رواية ســــالفه عـــشــق - منتديات صواديف عشاق

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانات صَـوَادِيِفْ عُشَـاقْ )  
     
     
   

 

{ ❆فَعِاليَآت صواديف عشاق ❆ ) ~
                      

 

 


الإهداءات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-14-2021

صواديف عشاق متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
قـائـمـة الأوسـمـة
الحضور المميز

الوسام الذهبي

الترحيب بالاعضاء الجدد

الوسام البرونزي

 
 عضويتي » 2
 جيت فيذا » May 2021
 آخر حضور » منذ 18 دقيقة (07:08 PM)
آبدآعاتي » 72,160
 حاليآ في » بمملكتي ههنــا.
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام ♡
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Nicon

My Flickr  مُتنفسي هنا تمبلري هنا

мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي رواية ســــالفه عـــشــق

Facebook Twitter



رواية ســــالفه عـــشــق



( الجـــــزء الأول)
في مطــــــــار دبي الدولي
كانت جالسه على الكراسي تنتظر موعد الرحلة ، ناظرت الساعة لقتها الساعة 6:45 باقي على موعد الرحلة نصف ساعة ، وهي توهــا جايه من الدوتي فري وشرت لأهلهـــا هدايا .... كــــانت تراقب الناس بتحركاتهم ... إلا مع زوجته ولا مع عياله ، وكان في واحد جالس بعيد شوي لكنهـــا قدرت تلمحه ...
كان شكله مميز ببدلته الرسمية ، رسمه عيونه الحادة ، لكنهـــا لفت وجها خافت يلمحهــا وهي تناظره ويظن فيها ظن سوء ...
وسرحت بأفكارهـــا بعيد .. ست سنوات مرت من عمرهـــا ، ست سنوات من الغربة ، بعدهـــا عن أهلهــا عن أقرب الناس لها علمها الكثير الكثير ،
حتى دراستها كانت تتطلب منها قسوة قلب ، كانت تخاف يجي يوم ويتحجر قلبهـــا من المشاعر والاحاسيس ... شافت صاحباتها مقبلات عليهـــا ..
ابتسمت لهم .. حمدت ربهــا في سرهــا إن الله رزقها بصديقات طيبات وبنات عوايل مثلهم ، هم دايم إلا يواسونها ويرسمون البسمه على شفاها اذا كانت
مضايقة .
وصلت لها أسيل : إيش فيك يا البندري سرحانه .. اكيد وصلتي لحبيب القلب.
على طاريه ابتسمت
أسيل : ترى كلها كم ساعه وانتي بأحضانه
طلعت عيوني قدام وقلت: استحي يا بنت تراني بس مالكه لسى ما تزوجت
رفعت يدهــا لسما وقالت : عقبالنـــا يا رب ... وعلى هذا الدعوه وصلت سلمى و وفـــاء
سلمى : طيب ادعي لنــــا
أسيل : يـــــــا ربيه حتى في الدعوات تبون تشاركوني ، ما باقي إلا تشاركوني زوجي
ضحكت البندري عليهم .. دومهم يتخانقون ما يبطلون عادتهم : اتخيلك يا سلمى زوجه رجل أسيل
سلمى : والله كان تاكلني بقشوري .. تصبحني بخناق وتمسيني بخناق
وفـــاء بطبعها الهادي : بسكم وطو صوتكم ... فضحتونـــا
وعلى كلمتها.. سمعو النداء
تعلن الرحله رقم 845 عن موعد إقلاعها .. والمتوجه بمشيئه الله لدمام .. الرجاء من السادة الركاب التوجه للبوابه رقم 15
كل وحده منهم أخذت شنطه اللابتوب حقتها والهدايا إلا شروهـــا وتوجهو لبوابه ... وكل وحده منهم حــــــامله شوق كبير لأهلهـــا ...
يمكن صار لهم أكثر من اربع شهور ما نزلو السعوووووديه .
بعد نصف ساعه ...
كان الهدوء هو إلا يصاحبهم ... وكل وحده تفكر كيف راح تقابل أهلهـــا ...
البندري .. كانت تفكر بخطيبهــا ... تنفست بصوت مسموع .. كانت مشتاقة له حيـــــــــــل .. والله انه وحشني موووووووت ،
ما كفاية هو قاهرني لانه وعدني يجي يزورني قبل شهر ... وانا كنت متحمسة بزيـــادة ، وبالنهاية ما قدر ياخذ إجازة من الدوام ...
تحس كل مـــا قرب موعد وصلهــا دقات قلبهــا تزيد ، والرجفه تعتلي جسمهــا.. طيفه كان معها دايم .. مافي يوم فارقهــا .. كان هو الونيس
بليل الغياب ..ما تعرف تنام إلا لما تسمع صوته .. وكان يقول لها .. حلو صوتك قبل لا تنام
وناظرت دبلتها الألمــاس إلا بيدها اليمين .. ولمستها بحالميه .. كانت كل ليله ترسم ملامح وجه على كفهــا .. وتسرح بصورته ..
ملامحه الطفوليه ، نظراته البريئه .. تعشق عيونه .. تحسها بحر تغرق فييييييييييه .
سلمى إلا كانت جالسه قريب من النافذه .. وكانت تناظر الظلام الدامس ومن أسفل تبين أنوار صغييييييييره والشوارع إلا تبين وكأنها خطوط ..
كانت تفكر بأمهـــا المريضة .. ايش حالها اللحين .. اكيد مراح تقدر تجي المطار تستقبلهـــا .. وان طريق المطار طويل ومتعب بالنسبه لهـــا,
مشتاقة لريحه الطيب و الريحان بجلابيتها مشتاقة لحنانها لدفء حضنهـــا ..أمي إللي قلبها عن كل قلب ، إللي حبهــا من جد حب .. إللي صدقهــا
ما يعرف ايش معني الكذب .. اتمنى رضاها بس بها الدنيا .. آآآآآآه يا يمه لو الود ودي ما ابتعدت عنك دقيقه .. لكني ما تغربت إلا عشان ارفع
راسك .. وما ارجع لك إلا ومعي الشهادة .. ويقولون يا أم ماجد خلفتي بنت من ظهر رجـــال .. الله يرحمك يا يبه كنت دوم تتمنى يجيك ولد ..
ولما جاك الولد .. ما امداكـ تتهنى به
قطعت وفـــاء الصمت عليهم وهي ماده كيس به هديه للبندري: البندري حققت لك امنيتك ...واعطتها الكيس
البندري ببتسامه لصديقتها : ايش هذا وفاء ... وناظرت بالكيس شافت علبه كبيره فليـــــك ... شهقت .. يا بعد عمري يا وفاء والله كان
على بالي اشتريه وبعدين نسيت .. وارسلت لهــا بسوه في الهوء
اعلنت الطائرة عن وصلهـــا لبلاد الحرمين .. ارض المحبه والسلام
وكانت كل وحده متحمسه تبي تنزل بسرعه وتخلص إجارائتها .. وتوصل لبيت العز بيتها
البندري من رباشتها وهي نازله من الطياره صدمت بالرجال إلا شافته بالمطار .. هو كان ناوي يسبهــا .. لكن هي ما اعطته مجال ..
وقالت: سوري .. ومشت بغرور قدامه
والحمد الله خلصت إجارئتها بسرعه .. وطلعت تمشي بسرعه مع عربتها إلا فيها شنطتها الكبيره .. إلا يتمسخرون عليها البنات ..
ويقولون لها جايبه معك دولاب ملابسك
اول ما وصلت صاله القادمون.. شافت ابوهــا من بعيد وراحت تركض له .. اشتاقت له .. واول ما وصلت سلمت عليه وباست راسه
ابو عبد الله : شلونك حبيبتي ... وحشتينا
البندري: والله بخير .. والله انتو وحشتوني اكثر .. شلون امي واخواتي
ابو عبد الله : والله كلهم بخير .. خواتك جاو معي .. واشر لها وين جالسين إلا كانو مش منتبهين على وصولها ... كيف الرحله معك ..
عسى ما تعبتي
البندري وهي تمشي مع ابوهـــا : لا يبه الحمد الله كانت مريحة
وصلت لأخواتها نرجس\ ريوم
البندري حبت تفاجأهم : ياااااااااااااهو نحن هنـــــــــــــــا
ريوم نطت لها وحضنتها وما اهتمت بالناس إلا حواليها .. اشتقت لك يا الدووبه ... اسبوع ما اسمع صوتك
البندري: والله انا مشتاقة لك اكثر .. واعذريني والله الدوام متعبني وغير الدراسه ما عندي وقت احك فيه شعر راسي
ريوم: والله عاذرتك يا قلبي
نرجس : فكي عنها شوي .. خليني أسلم عليها
ريوم: خذيها ها الدووبه ... شكل الغربه معجبتها .. محلوه يا البندري
بعد ما سلمت على أختها وكانت عيونها تجول بالناس إلا حواليها .. تدور على إللي سرق من عيونها النوم .. إللي أشعل قلبهــا بالغرام ..
إلا افقدهـــا صوابها ..
حست بأنفــــاسه الدافيه .. من وراهــا .. إلتفت نص إلتفاته .. وشافت بطرف عينهـــا بــــــاقة ورد جوري أحمر ، ابتسمت من قلب ..
عارف انها تعشق الورد ..
تحرك بندر من وراهــا وصار ماقبلهــا تماما : فكرت ايش اهديك .. اهديلك الورد .. او اهديك انتي للورد .. حمد الله على الســـــــــــــلامه
.. تو ما نورت الشرقية
من كلماته الرقيقه ضـــاعت معــانيهـــا ، وصارت ترمش بسرعه من إرتباكهــا .. وصوتها الواهي ارتعش ..
قالت بهمس وببتسامه نــــــابعه من قلب محب يعشق بجنون : الله يسلمك .. الشرقيه منوره باهلها
ظلو يناظرون بعض ويتكلمون بلغه العيون .. إلا ممكن تكون أبلغ كلام .. فالحروف تموت حين تقال ..
كانت البندري تناظره بعيووووون عطشانه .. تبي تروي ظمأها ..
خلي عيونكـ حبيبي تسقني .. الحب والزهر والمــــا
قطع عليهم لحظه لقـــا العيون .. ريوم: بسكم حب ورمنسيه قدام الله وخلقة
بندر وهو مطيح الميانه معاها : اشوف فيك يوم يا ريــــــــوم ، والله ان ما بهذلتك
سمعو صوت بو عبد الله يجيهم : يا الله يا عيـــال مشينا
تقدم بندر وهو ياخذ عربه البندري .. وصار يمشي مع بو عبد الله ويتكلم معه
البندري مع ريوم واختها نرجس .. ريوم بلقافتها المعتاده : رجلك ايش يقول لابوي
البندري: انا ايش يدريني .. شايفتني امشي معهم
ولما وصلو للمواقف .. مسك بندر يد البندري .. وقال: يله عمي تصبحون على خير
ريوم فتحت عيونها بقوه : وين ما خذها ... شوووووووووووف يبه خذها معه!!!!!
ابو عبد الله : يله مشينا ريوم .. هو طلب مني انه هو إلا يوصلهــا
ريوم: عجل انا بروح معهم بالسياره ... وشافت ابوها يناظرها بنظره .. بلعت ريقها بسرعه ..
وقالت بصوت واطي ما سمعته إلا اختها نرجس : عز الله ما شفنـــا أختنا
في السيــارة الرنج روفر .. بلونها الأسود الملكي .. نور السياره إلا كان ينور الطريق المظلم للي جاي من المطار
صوت الاغنيه هو إلا كان مغطي الصمت إلا كان سايد بينهم ..
بندر كان مش مصدق .. هل هو عايش بحلم ولا بعلم .. حبيبه القلب والروح جالسه جنبه وايده مشبكه بيدهــا الناعمه والرقيقه
كان جالس يردد مع الأغنيه ...
صغيره كنت وإنت صغيرون
حبنــا بدا بنظره العيون
قالو ترى ذولا يحبون
من الصغر لمــا يكبرون
مثل نجمه والقمر .. كـــبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر
على الجرب قعدنا ليالي
ذاك النهر والنخل عالي
تغيرنـــا وكبرنـــا يا غالي
ظل النهر والنخل عالي
مثل النهر ما تغيرنا
حبنا كبر وأحنــا كبرنا
محلا الحب إلا جمعنـــا
مثل الطيور إحنا صرنـا
مثل نجمه والقمر .. كبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر
يحس بحاااااالميه لما يسمع ها الأغنيه تذكره بقصه حبهم
دوم أهله يقولون هذي الأغنيه حقت بندر والبندري
البندري كانت تناظره وهي مبتسمة .. تحس وكانها تناظر طفل .. ما تمل من شوفته ابد .. قطعت عليه أغنيته المفضله :
شلون سراج .. من زمان ما سمعت صوته .. وحشني بعد قلبي
لف عليها ورد مره ثانيه يناظر بالطريق: سراج بخير دوم يسأل عنكـ ...( قال لها بخبث) بس هو بعد قلبكـ
انحرجت منه ما توقعته يعلق على الكلمه : في ناس بعد ثانين
بندر: منهم هذيلا!!!
البندري وهي تناظره بطرف عينها على شان تبي تشوف ابتسامته : يعرفون هم انفسهم
بندر بتكشيره : شكلي راح اتعب على ما اخليك تعترفين
حب يغير الموضوع فسألها : كيف الجامعه معك ؟
البندري: الحمد الله كل شي تمام .. هم اعطونــا اجازه شهر يا زعم على شان ندرس وخلاص بقى لنا امتحان التخرج
بندر وهو يحثهـــا : ها الله ها الله بالدرجات إلا تبيض الوجه ... ابيك تصيرين دكتوره اد الدنيا
البندري بخوف : انشاء الله ... اهم شي انت ادعيلي يكون الإمتحان سهل واتخرج
بندر: لا تخافين يا بعد قلبي .. انتي اصلا ما عليك خووووووف داااااافوره طالعه على عمي
البندري: قول لا إله إلا الله .. ترى ما يحسد المال إلا أصحابه
ضحك بندر على كلمتها : لا إله إلا الله .. كأنه جدتي جالسه جنبي
البندري وهي تضربه بخفه على كتفه : فدييييييييييييييتها جدتي
بندر وهو يلمس مكان الضربه : عســـــــــــل على قلبي.. مب يقولو ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب
البندري خجلت من حركتها وحبت تغير الموضوع : ايش رايك نمر باسكن نشتري آيس كريم
بندر : والله فكره حلوه .. وغير أتجاه الطريق على شان يمر على باسكن .. وكلها ربع ساعة إلا هو واصل ونزل من السيارة ..
ما سألهــا ايش تحب لأنه عارف ذوقها
فتح باب السيارة شافها تتعبث بالدرج تدور على CD .. وهو يناولها الآيس كريم ..
بندر: ايش تدورين عليه
البندري: خابرتك من عشاق ابو نوره .. ما اشاوف له أي CD
بندر وهو يتحرك على شان يمد يده من ورا على شان يوصل لشنطه إلا حاط فيها كل سيديات ابو نوره
ايش تحبين تسمعين
البندري ابتسمت له : قلت احبه حيــــــــل
بندر وهو مبتسم : انا اهديك هذي الأغنيه

سلمى
جالسه في السيارة مع خالهـــا إلا جا يستقبلها بالمطار.. طبعا توقعت انه هو إلا يجي يستقبلها ولا أخوهـــا فاقده الرجا فيه ..
علاقة سلمى مع خالها إلا يكبرهــا بثلاث سنوات قوووووووويه مره
يوسف: شلون دبي وأهل دبي
سلمى بإبتسامه لانها فاهمه قصد خالهــا : دبي تسلم عليك.. وتنتظرك تجي تزورها
يوسف : والله قريب انشاء الله ... ومن يدري يمكن في تخرجك انا إلا اجيلك .. واخطب لي وحده .. مب أنا قايل لك شوفي لي وحده
من زميلاتك بالجامعه .
سلمى : بنات الإمارات ما في أحلى منهم .. لكن الأقربون أولى بالمعروف
يوسف: لا بس حبيبت أغير .. أحسن النسل
سلمى: ههههههههههه .. ما تبطل من حركاتك يا خالي
طلعت سلمى جوالها من شنطتها جفنشي الوردية
وضغطت على رقم واحد المسجل بإسم أمها.. وظلت تناظر الشاشه أمي الحبيه
سمعت حس أمها الغالي: الـــــــــو
سلمى ردت بلهفه : هلا يمه شلونك
أم ماجد بصوتها المتعب من المرض والهم : هلا ببنيتي .. هلا بالغاليه بنت الغالي
سلمى : يمه تتطمني تراني وصلت الشرقيه واللحين انا مع خالي
أم ماجد : ما يقصر والله يوسف .. عساني أفرح بعرسه ان شاء الله
سلمى ضحكت لانها تذكرت كلام خالها قبل شوي : قرييييييييب يعرس يمه ان شاء الله
سلمى حبت تسأل عن أخوهـــا إلا صار له أكثر من شهر ما سأل عنهـــا: يمه شلون ماجد .. عساه جنبك
أم ماجد تكدر خاطرها لما سمعت اسم ولدها .. صار له يوم كامل غايب عن البيت .. أخر شي تذكره انه قال لها انه راح يروح
البحرين مع أخوياه وراح يباتون هناك .. ومن راح ما اتصل يطمنها وهي قلبها قارصهـــا على ولدهـــا الوحيد
سلمى خافت لما ما سمعت صوت امها : يممممه انتي بخير
ام ماجد تذكرت انها تكلم بنتها: أي يمه انا بخير .. واخوك ماجد مو بموجود بالبيت .. ان شاء الله على ماتجي هو قد جا
سلمى حست انه بالموضوع شي .. دومه ماجد يكدر خاطر امها : ان شاء الله يمه .. يله تامرين على شي
أم ماجد: سلامتك يا بنيتي .. ولما توصلين خلي خالك ينزل معك .. أنا مخليه الخدامه تجهز لكم العشاء
سلمى : ان شاء الله يمه .. مع السلامه
:::::::::::::::::::::::::::::::::
وصلو البيت .. وانفتحت البوابه الإلكترونيه
وبانت منها الحديقة المرتبة بعناية .. والنافورة إلا بالنص وكانت على شكل اسمـــاك ومن فمهــا ينزل الماء .. دارت السياره حول
النافورة ووصلت للباب الرئيسي للبيت
وهي نازله من السيارة شافت أخوهــا عبد الله توه نازل من سيارته .. فركضت له على شان تسلم عليه
عبد الله انتبه انه في ظل اسود وراه فلتفت : اوووووووووووه سميحه ببيتنا
البندري: ازيك يـــا عبد السيمح ... عامل اييييييييه
عبد الله وهو يضمها : والله شقيان بها الدنيا
البندري وهي تضحك على لهجتها المصريه المكسره إلا بعكس أخوهـــا : ازي العيال
عبد الله : العيـــــــــال مغلبني
البندري وهي تضحك : اقول تعبت وانا اتكلم مصري ... وحطت يدها على خصرها .. ليش بالله ما جيت تستقبلني بالمطار
عبد الله وهو يرفع حاجبه: لا والله .. ما تبين بعد الوفد الملكي يجي يستقبلك بعد .. (وابتسم وهو يشوف صديق عمره مقبل عليهم )
.. كفايه رووميو جا واستقبلك
بندر سمع بس كلمه روميو .. وعارف انه هو المقصود بها الكلمه : ايش فيه روميور بعـــــــد
عبد الله وهو يرفع ايده دلاله انه برئ : لا ابد سلامتك .. وتحرك عنهم .. يله خلونــا ندخل داخل الجو شوي بارد
بندر: طيب شوي وداخلين
ومسك ايد البندري وقال لها وهم يتوجهون لسياره: نسيتي تاخذين معك الورد
ابتسمت له البندري
واخذ باقة الورد الكبيرة إلا كان جايبها لها .. وسحب منها ورده بكل رقه على شان ما تخرب شكل الباقه وقدمها لهــا
"هذي ورده لأحلى ورده بحياتي "
أخذتها البندري منه بكل رقه وخجل .. ونزلت راسها وصارت تتلمس بتلات الورده المخمليه بكل نعووووووووومه
مايدري كم مر من الوقت وهو يناظرها .. منظرها سلب عقله .. لو يظل طول العمر يناطرها مراح يمل منها
بندر: يله حبيبتي تــــــامرين على شي
رفعت راسها : ليه تو الناس
بندروهو يكذب عليها على شان تأخذ راحتها مع أهلها : عندي شغله بسويها حق الدوام .. وانتي توك جايه من سفر لازم ترتاحين يا قلبي
البندري حست انه يتهرب على شان تاخذ راحتها .. هي تعرفه من نظره عينه حتى لو ما تكلم .. وكيف ما تفهمه وهو إللي علم قلبهــا الطيش والعشق
" اوكي على راحتك حبيبي "
بندر مراح يفوت ها الكلمه بالساهل : عيدي عيدي ايش قلتي
ضغطت على شفايفها بقوه .. عرفت انها طاحت في مطب قووووووووووي .. وحمرت خدودها خجلا وصارت ترمش بسرعة ..
برموشها إللي كأنها للعدو جيش
البندري : بنــــــــــــــــــــــــــدر
بندر ضحك على شكلها المحرج : طيب طيب خلاص .. يله تصبحين على خير ، وسلمي على خالتي
البندري: إن شاء الله يوصل .. وانت من أهل الخير
وضلت تراقبه لين ما ركب سيارته وشافته يلوح لها بيده .. وطلع من البوابه الرئيسية
وبعد كذا ركبت العتبات الرخامية وتوجهت لداخل البيت
ريوم كانت بإستقبالها: خلاص شبعتو مغازل
البندري: انتي متى راح تبطلين ها اللقافه .. شكلنا يبيلنا نزوجك ونفتك منك .. وسألت بلهفه .. وين امي
ريوم: بالصاله تنتظر سمو الأميرة تشرف
البندري وهي تأشر لها بيدها على شان تقهرها : مووووووتي قهر
أم عبد الله مبتسمه بفرح لشوفه بنتها تاج راسها بـــــْكرها : حمد الله على سلامتك يا نوارتي
البندري ببتسامه على كلمه نوارتي .. دوم امها تدلعها بها الإسم .. أقبلت عليها وقبلت جبينها.. وما قدرت تقاوم أشواقها وحضنتها
ودمعت عينهـــا: الله يسلمك يا الغاليه .. مشتااااااااااااااااااقه لك حيل
أم عبد الله: والله حتى حنا مشتاقين لك.. والبيت من دونك خالي .. وعلى شان تخفف من دموع بنتها .. وكلها كم شهر وتتخرجين
وتجلسين عندنا
عبدالله حب يدخل بالسالفه عرض: ايش تجلس عندنا يمه بيت رجلها ينتظرهـــا
البندري انقهرت من كلمه أخوهــا: ومين قال اني راح اترك امي
عبدالله: لا والله .. اذا تبين اتصل على بندر اللحين واقوله البندري مستغنيه عنك
طنشته البندري وجلست تسولف مع أمها واختها ريوم عن الجامعة وعن صديقاتها ومواقفهم
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عبد العزيز
كنت جالس بالغرفة مسترخي على الصوفا .. أراقب الدخان المنبعث من السيجارة وأستنشق رائحته .. كنت أفكر بعين البنت إلا قابلتها بالمطار .
كان بعيونها شي مميز يخليك قصب تنشد له .. مع اني مش من النوع إللي يجري ورا البنات او حتى يؤمن بقصص الحب او حتى حب من النظرة الأولى ..
هز راسه بغضب .. انا ليه جالس افكر فيها اللحين .. آلاف البنات مرو علي بحياتي سوا كانو معاي بالجامعه أو حتى اشتغلو معي ما فكرت فيهم ليه
اللحين جاي افكر بها البنت .. انا جاي السعوديه عندي إجازه ابي استرخي واريح اعصابي قبل لا ارجع لندن واختبر اختبار التخصص .. وتذكر شي
طرى على باله " يبيلي بكره امر على الشباب بالمستشفى .. ازورهم اشوف ايش آخر أخبارهم ".. وعلى ها الفكره حس ان جسمه بدا يسترخي
بعد ها الرحله الطويله والمتعبه .. وبدت جفونه تسترخي .. واستسلم لنوم

بنــــدر
دخلت البيت كان مظلم .. مافيه إلا نور خـــافت جاي من غرفة الجلوس
دخلت شفت جنى وسراج يشاهدون توم أن جيري
" السلام عليكم "
جنى & سراج: وعليكم السلام
سراج كان نــايم بحظن جنى .. لما شافني داخل رفع راسه وتحرك من مكانه .. قام يتخطى وبصعوبه لين وصلني ..
كنت أنــاظره وفي وجهي إبتسامه .. لكن قلبي عليه حارق .. ليه هو غير الأنـــام .. هو أجمل ما رأت عيناي .. لكنه ............
أحس أن خطواته عشان يوصلني .. كانت أدهر كان ودي أساعده .. أحمله .. ما أخليه يتعب ابد .. لكن لا زم يتعود يعتمد على نفسه على شان
لمـــا يكبر مـــا تهزه كلمه معاق
وأخيرا وصلني وحضني بقوه بيديه الضعيفتين .. وسألني بصوته المرتبك
" وين البندري ليه ما جبتها معك"
بسته على خده وقلت له: ان شاء الله بكره تشوفها .. هي توها واصله من دبي وتعبانه
كشر ومد بوزه .. شكل الكلام ما أعجبه
بندر: ايش رايك تكلمها .. اكيد راح تستانس لما تسمع صوتك
\\
انشاء الله تعجبكم البدايه

( الجزء الثاني)
سلمى
دخلت من الباب الرئيسي .. إللي كانت ارضيته رخــام اسود ونزلت شنطتي اللابتوب وسمعت حس أمي قريب .. نزلت شيلتي على كتفي ورحت
اركض لها
وأول ما وصلت لها شفتهـــا .. شفت تـــــــاج راسي .. بصراحه في هذا الموقف تعجز الحروف عن التعبير .. رحت وضميتها بكل شوق
وكانت دموعي تنزل على خدي
انتي يــــا تاج راسي .. إلا بيك أبتدأت ذكرياتي
انتي يـــا أمي إلا كبرتيني .. وحملتيني على أكتافك .. وكنتي شايله زمن قاسي
أنــــا أيش ما كبرت احتاجك وأبقى طفل بعيونك
قبله مني لتجاعيدك..
قبله على وجهك.. على ايدك
آآآآآآآآآآآآآآه يا يمه مشتاقه لضحكتك
يوسف إللي كان داخل ورا سلمى وظل يراقب الموقف .. تأثر حيل .. أخته أم ماجد غالية عليه وحتى عيالها .. يحسهم عائلته ..
مسؤلين منه .. ما يتخيل يوم يمر من غير ما تدعيله أخته إن الله يوفقه .. ولا يوم يمر من غير ما يسمع حس سلمى .. هي يعتبرها صديقته ..
دوم إذا ضاقت به الدنيا يشكيلها .. هي صندوق اسراره
حب يوسف يغير جو الدموع إلا ساد بينهم : مــــــا خلص المشهد الهندي
ضحكت أم ماجد من بين دموعها : هذا انت يا يوسف مراح تغير عوايدك
يوسف وهو يرفع ياقه ثوبه: تعرفين ياأم ماجد حنا ملح الحياه .. شكلها ها الليله مطوله يعني مراح تعشونـــا ؟ ولا اروح ادور لي اقرب مطعم
أم ماجد : أفا يا خوي تروح تتعشى بمطعم وبيتنا موجود
يوسف وهو يأشر على سلمى : تعلمي السنع من امك .. وانتِ صار لك ساعه تتهزأين فيني بالسياره
سلمى : الله واكبر عليك يا خالي .. تتبلى علي وقدام أمي بعد
أم ماجد ضحكت عليهم .. ودعت في سرهـــا أن الله لا يحرمها منهم ويخليهم لبعض .. هم إلا منورين حياتها .. صحيح طول ما سلمى
موجوده بالإمارات .. تحس بضيقه على فراقها وخصوصا بعد ما تزوجت بنتها الكبيره والبيت فضا عليها .. كانت دوم تصبر نفسهــا على فراقهــا ..
بعد كذا كلهم تحركو جهه غرفه الطعـــام
طـــاوله الطعام الخشبيه بنيه اللون .. جلست أم ماجد بالنص واخوها إلا تعتبره مثل ولدهــا على الجنب اليسار وسلمى على الجنب اليمين
كانت أم ماجد تغرف لسلمى من الاكل كل شوي
أم ماجد: ليه ما تاكلين يا بنيتي .. الأكل مهو بعاجبك ؟ تراك ضعفانه
سلمى ببتسامه لأمها : كاني يمه آكل .. وانتي ما شــاء الله عامله أكل يكفي قبيله
سألت سلمى بلهفه على أخوها ... رغم انه عمره ما اهتم فيها ولا عاملها معامله الأخ للأخت : إلا يمه ما أشوف ماجد وووووووينه ؟؟
أم ماجد أختفت كل ملامح السعاده إللي كانت ظاهره عليها قبل شوي وبانت تجاعيد وجهها إللي كانت محفوره بوجهها بعدد سنين عمرهـــا
" والله يمه هو قالي راح يروح البحرين مع أخوياه"
يوسف من سمع طاري البحرين صارت عينه تتطاير منها الشرار .. هو يثق بتربيه أخته .. لكنه يخاف من ولد أخته ومن عيال الحرام
" ومن متى هو رايح ؟"
أم ماجد : من امس
يوسف وهو يحاول يتمالك أعصابه ما يبي يبين خوفه لأم ماجد .. هي طيبه وعلى نياتها: ودق عليك من راح؟
أم ماجد: ايه توه داق علي قبل لا تدخلون وخبرني انه راح يجي الليله
يوسف بصوت واطي وهو يضغط على اسنانه: لمــا يجي راح يكون معاه حساب ثاني
::::::::::::::::::::::::::::::::
البندري
كانت جالسه بغرفتها .. غيرت ملابسها ولبست لها شي مريح بجامه باللون الوردي .. ها اللون تعشقه دوم يذكرها بطفولتها وبلعب العرايس الصغيره
سمعت جوالها يرن بنغمتها الرومنسيه .. هذي الموسيقى لــ Richard Clayderman
هذي الموسيقى مخصصتها لبندر .. ابتسمت وهي تشوف نور شاشه الجوال ينور بإسم "غلا روحي "
ما خلته ينتظر كثير وردت على طول : الـــــــــو
وصلهــا صــــوت كانت مشتاقة تسمعه .. تحب ها الإنسان بطريقه غير طبيعيه .. تحسه عنوان للبراءة والطفوله .. كل ما تسمع صوته
بسمه فيهــا ترتسم
يمكن كل منكن عـــاش طفولته .. لكن هو عاش طفوله معاق .. قضى أول سنين عمره بالمستشفيات بين العلاج الطبيعي والعمليات ..
لكن الحمد الله عدت ثمـــان سنين على خير
سراج : وووووووووحشتيني
البندري: يا بعدهم كلهم .. انت اكثر
سراج : تراني زعلان عليك .. ليه ما جيتي بيتنا .. اكيد رحتي لدوبه حووووووور
البندري ضحكت على لهجته المأساويه وهو يتكلم .. وتذكرت أختها الصغيره حور : لا والله اصلا ما شفتها .. شكلها نامت من بدري
( وحاولت تعاتبه بلطف) وانت ليه ما نمت الأطفال الحلوين ينامون بكيييييييير
سراج شوي ويبكي : انا كنت انتظرك .. انتي وبندر
البندري حست بتأنيب الضمير: خلاص حبيبي .. بكررررررره من الصباح تعال بيتنا .. على شان تلعب مع حور ومع قطوتها ساندي
سراج رجعت البسمه لشفاته لمـــا جابت طاري القطه: اللـــــــــــــــــــــــه .. تخليني حور أللعب معها
البندري وتذكرت طواله لسان أختها : دامك تحب القطط .. انـــــــا راح اشتري لك أحلى قطه .. واحلى بعد من حقت حور .. على شان تقهرها
سراج قام يناطط بحضن بندر من الفرحه ورما الجوال
البندري ضحكت على صوت الفرح الصادر من سراج .. ووعدت نفسها انها لازم تشتري له قطه وما تخلف بوعدها .. على شان تدخل لو
جـــزء بسيط من الفرح في قلبه الصغير
بندر: يا البندري ابلشتينا .. اللحين ايش راح يسكت سراج
البندري: حرام عليك يا بندر .. دامه يحب القطط راح أشتري له أنا هديه
بندر: انتي عارفه إن أمي ما تحب حيوانات يدخلون بيتها .. تخاف عليه
البندري: لا انا راح اجيب له وحده ماخذه كل التطعيمات .. وعلى البيت مو مشكله يخليها بالحديقة
بندر: انتي لكل شي عندك حل
البندري: life is easy every thing is easy
حست بريوم تدخل غرفتها .. فاشرت لها تجي تجلس جنبها في الصوفا
بندر: يا ريت كل شي ايزي .. شكله احد جا عندك
البندري: لا هذي ريوم
بندر: طيب حبيبتي أخليك .. تـــــــامرين على شي
البندري: سلامتك
بندر: فمان الله
بعد ما سكرت الجوال .. إلتفتت على أختها وقالت: توقعتك رحتي نمتي
رررريوم: ليه بالله شايفتني دجاجه أنا ها الحزه .. خليت النوم لأهل النوم ( كانت تقصد بها الكلام امها وابوها وعبد الله )
البندري: مسكين عبد الله وراه جلسه من الفجر ومشوار للجبيل .. انتي انسانه فاضيه لا شغله ولا مشغله
ريوم: لا تغلطين .. أنـــا طالبه جامعيه .. وبكل فخر بجامعه الملك فيصل
البندري: في مثل يقول كان تعرفينه .. مداح نفسه يبيله....
ريوم: اقول لا تغيرين الموضوع .. وقولي لي بسرعه ايش صار بأمسية فـــــــــزاع
البندري وهي ترجع بذاكرتها لذاك اليوم الخيالي .. تعتبره من افضل الأيام بحياتها : ايش اقول وايش اخلي يا ريوم .. كانت امسيه ولا كل الأمسيات
.. على كثر ما حضرت أمسيات شعريه كانت السفاره السعوديه مرتبتها لنـــا .. لكن بحياتي ما شفت أمسيه بها الطريقة .. كامله من
مجميعوووووووووه
من حيث الترتيب والتنظيم
آآآآآآآآه ولا الإحساس إلا كان يلقي فيه فزاع .. كان خيااااااااااااال بصراحه
وحطت يدهـــا على خدهــا تذكر هذاك اليوم .. تدرين ايش أحلى قصيده عجبتني
ريوم: أي وحده ؟؟
البندري:
صورتي في الجريدة
من يوم حصل صورتي في الجريدة وهو يداعبني بسلك التلفون
صورة بليا صوت هزت وريده يا الله عسى ما يشوفني في التلفزيون
كل يوم مرسل لي رسالة جديدة عنوانها قلبا ً من الحب مخزون
المشكلة ما أعرف وش اللي يريده في كل ليلة وله نظاما ً وقانون
يا أهل العقول الواعيات الرشيدة لو أنكم فزاع وش با تسوون
لقلت له سالف بجملة مفيدة سولف ولكن دون معنى ومضمون
قاطعته بلهجة شديدة شديـدة عفواً أنا ما أفهم وش تقول وش لون
حقيقة وروعة وفعلا ً أكيده بأنه حبيب يسلب القلب ويمون
ريوم وهي تصفق بحراره وتصفر: يــــــــــــاهو أختنا صارت شاعره .. كل هذا من أمسية فزاع
البندري وهي تقوم من الصوفا وتتجه لتسريحتها .. إللي كانت حاطه عليها عطوراتها المفضله .. وعلى الجانب برواز فيه صورتها ..
كان بندر هو إللي ملتقطها لانه فنان بالتصوير .. وكانت بألوان البيج والبني .. أخذت عطر برائحه الياسمين ورشته على بجامتها ..
وردت على ريوم : انتي ايش فهمك بالشعر .. خلك بدراستك ابرك لك
ريوم طنشت أسلوب الإستهزاء بنبره البندري .. لحاجه في نفسها : طيب يا أختي العزيزه .. انا سمعت انه اعطوك هــــــديه راقيه
البندري توجهت لشنطه ملابسها إلا بعدها ما رتبتها وضلت تطلع الأغراض منها: انا اذكر اني حطيته هنا .. اخاف اني نسيته بغرفتي هناك ..
ولقته بجيب الشنطه وأخذت الديوان إلا كان غلافه جلدي بلون البني الفاتح ومحفور عليه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ..
بطريقه حلوه مره ومعه غلاف CD
ريوم انبهرت من شكله بطريقه فضيعه : الله يجنن .. تكفين اختي اعطيني اياه
البندري سحبت من عندها الديوان بسرعه : آآآآآآآآسفه عيوني .. هذا يعتبر من أحلى الهدايا إلا استلمتهم .. تستعيرينه مني اوكي ..
لكن مسألة إني أعطيك إياه
Impossible
ريوم بطريقه ماساويه على شان تكسر خاطر البندري: افا انا اختك حبيبتك .. تسترخصين فيني كتاب .. حته كتاب
البندري: هذا يا طويله العمر مش كتاب .. ديوان شعر .. قلت لك تبين تاخذينه تقرينه ما عندي ما نع لكن تاخذينه على طوووووول ...لااااااااا
ريوم: طيب يا البخيله راح آخذ السي دي واسمعه
البندري: اوكي مو مشكله .. طيب يله روحي نامي انتي ما وراك دوام
ريوم: لا يا حلوه .. انا بكره OFF
البندري: احلى يا OFF .. يعني حلو لو بكره سوينا جمعه العايله ببيتنا
ريوم: انا ما عندي مشكله .. ابتسمت بخبث.. لكن انتي يا حلوه إلا راح تطبخين
البندري: طيب .. والله بنات ها الجيل ابد ما منهم منفعه .
:::::::::::::::::::::::::::::::
صبــــــاح جميل أطل على أبطالنـــا .. أصوات هديل الحمام على سقوف المنازل ، وندى الصباح على أوراق الشجر الأخضر ...
الشمس اليوم مشرقة والجو مرررره حلو

عبد العزيز
صحى اليوم وكان نشيط .. وهو لا بس روب أبيض .. كان يراقب الصباح الجميل من نـــافذة غرفته الكبيره .. كان يطل على العامل
ويشوفه وهو ينظف الحديقة ويمسح العرق من جبينه .. بعد كذا توجه لدولاب ملابسه وقرر انه يلبس اليوم ثوب
نزل تحت وسأل الخادمة عن امه وخبرته انها راحت السوق تتقضى أغراض البيت .. فعرف إن أمه ناويه اليوم تسوي عزيمة ... فطلع من البيت
وتوجه بكل شموخ لسيارته المرسيدس البيضا إللي كانت بنوراما من فوق .. ضغط على زر unlock
وانفتحت السيارة من بعد .. وفتح الباب وركب السيارة وشغل المسجل على فيروز .. يحب يسمعها على الصباح .. وفتح الزجاج العلوي كـــامل
وطلت من خلاله الشمس بكل تمرد .. وقبل لا يتحرك عدل شماغه وهو يناظر نفسه بالمرايا .. يحس شكله غريب وهو لا بس ثوب أبيض وشماغ أحمر
من زمان ما لبس ثوب .. ناظر شكله بغرور وهو يشوف ترتيب السكسوكه الخفيفه إللي رتبها اليوم الصبح .. وفتح الكراج وحرك السياره متوجه
للمستشفى يزور أصدقاءه القداما
( راح نخلي عبد العزيز بروحه يسمع فيروز .. وراح أتكلم عنه شوي .. هو دكتور متخرج من جامعه الملك سعود .. نقدر نقول انه
حذا حذو ابيه المرحوم لانه كان جراح قلب كبير ... هو حب يتخصص الجراحه ببريطانيا .. وبقا عليه سمستر ويخلص تخصصه ..
والإستشاريه قرر ياخذها بالسعوديه .يعني هو لما يتخرج من بريطانيا راح يصير doctor chief resident not consulting
وصل عبد العزيز عند استاربكس ... وأخذله كرميل مكياتو لانه ما فطر بالبيت دام امه مش موجوده ... وتوجه للمستشفى
:::::::::::::::::::::::::::::::
صحت من النوم ... وشافت أختها ضحى نايمه بالسرير إلا جنبها .. قامت بنشاط متوجهه للحمام على شان تاخذ لها دش سريع ..
لازم تبدا من اليوم تجهز لحفله خطوبتها إلا ما بقى لها شي .. هي تعد الساعات والدقايق على شان تطلع من هذا البيت إلا عاشت فيه أسوء أيـــــــــام
حياتها .. إلا عاشت وكأنها مربيه لاخوانها الصغار وتحت رحمه مرت أبوهـــا ... وتحس وكأنها كانت سجينه مكبده بـ الأقلال .. لكن جا اليوم
إللي تفك هذه القيود وترميها وسط المحيط من غير رجعه ... وتطير بحريه .. ماعاد بالعمر كثر إللي مضى .. لازم تستغل الوقت وما تسمح
للكدر مدخل لقلبها .. من يوم ورايح راح تعيش حياه جديدة.. وابني بيتي طوبه طوبه من غير محد يتدخل بتفاصيل حياتي إلا كانت زوجه ابوي تدخل فيها ..
دلال وهي تكلم نفسهـــا " انا سمعت من ابوي انه ولد عايله .. مش مهم بالنسبه لي يكون غني ولا فقير .. المهم يكون طيب معي ويعوضني عن أيـــام
الحرمان"
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
البندري
صحت من النوم .. تحس وكأنها أول مره بحياتها تنام بهدؤ وراحه بال .. يا حلو الواحد لما ينام في بيته وفي فراشه العزيز ...
آآآآآآآآآآه يا فراشي الجميل وحشتني .. يا حلاه النوم عليك .. نطت من الفراش اليوم حافل بالنسبه لها وبعد ما أخذت لها دش ســـــــاخن ..
لبست لها برمودا ابيض وفيه زخرفات زرقا اللون ومعاه بلوزه بيضا تنربط عند الخصر .. وحركت شعرها البندقي الحرير بيدها ما حبت ترفعه
وخلته ينساب على كتوفها بحريه .. وتحركت بإتجاه الستاره وبدت ترفع الستاره إلا بستايل روماني .. لين ما صارت أشعه الشمس تغمر كل أنحــــاء
الغرفه .. وناظرت بالغرفة إلا يبيلها ترتيب .. وشنطتها المعفوسه .. وهي ما تحب الخدامات يرتبون أغراضها .. تحب أمورها تسويها بيدها .
. يمكن لانها تعودت تعتمد على نفسها .. وطلعت من غرفتها بعد ما لبست شبشبها الأزرق ومن قدام فيه وجه ارنب .. ضحكت على شكله ..
هذا المفروض يكون لأختها حور مش لها
وفي الممر سمعت حس أختها حور .. وراحت لها وشافتها حامله قطتها الشيرازيه الصغنونه ( ساندي) كان لونها ممزوج باللون البني لون الرمل
مع البيج وكانت عيونها عسليه ... مع اني اكررررررررره القطط لكن ساندي احسها بريئـــه لطيفـــه غير قطط الشوارع إلا تحوم الكبد
البندري: صباااااااح الخير حوري
حور ببتسامتها الطفوليه: صباح النور
قربت منها أكثر وصرت اتلمس شعر ساندي الكثيف والناعم: شخبارك
حور: زينه
البندري: زينه ولا نحووووووول
حور ناظرتني بنظره وكانه الكلام مش عاجبها ورفعت حواجبها الصغيرة وإللي رسمتهـــا على شكل قلب : انتي مررررررررره قديمه
البندري: ههههههههههه... يا ربي انتي ما تبطلين من طواله اللسان .. طيب علميني انتي شنهو الجديد .. وضمت يدينها لصدرها
حور ما اهتمت لكلامها هي مشغوله بقطتها : البندري قطوتي مسكينه مريضه
البندري اللهم طولك ياروح .. خلني اكمل معها واشوف آخرتها مع ها الساندي: ايش فيها بعد .. هذي قطتك كله مريضه
حور بندفاع: لااااااااااااااا هي الإسبوع إللي فات شفتها ما تتحرك وشكلهـــا مريض وما تحب تلعب معي
البندري: طيب
حور: وخبرت عبد الله عنها ورحنا لطبيب وقال عندها إكتئاب
البندري، فتحت عيوني بتمثيل اني مستغربه: الله إكتئاب مره وحده .. ايش السبب
حور وهي شوي وتبكي زعلانه على قطتها: مدري
البندري ضحكت على شكل أختها: زوجيها طيب
حور: من وين أجيب لها واحد حلو زيها
البندري: خلاص ولا يهمك أنا راح أجيب لسراج ذكر قط ونزوجه لساندي
حور وعفست ملامحها: لااااااااااااااااااااا هذا الأعرج ما ابيه يا خذ قطوتي
طلعت عيوني قدام من كلمتها.. إذا طفله صغيره تقول هذا الكلام .. عجل ايش خلينـــا لناس إللي يا زعم عقولهم واعيه وراشده ..
لكنهم ما يحترمون ذوي الإحتياجات الخـــاصة .. وصرخت في وجها : حوووووووووووور عيب .. إياني وياك اسمع تقولين هذي الكلمه
مره ثانيه .. فاهمه
حور شوي وتبكي على أسلوبي وبدت تشاهق: آآآآآآآآسفه.. ما كان قصدي
البندري، بدت تلين ملامحي : يا عمري ما يصير يعيبون على الناس.. هو الله خلقه كذا .. انتي ترضين احد يعيب عليك ؟؟
حور وشفايفها ممدوده : لا
البندري: طيب هو حاله حالك ... ويمكن حتى يزعل لو أحد قاله هذا الكلمة .. المفروض تقولين الله يشافيه .. وتلعبين معاه وتعتبرينه
مثل اصدقائك إلا بالروضه .. لانه اذا حبيتي كــــــل الناس الله يحبك ويدخلك الجنه
حور: انا ابي ادخل الجنه
البندري: خلاص لازم تحبين كل الناس وما تعيبين عليهم .. ولما تشوفين أحد بالمدرسه ولا بأي مكان وشكله مريض ولا جالس بكرسي متحرك ..
تدعين ربك وتقولين الحمد الله على النعمه وتدعين إن الله يشافيه .. طيب
حور كانت مركزه مع أختها في كل كلمه تقولها .. رغم صغر سنها .. لكنها ذكيه .. وتحاول تستوعب وتحفظ الكلام في بالهــــا : انشاء الله
وسمعنا حس ريوم تطلع من الغرفه وشكلها منزعجه: يعنيييييييييييي انتو ما تخلون الواحد يناااااااااااااااااااام
انا وحورضحكنا على كشتها القايمه تقولن شمس
وهي تجي ناحيتنا : على شنو تضحكون
البندري: على شكلك التحفـــــــــــــــه ... تقولين وحده عاطينها صدمه كهربائيه
ريوم: يا قليلين الحيا ... تتريقون علي
وشوي إلا تحس بشي رطب على رجولها .. وخافت ونزلت عيونها ببطئ .. تخاف يكون إلا في بالها صحيح ... وصرخت هذيك الصرخه إلا
هزت البيت هز
"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"
ريوم تخاف من القطط ... عدوها اللدود ساندي .. وفي علاقه غريبه بين ريوم وساندي .. ساندي من تشوفها تروح تركض لها بعكسنا ..
وتركض لغرفتها وساندي تلحقها وتسكر الباب بقوه .. لكن ساندي ما امداها تدخل الغرفه وتسكر الباب في وجهها .. انا وحور ميتين ضحك على
شكل ها الثنتين .. وعلى شكل ساندي إلا صار وجهها بالباب .. انا متأكده انه وجها صار منخفس اكثر من قبل..
نزلت أنا وحور ورحنـــا غرفه الإفطار .. إلا اكيد امي وابوي مجتمعين فيهــا .. دخلنـــا الغرفة إلا كانت فيهــــا نافذه زجــــــاجيه كبيره مطلة
على الحديقة وبركه السباحة .. وبمـــا أنا الجو حلو كانت أمي فاتحه النافذة .. والهوا كان يلعب بشعر أمي ويحرك أوراق الجريدة إلا جالس يقرأهـــا
أبوي
البندري: صبـــــــاح الخير للحلوين .. ورحت قبلت راس ابوي وسلمت على امي
ابوي: صبــــــــاح الورد والفل والياسمين
امي: تعالي يمه أفطري
وجلست على الطاوله الزجاجية الدائرية الشكل وجنبي حور .. ناولتني امي كـــأس برتغال .. أمي دوم محافظه على نوعيه أكلنـــا..
دومها تحب النظام والترتيب بكل شي .. حتى بأوقات الوجبات .. مشاء الله رغم كبر سنهـــا إلا انها محافظه على شبابهـــا ..
وخصوصا اللحين مع تمارين إللي صارت تمارسها بعد ما تقاعدت من وظيفتها .. كمديره لمدرســــه
بعد ما خلصت فطور رحت المطبخ .. لاني قررت اليوم اسوي لهم شيز كيك من صنع ادي وحيات عنيا .. وتذكرت أن عمي أبو بنـــدر يحب
كيكه الأناس إللي دوم اسويها له
وبعد مـــا خلصت شغلي .. شفت الخادمة جايه ومعهـــا سله كبيره .. على مـــا أظن هذي صاحبتي ارسلت سايقهـــا يجيب لي القطة إللي طلبتها
منها اليوم الصبح .. قربت من الخادمة : madam this is for u
Thanks saly.. but it here
وتركته وراحت .. فتحت السله بحذر .. مع انه صاحبتي خبرتني انها هادئة .. وفتحتها وشفتها تطالعني بستغراب .. شكلهـــا جميل ..
لونهــــا أبيض .. وعيونهـــا زرق وكانها القطة إلا بفلم ستوريت لتل ... يا ربي عليها تجنن .. هذي لو تشوفهـــا حور تنخبل وأخاف تغـــار
وتقول جايبين لسراج وحده احلى من إلا عندي .. خبرت الخادمة تخبي السله بمكان ما تشوفه حــــور ..
ورحت لغرفتي على شـــان اغير ملابسي اكيد خوالي على وصول ... كان ودي بندر يكون معنـــا على الغذا .. لكنه ما يطلع من ارامكو إلا
العصــــر .. يله مو مشكله هو وعدني انه السهرة عندنـــا الليلة
:
:
:
سلمى
صحيت اليوم الصبح بنشاط .. احس بالسعادة اني ببيتي وانشـــــــاء الله قريب أتخرج من الطب .. وننتهي من الغربه .. مع اني ما حسيت
بالغربه وانــــا بالإمارات .. لكن فراق الأم شي صعب .. نزلت تحت وشفت أمي جالسه تشرب قهوه .. قبلت راسهـــا وجلست جنبها وسولفنـــا
في أمور كثيرة ... وعلى الســـاعة 11:30 تقريبــا شفت خالي داخل البيت
يوسف : السلام عليكم
نـــاظرته بستغراب اني اشوفه ها الوقت ببيتنا: وعليكم السلام
أم مـــاجد : تعال يمه أشرب قهوه .. أو أكـــل لك حبه تــــمر
سلمى : انـــا ابي اعرف انت ما عندك دوام .. ما عندك شغل ولا مشغله
يوسف وهو ماله خلق أسئله سلمى .. واصله معه من مديره: يـــا أخي حصصي وخلصتهـــا .. ليش تبيني اجلس بالمدرسه أكثر
سلمى : أخـــاف يجي يوم ويفصلك المدير
يوسف وهو مو هامه: ابركهـــا ساعه
أم مـــاجد : يله يا عيـــال .. بطلو كثر الحكي ورحو صلوا
:
:
بعــــد الغذاء .. جابت سلمى صينيه الشاهي ومعها الحلى
ومدت لأمهـــا بياله شاهي من غير سكر لان عندها السكري
وأعطت خالها بياله شاهي مع قطعه حلى .. وكـــان يوسف يسولف لهم عن مواقفه مع الأطفـــال إلا بالمدرسة .. وأم ماجد وسلمى يضحكون
على سوالفه
" الســــــــــــــلام عليكــــــــــم "
إلتفتو كلهم نـــــاحيه المدخل الصالة ...
أم ماجد ابتسمت لشوفه ولدهـــا ... أمـــا سلمى استغربت مظهر أخوهـــا لابس بنطلون جينز لوست وبلوزه سودا عليها شخابيط .. وشعره مكششه
.. وكأنه موضه الستينات رجعت.. وإللي صقعهـــا منظر السلسال برقبته .. هي كانت تنتقذ الناس إلا بها المظهر وبالأخيـــــــــر اخوهـــا يلبس كذا
نـــاظرت ساعتهـــا: تــــــو الناس يـــا أخ مـــاجد بالعادة ما تجي البيت إلا بليل .. غريبـــة !!!!
ماجد وهو يقرب منهم ويجلس جنب امه .. وكأنه عـــارف انها دايم إلا راح تحامي عنه: ابد سلامتك سمعت بوصولك البارح .. فجيت ..
حمد الله على السلامه .. قالها من غير نفس .. لانه الاكيـــــــد اخته مراح تعديها بالساهل
سلمى من غير نفس : الله يسلمك
مـــاحبت تجادل أخوهـــا قدام أمهـــا
يوسف كان جالس بعيد عن مـــاجد .. كان يراقبه وهو واصل حده من ولد اخته المستهتـــر .. يخاف على ضيـــاعه .. هذا إذا ما ضاع وانتهى ..
كان ينتظر الوقت المناسب على شان يقوم من غير محد يحس فيه .. ولمـــا حس ان أخته اندمجت بالسوالف مع سلمى .. نطق وهو يحـــاول تكون
نبره صوته هاديه : مـــاجد خلنا نقوم نشوف الدوري الأوربي بلــ مجلس .. وقـــام من مكانه على طول من غير ما ينتظر رده
وصل المجلس وشغل الأنـــوار وجلس على الكنب الراقي .. بيت أخته رغـــم بساطه إلا انه راقي .. وصل مـــاجد وناظر بــ الشاشه البلازمـــا
الموجودة على الجدار
" مـــا شغلت التلفزيون يــــــا خال .. ولا مـــا تعرف له؟؟"
يوسف خلاص معاد فيه مجال لتأجيــــل : ماجد .. قولي بصراحه انت ليه كنت رايح البحرين
مـــاجد ارتبك من سؤال خاله ... آخر شخص توقع يسأله ها السؤال: ابــــد يا خالي رحنـــا نوسع صدرنا شوي ونتونس ونحضر Move
يوسف وهو يقرب منه اكثـــر: وطيب ليه بــــت هناك
ماجد: ابد واحد من الربع ابوه عنده شقه هناك وحلف علينا إلا ننام هنـــاك
يوسف .. ومدري ليه يحس انه مش صادق بكلامه: طيب خبرني ايش مفهـــــــوم الونــــاسه بالنسبه لكـ
ماجد وهو يناظر خاله بستغراب: أيش ها السؤال الغريب يا خالي ... يعني حرام الواحد يستـــــانس بحياته
يوسف : لا مو حرام .. ونبره صوته تعلى .. لكن مش يستانس على حســـاب الآخرين
ماجد سكت حس انه اللحين راح تجيه قصيــــــــــــــــده شعريــــــــــــه طويله من خاله
يوسف: أنت متى راح تتعلم .. أمك شقيانه ومريضه .. دوم تحاتيك .. تتوقع ولدهـــا الوحيد فخرهـــا بهــ الدنيا يتخرج ويصير أحسن الناس ..
دوم الأم حتى لو كانو عندها بنات .. فرحتها بنجاح ولدها غير .. لما تشوفه ناجح بحياته ورجـــال ينشد بيه الظهـــر .. يعني لولا وجودي بحياتكم ..
امك راح تعتمد عليكـ ؟؟
مـــاجد: وليه لا .. انــــا رجال قصبـــا على الكل
يوسف نرفزته هذي الكلمه ..: طيب رجال .. وتعتقد الرجال يلبسون هذي الحركات وهو يمسك السلسال إللي على رقبته ..
انا بإمكاني أقطعهـــا اللحين .. لكن انا ما ابي أقصبك على شي ..ممكن اقطعها اللحين تروح تشتري وحده غيرها .. انا ايش استفدت ..
ابيك انت تتعلم من داخلك انه هذا الشي غلط ..
ابيكـ تبطل حب الذات والأنـــــانيه وانك ما تفكر إلا بنفسكـ ... فكر ولو مره بحياتك لغيرك .. عيش لأجل امك وأختك
ماجد بوقاحه : كـــــاه انت يا خالي تعيش لأجل الغير .. ايش استفدت .. خسرت حب ويمكن خسرت نفسكـ
يوسف كان وده يصكه كف .. لكنه مسك نفسه .. وصار يتكلم من بين اسنانه بصووت قوي ومهيب وهو مـــاد اصبعه السبابه قدام وجه ماجد:
اياني ويـــــاك تجيب طاري هـــا الموضوع على لسانك مره ثـــــــــــــــانيه .. فاهمني والله لا اااااااااا
ماجد بخوف اول مره يشوف خاله بها المنظر المخيف : إإإإ ن شاء الله
وماقال ها الكلمه إلا يسمع صفعه الباب .. وسمع صوت تفحيط السياره
جـــــــات سلمى مخترعه من صفعه الباب القويه .. إلا تداوى صوت الصفعه وكأنه زلزال بالبيت
" ويـــــــــــــــــــن خالي "
ماجد: خالك طلع
سلمى وهي حاسه ان شي صـــار بينهم : ايش صــــــار ليه طلع بها الطريقه ... باتهام.. اكيد انت قلت له شي كدر خاطره
ماجد طفش من أسئله سلمى وقبل كذا خالها : اووووووووه سلمووووه مو جيتي وتبدين محاضراتك معي ... انـــا طالع سلام
نادته تبي منه نفسير: مـــــــــــــاجد
لكن لا حياه لمن تنادي ....... آآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. هزت راسها باسى .. الله يهديك يا اخوي
:
:
:
ريــــوم
لبست لي تنوره بيضـــا غجرية. معها حــزام وردي عريض .. وبلوزه نـــاعمه .. حطيت لي غلوس وردي خفيف ومسكرا ..
مـــا أحب المكياج الكثير .. وشعري خليته مموج مثل مـــا أهو وإلا كان في خصل حمراء .. لا تخافون مش صبغ شعري طبيعته لونه كذا ..
يا ربي ليه شعري مش راضي يزبط خوالي على وصول ..مدري ليه ربي مـــا أعطاني شعر نـــاعم مثل البندري ..
نزلت تحت شفت أمي تبخر البيت ولا بسه جلابيه أزرق بحري وبيدهـــا المبخر إلا بلون البني المعتق ودخـــــان العود ماليه المكــــان ..
بصراحه امي طالعه أنيقه بالجلابيه هذي .. أمي طول عمرهـــا أنيقه ومحافظه على شبابهـــا حتى لمـــا نروح زواجات يستغربون الناس أنه حنـــا
بناتهــــا
ريوم وهي تقرب من أمهــــــا : أيـــــــش ها الحلا يـــا ماما
أم عبد الله بتواضعهـــا: أي حلا يـــا حبيبتي .. خلينــــا الحلا لصبايا مثلكم
ريوم: لالا تقصين علي ... شكلكــــ ناويه تاخذين الجو علينـــا اليوم
أم عبد الله وهي تضحك بنعومه لبنتهــا : ما تبطلين من حركاتك يا ريوم ... اقول روحي شوفي الغـــذا جهز او لا
ريوم: من إلا راح يجي بيتنـــا ... خوالي كلهم ؟
أم عبد الله : لا بس خالك جاسم وخالتك أم بنــــدر .. الباقي أعتذرو إلا مـــا يقدر يستأذن من الدوام وإلا عنده إلتزامـــات
ريوم تحركت على شان تشوف التجهيزات ... وبعد كـــذا شافت ملاك ومنــــار طالين عليها بالمطبخ ( بنات خالها جاسم الصغار)
ريوم وهي تلمهم لانهم توأم : هــــلا بملوك .. هلا حبيبتي منــــــــار .. شلونكم
منار& ملاك : حنـــــــا بخير
ريوم وهي تناظر بملابسهم الأنيقة: الله ايش ها الحلا والزين ... ميــــــــن إلا شاريهم
منــــار& وملاك بنبره الطفوله والبرائه: مــــامـــــا
ريوم: يا حبي لكم ... حور تلاقونها بغرفه الألعاب روحو ألعبو معهـــا
:
:
رحت على شــــان أسلم على مرت خــــالي مريم .. وشفتها جالسه مع أمي بغرفه الضيوف وكـــانت لابسه شبـاح جينز وبطنهـــا باين كبير ..
أظن انهـــا بالشهر السابع .. ها الإنسانه أكن لها كل إحترام وتقدير ... أحسهــــا راقيه بكل مـــا تعنيه الكلمه من معنى ... عسى بس
خالي يقدر قيمتهــــا
ريوم وهي تسلم على مرت خـــالهــا: هلا هلا بمريوم
مريم: اشوفك مطيحه الميانه ... ليكون رابيه معك بالحاره
ريوم: يعني بالله قولي لي ايش الفرق بين اسمك واسمي ... انتي مريوم .. وانــــا ريوم ... حرف واحد فقط
مريم ضحكت بنعــــــــومه ورقه ... وخصوصا ما تقدر تضحك كثير تحس بطنهـــا يألمهـــا .. ريوم وقامت تتحس بطن مريم وتحس بحركات البيبي
ريوم صرخت: اللـــــــــــــــــــــه تحرك البيبي ... اكيد حس بوجودي وقامت تناطط
أم مـــاجد : ريوم لا تأذين مرت خالك ... وروحي جيبي لهـــا عصير
ريوم بهمس لمرت خالها: دوم امي تفشلني قـــــدامك يا الدوبه
ونحـــــــــاشت قبل لا تجيهـــــا ضربه من مريم
:
:
دخلت علينــــا البندري وكــــانت لابسه ثوب كروهـــات يوصل طوله لنصف الساق وأكمــامه ثلاثه أرباع .. وكانت لابسه معه صندل من بربري
على نفس ستايل الثوب وينربط حول الساق ..
البندري: تو مــــــــا نور البيت
مريم: منور بأهله يا الغاليه ... شلونك وحشتينــــا
البندري وهي تبوس مريم على خدودهـــا المتوردة من الحمل : بخير الحمد الله ... والله حتى انتو وحشتوني
وضاعت السواليف بين السؤال عن الجامعة .. وأخبـــــار المجتمع
البندري: إلا ما قلتي لي متى راح تولدي
مريم : انشــــــاء الله قريب .. يعني يبيلي شهرين ..
البندري: حلو .. يعني يمديني احضر ولادتكـ
مريم بصدمه : لاااااااااااااااا ... يولدني أي احد إلا من قرايبي
البندري: هههههههههههه ... ليه طيب
مريم : بس كـــــــــذا
البندري: تدرين أول مره بحياتي لمـــا حضرت ولاده طبيعيه ... كنت خــــــــايفه موووووووووت
مريم وهي تنصت بإهتمـــام للبندري... تحب تسمع سواليفهـــا
البندري : يمكن اصعب شي هو خـــــــروج الراس
مريم: صحيح .. ولا الباقي بسهـــاله ... ويا سبحان الله من يطلع البيبي .. الام تنسى كل التعب وهمــها تمسك البيبي
البندري: تدرين حسيت بعظمه الخالق .. وانـــا أشوف ها المخلوق الضعيف والصغيريطلع من بطن امه ... ويـــا سبحان الله يطلع في
وضعيه السجود ... وكـــأن كل المخلوقات تسجد لعظمه الخالق
مريم: سبحان الله
البندري: تدرين وقتهـــــأ على طول كلمت امي ... وقلت لها انا احبك .. وآسفه اذا في يوم غلط بحقك
والله مسكينه الأم تتعذب وهي تطلق .. وبالولادة وبعد كذا الرضـــاعة والتربية .. وبالأخير أولادهـــا يتركونهـــا او حتى ما يهتمون فيهــــا ..
هي مش بس تستحق تبوسين راسهـــا .. حتى رجوالها وكيف مـــا ابوس رجلك يمـــــــه وانـــا عارفه الجنه تحتك
مريم: وينك يـــا أم عبد الله تسمعين كلام بنتك
البندري ضحكت بخجل: ههههههههه .. مريوم لا تحرجيني
:
:
:
سمعت جرس الباب .. ورحت رفعت سماعه التلفون على شـــان أشوف منو ... وكانت خالتي أم بنـــدر.. فقمت على طول انـــا وريوم
نستقبلها عند الباب .. أم بندر اعتبرهـــا أمي الثانية هي إلا ربتني .. كنت أظل طول اليوم عندهــا أنــا وعبد الله على ما أمي تجي من الدوام ..
تربينا حنـــا الثلاثه مع بعض .. أحلى أيــــام قضيناها بفرح وبسعـــادة وبرائه وحنـــا نلعب .. كان ابعد مـــا يكون عنــا الهم والحـــزن ..
كنا نركض بسعادة .. نضحك ببرائه .. نطلع نلعب كوره مع الجيران ونركب الدراجة .. كنت لدرجه كانو يقولون لي ولــــد من كثر ما عـــاشرتهم
.. . لانه ما كان في بنات بنفس عمري بالعايلة .. كـــانت الطهـــاره والنقـــاء تغطي قلوبنـــا .. كان زمانـــا غير زمن اللحين .. الأم صارت
تخاف على عيالهــا الصغـــار يطلعون برا في الشـــارع يمكن يجي أحـــد يخطفهم ولا يسرق أســـاور الذهب إلا بيد بنتهـــا .. صرنـــا بزمن الأمـــان فيه
نعمه ..
نسيت مـــا قلت لكم أم بندر تصير خالتي أخت امي .. وابو بندر يصير عمي
:
:
سلمت على خالتي وعمي.. وبالأخيـــــــــر لحبيب عمري .. أشتقت لطفولته لــ بتسامته .. ليده الصغيره النـــاعمه ..
وشفايفه المكسوة بالحمررررره والصغيره حيل ..
اول مــا شافني تعلق فيني وأحاط يدينه الضعيفة حول رقبتي
سراج: اشتقت لكـــــــــ
البندري : وانـــــا أكثر يا عمري
حملته ورحت فيه لغرفه الألعـــاب .. العيال كانو بالحديقه يلعبون .. وخبرت الخدامه تجيب السله ... جلسته على الكنبه الحمـــراء كان
ستايلها مودرن
"سراج حبيبي غمـــــــض عينكـ .. جبت لكـ هديه حلوووووووه "
سراج أنصاع لكلامي من غير لا يجادلني
وفتحت السله وخليتهـــا قدامه على طول
" يــــــله افتح عينك "
من شاف إلا بالســـله .. مـــا أقدر بصراحه أوصف لكم مشاعره .. نط من مكـــانه بجسمه الرخو وحضني بيدين مرتبكه ويحـــاول يضمني
بقوووووووه .. وهو يقولي: أحبــــــــك .. أحبـــــــك ..أحبـــــــك
بصراحه ما توقعت ها الهديه راح تسعده بها الطريقه .. دمعت عيني وقتهـــا .. أحلى شعور ممكن يحسه الإنســـان .. انه يبعث السعـــادة
بقلب طفل صغيــــر .. وعاهدت نفسي وقتهـــا إني أهتم فيه أكثـــر .. ومـــا أقصر بللي أقدر عليه
مشيت معه وأنا أمسكـ يده الصغيره والناعمه حيــل ورحنا على شان نفرجي الباقي القطه إلا جبتها له .. حسيت خالتي تضايقت بالبدايه ..
وخصوصا انها ما تحب الحيوانات .. لكن لمـــا شافت الفرحه بعيون ولدهـــا الصغير ابتسمت له ابتسامه رضــــا .. ها اللإبتسامه ما تجي إلا من
قلب أم محب لعيالهـــا
البندري: يا خالتي ماله داعي تدخلينهـــا البيت .. خليها بالحديقة .. وسراج لما يجي من المركز يطلع بالعصر مع المربيه يلعب معهـــا ...
وخصوصا الكل بالعصر يكون مشغول .. وهو يمكن يجلس بروحه
أم بندر هزت راسها برضـــا وكانت تحس بالفخر .. لمرت ولدهـــا الكبير .. هي تربيتها .. لا الزمن ولا الغربه غيرتهـــا
:
بعـــد الغـــذاء جهزت البندري القهوة والحلى .. وحطتهم بالعربة الخشبية .. وتحركت فيهـــا لمكان ما كانت العائله مجتمعه بغرفه الضيوف ..
بالبداية ضيفت الحريم .. وبعــدها راحت لقسم الرجال
ابو بنــــدر بروح الشباب: هلا هلا ببنيتي القمر ... عقبـــال مـــا اشوفك تقدمين الضيافه ببيتي
البندري خجلت من كلمته .. وما عرفت ارد عليه وخصوصا انه قال ها الكلام قدام ابوي
أبو عبد الله : شكلك يا بو بندر نويت تــــاخذ البنت لبيت ولدك بسرعه ... خلهـــا عندي كم شهر ... مـــا شبعنا منها .. ماهي طول
وقتها بالإمـــارات
ضحك بو بندر: إلا يـــا بنيتي مـــا حددتو موعد الزواج
البندري .. وهي تقدم فنجان القهوه لعمهـــا : لا يعمي لسه ما حددنـــا ... خلني اتخرج بالاول ويصير خير
ابوبندر : لا انشــــــــاء الله راح تتخرجين قريب.. إلا ايش نويتي تتخصصين
البندري : امممممممممممم .. لسه ما حددت .. يمكن cardiologist
ابو عبد الله ابتسم ابتســـــــامه فخر لبنته ... طول عمره يحلم إن أحد من عياله يدرس طب .. عبدالله ما كان ميوله طب ...
ولمـــا جات لبنته بعثه انها تدرس طب بالخارج مـــا مانع ابد .. هو يثق ببنته وبتربيته .. وكان واثق انهـــا راح تبيض وجهه
:
:
قريب المغرب أستأذن الخال جاسم مع زوجته على شـــان عندهـــا مراجعه عند الطبيبة .. وبعدهـــا أبو بندر وأم بندر .. كانت البندري تترجى أم بندر
تخلي سراج عندهم لين الليل وابو بندر وهو جـــاي يـــأخذ جـــنى يـــا خذ سراج معهـــا
أم بندر وهي رافضه الفكرة: يـــا البندري أنـــا أخاف عليه من الدرج ... وتكرمين محد يعرف يأخذه للحمام غيري
البندري: أفـــا عليك يا خالتي .. كاني انا موجوده والمربيه حقته موجودة ... يعني مراح نقصر .. وكاهو متونس مع حور وقطوتها ..
ولا مـــا تأتمنينـــا يا خالتي ؟؟!!
أم بنـــدر: لا والله يـــا بنيتي مو قصدي.. وخلاص دامك تبينه يجلس مو مشكله
البندري: تســــــــلمين يا خالتي
:
وبعد كـــذا راحت البندري ترتاح بغرفتهـــا .. وجنى وريوم راحو مع بعض لان جنى بنفس عمر ريوم ... لكن الفرق انهـــا هادئه مره
ويـــادوووووب
نسمع حسهــــا.. احيان اتسائل كيف صارت صديقة ريوم إلا الهدوء ابعد مـــا تكون عنه
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بمكــــان ثاني بعـــــــــيد عن أضواء المدينة وتلوثهــــا .. كــــان الهدوء يعم المكـــان وما ينسمع إلا صــــــــوت أمواج البحـــر على السيف ...
وكـــأنها في حاله اضطراب .. كــــان المنظر خيــــــالي وأشعه الشمس خفت من وهجهـــا وصارت بــــارده وقد أوشكت على غروبهـــا .. كانت
الغيوم تحوط الشمس من كل مكان ومن خلالهـــا تظهر أشعه الشمس الباقية قبل غروبها بكل تمــــــــرد .. لكن حالته المضطربة والحزينة ..
ما خلته يستمتع بـــهذا المنظر ..
كـــان يوسف جـــالس على شط البحر .. وينـــــاظر إلا ابعــــــد مدى .. وصل بتفكيره إلى الحب المستحيل .. ليه يـــا حبيبتي كان الوصول
إليك مستحيل .. ليه الزمن وقف عــــائق بينـــا .. ليه مـــا كل من تمنى حبيباً له يكون .. ليــــــه حبك مـــا زال في قلبي .. وانـــا عارف
انه بيني وبيك ابحور ومحيطات .. وهو ينـــاظر بالسمـــا عله يلمح صورتها بالأفق البعيــــــــد .. كثر ما حبيتكـ كرهت أبوكـ .. الله يســـامحه هو
إلا فرق بينــــا .. لكن انـــا ايش استفدت يـــــــا بحر هي راحت وعـــاشت حياتهـــا وأنا مثل ما أنـــا ما تغير شي فيني بلـ صـــار الهم متعلي قمه سعادتي

يـــا مســـافر للجفـــا والوصل يبكي عليك .... وين عهدك بالوفـــا للخفوق اللي يبيك
لي جنـاح ولك جنـاح ولا نطير إلا سوى .... إسقني عذب القراح لي زمان أشرب هوى
ليت لي قلب خلي مــــا عرف فرقــا الوليف .... لا عليه ولا علي لا ربيع ولا خـــريف
الهوى أمره عجيب مره يســـــــابق حلاه .... إن صفى ود الحبيب الزمـــــان ابعد مداه
ويل قلبي يا الغرام كـــل يوم لي قصيد .... اشتكى مني الكلام أجــــرح حروفه وأعيد
::::::::::::::::::::::::::::::::
على الساعة 8 مســـاءً
كان عبد الله وبندر بالمطبخ الخارجي .. ناوين هم إلا يضبطون العشـــاء وكانو لابسين مرايل الطبخ وكان شكلهم مضحك
البندري وريوم بالمطبخ الداخلي الكبيــــــر وكانو يجهزون لسفرة العشـــاء
ريوم بصوت عالي على شان يسمعها بندر: شكلي راح أطلب من مطعم أحسن لي .. ماني نــــــــاقصة تســــــــــــمم
بندر سمعها وعرف انها ريوم محد غيرهـــا: والله أنتِ الخسرانة .. لكن بعدين لو تموتين محنـــا عاطينك من الربيـــان إلا أنـــا مسويه
ريوم سفهته .. : نشوف أخرتهـــا مع رجلك
البندري: حرام عليك .. والله انتي لو تذوقينه راح يعجبك
:
:
وهم جـــالسين على الطاوله الزجاجية تعمد بندر يجلس جنب البندري.. والبنات تحجبو لانهم يكشفون وجيهم على بندر وعبد الله ..
وأم عبد الله وابو عبد الله طلعو فوق يرتاحون لانه ابو عبد الله يتبع حميه وما يتعشى بليل وبالمثل أم عبد الله ..
ريوم وهي تطالع بالشوربه إلا قدامـــها وشكلها غريب : شنو هذي
بـــندر: انتي جربيها ... صدقيني راح تعجبك .. هذي Miso soup ومفيده جدا .. وهو يغمز لـ البندري ..
انـــا كل يوم راح أكلها لزوجتي لانها تأخر عوارض الشيخوخة .. وانــا ابي زوجتي تظل طول عمرها شباب
ريوم حاست بشفايفها وطنشته وبدت تـــاكل
اما البندري ضربت رجل بندر من تحت الطاوله على شـــان يبطل حركاته ..
البندر حط للبندري بصحنهـــا من الربيان تمبورا إلا عمله ومن النوع الثاني
البندري: خلاص بنــــدر والله شبعت
بنـــدر: أي شبعتي .. ما كلتي شي .. شكلك بالإمارات موتي نفسك جوع
عبد الله وهو يطالع فيهم وهو يتنهد: اللــــــــــــه لنـــــا .. محد يدلعني ولا يحط لي الأكل
الكـــــــل ضحك على كلمته وشكل وجهه وكأنه مهموم
ريوم: ولا يهمك يـــــــا خوي انا ادلعك ولا تنقهر من بعض نــــــــاس ... ومدت الصحن لأخوهـــا ... بصراحه يا بنـــدر بديت
تحسن الصورة.. ولا انت كلش طايح من عيني
بنــــدر انصعق من كلمتها وهو يأشر على نفسه: انا طايح من عينك
ريوم : ههههههههههههههههههههههههههههههههه لا امزح معد .. يعطيك ألف عــــــــــــــــــــــــــافيه على الأكـــــل بصراحه ولا أحسن مطعم
يا باني
بندروهو يرفع ياقه قميصه: احم احم ... يعني انفع افتح لي مطعم
ريوم: والله بصراحه فكره حلوه ... خلاص وطبعا حنا من العائله الأكـــــــل ببلاش
بندر: ههههههههههههههههههههههه عز الله افلست
:
:
بعد العشــــاء البنات تجمعوا بالصالة .. يشاهدون فلم (ايش إجرام ).. عبد الله جايبه لهم .. ومحمد وعبد الله كانو جالسين بالغرفه الألعــــــــاب
يلعبون بلاي ستيشن
مرت عليهم البندري وبيدهـــا صينيه الحلى ..
" يله تعالو الصاله أكلوا حلى "
بنــــــــدر وهو متحمس في اللعب: اصبري شوي خلني اكسر راس أخوك
عبد الله: تخسى تكسر راسي والله محد راح يفوز بالدوري غيري
البندري تحمدت ربهـــا: الحمد الله والشكر ... رجال ايش طولكم ايش عرضكم .. وتلعبون لعب أطفـــال
عبد الله وهو مش راضي يشيل عينه عن الشاشه: ايش فهمك انتي
تركتهم على حالهم ... متى ما حبو يجون ياكلون يجوووووون
:
راحت كملت الفلم مع البنات ... وكل وحده منهم أخذت لهـــا قطعه شيز كيك وعصير ليمون بالنعناع ... وكانو يضكحون على حركات
محمد هنيدي بالفلم
بعدهـــا بدقايق قليله جـــا بندر وجلس بنفس الكنبه إلا كـــانت جالسه فيها البندري وتفصل بينهم عده مخدات صغيره
البندري: تبي شيز كيك
بـــندر: مين إلا عامله
ريوم نطت قبل لا تنطق أختهـــا: انــــــــا عاملته
بندر طالعها .. يبي يقهرها : بطلنا ما نبي
البندري: ما عليك منها .. انا إلا عاملته
بنــــدر: دامه من ايد حبيبتي .. اكيـــــــــــد ابي
ريوم وهي تتريق على كلامه : دامه من ايد حبيبتي .. اكيد ابي
بندر سوى لها حركه بيده على شان يقهرهـــا
على نهايه الفلم تذكرت ريوم شي ... تبي تسوي اكشن في السهره
ريوم: ما قلت لك يا بندر.. عندي لك صور يا هي ذكريات يا هي قديمه يا هي حلووووووووووووه
بنـــدروهو مش فاهم السالفه : أي صور
البندري وهي فهمت على أختهـــا أي صور تقصد، طالعتها بنظره شرسه يعني انكتمي
لكن ريوم عطتها طــــــــــاف : الصور إللي خبري خبرك
بنـــدر وكأنه تذكر: أاه تذكرت .. انا صار لي مده ادورها بغرفتي ما لقيتها .. وناظر البندري.. وكانه احد ما يبيها تكون عندي
ريوم: لاااااااااا خبرك قديم .. عندي صور أحلى واكثر
البندري وخلاص وصلت معها وصارت رجولها تهتز من العصبيه ، كلمت ريوم من بين أسنانها: ريووووووووم بلا فضايح
سمعها بندر وحب يقهرهـــا لانها احيان تتنكر من طفولتها، تحسها عار عليها: تكفين طلبتك ريوم روح جيبيهـــا
ريوم حبت تذله شوي، وهي تسوي حــالها مسكينه: لكن اختي مو راضيه
بنـــــــدر: لا ما عليك منهـــا .. انتي بس روحي جيبيهـــا ولك إلا تبين
البندري هنـــا وصلت معها ودها تروح تاخذهم اثنين هم وتكفخهم
ريوم حبت تستغل الموقف : لي إلا ابي؟؟
بنــــدر: لك إلا تبين ... ان شاء الله لو تبين لاب توبي اعطيك اياه
ريوم: لااااااااااااااه ما ابيه لاب توبك توشيبـــا خليه لك ... عندي إللي أحسن منه .. ابي الســــــــاعه إلا خبري خبرك
بنــــدروهو ياشر على عيونه: من عيوني الثنتين
ريوم وهي ترفع يدها فوق دلاله على إنهـــا بريئه: شفتي يا البندري.. هو اللي طلبني .. بصراحه انـــا كنت ناويه ما اجيبهم ...
ومايصير ارد اخوي الكبير
وطلعت فوق على شـــان تجيب الألبوم
البندري وهي ما زالت تهز رجولهـــا ... افرجيكم انتي وياه .. يعني لازم تطلع الفضايح قدم رجلي .. وقرررت انها تقوم ولا تسمع مسخرتهم ..
لكن مسكها بندر: مراح تقومين
وكانت ريوم جايه طيااااااري بالألبوم... واعطته بندر وجا عبد الله .. واجتمعو كلهم حول الالبوم مـــا عدا البندري إلا كانت بعيده شوي ..
وكانت تسمع ضحكهم وتعليقاتهم
على أحـــد الصور إلا كانت البندري لابسه شورت وبلوزه بيضا وكأنها ولد وكانت هي وبندر وعبد الله يلعبون كووره
:
الصوره الثـــــانيه كانت يوم العيد وكان بنــــدر عمره 7 سنوات ولا بس ثوب وفرحـــان وكان مـــاخذ ورده من الحديقه ومعطيهـــا للبندري إللي كانت لا بسه
ثوب أزرق وكان شعرهـــا طويل ومجدل
صفر عبد الله : مـــا أقدر انا على ها الحركات .. حتى من صغرك وانت تعطيها ورده .. والله لو شفتك ساعتهـــا كان دست ببطنك
بنــــدر: احلف يــــــا شيخ .. لف وجهه للبندري .. البندري تعالي شوفي الصورة.. حيل حلوه
البندري كانت متشوقة تشوف الصوره لأنهـــا ما تذكرها ... لكن كرامتها ما تسمح لها
ريوم/ تعالي لا تفوتك والله خطيره ... هذي لازم تبروزينها وتفرجينها عيالك
تحركت البندري من مكانها .. واندمجت معهم بالنهاية بالضحك والسواليف
:
بعـــد ما خلصو من ألبوم الصور .. قال لها بنــــدر انه ينتظرهـــا في الحديقة .. هي راحت تضبط كحلهـــا التركواز إلا حاطته على عينها وترتب
ملابسهـــا
:
:
كان بنـــدر جالس على الطاوله اللي من الحديد المشغوول ينتظر حبيبه قلبه تطل عليه .. كــــان الجو حلو على آخر الليل .. هبات من النسيم مع صوت المـــاء الصادر من النـــافوره .. كانت بيده ورده من الورد المحمدي .. كانت رائحتها تنتشر بالمكـــــــــان حوله .. شافهـــا مقبله عليه ..
إلا سهرته ليـــالي وحرمت من عينه النوم .. كان الهوا يحرك خصلات من شعرهـــا بكل حرررررريه ومتبعثره حول وجههــــا .. وشفـــاتها بلون
التوت .. تقول لسكر تعال إلمس التوت .. وعينهــــا إللي أغرق فيهــــا .. غمض عينه وهو يحسهـــا تقرب منه أكثر واكثر .. بعض المواضيع
لا ترى بل بالذهـــن تُبصر ..
فإذا ما جلستي أمامي .. أغمضت عيناي .. واستنشقت عبيركـ .. ففي الظلام يغدو لعطركـ صوت.. وتصبح أبعـــاد عينيكـ أكبر ..
فحين أقول أحبكـ .. فمعنـــاه أني أحبك أكثر
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
( الجــــــــزء الثالث )
غمض عينه وهو يحسهـــا تقرب منه أكثر واكثر .. بعض المواضيع لا تُـــرى بل بالذهـــن تُبصر ..
فإذا ما جلستي أمامي .. أغمضت عيناي .. واستنشقت عبيركـ .. ففي الظلام يغدو لعطركـ صوت.. وتصبح أبعـــاد عينيكـ أكبر ..
فحين أقول أحبكـ .. فمعنـــاه أني أحبك أكثر
:
جلست أمامه وظلت تنـــــــــاظره بهيــــــام وولــــــــه والشــــــوق حراق ،
كان مغمض عينـــه وشكله سارح بعيــــــد وماحس بوجودهــــا ..
حطت يدهـــا على خدهـــا وغرقت بــ ملامح وجهه إلا تبعث في النفس راحـــــه ...
أحبــــكـ .. ومن زود حبي ينبض أغليكـ .. قلبي بــــأمرك دوم منســـــاق .. لا من نطق قال : لبيكــ .. لو تطلب الروح تفديكــ
كل منهم كــــان مستمتع بحبه لثــــــــاني .. بشوقه .. بفرحه .. وكأنهم طفل وطفله .. كتبو على جــــدار القمر عشـــــــاق ..
ماكانو يحسون بشي حولهم .. وكـــــأنهم بوسط جزيرة من الورد الجــــــــوري تغرقه الحمره ويكسوه البياض
" مــ طول وانت مغمض عينكـ " كانت تناظره وبعيونهـــا شوق ووله
بنـــدر، كان مستمتع بهذي اللحظه وهو يسمع صوت أنفاسهـــا إلا كنـــها موسيقى .. و يستنشق أريج عطـــرها إلا فاح بالمكان كله ودخل راسه وتغلغل
فيه
" يعنـــي ودك تنـــاظرين عيني " وهو مـــا زال مغمض
البندري حبت تكـــون جريئه معه : اكيـــــــــد ... مشتاقة لنظره الحب بعينك
بنـــدرتنهـــــد من كلمتهــــا وفتح عينه ببطئ وكـــأنه طفل توه يصحى من النوم
نـــاظر فرح عمره ونور حيـــاته: مدري ليه تحلوين بــــنور القمر بليل
الحمره أعتلت وجههـــا .. هي ويــــــــــــــــن والجرئه وين من تسمعه يتكلم تضيع علومهـــا .. بصوت كله رقه وعذوبه : بنـــــــــدر بدينا
ضحك بندر.. بضحكته إلا تطلير عقلهــــا
:
:
مـــر الوقت من غير مـــا يحسو فيه .. وليه اصلا يهتمو بالوقت دامهم مع بعض
بنـــدر: متى تبغين حبيبتي يكـــون العرس
البندري وهي تفكر: مـــــا ودي يكون بالصيف ... يعني بعد رمضـــان ولا بشهر ينـــاير
بندر من الصدمه بقت تجيه سكته قلبيه ... شهق وحط يده على قلبــــــــــه ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي
البندري وقتها حست قلبهـــا بيطلع من ضلوعهــا من الخوف ... وهي خـــايفه عليه موت : حبيبي ايش فيكـ
بندر وجهه مـــافيه لون من الصدمه: حــــــــــــــــــرام عليك بتنطريني كـــــل هذي الفتره
البندري تنفست براحه ... وهزت راسهـــا وبطريقه عصبيه : طـــيحت قلبي
بنـــدر وهو يغمز لهـــا: تخافين علي
البندري بحنانها البالغ: اكيـــــــــد أخاف عليك .. مش انت ولد عمي
بندر وكأن الحكي ما عجبه: بــــــــــــــــــــــــس
البندري وهي تحرك رموشهـــا إلا كأنها حد السيوف بسرعه من خجلهـــا للكلمه إللي ناويه تقولهـــا : وحبيـــــبي
*_ ^
بنـــدر: ليـــه عيوني ما تبينه بالصيف
البندري وهي تعد باصابعهـــا : اولا لانه مراح يمديني أجهز لزواجي .. ابي اسافر على شان أجهز .. وأنـــا لسه ما دخلت الفستان المشغل ..
وثانيا ابي ارتاح شوي بعد التخرج .. وثالثـــا ما ابي اتزوج بالصيف حر ورطوبه لا تطاق ..
بندر تنهد بقله حيـــله: حــــريم ايش اسوي فيكم .. والله العظيم انـــا راضي فيك مثل ما انتي ما ابي شي
البندري وهي مش عاجبهـــا الكلام: لا والله ما تبيني أجهـــز لعرسي مثل العالم والناس .. يرضيك يعني
بنـــدر: لا والله ما يرضيني .. انتي قمرهم كلــــهم
البندري وهي تلعب بخصلــه بشعــرهـــا : طيب وين راح نروح شهر العســـــــل
بــــــــندر وهو يمسك اليد إلا لابسه فيها دبـــلــتهــــا الألـــماس مع خاتمها السوليتير
"ســـــــــــــــر يا حبيبتي "
البندري بترجي : بنـــــــدر تكفى علمني
بنـــدر وهو لازال ماسك يدهـــا : NO… NO
صدقيني راح اوديــــك مكــــان خيــــال
البندري: اهم شي اني اسافر معك بروحنـــا .. مش مهم العرس عندي كثر شهر العسل .. لانه العرس كله مظاهر قدام النـــاس وإلا يجي يحش
فيك وينتقدك .. والنـــاس لا تعجبهم العجب ولا الصيام برجب
بنـــدر : صحيح كلامك .. لكني سمعت من أمي .. ان البنت إلا مـــا ينعمل لهـــا زفـــه تبقى حســـرتهـــا بقلبهـــا .. وانـــا ما أرضى
على حبيبتي البندري
البندري نزلت عيونها تنـــاظر باليد الكبيره بالنسبه ليدهــا الناعمة وأصابعهــا النحيلة : صحيح كلامك .. إلا يعجبك سوه
بنــــدر: إلا يعجبك انتي يـــا قلبي ... العرس لك انتي ... انـــا بس مثل الفـــارس على حصـــان أبيض راح أجي وأخطفك بــ هذيك الليله
البندري بدت نبضـــات قلبهـــا تزداد وهي تتخيل لـــيله عـــرسهـــا .. واكتفت بإبتســـامه تخلي بنـــدر هايم فيها طول العمر
:
:
" يــــــــــاالأخو .. يـــــــــا الحبيب"
سمعه بندر لكن طنشه
" يـــــــا ناس يــــــا عالم نبي ننــــــام "
إلتفتله بندر وهويمثـــل العصبيه : ترى السرير فوق روح نـــام محد رادك
عبد الله وهو يضحك داخل نفسه .. يدري انه غاثهم: نبي نقفل أبواب بيتنـــــــا ... نخاف من الحراميه .. تراهم كثرانين ها اليومين
بندر ولا هامه ... عمك أصمخ: روح وأنشاء الله تسكر أبواب القلعه معكـ
عبد الله والنوم بدا يلعب براسه: كيف أقفل الأبواب وأختي معك
بنــــدر حب يقهره : عادي .. نظل جالسين بالحديقه طول الليل .. ولا أخذهـــا معي
البندري كانت مستمتعه .. وهي تشوفهم يتخانقون
عبد الله : لا والله تـــا خذها معك .. هذا إلا بقـــا
بنــــدر: هههههههههههه .. خلاص راح امشي .. لكن مو على شـــانك .. وهو ياشر على البندري.. على شان القمر ترتاح ما ابيها ت
تعب من السهر
عبد الله بــ شمأزاز مصطنع: مـــالت عليك.. اصلا من يشوفكم يعيف الزواج
بندر وهو يبي يطول السالفه: ليــــــــــه طيب
عبدالله: بندر يله اختصر نبي ننــــام ... ترى النوم براسي
بنـــدر: طيب راح أمشي .. طريده هي .. ولتفت على البندري إلا كـــانت مبتسمه على حركاتهم .. تصبحين على خيــــــر حبيبتي
البندري والإبتسامه ما فارقتها: وانت من أهــــل الخير
عبد الله وكانه تذكر شي: إلا ما قلتو لي متى الزواج
بندر: يعني بعد رمضان أو بإجازه عيد الأضحى ... ليه ؟
عبد الله وهو يحك شعره البني الغامق: على شــــان ابتدي الحِصــــــــار
بندروهو محتـــار: حصــــار شنو
عبد الله وهو يتكلم بكل جديه: حصار ما قبل الزواج .. إن شفت ارجولك عتبت باب بيتنا قبل العرس بثلاث شهور ما تلوم إلا نفسك ...
احشهم لك حـــــــش .. وهو ياشر لرجل بندر وكأنها سكين راح يقطعهم
البندري كانت ماسكه ضحكتهـــا على شكل بندر المصدوم .. يا حرام .. شكله ما يعرف بقوانين العايله
بندر انتبه للبندري: أيـــــــــــــه اضحكي .. اخوك يتهزأ فيني
البندري: والله انــــا أخته .. ويسوي إلا يبي
بندر: شوفو البكــاشه ... شافت أخوهـــا وأستقوت به
عبد الله : خير يعني عندك مـــانع
بندروفي عينه نظره خبث: لا تخليني ليله العرس .. ما أجي
عبدالله: كــــــانك رجال سوهـــا
بندر ما قدر ما يضحك على شكل عبد الله : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ... كان انت مو بس تدوس ببطني إلا
تدفني بالحيا ....
بندر وهو يرجع لطبيعته الرومنسيه الحـــــــالمه .. معقوله اترك للي غرفت ببحـــــــــرها يـــــــــــــوم
عبد الله تقدم ومسك بندر من كتقه ولفه على شـــــــان يبي يطرده : يله خلطنـــا نبي ننام ... رومنسيتكم خلوهـــا لبعدين
البندري سرحت بعـــالمها الخاص.. الخاص فيها بس .. مافيه إلا هي وحبيب عمرهـــا .. صـــارت صدى كلمته تتردد فيها بالها ..
للي غـــرقت ببحرهـــا يوم
" يـــــــــــــاهو ... تراه راح من زمان"
ومشت مع عبد الله نــــاحيه البيت ... وهي تبي تحفظ كـــل ذكرى لها مع بندر في هــ البيت .. كـــل زاويه كانت لها قصه ... كتبت كلمه أحبكـ
.. فوق سور القمر .. حفرت أسمه على ورقات الزهر .. على قطرات المطر .. على كــــل غصن .. وكــــل حَجْر..
:
:
:
سلمى
للمــــره الألف دقيت على خالي ولا يرد علي ... هذي آخر محـــاوله .. سمعت حسه جاي من بعيد
" الـــــــو خالي .. انت وينك "
يوسف وهو مـــاله خلق .. تنهد وها التنهيده وصلت لمسمع سلمى: موجود ... بغيتي شي
سلمى وهي قلقانه على خالها: يا خالي انا من زمان وانـــا ادق عليك ... ليه ما ترد علي .. ايش صار بينك وبين مــــاجد
يوسف سكت مـــا عرف ايش يرد عليها
من سكوته فهمت إن الموضوع يخص (رؤيـــا) إلا كانت بنت جيران هم : يا خالي انسى .. انسى خلاص .. الماضي انتهى ..
وعواطفك ناحيتها لازم تقتلهـــا .. هي راحت بحـــالها ونصيبهـــا ... وانت بعد لازم تشوف نصيبك
يوسف وكانه يحاكي نفسه : ليــــــــــه كــــان يرفضني ... ايش إلا كان نـــاقصني .. بس لمجرد انه لي أخت كانت مريضه نفسيـــا
سلمى وهي تحس بمعاناة خالهــا : الله يرحمهــــا يا خالي.. حنـــا عايشين بمجتمع قاسي ما يرحم ابد .. ويمكن حتى يحملك ذنوب غيرك انت
مالك ذنب فيهــــا
يوسف : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا سلمى تعبت تعبت .. انزف جراحي حبر وادور للألم أسباب لجل أكتب شعــــر يحكي بعـــض أصغر معــــاناتي ...
قفلت من الأسى بـــابي وسجنت الكــــون خلف الباب .. وعصبني دمعت (ن) فيهـــا ســـؤال لكل إجاباتي
سلمى مهي عارفه ايش تقول .. تدور على كلمات مناسبه تواسي فيها خالها وتطلعه من الحزن إلا معيش نفسه فيه: يــــا خالي الدنيــــا كـــــذا ..
الدنيا قصيدة لكن مهي بموزونــــه ... حاول تنساها .. وماتدري يمكن هذي خيره
يوسف بستسلام : الله يوفقهــــا وين ماكانت
حب يغير الموضوع.. مـــا جاتكم بُثينه اليوم
سلمى تذكـــرت أختها الكبيرة.. إلا زارتهم اليوم .. وكانت حامله معهـــا أخبار حلوه .. فرحتهـــا ودخلت السرور على قلب أمهــــا
" أيـــــــــه جاتنـــا اليوم ... خالي عندي لكـــ خبر حلو"
يوسف بتنهيده يـــبي يطلع الحزن إلا بقلبه: قــــولي خلينــــا نفرح
سلمى بسعــــادة: يــــــــــا خالي قريب تصير جــــــــد
يوسف : نعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
سلمى,, خالها ما يعجبه أحد يكبر بعمره ... مع انه لسه شباب : هههههههههههههههههههههههههههههههه ... بُثينه حامل ..
وانت أخو أمي يعني بمقام جـــــــــــده
يوسف وروح المرح ترجع لـــه: يخسى إلا هو يناديني جدي ... شايفتني عجوز ... والله محد عجوز غيــــرك
سلمى حست براحـــه ،، لتغير مزاج خالهــا: ولا تزعل يــــا خالي ... راح يناديك خالي يوسف
يوسف: أشوى عدلتيها ... على بالي راح تقولين يوسف حــــاف
:::::::::::::::::::::::::::::
بمكــــــــــــان ثــــــــــــاني بهذي المدينة الجميلة ... كان الليل هـــــــــادئ يحمل معه نسيم عليل ومريح للقلوب إللي تدور الراحــــــــه من بعد عنــــــــاء
يـــــوم متعب
كـــــان عبد العزيز جــــالس على مكتبه ... وكـــان نور خافت ينور المكــــان .. والستــــائر الشيفون تتحرك بكل خفه خلفه بفعـــل النسيــــم العليل
صـــــــور ذكريات العائله تمر من خلال شــــاشه الكمبيوتر.. تخرجـــه من الجـــامعه .. زواج أخوه الكبير ... إلى ولادة بنت اخوه الغاليه
ســــــــــــــــــــــــــاره
توقف عند هذي الصورة .. كان عمرها هذاك الوقت سنتين .. كانت تلعب بالأرجوحـــه .. وتضحك بكـــل فرح .. مدري ليــــــه أعشق
هذي الطفلة .. يمكن لانهــــا أحيت البيت بعد ماكان ميت والهدوء راح يقتله

