأيام التي نُهبت ، والأحلام التي سُرقت ، والأماني التي كانت مؤكدة والمُتَّفق على تحقيقها؟
مَن يعوِّض وجودَ غائبٍ ، باتت الحياة بعده ليست بحياة؟
مَن يُعيد لقلبٍ براءَته ، بعد غزارة الخِذلان؟
مَن يسترجع روحًا انتُهِك شغفها ، أو عينًا استُبِيح -قهرًا- دمعها ، أو جسدًا نُزِعت منه العزيمة والإصرار؟
مشفقٌ أنا على الذين يقولون "إنَّ الحياة لا تقف على أحد" ، وحياتهم من داخلهم واقفة..
وعلى الذين قالوا "قد نسينا" ، وما يزالون -رغمًا عنهم- عالقين ، لم يتجاوزوا..
لكني على يقينٍ تام بأنَّ الذين ينتظرون العِوَض ، يأملون أن يكون من الله كافيًا شافيًا لِمَا وَلَّىٰ وذهب..
فعِوَض الله إن أتىٰ بعد عناءٍ وتعب ، غسلَ المُتعبين ، فلم يتبقَّ من وجعهم أثر..
فاللهم عِوَضك الذي ليس كمثله -في العالمين- عِوَض..