منتديات صواديف عشاق - أجمل وصف للحياة

‏أجمل وصفٍ للحياة: هي أنها تستمر رغم كل شيء!
إنها لا تقفُ لحادثٍ أليم، ولا تتعطل لوقوع مصيبة،
تستمرُ دوماً حُبلى بالأحداث السعيدة والأليمة،
والعاقل من فهِمَ أنه لا فرح يبقى، ولا حزن يدوم،
ومن يعتقدُ أن غاية هذا الكوكب من الدوران،
هو إلحاق الأذى والضرر به،
وأن الليل والنهار لا يتعاقبان إلا لإهدائه جروحاً جديدة،
فهذا من أتعس الناس، لأنه أشقى نفسه بيديه،
ولو فهم الدنيا على حقيقتها لأراح واستراح!

انظروا إلى كل الكائنات حولكم كيف تتقبل خساراتها،
وتمضي قُدماً رغم كل شيء،
لأن الحياة لا تقف لا على حدثٍ، ولا على شخص!
تهاجرُ قطعان الثيران في إفريقيا كل عام،
هرباً من موسم الجفاف، وبحثاً عن الماء،
وأثناء هذه الهجرة، التي هو الغرض منها البقاء على قيد الحياة،
يتخطفها الموتُ من كل جانب!
بعض الثيران تقعُ فريسةً للأسود التي تكمن لها،
وبعضها الآخر تنهشه التماسيح في المياه الضحلة،
ولكن القطيع يلملمُ جراحه كل مرة، ويتقبل خسارته،
ويكملُ طريقه حتى يصل إلى وجهته،
ثم إنه في العام التالي يُعيدُ الكرَّة،
ذهابٌ وإيابٌ محفوف بالموت والخسائر،
ولكن على الحياة أن تستمر!
تعرفُ الثيران قانون اللعبة جيداً،
تعرفُ إنها فرائس مرغوبة للأسود، وصيد شهي للتماسيح،
ولكنها بالمقابل تعرفُ أيضاً أنها إذا لم تُهاجر فستفنى،
ومن الغريب جداً أن تدرك الثيران بغرائزها،
ما لا يدركه البعض بعقولهم!

ما دامت الحياة مستمرة فالخسائر ستحدث،
وحده الموت هو صافرة النهاية!
ستبقى الحروب تندلع، والحرائق تشتعل،
سيبقى الإنسان عُرضة للمرض، والفشل، وفقد الأحبة،
سنحبُ ونُفارق، وسنتعلق وتحترق قلوبنا،
سنربي الأولاد ليتزوجوا، ثم ينتهي بنا المطاف وحدنا،
لا أحد يستطيع أن يُغيِّر هذه الأمور،
ولكننا نستطيعُ أن نُغيِّر نظرتنا إلى الحياة!
أن نفهم أن الأمور السيئة هي جزء منها،
وأن أمراً سيئاً يحدث لا يعني أن يتوقف كل شيءٍ،
بين فترة وأخرى تسقطُ طائرة،
ولكن الناس لا يكفون عن ركوب الطائرات،
وحوادث السير تقع، ولكننا لا نستغني عن السيارات،
يموتُ بعض الأولاد، ولكننا لا نتوقف عن إنجاب آخرين،
الأخطاء التحكيمية تقعُ في مباريات كرة القدم،
ولكن اللاعبين لا يعتزلون، ونحن لا نتوقف عن مشاهدتهم!
متى ما فهمنا أن الحياة لا شأن شخصي لها مع أحدنا،
وإنما كانت كذلك قبل مجيئنا، وستبقى هكذا بعد رحيلنا،
استطعنا أن نتعامل معها بواقعية ومنطق!

لستُ أقولُ إنه من فهم الحياة أن يحبَّ المرءُ الخسائر،
ولا أن يجلسَ منتظراً وقوع المصائب،
ما أقوله أنْ نعملَ جيداً كيلا نخسر، وأن نسعى لنعيش سعداء،
ولكن متى وقعتْ الأمور السيئة فعلينا تقبلها،
لا سبيل آخر أمامنا،
لأن الحياة لن تتوقف لأن أحدنا قرر أنها ليست عادلة،
وإن الذي يتعامل مع الحياة،
بعقلية أنه مستهدف منها يصيبه ما أصاب الحيَّة!
تقولُ الحكاية:
إن حيَّةً دخلت إلى منجرة في الليل،
وكان النجار قد اعتاد أن يتركَ عدته على الطاولة،
وبينما كانت الحية تتجول في المنجرة والظلام دامس،
مرَّتْ بجسدها الطريَّ فوق المنشار،
مما تسبب لها ببعض الجروح،
أرادتْ أن تُدافع عن نفسها فعضَّتْ على المنشار،
ونفثتْ سمَّها فيه، فجُرحَ فمها،
فاعتقدتْ أن المنشار عدو متربص بها،
فقامتْ بلف نفسها حوله محاولةً خنقه كما تفعلُ مع فرائسها،
فتقطعتْ وماتت!
المغزى من القصة أن أول جرحٍ كان مجرد حادث،
وكان على الحية أن تكمل طريقها،
في اللحظة التي اعتقدتْ فيها أن المسألة شخصية،
أخذت تُحارب في معركة خاسرة،
وكثيرون منا يتعاملون مع الحياة بمنطق الحية مع المنشار،
يأخذون كل شيءٍ على أنه مسألة شخصية، لا مجرد حادث عابر!