مــاكـــل نـفــس بـداخــلــي تـلـقـى قـبــول
طــبـعــي كــذا مــاكـــل نـفــس أحـتـالـهـا
أحـــب وأكـــرة والـعـــلاقـــة مــاتـطــول
حــتـــى ولـــو طــالــت تــروح بـحـالـهـا
مــاغــيـر طـفـلـة فــي شـرايـيـنيـي تجـول
بــأعـمــاق قـلـبــي مـنـتـصـب تـمـثـالـهــا
مــيـلادهــا هـــو نـفـس تــاريــخ الـدخـول
يــوم دخــلـت صــدري وقـلـبــي شــالــهـا
فــديـتــها قــد كــانــت عــروقــي ذبـــــول
لــيــــن سـكـنـتــهــا وأبــتــدا هـــمـّـــالـهـا
مـاغــيـرهـا عــصفـورة الخـافــق
جــعــل الـقــوافــي والـبـحـور فــدى لـــها
فـــي ضــحــكهـا تـمــرنـي كـل الفـصــول
كــنــهــا تـمــوّل وأطـــرب لــمــوّالـــهــــا
تـقـول : عـمـّـي . تمتـلكـني عـرض طـول
وأقــول : سـمـّـي . وأنـجــذب لأقـــوالــهـا
تــقـعـــد تـســولـف لـي وأتـابــع مــاتـقـول
وأهــمـّـل أشـغالـي عــشــان أفـضـى لـهــا

تـــــذكر كيف اليوم طــارت لحضـــه أول ما شافها .... كان مشـاق لها مووووووت سنه كامله ما شفاهـــا .. صحيح انه كان يكلمها بالتلفون ..
وابوه ما يقصر يصورها دايم و ويرسل الصور له على الايميــــل ... لكـــــــن غير لمـــا يحظنهــــا ويتلمس شعـــرها الحرير ويناظر بـــ وجها البريء
والغمازة إلا بخدهـــا اليمين إلا زادتهــــا حلى على حلاهــــا ... يا قرة أبـــوك ويومه وأمسه .. يــــا فرحه أمك يا دنياهـــا الخياليه ...
ربي وهبهم بنورك أجمــــــل هديه ...اثـــــر العمــــر ســـــاره ... وكـــل المدى ســــاره
:
:
:
مرت الأيـــــــــــام بسرعه ... دايم الايــــــــام الحلوه تمر من غير مــــــا نحـــس بيهــــا ..
البنات يتجهزون على شــــان يحضرون حفله خطوبــــه بنت عمتهم دلال .. هم يعزونهـــا كثير بالرقم من إن علاقتهم بيهــــا مش قويه مــــره ..
لانهــــا عايشة عند أبوهــــا من صغرهـــا وخصوصا بعـــد ما طالب بحضانتهــــا .. ويمكن علاقتهــــا بأمهــــا مش ذاك الزود ... يقولون إلا
بعيـــــد عن العين بعيـــــد عن القلب .. وعمتهم مش من النوع إلا تظهـــر مشاعرهـــا .. تقدرون تقولون عنها بخيله بمشاعرها وحنـــانهــــا ..
:
:
البندري انتهت من شعرها ولفلفتــــه على شـــان يعطيهـــا مظهر حلو .. وتناظر بالمرايــــــــا تحاول تركز على شــــان تضبط الشدو على عينهــــا ..
ترى ما يطلع الإبداع إلا من طلاب الطب ... مشــــاء الله عليها فنانه ..
بعد مـــا انتهت من مكياجها ووضعت اللمســــات الأخيرة تحت عينهـــا كـــ إضائه .. لبست فستانهـــا الأزرق البحري ألمموج بالألوان ...
المربوط حول عنقهـــا.. والماسك عند خصرهـــا .. كان منساب على جسمهـــا بنعومه بقمـــاشه الخفيف .. نـــاظرت روحهـــا بغرور
وإبتسامه عريــــضة بالمرايــــا وخصوصا بعد ما فكت شعرها .. كـــــان شكلها مرررره كيووووووت .. تمنت بنــــدر هو إلا يوصلهـــا للحفله
على شان يشوفهـــا وهي كاشخه .. سمعت ريــــــوم تناديهـــا
" افففففف اكيد تأخرت .. رشت على جسمها عطرها المفضل ALLURE "
واخذت عبايتها ونزلت تحت شافت أمها وخواتهــــا جاهزات
سمعت تصفير ريوم
" الله أيـــــش هـــا الفستــــان الحلو ... بصراحه راح تغطين على كــــــــل الحضـــور"
البندري وهي تتصنع الخجل : مــــــــــــــرسيه يا قلبي ... يله مشينـــــــــا
كل وحده لبست عباتها وتوجهو للباب الرئيسي إلا يتوسط الصــــاله الرئيسية .. إلتفت البندري وشافت ريوم جالسه ما تحركت من مكــــانها
" منتي نــــاويه تمشين ؟؟؟ "
ريوم وهي تمثل وكـــأنها مضايقة: لا ما نييب مـــــاشيه
أم عبد الله: ريوم ايش فيك !!!
ريوم وكــــأنها تبكي: مــــا يصير اروح الحفله وبنتك أحلى مني
أم عبد الله رفعت حواجبهـــا .. ومالها خلق دلع بنتها .. وهم تأخرو مش حلوه يوصلون متأخرين وهم من العــــايله
لفت على بناتهـــا وقالت لهم : يله مشينـــا .. إلا يبي يجي حياه الله
لمــــا شافتهم ريوم انهم سفهوهـــا ومشو وتركوهـــا ... خافت يمشون عنها ويخلونها بالبيت بروحهـــا ... عادي أمي تسويهــــا ...
لبست عبايتهـــا وراحت ركض لهم
:
:
وصلو أم عبد الله وبنــــاتهــــا .. كــــــــانت الحفله بستراحة بعيده شوي عن منطقتهم
ريوم: والله لو بنته الثانيه كان سوا لهـــــا بأحسن الفنادق ... لكن المسكينه دلال دومها مهضوم حقهــــا
البندري.. تحسرت على بنت عمتهـــا.. ابو دلال ماهو قاصره الفلوس .. لكن دوم تحس انه يقصر بحق دلال : مش مهم يــــا ريوم المكان
ولا الفلوس إلا تنصرف .. المهم البنت تكون سعيــــدة بحياتهــــا .. ويكون رجال طيب
ريوم وهي تتمنى كل خير لبنت عمتهــــا : الله يوفقهــــا انشاء الله ... والله إن دلال طيبه وتستــــاهل كـــــل خيــــر
دخــــلو الإستراحة .. وكانت الصاله بسيطة وحلوه ومرتبه بشكــــل ناعم .. كـــان شكل الممر إلا تمر فيه العروس إلا يوصلهـــا للكوشه
وكـــأنه جسر ... وكانت كوشتها فكرتها عجيبه كلها من الفواكــــة ... وكانت فيه صينيــــه شدت نظر البندري وريوم .. عبارة عن أناناس
ومفرغ من الداخل .. وملينه فواكه من الفراوله والتوت والعنب .. كان شكله ملفت للانتباه..
سألو عن مكــــان دلال وصلتهم أختهــــا ضحى للغرفه الموجودة فيهــــا ..
كانت جالسه على الكنبه إلا تتوسط الغرفه ومنزله راسهـــا .. كانت تفكر بحياتها المستقبلية .. وبالخطوة إلا قامت بهـــا .. انتبهت لدخول
شخصين بالغرفه .. رفعت راسهـــا وانصدمت لما شافت البندري ... توقعتهـــا ما تحضر الحفلة .. كانت تظن انها بالإمارات ..
قامت من مكانها وحضنت البندري
" يـــــــــــا الدووبه مشتاقة لك موووووووووووووووووووت ... توقعتك ما تجين "
البندري وهي تناظر فستان دلال بإعجــــاب ... كان عباره عن قمـــاش هندي فخم مفصل وكانه تنورة و تب بدون أكمام وعليهــــا شال أطرافه مطرزه
بنفس تطريز القمـــاش يغطي كتوفهـــا ..
" انتي اكثر .. طــــــــــــــــــــــــــــالعه قمر قمر بالفستان "
دلال وهي خايفه : يعني حــــلو علي
البندري: أقولك تجننين ... لكن كـــأنه كحلك يبيله تضبيط ... وطلعت كحلها من شنطتها وقربت أكثر من دلال وضبطت كحلها بمهــــاره ...
" شكلك نـــــــــاويه تدوخين الرجال الليله "
دلال بخجل : حـــــــــرام عليك ريوم والله اني ميته خووووووف ... تخيلي اول مره اشوفه بحياتي وهو زوجي اللحين
ريوم بلقافتها المعتادة : إلا مــــــــا عرفنـــا ايش اسم زوجك
دلال برقه وهي تنطق الإسم: خـــــــــالد
دخلت عليهم ضحى وهي تلهث من الركض: يله يـــــــــا بنات على شان نزف دلال
دلال ها الوقت انخطف لونهـــا .. ونبضات قلبهـــا بدت تتسارع .. تحس وكانها داخله سبــــــــاق مع الزمن ... خوفهـــا بدأ يكبر من اللحظه
المقبله
:
:
انـــــزفت على أنغام موسيقى هادئة و رمنسية .. وكل من شـــافها هلل وكبر من جمالهـــا ودلالهــــا .. كانت تمشي بكل غرور وكبريـــاء أنثى
وتلتفت لأهلهـــــا بإبتســــامه عـــذبه .... كانت فرحه أمهــــا مالهـــا حدود .. هي بنتها الوحيدة ... إلا الزمن القاسي فرق بينهم ..
ما تبي شي من ها الدنيـــــا غير تشوف بنتها سعيدة ... بعـــد ما وصلت بنتها للكوشه ... راحت ونثرت عليهـــا الورد وبخرتهـــا بالعود ..
وقرت عليها المعوذات عن العيـــــــــــــن ...
:
:
بدت التبريكات تجيهـــا والكل يهنيهــــا بخالد ... تحس لأول مره بحيـــاتها وكانها ملكه بإحساسها .. الكل فرحان من حولهـــا وتشوف البنات يرقصون
حولهــــا .. عمرهـــا ما تخيلت راح يجي اليوم إلا راح تتزوج وتطلع من بيت ابوهـــا .. كانت تظن انها راح تظل سجينه لبيت أبوهـــا .. والهم
سيبقى متلبسهـــا .. ما كانت تطمع بالكثير .. راضيه بالقليل .. ذكرياتها بالبيت المشئوم لا تنسى .. ما تذكر حتى انها حست بالفرح ..
كانت تحس وكأنهـــــــا تموت ببطء من كثر الألــــــــم الســــاكن بأضلاعهـــــا .. وجـــــلد الذات أدمــــاهـــا .. كــــانت تحلم أن يأتي يوم ويسكن
قلبهـــا حب.. كانت تسمع عنه بالروايات والقصص .. لكنها لاتراه بحياتها .. اليـــــــــوم ما عادت تحمل طــــوق أحزانهــــا بل تحمــــل الـــــورد عاهدت نفسهـــا أن تبني عائله مبنية على الحب و التفــــاهم .. هي تعلمت الكثير من حياتها .. أكثر حتى من أن تتعلمه وحده بالجامعات والمدارس .. هي صحيح ما كملت تعليمها بعد الثانوية .. لكن حبها للعلم دفعها للقراءة .. وان شاء الله كل شي انحرمت منه راح تعوضه بعيالهــــا بالمستقبل
:
:
:
"البندري شفتي كيف شكــــل أهله "
البندري تتلفت وين مـــا تأشر ريوم : ايش فيهم
ريوم: مدري ليــــــــــــه احس اني مش مرتاحه لهم .. حتى اشكالهم .. يا سبحان الله في ناس اول ما تشوفينهم يدخلون القلب وناس تحسين
بنفور ناحيتهم .. وهي مشمئزة .. حتى لبسهم كلش OLD Faction
البندري وحتى هي تحس نفس الإحساس : ريوم عيب عليك تتكلمين عن النـــاس كــــذا
ريوم: ايش فيك انا ما أسخر عليهم .. اقولك إللي أحس فيه ..
البندري سكتت وما علقت .. إحساسها يقول انه أهل خــــــالد مش من مواخيذهم .. وإلا عرفته انه من منطقة بعيده عنهم يعني مش من جماعتهم
:
:
دخل خالد على شان يلبس دلال الشبكة .. بصراحه ماكان حلو لكن ما هو بشين .. لكن شكله جرئ حاط يده على خصرهـــا ولا هامه الناس إلا حوله
.. والإبتسامه العريضة شـــــــــــــاقة ... مسكينه دلال شكلهــــا ميته من الإحراج .. طيب يخف عليهـــا اول مره يشوفها وهو عامل كذا ..
الله يستر من الباقي .. ما عجبتني نظراته وهو يتلفت على المعازيم ... كلهم بنات .. إلا مغطي وجهه وإلا متلثم .. انا كنت بعيده عنهم
وكنت متلثمه .. لما حسيته يوجهه نظراته ناحيتي غطيت وجهي وطلعت من الصاله ... خلاص الحفله وانتهت .. راح ادق على بنــــدر لانه
بصراحه وحشنـــــــــي ..
:
:
:
اليوم الخميــــــــس والكل متجمهـــــــر على الشارع القريب من شاطئ البحر حول الدراجات النـــــــاريه والإستعـــراض .. والسباقات ..
والإزعــــاج من حــــولهم .. وكـــل شخص يحاول يقدم الأفضـــل عنده .. وكــــانه لم يخــــلق الله مثلهم بالبـــلاد
وكان مــــاجد موجود بين الشبــــاب المتجمع .. وكان يستعـــــد لسباق إلا راهن فيه مع صاحبه تركي ... كــــــــــانت دراجته النــــاريه حديثه
ولونهــــا أحمــــــــــــــر ناري .. أمـــا هو لابس جاكيت أســــود جلدي ..والكاب على راسه للحمــــــــاية .. بالرغم انه مغامر إلا انه يخاف
على نفسه كثيـــــر .. وعـــــد نفسه انه لازم يفـــــوز بالرهــــان ... مش مــــاجد بن .... إلا يخسر ... لازم الكــــل يعرف منو
مــــاجد ومحد يتجرأ يتحداه ..
بـــــدأ السبـــــاق والكل يترقب منو إلا راح يفوز ... جماعه ماجد طبعا راح يهتفون بإسمـــــه وكانو يمشون وراهم بمســــافة بسيــــارتهم وإلا طــــالع
برا سيارته من النافذة .. طبعــــا ماجد كان متقدم على تركي بمســــافة كبيره .. وكان الهـــــواء يضرب بصدره بقوه ويتخلله من جـــاكيته إلا نسى
يسكــــره ..
في لحظــــــــه مـــــــــا بقى يفقـــــــد توازنــــــــه من قــــــــوه الهوا البارد إلا يعصر صـــــدره ... لكنه تمــــاسك بقوه مش ماجد إلا ينهزم
بكـــــل قوه ... هو قوي وبنيــتـــه العضليــــه ساعدته على الصمود
وصـــــــــل لخط النهاية .. يحس بنشوه الانتصـــــــار .. ورفع دراجته لفوق وصــــار يسوق على عجله وحده
:::::::::::::::::::::::::::::::::
" رد على تلفونكـــ اكيد حبيبـــــه القلب "
بنـــدر: ههههههههههه ايش عرفك ؟؟
" ما يبيلهـــا ذكــــاء من النغمـــــــــــه ... جلس عبد الله يردد مقطع الأغنية
أحبكــ مووووووت أنــــا و أحيا .. كثر ما أحب أنـــا ذاتي .. ومن شر وبلا الدنيــــا عليكِ كم أنــــا أحاتي .. لانك قطعة مني ..
ومــــا يسواك عندي إنســــان .. أنــــا لليوم أحس إني هــــذاك المغرم الولـــهان
بندر قـــام من كرسيه وراح بعيد عن عبد الله متوجه لنهـــاية المقهى المطل على البحــــر ..
" هـــلا بقلبي وعمـــــري "
البندري بخجل من كلمـــاته الغزليــــه : هـــــــلا حبــــي .. كيفك
بنــــدر: دامي أسمع صوتك .. الأكيــــــــــــد اني بخيــــر ... غريبة تواضعت الأميرة وكلمتني اليوم .. ليـــــــــه الحفلة مش عــــاجبتك
البندري وهي تلعب بخصله من شعرهــــا والأكيد إلا يشوفهــــا تكلم تلفون يعرف أنهـــــا عــــــــــــاشقة حد الثمـــــــــالة
" لا بلـــ عكس الحفله حــــــلوه ومتونسين "
بنـــدر حبــ يسأل عن حال بنت عمته .. لانه مــــا تطمن من شكــــل خالد وأهله اليوم بالملكــــه : ودلال شلونهــــا
البندري مــــا حست بالغيره من سؤال بندر عن دلال .. لانهــــا تعرفه زين وتثق فيــــه .. ابتسمت وهي تتذكــــر سعاده بنت عمتهــــا :
والله اول مره اشوف السعـــادة تشـــــــع من عينهـــــــــــا .. وما حبت تخبره عن الإحســــاس إلا راودهــــا من ناحيه أهل خالد ..
إن بعض الظن إثــــــــــم .. وغلط تحكم على النـــــــاس من أول مره تشوفهم فيهـــــا ..
بنــــدر حس بالبندري: حبيبتي بغيتي شــــي
البندري: امممممممممممممم .. اذا تقــــــــدر تمــــــر علي
بنــــدر: أكيــــــــد امر عليك .. اذا أنـــــــا ما أجي أخذ القمر منو يجي يـــــــا خذهــــا .. طيب حبيبتي مسافة الطريق وأنــــا عندك اوكي
البندري: اوكي ... انتــــبه لنفسكـ
بنـــدر: انشـــاء الله
:
:
وصل لوين مـــا عبد الله جـــالس .. وأخذ مفتاح سيارته ومحفظتــــه إلا كانت موجوده
على الطــــاولة
" عـــلى ويـــن يـــا بو فجــــر " هو دوم يحب ينادونه بو فجـــر لانه يتمنى اذا جاب بنت يسميهــــا فجـــــر
ابتسم لان عبد الله شكـــله مراح يعديهـــا عليه : بروح امر على ام فجـــــر ... وغمز له
عبد الله: الله واكبر يـــــــــا الخاين وتتركني بروحي
بنـــــــدر رفع حاجب: ايش بروحكـ .. المقهى مليــــان شباب .. روح رز فيسك مع أي واحد من الشباب
عبد الله : لا والله ... اللحين ميـــــن إلا مجرجرني للمقهى .. مهوب انت
بنــــدر بغرور وهو ينـــاظر بالسمــــــا: مـــدام معي القمر مالي ومــــــال النجـــــــوم
عبدالله بلهجـــه مأساوية: أيــــــــه الله لنــــا .. لكن افرجيك .. راح يجي يــــوم وتتصل علي .. وهو يقلد صوته.. عبد الله تكفى
خلــنـــا نروح النادي .. خلنــــا نروح نتعشى بمطعــــم .. خلنــــا نروح نتمشى على البحر ... وبلهجه شديدة .. لكـــن شوف مين يروح
معك يا الــــــــــــدب
بــــندر ضحك على كلام عبد الله شكله ناوي يذلــــه بالمستقبل: مو مشكله نتفاهم بعيدين ... راح أتأخر على البندري .. ومشى بسرعه يخاف
يحصل له كلمه هنـــا ولا هنــــاك
:
:
:
" يمــــــــه وين البندري "
أم عبد الله : البندري ســــارت مع بندر
تكلمت حرمه كانت جالسه معهم على نفس الطــــاولة : اشوفك يا أم عبد الله صرتي تتكلمي إماراتي
أم عبد الله: ههههههههههههههههههههههه وين ما اتكلم وبنتي صار لهـــا هناك تدرس ست سنوات
شافت أمهــــا سفهتهـــا وصارت تتكلم مع الحرمه .. بصراحه أنــــا ما أعرفهـــا .. لكنها تعرفني لانها سلمت علي بحراره شكلها تعرفني من يوم
انا صغيره .. وسمعتهـــا تقول لامي والله البنات كبرو يا أم عبد الله وكبرونــــا معهم ..
أففففففففف البندري راحت وتركتني بروحي وأمي شكلهـــا مطوله .. دارت عيني بالصاله أدور على جنى .. شفتها تسولف مع ضحى أخت دلال ..
مدري ليـــه ها الإنسانه ما تنزلي من زور ...مغروره .. لكـــن يله أقوم أسولف معهم ...
وصلت لهم ... وقالت خلني أتغذا فيهم قبل لا يتعشون فيني ... نطيت بوجهم
" أكيــــــــــــــــد تحشون فيني "
ضحكت ضحى : الصراحه أيـــــــــــــــه .. فستانك مره حلو
دارت ريوم حــــول نفسهـــا بفستانها الأسود ســـــــوووررريه .. وكانت لابسه معه صندل أحمر وحاطه روج أحمـــــــــر
ريوم: صدق عجبك ... ما يغلى عليك يا قلبي
ابتسمت ضحى بخجل: تسلمين حبيبتي ...
وغضو الليله كلهـــــا سواليف .. ريوم حست بالراحه مع ضحى إلا تقريبا بنفس عمرهــــا أما دلال على مـــا أظن أكبر من أختي البندري ..
شخصية ضحى بسيطة رغم أعتزازهـــا بنفسها .. بعكس أمهــــا المتسلطة ... شفتهــــا اليوم تبي تتحــــكم بكل شي وكــــأن الخطوبه خطوبه
بنتها ولا من حبهـــــــــا الزايد لدلال .. أخلي الطابق مســــتور أحسن ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كــــــــان قمــــر نصف الشـــهر .. نــــــــوره يداعب موجه .. ونجــــوم بوسط السمـــا .. وكــــأنهـــا ليله عيــــد ... يـــــــا منيه
القلب إن العيـــــد لقيـــاكــ .. يـــــــا حلو الثغر يـــا أملي .. لولاك لم أحتـــفل بالعيــــد لولاكـــ
تحس أنهــــا عـــايشة حـــلم .. العمـــر قبل بنــــدر تحسه ضيـــاع .. هو الشخص إلا هواه قلبهـــا منذ الطفولة واحتفظت بهــــذا الحب ..
لا تظنون إني كنت أبادله الحب قبل لا يخطبني .. كنــــــا نحب بسكـــات .. وكـــل منــــا حامل ظنونه لثـــاني .. كان بندر يخاف يجي
إجتماعات العايله ... يخاف عيونه تفضحــــه قدامي ... كان يفضل يبتعــــد عني .. كان خايف لو يجي يخطبني أرفضه ..
كـــان خايف إن الغربه والزمن يغيـــر حبنـــا الطفولي إلا تربينـــا عليه ونمـــا وكبر معنــــا .. لكنه كـــــــان غلطان ..
أنـــــــا كنت انتظر اليوم إلا يجي يخطبني فيــــــــــه .. أنـــــــا أهواه .. وأحسد عليه الأرض .. فأنت فالقلب والأضــــلاعُ مثواكـــ
:
:
كــــانو جالسين قريب من شـــاطئ البحر .. بندر حب يوديـــها مكان منعزل عن الناس .. ما كان فيه أحد جالس حولهم .. البندري كانت
ماخذه راحتهـــا وهي جالسه على كرسي السواق بالسيارة وحاطه الشيله على كتفها وفاتحه الباب وبنــــدر كان متسند على البــــاب .. وينـــــــاظر
بزنبقته الجميلة .. وشعـــرهـــا المتنـــاثر على كتوفهــــا .. وخدودهـــا بين الهدب والشفايف مثل السحب بين الثرى والثُريــــــــا ..
الوصف فيهـــا تعدى كلمه الوصوف .. و الوصف فــــن ويليق بأم الوصايف ..
كـــان صدى صوت كـــاظم الساهر يتردد بالمكان حولهم ..
لولا المحبـــــه في جوانحـــــــــه .... مـــــــا أصبح الإنسان إنسانا ...
زمن مَضَى .. وبقيتِ غـــــــــالية ....لا هُنتِ أنتٍ ، ولا الهوى هـانا ...
إني أحبكِ .. كيف يمكنني ؟ .... أن أشعل التــــاريخ نيرانـــــا ..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
يـــــحس بشي يلعـــب بشعره .. إلتفت على الجهه الثــــانيه النوم يدغدغ عينه
" عمــــــــــــــــــــــو يـــله قووووووووووووووم .. وبدت ترفع صوتها .. عمـــــــــــــــــــــو "
بدأ يميز هذا الصوت الصغنن ... وحس بيهــــا تدخل معه داخل اللحــــاف
" ســـــــــــــــــارونه روحي لجدتك وخليني أنــــــــــــام "
سارة وهي ماده بوزهـــا : تيــــب
وهي نازله من السرير المرتفع .. لفت نظرهــــا قلم موجود على التسريحة .. عجبهـا شكله بلونه الأســــــــود اللامع ..
مشت لين وصلت له بصعوبــــه وعلى وجههـــا ابتسامه طفل شرير .. فتحت القلم .. كان القلم ماركته MONT BLANCبريشه ..
عبد العزيز حس انها لسه مــــا طلعت من الغرفه ... فتح عينه بشويـــش وشـــــــــافهــــا تلعب بالقلم وترسم على يدهـــــــا رسومــــــــات
"ســـــــــــــــــــــــــــــــارووووووووه "
اخترعت ســـاره من صوته .. وبدت شفايفهــــا ترتجف .. عبد العزيز كـــان ناوي يعـــاقبها على تصرفهـــا .. لكن يا قلبي ما يقـــــدر
على زعلهــــا .. قــــام من السرير وراح لهـــا وحضنهـــا وقرص تفاحات الوجنه ..
" بــــــــــوســــه كبيره لعموووووووووو"
قربت من خــــده لكنهــــا بدل لا تبوســـه عضتــــه على خده ... وبجسمهــــا الصغير .. طارت من حضنه وصارت تركض ..
وضحكاتها تتردد بكل أنحاء البيت ..
عبد العزيز على مــــــــــا ستوعب الحركه إلا سوته فيه .. إلا هي طايره من حضنــــــه .. وصار يركض وراهــــا بكل البيت ..
وكـــأنه صغر 20 سنه وهو لابس البجامه وشعره الكثيف غير مرتب وخصل نـــازله على جبينه
راحت ساره لحظن جدتهـــــا .. تشتكي من عبد العزيز انه نــــــــاوي يضربهــــا
عبد العزيز ضحك على حركتهـــا ... هو كان دوم يسوي هذي الحركه بأخوه بو ســـــــاره .. ضربني وبكى وسبقني وأشتكى
ضحكت ساره على شكل عمها وبانت أسنانها إلا كأنهـــا حبات رمان وهي جـــالسه بحضن جدتهـــا: مـــــــــــا تقدر تصيـــــــــــــــدني
عبد العـــزيز وهو يضحك على شكلك : افرجيك ان مــــا صدتك يا الدبــــه ... وحب يستغل نقطه ضعفهـــا .. مراح أجيب لك معي
مرره ثــــانيه حواوا من لندن
ســــاره ضلت تفكر تخاف تروح لعمهــــا ويعضهــــا مثل ما سوت معه .. وتخــــاف ماتروح ما يجب لها حواوا .. وبالأخيــــر استسلمت
وراحت لعمهــــا وعطته بوسه على خده .. لكن هو مازال روح الشغاوه فيه وعضها في يدهــــا .. وضلو يتاخانقون وكل واحد يعفس شعــــر الثاني
وأم محمد تضحك على أشكالهم .. وكـــأن عبد العزيز رجع طفل ... هو طول عمره راح يظل بنظرهــــا طفلهــــا المدلل وآخر العنقود مهمــــا كبر
" هــــــــا يمه متى أن شــــاء الله راجع على لندن "
عبد العزيز وساره مازالت بحضنه: انشاء الله يمه بعد كمن يوم
أم محمد وبحزن: متــــــى يا ولدي راح تخلص دراستك .. ابيك تستقر وتتزوج
عبد العزيز: انشــــــاء الله يمه قريب راح أحقق مناك ... بس انتي اصبري علي شوي .. خليني آخــــذ الشهاده وأرجع ..
وراح أخليك تخطبيلي
أم محمد بدت تحس بالسعاده .. لانهـــا حاطه له بنت في بــــالها : أنشـــــــــاء الله خير
عبد العزيز: يله يمه عن أذنكـ بروح أخذ لي دش ... يله سارونه تجين مع عمو
هزت راسهــــا بالموافقه .. وحملهــــا فوق كتفه ... كانت ساره تحس وكانها طــــــايره عن الأرض
" أنـــــــــــــا اطول منكـــ " وبدا عبد العزيز يدور فيها وهي تضحكـ
:::::::::::::::::::::::::::::::::
بدت البندري دراستهــــا فتره الراحــــة انتهت خلاص ... لازم تشد حيلهــــا .. طريق النهايه قربت الوصول إليـــــه ...
طول عمرهــــا متفوقه .. الوصول للقمه صعب لكن المحــــافظه عليه أصعب .. كانت دوم تخاف من الفشـــــل ... الإحساس
بالفشل صعب على إنســــان ما تعود يعيش الفشـــــــــــل ... وناس عندهم نظريه إن النجـــاح هو الإنتقال من فشل إلى فشـــــــل آآآآآآآآآخر ...
كانت جالسه بغرفتهــــا على سجادتهــــا الفرو وفارشه كتبها وأوراقهــــا حولهــــا وكانت سلمى تذاكر معهــــا .. وتوهـــا أمها جايبه لهم كاسين
عصير فراولــــه وسلطة فواكــــة .. على شان يحسون بالانتعاش ..
" مـــا قلت لك سلووووووم عن حفله دلال الإسبوع إللي طـــاف "
سلمى وهي بدت تطفش من البندري : هههههه قولي ... انتي ما تبطلين سوالف ... والله لو حنــــا نذاكر كثر ما نسولف كان اللحين حنـــا
مخلصين الكتب
البندري وهي تعدل في جلستهـــا: حرام عليك .. نغيــــر جو .. مليت من مقابل الكتب .. والله أحولت عيوني
سلمى .. تبي تحسس صديقتها بتأنيب الضمير: أحولت عيونكـ ... اليوم تضحك شفاتك بكرة تبكي عيونكـ .. ووقت الإمتحان يكرم
المــــرء أو يهان .. انا والله مش خايفة إلا من إمتحان clinical على الأقل writing الله ساتر عليك .. بينك وبين الورقه ..
اذا ما عرفتي ســـــؤال تألفي محد بعــــارفك .. لكن clinical فضيحه بوجه الدكتور .. اذا ما عرفتي تجــــاوبي على سؤال ..
اكيد راح يستلمك تهزئ .. ويمكن حتى ما ينجحك يقول هذي ما تستحق تتخرج تصير دكتورة
البندري .. بدت تحس بالخوف يــدخل قلبها: اسكتي بس لاااااااااا تذكريني ... والمصيبة لو جابو لك حــــاله عمرك ما سمعتي فيهـــا ولا تخطر
على بــــال بشــــر
سلمى وهي ترفع يدهـــا لسمــــاء تدعي ربهـــا : يــــــــــــا رب تشافي كل المرضى .. وانشـــــــــاء الله ليله الإمتحان الكل يترخص من المستشفى
ويصير فـــــــــــاضي
البندري وهي تحس إن هـــذا الشي من ســـابع المستحيلات: يسمع من بوك لباب السمـــــــــا
ورجعوا يكملون مذاكرتهم باجتهاد.. وكلهم إصرار أنهم ينهون دراستهم .. وماراح يرضون بالقليل ابـــــــد .. وان شـــــاء الله يكملون
مشوارهم الطبي ويتخصصون .. ويصيرون من كبــــار الإستشارين بالديـــــــرة ... هــــذا حلم البندري .. انها تصير استشاريه ويكون
لهــــا مكتبها الخاص .. ويكون على مكتبهـــا لوحـــه خشبيه مكتوب عليهـــا د. البندري .... آآآآآآآآآآآآه متى متى يجي هــــذا اليوم ..
هي تعبت .. لكنها قويه والأكيـــــــد انها راح تواصل مشوارهـــا وبمساعده بندر .. هو كان دوم يساندهـــا بدراستها ويعطيهــــا الدعم ..
هي بامس الحاجه لدعمه ومواساته بــ هالوقت بالذات

" تراك طفشتيــــنا .. زهقتينــــــــــــــــا .. كل دقيقه مكلمه على بندر"
البندري.. ضحكت على شكل صاحبتها : حرام عليك هو يكلمني على شانه رايح يحجز الصـــاله ويعطيني التواريخ .. على شـــــــــان أختار
الوقت إلا يناسبني
سلمى .. عافسه وجهـــا : بالله شـــــــــايفه الوقت مناسب
البندري: عارفه انه الوقت غير مناسب .. لكن ايش اسوي .. اذا تبين تختارين اليوم والشهر إلا يعجبكــ لازم تحجزين قبل مده
سلمى: والله الزواج بليـــــــه ... قلت لك خذي رجلك وروحي شهــــــر عســـــل تلفين العــــــــالم لف وتعيشين أحلى honey moooooon
البندري: أيـــــش اسوي ... والله انا مالي خلق روحات وجيات وتجهيزات .. لكن ايش اسوي بأمي .. تعرفين بنتها الكبيرة وتبي تفرح
فيهــــا وهم خالتي .. تقول البنت إلا ما تنزف تبقى حسرتهـــا بقلبهـــــــــا
سلمى وهي تفكر بكلام البندري .. هو فيه شوي من المنطقيه ... لكن هي بالنسبة لها الزواجات إسراف على الفاضي
" طيب مـــــا خبرتيني عن تجهيزاتك ومخططاتك"
البندري: والله حاليــــــا بالي مشغول بالدراسه .. لكن في بالي من زمان عده أفكار وودي اسويهــــا بعرسي ... وبكل غرور ..
انتي تعرفيني ما هو بغرور لكن إذا مـــاكنت بالصف الأول أمـــــــــام .. ما عاد يهـــــم إذا كنت قبل الأخيــــــــر
سلمى .. دومهـــا تعتز بصديقتها تــــؤم روحهـــا .. إعتزازهـــا بنفسهـــا وكبريــــــاءها فوق كـــل شي .. عمرها ما سمحت لأحد يغلط بحقهـــا
.. ودامها تقول إللي يحترم نفسه يفرض أحترامه على الآخــــرين
" تدرين إن كــــل الشله .. ينتظرون زواجك بفـــارغ من الصـــبر .. الكل يحس إن زواجك راح تكون إسطــــــــــورة .. ليله من ليالي ألفليله وليله .. البندري وبندر .. وهي ترسم إسمهم بالهوا بخط جميل "
البندري ابتسمت وهي تتخيل شكل إسمهـــا مرتبط بإسم البندر بطريقة حلوه على كرت الزواج
سلمى وتناظرهـــا بنظره خبيثة: يــــــــــــــاخوفي تحملين من أول ليــــله
البندري شهقت وعيونهـــا طلعت: حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرام عليك .. أصلا مخططاتي أني ما أحمل من أول سنــــه.. ولازم آخــــذ
إحطياطاتي .. شو ما يمر على زواجي سنه إلا وعندي طفل .. ابي أستانس ابي أحس انــــي عروس ... وبعدين لاحقين على المسؤوليات..
أحس الزواج مسؤليه وغير عن الخطوبة .. يعني حتى لو الرجال تعرفينه من قبل .. بعد الزواج يختلف أن انتِ تعيشين معـــاه تقابلينه 24 ســــاعة .
.. وأخاف أحيان أقصر في واجباتي كزوجه .. وإنت عارفة دوامنــــا المتعب وغير المناوبات الكوووووول ( المناوبات الليلية ) ..
أخـــــاف يطفش الرجال
سلمى : لا بالعكس يعني انتي عـــــاجبتك فكرة أن الرجال يقابل زوجتة 24 ســـــــاعة ... بالعكس من كثر ما هم فاضين راح يدورون لهم أيشي على شان يتخانقون عليه وتكثر المشــــاكل بينهم ... والحلو إن زوجك يشتغل بأرامكــــو يعني وقت خروجه من الدوام مثلك ...
وعلى الكول إذا ما كنتي موجودة معه ... راح يشتـــــــــــــــــــاق لك *_^
البندري وهي تضرب كتف سلمى بخـــفه: والله وطلعتي خــــطيرة
سلمى وهي تغمز لهـــا : هههههههههههاي .. أضبطك أنــــا
نـــــــاظرت ساعتها لقتهـــا الساعه 10:30 اففففففف تأخرت على البيت .. دقت على خالهــــا لقته رايح الشاليه مع ربعه .. مالها إلا تدق على
أخــــوهـــا ماجد يجيهـــا
البندري: عادي حبيبتي أنــــــــــا أوصلك
سلمى وهي تضغط على زر الإتصال على رقم أخوهـــا : تسلمين عيوني .. ما ابي اتعبك
البندري: سلوووووم لا تخليني أزعل عليك .. ترى ما بينا كلافه
سمعت صوت أخوها يرد من الجهه الثانيه .. وخبرته انه يجي يمـــرها ووصفت له البيت .. بهــــا الوقت دخلت عليهم حــــور ببجامتها الرماديه
وبالنص رسمه خروف وكانت ماسكه قطوتهـــا ساندي .. سلمى ما إنتبهت إن حور ماسكه قطوة على بالها مخدة
" حوووووووووري حبيبي .. تعالي من زمان عنك "
حور قربت منها وكانت تحك عينها لانها نعسانه وجايه غرفه البندري تبي تنـــام عندهــــا .. اول ما قربت من سلمى وشافت وجهه القطه نطت سلمى
فوق السرير .. سلمى اذا تبــــون تموتونهـــا جيبو لهــــا قطة .. وصارت تصرخ
" يمـــــــــــــــــه .. تكفين البندري وخريهـــا عني "
حــــور صحصحت من هذا الموقف وصارت تضحك على شكل سلمى المخترعه .. ما تدري ليه الكل يخافون من القطط .. مع انها حلوه ولطيفة
البندري: تعالي سلوم لمسيها ... والله انها لطيفة وما تعض.. شوفيها حتى خافت لما شافتك تصرخين
سلمى جات لها حاله هستيريه: يا القذرة كيف تلمسينهــــا كلها جراثيم وأمراض
البندري وهي ما زالت تضحك على شكل صديقتهــــا: ههههههههههه ... لا لا ما فيها أمرض مـــا خذه كل التطعيمات ... ورأفتبحال سلمى وخلت أختها تحطها بقفصــها برا
" ارتحتي اللحين ..."
سلمى وهي تتنفس بسرعه وتاخذ عبايتها وتلبسها: خلااااااااااااااص ما عادني جايه بيتكم مرة ثانيه
البندري: عــــــــاد سلوم .. لا تصيرين جبانه .. كلها قطة
سلمى : لا لا ... انتي ما تدرين أني أخاف منهم ... أذكر مره أخوي وأنــــا صغيرة كان يبي يخوفني ورما علي قطوة مدري من وين
جايبها وأنــــا كنت غافله .. ضليت أصرخ وأنغمى علي .. خذوني للمستشفى وصارت حالتي حاله
البندري: هههههههههههههههههههههههههههههههههه كل هذا عندك عقده منهم
سلمى شافت أخوها دق عليها مس كول : يـــــله حبيبتي تصبحين على خير
وهي تمشى مع سلمى على شــــان توصلهـــا للبـــاب : وانتي من أهـــله
سلمى: لا حبيبتي ماله داعي ... ايش دعوه ما ني غريبه .. انا راعيه بيت وأدل الباب زين .. وهي تأشر على الكتب .. اجلسي
ادرسي احسن
البندري: طيب يـــــا أم سعيد .. سلام
سلمى: مع السلامه يـــا أم سلوم
:
:
:
طلعت من غرفة البندري وتوجهت لدرج .. عند قمــــه الدرج شافت ظل رجــــال طالع .. على طول غطت وجهها ونزلت لانها خافت تتأخر على أخوهــــا .. كانها حست او أنهــــا تتخيل انه هــــا الرجال رمى عليها السلام .. لكن من فشلتهـــا تلعثمت وما ردت .. اذا ما خاب ظنهـــا هذا عبد الله أخو البندري
لكن ايش ها الإحراج .. اكيد راح يقول هذي البنت قليله حيا ... افففففففف عادي يا سلمى تصير هذي المواقف بأكبر العائلات .. ما صار شي .. انسي
وهي واصله البوابة الخارجية ... شافت سيــــارة أخوها BMW الكشف واقفه وصوت الأغــــــاني الأجنبية واصله لأخر الدنيا .. الله ياخذك يــــا ماجد اكيد اللحين اخو البندري سمعك .. اللحين النــــاس ايش تقول عني .. دام أخـــوها كذا اكيد هي مثله .. ركبت السياره وهي معصبــــة
" السلام عليكم"
وطى على صوت الأغـــاني " وعليكم السلام ... شكلك كنتي ما خذة راحتك تأخرتي ... صار لي ساعه واقف برا "
سلمى: كنـت ادرس مع البندري ... على ما لبست عباتي وجيتك على طول
مـــاجد وهو يفكر : اهـــا .. طيب هذي صـــاحبتك عندهـــا خوات
سلمى ألتفتت عليه بعصبيه وتحس إن ضغط الدم وصل عندهـــا ألف .. وهي تحرك يدها يمين وشمال : أُقســــــــــــــــــــمُ باللهِ ... وبعد الله ما كو حلفان يــــــــــــــا ماجد .. إن سمعت انك تعرضت لأي وحده من صديقاتي او حتى من أهلهم .. مـــــــــــــــا تلوم إلا نفســـــــــــــــك .. فاهمني
ماجد .. أخترع الصراحه من صراخ أخته المُبـــاغت .. ماتوقع ها العصبيه منها .. ترى الموضوع عادي .. مدري متى ها الناس راح يطورون ويصيرو فــــري
" فاهم .. وانتي ايش شايفتني راعي بنــــات "
سلمى: راعي بنـــات مش راعي بنات هذا ما يهمني
استغــــــــــفر الله ربي العظيــــــــــــــم
الصحيح إن رغــــم صياعة مــــاجد وتهوره ويمكن أحيان مغازلته للبنات بالسوق أو الأماكن العامه ... لكنه عمره مــــاكلم بنت على الجوال يحس انه تعدي على اعراض النــــاس .. ويمكن هذي تنعد حسنه من حسناته القلال
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بدت تحس بآآآآلام خفيفة من بعد النزيف ... وتحس بالخوف راح يقتلهـــا .. ودقـــات قلبهـــا تحسهـــا راح تفجر عروقهـــا ... خوفهـــا على طفلهـــا إلا لسى ما أنولد .. ما تبي تخسره.. تحس إن حركتـــه قلت .. او يمكن من كثر خوفهـــا بدت تحس هـــذا الإحســــاس .. نـــاظرت بالغرفة المظلمة إلا من نور خافت جاي من الحمام .. .. ليـــــه راح وخلاهــــا بروحها.. بدت دموعهـــا تنزل على وجهـــا ... ابوس روحك بس تكــــــــون جنبي يمكن لـــو تموت محد راح يحس فيهــــا .. محتـــــاجه لـــــه ... محتاجه لحضنه بها الوقت.. محد بحولها ولو صرخت محد راح يسمعهــــا .. تتصل بــــــــــمين ولا تستنجد بــــــــــــمين .. ما لقت غير البندري هي الوحيدة إلا ممكن تساعدني ... مشت بخطوات مضطربة ... تحس راح تفقد توازنهــــا بأي لحظه .. وصلت لجوالهــــا بصعوبه إلا كان موجود على الطاولة الصغيرة جنب السرير .. ودقت على البندري بيدين ترتجف من خوفهــــا وسبب النزيف ...
:
:
:
البندري كانت تستعد لنوم .. بعد ما حطت على وجهــــا ماسك خفيف ... دومها تحب تعتني بشرتهــــا ... طفت الأنوار .. تحب تنام بالظلاااااااااام ولا تحب شي يقلق راحتها .. وكانت حاطه جوالهــــا على السايلنت ... رفعت لحاف السرير الثقيل بلونه الأحمر بدم الغـــزال ومطرز بالذهبي .. انتبهت لنور الشاشة إلا تنـــــور بظلام الغرفة ... استغربت منو إلا راح يتصـــــل بهــــا الوقت المتأخر .. شافت المتصل مريم مرت خالها .. استغربت اتصالها .. لكنها ما طولت وردت عليها
" الـــــــــــــــــو"
وصلها صوتها الخائف .. وكان بصوتها رجفة : البندري إلحقيني ... راح أموت
البندري حست بالخوف يعصف قلبهـــا ... اكيد في مصيبة : مــــــــريم ايش فيك ... قوليلي
مريم وهي تبكي : مدري فجأة صار لي نزيف ... وأنــــا خايفة ... وخالك مو موجود بالبيت
البندري بعصبيه من إهمال خــــالها: وينه فيه
مريم: مسافر ... تكفين البندري قولي لي ايش اسوي ... احس اني راح اموت
البندري وهي تقوم من سريرها بسرعه وتشغل الأنوار: طيب طيب ... انتي لا تتحركين .. مسافة الطريق وأنــــا عندك
قفلت من عند مريم وهي محتــــارة الوقت متأخر... وأبوهــــا نايم ... وعبد الله ... ايه مافي غير عبد الله ... طلعت من غرفتهــــا بسرعة ... وراحت لغرفـــة عبد الله ... طقت الباب مـــــرة ... مرتين ... ثلاث
لا حيــــاة لمن تنادي ... عبد الله اذا نام لو يتفجــــر البيت ما يحس .... اففففففففف انا ايش اسوي ... مالي غير بنــــدر ... ركضت لغرفتها بسرعة .. ومن ارتباكهـــا صدمت بباب الغرفة .. حست رجولهــــا تألمهـــا شوي لكنها ما أهتمت مو وقـــته .. اتصلت على بنــــدر بسرعة ...
الحمد الله إن بنـــــدر ماكان حاط جواله على السايلنت ... اول ما سمع نغمه البندري .. صحى من النوم على طول .. وخاف لا يكون صاير لها شي .. مش من عوايدهـــا تكلمه بآخر الليل
"هــــلا عمري"
وصلها صوته النـــــــــــايم : هلا بنــــدر ... آسفة على الإزعـــاج .. بــــــــــس
ارتعب البندر وجلس وصحصح شوي: ايش فيــــــــــــــــه ... فيك شي يا البندري
البندري: مرت خالي مريم تعبــــانه وما معهـــا أحد بالبيت ... تقدر توديني
فز البندر من مكــــانه : اكيـــــــد اقدر اوديك .. دقايق وانا عندك ... أنتِ بس خليك جاهزة
البندري: طيب
وقفلت من عنده.. وتوجهت لغرفه الملابس ولبست عبـــايتها حتى ما فكرت تغير ملابسهـــا .. وأخذت جوالها ومفتــــاح البيت معهــــا .. وانتظرت بندر يجيهــــا
لحسن الحظ إن بيت أبو بنــــدر قريب من بيت أبو عبد الله يعني بنفس الحي ... وشـــافت من خلال النــــافذة إنعكـــاس السيارة وهي تدخــــل من البوابــــة الرئيسية ... لانه عنده الرموت ( جهاز التحكم من بُعد للبوابه الرئيسية) .. حتى مـــا إنتظرته يوصل لها عند مدخل البيت .. طلعت من الباب .. ومشت بسرعه لسيارة
" السلام عليكــــم "
بنـــدر: وعليكم السلام .. وتوجه لبيت خاله بسرعه
أخذت البندري جوالهـــا ودقت على مرت خــــالهـــا ... شافتها تأخرت على ما ردت .. دقت عليهــــا مره ثانيه .. وجاها صوتهـــا
" مــــريم انتي بخير "
كان صوتها رايح ومهدود حيلهـــا : ايه انا بخير
" انــــا اللحين جايتك .. انتي اللبسي عباتك .. وانزلي تحت .. واي وقت تحسين بألم على طول أجلسي اوكي "
مريم: ان شـــــــاء الله
" طيب بـــاب البيت مفتوح "
مريم: لا مقفل
" طيب طيب لا تحاتين .. وخلي الجوال جنبك .. دقايق وأنـــا عندك "
لف عليهــــا بنـــدر: ايش فيهــــا
البندري ما عرفت كيف تشرح لــــه : تقول تحس بألم .. وتخاف انها ولادة مبكرة .. والمشكلة إنه باب البيت مقفل
بنـــدر: أفا عليك وإلا معك مش رجال والله لو أنط من السور وأكسر الباب
البندري ابتسمت لــــه .. ولد عمهـــا عمره ماراح يخونهـــا بها المواقف ...
:
:
:
نزلت من الدرج بصعـــــــوبة شــــديدة .. أخذت نفس لمــــا وصلت لنهــــاية .. كانت خـــايفه تفقد توازنـــها وهي على الدرج ... جلست على آخــــر عتبــــه .. تنتظر البندري تـــوصل .. ومع كل ثــــانية دقات قلبـــهـــا تزيد .. وخوفهـــا يزيــــــــد و يـــــزيد
سمعت دقات الجرس .. تحركت بصعـــوبة وصارت تحس إنهـــــا تشوف الأشيــــاء بدل الواحــــد أثنين .. وصلت أخيرا لسمـــاعة التلفون ورفعتهـــا وفتحت الباب للبندري .. وتحركت على شان تفتح الباب .. تحس أن هذا المجهود البسيط إلا تقوم بيـــــه أتعبهــــا حيــــــــــــــل .. سمعت حس البندري ومـــا ركزت منو الشخص إلا معهــــا وأول ما فتحت الباب .. فقــــدت توازنهــــا وطاحت بيد البندري
" مريم .. مريم حبيبتي أصحي " كانت متمدده على الأرض وراسهــــا بحظن البندري ... صرخت البندري تنادي بنــــدر لأنهــــا مراح تقدر تحملهــــا بروحهــــا .. ودخل بنــــدر بسرعة ... وحملهــــا مع البندري .. البندري وقتهـــــا حملتهـــا بكل قوتهــــا .. فتح لهـــا بندر الباب الخلفي ودخلوهــــا وصارت بحظن البندري
" بنـــــــــــــــدر تكفى بســــــــــرعة على مستشفى السعــــد أو أي مستشفى بطريقك"
بنــــدر شخط بسرعــــة جنونيه 180 .. يمكن لحظتهــــا مـــا فكر إن ممكن أنه ها السرعة تنهي حيــــاته وحياة البندري...
:
:
:
:
( الجـــــزء الرابع )

كــــان عبد العزيز بطريقة للمطــــار ... رحلته للندن كانت بوقت متأخـــر .. واخوه محمد هو إلا قرر يوصله ومعه ســـــارة إلا ركبت راسها إلا تروح معهم ... وطول ماهم بالطريق ... ســــارة هي إلا تسولف لين ما طفّشت عمهــــا
" ســــــــارونه انتي كــــم عمركـ "
وهي تناظر بأصابعهـــا محتـــارة، مره تأشر بثنين ومره بثلاثه ... وبالأخيـــر استقرت على ثلاث أصابع وهي مبتسمة إنهــــا قدرت تاشر له بثلاث أصابع والإصبعين ماسكتهم على شان لا يخربون الشكل ^_^
" وحـــليــــلك يــــــــــا ساره أثاري عمرك ثلاث يعني انتي صغيرة" يبي يقايضها
صرخت بوجهه : لاااااااااااااااااااا ، أصلا أنـــــا أكبر منك ... أنــــا اروح الجـــــــــاعمه (الجامعه) مثلك
ضحك بضحكته الرنـــانه : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ... والله انتي لو تجين معي الجاعمه تصكين على كل البنات إلا هناك ... وتطفشين الدكتور على أصوله ... لدرجه تخلينه يلعن الساعة إلا صار فيهـــا دكتور
محمد: هههههههههههههههههههههههههه ... حرام عليك تتريق على بنتي ... بكرة تشوفهـــا تصير أحسن دكتورة مثل عمهــــا
ابتسم عبد العزيز: وأنــــا ما قلت شي ... أصلا ســـــــــــــــارة قمــــــــــر ... صحيح سارة!!!
سارة، بغرورهـــا الطفولي: أصلا أنــــا أحلى منك
عبد العزيز، وهو يقرص أخدوهـــا: قمـــــر ، قمــــر يا ربي ها البنت
:
:
وصله أخوه عند بوابة المســــافرين .. وترك عنده سارة على مايروح يوقف سيارته
" عمو ليه بتسافر"
عبد العزيز: على شــــان اروح الجاعمه على قولتك
سارة: خذني معك
عبد العزيز وكأنه يكلم وحده راشدة: يــــــــــــاليت والله يا قلبي على الأقل تونسيني
على كلمته هذي وصل أخوه ... وسمعه : والله محد قالك مــــا تتزوج ... يعني عاجبتك حيـــــاة الغربة والعزوبية
عبد العزيز ببتســــامة لهـــا معنى: والله اذا كنت ناوي أتزوج بس على شــــان أجيب لي بنت قمر مثل سارة
محمد: انت شد حيلكـ وأمي تخطب لك
عبد العزيز: أنشــــاء الله يصير خير ... خلني أخلص التخصص وأرجع وأضبط أموري
محمد : إنشــــاء الله خير ... وهو يصافحه ... تروح وترجع بالسلامة يا الغالي
عبد العزيز: الله يسلمك... سلم لي على الوالـــــدة
سارونه صارت تبكي مش راضيه تترك عمهــــا ... وعبد العزيز قلبه عوره على فراقهــــا ... لكن كلهـــا كم شهر وهو راجع لها إنشاء الله ... راقب أخوه مع بنته إلا أثــــار الدموع على خدهــــا الرقيق وهم يبتعدون عنه .. توجه للخطوط على شان يقص البوردنق كارد .. وكان يمشي بكـــل غرور وهيبة .. كان لابس بنطلون جينز غامق مع جاكيت بني شاموا... طول عمــــرة أنيق ... وفيه جاذبيه غريبة ...
::::::::::::::::::::::::::::::::
الصمت هو المسيطر على الموقف .. يمكن وقتهــــا ماكان ينسمع غيـــر منبه السرعـــة .. ودقــــات قلوبهم إلا وكأنهم في سبــــاق مع الخيل .. طول المسافة .. وهي تتحسس نبض مريم .. وتحط يدهـــا على بطنهـــا وتحس بحركات الجنين الخفيفة .. وقتهــــا يمكن تطمنت انه مازالت روح تسكن في رحمـــها ... الحمد الله في هذا الوقت المتأخر، كانت الشوارع فاضية ... وقدر بندر يوصل المستشفى بسرعة قيــــاسية .. أول مــــا وصل بندر عند بوابه الطوارئ نزل بسرعة على شــــان يجيب لهـــا سرير المتحرك .. ما اهتم انه يسكر باب السيارة .. كان الشيء الوحيــــد إلا شاغل باله وقتهـــا هي مرت خالة ... حتى انه لما طلع من بيتهم كان شكله مبهدل بثوب أبيض غير مكوي ... وشعرة الغير مرتب
:
:
" what wrong with her doctor " كانت تناظر بشاشة ultrasound وتراقب الدكتورة كيف تفحص عليهـــا .. وتناظر بشكل الجنين بالشاشة ونموه ..
الدكتورة: I think she has placenta previa, from her symptom and I show in US the placenta in the lower of the uterus
وقتهــــا تنفست براحه على الأقل حـــالتها مش خطيرة مره : doctor!! She needs immediate delivery
Doctor: no, needs until know, because the amount of bleeding is minimal, but at 38 weeks I will delivery her by cesarean
البندري : OK! Doctor thanks
:
:
طلعت لبـــندر إلا كان جالس في الممر الكئيب الخالي من الحياة على آخر الليل ... كان منزل راسه وشكله تعبــــان ... كسر خاطرهـــا انها صحته من النوم والأكيــــد مراح يقدر يداوم الصبح .. لان النوم عند بندر شيء أساسي
" بنــــدر"
رفع راسه وكانت بعيونه نظره قلقه : أخبــــارها اللحين
البندري جلست جنبه على الكراسي: لا الحمد الله طمنتني الدكتورة
بندر: ايش طلع عندهـــا
البندري: قالت لي إن المشيمة نــــازلة عندهــــا .. وهذا إلا خلاهـــا تتعب .. كانت ناوية تخبره عن النزيف لكن حست إن هذا الشي أمور خاصة مش من حقهـــا تخبرة .. مع إن المفروض الرجل يكون عنده خبره في هذي المواضيع .. على شان في المستقبل يكون عنده خلفية
بـــندر: طيب هي وينهـــا اللحين
البندري: نقلوهـــا إلى الجناح .. قالت لي الدكتورة راح يخلونها تحت الملاحظة كم يوم
:
:
:
:
جــــالسة على السرير الأبيض ، الكئيب ... تحس بالوحدة .. وين البندري عنهــــا ليه تركتهــــا بروحهــــا .. وينك يــــا جاسم كم أحتاجك أنـــــا .. تحسست بطنهــــا تحس على الأقل أن الحياة رجعت لهــــا ... لكن ما جا أحد وطمنهــــا هي ما زالت قلقه .. شافت البندري دخلت عليهــــا ببتسامتهـــا المعهودة
" سلااااااااامات مريوم ما تشوفين شـــــر" جلست جنبهـــا على طرف السرير .. ومسكت يدهــــا على شان تحسسهـــا بالأمـــان وتطمن قلبهــــا الخايف على الروح الجميلة إلا ساكنه فيهــــا
مريم: ايش قالت لك الدكتــــورة
البندري: تــــــدلعين علينا بس ... يعني لازم تشوفين غلاتك عندنـــــا
ابتسمت مريم من بين خوفهــــا
البندري: كلمت الدكتورة .. قالت لي إن المشيمة نازله ... وهذا سبب النزيف عندك .. ولا تخافين الجنين ماعليه خطر إنشاء الله
مريم وهي بدت تستوعب حالتها : انشــــاء الله
البندري: ادعي ربك إنشــــاء الله يقومك بالسلامة ... ولا تخافين يا قلبي
مريم وهي بعدهـــا خايفة على الجنين: يعني راح يسون لي عملية قيصرية ؟؟؟
البندري وهي تطبطب على يدهـــا: يعني اسم العملية بس هو إلا يخوف ... لكن صدقيني هذا احسن لك وللبيبي .. وماعليك شر إنشــــاء الله .. واريح لك عن آلام الولادة الطبيعية *_^
طيب حبيبتي ... تــــآمريني على شي
مريم : بس إذا ما عليك أمر ملاك ومنار بروحهم بالبيت مع الخادمة
البندري: لا تخافين عليهم ... أمي مراح تقصر معهم
مريم ، ابتسمت بوجهه ها الإنســــانة الرقيقة ، إلا ماتدري وين تروح من جزاهـــا : تعبتكـ معاي يا البندري
البندري : أفا عليك يا مريوم ... تعبك راحة ..
وباستها على خدهـــا وودعتهـــا .. وتجهت إلى بندر المسكين إلا اكيد تعب من الانتظار...
يــــــــــابعد قلبي يا بندر
:
:
:
تحـــــس بإزعــــاج وكأنه قرع طبول في أحلامهــــا ... يا ربي ايش هذا الإزعـــاج يعني الواحد ما يعرف يرتــــاح .. بدت تفيق وتصحصح .. بدت تستوعب إن أحــــد يطق عليهــــا الباب .. قامت من سريرهــــا وهي ما زالت مغمضة .. تخاف تفتح عينهـــا ويطير النوم ... فتحت الباب وشــــافت أمها مقابلهــــا وهي عيونها نص مفتوحه ..
" البندري صح صحي معي ، وقولي لي إيش صــــار معك امس "
وهي تحك شعرهـــا: ماما حرام عليك .. أبي انام ما نمت إلا الفجر
ام عبدالله: وأنـــا ايش يصبرني لين تجلسين من النوم .. أختي تقول لي أن مريم بالمستشفى .. وهي راحت اليوم من صباح ربي على شان تشوف منار وملاك وتطمن عليهم
البندري تذمرت ، وعرفت أن امهـــا مراح تتركها إلا لمــــا تعرف السالفة كلهــــا
::::::::::::::::::::::::::::::::::
صــــار له نص ساعة واصل مطار هيثرو ... وتوه مخلص الإجراءات .. طلع من المطـــار ... وأخذ له تاكسي .. وأعطاه عنوان الشقة .... الشمس مـــا بعد تشرق .. والغيوم الملبدة مغطية السمــــاء .. تعود على جو لندن الضبابي المغطى بالغيوم ... والشمس مـــا تشرق كثير عندهم ... كان يراقب شوارع لندن وكأنه أفتقدهــــا .. وكيف ما يفتقدهـــا وهو عاش فيها أيــــام حلوه لا تنسى ... رقم قسوة الغربة ... لكنه يفتقد جلسته الصبــــاح وروحته للبارك القريب من شقته ... ويطعم الوزات ... روحته للمقهى المفضـــل لدية ...أصدقــــاءه ،عمله كل هذي أشيــــاء يفتقدهـــا...أجواء لندن مع لياليهـــــا ... ما ينسى أيــــام البرد القارس وبياض الثلج الممزوج بالصخب بليلة رأس السنة ... أحيــــان يحس الوحدة ممزوجة مع الهدوء شي جميل .. يعشق الحرية وعدم الإلتزام .. يحس نفسة طيـــــــــــــر ما يربطه شي .. يطير ويطير ولا يدري على أي عش راح ينزل ...
أخيـــــرا وصل لشقته .. أعطى التاكسي حسابه .. وطلع لشـــقه .. اول ما فتحهـــا ابتسم تذكر كلام صاحبة .. متى راح تودع شقة العزوبية .. معقولة قرب اليـــــوم إلا راح يودع فيه حريته وعزوبيته ... ما فكر كثير وسكر الباب وراه وتوجه لغـــرفة النـــــوم ... كانت شقته بستايل عصري وتبعث في النفس الراحة من ألوانهــــا الهادئة .. كانت عبـــارة عن مطبخ صغير مفتوح على الصالة ... وكان في الصالة شبــــاك كبير يطل على الشــــارع وبالمقابل البارك والبحيرة إللي يزورهــــا يوميــــاً .. من التعب رمى بروحه على السرير من غير ما يغير ملابسة .. ولمـــا يصحى راح يروح المستشفى ويشوف دوامه ... يكـــــــرة البريطانين بشي .. إلتزامهم بالوقت ... ويعجبه فيهم حبهم للعمــــل ..

توجه للمقهى المفضــــــل له، صاحب المقهى رجل كبير في السن مغربي الجنسية ... رغم صغر حجم المقهى ، إلا انه يحسه حميم بتصميمه الفرنسي الراقي .. بكنبات باللون الفوشي مع البنفسجي والذهبي والجدران المعتقة .. وكانة الشخص يحس نفسة جالس ببيته ... طلب له كور وسون مع البيض وكوب قهوة مع الكراميل .. كان يرتشف من قهوته ويقرأ بالمجله الطبية
أجلـــــس في المقهى منتظرا ...
أن تأتي سيدتي الحلوة ...
أبتاع الصحف اليومية ...
أفعل أشيــــاء طفوليه ...
أجلــــس في المقهى منتظـــرا
هل ترضى أن تتزوجني ..
هل ترضى سيدتي الحلوة ...
يخبرني برجي عن يومي ..
يشرق بالحب وبالأملِ
في باب الحب الحظ ..
أفتش عن برج الحب
ساعدني يا برج الحب
طمني يا برج الحب
هل تاتي سيدتي الحلوة

جاه صوت صديق عمره .. افتقده طول هذي الفترة ... ابتسم ابتســــامة عريضة
" حمد الله على السلامة ... حيـــا الله أهل الشرقية "
وهو يصافح صديقة: الله يسلمك ... انت شلونك
طلال وهو مكشر: تسأل عن أحوالي .. زفت .. يعني أيش تتوقع من شخص مقضي إجازته بجو لندن الكئيب ... وبعض النــــاس معيدين بجــــو الشرقية
ضحك عبد العزيز بضحكته الرنانة ... لدرجه كل البنات إلا بالمقهى إلتفتو له : ههههههههههههههههههههههههههه .. يعني انت ووجهك حاسدني على إجازتي ... صار لي سنه ما نزلت السعودية
طلال: ابد أنــــا ما أحسدك ... أنــــا أغبطك .. عجل أنت تنزل وتتونس وأنــــا أنكرف ليل ونهــــار بالدوام والكولات
عبد العزيز: إن شــــاء الله المرة الجاية ... أنـــا وإنت نازلين
طلال: إن شــــاء الله ... إلا ما قلت لي .. أنا أشم ريحة خيانه
عبد العزيز وهو مرفع حاجبة : خيــــــــانه شنو
طلال: العصفورة قالت لي إنك نويت تتزوج
عبد العزيز: هههههههههه ... ومن قالك ؟؟
طلال بفضول: قولي قولي منهي سعيــــــدة الحظ ... وحدة أعرفهــــا .. أكيــــد من البنات السعوديات إلا يدرسون معنــــا
عبد العزيز: ههههههههههه ... والله انه تفكيرك راح بعيــــد ... والله أنـــا وين وإنت وين
طلال: بالله شـــــــــــــــو ... يعني اللحين راح تقنعني .. انه ولا وحدة من إلا يدرسون معك ولا من إلا اشتغلت معهم بالسعودية عجبينك
عبد العزيز، بجدية بلهجته: إنت تعرفني زيـــــن يــــا طلال ماني راعي ها السوالف .. لا حب ولا خرابيط .. وبعــــدين كل البنات إلا يدرسون معي يـــا أما متزوجات وجايين مع أزواجهم .. والباقين مالي علاقــــة فيهم أبــــد
طلال وهو مرفع حاجب واحد: مـــــــــا أصدق نهاية عبد العزيز للقفص الذهبي قرب ، ولا شنو ... يتزوج بالطريقة التقليدية
عبد العزيز معارضة: إيــــــــش فيهــــا الطريقة التقليدية
طلال: لا أبــــد .. يعني أنت وضعك دارس برا .. ودكتور .. يعني في مجال كبير أنك تختلط بالبنات وتختار بنفسك
عبد العزيز: أولا أنــــــــا ما أفضل آخذ وحده من نفس مجالي ... صحيح ودي بوحدة متخرجة من الجامعة .. لكن ما أبيهـــا ترتبط بالمجال الطبي .. أبيهــــا تكون فاضية لي ولعيالي ... أبي إذا رجعت البيت وحدة تقابلني تدللني .. مش طول الوقت منشغله عني
طلال بإقتنــــاع: ممكن وجهه نــــظر
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الصمت يحتضن كـــــــل شيء حــــــولي ... والساعة المستديرة على الجدار يطارد عقاربهـــا بعضهـــا البعض ... أوراقي متناثرة نــــائمة ... ولا شي في مخيلتي ..
مللت .. مللت من الدراسة .. أحس الساعات طويلة.. وانه صار لي وقت ادرس .. لكن ما فية شي في عقلي .. اخترق صوت السكون بالغرفة صوت محبب على قلبي .. صوت أختي بُثينه
" الســــــلام عليكم "
ابتسمت في وجههــــا ... احسها تغيرت من حملت .. يا سبحان الله حتى إلا ما يعرفهـــا يقول انهـــا حامل من طريقة مشيتهـــا من وجهـــا المتورد والمنتفخ
" وعليكم السلام ... حيا الله من جانا " قربت مني وجلست جنبي على السرير .. كنت ناثره أوراقي وكتبي على السرير ... ادري اللحين تقولون هذيلا شله يكرهون يدرسون على المكاتب
سلمى: شخبارك مع الحمـــــل
بثينه: والله متعبني الوحــــام ... وانسدحت على السرير ... ايش ها العفسه انتي ما تبطلين .. والله انا مــا دري كيف تدرسين مع ها الحوسه
سلمى: هههههههههههههههه ... طبعي كذا ما احب الترتيب ... ما ارتاح إلا لما اشوف الكتب متناثرة .. تعرفين اختك عبقرية تقرأ من أكثر من كتاب بالساعة الواحدة
بثينه: هههههههههههه ما تجوزين عن طبعك من يومك صغيرة ... الله يوفقك أن شــــاء الله
سلمى: إن شــــاء الله ... اهم شي انتي ادعي لي
إلا ما قلتي لي ايش نويتي تسمين البيبي
بثينه: تو الناس على ها الكلام ... توني بالشهر الأول
سلمى بفرح أنهــــا راح تصير خاله : الله متى أخلص ويجي الصيف .. وأبتدي أرتب معك ملابس البيبي وغرفته وأغراضة وكل شي ... والله لا أضبط لك شغلات حلوه حق أستقبال الضيوف .. واعمل لك حجات مررررررره كيووووووت
بثينه وهي مالها خلق : ها الشغلات خليتها لك ... أنــــا مالي بال .. أهم شي بالنسبة لي أولد بالسلامة
سلمى وهي تعدل من جلستهــــا: اكيد راح تجين عندنـــــا بعد الولادة
بثينه : طبعــــا ... هذا بكري .. مع انه ما يهون علي اترك بيتي و زوجي حبيبي
سلمى ، رافعـــة حاجبهـــا: الله واكبر ، بتريقة ، جيبيه معك ترى عندنــــا غرف كثير
بثينه: تتريقين حضرتك ... ترى ما أرضى على زوجي
سلمى : أصلا تلاقينـــــه راح يتربع عندنــــا 24 ســــاعة ... وحتى حنــــا مراح نقدر نشوفك
بثينه تبي تغايضهـــا: حلاله ، مش زوجته
سلمى وهي تأشر عليها بيدها الاثنتين : يمــــــــــــــــــــــــــــــه منكم يا البنات ... من تتزوجون .. الرجل يلحس عقلكم
" البنـــــــــــــــــــــــات الحلوين ايش مسوين"
سلمى: هلا خــــــــــالي تعال شوف بنت أختك تدافع عن زوجهــــا ، وأنـــــــا المسكينة ماهي معبرتني ... مع إني أختهــــا الوحيدة
بثينة وهي تعدل جلستهــــا بثقل : الله واكبر عليك ... سلوم أنــــــــــا متى اللحين ما دافعت عنك
يوسف وهو يقرب منهم : لا لا كـــــــلش ولا سلوم هذي حبيبتي ما أرضى عليها
سلمى وهي تنط من السرير وتضم خــــالها : بعد عمري خالي ... والله محد فاهمني بها الدنيا غيرة
يوسف: إلا أنتي يــــــــــــــا الدوووووبة وينك .. ما أشوفك .. يعني تتعمدين تجين البيت وأنــــا مش موجود
بثينه كشرت من كلمه دوبة : والله كل ما أجي البيت أنت يا طالع يا بالدوام
يوسف: إلا أيش رايكم أعزمكم على العشى اليوم ... تغير جوووووووو
سلمى: إيـــــــــــــــه تكفى خالي مشتهيه مطعم إيطالي
يوسف وهو يأشر على خشمة : على هالخشم ... يا الله لكم ساعة على شـــــان تجهزون ولا غيرت رايي
:
:
:
توجه لمكتبــــه إلا بزاويــــة بنهاية الدور الثاني بالبيت .. فتح الإنــــارة .. شـــاف الدفتر إلا جمع رفـــات حزنه .. هــــذا الدفتر إلا جمع العنــــا ... مـــرت أعوام .. ومر بعمري ألف شقــــا .. وأســـأل نفسي .. ليــــــــه الانتظار.. فذاك المســــافر خلف الغيوم قد لا يعود
أجتـــاحتني رغبة بالكتــــابة ... جلست أغلب الصفحـــات وكأني أطويهــــا من حياتي .. وصلت لصفحة بيضــــا .. ما أظنهـــا راح تبقى بيضـــا بعد دقائق
وين أروح ..
بعد ماضاقت بي الدنيا بدونك ..
وين باهرب من عيونك
علميني ..
أي أرض بتحتضني بكل مابي من جروح !!
صدقيني ..
كل حزن الكون وأكثر صار فيني ..
كل هموم الناس وأكثر تعتريني ..
هاه .. ظنـّـك في أرض بتحتويني !!
ما أبي منك إجابة ..
كثر ما أحتاج لسؤال
إسألي نفسك وقولي :
(( لية أنا أصلاً تركته !
دامه أطيب قلب شفته !
لاجحود .. ولا أناني ..
أو وصولي ))
وجاوبي نفسك بنفسك
وإعذريني ع السؤال
****************
في غيابك ..
مجمل أحلامي تهاوت
الحياه والموت بعيوني تساوت
صرت أنا إنسان عادي
بعد ماني كنت غير
إي نعم وياك كنت إنسان ثاني ..
كنت طير
ليه حطمتي كياني !!
الله لايجزاك خير
آه لو تدرين وش صار بغيابك ..
صرت ماني إللي على خبرك ..
وخبري
قمت أهذري
صرت أشوفك في وجية الناس ..
وأتكلم معاك
أرتمي بأصغر تفاصيل الملامح ..
فيهم أبحث عن بهاك
وإن سألني أي واحد منهم وقال :
وش بلاك ؟؟
أمتلي حيرة ولا أدري ويش أقول !!
أسألك بالله قولي ..
ويش أقول ؟
خايف أشكي ..
أنفجر بوجيههم وأبكي عليك
خايف أبكي ..
أنصهر بعيونهم وأحرق يديك
وش تبين أقول طيب عن جفاك !!
قولي يرحم والديك
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ملت طفشت من إلا تذاكره .. تذاكر hematology ( أمراض الدم) ... كلش صعب .. تتنقل من leukemia to lymphoma
هـــا الأمراض صارت بهــــا الزمن وكأنهـــا influenza
من قبل كانت تفكر تتخصص ها التخصص ... لكن اللحين مستحيل .. تحسه صعب .. ويبيله طوله بـــــال .. والتشخيص فيه مش بهذي السهولة ... ومــــا أظنهـــا تتحمل تتعامل مع مرضى .. هي نفسهــا عارفة نهايتهم الموت.. إلا إذا الله كاتب لهم عمر جديد .. صعب على الإنسان يتقبل انه يتعالج أكثر من سنتين بالكيماوي .. هذا غير التحاليل الغير منتهيه .. وأخذ عينــــات من نخاع العظم .. أنـــــــــا كنت أتوقع هذا الشيء مؤلم لدرجه اللا إحتمـــــــــــــــال .. لكن لما شفته بعيني هو يعتمد على المريض بالدرجه الاولى وقوه تحمله ... وشطارة الدكتور ويده الخفيفة ...
:
:
وأنــــــــا غرقانه بين الكتب .. وضــــــــايعه بين الصفحات .. سمعت طرق الباب
" منــــــــــــو "
نرجس بكل رقة : أنــــــا ، ممكن أدخل
البندري: تفضلي
طلت علي نرجس ، نرجس أختي كلش هادئة ورقيقة ، كانت لابسة برمودا أحمــــر مع بلوزه بيضــــا ، ورافعه شعـــرها مثل ذيل الحصان
نرجس: البندري، بندر ينتظرك تحت
أنــــا أختبصت : شنو ، بندر تحت
نرجس ببراءه وهي مش فاهمه الموضوع: ايه هو ينتظرك ، لا تتأخرين ... وطلعت من غرفتي وخلتني محتارة
أنــــا ما كنت عارفة أيش اسوي ، كلش مو قته يجي ها الوقت ، يعني يا بندر ما تعرف تتصل وتعطيني خبر.. نــــاظرت بشكلي بالمرايــــا، لابسة بجامه باللون الأخــــضر التفاحي ، عبارة عن برمودا نهايته في ربطه .. وبلوزه تنربط عند الصدر .. كان شكلي كيوووووت .. ومالي خلق أغير لبسي .. رتبت شعري وتعطرت .. وطلعت من غرفتي .. طول عمري أنتقذ النــــاس إلا تجلس مقابل خطيبهـــا ببجامه أو بملابس غير مرتبة .. صج من عاب أستعاب .. لكن والله مالي خلق .. كفاية إني طفشانه من دراستي مالي خلق ألبس أو حتى أكشخ ..
:
:
وصلت تحت .. وخبرتني ماما أن بندر ينتظرني بالحديقة .. طلعت له من الباب الخلفي وكنت ماسكة كتابي وعلى شعري نظارتي للقراءة .. هههههه ناويه أغث بندر ..
شفته جالس على الطاولة إلا بالحديقة .. وجنبه كيس باسكن روبنز .. مشيت ببطيء على شان ما يحس فيني .. ووصلت له وحطيت يدي على عينــــه .. ما كنت أدري إن عطر أنفاسي وصله قبل لا أوصل لـــــه
انرسمت على شفــــاته ... ابتســـامه غــــرام الحب
" أشـــــــــــــــتقت لكـــ يـــــــا ناعم الصوت "
انتو مــــا تعرفون تـــــــأثير ها الكلمة على نبض خفوقي ... مسكني من ايدي ولفني علية
" وينك يــــامهجة القلب ومنــــــــــاه .. بعتاب من القلب إلى القلب .. يعني لو ما أتصل عليك وأسأل ما تسألين عني "
بصراحة ، أنحرجت منه ما عرفت ايش أرد، تكلمت وأنـــا أناظر بأصابعي : آســــــــــفة بندر .. والله مشغوله بالدراسة
بنــــدر: معذورة يـــا قلبي ، بس حبيت أعاتبك ... يا حلو العتاب لا جا من أحباب قلبك
البندري، أبتسمت لحبيب قلبهـــا: أخبارك اليوم؟ رحت الدوام ؟
بنـــــدر: لا ما داومت ، ما نمت إلا بعد صلاة الفجر بعد ما رجعتك البيت ، شافتني أمي وستلمتني تحقيق
البندري ابتسمت وهي تتذكر أمها: me to
بنــــدر: اتوقع أمي وخالتي راحو زارو مريم على العصر ... انتبه لكتابهــــا ونظارتهـــا ... يله يــــا دكتورتي يا حلوة .. اشرحي لي ايش تدرسين
البندري تونست من قلب .. تحب تشرح لبندر.. تحسه عنده حب انه يفهم ويجاريها بمصطلحاتها الطبية .. وهي تحس نفسهـــا تفهم اكثر لما تشرح له ... وبدت تشرح له اللوكيميا وكيف أعراضهــــا وأنــــواعهـــــا وكيف يشخصون المرض .. والعلاج
بندر: خـــــــــــــــــــلاص يا البندري .. راسي بدا يوجعني .. كل هذا تدرسونه .. الله يعينك يا قلبي .. خلنــــا ناكل آيس كريم .. أنــــا جايب لك فانيلا مع فرواله من إلا يحبه قلبك ..
:
:
نغمة ضحكهم غمرت المكان بالفرح ... بوسط الظلام .. عــــــــاشقين .. ونور يغطي جوانب قلبيهم ..في كـــــــــل نظرة عين يولـــــــــــــد حبــــــاً جديداً .. تنســــــــاب كلمات العـــــــشق من شفتيهم ..
البنـــــــدري
يرتاح العشق في عينيك
أغوص بعمق في عينيك
واســـــأل أخبار الهوى عليك
وأرحل خلف غيوم السمــــاء
لا من محـــــــال في الحب لديك
:
:
البندري: أخبـــــار سراج مع قطوته
بنـــــدر: هههههههههه .. انتي ما تشوفين شكله وهو متونس ويلعب معهـــا بالحديقة .. في البداية كانت مش راضية تـــاكل من يده .. وأول مره كلت من يدة قام يناطط .. ويقول وأخيرا تحقق حلمي
البندري أبتسمت لذكرى سراج ، نور العائلة : يــــــــــا لبو قلبووووووو ، مشتاقه له
بنــــدر: ولا يهمك بكره وأنا جاي من الدوام راح أجيبه لك
البندري، ابتسمت لبندر .. طول عمري أفتخــــر فيه .. طول عمره كبير بعيني .. لكنه كبــــر بعيني لمــــا شفته يهتم بأخوه من ولادته .. ســــراج وقت ولادته تعرض للإختناق .. وخالتي كان عندهــــا صعوبه في الولادة .. فإضطرو يولدوهـــا بعملية قيصرية .. وخلال الاختناق نقص الأوكسجين على سراج .. فـــأثر هذا الشي على بعض المنــــاطق الحساسة بالدماغ.. ومن أهمهـــــا النمو .. أثر على نموه الجسدي والفكري .. لكن ولله الحمد تحسنت حالته سنه عن سنه .. وأنــــا أشوفة يكبر قدامي ومتنبأه له بمستقبل حلو ... بنــــدر من أكثر النــــاس إلا أهتم بســـــــراج نور الدار .. أحســــــــه يعتبره ولده ، روحه ، قليبــــــــه .. دوم هو إلا يأخذه للعــــلاج الطبيعي .. لمـــركز ذوي الاحتياجات الخاصة ..
واكتشفت مــــــــرة بالصدفة أن بندر يساهم بجزء من راتبه كــمتبرع للمركز .. مـــا حبيت أتدخــــل دامه مــــا قالي .. يمكن هو يحب يتبرع بماله بيمينه ما تدري به شمــــاله .. لكن ما تدرون ساعتهــــا قد أيش كبر بعيني
:
:
ريــــــــوم
طفشت صار لهم ســـــــاعة وهم برا وقت الزيارة قرب يبتدي .. طلعت من البيت .. تمشيت بالحديقة الكبيرة لين ما قربت أوصل لهم .. شفت قيــــس بن الملوح مع عبــــــــلة جالسين يسولفون بــــكل حب وهيـــــــــام .. أقولهـــــا من قلب الله يهنيك يــــا أختي ...
" الســــلام عليكم "
إلتفتو لهــــا : وعليكم السلام
" يقولون زيــــــــارة المريض واجبه .. وهي تناظر ساعتهــــا .. واللحين قريب الساعة ثمـــــــان "
شهقت البندري ووقفت : يــــــــا الله ، نسيت والوقت سرقنـــــــا
ريوم بتريقه: أكيـــــــــــد دام معاك قيس بن المتوفى
هنــــا بندر ما قدر يمسك نفسه وجلس يضحك لين ما شرق
البندري قربت منه : بســــــــــم الله عليك .. وناظرت ريوم بغضب .. نــــــــاوية تموتين رجلي
ريوم: روحي زين انتي ويــــــــــــاه .. يله خلصونــــــا
بندر وهو يكح شوي: طيب روحي محد رادك
ريوم : والله .. رجلي الأعــــــور لسه ما دل بيتنــــا .. والله لو هو موجود كان ما جيت لكم
البندري حبت تنهي النقاش .. لانه سوالف ريوم ما تخلص وراح تنتهي وقت الزيارة وهم لسه ما وصلو: يله أنــــــا ثواني وجاهزة .. وراحت تركض للبيت على شان تغير لبسهــــا وتلبس عبايتهــــا
:
:
وهم بالسيــــارة ، بنــــدر مشغل راشــــد الماجد
تنحط على الجرح يبرى
القلب سلم لك أمره ... بحالتي أنت أدرى
يا اللي حنانك و طيبك ... تنحط على الجرح يبرى
شفاف يا نور عيني ... حب و قلبك يبني
زهرة شبابي و سنيني تفذاك ألفين مرة
ريــــــــــوم تكلمت بصوت عالي .. على شــــان بنــــدر يسمعهــــا
" يا آخي غيرو عن بو طلال .. قلنـــا حلو وصوته حلو .. غثيتونــــــــا"
البندري لفت لهــــا على شان تناظرهـــا: اللحين بو طلال مو حلو أنتِ ووجهك
بنــــــــدر : فديت حبيبتي .. دامه عاجبهــــا مراح أغيره
البندري: بندر لف على محل الورد .. أنــــا كلمته وصيته على باقه ورد
ريـــــــــوم: اللحين انتو رايحين لمريضة تودون لهــــا ورد .. استحوا على وجيهكم .. النــــــاس يودون لها شي عــــدل .. وهي تحوس ببشفايفهـــا .. ترى الورد ينقص الاوكسيجن والمـــــره مش ناقصة كتمه
بنــــدر وهو يتمسخر : مثل شنو يا عانسه ريوم .. تبين تـــاخذين لها
ريوم وهي تناظره بطرف عينهـــا: مودموزيــــــــــل لو سمحت ... لو سمحت لف على أي سوبرماركت قريب .. أنا أفريجيكم أيش يودون للمرضى
نزلهــــا بندر في أقرب سوبرماركت ... البندري رفضت تنزل معهـــا .. لانهــــا عارفة سوالف ريوم راح تفشلهــــا .. نزل معهـــا بندر
شفت بندر جاي وشكله يتناقر مع ريـــــــــوم .. فتح باب السيـــــارة وركب .. شفتي أختك فشلتني .. روحت برستيجي
ريـــــــــوم: مـــــــا أقدر أنـــــــا على برستيجك
بندر وهو يكلم البندري: بالله عليـــــــــك أحد يروح يزور مريض ويودي معه تفاح وبرتقال وموز ... رايحين رحله
تحرك بنــــــــــدر لمحل الورد .. لانه لو بيجلس ينافش ريوم من هنـــــا لبكرة مراح يخلص ... والأكيد ريوم راح تغلبه بالكلام ... محد يقدر يغلب الحريم بالحكي *_^
:
:
دخلت أنــــا والبندري على مريم .. بصراحة ما توقعت حالتهـــا كذا .. شكلهـــا تعبانه والسواد تحت عينهـــا واضح وكأنه كحـــل انرسم تحت عينهــــا .. كانت منسدحة على السرير وجنبهــــا ملاك ومنــــار القمرين .. لابسين فستـــان اصفر مع وردي .. مطلعهم كيوت .. وخالتي أم بندر جالسة على الكنبة الموجودة بالغــــرفة
سلمت عليهـــا وبستهــــا
" حـــمد الله على سلامتك .. غــــزال والشر زال "
مريم بصوت متعب : الله يسلمك
تحركت وحطيت الاكيــــاس إلا كنت حاملتها على الطاولة الموجودة .. وطلعت لهــــا تفاحة وقطعتهـــا لها ... لازم الحرمه تاكل وتستقوى
في نفس الوقت سلمت عليها البندري وسألتهــــا عن أحوالهــــا .. البندري مصره إلا تجيب معهــــا باقة ورد .. لكن الفلبيني إلا يشتغل بالمحل ضبط لهــــا بـــاقه ورد عجيبه ، من الروز الأبيض والزهري .. رتبهم فوق فازه زجاجيه ملاهـــا بالماي وداخلهــــا أغصان الشجر وبعض بتلات الورد .. كان شكلهـــا خيال ..
قربت من مريم .. وأكلتها بيدي
" يله مريوم .. لازم تــــاكلين "
مريم: ريوم حبيبتي والله مو مشتهيه
انا أصريت إلا أكلهـــا من يدي : أفـــــــا ترفصين من يدي ، أصلا يحصل لك أحد يأكلك ... بالنهايه أستسلمت لي
أنــــا بصراحه كنت مغتاظة.. وانا أشوف ها الوردة الذبلانة على السرير الابيض الكئيب .. وين خالي .. مش المفروض يكون جنبهــــا اللحين .. وما قدرت أمنع نفسي أني أسألهــــا
" إلا مريم وين خالي ما أشوفه "
مريم أكفهر وجهـــا .. وحسيت إن الدموع تجمعت بعينهــــا .. وكأنها تقاوم ما تنزلهـــا قدامنــــا
ناظرتني البندري بقوه ، وكأنهـــا تقول لي أمسكي لسانك
البندري شكلها حبت تغير الموضوع: مريوم ، بندر برا يبي يدخل يسلم عليك
مريم : خـــليه يدخل
راحت البندري له ، تناديه ، ومريم عدلت شيلتهـــا على راسهـــا .. حسيت وقتهـــا وكانها كبرت 20 سنه ، معقولة الهم والتعب يكبر بالعمــــر ها الكثر
" حمد الله على سلامتك .. يا مرت خالي.. شلونك اليـــــــــــــوم "
مريم: بخير الله يسلمك ، تعبتك البارح معي
بنــــدر : أفا عليك يا مرت خالي .. انتي بحسبة أمي
مريم: حرام عليك على الأقل جاملني .. أمك مره وحده
أم بنـــــدر ضحكت : إلا الحريم يا بندر لا تكبرهم بالعمر
:
:
:
انتهت وقت الزيــــارة .. الكل تركهــــا على شان ترتاح .. لما تنتهي وقت الزيــــارة ..على نهاية الليل .. المستشفى يصير هـــادئ .. هدؤه مخيــــــــــــــــــــــــــف وقتــــال .. كـــل الممرات بالمستشفى تفضى .. وتصير خاااااوية ومظلمة ...
بكت .. وفوق خدهــــا .. كحلهـــا والدمع فاضي
وينكـ .. وينكـ .. أنت القلب اللي ينبض
أنت عمري اللي مضى وإللي بقى .. إيش قيمه الحيــــــاه من دونك .. أنــــا بحاجه لك .. لكـ أيامي يا الغالي .. وأنت تبخـــــل في دقيقة .. عجل وشلون لو كانت ثواني
بخيل بالعطـــــــا ما هي طريقة .. واحد مرتاح والثاني يعاني .. تعال وفك من ها الصدر ضيقة .. تعال ولا تفرط في حنــــاني .. أنــــــــــــــــا مليت .. مليت
عـــــلم الظالم ترى المظلوم راضي ...
جرحوني في هواكـ .. قلت أبشكي
مــــاهو من جرحي لكن لعتراضي ..
لكن وش علي.. لو قطعو لجلك عروقي ..
من رضى بالحب يرضيـــه التغاضي ..

دخلت البيت .. على الساعه 12 .. أسبوع مـــر ما هو من العمـــر .. كل لحظه أعيشهـــا معه ما تنعد من حياتي ، يمكن ما تصدقون إني أعيش أحلى قصة عشق معه .. نساني كــــل ماضي وكل ذكرياتي ... ايش قد احكي لكم عنه يخلص كل كلام القصيد
جلست على أول كنبه صادفتني .. وتنهدت من كـــل قلبي .. ابد ما توقعت أن الزواج حلو بها الطريقة .. كنت اقول ظل راجل ولا ظل حيطة .. وكنت ابي اتزوج بس لأجـــل الهروب من حياتي المــــأساوية.. خالد نساني كل همي وغمي
تــــذكرت طلعتنـــا اليوم .. آآآآآآآآه رومنسي بشكـــل خيالي .. وداني مطعم .. عمري كله ما حلمت أتعشى في مطعم مثله .. كان مطعم حلو مره مثل ها المطاعم إلا أسمع البنات يتكلمون عنهــــا .. كان جو المطعم رومنسي وكله شموع .. حنــــا جلسنـــا بطاولة بالنص جنب الزجــاج المطل على الكورنيش الخبر ..
بصراحه كل شي فيه حلو كلامه همسه .. لمسته .. إلا تذوبني وتضيع علومي
:
:
تركت أحلامي لهذا اليوم .. الوقت تأخر وبديت أنعس .. غيرت ملابسي ولبست لي ثوب نوم قصير .. ونمت على وســــادتي .. وأنـــــــــــا أحلم بخالد ، بإحساسي الجديد إلا عــــــــايشة معه ، ما تخيلت الحب حلو لها الدرجه .. كــــلامه كله حب وغرام .. عمري ما تخيلت انه يجي يوم أحد يعامل بهذي الطريقة .. يمكن لاني تعودت على الإهــــانه والذل بها البيت ... خلاص أنـــا راح أقنع خالد نتزوج بأقرب فرصه.. ونعيش بعـــــــــالم كله حنين وغرام
:::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينهـــــا .. متضايقة من حركه البيبي ، ومن المغذي المركب بيدهــــا .. لفت على جهه الباب .. شافت الوجه إلا حلمت فيـــــه طول البارح .. مشتــــاقة له .. مشتـــــاقة لكلمه حلوه منه .. تطيب الخــــاطر وتنسيهـــا ضيقهـــا .. هي ما تطلب منه الكثير تبي بس يعطيهـــا من وقته ويحن عليهـــا ويبادلهــــا المحبه
قرب منهــــا وقبلهـــا على جبينهـــا .. أبسط الأشيـــاء منه تسعدهـــــا .. وتنسيهــــا كل ضيقهـــــا .. لأول مره بحياته يكون ذوق جاب معه وردة حمــــراء روز كبيـــرة ، كانت متفتحه وملسمهــــا مخملي
ابتسم لهـــا: حمد الله على سلامتك يا الغالية
ابتسمت ، لزوجهـــا حبيبهـــا، قبل لا يكون أبو لعيـــالهــــا .. سهت بعينه إلا معذبتهــــا
مـــاطول عندهـــا، وكأنه مستكثر فيهــــا الكم دقيقه إلا جلسهــــا معها .. مع انهـــا كانت محتاجه تجلس معه تسولف له ..
ليه قلبه صخـــر مش راضي يحن علي .. والله اني بغيابك تعذبت وشقيت .. قلبي إللي تسكنــــه دوم يسألني عليك
:
:
ببيت أبو بنـــــدر كانت جنى مع ريوم يدرسون ببيت الشعــــر الزجاجي .. النباتات من حول الجلسه إلا جالسين عليهــــا المصنوعة من الخيزران ... وقدامهم حوض سمكـ كبير ... بيت أبو بندر تقريبا تصميمه مثل بيت أبو عبد الله
ملاك ومنار كانو يلعبون مع سراج بالصالة ...
سمعو أم بندر ترحب بخالهم جاســـم ... ريوم ما قدرت تجلس مكانهـــا .. عندهـــا عتاب شديد لخالهــــا .. قامت من مكانها متوجهه لصالة بحجه أنهــــا تسلم على خالهــــا وتسأله عن أحواله
سلمت عليه وباست راسه : حمد الله على سلامتك يا خالي
جاسم بجدية مرسومه على ملامحه الحـــادة: الله يسلمك
ريوم وهي تمزح ، متقصدة هذا الشي : أيش دعوه يــــا خالي ، مره ثانيه علمنـــا اذا راح تسافر ، خايف نثقل عليك بالهدايا
جاسم: لا هذي سفره خفيفه لقطـــر لشغل
ريوم بلقافتهـــا المعهودة: يعني يا خالي عندك إستثمــــار هناك
جاسم طول عمره متحفظ على شغله ، لكن ما مانع انه يجاري بنت أخته بهذا الشي : تقدرين تقولين استثمـــار وأسهم
ريوم وهي تذكر أبوهـــا وتعبه من الأسهم: والله يا خالي يقصون عليكم وانتو تضيعو فلوسكم بهـــا الأسهم
جاسم ما رد عليهـــا ، بالرغم أن ريوم مالها بالبزنز ، لكن كلامهـــا صحيح ، يا ما ناس خسرو فلوسهم وطاحو طيحه ، ايش إلا خلاه يتهور ويدخل بالأسهم ، لكن الحمد الله هو مـــا دخل براس ماله ، راس ماله موجود بمشاريعه إلا بالسعودية
::::::::::::::::::::::::::::
أجـــــنحه الغربة
أجنحــــه الغربة .. ترفرف حوالي .. مضت الأيـــــام بلمح البصر .. مشـــــوار إبــــتدأته لازم أنهيه ... والنهــــــــــــاية قربت ... معقول خلاص انتهينــــا .. مشوار الطب ماله نهــــاية .. لكن على الأقــــل راح تنتهي غربتي .. راح ينتهي الليل الموحش الطــــــــــويل ..
صحيح دوم تمنيت يجي هــــا اليوم إلا أتخرج فيه من الجامعه .. لكن مدري ليه قلبي يوجعني ... خــــــــايفة من الزمــــــان يغدر بي ... ادعو لي إني أتخرج ويجي لي دكتـــور طيب بالامتحان
بديت ارتب ملابسي بالشنطة .. أغلب الملابس إلا حطيتهــــا باللون الأســــود .. وكأني رايحه عزى مش امتحن ... اكره لحظه بحياتي لمــــا أجي ارتب أغراضي .. كل خوفي أنسى شغله .. أأأففففففففففف ... الأوراق كثيرة إلا عندي آخذ شنو ولا أخلي شنو ... ناظرت فيهم بقهـــــر ، معقوله أتخلص من تعبي، شقاي ، هذيلا سنين العمــــــــر .. جمعت الأوراق المهمة وحطيتهــــا داخل الشنطة حقت الكتب .. شكله الليله راح ينخلع كتفي من الثقل .. يا الله صبرك .. صج من طلع من داره قل مقداره .. والله أنــــا على آخر عمري أتبهدل وأحمل أغراضي وكتبي من المطار .. وغير مشوار السكن .. والله أنـــا عايشه ببيت أهلي معززه مكرمه .. وإلا أبيه يجي لحــــد عندي .. اللحين راح ترجع مآسي التنظيف والترتيب .. أذكر الشقه قبل لا نتركهـــا كانت مقلوبه فوق تحت .. ولا مآساه الأكـــــــل .. والله عشت ببيتنـــا شهر على الأقل آكل آكل مثل خلق الله .. مش من المطاعم إلا حامت كبدي منهــــا ... الله يعينــــا خلاص فتره وعدت ...

