منتديات صواديف عشاق - عرض مشاركة واحدة - تطهير القلوب
الموضوع: تطهير القلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2024   #68



 
 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (06:37 AM)
آبدآعاتي » 65,890
 حاليآ في » صواديف عشاق
دولتي الحبيبه »  Libya
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب
مشروبك   pepsi
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  12

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

 مُتنفسي هنا تمبلري هنا

мч ммѕ ~
MMS ~
 

ريحانة القلب غير متواجد حالياً

افتراضي تطهير القلوب



أطلّت علينا ليالي شهر رجب، وهذا يعني أننا دخلنا في شهر الله الحرام، وفي شهرهِ المعظم، وهذا الشهر بالذات لم يثبت فيه فضيلة بحديثٍ صحيح

سوى أنه من الأشهر الحرم التي تعظّم فيها السيئات (تثقل)، وتضاعف فيها الحسنات، لكن الميزة الأهم إضافة إلى أنه شهر الله الحرام، أنه شهرُ الاستعدادِ لرمضان.

كان السلف -رضوان الله عليهم- يستعدون لرمضان قبل حلوله بستة أشهر، ثم إذا جاء رمضان اجتهدوا فيه ما يجتهدون، ثم إذا انتهى رمضان

سألوا الله عز وجل طوال ستة أشهر أن يتقبل منهم، فكان رمضان في حياتهم شهرٌ فاصل يحتاج منهم لهذا الاستعداد.

قال تعالى:“نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ”

(الشعراء:١٩٣-١٩٤)

نزل به الروح الأمين على قلبك، لم ينزل القرآن على الأجساد فقط، لم ينزل على الدنيا ليصلحها فقط، بل نزل القرآن في المقام الأول لإصلاح القلوب كما قال النبي ﷺ:

“ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ”

المصدر:صحيح البخاري

فلا قيمة لأي عمل صالح نعمله إذا لم يصلح القلب أولًا، فلا عمل صالح مع الرياء، ولا عمل صالح يشوبه العجب، ولا عمل صالح

وأنت تشرّك بنيتك فيه غير الله، فكل عملٍ أساسه وشرط قبوله من القلب أولًا، فإذا فسد أفسد ما معه من عمل.

لو أردنا أن نقوم بعمليةٍ تطهيرية للقلب، فعلينا أولًا أن نأخذ بالدواء الذي أنزله لنا

خالق القلب والعالم بدائه ودوائه، لذا سنستعين على

تطهيره بالقرآن
قال مالك بن دينار-رضي الله عنه-:

يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟

إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض، فإن الله ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصيب الحُشّ، فتكون فيه الحبة

فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضرّ، فإذا كانت الحبة تخضرّ فكيف لا يُخرِج القرآن معاني الإيمان من قلبك.

الحشّ: هو مكان تجمع القاذورات، وبين كل هذه الأوساخ هنالك حبةٌ صالحةٌ نقيةٌ مغموسةٌ في وسط القاذورات، فلما نزل الغيث

على هذه الأرض ولامس تلك الحبة، ما منعها نتن الموضع التي هي فيه أن تهتز وتخضرّ لما فيها من الخير والحياة.

وكذلك حال القلب مع القرآن، نحن محتاجون للقرآن؛ لنتداوى ونتشافى به، وأن يكون هو الدواء لقلوبنا. فلكل من استعرت عليه الشهوة ولم يستطع أن يقاومها

ويجاهدها ويشعر أنه ضعيف أمامها، أو من يشتكي من اعتياده إتيان ذنبٍ، أو من يشتكي تعسر حاله ونكد الدنيا وكدرها، أو من يشتكي ضعف الإيمان، فلا علاج لنا إلا بالقرآن.

كيف يعالج القرآن هذه القلوب؟

قال تعالى:“وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحٰبِ السَّعِيرِ”

(الملك:١٠)

أي لو كنا نسمع ذلك الكلام، ولو كنا نعقل ما سمعناه، ما كنا في هذا الموضع الآن.

