ثمة شيء بداخلي..
يجعلني فخورًا بقلبي، نعم فخورٌ به وعلى استعدادٍ تام أن أقف على أعلى ناصية في العالم وأقول ذلك، قلبي الذي رغم كسرته مِرارًا ما زال يحمل الخير، ورغم الأذى الذى طاله ما زال يتمنى السعادة للغير، وبرغم الخوف الذي اكتسبه من خيبات الآخرين إلا أنه ما زال مكانًا هادئًا وبيتًا آمنًا لأحبابه..
فخورٌ بقلبي لأنه لا يحمل حقدًا لأحد، ولا يملؤه غلٌّ على أحد، قد يكون ليس كاملًا ولكن يكفي أنه صادقٌ يسأل الله السلامةَ في الوصول.
الشخص الطيب لا يتحول لشخص مؤذي، لكن حين تضربه الحياة بصفعات لا تنتهي من الخذلان والخيبات، يتحول تدريجيًا فـ بعدما كان أول من يغفر ويسامح يصبح شخص لا يقبل الأعذار أو يعطي فرص جديدة للناس، بعدما كان أول من يضغط على نفسه في سبيل إرضاء من حوله تصبح أول أولوياته هو كسب راحته النفسية، بعدما كان يدافع بإستماتة عن أحبائه يصبح شخص متقبل للخذلان وللصدمات من أي شخص، تتغير نظرته في البقاء الأبدي فـ يصبح إيمانه بأن الناس فترات تنتهي مع الوقت، وبعدما كان يثق في الجميع يصبح شخص يجيد حفظ أسراره وتفاصيله لنفسه، لا يعاتب أحد، لا يضع أمالاً على أحد، لا ينتظر أحد، متوقع السيء والأسوأ من الجميع ..
الشخص الطيب لا يتحول لشخص مؤذي لكنه يتجاهل.. يتجاهل ويمضي في صمت.