نزلت تحت أدور أمي ، كنت لابسه لبس عادي بنطلون جينز مع بلوزه باللون الوردي .. لقيت أمي بالمطبخ تجهز لي فطـــاير
" ماما ماله داعي تجهزين لي آكل .. وأنــــا راجعه السكن أمر على أي مطعم آكل منه"
أمي وبعيونهـــا حزن على فراقي تعوديت على حسي بالبيت : لا يمه ، أي مطاعم مــــا على أكل البيت
تنهدت : أي والله صدقتي
تركت أمي وجلست ادور بالبيت من غيــــر هدف ، أحس بضيقة بإكتئـــــاب حتى نفسي مش طايقتهــــا ، ودي أبكي ... أبكي
لو الود ودي أتخرج من غير امتحان ، اللحين الدكتور يتقيم بالورق ، كل شي بها الدنيـــــــــا على ورق ، مش مهم هو يعرف يعالج الناس يموت الناس ، المهم انه نــــــــاجح على الورق
ناظرت بـــالساعة الخشبية الطويلة الموجودة في الصــــــالة ، كانت قريب 4 العصر ، وبندر خبرني انه راح يستأذن من شغله ويـــــــا خذني للمطار مع عبد الله .. خبرت الشغاله تنزل أغراضي .. وأنــــــــا رحت أجيب عباتي وشنطة يدي .. وبعد كذا جلست بالصـــــاله متوترة وأنــــا أهز رجولي ..
شفت ريوم نازله وهي لابسه بجامه ، وشعرهــــا رافعته بطريقة مبعثرة ، شكلهـــــا كانت تغوص بالدراسة
" مســـــاء الخير "
البندري: مسا النور ، وينك من الصبح ما شفتك
ريوم بقهر: الله يــــــا خذها دكتورتنــــا طقتني مشوار للجامعه بها الشمس وبالأخير ألقتهـــا لانها مشغولة
البندري وكأن الموضوع عادي بالنسبة لهـــا: عادي تحصل
ريوم: شنو إلا عــــادي ، قايمه من عــــز نومي ورايحه الجامعة وبالأخير ماتجي .. صدق ناس ما عندهم إحساس ولا إحترام للآخرين
البندري: تعودي يا شيخة ... حنـــا يا ما لطعونــــا الدكاترة ، تقولين نشتغل عندهم على غفله
ريوم بطفش: وهم بكره عندي امتحان، وصعب مره
البندري: لو إنك تــــذاكرين أول بأول ، كان ما توهقتي ها اللحين
ريوم: شسوي .. ما تحلى عندي الدراسه إلا ليله الامتحان
سمعو حس عبد الله داخل البيت
" الســـــــــلام عليكم "
ريوم والبندري : وعليكم السلام
عبدالله وهو يكلم البندري: جهزتي ، بندر جاي معي
البندري: ايه جــــــــاهزة
ريوم تحركت على شان تلبس عبايتها وتودع إختهــــا ، بها الوقت دخل عليهم بندر وكـــــان كاشخ بالسكبة السعودية ، ثــــوب أبيض مع شماغ أحمر رافعه لفوق ، معطيـــــه وسامه غير طبيعيه مع السكسوكه الجديدة
البندري: أيـــــــش ها الكشخه ... رايح تعرس *_^
بنـــــدر: هههههههههههههههههههههه ، ماعندي ما نع إذا تجيبين لي الثانية
البندري بدتهـــا على أنهــــا مزحه ، لكن على كلمته تضايقت ، هي نفسهـــا ما تدري ليه ها اليومين صايرة حساسة بزيـــادة
بنـــدر لا حظ أنهـــا تضايقت وقلبت وجهها، قرب منهـــا: أيــــش فيك حبيبتي تغارين علي
البندري، بزعل ممزوج بدلع: اكيد أغار عليك ، أنــــا أبين جنبك مبهدله
بنـــــدر، قرب منهـــا وهمس بإذنهــــا: انتي قمر يا قلبي لو شنو تلبسين
توردت خدودهـــا خجل من كلمته ، وانتبهت لنـــاس إلا حواليها ، الحمد لله إن عبد الله يكلم امي و ريوم ما بعد تجي والله اللحين كان استلمتني
:
:
حان وقت الوداع .. صحيح إن صار لي ست سنين أدرس بالإمـــارات .. لكن دوم وقت الوداع ترمش عيني بالدمع .. نظرات امي الحنونه وهي توصيني على روحي .. وتدعي لي بأن الله يوفقني ... أهم شي بدنياي أن أمي تكون راضيه علي ... يــــــــــا سبحان الله إذا كانت أمي راضيه علي .. كل شي يتساهل بوجهي ..
طول عمري أحب اهلي .. أحب العائلة .. عمر الغربة ما قست قلبي ولا بعدتني عن أهلي وأغلى نـــــــاسي
هلي وإن جارت الدنيا عليا
أوصيكم على روحي وصيه
أنا مسافر وخلوا قليبي عندهم
غصب عني ترى لا مو بيديا
أعذروني إذا سالت دمعتي
وذكروني إذا طالت غربتي
يادنيا لعبة الشاطر لعبتي
صرت للناس حمّال الأسيه
يادهري لاتحملني البلاوي
أنا المجروح مالاقي اللـ يداوي
تراني ع السفر ماكنت ناوي
حِكم حُكم القدر غصب(ن) عليا
قبل ماعوفكم ياأهلي كأني
أشوف بغربتي حزني وأنّي
إذا انتم صفيتوا بعيد عني
أموت أحسن ولا هذه الأذيه
هلي دمعات عيني بطرف رمشي
وإذا غمضت عيني دموعي تمشي
إذا رحتم كذيه راح كل شي
تروح الروح لو رحتم لذيه
بلاكم كيف أنا أتحمل بلاكم
وأنا ورده وسط صحراء بلاكم
هواكم دمر قليبي هواكم
شيصير أكثر من اللي صار بيا
بنــــدر لما شاف الدموع تمشي على الخدين .. جا وحضني يخفف علي .. وأخــــــذ الوردة الغاليــــــة من أيد أمهـــــا .. أنــــا بالنسبة له أمــــــــــــانه .. لازم يوصلهـــا وتجي لهم بالشهادة .. اللي يفتخر فيهــــا الصغير قبل الكبيــــر
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
( الجـــــزء الخـــــامس)
بالسيــــارة متوجه للمطـــار، بندر هو إلا يسوق وجنبـــه عبد الله ، وأنــــا كنت جالسه بالخلف، مـــازال مزاجي متعكـــر ، عبد الله وبندر طاقين سوالف، وأنــــا كنت سرحـــانة بشوارع الشرقية ، يـا حلاه ديرتي والجلسه فيهــــا
:
:
برغــــم سرحــــاني ، حسيت إن بنــــدر يناظرني من المرايا وكانه حاس بضيقتي ويبي يسوي أي شي على شــــان يخـــلق الإبتسامه على شفاتي ، لكني ماني قادرة حتى ابتسم ، احس بضيقــــة ، مع اني رايحه مده قصيرة بـــس راح امتحن وارجع لهوى الشرقية ، لكني حــــاسة أني راح افتقدهـــا، مع اني احب أســــافر ، ومرتاحه بالدراسة بالإمارات وعمري ما ندمت على هذي الخطوة لكن دوم أشتـــــــــــاق لهوى الشرقية وبحــــرهــــا
:
:
شغـــل بندر سيدي محمد حمـــاقي .. أحلى حاقة فيكي ... بصراحه بندر رايق وأنــــا مالي مزاج
موسيقى هذي الأغنية عجيبه في البدايه .. عبد الله وبندر بــــدا الإستهبال عنهم ..
عــــارفه أحلى حاقة فيكي ايه
بتحلي أي شي عينيك تجي فيه
امــــــر(قمر) ده ايه إلا بتساوي بيه
تعالي اقولك أحلى حاقة فيكي ايه
ولا انتي فاهمه قصدي وإلا بالي فيه
فيكي يـــا ما أنـــا حلمت بيــــه
بنـــــدر وهو يــــأشر على البندري ، ويسوي حركات أستهبــــال ويردد مع الأغنية ، والبندري صارت تضحك على حركاته
يالله انشاء الله اموت في هواك انشاء الله
ده كتير علي ها الحب ده والله
حـا تـــمنى أكثر من كده ايه
حد بالبرأه دي مافيش .. ولا في الغلاوه دي انا ما عنديش
انــــا كلي ليكي مــــا تكدبيش
"بنــــــــــــــــــــدروالله فضحتنــــا ، النـــــاس يطالعون فينــــا " وهي تضحك وبنفس الوقت خجلانه لانه عبدالله معهم وهو يجاري بندر بحركاته
عبد الله : أي نــــاس يا شيخه ، السيــــارة مظلله
بجــــد غيرو نفسيتي بثواني ، الله لا يحرمني منهم
:
:
الشــــوارع زحمه وشكلنــــا راح نتأخر على موعـــد الرحله ، مدري ليــــه عدد سكان الشرقية زايد ... وقفنـــا عند الإشــــارة .. انا انتبهت انه قدامنـــا فيه دخان على بالي غبره .. لانه الجو ها اليومين متقلب ..
" بندر شنو هذا الدخــــان"
بندر بإستغراب ويحاول يركز نظره على شان يشوف : والله مدري
عبد الله انتبه إن النــــاس إلا قدامنــــا بدت تمشي مع إن الإشــــارة لسه حمراء .. وإن في نــــاس واقفه على جنب
أنا فتحت عيوني بقوه وأنـــا أشوف سيـــارة موديلهـــا قديم مذكر شنو نوعهـــا تطلع دخــــان من تحت .. وشكلهــــا بدت تحترق .. ويمكن بأي لحظه ممكن تنفجر اذا لامست النيران البنزين .. لاني شفت النيران بدت تلتهمهـــا من تحت ... حنـــــا كنـــا قريبين مره منهــــا .. لانه ما نقدر نتحرك لا يمين ولا يسار .. الشـــــارع مره زحمه ... والناس الأغبيــــاء واقفين يتفرجون .. لو انفجرت السيارة بأي لحظه تفجر كـــــل شيء حواليهـــــا .. الحمد الله إن الرجال والمرة إلا بالسيــــارة نزلو منهــــا ... انـــــا صرخت وقتهــــا بشكل هستيري وانـــا اشوف الدخــــان الأسود ، ورائحته الكريههه بدت توصل لنـــــا داخل السيارة مع إن حنا مسكرين الشبابيك
" بنـــــــــــــــــــــدر تحرك بسرعه "
يمكن بندر وقتها من الخوف ... ومن صراخي .. تحرك بسرعة .. بعد مـــا االناس حركو سيـــاراتهم بعيد عن السيــــارة .. كنــــا على شان نقطع الإشاره لازم نمر جنبهــــا .. لا مجال غير ذالك
أنــــا بصراحة وقتهــــا كنت ميته خوف ، بصراحه يا روح ما بعدك روح ، صحيح إن الموت واحد ، لكن النفس غالية ،
الثـــــــــــانية ... إلا مرينا فيهـــــا جنب السيـــــــــارة ، وأنــــا أشوف كيف النيران تلتهم هيكل السيـــارة من تحت والدخان صار يغطي الرؤية ... غمــــــــــــــــضت عيوني ... مو مهم عندي وقتهــــا إلا نبتعد عن السيــــارة

\
\
\
بــِـــشقته إلا يملأهــــا الهدوء ، الشمس تغلغلت بكــــل زاوية من الصــــالة .. بعكس غرفته إلا كان يغطيهــــا الظلام ..
كــــان غرقان بنوم هادئ بعد ليله متعبه ، عنده مناوبة ليليه ، قطــــع صوت الصمت ونومه الهادئ صوت المنبه
تحرك بصعوبه وهو يطفئ المنبه .. يحس نفسه وده ينــــــــام وينــــــام وما يصحى ابد .. تقلب على السرير بتعب.. وإلتفت للجهه الثــــانيه ... شاف صوره حبيبه قلبه ببرواز لونه وردي ممزوج باللون البنفسجي الفاتح .. وكأنه يدل على طفله مثل الوردة .. كانت الصورة أغلبهــــا صورة وجهـــا وهي حاطه يدهــــا على خديهــــا ومايله وغرتهــــا مغطيه جبهتهـــــا
طـــــــــفله .. عذبه كا الحلم .. كا اللحن .. كا ليـــله قمـــــراء .. كالوردة بإبتسامتهـــــا
أحلى صبــــاح لما يصبح بوجه طهــــاره وبرائه ســــارة .. ابتسم لـــ صورة .. والله اني أشتقت لكـ .. واشتقت لهبالك فيني
حس بالنشاط يعتري جسده ... وقام من السرير واخذ له دش ... ولما خلص جهز له كوب قهــــوة .. وعلى ما تغلي المويه .. فتح دولاب ملابسه يفكر ايش يلبس .. الجو شكله بارد وراح يمطر ..
مـــاحب يلبس لبس رسمي .. اليوم ما عندهم إجتماع ولا أي شي رسمي ... بس راح يـــأخذ راوند على مرضاه ، ويشوف الحالات الجديدة إلا صار لهـــا admission
.. لبس بنطلون جينز مع بلوفر أخضر فاتح من لاكوست .. واخذ معه جاكيته الطويل .. خاف يتأخر على الدوام ... أخذ جريدته مع كوب القهوة ... وطلع من الشقة متوجه للأندر جراوند ( القطار)
:
:
وصل لمحطه القطار .. ومن حظه الحلو لها اليوم .. توه واصل ودخل بين زحمه النــــاس .. بلندن تشوفين جميع الجنسيــــات .. لكنه مش من النوع إلا يحب يسولف بمثل هذي الأمــــاكن العامه أو حتى يتعرف على النــــاس ... جلس جنب وحده عجوز بالسن ، بالرغم من سنهــــا لكن هذا الشي ما منعهــــا تمارس حياتها اليومية ، بعكس مجتمعاتنا الخليجية
:
:
لفت نــــظري ، رجل وامرأة معانقين بعض ، أنــــا بصراحة ما تعجبني ها المنــــاظر ، الأجانب يظهرون حبهم بأي مكان ما عندهم مانع .. لكن بنفس الوقت حسيت بالغــــيرة .. وأنــــا أشوف الحب بعيونهم .. هل لمـــا أتزوج راح أحب زوجتي وتحبني ولا راح نكتفي بالإحترام المتبادل ، والموده في ما بينــــا .. أو يمكن تصير حيــــاتنا بـــــــــاردة مثــــل أغلب الأزواج إلا أشوفهم
:
:
:
وصــــل المستشفى .. ودخــــل من بوابة الطوارئ كعـــادته .. توجه لـــلفت ( الأس نصير) رايح لدور الثاني .. بالـــ اللكوليدور ( الممر) المؤدي للقسم شافهـــا
يا الله ايش كثر ها الإنسانه سئيله .. مـــاقدر يتهرب منهـــا لانها جايه ناحيته
دكتوره رنــــا: good morning doctor, how r u
عبد العزيز من غير نفس ، لانه مـــايطيق ها الدكتورة : I am fine
الدكتورة رنا: you enjoy in your vacation
نـــاظر بساعته ، وابتسم بوجههـــا ، ابتسامه زيف: sorry, doctor I have to go know bez I have meeting
وما عطاهــــا مجال لرد ... تركهـــا وراح
انـــا ما أحب أكذب ، لكن الواحد يضطر بشغله يكذب ويجامل نـــاس هو أصلا مش طايقهم .. يا الله ايش ها النـــاس يرمون روحهم على الغير ، ها الدكتورة ما ملت من مطاردتي ، ما تحس اني ابد مش طايقهــــا
توجه لغرفه هو عارفهـــا زين ، رايح يطمن على حال مريضة ، جاي من الخليج على شان ، زراعه الرئــــه ، لانه كان مدخن من سن صغيـــر وتعرض لتليف بالرئه ، ها المرض ماله علاج نهـــائي وجذري غير الزراعة والرجال مسكين لسه العمر قدامه ، على الأقــــل هذا المريض يستاهل يتعنى ويجي يتعالج ببريطـــانيا ، أنا يا ما جاو لي مرضى من دول الخليج بس لمجرد انهم يضنون إن العلاج بالـــخارج أفضل أو بس check up
\
\
\
ألفتفت وراي .. وأنــــا مش مصدقة إن حنــــا عدينا من جنب السيــــارة بسلام ... بعد ما إبتعدنــــا عن السيارة بثواني ، أشتعلت النيران بشكل أقوى ... والدخــــان الأسود بدأ يغطي الجو ... مشينــــا بطريقنــــا للمطار .. ما بقى وقت على موعــــد الطيــــارة ولازم أكون بالمطـــار في حدود نصف ساعة
:
:
:
تـــــــــاهت النفوس بوسط الزحــــام ... يـــا نسائم الصيف الحالمه.. بلغو حبيبي لهفتي .. بلغو النجم الفضي ولهي فمــــا أصعب الوداع لمن تعب من الانتظــــــــــــار
شفت الولــــه والشــــوق .. تايـــه بنظرته بين حقائب الأسفـــــــار .. وكأنه يقول لي مللت الانتظار... ادري إن عـــطش كبير يجرفــــه والجوع يسكن حشــــا الانتظار
لكني أوعدك يــــا أغلى من روحي .. أني قريب راجعه لكـ .. وبتنتهي
سنين الغربــــة وبظل جنبكـ طول العمر
:
:
مراح أقول ودعت بندر ، لأني أكرهه ها الكلمة ... ظل يراقبني لين ما دخلت داخل .. يــــاربي أحس قلبي يوجعني وأنا تاركته ... لكن جبرني قاسي الوقت ومــــا ترك لي إخــتيار .. رحت للمكـــان إلا قالت لي عنه سلمى إنهــــا تنتظرني فيه .. كانت واصله قبلي وشفت أسيل مع وفـــاء معهــــا
" السلام عليكم " جلست جنب سلمى
البنات ردو علي من غير نفس .. يعني حالي مو أحسن من حالهم .. كلنــــا مالنــــا خلق حتى نسولف وضايق خلقنــــا .. صحيح أشكالنــــا أشكال نــــاس رايحه تمتحن... الوجه مكفهر والملامح مغضنه .. سمعت أسيل تتكلم مع وفاء عن الإمتحان .. أنــــا مالي خلق أسمع شي وخصوصا عن الامتحـــــــــان الزفت .. حطيت الآي بود بأذني وسرحت بعالم ثــــــــــــاني بعيد عنهم ..
:
:
:
:
بعـــــــــالم وردي .. مختلف كل الإختلاف عن عـــــــالم بـــائس حزين
جــــــــالسه على سريرهــــــا .. تلبس ثوبــــــًا بلون اليـــاسمين .. كملاكـ هارب من زيف السنين
طفشت أختهــــا ضحى على شان تطلع من الغرفة وتأخذ راحتهــــا وهي تكلم خــــالد، حبيب الروح ، إللي علمهــــا معنى الحب وفرحه الحيـــــــاة
كانت جالسه على السرير ، وتكلمه بكل غنج ودلع ووللع
دلال والسماعات بإذنهــــا : خـــــالد ، متى راح يكون زواجنـــــا
خالد: ولله لو الود ودي أخطفكـ اللحين من بيت أهلك .. لعشنــــا الجميل
دلال ، تنهدت من كلامه ، هذا أكبر دليل على إنه يحبهـــــا
خـــالد: لكن يا قلبي أنــــا ما ودي أقصر بحقك ، وأبيكـ تكونين من أحســــن العرائس .. و الشقة إلا أنــــا بـــــانيها بالبيت لســــه ما خلصت ..
وكانه خجلان من الكلام إلا ناوي يقوله
وبــــصراحه خجلت من كثر مــــا أطلب من أبوي فلوس ، ومــــا أقدرآخـــذ سلفيه على راتبي غير السلفيـــه إلا علي
دلال بكل حـــب في قلبهـــا : الغــــالي يرخص لكــ يا خالد ، لكـــن أنــــا ما معي غير مهــــري بالبنكـ
خــــالد: تسلمين لي يــــــــا بعد قلبي ، أدري أنكـ ما تقصري ، وادري أنا فلوسك هي فلوسي وأنـــــا وأنتي واحد ... لكني بس محتـــــاج 20 آلف ريال .. وصدقيني بـــعد الزواج راح أرجعه لكـ وأكثر بعد يــــا حياتي
دلال ، مــــا ترددت أبد : والله لو تبي المهــــر كامل حلالكـ ، أصلا المره السنعه مــــا يهمهــــا
لا مهر ولا فلوس
خــــالد: مــــا خاب ضني أبد يوم أني أخترتكـ زوجه ، وكل يوم تثبتين لي أنك ونعــــم الزوجة
:
:
بمطــــار دبي دار الحي ، خلصت كـــل إجرائتهــــا مع البنات ... وأخذو العفش ... حشى تقولي جاين يجلسون سنــــه مش كأنهــــا أسبوعين ... صج بنات أغراضهم ما تخلص ... لكني والله حالفه برجعتي مــــا أرجع حتى بملابسي .. كل شيء راح اتركه أو أرميــــه بالزبــــــالا ... بس راح أرجع بلهدايــــا إلا موجودة عندي هنــــا والكروت وبعض الذكريـــــات
توجهنــــا لمواقف السيــــارات .. كنت موقفه سيارتي بالمطار ..
أنفجعت وأنــــا أشوف شكــــل السيارة مغبره وملعوزه ... يا الله كيف أمشي فيهــــا كذا بالشــــارع ... برستيجي راح يروح
أسيل وهي حاطه يدهــــا على خصرهـــا : يعني مطولين ، وخير يا طير السيارة قذرة ... عـــــــــــــادي .. يقولون جايين من البـــــر
البندري أبتسمت : ايه والله عــــادي
وأول مــــا ركبت السيارة دق عليهــــا بندر
بنـــدر: حمـــد الله على السلامة
البندري وهي تحرك السيارة وتطلع من مواقف المطـــــار ، كانت حاطه السماعات بإذنهـــا لانها ما تعرف تسوق وهي تكلم جوال : الله يسلمك .. كيفك أنت
بنـــــــــدر بتنهيـــدة : مشــــــتاقين
البندري ضحكت : مـــــــــا أمداك !!!
بندر : إذا رمشت عيني وما شفتك قبالي اشتاق لك ... فمــــا بالك وأنتي بعيدي عني
البندري خجلت وخصوصا حست إن البنــــات يتهامسون عنهــــا
البندري: طيب حبيبي إذا وصلت السكن أدق عليك ، أوكي
بنـــدر: أوكي حبيبتي ، أنتبهي لنفسك
البندري: إن شــــاء الله ، مع السلامة
أسيــــــــل وهي تقلد البندري : حبيبي إذا وصلت السكن راح أدق عليك ... كـــأنه محد بالدنيــــا عنده Vinci ( خطيب ) غـــيرك
البندري طالعتهـــا بطرف عينهـــا من المرايا الأمامية : نشوف إذا جاك الرجل إيش راح تسوي ... شكلك راح تكلمينه 24 ســــاعة
أسيل : ليش بـــــــالله !!! شايفتني من ها النـــاس المطفوقين إلا عمرهم ما شافو خيــــر ، سماعة التلفون 24 ســـاعة بإذنهم
البندري: هههههههههههههههههههههههه ، لا والله .. أصلا أسيل أعقلنــــا
سلمى ، كانت جالسه قدام جنب البندري : صحيح والله في بنات أعرفهم ، أربع وعشرين ساعة يكلمون ... حشى كل هذا الشوق
البندري وهي تلف تأخذ الشارع الهاي واي المؤدي للسكن الجامعي : وتلاقين خطيبهـــا كل ساعة يتصل عليهـــا .. أنتي وينك ؟ وصلتي ولا لسه ؟ وين رايحة ؟ ... ومن هذا القبيــــل ... أحس الرجال إلا من هذا النوع وكأنه مــــا يثق بزوجته
أسيــــل : الثقة بين الزوجين أســــــــاس كل شيء ، إذا دخل الشك من البـــاب ، الحب يطلع من الشباك
سلمى وهي تلف على أسيل : ذرر ، أحيان أسيل يطلع معهــــا
البندري: تصدقون بنــــــــــات أشتقت لدبي ، أشتقت لجمعتنــــا لهبالنـــــا
أسيل: ههههههههههههههههااااااااااي ... خلاص ولا يهمك مش حنا جالسين لين ما تطلع النتايج ... بعد الإمتحان راح نعمـــل الهوايل .. ماراح أخلي مكان بدبي إلا راح اروحه ... راح أودع الحرية والدراسة
سلمى : إلا يسمع أهلك صاكين عليك
أسيل: بسم الله علي ، لا تصكين أهلي بعين ، حنا صحيح فـــــــــري .. لكن بحدود الإحترام .. العيب ما يطلع من بنات الحمايل
البندري: أهـــم شي تبيضون الوجه يـــا بنات الحمايل ، وتجيبون من الأوائل
وفاء : انتي يا البندري ما شاء الله عليك ما عليك ، الباقي وعلينــــا
أسيل بروحها المرحه دايم : أقول سكرو الموضوع .. نبي نرتاح شوي عن طاري الإمتحان ... حطينا البندري سي دي حلو
حبت البندري تذكر أيــــام الخوالي ، لانه دوم ها الأغنية تذكرهــــا بندر
صغيره كنت وإنت صغيرون
حبنــا بدا بنظره العيون
قالو ترى ذولا يحبون
من الصغر لمــا يكبرون
عم الصمت بالسيـــــارة ... وصوت الأغنية أنتشر .. وتغلغل فيهم .. ها الأغنية حالمية .. تذكرنـــا دوم بحب الطفولة ... كل وحدة فيهم .. راحت لعالمهــــا الخاص .. وهم يـتأمـــــلون الأبراج والسيارات إلا حواليهم ... لكن كل وحدة بعالمهــــا الوردي الخاص
..
من حق كــــل بنت تحلم بـــفارس على حصان أبيض .. ترسم كل تفاصيله بالرغــــم إنهـــا تجهله .. تحلم بحب يعصف بهــــا ، يحطم القضبــــــان يفك القيـــــــــود .. يأخذهـــا فوق القمـــر نحو الشمس .. تتعلم منــــه فن المحبة .... تكـــون بحبه لؤلؤة في جوف الخلجــــان .. لا ترى أحدا ولا أحـــد يراهــــا
وفي آخــــر الحلم تتذكــــر أنهـــــا انغمست بالهذيــــــــــان
بالغــــــــــــرق بالخيـــــال
وبالنهــــاية يعصفنـــا الواقع المرير ... زمـــاننا إلا فيه عله .. والأرض إلا ضاقت بنـــا كره
ودي أكـــــون دولة دون حكــــام ... الحب يحكمهـــــا .. وهي مستـــــقلــه
:
:
:
وصلو السكن .. عند البوابة الرئيسية .. فتح لهم السكيورتي بعد ما عرفهم من رقم السيــــارة ... مشو بالممر المظلم .. مافيه إلا أنوار خــــافته تنورة بليل .. لين ما وصلو لسكن الطالبات ووقفو السيارة بالمواقف
سلمى وكأنهـــــا تبكي : يـــــا الله من يشيل الأغراض لشقة
أسيل : أقول بلا كثرة حكي ، ورانــــا تنظيف ، والله نسيتو
الكل منهم إكتئب وتغير ملامح وجهه
البندري أول مـــــــا فتحت باب غرفتهــــــــــا أنصعقت ...
شنو هذا ، حشى والله لو غرف أولاد راح تكون أنظف من كــــــــذا ... أسيل جات طلت وجلست تضحك ... لانها هي إلا عافسة الغرفة فوق تحت
البندري بحقد وهي تناظرهــــا : أفرجيك يــــا أسيلووووووووووه يا الدوووبه
أسيل وهي تبتعد عنــهـا وتضحك : اللحين غرفه مش قادرين عليهـــــا ، عجل كيف تكونون ربات بيوت وتنظفون وتطبخون
البندري بإعتراض: والله بندر بعد عمري راح يجيب لي خدامة ، وهو أصلا ما يرضالي بالتعب
أسيل : يـــــــا عيني راح تفلسين الرجال ، وأفرضي ما جاب لك
البندري: والله هو مش متزوجني خدامة ، أنظف وأطبخ ، أذا يبي شي هو يسويه بنفســــة ، ,أنـــــا إذا أهتميت ببيتي وبزوجي .. هذا كرم مني ومتفضله عليه .. المرأة ما تعاقب إذا ما طبخت لزوجها ولا ما غسلت ملابسة ... وخصوصا أنه متزوج امرأة رسالية .. بلعكس تثاب إذا سوت هذه الأشيـــــاء وربت عيالة وأهتمت بزوجهـــا
وصلت لهم سلمى وسمعت حديثهم : والله البندري محد يغلبهــــا بالحكي ، خل الرجال يعرفون قيمة زوجــــاتهم ، الزوجة مهي بخذامة تكنس وتطبخ وحق حاجته ، ويتركهـــا بعدين مثلهــــا مثل أي قطعة أثاث ولا يهتم بمـــشاعرهــــا
أسيل : لكن يا حسرة لمن تحكي ولمن تخط ... يله كل وحدة تنظف غرفتهـــــا
بعد ســــاعتين كل وحدة منهم خلصت تنظيف ... البندري خذت لهــــا دش ولبست لهــــا بجامة حرير مريحة ... وحست بالراحة وهي تستنشق رائحة اليــــاسمين من جسمهــــا .. بعد رائحة الغبرة
صارت غرفتهــــا نظيفه ولا فندق خمس نجوم ... غرفتهـــــا ماهي كبيرة مره ولا صغيرة ... يتوسطهــــا سريرهــــا بمفرش أبيض بورود زهرية .. والستارة الشيفون بنفس اللون .. ومكتب خشبي عليه كتبهـــــا واللابتوب
أطفأت الإنــــارة ، إلا نور الأبجورة الخافت ، وأشعلت شموعهــــا المفضلة برائحة التوت ... أعطـــا الغرفة شكل خيال .. بنور الشمعة إلا يتراقص بالظلمة ...
أتصلت .. بغلا روحي .. لأنهــــا مستحيل تعرف تنــــام من غير ما تسمع صوته ... وبندر دوم يقول لهــــا ... حبيبي آسف أزعجتكـ حلو صوتك قبل لا تنــــــام
\
\
\
\
عبد الله
ماسك خط الجبيل راجع من الدوام ... بسيــــارته الرنج روفر .. شراها بنفس الوقت مع بندر لكنه فضل يخــــتار اللون الاحمــــر بدم الغزال ... طفش من المشوار الطويل تقريبا يوميا يأخذ له ســــاعة إلا ساعة ونص لين مـــا يوصل البيت ... والله لو ما حلفت أمي علي كان شريت لي بيت بالجبيل على الأقـــل أقرب لشركة إلا أشتغل فيهــــا ... شاف شاشة الجوال تنور بإسم بنــــدر .. بصراحه ما قدرت أمسك نفسي .. وضحكت .. رديت عليه وأنــــــــا أضحك
بندر من الجهه الثانية : أيش فيك أنهبلت
" بصراحه كسرت خــــاطري ... قلت لك المرة ما تنفعك بشي ... مردك لي "
بندر وهو طفشان ماله خلق ملاقة عبد الله ، كان وده يقوله البندري تسواك وتسوى طوايفك ، لكن هي أخته ، وايش يفكني من لســــانه بعدين
: طيب يــــا أستاذ عبد الله ، يا صديقي العزيز
عبد الله : أحم أحم ... آ مر يا ولد عمي
بندر، صرخ بوجهه: أقول فكنــــا من الرسميات الزايدة ، بحماس، ما دريت إن اليوم فيه دوري وحنا ناوين نكسر راس الشباب
عبد الله دب الحماس فيه : أحلف يا شيخ ، محد قالي ، ويــــــــــن راح يكون ؟؟
بندر: قبل المغرب ، بالظهران
عبد الله : خلاص كلهـــا نصف ساعة وأنــــا أكون موجود عندكم .. أروح البيت بس أغير ملابسي وأجي
بندر ضحك على حمــــاس عبد الله : ايه هذا إلا يقول لو أكون بأمريكا لأجي ألعب مع الشباب بس أكسر راسهم وأعلمهم اللعب على أصولة
عبد الله: أنت أصبر وشوف .. أيش راح أسوي فيهم
\
\
\
\

ريـــــــوم
أأأأأأأأف أيش الملل إلا أنــــا عايشة فيه ، من راحت البندري صار ملل بشكل غير طبيعي ، صحيح تعودت على فراقهــــا ، لكن دوم أول الأيــــام إلا تفارقنــــا فيهـــا افتقدهــــا بشكل مو طبيعي ... حتى ها النت والمنتديات صايره ممله ولا فيه شي يونس ... قفلت لابتوبهــــا بقوة من الطفش .. وطلعت من غرفتهــــا .. كانت لا بسه بجامعه مثل عادتهـــــا
خلني اروح اشوف نرجوس وحوري أيش يسووووون
شافت نرجس الرايقة تحط لهــــا مناكير بلللون الفوشي
" اللعن أبو الروقـــــان إلا كذا .... أنــــا أبي أعرف مدرستكم هذي ما يعاقبونكم "
نرجس وهي ترفع راسهــــا لريوم ، وهي جالسه على الأرض: والله لو تشوفين بنات المتوسطة أيش يسون أعظم من كــــذا
ريوم وهي تهز راسهــــا : بنــــات أخر زمن ، أقول أمسحية لأقول لأمي ها اللحين ... ما عندنا بنات تروح المدرسة كذا
نرجس عصبت ، بصوت مرتفع بالنسبة لهـــا: ريــــــــــــــــــــــــوم ، عادي والله كل البنات كذا
ريوم وهي تتريق : انتبهي بس على حنجرتك لا تطيح
جات حوري ، وهي تحرك يدهـــا الصغيرة قدام خشمهـــا : إيـــــــــــــــــــــــــف ايش الريحة هاذي
نرجس ، عصبت على خواتهـــا إلا استلموهـــا : يله بــــــــــــــــــــــــرا، انتي حووووره يا الدبه على الأقل أحسن من ريحة قطوتك العفنــــه
حوري بعنــــاد: مانيب طالعه ، أصلا يقول أبوي هذي غرفتي ، وانتي راح تنامي مع الخدامات
نرجس ، خلاص وصلت معهـــا : أقول شــــــب ، هذا إلا بقــــا وحده بزر جاية تزعط فيهــــا
ريـــــوم ، يا زعم معصبه ، مع أنهـــا متونسة على خناقهم : بسكم أنتو ما تشبعون ، هــــذا وأنــــا قدامكم ، وما تحترموني
نرجس وحور طالعوهـــا من فوق لتحت على كلمه ما تحترموني وجلسو يضحكووووووون
ريوم : صج قليلين حيــــــا ، الشرة مهيب عليكم على إلا يجي ويقابلكم ... وطلعت من الغرفة ... اروح أجلس مع امي أبرك
لحقتهــــا حور مع نرجس ... مــــا يفوتون عليهم شي
نزلون بالدرج مع ريوم ، نرجس كانت لابسة تنورة بيج مع قميص كروهات
ابو عبد الله وهو ماسك فنـــجان القهوة ... هلا هلا ببناتي
أيش ها الكشخة على وين رايحه يــــا نرجس
نرجس بصوت رقيق: لا يبه مــــاراح أروح مكان
ريوم وهي تطالع ملابسهــــا وملابس نرجس : ليش يبه أنـــــــــــا مو كشخة
نرجس طالعت فيها بطرف عينهــــا : أنتي وين والكشخة وين
ريوم لحاجه في نفسهــــا راحت باست رأس أبوهــــا وجلست جنبة : شلونك يبــــه ...
أبو عبد الله ، ابتسم لبنته : بخير يبه ، أنتي شلونك مع الدراسة
ريوم أستقلت الفرصة : أيــــــــــــــــــه ، نشقح مع الدراسة ، تعب تعب يبه الدراسة ، دوام من صباح الله خير غير الإختبارات إلا كل يوم والثاني ... تعبت تعبت يبه
ابو عبد الله : الله يكون بعونك ... هونيهــــا وتهون ... يقولك من جلس بالصغر حيث يكره ، جلس بالكبر حيث يحب
ريوم تنهدت : الله كريم ، ايه يبه حنـــــا نتعب ونشقـــــا ، وهذا الصيف بأوله .. شكله راح يذبحنـــــا
ابو عبد الله ابتسم : هذي بلادك يا بنتي ، ولدنا فيها وترعرعنــــا
ريوم طفشت من ابوهـــا إلا مش راضي يفهمهــــا : الزبدة يبه نبي نســـــافر ، عادي عادي أي مكـــــان
بو عبد الله : خلاص ما عندي ما نع ، ريوم وقتهــــا تونست حدهــــا ، نروح جدة والطائف ومره وحدة نعمر
ريوم كانت شوي وتبكي : يبه محد يعــــاف بيت الله ، لكن حنــــا نبي مكان ثاني
أم عبد الله تدخلت : أيش فيهــــا ربوع بلادي ، احسن من بلاد الأجانب هذي البعيدة
ريوم : يمه حنــــا بقيناك عون تكونين فرعون ، ليه حنــــا راح نسوي معاهم علاقات ، حنــــا راح نتمشى ونتونس ... وهمست لامهــــا ونتسوق
ابو عبد الله : توك يبه رايحــــة كالفورنيــــا العام الماضي
ريوم : الله وأكبر عليك يبه ... انت قلتهــــا العام الماضي ... حنــــا عيال اليوم
:
:
دخل عليهـــم عبد الله وهو يسمع نقاش ريوم مع أبوي
" الســـــلام عليكــــم "
وهو ما يدري بالســــالفة : يبه ما عليك من ريوم ... يــــا كثر طلباتها
ريوم : أقول يــــا زينك ساكت أحسن
نرجس : تكفى يبــــه خلنا نسافر، والله زهقنـــــا
عبد الله توه بدأ يستوعب الوضع : لا لاه الســـالفة فيهــــا سفرة ... خلاص أنــــا موافق دام أبوي راح يسفرني ... وأنا عندي استعداد آخذ إجازه من اليوم .. كفاية العام الماضي ما قدرت أخذ إجـــــازة
أم عبد الله ، أنكسر خاطرهــــا على ولدهــــا : بعد عمري ولدي ، ولا يهمك المكان إلا تبيه نروحة
ريوم: الله لنـــــــــــــا ... لكنها ما حبت تناقر أخوهـــا لانها محتاجة له
ابو عبد الله بإستسلام : خلاص دامكم اتفقتو ، اليوم اروح مكتب السفريات واشوف الحجوزات والعروض
ريوم نطت : بعد عمري أبوي
عبد الله : يله أنــــا أستأذن ... تآمرون علي شي
أم عبد الله : على وين يمه
عبد الله : بروح أغير ملابسي ... متفق مع الشباب نروح نلعب كوره
أم عبد الله : أنتو ما تتركون عنكم الكوره ... أيش إلا جــــانا منها غير عوار الرس وانتو تكسرتو
عبد الله : يمــــه الكره تجري بدمي
ابو عبد الله : خليه على راحته
:
:
:
:
بنــــــدر
وصلني عبد الله البيت ... وسيارتي خليتهــــا عند الملعب .. لأني مــــا قدرت أسوق بعد الضربة إلا جاتني في رجلي وبعدهــــا رحنا العيـــــادة ولفو لي رجلي
فتحت باب البيت .. أحس بألم طفيف برجلي اليســــار وماني قادر أمشي زيـــــن ... جاني إلتواء بالكــــاحل .. والحمد الله ما صار عندي تمزق بالأربطة ...
صــــاير البيت هادئ وين النــــاس معقولة نــــامو .. شفت ســــراج مقبل علي وعلى وجهه إبتســــامه ...
" بنــــدر ليــــه تأخرت ... انتظرتك من زمـــــان "
كان ودي أحمـــله على كتوفي ، لكن رجلي ما تســــاعدني .. مسكته من يدة الصغيـــرة ومشيت معه ليــــن الدرج وجلسنا عند عتبات الدرج
" آسف حبيبي لأني تـــأخرت عليك .. رحت الملعب ألعب كوره وتعورت "
نــــاظر رجلي وحسيت إن بعيونه دمعه ، مدري ها الدمع لاني تعورت ... أو لأنه محــــروم من لعب الكوره .. طول عمـــرة كان يحب يجلس يتفرج علينــــا وأنا ألعب مع الشباب سواء بحديقة بيتنــــا أو بالنادي .. لأني أحيــــان آخذه معي
حبيت أسئلة عن نشاطه بالمركز ، وأنسيه رجلي : إلا مــــا قلت لي أيش سويت بالمركز مع الأطفــــــال
ابتسم وهو يتـــذكر اللوحة الجميلة إلا الكل مدح فيهــــا : رسمت رسمــــــــــــــــــــــــه حلوه .. الكل بالصف صفق لي
بندر: الله .. ما فرجيتني أيـــــاها
شفته راح يركض لصالة من غير م يقول لي ... وجاب لي لوحه كبيرة .. وحطهـــا قدامي ... بصراحة أنـــــا ذهلت من رسمه ... كانت لوحه مزيج من الألوان مع الرمل الملون المتناثر بالرسمــــه بالسما والأرض ... وراسم صوره بنت بسيطة تعلب
بسته على خدة : تجنن الرسمه ... لكن ما قلت لي مني هذي البنت إلا تلعب مع الولــــد
ابتسم ، ابتسامه طفوليـــــه : هــــــذي البندري ، لأني أحبهـــــا رسمتهــــا
ابتسمت لطاري أسمهـــــا .. يا بعد عمري يــــا البندري .. شكل مكانك كبير بقلب ســــراج .. ويمكن أبتدي أغـــــار : يعني هذا إللي جنب البندري .. أنــــــــا
كشر بوجهي : من قـــــــــــــــــال ، هذا أنــــا
بصراحه ضحكت على نفسي وعلى شكله
سراج وهو شكله زعلان : وين البندري ، من زمان ما شفتهـــــا
بنـــدر: حبيبي البندري مشغولة ، تذاكر تروح المدرسة مثل جنى .. على شان كذا ما قدرت تجي تشوفك ... وهي قالت لي أبوسك بوســــــــــــــــه كبيرة
كشر بملامحه وكأن الكلام ما عجبه : هي كبيرة ليه تلوح المدرسه
اتصور لو قلت له الجامعة ، يمكن ما يستوعبني : لا حبيبي هــــذي مدرسة بس حق كبــــار ... أنشاء الله أنت إذا كبرت أوديك
بها الوقت شفت جنى نــــازله من الدرج ، وهي لابســـه بجامه شكلها تستعد لنوم : جنى تعــــالي خذي ســــراج وديه على سريرة لاني مقدر أحمله
شكلها انتبهت على الرباط إلا حول قدمي
جنى : سلامــــات بندر ، عسى مـــاشر
بنــــدر: الشر ما يجيك ، بس إلتواء خفيف وإن شــــاء الله يطيب ... سراج حبيبي روح مع جنى على شـــــان تنام وتصحى بكير حق الروضة
جنى مسكت سراج من يـــده : تعال حبيبي معي نشرب حليب قبل النوم
أنــــا تركتهم ... أبي أروح غرفتي أغير ملابسي وأتمدد على السرير
:
:
:
:
جــــالسة على مكتبهــــا مقابل اللابتوب تتنقل بين المواقع الطبيــــة ، ملت من قراءة الكتب وقرررت تقرأ article بالوب سايت ...
كـــل أبواب الغرف مفتوحــــه ... على شــــان ما يحسون بالوحــــدة ولا بالكتمه وضيقه الخلق إذا تسكرت الأبواب والكل أنعزل بغرفتـــــه والكل جالس بغرفته يدرس بهـــدوء :
شافت غلا روحي يتصل بكـ ... قامت على طول وسكرت باب الغرفــــة بالمفتــــاح على شان تأخذ راحتهــــــا ومحد يزعجهـــــا ... جلست على السرير .. كانت لابسه برمودا بني ضاغط على الجسم مع بلوزه بيج فيها كتابه بالذهبي ... وفوقهــــا شباح جينز قصير يوصل لين نصف الفخد
" ألـــــــــــــو "
بندر، وهو منسدح على سريرة الكبير بعد ما أخذ له دش يروقة : يـــــــا هلا بنــــاعم الصوت ... كيفك يــــا الغلا ؟
البندري، وهي تلعب بخصل شعــــرهـــا : أنا بخير يا قلبي ... أنت كيفك ؟
بنــــدر: أنا بخير دامك بخير
البندري: دوووووووم أن شاء الله ، أنــــا دقيت عليك قبل ساعتين ما رديت علي
بندر تذكر أنه شــــاف مس كول من عندهــــا وهو رايح العيادة مع عبد الله ، أحــــتار يقول لهـــا أولا ، لكنه ما يعرف يكذب ولا يخبي شي عليهـــــا :
امممممممممممممممممممممم ، البندري بقولك شي
لكن لا تزعلين مني
البندري، بحاستهـــا السادسة : رحت لعبت كوره
بندر، وكأنه طفله صغير راح يتعاقب قدام أمه : أيـــــــــــه ، البندري والله آخر مره
البندري عصبت ، لانهـــا كذا مره محذرته ما يروح يلعب: كــــم مره وعدتني ، وكم مره تعورت ، يعني حنـــــا ما نخلص من ها الكوره ... لا تقول لي تعورت ها المرة
بندر: بصراحه ايه ، صار عندي إلتــــواء بالكاحل
البندري فقدت السيطرة على نفسهــــا : بنـــــــــــــــــــــدر ، وبعدين معك انت ناوي تجنني .. حست على نفسهـــا انها عصبت على بندر وخففت من حدة صوتهــــا .. ما كفاية ركبتك .. تمزقت الأربطة إلا فيهــــا والعملية إلا سوالك فيهــــا ... اللحين جاي على قدمك .. عجل أيش راح يبقي على مــــا نتزوج
بندر، أخذ بخاطرة من طريقة كلام البندري معه ، لكنه مــــا علق : يعني لو صرت مقعد مراح تتزوجيني
البندري ، تضايقت مره من كلمته : يعني هذي آخرتهــــا تضن فيني ، أنــــا أبي مصلحتك ... أخذت نفس تهدئ من أعصـــابهـــا ... أنـــا راضية فيك يا قلبي لو شنو تكون
ما قدر بنــــدر غير انه يبتسم ، ما يقدر يــــا خذ على خـــاطرة من حبيبته : أيــــــوه كذا يا بعد عمري مش تجلسين تعاتبيني وتلوميني ، كفاية الألــــم إلا أحس فيـــــه .. جعل يومي قبــــل يومك .. قولي آمين
البندري حبت تقهره ، وكأنهـــا رجعت طفله بتصرفاتهـــا : أنشــــــــاء الله
بندر، فتح عيونه بقوه ما توقع ها الرد يصدر منهـــا : آآآآآآآآآه منكم يا الحريم ، وليه بالله تبيني أموت قبلك
البندري ضحكت ، لانهـــا تخيلت كيف شكل بندر اللحين : على شــــان لو أنــــا مت قبلك ، راح تحزن علي شهر ، شهرين ، وبعدين تقول أنـــــا ما أقدر أعيش عزوبي لأني تعودت على حرمه تكون جنبي ، فتروح تتزوج علي .. لكن إذا أنت مت قبلي ... حنــــا يا الحريم مساكين أوفيـــــاء راح أظل على ذكراك طول العمر
بندر، ضحك على تفكير البندري: آآآآه منكم ، حتى وأنتي ميته ما تبيني أتزوج عليك
البندري : أيــــــــــــه طبعا ، الشريكة تحر لو بالقبر
حبت تغير عن الموت وطارية
طيب اللحين شلونك .. رجلك تألمك
بنـــدر ، وكانه ينتظر ها السؤال من زمـــــان : مش رجليي إلا تــــألمني ... شي ثـــاني
البندري، رق قلبهــــا وهي تسمع صوت بندر وشكلة تعبان : سلامتك يــــا قلبي .. أيش إلا تــــاعبك
بندر ، بصوت كله هيــــام وشوق ممزوج بالتعب : مشتــــــــــاق لك .. مـــاغير خيـــالك يسلي رمشي .. روحي تبي روحك .. تبي قربك وصــــالك
البندري ، مـــــا بعد كلامه كلام : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ، ارحم فؤادي بالتسلي المزوح ، أنــــا مقدر على بعدك ، وأنــــا منك مذبوح ... يا حلو أستبــــاحة قلبك يا اللي ملكت الروح
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
الجــــــزء الســـــادس)

مــــــريم
جــــالسين على البحــــر بوقت العصرية ... ملاك ومنــــار يلعبون بالرمــــل قدامنــــا .. يبنون بيوت ويهدمونهــــا .. شكلهم متونسين حيــــــل مع أبوهم وهو يلعب معهم .. الله يخليــــهم لنــــــــــا
الجـــــو مره حلو .. هبــــات نسيم خفيفة .. الهوى يلعب بشيلتي لدرجه خصلات من شعري استجابت للهوى وطلعت من الشيلــــه بعنــــاد ..
لكن هبات النسيم مــــا خففت من الحرارة إلا أحسهــــا بقلبي ومــــا لطفت الجو البــــارد إلا بينـــــا ... صار لنــــا ساعة نسولف عن السياسة وعن الســــوق المــــالي .. والله مليت من ها السوالف ... صـــــار لنـــــا فترة ساكتين .. وكل منــــا ســــارح بخيالة .. معقوله وصلنــــا لدرجه مـــا عندنــــا سوالف نسولف فيهـــا .. معقولة يجي يـــــوم الحب والعشق ينتهي .. ولا كلامنــــا في الحب يقتله .. وكـــل منــــا يحتفظ بحبه بقلبــــه .. مـــــا أذكر متى آخر مرة قالي فيهـــــا أحبك أو حتى حبيبتي .. صحيح أنه يحترمني ويعزني لكن المرأة دوم تحتاج للكلمة الحلوة .. إلا تطيب الخــــاطر وتسلي القلب .. مـــا أقدر أصير إنســــانه بــــاردة من غير مشــــاعر .. وجـــاسم صـــارت اغلب حيـــاته عملية بعيد كـــل البعد عن الحيــــاة العـــاطفية ..
معقولة مـــا عدت عاجبته .. أحيــــــــان أشك أنه متزوج علي .. لكن أنــــا ثقتي فيــــه كبيرة ومـــا أظن جاسم من هــــا النوع
" ويـــــــــن سرحتي يــــا الغالية "
رفعت عيوني لـــه .. بعـــد كل ها العمر .. ما زالت عيني ترمش إذا جات عيني بعينه .. وفي أصــــابعي رعشـــه .. لكني ما ابي كلمـــه الغـــالية .. ابي كلمـــه ثانيه .. الغالية يقولها لأختــه لأي أحـــد .. أبي كلمه خــــاصة فيني أنـــــــا
ما قدرت غير أني أبتسم لعينه العسلية الفاتحة ، ومدري ليه كذبت : أبد أفكربالبيبي .. وحطيت يدي على بطني
مسك ذقني بيـــده : مـــا زلتي زعلانه مني عشــــان البــــارح
ليه ، ليه يــــاجاسم ذكرتني ، تراني نسيت .. ولا شعوري أمتلت عيني دموع ، مــــا حبيت أنها تنزل قدامه : لا مــــا ني زعلانه ، وليه أزعـــل أصلا .. قمت من مكاني على شان ما يشوف عيوني ... يله ترانــــا تأخرنـــــا ، البنات لازم يتعشو وينامو بكير
أدري أني غلطـــانة بحركتي هذي ، لكن قلبي محروق ... ليــــه الرجــــال دوم مـــا تهمهم أصغر التفاصيل .. ليــــه ما يهتمو بالمشــــاعر .. البــــارح كنت مجهزة له ليله حلوه .. بالرغم أن الدكتورة محذرتني إني أرتــــاح وما أجهد نفسي .. لكن أختي ساعدتني .. كان ذكرى زواجنـــا .. حبيت تكون ليلة مميزه .. غــــــــير عن كـــل الليالي .. نجدد فيــــه الهمســـات وجرائة اللمســـات
لكنـــه عـــذابي تخطى كـــل العـــذابات .. في حب رجـــل لم يمد يدة لي .. وكأن حبي آخر المستحيلات .. آآآآآ ه لو تعرف كم يتعذب الليل ليـــلد النجمـــات ، آآآآه لو تعرف كم يحترق النغم في شجن النـــايات .. وأنت تذهب لسريرك بكـــل برود وتنم مثل الأطفال وتتركني وحيدة منكســـة الرايات
\
\
\
رايح مع الشباب مقهى بالبحـــرين ، بصراحة حنــــا متعودين نروحـــة دايم ، الشباب دوم يتجمعون فيــــة بليل والصبـــايا الحلوين بكـــل مكان ، في مجموعــــة جالسة قدامنـــا ، جمـــال أيش جمال ، حلاة إيش حلاة .. يـــاليت يجون يجلسون معنـــا .. ودي أعزمهم بالجلسة معنــــا .. لكن مش ماجد إلا يترك غروره وينزل لهـــذا المستوى ..
طلبنـــا لنـــا شيشية .. بصراحة تمخمخ الراس ويحس الواحـــد إنه عـــايش بعالم ثاني وهو يطلع الدخــــان من فمه وخشمه
جـــا تركي وجلس جنبي .. حسيت أنه عنده موضوع يبي يكلمني فيــــه
" خيــــر تركي بغيت شي "
تركي وهو محتـــار يبدأ من فين : لا أبــــد سلامتك .. جاي ادردش معك .. مليت من سوالف الشباب
ماجد، والدخـــــان منتشر حوله وهو يطلع من فمه : قول ايش عندك من ســــالفة
تركي : ايش عندك ها اليومين .. تسهر برا البيت بوسط الأسبــــوع
ماجد: ابد ، كنت ابتعد الفتـــرة إلا فاتت عن المشاكل وبس
تركي وكأنه فهمه: قصدك أخته
مــــاجد سكت ومـــا علق ، ما حب يبين لتركي وكأنه يخاف من أخته هو بس يحترمهـــا ويتجنب الإحتكاك معهــــا بالمشاكل
تركي بكل ملاقـــة: بقولكـ يـــا ماجد ، أنت مــــا تخاف على أختك وهي تدرس بالإمـــارات ، أنت ما تدري أيش تسوي هنــــاك ولا ويـــــن تروح
مـــاجد لف عليه ، وهو مستغرب : ايش تقصــــد
تركي : شف البنـــات إلا هنــــاك .. أنت شفت شكلهم كيف كانو داخلين المقهى كيف محتشمين .. واللحين شوف كيف هم كـــاشفين .. تتوقع أهلهم يعرفون بهـــذا الشي .. أيش يضمن لكــ أن أختك مو كـــذا
ماجد وقف وطالع بتركي بنظرة إحتقــــار ، من يكون على شان يتكلم على أختي بهذي الطريقة : تــــــــــــركي ، قالها بحده لدرجه كل الناس إلا حواليه إلتفتو إله .. نزل لمستوى وجهه وركز نظرته له ، مـــــش لأنك صديقي أسمح لك تتكلم عن أختي بهذي الطريقة .. وهي أشرف منك ومن أمثالك ...
طلع من المقهى وهو معصب حـــــدة .. كان وده يكسر الشيشة على رأس تركي .. ركب سيــــارته .. وما كان عارف وين يروح بها الليل .. وكلام تركي يتردد ببــــاله .. أنت ما تدري أيش تسوي هنــــاك ولا ويـــــن تروح.. معقولة .. لكن مستحيل .. سلمى أعقل من كــــذا .. طيب أنــــا أيش عرفني بأخلاق البنات إلا معهــــا وأنـهـــا ما تروح أماكن الله يعلم عنهــــا
مــــا شفت نفسي إلا وأنــــا عند الجسر .. وخلصت الجوازات بسرعـــة لأنه كان فاضي ... ولمـــا طلعت من الجسر .. فتحت الكشف .. الهوا كان جنــــان .. يمكن أي شخص كان أستمتع بهذا الهوا .. لكن القهر إلا بقلبي أبي أوصل للبيت مثل الصـــاروخ .. والله لو طلع كلام تركي صحيح والله لأطين عيشتك يا سلمى .. كنت مثل المجنون .. وأكبر دليل سواقتي .. أحس الكل خاف من سواقتي ويبتعد عن طريقي ..
:
:
:
دخلت البيت وكأني عــــاصفة عاتيه ..
شفت أمي جالســــه تشاهد برنـــامج بالتلفزيون .. ومندمجــــة معــــة .. مدري كم ظليت واقف .. أشاهد أمي مدري أيش أقول ولا من فين أبتدي .. أمي شكلهــــا حست فيني وإلتفت لي ...
" هــــلا يمــــه .. متى جيت ؟؟ "
حـــاولت أكون هــــادئ ، بعكس ما بداخلي : توني يمـــه جيت ... شلونك اليوم ؟
أم مــــاجد: بخير يمه .. توني مسكرة من عند سلمى تسلم عليك
الحمد الله أمي هي إلا جابت طــــاريهـــا : إلا أخبـــار سلمى
أم مـــاجد : بخير، امتحاناتها بعد يومين ، الله يوفقهـــا إن شــــاء الله
مـــاجد، رفع حـــاجة : دام إختبارهــــا بعد يومين ... ليــــــــه راحت من بدري ، ليه مــــا راحت ليله الامتحان
أم مــــاجد : لا يمه شنو تروح ليله الإمتحــان .. لازم تروح قبل ترتب أمورهــــا وتستعد نفسيـــــا
ماجد وكأن الكلام مــــا عجبه : والله إنكـ طيبه يمــــه وعلى نيــــاتك ، الله أعلـــــم هي وين تروح هنــــاك ، لا حسيب ولا رقيب
أم مــــاجد وقفت من صدمتهــــا بكلام ماجد ، أكيد هي فهمت غلط ... ولا مـــاجد مستحيل يقول هـــذا الكلام عن أختـــه
" أنت شنو تقصــــد بهـــا الكلام "
مـــاجد وقف ، احترام لأمه .. وعلى شان يصير بنفس مستواهــــا وهو يكلمهــــا :
يمـــه إنتي ما تطلعين من البيت .. ما تشوفين البنـــات إذا طلعوا بروحهم إيش يسون ، يفصخوووووون الحيــــا
أم ماجد، مدت يدهــــا في وجهه مــــاجد تبي توقفه عن الكــــلام ، كان ودهــــا تضربه ، لكن مو هي إلا تضرب عيالهـــا على كبر
" بـــــس ولا كلمه زيــــادة ، مــــا أسمح لكـ تتكلم عن أختك بهذي الطريقة أو حتى تفكر مجرد تفكير ، مـــش لأنك كبرت وصرت رجـــال وصرت تشوف هـــا الناس أشكال وألوان ، جـــاي تبي تسترجل على أختك ، ترى أصـــابع يدك مــــاهي سوى
ماجد بإعتراض: لكن يمــــه
أم مــــاجد، بعصبية : لا تقــــاطعني ، سلمى تربيتي ، أنا إلا حملت فيها ورضعتهـــا وربيتهــــا ، وأثق فيهــــا ... ومستحيـــل يجي يوم وتخون الأمــــانة .. إلا معـــدنه أصيل يــــا وليدي ما ينحرف وحتى لو عمل الغلط مردة يرجع لطريق الصواب .. وأنتو كبرتو يــــا عيال وصعب أني أراقب تصرفاتكم .. أنـــا إلا علي سويته ربيتكم وعلمتكم .. وإلا أيمـــانه بالله قوي .. الشيطــــان مـــا يلاقي فيه طريق
تركت مــــاجد بحيرته وشكــــه ...
كلام أمـــه صحيح ، وما يقدر يطعن فيــــه ، الله يلعن إبليس إلا سمح لــــه يشك بأخته .. طلع لغرفتــــه فوق .. وهو متوقع إن النـــــوم مـــجافية لهذي الليلة ..
يحـــس إنه مـــش راضي عن نفســــه ... ومو مرتـــاح .. لكن بنفس الــــوقت يستمتع بالسهر وجمعه الشباب والصيـــاعه بالشوارع والتفحيــــط
إيـــش ها التنافض إلا عــــايش فيه يــــا ماجد
\
\
\
صحـــت الصبــــاح .. وتحس إنهــــا متضايقة من نومتهــــا .. طول الليل كــــانت تتقلب وتحس مخهـــا كان يشتغل وكأنهـــا جالسه بامتحان .. أخذت لهــــا دش بــــــــارد سريع على شــــــان تروق ... جففت شعـــرهــــا بشكـــل سريع ولبست ملابسهـــا .. إلا عبــــارة عن تنورة سودا مع بلوزه سودا .. وعلى شان تغير من الإستايل لبست معهـــا سلسله لؤلؤ طــــويلة .. اللون الأسود من الألوان المفضلـــة عندهــــا .. قبل لا تطلع من غرفتهــــا .. وصلهـــا مسج على جوالهـــا .. فتحت الرسالة وشــــافتهــــا من بندر
( صبـــــــاح الخير يـــا أهل الخير ، صبــــاح الورد والعنقـــود ، صبـــاح كلمـــا هز الشوق غصنه لأهـــل الشوق، الله يوفقكـ يــــا قلبي .. يــــــا دكتورتي )
فتحت بــــاب غرفتهــــا على شــــان تشوف البنات صحو أو لا .. شـــافت أسيل بوجههــــا
" صبــــــــاح الخير "
أسيل والمزاج ضارب معهـــا : صباح النور، أشوفك صاحية من بكير ، والمزاج رايق
إبتسمت البندري وهي تتذكر المسج إلا وصلهــــا من بندر، كيف مـــا تروق وهي تحس أنه خايف عليها ويحاتيهـــا ويدعي لها
" أبد سلامه عمرك ، والله نــــاسية إن اليوم يوم امتحانا "
أسيل وهي عافسه ملامح وجههـــا : لا مـــاني بنـــاسية ... وإنتي إيش عندك لابسة أسود .. تقولين ميت لك أحــــد ... النــــاس تلبس لبس يفتح النفس
البندري: والله كيفي ... أنــــا اليوم عندي يوم عزا .. ويله روحي غير ملابسك بس أقول
:
:
البندري راحت تجهز لهــــا فطور .. على ما يخلصو البنــــات .. عملت لهـــا شاي بالنعنــــاع على شان يصحصحهــــا .. وحطت لهـــا كروسون بالميكرويف .. وجت سلمى وفطرت معهـــــا
أسيل، وهي حاطة يدهـــا على خصرهـــا : عملتو لي فطور معكم
البندري: الماي ساخن ، والكروسون موجود على الطـــاولة .. تعالي وأفطري معنــــا
:
:
بعد ماخصو البنـــات فطورهم .. كل وحدة توجهت لغرفتهــــا على شان تجهز .. البندري لبست الوايت كوت .. وأخذت جوالهـــا ومحفظتهـــا بربري وحطتهـــا بجيبهــــا .. وقلمهـــا ونظارتهــــا الأكيد إلا ما تقدر تمتحن من غيرهــــا .. كانت راح تقفل باب الغرفة .. لكنهــــا تذكرت شي مهم .. وراهــــا امتحان ثلاث ساعات .. والواحد لازم يأخذ إحطياطه .. فحت ثلاجتهــــا إلا بالغرفة وأخذت لهــــا بندول .. ورد بول ..
شافتهـــا سلمى وهي ماسكة الرد بول .. وسلمى من النوع إلا مــــا تحب تشرب مشروبـــات غازية
" حرام عليك يا البندري .. بتذبحين روحك "
البندري ابتسمت لهـــا ، لانهـــا عارفة المحاضرة الطويلة العريضة .. إلا راح تقولهـــا لها سلمى : والله يا حبيبتي .. مافي شي يصحصح غير الرد بول ، والله الشاهي والقهوة ماعادو يأثرو ... عارفة إنه ورانــــا ثلاث ساعات امتحان
سلمى هزت راسهـــا بأسى
البندري : يـــــــا الله يا بنات .. لا نتأخر
وفاء طلعت من غرفتهــــا وهي لابسة ومخلصة : بتروحو بالسيــــارة ولا مشي
البندري: إيش بالسيــــارة انتي الثـــانية .. يبيلنــــا ساعة لين ما نحصل باركنغ .. أقول أمشو خلصونــــا .. لبست نضارتهـــــا الشمسية البيضـــا وطلعت من الشقة
:
:
لمــــا وصلت الجــــامعة .. وشافت جمعة البنات والزحمة وكيف الكــــل متوتر .. حست ببطنهــــا يوجعهـــا .. وحست صدق أنه عندهــــا امتحان .. يمكن لأنهـــا فقدت ها الاحساس من يومين .. توجهت للكفتيريا على شان تشري لهـــا ماي وجلكسي .. وقبل لا تدخــــل الامتحان أخذت لهــــا حبه بندول .. لأنهـــــا تحس ببداية صداع
دخلت قـــــــاعة الامتحان .. ويدهـــا بيد سلمى .. يدعمون بعض .. وهي تتفـــائل بسلمى .. كل وحدة منهم جلست بمكــــانهــــا المخصص .. ويمكن لو يقيسو نبض قلبهم يمكن يوصل 180
توزعت الأوراق عليهم .. البندري أخذت 3 deep breath .. على شان تسترخي وتهدئ من خفقان قلبهــــا وتوكلت على الله وقرأت آية الكرسي وسمت بسم الله
:
:
الثـــلاث ساعات مرة طويله عليهم .. الامتحان بس written
البندري طلعت بعد مـــا أكثر البنات طلعو .. وكا العادة سلمى من أول الناس طالعين لأنهــــا ما تتحمل تجلس كثير ..
البندري .. طلعت من قــــاعة الإمتحان مبتسمة وفيهــــا الضحكة .. إلا يشوفهــــا يقول هذي حالة كل الأسئلة .. شافت البنات متجمعين وجالسين على الكراسي .. أول ما وصلت لهم وشـــــافت وجيهم المكفهرة .. جلست تضحك .. تضحك.. تضحك.. ونفس الوقت الدموع تنزل من عينهـــــا
أسيل ناظرت في البندري بإستغراب .. أول مرة تشوفهـــا على هذي الحـــالة : أيش فيك أستخفيتي
البندري ، وهي تمسح دموعهـــا .. لكنها مش قادرة توقف ضحك: أضحك على امتحانا السخيف .. أصلا وأنــــا أسلم الورقة لدكتور .. كانت فيني الضحكة .. أقول على شنو راح ينجحوني .. على الكلام الفــــاضي إلا كتبته .. أحس الكلام إلا كتبته ما يطلع من دكتورة .. كأنه كلام هنود متقطع
سلمى بإكتئاب: عيــــــــــال الــ .......... ، الواحد مدري إيش يقول .. ولا شي جابو من إلا حنــــا دارسناه ، كأنه داخلين حصة تعبير ... كل واحد يعبر عن مشــــاعرة الجياشة ... بالله هذا إمتحان يقيس أنك تتخرجين دكتورة
البندري: آآآآآآآآآآه، خلي إلا بالقلب بالقلب ... لدرجة طلعت ما أحس راسي يوجعني .. لأني ما طلعت ولا شي من مخي ولا شي من إلا درسته .. كله تأليــــف .. لدرجة أنهم راح يضحكون على ورقتي ، أني ألفت كتاب بالطب
شفت البنات يسولفون عن الإمتحان وعن الأسئلة ، وأجاباتها الصحيحة .. كلش مالي خلق اسمع شي عن هــــا الامتحان الزفت ولا يهمني أعرف الإجابات الصحيحة .. قمت من مكاني .. أبي أطلع من ها الجـــــــامعة .. أحس إني مخنوقــــة .. أبي أتنفس .. أشم هوا
سمعت سلمى تناديني كذا مرة .. لكني طنشتهــــا .. حسيتهـــــا تسرع من خطواتهــــا على شان توصلي
" أناديك .. مــــــــا تسمعيني "
البندري لفت عليهــــا : نعـــــــم
سلمى : الله ينعـــــم عليك ... وين رايحة ؟؟
البندري من غير نفس: رايــــــحه أحفط
سلمى صدقتهــــا : أنجنيتي أنتي ... والله لأعلم بنــــــدر عنك
البندري ناظرتها بطرف عينها ( business look )
ومشت عنهـــــا ... لحقتهــــا سلمى
" طيب وين رايحة "
البندري وهي ماشية : مــــدري، أي مكــــان
مشو ليـــــن السكن .. غيرت البندري ملابسهـــــا ولبست عبايتهــــا وأخذت شنطتهــــا ومفتـــــاح السيــــارة ..
البندري نزلت .. تشغل السيــــارة .. على مــــا تجي سلمى .. شافتهــــا جاية وكأنهــــا خايفه إني أمشي عنهـــــا .. أبتسمت في وجههــــا وهي تركب بالسيــــارة
سلمى غلاهــــا بقلبي لا يمكن أوصفه .. أعتبرهــــا أكثر من أخت .. وفيه تواصل فكري فيمــــا بينــــا بشكل كبير .. ومـــا أذكر بيوم إني زعلتهــــا أو حتى تضايقت منهــــا .. يمكن لانهــــا طول عمرهــــا لبقة ورقيقة بتعـــاملهـــا معنـــا .. مع انه حنا عايشين مع بعض .. ونـــاكل مع بعض .. وندرس مع بعض ..وننــــام بنفس الوقت .. إلا أنهــــا إذا جات تطلب مني شي .. أو حتى لمــــا تدخل غرفتي لازم تستأذن مني .. وأنـــا أقول لهـــا مافي كلافة بيني وبينكـ .. لدرجه صرت إذا رحت السوق وشفت قطعه حلوة اشتري لي ولهـــا وحدة ... هههههههه وطبعــــا أسيل تموت غيض
:
:
كنت أسرع بطريقة جنونية .. ما كنت أحس بنفسي .. يمكن لأني فاصلة منبه الســـــرعة .. أحـــس إني أبي أطلع قهر الإمتحـــــان
إلتفت على سلمى : وين تبينــــا نروح
سلمى بحيرة : اممممممممم ، مدري بصراحة
البندري: إيش رايك نروح مدينة الجميــــرا
سلمى بإعتراض: لا لا يذبحونــــا البنات إذا رحنــــا عنهم .. إيش رايك نروح الكامبنسكي هوتيل إلا عند مول الإمارات .. فيه مطعم بالدور الأول يقولون إنه راااااااااقي
البندري وهي تـــاخذ الطريق المؤدي لمول الإمــــارات: أوكي
:
:
شافت الإشـــــارة إلا قـــدامهـــا صفراء وقريب تصير حمراء وهي مسرعة .. يعني مافي مجــــال تمسك بريك ... هي نــــاوية تلف على الشارع المجاور
صرخت فيهــــا سلمى : يــــــــــــــــــله بسرعة قبل لا تصير خضراء عند الشــــــارع الثاني
أخذت نظرة خاطفة على الشارع الثاني .. كانت السيارات تستعد .. والسيارات كثير .. لكن لسه ما صارت خضراء .. لفت بقوة على شان تأخذ يوتيرن ... لحظتهـــــا حست إنهــــا راح تدخل بالمبنى إلا قدامهـــــا ... غمضت عيونهـــــا وهي تسمع صوت تفحيط الكفر .. بعدهـــــا بثانية فتحت عينهـــــا لكنهــــا شافت أنهـــــا مازالت سليمة ... و سلمى صدمت بالزجــــاج من قوة اللفه إلا أخذتهـــــا ...
ســــاعتهــــا ما قدرت أمسك نفسي ... وجلست أضحك .. حسيت لحظة إللي لفيت كل النــــاس تناظر فيني .. أكيد قالوا أنه هذي مجنونه... سعودية ما عليهـــــا شرة
سلمى بصراخ: مجنونه إنتي ... بغيتي تموتينــــــا
البندري: هههههههههههههه ، مش إنتي إلا قلتي لي لفي
سلمى وهي تعدل من جلستهـــــا : ايه قلت لك لفي ، لكن مش بهذي الطريقة
البندري: ههههههههههه، حصل خير ، تكبرين وتأخذين غيرهـــــا
:
وصلنـــــا المطعم .. وأخذنــــا لنــــا طاولة مطلة على القرية الثلجية .. بديت أحس أن مزاجي تعدل .. ابتسمت على شكــــل الأطفال إلا يلعبون بالقرية الثلجية ويتزحلقون .. أنا دخلتهــــا أكثر من مرة وتنسنــــا حقيقي مع البنــــات ، عمري مــــا حسيت بالتجمد وكأني بفريز ، وطقينــــا صور لين ما قلنــــا بس وحنا نلعب بالثلج ونرمي على بعض ، تقولين مشفوحين عمرهم ما شافو خير
وصل لنـــــا الأكل إلا طلبنـــــاه .. ظلينــــا نأكل بهدوء .. كانت سوالفنــــا عادية .. وأغلب الوقت صامتين .. يمكن كــــل وحدة حبت تريح أعصــــابهــــا بعد اليوم المتعب الصبــــاح وتستمتع بالصمت وبأنغام الموسيقى الكلاسيكية إلا بالمطعم وبمنظر القرية الثلجية ..
إلتفت على سلمى وسمعتهـــــا تكلم خالهــــا يوسف .. الأكيد إنه داق يطمن عليهــــا وإيش سوت بالامتحــــان .. والله إنه هــــا الرجال ونعم الرجال .. من كثر ما أسمع سلمى تسولف عنه .. أحسة قايم بدور الأب والأخ .. وسلمى تعزة بطريقة غير طبيـــعية
لكــــن ها الرجــــال .. مكسور خــــاطر .. مــــا يملك سبب مقنع لجرحه والفراق
إلا فهمته من سلمى .. انه مــــاله حظ مع البنت إلا حبهــــا .. والسبب غير مقنع .. ويمكن البنت بمجتمعنــــا عيب تتمسك بالحب وبالرجال إلا يحبهـــا دام اهلهـــا رافضين .. هي تزوجت وســــافرت لبعيد .. راحت وخلته .. مكسور خاطر .. شخص هالك .. مصـــدر جراح ومــــآسي .. أخته المريضة إلا كــــان يعتني فيهــــا ويهتم بيهــــا ماتت .. وأمه وأبوه ماتو من زمن ... دعيت له من كـــل قلبي أن الله يوفقه .. ويفرح قلب سلمى وأمهــــا بزواجه
:
:
الحب مثل الشمــــس إلا ينور لنــــا الحيــــاة .. يمكن لو يموت الحب بقلوبنــــا تنطفي ضي الحــــروف
الشمـس نـور الحب مـا تشـرق غروب
الله لـو تشـرق على النـاس باحسـاس
لو للعـيـون احساس ما شافـت عيـوب
ما شوهـــت وجه الـوفــا دمعـة اليـاس
ولو للـقلـــوب قلـوب ماتجـــرح قـلـوب
ولو للزمان احسـاس ماحدٍ شكى بـاس
ياكـيف رغــبة قـلـب بـدمــوعـه تـذوب
بعـد الوصـل نحيا على هـامـش انفاس
نهـدر امـاني عمـر والـوقت محســوب
نبكي تجافـي نـاس..تبكي جفـــا نـاس
نخطي ونخطي والـزمـن رحلـة ذنـوب
ونـتوب بآخــر عمـــــرنـا تـوبة افـــلاس
مكتوب نعشــق .. نعـجـز نـرد مكتـوب
نسكن عيـون الخــوف ونعـيش حراس
الحـب نـور الشـمـس وشعـاعه دروب
يـامـا رســم فرحــه ويـامـا حنى راس
الله يســـــامح أبوهــــا .. إلا قتل حبيبين .. وحمل يوسف ذنب مش ذنبه .. يمكن ذنبه الوحيد أنه انولـــــد بزمن قـــــاسي مع نــــاس أقسى
:
:
وهـــــم بالطريق راجعين لسكن .. كان جوالهــــا يرن كل دقيقة .. كانت عـــارفة أن إلا يتصل عليهـــــا بندر .. لكنهــــا ما حبت ترد عليـــــة وهي تسوق .. تبي تكلمة وهي مرتاحة وتشكي لــــه
" ردي عليــــة أزعجنـــــا باتصالاته "
البندري، إلتفتت على سلمى ورجعت تسوق : إذا وصلنــــا السكن اكلمه
سلمى: تبيني ارد عليــــة وأقوله أنك تسوقين مـــا تقدرين تردين عليــــة
البندري، ابتسمت .. وأكيد الحين بنــــدر أفكاره تروح يمين ويســــار : لا لا ماله داعي
:
مــــا عاد فيها صبر تنتظر على شــــان تسمع صوتة .. أول ما وصلت غرفتهــــا سكرت الباب وعلى طول أتصلت عليه حتى بعد قبل لا تغير ملابسهــــا
وصلهــــا صوته الملهوف عليهـــــا
" انتي وينك صار لي ســــاعة ادق عليك ؟؟ "
انسدحت على السرير وتنهدت براحة وهي تحس بنبــــره صوته بـــــالشوق واللهفه والخوف عليهــــا
" نـــــوارتي أنتي معي ؟؟"
ابتسمت على كلمته .. مـــــا زالت كلماته تأثيرهــــا على قلبهــــا قوي وتربك كيــــانهــــا
" معك يـــــا قلبي ، يوم دقيت علي كنت أسوق "
بنــــدر: طيب كان رديتي علي ، أقلقتيني عليك
البندري: آسفة حبيبي ، خوفتك علي
بنــــدر بإهتمام: طيب كيف سويتي بالامتحان
البندري، تذكرت الامتحان وجاها إكتئاب ، تنهدت بصوت مرتفع ، وما قدرت تخفي شعورهــــا ، كانت تحلم أنها تفرحه : الامتحان كان زفت ... احس اني ما حليت بالطريقة إللي ابيهــــا أو حتى على بـــمستوى مذاكرتي ... بخوف .. بندر خــــــايفة ارسب
كلمة الرسوب قوية ، قوية ، على إلا مــــاجرب طعم الفشل ... تعودت على فرحة النجــــاح ... سالت دموع الخوف على وجنتيهــــا
بندر، حس أنهــــا متضايقة : يا قلبي لا تزعلين لسه باقي لك يومين ، وأنا واثق يوم إمتحان اللكلنيكل راح تسوين زين ، وراح تجين لي وانتي متونسة
من كلامه خــــافت تحطم آآآآمله قبل آمالهــــا ، ماتدري ليه فجأة صارت ضعيفة ..
بندر، حس أنهــــا تبكي ، وبــــالهـــا بعيد عنه ... تضايق بس من فكـــرة أن دمعهــــا تنحدر فوق خدهــــا
" نوارتي، تكفين لا تبكين ، تراني مــــا أصبر على دموعك ، ترى كل عمري فوق وجناتك ... لا تخليني أتهور وأجيلك اليوم "
أبتسمت بين دموعهــــا على ها الفكرة ... تمنت أمنية داخل قلبهـــــا .. يا ليت يتهور ويجيهــــا .. لانهـــــا محتاجة له .. لكنهــــا ما أفصحت له عن أمنيتها .. لانهــــا ما ودهــــا تتعبه ولا تحمله همهــــا
" لا بنــــدر ، لا تتهور .. أنــــا بخير ... لا تخاف على نوارتك .. قدعه هههههههههههههه"
حس بالراحة وهو يسمع صوت ضحكتهــــا .. ما يقدر يسمع صوت الحزن فيهــــا .. لأنهـــــا انخلقت للفرح .. لسعــــادة .. للحب
:
:
سكــــر من عندهــــا بعد مــــا تأكد أنهــــا بخير ورجعت لطبيعتهــــا المتفائلة .. توجهه لشبــــاك .. وفتحة .. الجو برا مرة حلو ... ظل الهوا يلعب بالستــــارة يمين وشمــــال وكأنه يداعبهـــــا
وشغل المسجل على صوت راشد المـــــاجد .. وسرح بحبــــة لبعيد .. وصل لحبيبة قلبــــه .. نوارتـــــه
على حبنـــــا تمر أيـــــام .. وأنتي يا هنــــا فيني
غرامــــاً كل ما مر عــــام .. أحسة يكبر بعيني
كبرنــــا أو بعدنـــــا صغار .. تظل أشواقنــــا فينـــا
ما دام نحب بعض ونغار .. لبعض الله يخلينـــــا
وصـــــل بذاكرتة ليــــــوم خطوبته .. وكيف أنهـــــا كانت أميرة بحسنهـــــا .. والخجل كاسيهـــــا .. كيف مــــا يعشقهـــــا وهي حبيبته ، روحة ، والهوا إلا يتنفســـــه
تضيق بصدري الأنفــــاس .. إذا غبتي وغاب الضي
واحس اني وسط ها الناس .. مثل طفل يدور شي
هواك بمهجتي ساكن .. كثر هذا الفضا والكون
ودونك عالمي ساكن .. بلاطعمـــا وبليـــا لون
كــــان أحلى يوم بحيــــــاته كلهـــــا ..إلا أرتبط فيـــــه أسم البندري بـــــــــــاسم بنـــــدر .. وتعانقت حروف أسمهـــــا بحروفه ومعانية
اليوم إلا متـــــع نـــــاظريه بموهجته ، ومنى القلب
وأحلى لحظه إلا لبسهـــــا فيه الدبله .. حس أن الحلقة الغير متنـــــاهية راح تربط أسمهــــا بــــأسمه .. وخصوصا أنه حافر عليهـــــا اسمه من الخلف وتاريخ الملكة .. مهمـــــا وصف حسنهـــــا وجمـــــالهـــا مراح يوفيهـــــا حقهـــــا .. فجمـــــالهــــا الروحي طـــــاغي ، بطيبة قلبهـــــا ، بقســـــوة جفـــــاها ، بضحكتهـــــا إلا تدوخني بطهارتهــــا بعفتهـــــا ، برقتهـــــا إلا سهــــت روحي
أحبكـ موووووت وأنــــا أحيـــــا .. كثر ما أحب أنــــا ذاتي
ومن شر وبلا الدنيــــا .. عليكي كم أنــــا أحاتي
لأنك قطعة مني .. وما يسواك عندي إنسان
أنا لليوم احس إني .. هذاك المغرم الولهــــان
راح يظل طول عمــــره .. يظل هذاك المغرم الولهــــان فيهــــا .. و راح ينتظر بفارغ الصبــــر يـــــوم الحلم الجميـــــل ، إلا راح يجتمع فيــــه معهــــا ببيت واحد ، ويكون البيت الدافئ ، العش الهانئ إلا طول عمرة يحلم فيـــــه .. وينجب أطفــــال من ضي روحه