قال تعالى:“إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا”

(الإسراء:٣٦)

لم يقدم الله عزوجل ذكر القلب هنا ولم يقدم البصر، بل كان أول ما ذكر في

لحظة السؤال: السماع، أي أنه عزوجل سيسألك عماذا كنت تسمع؟

ما الذي يدخل في قلبك؟ فذكر السمع، ثم البصر، ثم ماذا؟ ثم الفؤاد، والْحَظ هنا حينما يقول تعالى:

“وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون”

(الأعراف:٢٠٤)

والاستماع أي: أرخِ أذنك، اسمع بقلبك ولا تسمع بأذنك فقط، وحاول أن تعايش هذه الآيات حقيقة، ثم لم يكتفِ عزوجل بأن قال:

“فَاسْتَمِعُوا”يعني أرخ له سمعك، بل أتبعها بقوله: “وَأَنْصِتُوا” الإنصات أي أنك تقول صه صه وكأنك توقف الدنيا كلها لحظة قراءة القرآن.

ماهو الأثر الذي سأشعرهُ إن أنصتُ للقرآن؟

“لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون”:من استمع للقرآن وأنصت له رحمه الله وتنزلت عليه الرحمة مصداقاً لهذه الآية.

جبير بن مطعم -رضي الله عنه- كان من ضمن الأسارى الذين ربطهم النبي ﷺ في سارية من سواري المسجد بعد المعركة، وكان النبي ﷺ عنده هذه الحكمة

في وضعه الأسارى داخل المسجد حتى يشهدوا الصلاة ويسمعوا القران والخطب، علّهم تهتز قلوبهم لهذا الدين.

وقامت صلاة المغرب، فبدأ النبي ﷺ بقراءة سورة الطور، يقول جبير بن مطعم فسمعت منه القرآن فما سمعت أحداً

أحسن صوتًا وقراءةً منه، فلما بلغ هذه الآية في قوله تعالى:

“أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شيء أَمْ هُمُ ٱلْخَٰلِقُونَ*أَمْ خَلَقُواْ السماوات والأرض بَل لاَّ يُوقِنُونَ*أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصيْطِرُونَ”

(الطور:٣٥-٣٧)

كاد قلبي أن يطير، وكان ذلك أول ما دخل الإسلام من قلبي، وحينما أطلق سراحه أسلم مباشرة.

نزل عمر مع عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنهما- في إحدى الليالي يعسون في أروقة المدينة، فمر بدار

وكان من المسلمين، فوافقه وهو يصلي، وكان عمر يحب أن يسمع القرآن من غيره، فاستمع لقراءته، فإذا الرجل يقرأ بسورة الطور:

“وَالطُّورِ* وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ* فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ*وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ *وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ*وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ*إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ*مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ”

(الطور:١-٨)

فقال عمر: قسمٌ بربِّ الكعبة حق، قسمٌ ورب الكعبة حق، الله أقسم بالطور وكتابٍ مسطور أقسم بكل هذه الأقسام حتى يقول بعدما انتهى القسم:

“إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ*مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ”

(الطور:٧-٨)

ثم قال عمر فلنمضِ، فلما أراد أن يتحرك ما استطاع فاستند على الحائط فالتفت عليه عبدالرحمن بن عوف فقال نمضِ، يعني نمضِ لحاجتنا، فقال ما أنا بفاعل الليلة

وقد سمعت ما سمعت، فرجع إلى بيته، ومرض بعدها شهراً، يعوده الناس ولا يدرون ما به!


من العوامل التي لا تجعلنا نسعى في تطهير قلوبنا ظننا بأنا لسنا المخاطبين بالقرآن وبهذه الآيات، فعندما نسمع قوله تعالى:

“يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَعْتَذِرُواْ ٱلْيَوْمَ ۖ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”

(التحريم:٧)

نقول: لا، لسنا من الكفار، ممتاز! وحينما نسمع قوله تعالى:” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ”

(النساء:١٤٥)

نقول: لا، لسنا منافقين! طيب. حينما نسمع قوله تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا..”

