عزة النفس والمتنبي
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ * وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ * وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ * ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّة * وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً * رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ * تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا * كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ * لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ * فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنـ * فُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا *** إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ * فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ * كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ * وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني * ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ وكمْ من عائِبٍ قوْلا صَحيحا * وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ * على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ عزة النفس والمتنبي ( 2 ) وَفي الجسْمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بشَيْبِهِ * وَلَوْ أنّ مَا في الوَجْهِ منهُ حِرَابُ لهَا ظُفُرٌ إنْ كَلّ ظُفْرٌ أُعِدُّهُ * وَنَابٌ إذا لم يَبْقَ في الفَمِ نَابُ يُغَيِّرُ مني الدّهرُ ما شَاءَ غَيرَهَا * وَأبْلُغُ أقصَى العُمرِ وَهيَ كَعابُ وَإنّي لنَجْمٌ تَهْتَدي صُحبَتي بِهِ * إذا حالَ مِنْ دونِ النّجومِ سَحَابُ غَنيٌّ عَنِ الأوْطانِ لا يَستَخِفُّني * إلى بَلَدٍ سَافَرْتُ عنهُ إيَابُ وَأصْدَى فلا أُبْدي إلى الماءِ حاجَة * وَللشّمسِ فوقَ اليَعمَلاتِ لُعابُ *** أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي * وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا * وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ * حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني * وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِدا * حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي * أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ *** فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ * وعُمْرٌ مثلُ ما تَهَبُ اللِّئامُ ودَهْرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ * وإنْ كانتْ لهمْ جُثَثٌ ضِخامُ وما أنا مِنْهُمُ بالعَيشِ فيهم * ولكنْ مَعدِنُ الذّهَبِ الرَّغامُ عزة النفس والمتنبي ( 3 ) أُطاعِنُ خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها الدّهْرُ * وَحيدا وما قَوْلي كذا ومَعي الصّبرُ وأشْجَعُ مني كلَّ يوْمٍ سَلامَتي * وما ثَبَتَتْ إلاّ وفي نَفْسِها أمْرُ تَمَرّسْتُ بالآفاتِ حتى ترَكْتُهَا * تَقولُ أماتَ المَوْتُ أم ذُعِرَ الذُّعْرُ وأقْدَمْتُ إقْدامَ الأتيّ كأنّ لي * سوَى مُهجَتي أو كان لي عندها وِتْرُ ذَرِ النّفْسَ تأخذْ وُسعَها قبلَ بَينِها * فمُفْتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمْرُ ولا تَحْسَبَنّ المَجْدَ زِقّاً وقَيْنَة فما * المَجدُ إلاّ السّيفُ والفتكةُ البِكرُ إذا الفضْلُ لم يَرْفَعكَ عن شكرِ ناقصٍ * على هِبَةٍ فالفَضْلُ فيمَن له الشّكْرُ ومَنْ يُنفِقِ السّاعاتِ في جمعِ مالِهِ * مَخافَةَ فَقْرٍ فالذي فَعَلَ الفَقْرُ *** وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ * بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي * ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني * ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا *** عِشْ عزيزا أوْ مُتْ وَأنتَ كَرِيمٌ * بَينَ طَعْنِ القَنَا وَخَفْقِ البُنُودِ فَرُؤوسُ الرّمَاحِ أذْهَبُ للغَيْـ * ظِ وَأشفَى لِغلّ صَدرِ الحَقُودِ لا كَما قد حَيِيتَ غَيرَ حَميدٍ * وإذا مُتَّ مُتَّ غَيْرَ فَقيدِ فاطْلُبِ العِزّ في لَظَى وَدَعِ الذّ * لّ وَلَوْ كانَ في جِنانِ الخُلُودِ يُقْتَلُ العاجِزُ الجَبَانُ وقَدْ يَعـ * ـجِزُ عَن قَطْع بُخْنُقِ المَولودِ وَيُوَقَّى الفَتى المِخَشُّ وقَدْ خوّ * ضَ في ماءِ لَبّةِ الصّنْديدِ لا بقَوْمي شَرُفْتُ بل شَرُفُوا بي * وَبنَفْسِي فَخَرْتُ لا بجُدودِي وبهمْ فَخْرُ كلّ مَنْ نَطَقَ الضّا * دَ وَعَوْذُ الجاني وَغَوْثُ الطّريدِ إنْ أكُنْ مُعجَباً فعُجبُ عَجيبٍ * لمْ يَجدْ فَوقَ نَفْسِهِ من مَزيدِ أنَا تِرْبُ النّدَى وَرَبُّ القَوَافي * وَسِمَامُ العِدَى وغَيظُ الحَسودِ أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ * ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ |
عواافي هلاك ع الابيات والااانتقاء للك :w6w_ee8: |
يعطيك العافية
|
إبداع رائع
طرح يستحق المتابعة.. شكراً لك، بانتظار الجديد القادم ،دمتم بكل خير |
موضوع جميل جداً
أبدعتم بأنتقآئكم لهُ يالغالين شكرآ جزيلآ لكم يآ ورود ع حسن الانتقآء ربي يعطيكم كُل العافيهَ ومآ يحرمنـآ منـكم متميزون ومتألقون ومُبدعون دوماً وبكُل مآ تنتقون سلمت يدآكم وبوركت في انتظار القـآدم بـ شوق لآ ينتهـي دمتم بألف خير ~..ـجورياتي عاشق الغاليه |
الساعة الآن 05:03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.