ريوم
وصلت البيت وأنــــا تافله العافيـــــة، تعبانه كلش ، دوامي كان من الصبح وآخر محاضرة عندي كانت الســــــاعة 2 ولا خلصت إلا الســـــاعة 3:30 ... آخر مرة أحضر ها المحاضرة الغبية .. أنــــا ابي أعرف كيف ها الجامعة تفكر بالله عليكم مين إلا راح يستوعب آخر الدوام
دخلت البيت وأنــــا عيوني ما تشوف الدرب ، أبي أوصل بس لسرير ... حتى الجوع من كثر ما كنت جوعانه ما عدت أحس فيــــــه
شفت أمي مع أبوي .. شكلهم توهم مخلصين غذاء .. رحت سلمت عليهم .. ضمني أبوي لحضنه
" هلا بحبيــــة أبوهـــــا "
ابتسمت لوجه أبوي الحبيب: هلا يبه ، أخبارك
" بخير دامك بخير ... سمعتي بالخبر الجديد"
أبتسمت ، لأني حسيت الســــالفة تخص السفرة : شنو يبه ، عطنــــــا من جديدك
ابو عبد الله : قررت أنــــــا وأمك أنه نسفركم السنة لنمســـــا وفرنســـــا
أنـــــا لا شعوري حطيت يدي على وجهي وصرخت : اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ه
أمي صرخت علي : يـــــــــا بنت أثقلي
أنا استحيت من أبوي ، وأنــــــا أشوفة مبتسم ، حطيت أصــــابعي داخل فمي دليل أني مستحية
أبو عبدالله : والأحلى أنه بيت عمك راح يروحون معنـــــا ، يعني مين قدك جنى راح تكون معك
أنـــــا بعد هذا الخبر ، النوم طار من عيوني ، وطرت لغرفتي على شـــــان أدق على جنوووووووووه الدوبة
" هــــــلا بسبيجة "
جنى أبتسمت على أسمهــــا المستعار إلا أطلقته عليهــــا ريوم : هلا برقيــــــــــة ، مسرع ما أشتقتي لي ، توي معك بالجامعة
ريوم ، ماتركت لهــــا مجال: اقول سمعتي بأأأأأأأأخر الأخبــــار
جنى ، وهي تخرب عليهــــا : قديــــــــــــمة انتي ، توك تدرين أنه حنــــا راح نسافر مع بعض
ريوم بعصبية : يــــــا الدوبة تدرين ومـــــا تقولين لي
جنى : ههههههههههههههههههههههههههههههههه ... حشى أخترقتي طبله أذني ... ترا اغير رايي وأقول لأبوي مــــا نبي نروح
ريوم بترجي : بلا نذالة جنى ... اللــــــــــه راح نتونس حقيقي مع بعض ... من زمــــان وأنــــا أحلم نســــافر مع بعض ، نطلع مع بعض ونتسوق ونروح الحدائق والمتـــاحف .. ونلف كـــــل مكان
جنى: كــــل سنة نقول راح نســــافر مع بعض ، لكن الله مــــا يكتب لنــــا ، أنــــا مراح أصدق إلا لمــــا أشوف التذاكر بعيوني وأركب الطيـــــارة
\
\
\
صحت من النـــــوم ، تحس بالراحة بعد القيـــلوله إلا أخذتهــــا ، وطبعــــا بعد مكالمة بنــــدر، فتحت باب غرفتهـــــا شافت أسيــــل توهــــا صاحية وطالعة من غرفتهــــا ، لابسه ثوب أحمر قصير وفية رسمة فراولة كبيرة بالنص ، والشعر منتفش
أسيــــل وبعيونهــــا النوم، حطت يدهــــا على خصرهــــا : ليــــــــه با الله تطلعون ما تقولون لي .. ولا كأني صـــــاحبتكم .. أرجع السكن على بالي أنتو نـــــايمين ، إلا أنتو طالعين تتغذون يــــا الخونه
البندري: كلتيني ، أولا حنـــــا مــــا كنــــا مخططين نطلع من دونكم ، هي جات كذا صدفة ، كان ضايق خلقي وأبي أغيــــــــــر
بنفس الوقت طلعت سلمى من غرفتهــــا على صوتهم المزعج بالممــــــر
أسيــــل ، وهي تناظر بسلمى: علينــــــــــــا هذا الكلام ، لكن إلا أقهرك يا البندري ، يوم راح أطلع وآخذ سلمى معي وأتركك
البندري: هههههههههههههههههههههههاااااااي ، ماتقدرين أصلا سلمى مــــا تطلع من دوني ... مش كـــذا يــــا سلمى
سلمى أحتارت أيش تقول ، مــــا تبي تزعل البندري ولا تزعل أسيـــــل ، وشكلهــــا أسيل ماخذه على خاطرهــــا منـــا ، مع أني أعرف أسيل تمزح كثير وقلبهــــا أبيض ما يزعل :
ولا يهمك أسووووووووله بعد الإمتحانات وعدتني البندري نروح مدينة الجميرة ومرسى دبي ... أيش رايك
أسيل وهي تمثل الزعل : أيـــــــــــــــه قصو على عقلي ... لنـــــــا الله
البندري راحت لهــــا وحضنتهــــا : ما أقدر أنــــا على زعل أسووووله
:
تجمعو كلهم بغــــرفة سلمى .. معروف أن غرفة سلمى لدراسة .. وغرفة البندري لسوالف والتجمع .. درسو مع بعض لمــــدة ساعة ونص .. لكنهم مسرع مــــا طفشو .. خلاص ملو .. ست سنوات وهم يدرسون ..
البندري، بطفش: خــــــــلاص أنــــا مليت ، صــــار لي أكثر من شهــــر وأنــــا مقابلة ها الكتب
سلمى: يعني أيش بيدنــــا ممكن نسوية ، حتى لو تطلعين تحسين بتأنيب الضميــــر لأنه ورانا إمتحان
البندري وهي قــــايمة من كـــانهـــا : والله محد ذابحنــــا غير ها الضمير
:
:
رحت للمطبخ .. مشتهية أطبخ .. فتحت الثلاجة أشوف عندنــــا مقادير الطبخة إلا في بالي
جات وفاء تشوفني ، لأنها سمعت ضجة بالطبخ: البندري أيش تعملين ؟؟
البندري وهي لابسة مريلة المطبخ ومندمجه وهي تطبخ : راح أعمل لكم أكله تحلفون عليهــــــــــا
وفـــاء: شنو هي
البندري: راح أعمل لكم أطباق إيطاليــــة ، روفيلي و فوتشيني
وفـــــــــــــــاء: الله ، البندري محد يفوقهــــا بالأطباق الإيطالية ، والله لو أدري كان جوعت نفسي من الظهر
البندري: ههههههههههههههههه ، عاد مش لهــــا الدرجة
:
:
تركت وفاء البندري تشتغل براحتهــــا .. مع أنها عرضت عليها مساعداتها .. لكنهــــا رفضت
البندري جهزت كـــل شي ، رتبت طاولة الأكــــل والأطبــــاق ، حابة تعيشهم جو وكأنهم صدق بمطعم راقي .. وعملت لهم عصير ليمون بالنعناع مع قطع الثلج .. على ريحة الأكــــل الطيبة وصلو البنــــات
أسيــــل وهي تستنشق الرائحة الطيبة: الله ، صدق اللحين حسيت بالجوع .. شكل الأكل لذيذ
جلسو كلهم حول الطاولة .. أول من تذوق سلمى : أنـــــــا قايلة من زمــــان لو البندري تفتح لهــــا مطعم أيطالي أحسن لهــــا من مقابل كتب الطب
البندري: هههههههههههههههههههه، والله الفكرة .. مازالت تحت التطوير .. أنا وبندر نفكر نفتح لنــــا مطعم .. لكن أنا طبعا أعشق الأكل الإيطـــالي
أسيل: على ها السالفة لازم شهـــــر العسل تروحين رومــــا وفينيسيــــا مدينه الحب والرومنسية ، وأشبعي بأكل الباستا
\
\
\
بمــــدينة .. تبعد أميـــــال ، أميـــــال عن عراقة وأصــــالة الخليج العربي ..
الشمس بدأت تخفف من وهج أشعتهــــا الباردة .. وغيـــــوم بدأت ظاهرة بشكــــل متفرق ، كـــأنهــــا لوجة جميلة ..
كنت أشعــــر بنسمة ناعمة عليلة تداعب جسمي .. مللت من جداران شقتي .. فخرجت أمشي .. وأمشي .. وصلت للهايد بارك .. لا أعلــــم كم قضيت من الوقت فيهــــا .. فهذه الحديقة تريح أعصـــابي .. وأنــــا أتمشى بين أشجـــارهـــا التاريخية .. جلست على أحدا كراسيهــــا المتناثرة بكــــل مكان ، جلست أتأمل كــــل مــــا حولي .. حلو أن الشخص يشعــــر براحة داخلية بإجـــازة نهـــاية الأسبوع وبالانشراح
:
لفت نظري منـــظر فتـــــاة راعشــــه .. يكسوهــــا البكــــاء .. قربت منهــــا أكثر أحببت أن أعرف مــــا بهــــا .. كانت تأن .. بصوتٍ خـــافت كصوت بلبل غدر به المســــاء
نــــاديتهــــا .. لمـــاذا البكاء، فجمالها رباني ، فيهـــا برائه الأطفــــال ، لكنهــــا بائسة تكنفهــــا الشقــــاء وقد أذبل ورد خديهـــــا البكــــاء .. وقفت أمــــامي يكسوهــــا العنــــاء ، حزينـــة .. أخبرتني أن لا مأوى لهــــا ولا غطــــاء .. وأنهــــا تنام كـــل ليلة من غير عشـــــاء .. وأنهــــا تشكو من سقـــــام هذه الدنيــــا
فقد رق قلبي لهذه الفتــــاة البريئة .. مــــا ذنبهــــا ، فالكل أسرف في المعـــاصي لا يراعي حفيظة من له وجب الولاء ..
أخذتهــــا لشقتي ، أطعمتهــــا ، وأعطيتهــــا شي تدفء به جسدهـــا الدامي .. لكني لا أستطيع أن أبقيهــــا في شقتي .. لأني شاب أعزب ، وهي فتــــاة غريبة لا أعرفهــــا .. سوف أعمـــل بهــــا معروف وأخذهــــا للمستشفى .. علهم يأخذونهــــا لملجأ للأيتــــام
\
\
\
رحت لدولاب ملابسي .. ملاك ومنـــــار يحنون فوق رأسي إلا يبون يشوفون الملابس الجديدة إلا شريتهـــــا لهم .. فتحت أحد الدواليب .. طـــــاح نظري على فستــــاني الوردي .. الفستـــــان إلا كرهته رغــــم نعومته .. أذكر شكلي لمـــــا كنت لا بسته عبارة عن فستــــان حريري مكسر عند الصدر وينربط تحت الصدربربطة ذهبية .. بحيث يعطيني جمال ومخليني كيــــوت مع بطني .. لكن أيش الفايدة .. أنـــــا لازم أتخلص منه .. مع انه يوجعني قلبي .. دام الشخص إللي لبسته على شـــــانه لا أهتم ولا حتى نـــــاظر فيني
إليـــــن متى أنــــــا راح أتحمـــــل قسوة المشــــــاعر .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآه وألف آآآآآآآآآآآه ، الصدر ضاق ، وصرت احس بالإختنـــــاق ، والحيــــاة ماعاد لهـــــا مذاق
زعلي أيش يهم فيـــــة زعلي ، أعـــــاتبه ، يقولون ياحلو العتاب لجــــا من أحباب ، لكن ايش يفيد العتــــــاب ... دام الحبيب عــــايش بدنيا ما هي دنيا
لـي مـتـى وسنيـن عـمري ترتجيـك
لـي متـى والـشوق يـركض بـي وراك
لـيه اجـــدد وعـد ضـيـعـــته يـديـــك
مـايـبـــرر حبـي الطـاغـــي خطـــــاك
اعـذرني..مـا مــــنع قـلبـي يجـيك
غيـر خـوفـي تصدمـني فـي هـواك
حسيت بأحــــد دخل الغرفة .. إلتفت .. شفت عــــذابي وفـــــــؤادي .. أستغربت وجودة بهذا الوقت المبكر ، مش من عــــادة جــــاسم يجي هــــا الوقت من النهـــــار
كــــان ينــــاظري بتركيز ، وعيــــنه مـــا انزاحت عني ، وكـــــــــــــأنه سهى بنظرته..
قررت اترك الغــــرفة ولا كـــأنه موجود .. لكن خابت كل ظنوني .. أول مـــــا قربت منه أبي أمــــر .. مسكني من ذراعي .. لفيت عليه على شـــــان أطلب منه يتركني .. جات عيني بعيـــــنه .. آآآآآآه مـــــــــــــا غير عينــــه ذوبت الروح ... و هـــــــــام فيهـــــا قلبي ..
عينـــــــــــاكـ ليـــلٌ غـــامضٌ في سحره
ذوب الشجـــا ورؤى الفؤاد البــــاك
عينـــــــاكـ ألهمتـــا فؤادي نبضــــهُ
فصبــــا إليكـ وهــــام في دنيــــاك
" ممكــــن تتركني .. بروح اشوف البنـــــات"
جـــــاسم: وأنـــــــــــــــــــــــــــا !!!
أستغربت كلمته : شنو أنت
جــــاسم بإبتســـامة: متى راح يجي دوري
يمـــكن لحظتهــــا دقات قلبي وصلت له من قوتهــــا، يمكن لاني استغربت كلمته أو مـــــا توقعتهـــــا ... مستحيل زوجي وأنــــا اعرفة .. مستحيل يتنازل شوي عن غروره
جــــاسم ، سحبني وجلسني على طرف السرير ... وأنــــا حـــاسة حالي متخدره من تصرفـــاته الغريبة ... ومن لمســــه ايده الدافيـــــه
شفته يطلع علبة كحليـــه مخمليــــه صغيرة من جيب ثوبه .. فتحــهــا قدامي .. شفت داخلهــــا خــــــــــــاتم بصراحة راقي ، جاسم طول عمرة ذوقة راقي ، كان عبـــــارة عن حجر زهري فاتح يميل إلى الشفافية ومرصع حوله بالألمــــــــــاس ، الخــــاتم اقل ما يقال عنه أنه تحفة فنية
سحب يدي من حجري .. ولبسني الخــــاتم .. ما قدرت أشيل عيني من عينه ومستغربه من تصرفة الغــــــــــــريب ... لدرجة شكيت أن جــــاسم مش هو
جاسم، وهو يبوس أيـــــــــد مريم : هذي هـــــدية ذكرى زواجنــــــا .. ســـــامحيني يـــــا الغالية لو قسى قلبي عليك أو قصرت بحقك
وقتهـــــا مــــا قدرت أمنع دموعي تنزل من محاجرهــــا ، أطلقت لهــــا العنان .. كنت أبي أتكلم ، لكن حسيت صوتي غـــــــــايب
جاسم : ليــــه ها الدموع يا حيــــاتي
تكلمت من بين دموعي وبصوت متقطع : أنـــــــــا مش مهم... عندي الهدايـــــا يا جــــــــــــــــــــــــاسم ، كثر مو مهم عندي قربك منـــــــــــــي ... أنــــــــــا أحتاجك
قرب مني .. وحطِت راسي على كتفـــــه
ســــامحيني حبيبتي لو قسيت عليك ، أو حتى جرحتك من غير مـــــا أقصد ... والله مــــا يملئ عيني بها الدنيــــــــا سواك
رضيت بهـــــذه اللحظة وبروعــــــة الإحســــــاس إلا حسيته ... وكيف مــــا اسامحه وهو نبض فكري وقلبي
\
\
البنــــــــدري
امتحنت Msq كان لابأس فيــــــه تعودت على طريقة وأسلوب جامعتنــــا .. تجيب لنـــــا كل الأسئلة صح وأنتي اختـــــــــــــــاري الأصح ....
واليــــــــــــــــــــــــــــوم
واليـــــــــــــــــــوم
أخيرا أمتحنت بالمستشفى .. الحالات إلا جاتني حلوة .. وحدة بقســـــــم الأطفال والثــــــــانية بقسم الجراحة ... مع إني أكرة الجـــــراحة كرة العمى ... ما أطيقه كرهته من أيام خـــــامسة ... لكن الدكتور سعيد إلا إمتحني كــــان طيب مرة ... أعتبره من أحسن الدكـــــاترة إلا إمتحنوني .. حتى انه تذكــــرني .. والله هذا الدكتـــــــــور يستـــــاهل أن الشخص يتذكره ... لو بكلمـــــه شكر
بعد مــــا طلعنـــــا من المستشفى .. رحنــــــا الجامعة .. والبنـــــات عاملين هيصة عشــــانا خلصنـــــا .. والكل يسلم على الثـــــاني ويودعه ... مـــــن أول مـــــادخلت الجامعة وأنــــــا أحلم باليــــــوم إلا أتخرج فيــــــه .. لكن اللحين أحس بالفرح والحزن بنفس الوقت .. كيف راح أفارق صاحباتي ، والجامعة والكلاســــات والمستشفى إلا تعودت اشتغل فيـــــــه .. يمكن راح يتغير علي الجو لمـــــا أرجع السعودية .. ويبيلي وقت على شـــــان أتكيف مع الوضع هناك
أسيــــل ، بكل فرح : اللـــــــــــــــــــه وأخيرا خلصنـــــــــــا امتحانات ... حلو إحســـــــــاس الحرية ، هم وإنزاح عن قلبي
وقامت تناطط من الفرحة .... وحنـــــا قمنــــــا نصرخ معهـــــا ... صرخه العمر .. شقى ست سنوات .. طلعت من روحي والله
وبعدهـــــا رحنـــــا نسلم على كل الدكاترة ... ووعدونــــا إنهم يجون بحفله التخرج .. صحيح إني كنت أتخانق مع الدكاترة وأحب أناقشهم بكل شي .. لكني أكن لهم كـــــل إحترام
وأسيـــــل ما أنسى مقولتهـــــا إلا تضحكني ... أيش الفرق بينا وبينهم غير أنهم صدفــــه اتولدو أبلينــــــا .. وصارو دكاترة
صحيح أني كنت مكتأبه قبل يومين .. لكن لما إمتحنت اليوم مع الدكتور سعيد .. أعطاني دعــــــم كبير ، يا حلوه والله ها الدكتور .. يعطيك إحساس بالثقه .. وما يخليك ابد ترتبكي بالامتحان .. وبالنهاية طمني أنه أعطاني علامة قووووووووية ... وأتصلت في أمي إلا كانت قلقــــانه علي وطمنتهـــــا ...
" يـــــــــــا بنات ما نبي نرتاح اليوم ... نبي نصيع ، نروح كــــل مكان ... وأنا اليوم عازمتكم على حسابي .. آمرو أدللو "
سلمى : يـــــا عيني يــــا عيني أيش ها الكرم ... طيب خلاص الكوفي و الحلى علي
أسيل: طيب أنــــــــا أيش بقى لي
البندري وهي تفكر: اممممممممم ، انتي نخلي لك الألعــــــاب ، ودي نروح مدينة الألعاب ونرجع أيــــــــــــام الطفولة
كلهم ضحكو على كلمتي .. مشينـــــا والفرحة ما فارقت وجيهنــــــا
رحنـــــا تغذينــــا بمدينه الجميرا ... وأتستمتعنــــا بالجو الجونان ... بصراحة أنا يعجبني ها المكان .. أحس فيه تعبير عن الأصاله والعراقـــة ... ويـــذكرني بأيـــام زمــــان .. وبنفس الوقت هادئ .. بعيد عن الإزعاج وزحمه المجمعــــــات ...
طبعـــــا شبعنـــــا تصوير ... حول منظر البحيــــرة و النخيـــــــل ، والسفيــــنة الخشبية ، عـــــاد أسيــــــــــــــل ما قصرت هبال فينـــــا وخصوصــــا بعد ما شرت لهـــــا النعال بتطريز الهندي ، هبلت في الفلبينية وهي تشتري من عندهــــــــا ، على بالها أم سعيد بالقرية العــــــالمية
بعدهـــــا رحنــــــا مرسى دبي ... على المغربيــــة .. كانت الشمس على وشك الغروب ... ومنظــــر الغروب مع اليخوت والقوارب ... شكـــــل خيــــــــــــــــــــــال .. تمنيت بصراحة بنـــــدر يكون موجود معي ... فعـــلى الأقــــل يشاركني بصوته وبإحساسه فـــا إتصلت عليـــــة على طول
" هــــلا حبيبي ، شخبــــارك "
بندر، وصوته فيه النوم: هلا عيوني ... بخير دامك بخير ، أنتي أخبــــارك ؟
البندري: آسفه حبيبي ، صحيتك من النــــــوم
بنـــدر: لا عيوني ، أنـــــا كنت ابي أصحى من النوم ، إلا أنتي وينك
البندري: والله تمنيتك ، تمنيتك تكـــــــــــــــــون معي ها اليوم ، خلصت الامتحان وطلعنا مع البنات تغذينا واللحين حنـــــا بمرسى دبي ، والله تمنيتك تكون معي الجو وجونان والمنظر خيال ... صعــــب عينك ترى مثله
بندر وهو يتثــــاوب: عليــــك بالعافية حبيبتي ، تخيلي أني أكون معك .. لأنـــي ســــاكن داخل عينك
البندري: أن شـــــــــاء الله قريب تجي لدبي وتشاركني ها المنـــظر... مركب وموية ونسمة وموج
ماقدر يقول لهــــا أنه إحتمال مــــا يقدر يحضر حفله تخرجهــــا .. لأنه ممكن يكون عنده سيمينــــار بجدة ... مـــــــــا حب يخرب فرحتهـــــا ، إلا واضحــــة من صوتهـــــا .. فأجل الخبر لبعدين .. لســــه بدري على اللحظة المقبلة
مـــــا وده يكسر بخاطرهــــا لأنه عـــــارف هي قد ايش تتمنى حضوره .. وخصوصــــا بها اليوم المميز ..
وحتى هو ضــــايق خلقة لأنــــه متعطش لشوفــــه حبيبــــه الروح ..
:
:
مـــــرت الأيــــــــــام سريعة عليهم ... وطلعت النتـــــــــــائج
البندري طلعت الثالثة على الدفــــعة ...
وسلمـــى الثــــانية على الدفعة
فرحتهم بالنجـــــاح لا تنوصف أبد .. يمكن هذا هو طعم الفرح الحقيقي .. لمــــا يلاقي الشخص نتائج مجهودة وتعبـــــه ... والله مــــا يضيع جهد وتعب أحد أبــــد ... البندري كانت دوم تدعي ربهــــا ، أن الله يوفقهم كلهم وينجحو كلهم ، لأنه مش حلو طعم الفرح لو وحده منهم أخفقت ..
ونجـــاحهم هذا يعتبر بــــداية الطريق ...
كــــانو بالسيــــارة متوجهين لصالون ، قررو يسون لهم صنفره ، على قوله أسيل
سلمى: والله حنــــا دوم نقول متى نخلص من الجامعة ، لكن ياخوفي نحن لهــــا الأيام ، أيـــــــــام الدراسة أحلى أيام ممكن يعيشهــــا الإنســــان ، على الأقل أيام الدراسة مسموح لكم بالغلط ... لكن بعدين إذا أشتغلتو .. الغلط غير مسموح .. وأنتو أطبــــاء
البندري بتخوف من المستقبــــل : صدقتي والله ، أحس لسه ما تعودت يكون تحت يدي مريض أعالجة بروحي ، وإذا صار أي غلط أنـــــا أتحمل مسؤوليته .. والله مسؤولية كبيرة .. الله يقدرنـــــا
وصلو لصــــالون إلا كانو حاجزين فيـــــه ، راح يعملون لهم فيشيل ومساج ... والبندري بعد كذا راح تقص شعرهــــا ، تبي تغير من شكلهـــــا
كل وحدة منهم غيرت ملابسهــــا ولبسو الروب الأبيــــض ... ضحكو على أشكالهم وهم ماشين .. والكل بالصالون مستغرب من اشكالهم الفرحة .. وتجمعهم مع بعــــض ..
وهم نفسهــــم يتســــألون ... هل راح تفرقنــــا الدنيا بعد ما نرجع السعودية ، وكل وحدة تنشغل بعملهــــا ، ولا راح نظل صديقــــات طول العمـــــر
:
البندري، دخلت الغرفة المخصصة بتنظيف البشــــرة ، هي مقررة أنهـــــا تسترخي استرخــــــــــــاء كامل ... وتركت المجــــال لخبيرة التجميل .. وأبتسمت على الاحســــاس المنعش إلا تحسة بعد مارشت عليها رذاذ من بخار الليمون ... وهي تتذكر كلام ريوم
ريوم: يــــــــــــا زين الفضاوه زينــــــــــــاه ... ناس مش لاقية وقت تحك فيه شعر راسهــــا ... وناس رايحة تسوي لها تنظيف بشرة ومدري أيش
البندري: هههههههههههههههههههههههههههههههه.. وانتي ايش حارق عمرك ... والله وحدة ومخلصة امتحانات ، ابي أزيل أثـــــار التعب والإرهاق حقت الامتحانات و على شان أنزل السعودية بلوك جديد
ريوم ، بطريقة مأساوية على شان تكسر خــــاطر البندري: يرضيك يا أختي يــــا حبيبتي ، أن أختك الصغيرة مــــــا تحضر حفله تخرجك ... مــــــــا يصير والله الحفله ما تحلى من غيري ...
البندري: والله لو الود ودي يحضرون أهلي كلهم ، لكن البطاقات محدودة .. يعني أكثر شي لكل شخص ثلاث بطاقات
ريوم بعصبية: يعني بندرووووووووووو، يحضر الحفله وأنــــــــا ما أحضر
ضحكت البندري، ما تبطل ريوم من حركاتهــــا: لا تغلطين على بندر ، تراه زوجي
ريوم: لا والله ، توني أدري..... يعني أنـــــــــــــــــــــــــــــــــا مش أختك ... الله يا الدنيـــــا تنسين أختك حبيبتك
البندري، ما قدرت على زعل ريوم: ريــــــــــــــــــوم تكفين لا تزعلين ، إلا تبينه راح أســــوية لك
ريوم ، ما قدرت طبعا إلا تستغل الوضع ... على الأقل مراح تحضر الحفلة .. أختهــــا تجيب لهـــــا هدية ... مع انه منو المفروض يجيب لثاني هدية !!!؟؟
حسيت بالراحة ... وبريلاكس ما ينوصف .. بعد المســــاج إلا أنعمل لي والتنظيف .. قررت أني قبل زواجي بإسبوع أجي اسوي عندهم عرض الأميرة للعرائس ... ولمــــا طلعت شفت البنات جالسين بغرفة الريلاكس ... ويشربون عصير ليمون
بصراحة، أشكال البنات تغيرت ، صارت وجيهم أكثر برقان ولمعـــــان ... لكني تركتهم ورحت غيرت ملابسي على شان اروح اقص شعري ... وسلمت شعري للفرنسية .. وخبرتها اني ابي شكلي يتغير .. لكن بحيث يظل طويل تحت كتوفي
وفــــــــــــاء ، وهي تشوف اللمسات الاخيرة للفرنسية: قمر، قمر يا البندري، القصة طالعة عليك جنان
أسيل: أتخيل بندر راح يتخـــــــبل عليك لمــــا يشوفك
أستحيت بصراحة على كلمة أسيـــــل ، والله أني أشتقت له ... صار له يومين أحسه يتهرب مني ... لازم أدق علية اليوم وأشوف علومه
:
:
سلمـــــى
الكــــــل فرحــــان ، إلا على شــــان أهلهــــا راح يحضرون حفله التخرج وإلا عشــــان راح ترجع لأهلهـــــا ، لكن مدري ليــــه أنا مضايقة بهذه اللحظة ..
أحس أني وحيدة ، محتــــاجه أمي ، محتــــاجه أبوي
تمنيت من كـــــل قلبي أن أمي تحضر حفلتي ، لكني مــــا أتوقع .. أمي ما تحب السفر ولا الطيارة ..
آآآآآآآه ياليت أبوي عايش ، كــــان اللحين أفتخر ببنته سلمى ، الدكتورة سلمى
يـــــا أبي أسعفني بكلامكـ
أنـــا أيش مـــا أكبر أحتاجكـ
قبله مني لتجاعيدك
على سجــــادة صلاتك
على وجهك
على أيدك
على النظــــارة القديمة
على ثيـــابك
على شيبكـ
الليله .. مشتــــاقة لضحكتكـ
كل شي بهـــا الدنيا يتعوض
إلا أنت يـــا أبي
يــــا حبيبي
تحيــــاتي
من بنتك .. حبيبتك .. صغيرتك
تحياتي للمسبحة بإيدكـ
أنا ايش مـــا أكبر أحتاجك
أنت شيــــال الهموم
ولمــــام الشمـــل
أنت تــــاج راسي
أشتهي حتى قسوتك ، زعلك ، عفوك، دلالك
آآآآآآآه بابا ... أنا كنت خايفة عليك
يـــا ما أذكر عنادك ، أترك التدخين بــــابا
يــــاما دمرني ســـعالك
ودي أبكي بين أيديك
صورتك تطلع أمـــامي في أيما موقف خطير
أنجحت بابا في تقليد صبرك ، يــــا أبو الصبر الكبير
تحيه لحبيبه قلبك أمي
شريكة عمرك
كنزك
أمينة سرك
سكرت صفحة دفتري ، لأن الموت والتدخين أخذه مني
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
( الجـــــزء الســـــابع)
واقفـــــه قدام المــــرايا .. تحط اللمســــات الأخيــــرة للمكيــــاج ... ما حبت تروح مثل بـــاقي البنات الصالون .. لأنه مــــا تعرفــه وتخاف يعملون لهــــا حديقة ألوان بعينهــــا .. فراحت الصالون تعمل شعرهــــا بس ومكياجهـــا فضلت تعمله بنفسهــــا ..
نــــاظرت بنفسهــــا بالمرايا .. نظره أخيرة .. راضيـــة عن نفسهــــا بفستانهــــا البيج الناعم .. ماحبت يكون قصير لأن المنـــاسبة ما تسمح بذالك ... زوجة القنصل السعودي حبت تعمــــل لهم حفله بمنــــاسبة تخرجهم بشهـــادة MD
البنــــدري والبنــــات حبو يعبرون عن احترامهم وحبهم وتقديرهم للمرأة إلا وقفت معهم بالأزمــــات وساندتهم في تكميـــــل مشوارهم ... كانت بمثــــابه أم لهم بغربتهم .. وباهتمامهـــــا الدائم وسؤالهــــا عنــــهم باستمرار ، ولد علاقة محبه بينهـــــم أســـاسها الإحترام .. حبو يقدمون لهــــا هديــــة بسيطة .. أتفقو أن يشترو لهـــــا سلسال من شوبارد .. والحلو أن حصلو عليه عرض ..
:
:
سمعت دق على البــــاب : منـــــو
سلمى: أنا سلمى .. خلصتي البندري
رحت وفتحت لهـــــا الباب .. بصراحة لأول وهله .. ما عرفت سلمى .. متغيرة بــ الميك آب والشعر ... كانت لابسة فستان بني نــــاعم حيل .. نعومته ببساطة .. وسلمى تعشق اللون البني .. أحسه مميز عليهـــــا ولا بسه معه سلسال فيه أحجار طويل .. فعاطيها لوك جديد .. والميك آب طالع حلو عليهــــا .. مضبطين عيونهـــا بالكحل .. أهم شي بالنسبه لي رسمة العيــــن بالمكياج
" بصراحـــــة ســــــــــــــلوم تجننين ، عساني أفرح بعرسك أن شــــاء الله "
ضربتني سلمى بخفه ، يا زعم مستحيه
سلمى: أقول ، خليت العرس لأهـــــل العرس ، أنتي إلا أعرسي .. راح أعجز وانتي لسه ما اعرستي
البندري: ههههههههههههههه ... يعني اللحين أنـــــا شنو مش متزوجه ، يعني أي وقت يبيني زوجي راح يأخذني
أسيــــــل ، طلعت من غرفتهـــــا: أقول بلا كثر حكي ، راح نتأخــــر
حتى أسوله طالعه قمر ، بالفستان الأبيض مع الأورنج .. مخليها بنوته صغيرة .. حنا ما حبينا نصير رسميين بهــــا الحفله أو حتى نلبس جلابيات ، خفنــــا تكبرنــــا بالعمر ، وهي مش يوم الإحتفال بالجاليات ، يعني هي حفـــله بنات ... راح يحضرونهـــا البنات السعوديات من جامعتنا وحتى إلا بالجامعات الثـــانية ..
:
:
وصلنــــــا القصر .. استقبلونـــــا العاملات .. وأخذو عبـــاياتنـــا .. وكانت في ضيــــافة عند المدخل .. قهوة عربية وتمر مع حلى بسيط .. كانت مرتبة الحفله بالحـــديقة حول البركة .. فكرتهــــا بصراحة حلوه ، والحلو أن الجو مهو حــــار ... رحنــــا وسلمنــــا عليهــــا وسلمنــــا على بناتهــــا وبعض البنات إلا أعرفهم لكن من زمــــان ما إلتقيت فيهم بسبب ظروف الدراسة ..
أسيـــــل : متى راح تقدمون لهــــا الهدية
البندري: مدري والله أستحي أقدمهــــا قدام النـــاس، خليهــــا نهـــاية الحفله أحسن .. ولسه الحفله بأولهـــــا
سلمى: عجــــل خلص خلونــــا نروح مع باقي البنــــات تراهم عند البوفيه
:
:
بنهــــاية الحفله بصراحة استمتعنــــا بالحفله وتعرفنــــا على ناس أول مرة أشوفهم وشكلهم سنــــه أولى، ومبين عليهم الخوف والطفولة ... وكأنهم لسه داخلين على دنيــــا ، لكنهم يدخلون القلب بطيبتهم ، عاد أسيل هبلت فيهم وخوفتهم .. لدرجة هم تخرعو وقررو يرجعون السعودية .. لكن بالنهــــاية وضحنا لهم أنهــــا تمزح
دورنــــا على زوجة القنصل بكل مكان، الوقت تأخر ولازم نكون بالسكن قبــــل الساعة 11 ... وبالأخـــير لقيناهـــا تتكلم مع وحدة قريب من مدخل الفلـــه الداخلي المطل على الحديقـــة .. قربنــــا منهم .. مع إني ما حبيت أقطع كلامهم ، حسيتهــــا مش حلوة ، لكنهم حسو فينــــا نقرب منهم وهذيك استأذنت وتركتهـــــا
اعتذرنـــــا منهــــا إنه لازم نستأذن ... وقلت لهــــا إن ماما تسلم عليهـــــا ، لأنه أمي تعرفهــــا من أيـــــام الدراسة
سلمى هي إلا قدمت لهــــا العلبــــه المخملية
بصراحة عمري مــــا حسيت بالإحراج كثر ما حسيته اللحين .. خفت ما تقبل هديتنا
زوجـــه القنصل: ليه مكلفين على أعماركم ، والله ماله داعي
البندري: والله أنكـ تستــــاهلين أكثر، وأنتِ بحسبه أم
زوجــــه القنصل: والله لو ما أعتبركم بحسبه بناتي ، كان زعلت منكم
أسيل ببتسامه جـــذابة: ده النبي أبل الهدية
ضحكنــــا كلنا ـ على كلمه أسيــــل ، بعدهــــا ودعناها وتوجهنا للبوابة ، وكنــــا ماسكين الوشاح الأخضر إلا قدمته كــــا هدية للمتخرجــــات ، أحلى مافية أن لونه أخضر حريري وفيه شعــــار سيفين ونخله ، فديت ترابك يـــــا بلادي
:
:
:
لكــــن لسه مــــا خلصت الهيصة عند الست أسيل ، لأنهـــــا يا زعم مسوية نفسهــــا مؤدبة بالحفله .. محافظه على برستيجهــــا ، وأنــــا أتريق عليهــــا ، أقول لهـــا عقلتين أشوفك أسول ، أخـــاف بس أنخطبتي وما قلتي لنـــــا
لكن مـــا مضى ساعة على كلامي ... إلا هي بادية بالهيصة والخبال بالســــكن ، لبسنا كلنـــــا الوشـــــاح ، وأنـــــا جبت العلم الأخضــــر الكبير إلا معلقته على باب غرفتي ..
وغنينــــــا
يـــــا سلامي عليكم .. يـــــا السعودية
يــــا ديار الشيم .. يــــادار الأوطاني
:
:
:
بعد مـــا خلصنـــا الهيصة والزمبليطة.. هجدنــــا وكل وحدة دخلت غرفتهــــا
أنـــا ما كان فيني نوم، صــــار لي يومين النوم مجـــافيني ..
في العين طيفك في حلم الليل انا شفتك .. يوم الخوالي بنوم اللي غافيها
اليــــوم الأربعاء ، وما أتوقع بنــــدر نايم بهذا الوقت .. ضغط على زر غلا روحي .. انتـــظرته يرد لكنه ما رد علي ، أعرف حركات بندر ، لازم هو إلا يدق علي ، ما يعطيني فرصة أدق عليــــه
مــــا أعطاني فرصـــه أفكر حتى ، إلا اشوف نــــور الشاشة ينـــور بإسمه
" مســــا الخيــــر"
بنــــدر، ارتسمت على شفاته ابتسامه عذبه لسماع صوت حبيبه القلب
" أحلى مســــــا لاحلى قمر "
البندري، طلعت للبـــلكونه الموجودة بغرفتهــــا .. ورفعت نظرهـــا ، ليـــله زرقـــه ، وسمــــا صافيــــة وقمر نصف الشهر منتصف بوسط السمـــا .. ظلت لحظات مستمتعة بأنفــــاسه ، مشتـــاقة له ، شــــوق الصحارى للمطر
" بنــــدر"
بندر، بكل حب: يـــــا عيون بندر
بصراحة الكلام إلا كنت نــــاوية أقوله ، نسيــــته ... آآآآآآه ها البندر سلب عقلي
بنـــدر: وينك يــــا نوارتي ، وين سرحتي
البندري، ضحكت بخجل : ســــرحت فيك
بنــــدر: تدرين أني أحسد عيونك
البندري ما فهمت عليه: ليــــــــــــــه !!!
بندر: لأني ســــاكن بداخلهــــا ، وكل ما ناظرتي بالمـــرايا قدرت تشوفك ، لكن أنــــــا ما ني قادر أشــــوفك وأروي شوقي
مــــدري، ليــــه حسيت بانقباض ، وكــأنه ينذرني بأخبــــار ســـيئة .. لكني تجاهلت الشعور إلا أحســــه
" كـــــــا أنت راح تجي بعد يومين .. وراح تشوفني "
بندر، حس أنه الوقت المناسب على شان يقول لهــــا ، ماله داعي التأجيــــل : أممممممممم ، البندري أتمنى تعذريني وتسامحيني
بصراحة استغربت من كلامه: خيـــــر بندر ، فيه شي
بندر وهو مش عارف من وين يبتدئ: بصراحـــة ،تفاجأت هذا الأسبــــوع أن الأسبوع الجـــاي عندنـــا سيمينـــار بجـــدة ، وما لقيت أحد يحل مكاني ... فا إحتمــــال كبير مــــا أقدر أحضر حفلـــه تخرجكـ
حسيت لحظتهــــا وكأن أحد صـــافعني ، وظلت كلمته تتردد بذهني مــــا أقدر أحضر حفله تخرجكـ .. ريجي نشف ، و مـــا كان عندي كلام أقوله .. تتخيلو معي شخص كان طاير بالسمـــا من الفرحة .. فجاءه تهاوى .. هذا كان إحساسي ...
جاني صوت بنــــدر يناديني، شكله كان يناديني كثير
" بندر، أنــــا معك "
بنــــدر: شكلك زعلتي ، والله لو الود ودي أجيك اليوم قبل باكر ، لكن الأمر مو بيدي حبيبتي
مــــــا حبيت أحمل بندر اكبر من طاقته ، وتضايقت أكثر وأنا أحس من صوته بإحساس الذنب .. وكأنه عارف بهذا الخبر راح يخرب كل أمنيــــــاتي
" لا عــــادي حبيبي ، أنــ ـ ـ ـ ــا متفهمه " مــــا قدرت أكذب عليه ولا على نفسي أكثر لأن العبرة خنقتني
بندر: صدقيني راح أعوضك يا قلبي ، وأن شـــاء الله إذا رجعتي نسوي لك أحلى حفله مع العيلة
يـــا بندر أنا ما أبي حفلات ولا أي شي .. كنت متمنية وجودك جنبي وقت تسليمي الشهادة وتكريمي ، كفاية وجودك ، هذا يغنيني عن كــــــل الناس ..
ما حبيت أطول بالمكـــالمه ، لانه ما أظن في كلام راح ينقال ، وكفاية أني أحس بالضيق .. فتعذرت له أني تعبانه وأبي أنـــــام
ظليت أراقب القمــــر، و دموعي تسيل ، أسوء شعور لمـــا نبني آآآآآآمال وتتحطم فجأه ... من غيــــر سابق إنذار .. ما تتخيلو قد أيش حلمت بهذا اليوم ، لدرجة من كثر شوقي لجيته مع أهلي خططت بالتفصيل الممل أيش راح نسوي وين راح نتغذا وين راح نتمشى .. لكن كــــل أحلامي ذهبت في مهب الريح
رحت لسريري وأنـــــا حاسة بإكتئاب فضيع .. لا عـــاد عندي رغبه لا بحفله ولا بتخرج .. لو الود ودي أخذ شهادتي وأطير لسعودية ... علموني كيف الـــواحد يفـــرح وأعز وأغلى النــــاس مش جنبه ، صحيح أن أمي وأبوي أغلى مـــــــــا أملك بهذا الكون ، لكن هم تمنيت بندر يكون جنبي
:
:
:
الســـــاعة 12 الظهــــر ، صار لي أكثــــر من ســــاعة وأنــــا أتقلب في فراشي ، ما عاد لي رغبه أني أقوم أتنشط ، ما عــــاد لي مزاج لأي شي ، أسمع ضجــــه البنات مدري أيش عندهم .. شكــــل النشاط عامرهم ، سمعت أحـــــد يطرق بابي : ادخلي
:
:
شفت البندري، نايـــمة على سريرهــــا وشكلها تعبانه أو باكية ، عيونهــــا متورمه مره ووجهــــا شاحب اللون ... قربت منهــــا أكثر وجلست جنبهـــا على السرير، هي حاولت تعدل نفسهــــا وتجلس
" أيــــش فيك، تعبــــانه "
البندري، ما قدرت تحط عينهــــا بعين سلمى .. خافت عيونهــــا تفضحهـــا وتبكي قدامهــــا : لا مــــا فيني شي ، بــــس أمس ما جاني نوم إلا بعــــد صلاة الفجـــر
ركزت نظري بوجــــه البندري: أمس دخلتي غرفتك وأنتي أيش زينك ، أيش صار ، سكت لحظه .. بنــــــدر زعلك بشي
على طــــاري أسمــــه ، حست برعشــــة هــــدب، مــــن الوله تضحك في عيني يــــا عبرتي وبعض الحكي مـــا أتحمله
" بنــــدر، مراح يقدر يجي الحفله "
ابتسمت سلمى بوجه البندري: يـــــا شيخة خوفتيـــني ، على بالي فيه شي كايد
البندري، مــــا أعطت أهميه لكلام سلمى، وحبت تعبر عن ما بداخلهــــا : تمنيـــت يحضر الحفله، يشوفني وأنــــا أستلم شهادتي ، يشوف دكتورتــــه ، زوجته ، حبيبته ... حــــلمت بأشيــــاء كثيرة ، لكـــن شكله أستكثر علي هذي الفرحــــه
سلمى: لا تقولي كـــذا ، والله بنــــدر أكيد بعد كــــان يتمنى يحضر الحفله ، وأحمدي ربكـ أن أبوك وأمك راح يكونون جنبك
مدري كم مر علينـــــا من الوقت وحنــــا صامتين ، حسيت بنــــبرة الحسرة والحزن من صوت سلمى ، حتى لو ما شكت لي ، أحس باللي مكبوت جواتهــــا ، سلمى مش من النوع إلا تشكي أو تفض فض عن مـــا بداخلهــــا ، طول عمرهــــا كتومــــه ... ويمكن حسيت لحظتهــــا أني سخيفـــه على حزني ، هي تبين قدامنــــا أنهـــا سعيدة وفرحانة ، مع إن أمهـــا مراح تحضر الحفلة ، يمكن بس خالهــــا راح يحضر .. واكيد أنها تشتــــاق أن أبوهــــا يكون جنبهــــا بها الوقت بالذات .. الله يعوضك يا سلمى بزوج يحبك ويعرف قيمتك .. والله أنك طيبه وصــــابرة ، أنا نفسي مــــا أتخيل أني أفقد شخص غالي علي ..لكـــــن سبحـــــان الله ينزل على قلب المـــؤمن الصبر والإيمـــان والسلوان
:
:
دلالـــــ
ضحى: دلال ، ترى خــــالد وصــــل وموجود بالمجلس
دلال: طيـــــــب .... من ربكتي مــــا عرفت حتى ارسم عيني بالكــــحل ، أيــــش فيك يا دلال مرتبكة وكــــأنك أول مرة تشوفيــــنه .. لازم تتعودين وما تبيني ارتباكك
نــــاظرت بالمرايـــــا ، يمكن للمــــرة الألف أتأكد من شكلي ... كنت لابسه فستـــــان ليموني نــــاعم يناسب بشرتي البرونزية ، نزلت على الدرج وشفت خالتي (مرت أبوي) جـــــالسة بالصالة .. حسيت وكأنهــــا تناظرني بحسد ، وكأنهــــا مستكثرة علي الفرحة بحياتي ... سمعتهـــــا تقول لي راح تجلسون بالبيت ولا تطلعون ... رديت عليهــــا وأنــــا ماشية المطبخ
" راح نجلــــس بالبيت "
وكأنه البيت بيتهــــا ، أحسن حاجة سواه أبوي أنه ما كتب البيت باسمها ، كان عادي اللحين تشوفوني بالشـــــارع ...
ما حبيت أكدر خاطري لا بنظراتهـــا ولا بنغزاتهــــا لي بالكلام ... وأخذت صينيـــه الحلا إلا أنا عاملتهــــا بيدي والقهوة .. ورحت للمجــــلس
أول مــــا فتحت باب المجلس .. رميت السلام .. شكله كــــان سارح وأول مــــا رفع عينه شفته ينــــاظر فيني من فوق لتحت .. بصراحــــة أنا أرتبكت كلي .. وقمت أتراجف .. لدرجة حسيت الصينية راح تطيح من يدي .. لكن هو أنقذني وجــــا وأخذ الصينيـــة مني
خالد: ليــــــــه يا قلبي متعبه نفسك
ابتسمت له بخجل: تعبك راحــــة
أخذني من يدي وجلسني جنبــــه حيل ، يـــــاربي مدري ليه قربه يوترني لأبعــــد الحدود ، وحتى كلمتين على بعض مـــا أعرف أقول ، حبيت أتهرب من الجلسة جنبه وأدور عــــذر، قمت من مكاني : أصب لك قهوة
سمع تنهيدته ، إلا أخترقت مسامعي : صبي لنــــا فنجان ...
مديت له الفنجان .. وهو يأخذ مني الفنجان لمس يدي .. وحسيت بتوتر فضيع .. يــــــاربي نظراته لي اليوم مش طبيعية .. اربكتني حيل .. ودقات قلبي وكأنهـــا في سباق مع الخيل
تبي حلى ولا كيك ... ولا الإثنين
خالد، ابتسم ابتســـــامه جانبية .. وهو يناظر بـــ دلال : أنتي كلك حلى
حطيت الصحن بالطاولة إلا جنبــــه ، يا ربي نظراته أحسهـــــا راح تخترقني ، حتى بيوم الملكــــة ما حسيت بهذا التوتر إلا حاسة فيه أللحين.. ورحت وجلست بكنبه ثانية
خالد ، ترك فنجانه .. وجا وجلس جنبي مع أن الكنبه صغيرة، وأخــــذ يدي من حضني : أيــــش دعوه مــــا تبين تجلسين جنبي
دلال بارتباك، وهذا الشي كان باين من رعشة يدهـــا ، ورمشتهـــا السريعة، وخصوصــــا وهي تشوفه يدهــــا النحيله بين يده العريضة : لا مش كذا ، على شان تاخذ راحتك
خالد، وهو يحط يده على كتف دلال وكأنه يضمهــــا أكثر له : أنـــــا أبيك اقرب من أنفاسي
:
:
:
حسيت وقتهــــا أن العرق يتصبب من جبهتي .. وأن عيني دمعت ، والكحـــل خرب
"يــــــــــا خالد مــــا يصير كــــذا حنـــــا لســــه بفترة خطوبــــه ... أيش خليت لبعـــد الزواج "
خالد: لكــــن أنتي زوجتي على سنه الله ورسولــــه
دلال: لكــــن يــــا خالد
خالد، قاطعني: لكن شنو ... عجل أيش تسمين عــــقد الزواج إلا بينــــا ، إيش تسمين بصمتك جنب توقيعي ، إيــش تسمين الشهود والإشهــــــار ، ولا أنتو يــــا الحريم مــــا يصير عندكم الزواج إلا بالقاعه الفخمة وبالفستان الأبيض
عجزت أفهمه ، أن العرف والمجتمع يرفض هذا الشي ، صحيح هو مش حرام ... لكن أنا نفسي ما ني قــــادرة أتقبل إلا هو يبيــــه مني ، صار له أكثــــر من أسبوع يحن على راسي ... خلاص الزواج مــــا بقى عليه إلا القليل ... ليـــــه الرجال ما عندهم صبر أبد ... مدري ليه خالد ها اليومين صاير وكــــأنه شخص ثاني ، وكأنه يبي يأخذ حاجته مني ويمشي ، ونظراته لي تربكني بشكل مش طبيعي ..
مدري ليــــــه أحس أن حياتي صارت متلخبطة .. ومــــاني قادرة أرسم الخطوط الصحيحة للي يصلح فعله واللي مــــا يصلح .. يــــاريت أمي تكون موجودة جنبي على شان تفهمني الغلط من الصح .. هل أنــــا إلا قاعـــــــــدة أعمله صح .. لكن أخاف من كثر صدي يطفش الرجال ويزعل مني .. وأنـــــا ما أقدر على زعـــــله يــــــــــا الله أنا توقعت إني لمـــــا أتزوج راح أرتـــــاح نفسيــــا
:
:
الـــــبندري
بدأت ألملم أغراضي .. خلاص حــــان وقت الوداع ، بدأت بتجميع رافات ذكرياتي..
أحـــــــــــــاول أن أمسك بكـــل ذكرى مرت علي بحيـــاتي .. الحياة بين من أحب ، أجمل الأيـــــام التي عشتهـــــا بين صديقات رائعات ،قلوبهن طاهرة مليئه بالحب
حملت الكارت بين يدي ، أسيل كـــاتبه عليه ذكرياتنــــا ، كان يوم مميز بالنسبة لي ،كـــــــــانت هذي الذكرى من سنه تقريبــــا ، مش لأنه يوم ذكرى مولدي ، لا .. لأنه بهذا اليـــــــــــوم حسيت أني أدين لها الصديقات بالحب والوفــــــــاء والولاء ... مـــــــا أظن في كلمات تعبر عن عمق مشاعري لترسم أجمل اللوحات عن صداقتنا ، عن علاقتنا القريبة
بيــــوم ميلادي .. اتفقنـــــا أنه نروح نتعشى بمطعم ونغير جو عن الدراسة وكتمه السكن .. رحنــــا لمطعم ، الجلسة فيه خيــــالية على الخور والجو كان جنـــــان ، طلبنا لنا كل ما لذ وطاب .. وعزمنا صديقة لنا إماراتية
اذكر يومهــــا وفاء ماجات معنا بالسيارة لأنهــــا كانت بالجامعة تدرس للمغرب ، ولما وصلت للمطعم دقت على جـــوال أسيل إلا كانت تاركتة على الطاولة وهي راحت داخل المطعم على شان تختـــــار لنــــا أنواع الكيك .. أنا شفت رقمهـــا ورديت عليهــــا .. قالت لي أنهـــا تبي مفتاح سيارة أسيــــل تبي تحط فيها أغراض ، أنا ضنيت أنهــــا كتب ومن ها السوالف ..
بعد مــــا تجمعنا كلنا وتعشينا ، ضلينا نسولف ونضحك .. وخصوصا أنه يوم مميز مش لأنه يوم ميلادي ، لأن سلمى هذي ثــــاني مرة ترسب بامتحان السواقة ، ههههههههههههههههههههه ، طحنا فيها مصخرة وخصوصا سبب رسوبها أنها داخله رونق ســــايد ، مسكينه ما سلمت من تعلقياتنـــــا ، لدرجه زعلت منـــــا ، لكنها ما طولت بزعلهــــا ، لأنهــــا عارفة أنه حنــــا نمزح معهـــــــا
شفت أن الوقت بدا يتأخر ، مع أنه حنــــا ما خذين أذن تأخير ، لكن حسيت مو حلوة أن بنات يسوقون بوقت متأخر، وضليت كل شوي أقول لهم قومو خلونــــا نمشي ، وهم يطنشوني ولا كأني أكلمهم أو يغيرو الموضوع .. حسيت أن البنــــــات فيهم شي غريب ، غمزاتهم لبعض فيهــــا شي مريب
إلتفت فجــــــأة لليمين .. شفت الويتر إلا بالمطعم كلهم جايين وبيدهم كيكه شوكلاتة ، شكلهــــا كان مغري وفوقهـــــا مكتوب عليها happy birth day
بصراحة مـــــاتوقعت ها الحركة منهم ، وضلينا نضحك وخصوصا أنهم ضحكو على شكلي المتفاجئ .. يمكن يومها ضحكنـــــا ضحك ما اذكر عمري ضحكت مثله من الونــــاسه ... وأعطوني الهدايــــا مع أنهــــا كانت بسيطة إلا أنهـــــا غالية علي وليومي هذا محتفظه بيهـــــا ... أسيــــل أهدتني علبه مكياج موصيه عليهــــا خصيصا من فرنســـــا ، وسلمى أهدتني ميدالية على شكل قلب ، وفاء أهدتني علبــــة شوكلاتة ، أذكر أن طمعهــــا مرة لذيذ حياتي ما ذقت مثل طعمهــــا ، وصاحبتي الإماراتية أهدتني باقة ورد حمـــــرا ، لليوم موجودة بغرفتني ومالي قلب أرميهــــا ، أفكر أني أرجع بيهــــا لغرفتي بالسعودية ..
والأحلى بهــــذا اليـــــوم كله ... ما تتخيلو أيش ممكن صــــار .. أذكر لمــــا وصلت السكن المشرفة أعطتني صندوق كبير ، ومبين عليـــــة أنه مرسل عن طريق dhl
توقعتهــــا هذي حركات عبد الله أو ريووووووم
رحت غرفتي والبنات ملهوفين يشوفون أيش داخل ها الصندوق الكبير ... أذكر وقتهــــا كيف كانت دقات قلبي ... وكأني أشوف ها اليوم قدامي وأحس فيه أللحين..
مدري ليه طردت البنات من الغرفـــــة وقفلت الباب بالمفتــــاح .. وقفت قدام الصندوق وكأني خايفه .. مدري ليه وقتها ليه كنت خايفه ، وقلبي معتصر .. سميت بالله وفتحتهــــا
كانت مغلفه بعنــــاية وقطعت الكرتون والتيب إلا كان يحاوطهــــا ... بالنهــــاية ظهرت لي علبه كبيرة باللون الأحمر مع الوردي الغامق وملفوفة بشرايط ... استغربت هذا مش ذوق عبد الله أبد ... لدرجه خفت أن المشرفة مغلطه باسمي ..
لكن مــــا أظن وحدة بالسكن أسمهــــا البندري
فتحت الشريط ، ويدي ترتجف مدري ليه وقتهـــــا .. بصراحة طريقة تغليف الهدية يبهر ... ويخلي أي شخص يفتح فمه من روعتهــــا ... حتى لما فتحتهــــا من داخل كانت معباية بالغش والورد المجفف إلا فاحت ريحته بالغرفة كلهـــــا .. كانت رائحته قوية وجميله تغلغلت برأسي .. كان داخل العلبة دبدوب مش صغير ، وسط .. وشكه كيووووووووت ، وفروه نـــــــاعم ، يحسسك بالدفء .. وودك تنامي وأنتي حاضنته مثل الأطفال الصغار ... ولفت نظري كارت وعلبه صغيرة هم مغلفه ... أنا شفت الدبدوب قلت هذي حركات ريوم .. فما قرأت الكارت .. قلت خلني أفتح العلبه بالبـــداية .. وفكيتهــــا ، كانت عبارة عن علبه مخملية وداخلهــــا سلسال ، كان شكل السلســــال لطيــــــــــــــــــــف مرة ، ونــــــــاعم بالحيل ، هذا دليل إلا أختارهــــا عنده ذوق راقي ، عبارة عن بنت وماسكـــــة حرف B
وشكلهــــا من أحد المصممين الإيطاليين، لأن من خبرتي البسيطة ، السلسال شكله ذهب إيطالي
والمفــــــــاجأة الأكبر ، إلا حرمت من عيني النـــــــــــوم

ريـــــــــــــــــوم
أدري راح تقولون عني مطفوقـــــة ، وكأن عمرها ما سافرت ، لكن والله من الحمــــاس ، أحس أن ها السفرة راح تكون مميزة .. وخصوصا أن بيت عمي راح يروحو معنـــــا
:
:
كنت أفرفر بالسوق مع أمي ونرجس ... مـــــا فيه شي عــــاجبني ... لكني مضطرة أشتري لي .. السفر مــــا بقى عليه شي .. وإلا فهمته من أبوي أنه راح نسافر بداية الإجازة الصيفيــــة ، واختباراتي قربت والأكيد مراح أقدر أروح الســـــوق
عندي كذا قميص طويل .. لكني ودي بأقمصة جديدة ... لقيت قميص أخضر زيتي حلو وقميص ثاني لونه أخضر عشبي <<<<<<<<< واجـــــد متأثرة بالمنتخب السعودي
مليت من الفرارة ... الشالات راح أخليه على البندري أو أمي لمــــا تسافر بكرة على دبي راح أوصيهــــا على الشالات ... أيه صح تذكرت لازم أكتب لستــــه الطلبــــات إلا أبيهـــــا من دبي ، مش كفاية مــــا أخذوني ، والله إلا مسكتني ومربط لساني ، أن الحفله يوم السبت ، ويوم السبت عندي اختبــــار ، الله يـــا خذ دكتورتنا يعني من قله الإيام مالقت إلا هذا اليوم ، والله التطنيش عندي عادي عندي
:
:
بمــــدينة الضبــــاب .. لندن .. قلمـــا ما يرو سكانهـــا الشمس ...
عبــــد العزيز .. بغـــرفة العمليات
لا بس البـدله الزرقاء الفاتحة ، وعليها لبسة المعقــــــم ، والقبعه البلاستيكية على راسة والماسك على وجهه ..
يحـــــس حالة متوتر ، مع أن العملية سهله lap choly ( إزاله المرارة )
الطفلة البريئــــة ، إلا قابلهــــــــا أمس شاغله بالــــه
ذكرتني ببرائه الأطفــــــــال ، إلا وسط الحب والعطـــــــاء ، طفولــــــة بريئة مثل زهره يملأهـــــــا الفرح والسعـــــــادة ، تهزج دائمــــــا ، بأهازيج الفرح والحب البرئ الصــــــادق ، لكن هذه المرأة التي أحسست وكأنهــــا طفله ... الحرمان جعل منهــــا كبيرة بالعمر
وجع الفقر والجوع ألم نفسهــــــــا بشكل يكسر الخـــــاطر
:
:
نــــاظرت بمساعدتي رنـــــا بالعمليــــة ، يا الله ها المرأة تثير اشمئزازي ، مدري ليـــــه ما تنزل لي من زور ، أتخيـــــل نفسي أتزوج وحــــدة بثقاله دمهـــــــــا ، ههههههههههههههههههههههه ، والله مــــا أقدر أتخيل أيش ممكن أسوي فيهــــا ، يمكن أذبحهــــا من ليله العرس، والله ليه أبلش نفسي بيهـــــا ، أطلقهـــــــا وأرميهـــــا لبيت أهلهــــا ، أنا ناقص أجيب لي عله على قلبي ، والله تجلس تسألني في الرايحة والجاية وتحاسبني على تأخيري ولا تغــــــــار من وجود الممرضات والطبيبات حولي ، ما أقدر أتحمل وحدة تجلس على قلبي
الله يستر عليك يا عزيز ... من البنت إلا أمك نــــــــــاوية تخطبهــــا لك ... لكن إلا أعرفه أمي ذوقهــــا راقي ، ومشاء الله على زوجة أخوي محمد، الله يخليهم لبعض .. وبنتهم ســـــــارونه القمر ، والله أنها وحشتني
:
:
أنتهت العملية بنجاح وطلعنــــا gall baldder ( المرارة) .. ما حبيت أجلس بغرفة العمليـــات هذي آخر عملية أسويهــــا اليوم ، رميت اللبس إلا علي بالسله ونزعت الماسك .. وضلت علي البدلة الزرقـــا .. رحت غرفة التــــبديل ، ناوي أروح الميتم إلا راحت فيــــه البنتـ ، أبي أطمن عليهــــــا
:
:
صــــادفني صديقي طلال عند بوابة الطوارئ .. كنت لابس جاكيتي البني الشاموا .. وماسك المظله بإيدي لانه الجو بــــرا ماطر
طلال: على وين عزيز ، اشوفك مستعــــجل
عبد العزيز: رايح أشوف البنت ، إلا قلت لك عنهــــا
طلال .. عقد حواجبة : خبري فيك تشتغـــل طبيب ، مش بالجمعيــــات الخيرية
عبد العزيز: يعني معاناه أنتزع الإنسانية من قلبي ، مــــا شغلنــــا كله يعتمد على الإنســـــانية
طلال: طيب ، ما قلنـــا شي ، لكن أنك تعطف على بنت غريبه .. ما تعني لك شي ، وغير كذا غير مسلمــــه
عبد العزيز: طيب ، العطف على اليتامى والمساكين ، لا يقتصــــر على المسلمين ، كبر عقلك يــــا طلال ... مش مجموعه من النــــاس جالسه تشوه سمعه الإسلام أمام الغرب .. على شان مطامع نفسية بداخلهم .. حنــــا نصدقهم ونقول أي شخص غير مسلم أنه كافر ويجب ما نتعـــــــامل معه .. بل تفكيرهـــــم دامه كافر لازم يقتــــل .. محنـــــا عايشين بينهم وأحسن المعــــاملة نلاقي منهم ... يا ريت حنــــا نأخذ الزين منهم ونترك الشيـــــــن
:
لمــــا فتحت الكارت ... كلمة أنصـــ عقت ، قليــــــــــــله بحقي ، وكأنــــه shock جاتني

في ليلة عيد ميلادك ..
جمعت الفرح في صدري ..
وجيتك يابعد عمري ..
شايل في يدي قمرا ..
وبيدي الثانية لك شمس ..
مخبيها ورا ظهري ..
هدية عيد ميلادك .
****
في ليلة عيد ميلادك ..
حسدت الشمع ..
يابختة بيحضن أنفاسك ..
بيعانق دافي إحساسك ..
ويتركني أزف من أبتهاجي دمع ..
****
حبيبتي ..
إحترت ما بين الهدايا ..
همت في كل الزوايا ..
ودي ألقى مايعبّر عن غرامي ..
عن هيامي ..
عن صرير الشوق بلسان الضلوع ..
صدقيني في غرامك ..
ماقدرت أبقى قنوع ..
****
آآآآآه منك ..
مالقيت من الهدايا مايليق ..
لاذهب .. لافضّة .. أو حتى عقيق
أبغى شيٍ ماطرى في بال عاشق ..
شي أكبر من خيال ..
أبلغ وأصدق ..
وغاية في الجمال ..
****
تدري كيف ؟
مابقى إلا أهديك قلبي ..
جامليني وإقبلية ..
كاتبٍ إسمك علية ..
وتحت إسمك كاتب بخطٍ صغير :
(.. كـــــــــــــل عام وأنتي بألف خير يـــــا البندري .. )
بالرغم أنه مــــا كتب أسمة .. لكني شفت توقيعه ونفس التــــاريخ .. أكيد عرفته .. من توقيعه ومن خط يدة ...
كانت هذي أول هدية من حبيب روحي ، أول مرة بحيــــاته يفصح عن حبــــه لي ..
ما تدرون قد أيش فرحت هذيك الليله ،مش بالهدية ، بكلمـــــاته ، يمكن ذيك الليله قرأت الكارت فوق العشـــــر مرات، ماني مصدقــــة ، حسيت وقتهــــا وكأنه سكته قلببيه راح تجيني .. ، معقوله إلا أفكر فيــــه صحيح ، لكني خفت وقتهــــا أنطق بكلمه أحبك ، أو حتى ممكن تربطنــــا علاقة مقدســـــة ..
لأني يـــا ما سمعت عن بنات كانو يحبون عيال عمهم ، لكن بين يوم وليــــله الحب انتهى ، الرجال راح تزوج وحدة ثــــــــانية ، مع أني كنت عــــاقله وما عيشت نفسي بـــــــوهم ... لكن مـــا أنكر أن هذيك الليله ان خيــــــــاله حرمني النوم
بعدهــــا بــــ أسبوع .. كنت نــــازلة السعودية .. وكلمني أبوي أن بنـــــدر خطبني .. وقتهــــا حسيت اني راح أطير، أطير من الفرح .. من سعادتي حسيت الأرض مش شايلتني .. لكني تكبرت عليـــــه ، قلت في نفسي خليني أعاقبه ... وقلت لأبوي أعطيني فرصة أفكر ، وأبوي ما عارضني أبد ، مع انه كان بإمكاني أوافق ساعتهـــــــــــا .. لكن مدري ليه طق فيني عرق النذالة ^_^ ... وظليت يمكن 3 شهور لين ما عقدنــــا
:
:
ابتسمت على ذكرى خطوبتنــــا، بندر كان وده يذبحني على تأخيري ، علمته معنى الصبر قبل الوفـــــــاء

آآآآآآه ، مهمـــــا بينت أني سعيدة ، لكن أحس أنه في شي نــــا قصني بفرحتي
:
:
:
" يـــــله يـــا أم عبد الله راح نتأخر على موعــــد الرحله "
ريوم ، تكلم عبد الله : قيس وليلى رايحين دبي ، وحنــــا مساكين فقرا لكم الله
سمعهــــا أبوهــــا وناظرهـــا من تحت نظارته الطبية : أنتم فقرا لكــــم الله ، تقولون مش رايحين نحضر حفله تخرج أختكم ، أنتي وأختك كاتبين لسته طلبات ، وغير كذا هم راح تسافرون بالصيف ... أنــــا أبي أفهم أنتو قبل لا تسافرون تبون تروحون السوق ... وهم إذا سافرتو تروحون السوق ... وكــــل هذا وتقولو مـــــا عندكم ثياب ... وغرفة الملابس راح تنفجر ، من كثر الثياب
ريوم تبي تضيع الســـــالفة: يبه حنــــا بناتك إذا ما صرفت علينــــا، تصرف على مين ، وبكرة نتزوج راح تفتقدنــــــا
أم عبد الله سمعت كلام ريوم وهي نــــازلة من الدرج: والله ها البنت كلش ما تستحي على وجهـــا ، أول من يجيبو طاري الزواج ينصبغ وجهنــــا ولا نقدر نحط عينا بعين أبونـــــا
عبد الله : صدقتي يمــــه ، وهو يروح ويحضنهــــا... ويهمس لهـــا .. يمه إذا راح تخطبين لي أبي وحدة مثلك بحياك وذوقك وجمالك
ريوم ، وهي مقهورة ... لأنهــــا ما سمعت كلام عبد الله : يعني أنت ما تستحي على وجهك تساسر أمي وحنــــا موجودين
عبد الله ، يبي يقهر ريــــوم: كيفي ، أمي وأنــــا حر فيهــــا
حور .. جات لهم والدمعــــه بعينهــــا : بابا أبي أروح معكم
أبو عبد الله ، نزل لهـــا وحملهــــا على كتفه : مــــا يصير بابا حنــــا رايحين نجيب أختك البندري ، وراح نجي مراح نطول كثير
حور: لكن أنـــــــــــــــا أبي أركب طيــــــــــــــــــــــــــــارة كبيرة
أبو عبد الله : أنشـــــــــــــاء الله يا عيون بابا ، قريب راح أركبك طيــــــارة كبيييييييييييييييييييييرة مررررررررررة
طلع بو عبد الله ببنته للحديقة وهو يلاعبهــــا ويواعدهـــا أنه يجيب لها معه لعبه وحلاوى ...
عبد الله أخذ أغراضهم ... وركبهــــا بالسيارة
أم عبد الله : مــــــا أوصيك ريوم .. ها الله الله بالبيت وأهتمي بأختك حور
ريووووم ، وهي طاقة الصدر: أنشـــــاء الله يمه ، أي أوامر ثانية
أم عبد الله : سلامتك ... وسلمت على بنتهـــــا وطلعت لزوجهــــا ... عبد الله أصر على أبوه أنه هو إلا يصولــــهم
:
اليـــــــــــــــــــــوم حفل خريجـــــات كلية الطب والعلوم الطبيـــــــة
الحفل ، بقــــاعة الاحتفالات بالجــــامعة
البندري.. تحس بتوتر .. هذا اليــــــوم إلا حلمت فيه من سنين ... أنهـــــا تلبس العبـــــائه السودا وقبعــــــــة التخرج ... التخرج من الجامعة له طعم خــــــــــاص .. قرأت الكلام إلا نــــاوية أقوله إذا طلعت على المنصة ... لازم لمــــا أتكلم ما اناظر بالورقة .. مش حلوة ... وإذا كنت حافظته يعطيني ثقة اكبر .. سعــــــــــــادتي اليوم مــــا تنوصف بجية أمي الغالية وأبوي ... ياريت أكتملت سعادتي وجا بندر، لكن دوم الفرح نــــــــاقص ما يكمل ..
كنـــــا واقفين بــــقاعة الإستقبـــــال ... الحفل لسة ما بدا .. السفير السعودي، ورئيس الملحق الثقافي لسه ما وصلو ... كا تبرع شخصي من الطالبات السعوديات ... عملنا ضيافة عند المدخل ... بالقهوة السعودية والتمر
كلنــــا كنا حاطين الوشاح إلا أعطتنا أياة زوجـــــة القنصـــــل
شفت سلمى تكلم خــــالهــــا من بعيد ، حسيت أن الروح ردت فيهــــا بشوفة خالها ، على الأقـــــل تشوف سند لهـــــا بيوم مميز كهذا ، أمــــا أخوهــــا ماجد فشكله مقطوع الرجا فيه ... سمعت أسيــــل تناديني
إلتفت لهــــا : هلا أسيل
أسيل : البندري، يله على شان نأخذ مكانــــا نستعد
البندري: طيب يله مشينــــــا ... بنفس اللحظه .. دق جوالي .. أسيل أنتي روحي وأنا الحقك
أسيل: طيب
رديت عليـــــه ، وحسيت وكأنه حاس فيني ، وأني محتــــاجة أسمع صوته :
هــــلا بندر
بندر: هلا حبيتي ، أخبارك ؟
البندري.. كانت تحاول تبتعد عن المدخل: بخير .. أنت أخبارك ؟
بنـــــدر: دامي أسمع صوتك أنا بخير ..
البندري، وصوتهـــا فيه نبرة حزن: تمنيتك تشوفني بعباية التخرج
بندر بإبتسامة خبث: إلتفتي وراك
البندري ... ما فهمت عليه تلفتت يمين ويسار وما شفات شي ... لكن ثواني بــــــــــــس وإلتفت وراهــــــــــــا
بنـــــــــــــــــــــــــــــــدر
وقتهــــا ما عرفت أيش أسوي ... لا شعوريــــــا رحت وركضت له ... كان ودي أضمــــه .. لكني أستحيت والمكان غير منــــــاسب
مرت علينــــــا لحظه صمت .. يمكن الكلام وقتهــــا كان راح يشوة اللحظة .. كنت سرحــــانة بشكلة ... من شنبة الخفيف .. السكسوكة .. شمـــــــــاغة الأحمـــــر .. إلى عيونه إلا تسحرني
" حمد الله على سلامتك "
بنــــدر: الله يسلمك ، مــــــــا قدرت غير اني أجيلك ... معقولة اكسر خاطر حبيبه قلبي البنــــدري ... بيـــــوم مميز
ابتسمت بخجل ، مـــــا عرفت أيش أرد عليه ، كـــــل يوم عن الثـــــاني حبه يكبر بقلبي
بنــــدر، بإيتســـــامه عـــــريضة : مبروك التخرج
البندري: الله يبارك فيك ... شفته يطلع علبه من جيبه ... وطلع منهـــــا سلسال .. لفظ الجلال منحوت بطريقة حلوة ( الله) .. قرب مني أكثر... هذي هدية التخرج .. أبيك تلبسينهـــا دوم .. ساعدته أنه يلبسني السلســـــال ..
شفت أسم الله المحفور من الألمــــــــــاس على جيدي .. أحلى هدية بصراحة تلقيتهـــــــا .. كفاية أنهـ عليها أسم الله
البندري: مشكـــــــــــــــــــــــــــــــــور يا بندر .. ليــــه تعبت نفسك .. كفاية عندي حضوركـ
بنـــــدر: أصــــلا مــــا لقيت من الهدايـــــا ما يليق بمقــــامك ... حتى الألمــــاس يــــا وردة من بريق الألمـــــاس .. أنتي إلا تحلينـــــه
أحمرت خدودي خجلا من كلامه العذب ، بندر كله على بعضة ذوق .. لو بجلس أجارية بكــــلامه راح تنتهي حفــــلة التخرج .. مسكت يدة : يله بنــــدر الحفلــــة راح تبتدي ..
بنــــدر : لحظـــــــــــــه شوي .. وشفته نــــزل شيلتي على صدري ... لأنهـــــا ارتفعت وهو يلبسني السلســـــال ..
ودخلنـــــا القــــــاعة ويدينــــــا بأيد بعض
جلس جنب أمي وأبوي بعـــــد مــــا سلم عليهم ... وأنـــــا رحت عند البنـــــات
أسيــــل بعصبيــــة : وينك يا ست هانم ، ساعة تكلمين بالتـــــلفون
أبتسمت على كلامهــــا ، ما تدري أنه مش بس تلفون هو بشحمه ولحمــــه جا : لا يـــــا عيوني .. بنـــــدر عمل لي مفــــاجأة وجا
أسيــــــل فتحت عينهـــــا على وسعهـــــا : صدق والله
وأنا أمثل لهــــا أني خجلانه : أيــــــــــــــه
سمعت تنهيدة أسيل : آآآآآآآآآآآآآه متى يجي روميو .. ويعمل لي مفاجأت
ما قدرت على أسيل ههههههههههههههههههههههههههههه
سلمى وهي تنغزني: شوفي البسمة ما فارقتك من دخلتي ... مش قبل يومين .. البوووووز مادته شبرين
:
:
شفت البنــــدري .. واقفة مع الخريجين .. بكل شموووووووخ وغروووور
البندري إلا ذبحتني من غير بندق وسكين ... ارفقي علي بزيـــــن وبـــــزين ..
مــــا قدرت أكسر بخــــاطرهــــا لحظة .. وتركت صاحبي يحـــل مكاني بالسيمينــــار .. بعد إقنــــاع طويل ..
إلتفت على يميني .. شفت الفخر بعيــــون عمي .. وقت إلا استلمت البنـــــدري شهــــادتهــــا من رئيس الجامعة وصورت مع القنصل السعودي وعميد كلـــية الطب .. طبعا الصور لا بد منهــــا عند العرب .. يحبو الذكريات ..
جـــــا الوقت إلا البندري .. تلقي كلمتهـــــا بمـــــا أنهــــا من الثلاث الأوائل .. حاولت أركز كــــل جوارحي وأنــــا أسمع لصوتهــــا الرنان
:
:
كنت مرتبكة من الداخل .. لكن حاولت ما أبين هذا الشي .. ودقات قلبي يمكن و صلت 200 من التوتر ..
الســـــــــــــلام عليكــــــــــم
حبيت أهنئ .. بهذا اليوم
سيدي وابوي .. أبو متعب .. الملك عبد الله بن عبـــد العزيز ..
حبيت أشكره على جهوده المعطاءة ودعمه لنــــا وإتـــاحة الفرصة لنــــا أن نثبت نفسنــــا كفتيات سعوديات نشرف الوطن .. أ شكره شكـــــــر من بنته الصغيــــرة .. إلا تعاهده أنهــــا راح تخلص لوطنهــــا الحبيب..
وكل الفضــــل بنجاحي وتفوقي .. للأم المعطـــاءة .. هي في القـــلب وعروقي ودمي .. هي الحضن إلا حضني ودفاني .. هي الكــــلام إلا تبعـــثر بفمي .. هي كـــل العطــــاء
وشكرا
حسيت وقتهـــــا أن الدموع تجمعت داخــــل عيني ... وما قدرت غير أني أنزل من المنصة ... وأروح وأحضـــــن أمي .. أمي إلا كلهــــا حنان وطيبة ... يـــــا ناس مين يعـــــــــــــدِ من جزاهــــا
الكل تأثر بحركتي هذي .. حتى البنات دمعت عينهم من قوة الموقف ... وبعدهـــــا سمعت تصفيق حـــــــــار من الكــــل
:
:
:
وبنهـــــاية الحفـــــل
كلنــــا تجمعنـــــا .. البنات في جهه والأولاد في جهه .. كنت واقفة جنب سلمى والبنات .. صرخنـــــــــــا كلنا على نجاحنــــا و6 سنوات الطب .. مع أنه لسه المشوار في بدايته .. رمينـــــا قبعـــــاتنا في الهوا .. وصرخنــــا أن كلنا تخرجنــــا خلاص
تفرقنـــــا لغرفة التبديل على شان نأخذ أغراضنــــــا ..
أسيـــــل مع سلمى بصوت واحــــــــــد : بصوت واحد كلنـــــــــــــــــــــا نقول بنت السعودية .. في الجـــــامعة بين البنـــــــــــــــــات ما مثلهــــــــــا ثنتين .. متفوقة في علمهـــــــــــا يكفيهـــــــــــــا شر العين
جيت أنـــــا وكملت معهم : بنت السعوديـــــة .. حلاهــــا غير حتى دلعهــــا والتغلي ذوووووق.. من حسنهــــا كـــل البنات تغيــــر ... مثل القمر دايم مكــــــــانه فوق
تجمعو كل البنات وقامو يصفقو معنـــــا
كملت اسيل عني: في كــــل ديرة مثلهــــا ما يصير .. ما كل مخلوق مثل مخلوق .. من شافهــــا قلبه ورآهـــــــا يطير .. تتبع هواهـــا بـــ الغلا والشوق
:
:
سلمـــــى
باليوم الثاني .. بعد ما انتهت الحفله ... تونسنـــــا بصراحة .. جمعة البنـــــات عوضتني عن كــــل شي .. والحمد الله أن خالي جـــــــا .. الله يخليه لي .. والله أنا من غيرة مـــا أسوى شي .. لكن مراح أقوله هذا الكلام تراه جنبي .. بعدين يكبـــــر راسة علي
كنت أتمشى بالمجمع مع يوسف .. أنتبهت لأسيـــــل طالعة من محــــل إكسسوارات .. تركت خالي .. ورحت لهـــــا
: هلا اسوووولــــــه العسولة
أسيل وهي تمثل الاشمئزاز: أنتي وراي وراي ... ووووووووين ما أروح
سلمى: أحبك ـ أيش اسوي بعمري
أسيل : حبتك برص ... أنا ما صدقت على الله أتخرج من الجــــامعة .. على شان أفتك من شيفتك .. تقومين تلاحقيني بكل مكان
سلمى: هههههههههههههههه، ومن الحب مــــا قتل
أسيــــل: ههههههههههه، إلا ما قلتي لي متى راجعة السعودية
سلمى : الليلة
أسيل: الله، بكير ليــــــــــــه
سلمى: لأنه بس خالي إلا جـــــا معي ... إلتفت وراي توقعته واقف وراي ، لكني مــــا شفته ... وتعرفين أمي بالبيت أشتقت لهــــا ولأختي
أسيل: أيــــــــــه من قدك راح تصيرين خــــــــاله
سلمى ، وهي متحمسة : والله اني متحمسه لولادتهـــــا أكثر منهــــا ، لدرجة شوفي الأكياس إلا بيدي شريتهــــا للبيبي سوا كان ولد ولا بنت ... كل شي أشوفه قدامي أشتريه
أسيل: هي بأي شهر اللحين
سلمى: لسه بأشهرهـــا الأولى
أسيــــل : ان شاء الله تولد بالسلامة .. وهي تبوسهـــا تودعهـــا .. سلميلي على الوالدة وأختك
سلمى : أن شاء الله يوصل ، إلا وين أمك ما أشوفهــــا معك ،
أسيل : راحت تودي أخواني الصغار الألعــــاب
:
:
تركت أسيل بعدهــــا .. جلست أدور خالي .. لقيته جالس على أحد الكراسي .. رحت له : وينك صار لي ساعة أدورك
يوسف: أنتو يا الحريم .. من تسولفو تنسو أعماركم
سلمى: كنت أكلم صاحبتي أسيل
يوسف : أسيل إلا معك بالجـــــامعة
غمزت له : أيوة ... أيش رايك بالبنت
يوسف: بطلي حركاتك ، أصلا ما ناظرت فيها
: يعني تبي تفهمني أنكـ مــــا أنتبهت للبنت
يوسف ، حب يضيع الســـــالفة : أقول قومي خلنا نروح الفندق نجهز أغراضنــــا ورانا سفر
سلمى: خـــــــــالي لسه ما شريت لي شي
يوسف، وهو يناظر بالأكيــــاس إلا بيدي : كل هذا وما شريتي شي ... أقول صدق ما تنعطين وجهه
مشى وسفهني .. أفرجيك يا خالي .. أنا وراك وراك .. مــــــــــا أكون سلمى أن ما زوجتك
:
:
:
جـــــــــالسين بمطعـــــم بفندق القصــــر بمدينه الجميــــرا ، خلصنــــا أكل وضلينــــا نسولف أنا وأمي وأبوي وبنـــــدر .. بعدهــــا أمي وأبوي تركونـــــا وراحو يتمشون .. أنا فهمت تلميحات أمي تبي تتركنـــــا بروحنــــا .. والله محد مخربني غير أمي .. طول الوقت تدافع عن ولـــــد أختهـــــا .. وأنا محد يدافع عني غير أبوي الغالي ..
سولفنـــــا أنا وبندر بمواضيع كثيــــــرة ، انتو ماله داعي تعرفونهـــــا .. مواضيع خاصة *_^
بس الشي الحــــلو أنه فاجاني وقال لي الويك أند الجــــاي هو عازمنــــــا بشالية .. بمناسبة تخرجي ... وبنفس الوقت ناوين نسوي حفله لســـــراج
بعد العشــــــاء رحنــــا وجلسنا بالكوفي شوب المطل على النــــافورة الموسيقيــــة بمول الإمــــارات .. بعد ما أكلنـــــا الكيك مع القهوة .. طلب بندر مني أن نطلع للحديقة .. ونسمع الموسيقى .. جلسنــــا على المقـــاعد الخشبية .. كان الجو جونان والأحلى أن بنـــــدر جالس جنبي ، ماسكين بـــ يد بعض .. وننــــــــاظر بالماي إلا يتحرك على انغام الموسيقى .. والبخـــــــار المتطاير من كل مكان ... بصراحة الجلسة مرررررررررة رايقة و رومانسيــــــــــــــــــــــــــــة
:
:
:
:
وصلنـــــــــــا مطارالملك فهد ... مدري ليــــــه طرت على بـــــالي فكرة مجنونه .. حبيت أجنن بندر ، مثل ما عذبني الأيام إلا فاتت وأنــــا مكتئبـــة على أنه مراح يجي حفله التخرج
خلصنــــا الإجراءات.. وأخذينـــــا الشنط
عبد الله هو إلا جـــــا على شان يوصلنـــــا
عبد الله : حمـــــد الله على السلامة ... يا دكتورتنــــــــا
البندري: الله يسلمك
عبد الله : خلاص يعني أنتي دكتورة العائلة الرسمية من الآن ... عاد لا تفشلينــــــــا
البندري: ههههههههههههههه ، أنت مــــــا تبطل من حركتك ... لسة بقا أتخصص ... وبإذن الله أصيــــر استشارية
عبد الله وهو يكلم بندر: قلت لك ، وش الله حادك تتزوج دكتورة ، والله أنك كــــــــــاسر خاطري
بندر، حب يجاري عبد الله بكلامة : والله شفت اختك طايحة بكبدكم ، قلت أتزوجهـــــــا
أنـــــــــا طبعا ما فاتني الكلام هذا ، طيـــــــــــــب يا بندر ، أنا أفرجيك ، حتى لو ها الكلام قلته عن مزح ، لكن والله مراح أعديهــــا لك .. مشيت مع أمي .. سمعت بندر ينــــاديني لكني طنشتة .... حسيت فيـــــه قرب مني
بنـــــدر: البندري
إلتفت نصف إلتفـــــاته : هـــــلا
بندر: وين رايحة ... مراح تجين معي
نــــاظرته بطرف عيني : راح أروح مع أهلـــــي ... يله باي
حسيت بحركتي هذي ، وكأن بندر وده يكفخني ... يسطرني ... هههههههههههه .. لكنه يستاهل .. حاولت أكون جديـــــة بكلامي ... ومـــــا أبتسم .. ودي اللتفت وراي وأشوف شكله ... أكيــــــد شكله يموت ضحك
ركبنـــــا السيارة .. كان عبد الله هو إلا يسوق .. وأبوي قدام ... وأنا وأمي ورا ... أبوي كان يسولف مع عبد الله عن أحوال السوق .... لا يروح بالكم بعيد يا البنات .. هم يقصدون السوق المــــالية .. وأمي كانت تشاركهم .. لكني كنت سرحانه .. أحس أني ندمــــانه على الحركة إلا سويتهــــــا ببندر ، ما أشوفة جنبنـــــا بالطريق .. أكيد تلاقينه شــــــــــــاخط وسايق 160 ..
جاني مسج .. فتحتهـــــا لقيتهــــــا من غلا روحي
( لـــــــو قلت لكــ زعلان جب لي هــــــدية ... لو قلت لكـ مــــا أبيكـ قول لي أحبكـ .. لا تـــــزعلً أن كدرت جوك شويــــــــا .. قلبي طــــفل ويحب يلعب بقلبكـ )
ابتسمت على كلمـــــات المسج إلا جاني MMS
مـــــا حبيت أرســــــــل له مسج .. قلبي طفل ويحب يلعب بقلبكـ ... خله ليــــــن بــــاكر .. ويصير خير
:
:
وصلنـــــا البيت على الســــــاعة 10 بليل ... البيت كان هـــــادئ .. توقعت أن البنـــــات نامو ... فطلعت غرفتي .. والله إني اشتقت لهـــــا .. فتحت النــــور .. شفت على سرير علبــــــة كبيرة.. قربت منهـــــا كانت عبارة عن علبه مخمليـــــة سودا مكتوب عليهـــــا ألف مبروك النجاح ... يـــــا دكتورة
وداخلهـــــا شوكلاتة .. مخلفة كلهـــــا بقبعة التخرج .. مرة الحركة عجبتني ..
" مبـــــــــــــــــــــــــروك يـــــــــــا دكتورتنـــــــــــــــــا "
إلتفت وراي شفت ريوم : يا الدبة خرعتيني
ريــــــــــــــــــوم نطت وجات حضنتني: وحشــــــــــتيني يا الدوبه
البندري: عن الغلـــــط ... الدكتورة البندري
ريــــــــــوم : مــــــــا أقدر أنــــــــا ، عاد لا تغترين علينـــــــــــــــا
البندري: ههههههههههههههههههههه
ريوم بحمـــــاس: يـــــا الله غيري ملابسك .. وبعدين تعالي غرفتي نحتفل
البندري: على ها الليل
ريوم : أيــــــــش فيك أنقلبتي دجــــــاجة تو الليل بأوله ... يا الله بسرعة
تركتني مـــــــــا عطتني مجـــــــــال أعترض ... فغيرت ملابسي .. لبست لي بجامه مريحـــــة .. ورحت لهـــــا غرفتهـــــــا .. لقيتهــــــا مشغله لابتوبهــــــا على أغنيـــــة
لحسيــــــن الجسمي .. ومنـــــطربة معهـــــــا
دانه على م دانه
تراني اليـــــــــــــوم بسافر
ريضنين اليوم باسير
تراني اليـــــوم بسافر
أووووووووووه ريوم داخله جو ... وشاركتهـــــا بالرقص
" أنجنيوووووووووووووووووووووووو "
البندري وحاطه يدهــــا على قلبهـــا: خوفتني عبيد ، على بالي أبوي
ريوم: تراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااني اليـــــــــــــــــوم بسافر ... يعيشوووووووووووووووووووووون على قلبي
عبد الله : الحمد الله والشكر .. الله ما عطاني خوات حشى طقاقات
بعدهــــــا بلحظات أستوعب ... ليـــــــــــــــه ريوم حاطة هذي الاغنية بالذات وضحك على حركتهــــا
والبندري ضايعـــــــة بينهم ... أيش فيكم أنتو أنهبلتو ليـــــــــــــــه تضحكو
ريـــــــــــوم : مـــــــــــادريتي أنه حنـــــــــــــــا راح نسافر السنه
البندري، فتحت عيونهـــــا على وسعهــــــا : من جدك تتكلمين
ريوم: أيـــــــــه نمزح معك
البندري: طيب وين راح نروح
عبد الله: راح نروح النمســـــــــــــــــــــــــــــــا وفرنســـــــــــــــــــــا
البندري: صدق ولله ولا تمزحون معي
عبد الله: وما عرفتي المفاجأة الأحلى ..... بيت عمي راح يروحون معنـــــــا
.
مدري ليه لحظتهــــا تكدرت ... أنا عارفة أن بندر مراح يقدر يسافر معنـــــا .. إذا حفله تخرجي بالموت حظرهـــــا .. وكيف أســــــــــافر وأتركة بروحة ... مهو طول السنــــــة هو بالسعوديـــــــــة وأنا بالامارات أدرس ... وما أقدر أجلس وهلي كلهم يسافرون
عبدالله: البندري ... ويـــــــــــــــــن سرحتي
ريـــــــــوم ما اعطتهــــا مجال : طبعا بحبيب القلب
البندري، ما علقت على كلام ريوم .. لأن تفكيرها وصل لبندر: طيب وبنـــــــدر
عبد الله فهمهـــــا : حتى بندر قدم على إجــــــــــــــــازة من اللحين وراح يسافر معنـــــــا
البندري، ما صدقته : أحلـــــــــــــــــــــف
عبد الله: ليــــــــــه أحلف يعني أكذب عليك أنا
:
:
تركتهم .. ورحت لغرفتي .. ونمت على وســــــــــادتي .. إلا جمعت فرحي وسعادتي .. حلمت ببندر .. وكيف راح تكون سفرتنــــــا مع بعض ... ذكرتني لمــــا كنا صغـــــار ونســـــافر مع بعض .. كنا دوم نحب نطلع مع بعض .. على قولته أنه هو الكبير .. وهو المحرم حقنــــا ويدافع عنــــــا ..
كانت ذكريات أحلى ذكريــــــــــــــــات .. لكن ها المرة حنـــــا كبرنـــــا .. وكبرت معنـــــا أحلى قصة حــــب
غمضت عينهـــــا البندري.. وغرقت بأحلامهـــــا الوردية الغير منتهيــــــــــــــة
أنــــــــــا كل يوم أدعي ربي .. أن الله يتمم سعـــــادتهــــا .. وما يكدر صفو حياتها شي
لأنهـــــا بالفعل إنســـــــــــــانة تستحق السعادة
:
:
لمـــــا وصلنــــا البيت البــــارح مع خالي ...
أختلطت دموعي بدمــــــوع الغــــالية أمي ..
وحضنتني الغــــــالية أمي
يــــا مــــا بكيت بحضنهــــا و حضنتني
لكن ها لمرة غيــــــــر
بنتهــــــا الصغيــــرة كبرت وصــــارت دكتورة
تفتخــــر فيهــــا قدام الخلايق
أحلى أسم يمي ... كلك حنان وطيبة ... يا ناس قولو لي مين يعــــد جزاها
:
:
أحـــــس هذا الصبــــاح راح يكون غير .. مميـــــــز .. راح تجي أكيــــــد أختي بثينة وراح نحتفل كلنــــــــــــــا
غيرت ملابسي .. ولبست لي قميـــــص حرير طويل يوصل لين نصف الفخد مع برمودا ... ونفشت شعري الخفيف .. البندري حلفت إلاتـــــــــــاخذني لصالون وتقص شعري ... دايم تقول لي شعرك طويل وخفيف ومافيه قصة ... يبيلك قصة تعطي شعرك كثافة.. أنـــــا طبعي مــــا أحب أغامر .. لكن بصراحة عجبتني القصة .. أحس شكلي تغير
:
:
وأنـــــــــا على الدرج سمعت أمي تبكي .. فأسرعت من خطواتي .. شفتهــــا جالسة وتمسح دموعهــــا بالشال إلا تلبسة دايم .. هذي أبــــــــــد مش دموع فرح ... هذي دموع حــــــــــــزن ... أخاف ماجد صار فيه شي !!!!!
:
:
بعــــــــد ما خلصنـــــا غذاء .. طلعت غرفتي .. عندي أحساس أن بندر راح يجينـــــــــا اليوم .. لأنه طول اليوم ما كلمني .. وأكيد اللحين قريب يطلع من دوامة
رحت أخذت لي دش بمـــــــاء بـــــــــارد ... على شان ينعشني .. ويمكن جلست أكثر من ساعة وأنــــــــــا اسبح .. تقولون كأنه أسبوع ما سبحت ... أنتشرت رائحة اليــــــاسمين بكل مكان بالحمام لدرجة شميتهــــا بغرفتي ... أعشق رائحة الياسمين .. الصابون .. الكريم
فتحت دولاب ملابسي ... أحترت أيش ألبـــــــــــــس .. طلعت لي تنورة قماشهــــا كأنه جلد الثعبــــــــان بتموج البني مع توب بيج .. إلا تكون الزراير واصله لرقبه .. احس يعطيني أنــــــــــــــــاقه
على مــــــــــا أنهيت مكياجي الخفيف .. ما حبيت أثقل بالمكياج .. ماسكرا وغلوس باللون الخوخي .. وبلاشر خفيف مرة
سمعت نغمــــة المسج ... نزعت أحرام الصلاة .. كان الوقت على المغــــرب ... رحت اشوف المسج لقيتهـــــا من بندر
( راح تستقبليني ... ولا بعـــــدك زعلانه مني )
رديت عليه ( راح استقبلك )
رحت لمرايتي وتعطرت وقبــــــل لا أنسى لبست السلســـــــــال إلا أهداني أياه بتخرجي
نزلت تحت ولقيته موجود بالصـــــــــــــالة بروحه ... ما فكرت لحضتها وين أهلي ممكن يكونون موجودين
" الســـــــــــــلام عليـــــــــكم "
تعمدت يكون ســــلامي بــــارد وجاف ... خالي من الشوق والولــــــه ... مع أن داخلي احـــــــترق من الشـــــــــــوق