الأصل أن نتساءل: أين نحن من الإيمان؟ نحن مَن إذًا؟ في أي منطقة باهتة وقعنا؟ ولذلك لا يصل الإنسان للانتفاع بالقرآن إذا لم يشعر بأن القرآن يخاطبه، فقد قال تعالى:

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ”

(يونس:٥٧)

فهذا القرآن نزل على قلبك شفاءً وموعظة، وبهِ يتطهر قلبك ويصفو.

معاذ بن جبل-رضي الله عنه- وغيره من الصحابة كانوا يقولون لبعضهم البعض

اجلس بنا نؤمن ساعة، كانوا يتلون شيئا من القرآن فتطير له قلوبهم وتحلق بإيمانهم. كان يكفي القرآن لأن يحرك شيئا من قلوبهم

لأنهم ما كانوا يسمعونه ألفاظا بل كانوا يسمعونه حقيقة، يقول الله عز جل عن المؤمنين حقًا:

“وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ”

(المائدة:٨٣)

جاءت هذه القصة عن عائشة وقيل عن أسماء بنات أبي بكر-رضي الله عنهم- أنها لما كانت في صلاة الضحى مرت بها صورة

وصفٍ لأهل الجنة حينما يدخلونها فيقولون:

” فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ”

(الطور:٧٢)

تقول: فوقفت عند هذه الآية وقلت: ربِّ مُنّ عليّ وقني عذاب السموم، فيقول عبد الله-رضي الله عنه- فذهبت إلى السوق ورجعت، فإذا هي واقفة

عند هذه الآية لم تتجاوزها، تدعو الله عز وجل أن يا رب منّ علي في ذلك اليوم وقني عذاب السموم وهو عذاب النار.
تحتاج قلوبنا إلى هذا التحريك وهذا لا يكون إلا عن طريق القرآن، لن تفعل موعظة من كلام البشر أفعالها

إذا لم تكن هذه القلوب مفتوحة للوحي من السماء، كيف كان الصحابة يتفاعلون مع هذه المواعظ القرآنية؟

كان يولد استماعهم العمل والاتباع، كم اتخذنا من قرار توبة بعد هذه الموعظة؟كم قرار توبة وترك أديت وفعلت؟ وكم من الخير التزمت به؟

مقدار النفع يقدَّرُ بمقدار العمل الذي تُرجم بعد هذا العلم الذي سُمع.

قال تعالى:” يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ”

(الكهف:٤٧)

لما نقرأ هذه الآية نعي أننا لا ندرك ولا نقدِّر حجم الأشياء الصغيرة التي احتسبت علينا، كخائنة الأعين مثلًا، تلك النظرة التي حينما كنت في مجلس

والتفتت عينك لما لا يحله الله عز وجل، أو التفتَّ إلى منظرٍ خادش في جوالك، أو حتى حينما سمعت بأذنك مالا يرتضيه الله، لا نعرف هنا تحديدًا

ما هي قائمة هذه الصغائر التي أخبرنا الله أنه أحصاها فضلاً عن الأشياء الكبيرة!
نظر محمد بن كعب إلى عمر بن عبدالعزيز-رضي الله عنهما- وكان بينهم أخوة في الله، وكان يعرف

عمر بن عبدالعزيز قبل أن يكون هو الخليفة الزاهد

وقبل أن يتوب وتتغير حاله، وعمر بن عبدالعزيز في شبابه لم يكن إلا شاب مترف عليه سيماء أبناء الأمراء، فكانت الجارية

ترجل شعره -أي تمشطه- وكان فيه من الترف والنعيم الشيء الكثير، فلما جاءه محمد بن كعب بعدما تولى الخلافة وبعدما تغيرت حياة عمر بن عبدالعزيز

فإذا هو نحيل شاحب الوجه ويتكلم معه وعين محمد بن كعب تتأمل في عمر بن عبدالعزيز وينظر له من أعلاه لأسفله؛ أأنت صاحبي؟ ما الذي حصل بك!

