06-24-2021
|
#196
|
كلما نادتكَ نفسُك قاصرةُ العلمِ بكثرة السؤال عن طول طريق المخاوف ،
ولماذا يتركنا الله نسير به حتى نهايته ،
لماذا لا تنجلي الأحزان فجأة ،
لماذا لا يُنتزع خوفنا فجأة ،
لماذا نُترك لنعيش لحظات الخوف البطيئة..
تذكر قوله تعالى "وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا غڑ"
(من بعد خوفهم أمنًا) , وكأن طريق الأمن هو استكمال طريق الخوف ،
وكأن الأمان في هذه الدنيا ما هو الا ثمرة التضرع لله عند الخوف ،
وما للقلب من مفرٍ أن يخَف ، فيهرع لخالقه فيطمئن..
الخوف جندٌ من جنود الله ، يأتي بنا إليه ، رغمًا عنا ،
رغمًا عن جحودنا اللامنطقي ، وظنّنا أننا قد خرقنا السماء..
وحين ندرك ذلك ،
حين نَعُودُ تاركينَ إليه الأمر كلّه ،
مُقِرّين بضعفنا في دفع الضُر عن أنفسنا ،
تُخَيّمُ السَكينةُ على الأرجاء، ويُبدلنا العظيمُ الحليمُ مِن بعد خوفِنا أمنًا..
|
|
|
|