بنــــــدر: وعليكم الســــــلام
كنت راح أجلس بعيد عنه ... لكنه مــــا أعطاني فرصة ومسكني من يـــــدي
: المشـــــــكله يـــــوم تحب وتــــــدلع
يا مشعل القلب تكفي خفّـف شويّـه... القلب من كثر صدّك ويلـي لْحالـه
دامه يحبّـك ولا لـه غيـرك بْغيّـه... وش له تحطّـه بدنيـا الهـمّ وتْنالـه
انته حبيبـي لقلبـي نـوره وْضيّـه... تحلا بعيني وقلبي صِرْت تحـلا لـه
وانته ربيع الخفوق وْشمسـه وْفَيّـه... وان حبّ غيرك خفوقي باقطع وْصاله
ما اريد بك حَدٍّ وْلو هو كان حوريّـه... إنته مهَدّي الغـرام وانـت زلزالـه
للموت انا لك حبيبي صـورةٍ حيّـه... ميّت بحبك وحبّك صِرْت انا اسعى له
يا بو عيـونٍ مثِـل عيـن الدمانيّـه... حورا هَدَبْهـا مظـلّ ودعْـج قتّالـه
كاسِنّك الحِسْـن واوصافـك خياليّـه ...ومن راد يوصف جمالك أيتهيّـا لـه
يـــــــــــــــــــــا ويــــــــــــل حالي
ارفق علي
بزيــــــــــن
وبــــــــزين
وبـــــــزين
غـــــلا بندر متربع فوق الشرايين ... القلب فيـــــــه يمووووووووووت .. مقدر أزعلـــــه ... لكن مشكله إلا يحـــــب ويدلع
قال لي خلنــــــــا نروح نتعشى بمطعــــــــم ..
أنا طرت لغرفتي وأخذت عباتي وشنطتي ... وطلعت من غرفتي ... لكني تذكرت شي ورجعت وأخــــذته ...
نزلت تحت مـــــا لقيت بندر أكيد .. ينتظرني بالسيـــــارة
وقفت عنـــــد المرايـــــا إلا عند المدخـــــل ... ارتب شيلتي .. يذبحني بنــــدر إذا طلعت من البيت وشيلتي مش مرتبـــــــه
" عـــــــلى وين على الله " واقفة وحاطــــة يدهـــــا على خصرهــــــــا ..
نـــــاظرت فيهـــــا : بطلع مع بندر
قربت مني حور .. وبعيونهــــا دموع ... يا الله ها البنت أكبر ممثلة : وأنتو كــــــله تطلعو ... ولا تــــأخذوني معكم ... وحطت يدينهـــــا على عيونها تمسح دموعهــــا ... وأنا كله جالسة بالبيت بروحي
بصراحة كسرت خاطري.. لكن أيش أقول لبندر ... هو ينتظرني برا
" طيب حوري .. روحي جيبي صندلك "
حـــــور وهي رافعة فساتنهــــا الوردي الطويل : شوفي أنا لابسة صندل
البندري: يعني أنتي جاهزة ومخلصة ... وما اعطتني فرصــــة أكـــمل كلامي إلا وهي طايرة لبرا البيت
ركبت السيــــــارة .. وأنا فيني ضحكة من شكل بندر إلا وده يذبحني ..
أول مــــا ركبت همس بإذني: أشوفك جايبة معك عــــــذال
البندري: كسرت خاطري.. جالسة بالبيت بروحهـــــا
حور نطت بالنص بينهم : انتــــــــــــــــــو أيش عندكم تتساســــــــــــــــرو
بندر: ايش رايك حــــــــــــــــــــــــور أوديك عند سراج
كشرت حور، بصــــراحة خفت من حور طويلة اللســـــان ، تغط كلمه هنا ولا هناك ، وأنــــــــــا أعرف بندر حساس من ناحية موضوع سراج
لكن ما توقعت ردهــــا يكون ذكي بها الطريقــــة : لا سراج ينام من بدري ... وأنــــا ما فيني نوم ... وأنــــا أبي أروح اتعشى معكم ...
سمعت تنهيدة بنـــــــــــدر ، لكن مدري أيش يدور براســــــه .... شفته يدور بالحي ... ويلفلف بالشـــــوارع
: بنـــــدر على وين رايح
همس لي : ألتفتي ورا ... شوفيهــــــــا نــــامت
إالتفت ورا شفت حور ... نامت على طول السيت الوراني ... يا بعد قلبي هي وين وطلعات الليل وين .. هي من تركب السيـــــارة تدوخ ... ورجعنــــا البيت .. وبدخلتنــــا شفنــــا عبد الله توه داخل البيت ... جــــا وسلم علينــــــا وأخذ حور.. طـبعــــا ما خلصنا من تعليقاته ... وأن حور موجودة معنــــــــــــا
:
:
بعد مــــــــا طلعنـــــــا من مدخل البيت .. ضحكت على شكل بندر والإبتسامة العريضة مرسومه على شفــــايفة : لهـــــا الدرجــــة كانت حور غاثتك
إلتفت لي : تمنيت هــــــا الليلة نكـــــــــون بروحنـــــــــا ، يعني حرام
البندري، تبي تغيضـــــه : خلاص كـــــل مرة إذا طلعنـــــــــا راح أجيب معي مرافق
حط يدة ورا رقبتي : أذبحـــــــــــــــــــــــــك
:
:
:
وصلنـــــــا المطعـــــم ، دوم بالأيـــــــــــام المميزة بندر يعزمني فيــــــه ، جوه رومنسي حيــــــــــل .. جلسنــــا بالطاولة إلا حاجزهـــــا بندر لنـــــــا ..
ضلينــــــــــــــــا فترة صامتين ..
نور الشمــــــــعة الخافت يتراقص أمام عينــــــــــا إلا تعـــانقت ..
ســـــــاد السكون وقالت العين للعين ألف معنى ومعنى ..
في صمت الهـــــــــــــوى يـــــا محلا كلام النواظر
بعين بندر يصــــــــــارع الشــــــوق ... بعيونهـــــــــا يبحر ويســـــافر .. هي مينــــا فرحه وهمه
البنــــدري .. حبت تعبر عن حبهــــــــا وشوقهــــــا بطريقة ثانية .. من غير منــــــاسبة .. حبت بندر دوم يذكرهــــا حتى بالدوام .. حتى بوقت انغماسه بشغله ..حبت تهديــــــــة قلم ..
بــــــه يعبر عن حبهــــــــا و أشعـــــــارة
قدمت له قلم أسود .. من مونت بلانك مع كبك
قضو أحلى ليلــــــــه .. ممكن يتســــــــامرون فيهــــــــا العشــــــــاق
بنــــــدر والبندري
قلبيــــــــــــــن
رمـــــز للهوى العـــــــــــــذري
::::::::::::::::::::::::::::::
( الجـــــزء الثــــامن )
ضــــــــامه وســــادتهــــا إلا جمعت حزنهــــا وفرحهـــــا إلى صدرهـــــا ...
اليـــــــــوم خبرتهـــــا أمهـــــا أن إلا ما يتسمى راح يرجع من بريطــــانيا قريب ..
حست بضيـــــقة وهي ..
تذّكر ذاك اليـــــــوم وكأنه صـــــار لهــــا أمس ....
آآآآآآه يا الزمن ... غـــدرت فيني أسوء غـــــدر .. ومن ميــــن ... من أهلي أعز نـــــــــــاسي
بالـــــرغم أني كنت أضــــايق إذا تركت البيت ، ورحت الإمــــارات ، بقدر مــــا أحس بالراحة في بعدي عن نظرات أبوي إلا دوم تحسسني أني مش قــــد المسؤلية .. حـــــاولت أكرة أبوي لكني مــــا قدرت ، أي أب مكانه كـــــان عمل نفس الشي ويمكن أكــــثر .. لكني مــــا ألومه ... ألوم الحقير ولــــد عمي .. عمري مــــا كرهت إنســـــان كثر مــــا كرهته ، ما عرفت الحقد والكرة إلا لمـــــــا عرفته ،
الحقير أستغـــــل ضعفي وحاجتي لدراستي زين .. وعرف كيـــــف يصطاد بالمــــــاء العكر
وكيف أنسى هذاك اليــــــوم، مهمـــــا حاولت أمحييــــــــه من ذاكرتي ، تبقى أشلاءه .. مهمــــا حاولت أنساه أو حتى أتنـــــــاساه مـــــــا أقدر تجي أشيــــــــاء تذكرني فيــــه ... إذا فعلا أتمنى أن الزمن يرجع بي إلا الوراء ... فأتمنى أني أمحي هذي السنـــــه من حياتي ..
يوم إلا قابلت هداك الولــــــد المشـــــــــــئوم ، مع أنه مــــاله ذنب بشي .. لكن مدري ليــــه أحيان أحس أنه له يد باللي صـــــار لي .. وليه ما يكون هذا تدبير منه .. كل شي بهــــا الزمن يصير
يوم إلا طلب مني أوراق لأنه مــــا حضر المحاضرة .. أنــــا نفسي أستغرب انه يجي يطلب مني .. ليه ما يروح للأولاد ... أو أي بنت ثــــانيه .. لكني كنت طيبه وعلى نياتي .. وأحسن الظن بالنــــــاس دايم .. عمري مــــا فكرت بتفكير قذر ، أنا كنت دايم أعطيه من محاضراتي ، وإذا احتجت شي طلبت منه .. كنت أبتسم له إبتسامه الأخوه .. مـــــا كنت عارفة أن بهذا الزمن الإبتسامه تفسر على ألف معنى وينحسب لها ألف حســــاب .. مع أن الإبتسامه في وجه المؤمن صــــدقه ...
هذاكـ اليــــــــــــــــــــــوم
إلا أعترف لي عن حبه ... أنـــــــا من صدمتي مـــا عرفت حتى أتكلم .. كان كل خوفي أن أحــــد يمر ويشوفنــــا واقفين مع بعض ويفسر وقفتنـــــا بألف معنى ... لأن الوقت كان تقريبـــــا نهاية الدوام
حاولت أبين له أني أعتــــبره مثل أخوي .. لكن من خوفي ورعشتي .. كلامي وقتهـــــا كان متقطع ..
والإ أستغربته بعده بيـــــوم بالضبط ... أبوي كلمني وطلب مني أرجع السعودية ... أنـــــا ساعتهــــا خفت أن أمي صـــــار لهـــــا شي ..
أذكــــر يومهــــا حجزت لي على اول طيارة ...
وأول مــــا وصلت البيت .. أبوي أخذني على غرفتي .. وأستلمني تهزئ ... تخيلو أن أبوي ضربني .. إلا طول عمره مــــا مد يده علي ... هذاك اليوم مد يده على شنو أنــــــــــا ماني فاهمه
وبالأخيـــــــــــر أكتشف .. أن ولد عمي المحترم .. مدري كيف وصله الخبر عن هذاك الولد ... وخبر أبوي عن السالفه مع شويه بهارات .. أن بينـــــــــا قصة حب .. وأني خنت ثقه أبوي فيني .. وأن المفروض مكاني البيت مش الدراسة ...
وطبعــــا أبوي من خوفه علي وحرصه .. لأنه أنــــا بنته عرضة ... أخذني وجلسني بالبيت .. حرمني من دراستي ..
ما تتخيلون أسؤا أيـــــــــــــــــــــــام عشتها بحياتي .. كان أهون علي أن أبوي يضربني .. ولا يحرمني مــــــن حلمي .. حلمي إلا ظليت 12 سنه وأنــــا أدرس على شان أدخل كليه الطب .. كنت راح أموت لو ما قبـــلوني بالكلية ...
كنت بريئة ، وطيبه .. حلمي ألبس الوايت كوت .. وأحط السمـــــاعة حول رقبتي ... وأدور بـــ المستشفى .. والكل يحترمني ويسلم علي
أحاول أساعد المرضى ولو بجزء بسيط بتخفيف الألم الجسدي عنهــــــم .. كفاية كلمه طيبه من عليـــــل .. الله يحفظك ، ولا الله يطول بعمرك ... يحس الواحد وقتهـــــا أيش يبي من الدنيـــــــا غير راحة البــــــــــال وصحـــة البدن
لكن كل هذا تحطم بظرف يـــــــــــــــــوم .. حاولت اقنع أبوي أن الكلام إلا وصله عني غير صحيح .. لكنه ما صدقني ... أمي هم حاولت معاي ... لكن لا من مجيب .. أبوي كـــــان عنيد وراسه يـــــابس ... وأبوي من النوع إلا يهتم لكلام النــــــاس ودوم يقول الضربه إلا مـــــا تصيب تدوش
يمكن الحسنــــه الوحيدة إلا أعترف فيهــــا على ولد عمي المحترم .. وانه بالفعل أنقذني .. ويمكن يرجع الفضـــل له بتكميل دراستي ... لكني مع هذا أكره .. كرة ، لو جمعت حقد العالم كله مــــا يوفيني ... لاني أنهنت ، أنذلت ، أنضربت
عشان شنو ، !!!!!!!!!!!!
ولد عمي المحترم هو السبب .. ..إلا فهمته أنه هو إلا وصل الحكي لأبوي .. أيش الظلم .. كلام رجل يتصدق ، وبنتهم إلا من لحمهم ودمهم .. مــــــــا يصدقونها ... آآآآآآآآآآآآآآآآآه أعتب على زماني إلا رمـــاني لـــ ولد عمي
على قوله أمي حتى لو صدقك أبوك .. مراح يسمح لك تكملين دراستك .. لأنه مــــا في دخان من غير نار .. وبناته عنده مثل الألمــــــــــاس يبي يخبيهم ويحافظ عليهم .. يخاف عليهم حتى من نسمه الهوى .. ما يبي يسمح لهم حتى بالخطى .. وكأننــــــــــا ملائكة معصومين من الخطى
مـستحيل أنسى هذيك الليله .. بداية الشهــــر ، إلا هلت فيه الدمع وكأنه شلال .. كنت أحس وكأني شــــــــــــــاه يقودونهـــــا لذبح .. أيش ينفع الذبح بعد السلخ
هــــل الدمع مع أول هلال لبداية الشهـــــر ..
كنت أحس وكأن سيوف تطعن فيني ..
غــــــــــدر ..
جـــــرح ...
أي جروح .. كل مــــا أعد الجروح زادت عليــــــــا
لكني وقتهـــــا وافقت على المخطط الدنيئ إلا كان ولد عمي يفكر فيـــــه ، أنه جــــا وخطبني ...
وبما أني صرت محجوزه له ... محد راح يقدر يتكلم علي ، أو حتى يطلع علي كلام ، وبكذا رضو أهلي أروح الإمـــــارات أكمل دراستي .. بـــــعد ما وافقت على ولد عمي ، السيد المحترم ، المثقف ، المتعلم ، خريج بريطانيــــــــــــا
وقتها من كثر الهموم إلا كانت فوق ظهري وكأنهـــــا جبال .. أحس اني فقدت الإحساس بالحيـــــــــاة ... سنتهــــا رسبت .. حتى كل الدكاترة أستغربو مني ..
أسيـــــــــــــــل .. الطالبه المجتهدة ..
تــــــــــرسب ..
والله قوية ..
لكن التعب النفسي هدني .. صدمتي بأهلي كـــــــــانت قوية ..
أحترت في دنيـــــا رضت لي بهـــــواني ..
وأنـــــا لو ضاقت علي مـــــا أبين ..
لكني وافقت عليه بس لمجرد أني أكمل دراستي ..
والله الملكة مستحيل تتم لو على جثتي ..
ليــــومي هذا وأنا أجل في موعد الملكة ...
مرت أربع سنوات ..
يمكن الحسنه الوحيدة برسوبي .. هي أني تعرفت على سلمى والبندري
معهم حسيت بـــمعنى الصداقة ولأخوة
نسوني همي ... وعلموني معنى الفرح
معهم أحس اني رجعت
أسيـــــل
المرحه
إلا ما تعرف للحزن طريق ...
ادري أنكم اللحين مستغربين كيـــــــف عشت معهم أربع سنوات .. وما علمتهم بسالفتي
أولاً .. لأني مش مقتنعة بها الخطبه .. لان عمري مـــــا حسيت للحظه أنه ممكن يكون زوجي ... وأحسن شي أنه يدرس ببريطانيــــــا ولسه ما رجع .. وهذا احسن لي
وإللي يحـــــــــــــــــز بالخاطر ... لا جاك الجرح من أهلك
أيش أشكي لهم ..
أيش أقول ..
أقول لهم أهلي بـــــاعوني
ولمن لولد عمي
.. عــــزة نفسي منعتني ..
مـــــــــــا أظن أنه في كلام ينقال بعد إلا قلته
كل (ن) على همـــــه من الوقت يشكي
*
*
*
*
" نـــــاظر بندر الحمامتين إلا جابها لي عبد الله ... كيف معــــانقين بعض .. والحب ينطق من عينهم "
كــــانت واقفه جنب بنـــــدر تحت ليله قمره وسمـــــا صافيـــــه ... قدام عش الحمـــــام إلا بانيه أبوهـــــا لعبد الله من صغره وهو يهوى تربية الحمـــــــــام ..
نــــاظر بندر الحمامتين ... البيضـــــا وذيلهــــا نافش وراهــــــا وفيــــه ألوان خفيفه : حلوين مــــــــــره ... وهو يناظرهـــــا بحب .. لكن مو أحلى منكـ
البندري ، استحت من كلمته لكنهــــــا حبت تغير الموضوع : عبد الله قال لي أنه راح يطيرهم بالصــــــــــــــاله وقت زفتي
بنــــدر: أخاف الناس تصرخ منهم
البندري مدت بوزها مثل الأطفال: شنـــــــــو يخوفون ،وهي تمد يدهـــــــا ، ناظرهم كيف هم هادئين ، وهديلهم ناعم ... والذكر ضام الأنثى بكل حب
بندر، تأثر من نبره صوتهــــــا الناعمه والهادئة وكأنهــــــا هديل الحمـــــام ... وجا من وراهــــــا وضمهــــــا ... وقرب من أذنهـــــا وهمس .. أعشقكـ كلكـ من ليل شعركـ ، لشمسكــ و آآآآآآآخر أقصــــاهـــــا
كـــــل الحمــــــــام أستراح ونــــــام في ظلكـ
والورد سقته الروح من مـــــــــاها
البندري بخجل وهي تنـــــاظر الأرض : بنــــــــــــــــــــــــدر وبعدين معاكـــ
بندر رفع يده لسما وبطريقة مأساؤية : يـــــــــــــارب متى تحـــــــن علي
البندري تنــــاظره بطرف عينهـــــا : يعني اللحين أنـــــــــــــا مش حنونه ... عجــــل مدري منو القـــــاسي
بندر، بنظره فيهــــا خبث : تبين أعلمك الفرق بين الحنيه والقسوة
البندري حست بنظرته لهـــــا وقبل لا يقرب منهــــــا ... طارت للبيت
صارت تركض بوسط الحديقة بليل .. كانت عبايتها تطير وراهـــــا مع شعرهــــا المتنــــاثر على كتوفهــــا وكانهــــا فراشة بوسط ها الظــــلام
وصوت كعبهـــــا يتردد صداه بكل مكان .. وما ينسمع بصوت الظلام غيــــــر ضحكتهـــــا ... وكأنها رجعت طفله ، وبندر يركــــض وراهـــــا وكأنه يبي يصيدهـــــا
وصلت لمدخل البيت الداخلي وهي تلهث ... طلت بس بنص جسمهـــــــا من الباب .. شافت بندر متسند على السيارة وشكله يأس منهــــــا ... ابتسمت على شكله
" تصبح على خيــــــر حبيبي "
طول بندر وهو ينــــاظرهــــا ... وبعدها ابتسم : تلاقين الخيـــــــر ... وطير لهـــــا بووووسة بالهوى دخلت داخل البيت .. تحس حـــــالها فراشة تبي تطــــير وتطـــــير ...
وصلت لغرفتهــــــا ... وانسدحت على سريرهـــــــا بالعرض .. وغمضت عينهــــا بكل حالمية وهي تتذكر ليلتهــــــا مع بندر ... عينه إلا تغرق في بحرهـــــا وحبهــــا .. تحس الفرح غازي كــــل مساحات قلبهـــــا
يــــا آخــــر أمـــل في حيــــاتي وأول منـــــــاهــــا
أحبـــــــك
أحبــــك
أحبك
روحن قسمهــــا على شخصين مولاهــــا
الله لا يحرمني منك يا قلبي ..
لكن قطع عليهـــــا حالميتها ... نغمه الجوال .. توقعته بندر .. لكنهـــــا ناظرت الشاشة .. وشافت المتصل سلمى .. استغربت .. سلمى تتصل بها الوقت ...
" أهليــــــــــــــــــــن سلوووووووووووم ، كيفيك ؟؟؟"
كان صوت سلمى خافت، وكأنهـــــا باكيه كثير : الحمد الله بخير ، انتي شلونك ..سوري إذا أزعجتك
أستغربت من طريقة كلامهـــــا الجدية ، وكأنهــــا مضايقة من شي : سلمى أيش فيك عادي حبيبتي تزعجيني بأي وقت
سلمى: عادي البندري ... إذا مشغوله أدق عليك وقت ثاني
بصراحة بطت كبدي : سلوووووووووووم ، قلت لك مو مشغوله ... أيش فيك أنتي
سلمى : مضااااااااااااااااااااااااااايقة كلش ... يا ربي ليه محروم علي أفرح .. مكتوب علي الدموع طول العمـــــــر
حسيت كلامهـــــا وكأنه طلاسم : خير سلمى ، أيش صاير ، خوفتيني !!!!
سلمى بضيق: أختي بُثينــــــه أجهضت
أنا من صدمتي فتحت عيوني على وسعهــــــا، أخر شي كنت أفكر فيه ، على قلبي يا سلمى .. أذكر فرحتهـــــا لما عرفت أن أختهـــــا حامل : كيف أجهضت!! .. أدري أن سؤالي غبي .. لكن طلع مني من غير شعـــــــــور
سلمى : اليوم نزلت وشفت أمي تبكي .. وخبرتني أن زوج بثينه أخذهــــا للمستشفى .. بعد مـــــا حست بنزيف .. كذا فجأه جا لها من غير ألــــــــــــم
هذي عين وما صلت على النبي
البندري: أذكري الله يا سلمى ، وما خبري فيك ضعيفة ، هذا مقـــــدر ومكتوب ،
وأنتي أنســـــــانه متعلمه ودكتورة ... لا تصيرين مثل الناس ضعفاء النفوس كل شي بحياتهم يرمونه على الحسد والعين ... أكيد فيــــــه سبب إلا خلاهـــــا تجهض .. يمكن البيبي كان مشوه أو في خلل إلا خلا الجسم يرفضه ... وأن شـــــــــاء الله الله بعوضهـــــا ... أنتي لا تشيلين هم حبيبتي
سلمى، وكأنهـــــا لقت متنفس تنفس فيه عن المكبوت داخل صدرهـــــا : أنتي ما تتخيلي يــــــــا البندري ، أنا قد أيش فرحانه كنت بها البيبي ... حتى لدرجه شريت له ملابس وألعاب .. كنت أقول لبثينه أنــــــا إلا راح أجهز للبيبي .. أنتي لا تتعبين نفسك ... كنت فرحانه أني راح أصير خاله ... كنت فرحانه لفرح أمي أنها راح يجيهـــــا حفيد .. أنتِ ما تتخيلي أني فكرت بأدق التفاصيل ، أني راح أحضر معهـــــــا الولادة .. وإذا جات لبيتنا راح أأكله وأسبحة وألاعبه ..
البندري، احتارت كيف تواسي صديقتهـــــا : عسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم ، هونيها يا سلمى ... وأن شاء الله الله يرزقهــــا هي توها صغيرة
سلمى: والله إلا مضيقني دمووووووع أمي إلا مــــا هانت علي ... وبثينه كلش نفسيتهـــــا زفت
البندري: أنــــا خبري فيك أنتي القويه يــــا سلمى ... حاولي تخففي على أختك .. ودامها كانت بشهورهـــا الأولى أهون ما يكون بنهاية الحمل ... هنا إلا يعور القلب ..أنهــــا تكون تعبت وحملت .. يعني من الساهل أنها تنسى أن شاء الله
سلمى: اللـــــــــه كــــريم
قفلت من عند سلمى وأنـــــا ضايق خلقي على الخبر إلا سمعته .. والله سلمى وأختها ما تستاهل ... لكن أن شاء الله الله يعوضهــــا خير ...
غيرت ملابسي .. ووعدت نفسي لازم بكــــرة أروح أزورهــــا ببيتهم .. يمكن تتغير نفسية سلمى التعبــــانه
*
*
دلال
راجعيــــــن من البحرين .. بعد ما قضيت أحلى ليــــــله مع خـــــالد ..
وحنـــــــا بالسيـــــارة طلبت منه أنه يشتريلي آيس كريم
نزل من السيارة على شان يشتريلي .. حلو الواحده تدلع على خطيبهـــــا وينفذ كــــل طلباتهـــــا
رن جوال بالسيـــــارة .. عرفت أنه جوال خالد ... هذي للمـــــرة الألف يرن على هذي النغمة .. مدري ليه خالد ما يرد ويهزئ المتصــــل ويقوله يبطل أزعــــاج
أخذت الجوال .. كنت ناويه أرد .. لكن المتصل قفل .. فتحت المس كول بالغلط شفت مكتوب MY lady
صحيح لغتي الإنجليزية مش ذاك الزود .. لكن أستغربت لمنو يحط هذا الإســـــم .. ومن ربكتي أن خالد يرجع ويشوفني مــــا سكه جواله ويعصب علي .. كنت ناوية أرجعه مكانه .. لكني بالغلط ضغط على زر صغير أعلى الشاشة على جواله سوني أركسون .. طلع لي ألبــــــــــــــــــــــوم صور .. على شكل مربعات صغيرة .. لكني قدرت أميز شكل الصور ... أغلبهــــــا حق بنات ... وصور فــــــــــاضحه .. ملابسهم شنو أقول عنهــــــا وهو أكثر شي يفضحهــــم .. ضغط على وحدة منهم وكانت فيديو .. كانت صوره بنت ترقص ... لكن أنا نفسي أخجل أصف لبسهــــا .. وإلا عذبني وأدماني .. لما سمعت صوت الشخص إلا يصورهـــا .. كان عندي أمل أن هذا الفيديو يكون واصل خالد عن طريق البلوتوث ... لكن صوت خالد موجود بالفيديو.. وكأنه سكران لأني سمعته يقول لهـــــا تعالي خذيلكـ كــــاس معي .. وكيف مــــا أعرفه وأنـــــا أقدر أميزة بين ألف صوت .. وصوته هو إلا عذبني .. أحس أني جــــــالسة أتخيل أشيــــــاء غير موجودة بالواقع
حسيت ســــــاعتهــــا أن الجوال بيدي ... وكأنه قــــزاز ... يغرس أيدي وتنزف دم
أحــــس كلي صواب .. ونــــــــــزف
حسيت ساعتهـــــا وكانه يصبو العــــذاب على جسدي ... ويحترق ... فلا شهود على تعذيب سجاني
رجعت الجوال مكانه بيد مرتجفة وأنا أشوف خالد جاي ... ركب السيارة ومد علي الآيس كريم : تفضلي عيوني
كان ودي أرمي عليه الآيس كريم ...
ما عرفت أيش أقول ساعتهـــــا ..
أحس لساني أنربط من الصدمة
ودي أبكي .. لكن أحس الدموع .. ماتت في محاجرهـــــا
أحس نفسي داخل دوامـــــــــــه ماني عارفة كيف أطلع منهــــا
أبي أي شخص يكذب الشي إلا شفته أو سمعته
خــــالد: أيش فيك حبيبتي ساكته
غمضت عيني بألم.. أحس أني شخــــص هالك .. بعد كل إلا شفته ... جاي اليوم تسأل أيش فيني
دلال: ما فيني شي ... ما فيني شي
وصلنا البيت وحسيت أن المسافة دهـــــر ...
شفت بعيني الدرب هـــــالك والمسا مظلم وحــــالك
مسكني من يدي قبل لا أنزل : دلووووووووول أيش فيك ... زعلانه مني
ناظرت بعينه ... كنت أدور عن شخص أحبه .. كنت أدور عن الصدق
لكني للأسف ما لقيته
صخرت بوجهه من غير شعور.. وكأني منقرفه من لمسه يده.. بعد مــــا كانت لمسته الحنونه تذوبني :
مــــــــــــــــــــا يخصك
*
*
البنــــــــدري
كنت أتجهز بغرفتي على شان أروح ازور سلمى ... وأتحمد لها بسلامة أختهــــــا .. دق الباب .. وطل براسة الكبير
" هلا عبادي ... تفضل "
عبد الله : أصغـــــر عيالك أنا تسميني عبادي ... أنا مدري متى راح تحترميني
رحت جنبه : أخوي وأحب أدلع عليك .. خيـــــر جاي مشرفني
شفت بوجهه الحيرة والإرتباك .. جلس على الصوفا إلا بالغرفة ..
عبد الله : البنــــدري أبي أكلمك بموضوع يخصني
جلست على السرير ... مقابله : قول أيش عندك ... كلي آذان صاغية
عبد الله : أنـــــــــــا نويت اتزوج
أنا من فرحتي نطيت من مكاني ورحت جلست جنبه : على البــــــــــــركة .. ومين سعيدة الحظ
عبدالله وكأنه متردد بالنطق : أنا أخترت صديقتك سلمى
من فرحتي ما عرفت أيش أقول .. من زمان وأنـــــا أتمنى أن سلمى تتزوج أخوي .. لكني ما نطقت .. كنت أنتظره يجيني ويفاتحني بموضوع الزواج ..
حبيت أحرجه شوي: أيـــــش معنى سلمى بالذات ...
قام من مكانه ... وقام يدور بالغرفة ... وكأنه يدور كلمات مناسبة : مدري .. أحس أني مرتاح لهـــــا ... من كلامك عنهــــــا وأمي دوم تمدحهـــــا .. فحسيت أنها ممكن تناسبني
غمزت له: يعني تبي تقنعني .. أنك ولا مره شفتها أو حتى ناظرت فيها
ناظرني بنظره : البندري... عيب ها الحركات .. انتي عارفة أخوك زين ...
البندري : يعني أنت تبيني أكلمهـــــا ولا شنو
عبدالله : امممممممممممممم ... يعني لو تقيسين النبض .. يعني ممكن تقبل فيني لو رحت تقدمت رسمي
البندري: طيب أنت خبرت أمي أو أبوي
عبدالله: لا لســــــه ... قلت اجيلك أول ... يمكن البنت مرتبطة أو تحب ... وما أظن أمي تمانع باختياري
ضحكت على تفكير عبد الله ، ما يدري سلمى آخر شي تفكر فيه الزواج والحب ... لكن والله لوقف ببلعومهــــــا ها المرة : لا سلمى مش مرتبطه ... وأصلا هي تلاقي مثل عبادي أخوي
عبدالله كشر: وبعدين ويــــــــــاك .. لا تطيحين من قدري ... وتقولين قدامها... وهو يقلد على صوتها ... عبــــــادي
البندري: هههههههههههههههههههههههههههههههههااااااي... يعني تبيها بس هي إلا تدلعك
طنش كلامي وقام ...
على وين رايح ؟؟
عبدالله: بروح أخبر أمي
البندي: طيب ... أنا نازله بعد شوي ... لأني راح أروح حق سلمى ... وغمزت له
جا لعندي وهو ملهوف: صدق بتروحين لهــــــا اليوم
البندري: هههههههههههههههههههه ... أيه
عبدالله: يعني راح تكلمينها اليوم
البندري، وأنا اتغلى عليه : امممممممممممممم افكر ... على حسب الظروف
عبدالله: تكفين طلبتك ... كلميها اليوم ... وأنا إلا راح أوصلك لبيتهم
البندري: ههههههههههههههههه .. ايه صدق إذا قالو لجل عين تكرم مدينه ... والله أنا طول عمري أطلبك توصلني .. تعطيني طـــــــاف
عبدالله: أفا يا البندري ... أنا أعطيك طاف ... أنتي أختي حبيبتي
البندري: أيـــــــــه أصبغ أصبغ بالحكي
عبدالله : يا الله لك ساعة ما جهزتي بمشي عنك .... ناس ما تنعطى وجهه
وطلع من الغرفة ... شوف هذا .. وهذا وأنا رايحة أخطب له ... أفرجيك يا عبيد أن ما ذليتك
:
:
نـــــزلت تحت وأنـــــا ماسكه عبايتي بيدي وشنطتي ... شفت عبد الله كــــاشخ وكأنه راح يخطب من صجه .. لابس ثوب بيج مع شمـــــاغ أبيض وأمي جالسه جنبه وهو ضــــامهــــا بيده ...
" اللـــــــه يوفقك يا وليدي "
البندري: الله لنــــــا تدعين حق نــــــاس وناس .... وينك يا ريوم تشوفين الخيانه
مــــا امداني قلت هذي الكلمه إلا ريوم طاله من المطبخ ببجامتها الحمرا وعليها خرفان بيض ...
ريوم: أيش عندكم جايبين بسيرتي
البندري: والله لو أني طالبه الجنـــــه أحسن لي
أم عبد الله : الله يوفقكم يــــا عيالي وأفرح فيكــــم
ريوم جات وحضنت أمي : أيــــــــــــــه يمه كثري من ها الدعوات .... ترى بنتك رايحه في الباي باي
عبدالله: والله أنتي إلا مـــــا تدرسي زين
ريــــوم: شنو مــــا ادرس ... عجل انا ايش اسوي ... ما كفــــاية البحوث إلا علي ... خلني أخلص من البلاوي إلا علي على شـــــان ابدي دراسة
عبدالله: عجل أنتي لو تدرسين بأمريكــــــــا أيش بتسوين
ريـــوم : كاني بصير مع الدوافير بحفط
عبدالله: ههههههههههههههههههههه ، ومن قال لك الأمريكان أذكياء .... والله أذكر كنت اشوفهم حميـــــــر كتب ... وطول اليـــــوم بالمكتبة ... وأنا إلا أدرس لي ساعتين باليوم .. أجيب أعلى منهم
ريوم رفعت يدهــــا لسمــا: يا رب أنــــــــا ليه ما طلعت على أخوي والبندري ... دااااااافوره
أم عبدالله: دامك ما درستي عجل مافيه روحه للشاليـــــه هذا الأسبوع
ريوم نطت لأمهـــــــا: أفـــــــــــا يا أم عبدالله وتقدرين تستانسين من غيــــــري *_^
عبدالله & البندري: ههههههههههههههههههههههههههههههههه
البندري: مــــا سمعتي ريوم بالخبر الجــــديد
عبدالله : أحــــم أحـــــم
ريوم ، ونظرتهــــا العبيطه: شنو ... أيش صاير
البندري وهي تأشر على عبد الله : الأخ المحتــــــــــرم قرر يعـــــرس
ريوم : لا لا مـــــــــــا أصدق ... عبد الله قرر يترك العزوبية .... ومني هذي تعيسة الحظ
عبدالله بعصبيه مصطنعه: وجـــــــــــــــــــــع أن شاء الله ... محد تعيس حظ غيركـ
ريوم: هذا لســــــــــه ما خطبهــــــا ويدافع عنهـــــــــــا
البندري: عبد الله قرر يخطب صديقتي سلمى
ريوم ، فتحت عيونهــــا على وسعهــــا ، أخر شي كانت تفكر فيه : لا لا ، دام سلمى ... فهي تستـــــاهل
عبدالله أستغرب من كلام أخته ، لها الدرجه خواته يعزونهــــــا : طيب أخوك مـــــا يستاهل
ريوم قامت وحضنت عبدالله : عبــــــــادي يستاهل بعد عيوني .... والله لرقص بعرسكـ ليـــــن تتكسر رجولي
عبدالله، وهو يمثل القرف : وجــــــــــع أن شاء الله وخري عني ، أنا محد يحضني غير أمي وزوجتي بالمستقبل .... وهو طلع من الصاله ... يله البندري انتظرك بالسيــــارة
ريوم: طـــــــــــالع هذا ، هذا وبعده ماصار شي ويسوي فينــــا كذا ، عجل لو يتزوج صج ... راح يشوتنــــــــــــا
البندري: ههههههههههههههههههههههه ، ابروح قبل لا يغير راية ويمشي عني
ريوم : خلاص نذاله فيه بكلم سلمى وأقول لهــــــــــا لا توافق
:
:
وصلت بيت سلمى ... بعد مــــا نزعت عباتي ، وقالت لي أن أخوها وخالها مش بالبيت ... حسيت أن نفسيــــه سلمى متحسنة .. على الأقــــــل اشوفهــــا مبتسمة وتضحك وتسولف ...وحتى أختهـــــا بثينه .. أنا كنت خايفة عليهـــــا .. صحيح أول مــــا وصلت جلست أسولف معهــــا وقالت لي أيش صار لها بالضبط وكيف أجهضت .. وكانت دموعهــــا تنزل على خدهـــــا ، وحسيت بالحســـــرة إلا بقلبهـــــا .. لكن بعد ما فضفضت لي ... احسها رجعت بثينه الأولية ... مع أن التعب بـــــاين عليهــــــا ...
:
:
طلبت مني سلمى .. نطلع غرفتهـــــا نسولف .. قبل صلاة المغــــرب .. أنـــــا كنت محتــــارة أفاتحهـــــا بالموضوع أو لا ... أحس الوقت غيـــــر مناسب .. لكن يمكن اشغل سلمى عن التفكير بالبيبي إلا فقدته بثينه ...
أحس اني منحرجـــــه من سلمى .. الله يسامحك يا عبد الله حطيتني بموقف محرج مع سلمى
سلمى لاحظت سرحــــــــان البندري، وصرخت بوجهــــا : البنـــــــــــــــدري ... وين وصلتي
البندري وهي عافسه ملامح وجههـــــا : تراني جنبك ليه تصارخين
سلمى : لأنكـ سرحــــانه .. وين وصلتي ... وهي تغمز لها... بحبيب القلب
البندري ضحكت على تفكير سلمى : لا .. أفكر فيكـ
سلمى ضحكت : ألعبي على عقلي
البندري وهي محتـــــارة تفاتح سلمى بالموضوع أو لا
سلمى: البندري ... صدق أيش فيك ... تخبين عن صديقتك .. أختك سلمى
سلمى أعطت البندري دافع أنهـــــا تتكلم : سلمى في موضوع أبي أفاتحك فيه ... لكن مدري إذا الوقت منــــــاسب أو لا
سلمى قربت من صديقتهـــا أكثر وأبتسمت لها تحثهــــا على الكلام : خير البندري قولي
البندري وهي محتارة وتناظر بيدها المتشابكة ، توكلت على الله ونطقت فيهــــا : أخوي عبد الله .. يبي يتقدم لخطبتك
سلمى من الصدمـــة ... أنشل لسانهـــــا .. وحست برعشة بكــــل جسدهــــا ... أخر شي كانت تفكر فيــــــه .. الخطبة ... ومن منو عبد الله أخو أعز صاحباتها
البندري ، فسرت صمت سلمى .. أنهـــــا غير راضية .. وخافت أنها تحرجهـــــا : سلمى أنا ما أبيك تعطيني رايك اللحين ... أنا أبيك تفكرين زين .. وصدقيني مهمــــا كان ردك بنظل أصدقاء طول العمـــــر
سلمى ، ابتسمت شبه إبتســـــامه ، كلام البندري ريحهــــا ... لأنهــــا خافت إذا رفضت تحط البندري بموقف محرج قدام أهلهـــــا .. ويحصل خدش في علاقتهم الصادقة والأخويــــــة
البندري قربت أكثر من سلمى : سلوووووووووووووووم فكري زين ، ترى مش على شان عبد الله أخوي ... لكن عبد الله طيب وحبـــــــــاب ومـــــــــا يتعوض
سلمى كانت ناويه تقاطعهــــا .. لكن البندري سكتتهــــــا : مــــا أبيك تعطيني رد اللحين .. أبيك تفكرين زيـــــــن وتستشيرين أمكـ ... أدري أنكـ رافضة مبدأ الزواج .. لكن يا سلمى رفضك ماله مبرر .. وعلى أمك بإمكانك تسكني قريبة منها وتزورينهــــــا بأي وقت أنا ماشية اللحين عبد الله ينتظرني تحت
سلمت على صديقتهــــــا وتركتهـــــا في حيرتهــــــا
مشت ليــــــــــن الشباك .. بنظرة تايهه .. البندري تركتني حـــــــــايرة .. لكن مدري ها المرة أحس بحــــــيرة وبرتبـــــــــاك .. وخصوصـــــا لمــــا سمعتهـــا تقول اسمـــــــــ عبد الله .. أيش يعني لي هذا الاســـــــــم .. ليـــــه ما رفضت وقلت لها أنا مش موافقة ..
خلتني البندري في حيـــــــرة
أيــــش فيك يــــا سلمى أبتسمي للحيـــــاة .. الحياة تفتح لك أبوابهــــــا ..
ليــــه أضيع عمري بالهم .. يمكن الله يبي يعوضني
وعــــن حرماني من أبـــــوي
لكن
لكن
أمــــــي .. كيف أتركهـــــا .. ما أقدر .. كيف أتركهــــا ببيت كبيــــــر .. راح يتوحش عليهـــــا البيت .. أكيد راح تموت من الوحدة والهم
:
:
جــــا وقت الصـــــلاة .. فرشت سجادتهـــــا .. وصلت بكل خشووووووع .. تحس العبــــرة خانقتهــــا .. تبي إيد حنونه .. تــــاخذهــــا لطريق الأمــــان وتطلعهـــــا من حيرتهـــــا ..
بعـــــد مـــــا خلصت صلاة وقرأت قــــرآن .. طلعت من غرفتهــــا وكأنها طفل تـــائه يدور على حظن أمه الدافئ ..
:
:
رحت غرفة أمـــــي
لقيتهــــا جالســــة على سريرهـــــا وتقرأ قرآن ..
أشرت لي بعيونهـــــا أني أدخل .. دخلت بكــــل هدوء وجلست جنبهــــــا وهي مازلت تقرأ قرآن بصوتهــــا الخاشع .. حطيت راسي على كتف أمي .. وغمضت عيوني
ما حسيت ساعتهـــــا إلا بدموعي تنزل على كتف أمي ..
" أيش فيك يمه أيش إلا مضـــــايقكـ "
ما عرفت أيش أقول لأمــــي .. أمي إلا أعتبرهـــــا مثل صديقتي .. وما عمري خبيت عنهـــــا شي .. حسيت حالي مستحيه
" سلمى أيش فيك يمه "
تكلمت بصوت مخنوق ، لأن العبرة خانفتني : يمــــــــــه البندري، كلمتني اليوم .. أنهم يبيون يجون يخطبوني حق أخوهــــ ـ ـ ـ ـ ــــا
ما قدرت أنطق اسمه ... وضميت أمي وجلست أبكي ..
أم مــــاجد ضمت بنتهـــــا وعلى شفاهــــا إبتسامة .. أزالت عنهــــا كبر العمر
" والله كبرتي يا سلمى من غير مــــا أحس "
سلمى من بين دمعاتهــــا: لكن يمـــــه أنا ما أبي ابتعد عنك .. أبي أظل جنبكـ طول عمري
أم ماجد رفعت وجهه بنتهــــا إلا مليان دموع ... وابتسمت على شكلهــــا ، وكأنها رجعت بنت صغيرة عمرها 10 سنوات
" يــــا يمه البنت مــــا لهــــا إلا بيت زوجهـــــا .. وأنا مو بـــ دايمة لك طول العمــــر "
سلمى ضمت أمهــــا أكثر : لا تقولين يمه هــــا الكلام .. الله يطول بعمرك .. كيف أتزوج وأترك يمـــــه .. أنتي من لكـ غيري
أم مـــــاجد : مـــاجد ويوسف وين راحو ... أن شاء الله يتزوجون ويجيبون عيال ويملون علي البيت
سلمى، وهي تناظر أمهــــا : يمه ماجد طول الوقت برا البيت وأنتي عارفة ، ويوسف ... مش دايم يجي يبـــــات عندنــــــا أحيان يروح لبيته
أم ماجد ، وهي تحاول تخفي دموعهـــــا ... ما تبي بنتهـــــا تحتاتيهـــــا
: أنتي لا تفكرين كثير فيني ... أيش دعوة أنتي راح تعيشين بالسعودية مراح تطيري ... و قولي لهم يجون يتقدمون ... والله يقــــدم إلا فيه الخيــــر
*
*
صــــــار لهــــا يوم كــــامل ما طلعت من غرفتهــــــا مالهــــا خلق تقابل أحد أو حتى تكلــــم أحــــد ... للحيــــن مش قــــادرة تستوعب إلا صــــار لهـــــا ..
عقلهـــــا مش قــــادر يستوعب أن خـــــالد ممـــكن .......
تبي أي أحـــــد يقول لهـــــا أن كل إلا شفتيه كـــــذب ...
راحت جــــهه المــــرايـــــا .. تناظر بنفسهـــــا .. مسكت غـــرشة عطـــر .. خالد مهديهــــا أيـــــاه .. لكن لا شعوري طاح من يدهـــــا .. انكسرت غرشة العطــــر .. وتناثر القـــزاز على ســـراميك الغرفة
نزلت على الأرض ... ليـــــــــه أنكسر .. معقولة .. أنت انكسرت من قلبي .. معقولة علاقتنــــا تشوهت وأنكسر فيهـــــا أشياء .. الصاحب إللي كنت اشتكي له همي .. معقـــولة يجي يوم وتتشوه صورته بعيني
معـــــقوله
هذي لعبه.. خالد يبي يلعبهــــا علي ويختبركـ فيهـــــــا ... مسكت راسي بقوووووووووة ... راسي يوجعني من كثــــر التفكير .. آآآآآآآه يا ليت عندي صديقة أقدر أفضفض لهــــا إلا بقلبي .. واشكي لهـــــا همي .. ضحــــى .. ما أبي اشغلهــــا بمشاكلي وهي على وجهه إمتحــــانات ..
الله يسامحك يــــا أبوي .. حرمتني حتى من صديقــــاتي .. حرمتني أعيش حالي حال النــــاس الثانيه .. عندهم صديقات يكلمونهم ويزورونهم ..
طرى على بـــــالي بنت خالي البندري... أنــــا كأني سمعت أنهـــــا رجعت من الإمارات .. خلني أدق عليهـــــا أبارك لهــــا على نجاحهــــا .. واسولف معهــــا يمكن الضيقة تروح مني
مسكت الجوال بيد مرتجفة ... كرهت ها التقنية والجوالات .. كل البلاوي جايه من وراهــــا ... ليتني ضاله على عماي أريح لي ...
وسط تفكيري جاني صوت البندري
" شلونك يـــــا البندري... مبـــــــــروك التخرج "
البندري.. ابتسمت لأن دلال تذكرتهــــا وداقه عليهــــا : هلا بدلول ... والله الحمد الله ، الله يبارك فيك ... أنتي شلونك ... وكيف تجهيزات زواجكـ
دلال تضايقت على سيرة العرس والتجهيزات : والله الحمد الله بخيـــــر ، والتجهيزات ماشي حالهــــا
البندري: يعني الفستــــــــان خلص ... اهم شي الفستان عنــــد العروس
دلال من غير نفس ... لأن نص المهـــــر أخذه خالد : لا ما فصلت لي ... قررت أستعير فستان وحدة من قريبات زوجة أبوي
البندري... أستغربت تفكير بنت عمتهــــا .. مع أنها سمعت أن خالد أعطاها مهر محترم : والله لو اني متزوجه كان أعطيتك فستاني ، مـــــــا يغلى عليك
دلال: تسلمين لي يا بعد عيوني ... أنا مش مهم عندي العــــرس .. أهم شي أعيش مرتـــــاحة ....
البندري، سمعت تنهيدة دلال ... وحست أنه فيهــــا شي مضايقهــــا : دلول عن الملاقه ... مافي بنت ما تتمنى تنزف وينعمل لها زواج
دلال: آآآآآآآآآآآآآآه يا البندري ... خلي إلا بالقلب بالقلب ... وأحتمال ما أسوي زواج ... أسافر على طول
البندري: ليـــــــــــــــــــــــــــــه !!
دلال: زوجي يمر بظروف هـــــا اليومين ... وسكتت
البندري: دلال أنــــــا حاسة أنه فيك شي ... قولي لي .. أنـــــــا مش غريبه .. أنا بحسبه أختك
دلال بتردد : توعديني يــــــــا البندري مــــا تخبرين أحد
البندري: أفــــــا عليك ... يا دلال ... سرك بــ بير
علمتهـــــــا بكل شي من أول مــــــــــرة أعطته الفلوس .... لين آخر طلعه لهم بالبحرين وأنه وداهـــــا لشقة ... لكن مــــا خبرتهــــــا عن سالفة الجوال والصور
البندري بعصبية ... لسذاجه بنت عمتهــــــا : أنتي أنجنيتي يــــــا دلال كيف تعطينه من مهرك ..... وتسلمينـــــه نفسكـ بكل سهوله
دلال: لا تلوميني يا البندري ... أنا حسيت أن من واجبي أساعدة ... وإذا المرة ما تساعد زوجهـــــا في بداية حياتهم ... متى تساعدة ؟؟ ! .. أفهميــــــني أنــــــا أحبـــــه
البندري: اوكي ساعدية ... أوقفي بجنبه ... لكن مش بطريقتكـ هذي ..
أسمحيلي لو خالد رجـــــــــال كان ما طلب منك فلوس
دلال ودموعهـــــا على خدهــــا : أيش أسوي يا البندري ... حبيته من كـــــل قلبي .. أول شخص يحسسني أني أنسانه ممكن تنحب وأحب
البندري تضايقت على دلال ... توهــــا تحس بألمهــــا وجرحهــــا .. دلال محرومة من كل شي حتى من الحنـــــان ، أنحرمت من حنـــــان أمهـــــا من يوم وهي صغيرة ... دلال كانت محتاجة لصدر حــــــاني تبكي عليه ... لشخص يأخذهــــا من دنياها لدنيا مافيها هم ولا كدر ... وخــــالد أستغــــل نقطة ضعفهــــا وحاجتهــــا للحب والاهتمــــــام
يــــــا خوفي من المستور ..... دلال مثل الوردة الناصعة الجمـــــال ويا خوفي خالد دمر هذي الوردة برجليه .. وتركهــــــا مثل الزجـــــاج المكسور ...
البندري وعدت نفسهـــــا أنهـــــا تساعد بنت عمتهـــــا .. لأن رجال مثل خالد صعب تكمل معه .. والإنفصال من البداية أسهل بعد ما يكون عندهــــا طفل يربطهـــــا فيه
:
:
طلعت من غرفتي ... قررت أكلم عبدالله .. أبيــــــه يسأل عن هــــ الخالد .. أكيد هو يعرف كيف يسأل عن هــــا النوعيـــة من الشباب ويـــن ممكن يتجمعون .. دلال من حقهـــــا تعرف كــــل شي عن خطيبهـــــا .. والله معقوله كل ها المدة متزوجهـــــا .. ما أخذهـــــا لبيته ولا جهزت شقتهـــــا .. والقهر يأخذ من مهرهــــا ولا يبي يعمل لها عرس .. شكله يضحك عليهـــــا وبعد ما يأخذ منها إلا يبيه راح يرميهـــــا .. وكأن بنات النـــــاس لعبـــــه .. لكن دلال لازم تطلب الطلاق منه قبل لا يرميهـــــــا رمية الكلاب
*
*
خلني أروح لشبـــــاب .. هم خبروني أنهــــم رايحين القهوة إلا بالبحـــرين .. اليوم الأربعاء والأكيد نص الشباب موجودين هنـــــاك .. على الأقل الواحد يمتع ناظرية بالبنات العســـــل .. أحسن من مقابل الهم إلا بالبيت .. صاير جو البيت يجيب الإكتئاب .. والحريم داخله طالعه ... الواحد ما يعرف يأخذ راحته ببيته ...
وصــــــل المقهى .. إلا متعود يروحه مع الشباب .. صار مشوار البحرين عنده شي عادي .. دخل المقهى .. الصاخب .. الجو يغطيــــــه الدخان من دخان الشيشة وصوت الأغاني تطرب ... والشاشات البلازما بكل زاوية ...
وصل لطـــــاوله إلا فيها تركي وكل الشباب .. جلس على الكرسي .. وطلب من المعلم شيشه على تفـــــاح .. وهو ينتظر الشيشة توصله ويسولف مع تركي .. شافو مجموعـــــه بنات داخلين ... لابسين عبايات يحاولون يسترون جسمهم مع انه أكثر شي يفضحهــــم .. وشعرهــــم الحرير نازل على كتفوهم .. أنــــا متأكد أنهم حارقينه بالسشوار ... إلا لفت نظري الروج الأحمـــــر الامع إلا على شفايفهــــم المكتنزة ...
جا تركي وهمس لي : أيش رايك نعزم هم
رفعت حـــاجب واحد وبــبتسامــــه جـــانبية : ما عندي مـــــا نع
شفت المعلم المصري يرحب بيهم ... الملعون صار لي ساعه طالب الشيشة وأول ما دخلو راح لهم ... شفت تركي ينادي المعلم .. ويحط بيده كم دينار على شان يعزم البنــــات ويجلسون معنــــــا ..
البنات ما منعو ... ولمحت نظرة بالإعجــــاب بعينهم .. كبرنـــــا جلستنا بعد إضافة كم كرسي وطاولة زيـــــــادة ...
بصراحة أيــــــــــــش جمال ... أيــــــــــش حلى عليهم
فتنه .. فتنه بصراحة ... آيه من أيــــــات الله العــــالي
قربو منــــــا وصافحتهم .. في وحدة منهم .. عجبتني حيل ... أيش عيون .. أيش نعومه ... يـــــــــا محلا ملامحهـــــا ومملحهــــا
مشكلتي ما أعرف أشبك مع البنات .. أحس روحي سخيف وأنـــــا أسوي هذي الحركة .. لكن الملعون تركي .. شكله ضبط نفسه مع وحده منهم ... والله أني أضحك داخل نفسي وأنــــــا أشوف تركي يكذب عليهـــــا ... بكلامه المعسول ... اللئيم عليه كلام ، ولا أكبر شاعر يقول مثله ...
لكن بصــــراحة قضيت سهره ولا أحلى .. بالرغـــــم أنهم حلووووووووووات موووووووت ... لكنهم مهما كانو لئيمــــــــــات .. والله لو كانو محترمات ما جو وجلسو معنــــــا
*
*
يــــــوم الأربعـــــاء ..
صحيت اليــــــوم بنشاط ... عندي أمووور كثير لازم اخلصهــــا ... لازم أكتب سيرتي الذاتية .. على شان التقديم للمستشفى .. وأراتب شهاداتي
والظهــــر أول مــــا يرجعون من الدوام راح نروح لشـــــاليه
عبد الله وبنــــدر ... اليوم مطنشين مـــــا داومو ... ومسوين لي حفله بالبيت ...
فطرنـــــا مع بعض بغرفـــة الإفطـــــار ... المطله على البركة والحـــديقة .. لأن الجو برا شمس ..
وعلى الضجه إلا سوهـــــا لي على أول الصبح خليتهم هم إلا يسون لي السيرة الذاتية وأنــــا إلا أمليهم ...
وبعــــد كذا تركتهم مع هبالهم ولعب السوني .. أحيـــــان أحسهم يرجعون بزارين ... ولا كأنهم رجال
رحت لغرفتي .. ارتب ملابسي وأشوف أيش أحتـــــاج ..
طبعا كريم الشمس .. وملابس السبــــاحة
وأخذت معي ملابس طويله .. لأن بندر وعدني أنه يركبني جتسكي
وبعــــــد كذا خبرت الخدامات يجهزون الدجاج والربيـــــان لشوي ... أنـــــا وريوم راح نعلمهم الشــــواء على أصوله..
" وليـــــــــــه على الله مــــــا تداومو "
لفو عليهــــــا عبد الله وبندر ... وحتى حور كانت مندمجه معهم باللعب .. كانت ريوم واقفه عند الباب وحاطه يدهــــا على خصرهــــا
عبدالله : والله حنـــــا الشيوخ مـــــا نداوم ... وخلينا الدوام حق التيوس
ريوم عصبت وهي تشوف بندر ميت ضحك مع حور : عمى بعينك .. عمى بعينك ... افرجيك يـــــا عبيد ... أن ما خليت سلمى تقول برئ من أخوك وما أبيه
وطلعت من عندهم معصبه وراحت لغرفتهـــــا
عبد الله لحقهـــــا يناديهـــــا ... لكنهــــا طنشته
راح لبندر .. وهو يتذمر داخل نفسه .. تسويهـــــا ريوم الدوووبه
بنــــدر: عبد الله ... من هذي سلمى .. ليكون تحب من وراي
بنــــدر راح بتفكيره بعيد
عبد الله : بندر تراني والله مش رايق لك
بنـــدر: طيب منو هذي سلمى
عبد الله هدئت أعاصبه على طاري أسمهـــا : هذي صديقة البندري
بندر وهو يغمز له : يعني تحبها
عبدالله : أنت وين وأنـــــا وين ... راح أقول لك لسالفة .. على شان مخك التعبان لا يروح بعيد ..
بندر: قول يــــا أبو مخ
عبد الله : هذي يـــــا طويل العمــــر ... قررت انا أخطبها وكلمت أمي والبندري على شان يروحون يخطبونها لي ... هذا كل الموضوع
بندر: لا لاه .. عبد الله قرر يودع العزوبيــــه .. وهو يغمز له .. شكلك غرت مني
عبد الله .. ها اليومين متوتر : بندر .. ترا والله مالي خلق نغزاتك ... راح وترك بندر
بندر لف على حور إلا تضحك على سوالفهم ومو فــــاهمه شي
: تعالي حوري نلعب أنا وياك ... والله هذا أخوك مــــا منه منفعة
:
:
وصلنـــــا sunset ... ودخلنــــا الشاليــــه .. وكل وحده من البنات شادة الهمه بالترتيب وتدخيل الأغراض .. وخصوصا أن بكرة ناوين نسوي عيد ميلاد سروووووج بعد عمري
كانت خالتي أم بنــــدر هي إلا مرتبة لنـــــا الغذاء .. طبخ خالتي لا يعلى عليه .. وبعــــد الغذاء طلع كل واحد لغرفته على شـــــان يريحو ...
لعبت مع بندر وعبد الله أونو .. لكنهم طفرو فيني .. لأنهم يغشون .. وبالنهـــــاية أنا إلا اخسر .. تركتهم .. ورحت للبنات بغرفتهم أحسن لي من مقابل وجيهم
سمعت صوت الأغاني ... ودخلت عليهم ..
شفت ريوم ترقص مع جنى ويغنون ومنطربين
يــــمه قرصتني عقربه
يا يمه لو شفتيها سبحان إلا مسويها
من راسها لرجليها تقتل يا يمه ها المرة
طرب طرب
الحمد الله والشكر .. ها البنات استخفو
انتي وياها ... استخفيتو
ريوم: ايش فيك خلينــــا نتونس
البندري: أنا مدري كيف تسمعون ها الأغاني الهابطه
ريوم : آمري تدللي ... حنــــا ما يطلبه المستمعون مع mbc FM
البندري: امممممممممممممممم
ريوم : ترى المكالمه راح تحسب عليك ... لا تطولين بالتفكير
البندري: تقدرين تحطين لي هلي
جنى : يــــــــــــــــا بعدي بو طلال
هلي لا تحرموني منه
هلي لا تبعدونه عنه
مثل ما هو قطعه مني
أنا تراني قطعه منه
:
:
بعــــــد ما خلصنا هيصتنــــــا .. طلعنـــــا على شان نجهز حق الباربكيو .. ريوم حق الرحلات ما تقصر .. تطق الصدر .. جابت لنا كابات حمرا لبسناهم فوق شيلنــــا
أنا كنت لابسة بنطلون جينز مع قميص بني طويل ..
رحت جهة بندر .. وهو يرتب الفحم .. عجبني الكاب الاخضر الزيتي إلا عليــــه .. مع قميصة البيج .. وفي ظهره عليه كتابات ..
رحت من وراه .. وسحبت الكاب إلا عليه ولبسته .. ابي اتحرش فيــــه
بنــــدر: البندري... خليني أشتغل .. ليه خذيتي الكاب
البندري: أخـــــــــاف تصلع
بندر .. كان طفشان من حرارة النــــار : البندري وبعدين معك
رحت عنه ... وجلست جنب خالتي على الطـــاوله ..
جــــا بندر: ويـــــن هذي إلا طاقة الصدر ... وقــــايله أنها راح تشوي لنـــــا
ريوم وهي جايه جهتنـــــا : أحد جاب طري
البندر: ايه نعم عانسه ريوم
ريــــوم : بلـــــيز بندر... DON’T speak with my in Arabic .. lam only talk in English
أنا كنت ميته ضحك على حركات ريوم تبي ترفع ضغط بندر
بندر: لا والله ... يله اشوف روحي أوقفي عند النار واشوي ... مش أنتي إلا طاقة الصدر
ريوم راحت لخالتي : خالتي شوفيه .. يبيني أوقف جنب النـــــار .. يبي بشرتي تخترب
بندر طنشهم وراح .. كسر خـــاطري .. لأن عبد الله كشت فيه ... وراح لناس يعرفهم شافهم بالصدفة ..
" حبيبي زعلان "
بندر: لا مانيب زعلان
جلست جنبه
بندر: البندري .. روحي اجلسي معهم ... خلاص أنا إلا رح أشوي
البندري: لا راح اجلس جنبك أونسك
وأتفقنـــــا أنا وياه نستلم ريوم
" ريـــــــــــوم تعالي "
ريوم: you speak with my
قلدت لهجتها الرقيقة .. وكأنها تقلد حليمة بولند : yes, l speak with u , honey
رجعت لطبيعتي ... اسمعي كلام عمك بندر ... وروحي جهزي السفرة .. وجيبي لنــــا مروحة
ريوم حطت يدهـــــا على خصررهـــا : لا والله شايفيني اشتغل عندك انتي وياه
بندر: ريوم ترى بكرة مافي جتسكي
ريوم : اففففففففف ، ذليتوني .. بروح أجيب لكم
البندري& بندر : هههههههههههههههههههههههههه
هذي أختك ما تجي إلا بالعين الحمرا
:
:
بنـــــدر : أيــــش رايك خالتي بالمشاوي ... مش أحسن من شغـــل نــــاس يطقون الصدر على الفاضي
أم عبد الله : هههههههههههههه ، يعطيك العافيــــه يمه
بنــــدر: الله يعافيك .. وكل ما شتهيتي مشاوي أنتي بس دقي علي ... يبي يقهر ريوم
بعد مـــــا خلصنـــــا عشـــا ... طلعت الشـــــاليه .. أغير ملابسي عن ريحه الشوي .. لبست لي برمودا مع بلوزة كت .. ولبست عباتي .. وحطيت لي غلوس ومسكرا .. والكحل طبعــــا .. نزلت لهم .. شفتهم يشربون شــــأي ويأكلون الحلى ..
شربت معهم بس شاي .. كنت شبعانه ومانيب مشتهيه آكل حلى ..
" شكل السهر صباحي عندكم اللــــيله"
ريوم: طبعا ... خل الواحد يتنفس قبل الاختبــــــــارات
شفت بنـــــدر قام على شان يكلم تلفون ..
أخذت لنــــــا قطعتين حلى ... ورحت له
ودي أتمشى معـــــــه على البحر .. تحت ها الليل الهــــادئ والسما الصافية
:
:
كــــــــــان القمــــــــر نص الشهــــر
نوره يداعب موجه
كـــانت نجـــــوم أحلى سمـــــا
كان الفرح يملا المكـــــان
والليل يملاه الحنــــــان
شاطئ أمـــــــــــان
كانت حبيبه بيدها خاتم ألماس
خاتم يجسد حبهـــــا
تبيــــه
تحبـــه وتحتريه
:
:
صحيت الصبـــــاح ...وأنا أحس براحة بعد سهره البارح مع بندر
أحس بشعور حلو لمــــا أجلس معه على شاطئ البحر ونلعب بالرمــــل
أعشق البحــــــر مع بندر
نزلت تحت لقيت عمي وخالتي وامي وابوي يفطرون ... سلمت عليهم .. وفطرت معهم .. وبعدهـــــا قررت أروح أزعج البنـــــــات
رحت لهم فتحت الأنوار والستــــائر
جنى: حرام عليك نبي ننام
البندري: حنــــا مش جايبينكم على شان تنامو ... يله أصحو
ترى إذا ما صحيتو اللحين راح أجيب لكم مــــــــــــأي بارد
ريوم خافت على نفسهـــــا ... لا لا أنا صاحيه .. وهي تحك عينهـــــا
وقامت وراحت للحمام وأنتو بكرامه وهي تتحنطب : حتى حنا الواحد ما يعرف ينام
البندري: طيب أنـــــا نازله أشوف أذا أبوي جاب معه الأغراض حق العيد ميلاد أو لا
جنى : طيب .. حنـــــا شوي ونازلين .... انتظرت البندري تطلع من هنــــا هي حطت راسهـــــا على المخدة من هنـــــا
" يمــــه وين أبوي "
أم عبد الله : راح مع حور ... يجيبون ملاك ومنـــــار ... وإلا تبي تروح تشتري هدية حق سراج بنفسهـــــا
البندري: بعــــد عمري حوري ... وســـــراج وينه
أم بنـــدر: بنـــــدر أخذه على شان يعلمه على السبـــــاحة
البندري: حلو ... بروح اشوفه وهو يسبح ... على ما الهوانم يخلصو فطورهم
:
:
بعد ما فطرو الهوانم ريوم وجنى ... ساعدوني في الترتيبات ... والزينه .. وخلينا الخدامات ينفخون لنا البالونات ..
الزينه كـــــانت أغلبهــــا باللون الأحمر والأخضـــــر
كانت فكــــرة ريوم نعمــــل له صندوق ... لما يضغط عليه ... يطلع له ميكي ومع بالونات .. وشرينــــا له حروف اسمه وكل حرف جنبه دبدوب أو فيل ...
طبعــــا ما نسينــــا الكيكه إلا موصين عليهــــــا وعليها صورة سراج ... وباقي التجهيزات للأطفال
وحنــــا نشتغل أكلنا لنا سندويشات ... لأنه ما نبي نتغذأ .. مــــا نبي نآكل شي ثقيل
شفت حـــــور داخله علينـــــا مع أبوي وبيده ثلاث علب كبــــــار
ريوم: الله أيش هذا
أبو عبد الله : هذي حــــــور .. قالت لازم هديه لها ... ومن نرجس ومن ريوم
ريوم: بعد عمري حوري مـــــا نستني ... يله حـــــور روحي خبيهم على شان سراج ما يشوفهم
بعد مــــا خلصنا شغلنــــا .. دق علي بندر وقال لي أنه ينتظرني .. رحت وغيرت ملابسي ... لبست لي بنطلون جينز مع قميص طويل عليه زهور بيضا وصفرا .. ولبست لي قبعه سودا من القماش داخل شيلتي على شان لو طارت شيلتي لا سمح الله
:
:
طلعت ادور بندر ... ما لقيته .. رفعت الجوال نــــاويه أدق عليه .. لمحته جاي نــــاحيتي ولابس شورت .. مع بلوزه من دون أكمام سودا وكاب أحمر ... تذكرت الكاب حقي ورحت جبته بســــرعة ..
ركبت الجتسكي إلا كان موجود جهة الشاليه .. في البداية كنت متــــــونسة حيـــــــــل وأنا مسنده راسي على ظهره من الخلف ... مع اني كنت خايفة .. وكنت ماسكة بندر عند خصره بقوووووووه .. مع أني لابسة ملابس الحماية .. لكن كل خوفي أطيح وأنــــا اشوف الماء حولنا .. وأناظر عمق البحر المخيف ... بنـــــدر كان مستمتع بخوفي .. وأني ازيد الضغط عليه ... زاد من الســــرعة ... وأنـــــا أصرخ ..
حرام عليك بندر راح أطيح .. ومن قوة الهوا ... طارت شيلتي ... لكني مسكتها بفمي على شان لا تطير
لكن بعد ما خفف السرعة وقرب من الشاطئ .. حسيت بالأمـــــــــــان ..
"يــــــــا زين البر زينـــــــــــــاه "
بندر ضل يضحك على كلمتي : أول مرة أكتشف أنك جبانة
" من خاف آمن "
بنــــدر: ههههههههههههههههههههههههههه .. وتبي تروحين شهر عسل في جزيرة
البندري: اروح أخذ لي دش أحسن لي
:
:
بعــــــد مــــا أخذت لي دش بـــــارد خفف علي من حرارة الجو ... مع أني ما حسيت بحرارة الشمس وحنــــــا بالبحــــــر ...
طلعت لي تنورة وردية مطرزة بالذهبي قصيرة مع توب عنابي ...
عملت شعري بف ... كان ودي اعمله كيرلي .. لكن ما في أمــــل مع شعري النــــاعم لو أجل من هنــــا لبكرة ...
:
:
دخلت علي ريوم وأنـــــا ألبس صندلي الذهبي ...
ريــــوم : خلصتي
تقريبا ... أخذت ساعتي الألمـــــاس شوميت العنـــــابية إلا أهداني أياها بابا بمناسبة تخرجي ... ولبست حلق اللؤلؤ ...
ريوم: أنتي مـــــا تملي من ها الحلق
البندري: أحب اللؤلؤ .. أنتي أيش حارق قلبك
ريــــوم: أقول خلصينـــــا
نزلت تحت لقيت نرجس وجنى ... مطقمين مع ريوم ... برمودا وردي وتوب أبيض ..وشعرهم عاملينه مموج .. طبعــــــا الشباب .. في أحضان أمهاتهم على قوله ريوم .. بس سمحنــــا لعمر أخو سراج يحضر معنــــا هو بالمتوسط ... هادئ وماله حس .. على قوله ريوم اشك أحيان أنه يتكلم
طفينـــــا الأنوار ... بس إنـــــارة خافته ... وأشعلنـــــا الشموع
وريوم جابت للاب توب ... ووصلته بسماعات صغيرة .. لكن صوتهـــــا عالي
1
2
3
4
5
ومـــــن خمســـــه إلى مالا نهــــاية نقول عقبــــــال مئة عــــــام يـــــا سراج
سراج كان متونس حيل .. والإبتسامة مرسومه على شفاته الورديــــــه ..
بعد قلبي بسته على خده بعد مـــــا طفينـــــا الشموع .. عساها سنه حب لك يا بعد عمري .. والعيد يعزم في عمركـ نفسه بنفسه والشمع يهدي سنينكـ شمعــــه وضيــــه ويزيد شمعه معكـ كــــل عـــــام يـــــا سراج
بعد قلبي طالع رجال بالثوب ... والعقال والشماغ .. مع أنه كل دقيقة يطيح ونعدله له
وحور كــــانت مثل العروس واقفه جنبـــــه بفستانهـــــا العنابي والقبعه الذهبية إلا على شعرهـــــا .. أحسهــــا غارت منه .. أنه عملنــــا له عيد ميلاد وهي لا ..

ريـــــــوم
شفت الفرح والدموع بعين خالتي أم بنـــــدر .. يمكن كانت تحلم بيوم أنهــــا تشوف ولدهـــا الصغير يكبر قدام عينهـــــا ..
وخصوصـــا مع حالته الصحية .. وبعد عمليه القلب إلا عملوهــــا لسراج ..
سراج هو فرحــــه أمه ...
سمته سراج .. لأن ربي وهبهم بولادته أجمـــــل هديـــــه
عقبال ميه وميه عام ... وتكبر وتفرح قلب أمكـ
بعــــد ما قطعنــــا الكيكه .. وسراج اصر أنه هو إلا يسلم كل شخص كيكه .. وكــــان مهتم أن حــــور تأخذ من الجهه إلا فيهـــــا صورته
جـــــا الوقت إلا نفتح الهدايــــــا ... طبعا بعد ما تعبت من صجه الأطفــــال ... عفيه عليها البندري تجاريهم وتلاعبهم
كانت أول هــــدية ... من حور .. سراج هو إلا فتحهـــــا والبندري ساعدته
كانت الهدية عبارة عن طاولة صغيرة للأطفال ... وأدوات الرسم ..
أنا إللي عرفته من جنى .. أن سراج يحب الرســـــم
شفت سروج يقوم بجسمه الضعيف ... ويقرب من حور .. وباسهــــا على خدهــــا وشكرها على هديتهـــــا
بعد عمري حوووووري استحت ... ما أصدق حور الملسونه تستحي .. قربت من حوري ومسكت يدهــــا .. وشكله سراج استحى وراح للبندري
قلت له : سراج عيب الولد يبوس البنت ... وأنــــا ماسكه ضحكتي
البندري: حــــرام عليك ... برئ .. شوفي البرائه تنقط من وجهه
ســـراج وهو خجلان مررررررره ويناظر بيده : أنا مــــا أقصد ... حور مثل صديقتي
رحت لــــــــه وحضنته ... يلبووووووو قلبوووووووووو
*
*
*
*
( الجـــــــــزء التـــــاسع )

عبد الله
رن المنبه .. يا الله الواحـــد ما شبع نوم .. لكن اليــــوم الجمعة لازم أقوم وأغتسل على شان لا أتخر على الصلاة .. ولا يجي الوالد اللحين ويعصب علينــــــا ..
قمت من السرير .. وأنـــــا أترنح في مشيتي ..
أمس ما رجعنــــا من الشاليــــه إلا متأخر .. سهرتنـــــا كانت صباحي ..
فتحت المــــاي البارد على شان يصحصحني .. وأنـــــا أخذ دش .. تذكرت الكلام إلا قلته حق البندري عن خطيب دلال إلا ما يتسمى .. سواد وجهه مــــا ينقال .. وأنا بصراحة ما أبي أختي تنحط بموقف محرج قدام دلال .. وإلا فهمته أن دلال طيبه وضعيفة .. ويمكن تصدق كم كلمه حلوة من ها اللئيم .. أو إذا خبرت أبوها يمكن ما يهتم أو يحط اللوم عليهــــا المسكينــــة .. أنا أحس من الأفضل لو أبوي يدخل .. على الأقــــل هو خالهـــــا .. وكلمته مسموعة .. على وعسى يحس أبوهــــا .. أنا ما أدري كيف ها الأب يزوج بنته لأي شخص يتقدم لهــــا .. ما يسأل عنه ولا شي .. مع أني أول ما سألت الشباب .. قالو لي هذا الرجــــال سمعته رايحه فيهـــــا مش بس هو حتى أبوه .. الواحد أيش يقول .. الله يصلحهم
:
:
نزلت تحت وأنــــا لابس ثوب أبيض .. شفت الكل متجمع بالصــــــاله
" الســــــــــلام عليكم "
الكل : وعليكم السلام
ريوم: كان نمت بعد زيـــــادة
سفهتهــــا مالي خلق خناق على أول النهار .. وأنــــا رايح للمسجد .. رحت لأمي بستها على رأسهـــا
جت جنبي ريوم.. بحنيه : أيش فيه المزاج ضارب .. وغمزت لي .. تفكر في حبيبه القلب
مدري ليـــــه ساعتها دق قلبي .. مع اني أبد ما كنت أفكر فيها : ريـــــــــــوم وبعدين معك .. ترى والله مالي مزاج
ريــــوم: طيب طيب .. تبي أسوي لك كابتشينو على شان تروق
ابتسمت .. مدري أيش فيها اليوم ريوم صايرة ذربه: دام من أيدك الحلوة .. مراح اقول لا
نزل أبوي من الدرج بكل شموخ .. وهو لابس الشماغ الأبيض .. ورائحة العنبر و دهن العــــود فاحت بالمكان كله لمــــا دخل الصالة
أبو عبدالله: الســـــــــلام ... يله يا عيال على شان لا نتأخر .. تبون تروحون بالسيارة ولا مشي
ريوم سمعت كلمه مشي جات ركض .. موتيها أقتليها .. لكن لا تمشينها : شنو مشي يبه .. تبي نموت حر
أبو عبدالله : المسجد قريب .. ماله داعي .. وأنا اجلس ساعة على شان احصل لي موقف قريب
ريوم: لا يبه الله يعافيك إذا بتروحون مشي أنا مب رايحة
أبو عبد الله باستسلام: خلاص على شان خاطركـ نروح بالسيارة .. مع إن تروحي لصلاة الجماعة مشي أثوب
ريوم: والله يبه حــــر
أبو عبد الله وهو يتقدمهم لسيارة : الله يعيذنـــــا من حر ونار الآخرة

البندري
خفت ابوي يمشي عني .. نزلت طياري من على الدرج .. لدرجه حسيت اني راح أطيح على وجهي
ركبت سيارة أبوي البورشه الجيب ..
وصلنـــــا المسجد .. حنا دخلنا قسم الحريم ..
يوم الجمعه .. يا سبحان الله تلاقين الكل يترك أشغاله ويجي يحضر خطبة الجمعة ويصلي صلاة الجمــــاعة .. الله يجزاهم خير .. يوم فتحو قسم لنســــاء بالمسجد .. على الأقل النساء والبنات تستفيد .. أحسن من النوم بالبيت ومقابل النت .. وأبوي دوم يحرص علينا على الحضور صلاة الجماعة يوم الجمعة .. يحـــس الـــواحد بالخشوع يدخل قلبه .. وهو يقف بجانب الصفوف المتلاصقة .. ويؤدي صلاته
دعيت بصلاتي أن الله يفك كربه دلال .. والله أنها بنت طيبه وما تستاهل إلا يجيها... وعلى الكلام إلا قاله لي عبد الله .. أستغفر الله ربي العظيم .. يعني معقوله عندنــــا شباب بهذي الطريقة .. ودعيت من كل قلبي أن الله يجمع سلمى بـــ عبد الله .. ومن يدري يمكن هو اللحين يدعي ويتمنى هذي الأمنيــــة
:
:
بعــــد ما وصلنــــا البيت .. أتفقنــــا أنا وعبد الله نخبر أبوي عن خالد وأنه هو إلا يروح ويكلم أبوهـــــا .. رحت جبت له صينيه القهوة مع التمـــــر
صبيت لأبوي فنجان ولعبد الله
عبدالله: يبه في موضوع نبي نكلمك فيـــــه
أبو عبد الله : خيـــــــر أن شاء الله
عبد الله : يبه تعرف خالد خطيب دلال بنت عمتي
أبو عبد الله بحيرة : خطيب بنت أختي .. لا والله ما حصل لي الشرف .. أذكر بس أني شفته بالملكة .. وأبـــد ما أعرف عائلته
عبد الله داخل نفسه .. ولا أتوقع تتمنى يحصل لك الشرف أنك تعرفه : يبه أنا سمعت من الشباب أن الولد سمعته رايحه فيها
أبو عبد الله وهو عاقد النونه: كيف يعني !!!
عبد الله : يــــــا طويل العمر .. ها الخالد قاص على البنت وقايـــــل لها أنه يشتغل بالعسكرية .. لكــن إلا عرفته أنه مطرود صار له سنه من كثر استهتـــــاره وكثر غيابه .. حتى لدرجه كذا مره راح الدوام وهو سكران والعياذ بالله .. وعليه ديــــــون قد شعر راسه .. والمهر إلا أعطها اياه .. بصراحة مدري وين مصدره .. لكن اتوقع أنه مال حرام .. وغير كذا صار يأخذ من مهرهـــــا ويصرفه على البنات والخمر .. وهم أبوه سمعته لك عليهــــــــا
البندري كانت مستمعه بس ... عبد الله ما خبره عن أبوه وكيف أنه يدخل على زوجات أولادة ... وغير وغير ... خلنا نطب على فضيحتهم
لاحظت أن ملامح أبوي تغيرت وكأنه تكدر خاطرة
أبو عبد الله : تمنيت من زمـــــــان أني أنـــــا إلا آخذ البنت وأربيهـــــا .. حرام يكون هذا أبوها .. لكن جدتكم الله يهديهــــا منعتني .. وقالت لي ما نبي مشاكل كفاية إلا صار لأختكـ من وراه .. والله هو طول الأسبوع يشتغل بالسفانية وما يجي بيته إلا نهاية الأسبوع .. وما يعرف شي عن عياله .. زوجته هي إلا متحكمة فيه .. والمسكينة دلال .. أكيد أول مــــا جا ها الولد .. أقنعته زوجته أنه يزوجها على شان تفتك منهـــــا .. ماهي طول عمرهــــا تشتغل خدامه عندها ومربية لعيالها ..
لكني لازم أدّخــــل ها المرة .. مستحيل واحد مثل هذا يأخذ بنت أختي .. وأبوهــــا حسابه معي
وقام ابوي من المجلس وشكله معصب
*
*
صــــدق مخطوبه يــــا فلانه
وصــــدق باشر يزفونكــ
عسى لا يجي باشر وأشوف الدمعه بعيونكـ
مجبوره وغصب يــــا فلان
خطبوني ورضيـــت أنــــي
يذبحوني وتظل أنت
وحيد بهاي دنيانــا
لبست الخاتم بــ إيدي
ويا أيدي حيل حزنانه
كــــــانت تغني بنغمــــه فيهـــا حزن وشجن ... هي نفسهـــــا لا تعلم سبب نغمـــه الحـــزن والشجن في صوتهــــا ...
أسيــــــــــل
دوم البنـــات كانو يقولون لي أن صوتي لمــــا أغني فيــــه شجن جميـــــل .. حنين ..
لكني لا أعلــــم .. من ذو صحيت اليـــــوم .. وأنـــــا أحس بغيمــــه من الأحزان تحيط بي ..
يمكن لأني مملت جلسة البيت .. ما تعودت على هذا الشي .. بالرغم اني خـــايفه من الدوام بالمستشفى مع أشخاص مـــــا تعودت عليهم .. إلا أني متحمسه بنفس الوقت ..
فتحت دولاب ملابسي .. أختار ماذا سألبس .. سأحاول أن أخرج من الملل اللي عايشه فيه وازور سلمى .. أخترت لي بنطلون جينز مع بلوزة باللون البنفسجي الغامق وفيها فيونكه تنربط حول العنق .. لبست ملابسي ولبست مع البنطلون حـــزام عريض ..
ناظرت نفسي بالمــــرايا .. رفعت شعري على الجنبين والبــــاقي خليته نـــازل على كتفي .. أفكر أغير لون شعري الأســــــود .. مع انه عاجبني .. يمكن إذا صبغت شعري أحس بالتغير وتتغير نفسيتي .. حطيت لي غلوس وردي فاتح ..
أخذت شنطتي .. ونزلت تحت .. خبرت أمي أني راح ازور سلمى .. وطلبت من الخدامة تجيب عباتي وتخبر السايق يجهز السيارة ..
كنت واقفه عند المقلط ( مدخل البيت ) .. وكنت مــــا سكة المبخر أبخر عباتي وشيلتي .. أحب أبخر نفسي بالعــــود قبل لا أطلع من البيت .. سمعت حس رجال راح يدخل البيت .. حطيت المبخــــر .. على الطاولة الزجاجية إلا عند مدخل البيت .. ولفيت شيلتي.. بشوف منو جاينــــــا ..
حسيت ســـــــــــــا عتهــــــــا وكأن أحـــــد يكب علي مــــــــاي بـــارد ... مش بس بارد إلا مثلج ... ومن كثر مـــــا تجمدت .. أحس أني ماني عارفة أتحرك .. أخر شخص كنت أتخيل أقابله ها اليــــــوم هو كحيلان .. متى رجع من السفر؟؟
كحيلان: شلونكـ يــــا بنت عمي
حمدت ربي هذاك الوقت أن الشيله كانت على راسي .. لا شعوريـــــا من غير أرادتي نـــــاظرت فيه نظره استحقار
كحيلان: مـــــــا في كلمه حمد الله على الســـلامة
تكلمت .. وأحس كأن نـــــار تغلي داخلي.. وبنبرة استهزاء :
اتحمد لكـ بالسلامه .. وأنت شخص ما تستحق حتى الســـلامة ... وما عطيته مجــــال ومريت من جنبه بكل كبريـــــاء وشموخ
كحيلان : مقبولــــه منك يـــــا بنت عمي .. طيب مراح تجلسين معنــــا .. تسمعين آخر أخباري
رديت من غير نفس .. أيش يبي هذا: آآآآآآسفة عندي أشياء أهم
كنت ناويه أقول أهم من وجهك .. لكني سكت .. مش عشانه .. لأنه موجود ببيتنــــا بس
كحيلان: طيب ويــــــــــن على الله
ناظرته من فوق لتحت .. منو هو على شان يسألني ها السؤال .. أبوي إلا هو أبوي ما سألني : على ما أظن هذا الشي مــــا يخصكـ
شفته رافع حاجب واحـــد .. وحسيت من نظرته وكأنه يبي يقتلني .. حتى نظارته الطبية مـــا أخفت هذي النظرة : كيف ما يخصني وأنتِ خطيبتي
ههههههههههههههههه .. : ضحكتني .. لما تبأ تطول حلمه ودانك يا بابا
وما أعطيت لــــه مجال .. تركته ومشيت .. هذا إلا بقا أتكلم مع ها الأشكـــــال .. نجوم السماء أقــــــــرب له
*
*
*
أمسك بسجـــارته .. وأخذ ينفخ دخانهــــا من فمه .. علا الدخـــــان يزيل عنــــه الضيقة الموجودة بصدره
طلال جالس معه في المقهى إلا متعوديــــن يجتمعون فيـــــه .. ظل يراقب صديـــقة المتكدر .. ويســـمع لسيـــدة الغنـــــاء فيـــروز .. علهـــــا تخفف عليهم بصوتهــــا الشجي
نحنـــــا والقمــــر جيران
بيت وخلف تلالنـــا بيطلع من أبالنـــا يسمع الألحان
نحنــــا والقمــــر جيران
عارف مواعيدنا وتارك بقرميدنا
أجمل الألوان
يـــــــــا قمر سهرنا معك
بليل الهنــــا مع النهدات
يــــا قمر على مطلعك
جرحنا الهوى قوى حكايات
طـــلال وهو متضايق على حال صديقة : من متى رجعت يا عزيز حق التدخين ؟؟
عبـــد العزيز .. ودخان سيجارته ينبعث من فمــــه : التدخين .. يروح الضيق إلا موجود بصدري
طلال نــــادا الجرسون .. وطلب لهم قوة تركية .. على شان تروقهم
عبــد العزيز : يعني متخيل .. بعد كل ها التعب .. وكل الإستشارين يمدحون فيني .. ارسب بالامتحان
طلال يحاول يخفف عليه ضيقة : يـــا عزيز الفشل بداية النجاح .. يعني أنت متخيل كل الناجحيــن بحياتهم .. ما تعثرو في بداية حياتهم
عبد العزيز: مليت من بريطانيــــا والغربة .. أبي أرجع ديرتي
طلال: خلاص يا عزيز .. صدقني هانت .. كلها كم شهر .. وأنا واثق أنك راح تنجح .. وترجع السعودية برأس مرفوعة ..
عبد العزيز مرت عليه شبح إبتسامه : أن شاء الله .. الله يسمع منكـ
طلال: وتتعين بعد في جراحة القلب .. أيش تبي بعد
عبد العزيز : هـــذا حلمي يا طلال .. آخذ اللحين جراحة عامه وبعدين اتخصص جراحة قلب
طلال بأبتسامة : أن شاء الله قريب تحقق حلمكـ
عبد العزيز أكتفى بالإبتسامه .. رفع نظرة وناظر النــــاس إلا يتمشون بالشـــــارع .. وصلت لهم القهوة التركية مع بعض البسكويت ..
لفت نظرة وحده بيضــــا وشعرهــــا بني فاتح مايل للأشقر .. ولابسه تنورة قصيرة بيضا مع قميص أخضر .. كأني أعرف ها البنت شكلهــــا مش غريب ..
البنت دخلت المقهى .. وأنتبهت لدكتور عبد العزيز .. راحت جهتهم
رنــــــا : good morning doctors
عبد العزيز .. لما قربت منهم أكثر عرفها .. وأختفت الإبتسامة الموجودة على شفـــاته ..
طلال أبتسم لهــــا : صبــــــــــاح الورد للورد
رنــــا : كيفكم ... هيدا النهار كتيييييير حلو
طلال وهو يناظر عبد العزيز.. ويرجع يناظر رنا : اكيد حلو دامه الواحد يصبح على وجيه حلوه
رنــــا ابستمت لطلال .. لدرجه بانت أسنانهــــا : اوكي .. ما بدي أزعجكم أكتر .. have a nice day
عبد العزيز وطلال : u to
طلال : أنت أيش فيكـ على البنت .. البنت حلوة ولطيفة
عبد العزيز: كانكـ تبيهــــا .. خذهــــا ..
طلال: والله البنت كاسرة خاطري .. شكلها تموت عليك
عبد العزيز .. ضحك بضحكته الرنــــانه على كلمه طلال .. كل إلا بالمقهى إلتفتو إله .. حتى رنا .. إلا جاسه بزاوية بعيدة عنهم مع صديقاتها
: واللي يرحم والديك فكهــــا سيرة
طلال: على الأقــــل قدرت أضحكك
بعدهـــــا ترك صديقة بالمقهى .. عنده رغبــــه أنه يتمشى بشوارع لندن بروحه .. لبس جاكيته الأسود الجلد الطويل .. لأن الجو فيه برود .. وأمه محرصه عليه يهتم بصحته
تذكر أمــــــه ودق عليهـــــا ..
حس بالراحــــه بعد ما قفل من عندهــــا .. بعد ما سمع صوتهـــــا الحنون الدافي .. وحس أن صوتهــــا خفف عليه ضيقته ..
بالعكـــس حثته أنه يكمل حتى لو أخفق .. هذا ما يعني الفشل .. وخبرته أن أبوه لقى مصاعب كبيرة بداية مشوارة .. لأنهـــــا كانت متزوجته هذاك الوقت
على ذكــــر أمه .. إلا صوتهــــا بالنسبة له بلسم الجروح .. حب يشتري لهـــــا هدية
.. راح لمحــــل مجوهرات دوم يروح له .. ويعرف أن أمه يعجبهـــــا ذوق صاحب المحـــل ..
دخل المحـــــل .. ببوابته الخشبية الأنيـــقة .. وبإنارته التي تعطي بريق مع الألماس
جلس على أحد الكراسي .. وأخبر صاحب المحل أنه يريد هديه للوالدة ..
أحضر له مجموعه من الخواتم الراقيــــــة في صندق مخملي ..
أعجبه واحد كبير وفخم .. حس أنه يناسب لسيدة كبيرة بالعمر .. وخصوصا أيد أمه عريضة ..
رفض صاحب المحل أن يمشي من غير مـــــا يشرب معه عصير ..
لفت نظرة قبل لا يطلع .. طقم ألمــــــــاس مع اللؤلؤ الأســــود .. أخبره صاحب المحل أن هذا من أجود وأغلى أنواع اللؤلؤ .. وأن هذا الطقم تحفه فنيه نـــــادرة
أعجبه الطقم .. تناسق الماس مع اللؤلؤ .. لمعان اللؤلؤ الأسود وكأنه لون الباذنجان .. جات له رغبه يشترية حق عروسه المجهولـــــه .. أو أنه يهديه لأمــــــه .. ما يغلى عليها
*
*
*
وصلت بيت سلمى .. وأنـــــا أحس وكان جاثوم جالس على صدري .. شوفه كحيلان بهدلتني .. كنت أتمنى ما يرجع أبد .. صحيح أمي قالت لي أنه ناوي يرجع قريب لكن مش بهـــــا السرعـــة ..
أستقبلتني سلمى .. وجلسنـــــا مع أمها وأختهــــا بثينه .. بسوالفهم إلا تشرح القلب .. حسيت أحساس الحزن أختفى بالضحك معهم
لكن حسيت أن سلمى فيهـــــا شي .. أنا أعرف سلمى أكثر من نفسي .. المسأله غير سالفه إجهاض أختهــــا .. قربت منها أكثر وهمست في أذنهــــــا
: سلوووووووووووم أيش فيك
سلمى .. سكتت شوي بعدين ردت : ما فيني شي
أسيل رجعت لأسلوبها المرح : مدري ليه قلبي ناغزني ... احس وراك شي
مسكتني سلمى من يدي وطلعنــــــا لمكتب خالهـــــا يوسف : أسكتي فضحتينا
أسيل : مراح اسكت إلا لمـــــا تقولين لي أيش فيكـ
سلمى ما كانت مترددة بل منحرجه كيف تقول لأسيــــل ....
شفت سلمى مستحيه .. ومنزله راسهــــا .. حركات البنات هذي ما تفوتني : سلووووووووم ليكون أنخطبتي وما قلتي لي
سلمى رفعت راسهــــا بخوف : البندري قالت لك شي
أسيل: لا ما كلمتها صار لي يومين ... ليه أيش دخل البندري
سلمى وهي تناظر بأظافرهــــا إلا عليهــــا مناكير فوشي : البندري قبل كم يوم جات .. وقالت لي أن أخوها يبي يتقدم لي
أسيل : كلوووووووووووووووووووووووووووووووووووش ... ألف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد
سلمى خافت أحد يسمعهم قامت وراحت لها وحطت يدها على فمها : خلاص خلاص فضحتينـــــــا
أسيل : وليه على الله ... ليكون أنتي مش مواقفه
سلمى : مدري مترددة .. خايفة .. مدري كيف أوصف لك شعوري
أسيل بحماس: توكلي على الله .. وبطرقة درامية .. أبي أشوفك عروس قبل ما أموت
سلمى ضربت كتف أسيل : ما تتوبين من سوالفك
أسيل : راح أتوب يا ختي لمــــا أنتي تتجوزي
سلمى أبتسمت على هبالهــــــا : عقبالك أن شاء الله
أسيل.. لا شعوريا .. تكدر خاطري .. وتذكرت كحيلان .. أنا عارفة داخل قرارة نفسي .. مهما طال الزمن ولا قصر .. مصيري أتزوج كحيلان
سلمى حست أن صديقتهـــــا فيها شي .. قربت منهــــا وحطت يدهـــا على كتفها : أسيل أيش فيك
مدري ليـــــه حسيت بالضعف .. وأني محتــــاجه أتكلم مع أحد .. تنهدت بصوت مسموع : خليها على ربك يا سلمى
سلمى: أيش فيك أسيل .. تكلمي إيش إلا مضايقك
أسيل : أنا مخطوبه حق ولد عمي
سلمى أبتسمت وباستها عل خدها: مبروك حبيبتي
أسيل تضايقت اكثر .. وقامت وراحت جهه الشباك .. : على أيش تباركين لي يــــــا سلمى
سلمى: ليـــــه أنتي ما تبينه
أسيل: وأتمنى أنه ما أنخلق على وجهه الأرض
سلمى عقدت حواجبهــــا .. هي مش فاهمه القصة .. ولا تتخيل أن أبو أسيل يغصب بنته على الزواج
مرت لحظه صمت بينهم .. كل منهم سرح بفكرة .. قربت منها سلمى ووقفت جنبها قدام الشبـــــاك : أسيل أنتي ليـــــه ما تبينه
أسيل ونظرتهــــا تائهه : تقدرين تقوليــــن أنجبرت عليه
*
*
*
*
*
بـــمجلس بيت بو دلال
أبــــو عبد الله راح لبو دلال وخبره بكل سواد وجهه خطيب بنته .. لكنــــه أصــــر قبــــل لا يطلع يقابل بنت أخته ويقول لهـــــا كل شي بنفسه .. على شان لا يظلم دلال .. والرأي الأول والأخيــــر لهــــــا
بو عبد الله : أيــــش قلتي يا بنتي .. تبين تنفصلين عنــــه .. ولا تكملين معــــه .. لكن اسمعيهــــا مني .. عمر الرجال العوج ما تصلحه المرة
دلال .. صارت من غيـــــر إحساس .. أستقبلت الصفعه تلو الصفعه .. مهي قــــادرة تستوعب أن الشخص إلا حست معـــــه أجمل أحساس بالحب والأمـــــــــــان .. يطلع بها الدنــــــاءة .. كانت تعتبره بلسم الجروح .. لكن اللحيـــــن !!!!
: إلا تشـــــــــوفه مناسب يا خالي سوه
أبو عبد الله : يعني أنتي تبين الإنفصـــــــال ؟؟
ما قدرت دلال تنطقهــــا .. لكنهــــا هزت رأسهـــا بنعم .. وقامت من المجلس وعلى وجنتاها دموع الحسرة .. وخسارة الحب .. لشخص مــــا استحق حبها .. كان شخص خــــاين .. ما أصعب هذي الكلمة .. لما تنقال عن شخص .. كانت تعتبره الروح إلا ساكنه داخلهــــــا .. والمؤلـــم أن خيانته شافتهـــــا بعينه .. شي يحز بالنفس
:
:
:
بو عبد الله .. بعصبية .. لأنه متضايق على حال بنت أخته : هــــذي نتيجة استهتارك .. والله لو أنت سأل عن الولد مثل العالم والناس .. ما صار إلا صار
بو دلال بكل برود : استهدي بالله يــــا بو عبد الله
بو عبد الله ... ما عاد يقدر يستحمل بروده أكثر من كذا : يعني أنت عاجبكـ حال البنت .. وأنا اشوف دموعهــــا والحسرة بعيونهــــا .. يعني تظن سهــــل عليها وهي تحمل لقب مطلقة ... ذنب البيت برقبتكـ
قـــــام وطلع من المجلس وهو معصب .. أيش ها الأب البــــارد .. إلا ما يهتم لمشاعر بنته
*
*
دخلت البيت ...بعد مــــا سلمى اصرت علي أني أتعشى عندهم ..
رحت جهه الصاله ما لقيت أمي وأبوي ..
تلاقينهم بغرفتهم .. طلعت غرفتي أبــــدل ملابسي .. لبست لي ثوب نوم ليموني ..
وأنسدحت على السرير ..
أحــــس بالراحة بعــــد ما كلمت سلمى .. وشكيت لهـــــا الحــــال
أعطتني الدعم أني أكلم أبوي .. وأني أرفض ولد عمي .. خلاص أيام الضعف ولت .. وأنا اللحين كبيرة وما عدت أسيل الطفله
:
:
رجعت بي الذكريــــــات للورا ..
والله أني اشتقت لجمعــــه البنات ..
أيام الشقة .. وأيــــام المستشفى ..
كنا دوم نمشي مع بعض بالمستشفى .. كنــــا مميزين بجمعتنا .. وكنا دوم نلفت الأنظــــار ..
أشتقت لنشاطاتنــــا
يـــــوم الجاليات .. يوم مميز بالنسبه لنـــــا .. والشغل إلا نشتغله.. ونكون واجهه لبلادنــــا الحبيبة ..
كنــــا نستمتع بها اليوم ...
بالجلابيات إلا نلبسهـــــا .. والأكل إلا نعمــــله .. غير الأعمال الفنية .. إلا الطلبة تشاركـ فيه .. يكون شعار من شعار المملكه .. كا الكعبــــه .. أو سيفين ونخــــله .. وبعدين العصـــر بقسم الرجـــــال الأولاد يعملون العرضة السعوديــــــة ..
كـــــانت أيام .. مستحيل تتكرر
آه مــــا أصعب الذكريــــات عندمــــا تلوح في الأذهــــان
قطع عليهـــــا سيل ذكرياتهـــــا .. صوت أمهـــــا
أسيل : هلا يمــــه
دخلت أمي وجلست جنبي على السرير .. لاحظت أن بعيونهــــا فرح : خيــــر يمه .. بغيتي شي
أم أسيــــل : سلامتك حبيبتي .. جيت أطمن عليكـ .. كيف سلمى وأمهــــــا
أسيل: بخير يمـــــه .. تسلم عليك أم ماجد
أم أسيــــل : الله يسلمهــــا ... دريتي يمه أن ولد عمك كحيلان وصل من بريطانيا
الإبتسامه إلا كانت مرسومه على شفاتي .. أختفت مع طاري اسمه : أيـــــــه يمه دريت .. وخير أيش جايبه اليوم بيتنــــــا
أم أسيـــــل .. بتردد .. هي عارفـــه أن بنتهــــا مش متقبله الولد .. لكن ما بيدهــــا حيله: اليوم جا وحدد موعد الملكة مع أبوكـ ..
حسيت وقتهـــــا وكأن أحـــد صفعني .. آآآآآآه يا يمه ليتك صفعتيني ولا قلتي هذا الكلام .. كانت الدمعة حايرة بطرف رمشي : يمـــــه يمـــــه أنــــا ما أبيه
أم أسيــــل .. بضعف وقله حيله : حاولت أقنع أبوكـ .. لكن أنتي تعرفيه عصبي وعنيد .. ويقول خلاص هو أعطاه كلمه .. ما يقدر يتراجع عنهـــــا
أسيــــل أنهارت وقامت تصرخ: وكلمته على حســـــاب بنته .. أنــــا شنو بالنسبه لكم .. لعبه تلعبون فيهــــا .. أنا عبده عنده ... ما كأني بشر أحس ... ما قدرت تكمل كلامهـــــا .. وأنهارت بحضن أمهـــــــا
:
تركتهــــا أمهــــا على سريرهــــا على شان تنام وترتــــاح .. طلعت من الغرفــــة وأطفأت الأنوار ..
لكن عبث تنــــــام
كـــانت على سريرهــــــا ..
كـــ احتراق الشموع
أعبث بالتـــفكير ولم أنم
في الفراش بـــاقية كـــشمعه تحترق
أتيت لتخطف مني أغلى مـــا أملكـ
والدموع تحترق تحت هدبهــــا
سالت دمعه حــــارة على خدهـــا النرجسي
فجـــراح القلب لا تندمل .. وآلام الروح لا تصدأ
آه مـــا أقسى الشعور إلا أحســـــه .. حتى الدموع .. ما تنفع .. ولا راح ترجع لي سعادتي وذكرياتي الحلوة وراحه بالي ..
قمت من الســـرير .. الظلام يلفني من كـــل جانب .. لم أعد أخشى ظلام الليل .. فالظلم بحياتي طغى على كـــل ظلمه ..
فتحت نـــور خافت .. نــــاظرت نفسي بالمــــرايـــــا
يــــا أسيل أيش راح تفيد هذي الدموع .. والحزن
أنتي قــــوية .. وراح تظلين طول عمركـ قوية
يــــا جبل ما يهزكـ ريح .. لا كحيلان ولا عشرة من أمثاله راح يحطمكـ ..
فتحت دفتري .. مسكت القلم بين الخنصر والإبهــــام
ينــــام القلم الســــاهر ليسطر نبضي
لا يعرف كيف يخط هواي
أني أتعذب .. يهتف بي
أهتف أكتب أو اصمت
أضغط على القلم
ليكتب حروف ملتاعة
تتبعثــــر كل الكلمات
أني أموت ببطء من الوجع الساكن في أضلاعي
*
*
*
البنـــــدري
صبـــــاح جميل .. مع صوت هـــديل الحمـــــام والندى الخفيف على أوراق الشجر
نزلت تحت وأنـــــا لا بسه بجامة باللون البنفسجي الغامق .. لقيت أمي تفطــــر .. وريوم راحت الجــــامعة ونرجس بالمدرســـــه
: saly make to my omelet and cappuccino
جلست مع أمي على طاولة الإفطـــــار: صباح الخير يمه
أم عبـــد الله : صبـــاح النور
البندري: يمــــه كلمتي أم سلمى
أم عبد الله : أيـــــــــــه نسيت يا بنتي ... ذكرك الله بالشهادة .. أنا قايله راح أتصل عليها أتحمد لهــــا بالسلامه وافاتحها بموضوع عبد الله
البندري: أنـــــا كلمت سلمى ... لكنها ما ردت علي .. أتوقعــــها مستحيه .. أعرف أنا سلمى
أم عبد الله ابتسمت : الله يكملهــــا بعقلهــــا
أمي طلبت من الخدامة تجيب لهـــــا التلفون اللاسلكي ..
كلمت أم مــــاجد .. وفاتحتهـــا بموضوع الخطبة .. واتفقوا على يــــوم الخميس
:
:
بعــــد ما خلصت فطور .. رحت كلمت أبوي .. بشوفه أيش سوى على تقديمي .. أتمنى أنا وسلمى وأسيل نصير في مستشفى واحــــد
وأنــــا أكلم أبوي شفت call waiting
من دلال .. بعد ما قفلت من عند أبوي دقيت على دلال
: هلا دلول كيفك
دلال وبصوتهــــا بحه : بخير
حسيت من صوتها أنها تبكي : دلال ... أيش فيكـ
دلال.. زادت بالبكي : تخيلي يا البندري ... راح أبوي يكلمه على شان يطلقني .. قال إذا تبوني أطلقهـــــا ترجعون لي المهر ويبي زيــــادة عليه
البندري: أي مهـــــــر .. مش كفاية ما خذ هو نص المهر من عندكـ
دلال بين شهقاتهــــا : أيـــــه ... لكن يقول ما في أثبات ... أنـــــا الغبيه .. إلا أعطيته
ما عرفت أيش أقول : لا حول ولا قوه إلا بالله
دلال: أبوي هزأني وضربني ... ويقول أني استاهل إلا يجيني ... تعبانه يا البندري أيش أسوي .. قلت لأبوي يرفع عليه قضيــــه .. لكنه رافض ومايبي مشاكل والمسأله توصل للمحاكم
البندري: مدري والله ايش أقولك ... لكني بخبر أبوي وبشوف أيش راح يسوي .. أهم شي أنتي لا تحــــاتين .. وأن شــــاء الله الأمور راح تنحل
دلال: أن شاء الله ... والله تعبت .. مرت ابوي تتريق علي بالرايحه والجاية .. وتقول اني استاهل إلا يجيني
البندري: حــــاولي أنكـ تتجنبيهــــا على الأقل ها اليومين
دلال بقله حيله : راح أحاول
لا حول ولا قوة إلا بالله ... ها البنت ما لهـــا حظ بالدنيـــــا
*
*
*
عبـــد الله
مقهور من ها السبال خــــالد .. عجل قال أيش ما يبي يطلق إلا لمــــا يدفعون له كل المهر وزيادة كمــــان لكن محــــد يعرف لهـــــا الأشكـــــال غيري ..
كلمت أحد الشباب يــــدبر لي رقمــــه .. لازم أقابله وأتفــــاهم معه .. تركت الجوال على الطاوله ورحت غرفة الملابس أغير ملابسي ..
لبست لي بنطلون جينز .. مع بلوزة من لاكوست سودا
:
:
نزلت تحت لقيت خـــــالتي هدى موجودة .. عندنـــــا سلمت عليهـــــا .. بعد ما أخذت أمي على جنب وخبرتهـــــا أنهــــا ما تقول لأحد عن خطبتي .. حنـــــا لسه ما تقدمنــــا رسمي .. والبنت ما وافقت .. وأنــــا أعرف خالتي هدى بخور السوق ..
ركبت سيــــارتي الرنج روفر .. وشغلت التكيف .. الجو حــــار ها اليومين .. وهذا حنــــا بداية الصيف .. توجهت لبيت بندر .. وأنــــــا بالطريق كلمت هـــا الخالد .. وأتفقت معه أنه حنـــــا نتقابل عند كورنيش الخبـــــر .. قريب من د. كيف ..
أنـــــا لازم أعلمه درس مــــا ينساه طول حيــــاته وعلى شـــــان يعرف بنات النـــــاس مهي بلعبــــه بيده
:
:
غيرت ملابسي ... لبست لي تنورة رمادية مع قميص وردي .. ونزلت تحت بعد ما خبرتني أمي أن خالتي هدى جــــاية تزورنــــــا ( خالتي هدى أصغر خالاتي )
دخلت مجلس النســـاء .. لقيت ريوم جالسه مع خــــالتي تسولف ..
" هـــلا خالتي .. شلونكـ "
خالتي هدى: هلا هلا بالبندري .. أيش دعوة ما تسألين عن خالتك ولا شي
يــــا الله بدينا بالعتاب: اعذريني يــــا خالتي .. مشغولة بالتقديم
خالتي هدى : الله يوفقك
البندري: أجمعين
:
:
ريوم اليوم كــــاشخة لابسه برمودا جينز مع بلوزة ليمونيه طويله توصل لنص الفخد ، ريوم : إلا أيــــش رايكـ يـــا خالتي تخلي بنتك تسافر معنـــــا
خالتي هدى: لااااااااااا مجنونه أنــــــا أخلي بنتي تسافر معكـ ... شايفتهــــا مفلوته زيكـ
:
:
حسيت وقتهـــــا أن لون وجهه ريوم تغير ... الله يهداهــــا خالتي أحيان ترمي كلام ما تدري أيش معناه
جات أمي ومعهــــا صينية الحلى ... وقتهــــا استأذنت ريوم بحجه أنه وراهــــا دراسة .. كان ودي ألحقهـــــا لكن حسيتها مش حلوه أترك خالتي أنا وريوم
:
:
خالتي ما طولت وأول ما طلعت .. رحت لغرفه ريوم .. طقيت الباب بهدوء ودخلت عليهــــا .. لاحظت أنهــــا مسحت أثار الدموع وكأنهـــا ما تبيني أشوف دموعهــــا
" ريـــــــــــوم .. هذي الا تقول راح تدرس"
ردت علي من غير نفس ، على غير عـــــادتهـــا : مالي خلق أدرس
رحت جلست جنبهــــا ، وبحنيه قلت لهـــا : ريوووووووم لا تزعلين من خالتي ... تراها مهما يكون خالتي
ريوم وقفت وبعصبية : هذي خالتك ... ما عندهــــا أسلوب بالكلام .. يعني ما ناقص إلا تقول أبوكـ ما عرف يربيك .. يعني على شان يشوفون الواحد يضحك معاهم .. يرمون الكلام على كيفهم .. وكأن إلا قدامهم مش إنســــــــان عنده أحســــاس ومشــــــــاعر
... شفت دمعه يتميه نزلت منهــــا ، لكنهــــا مسحتهــــا بسرعة : ريوووووم على شان خاطري .. والله مو لا يقك عليكـ الزعل
شوفي وجهك صــــار كيكه منتفخة من البكي
ريوم راحت جهه المرايـــــا ، وضحكت على شكلها ، وضحكت أنـــــــا معهــــا
:
:
عنــــد الواجهه البـــحرية بالخبر ..
عبد الله وبندر كانو ينتظرون خــــالد يشرف ..
بعد خمس دقايق .. وقفت جنبهم سيــــارة كامري باللون الأخضر ..
ونزل واحد منهــــــا لا هو بطويل ولا بقصير .. أسمر اللون وضعيف حيل .. لابس بنظلون جينز .. وبلوزة مخططه بالعرض ..
عبد الله وهو بالسيــــارة : من شكله هيلقي
بندر: هههههههههههههههههه .. اذا انت من اللحين بديت تغلط عليه .. الله يستر من تاليها
عبد الله وهو ينزل من السيــــارة : أقول بطل كثر حكي
:
:
وقف قدام خـــــالد تماما : السلام
خالد: وعليكم السلام
عبد الله وهو يناظره بشمأزاز : من غيــــــر لف ودوران .. أنــــا جاي اليوم على شان تطلق بنت عمتي .. وزي مــــا دخلت بالمعروف تطلع بالمعروف
خالد: ومـــن أنت على شان تطلب مني ها الطب ... أنا أحب زوجتي وهي تحبني
عبد الله ماهو قادر يتحمل ملاقته أكثر : بلا حركات الأفلام المصرية حقتكـ .. وبلا كثر حكي فاضي
خــــالد ، بدأ يخاف من نبره عبد الله : أنــــا مالي كلام معكـ ... أنا لي كلام مع الرجال ... إلا هو أبوها
عبدالله ، بدا يستفزه بكلامه ، واشر عليه بإصبعه: أصلا لو أنكـ رجــــــــال .. ما كان هذي عمايلك ... لكن للأسف أنت ولــــــــد أمـــــــــــك
خالد قرب منه معصب : أحترم نفسك أحسن لك
عبد الله قرب منه أكثر .. وصار مقابل له وجه لوجه : أنــــــــــــا محترم نفسي قبل لا أشوف هـــــــا الأشكال
بندر خاف على عبد الله ... لا تصير هوشه .. قرب منه ومسكه من يدة : يــــا عبد الله استهدي بالله وبلاها ها المشاكل
:
:
:
صــــار لي ســــاعة أغير بها القنوات ولا فية شي عــــاجبني .. كل إلا بالبيت نامو .. حتى ريوم نامت من بدري .. وعبد الله طالع مدري وين رايح .. وبندر أدق عليه مــــا يرد ... مدري وين رايحين ها الأثنين ..
أخر شي حطيت على مسلسل friends
وجلست أشاهده .. على الساعة 12 تقريبــــا .. شفت أبوي نازل من الدرج .. وغترته على كتفه .. وثوبه من مش مسكر أزاريره كــــامله .. أستغربت أبوي مـــا يطلع ها الوقت .. أن شاء الله خير
" يبــــه وين رايح ها الوقت "
شكل أبوي ما انتبه أني جالسه بالصاله وهو نازل ... إلتفت علي لما سمع صوتي
" أنتي ليــــــــه صاحيه لها الوقت "
" أبد يبه متملله وما فيني النوم ... يبه انت وين رايح "
شفت أن لون وجهه تغير ، ورد علي: رايح المركز ، اشوف أخوكـ أيش مهبب
أنــــا أنصدمت : مركز الشرطة ... وبندر معه
أبوي وهو يمشي جهه الباب : أيـــــــه
وانا ما زلت مصدومه .. ماني قادرة أصدق .. : ليه هم بالمركز
رد علي: تخانقو مع خالد خطيب دلال
رحت وراه .. وكأني أبي أروح معه مركز الشرطة ... شفته يركب سيارته .. أمــــا أنا جلست على الدرج إلا عند مدخل البيت ... ما ودي أرجع البيت .. ضاق خلقي ..
بعدهــــا شفت ابوي فتح شباك السيارة .. قبل لا يطلع من البوابة الرئيسية : يـــــا البندري لا تجلسين بالحديقة بها الليل .. ادخلي داخل البيت
" أن شاء الله يبه "
دخلت البيت .. وأنــــــا ضايعة ... ما أتخيل عبد الله وبندر بها الطيش يروحون يتخانقون مع الرجال .. الله يستر .. أن أيش إلا خلاني أخبر عبد الله بالموضوع
جلست أدور بالبيت من غيـــــر هدف .. مستحيل أنــــام إلا لما يرجع عبد الله وأعرف منه السالفه كامله .. أبوي ما عرفت آخذ منه لا حق ولا باطل
لا حول الله أيش ها اليــــوم ، ريوم نامت وهي زعلانه .. وعبد الله وبندر بمر كز الشرطة
:
:
على الســـــاعة 1 ..
شفت باب البيت ينفتح .. رحت ناحيته بسرعة ..
عبد الله جاي ومنزل راسة .. شكل أبوي أعطاهم محاضرة طويله عريضة .. أعرف أبوي .. وبعد أبوي .. دخل بندر ..
شفت عند رقبته جــــرح .. ظليت اراقب بندر .. ما حسيت أن أبوي طلع غرفته ينام ..
عبد الله : يله تصبحون على خير ... أنا طالع أنام
إلتفت لعبد الله : على وين .. أيش صار .. وليه رحتو مركز الشرطة
عبد الله من غير نفس .. لأنه تعبان وهلكان : البندري والله مالي خلق .. خليها لبكرة .. تركني وطلع فوق ..
لاحظت بندر من أول مـــا دخل وهو ساكت مـــا تكلم .. قربت منه وأنــــا خايفه عليه .. وقفت قدامه .. ولا شعوريـــــا نزلت دموعي ..
البندر ، بصوته الحنون : البندري ليـــــــه تبكين
"كنت خــــايفه عليك "
قرب مني وقفبل جبيني ..
" بندر تعــــال .. خلني أنظف جرحك " .. و أنــــا ألمس الجرح إلا في رقبته
بنـــدر: معليش حبيبتي .. أمي أكيد قلقانه علي .. تصبحين على خيــــــر
تضـــــــايقت أنه طلع من البيت .. كان ودي يجلس معي .. أنظف جرحه .. أداوية ..
حسيته تعبان .. يــــا بعدي .. كان ودي أخفف عنــــه .. راقبته ليــــن طلع من البوابة الرئيسية .. قفلت البــــاب بعدهـــــا ..
طلعت غرفتي .. خطرت على بــــالي أرسل لـــه مسج .. مسكت الجـــوال .. وكتبت
" حبكـ رسمكـ بناظري ويــــن ما روح
كـــل الدروب توصل القلب بابكـ
لو كان مــا في الوصل غايه ومصلوح
مشكلتي أني مـــا أتحمل غيابكـ "
حطيت الجوال على الكومدينه إلا جنب السرير .. مدري ليــــه حسيت براحة لمــــا أرسلت له رســــاله .. حصيت راسي على المخدة ونمت
جـــــــالسه على الكرسي الهزاز وبحضني اللا بتوب .. وجنبي كوب ماء ساخن مع النعـنــاع .. علاّ رائحة النعنــــاع الفواحة تهدأ من نبضاتي السريعة وتوتري ..
:
:
أشغلت نفسي بالنت .. فتحت أميلي .. لقيت رســــاله من عنـــد أسيل ( friends ship )
فتحتهـــــا .. كـــانت عبــــارة عن slides
أعجبتني حيـــــــل الموسيقى الكلاسيكيــــة مع الصـــــور .. والأحلى الكــــلام .. أكيــــــد هذا تصميم أسيــــل
أغلبهـــــا صورعن الأصدقـــــاء والطـــفولة
من بين الصور .. صورة طفــــل جنبه مكتوب " الصداقة ملح الحيــــاة " وتحته قلب ينرسم وداخله ورده
" الصديق الحقيقي هو الذي يمشي إليكـ عندمــــا باقي العالم تبتعد عنكـ "
طفليـــن حاضنين بعض " الصداقــــة هي عقل واحد في جسدين "
" الجميع يسمع مــــا تقول .. والأصدقاء يستمعون لمــــا تقول وأفضل الأصدقــــاء يستمع لمـــا لم تقول "
" الصـــديق هو الشخص الذي يعرف أغنيــــه قلبكـ ويستطيع أن يغنيهــا لكـ عندمــــا تنسى كلماتهـــا"
يـــا بعد قلبي يــــا أسيل .. رسالتهــــا مرررررره عجبتني .. طول عمرها حبوبه ها البنت .. والله مـــا تستاهل إلا يصير لهــــا .. حاولت أقنعهــــا أنها ترضى بالأمر الواقع .. لكنهــــا رافضة .. حتى أنهــــا رافضة تجهز لحفله الملكة أو حتى تشتري لهــــا فستان .. تقول مثل ما هو دبر الملكه بروحه .. خله يجلس يوم الملكه بروحه من غير عروس
:
:
قطع علي سيــــل أفكاري الجارف .. صوت خالي الحبيب .. شفته يحمــــل بـــاقه ورد كبيرة .. كلهــــا مغطاة باللون الأبيض من الورد الزنبق والأوركيد..
" الله خــــــــالي هذي لي " حطيت اللا بتوب على الطاولة ورحت له
يـــوسف : أيــــــــه هذي لكـ
وأنــــا أتلمس البــــاقة " مشكـــــــور خالي .. لكن ما قلت لي أيش المنــــاسبة "
يوسف : من قالك أنها مني
أستغربت .. إذا مو من عند خالي من عند منو ؟؟ : عجــــل من ميـــــــن !!
يوسف غمز لهــــا : من حبيب القلب
فتحت فمي : هـــــــــــــــــــاه
يوسف ضحكـ .. والأكيد أنه ضحك على شكلي العبيط : أيـــــش عليكـ من أول يوم وجايب لك بــــــاقة ورد
أخذت باقة الورد منه وحطيتها على السرير على شان أتهرب من نظراته : خــــــالي .. مش هذا المهم ..
يـــوسف : عجل شنو المهم
سحبت ايده وجلسته على الكرسي الهزاز … وأنا جلست على الطاولة قباله : أنت كيــــف شفته .. وعمي جـــــا ولا ؟؟
يوسف .. تكلم بكل جدية : أيوه عمكـ جــــا .. وتعرفين عمك تهمه المظاهر .. وأعجب بأبو عبد الله .. هو مشاء الله عليه أسلوبه و دبلومـــــاسي .. وباين عليــــه إنسان راقي
ابتسمت على كلام خالي .. تذكرت البندري دايم تقولي .. مع أبوي ما أقدر أقنعه .. هو إلا يقنعني بأسلوبه الدبلوماسي
خالي فهم سكوتي .. أني أبيه يتكلم عن عبد الله : أيــــــــــــه عارفكـ انتي تبين عن عريس الغفله
" حرام عليكـ خالي "
ابتسم على كلامي : لا والله عبد الله خوووووش رجال .. يعني يــــــا سبحان الله في نــــاس من أول مرة تشوفيهم يدخلون قلبك … ايش فيك تناظريني كذا
" خالي وبعدين معكـ كمل "
يوسف : دامك تعصبين علي مراح أكمل ..
لحول : خالي تكفى .. أنت كيف شفت الرجال
يوسف : حبوب ..
بوزت : بــــــــــس
يوسف : هههههههههههههههههههههههههه .. بصراحة أنا سألت عنه قبل لا يجي اليـــــوم .. وقالو لي أنه والنعم فيــــه ، وخير ما تناسبو .. أخلاق الرجال ودين .. واليوم لمـــا قابلته .. بين هذا الشي .. سمـــائهم في وجههم
سكت مــــا عرفت .. أيش أجاوب .. القبول عندي أكثر من الرفض .. أحس إذا رفضته كأني أظلمه ..
يـــوسف: أنتي يــــا سلمى أيش رايكـ
سكت ما عرفت أيش أقول .. أو الناس بهذا الموقف أيش تقول
يوسف : يعني أنتي مواقفه مبدئيا
هزيت راسي بنعم … ونزلت راسي .. خجلت .. مع أني مش من العادة أخجل من خالي .. أنا أعتبره كـــا صديق لي
يـــوسف وقف : أنتي فكري على راحتكـ .. هم مش مستعجلين ..
وقبل لا يطلع .. لكن لا تطولين ترى الرجال بعدين يطفش ..
طلع وتركني
:
:
:
هذي اللحــــظه تبددت همومي ..
أحــــس بنور مشع .. ينور نــــافذة حياتي
:
:
مسكت بـــــاقة الورد .. لا شعوريــــا أبتسمت أكيد البندري قالت له أني أحب ورد الزنبق .. أنتبهت أن بين الورد بطاقة .. سحبتها بخفه .. على شان لا يخرب شكل الورد ..
رحت وجلست على الكرسي الهزاز إلا بالغرفة .. وفتحت البطاقة
قريت مطلع القصيــــدة المكتوبة
إذكريني
كــــل مــــا عانق نــــظر عينكـ قمــــر
لـــثم خــدك شعـــــــاع من غــــروب
أو نسيم هفهــــف بشعــــرك سحـــــر
أو تغنى بـــــالهوى صوت طـــروب
أو تبــــلل كفّــــك بقطـــر المطــــــر
أو تبسّـــــم بالسمــــــــا نجم الجنوب
أو ضحك وردِ على عودِ خضـــــر
أو نقــــل لك نفحة خزامى هبـــوب
أو تهــــادى مــــوج في شط البحـــر
ينشط الراحة بعــــد يومِ تعـــــــوب
أو خيـــــال من قـــديم أمسك حضر
يستفـــز القلب بــــالصوت العتوب
أو تجاســـر فكر في ليله حــــــــذر
يسترد الحــــلم من دروب الهروب
إذكريني واســـتعيديني شـــــــــــعر
صـــادق المعنى ولـــو وقته كذوب
مـــــــا توقعت ذوقـــــه راقي .. هذي القصيدة أذكر قريتهــــا للأميــــر خالد الفيــــصل .. بصراحـــــه حلوة ..
تتبدد من أوقــــاتي وحشـــه الليل البهيم .. وأعود أعاتق فيك ضوء القمر وقت السحر ..
يجتاحني شعور غريب إليك
أنين يعزف بين حنــــايا الصدور يحن إليك
أنــــا في إنتظار ساعات اللقاء .. تمر الساعات وكأنها دهور
وأنـــــا في إنتظار \
\
\
ترقبوا الاجزاء القادمه
اروع واروع
( الجـــــــ العـــاشر ــــــزء )