ففهم عمر بن عبد العزيز فقال له: يا محمد بن كعب لو رأيتني بعد ثلاث من دفني وقد سالت مني العينان

وانخسفت الوجنتان وأتى على الوجه الديدان لكنت من حالي عن حالي أعجب.

كانت هذه الموعظة كفيلة بأن تحرك في محمد بن كعب وأن تحرك عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنهما-

لأنهم ما كانوا يعيشون القرآن وكأنه شيء منفصلٌ عن حياتهم، بل كانوا يعايشونه معايشةً حقيقية تقلب وتغير وتؤثر، ولذا كان الواحد منهم ما إن يسمع

كلمة عن النبي ﷺ أو آية من القرآن إلا ويقف عندها من دون الحاجةِ للتكرار أو التبرير.

حينما سمع أُبي بن كعب-رضي الله عنه- قول الله عز وجل:

” يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰٓ أَدْبَارِهَآ أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّآ أَصْحَٰبَ ٱلسَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولًا”

(النساء:٤٧)

قطع أُبي الكلام وقال: يا رب أسلمت يا رب أسلمت يقول وأنا أتحسس وجهي

أخافُ أن أطمس، لاحظ أن هذا كلامه وهو من أهل الكتاب ومع ذلك جاءت الآيات وكأنه يسمعها من الله مباشرة، ومباشرة يحاول أن يسابق نفسه.

كان الفضيل بن عياض -رضي الله عنه- قاطع طريق وكان يتسلق بيتًا يريد امرأة، فإذا به يسمع قارئ يقرأ قوله تعالى:

“أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ”

(الحديد:١٦)

فقال الفضيل: بلى يا رب قد آن بلى يا رب قد آن، وتتغير حياته من بعدها 180 درجة ويصبح الفضيل بن عياض هو عابد الحرمين المعروف والذي يتنافس هو وعبدالله بن المبارك في عبادتهما.

لكل من أطال الغيبة عن ربه، هل أمِنت العقوبة؟ ما الذي يجعلنا نأمن العقوبة من الله عز وجل؟ ما الذي يجعلنا نقرأ القرآن فلا نظُن أنه يُخاطبنا؟

عندما نقرأ سورة التكاثر، قال تعالى:

“أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ”

(التكاثر:١)

تعال واسبح بخيالك بهاتين الكلمتين وتخيل الاستقبالات والحفلات وتخيل كل الأشياء والتكاليف

وتخيل الناس المنكبين على حسابات التواصل وتخيل كل أنواع زهرة الحياة الدنيا التي تمر في عينك لما تقرأ “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ”

ثم تأتِ الآية مُباشرة وراءها وكأنها تختصر القصة ، قال تعالى:

“حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”

(التكاثر:٢)

وتبين كيف أن الحياة كُلها قصة قصيرة مجموعة بين هاتين الآيتين فقط: “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ”

وتزينتم في هذه الدنيا “حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”، كنتم مشغولين غارقين لاهثين للاشيء ثم في لحظة تفاجأتم أنكم

الآن وحيدون في قبوركم، وقال تعالى:

“كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ* كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ* ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ* ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ”

(التكاثر:٣-٨)

ماذا نُريد أن نفعل في ختام هذا الدرس؟

الأول: أن تُعظّم القرآن في قلبك، وأن تُعظّم ما عظّمه القرآن، عندما تقرأ في معاني يقول عنها القرآن أن فيها الفلاح والنجاة

والخير ويهدي إليها فعظّمها في قلبك، وأي شيء يحقّره القرآن فحقّره في قلبك، فلما نأتِ على قوله تعالى:

“قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَ” (النساء:٧٧)

قلل قدر الدنيا في قلبك وأبدأ من أول ليلة من ليالي رجب، فمن هنا ننوي أن نبدأ في استعداداتنا

ونبدأ في تزكية أنفسنا بالتخفف من الدنيا، أحيانَا الله عز وجل السنة الماضية وإذا مدَّ الله في أعمارنا وبلغنـا رمضان

يكون من نعمه سبحانه أن بلّغنا إياه، فهل يكون دخولك لرمضان بعد كل النعم التي منّ الله علينا بها وأطال بأعمارنا حتى بلغنا رمضان مثل دخول العام الماضي؟

المفروض لا!