بالسيـــــارة رايحين نزور مـــريم ببيتهـــــا .. أمس بالليل طلعت من المستشفى بعد عملية قيصريــــة .. أمي راحت زارتهــــا بالمستشفى .. تقول جابت ولد قمر سموه محمد ..
:
:
وصلنــــا بيتهم .. دخلنــــا غرفة الضيوف .. بمـــا أن مريم تعبـــانه حطو لها سرير حق إلا يجي يزورهـــا وأمها تجي تبات عندهــــا
:
:
سلمت على مريوم : لا لا تقومي من السرير .. حمـــد الله على السلامة .. وأخيرا صرتي أم محمد
مريم .. بصوتها المتعب وهي منسدحة على السرير : الله يسلمك حبيبتي
جت ريوم سلمت عليها هي وأمي .. وأنــــا رحت جهه سرير البيبي .. محمـــد الصغير .. يــــــــاربي سلم يجنن .. صغيرووووووون .. خفت بصراحة أحمله .. جسمه مرررره صغير .. أخاف يطيح من يدي .. لكني ما قدرت أقاوم الرغبه أني أبوسه .. يا الله بشرته حيـــــــــــل ناعمه مثل الورد .. مسكت يده الناعمه والصغيرة مره
" رررريوم .. تعالي شوفي حمودي .. يا قلبي "
ريوم .. بصوت مرتفع : يـــــــــــــــالبووو قلبووووووو
" أوووووووص .. ازعجتيه .. شوفي ملامحه أعتفست "
ريوم بصوت خفيف : أبي أحمله
رفعته لهــــا من السرير وأنا اسمي عليه : بسم الله الرحمن الرحيم ... أمسكيه زيــــــــن
أخذته ريوم وهي خايفة ..
شفت خالي جـــاسم دخل علينا في المجلس ... سلمنــــا عليه أول مـــا دخلنا البيت
جـــاسم : بشويش على ولدي يا ريوم
ريوم عفست ملامحهــــا : أيش دعوه .. بآكله .. تراني كنت نــــاوية أخطبه حق بنتي المستقبلية ... لكن اللحين غيرت رأيي
جاسم: ومن قال أني أبي أزوج ولدي حق بنتك
ريوم : يحصله أصلا .. دام أمهــــا ريوم .. كل ها الجمال والدلال .. لكن خل ولدك عندك يطيح في كبودكم .. محد راح يــــا خذه
كلنـــــــا ضحكنــــا على ريووووووم .. ما تبطل سوالفهـــــا .. هي من خلصت أمتحانات .. وأنـــــا شاكة أن فيها نسبه من الجنون ..
جــــاء خالي وأخذ البيبي من حضن ريوم .. وراح جلس في زاوية بالمجلس على شان نأخذ راحتنــــا بالسوالف .. لكن حسيت خالي متغيــــر .. شكله فرحان بالطفل الجديد .. صدق إذا قالوا الولد عديـــــــل الروح
:
:
على الســــاعة 9 رجعنــــا البيت .. طلعت لغرفتي .. لازم أبتدئ أجهز أغراضي لسفر .. راح نسافر بعد يومين .. وأنــــــا لسه ما رتبت الشنطة .. لو تدري أمي أني للحين ما رتبتهــــا .. كان أيش يسكتهــــا .. أكيد راح تقول أني بـــاردة ومش مهتمة .. مدري ليه أحب أجهز أغراضي ساعة الصفر .. أحس لهــــا طعم خاص .. والواحد يجهز أغراضة على السريع ..
فتحت دولاب الملابس .. أنـــــا مرتبة الأغراض على جنب .. وحاطتهم في بالي إلا نــــاوية آخذهم معي ..
غير كريماتي إلا ما أقدر استغنى عنهم ..
دخلت ريوم الغرفــــه : البندري راح تأخذين معك إكسسوارات
" ليــــــه آخذ معي .. أيش دعوه بروح حفله "
ريوم : يعني الواحد مــــا يكشخ .. وبعض الملابس حلو عليهـــــا السلاسل الطويلة
" اممممممممممم .. فكرة .. تشوفينهــــا بالعلبة إلا بالدرج الثاني " وأنــــا أشر لهــــا على التسريحة
ريوم : شكل شنطتك فاضية .. يمكن اجي أحط الجاكيت الجلد حقي عندك .
"حراااااام عليك كل هذا وفاضية .. أنتي إلا شكلك مــــا أخذه الكبت كله "
ريوم: شنو يعني .. الواحد مــــا يأخذ ملابس معه
" ذكرتيني بدق على بندر ... بذكره يأخذ معه ملابس ثقيله شوي .. يمكن زلمسي بليل برد .. أو نروح فوق الجبـــــل "
طلعت ريوم من الغرفة وهي تتريق علي : روحي كلمي بندر حقك
" مالت عليها ... أكلم بندر حبيبي أحسن لي "
:
:
:
:
يـــوم الاثنين.. جات سلمى مع أمها يزورونــــا .. لأن بكرة بليل راح نســـــافر
كنــــا جالسين بمجلس النساء ..
" والله سلوووووووووم راح أشتاق لك "
سلمى : والله حتى أنــــــا .. حتى من الزهق قلت راح أداوم الأسبوع الجاي
البندري: لا أنـــــا راح أداوم لما أجي من السفر
سلمى : لا مـــا أظن السنه نسافر ... وأمي أحس صحتها تعبانه ..
البندري: خير عسى مــــا شر
سلمى : لا توني قبل يومين .. رايحين العيادة .. السكري مش منضبط عندها .. وغير كذا الضغط مرتفع عليهـــــا
البندري: طيب ليـــــه ما تأخذينها مكة ولا المدينة تغير جو
سلمى : مدري .. أشوف أقنعهــــا
جات ريوم لنــــا : أيش رايكم نطلع فوق .. راح أفرجيكم تصميم عاملته بالفوتو شوب
سلمى: حركات ريوم تعرف تصمم
ريوم : أحم أحم .. خطيرة أنـــــا .. وأخذت صور العائلة كلهم ودخلت عليها موسيقى .. طلع فيديو خيال
:
:
طلعنـــــا فوق بعد مــــا أقنــــعنا سلمى أن عبد الله مش موجود بالبيت .. كل خوفها أن
عبد لله يشوفها .. شكلي راح أتعذب معها بالأيام الجايه
ريوم : أيش رايك سلوم أفرجيك غرف بيتنـــــا
أنا فهمت مغزى ريوم ..
سلمى: أيـــش دعــوة أول مرة أجي بيتكم
ريــــوم مسكت أيد سلمى ومشتهــــا : لا لا في غرف مــــا شفتيهــــا
دخلنــــا أول غرفة عبد الله إلا على شكـــــل سويت ..
عبد الله هو إلا مختــــار ديكورات غرفته .. كانت غرفته راقيـــــة ..
سرير بالنص وخلف السرير فيــــه شباك والستـــائر بستايل روماني نفس إلا بغرفتي لكن لونهـــا مختلف هو باللون البيج والذهبي .. غير الشباك إلا جهه الجنوب
فـــالنور يدخل الغرفــــه بشكل قوية .. تحسين الغرفة منوره وتشرح الصدر
ومكتب على جنب الغرفـــــة فيه بعض الكتب .. وفوقه اللا ب توب
سلمى : حلوه الغرفة ... لمين هذي .. ما أصدق هذي الغرفـــة المرتبـــة لـــ ريوم !!!
توني راح أرد عليهــــا .. وأقول لها هذي غرفة عبد الله
إلا .....
" أيـــــــــش عندكم بغرفتي "
أنا ناظرت سلمى إلا أختبصت ولبست شيلتها إلا على كتفهـــــا وغطت وجهه على طول
سحبت سلمى وطلعنـــــا من الغرفه على طول من غير كلام ... وعبد الله واقف عند البـــاب .. ما اعتقد أمداه يشوف سلمى
:
:
:
:
ريـــــوم
يمه البندري راحت .. واستلمني عبد الله
عبد الله : أيش عندكم بغرفتي .. ومني هذي إلا معكم
رفعت نظري لوجهه .. وعلى وجهي علامات !!! : هـــــــــــــــــاه
أنا اختبصت ما عرفت أيش أقول له ... لكن تذكرت
عبد الله : أيش فيك ريوم
" هذي سلمى مع البندري ... وأنا أبلع ريقي .. البندري قالت تبي تفرجيها غرف البيت "
ناظرت وجهه .. ما فهمت شي من ملامح وجهه .. يمكن معصب ..
بعدها بثانيه أبتسم وقال لي : سلمي لي عليهـــــــــا
:
:
:
من دخلت غرفتي وسلمى مــــا أعطتني فرصة أشرح لها الموقف ... وأخذت ترمي علي المخدات الصغار إلا متناثرة بشكل مرتب على سريري
سلمى : كله منك يا الدوبه ... اللحين أيش راح يقول عني .. أكيد راح يقول هذي بنت قليله حيــــــا .. وما عندها أدب .. والله أيش يدخلهــــا غرفه شـــــاب
أنا ميته ضحك على عصبية سلمى .. ومش قادرة حتى أوقف على رجولي من الضحك
سلمى عصبت زيادة على ضحكي ... ورمت علي المخدات : وتضحكين بعد
مـــــــا قدرت .. نزلت على الأرض وأنـــــــا ماسكة بطني .. بطني صار يوجعني من الضحك .. الله يخسك يا سلوم موتيني من الضحك
ريوم : أيــــــــش عندكم
رمت سلمى مخده عليها ... لكن ريوم صدتها : أنتي السبب ... قال أيش برويك غرف البيت .. وأنا المسكينه على بالي غرفتك
ريوم : ههههههههههههههههههههههههه .. لا تعصبين سلوم بقولك شي
سلمى خذت نفس من العصبية إلا هي فيهــــا : خير قولي
ريوم وهي تستعد ... لأنه الأكيد سلمى راح تتوطئ ببطنهــــا : عبد الله يسلم عليك
سلمى أخذت هــــا المرة علبه المناديل ورمتها عليها
:
:
:
مـــــا حسينــــا إلا البــــاب ينفتح وكأن عــــاصفة عـــاتية
" أيــــش هــــا الخيـــــــانة "
أسوووووول حبيبتي .. وحشتيني .. رحت وضميتهـــــا ... وصرنـــا ندور مع بعض وأنا حاضنتها
سلمى :There is no Hug for me
أسيــــل : أفــــــا وحنـــــا نقدر على زعـــــل العروس
سلمى أصطبغ وجهها باللون الأحمــــر .. يا بعد عمري تستحي
سلمى وهي تغمز : مـــش بس أنـــــا العروس
تذكرت وقتهــــا أن سلمى خبرتني قبل يومين أن أسيل أنخطبت لولد عمهـــــا وأن ملكتهــــا بعد أسبوع أو أقل ... لكن أنــــا أفرجيهـــــا يعني ولا تقولي ولا تعلمني
" أسيل صراحة أنا زعلانه عليك .. يعني ما تخبريني .. أسمع أخبارك من سلمى "
أسيــــل : يـــــا شيخة من زين الخبـــــر على شــــان أجي وأخبرك .. لا تذكروني الله يعافيكـ .. كل ما أذكر أني راح أملك .. أحس كبدي تحوووووووم علي
البندري: هههههههههههههههههههههههههااااااااي .. بنشوف بعد الملكة أيش راح تقولين .. مــــا بعد مسبه إلا محبـــــــــه *_^
أسيل : أحلفي يا شيخة ... كرمينــــا بسكاتك أحسن
ريوم: فهموني .. أيش السالفة .. تراني مثل الأطرش في الزفة
البندري: ههههههههههههههههههه .. أسيل أنضمت لنــــا بقسم المتزوجات .. حفله خطوبتها قريبه .. ويمكن قبل سلوم
ريوم راحت ضمت أسيل : مبروووووووووووووك .. وأيش أسم المتعوووس
أسيل : ههههههههههههههههههه .. صدقتي والله انه متعوس .. كحيلان ..
كانت اسيل تقول أسمه بقرف
ريوم : امممممممممممم .. not bad
البندري: انتي تعرفين أيش معنى الأســـــم
أسيل : لا ولا أبي أعرف
ريــــــوم : أقول فكونــــــا خلونـــــا نفرح بالعرايس
رحت شغلت المسجل .. حطيت CD راشد
ســــــلامات حبيبي مو على بعضك
ســــلامات أشوف الحـــزن بعيونك
بلقيــــــاكـــ القلب يشفي غليله
وأنا ويـــــــاكــ مثل قيس وليل
روايات ويـــا ما ألفو عنـــا روايات
إذا راد الزمــــن يجرح ولا يداوي
ولو زاد العمـــر واحد ولا ينقص
البنـــدري: أسيــــل غني لي .. أول مرة تحب يــــا ألبي .. ودي أسمعهــــا بصوتكـ
أسيل : احم احم ... أخجلتي تواضعي
ريوم : يله يــــا أسيل ودي أسمع صوتكـ
أسيــــل : أولــ مرة تحب يــــا ألبي ... أولـــ يوم أتهنى
يمــــا على نــــار الحب ألولي .. وادتها من الجنـــــه
أولـ مرة أول مرررررره
ليه بيقولو الحب الأسيه .. ليه بقولو شجن ودموع
أول حب يمر علي .. أدي الدنيا فرح وشموع
أفرح وأملئ الدنيا أماني .. لا أنا وأنت هنعشق ثاني
أول مرررررره أول مرررررره
أول فرحه تمر بقلبي .. وأنا هايم بالدنيا غريب
قولي أحكي ولا أخبي .. ولا أوصفها لكل حبيب
ريــــــوم : روعة روعة صوتك يــــا أسيل
أسيل : مررررررررررسية أوي ... ترا أصدق نفسي بعدين
كلنــــا ضحكنـــــا ..الله لا يحرمنــــا من بعض ...
كان يوم حلو بالنسبة لي .. جمعتنــــا وسوالفنــــا وضحكنـــــا .. وأنا وريوم استلمنا سلمى وأسيل وهبلنــــا فيهم ..
إلا مضيق خلقي أن تعييني جا بمستشفى غير عن المستشفى إلا صارت فيه سلمى وأسيل .. راح أفتقد هبال أسيل بالمستشفى .. ورزه سلمى .. هي دوم تمشي بسرعه وحنا بالمستشفى .. وحنا نتمخطر بمشيتنا .. وتعصب علينا ..
يا ربي ما أبي أشتغل بروحي .. راح أحس أني غريبه .. ما تعودت أداوم من غيرهم .. حتى لما ننوي نغيب .. نعمل غياب جماعي ..لكن أيش بيدي أسوي .. لازم أتعود
*
*
*
ريـــــــوم
واخيــــرا جــــا اليوم الموعود .. يوم الثلاثــــاء .. حنــــا تونا مخلصين من الجسر .. رايحين لمطــــار البحرين .. رحلتنــــا الساعة 11 .. راح نســـــافر عن طريق طيران الإمارات .. راح ننزل بمطــــار دبي ساعة وبعدهــــا راح نطير على فينـــــا .. مدينه الحب والعشق والموسيقى
:
:
مــــا ني مصدقة أني راح أســــافر مع جنى .. مراح أصدق إلا لمــــا أركب الطيـــارة ..
وصلنــــا المطار .. أخذت لي عشــــاء لأني مـــا أحب آكل من الطيارة .. وعينـــا من الله خير .. تمشينــــا شوي بالدوتي فري .. ما عجبني شي بصـــراحة .. خليت السوق لفينا وباريس ..
:
:
ركبنـــا الطيـــارة air bus .. جلسنـــــا بالنص 4 كراسي أنا وجنى ونرجس والبندري .. وعبد الله مع بندر .. حوري بعد عمري جلست جنب أمي .. شكلها منقرفه من الحزام .. كل شوي تفكه وأمي تركبه لها ..
مــــا أقول أني خــــايفة .. عادي مش أول مرة أركب طيارة .. لكن خفت شوي .. جلست أقوي قلبي بآيــــات قرآنية .. وأدعي أن الله يوصلنــــا بالسلامة ..
:
:
البنـــــدري على الســـاعة 2 بليل .. أطالع جنبي كل الصبايا نـــايمين بالعســــل .. مغطين جسمهم بالكـــامل بالبطانية .. احس بمـــلل .. ماني عارفة أنـــــام ..
فكرت أني أروح أنزع عبــــاتي وأروح أجلس جنب بندر ..
رحت الله يعزكم للحمـــــام .. ولبست على الــ بنطلون أسود إلا أنا لابسته قميـــص أخضر طويل .. مطرز أطرافة بالفضي .. ولبست شيلــــه خضـــرا بنفس درجة لون القميص ..
وأنــــا ماشية ما أنتبهت للي وراي ويقولي : أيوا يــــــا يا المنتخب السعودي
أبتسمت على صوته
ألتفت لعبد الله .. أنت مـــا نمت للحين
عبد الله : وين الواحد ينــــام وجنبه بنــــدر .. وأنتي ويــــن رايحه
وانـــا أمشي للجهه إلا جالسين فيهـــا : بروح أجلس جنب أبو فجر..
وصلت مكانهم .. لقيت بنــــدر مغمض عينه ومرجع رأسه على ورا .. جلست جنبه وشكله مــــا حس فيني
عبد الله : لا والله وأنــــــا وين أجلس
بنـــدر وهو مـــازال مغمض عينه : الطيــــارة كبيرة .. روح دور لك مكان تجلس فيه
ضحكت على شكل عبد الله .. شكله لو الود وده يذبح بنــــدر : روح أجلس مكاني جنب نرجس ..
تأفف عبد الله : أحسن .. على الأقل أعرف أنــــــام
:
:
جلست ألعب بشعـــر بنـــدر .. وهو مـــا زال مغمض عينــــه .. وأنـــــا مستمتعة أني بقربـــــه .. واسمـــع أنفـــاسه الهـــادية ..
بـــعيون حبي أنــــاظر ملامحه الحبيبة على قلبي .. وكأني أبي أحفظهــــا بقلبي قبل عيني .. مهمــــا أناظر فيــــه مـــا أمله
صحيح أن الهوى سحــــر المشــــاعر ..
لأجله حفظت أحلى الكلام وصرت شـــــاعر..
:
:
وصلنــــا مطار فينــــا .. كــان الوقت عندهم الصبـــاح .. كنت ميته من التعب .. أبي بس سرير أنــــــام عليه .. جات سيارتين فان تستقبلنــــا ..
وصلنــــا فندن Hilton إلا كنــــا حاجزين فيـــــه .. جلسنـــا باللوبي .. كـــان اللوبي حلو بديكوراته الهـــادئة .. والفندق قريب من stadt park
على شــــان حور وسراج يتونسو .. ويألكلو البط والوز
:
:
كــــل منـــا طلع لغرفته .. حنــــا البنات بغرفة .. أول ما وصلت غيرت ملابسي .. وكبرت المخدة ونمت من غيــــر مـــا أحس بأحــــد
:
:
صحيت على الســــاعة 2 الظهر .. لقيت البنات كل وحدة نـــايمه بجهه .. استغليت الفرصة وأخذت لي شاور على السريع .. حسيت بالنشـــاط بعدهــــا .. لبست لي تنورة جينز وتيشرت أبيض وفوقه جـــاكيت جينز ..
:
:
أزعجت البنــــات فتحت الستـــائر .. ورفعت البطانيات
" يله قومو .. حنا مش جايين هنــــا على شان ننام "
ريوم وهي تقلب على الجهه الثــــانية : يا الله عليك .. أنا أيش مخليني أنـــــام معك بغرفة وحدة
" والله إذا مـــا خلصتو راح نطلع عنكم "
خافوا من كلمتي .. والكل تسابق على الحمــــام .. في أقــــل من ســــاعة كلنــــا جهزنـــــا
أول مـــا طلعت من غرفتنــــا .. لقيت بندر طالع من الغرفة إلا قبالنــــا .. لابس جينز أزرق غامق مع قميص أبيض ..
بندر وهو يقرب مني ويتلمس شيلتي الحرير البيج : أيـــش ها الحلا كله
عبد الله وهو طالع من الغرفة : ترا بالفنادق five stars يحطو كاميرات
بندر : طيب أيش سوينــــا
عبد الله : يعني بس أحذركم ...
رديت عليه وأنا ماشية .. أنا عارفة على شنو يلمح : والله حنــــا ما نعمل شي غلط
:
:
تغذينـــــا كلنــــا بمطعم الفندق .. كان أكله حـــلو ..
بعد الغذاء الشياب على قوله ريوم حبو يرتاحو .. أما حنـــا الشباب قررنـــا نستكشف إلا حوالينـــــا .. طلعنا من الفندق متجهين لقنــــاه نهر الدانوب .. مشينــــا ومشينـــــا لين ما تكسرت رجولنــــا .. طبعا مش متعودين على المشي ببلادنــــا ..
وصلنــــا لطريق كله مطاعم وكوفي شوب .. ومن خلاله دخلنــــا على طريق يأخذنـــا لســــاحة إستيفنز ..
عجبتني حيـــــل المنطقة كلهـــا كوفي شوب .. طبعا فينا تشتهر بالكوفي شوب .. اول كوفي شوب لفت إنتباهي ستـــاربكس .. لكن طبعا في فينـــا ما أفكر حتى أروحة .. شبعت منه .. كفاية بالإمارات يوميا تقريبا أروحة ..
جلسنـــــا في إحدى الـ كوفي شوب المتناثرة بالساحة و مقابل الكنيسة .. وإلا جنبهــــا عربات الخيول ..
أنــــا طلبت لي شاي .. والبنات طلبو لهم آيس كريم حتى بندر ..
طبعــــا أنا ما قصرت خلصت الآيس كريم عن بنــــدر
" بنــــــدر" تعمدت أقولهــــا بدلع
قرب مني بندر لأني كنت جالسه جنبـــه : يــــاعيون بندر
" نبي نركب عربه الحصان "
سمعتني ريوم .. لأنهــــا صار لها ســــاعة تقنع في عبد الله هو مش راضي .. يقول لهــــا أرجعي مشي
بنـــدر: من عيوني .. كم البندري عندنـــــا
ريوم: بعدي والله البندري .. والله ما يجيبها إلا الحريم
:
:
أخذنـــــا لنــــا عربتين .. طبعــــا أنــــا وبندر بروحنـــــا .. وخلينا ريوم وعبد الله وجنى ونرجس مع بعض .. شكل عبد الله راح يرمي بروحه من أعلى برج ..هههههههههههههههههه
:
:
العربه إلا ركبت فيها أنـــا وبندر .. كان الحصــــان لونه بني غــــامق .. خيـــــال شكله
أمــــا عربه البنات وعبد الله .. لون الحصــــان أبيض
بنـــدر: مستانسة حبيبتي
نـــاظرت بعينــــه .. فيهـــا بريق من الحب : أكيــــــد دامي معكـ بكون سعيدة
شبك أيدة العريضة بإيدي
:
:
بنــــــــدر : تعجبني يدك .. انسيـــــابها ، نعومتهــــا ، لمـــا أمسك يدك أحس بنبض عروقكـ
نــاظرت فيــــه ، مـــا قدرت أنطق .. أبيه يكمل .. أحس بنشوة وأنــــا أسمع كلامة .. معه تكتمل أنوثتي
بنــــدر : أحس يدكـ جزء من يدي .. بشمسهــــا .. وبحرهــــا .. وطهرهــــا .. وحبكـ المحفور بقلبي
يــــا الله .. تمنيت هـــا اللحظة ما تنتهي .. تمنيت أضل شابكة ايدي بـــإديه ... وحنــــا راكبين عربه الحصــــان .. ونسيم عليل .. يرطب قلوبنــــا وشعــــاع الشمس بالعصـــر وانعكاسهــــــا على عينـــا وتمد الهدب إحســــاس ..
وحنـــــا شابكين الأيادي وعيونـــا تتجول على المباني القديمة .. ومازالت محـــافظة على قوامهــــا .. وأصـــالتهـــا
:
:
بليــــــــل .. كلنـــــا طلعنـــــا لساحة ستيفنز ... وسراج ركبناه علىwheel chair على شان مــــا يتعب .. وبندر هو إلا كــــان متحمل مسؤليته
أخترنــــا مطعم إيطالي .. ورتب لنــــا طاولة كبيرة .. مشاء الله علينـــا قبيلة بحالهــــا
طلبت لي باستا روبيان .. والبنات طلبو لهم بيـــتزا ..
وبعد العشــــاء .. رحت أنــــا وريوم وجنى .. لمحل شوكلاته لـــ Mozart
طبعــــا ريوم ما قصرت .. أخذت كل إلا بالمحـــل .. والحساب علي .. بعد مـــا تأكدنـــا أن نوعية الشوكلاته إلا أخذناها ما فيها نسبة كحول ..
رجعنــــا الفندق قبل الســــاعة 10 بليل .. لأن المكــــان بدأ يفضى .. وعلى مـــا أظن بدأ وقت السكر والسهر عندهم
:
:
ريـــــــــــــــوم
هلا بصبـــــاح الشرقيــــة .. وبنــــاسها الخليجية
من فينـــــا ..
جلست من النوم على الســــاعة 6:45 .. طبعا بكير لأن بعد ما رجعنــــا أمس بليل من التعب .. الكل حط راسة على المخدة ونــــــام
:
:
لبست لي بنطلون بني مع قميص بيج طويل ومعه حزام عريض ..
نزلنــــا حنــــا البنات أول .. ورحنـــــا نفطر بالفندق تحت .. عجبني البوفيه حقهم .. فيه كــــل مــــا لذ وطاب .. من أنوع الكر وسان .. والكورن فلكس ..
هذي غيـــر الأطبـــاق الأخرى حقتهم
:
:
بعـــد مــــا خلصنا فطور .. تجهزنــــا على شان ورانـــا tours
خالتي أم بندر وعمي وسراج مــــارحو معنــــا ..
جــــا الباص وأخذنـــــا .. وتجمعنـــــا عند
Mozart opera
عجبني المبنى.. بنوافذه الخشبية المنقوشة بعناية .. وعلى المبنى تماثيل أطفال وكأنهم angle .. والنـــافورة .. عجبني الدزاين .. بالرغـــم أن مر على هذا المبنى 1000 سنه إلا أنه مــــازال محافظ على أصالته .. والكــــل من السواح يزورة بليل .. وخصوصا ليله السبت ليحضرون الأوبرا .. على أنغــــام موسيقى الموسيـــقار موزارت
طبعــــا أنـــا ما قصرت صورت مع جنى وحنــــا حاضنين بعض ..
:
كـــانت المرشدة السيـــاحية تتكلم بسرعة .. عاد أنــــا مثل الأطرش في الزفة .. وكل شوي أســـأل البندري عن شنو تتكلم
بعـــد كذا تنقلنــــا بشوارع فينـــــا ليـــن وصلنــــا لقصر مرررررره حلو .. لكن مـــا دخلناه .. بصراحة كانت ها المرشدة تقرقر وما فهمت منهــــا شي
سألت البنــــدري هذا قصر شنو
جاوبتني أنه قصــــر :
Hofburgالقصـــر الإمبراطوري
كــــان شعــــار القصر الخيــــول .. والقبـــة الخضراء والمطلية بالذهب .. وهذا الشي مش غريب عليهم .. النمســــا اشتهرت بالفن
:
ومرينــــا على متحف الرسم ومتحف الطبيعة إلا بينهم تمثــــال لماريا تريزا
:
:
بالأخيــــر طنشت المرشدة السيـــاحية لأنهــــا عورت راسي .. وظليت أتفرج على المباني التــــاريخيه ..
بعدهـــــا وصلنــــا لقصرSchonbruرواية ســــالفه عـــشــق palace
قبــــل لا ندخل القصر .. رحنـــــا تمشينــــا بالحديقة .. المرتبة بعنــــاية وتناسق ألوان الورد .. البنفسجي والوردي ..
" عبد الله تكفى تعــــال صورنا كلنــــا "
عبد الله وهو يلبس نظارته الشمسية : أنـــــــا أبي أعرف أنتو ما تملو من التصوير
" حرام عليك عبد الله ... كم مرة راح نجي هنــــا "
عبد الله : طيب ويــــن تبين تصورين
أشرت للبنات يجون .. نبي نصور صورة جماعية عند النـــــافورة إلا بحديقة القصر
تجمعنــــا كلنا جنب بعض .. بعد ما خف الزحمه .. لأن كل النــــاس تبي تصور
وأول مـــا صورنــــا عبد الله .. رحت ركضت له أبي أشوف الصورة حلوة أولا
" مـــــالي دخل نعيد الصورة .. شكلي مش حلو بالصورة "
عبد الله : أقول تراني عطيتك وجهه ... ويله مشينا أمي وأبوي ينتظرونــــا داخل .. قبل لا يرحوا عنــــا .. هي قالت لكم 20 دقيقة
" يــــالله آخر مرة تقولو تجون مع تور ... ترا طفشوني "
عبدالله : أقول تلايطي وأنتي ساكته
:
:
ياربي هـــذا مش أخو هذا عدو ..
دخلنــــا داخل القصــــر .. هذا القصر إلا كانت ماريا تريزا عايشة فية ..
دخلنــــا في البداية صالة القصر .. عجبني رقم قدم الأثـــاث إلا أنه يبين وكأنه جديد .. عجبني أهتمامهم
كانت أرضيـــه القصر خشب .. عجبتني النقوش إلا على الجدار والرسومات إلا في السقف .. هو ممنوع التصوير .. لكني صورت بجوالي ..
عــــاد أبوي أنتبه علي .. وأعطاني تهزيئة محترمه .. أبوي كل شي ولا النظام
:
:
مرينــــا على غرفه ماريا تريزا ... وشفنــــا رسوماتهــــا وصور بناتها 16
وبالنهـــاية مرينـــا على محل يبيع تذكارات .. طبعـــا أنا وجنى نموت على هذي الشغلات ... أنسونــــا في هذي المحلات
بو عبد الله : ريـــــــــــــوم وينك صــــار لنــــا ساعة ندوركـ
ريوم: يبه أنا قلت لأمي أني بكون هنـــــا
بو عبد الله كان خايف التور يمشون عنهم : يعني هذا وقته .. إلا يسمعك في ساحة ستيفنز مـــــافي مثلهم
ياربي أبوي دوم يفشلني ..: لا يبه ما في مثلهم
بو عبد الله : طيب يله خذي إلا تبين بســــرعة
:
:
البنـــــدري
بالعـــــصر .. كلمني أبوي .. وقال هم مع عمي في Stadt park
غيرت ملابسي .. لبست تنورة بنيه .. مع بلوزة بتموجات الوردي والبني ... مع حجاب وردي فـــاتح
البنات سبقونــــا مع عبد الله .. وأنـــــا وبنــــدر طلعنــــا آخر شي ... قبــــل لا ندخــــل مدخل الحديقة .... قــــال لي بندر أنتظري شوي ..
شفته رايح محــــل يبيع ورد .. عند مدخل الحديقة ..
أنـــــا أبتسمت على حركته ...
شفته جــــاي نـــاحيتي وبيدة وردة روز باللون الأبيض .. لمــــا وصل عندي ركع برجل وحدة .. ومسك يدي
بنـــــــدر : ممكن تقبليــــن وردتي يـــــــا أميرتي
صحيح أني تعودت على جنون بندر .. لكن أول مرة يعمل معي هذي الحركة .. وقدام النـــــــاس بعد .. أنـــــــا حسيت بحرارة بكل جسمي .. وخدودي صارت حمرا .. حسيت بالحرارة لمـــــا لمستهـــــا
أخذت الوردة وأنـــــا ساكته .. وشميت عبيرهــــــا
بندر: هي تأخذ عبيرهــــا منك
حسيت ســــاعتها أن وجهي صــــار كله أحمر .. وما عدت أتحمل الحر .. مع أن الجو كان حلو : مشكـــــــــــــــــور حبيبي
مسك أيدي ودخلنـــــا الحديقة وحنــــا شابكين الأيادي ... لقيناهم جالسين قريب من البحــــيرة ..
حور وســــراج عند البحيرة .. يطعمون البط وهم متونسين ويضحكون .. كيف أنهم يأكلون من أكلهم
رحت لهم أنـــــا وبندر ..
بندر حمــــل سراج وصار يطيره بالهوا من خفته ..
" حرام عليك بندر ... لا تسوي فيـــــه كذا "
ولاهو معبرني ... وسراج يتونس أنه يطير بالجو
ريوم وجنى يحـــــــاولون يفزعون الحمـــــــــام ..
أنــــــــا أخذت الكاميرا بسرعة .. وصورتهم وهم يركضوا .. والحمام يطير من حواليهم .. طبعا حور لا زم تدخل عرض بالصورة
قضينـــــا باقي النهــــار وحنــــا نتمشى بالحديقة ... الجو حلو والمكان هــــادئ .. وأمي وأبوي وخالتي وعمي جالسين على البساط الأخضــــر تحت ظل الشجر ..
على الســـــاعة 9 رحنـــــا تعشينــــــا بمطعم قريب منــــا .. مـــا أذكر صراحة اسمه ... لكن جدا راقي .. وكلاسيكي .. بإنارته الهادئة .. فضلنـــــا نجلس برا .. لأن الجو حلو بليل .. والإنــــارة الصفرا حول الأشجـــــار تعطي المكان شاعرية
:
:
رجعنـــــا الفندق .. طبعـــــا ريوم وجنى مصحصحين .. لانهم نامو لمــــا رجعنا من التور
" بسكم قرقره ... وجعتو راسي .. يله نـــــــامو "
جنى : مـــــــا فينا نوم
" وبكرة الصبح .. إذا جلستكم يا ويلكم إذا ما جلستو "
ريوم جات نطت على سريري : تكفين يا البندري خلينـــــــا نستهبل
هبلا ها البنت : شنوووووووو الناس نـــــــايمة .. تبينهم يطردونـــــــا من الفندق
ريوم: افففففففففففف .. ياربي انتو ناس نكدين
غطيت نفسي بالبطانية .. ولفيت على الجهه الثانية : شغلو التلفزيون .. ودور لكم فلم تـــشاهدوه
ريوم: بالذمه ... أحد يسافر ويفكر يشاهد تلفزيون ولا أفلام .. كـــــــاهي السينمــــا جنبنــــا أروح أحضر فلم أحسن لي
مــــا رديت عليها لأني تعبانه وأبي أنــــام ..
لمــــا يأسو .. أنقطع صوتهم .. شكل كل وحدة نــــامت وراحت في سبات عميق :
:
:
في الصبـــــاح طبعا مأســــاه كــــل يوم لازم أصحيهم من النوم .. لا والقهر ريوم تحط المنبه .. ويــــــاريت تجلس من النوم .. تصحي الجيران وهي مــــا تصحى .. مدري كيف نومهم ثقيـــــل ..
نزلنـــــا كلنا تحت .. وأخذنا حور وسراج
طلبت لهم معي وافــــل .. أمــــا الصبايا ما خذين لهم كروسون وعصير بس
جا بندر وشكله توه سابح .. شعره ما زال فيه رطوبه غير رطوبه الجل إلا حاطة .. اليوم طالع ستايل بالقميص الأبيض والنكتاي الأزرق الغامق ..
صاير جنتيل .. أول مرة أشوفه بها المظهر الرسمي ..
بنـــدر: صبــــاح الخيــــر
كلنـــا صباح النور .. جلس قبالي : البندري شكل الوافل إلا حقك شي
" تبي أجيب لك واحد"
بندر: لا لا اللحين أقوم ... أشوف البنات مــــا فطرو
جنى : فطرنــــا
بندر: شنو فطرتو على كروســــــان ... جنى تبين أطلب أوملت
جنى : لالا مــــا أبي شبعت
بندر: شنــــو شبعتي .. لا زم تــــأكلين زين .. أنتي معك Anemia .. تبين تطيحي علينـــــا
طلب لهـــــا بندر أوملت .. وجنى مبوزه مــــا تبي تـــأكل .. لكن أنــــا لاحظت إن أكل جنى قليل جدا ... وبندر مش مقصر يأكل فيهـــــا
:
:
بعدهـــــــا ركبنـــا tram
كان يدور على شكل ring .. رحنــــا زرنــــا المسرح وقريب من المسرح في حـــديقة ..
بعدهـــــا رجعنـــــا لـــ opera Mozart وبعدهــــا دخلنـــــا لساحة ستيفنز ..
دخلنــــا محل عطور Dougles أخذت لي عطر AIGNER الجديد و BALCK
أعجبوني روائحهم .. حسيتهــــا صيفيـــه
وشفت بعـــض المكياج .. وأخذت لي .. لازم أجهز لزواجي
:
:
حــــور وهي مبوزه : تراكم مللتوني ... تعبت وأنـــــا أمشي
عبدالله نزل لمستوى حور : أيـــــش تبين يــــــا ست حور ... آمري أدللي
حور: أحملني
عبد الله : أمرك ولا أمر الملك
حملهــــــا .. وقلنــــا خل نريح شوي ونجلس في كوفي شوب
جابو لنــــا المنيو
حور عجبتهـــــا الصور .. وأشرت على أكبر آيس كريم : أبيييييييييييييييي هـــــــــذا
عبد الله : حبيبتي هذا كبير عليك .. أطلب لك واحد اصغر
حور صرحت وازعجت العــــــــالم : مـــــــــــــالي دخل أبي هذا
عبد الله على شان يسكتها طلب لها الأيس كريم إلا تبيه .. لأنهـــــا فضحتنــــــا ..
جابو لهــــا الأيس كريم .. كان حجمه كبير وشكله مغري .. مكون من اربع كور فانيلا وشاكلت ومعه بندق وأعواد البسكويت بالشكولاته ..
البخيلة مـــا خلتني آكل معهــــــا .. وطلبت لي واحد أكلته أنــــــــا وبندر لاني مـــا أقدر آكله بروحي
:
:
بعدهــــــا تركنا عبد الله وبندر ومعهم حور .. أللي ما زالت تأكل بالأيس كريم مع انه ذاب
وحنـــــا رحنــــا نتسوق ...
رحنــــا شارع Maria hilfer strasse
تقريبــــا كل الماركات العالميــــه موجودة على ها الشـــــارع
وحنـــــا راجعين دخلت محل BOSS القريب من الاوبرا .. لأن عجبني عنده فستـــــان أسود شيفون مع حرير .. مع أنه قصير .. لكن حسيتهFeminine
وأخذت لي بدله فوشيــــا تنورة قصيرة لين الركبة مع قميص رسمي معه ربطه تنربط حول الخصر ..
*
*
يــــا الله أيـــش هــــا الإزعـــــاج .. يعني الواحــــد مـــا يعرف ينـــام
: أسيـــــــــــــل أفتحي البــــاب
قمت من السرير وأنـــــا أتأفف .. وفتحت الباب شفت أمي واقفه قدامي
أم أسيل : أسيــــــــل لسه مــــا غسلتي
وأنـــــا أرجع لسرير : يمـــــه حرام عليك أبي أنـــــام
أم أسيل: شنو تنـــامي .. جات الساعة 12 الظهر وأنتي لســــه مــــا جهزتي .. والله نسيتي أن اليــــــــوم ملكتك
لاحول ولا قوة إلا بالله : لا يمــــــــه ما نسيت .. مــــا له داعي تذكريني كل ســــاعة
وعلى شان لا أحصل لي قصيدة من عند أمي قمت ورحت الحمــــام أغسل وجهي ..
غسلت وجهي بمـــــــاء بارد ..
ليــــه الكل فرحــــان ومتحمس لها اليوم .. أنـــــا ما أحس صرت ابد ولا عندي إحســـــاس ..
الله يعدي هــــا اليوم على خير ..
طلعت من الحمــــام لقيت أمي جاية ومعهـــــا كيس كبير .. مبين أنه لفستـــــــان
: يمه شنو هـــذا !!
أم أسيل وهي تحط الكيس على السرير: تعالي يمه أفتحيه
رحت له .. وكأني طفل جايــبين له هدية بيــــوم العيــــد
فتحت السلسال الطويل على الكيس .. طلع لي فســـتان .. شكله فخم .. طلعته من الكيس .. كــــــان لونه بنفسجي غــــامق مع اللون الأخضر .. قماشة عجبني شيفون مع دانتيــــل
: لمين هــــذا يمه
أم أسيل .. وعلى وجههــــا أبتسامة : هذا فستان ملكتك حبيبتي
عقدت حواجبي .. أمي الظاهر قامت تحلم .. أني ألبس هذا الفستان العاري .. مع أنه زاغ قلبي عليـــــه .. قصة الصدر حلوة .. وينزم من تحت على جنب وفيه فتحه توصل لين الركبة : يمـــــــــــه من قال أني راح ألبســـــه .. ومن قال أني راح أنزل اليوم من غرفتي
شفت امي جلست على سريري .. وغرقت عيونهــــا بالدموع .. ونزلت دموعهــــا .. بصراحة هزني هــــا المنظر .. هزني من الأعمـــــاق .. ما أقدر أشوف دموع أمي .. مسكت يدهــــا : يمه ليــــه الدموع
أم أسيــــل : حـــــــــــرام عليك يـــــــا أسيل .. تبين تحرميني من اليــــــــوم إللي طول عمري حلمت فيــــه .. من يــــــوم وأنتي صغيرة أنتي بكري .. كل أم تبي تشوف بنتهـــــــا عروس قدامهــــــا
أخوانك صغـــــــار .. ويمكن مـــــــا أعيش ليوم زواجهم
غرقت عيوني بالدموع .. ما قدرت اسمع أكثر من كلام أمي .. أمي جــــالسة تعذبني بكلامهــــا هذا ..
ضميت أمي : حــــــــرام عليك يمه .. الله يطول بعمرك .. وتفرحي بعيالك كلهم
بعدتني أمي عن حضنهــــا وناظرت فيني : أنتي أول فرحي .. يــــــوم ولادتك حسيت أني أنولدت من جديد .. فلا تحرميني يا بنتي من اني أشوفك عروووووووس
مـــــا قدرت صراحة أعترض .. هذي أمي .. تعرفون شنو معناه أمي تبكي على شاني .. وتترجاني
: لكن يمـــــــه ما أقدر ألبس هذا الفستان .. عاري من فوق
شفت أمي طلعت جــــاكيت من داخل الكيس .. بنفس القمــــــــاش .. لكنه قصير يوصل لين نص الصدر ... وأكمـــــــــامه طويلة وتنزل تحت لين الركبة
أم أسيـــــل : وبكذا يصير الفستــــان ساتر .. عندك أعتراض
أبتسمت من ورا قلبي .. بس على شان أفرح قلب أمي : ولا يصير خاطرك إلا طيب يـــــــــا الغالية .. وبستهـــا على راسهــــا
قبل لا تطلع أمي من غرفتي .. قـــــالت لي أتجهز .. لأن مصففه الشعر .. وإلا راح تحط لي ميك آب راح تجي بعــــد شوي
:
:
:
على الســــــــاعة 7
خلصت المكياج والشعر .. مكياجي كـــــان حيل ناعم .. ما حبيت تثقل لي المكيــــاج
واقفة قــــدام المــــــرايا ..
أحس اني مـــــا عرفت نفسي .. متغيرة بالفستـــــان .. إلا من تصميم عبد محفوظ
وتسريحة شعري الشنيون والخصل المبعثرة النازلة
حسيت وقتهــــا أني صج عروس
كـــــل بنت تتمنى هـــذا اليوم ..
لكن أنـــــــا .. مـــــا أحس أني سعيدة
أحاول أفرح وأستانس ..
لكن أحس هذي الفرحة زيف .. وأني جالسه أضحك على نفسي
:
:
دخلوا علي أخوات كحيلان ... عهود ونجـــود
مع أني أعز بنــــات عمي .. وأعتبرهم مثل خواتي .. لكن مدري ليــــه بالفترة الأخيرة صرت مــــــا ني طايقتهم .. يمكن السبب أخوهم المحترم
عهـــــود : قمــــر .. الله يحفظك من العين .. والله أخوي لمــــا يشوفك راح ينجن
أنــــــــا أبتسمت .. على بالهم أني مستحيــــــــه ... ههههههههههههههههههههه .. لكن ما يدرون أنا أيش نــــــاوية على أخوهم ...
هههههههههههههههههههههه
أبتسمت .. أبتســــامه أكبر
موووووووووتكـ على ايدي يـــــــــا كــــحيلان
:
:
نزلت تحت مع البنات .. كانت الحفله عــــائلية .. كل إلا حضروها خالاتي وعماتي .. حتى صاحباتي إلا بالجامعة مــــا عزمتهم .. لأني مش معترفة بهذا اليــــــوم ..
لبسوني عبـــــاتي .. وغطوني من فوق لـــ تحت لأن الشيخ راح يدخل ومعــــه الدفتر ..
وأمي حطت بيدي قرآن
دخـــل الشيخ ومعــــه أبوي .. حط أبوي الدفتر بحضني ..
وسألني الشيخ إذا أنـــــــــا موافقة .. مدري لحظتهـــــا أنشل لساني .. كلمه الموافقة مــــا قدرت أنطق فيهــــا ..
حسيت الكون توقف عن الحركة في هذي اللحظة .. وأنـــــــا أحس أن أبوي يناظرني .. معقولة .. أنا بنت أبوي .. أحط راسة بالتراب .. وأنزل كلمته بالأرض ..
طلع صوتي فيه بحــــه : أنـــــا موافقة على كحيلان وبصمت بإصبعي ..
بعدهــــا أخذ أبوي الدفتر وأعطاه الشيخ وطلع ..
لكن أبوي ظل معي .. ســـــــاعدني أوقف .. وفتح غطا وجهي الثقيل .. وقبلني على جبهتي ..
مدري ليـــــــه ساعتهــــا جاتني رغبه بالبكــــــاء
وأنـــــا أسمع أبوي يقول لي : كبرتي يا بنتي وصرتي عروس ... الله يوفقك
حسيت بعيونه دموع .. لكنــــه يكابر أنه ينزلهــــا
نسيت كل شي حولي .. وضميت أبوي بقوة
سمعت الكل يلولش لي ...
:
:
:
بعــــد كذا دخلوني .. بغــــرفة كان كحيلان موجود جالس على الكرسي الانتيك
أنــــــــا مثلت قدام الكــــل أني مستحيــــه .. لكن مــــا فاتتني نظراته إلا راح تأكلني
:
:
كحيـــــــــــلان
أخيـــــــرا شفت هواي وقلبي .. أخيرا صارت ملكي
قربت مني .. سلمت عليهـــــا .. مدت يدهـــا الناعمة .. كان ودي أظل ماسك يدهـــا على طول .. لكنهــــا سحبت يدها بسرعة ..
جلسنـــــا جنب بعض كــــل واحد بكرسي ..
مــــاني قــــادر أشيل عيني عنهـــــا
لي تغزلت بحلاهــــا ..
أن بديت الوصف .. دوم أحتار في أمري
من الجبين .. من العيــــون .. وأوصف الغرة
والخــــدود اللي من الله لونهـــــا زهري
وفمهــــــا من زود زينه زاد في صغره
ومشيهــــــــــا لو هو فتني والله بعذري
يدهــــــــــــا المياس يشبه ميله الزهره
كل شي فيهـــــــــا من الله خلقته مغري
العطر هو يشتريهــــــا لو الورد يشري
ورده .. والـــــــورد دايم يعرف بعطره
هي هواي .. وهي بعــــــد قلبي وعمري
وإبتســـامه خاطري .. لو خـــانت العبره
ليتهـــــــا تدري .. علي يدور في صدري
ليتهــــــــا تدري بغلاهـــا داخلي شكثره
:
:
:
بعد مـــــــا لبسني الدبلـــه .. ما رضيت يلبسني الشبكة .. ماله داعي هــــا الحركات البايخة
لكن أخواته اصرو اننــــــــــا نقطع الكيك ونأكل بعض ..
ما عندي مـــــــا نع .. أنــــــا طلبت من أمي من قبل أنها تجيب لنا عصير عنب .. أحب اللون البنفسجي الغامق *_^
قطعنا الكيك .. هو بس إلا أكلني قطعه صغيرة ..
جــــــا الوقت إلا نشرب بعض .. أحس بسعــــــــــادة
أبد مراح أتحسف على هذي الحركة
شربني العصير .. وأنــــــــا لايعه كبدي من قربه ..
جا دوري على شــــــان أشربه العصير ..
تعمدت أكب العصير على ثوبه من فوق لتحت .
: اوبس سوري ... مــــــــا كان قصدي
مثلت البراءة بكـــــل جدارة .. وأن هذا الشي قصبــــا عني .. حسيت نظرته لي راح تقتلني .. لكن أنــــــا ما أهتميت ..
جاو خواته على شان ينظفوا ثوبه .... ههههههههههههههههههههه مسكين عريس الغفله
مشيت بكل هدوء لغرفتي .. أحس بنشوة الإنتصـــــــــار ..
راح أدفعكـ الثمن غالي يـــــــــــــــا كحيلان ..
على شان تعرف منـــــــــــــــو أسيل ..
دخلت غرفتي .. غفلت الباب علي وانسدحت على السرير .. عمري كله مــــــــا حسيت بها السعادة إلا أنـــــــــــا أحس فيها اللحين
:
:
سمعت عهود تطق باب الغرفة .. مساكين على بالهم أني متضايقة ومنحرجة من الموقف إلا صـــــــــــار
*
*
*
( الجــــــــــزء الحادي عشر )
ريــــــــوم
بدا يـــــوم جديد .. اليــــوم طـــالعين من فينـــــا رايحين زلمسي بالقطــــار ..
طبعـــــا أبوي مــــا قصر فينــــــا ... أزعجنــــا من صبـــاح ربي بالتلفونات ..
والمشـــكلة أمس قضينـــاها سهر بغرفة بندر وعبد الله .. مـــا نمنا إلا الســــاعة 3 الفجر ...
واللحيــــن الساعة 8
حتى من كثر مــــا ني نعسانة .. أحس عيوني راح تطلع من مكـــــــانهــــا .. قبل لا أنزل البوفية على شــــان أفطر لبست نظارتي الشمسية .. فضيحة لا النــــاس تشوف عيوني والسواد إلا تحت عيوني
:
:
أول مــــا جلست على الطــــاولة .. جلست أضحك على أشكالهم التحـــــفة .. الكــــل نعســـان ويتأفف .. ولا بسين نظاراتهم الشمسية..
أنـــــا طلبت لي وافل مثل البنــــدري .. لكن وأنـــــا آكل نزعت نظارتي على شــــان آخذ راحتي
:
:
بعـــــد مـــا خلصنــــا فطور رحنـــــا جلسنــــا باللوبي لين ماتجي السيــــارة وتأخذنــــا لمحطة القطـــــار
اللوبي كــــان هادئ بداية الصبح .. والشمس تدخله من الزجــــاج الموجود بالسقف .. ديكوراته هادئة ممزوج باللون البيج مع الخشب
أنــــا ما حسيت أني نسيت نظارتي الشمسية بالمطعـــم ..
لين ما لحقني الويتر وأعطاني أيـــــــاها .. فديته والله .. والله لو نسيت نظارتي الشمسية أرجعهم .. هذي غــــالية علي .. هدية من عند البندري
البندري : تخيلي ريوم لو نسيتي اللاب توب حقك أيش تسوي
" والله لرجعكم ... حتى لو يروح عنكم القطــــــــــار .. هذا الغالي .. .. هذا أنســـــــاكم كلكم .. هذا ولدي ما أقدر أستغى عنه "
البندري: ههههههههههههههههااااااي ... تحلمين أبوي يرجع على شانك .. هذا غير القصيدة الشعرية إلا راح تحصليهــــــا
طلعت الكاميرا من شنطتي .. لازم نصور آخر اللحظات في فينــــــــــا ..
صورت البندري بالفيديو .. قررت أجري معهــــا مقابله
" أيـــش رايك يا البندري بفينـــــا .. يعني لو حصل لك مرة ثانية تجينهــــا "
البندري: بصراحة عجبتني .. مبانيهـــــا حلوة ..
وأكثر شي عجبني متحف الفـــن .. طلعت التكت من شنطتها .. شوفو محتفظة بتكت الدخول KHM
الآثـــــار المصرية عجبتني ... غير آثــــار الحضـــارة الإيطالية .. أنتي ريوم ماجيتي معنا أنـــــا وبندر .. رحنــــا قسم اللوحـــــات .. كانت حيــــــل حلوة
وحتى جلســــة الكوفي شوب .. إلا بالمتحف وحديقته .. مرة عجبتني
طبعـــــا البندري تعجبها المتاحف .. والفن
لكن أنــــــا ما استمتعت بصراحة .. كان ودي أروح متحف الطبيعة .. كان في آثار لحيوانات غريبة .. لكن أبوي قال أختارو واحد .. وطبعا البندري هي إلا كسبت
أخذت البندري مني الكاميرا .. جــــا دوري
البندري: شوفو شكــــل ريوم وهي نعســــانه هههههههه ... يـــله ريوم خبرينــــا عن مشاعرك .. تونسيني
رديت عليها بحماس .. طبعا تعرفون إلا ما ينام يهلوس .. وبالمصري : والله يــــا ختي مستانسة .. لكن أنـــــا معرفش أنتو كوله بتمشو بسرعة وعوزين كول حاقة سريع سريع .. طبعــــــــــا تونست .. ومع أختي البندري .. وصديقتي جنى .. لفيت على جنى الدوبة إلا مغمضة عينهــــــــا .. هذي البنت يا حبها لنوم
البندري: مش أكثر منك
كملنــــا هبالنا بتصوير الفيديو ..
لين ما جا أبوي ونــــادانا أن السيــــارة وصلت
:
:
ركبنـــــا القطار ..
بيتنــــا أخذو كبيــــنه .. وعمي كبينـــه ..
أمـــــا عبد الله وبندر .. شاركو نــــاس بمقصورتهم
الرحلة كـــــانت ممتعه .. الســــفر بالقطــــار له متعته الخــــاصة .. مرينــــــــا على مناظر خيالية .. جبــــــال .. ومســــــاحات خضــــراء .. وبيوت من الخشب .. غير البقر .. مدري ليه حتى بقراتهم حلوة ..
حسيـــت هـــا لناس عايشه حياة حلوة ..كـــوخ خشبي بسيــــط .. وحوله الورد والأشجــــار .. من أحد هـــا الأشجــــار تدلت أرجوحـــه .. يلعب عليهـــــا الأطفال ويعبرون عن فرحهم ..
وعلى بصيص نــــور الصبــــاح يطلع الواحد في الجو العليل يشرب فنجان الشاي بالحديقة ..
غير المزرعة الصغيرة إلا جنب البيت .. والبقر ولازم طبعا الخيل .. لو الود ودي أعيش في بيت كذا مثلهم .. مثــــل ها النــــاس في بساطتهم تعيش بهنــــاء وراحة .. بعيد عن إزعـــــــاج المدن
:
:
الرحلة شكلهـــــــا مطولة .. راح نمر على اكثر من 4 محطات .. وراح ندخل ألمــــانيا ومن ألمانيا راح نغير القطار وراح نروح زلمسي ..الشباب كلهم تسدحو .. البندري نايمة ونرجس بعد ... حوري نايمة على رجل أمي .. خلني أنــــــام احسن لي
:
:
أبوي : المهم شبـــــــاب همتكم قريب نوصل المحطة .. ترا إذا ما نزلتو بسرعة .. القطار راح يمشي
يربي بصيح .. أبوي أقلقنـــــــا .. كم مرة عاد علينا ها الجملة
:
:
وصلنــــــــا المحطة .. نزلت أنا وأمي ونرجس بالبداية .. أبوي وعبد الله وبندر هم إلا حملو الشنط ... وحنا حملنا شنطنا اليدوية غير اللاب توب
مســـكينة حوري من خوفها أن القطار يسكر الباب .. رمت شنطتها إلا على ظهرهـــــا مع أن البندري وأبوي ورأهــــا ونزلت من القطار وراحت لأمي على طول يــــا روح ما بعدك روح... حنا متنا ضحك على حركتها ...
:
:
الحمد لله وأخيرا وصلنــــــــا Zellam see
هي عبـــارة عن قرية صغيرة بين جبال الألب .. وتعتبر سياحية .. أقلب إلا يزوروهــــا بشهر العسل .. والعوائل .. هي عبارة عن بحيرة زلمسي وحولهـــا الجبال ..
أول ما طلعنـــــا من محطة القطار .. شفنـــــا مطعم تركي .. أنا كنت ميته جوع .. على طول رحته أنا والبندري ..
تخيلووووووووو أيش شفت عند مدخل المطعم .. كلب .. وكان يلهث .. يمممممممممه يخيف .. أنا غيرت رأي مراح أدخل المطعم .. لكن البندري كانت شجاعة .. ودخلت المطعم وما همـــهـا الكلب .. أنا مدري كيف النـــــــــاس هنـــــــــا ما تخاف .. يماااااااااامي ..
:
:
بعدهــــــا وصلنــــا شقتنــــا إلا مستأجرينها ... عمي وأبوي فضلو نأخذ شقة فوق الجبل .. تبعد عن القرية خمس دقايق مشي .. وعلى شان نأخذ راحتنا لأنه حنــــــــا عددنا كبير وحنا مطولين هنــــا
أخذنــــا 3 شقق .. شقة لنــــا وشقة لعمي .. وشقة صغيرة فيها غرفة وحدة لبندر وعبد الله
:
:
ريحنــــا ساعتين .. بعدهــــا نزلت أنا وريوم وجنى وحور معنــــا عبد الله وبنـــــدر ..
كنت لابسة تنورة باللون العودي مع جــــاكيت بيج رسمي وحجاب ذهبي ..
تمشينــــــا عند البحيرة .. بصراحة عجبني المكان .. المنظر يسلب القلب قبل العقل .. بعدهـــــا أخترنـــــا لنا كوفي شوب .. من المنتشرين بساحة المدينة ..
كانت جلستة حلوة .. مقابله نــــــافورة بسيطة وحلوة .. وجنبهــــا واحد يعزف على الكمان .. والناس تترك له بعض القروش بالصندوق المعدني إلا جنبه ..
كان ودي بتراميسوا عجبني شكلهــــا .. لكن إلا تشتغل هناك عرفت من حجابي أني مسلمة .. وقالت لي أن هنا التراميسوا يحطو فيها كحول .. يـــــــا الله هنا كل شي يطبخونه بالكحول .. وغيرت طلبي لكيكة بالكريما مع كوب شاي ..
مـــــا حسينــــا أبد بالوقت إلا مر .. المكان يرد الروح والهوا فيه برود خفيف .. مع السوالف والضحك .. غـــاب النور .. وحل بداله الظلام
بعدهــــا رجعنا الشقة على شان نصلي .. لقينـــــا خالتي أم بندر .. عامله لنــــا سبيغتي
:
:
يـــــــــوم الأحـــــــــد
أحلى صبــــــــاح من زلمسي ..
صحيت وأنــــــا نشيطة .. طلعت لصــــالة فتحت الشبابيكـ .. الجو حلو .. الشمس تحاول بكل قوتهــــا وسلطتهــــا ترسل أشعتهــــــا بين الغيوم المتناثرة .. الغيوم متنــــاثرة في السمــــــا لترسم أجمل لوحة عجز دافنشي عن رسمهـــــا .. منظر الجبال المغطاة بالخضرة .. والغيوم نــــــــازلة تغطي قممهــــــــــا رحت لمطبخ جهزت لهم فطور .. لأن اليوم الأحد وأغلب المحلات ما تفتح الصبـــــــــاح
طلعت حور من الغرفة بشكلهــــا الطفولي ببجامتها الوردية .. وأكمامهــــا طويلة عليها ... كانت تحك عينهــــا وواقفة تناظرني .. كأنها تقول وين أنــــا
أخذتهـــــا وغسلت لها .. وغيرت ملابسهــــــا .. لبستها تنورة جبنز قصيرة مع تيشرت وردي ..
:
:
بعد مــــا خلصت فطور .. غيرت ملابسي لبست لي بنطلون جينز مع قميص طويل يوصل لين الركبة لونه أخضر زيتي مع بيج .. ولبست لي شيله باللون الأخضر الزيتي .. وأخذت معي شنطة سيرهــــا طويل .. حطيتها على جنب ..
بمــــا أن الجــــو اليــــــــوم حلو لازم نستغــــل الفرصة ونركب قارب بالبحيرة ..
:
:
طلعت لشقة بندر وعبد الله .. دقيت الجرس .. فتح لي بندر البــــاب وتسند على الباب وكأنه ما يبيني أدخل .. ناظرت ملابسة بـــ شكل سريع .. برمودا أبيض مع تيشرت أسود من غير أكمام وكان مــــاسك شنطة رياضية ..
" صبــــــــاح الخير "
بندر : صبــــــاح الورد
" أيش عندك ما أخذ معك شنطة "
بنـــــــدر: أبد قررت أنـــــــا وعبد الله نسبح بالبحيرة
يا الله نفس التفكير إلا كنت أفكر فية : بندووووري
وكأنه حس أني أبي شي منه : خيـــــــــــر
تكلمت وكأني رجعت طفله : أبي أسبح بالبحيرة
شفته رفع حاجبه .. وهز لي راسة بمعني لا
" ليـــــــــــــــــــه .. بندر عفيه "
بندر: مـــا عندنا بنات يسبحون قدام النــــاس
بوزت .. اللحين هم حلال وحنا لا : طيب حنـــــــا نأخذ قارب .. نروح مكان بعيد ونسبح محد بحولنـــــــــا
رجع عاد لي نفس الحركة .. هز رأسة لااااااااا
طيب خلاص .. ما ابي أسبح .. بس نركب قارب
:
:
طلعنـــــا كلنــــــا أمي وأبوي وعمي وخالتي يتمشون حول البحيرة .. وحور وسراج مع المربية جهه المراجيح
أستأجرنا قارب .. ركبت أنا وبنـــــدر بروحنـــــــــا خلاني أنــــــا إلا أسوق يــــا زعم يبي يراضيني .. وهو شغل لنـــــا أغاني من جواله ..
أبتعدنـــــــــا كثير .. صرنـــــــا تقريبـــــــا بـــ نص البحيرة .. توقفنــــــــا .. حطيت أيدي داخل الماي .. كـــــــــــــــان المـــــــــاي بـــــــــــارد
المنـــظر هنــــــا من حولي ..
بصـــراحة تنتحر الحـــروف وتتبعثر الكلمــــات
بيـــــن أحضــــــان الجبـــــال المغطـــــاة بالخضرة .. ترقد البحيرة .. ونحن في القـــارب بوســــط البحيــــرة ..إلتقت أرض وسمـــــــــــا ..تمـــــــــازجن ماء البحيرة وعانق أعنـــــاق السمـــــــا ..
سافرت كثير .. لكن عمري ما شفت .. مكان يهز الكيــــان .. ويشبع خلجات الروح .. مثل روعــــة هذا المكان ..و كفــــاية وجود بنــــدر جنبي بابتسامه .. تحسسك أن الدنيـــــــا بسلام
جناين محبه .. وخضرة مروج
ومركب ومويه .. ونسمه وموج
:
:
ســــــاعدت بندر أنه ينزع ملابسة .. لبس شورت السبـــــاحة .. حسيت لحظتهــــا من نظرته أنه ناوي على نية شينه .. محـــــــد يفهم بنـــــدر كثري ..
وقبل لا يقرب مني .. رميته بالبحيرة فجأة
بندر وهو يطلع رأسة من الماي : يــا بنت أنجنيتي ... لية ترميني بالمـــــــاي
ضحكت على شكله : لأنك كنت نـــــــاوي ترميني بالماي ... فأنـــــــا تغذيت فيك قبل لا تتعشاء فيني
بندر، قرب من القارب وحط يدة عليه ، أنـــــــا نزلت لمستواه ...وناظرت بعينه ووجه إلا أمتلئ مــــــــاء : كيف حسيتي أني راح أرميك بالبحيرة
غمزت له : أنا أفهمك قبل حتى لا ينطق لسانكـ
مسك يدي : طيب تعالي أنزلي معي
أنا لا شعوري رجعت على ورا .. خفت يسحبني معه : لا بندر حرام عليك ... ما جبت معي ملابس .. اللحين أنـــــــــا من الصبح أقول لكـ أبي أسبح وأنت معيي .. واللحين تقول لي تعالي أسبحي معي ... سوووووري
ترك يدي : طيب براحتك يا قمر ... لكن صوريني وأنـــا أسبح .. على شان أفرجي الصورة لعيالي
هههههههههههههههههههه ما يبطل بندر من حركاته
:
:
على الســـــــاعة 2 كنــــا جوعانين ..
أخترنـــــا لنـــــا مطعم إيطالي .. في أحد الزقازيـــق .. وكـــان قريب من البحيــــرة ( مطـــعم Gisueppe )
أنــــــا وبندر طلبت لي بيتزا مــــــارجريتــــا .. عمري ما ذقت بلذة هـــا البيتزا .. ويمكن الجو والمكـــــان ومع ناس تحبهم .. تخلي للأكل طعم خـــــاص ..
:
:
على العصريـــة رجعنـــــا الشقــــة .. لأن السمـــــــا كانت مغيمة .. وبدت تمطـــر على خفيف .. شعور حلو وأنتي تمشـــي بالشــــارع وتمطر عليك .. والمطـــر يبلل ملابسكـ
:
:
بمــــا ان أمطرت جامــــد .. راح نقضي بــــاقي اليــــوم بالشقة ..
تجمعنـــــا بشقة بندر وعبد الله ... مدري ليـــــه حنــــا نحب الضيق .. المكان الضيق مع اللمــــه .. تصير غير شكــــل على قوله ريوم ^_^
ريــــــــوم : تعالو خلونـــــا نلعب منوبولي
جنى: مدري ليـــــه ها اللعبــــه تذكرني بأيام الثانوي
ريوم: الله لا يعيدهـــــا من أيـــــــــــام .. أكره أيام بحياتي هي ثالث ثنوي ..
البندري: إذا أنتي تقولي كـــــذا وتوك من سنه متخرجة ... لأنكـ لسه ما درستي مواد التخصص .. ساعتهــــا راح تحسين المدرسة نعمــــه .. وكيف هذيك المواد اللي كنتي تستصعبيها راح تكون سهله بالنسبة لكـ
ريـــــــوم : أكرة شي عندي بالجامعة كلاس الإنجليزي .. ولما تقول miss الهوم ورك ..يكون على شكل برزنتيشن .. ودي آخذها واذبحهـــــا
البندري: ذكرتيني بأول أيـــــــامي بالجامعة .. كنت أتأزم نفسيـــا .. وكنت أحس نفسي بطيئة وأنا أدرس .. كانت موادنا صعبه .. وطول اليــــــــوم أقضية بقراءة صفحة وحدة بـــــــــــس .. ومع الوقت تطور عقلنـــــــــا .. صرت بالليــــــــوم أخلص لي شبتر أو أكثــــــر
ريوم وهي ترفع أيدها بالسمـــــــا : يــــــــا رب أوعدنا .. وأصير شاطرة مثل اختي
البندري: لا تخافين البداية بس صعبــــة .. بعدين عادي تحسين السنوات تمر .. والعقل يطور مع كل سنه .. بعدين تكتشفي الأشيــــاء إلا كنتي تدرسينها سهله وتافه يمكن
:
:
ريــــــــــوم ، وهي متحمسه : أيش رايكم أنــــــــا اليوم إلا أعمل لكم العشاء
عبدالله : أنا من اللحين قررت أنام خفيف
ريوم: يحصل لك ... ريوم بجلاله قدرهـــــا تطبخ لك .. وإذا ما تبي أحسن توفر ..
أنا رحت جبت الصلصلة والمعركونة والزبدة .. وكل الأدوات بشقة بندر .. ناوين نغثهم اليـــــوم بالطبخ
عبد الله : هـــــــــــــــــــــي أنتي وياها .. وين على الله جايـــن تطبخون عندنــــا .. بس على شان تغثونا بروائح الطبخ .. يله كل وحدة على شقتهـــــا
ريوم واقفة عند باب المطبخ وحاطة أيدها على خصرهــــا : والله حنـــــــا عاجبتنا شقتكم .. مدري ليه كذا حبيتهــــا .. وإذا مش عاجبكم أنتو أطلعو برا
عبد الله وهو يلف على بندر : شف هذي المال مال أبونـــــــا والقوم حاربونــــــــا
ريوم وهي تغني تبي تقهر عبد الله : أيـــــــــش علي أنا من النـــــــــاس وش على النــــــاس مني ..
أنا وجنى استلمنـــــــا الطبخ .. ونطبخ لهم أحلى معكرونه بالصلصلة الحمرا ..
بنــــــدر وهو يطبل على طـــــاولة الأكل الخشب : أحلى يــــــا زوجتي .. أحلى طباخة
ريوم: لا تغتر بزوجتك .. تراني أنا إلا طـــــابخة
بندر : يا عيارة .. أنتي تسولفي مع عبدالله .. وتاركة مرتي تطبخ بروحها
صرخت فيهم : يــــــــا الله يا شباب بسكم قرقة ... وفرشو السفرة
ريوم: جنى روحي نادي على أمي وخالتي .. لأن الظاهر أبوي طلع مع عمي ... مدري أيش عندهم الشياب طالعين بروحهم
عبدالله : لا يسمعك أبوي تقولين عنه شايب .. ترا يقطع عليك المصروف .. أبوي كل شي ولا تكبريـــه بالعمر
ريــــوم: ههههههههههههههههههههههههه .. لا لا كل شي ولا يقطع المصروف .. أصلا أبوي أحلى شاب بها الدنيا
أمي جت ، و سمعت كلمة ريوم : منو هذا إلا أحلى شاب
ريـــــــــوم : يمـــه أنتبهي على زوجك .. ترا ها اليومين أشوفة يبي يشبب عمرة .. أخاف يروح يأخذ عليك وحدة ثانية
أمي تعصب من احد يجيب طاري الزوجة الثانية : ريوووووووووووووووووووم .. أستحي على وجهك
لفت ريوم وجهها متفشلة : أمي كله تفشلني
*
*
يــــلفني غــــموض الحـــزن في دهــــاليز الليــــل ويسجنني ..
ليــــلتهمني الغيــــم ثـــم تحرقني الرعــــود ..
لــمـن أبوح بآلامي وأحزاني .. وأيـــــن هربُ من ليلي وأشجـــاني ..
إذا شكوت فكـــل النــــاس تعذلني .. وإن صبرتُ فصبر المرهق الواني ..
بحثت عن أجوبــــه تنسيني الأرق .. فقد أرهقني التعب والقلق .. أمسيت وحيدة .. فغربتي وحيرتي تمتـــد حتى الأفق
:
:
آآآآآآآه من فيـــن أبتدي يــــاجرحي الندي .. الليـــلة .. عيت ها الليلة تعدي .. حسبي الله عليك يــــا خالد .. جرحتني .. وضفت على جرح العمــــر جرحـــاً جديد ..
حسبي على الأيــــام والحظ الردي .. عمري كـــله مـــا شعرت بها الإهــــانة .. والذل .. أني تطلقت .. وفوق هذا كله دفع له أبوي المهــــر كامل وزيــــادة ..
واللحظة إلا تمنيت أني ما انولدت فيهــــا .. يـــــوم سألني الشيخ أنتي بكــــر ولا ثيب ..
*
*
رن المنبـــــه بإزعاج ..
يــــا الله قطع علي أجمل حلم ..
أحساس جميل ورائع .. لما تحلمي بالشخص إلا شاغل بالك ليل ونهـــــار ..
حلمت بليلة الحلم الجميــــــــل
حلمت بليلة تخليــــد الحب
:
:
قمت من الســــرير وأنا أحس بنشوة بعد الحلم الجميل .. مع أن كان ودي أكمل الحلم
كـــــــــان صبـــــــاح يــــــوم جميل .. مع تغاريد الطيور .. وألوانهـــــا الرائعة ..
صليت الصبـــــاح .. مع إن الشمس شرقت .. لكن شسوي مــــا أعرف متى موعد صلاة الفجر عندهم ..
غيرت لبسي .. لبست لي بنطلون جينز مع قميص بني مطرز بالذهبي والأزرق التركوازي .. مع شيله بنية وغالب عليها التطيرز باللون التركواز
:
:
بمــا أني أول وحدة جــــالسة .. قررت اني أنزل لمخبز قريب منـــــا وأشتري لهم فطور .. وأنا طالعة سمعت صوت سراج بشقة عمي .. دقيت الجرس .. فتحت لي المربيـــــة وخبرتني أنه جالس من بدري .. قلت لها غيري ملابسة خله بنزل معي .. لبسته بنطلون جينز مع قميص مقلم .. جــــا بعدها سراج وأعطاني بوسة الصباح .. ومسكت بيدة ونزلنـــــا ..
مريت بالبداية المخبز الصغير .. وأخذت لهم كروسان وكيك ..
وبعدهـــــا رحت بقاله جنبنـــــا كان صاحبهـــــا تركي ..
مسكين سراج مــــا طلب مني شي .. كل مــــا أقول له تبي حاجة .. يهز راسة بلا
وحنــــا طالعين كان في محل يبيع ألعاب وتذكارات .. لاحظته يناظر دمية على شكــــل قطة بيضــــا .. عرفت أنه أشتاق لكاتي .. لأنه تعلق بقطته ..
" سراج حبيبي أشتقت لكـــــــاتي "
سراج : أيه أنا كان ودي أجيبها معي ، لكن أبوي ما رضى نجيبها .. أنا خليتها عن السواق .. أخاف ما يهتم فيها
مسكت بيدة ورحنــــا للمحل على شان أشتري له الدمية : لا تخاف حبيبي .. مراح يصير فيها شي .. وأنا أخلي بندر يدق على السواق على شان لا ينسى يأكلها .. أوكي
أبستم لي .. يـــــــــا ربي إبتسامته تجنن .. أحلى مخلوق شفته على وجهه الأرض .. لما تشوفي إبتسامته تحسي أن الدنيـــــــــــا بخير
:
:
بعد مــــا فطرنـــــا نزلت أنا وجنى وريوم وحـــــــور جات معانا .. نتمشى بالسوق ..
دخلنـــــا محل .. كان عندة شغلات حلوة .. أغلبها صنع يد .. وتذكارات
شفت صندوق خشبي جميـــــل .. من فوق منحوت عليه حصانين معانقين بعض .. فتحتـــــه .. مثل ما توقعت .. كان صندوق .. ولما تفتحينه فيــــه موسيقى .. حسيته وكأنه من الأفلام القديمة .. عجبني حيــــــــــــل .. وخصوصا الحصانين إلا عليه .. حسيته حلو لعروس تحط فيه مجوهراتهـــــا ..
وأخذت لي بعض الشغلات الحلوة .. وبعض الهدايا للبنات ..
بعد ما خلصنا shopping
رجعنا الشقة لقينا الشباب مقررين نطلع فوق الجبــــل بالتلفريك
:
:
بعد مــــا حجزنــــا لنـــــا .. أنا ركبت مع ريوم وجنى وحور بعربة ..
منـــظر البحـــيرة من فوق خلاب .. كــــانت لـــوحة خيالية .. جمـــــال يســــافر بك بعيدا .. بعيدا
منظر اللون الأخضـــر يبعث في النفس الراحة والطمأنينة .. وصلنــــا لأول مرحلة .. ما حبينـــــا نطلع لفوق الجبل .. كنا مستعدين حق picnic
جبنـــــا معنـــــا سلة وحطينا فيها بساط .. وبعض السندويشات والعصيرات
فرشنـــــا لنـــــا على البساط الأخضر .. والزهور منتشرة حوالينـــــا ..
كــــان في طريق ضيق ومنحدر بين الأشجار الكثيفة .. للي جاي من أسفل الجبل .. ممكن الواحد يطلع للجبل بالسيــــارة أو بالدراجة ..
:
:
أنــــــا و ريـــــوم حبينـــــا نستكشف المنطقة .. حضرتي تفلسفت وطلعت بين الأشجار الكثيفة .. على بالي بفلم للمغامرات .. لكن ريوم خيفتني .. تهيأ لي أني شفت ثعبان .. مسكت لي عصا .. من أحد أغصان الشجـــر .. اتكأت عليها على شان أبي أنزل .. لأن النزلة فيها انحدار ..
بنـــدر مد لي يدة : البندري .. امسكي يدي .. أنا راح أنزلك
أنا فكرت نفسي قوية .. ومصرة أنزل بروحي : لا لا أنـــــــا راح أنزل بروحي
لكني لمــــا جيت بنزل انزلقت .. واتسخت ملابسي .. بصيح
بندر وريوم ضحكو علي .. افرجيهم أنـــــــــا
بنـــــدر، جا نا حيتي .. لأني ما زلت جالسة .. ساعدني أوقف .. ونظفت ملبسي .. الحمد الله أن قميصي غامق وطويل .. عن الفضايح
:
:
ريـــــوم ساعتها خافت تتزحلق مثلي .. ساعدها عبد الله ونزلها ..
بعدهــــا تمشينــــا وجلسنا مع أبوي وعمي وسولفنـــــا ..
:
:
بعدهــــا نزلنا بالتلفريك .. وقلنــــا لأمي راح نركبها قارب .. ركبت أنا وريوم وأمي جنى .. أنـــــا إلا كنت أسوق القارب .. أمي كــــــــانت خايفة .. وكل شوي تقول لنـــــا لا تبتعدو كثير .. وكانت في سفينــــة كبيرة تدور حول البحيرة ..
أمي : يــــــــا البندري لا تقربين من السفيــــنة .. شوفيهـــــا جاية ناحيتنا
أنا بصراحة مستمتعة بخوف أمي .. الله يحفظها : ههههههههههههههههه .. يمه لا تخافين هي بعيدة عنا
أمي : لا لا خلونا نرجع احسن .. أنــــــــــا مش مطمنة
هههههههههههههه رجعنا على شان خاطر أمي .. آخر مرة نركبها معنـــــا .. أول مرة ادري أن أمي خوافة كذا ..
بعدهــــا رحنــــا تعشينـــــا بمطعم عراقي أسمه Ali baba
*
*
بغــــــرفة الأطبــــــــاء
كــــان جالس وبيدة الفايل .. يكتب surgical note
لأخر عملية سواها اليــــــوم ..
جــــا طلال وشافة : خلاص خلصت اليوم مـــا عندك theaters
عبـــد العزيز : لا هذي آخر عملية
طلال: أيه صج .. راشد صاحبنا اليوم عازمنا بعد الدوام على مزرعته
عبد العزيز : تمام عجل .. أنا أرجع شقتي أغير ملابسي وأنت تملاني
طلال: أوكي أتفقنـــــــا
:
:
بعد ما خلص عبد العزيز شغله .. راح وغير ملابسة .. لبـــس بنطلونه الأسود وقميصة
لكن النكتاي ماله خلق يلبسة .. حطة بجيب الجاكيت .. وطلع من المستشفى رايح لشقة
:
:
في السيـــــارة مع راشد .. هو إلا جا وأخذنــــا ما قصر صراحة ..
قربنـــــا نوصل للمزرعــــة .. مررنــــــــا بطريق ضيق حتى نوصل للمزرعة .. تحيط بـــــه الأشجـــــار .. والمساحات الخضراء .. التي تبعث في النفس الراحة بعد شقاء أسبوع متعب ..
وصلنــــــا لبواية المزراعـــة .. وأول مــــــا توقفت السيــــــارة .. نزلت من السيـــــارة واستنشقت هـــــواء نظيف .. أحس وكأني كنت مخنوق .. الهواء هنا تحسة نقي خالي من الكربون .. بعيد عن تلوث المدينة ..
دخلنــــــا المنزل الريفي .. استقبلتنــــــــا زوجته البريطانية .. ورحبت بنـــــا .. جلسنـــــــا على طاولة خشبية مطلة على الحديقة .. وأحضرت لنـــــــا فناجين الشاي .. كان طعم الشاي غريب مع الزهور .. لكن بعدهـــــا حسيت بإسترخــــــاء .. وأنـــــــا استمتع بمشاهدة المزرعة الجميلة .. فا اللون الأخضر يغطيهـــــا .. أحس أن اللون الأخضر نعمة من رب العالمين .. لون الحياة لون الطبيعة ..
ومشاء الله على زوجة راشد .. منسقة بيتهـــــا من الخارج بأصيص الورد .. من اللون البنفسجي .. الوردي .. الأصفر
بصراحة تنفع تكون منسقة حدائق ..
بعدهـــــا رحنــــا للمكان المفضل لدي .. إسطبل الخيول ..
أعشق الخيـــــل .. يحسسني بالأصالة والعــــز والهيبــــة
..
مــــاحسيت بالا حولي .. وأنــــــــا امسح على رأس الخيــــل .. وأداعبها
طلال : ويــــــــــن وصلت يا عزيز
إلتفت له : أشتقت لنوارتي
شفته عقد النونه : منو هذي نوارتك ... ليكـــــــون تحب من وراي
تنهدت : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا طلال .. عمري كله ما حبيت كثرها ..متعجرفـــة .. عنيــــــــدة .. خصرهــــا للغواني مثل خصر العنود ..
وجيدها جيد جادل.. ليّنٍ عودها
سندريلا العوادي.. مالها بالوجود ,, كفو.. وأنـــا سيدهـــا
طلال : عبـــــــد العزيز .. منو هذي إلا شوي وتقول فيها بيت قصيد
ضحكت على ملامح وجهه المنصدمة من كلامي .. أعرف وين راح تفكيرة : لا يروح تفكيركـ بعيد ... أتكلم عن النوارة ... الخيل إلا حقي مــــــــا تذكرهــــــا
طلال : اهـــــــــا .. والله نسيت أنك تعشق الخيول
نطيت من الحاجز الخشبي و ركبت على ظهر الحصان : أيش رأيك نتســــــابق
طلال: لا لا .. أنت من يجاريك
*
*
بشــــقة عبد الله وبنـــــدر ..
كانو جالسين بالصـــــالة .. يشاهدون مبارة لفريق مانشستر .. وجنبهم علب بيبسي ..
لف عبد الله لبـــندر بعد ما انتهت الــــمبارة : بنــــــدر
بنــــدر : ســــم
عبد الله: أيـــــش ها الذرابة إلا نازلة عليك
بنــــدر: هههههههههههههه .. لا بس أنت إلا ملامحك جدية .. وكأنك راح تكلمني بموضوع مهم ..
عبد الله أبتسم: قولي عن مشــــاعرك لمــــا خطبت البندري
بندر ما قدر يمسك نفسه من الضحك
عبد الله عصب : بندر وبعدين معك ، ترا بقوم وأتركك
بندر لما لاحظ أنه زودهــــــا .. حاول يمسك نفسة ... لكن ما قدر يمسك الكلمتين إلا على لســــانه : وأخيرا طحت يا عبد الله بالقفص الذهبي .. على شان تعرف معاناتي معك ..
عبدالله وهو يشرب من علبه البيبسي : يعني راح تقولي والله لا
بنــــدر ، أنقلبت ملامحة للجد: يعني عن أيش تبي تعرف بالضبط
عبد الله : يعني مشاعرك .. كيف تصرفت معها .. تعرفني أنا ما أفهم بهذي السوالف .. وأنت مشــــــاء الله عليك أستاذ
بنــــدر: احم احم .. يـــــــا خوفي اللحين أنت التلميذ .. وبعدين تصير أستاذ علينــــــــا .. وغمز له
عبد الله .. مش فاهم أيش يقصد : أيــــش تقصد
بندر: على باقة الورد .. إلا لمــــــــا رحت تتقدم لها
عبدالله : مدري .. خطرت في بالي الفكرة ..و حسيتهــــا لفته حلوة .. وسألت البندري هي شنو تحب
بنــــدر: شوف يــــا عبد الله .. الأنثى بطبعهــــا .. تحب الرجـــال إلا يدللهــــا .. ويحسسهــــا بقيمتهــــا .. وبنفس الوقت تحب الرجل إلا شخصيته قوية .. مش معنــــاه أنك تمشي رأيك عليها بالقوة .. في أسلوب للحوار .. والتفاهم .. والتنازل من الطرفين مطلوب
عبد الله : طيب قول لي عن مشــــاعرك أنت
بندر: تدري كنت قبل ما أخطب البندري.. بردان .. ولقيت بكفوفهـــــا دفء .. لقيت بعيونهــــا الحنــــان .. كانت نور .. أحلى وعــــد .. وأحلى عمـــــر
عبد الله وكأنه يمثل أنه يعزف كمان : مـــــــــــــــــــــــا أقدر أنـــــــا على الرومانسية
بندر بغرور : لا تحاول تنافسني بسالفة عشقي ..
:
:
صار لي ســـــاعة أتقلب في السرير .. مش جايني نوم ..
خلني أروح لبندر وعبد الله .. مـــــــا أتوقع ها الأثنين .. قامو ..
:
:
قمت من الســـرير .. بهدوء على شــــان لا أزعج البنات .. وأنـــا أمشي على أطراف أصابعي
سمعت صوت من تحت البطانية : ويـــــــــــــــــــــن رايحة بها الليل
بسم الله خيفتيني : أنتو لسه مـــــــا نمتو
ريوم وجنى طلعو صاحين : لا مـــا نمنا
ريوم: وانتي وين رايحة
رديت عليها : أنـــــــا رايحة لبندر وعبد الله
ريوم وهي تطالع في ملابسي: وراح تروحين لهم كذا
ناظرت ثوب النوم الاحمر القصير وفيه بالنص صورة لولو كاتي : لا يماما .. راح ألبس معة برمودا
ريوم، بأدب : يصير نروح معكم
:
:
غيرت ملابسي .. لكن مالي خلق ألبس عباية .. فتحنــــا بابا الشقة وكأننا نتسحب مثل الحرامية .. كلمت بندر على الجوال .. على شان يفتح لنا باب الشقة
و أول ما شفنــــا باب الشقة انفتح .. رحنا بسرعة خفت أحد يطلع لنــــا وأنا بس كنت لابسة شيلتي .. وسيقاني طالعة
:
:
قضينـــــــــا السهرة بالسوالف .. وعبد الله طالع لي بطلعــــة .. إلا يبيني أتصل على سلمى وأكلمها وأنا حاطه السبيكر .. لكن أنا ما وافقت
:
:
على غيـــــر العــــادة .. بندر وعبد الله صاحين اليوم من بدري ..
أمس أتفقنـــــا أنه نروح شلالات كريملر وبعدهـــــا نروح kitzsteinhorn
:
:
صحينــــا على إزعاجهم .. ولقينــــا الكل جاهز ما عدا حنا البنات ..
سويت حركتي الدوديـــة السريعة .. لبست لي بنطلون جينز مع قميص باللون المشمشي طويل .. وأخذت معي أحطياط .. جاكيت الجلد الأســــود
:
:
نزلنـــــا تحت .. وتوزعنـــــا بالسيارتين المرسيدس .. إلا أستأجرها بندر وعبد الله ..
توجهنــــا لشلالات كرميلر .. أكبر شلالات في أوربـــــا
وصلنـــــا لبداية المكان .. وقفنــــا السيارة .. وواصلنا الطريق مشي .. وصلنـــــا لمجرى الشلال .. كان المنظر خيـــــــــال .. صوت الميـــــاة القوية النازلة من الجبل ..
ريــــــــــوم : يله تعالو بسرعة تجمعو ... خلونا نصور
تجمعنــــا كلنا .. وعبد الله هو إلا صورنــــــا .. كانت الصورة الجماعية حلوة .. بعدها صورت مع بندر وهو حاط يدة على كتفي ..
خالتي وأمي .. ما يقدرون على طلعة الجبــــل .. فجلسو تحت .. وحنـــــا لعنا .. مع أبوي وعمي .. بنـــــدر أخذ سراج وحملة على كتفة .. على شان لا يتعب .. وطلعنــــا المرحلة الأولى .. الطريق الجبلي الضيق .. كان متعب .. عفية عليهم هــــا العجز يركبون .. وحنا يا الشباب ينقطع نفسنـــــا .. مالت علينا ما عندنا لياقة
قلت لبندر : كــــله منك قلت لك اشتري لي عصايتين .. على شان ما أتعب
ضحك بندر: يا العجوز ... شوفي العجز يطلعون لفوق الجبل .. وأنتي كل شوي تقولي تعبتي
رديت عليه : والله أنـــــا مش مثلك .. كل يوم رايحة النادي .. ومسوية ريـــــــاضة
بندر: والله يا زعم أنتو أطباء ... وأنتو آخر الناس تهتمو بصحتكم
أعطيت سراج علبه عصير إلا طلبها مني : حرام عليك .. أنا لما كنت بدبي كنت مشتركة بنادي .. لكن لما جيت السعودية ما صار عندي وقت
وصلنـــــــــا المرحلة الثانية من الشلال ..
المنظر جنان .. منظر المدينة كلهــــــــــا .. ومجرى النهر إلا يغذي القرى الصغيرة .. فهو مصدر الماء الرئيسي عندهم
أول مرة بحياتي أشوف قوس قزح .. فوق الشال .. بـــهذا المنظر .. يمكن شفته وأنــــا صغيرة .. لكن ما أذكر
مــــا قدرت أفوت المنظر .. مسكت الكاميرا .. وغطيت نفسي بالجاكيت الجلد .. وصورت المنظر .. مع أني تبهذلت .. لأنه كان قريب من الشلال .. ورذاذا الماء يتطاير علينــــــــــا
::
وصلنـــــا لإرتفاع 1215 قدم .. لكن بعدين الطريق كل ماله يضيق .. وحنـــــا تكسرت رجولنـــــا .. ما نقدر نطلع لقمة الجبل .. هذا غير الطريق حلزوني .. والطلعة تقطع النفس .. غير النزلة أسهـــــل ..
بعدهـــــا طلعنـــــــــا ورحنــــا المنطقة الثلجية ..
طلعنــــــــا بالتلفريك للجبـــــل .. وصلنـــــــا للمحطة الثانية .. نزلنـــــا ..
وكـــــان في محل تقدرين تستأجرين من عندة المعدات لتزحلق .. ولثلج
أستاجرنـــــا لنا جزم البوت .. ومعها العصا على شان تسندنــــا وما نتزحلق .. وأخذنـــــا لنا حق skyting
.. وصلنـــــــا لإرتفاع 3000 قدم فوق سطح الأرض .. كنت أشوف آثار لثلج الذائب على الجبل .. عمري ما تخيلت اني أشوف شكل الثلج الحقيقي .. من زمــــــــان وأنا أتمنى أسافر بالشتـــــــاء .. بس على شان أشوف الثلج وأتزحلق
:
:
وصلنـــــــا للمكان .. الشعور بالبرد شي رهيب .. والناس بالخليج ميتين حـــــر .. تمنيت أتصل لأسيل وأقول لها أني بوسط الثلج .. أرسلت لها مسج
الحمد الله أنه كنا ما خذين أحطياط نا وجبنا معنا قفازات ..
والله لو ما القفازات .. كان اللحين أيدي جمدت .. وخشمي مــــا عدت حاسة فيه من البرد ..
خالتي مسكينة خايفة على سراج من البرد .. لكن هو لابس زين .. ومتونس بعد عمري بالثلج .. وهو يلعب مع حور
:
:
طلعت مع بنــــدر للمنحدر .. وأخذنا صحن دائري .. في البداية قال لي أجلسي وبدفعكـ
جلست في أمان الله .. ودفعني وصورني فديو ..
أنا جلست أصرخ : لا لا ... حنـــــــا ما تفقنا على كذا
صرت أدور حول نفسي وأنا أنزلق .. مع أنه كان ونـــــــــــــــــــــاسة
بعدها .. ركبت أنا وبندر وراي .. وقلت لجنى تصورنــــــــا ..
وناسة وأنا أتزحلق معه ونرفع رجولنا لفوق على شان نزيد من السرعة
بعدها رحنـــــا جهه skyting أنا ما كنت محترفة مثل عبد الله وبندر .. هم عاشو فترة دراستهم بولاية كولارادو .. فأكيد منظر الثلج عندهم شي عادي .. مش مثلنـــــــا
رجعنــــا الشقة على الساعة 5 .. لأنهم يقفلو الساعة 4 .. لأنه بعد كذا الشمس تبدأ تغيب
بصراحة قضينـــــــا يوم ممتع .. مهما وصفت سعادتي .. تعجز حروفي عن الوصف
*
*
*
أسيــــــــــــل
توني مقفله من عنـــــد سلمى .. أتفقت معهـــــا أمرها بكرة وأنا رايحة الدوام .. صار لنــــا يومين من داومنـــــا بالمستشفى ..
ما اقدر أحكم على المستشفى من دوام يومين .. أول قســـم داومنا فية قسم الجراحة .. الحمد الله أن القسم مــــا فية مرضى كثير .. الناس أغلبها مسافرة ومالها خلق تروح مستشفيات ..
دق علي الباب أخوي الصغير حمودي
: هلا حمودي
حمودي: أسيل .. تحيلان ينتظرك تحت
ضحكت عليــــة .. وهو ينطق الاســــــــم ... الله يهدية عمي يعني ما لقى إلا هذا الاسم يسمية لولده ..
وهذا أيش جيبه بعـــــد
: حمودي هو وين جالس
حمودي : بالصالة
مسكت بيدة ... وطلعنـــــا من غرفتي .. وقفت عند رأس الدرج وقلت بصووووووت عالي .. متعمدة على شان يسمعني : قــــــــــــــول للعنـــــــــــــــ .... إلا جالس تحت أسيل مشغولة .. عندهـــــــا مناوبة .. والنــــــــاس تتصل قبل لا تجي .. هي مش وكالة من غير بواب
مسكين حمودي ما فهم ولا كلمة من إلا قلتها .. هو نزل تحت .. وأنـــــــا رجعت غرفتي بكل برود العالم .. أظن الرسالة وصلته
جلست أرتب في أغراضي .. سمعت تلفون الغرفة يرن .. رحت ناحيته ورفعت السماعة .. جاني صوت أمي وهي تشخط فيني : أسيــــــــــــــــــــــــــــل ولد عمك جالس تحت وأنتي جالسة تحت
رديت عليها: يمه أنـــــــــا عندي مناوبة
أمي: أسيل عن العيارة .. توك اليوم قايلة لي أنك لسة ما بديتي مناوبات ... ويله أشوف نزلي لرجلك
ما أعطتني مجال أرد عليها .. إلا هي مقفله السماعة في وجهي .. معليش يا يمة تموني
أفرجيك يـــــــا كحيلان .. أن ما طفشتك .. ما أكون أنــــا أسيل
فتحت دولاب ملابسي أفكر أيش ألبس .. امممممممممممممممممممم
أخترت لي بنطلون برتغالي فاقع اللون مع تيشرت خضراء .. بعد ما لبست الملابس ناظرت شكلي بالمرايا .. جات لي الضحكة .. كأني وحدة تشتغل بالبلدية مع ها اللون البرتغالي
جعدت شعري ونفشته .. خله يقول عني وحدة ما عندي ذوق ولا تعرف تلبس ..
فجأة تذكرت شكلة بيوم الملكة .. كاشخ وراز عمرة .. وعلى ثوبة أنطبع لون عصير العنب البنفسجي .. هههههههههههههههههههههه .. آآآه يا ربي أقدر أمسك نفسي ولا اضحك لمـــا أشوفه .. ما أبي أفضح نفسي
:
:
نزلت تحت .. لقيته جالس بالصالة .. وأخواني الصغار مسوين أزعاج ويلعبون سوني ..
سلمت علية .. سلامي كان طاغي علية الجفا أكثر من البرود ..
كحيلان : بديتي دوام
أيش يبي هذا .. أنا مش رايقة لأسئلته السخيفة : أية من يومين
كحيلان : طيب كيف الدوام .. عجبك المستشفى
لا حول الله ولا قوة إلا بالله .. هذا يبي يتكلم في أي شي : اوكي
كحيلان: أيش رأيك نطلع لكوفي شوب
عفست ملامح وجهي .. هذا إلا كان ناقصني أطلع معه : لالا .. الجو حـــــــــارة مرة .. خلنا بالبيت أحسن
كان يحاول يسولف معي .. وأنـــا قد ما أقدر تكون إجاباتي مختصرة .. أنا ما أبية يهتم فيني ولا يعرف عن أي شي في شغلي .. مش ناقص إلا يدخل في عملي
نادتني أمي من المطبخ .. رحت لها
: هلا يمة
أمي : خذي الصينية .. عيب عليك الرجال صار له ساعة .. وأنتي ما ضيفتيه
أنقهرت من أمي أحسها تعاملة وكأنه ولدها الكبير : طيب
حملت الصينية .. وقبل لا أطلع : أسيل أيش ها البس إلا لابسته .. يعني من قله الفساتين إلا بدولابك
لفيت عليها : يمـــــــــــه هذي الموضة .. ألوان الصيف
أمي : الله يخلف عليك من بنت
:
:
حطيت الصينية على الطاولة إلا جنبة .. وطنشته ورحت جلست جنب حمودي وهو يلعب سوني .. وأندمجت وأنا ألعب معه كوره .. هو أختار فريق البرازيل .. وأنا أخترت فريق أسبانيا .. متعودة على الإزعاج والعب مع أخواني
وأنا ألعب .. إلتفت لكحيلان .. توقعته طفش من الجلسة .. لكن شفته متونس وهو يسولف مع أخوي الصغير الثاني ..
أففففففففففففف .. هذا ما يحس أبد
بعدها شفته جلس مكان أخوي حمودي .. لأني فزته .. وهو بوز
كحيلان : خلاص حمود أنا ألعب بدالك .. واكسر راسهـــــا
حسيت يقول كلمه أكسر راسهــــا من قلب وكانه قاصدهـــــا .. والله محد راح يكسر رأسة غيري ، قلت له بتحدي : نشـــــــــــــوف
أنا ما أتخذت المسأله على أنها مزحة .. كنت مأخذتها جد وتحدي .. ولازم اكسب ها التحدي بأي طريقة
:
:
افففففففففففففففففف .. هو إلا كسب وفازني 3\1 .. حسيت من القهر الدخان يطلع من رأسي .. وهو ومحمد فرحانين .. لأنهم كسبو ..
لكن مو مشكلة الأيـــــــــام بينا .. وراح نشوف من إلا راح يكسب في النهـــــاية
*
*
*
منســـدحة على الســــرير .. ألعب بخصل شعري .. وأقرأ القصيدة
عنوان القصيــــدة
إذكريني
حتى عنـــوان القصيدة حلو .. أختياره عجبني .. صحيح أني مــــا أؤمن بقصص الحب .. وأن الحب موجود بس بالروايات الرومانسية .. مافي نهايات بلقا إلا بخيالات القصص .. أو يمكن الحب ينوجد بفترة الخطوبة .. أو يمكن الفترة إلا يكذب فيها كلا الطرفين .. لكن بعد الزواج تنكشف الحقايق .. ويمكن ينتهي الحب بعد الزواج ..
لكن معقولة أذا أنولد الحب بين شخصين .. معقولة يجي يوم ويموت ..
أو طبيعة الحيــــــــاة إلا عايشينها .. تفرض علينا القسوة وبرود المشــــاعر ..
ويمكن أنشغال كلا الطرفين .. ما صار عندهم وقت يعبرون فيه عن مشاعرهم ..
ما ادري .. ما ادري .. لا تفكرين بهذي الطريقة يا سلمى .. لا تكوني إنســــانة سلبية .. الحياة حلوة .. الزواج أكبر مما حنــــــا نتصورة بعقولنـــــا المحدودة ..
والله ليه كان الزواج تكملة لنصف الدين .. وذكر في القرآن .. وكان فيه سكنى .. ومودة .. وكانت النساء حرث لرجال
يمكن حنا بعقولنــــا المحدودة والصغيرة .. نفسر أن المرأة تكون عبدة لرغبات الرجال .. لكن المعنى أكبر بكثيـــــــــــــــــــــر
تركت أفكاري .. وقرأت القصيدة للمرأة العاشرة .. أبي أحفظ كلماتها
كــــل مــــا عانق نــــظر عينكـ قمــــر
لـــثم خــدك شعـــــــاع من غــــروب
أو نسيم هفهــــف بشعــــرك سحـــــر
أو تغنى بـــــالهوى صوت طـــروب
أو تبــــلل كفّــــك بقطـــر المطــــــر
أو تبسّـــــم بالسمــــــــا نجم الجنوب

مــــا حبيت أغرق في أحلامي كثير ..
طلعت من غرفتي .. لقيت أمي مع مــــاجد جالسين بالصالة إللي فوق
رحت حضنت أمي .. وبستهـــــا
مــــاجد: تو أمي قالت لي أنك أنخطبتي
أنا أبتسمت : أيــــــــــــــه مافي كلمة مبروك
ماجد تغيرت ملامحة : ومن قالك اني موافق
أنا استغربت من طريقتة بالكلام ، انقهرت بصراحة : ومن أنت على شان توافق ولا ما توافق
ماجد .. وهو يعلي من حدة صوته : أنـــــــا أخوك .. وولي أمرك
أستغفر الله .. شكله ها الولد ناوي على شر : طيب .. وأنا أختك إلا أكبر منك .. على الأقل أحترمني
ماجد وقف .. وصار يتكلم بصوت عالي : أسمعي هذا عبد الله أنـــــــــا مش موافق عليه
رديت عليه : طيب ليه عطني أسبابك ؟؟
ماجد: أسالي روحك .. مش هــــــذا أخو صديقتك .. وأنــــأ أقول
ليه البنت كل يوم والثاني رايحة بيت البندري .. اكيد بينكم علاقة حب .. وأنــــــا أيش يضمني أنه ما كان يجيك بالإمارات وتطلعي معه
ما قدرت أتحمل كلامة .. حسيته وكأنه يطعني بشرفة .. وقفت وأحس الشرار يتطاير من عيوني : هـــــذي آخرتها يا ماجد .. وعطيته كيف .. من قوة الكف أيدي ألمتني وصارت حمرا .. وصدا الكف تردد بكل مكان
أمي : يــــــــا ماجد عيب الكلام إلا تقوله على اختك
ما حسيت إلا بهذيك اليــــد العريضة الماسكة بشعري وكانه راح يقطعه : هذي لو تعرف العيب .. كان ما سوت عمايلها هذي
صار يشد بشعري بقوة .. لدرجة حسيت شعري تقطع .. صرت اصرخ وأنادي أمي
أمي صارت تحاول .. تمسك ايده الشادة بشعري : أتركها يا ماجد .. هذي أختك .. على الأقل أحترمني
ماجد ما كان يسمع لأمي .. وكأن الشياطين قدامة .. حاولت بكل ما أقدر أفك يده عني .. لكني ما قدرت .. هو رجل وبنيته أقوى مني
بالأخير رماني على الجدار ... آآآآآآآآآآه .. حسيت بألم فضيع بعظامي .. حسبي الله عليك يا ماجد
ماجد بصراخ : والله أن مديتي أيدي علي إلا أكسرها لك ... ها المرة تركتك على شان أمي .. لكن والله مرة ثانية محد راح يرحمك مني
من الألم إلا كنت أحس فيـــــه .. ما اهتميت لكلامة .. تجمعت الدموع بعيوني ..
فجأه شفت امي مسكت ناحية قلبها .. وتأوهت .. لون وجهها تغير .. نسيت الألم إلا أحســـه فيه ورحت لها بخوف ومسكتها : يمه يمه أيش فيك
حسيتها مش قادرة تتنفس .. ومش قادرة تنطق
صرخت بماجد : خلنـــــا نوديها المستشفى ... أمي تعبانه
جــــا جنبها .. مع أني حسيت أني لمحت الخوف بعيونه ويمكن أنا أتوهم .. ولمحهـــــا
أنا رحت ركض جبت عباتي ... وركبت السيـــــارة
وقتهــــا ما كنت أحس بشي .. الدموع هي إلا كانت تحكي عني .. كنت أدعي ربي .. خفت تموت بين يدي .. حسيت بجسمها بارد .. حسيت نبضها .. كان ضعيف ..
وصلنــــا الطوارئ .. بنفس المستشفى إلا اشتغل فيـــــة .. نقلوها لغرفة الإنعـــــاش .. مارضو لنا ندخل معها .. كنت واقفة برا مع ماجد .. ماني قادرة أوقف على رجولي .. خايفة أفقد أمي .. خايفة يطلع النور .. وما تعود تنور دنيتي ..
ناظرت ماجد .. إلا كان يمسح على شعرة بتوتر .. حسيت بحقد العالم تجمع بقلبي الصغير إللي مازال ينبض : والله يــــــا ماجد أن صار لأمي شي .. عمري مراح أسامحك
كان راح ينطق .. لكن شفنـــــا ممرضة طالعة وتدفع السرير الأبيض وأمي عليه .. سألتها وين راح يأخذوها .. قالت لي أنهم راح يخذونها لـــ CCU بوحدة القلب ..
مشينا معهم .. وركبنا نفس اللفت .. وأنا ما سكة يد أمي .. هذي الحنونه .. هذي أمي صدر الوفا
وصلنــــا CCU
ودخلو أمي غرفة ووصلوها بجهاز monitoring & ECG
الممرضـــة : لو سمحتي أختي ممنوع الدخول .. ممكن تتركو المريضة ترتاح
هذي شــقاعدة تقول .. هذي ما تدري ان هذي أمي : أنا بجلس مع أمي
الممرضة : ممنوع أختي
صرخت فيهـــــــا : شنو ممنوع .. أنا دكتورة أشتغل هنــــــــا .. أنا بكرة أرفع عليك تقرير يطردوك من هنـــــا
جــــا ماجد وسحبني بالقوة .. لأني فزعت الدنيـــــا
ناظرت ماجد بعيون مغرقة : ماجد أمي .. أبي أمي
ضمني لصدرة بقووووووووووة .. وهو يمسح على راسي ...
يمـــــه وينكـ
العبــــرة خانقتني
يمــــه ذابت عيني من البكي
عمر دمعي مــــا جرى إلا لكـ ..
يــــا أجمل حلم بين الرمشين ..
يلي بسمك ترخص الأعمـــار ..
أبكي عليك .. يمــــه أرجعي لي
قلبي يتقطع عليك .. ما اقوى اشوفك طريحة الفراش .. يارحمه القلوب .. يمــــه أنا بنتك .. أنــــــا سلمى .. تكفين يمه أفتحي عينك .. ناظريني
يمـــه أنا ما أريد احد بها الدنيا غيرك
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
(الجـــــزء الثاني عشــــر )

مــــــــــــــــــاجد
أنــظر للشمس .. وقت ميلاد النور .. لتخترق أشعتهــــا كرسول محبه كل آفاق الكون .. أستشعر دفــء الكون الدافئ ..
تتقلب روحي فوق رايات الحزن ..منـــذ الفجر وأنــــا أجلس هنـــــا .. أحس بالاختناق
.. دمعت عيني .. منظر الانكسار بعيون سلمى .. هزني من الأعمــــاق ..
آآآآآآآآآآآآه يا يمـــــه
مـــا تخيلت بيــــوم .. أني أحمل أمــــي .. والله غصب عن روحي حملتهــــــا ..
آآآآآآآآآآآآه يـــــــا يمه .. يـــــــــــــــا حلم حضنته ..
آآآآآآآآآه يـــــــــــــا دمع نثرته
يمـــــــــه وينك .. هو صيحيح أني فقدتك
يــــمه تكفين جاوبيني .. معقولــــه أمي تركتني ورحلت
مــــا أقدر أرجع البيت وأمي مش موجودة فيـــــه .. مقـــدر أشوف فراشك فاضي .. وأحس أن أمي طفت .. يـــمه ودي أحطكـ داخل عيني وأنــــــام
غسلت وجهي بدمعي .. فدوه لكـ يمـــــــــــه
راح أروح لسلمى تركتهـــــا بالبيت بروحها .. وعدتها أخذها لأمي من الصباح .. نفضت الرمل عن ملابسي .. ورحت لسيارتي .. إلا موقفهـــــــا بالمواقف القريبة من الكورنيش الفاضي .. على بداية الصبــــــــاح
:
:
مــــا قدرت أنـــــام .. كيف يجيني نوم وأغلى الأنــــــــام مش موجودة بالبيت .. ما أقدر أظل بالبيت أكثر .. أحس البيت من غيرهـــــا ظلام .. الليل الأسود حسيته طوووويل وموحش والنجوم غابت من غير بدرهـــــا .. حتى الطير على الصبح عيــــا يغرد ..
آآآآآآآه يــــا نسيم الصباح .. جيب لي عطرهـــــا .. رفعت أيدي لسمـــــا .. يا رب تحفظ لي أمي وتشفيها مالي غيرها بها الدنيا ..
:
:
بعــــد ما صليت الفجر .. لبست ملابسي .. وأخذت الوايت كوت والسماعة .. وجلست أنتظر طلوع النــــور .. مقدر أنام .. أبي الصبح يجي على شان أروح لهــــــا ..
محتـــارة أدق على أختي بثينة أخبرها .. لكن حرام هي مع زوجها بلبنان .. وكلها كم يوم وراجعه .. هي قالت لي أسبوع مراح تطول
آآآآآه يا خالي وينك .. أنا محتاجه لك بها الوقت
على الساعة 6 طلعت من البيت ..
كانت الشوارع فاضية .. لســـــه النــــاس ماطلعت لدوامات .. قلت لسايق يشغل شريط قرآن .. على شان يخفف علي التوتر .. وتهدئ نفسي
:
:
وصلت المستشفى طلعت على طول لوحدة القلب ..
اللحيــــن محد يقدر يمنعني من زيــــارتها .. أنا دكتورة ولابسة وايت كوت .. دخلت CUU مـــا أهتميت لأحد .. نظري موجه للغرفة إلا موجودة فيهـــــا أمي .. دخلت عليهـــــا .. الغرفة يلفهـــــا السكون .. ناظرت جهاز تخطيط القلب والتنفس ..
أنشـــاء الله تصير بخير .. لكن هي مــــا زالت نـــايمه على السرير .. وعينها ما فتحتها .. قربت منهـــــا وجلست على السرير .. مسكت أيدها الدافيـــه .. قلبي يتقطع عليك .. ما اقوى اشوفك طريحة الفراش .. يارحمه القلوب .. يمــــه أنا بنتك .. أنــــــا سلمى .. تكفين يمه أفتحي عينك .. ناظريني
يمـــه أنا ما أريد احد بها الدنيا غيرك
يمـــــه تكفين جــــاوبيني .. يمـــــه ضميني .. أبي دفـــا أبي حنـــــان
يمــــه ناظريني .. يمــــه بس نظرة
لكنها ما استجابت لندائي .. معقولة أمي ما عادت تبيني .. دمعت عيني ..
:
:
حسيت أن أحد حط يده على كتفي .. مسحت دموعي بسرعة .. لفيت شفت أسيل وراي .. ضميتهـــــــا بقوة : أسيــــــــل أمي تعبانه .. أنا أنــــــــــاديها موب راضية تصحى .. موب راضية ترد علي
أسيل: أهدي يا سلمى .. ما يصير أمك تصحى تشوفك بها المنظر ..
ما قدرت أوقف سيل دموعي .. سحبتني برا الغرفة .. جلستني عند قسم nurses
لكن عيوني مــــــا زالت معلقة على غرفه أمي .. أناظرهـــــــا من خلال الزجــــــــاج
جابت لي ماي بارد .. علا وعسى يبرد جوفي ..
أسيل : هديتي
رديت عليهـــــا : أيوة ... ما تعرفي متى يجي الدكتور
أسيل: اللحين أسأل لك
راحت أسيل تسأل متى الدكتور يجي .. رجعت ومعها 3 دكاترة مبين واحد منهم الكبير بالسن استشاري .. والأثنين إلا معاه الدكاترة إلا معه بالفريق ..
الدكتور: السلام عليكم
سلمى: وعليكم السلام
الدكتور: أنتي بنت المريضة
سلمى : أي نعم دكتور ... كيفها هي أنشاء الله طيبه
الدكتور وهو يناظر بملابسي : أنتي دكتورة تشتغلي هنا
رديت عليه وأنا مالي خلق : أيه أنا طالبة أنتير بقسم الجراحة
هز راسة الدكتور: لا إن شاء الله أمك ما فيها إلا كل خير .. بس هي تعرضت لأزمه قلبية
رديت عليه : Myocardial infarction
أنا دارسة طب .. أبيه يفهمني عدل .. مش وحده جايه له من الشارع
الدكتور: هي تتعالج من السكري أو الضغط
سلمى : تتعالج بس من السكري .. لكن آخر مرة وديتها العيادة كان السكري مش منضبط عندها والضغط مرتفع
الدكتور:طيب أحد يدخن بالبيت
سلمى : لا محد يدخن عندنا
الدكتور: طيب أنا راح أبدأ معها العلاج ..لأنه شفنـــــا عندها elevated in cardiac marker ..
وإن شاء الله لما تستقر حالتها راح ننقلها للـــ ward .. وأهم شي نضبط blood sugar & blood pressure
سلمى : doctor she needs angiography & catheter
الدكتور: في الوقت الحالي ما أظن .. بس حنا ممكن نعمل لها angiography
على شان نعرف كم شريان عندها مسدود .. وبعدين نحدد إذا تحتاج قسطرة أولا
حسيت بالراحة لما عرفت حاله أمي .. مع أن كان بإمكاني أشخص الحالة .. لكن يمكن من خوفي .. ما عرفت حتى أفكر .. كنت خايفة تصير عندها جلطة بالمخ ..
أسيل: تطمنتي اللحين
سلمى : اية الحمد الله .. خلينا روح لها .. أكيد صحت اللحين
*
*
*
ريــــــوم
وناسة اليوم نزلنــــــا للقرية .. وكانو مسوين مهرجان .. عبارة عن كوشكات كل واحد تبيع شي وأكلاتهم الشعبية .. مرينـــــا عند وحده تبيع مربي وعســـــل هي إلا تسوية .. خالتي تحب هذي الشغلات وشرت لهـــــــا
حنا البنات .. رحنــــــا ندور لنـــــا شي نأكله .. شفنـــــا وحده تعمل مثل بانكيك لكن رقيق .. أنا أخذت لي بالشوكلاتة والبندري أخذت لهـــــــــا بالسكر .. طعمــــــه يمي خفيف ومرررررره حلو ..
بعدهـــــا شافت البندري محل يعمل وافل ..
البندري: اشتقت لوافل فينــــــــــا ..
راحت وأخذت لها وافل فوقه فراولة وتوت بري ..
بعدهـــــا كملنا مشي .. شفنـــــا بندر واقف ومعه عبد الله وسراج .. عند واحد ينحت على الخشب ..
عجبتني الفكـــــرة : أيش تسون هنـــــــــــا
عبدالله : بندر قال إلا راح يرسم سراج على الخشب ..
البندري وهي تناظر الفنان كيف وهو يرسم سراج على الخشب : رهيبــــــــــــه اللوحة مرررررررررة
:
:
بعدهـــــا لما خلصو الشباب .. رحنـــــا الزحليقة الصيفيـــة .. في البداية كنت متحمسة لكن لما شفت التلفريك مفتوح عبارة عن كراسي .. خفت .. ولا جنى الجبانة هي إلا راح تركب معي ..
جاء عبد الله وأعطانا التذاكر .. رحنـــــا صفينا بالطابور .. لما جا دورنـــــا البندري ركبت قبلنـــــا مع نرجس وأنـــــــا مع جنى .. في البداية ما عرفنـــــا كيف نسكره .. تخيلو التلفريك يرتفع فوق الجبل .. وحنـــــــا الكرسي إلا حقنـــــا مفتوح كل ما أناظر تحت وأتخيل نفسي كيف أطيح
جنى بخوف : يمـــــــــــــه ما أبي أموت
طالع هذي أنا ناقصتها كفاية الخوف إلا فيني : كلي تبــــــــــــــن .. أنا ناقصتك ... ناديت نرجس ولفت علي ... علمونا كيف نسكر الهباب
البندري لفت علينـــــا .. وهي تصرخ على شان نسمعها : لسه ما سكرتوه ... اشكالكم تحفة
بعديــــن نرجوووس هي إلا علمتنـــــا .. وصلنا لفوق الجبل
وأعطونا إلا نتزحلق عليهـــــــــا .. البندري بالأول وبعدين نرجس وبعدين أنـــــــا وجنى ... ونـــــــــــاسة صراحة وحنا نتزحلق من فوق الجبل لين تحت ... بطريق حلزوني ..
ركبنـــــا يمكن فوق الثلاث مرات ... وكل مرة نغير الدور .. مرة البندري وبندر .. ومرة أنا وعبد الله ..
وما وقفنـــــــــا إلا الشديد القوي
وحنـــــــــا نازلين شفنـــــا ولد كويتي .. أنجرح رأسه .. كسر خاطري وأنـــــا أشوف الدم ينزف من رأسه .. والمشكــــله متوهقين جاي هو وأخته بس .. بندر والبندري عرضو عليها المساعدة .. لكن هي قالت أن أبوهــــــا جاي لهم بالطريق ...
:
:
على العصر رحنـــــا البحيرة .. الشمس بدت تغيب والنور يختفي .. ولون السمـــــاء متمازج بين اللون الأزرق والبرتغالي الخافت .. سبحان الله .. لو أنــــــــا رسامة كان رسمت المنظر ..
جلسنــــــا قريب من مرفأ القوارب .. على الحاجز الحجري .. كــــــــانت جنى معي .. فتحت جوالي .. وكتبت
إذا أتى الخريف .. وحركت رياحه أمواج البحيرة والغيوم المحمله بالمـــطر تتبعثر في السمــــــــاء .. أحس يــــا صديقتي برغبــــه في البكــــــاء ..
بعدهـــــــا شغلت أغنية سنين عمري .. ضلينــــا صامتين .. نمتع بصرنـــــــــا بلوحة من صنع الخالق .. الجو مغيم .. والقوارب كلها موقفه عند المرفأ ..
شفت البندري تتمشى مع بنــــــدر حول البحيرة .. راحت الشقة وغيرت ملابسها ..
:
:
لابسه تنوره باللون الأخضر الزيتي غجرية مع بلوزة بيج فاتح وفوقها جاكيت خفيف باللون الليموني الهادئ وحجابها بنفس لون التنوره ...
ومــــــــاسكة بيد بنــــــــدر .. ويتمشون حول البحيرة .. الهواء كـــــان يحرك حجابها .. ويداعب وجناتها
:
:
بيـــــــــن خــــضرة ومـــــــــاء والوجــــه الحســـــن
منظر منهــــــــــــــــــــا أوقف فيـــــه الدمـــــــــــــا
والجبــــــــال الشـــــــــــــــامخه مــــــــــــــا بيـــن
ومثلــــــــــــهن في الجــــــــــو شفت اجبال مـــــا
وإلتقت أرض وسمـــــــــاء وتمــــــــــــــازجن
ومـــــــا البحيرة عــــــــــانق أعناق السمـــــــا
:
:
كان بندر ماسك أيد البندري ويلعب في دبلتهــــــا
بنــــدر:
حمــــره خدودك بلون الورد ومزاجه .. كم غرك الزين مــــا أحلى جره حجابة .. عــــــــين كحلكـ طبيعي غير محتــــاجه
بالفعــــــل حمرت خدود البندري بلون الورد .. وزادت من ضغط يدهــــــا بيد بندر ... ما تقدر أبد تجاريه بكلامــــه .. وظلو الأثنين يمشون .. كانو رمز للهوى العذري
واحــــد و وحــــدة في دجى الليــــل قلبين ..يتبــــادلون أمن الغــــرام والمشـــــاعر
عفيــــفة وطــــاهر مثــــــال المحبين ... ورمز الهوى العذري عفيفة وطــــــاهر
يتنهدون ومن ضنـــــــا البعد شفقين ... ويصارعون الشوق والشوق كـــــــافر
ســـــامي هواهم والمحبه لهـــــا دين ... يوفي حقوقه من على الموت صــــــابر
غـــــــــاية مرام الوجـــد روح بجسمين ... متوالفين ومنهم الكون عـــــــــــامر
ســــــــــاد السكون وقالت العيــــــن للعيــــن ... كلام ما ألف معـــــانية شـــــاعر
إذا عجــــز حلو اللفظ بالهوى يبين ... في صمت يــــــا محلا كلام النواظر
ملاذهــــــا قلبه لهــــــا فيه تمكين ... تحكم وترسم وبه تنتهي و تـــــــــــامر
ومينـــــــا همومه طرفهـــــا بين شطين ... في عينهـــــــا يبحر هواه ويســــافر
حب مطهر ســـــــامي بين خليــــن ... كــــل على خـــله من الخوف ســــــاهر
يكتم أسمهـــــا عن قراب وبعيدين ... ســــر على مثله تعيش الضمــــاير
وتكتم غــــلاه ابعينهــــــا بين جفنين ... يحرس اسمه طرف كـــــالسيف باتـــــر
محلا الهوى مستور مـــــــا بين روحين ... يـــــا من يريد الشوق شاهر وظاهــــر
حب الجســــد يفني دوامه إلى حيـــــن ... زايل وحب الروح خـــــالد وظافــــر
:
:
رحنـــــا جهه ما جالسين ريوم وجنى .. كانت ريوم مشغله أغنيـــــه تفارق لعبد المجيد .. وما كان أحد حولهم ..
يارب يرجع كل حبيب لحبيبه
اذا تفارق شخص عادي مصيبه
وشلون لو فارقت منهو تحبه ؟
يارب يرجع كل حبيب لحبيبه
دام الحياة في بعدهم حيل صعبه
بنـــــدر: أيش عندكم حنــــا بروحكم جالسين
ريوم : نصيد سمك
بنــــدر: هههههههههه ... بايخة لكن لا تعيديهـــــــــا
جنى: خلونـــــا نروح نأكل آيس كريم في الكوفي شوب إلا هناك
بندر حب يقهرهم شوي : لا لا أنـــــــــــا وزوجتي بنجلس هنــــــــا ... وراح جلس على الحجر الصخري ... ونزل رجوله نــــاحية البحيرة
ريوم بقهر: أنت وزوجتك مــــــا منك فايدة ابد ... بروح أنادي على عبد الله أحسن لي
ناديتهـــــا : لا انتظرينــــــا جايين حنـــــا .. انتو بس روحو أحجزو لنـــــا طاولة ... وحنــــــا راح ندق على عبد الله
مسكت بندر من ذراعة : يـــــله بندوري خلنا نقوم
بنــــدر: لا مــــــانيب رايح
ناظرته بطرف عيني : ليــــــــــــه يا بعدي
بندر تكتف : زعلاااااااااااان
جلست جنبه وقربت منه : وليـــــــــــه حبيبي زعلان
بندر: لأنك مش موافقه نطلع نتعشى بروحنــــــا
يا ربي ... حبيبي دلوع، قرصت خدوده : طيب بكــــــرة .. اليوم خلنـــــا معهم
ابستم : طيب ... أصلا أنا أقدر عليك
رحنـــــا للكوفي شوب إلا جالسين عليه .. كان قريب من سكه القطار .. ويطل على البحيرة .. كان الكوفي شوب مليلان .. زين من ريوم لقت لنـــــا طاولة .. طلبت لي آيس كريم كبير على فانيلا ... وكابتشينو
قضيناها سوالف .. بعد ما أنضم لنـــــا عبد الله وأتفقنــــــا أن بكرة نروح منطقة Salzburg
ريــــوم : أيش العشـــــاء
عبد الله : وأنتي كله تفكري بالأكل
ريـــــوم : والله أحلى شي بها الدنيـــــا النوم والأكل
عبد الله : ويـــــا ليت على ها الأكل متنانه ... مدري وين يروح
ريـــــوم: قول لا إله إلا الله ... بتصكني بعين
عبد الله : لا تخافين .. عيني مو بحارة .. لو بتحتين كان حتيتي من زمان من عيني
:
:
أخذنــــــا لنـــــــا بيتزا مارجريتــــــا ورحنــــا الشقة ... تجمعنـــــا في شقة عمي .. وطبعا البيتزا مـــــــا تحلى إلا مع البيبسي
ريوم كانت تسولف مع خالتي على نــــــاس من الخليج تعرفت عليهم .. بعدين نزلت عينهـــــــا بتأخذ قطعه ثانية .. مالقت شي حنــــــــا خلصنا البيتزا عنها كانت لذيذة لا تقاوم
ريوم صرخت : يـــــــــــا الآفات خلصتو البيتزا عني
جنى : والله محد قالك تسولفي مع أمي .. وقت البطون تعمى العيون .. ومحد بيهتم لأحد
ريــــوم : حشى مو أدمين ... وعبد الله يقول عني أفـــــــــــــه والله أنتو الآفات
بعد ما خلصنــــا عشاء .. ريوم ما تركتنــــا في حالنـــــا إلا لما عملنــــا لها ساندويش
وأنــــا طالعه .. البنات سبقوني لشقة .. مسكني عبد الله : تعــــــالي معي
ناظرته مستغربــــه .. لكني مشيت معه لشقة بانصياع .. بندر لسه بشقة عمي مــــا جا معنـــــا ..
أول مــــا دخلنــــا الشقة .. أخذني لغرفتهم وجلسني على سريرة : طلبتك يـــــــــا البندريقولي تــــم
ناظرته بشك .. عبد الله يطلب مني أكيد الموضوع فيـــــــه إنّ
عبد الله ، ترجاني بنظراته : البـــــــــــندري
ابتسمت ، لأني بديت أخمن هو أيش يبي مني : أطلب شنو تبي
عبدالله : أبيك تتصلي على سلمى .. وتحطي سبيكر أبي أسمع صوتهــــــــا
هزيت راسي : NO NO
عبدالله ، مثل أنه مضايق : أفــــــــــــا ترفضين طلب أخوك الكبير
بصراحة كسر خاطري.. فكرت أيش يضر أنـــــا إلا راح اسولف مع سلمى هو بس يبي يسمع صوتهـــــا .. وإذا فيه سوالف خاصة راح أقفل السبيكر
: طــــيب ... لكــــن
عبد الله قاطعني : لك إلا تبين
ناظرته بشك : إلا أبي
عبد الله بثقه : إلا تبيــــــــــن
مديت يدي له : المــــاستر كارد
رفع لي حاجبه وعفس بملامح وجهه : أشوفك صايرة استغلالية مثل أختك
ضحكت: والله الدنيا كذا ... لازم الواحد يغتنم الفرص
طلع محفته من جيبه ... وفتحها وطلع لي البطاقة .. وأنا أخذهــــا : لا تظن أني راح أشتري لنفسي شي .. أبي أشتري لخطيبتك هدية من حسابك
شفته أبتسم إبتسامه عريــــضة : ولو أختي الغالية .. تشتري إلا تبي
عيارتك .. ضغط على رقم SS لقبها بالشله .. تأخرت على مــــاردت علي .. وأخيرا الأميرة النــــائمة ردت : هلا سلـــــــــــــوم .. وحشتيني موت
ردت علي بصوت خافت : هلا البندري .. والله أنتي أكثر
عبد الله يناظرني وشكله متحمس : كيفك أنتي ؟؟
ردت علي .. مدري أحس من صوتهــــا أن فيها شي .. مش من عادتها تكلمني كذا : بخير الحمد الله .. أنتي شو مسويه مع السفر
طنشت سؤالها لأن صوتها مش عاجبني : سلووووووووووم أيش فيك .. صوتك مو طبيعي
سمعت تنهيدتهـــــا حسيتها طالعه من قلب : خليها على ربك
على طول شلت السبيكر .. ناوية أطلع من الغرفــــة .. مسكني عبد الله : وين رايحه
قلت له بصوت واطي .. على شان سلمى ما تسمع : بطلع أكلمها ... لا تلحقني ... وناظرته نظره .. هو فهمهــــا
طلعت لصالة وجلست على الكنت : أيوه سلمى أنا معك .. أيش فيك حبيبتي إيش إلا مضايقك
حسيت من صوتهـــــا أن العبرة خانقتها : تعبــــــانه يا البندري
خفت عليها : سلامتك سلمى .. أيش فيك
سلمى : أمي تعبانه .. أمس نقلناها لوحده القلب .. بعدها سكتت وكأنها تبكي ..
صرت أسمع شهقاتها : سلوم ... لا تخافين أن شاء الله ما فيها إلا العافية .. أنتي شفتيها اليوم
سلمى : أيوه رحت لها .. وفتحت عيونهــــا .. لكن ما زالت تحس أنها تعبانه وتحس بخمول بجسمها
أنا خفت وراح تفكيري بعيد: أيش قال الدكتور عندهــــــا
سلمى : قال عندها MI
تنهدت براحة .. شي أهون من شي : أنشــــــاء الله ما فيها إلا العافية .. وأن شاء الله تتحسن صحتها .. أهم شي تشوف عيالها جنبها
سلمى بضيق : بثينه أختي مسافره لبنان .. ويوسف بمكه .. كلمني اليوم وقال لي بكرة راجع
حسيت بالفعل أن سلمى متضايقة .. ومحد جنبهـــــا .. مهما تكون البنت قوية .. لكن بها الظروف تبي تحس أن الناس إلا تحبهم جنبهـــــا .. يحسسوها بالأمان والقوة .. :
مـــــاجد أن شاء الله فيه البركة
سكتت ما ردت علي .. صحيح أن علاقة سلمى بأخوها مش قوية لكن اكيد بها الظروف المفروض يكون واقف جنبها
حبيت ألطف الجو : سلووووووووم بعض الناس يسلمون عليك
سلمى ، عصبت علي : البندري ترى مش رايقة لك
ضحكت عليها : نلطف شوي .. يمكن على الأقل تفكي التكشيرة إلا على وجهك
سلمى : اسكتي لوع كبدي الدكتور الجداوي .. وهي تتكلم جداوي .. شلونك يـــــــا خاله .. كيفك اليوم أمورك طيبه .. يمكن نحتاج نعمل لك قســــــــطرة
ضحكت من قلب .. سلمى ما شاء الله عليها تعرف تقلد مضبوط : بلعكس كلام الجداوين عسل ... تعجبني لهجتهم
حسيتها تعبانه ومالها خلق حتى تضحك : طيب سلوم تــــــأمرين على شي من النمسا من باريس
سلمى : أبي سلامتك حبيبتي
رديت عليها : متأكده ... تراها فرصة لا تعوض .. بعض الناس عاطيني بطاقته .. الحساب مفتوح
سمعت ضحكتها الخفيفة .. وأخيرا ضحكت : حرام عليك يا البندري .. تفلسين أخوك
رديت عليها : أيوا ايوا ... قامت تدافع من اللحين
سلمى : أقول البندري أقلبي فيسك
ضحكت عليها : طيب عيوني .. سلمي لي على امك وبوسيها عني
تنهدت : أن شاء الله .. أهم شي تقوم هي بالسلامة
:
:
بعد مــــا قفلت من عندها .. تضايقت من قلب على حال سلمى .. الله يشافي أمها يا رب .. تذكرت إلا مترزع بالغرفة وينتظرني .. رحت له وشفته شكله سرحــــــــــان بعالم ثاني : بوووووووووووووووووووووووووووه
عبدالله تخرع مني : وجعييييييييييييييييه أن شاء الله .. انتي متى راح تتعلمي السنع .. اشوف بس مع رجلك مؤدبه
ضحكت عليه : والله بندر غير وأنت غير
عبد الله غير الموضوع : المهم ما علينا ... أيش فيها سلمى
ناظرت بعينه حسيت باللهفة بعينه يبي يسمع أخبارها : بس أمها تعبانه ومضايقة
عبدالله : ليـــــــــه أيش فيها أمها
قلت له عن مرضها وأنها متنومه بالمستشفى : يعني حالتها خطيرة
رديت عليه : لا أن شاء الله .. كلها كم يوم وتطلع من المستشفى .. أمراض القلب والسكري صارت أمراض العصر ... ونصف سكان السعودية عندهم الضغط أو السكري .. وهذيلا يسببو أمراض القلب
عبدالله : الله يشافيهــــا ويقومها بالسلامـــــــــــة
:
:
على الســـــاعة 8 كلنـــــــا كنا جاهزين .. كنت لابســــه تنوره رمـــــادية فاتحه ومعهـــا قميص من بربري كروهات باللون الوردي والرمادي الفاتح ..
نزلنـــــا لسيارة الموقفة عند باب العمــــارة .. مسكينة حور كانت تصيح إلا تبي تروح معنــــا .. لكن حنا يمكن ما نرجع إلا الليل وأنا أعرفها تتعب من المشي .. أنا ركبت مع بندر وجنى جت معنا
وريوم ونرجس مع عبد الله
مشينـــــــا لطريق المؤدي لمدينه Salzburg
طبعا معنـــــا الخريطة .. على شان لا نضيع .. وأنا شبكت الاي بود بالسيارة وشغلت لنــــا محمد عبده .. أبد مــــاكن الطريق ممل .. وين الواحد يمل وهو يشوف النهر .. والخضرة ..
أول مـــــا وصلنـــــا رحنا لفندقSacher .. فندق مشهور وإلا يجي النمسا لازم يروحة ويأكل من الكيك إلا عنده
دخلنـــــــا الكوفي شوب الموجود بالفندق .. وجلسنــــا بالجلسات الخارجية المطله على النهر .. بصراحة جلسته مرررررررره رايقة والمكان هادئ .. ماكنــــا جوعانين لان طول الطريق وحنا نأكل .. فأجلنا الغذاء لوقت متأخر
أنـــــــا قلت لازم أجرب كيكه الشوكلاته إلا عنده .. والباقي طلبو لهم آيس كريم .. لكن ريــــــــــوم جوعانــــه .. ما تقدر مــــا تطلب لها أكل .. طلبت لها كلب سندويش with out pork
:
:
Salzburg هي المــــدينه إلا أنولد فيهـــــا Mozart
ومشهورة بــــ old town أنــــــــــا متحمســــه متى نروح لهـــــا .. أشتقت لسوق
يشبه ستايل سوق إيطاليـــــــــا .. يمكن لقربها من إيطاليا
:
:
ريــــــــــوم : يله متى تقومو على شــــــان نروح السوق
بنــــدر: هذا إلا يهمكم يا الحريم السوق
ضحكت : حنـــــــا إذا مريضين وتقول بنوديكم السوق ... نصحصح
بنــــدر: هههههههههههه حريم ميؤس منكم الرجـــــــــــا
دفعنـــــــا الفاتورة وتركنــــــــا التب .. بعدهـــــــا عبرنـــــــــا الجسر على شان نروح للجهة الثــــــــــــانية .. كـــــــــان المنظر حلو النهر .. والسفينه إلا بالنهــــــــــر .. قلت لهم تعالو نصور جماعي ..
شفت وحدة صينيــــــــــه .. ياحلوهم الصينيات .. طلبت منها تصورنــــــــا .. تجمعنا كلنا جنب بعض .. وصورتنـــــــــا .. شكرتها وكملنــــــــــا مشي
دخلنــــــا old town من الجهة الرئيسية .. إلا فيها مكان ولادة موزارت .. ومقهى Segafrdo .. تمشينـــــــا بالسوق .. دخلت محل شفت شنطه عجبتني .. حسيتها كيوت .. ولونها نحاسي على بني .. ومسكتها كأنه جلد التمساح .. من زمان وأنـــــــا أدور شنطه بنفس الدرجه كانت ماركه كوكو لاين .. دون تردد أخذتهــــــــا ..
ريوم عجبهـــــــــا جاكيت جلد .. إلا تبي تأخذه .. مدري ها البنت تموت بثيـــــــاب الشتاء .. إلا يسمع البرد مقطع بعضة عندنــــــــــــا .. أنا ما أذكر لمــــــــا كنت بالإمارات لبست ملابس شتاء ..
كملنــــــــــا مشي .. دخلنا محل يبيع بيض .. حلو مررررررررررة .. يأخذون قشر البيض الحقيقي ويلونوه .. عجبتني الفكرة .. كان ودي أخذ لي .. لكن خفت يتكسر .. وخوصا حنـــــــا ورانــــــــا رحله باريس ..
وصلنـــــــــا لساحة فيهـــــــــــا نافورة كبيرة ... كلها خيول ومن فم الخيول يطلع الماي .. عجبتني .. طبعا ريوم ما تقصر بالتصوير .. لو الود ودهــــــــــا تصور كل بقعه .. على قولتهـــــا لذكرى .. والله محد ذابح العرب غير الذكرى ..
بعدهـــــــا طلعنـــــــا لقلعــــــه festung كانت القلعه مرتفعه وكأنهـــــــــا فوق الجبل.. ومنظر المدينه من فوق خلاب مع النهر .. عجبتني القلعة حيــــــل .. وكأنها تذكرني بفلم تروي .. كان فيها أدوات للحرب .. وكأنها حصن مرتفع يحتمون فيهـــــــــا .. حسيتها من الأفلام إلا أشوفها .. يطلعون فوق القلعه ويرمون الناس من فوق بالمدافع .. أخذنـــــــــا لفه فيها .. وبســــــاحة القلعه الداخلية ... كانت القلعه فيها قطار قديم هو إلا كان ينزل الناس لأسفل الجبل وطريقة الغرف القديمة إلا كانوا أهل القلعه ساكنين فيها ..
:
:
يــا ربي ها الناس بـــ موتوني جووووووووع ... تكسرت رجولي وحنــــــــا نمشي .. وحنــــــا نازلين من القلعه شفنـــــا محل لتصوير .. أشوف النـــــــــاس يغيرون ملابسهم وكأنهم من أيام جورج الخامس .. بالملابس الفاخرة المنفوشه .. والرجال بالشعر الأبيض الطويل الملفوف ..
أنـــــــا وجنى أصرينـــــــــا أنه نروح نصور
: تكفى عبد الله خلنا نروح ... وإلا تصور حرمه .. وفيه ستارة يعني في مجال نغير ملابسنا ومحد يشوفنــــــــــا
عبد الله ما كان مقتنع بالفكرة لكنه وافق من حنتي : طيب ... نروح نصور .. كم ريوم عندنــــــــــــا
مسكت أيده : بعد عمري أخوي إلا ما يرد لي طلب
رحنـــــــــا غيرنــــــــا ملابسنا .. أنا لبست لي فستان بيج مع وردي وجنى نفس الشي .. لكن البندري كان فستانها عنابي مع ذهبي .. الدوبة ليه تأخذ فستان أحلى مني .. طالعه وكأنها أميرة .. كانت تبي تصور مع بنـــــــدر بروحها لكن حنا أعترضنا .. حنا جينا نصور جماعي يعني جماعي
:
:
بعدهــــــا مريت محل شريت لي ماي وشفت مكسرات شكلها عجبتني .. بندر يقول أكتشف مطعم هندي في أحد الزقازيق الضيقة .. دايم المطاعم الحلوة تكون في أماكن ضيعه .. بعكسنـــــــا حنا بالسعودية الله موسع علينا .. نحب الوسع ..
وأخيرا وصلنــــــــا المطعم بعد ما تكسرت رجولي .. لكن رائحة الأكل شكلها حلوة ... من زمـــــــــــــــــــــــــان عن الرز .. والله أني أشتقت لسعودية .. كلنا طلبنا لنا برياني .. بعضهم ربيان وبعضهم دجاج
مـــــــا أعطيتهم مجال حتى بالمطعم صورتهم .. شكلي راح أفتح لي أستوديو.. قلنـــــا راح نحلي بكوفي segafrdo وبعدهـــــــا نروح حديقة المرابل ..
الكوفي كان not bad .. مدري كنت متقززة من شكـــــل الناس إلا جالسين جنبنا .. فغيرت نظري لجهه بيت موزارت .. مشاء الله عليهم الصينين يحبون التصوير أكثر مني ..
بعــــدهــــــــا رحنـــــا حديقة الميرابــــل ... تعتبر من أجمل الحدائق تصميم ..
كــــــــان الجو جنــــان .. والحديقة تبعث في النفس الراحة .. من صوت النوافير .. ومنظر الورد المتوزع بشكل منسق ومتنــــــــــاقم .. وكأنها سمفونيه ..
جلسنــــــــا على احد الكراسي الخشب المنتشرة بالحديقة .. كان منظر القلعة إلا رحنــــــــا لها باينه .. راحت البندري جلست على النــافورة الدائرية إلا بنصف الحديقة .. جلست تلعب بالماي وأنــــــــــا صورتهــــــــــا
: بنـــــــدر روح صور جنب البندري ... راح تطلع الصورة حلوة مع النافورة
بندر: شبعنـــــــا تصوير .. أيش خلينا لشهر العســــــل
غمزت له : لا يا عيوني مراح يمديكم تصورو .. عندكم أشياء ثانية تسونهـــــــــا
بندر استسلم لكلامي : يـــــــــا ربي ها البنت لسانها متبري منهـــــــــا
رديت عليه : طـــــــــــالعه عليك
بندروهو رايح جهه البندري: والله محد طالع علي غير حبيبتي .. نور عيني
قلت له : والله القرد بعين أمه غزال
لكن شكله مــــــــــا سمعني .. والله لو سمعني كان جاء وذبحني ...
صورتهم وكانت الصورة جنان مع إنعكاس الشمس .. بعدها لفيت على جنى .. شفتها جالسة وهادئة ..
: جنووووووووووه أيش فيك ..
جنى بصوتها الهادئ : ما فيني شي .. بس تعبت .. من الصبح طلعتنـــــا
: عيني بعينك .. أخاف عاشقة
جنى : أقول أنكتمي ... والله محد لاعب بعقلك غير ها الروايات إلا تقريها
عصبت عليها : ليش بله .. شايفتني سفيهة .. مـــــــا أعرف افرق بين الروايات الخيالية والواقع .. صحيح أن تجاربي بها الدنيا ضئيلة .. لكن ماني من النوع إلا ممكن يجي أي أحد ويلعب على عقلي .. قلبتها لمزح .. لكن والله يا بنتي أنــــــــــــا خايفة عليك
جنى ضحكت : والله دامني معكـ ... محد راح يقدر يجي يمي ويغازلني .. لانك أكيد راح تدوسي ببطنه
ضحكت عليها .. جنى أثق فيها أكثر من نفسي .. وأثق بتربيه خالتي .. أنا كنت بس أمزح معهــــــــــا : يا ويلك لو أنخطبتي ولا تقولين لي .. أول وحده أنـــــــــــا لازم أعرف
جنى قلبت سوري : ولووووووووووووو .. أنتي أختي
قطع سوالفنـــــــا صوت عبد الله : يله يـــــــــا شباب وهو يناظر ساعته
It’s the end of the day .. to late to start a new day
حفظت جمله عبد الله المشهورة .. تأكدنا أن كل وحده أخذت شنطتها وجوالها .. ومشينا لسيارة .. راجعين لزلمسي
*
*
مــــــــــريم
يا ربي محمد صار له ســـــــاعة يبكي .. موب راضي يسكت .. لهو راضي يسكت ولا راضي يرضع من صدري .. يمكن مثل ما قالت أمي .. يجلس من النوم مخترع وكأنه يحلم .. لازم أخلي شيخ يقرأ عليه ..
جاسم صحى من النوم معصب : والنهــــــاية يعني أنتي وولدك .. أطلعي برا فيـــــــه .. يعني ما تعرفي أن وراي دوام بكرة .. يعني كلش ما تحسو أن غيركم عنده دوام من صبــــــــــاح ربي
يا ربي أنا ناقصة .. كفاية علي ولده ما يخليني أنـــــــام الليل .. يطلع لي هو .. أخذت لحاف البيبي .. وطلعت برا الغرفــــة .. ها الرجال أبد ما عنهم أحساس .. يبون أعيال .. وبالنهاية حنــــــــا إلا نتعب ونحمل ونربي ونسهر .. وهو يبي ينـــــــــــام حضرته .. نفسي يوم يأخذه عني ويلاعبه ويخليني أنــــــــــــام .. لكن قد ابكيت لو ناديت حيــــــا ولكن لا حياه لمن تنادي ..
رحت الصالة إلا فوق .. وحطيت على قناه المجد .. تجيب قرأن .. يمكن محمد يهدأ شوي على صوت القرآن وجلست على الكنب .. إلا يهز باللون الأخضر العشبي .. ضميته لصدري .. وجلست أهز فيـــــــــه .. حسيته هدئ شوي .. لكنه مش راضي ينـــــــام .. يبي أحد يلاعبه .. وأنا مش رايقة له .. من كثر السهر وقل النوم .. السواد تحت عيني تدبل ..
مادري أحطه عند الخدامه ... لالالا ماقدر والله قلبي مايطاوعني احطه عندها
يـــاربي كيف ذولا الحريم الا يحطون اعيالهم عند الخدامات .. وين امي بس كان تساعدني ... مسكينه أمي تعبت معي بأول الأيـــــــــام وهي مرة كبيرة .. تعبت وسهرت علينا .. بعد أخليهـــــــــا تتعب على عيالنــــــــــا
نزلت عيني على حمودي .. لقيته مغمض عينه .. فديته والله كان شكله مثل الملاك
يــــاربي يشبه ابوه .. نفس عينه الواسعه ... ونفس الشعر أسود وكثيف
حتى الخشم نسخه من ابوه ... آآآآآآآخ كل شي فيه يشبه جاسم ... قمت من مكاني ورجعت الغرفه وسميت بالله وحطيته على السرير ودعيت الله أنه مايجلس
*
*
*
البنـــــدري
صبــــــــاح معطر بالياسمين .. وبعبق رائحة الندى بعد ليله ماطرة
جلست من النـــــــوم نعسااااانه .. فرشت اسناني وغيرت ملابسي .. لبست لي بنطلون أبيض مع قميص أزرق فـــــاتح حرير طويل والشيله نفس اللون .. ولبست معه سلسال طويل باللون الفضي والأزرق
فطرت كورن فلكس مع البنات .. وقضيناها سوالف وضحك ..
أحد نصح أبوي أنه نروح البحيرات الثلاث مع أنهــــــــا بعيدة .. لكن تسوى من يتعنى لهــــــــــا
اليوم سنســـــــــــافر مكان بالنسبة لي حلـــــــم ... لكن حلم لا يوقضك منه رنين الهاتف ولا أي أحد.. حلم يستمر حتى تشبع خلجات روحك... جمالاً وحسناً وروعة... سنسافر معاً في هذا الحلم إلى زمان غير زماننا ومكان غير مكاننا وحياة غير حياتنا... حيث التعاريف تختلف،،،،،،، هناك تنتحر الحروف،،، وتتبعثر الكلمات،،، وتتوه العبارات،،،،،،
أولــــــ بحيرة وصلنـــــا لها Fuschl
.. كان معنـــــــا مرشد من باكستان ..
المكــــــــــان كان خيال .. منظر البحيرة .. صافي .. تحسينه وكأنه زجاج .. يعكس أشعة الشمس على المــــــاء
المكان جداً هادئ وراقي .. حتى شفنـــــا فله للأمير خالد الفيصل .. كان ودي لو أقابله بالصدفة .. لأني قبل لا أعشق أشعاره إلا كله إحساس .. أحسه إنسان راقي بكلامه وبتصرفاته ..
بعدهــــــا رحنا لزحليقة .. يعني ما كنت حلوة مرة مثل إلا بزلمسي ..
وصلنـــــــا البحيرة الثــــالثة .. كانت أكبر وفيها ناس أكثر .. وكلها خيول .. وقليل ما تشوفين سيارات فيها كثير .. أغلب النـــــــاس تتنقل بواسطه الأقدام أو عن طريق عربات الخيول الكبيرة .. ما نقدر نمشي بالشارع العريض .. رحنـــــــا لجهه البحيرة .. كلها قوارب شراعية .. وعلى العصرية أكيد يكون المنظر أحلى لأن الكل يطلع بقاربة ..
كنا ميتين جوع .. رحنـــــــــا لمطعم أيطالي يطل على البحيرة .. papageno
طلعنـــــــا لفوق بالمطعم .. وأخترنــــــــا طاولتين تطل على البحيرة .. بصراحة لو الواحد يجلس للمغرب بالمطعم ما يمل أبد من المنظر الخلاب .. بحيرة وحولهـــــــا الجبال المغطاة بالمساحات الخضراء .. أكثر شي عجبني زرقة المياة .. صحيح تحسيها ميــــــاه صافية ما فيها شوائب ..
ريوم ما تبطل سوالفهــــــــا موتتني ضحك على أنجليزيتها : what is your name the restaurant
ههههههههههههههههههههههههه .. خبله ها البنت حتى الويتر ما فهم عليها .. فتح فمه وعاد لها الجمله : the name of restaurant
حتى أبوي ضحك عليها
حــــــــور نطقت : ههههههههههه .. أنتي ما علموك بالمدرسة فشلتينا
ريوم عصبت : يعني أنتي سكت دهرا ونطق أفــــــــــا .. يعني بتشوفين نفسك لأنك دارسة في الروضة عند وحده بريطانية
:
:
بعدهـــــا تمشينا بالمدينه .. ستايل المباني فيهـــــا حلوة .. حتى بعضها يرجع عمرها أكثر من 600 سنه
أنــــــــا وبندر قررنـــــــا نركب قارب شراعي .. أمــــــا الباقي فضلو يتمشوا ..
من زمـــــــــان وأنـــــا أتمنى أني أركب قارب شراعي .. بندر كان يعرف يسوقة وخصوصا أن عنده رخصة .. ما كان أحد حولنــــــــا قريب .. نزعت شيلتي .. وطيرت شعري .. أحساس حلو والهوا يلعب بخصل شعري
:
:
:
بنـــــــــــدر
نــــــــاظرت بكلي وبعد عمري .. انعكاس الشمس على خصل شعرهـــــــا صار ذهبي ..
وخدودهـــــــا المتورده من الشمس ... بكل تفاصيلها تعجبني
رحت ناحيتها ومسكت بيدهـــــــــا وصرت أدور فيها .. صارت تضحك .. بضحكتها البريئة .. إلا تدوخني
لمنــــــــــا جو المحبه وضمنـــــا
شوف يا حبيبي مــــا أكبر عشقنــــــــــا
لو نوزع على الكون حبنـــــــا .. ما بقا أحد يكره أحد
البنــــدري ، بنعومه صوتها : ذكرتني لمــــــا كنا صغار وندور مع بعض
بنـــدر: ما زلتي تذكرين هذيك الأيام
ما فاتتني تنهيدتهــــــا : وأنـــــــــا أقدر أنسى هذيك الأيام
رجعت بذاكرتي للورا : تعرفين .. أيش أكثر يوم تعذبت فيـــــــه .. وحسيت بالموت الحقيقي
ناظرتني باستغراب .. لأني ما اذكر قلت لها هذي القصة : أي يــــــــــــــوم
قلت لهــــــــا : تذكرين لما نزلت بإجازة الكرسميس ... قبل ما أتخرج .. وانتي كانت لك أول سنـــــــه بالإمارات .. أنـــــــا ما كنت أعرف أنك رحتي تدرسين بالإمارات .. وما اذكر عبد الله جاب لي طاري ..
سكت شوي .. كانت نظراتها تحثني أني أتكلم : أول ما وصلت السعوديــــــة كنت متلهف على شوفتك .. أنصدمت لمــــــا عرفت انك رحتي تدرسين بالإمارات وأنك مووب موجودة بالشرقية .. يوم ها لما سمعت الخبر من امي ما جاني نوم .. كنت ناوي أتهور وأجي أزورك بالإمارات .. كنت خايف تخلص إجازتي وأنتي لسه ما رجعتي .. والله أصعب اسبوعين مرو علي لا ليلي ليل ولا نهاري نهار .. طول اليـــــــــوم سرحان ومالي خلق .. حتى النوم عيا يحتضن جفن عيني
قالت لي وهي مبتسمة : أذكر لمــــــا رجعت شفتك ضعفان .. لكني توقعت من الغربة
آآآآآآآآآآآه أي غربة : حبك .. حبك ذبحني .. أذكر لما عرفت أنك جاية من الإمارات أصريت أروح أجيبك مع عبد الله من المطار .. حتى هو أستغرب إصراري .. لكنه ما علق
ابتسمت وها المرة بانت أسنانها اللؤلؤ : أذكر يومها ما توقعت أشوفك أول شخص يستقبلني .. وركبت السيارة وأنــــــــــا مستحيه ماني عارفة أقول كلمتين على بعض
قرصت زنودها : دامك تحبيني يـــــــــا الدبه .. ليه ما بينتي لي من الأول .. حتى نظراتك لي أحيان أحسك كنتي ما تطيقيني أو حتى تحتقريني
ناظرت بيدهــــــا .. يا ربي ما زالت ها البنت تستحي مني : كنت استحي منك .. شنو أجي أقولك أني أحبك .. أو حتى أبين لك .. أحس أني قليله أدب وأهلي ما عرفو يربوني
يا ربي أنــــــــــــا أيش عاجبني بها البنت غير حيــــــاها
*
*
*
كـــــــان الكل متجمع في غرفة أم مـــــــاجد .. طلعوها من العنايــــــة .. ونقلوهــــــا لغرفة خاصة .. يوسف رجع من العمرة .. لكن سلمى ما حبت تحط الزيت على النــــــــار وتخبر خالها عن اللي صار .. كفاية إلا صار لأمهـــــــا من ورى رأس مــــــاجد .. وما تبي تزيد المشاكل بين أخوهــــــــا وخالهــــــــا
:
:
:
سلمى
كنت جالسة جنب أمي على السرير .. وأنــــــا ماسكه يدهـــــا .. وخالي يوسف .. مضحكنــــــا بنكته .. أنا أعرفة يبي يضحك أمي ..
ماجد جلس معنــــــا .. أنا صرت أبين قدام أمي بس على شان صحتها أني أتكلم معه وأضحك .. لكن داخل قلبي أبد موب راضيه عليه .. أنا ما ني من النوع الحقود .. لكن إلا عمله بحقي وإلا صار لأمي موب قليل .. مــــــا أقدر أسامحه بها السهولة .. أحس وكأن شي أنكسر في علاقتنـــــــــا وصعب أنه يتصلح
مع أني أحس أنه صار حنون أكثر على أمي وفي الصباح يوصلني للمستشفى ويجي هو يزور أمي .. يمكن هذا تأنيب الضمير بس.. على شان يقنع نفســـــه أنه ما قصر ناحيتنــــا .. والله أنا متأكده أنه حنــــــــا ما نعني له شي
يــــوسف : يا أم مـــــــــا جد ما سمعتي آخر أغنية
ردت عليه أمي .. وأحس أن صحتها رجعت لها .. وصارت تضحك معنــــــا : سمعنــــــا يا بو الطرب
خالي وهو يغني : مـــــــــــالي شغل بالسوق .. عطشان أنــــــــا من سنين ... محتاج أشوفك
ههههههههههههه يا ربي خالي من وين يجيب ها الأغاني : واللي يرحم والديك يا خالي .. أطربنــــــــــا بسكاتك
مــــــــاجد : أنـــــــــــا أبي أعرف من وين تجيب هـــــا الأغاني
يوسف ضحك : يعني من فيــــن .. غير من الراديو
: والله محد ذابحك غير ها الراديو
يوسف : اسكتي أنتي .. أصلا لو يسمع صوتي راشد المــــــاجد يعتزل على طووووول
ماجد : ههههههههههههههههههههههااااااااي ... أيش رايك يا خالي تشترك بها البرامج الغنائية إلا كل يوم طالعه لنـــــــــا بالفضائيات
أمي : هوووو شنو هذي بعد
يوسف : لا لا شنو هذي الفسق كلها برامج فاشلة ... احم احم أنــــــــــا أصلا صوتي العندليب محد راح يقدره غير زوجتي
رديت عليه : طيب وينهــــــــــا هذي زوجتك ...إلا نسمع عنها ولا نشوفها
يوسف : طاع من يتكلم .. أنتي خليك بعبد الله .. انا زوجتي لسه ما ولدتها أمها
مدري ليـــــــــه رفعت نظري لماجد وشفته ابتسم لي .. لكن أنــــــــــا لفيت وجهي للجهه الثانيــــه
*
*
*
على العصـــــــــر عند بحيرة زلمسي .. اليوم آخر يوم لنــــــا بزلمسي .. وبكرة راح نروح لألمانيا بالقطار ومنهــــــا راح نسافر لباريس بالطيارة
كنت جــــــالسة مع أمي وخالتي .. عند الكراسي الخشب .. المطله على البحيــــرة ..
أمي : والله الواحد مـــــــا وده يترك ها المكان .. يرد الروح
خالتي : أمس كلمت الأهل .. يقولك بالشرقية حر ورطوبة لا تطاق
صحيح على حر السعودية .. لكن الواحد يشتاق لها : وهنــــــا مساكين إذا وصلت درجة الحرارة 30 ماتو حر ... ما يدرون أنه عندنا ربيع
خالتي : يموتون حر لأن ما عمرهم عرفو للمكيفات .. ما تشوفين صحتهم .. والله حنــــــا محد مكسرنا غير المكيفات
: صحيح كلامك يا خاله
خالتي : إلا متى يا بيتي راح تجهزين شقتك
رفعت كتفي دلاله اني مدري: والله لسه ما فكرت أنـــــا وبندر
خالتي: أيش رايكم تسكنون عندنـــــــا بالبيت ... نكبر جناح بنـــــــدر
عقدت حواجبي .. أنـــــــا ما احبذ فكرة أن البنت تسكن ببيت أهـــــل زوجها .. لكن خالتي حبيبــــــه .. وتحبني ..
خالتي وأحسها من قلب تبينا نسكن عندها ، ويمكن ما تبي ولدها يبتعد عنهـــــــا : يا يمــــــه أنتي أغلب وقتك بالدوام .. وإذا رجعتي تعبانه ميــــــن راح يطبخ لك وينظف لك .. غير إذا سكنتي عندي .. الأكل راح يكون جاهز عندك .. والخدامه ترتب أغراضك وملابسك
كلام خالتي صحيح .. أنــــــــــا أعرف نفسي إذا رجعت من الدوام .. أكون هلكــــــانه .. وينك يا السرير .. يعني لازم خدامه تطبخ لي وتنظف
خالتي : إذا راح تعتمدي على زوجكـ تراه ميؤس منـــــــــه .. إذا غرفته أنــــــــا إلا أرتبهــــــــا .. وكأنه بزر
رديت عليها : يصير خير يا خالتي .. علي أنـــــــا ما عندي ما نع
بصراحة خالتي ببيتها ما تعتــــمد على الخدامات كثير ست بيت والنعم فيهــــــــا .. بعكس بيتنـــــــا .. يمكن لأن أمي طول الوقت مشغولة .. حتى لما تقاعدت من المدرســــة .. يعني بختصار ما نقدر نعيش من غير خدامات ..
مسكينه والله خالتي .. إذ جبت عيال هي إلا راح تسمكهم وتتحمل فيهم .. لأني مع الدوام مراح اقدر أقابلهم كثير .. هذي ضريبة الطب .. الواحد لازم يتخلى شوي عن حياته الاجتماعيـــــــــة ... لكن إنشاء الله أوفق بين عملي وبيتي
:
:
بعدهــــــــا تركتهم .. ورحت لصبايا .. كانو مع حور وسراج يلعبون عنــــد المراجيح .. جلست عنــــد الأرجوحة إلا جنب سراج وكأني أبي أرجع أيـــــــام الطفولة .. طرت أعلمه كيف يحرك أرجوله على شان تطير فيه الارجوحة .. وكان فرحان حيل وهو يطير معي .. والله محلى أيـــــــــــام الطفولة .. نلعب ونهيص وبعدهــــــــا نأكل آيس كريم
حوري جات لنــــــــا : حور ابتعدي لا اصيدك وبعدين تتعوري
حور أبتعدت : ابي ألعب معكم
: طيب شوي واقوم ... ونروح نشتري آيس كريم ... ونأكل البط أوكي
حور وهي تفتح شنطتها إلا على كتفها : أنـــــــا جبت معي خبز على شان نأكل البط
بعدهــــا شريت لهم آيس كريم .. ورحنـــــــا قريب من البحيرة على شــــــان نأكل البط .. سراج وحور متونسين .. كيف البط تأكل من يدهم .. وكل وحدة تعزم صديقتهـــــــا لما شافوا الأكل ..
أمـــــــــا جنى وريوم ونرجس .. راحو يستأجرون لهم دراجات
جا بندر ناحيتي وعلى وجهه ابتسامة: تجين حبي نركب دراجات
لفيت للجهه الثانية .. لا يحاول يراضيني : لا مـــــــــا أبي .. من الصبح وأنا أقول ودي أركب وأنت معيي .. تقول لي هذا للبزارين
بندر : دام الحلو زعلان .. أنــــــــا اليوم عازمك على عشــــــــاء
: من قال اني راح أتعشى معكـ
بحركة مفاجأه .. سحب الكيس إلا بيدي ورماه على المربية .. وسحبني
: على وين
بندر يمثل العصبية : لازم تسمعين كلام رجلك
: لا والله
ورحنـــــــا لجهة إلا يستأجرون الدراجات .. على ما هو يستأجر أنا دخلت محل سوارفيسكي .. في بروش عاجبني وقلت راح أشترية
بعد مــــــــا طلعت من المحل لقيته واقف .. عند الباب ومعه دراجتين وحده لي والثانية له .. طبعا إلا للي مقعدها للبنات ..
بصراحة ونــــــــــاسة .. رجعت أيـــــــــام الطفولة .. وشكلي ما يوحي أني وحده متخرجة من الجامعة يمكن لأن ملامحي بيبي فيس .. درنـــــــــا حول المنطقة .. وتسابقت مع ريوم
:
:
بعدهـــــــا رجعت الشقة على شان ألبس .. ما قدرت أرفض عزيمة بندر ... على قوله خالتي رضى الزوج واجب *_^
أخذت لي دوش سريـــــع .. غيرت ملابسي لبست لي تنوره سودا مكسره بطولها .. مع جاكيت أبيض .. ولبست سلسلة لولو طويله من CHANEL
وطبعـــــــا رشيت من عطري المفضــــل ALLURE
:
:
مشيت معــــــــــه .. وإيدنــــــا متشابكة .. وصلنــــــــا للمطعم إللي حاجز فية في احد الزقازيق .. شكل المطعم كلاسيكي .. أنواره هــــــــــــــــادئة .. وشمووووووووووع تضيء بكل مكان
جلسنـــــا على الطاولة إلا مجهزة لشخصين .. بوسطها شمعة ووردة حمــــــــراء ..
مع نــــــور القمــــــــر الذي يتلألأ نورة مع النجوم المتوهجة
مع أنغــــــــام الموسيقى الهـــــــادئة .. أشعر بالفرح يسري بداخل نفسي
قـــــــال لي بنــــدر أني نجمه .. ببريقهــــــا يتجسد الحب .. فقد أصبته بسهم العشق
فكل يوم معـــــه يتجسد حب جديد ..
فا السير في طريق الحب الدائم .. يريح القلوب
ترتاح نفسي لسماع كلمات الحب من بين شفتيـــه
أشعـــــــر وكأنني أطير فوق الأمواج .. أرقص حـــــافية القدمين ..
فقد ارتوت روحـــــــــي .. فبعد هــــذا اليوم لن أعطش أبد
حتى لو رحلت عني كـــــــــل الدنيــــــــا
أشعر وكأنني في حلـم هيــــام .. لا أود أن أصحى منه
*
*
*
أسيــــــــــــــل
يـــــــــا ربي ها الكحيلان راح يجلطني .. رايح طالب من أبوي أنه يبي يطلع معي .. وجـــــا أبوي وقالي .. انحرجت من أبوي .. أيش أقوله .. أنربط لساني .. أقوله ما أبي أطلع مع ولد أخوك الموقر .. المشكلة اليوم خميس .. يعني ما فية عذر أتعذر فيـــــــه ..
أخذت لي شـــــــاور .. وتعمدت أطول في الحمــــام .. خله ينلطع برا .. لبست لي برمودا وردي مع بلوزة باللون الليموني الفاتح ... طالعه كيوت .. ولبست عباتي وتعطرت وحطيت لي غلوس وردي .. بعـــــد مستحيل أطلع قدام الناس وأنـــــــــا مخلجنه .. أخذت شنطتي الوردية إلا من لويس فويتن ..
نزلت تحت .. قالت لي أمي أنه ينتظرني برا .. أحــــــسن خله ينلطع برا بالحر ..
ركبت سيارته البي أم .. كان حـــــــاط سي دي أم كلثوم
نسيت النوم وأحلامه,, لياليه وأيامه..بعيد عنك حياتي
تعمدت أكح أكح ..
كحيلان : بسم الله عليك
كان ناوي يحط يده ورا ظهري .. لكني بحركة سريعة دفعت يده : أنت ايش حاط لي .. تبي توجع رأسي ..
طفيت المسجل
مع أني أحترم سيدة الغنــــاء أم كلثوم .. لكن نكاية فيه بس
شغــــل لنا موسيقى كلاسيكية .. يعني مش بطالي ..
وصلنــــــا قريب من الواجهة البحرية .. سألني : أيــــــش رايك نروح مطعم ماكدونالدز
لفيت الجهه اليمين .. شفت علامة M للمطعم
: نعــــــــــــــــــــم أيش شايفني على الله توديني ها المطاعم low class
أصلا أنــــــــا ما آكل فاست فود
أدري اني كذابــــــه ، أصلا أنا أعشق الفرنش فرايز إلا حق ماكدونالدز
شي رسمي لمـــا أطلع من الدوام امره ..مع أن أمي تعصب علي .. تقول البطاطس يمتن على الفاضي
كحيلان : كنت أظنك من البنات إلا تحبه هذي لمطاعم .. لأني ما أعرف أيش تحبين
أسيل : مـــــــــــرة ثانية لو سمحت لا تظن على كيفك
كحيلان بأدب : طيب ويـــــــــن تبين تروحين ؟؟
اممممممممممم .. جلست افكر .. لكني ما طولت بالتقكير : شليز not bad
كنت ناوية أوديه أغلى المطاعم وأحسنهـــــــا .. لكن مو مشكلة .. شليز مو بطالي
:
:
دخلنــــــا المطعم .. بمـــا أنا حنا أثنين لقينا لنا طاولة .. سألني إذا أبي بارتشن أو لا
رديت عليه : لالا أنت مطلعني من البيت على شــــــــــان تخنقني .. أكيد من غير بارتشن
هذا إلا كان ناقص .. أقعد معه على طاولة .. مــــــا أشوف إلا وجهه بس .. على الأقل أشوف الناس
:
:
جلسنـــــا على الطاولة ..مكست المنيو .. ودي أطلب لي فهيتا سلط
كحيلان : أيش رايكـ تطلبين مثلي فهيتا سلط .. يعجبني هذا الطبق
كشرت بوجهي .. وع طلع يحب نفس الطبق إلا احبه .. ودايم أطلبه : شنو شنو .. ليــــــــــكون تبي تأكلني على كيفك .. أصلا أنا ما احبها
كحيلان : طيب طيب ليه معصبة .. بس لان الطبق مفيد سلط مع دجاج مشوي .. وأنتي شكلك من النوع إلا تحافظي على صحكتك و رشاقتك
رديت عليــــة بكل شراسة : لا عيوني ما أبيك تحافظ على صحتي ولا رشاقتي .. أنـــــــــــــــا حره بنفسي
بعدهـــــــــــا انخرس .. هذا إلا كان نا قصني يؤكلني على كيــــفة ..
من سوء حضي اليوم شليز أغلبه بنات .. العوائــــــــــل قليله
وفي مجموعـــــــة من البنات مسوين صجه .. تقولين المطعم بس لهم .. حتى لو هم يحتفلوا بعيد ميلاد صاحبتهم .. يقدروا أن في غيرهم جـــــالس بالمطعم
:
:
رفعت نظري لكحيلان إلا كــــــــان مندمج بالأكل .. نظارته الطبية السودا إلا من VERSACE
ولا كاشخ حظرته بالثوب والشماغ الأحمــــــر .. وشنب وسكسوكه خفيفة
بصراحــــــة الحق ينقال .. أنه وسيم
حتى أني تحسفت أنه ما أخذنا طاولة ببارتشن .. مدري أحس حــــــــالي متضايقة بجلستنــــــــــا .. ماني عارفة آخـــذ راحتي .. ونظرات الكل تتوجه لنـــــــــا .. وإلا قاهرني إنه كـــــــل إلا حولنا بنات
:
:
لمحت بطرف عيني .. تراي زرقاء اليمامة .. وكأنه يناظر بشله البنــــــــات إلا مسوين صجـــــــه
حسيت بنـــــــــــار تغلي داخل صدري
كان ودي أصرخ .. لكني تذكرت أنه حنــــــــا بمكان عام ..
طلع صوتي من بين أسنـــاني إلا راصتهـــــا : أيـــــــــش فيك تناظر بالبنات .. يعني أنــــــا مش مالية عينك
كحيلان ناظرني بإستغراب .. انقهرت من نظرته : أيش فيك .. شي طبيعي سمعت إزعاج وناظرتهم
مسكت أعصابي لا تفلت .. ظليت أهز برجلي يمكن تخفف عصبيتي .. أحس ضغطي وصل ألف .. ها الغبي .. أيش يفكر فيه لا يكون على باله أني أغار عليه .. وأحبه ..
نجوم السمــــــــــــا أقرب له مني
*
*
وصلنـــــــــــا Romantic city Paris
وصلنـــــــا المطار على الساعة 1ونصف الظهر .. كان الجو غائم ودرجة الحرارة 18 درجة .. خلصنــــــا إجراءات السفر بسهولة .. أبوي كـــــان خايف يعقدونـــــا لأننا متحجبات ..
كانت المنــــــاظر ساحرة في الطريق من مطار باريس ..
وصلنــــــا الفندق .. وأنا ميته من التعب .. الفندق مــــــــــــرة أنيق .. حتى أنهم رحبو فينــــــا .. وأول ما وصلنا جابو لنـــــــا عصير ..
وأناقة المكان التي تسافر بك إلى العصور القديمة حيث القصور المرصعة بالتحف والرسومات الحالمة
:
:
أولـــ مــــا وصلنــــا للغرفة أنــــــا حذفت بروحي على السرير .. مع أني أسمع صوت ريوم ينــــــاظرون من النافذة برج أيفل ومتحف اللوفر .. لاحقــــه على سحــــر باريس .. خلني أنام اللحين وبعدين يصير خيـــــر
::
::
البندري نامت الدوبـــــــه .. وتقول عني أحب النوم .. أصلا إلا يشوف هـــــــا المناظر يجيه النوم .. ومع قطرات المطر المتساقطة أعطت باريس سحر مختلف ..
بصراحة سرحت بعيـــد .. بعالم الخيال .. طفت حول كل قطرة مطـــر ..
يا ربي منظر برج إيفل ومتحف اللوفر خيال .. بصراحة لو اظل طول اليـــــوم بالفندق مــــــا أمل من ها المنظر إللي يبهر
أزعجني صوت جنى .. حسيته نشاز .. ياربي ها البنت ابد ما فيها رومانسية .. إلا يشوفها هادئة .. والبنت الوحيدة ببيتهم .. يقول عنها بنت رومانسية وحالمة .. وهي لا عمرها شافت ولا عرفت الرومانسية
جنى : تعالي نـــــــــــــامي .. لا حقة على باريس
رديت عيلها : أنتي وين وأنـــــــــــا وين .. نا مي يا الدبة .. اللحين أنا جاية بنام
:
:
صحينــــــا من النوم وكنـــــــــــا متخدرين .. طلب لنـــــا سبيغتي بالصلصلة الحمراء مع بيتزا
على مايجي الروم سيرفس ... أخذت لي دش يروقني ..
بصراحة الماي عندهم يرد الروح .. بــــــارد .. لكني خفت امرض فشغلت الماي الحار
:
:
جنى : أيـــــــــش ها الكشخة
ناظرت بملابسي بنطلون جينز مع قميص حريرطويــــل بألون الغرووووب : طبعا على شان يتناسب مع باريس
دق جرس الغرفة ..
البندري كانت لسه مـــــــا جهزت أنا صرت الوحيدة النشيطة فيهم : ريوم أنتي قريبه من الباب .. البسي حجابك وافتحي الباب .. ووقعي على حساب الغرفـــــة
بعد ما جهزنــــا تجمعنــــا كلنا .. على شان نطلع نتمشى ..
راح نروح ميدان الكونكورد
:
:
كــــــل من يزور بــــاريس لازم ينفتن بسحرهـــــــا وجمـــــالها
كـــان الجو خيــــال بعد نزول زخات من المطر
وصلنــــــا حديقة Tuileries
بصراحة الحديقة رائــــعة وإلا يحليهـــــا النوافير
البنـــدري وهي تعدل حجابهــــا : يا سبحان الله تشوفين من جميع الجنسيــــات
: عاد اليابانيين والصينيين مو مخلين لحد شي ... بكل مكان بالعالم تشوفينهم من كثرهم .. لا وحبيبين طالعين علي ... يحبون التصوير
البندري: هههههههههههههه .. شكلك راح تفتحين معرض على ها السالفة
: لا يفوتك شارية ون غايغا ممري حق الكاميرا .. على شان تكفي الصور
البندري: أقول أمشي كأنهم تقدموا عنـــــا
:
:
لحقنــــــاهم ويــــن ما وصلو .. كانت جنى تصور حور مع سراج عنـــــد النافورة .. حور متونسة وهي تبي تحط يدهـــــــــا داخل الماي لكن أبوي مش راضي لهـــــــــــا .. أمـــــــا سراج كان يناظر النــــــاس الكثيرة بإستغراب
جلسنـــــــــا شوي نتمتع بالمنظر ..
حور سراج كانوا يدوروا حول النـــــــافورة وضحكاتهم تتعالى .. لكن بعد عمري سراج ما يقدر يلحفها على شان هو يعرج في مشيــــــــــه
:
:
وصلنــــــا المســــلة المصريــــة
كـــــل الناس يلتقطون الصور من جميع الاتجاهات،،، خوفاً من أن يفوتهم منظر رائع دون أن يصوروه ،،،، أنا كنت مثلهم،،، كأني في عالم آخر،،،، فعلاً كنت هايمه في الروعـــــــــه والجمــــــــال ،،،، مناظر تأسر العقل،،،،
بجنب المسلة المصرية .. نـــــــــافورة تأخذ العقـــــــــل .. هي مش بس نافورة إلا تحفــــــة فنية لا تقدر بثمن ..
:
:
جلسنــــــــــا لين المغرب .. منظر الغروب مع صوت النافورة أعطـــــــاها منظر مغاير .. سحر يسلب القلوووووووب .. صحيح إذا قالو باريس مدينه العشاق ..
أحس صابتني عدوى من البندري .. صحيح أن الإهتمام بالآثــــــــــار والتاريخ شي ممل .. لكن حلو لمـــــــا تعرفية ..
: يبــــــــــــــــــه ما نبي نروح مع تور .. والله يجيبون لي الملل .. وهذيك المرشدة تقرق على راسي .. وأنــــــــا ما افهــــــم شي
أبوي : لا لا شنو تور ... أفـــــــا عليك أنــــــــا المرشد السياحي لكم أنا وأمك .. زايرها أكثر من 5 مرات .. هذا غير شهر العســـــــــل أنا وأمك هنــــــــا
حط يده حول كتف أمي
وأنــــا أغمز له : لا يبه طلعت حركــــــــات .. جايب أمي شهر العسل فرنســـــــــا
أبوي : على هذيك الأيام .. شي فرنســــــا .. ولا وأمك كانت ما تعرف شي .. عمرها حتى ما طلعت من السعودية ..
مسكت ضحكتي .. وأنـــــــا اشوف أمي تقرصة .. وتتخانق معــــــــــــه
أمي : ليش بالله .. أنا كنت بنت عز ببيت أبوي ... قال ما طلعت من السعودية قال
أبوي يبي يرقع الوضع : أصلا أم عبد الله .. هي الكل بالكل ... هي رأس المــــــــــال .. أنتو من غيرهــــــــا ما تسون شي
هههههههههههههههههههههههه ... يا حليلهم امي وأبوي .. الله يخليهم لنـــــــــــا ..
:
:
بعدهــــــــا كملنــــا مشي .. أحلى شي بالسفر أنك ما تحتـــــاجين سيارة .. لكن أبوي الله يهديه يمشي سريع سريع .. ما يعطي الواحد فرصة يتمتع بالمباني والمحلات .. كله طاير .. أنا توني مع البندري ببداية الشارع هو تلاقينه وصل نهــــــــــاية الشارع ..
وصلنـــــــا شـــــارع الشانزلزيــــــة معشوق السواح ..
الله متى يجي بكرة على شـــــان أروح السوق ... كل إلا بخاطري راح أشترية .. مراح اخلي على قلبي شي عمي وخالتي وحتى جنى قالت تعبانه ورجعوا الفنــــدق ..
أبوي أخذنــــــــا لكوفي شوب .. Fouquets
أذكــــــــر البنات قالو لي عنه .. وأنـه محد يجي فرنسا ما يروحه ... ومن حسن حظنــــــــا لقينــــــا لنا طاولة ..
أنا طلبت لي كـــافي لاتية ..
عجبني رائحة الشاي بالنعـــــــاع إلا طلبتة البندري
:
:
أبو عبد الله : شفت يـــــــا عبد الله إلا كلمني قبل شوي ... قبل لا ندخــــل الكوفي شوب
عبد الله : أي يبــــــــه شفته .. هذا إلا راز عمره
أبــــــو عبد الله : أيـــــه قال يبي يمشينـــــــا بمناطق برا باريس .. ويودينا أماكن سياحية .. ولا عنده حتى رخصة تاكسي .. مجنون أنا أركب معه ومعي عيالي
بنــــدر: أصلا يا عمي ها الأشكــــــال يتعمدون يضحكون على العرب .. وبالأخص الخليجين .. على بالهم عندهم بئر نفط عند كل بيت وفلوس مكنزه..
ويمكن حنــــــا العرب ينضحك علينا بالساهل
أبو عبد الله : أيه والله صدقت .. حنــــــــا يا العرب ساذجين .. نسمح للغير يضحك علينا وحنــــــا نضحك بوجهه ..
هي جات بس على هذا الرجال .. ما سمعتوا بالشركات الوهمية .. وإلا تضحك على عقول النـــــــاس .. يا في التوظيف وإلا بشراء أسهم .. ويغرونهم بالفلوس والأرباح الطائلة ..
بنـــــــــدر: والله في ها الزمن إلا يبي يصير مليونير عنده إستعداد حتى يبيع ضميره

أبو عبد الله : أنـــــــــــا ما أدري كيف ها النـــــاس تأكل عيالها من فلوس حرام .. الله يعيذنــــــا من شرهم .
:
:
أنـــــا عن نفسي تعجبني شخصية أبوي .. يمكن كل بنت تنعجب بأبوهـــــــا .. دايم أقول لأبوي ليـــــــه ما صرت دبلوماسي .. او درست علوم سياسية .. أحسه يناسبة هذا التخصص ..
لكن أنــــــــا أظن هذي النوع من الوظائف .. تحتاج للمجاملات الكثيرة ..
ويمكن حتى تجاملين على حساب مبادئك ..
وهذا يمكن السبب إلا خلى أبوي يبعتد عنها
أنــــا عن نفسي ما ودي إذا أشتغلت أصير عندي مسؤليات كثيرة ومنصب .. لأني أحس كل ما كثرت المسؤليات .. كل ما زاد الحساب يوم القيامة .. وتتحاسبين على أفعال وأعمال .. يمكن الشخص ظلم فيها ناس آخرين من مقام منصبة
:
:
ضلينـــــــــا بالمقهى لوقت متأخر .. قضينـــــــا سهره ممتعه
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;; ;;;;;;
( الجــــــــزء الثالث عشـــــر )