وحينما يقول الله عز وجل:

“وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِۦٓ أَزْوَٰجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ”

(طه: ١٣١)

إذن أين الخير؟ رزق ربك هو القرآن، فلا تقرأ القرآن وهمك في الكمّ، بل اقرأ بقراءة فاحصة.

الثاني: أنك إذا قرأت القرآن او استمعت إليه فاستمع كأنك تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، تخيل صوته تخيل

كيف سيكون أداؤه، تخيل مشاعره وهو يقرأ عن الجنة وعن النار وهو الذي رأى الجنة ورأى النار

وهو الذي أُسري به، ولذلك كثير من الصحابة أسلموا لما سمعوا القرآن من فم النبي ﷺ.

تخيل أنك تسمعه كما لو أن الله عز وجل يتكلم به كيف يكون، ولو كنا أصلًا نقرأ القرآن ونحن نعلم يقينًا

أن هذا القرآن هو كلام الله، وهذا من نعم الله عز وجل علينا كمسلمين أن كلام الله هو الذي وصل إلينا ونزل به جبريل -عليه السلام- على النبي ﷺ

ليبقى قرآنًا مكتوباً عندنا في السطور لنقرأه نحن بعد تلك السنين، فلما تقرأه اعلم أنك تقرأ كلام الله عز وجل واعلم أن الله يخاطبك فيه أنتِ شخصياً.


مـا هـو واجبـنا خلال فترة الإستعداد لقدوم شهر رمضان؟

واجبنا -وهو مثل العهد الذي نتواصى به-:

١- أن نضاعف الورد

فإذا كنت تقرأ جزء ضاعفه لجزئين، أما إذا ما كنت تقرأ فعليك أن تقرأ ولا تستلم، نجاح رمضان هو بحسب

ما يكون من استعداد الإنسان وإقباله على الله عزوجل وصدق نيته في الوفود عليه.

٢- أن يكون لديك جهد مبذول في التعرف على القرآن

فإذا كنت من الناس التي تحب القراءة فابدأ بقراءة تفسير للقرآن، مثل: تفسير الشيخ ابن عثيمين لجزء عم.

أو اقرأ الكتب الخاصة في هدايات القرآن، مثل: الطريق إلى القرآن لابراهيم السكران، ولو كنت تحب المسموع، مثلًا:

تفسير سورة يوسف للشيخ أحمد عبدالمنعم، وإذا كنت تحب المقاطع المرئية، مثلاً: حلقات الشيخ مساعد الطيار

وعبدالرحمن الشهري خلال ٣٠ حلقة ستكون قد استعرضت القرآن كله من أول سورة الفاتحة والبقرة إلى آخر جزء، وشارك

ما وصلت له مع أي أحد، فعندما تقرأ وتذكر ما قرأته لأحد ستكون قد زكيت علمك ونفعت غيرك.




رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ريحانة القلب على المشاركة المفيدة:
 (02-10-2024)

اخر 5 مواضيع التي كتبها ريحانة القلب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
مجموعة اسكتشات وبورتريه بالالوان الاويل باستل •₪•♔ الصور المنوعة ,غرائب وعجائب ♣ ♔•₪• 0 46 04-19-2024 10:46 PM
التفكير المفرط •₪•♔ الصور المنوعة ,غرائب وعجائب ♣ ♔•₪• 0 39 04-19-2024 10:29 PM
الرسم بالخضار والفاكهة •₪•♔ الصور المنوعة ,غرائب وعجائب ♣ ♔•₪• 0 37 04-19-2024 10:07 PM
فتاة المظلة •₪•♔ الصور المنوعة ,غرائب وعجائب ♣ ♔•₪• 0 38 04-19-2024 09:57 PM
ثم سنمضي .. •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 0 44 04-19-2024 03:08 PM