البنــــــدري
زيـــــارة Musee du L O U V R E
كـــــان حلم بالنسبة لي من زمـــــان .. وأنــــا أتمنى أزور ها المكان .. من زمــــان رسمت له تصميم معين في بالي .. لكن أبدا لا يضاهي روعتـــــه في الواقع ..
يوم طلعنــــا من الفندق .. استقبلنــــــــا المطر
كان الجو ممطر السمـــــــاء ملبده بالغيوم ..
كنــــا حاملين معنـــا مظلات ..
لكني مـــــا قدرت امنع نفسي من اني أحتضن قطرات المطر بيدي ..
شعور حلو لمــــــا تصبحين على المطر ..
ويلامس وجيهنـــــا وكأنه ينورهــــا بنور إلهي
الحمد الله على النعـــــمة
:
:
وصلنا للبوابة المؤديــــة للمتحف .. ما إظطرينــــا نوقف بالطابور .. لأن معنـــــا سراج كنــــا مجلسينه بــــ wheel chair
صراحة عندهم أحترام راقي للأطفال .. وخصوصا المعاقين ..
كنت متحمسة متى اشوف صورة الموناليزا .. أحس ها الصورة فيهـــــا سحر ..
ناس يظنون أنهــــا عابسة .. وناس تظن أنهـــــا مبتسمة ..
سمعت عن دراسات أجريت لناس تشاهد صورة الموناليزا .. وهم يبتسمون ..
الإبتسامه تغير من نفسياتهم .. حتى أن مستوى الهرمونات ترتفع
أنـــــا أظن حتى برسم دافنشي كان له سر غريب .. الناس ما زالوا يبحثون عنه ..
كانت روعة اللوحات وإبداعهــــــا ودقة ألوانهــــــا شي خيــــــــــال .. مهمــــا ضليت أتأملها مراح أمل .. لكن صورة شدت أنتباهي وظليت أتأملهـــــا كثير ..
صورة إمرأه حاضنه طفل ... رائعه رائعه
:
:
بعد ما طلعنـــــا من المتحف .. وإستمتعنـــــا برؤية الأثار وخصوصا الفرعونية .. توجهنـــــا لجهه كنيسة نوتردام
كملنــــــــا مشي إلى نهــــر السين .. بصراحة اللوحة ولا أحلى منها .. منظر النهر ومحلات الورد القريبة منه ومطر خيـــــــــــال ..
بعدهـــــا طبعــــــا رجعنـــــا شارع الشانزلزية بعــــد ما توقف المطر .. عمي وخالتي رجعو الفندق لأنهم كانو خايفين على سراج من تغير الجو
أمـــــا أبوي وعبد الله وبنــــدر مالهم بالسوق .. أختارو لهم كوفي شوب من الكفيات المنتشهرة بالشانزلزية
أنـــــا كنت القائد لهم بالسوق ..
:
:
بصراحة باريس أحلى مكان لتسوق وخصوصا لعروس مثلي .. وريووووم معي ما تقصر .. كل شي تشوفه قدامها تقول لي أخذيه ...
ما خلت عطر عجبها ولا مكياج ولا إكسسوار .. إلا قالت لي خذية ..
شكلها ناوية على تفليسي ..
أخذتهم بعدهـــــــا لــــ LOUIS
VUITTON
..
عجبتني شنطة ..حسيتهـــــا حلوة لسهرة .. وجزمة
وأخذت لبندر محفظة ..
وسألتهم ويــــــــن محل ديور ..
لازم أخذهم له ..
دخلنــــــا محل يبيع فساتين للأعراس .. أنــــــا عن نفسي عجبوني
: أيش رايك يمـــــــــــــه بهذا الفستان
أمي : لا لا شنو هذا ... هذا كلش ناعم حيــــــل ومافية شي .. حتى أنه ما يستاهل قيمته
يا ربي على أمي : حرام عليك يمه البســـاطة في الأناقة
أمي : طيب ما قلنـــــا شي .. لكن هذا فستان زفاف ... لازم يكون فخم .. هو الواحد كم مرة يعرس بعمرة
طلعنـــــا من المحل أنا حطيت الفستان في بالي لأنه عجبني .. يصير خير إذا رجعت السعودية .. أشوف تصاميم عبد محفوظ ولا زهير مراد .. أو يمكن أطلب لي من هنــــــا :
:
بعدهـــــا رحنــــا لـــ Dior
أنــــا خلاص أنسوني بهذا المحل ..
شفت لي شنطه فوشيـــــا كيوت مع جزمه كأنها للبالية .. أخذت لي وحده وأخذت لــ سلمى .. طبعا كله على حساب عبد الله
شفت لي فستــــــان باللون النحاسي ومعه جزمة ... حسيتها حلوة لحفله خطوبة عبد الله
ريـــــــــوم: حشى مــــا خليتي شي ما أخذتيه بالمحل ... كل الشنط إلا عندهم أخذتيها
أشرت للبائعة تعطيني الشنطة النحاسية : تعرفيني أموت على الشنط والساعات
ريوم وهي تـــأشر لي : طيب تعالي معي شوفي الإكسسوارات عجبوني
مشيت معهـــــا للقسم على شان تفرجيني
:
:
وصلنـــــا للفندق .. وأنا أرجولي تناديكم ..
ودي مثل ها الأفلام المصرية أحط رجلي بماي مع ملح ..
: الحمد الله .. خلصت المكياج والعطور
بس بقا لي أشوف لي كم فستان .. وأبي أروح كارتير عندهم خاتم سوليتير عاجبني
جنى : لا تشترين لكـ فساتين كثير .. تكوديهم بالدولاب وبعدين تروح موضتهم
ريوم: أي موضه إلا تروح ... شايفتهم مثل إلا عندنــــــا .. أصلا أنا أعتبر محلاتنا زباله أمريكا وأوربا يجيبونها لنا
: ريوم حرام عليك ...
ريوم : يعني مثلا Boss إلا عندنـــــا مثل إلا عندهم
جنى: لا عاد أصلا بعد ما شفت إلا هنــــا .. إلا بالظهران يسكرونه أحسن لهم
: ريوم وإللي يعافيك .. روحي عبي لنــــــا البانيو ماي ساخن خلينــــــا نحط رجلنا .. وأنا عندي مقشر لــــــرجل
شفتهم يتغامزون وهم رايحين الحمام .. ناديتهم
: ريوم ، جنى أيـــــــــــــش عندكم
ريوم : اممممممممممممم .. أنا وجنى شرينـــــــا لنا فساتين لعرسكـ مثل بعض
بصراحة تحمست : يا الخونه متى شريتوهم ... يله فرجوني اياهم
ريـــــــــوم : no , أصلا ما بعد جبناهم من المحل يبيلهم شوي تعديل ناحية الصدر ..
ومن قال راح تشوفيهم ... مراح تشوفينا إلا بالعرس مثـــــل الفراشات
أخت العروس وأخت المعرس مثل بعض
الخبله مسكت جنى وصارت ترقص ، ريوم : اللـــــــــــه متى يجي يوم عرسكـ متحمسة له .... من زمـــــــــــــــــــان ما صار عندنـــــــــــا عرس
عديت بأصابيعي : بقى تقريبـــــا 6 أشهر
جنى : الله واجد
رديت عليها : شنو واجد ... يا دوب أفصل لي فستان إذا راح أفصل .. وأنـــــــــا لسة ما أخترت كيف راح يكون ثيم العرس والكوشة .. إلــــــخ إلـــــخ
أنـــــــــــا أعرف مصمم كوشات .. شفته صمم كوشة وحدة من البنات وعجبني شغله .. إذا رجعت راح أروح للمحل وأشوف تصاميمة
ريــــوم وهي تتخيل : لازم يكــــــــــــون المكان رومنسي .. كله شموع ..
لمــــا تنزفين .. تنطفئ الأنوار مــــــاعدا نور الشموع .. وعلى موسيقى كلاسيكية وشعـــــــر مكتوب لكــــــــــ خصيصــــــــــا
: أقولــ ريوم .. وصلتينا ليوم العرس ونسيتي الماي
:
:
عبــــد الله
كنـت جالس مع بنــــدر باللوبي على الكنب الأحمـــــــر .. الذي يدل على الفخامة مع الرخام البيج ..
الفندق بصراحة راقي .. مع أن ريوم حنت على أبوي إلا تبي تسكن بفندق الفور سيزن
لكن للأسف مـــــا لقينـــــا حجز .. وأبوي قال لي أنه حجز لنــــا طاولة للعشاء بكرة
:
:
صار لنـــــا ساعة
ننتظر البنات ينزلو... صراحة إلا يسافر مع البنات مأساة .. ساعة لين يسبحوا .. ساعة لين يجهزو ويلبسو .. وهذا مناسب وهذا غير مناسب ..
مو مثلنـــــــــــا .. حنـــــا سريع سريع ..
بنطلون جينز وتيشرت ... وجاكيت للإحطياط
أخيرا أنفتح اللفت و طلعو منه البرنسيسات ..
ريـــــوم : إلا أبوي وينه
رديت عليها : قيس وليلى ... اليوم راح يطلعو بروحهم
ريــــــوم : الله واكبر ... مالي دخل أنا أبي اطلع معهم .. ما أقدر استغنى عن مــــــــاما
: يــــــا لي ما تقدرين تستغني ... وأنا أقلد صوتهــــا .. عن ماما .. أمشي قدامي يله
وصلنــــــــــــــا برج أيفل
بصراحة .. مــــــا أقدر أوصفة .. جمــــــال وإبداع
غير الحديقة التابعة له ..
وقفنـــــا في الطابور الطويل .. على شان نطلع لنهاية البرج .. الأكيد أن منظر باريس من فوق راح يكون له شكل آخر ..
ما انتبهت إلا ريوم تحط يدهـــــا على عيونهــــا : لا مأدرش أشوف دي المناظر
طبعا إلا كانو قدامنا شكلهم في شهر عسل .. والأجانب ما عندهم ما نع في إظهار مشاعرهم .. وبأي مكان
: ريوم اسكتي فضحتنــــــــــــا ... حنــــا مالنا دخل فيهم
ريوم : أنــــا أبي أفهم ما عندهم هذيلا بيوت ... يروحون يسون فيها إلا يبون
:
:
وصلنـــــــــا لطابق الأخيـــــــــر ..
بصراحة منظر ودك تنتحر من روعته .. منظر بـــــاريس مع نهر السين
بصراحة لوحة سمفونيـــــه خيـــــــــالية
أنا قررت قرار .. بشهر العسل .. راح أجيب سلمى لبــــاريس .. عاصمة النور والجمال
الله عليك يا عبد الله خططت لشهر العسل .. وأنت لسه ما ملكت ..
لا تستعجل الأمور .. كل شي بوقته حلو
حبست أنفاسي .. وأنـــــا أمتع ناظري بروعة المنظر
سرحت بعيد .. بالسعــــادة والحلم
تذكرت الخاتم إلا شريته البارح .. طبعا أنا ما اعرف بذوق البنات .. بندر الله يجزاه خير سا عدني .. والله أنـــــا ما عندي ما عند جدتي
:
:
أغمضت عيني .. لأستنشق من الهواء البـــــارد .. حسيت بالبروده تتغلغل داخل رئتي ..
وبنفس الوقت ايد دافية .. يمكن الجو مش دافي .. لكن حبه لي يدفيني من البرد
فتحت عيني وابتسمت له .. لأني شفته ينـــــاظرني بعيونه إلا تدوخني ... الله عليك يا بنــــدر
بعدهـــــا نزلنـــــا تحت .. لنستمتع بالمنظر الليلي ..
منظر الأنوار البراقة مع برج أيفـــــــل .. أضافت سحر رومانسي بليل بـــــــاريس ..
سرحت بفكري .. حطيت راسي على كتف بنـــــدر ..
وسرحت بخيالي وأحلامي .. أرسم قصة غرامي وهيــــامي
وألونهــــا بقصة هوانــــا
تمنيت هـــــا اللحظه .. ما تنهي أبد
*
*
*
دلالـــــ
طلعت من غرفتي .. أبي أتمشى بالحديقة .. أحــــس بالاختنــــــــــاق .. ودي أتنفس هوا نظيف ..
وأنــــــا نازلة من الدرج تذكرت أني ما أكلت شي من الصبح .. حتى الغذاء ما تغذيته معهم .. صرت أحاول بقدر الإمكان أتجنب زوجة أبوي .. إلا كأنها مثل الأفعى ترمي سمومها
مريت من الصــــاله .. رايحة المطبخ
جاني ذاك الصوت .. إلا يسبب لي الغثيـــــان : أخيرا الأميــــــرة النائمة تنازلت ونزلت من برجهـــــا العــــــــــــالي
حاولت أضبط أعصابي بقد ما اقدر .. وألتفت لهـــــا وناظرتها .. يعني خير .. ايش تبين
تركتها ومشيت للمطبخ .. أنــــا أحس بصداع ومالي خلقهـــــا
لكنها لحقتني .. تبي تنقص علي عيشتي ..
تستمتع بقتلي .. وسماع أناتي
لكن من اليوم ورايح مــــا راح أعطيهــــا فرصة
زوجه ابوي : لا تنسين تنظفيــــن معكـ المطبخ .. وتمسحين الأرضية
ها الظالمه الخادمة يوميا اشوفها تمسح ارضية المطبخ : والله أنــــــا ماني بخدامة لك ولعيالك
زوجة ابوي : أشوووووووووووووف طلع لك صوت يا دلال ... اكيد ما اشره على ها الاشكال .. وهي تأشر بإصبعهــــــا .. وحده مطلقة زوجها عايفها .. لو هو شايف فيك حلا وأدب كان ما طلقكـ
أففففففففففففففففففففف .. عافت نفسي الأكل .. طلعت من المطبخ .. طنشتها .. هذا أقل شي اسويـــــة مع ها الأشكال ..
طلعت للحديقة المظلمة بهــــا الليل .. معاد يفرق معي النهار من الليل .. تساوى بنظري .. رحت جلست على العشب جنب شجرة بعيدة .. وتسندت على جذعهـــــا وضميت رجلي لصدري ..
آآآآآه حتى الصبر ملني .. إلين متى راح أتحمل زوجة ابوي .. وجلسة البيت .. أحس بالموت البطئ يطوقني ويخنقني ..صبرت .. وكــــل يوم أقول بكرة راح يكون أحسن ..
ودي أشتغل .. يمكن الوظيفة تساعدني أني أخرج من حزني وضيقتي
لكن منو راح يوظف وحدة عندهــــا شهادة ثانوية .. اللحين إلا عندهم شهادة جامعية ما توظفوا ..
مش مهم عندي الراتب .. أنـــــا راضية بوظيفة تطوعية .. يمكن الجمعيـــــات الخيرية تقبلني .. أو بعض روضات الأطفال
لكن هــــل أبوي راح يوافق .. دام ها العقربة جنبه .. أكيد هي تبيني أجلس بالبيت أخدمها ..
آآآآآآآآآآآآه يا ربي ... أنت أعلم بحالي .. ارحمني وفرج همي ..
*
*
توهم طالعين من غرفة العمليـــــات .. اليوم عندهم مناوبة ليلية
راحوا للغرفة المخصصة لطلبة الإمتياز اللي يتدربون بالمستشفى
أسيـــــــل وسلمى
سلمى رمت بروحهــــــا على الكرسي .. لأنها ميته تعب : أخيرا خلصنـــــا
أسيل : هذا وأنتي أول كول لكـ .. عجل إيش أقول أنـــــا المسكينه
سلمى : والله لو الود ودي ما جيت .. كان ودي أجلس مع امي بالبيت .. لكني تطمنت أن بثينه معهـــــــــا
أسيل : بثينــــه رجعت من لبنــــــــــان .. إلا كيفهــــــــــا
سلمى بفرح : لا متغيرة الأخت .. وجهــــــا رجع له النور .. حتى أني أتريق عليهــــا أقول لها لا يكون مسوية لك عملية تجميــــــل من ورانـــــــــا
أسيل ، غمزت لها : أخاف حملت من وراكم
سلمى، فتحت عينهــــــا : لا شنو تحمل .. توها مجهضة .. أنا قلت لها حتى الدكتورة قالت لها ما يصير تحملين إلا أقل شي 6 شهور
أسيل : المفروض صحيح ..على الأقل الجسم يرتاح .. ويكون عنده إستعداد يتقبل parasite ( طُفيلي) سلمى : حرام عليك parasite مره وحدة
أسيـــــل : يـــــــــا ربي كل مــــا أذكر أنه لما نخلص جراحة بروح قسم النساء والولادة .. تلوع كبدي .. ما أقدر أتحمل المنظر يقشعر جسدي
سلمى : حرام عليك .. والله الأطفال أحلى شي بالدنيـــــا
أسيل : ما قلنـــــا شي ... لكن مسأله الحمل و الولادة .. Impossible.. خصوصا أني شفتها بعيني ...إللي راح يتزوجني يدور له وحده ثانية ولــــــــود أحسن له
سلمى ناظرتها بشك : وليــــــه أنتي مش متزوجة
أسيل حطت راسهـــــا على الطاولة من التعب : ومن قال أن ها الزواج راح يستمـــــــــــر
سلمى قربت منهـــــا : حرام عليك يـــــا أسيل .. يعني أنتي تتوقعين راح يجيلك شخص أحسن من كحيلان .. على الأقل هو ولد عمك وراح يحافظ عليك
أسيل : يـــــا سلمى .. أنا مش مهم عندي يجيني شخص أحسن منه أولا .. أو حتى أتزوج .. الزواج مش أكبر همي .. مشكلتي أني ما أقدر أكمل مع شخص أنـــــا نفسي مش قادرة أتقبله
سلمى : حاولي يـــــا أسيل تتقربين منه .. عطي نفسكـ فرصة .. أنتي حتى ها الفرصة ما تبينها
أسيل : ما أقدر مـــــــا أقدر يا سلمى .. نفسي عايفته ولا ني طايقته .. ولا أطيق قربه حتى مـــــا أقدر حتى أني أجامله .. تخيلي أنه في شخص تكرهينه كره العمى .. ويجون يجبرونكـ أنك تتقبليه .. يمكن لو في ظروف ثانية ممكن .. لكن الموضوع صعب صعب علي .. اني أتقبله بحياتي كــــ زوج ..
ما في عذر مقنع لتصرفه معي قبـــــل .. حتى لو في عـــذر .. ماله داعي يتعذر به
سلمى ما عرفت شنو ترد على صديقتهـــــا .. ما تبي تقول لهــــا لا تصيرين من النوع الحقود وتحملين في قلبكـ .. لأن هي نفسهـــــا مش قادرة تسامح أخوهـــــا إلا من أمهــــا وأبوهـــــا
:
:
كحيــــــــلان
ناظر الساعة إلا معلقة بالجــــدار .. عقاربهـــــا تلاحق بعض وكأنها تسابق الزمـــــن ..
الساعة تشير لساعة 7 صباحا
لكـــن هو من بعد صلاة الفجـــر النوم مجافية .. يفكر باللي شغلت قلبة وحرمت من عينــــه النوم ...
يفــــوح بركان الغلا والصد فـــــاح
ويضيـق من ليـــل الجفــــا كون فسيح
اللـــــــه يسامحهـــــا .. على كــــل ما جاني منهـــــا .. والله لو تطلب عيني مـــــــــا تغلى عليهـــــا .. لكن هي كل مالهـــــــــا وتقابلني بالصدود ..
أنـــــا عارف أنهـــــا مو براضيــــة تسامحني على إللي صار .. مع أنه مر عليـــــة سنين .. هي مش راضيــــة تحس بالحب المكنون بصدري .. سنين وأنـــــــا أخطبها لكن هي دوم ترفضني .. حتى أن أمي زعلت علي وقالت لي إلا خلقهـــــا خلق غيرهــــا
لكن القلبي إلا حبهـــــا ... وما قدر يشوف غيرهــــا ..
لما عرفت بالصدفة من واحد صديقي يدرس معهـــــا بنفس الجامعة .. أنه تكلم شاب .. أنــــــــــا ثارت فيني جنون الجاهلية ..
ما قدرت أتقبل فكرة أنها تكون لغيري .. أو أن قلبها يعشق أحد ثـــــاني ..
أنـــــــــا عارف أن إلا سويته غلط ..
لكن كـــــل هذا عشاني أحبهــــــا ..
ما قدرت أفكر لحظتهــــــا .. أنها ممكن تكرهني .. أنا مدري أيش صار لها مع عمي ..
وقتهـــــا .. لكن حسيتها فرصة أني أخطبها .. واكيد عمي مراح يرفضني وهي بعد ..
:
:
صحيح أني أتعذب وأموت باللحظة مائة مرة لمــــــا أكون معهـــــا وأحسها ما تبادلني الشعور .. لكن كفاية أني أحتضن صورتهـــــا في محجر عيني وأضمهـــــا بداخل صدري
يــــــا معودً عيني على قــــل المراح
يميل غصنكـــ ويتعلــــــق بك جريح
آآآآآآآآآآآآآه
ذبـــــاح روح وتمشي بدم الجريح
على كل إلا سوته فيني وكثر الصدود .. إلا اني ما قدرت أكرها .. بالعكس كل يوم حبهــــا يزيد في قلبي عن إللي قبله .. آه يا قلب أيش اسوي فيكـ دامك حبيت وحدة ما تحبك ..
قمت من السرير متملل .. خلني أخذ دش وأروح آخذ أسيل من المستشفى وبعدهــــا أروح اداوم بالشركة عند الوالد لا يعصب علينــــــا
أخذت لي دش سريع .. لبست الثوب وأخذت الشماغ وحطيته على كتفي .. ولبست نظارتي الطبية إلا ما أقدر أسوق من غيرهـــــا ..
عدلت شماغي بالسيـــــارة .. وتوجهت للمستشفى .. أكيد اللحين أنتهى دوامهـــــا
:
:
عند بوابة المستشفى
سلمى : أسيل تجين معي أوصلكـ
أسيل : لا ما تقصرين حبيبتي .. بعلي راح يجي يا خذني
سلمى : حركات بعد يجي يا خذك
أسيل : السيد المحترم طالع لي بطلعة ما يبيني أركب مع السايق بروحي
... كاهو وصل ... يله تصبحين على خير
سلمى : هههههههههههههههههه .. ايه والله وينك يا وسادة الريش .. أحلام سعيدة
:
:
شفتهــــــا طالعه من بوابة الطوارئ .. ركبت السيارة ورمت السلام بهدوء ..
: وعليكم السلام
كنت ناوي أسألهــــــا عن الدوام .. لكن شكلها تعبانه وهلكانه .. حركت السيارة طالع من المستشفى
وقفنـــــا عند الإشارة القريبة من المستشفى .. لفيت عليهـــــا أناظرها .. وجها شاحب .. وذبلان .. شكلها مواصلة من البارح .. بعد عمري حتى وهي تعبـــــانه مليحة .. والله أنك مليح وتعتبر سيد الملاح ..
سألتهــــــا : كلتي شي
جاوبتني بهدوء : لا ... ما أطيق آكل شي من المستشفى
بعد قلبي على لحم بطنها من أمس .. والله ما يسوى عليها ها الدوام وها الراتب إلا تأخذه من الحكومة ..
مريت دنكن دونات قبل لا نلف عند بيتهـــــــا ..
نزلت شريت لها دونت وعصير ..
لما دخلت السيـــــارة اعطيتها الكيس .. وقالت لي : شكــــــــــــرا
يمــــــا ناس قالو لي شكرا كثير .. لكن من فم أسيل طالعه غير .. كلامهــــا فيه نشوة روح يحرك فيني الوجدان : العفو
كان ودي أقولهـــــا العفو حبيبتي .. لكن خفت تثور وتقل أدبهـــــا .. أنا ما صدقت أنهـــــا هادئة .. الله يديم الهدوء عليهــــــا
وصلنــــا عند بوابة بيتهم .. نزلت من السيــــــارة .. كنت متوقع منها تقول لي مع السلامة .. لكنهـــــا نزلت بصمتها وهدوؤها
بعد قلبي أكيد الشغل هاد حيلهــــــا ..
ضليت أنتظرهـــــا لين ما دخلت البيت .. وغاب ظلهـــــا
يا لي أستبحت القلب وشله تستبيح .. يــــا أعذب من المـــــا
متعودا تترك على قلبي جراح
أشوفك بعين الغلا والارتياح
وأنسى الطعون إلا أنا فيني فحيح
*
*
سلمـــــــــــــــــى
دخلت البيت .. نزلت شيلتي على كتفي وفتحت عباتي .. مــــــــرة تعبانة موب متعودة أشتغل 12 ساعة متواصلة ..وأبــــــــــــات بالمستشفى ..
صحيح أن دوام الليل بالنسبـــــــه لي أريح .. لكن وقت النوم هو إلا صعب .. الحمد الله معي على الأقــــل أسيـــــل تونسني
:
:
سمعت صوت أمي وأختي بثينــــــه بالصاله .. مريت عليهم قبل لا أطلع غرفتي
لقيت أمي معيه إلا تبي قهوة وتمـــــر .. والدكتور ما نعنهـــــا من القهوة .. ونحاول نقلل من التمر .. مع أني أعتبره وجبه غذائية متكاملة .. لكن يمكن هو خــــايف على السكري
" صبـــــــــــــــــــاح الخير "
أمي وهي مشرقة .. بإبتسامتها إلا تشرح القلب بعد يوم متعب : هلا هلا ببنيتي
رحت وضميتهــــــــــا : وحشتيني يمــــــــــــه .. أحس كأنه من زمان ما شفتكـ
أمي : والله أني ما عرفت أنام وأنتي مش موجودة بالبيت تعودت على وجدودك بالبيت .. وأجي أجلسك عند صلاة الفجر
بثيــــنه بغيرة : أشــــــــــــــــوف الحب والحنــــان كله حق سلمى .. وأنــــــــا قبل شوي تخانقيني
لفيت عليهــــا : والله أنتي عندك أحضان زوجك .. أنا مالي غير أمي حبيبتي .. وبست خدهـــــــــــا
بثينــــــــــه : لا لا حضن الأم غيــــــــــــــــر
أمي : والله كلكم بناتي وأحبكم
دخل علينـــــــــا ماجد .. ناظرته مستغربة .. مش متعودة اشوفه بها الوقت صـــــاحي .. أكيد أنه سهران و مواصل ..لكن شكله نشيط .. وسابح .. لأن شعرة رطب
مــــــــاجد : أيش عندكم .. مأذيين أمي
لا تحاولون أنــــــــــا آخر العنقود سكر معقود .. والمدلل بالبيت .. يعني مهمـــــا حاولتو تسرقون حضن أمي مني مراح تقدرون
جــــــــــــا وباس رأس أمي وحضنهـــــا من الجهه الثــــانية .. من غير شعور مني تضايقت ..
أمي طيبه .. وهي أم ما تقدر تغضب على ضناها ..
لكني حتى مو متقبله قربه مني ..
أحس مو بلايق علية يمثل دور الولد المطيع ..
أستأذنت ..
سمعت ماجد يقولـ وأنــــا طالعه : إذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكـــة
ما أهتميت لكلامة وأعتبرت نفسي ما سمعت شي من إلا قاله ..
طلعت غرفتي ووينكـ يا وسادة الريش
*
*
في فرنســــــــــــا
مدينه الحب والرومــــــــانسية .. التي جمعت سحر الليل مع برج إيفل
ريـــــــوم
اليوم أبوي عــــازمنـــــا في مطعم بفندق الفور سيزن ..
الله ونـــــــــــــــــاسة ..
لكن حسافة عمي وخالتي مراح يجون معنـــــــا لأن سراج درجة حرارتة شوي مرتفعه .. الظاهر من تغير الجــــــو ..
وصلنـــــــــا المطعم .. أيش أقولـ وأيش أخلي ..
ما أظن حروفي راح توصف المكان إلا أنــــــــا جالسة فيـــــــه ..
خيــــــــــــــالـــ ..
أحســــــه مكان شبيه بالأحلام
مدري ليه خطرت على بالي أغنية فيـــــروز ..
نحنـــــــــا والقمر جيران ..
عارف مواعيدنــــــــــــــــا وتارك بقرميدنــــــــا
أجمل الألوان
يـــــــــا قمر سهرنا معك
صحيح .. بليله أكتمــــــال البدر .. بليله .. مضيئة مثل هذي حسيت أني أنــــــا والقمر جيران ..
:
:
الكل قــــام وأخذ له من البوفيــــــه .. من كل ما لذ وطاب .. طبعا لحومهم حنا ما نأكل منهم .. وقضيناها سواليف .. لكن حـــــــــــــــور قصت وجهي .. حطيت يدي على عيني .. وأنـــــــــا اشوفها تقوم من الكرسي وتترك المنديل إلا كان على حضنهــــــا على الطاولة بإهمـــــــال .. وتروح جهه أبوي وأمي .. لأن أمي وأبوي جلسو بطاولة منفردة ... خلينـــــــــا قيس وليلى يأخذون راحتهم ..
ما أتخيل شكلي الحين والويتر جاي ناحيتنـــــــــا .. الله يأخذك يا حور .. هذي وجهــــا وجه مطاعم راقية ..
طبعـــــا الويتر جـــــا يبي يشيل صحنهــــا .. مع أنها ما كلت ربعة ..
لكني عطيته من ها الكم كلمه إلا حفظتها من جيت فرنســـــا .. وعلمتني نرجس لأنها بالمدرسة تدرس فرنسي .. يـــــا الله ما فلحنــــا بالإنجليزي يمكن نفلح بالفرنسي ..
جات حور ، وبصوت عالي: ليـــــــــــــــه جا هذا عند مكاني
يا ربي بنتحر .. أنا أيش إلا مقعدني جنبهـــــا ..
رصيت على اسناني وأنا أكلمهــــا : حوروه كلي تبـــــــــن واجلسي مكانك
جلست لكنها واقفه على الكرسي .. تبي تشوف الكل
يا ربي .. آخر مرة تروح معنــــا أماكن راقية .. حاولت أضبط أعصابي .. لو الود ودي مسكتها من كشتها : حور حبيبتي .. أجلسي .. عيب توقفي على الكرسي
شوي لمــــا كلمتها بلطف .. سمعت كلامي ..
حور لما أحد يكلمها بالهدوء تسمع الكلام .. لكن لما تعصبين عليها تعاند .. لكن أحيان ترفع ضغطي بتصرفاتها .. صراحة غلطة مطبعية يوم أمي حملت فيها ..
:
:
البندري لاحظت سكوت بنــــدر طول العشــــاء ..
وكأنه مهموم .. أو شي مضــــايقة
قربت منه وبصوت واطي على شان محد يسمعهــــا من إللي حولهــــــا : حبيبي أيش فيكـ .. في شي مضايقكـ
بندر رفع عينه .. وطاحت عينه بعين البندري .. أكيد حست بضيقة .. كيف ما تحس وهذي حبيبته : مرض سراج .. مضيق خلقي شوي
البندري ابستمت على شان تخفف عليه : كلها أرتفاع في درجة الحرارة .. شي طبيعي كل الأطفال يمرضوا
بندر بضيق : عــــــارف .. لكن وضع سراج غير .. أنتي عارفه أن بنيته ضعيفة .. وبسرعة يتأثر
البندري: لا لا تخاف .. أنشاء الله بكرة تشوفة أحسن .. أنـــــــا قبل لا أطلع من الفندق مريت على خالتي .. وشفته .. شكله كان طبيعي وما يحتاج مستشفى .. وأعطيتهــــا دواء خافض للحرارة للأطفال أنــــا كنت جايبته معي للإحطياط
بندر تنهد .. براحة .. لأنه عارف كل دول أوربا .. الصيدليات ما تصرف أدوية إلا بوصفة من الطبيب ..
مع أنه عنده تأمين صحي .. لكن خوفة على سراج منعه من الراحة
البندري: حبيبي .. لا تخاف أن شــــاء الله بكرة بصير أحسن .. أنت أكـــل .. صحنك ما لمست منه شي
بنـــــدر أبستم على شان خاطر البندري وبدأ يأكل
:
:
ريوم
" عبد الله قولـ لنـــا سالفة من سوالفكم بأمريكــــــا "
عبد الله ، وهو يتذكر ايام الدراسة .. وكأنه حن لهــــا : والله كانت أيام .. تذكر يا بندر لما واحد من الشبـــــاب شر له سيارة من فرجينيـــا ورحت أنـــــا معه نجيب السيــــارة "
بندر: أيوة أذكر كنت حضرتك مصر إلا تروح معه مع أن رحلتك لسعودية كانت بعد يومين
عبد الله : يـــــا هي مغامرة .. تخيلي ريوم .. أنا توقعتها سيارة مثل ها العالم والناس .. إلاأنصعق أنه شاري له سيارة زد موديل 88
ريـــوم : الله .. هذي من ميلادي
عبد الله : تخيلي ... كان خوينــــا يعشق السيارات .. وخصوصا القديمة
ريــــوم : حشى بيشترك في برنامج دلع سيارتك
عبد الله : يـــــاليت .. اسمعي أنتي القصة
ريــــوم : كملـ
عبد الله : اخذ خويي السيارة .. ورجعنــــا ولاية تنسي إلا هو ساكن فيها
كنا رايحين بسيارة واحد من الشباب .. سيارته موستغ كشف .. بعدهــــا انا إلا استلمت السياقة .. كنا راجعين بالليل .. دخلنـــــا قرية الله لا يفرجيك اياها .. حسيت حالي وكأني بفلم بهوليوود .. شفت الغزلان تناطط حولنـــــا .. وحيوانات غريبة ..
بصراحة أنــــــــا خفت وقتها .. لا يجي لنــــا ذاك الغزال البري أبو قرون .. ولا يجينــــــــا نسر من السما يطيح علينــــا .. وخصوصا سيارتنا كشف
ريوم : أيش دعوووووووووه .. كل هذا صار
عبد الله : وأكثر .. المهم مـــا ارتحنــــا إلا لما طلعنا من ذيك القرية .. قلنا مستحيل نبات فيها .. وصلنا قرية ثانية شكلها أطور .. أخذنا لنا غرفة بأحد الفنادق
ريوم : والسيارة أيش صار عليها
عبد الله : اسمعي أنتي جاي لك بالكلام .. والله هذيك السيارة .. لو يعطوني أياها هدية ما أخذتهـــــــــــا ..
تخيلي ما أمدانا مسكنا الطريق ساعتين .. إلا بدت السيارة تسخن وتطلع دخان ..
وقفنا على جنب .. حطينا عليها ماي .. فبردت شوي
ريوم : ههههههههههههههههههه .. حشى مش سيارة سكراب
عبد الله : تخيلي كل ما نمشي نصف ساعه .. إلأا تسخن هذيك السيارة .. طبعا هو كان سايقها بروحة .. محد رضى يركب معه .. بسيارته المسكربه
ريوم : أتخيل شكله وهو راكبها ... وكأنه من أيام الستينات .. ويكون لونها أزرق .. يا ويلي
عبد الله : ههههههههههههههههههههه .. ايش دراك ان لونها ازرق
أسمعي .. تخيلي بالنهاية وقفنـــــا عند محطة بنزين .. لأن يأسنــــا مع سيارته العجيبه .. وقلنـــــا راح نجيب ونش نقنصها .. إلا يقولون له بـــ 500 دولار
طبعا هو رفض .. قال نصف المكافأه تروح .. على ها السيارة .. وبالأخير وقفنها في أحد المحطات جنب سوبرماركت صغير .. ورجعنا ولايته من غير السيارة
ريوم : والله مسكين .. طالع متحمس يجيب سيارته وبالأخير ما يجيبها
:
:
رجعنــــــــــــا الفندق بـــوقت متأخر ..
لكنــــ ما جانا نوم .. بدينـــــــا نرتب أغراضنـــــا لأن بكرة آخر يوم لنـــــا في باريس .. وبعد بكرة راجعين لديــــــــــار ابو متعب .. والله كان ودي أبقى أكثر بباريس لكن الشباب وراهم دوامات ..
والصنـــــــاحة الصنــــــــــــاحة <<<< على قوله طنفه في مسلسل ( دنيا اسعد سعيد)
اشتقت لهوا الشرقيــــــــة .. حتى لو حر ورطوبة .. اشتقت لبيتنـــــــــــا ..
اشتقت لغرفتي .. ومخبأي .. لوسادتي الحبيبة ..حتى قطة حور إلا دوم تخرعني اشتقت لها .. اشتقت لنظرة العبط إلا بعينهــــــا .. ووجها المخفوس
:
:
:
مــــــــــــريم
كنت أشتغل بالمــــطبخ .. سمعت صيـــــاح محمد جاي من الصالة .. يـــــا الله توه نــــــــايم .. هذيلا أكيد ملاك ومنــــــــار مصحينه ..
رحت لهم بالصـــــاله .. شفت منــــار وملاك حوله بسريرة المتنقل .. لأني ما أحب أحطه بسريرة بغرفة النوم فوق أخاف يقعد من النوم ويصيح وأنـــــا ما أسمعة تحت
" منــــــــــار .. ملاك والنهاية معكم .. لية تصحونه "
منـــار ببرائه : مو مني .. كله من ملاك قالت لي بوسية
ملاك : لا ماما هي إلا قالت لي
ضحكت بداخلي .. يا ربي عليهم راح يجننوني هــــا الثنيتن .. يحبون أخوهم بشكـــــل مش طبيعي
رحت شلت محمد من السرير وجلست على الكنب أرضعه .. وملاك ومنار جالسين جنبي يراقبون محمد وهو يناظرهم ويبتسم بشفايفة إللي كأنه كرز بعد ما خلصت ورضعته ،
ملاك : مــــــــاما حطي محمد بحضني
منـــــار: أنا بعد مــــــــاما
رديت عليهم : طيب .. تعلو أجلسو جنب بعض
جلسو جنبي وتربعوا .. على شان أحطه بحضنهم هم الثنتين .. حطيته بحضنهم
وبنفس الوقت سمعت جرس البــــاب
قمت على شان أرفع سماعة التلفون أشوف مين
" منار ملاك لا تتحركوا من مكانكم على شان أخوكم لا يطيح "
منار & ملاكـ : ان شاء الله ماما
:
:
" هلا هدى حيـــــــاك الصاله مافي أحد غريب "
هدى أخت زوجي جاية تزورني .. مش من عوايدها .. أولـ مـــا ولدت جات زارتني وجابت هدية للبيبي .. شكلها طفشانه لأن خواتها مسافرين ومالقت أحد تزوره غيري .. حيــــــــاها الله بأي وقت
هدى من غير لبـــاقة : إلا ويــــــــــــن أخوي ما اشوفه بالبيت
رديت عليهــــا : لا جــــــاسم ما يرجع البيت بها الوقت .. يرجع بعد صلاة العشــــاء
هدى : أيش دعوه يطلع من صباح ربي وما يرجع إلا أخر الليل
يــــــا الله أيش فيها هذي : لا هو يطلع الصبح .. ويرجع الظهر يتغذا معنــــــــا ويرتاح وبعدين يرجع يطلع مرة ثانية
هدى : وكيف أنتي تخلينه طول الوقت برا البيت ... والله لو زوجي كذا كان علمته السنع
رديت عليها بلهجه صارمه : والله أنا أخلي الرجال على راحته
وقمت على شان أجيب لهـــــا قهوة وشاي .. على شان لا تشرة علي وتقول ما ضيفنها مثل الناس .. لأني أعرف أخت زوجي من النوع إلا تحب تنتقد النـــــــــاس .. مع أنه هذا بيت أخوها مثل بيتها
:
:
" إلا يا هدى متى أم بندر وأم عبد الله راح يرجعون من السفر "
هدى بتحفظ : قريب
هزيت رأسي وكأنها ما تبيني أعرف .. ظلت طول الوقت تسألني وأنا اجاوب مثل الغبيه .. أحيـــان تسألني أسأله غبيه مالها داعي
شفتهـــــا بعد كذا تناظر ساعتهــــا شكلها ناوية تمشي : أنا شكلي راح أمشي .. كان ودي أشوف أخوي
رديت عليها : أجسلي معنـــــــا للعشاء .. ليــــــــه مستعجله .. أكيد هو على وصول
هدى : ليـــــه أنتي ما دقيتي عليه وقلتي له أني هنـــــا
رديت عليها: إلا دقيت .. لكن شكله جـــــــالس بمكان ما فيه أرسال .
ناظرتني بنص عين : شكله الرجــــــــــال ما يبي يرد عليك
قهرتني كلمتها : أيش قصدك
هدى: والله حنـــــــــا يا الحريم نفهم على بعضنــــا .. يا وخيتي حافظي على زوجك .. أخاف شايف له شوفه ثانية .. والله رجال طول وقته برا البيت أيش عنده
يا الله أنـــــــــــا أستأذن
رمت ها الكلمتين إلا مثل السم ومشت .. يـــــــا الله خلتني أشك بزوجي .. معقوله جــــاسم يخوني .. ويتزوج علي .. مــــــــا أصدق ..
صحيح أنه أحيان قاسي معي .. وأحس ببروده وجفا مشاعرة
لكني تعودت على هذا الشي .. وهو كذا من النوع إلا بخيل بعطـــا حبه ..
لا لا أستعفر الله .. أعوذ بالله منك يــــــــا أبليس إلا خليتني أشك بزوجي
*
*
*
ريــــــــــــوم
ركبنـــــا الطيــــارة .. طبعا راجعين على طيران الإمارات ..
البندري الدبه .. هــــــــا المره جلست جنب بندر .. وجايبه عبد الله جنبي ..
وها الإنسان .. من أول ما ركبنـــــا الطيارة وهو نايم ..
خلني أقوم أشوف البندري وبنـــــــــدر وأتحرش فيهم ..
رحت جهتهم وشفت هم يسولفون .. حطيت يدي على الكرسي إلا قدامهم ..
" أنـــــــــا أبي أفهم أنتو مـــــــــا تشبعوا من بعض "
بندر: أنـــــا أبي أفهم .. أنتي إيش حارقك
ريوم : أختي مسكينه .. تطّر تجاملك .. والله هي ملت من وجهك
بنـــدر ناظر البندري : من صجها تتكلم هذي اختك
البندري ضحكت على شكله
ريوم : شفت أنها تجاملك .. خلاص من اليوم ورايح ما نبي نشوف فيسك عندنـــــــا بالبيت إلا بالعرس
شفت بندر فتح عيونه على وسعها : ست شهور يا الظالمه
ريوم: احمد ربك أنك شفتها ... والله غيرك ما يشوفها إلا بليله العرس
بندر عفس وجهه : أيش ها الأفكار المتحجرة إلا حقتك .. أنتي وين عايشة
ريوم : المهم أنـــــا قلت لك .. ومن بكرة إذا وصلنــــــــا السعودية راح أخلي أبوي يجيب لنــــــا كلب حراسة .. على شان إذا عتبت باب بيتنا يهجم عليك
بندر الدب جلس يضحك على كلامي .. ما ني عارفه على شنو يضحك
" هي أنت على شنو تضحك "
بندر ، مش قادر يتكلم من كثر الضحك: ههههههههههههههههه انتــــــــــــي تخافين من قطه .. ها المره بتجيبين لي كلب ههههههههههههههههههههه .. ما أقدر أتخيل شكلك حتى .. أنتي بفينــــا ترتعبين إذا شفتي كلب مار جنبك
شفت أمي جايه ناحيتنـــــــــا : أيش عندكم
ريوم : يمــــــــه شوفي ولد أختك .. يتريق علي
أمي ضحكت : خليك أبعيد عن ولد اختي .. هو ما يتحرش فيك .. أنتي إلا جايه ورازه وجهك عندهم
بندر ضحك على كلام أمي .. أفرجيه أنــــــــــــا .. وأمي بدل ما تدافع عني تدافع على ولد أختها .. مشيت عنهم وأنــــــــــا أمثل أني زعلانه
:
:
:
وصلنــــــــــا مطار البحرين بحفظ الله ورعايته ..
لمــــــــــا تعدينـــــــا جسر الملك فهد .. وأخيرا وصلنــــا دار بو متعب ..
صرخنـــــــا بالسيارة وجلسنـــــا نغني
يا سلامي عليكم يــــــــا السعودية يــــا ديار الشيم يـــــا دار الأبطال
وأخيرا وصلنـــــــا ديار السعودية .. فديت ترابك يا دياري
دخلنـــــا بيتنــــــا من البوابة البيت الرئيسية .. وحشتني بيتنــــــــــا .. مع أنه رطوبه الجو .. لكن الشرقية ما تحلا إلا برطوبتهـــــــا .. أكيد بدا وقت الرطب .. عسى العامل لقح النخله
دخلنـــــــا بيتنا الجميل .. مهما الواحد راح فنادق راقيـــــه .. إلا أنه ما على البيت يأخذ راحته ..
مع أنه وصلنــــــا البيت متأخر .. وهلكانين ..
إلا أنه جلست البندري ونرجس وجلسنـــــا نسولف ونتذكر مواقف السفرة المضحكة
وأبوي طبعــــــا أول ما وصلنـــــا البيت فتح التلفزيون وحط على قناة الجزيرة .. أكيد وحشته .. مع أنه هناك كانت فيه قنوات عربية لكن حنــــا ما نعطية مجال يشاهد تلفزيون .. هو الواحد يسافر على شان يشوف تلفزيون
*
*
*
*
البنــــــــــدري
اليوم راح نروح بيت سلمى مع عبد الله ..
أصر إلا يبي يشوفها .. نظرة شرعية .. صحيح أن هذا الشي معتادين عليه بعائلتنـــــــا .. لكن هو يبيها اليوم والأسبوع الجاي الملكة حسيته مش عدله .. يعني لو ما عجبته راح يقول ما يبيهــــا ..
طبعا أنـــــــا استحيت أطلب من سلمى هذا الطلب .. لأني أعرفهـــــا راح ترفض .. يعني ماله داعي أحرج نفسي .. خليت أمي تتولى ها المهمه .. وطلبت من أمها وأمها ما مانعت أبد ..
:
:
دخل عبد الله علي الغرفـــــــه : انتي لســــــــه ما خلصتي
ناظرت فيه الأخ كاشخ بالثوب والشمــــاغ ..سكبه سعودية .. ضحكت على شكله وهو مستعجل : طيب ليــــــــه مستعجل .. شوي واخلص
عبد لله وهو يجلس على السرير : أنتي واختك راح تجلطوني
رديت عليه : هههههههههههههه طيب أنت أطلع من الغرفه .. أنا ما أحب أحد يجلس على راسي
وهو طالع من الغرفة : لكم 10 دقايق .. إذا ما طلعتوا راح أمشي عنكم
" ههههههههههههههههه ما تقدر تروح من دونـــــا "
:
:
وصلنــــــا البيت استقبلنــــا أخوهــــا ماجد راح مع عبد الله لمجلس الرجال ..
أنــــــا وريوم طلعنـــــا لغرفة سلمى
لقيتها جالسة لا بدلت ولا شي : سلوووووووووووم ليـــــــه ما لبستي
شفتها عابسة وجهــــا : ومن قال لك أني راح أنزل .. أصلا أنــــــا مش مقتنعه من البداية .. لكن امي الله يهديها
ريــــــــوم : اللحين حنــــا جاين وعبدالله متعني على شانك .. وأنتي ما تبي تنزلي
ناظرتهـــــــا بترجي : سلمى على شـــــــان خاطري .. والله مــــــالي خاطر عندك
سكتت وما ردت حسيت شوي وكأنها راح تبكي ..
قربت منهــــــا وحطيت يدي على كتفهـــــــــا : سلوم عبد الله ينتظر تحت .. ولا تخافي أنا راح أدخل معك .. وكلها خمس دقائق
تأففت : طيب على شانك بس
ما علقت على شان لا تغير رأيهــــــــا .. شفتهــــــا قامت وراحت جهه الشماعة وأخذت عبايتهـــــا
ريوم : ليــــــــــه لابسة العباية
سلمى بعصبية : راح أنزل كــــــذا .. مستحيل أنزل من غير عباية .. عجبكم أهلا وسهلا ما عجبكم ... عندكم الجدار أضربوا راسكم فيه
أشرت لريوم تسكت ولا تعلق .. أنا أعرف سلمى إذا عصبت ما تحب أحد يناقشها .. وأنـــــا مقدرة موقفهــــــــا أنها متوترة
نزلنـــــــا معهـــــا .. صحيح أنها بعبايتها وحشمتهـــــــا .. ووجها من غير مكياج .. لكن جمالها طاغي عليها .. أيش أحسن من الجمال الطبيعي
قالت لي أمهـــــــا أن أخوها مشى وعبد الله بروحة بالمجلس ... ريوم جلست مع خالتي تسولف ..
وأنـــــــــا رحت مع سلمى المجلس
لمـــــــا وصلنــــــا عند الباب عيت تدخل ..
سلمى وهي ترجع على ورا : لالا خلاص غيرت رأيي مراح أدخل
مسكتها من ذراعهــــــا : شنو .. نلعب حنــــــا .. يله سلوم توكلي على الله وأدخلي ..
شفتها تهدي نفسها وتقرأ آيــــــــات وتأخذ نفس عميق ..
سمينا بسم الله .. والله حسيت بمشاعرها ولا كأني أنا العروس إلا جايين يخطبوني ..
دخلنــــــــا المجلس .. شفت عبد الله وقف .. هو إلا بدأ السلام ..
وهي ردت بصوت يــــــــــــــــــــــا دوب ينسمع ..
وكأنها تكلم نفسها من خجلهــــــــــــا ..
جلستها مقابل عبد الله .. وأنـــــــــــا جلست جنب عبد الله ..
بصراحة جاتني الضحكة على اشكالهم .. كل واحد منهم منزل رأسه .. ويناظر الأرض
والله شكل سلمى منزلة رأسها شكلها خجلانه حيييييييييييييييييييل .. والله ماألومهــــــــــا وخدودهـــــا صارت حمر من الخجل ..
مسكت ذقن عبد الله إلا منزل راسه : أرفع رأسك شووووووف .. ترى ما يحصل لك شوفه غيرهــــــــــــا
حسيت سلمى شوي وتذبحني من هزه رجولهــــــــــــا المتوترة ..
عبد الله رفع رأسه شوي وهو مبتسم ..
حسيت يمكن أنـــــــــــا إللي غاثتهم .. يمكن إذا طلعت يقدر يتكلم معهـــــــا
: طيب أنــــــــا راح أروح أجيب لكم شي تشربوه
وأنـــــــــا طالعه سلمى مسكت طرف التنوره ، وبصوت خافت وخائف : ويــــــــــــن رايحه
رديت عليها : شوي ماراح أتأخر
وسحبت يدها إلا على تنورتي ..كأنها طفله وماسكة أمهـــــــــا خايفه أنها تضيع عنهــــــــــــا
أولـــ ما طلعت شفت ريوم جالسه مع خالتي وما حسو فيني .. ضحكت وأنــــــا أسمع ريوم تسولف معهــــا عن أيــــــــام لول وسوالفهم القديمـــــه .. وكيف عرست .. وكيف كانت زواجهـــــا ..
شكلها خالتي تونست على سوالف ريوم العجيز
:
:
يــــــــــــــا ربي وين البندري تأخرت .. أحس أن الجو حـــــــــــار .. وكأن التكيف مش مشغل ..
أحس بحرارة مش طبيعيـــــــــه .. أحس وجهي أحترق من الحـــــر.. أدري أن خدودي اللحين مشتعله .. يـــــــــــــــا ربي أيش ها الموقف السخيف إلا حطيت نفسي فيــــــــه .. والله حفظت شكل الرخام إلا أناظر فيه .. وحفظت عدد العروق بكل رخامه .. وينك يـــــا البندري تجين على شان تفكيني من ها الموقف وأطلع
سمعت صوتــــه الرجولي يوصلني : كيف الدوام معك ؟ أنشــــــــاء الله مرتاحة
حاولت وأنـــــا أجاوب عليه أرفع رأسي لكن بحيث ما أناظر فيه .. حسيت من العيب هو يكلمني ولا أرد عليه : الحمد الله مرتـــــــــــاحة
والبــــاقي ما أذكر أيش قال لي .. والله من إرتباكي وخجلي ما عرفت حتى أتكلم ..
وأخيرا وصلت البندري ومعهــــــــا صينيه عصير ..
قدمت لعبد الله بالبداية .. بعدين حطت الصينيه عند الطاولة إلا جنبي .. مسكت العصير البـــــــــــارد بيدي المعرقه .. شربته ..
وأخيرا لقيت شي يبرد علي حرارة الجو .. أحس أن ريقي نشف وماني قادرة أتكلم وعبد الله يكلمني ..
ما حسيت أني شربت العصير كله ودفعه وحده ..
رفعت رأسي بقولـ لهم اني راح استأذن : طاحت عيني بعين عبد الله ..
مدري .. مدري .. ما عرفت أتكلم .. حسيت الكلمه إلا بقولهــــــــــا مش راضية تطلع
مدري أطلع من غير ما أقول ولا كلمه .. أحس أنه راح يغمى علي خلاص ..
طلع الكلام من فمي .. ولا أحد يسألني كيف نطقت : أنــــــا أستأذن
وطلعت من المجلس بسرعــــــــــــه البرق لغرفتي ..
:
:
مسكينه سلمى .. والله اني حاسة بموقفهــــــــــا .. تحسبت على عبدالله بقلبي .. والله البنت بتموت من الحيــــــا .. وشكله عبد الله متونس بشكلها .. مع أني اولـ مره اشوف شكل عبد الله وهو خجلان ..
يمكن لأنهــــــــــا أول مره يشوف بنت غريبه عنه .. والله أنــــــــا بنظري ما في رجال مو جـــــــــرئ
:
:
" أشوف احلوت لكـ الجلسه "
عبد الله إلتفت لي .. شكله كان سرحان : إيش تقولي
ههههههههههههههههههههههههههههه شكله بصراحة تحفه : أقول البنت مشت .. يا الله خلينــــــــــا ننمشي
وأنا واقفه ... أنـــــــــا بروح أجيب عباتي وبشوف سلمى وأنت أسبقنــــــــــا لسيارة
:
:
طلعت لغرفه سلمى فوق .. فتحت بــــــــاب غرفتهـــــــــا بقوة
أنصدمت من شكلها لسه العباية عليها ومنسدحة على السرير وتبكي و وجهــــــــا مخبتنه بالمخدة..
" ســــــــــــلوم أيش فيك "
قربت منهــــا وجلست على السرير : عبد الله زعلك بشي .. قولي لي على شان اذبحه
رفعت راسهـــــــــا وهي تمسح دموعهـــــــا .. لكنهــــا ما زالت تشهق من البكي : كله منك حطيتيني قدام اخوك بموقف سخيف .. ليــــــــه تركتيني بروحي كنت راح أموووووووت .. اللحين أيش يقول عني .. كيف راح ينظر لي .. اكيـــــــــــــــــــد راح يقول هذي البنت هبله وغبيه
ضميتهـــــــــــا : سلوم .. خلاص اهدي .. ليه انتي متوترة .. أصلا قصبـــــــــا على طوايف أخوي تعجبيه موب على كيفه
أنتي قمــــــــر .. قمرهم كلهم .. لو يلف الكون كله ما يلاقي بحلاك ورقتك وطيبه قلبك
سلمى هدت شوي : على شاني صديقتك تقولين ها الكلام
هزيت رأسي : لا .. صدقيني مـــــــا أجاملك
:
:
تركتهــــــــــــا بعد ما هدت .. وطلعنا لعبد الله بالسيــــــارة .. توقعته معصب لانه تأخرنــــــــا عليه .. لكن شفته مروق ويغني
طــــــــاير من الفرحه طـــــاير قلبي على نـــــــــار نـــــــــاطر .. داير من الشوق داااااااير .. وحشني شــــــــوق ..
مدري شقدم هدية .. كل شي أشوفه شويـــــــــا
ما تكلمنـــــــا أنـــــــا وريوم بالسيــــارة .. خليناه يستمتع بهذي اللحظة من غير ما ننقص عليـــــــــــــه
أولـ ما وصلنــــا البيت ريوم طلعت غرفتهـــــا .. لكن أنا استلمته .. مسكت يده ورحنــــــــا جهه بيت الشعر الزجاجي .. حتى سقفه زجاجي .. وفيـــــه جلسه من الخيزران .. وحولهــــــــــا أشجار طبيعيــــــه .. وحوض سمكـ كبير .. هذا نسميه حوض حور .. هي إلا مختارة الأسماك على ذوقهــــــا مثل فلم الكارتون نيمو على قولتها
:
:
جلسنـــــــــا على الكراسي ..
ناظرت فيـــــــه: يله احكي لي
ناظر فيني بشكـ : شنو أحكي لك
غمزت له : كيف شفت سلمى ايش انطباعك عنها .. شنو كان شعورك .. عجبتك !!
ابتسم وقال لي : بصراحة .. شكل صاحبتك مرررررررررررررررررررررره خجوله
ويمكن هذا أكثر شي عجبني فيهــــــا .. شكلها هادئة وما تحب الكلام الكثير
رديت عليه وأنا أحس براحة وينك يا سلوم تسمعي الكلام .. وانتي فاتحه لي مناحة : هي طبعهــــا كذا .. ومع الوقت أكيد راح تتعود عليك .. صدقني مش عشناها صديقتي .. سلمى والنعم فيها .. أخلاق وذوق .. وأنا من زمان متمنيه أنها تكون زوجتك
ضلينـــــا نسولف لين الســــاعة 12 .. بعدها تذكرت أن وراي دوام بكرة بالمستشفى أولـــ يوم لي
:
:
:
سلمــــــى
يهز بــــــاب قلبي شعور غريب .. مـــــــا أطول الخوف الذي اشعر به ..
هل السعادة والحب بدأ يقرع زجاج نــــــــا فذتي الصغير ..
حديقتي الجميلة بدأت تنمو فيهـــا الأزهار .. وتنولد فيها الحيـــــــاة ..
ســــــأغلق باب ذكرياتي الموجعه .. انتهت الأمطار الحزينة
سأبحث عن ذاك الشي الذي يسمونه الحب ..
هــــل سأدرك ذاك الحب الطاهر البرئ ببراءة طفل .. فكل خلايا جسدي تشتــــــاق لهذا الحب
:
:
:
سمعت احد يطرق البـــــاب : تفضل
دخل علي مـــــــــاجد .. وهو مبتسم : ممكن أجلس معك شوي
حسيت القسوة إلا كانت موجودة بقلبي عليه تبددت وتبخرت أول ما شفت يدخل علي بغرفتي وهو مبتسم .. حسيت أني محتاجته أكثر من أي وقت ثــــــــاني
جاء وجلس مقابلي على السرير .. لأني كنت جالسه على الكرسي الهزاز الموجود بغرفتي ..
ضليت أنتظره يتكلم .. طــــــال سكوته
مــــاجد : أنـــــــــا آسف يا أختي على اللي صار .. أنا عارف أنه ما في شي يغفر لي خطاياي .. لكني عارف أن قلبك طيب .. وأنا أخوك الصغير إللي تحبينه
حاولت أظهر بمظهر القاسية : لكنك مـــــا عدت صغير .. وأكبر دليل أنك تبي تعمل علي رجال وما تبيني أتزوج
شفته يبتسم .. يمكن يحاول يخفف من الجو المتوتر ما بينـــــــــا : أنا قابلت عبد الله اليوم .. والنعم فيه وعجبني
رديت عليه : مش المهم يعجبك
تضايقت لما شفته واقف .. شكله تضايق من كلامي وراح يمشي .. أنا أبي أسامحه لكن أبيه يتعلم درس ما ينساه طول عمره ..
شفته قرب مني .. ومد الكيس الصغير إلا كان ماسكه اول مــــــــا دخل : هذي هديه خطوبتك مع أنها بدري
أنا ضليت جامدة مكاني .. ما توقعت هااللفته اللطيفة من مــــــــاجد
ماجد : مراح تقبلين هديه أخوك
ما قدرت إلا ابتسم له .. هو طلع العلبه من الكيس وفتح العلبه وطلع لي سلسله ناعمه على شكل دمعه شكلها ألماس ..
مــــــاقدرت أحبس دموعي أكثر .. وأحتياجي له .. وقفت وضميته .. وبينت أيش قد أنا قصيرة قدامه واني أوصل لنصف صدره
وأنا أشاهق : أنـــــــــــا محتاجه وجودك جنبي
وهو يضمني لصدره اكثر : أنا آسف يا سلمى .. سامحيني
: أنـــــــــــــا مسامحتك يا أخوي
*
*
*
بــــــعد أسبوع
يـــــــوم السبت
الســــاعة 4 .. توني راجعه من الدوام ..
أولـ روتيشن بديته في قسم الطوارئ Emergency
صحيح تضايقت في البداية .. لكنه كل يوم وترد عندي مناوبه ليليه ( كول) يعني تقريبا 3 أيـــــــــام بالأسبوع .. هذا الشي ضايقني لأني أكون تعبـــــــــــانه ومراح أقدر أجهز لزواجي .. الله يكون بعوني .. وما أتوقع أني أطول بقسم الطوارئ يعني أقل من شهــــــــــر
مع أن الشغل في قسم الطوارئ ممتع .. يحس الواحد أنه طبيب بحق وحقيقي ..
ويعتمد أنه لازم الواحد يشغل مخه .. لأن المريض يكون في حاله طارئة .. يحتـــــــــاج علاج سريع ويعتمد على response السريع ..
والحمد الله الدكتور إلا صرت تحته طيب ومتعاون ..
:
:
:
أولـ ما وصلت البيت .. لقيت أمي مع ريوم يرتبوا البطاقات لحفله خطوبه عبد الله ... أمي أصرت إلا تكون حفله الخطوبه بفندق ... أخذنـــــــا القاعة إلا بفندق المريديان .. سلمى مش من النوع إلا تحب الشكليات كثير .. لكنها واقفت على شان خاطر أمي .. أحسها مستانسة كثير .. على شان زواج ولدهــــــــا الوحيد .. وتبي تفرح فيه بطريقتهـــــــــــا ..
:
:
بعـــــد ما تغذيت .. طلعت غرفتي أنــــــــــــــام
:
:
صحيت على نغمــــه الجوال .. أنـــــــــــا في العادة أحطه على السايلنت لكن الظاهر أني نسيت .. من كثر مـــــــا أنا نعسانه حسيت نغمه الجوال وكأنها بأحلامي ..
لكن إصرار التلفون أنه يرن صحاني .. وأنـــــــــا أحس إن النوم يدغدغ رأسي ..
رفعت الجوال شفت 2 مس كول .. من بنــــــدر ..
رجعت أتصلت عليـــــه قال لي أنه طفشــــــــــان ويبينــــــــا نطلع نتمشى بالكورنيش ..
مع إني مـــــــــالي خلق لكني وافقت .. لأني أحسه مش على بعضه ها اليومين ..
ناظرت ساعة الجوال لقيتهــــــــــا الساعة 5 .. هو قال راح يمرني الســــــــاعة 6
يـــــــا دوب أقوم أتروش
قمت من الســـــــــــرير بكسل .. وأخذت لي دش بارد على شان يصحصحني .. لأني ما زلت نعســــــــــانه ..
لبست لي لبس خفيف بنطلون جينز مع بلوزه كت .. وجففت شعري ..
وأنـــــــــا أجفف شعري جاني مس كول .. لكني ما سمعته من صوت السشوار ..
لكن لمـــــــا أتصل علي مرة ثانية سمعته ورديت عليـــــــه : البندري أنــــــــا تحت يله بسرعة
حسيت وكأنه معصب .. طفيت السشوار .. وسحبت عباتي معي ونزلت تحت
ناديت الخدامه تجيب لي شراب وجزمتي وانتو بكرامه الرياضية .. لبست عباتي على عجل .. وطلعت له بسرعة
أولــ مـــــــا ركبت السيارة قلت له : سوري حبيبي تأخرت عليكـ
لا حظت أنه مــــــــا علق على كلامي .. ففضلت أسكت .. وإذا وصلنـــــــا الكورنيش يصير خير ..
وحنــــــــا لسه بالحي .. مــــــا بعد ابتعدنــــــــــا عن بيتنـــــــــا .. لا حظت أن شيلتي لبستهـــــــــا من العجل مقلوبــــه ..
تلفت حولي شفت الشـــــــــــارع فاضي .. ما فيه سيارات ولا أحد يمشي بالشارع .. نزلت راسي .. وشلت الشيلــــــه وقلبتها على شــــــــــــان أعدلهـــــــا ..
مـــــــــا أمداني أرفع راسي إلا اسمع صوت بنـــــــــــــــدر بلهجه شديدة : أنتـــــــــــــي أيش قاعده تسوين
التفت له .. أنــــــــا مستغربه من عصبيته المفاجأه : أيش فيه
بندر ، وهو معصب : يعني أبد مــــــــا في أحترام لي .. ولا كأن إلا قدامك رجال وزوجك
أنــــــــا فهيت وفتحت فمي .. ما ني مستوعبه كلام بندر .. أحسه كلام قوي : أيش صاير .. ايش سويت
بندر : يعني منتي فاهمه ، ترفعي شيلتك قدام النـــــــــاس
حاولت أدافع عن نفسي: الشارع فاضي ، والسيارة مظلله
بندر: أولا إللي قدام تظليل خفيف ومع أنوار الشـــــــارع يبين ..
وثـــــــــــانيا من إللي قال لك الشارع فاضي
حاولت أبرر له : والله العظيم إلتفت حولي .. وما شفت أحــــــــــد
سكت ما رد علي .. وكمل طريقه وشفته يأخذ يوتيرن لشارع المجاور ... خفف من سرعـــة السيارة عند جهه بيت .. شفت ولد أعطيه عمر 17 سنه .. جالس عند عتبه باب البيت وكانت قدام بــــــــــاب البيت سيارة موقفه يعني ما يبين أن الولد جالس
بنــــــدر: وهذا إلا قدامك مش رجال
إلتفت له : والله مـــــــا شفته ...
سكت ما تكلمت أصلا الموضوع مـــــا يستاهل ..
شفته راجع لجهه بيتنـــــــــا وواقف برا البيت : يله انزلي
ناظرت فيه : وانت ؟؟
بندر: أنـــــــــــا بروح البيت
قلت له بدلع : طيب أنــــــــــا بروح معك
رد علي بصرامة : لكن أنــــــــا ما أبيك تجين معي ... ويله أنزلي على بيتكم
عاندته : ما نيب نــــــــــــــازله
شفته ينزلـ من السيـــــــارة ويجي ناحيتي وفتح البــــــاب : يله أنزلي أقولك بسرعة ما نيب رايق لكـ
أنــــــــا بهذا الوقت جاتني الضحكة لكني مسكتها .. شكله أكيد يبي يمزح معي مزج ثقيــــــل
كتفت يدي : مراح أنزل
بندر ، بصوت عالي : أقولك أنزلي دام النفس عليك طيبه
حسيت وقتهــــــا أنه ما يمزح أبد وأنه يتكلم جد ... سحبت شنطتي إلا جنبي ونزلت من السيارة
ودخلت من الباب الجانبي .. زين أن معي مفتاح الباب الكبير
أنقهرت من حركته بصراحة .. أنــــــــــا توقعته يمزح ..
إلا أكيد يمزح .. أكيد اللحين راح يتصل علي ويضحك
:
:
دخلت البيت ولا كأن شي صـــــــار ..
شفت أمي جالسة بالصالة وتقرأ كتاب ومشغله التلفزيون
أمي : إلا رجعتي .. مـــــــــا أمداك طلعتي
وأنـــــــا راكبه الدرج : أسألي ولـــــــــد أختك
طلعت غرفتي .. عادي .. أنـــــــا عندي إحساس أن هذي مزحه من بندر يبي يرفع فيهـــــا ضغطي .. أخذت الأمور ببساطة .. جلست أرتب في بعض أوراقي القديمة إلا من أيـــــــــام الجامعة .. أحتفظت ببعضهـــــــــا والبعض الآخر تخلصت منهــــا
ما حسيت بالوقت إلا مــــــــر ناظرت الســـــاعة 12 بليل .. معقوله مر الوقت من غير مـــــــا أحس .. رحت رفعت جوالي إلا كنت حاطته على السايلنت متعمدة على شان لو أتصل بندر مـــــــــا اسمع وما ارد عليه نكاية فيه .. لكن مــــــــا لقيت ولا مس كول
معقولـــــــه بندر ما دق علي ولا حتى سأل .. لو بمسج ..
معقولـــــــه زعلان مني .. على شنو
على سبب تافه بنظري .. كان ممكن ينحل بكل بساطة وأعتذر منه .. أنـــــــــا ما كان قصدي أبد أني انقص من قيمته أو أني مو معطيته أهمية .. الحركة جات معي بعفويــــة ..
ودي أدق عليه وأسمع صوته .. والله أني مشتاقة له .. خصوصــــــا مع بداية الدوام وأنشغالي ما طلعت معه ولا جلست معه أبد .. توني اليوم أشوفه ويتخانق معي..
حسيت بضيق .. ودي ابكي .. اللحين من المفروض يتصل بالثاني .. أنــــــــا ولا هو !!
مش هو إلا مزعلني .. المفروض هو يدق علي ويراضيني ..
مهمـــــــــا كنت أنا احبه .. لكن مراح أتصل عليه .. خله هو إلا يتصل علي .. حتى لو كنت أنـــــــــا الغلطانه .. أنا الأنثى .. المفروض هو يتنازل ويتصل علي ..
شغلت اللابتوب وحطيت على أغنيــــــــه وحشتيني لراشد الماجد ..
طفيت كــــــل أنوار الغرفـــــه ..
نور شاشه الجهاز هو إللي نور الغرفه .. وسط الظلام
صدع بكبر الغرفة صوت راشد .. الرومـــــانسي ، الحزين .. هـــــــــا الأغنية أعشقها .. أحس كلها إحســــــــــــااااااااااااااااس .. موسيقتهـــــــــــا عذاب
وحشتينـــــــــــي
وحشتينــــــــي
وجيت أســـــــأل وأظن اني على بــــــــالك .. عسى ما شر ما تسأل .. وشلي غير أحــــــــــوالك
رغم بعد وتقصيرك .. رغم أنك معي قــــــــاطع .. تزعلني وأجي لرضاك وأحبــــــك وأرضى بالواقع .. أحبــــــك وأرضى بالواقع .. وحشتني .. وحشتيني
ترا مهمــــــــا جرا مني ومهمـــــــا كنت أنـــــــا الغلطان .. ســـــؤالك عني ما يمنع ولو قــــلبك علي زعلان .. ولو قلبك علي زعلان .. وحشتيني .. وحشتني
أحبكـ يــــــــا أجمل الإحساس .. وحشني حبكـ المجنون .. متى ترضى علي وتحن .. يــــــــا أنت يـــــــا أحلى ما في الكون .. وحشتيني .. وحشتيني
ظليت أردد معــــــه وأنـــــــا جالسه عند الصوفـــــــا ومتسنده عند مقدمه الشباك
ترا مهما جرا مني ومهما كنت أنا الغلطان سؤالك عني ما يمنع ولو قلبك علي زعلان
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه وحشتني ..
أحبك يا أجمل الإحساس .. وحشــــــــــــني حبك المجنون .. آآآآآآآآآآآآآآآآه
ما قدرت أتحمل أكثر جلست أبكي .. وحشتني يا بندر .. حرام عليك ليــــــــه يصير قلبك علي قاسي .. حتى لو أنــــــــــا الغلطانه ليه ما تسأل عني .. مش أنا حبيبتك ونوارتك
وحشني .. وحشني حبك المجنون ..
:
:
جلست من النوم وأنـــــــــا مخترعة .. لأني حسيت أني راح أطيح على الأرض .. فتحت عيوني بقوة أبي أستوعب الوضع إلا أنــــــــــا فيه ..
رجعت لي ذكريات الليله الماضية .. تذكرت اني نمت على الصوفــــا .. رفعت جوالي إلا كان طايح على الأرض .. ما لقيت مس كول ابد ولا مسج .. رميته بقهر على السرير .. رحت للحمـــــــــام .. غسلت وجهي أكثر من مره أبي استوعب إلا قاعد يصير لي .. أحس بصداع راح يفرتت دماغي .. زين أن اليوم ما عندي دوام الصباح .. دوامي يبتدي الساعه 2
من كثر ما أحس عظامي متكسرة من نومه الغلط إلا نمتها .. مالي خلق حتى اسبح .. قلت خلني آكل أي شي يعطيني طاقة .. مع أني مالي خلق آكــــــــل .. وبعدها أخذ لي دش ساخن ..
نزلت تحت مــــــا لقيت أحد .. رحت للمطبخ .. وطلبت من الخدامة تسوي لي شاي ..
ما ودي آكل شي .. سمعت أصواتهم جايه من البركة .. ما حبيت أروح لهم أنا مصدعة ومالي خلق صجه ..
جلست على الطاولة الزجاج إلا بغرفة الإفطار .. انتظرها تجيب لي كوب الشاي ..
:
:
شربت كوب الشاي .. ومزاجي لسه متعكر ومالي خلق أحد ولا حتى أكلم أحد .. آآآآآآآآآآه أنا عارفه شنو إلا يعدل مزاجي ..
مريت بالصاله .. شفت أمي تكلم تلفون .. ما أهتميت أعرف منو تكلم .. توني راح أطلع الدرج .. سمعتهــــــــــا تناديني
أمي : البندري تعالي .. تلفون لك
رديت عليها بكسل يعكس نفسيتي التعبانه : يمه إذا أحد يبيني قولي له نايمه
أمي : تعالي ردي أنا مراح أكذب على أحد
تأففت .. يـــــا الله صباح خير .. منو هذا إلا ما عنده ذوق يتصل بهذا الوقت
أخذت السماعة من عند أمي .. وأمي طلعت من الصاله ..رديت من غير نفس: الووووووووووووووو
محد ردي علي : يـــــــــا الله صباح خير
: البندري
أنــــــــــا من سمعت أسمي بــ صوته .. حسيت بيدي ترتعش وماني قادرة أمسك السماعة .. ودقات قلبي زادت .. وحسيت الدموع تجمعت داخل عيني
: البندري ,,أنـــــــا آسف على إللي صار أمس
أنا من سمعت نبره صوته الحنونه .. ما قدرت أحتفظ بدموعي أكثر .. من غير شعور نزلت على خدي
: البندري عيوني لا تبكين
مسحت دموعي .. أكيد أنه حس بدموعي من سكوتي إلا طــــــــــال
: البندري .. لا تضيقين خلقي أكثر من ماهو ضايق
رديت عليه أخيرا ، لأني حسيت أنه مضايق والموضوع أكبر من إللي صار : بندر إيش إلا مضايقك
بنــــدر ، بقهر: مديري الزفت .. يبي ينقلني السفانيـــــة .. أنتي عارفه السفانية بعيدة .. يعني مراح اقدر أروح واجي كل يوم .. لازم أبات هناك الأسبوع كله .. ومـــــــــا أجي الخبر إلا بالويك آند .. أنا ما يهمني الزيادات والبدلات إللي راح يعطوني أياها .. أنا مستعد أخسر نصف راتبي مقابل أظل هنا
يعني لمـــــــا قرب موعد زواجي يجيني هذا النقل .. كفاية لمـــــــا كنتي بالإمارات .. اللحين أنا إلا أبتعد عنك .. كيف إذا تزوجنـــــــا أتركك طول الأسبوع .. وما اشوفك إلا يومين بالأسبوع .. شنو اتزوج بالحسرة .. رفضت النقل .. عاد كيفهم .. انشـــــــــاء الله يفصلوني
رديت عليه : يعني اليوم ما داومت
بندر: لا مـــــــــالي خلق أقابل وجهه أحد
البندري: طيب حبيبي كذا راح تخسر وظيفتك .. حرام .. الكل يتمنى يكون مكانك بأرامكوا
بندر : لكن يــــــــــا البنــ
قطعته : هونهــــا وتهون .. وأنشاء الله تنحل الأمور أهم شي أنت مــــا تضيق خلقك .. حتى لو نقلوك كلها سنه انشاء الله ويرجعونك .. كلم عمي أكيد هو عنده معارف كثير .. يتوسط لك على شان ما ينقلوك ..
بندر: والله يا البندري من سمعت بسالفه النقل وأنــــــــــا مزاجي كلش متعكر ..
قلت له بدلع ، وكاني لسه زعلانه : وأنـــــــــا المسكينه إللي يطيح كل شي براسي
بندر: والله أعذريني يـــــــا الغلا .. أني عصبت عليك البارح .. والله ما لقيت أحد قدامي غيرك .. أنا عارف أن قلبك طيب وراح تسامحيني
آآآآه منك يا بندر: وهذي مشلكتي .. أن قلبي طيب وما أقدر أزعل عليك
:
:
يوم الثلاثاء..
عزمني بنــــــــــدر على العشـــــــاء .. بنفس المطعم إلا متعودين نروح نتعشى فيه
قضينــا أحلى سهره ممكن يقضيها العشــــــــــاق ..
مدري كم مره أعتذر لي بندر على إلا صار .. لكن والله ماله داعي يعتذر .. والله أني عارفه اسبــــــابه وحاسه فيه .. حتى لو مثلت أني قوية قدامه .. على شان أهون عليه وما أضايقه .. لكن بداخلي ما ودي يفارقني أبد .. حتى لو لحظه .. لكن ربي كريم
:
:
:
ريـــــــــــــوم
أخيرا جاء يوم خطوبه عبد الله ... والله اليوم مرتبشين ..
على المغرب تونـــــــــــا راجعين من الصالون .. راح نبدل بالبيت وبعدهـــــــا راح نروح الصالة
أولـ ما دخلت البيت شفت المعرس قبالي بكشخته : هلا هلا بالمعرس الجديد هلا بأخوي
عبد الله : باركي لي .. خلاص عقدنـــــــــا بعد صلاة المغرب
صرخت من الوناسة و بسته على خذه بس على شان اليوم ملكته
عبد الله وهو يتلمس ذقنه المحلوق .. لانه لوع كبودنا أسبوعين ما حلقه : أيش رايك بالنعومـــــــــــــه
غمزت له : من أولهـــــــا عاد
عبد الله عصب علي : أقول أنقلعي .. والله أنتي مو وجهه أحد يكلمك
ضحكت عليــــــــــــه .. دوم فاهمني غلط ..
طلعت غرفتي على شان أبدل .. أنـــــــــــا والبندري راح نلبس تقريبا نفس اللبس النحاسي .. شريته معهــــــــــــا من ديور .. لكن الفرق انه فستاني ممسوك عند الصدر بس ومن فوق عاري .. وقصير يوصل لي لين الركبه ولبست معه جزمه كعب بنفس اللون
مكياجي مع البندري تقريبا نفس الشي .. درجات البني والنحاسي على العين وروج بيج .. اليــــــــــــــوم راح نطلع وكأننا توأم
:
:
رحنـــــــا الصاله مع عبد الله .. طبعـــــــــا هو كان ميت يبي يشوف سلمى قبــــــل الناس كلها .. لكن البندري رفضت .. وقالت له مراح تشوفهــــــــا إلا وقت الزفه
:
:
ترتيب الصاله كلهـــــــــا تولتها أمي .. الصاله كلها ورد والكوشة باللون البنفسجي مع الذهبي
بعدهــــــــا دخلنا على سلمى بالغرفة الخاصة بالعرائس ..
: سلووووووووووووووم .. مشاء الله عليك .. الله يحرسك من العين .. قمر قمر
توردت أخدود سلمى : الله يسلمك
مسكت بيدها وفريتهــــــا : أيش ها الحلى .. الفستان ماشي مع ألوان الكوشة
كان فستانها البنفسجي الغامق والفاتح .. مع الذهبي .. كان من تصميم عبد محفوظ .. أختهـــــــــا بثينه جايبته لها من لبنان .. سلمى عدلت فيه بعض التعديلات .. لأن الظهر كان كامل مفتوح .. هي غطت نصه بالتل .. وسكرت الفتحه إلا بالفستان الواصلة لنص الفخد ..
طــــــالع صراحة عليها جنان .. كأنها مودل ..
فستان طويل .. بأكمام طويله وواسعه بحيث تكون مزمومه عند الرسغ ..
يا ربي عبد الله بينجن على شان يشوفهــــــــا .. هذا كيف إذا شافها راح تجيه سكته قلبيه
غمزت لهــــــــا : ارفقي بحال أخوي .. من ها الزين
:
:
البنـــــدري
والله أحس وكأن اليوم زواجي ..
اليوم خطوبه أعز نـــــــــــــــاس على قلبي
سلمى وعبد الله
وقت زفه سلمى .. حسيتهـــــــا خايفة .. حسيت برهبتها .. أنها تكون محط أنظاهر الناس كلها وكأنها ملكه الحفله .. أنزفت على أنغام موسيقى هادية وبعدهــــــــا أشتغلت الأغاني أغنية ورا أغنية ..
عاد اسيل مــــــــا قصرت بالرقص .. وكأنها تبي تطلع قهرهــــــــــا ..
جا الوقت إللي يدخل عبد الله .. أمي هي إلا راحت ودخلته ..
أنـــــــا كنت واقفه جنب سلمى ماسكه ايدها أهديها .. جاتني الضحكة وأنا أشوف عبد الله وهو يمشي على الإستيج بسرعة وكأنه يسابق الريح يبي يوصل لسلمى بسرعة .. أولــــ ما وصل لهـــــــا ابتعدت أنــــــــا
هو باسها على جبينها .. هذي تعليمات أمي .. لازم يتعلم الذوق من أمي
جلسوا بعد كذا جنب بعض .. أنا وريوم بس إلا رقصنــــــــــا
حسيت سلمى ميته مئه مرة عن يوم الشوفة .. خدوودهـــــــــا حمر .. مش بس خدوهـــــــا حتى رقبتها وصدرها .. وما ناظرت أبد بعبد الله ..
جــــــــا وقت تلبيس الشبكة وتقطيع الكيك ..
أنا إلا أخترت الشبكة مع عبد الله .. أخترت لهـــــــــا طقم ألمـــــــــاس مع الياقوت .. أكثر شي عجبني فيــــــــه الياقوت .. أحس الياقوت يليق لشخصية كا سلمى
أولـ مـــــــــا لبسها الدبله أو المحبس على قوله السوريين ..
كلوووووووووووووووووووووووش
ألف الصلاة والسلام عليك يـــــــــــــــــــا حبيب الله محمد
بعدهـــــا قطعوا الكيك ..
دخلناهم بعد كذا الغرفة .. لكن عبد الله شكله خطف سلمى وطلعوا مع بعض .. شكله يبي يأخذهــــــــــــا مكان شاعري بعيد عن الناس .. *_^ أقدر اخمن وين راحوا
:
:
أولـ ما وصلت البيت وينك يا السرير .. حتى أني ما مسحت المكياج .. أحس حالي تعبانه ومتكسرة .. من الصباح جالسه .. هذا غير الرقص بالكعب .. كله ولا البرستيج عندي ..
ما حسيت بروحي غيرت بس الفستان ولبست لي بجامه ورحت في ســــــــــابع نومه
:
:
صحيت على الظهر .. شفت مسج جاني من بندر يقول لي أنه راح يروح مع أخويــــــــاه الشالية
أكيـــــــــــــد الأخ عبد الله ما راح معهم .. الأمس سهران مع خطيبته وأكيد اليوم يبي يطلع معهــــــــــا .. والله لو أنـــــــا من أخوها ما أخليه يطلع معها نذاله بس
غيرت ملابسي بعد ما سبحت .. وجهزت ملابسي لدوام ..
مــــــالي خلق أداوم لكن أيش أسوي .. مجبورة
:
:
أضطريت أطلع من البيت بدري .. على شان أوصل المستشفى بدري .. ها الوقت على الساعة 4 الشوارع تصير زحمه ..
وأنـــــــــا بالسيارة أرسلت لبندر مسج أخبره أني رايحه المستشفى ..
غمضت عيني وأنــــــــــا أتذكر طلعتنا الأخيرة ..
أكتشفت أن لو بندر يزعل مني أو يبتعد عني أموووووووووت .. إذا يوم واحد ما قدرت أتحمل .. والله هذيك الليله حسيتهـــــــــــا طويله
مدري ليه تذكرت بيت القصيد للمرحوم طلال الرشيد
آآآآآآه يا طولهـــــــا ليله الفرقا .. سنه للحزين
:
:
يـــــا الله أخيرا خلصت مرضاي .. اليــــــوم الطوارئ مرة زحمه
رحت عند الرسبشن .. جلست على الكراسي .. نـــــاظرت ساعتي أجنر إلا محاطة ساعدي ..
شفتهـــــا الساعة 10 .. والله ودي أمشي للبيت ..
رن جوالي مسج ..
فتحتهـــــا شفتهـــــا من غلا روحي ..
لكني أستغربت كلماته
أستأذنكـ بغيب غيبه طويلة
وأحملـ معكـ جرحكـ تداويــــه الأيــــــام
تبقى ويبقى الحب ذكرى جميــــله
مو من عــــاده بندر يرسل لي كلام حزين بهذي الطريقــــة .. معقولة بعدة زعلان مني على هذيك الســــــالفة .. لا مـــــا أتوقع .. لمـــــــا طلعت معــــه .. تراضينـــــــا وتعــــاتبنـــــا وانتهى الموضوع
لأن الموضوع أســـــــاسا ما يستاهل ..
توني راح أدق عليــــــه أسأله أيش فيه .. معقولة مضايق وهو مع أصحابة بالشاليـــــة ..
جاتني sister تناديني .. أن الدكتور محتاجني ..
دخلت جوالي بجيبي بالوايت كوت .. ورحت معهـــــا لغرفة 1A
:
:
خلاص أنــــا تعبت .. اليــــوم أنكرفت كرف السنــــه بساعة .. الوقت تأخر تقريبا الساعه 12 بليل ودي أرجع البيت أريح .. لكني مستحيه أستأذن من الدكتور ..
دورت عليـــــة بكل مكان .. سألت الـــ sister إلا قبل شوي نادتني .. قالت لي يمكن تشوفينه بغرفة الإنعـــــاش RR
رحت نــــاحية غرفة الإنعـــــاش إلا كانت قريبــــه من بوابة الطوارئ .. على شان إذا جاء مريض حالته خطيرة تكون قريبة ..
إستغربت لما شفت الدكتور واقف قريب من بوابة الطوارئ ومعه مجموعة من المسعفين .. وكأنهم يتجهزون لحاله طارئة ..
سألت الدكتور إيش فيـــــه : تو كلموني .. وقالو أنه صار حادث .. وسيارة الإسعاف على وصول .. والحالات خطرة
مو حلوة أترك الدكتور يشتغل بروحة وهو اليوم معتمد علي كثير .. يعني من الواجب .. أظل معـــــــة .. وأمري إلا الله
وصلنــــــــا صوت سيارة الإسعاف .. المزعج
لكني من اشتغلت بقســـــم الطوارئ .. صار هذا الصوت شي عادي عندي
طلعت أنا والدكتور ومعنا مجموعة .. انفتح بـــــــاب سيارة الإسعــــــاف ..
نزل السرير الأبيض ..
يـــا ليته كــــــــان أبيض ..
كــــــــان مغطى بالدم
رفعت نظري ببطئ .. وكأني خـــــــايفه أشوف الشخص الموجود على السرير ووجهه وصدره المليــــــــــان دم
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ليتني مت مئة مرة ... ولا عشت لهـــــا لحظة ..
نبهني صراخ الدكتور .. على شان يبو يجرون السرير لغرفة الإنعـــــــــــاش ..
كنت أجـــــر السرير معهم .. وأنــــــا متيقته أني أجرة للموت ..
فتح عينـــــه بتعب ونـــــاظرني .. وكأنه يبي يملئ عينه مني .. يبي يحفظ ملامحي قبل لا يغيب غيبــــــه طويلة
مسكت يدة بقوة : لا تخــــــــــاف يــــا بندر أنــــــــا جنبك .. أنت قوي وراح تعيش
بعدهــــــــــا أرخى هدبة .. وأنـــــــــا سالت دمعه على خدي ..
لحظتهــــا حسيت بقوة .. إصرار ..
دخلنـــــــــا غرفة الإنعاش .. لبست اللبس المعقم بسرعة ساعدتني النيرس ..
ركبنـــــا جهاز تخطيط القلب .. ركبت الماسك للأوكسجين على فمه وأنفه .. البــــاقي ما أذكر أيش صار .. لأاني أنــــــــــا حسيت نفسي بحلم ... لا مو حلم أنــــــــــا بكابوس
سمعت الدكتور يصرخ بالسستر .. لمست يده .. صعقتني بروده جلده ..
ما عدت احس بنبضه ودفا قلبه .. سمعت رنين جهاز تخطيط القلب ..
ناظرت شفت الخط المستقيم .. لا لا مو معـــقول .. أكيد الجهاز عطلان ..
عادي شي طبيعي يعطل بالمستشفيات الحكومية .. رحت رجيته مره مرتين ..
لكنــــه معاندني .. ومازل يرن .. والخط المستقيم ما زال ..
ترجعت على ورا .. وأنــــا أشوف الدكتور يحاول يسعفة بكل إستطاعته
لا لا لا لا اااااااااااااااااااااااااا
هذا الموقف أكبر من احتمالي ..
مسكت رأسي بقوة .. ورجعت للورا .. لين حسيت أني صدمت بالجدار ..
مــــــــــا ني مصدقة .. مو معقول ..
حطيت يدي على اذني .. أزعجني صوت الجهـــــــاز طوووووووووووووووووووووووط
ما ابي أسمع .. أكيد هذا حلــــــم .. وراح أصحى منـــــه
طحت على الأرض جالسة .. رجولي ما عادت تسعفني بالوقوف
مرت كل صور ذكرياتي مع بنــــــدر .. مستحيل بندر يتركني .. يخليني وحيدة بدنيــــــــــاكم
:
:
بعــــد فترة .. ما عدت أهتم بالنــــاس إلا حولي ..
لكني سمعت الدكتور يقول للممرضة .. أنه لازم يخبرون أهله بوفـــــــاته .. ويطلعونه من الغرفة ..
شفتهم يبون يجرون السرير ويطلعونـــــه ..
صرخت فيهم ..
: لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا، محد راح يغسلة وينظفة غيري
الدكتور ما أعترض .. وأنا مش في موقف يسعفني أشرح له صله قرابتي فيه ..
نقلناه لغرفة خـــــــاصة .. طردتهم كلهم .. أبي أظل معه بروحي ..
هم ما يعرفون بنـــــدر أيش يعني لي ..
آآآآآآآآآآآه أحس الدموع داخل عيني تحرقني
طحت على صـــــــــــــدره أشمه ..
آآآآآآآه يـــــا الغالي راح اشتاق لك .. ليه رحت وتركتني .. رفعت صوتي بالبكــــــــاء ..
يا قلب ذوب وهلي يــــا دمع مدرار الغالي راح ..
هو إلا أهداني عيونـــــه ..
يستاهل أذرف الدمع عليه طول العمر ..
يـــــــــــــا عمري ويــــــــا حيرة عمري
يــــــا شوقي بصدري ونحري وكــــــل وريد ..
لعيونك هامت عيني ..
قلبي يتقطع .. وأنــــــــــا امسح الدم من الجروح إلا بجسده ..
آآآآآه أحس بونه بصدري .. وقلبي يعتصر
جروحه كثيره .. نزف كثير ..
مــــا قطع قلبي إلا الجرح العميق إلا على خــــده الحنون
آآآآآآآآآه أرحم حالي يـــــا الحنون
آآآآآآآآآآآآآآآآه من بعدك يا روحي فحزني سرمدا
:
:
قبلت يـــــــده .. لبس ثوب البيـــــــــاض قبل لا يكون بقربي بيوم عرســــه
أديت الأمـــــــــــــانه يا ولــــــــــــــــــــــد العــــــــم ..
محد كفنك وأنت عريس غيري ..
مسحت دموعي .. وطلعت من الغرفــــة ..
لسة بدري يا البندري على الحزن ..
وراكـ العمر كله تحزني ..
لازم أخبر عبد الله وعمي ..
***********************************
( الجـــــــــــــزء الرابع عشــــــــر )
وإنطفـــــــــا نور السعاده .. وأحسب أنه ضوى
مـــــــــــا تقبلت الفراق .. وما لــيدي فيه حيله
آآآآآآه لو أن الظروف المقبله تكشف قدرهـــــا..
لو يعرف الشخص منا .. وش مع الغيب بيجيله
كان جنبنــــا المشاكل من قبل يوقع ضررهـــا..
مــــا هقيت الليله إلا جابت الفرقــــا طويلــــه
ليــن صارت ليله أمس بعيني أطول من شهرهـا ..
والعذاب إللي يذوب بعين من يفقد خليلـــــه
عندي أكبر من عذاب العين لو تفقد نظرهـــــا ..

عبـــــد الله
صوت البندري وهي تكلمني بالتلفـــــون .. مو طبيعي .. تقول لي أنهـــــا تعبانه وتبي ترجع البيت .. مش من عـــــادتها تقطع دوامها وترجع البيت .. اللحين الساعة 3 الفجر .. يعني بقــــا على نهاية دوامها كم ساعه بس ..
مــــــدري ليــــــه أحس قلبي قارصني .. أحس بألم بصدري مدري كيف أفسره ..
وهــــذا بندر العله من الساعة 11 أتصـــــــــل على جواله مــــــا يرد علي .. لهـــــا الدرجة معجبته جلسة الشــــاليه .. مع أنه قال لي انهم مراح يباتون هنــــــاك
خلني بس أشوفــــــه .. هو الدب كـــــــان يتريق علي أني مراح أروح معهم الشاليه .. لأني ودعت العزوبيــــــــــــه .. ومن الطبيعي أطلع مع سلمى .. مدام معاي القمـــــر مالي ومال النجوم ..
:
:
:
وصلت المستشفى .. وقفت بمواقف الخــــــاصة بالمستشفى ..
وأنــــــــــا أمشي باتجاه مدخل الطوارئ ..
شفت عمي توه نــــــازل من سيارته .. نـــــــــــا ديته : عمــــــــــي ... عمـــــي
مشيت لعنده .. أستغربت تواجده بها الوقت بالمستشفى .. منو من بيت عمي مريض ؟؟
: هلا عمي ... خير عسى ماشر ليـــــه جاي المستشفى بها الوقت
ناظرني مستغرب : البندري دقت علي .. وقالت لي أن بندر .. صار له حادث ..
كررت : حــــــــــــــــــــادث
عمي : قالت لي انه حادث بسيط .. وإصاباته طفيفه
مــــــا قدرت أصدق كلام عمي .. استرجعت كل شي بلحظة .. حادث .. بندر ما يرد علي .. صوت البندري التعبـــــــــان ... لا لا شكل الموضوع أكبر من كـــــذا .. والله إيش يخلي البندري تتصل بعمي دام الموضوع بسيط مثل مــــــا قال ..
زاد الألـــــم إللي أحسه بصدري ..
تركت عمي .. وصرت أمشي بسرعة وكأني أهرولـ
دخلت الطوارئ .. بهـــــــا الوقت الطوارئ فاضي .. حتى صوت الخطوة تنسمع ..
تلفت بكل مكــــــــان حولي .. وكأني طفــــــل تائهة يـــــدور على أمـــــــــه ..
مشيت بين الممرات الكئيبه .. أدور على البندري .. وينهـــــــــا
أخيرا شفتهــــــــــا جالسه وحيدة عند الكراسي ..
كان وجههــــــــــــا شاحب خالي من الحيــــــــــــــاة .. ومنكســــــــه رأسهـــــــــا
مشيت لعندهــــــــا بسرعة : البندري
وصلت لعندهـــــــــــا .. رفعت عينهــــــــا تناظرني وهي جالســـــه
شفت بعينهــــــــــا نظره تشـــــل الحواس ... نظرة تذوب الشمع في النـــــار
نظرتهـــــا فيها حزن .. حزن .. حزن ليــــــــــــــل ما ينتهي
حـــــاولت أبحث عن تلك العيون التي تبرق من الحب وسط ذاك الوجهه الحزين
: البندري .. إيــــــــش صاير .. بندر فيــــــــه شي !!!
إرتمت بحضني .. وبكت .. وبكت .. وبكت .. كــــــــــــــــإعصار .. كــــــــــطفل بائس حزين
بكـــــــــــاءها قطع قلبي
: البندري أيش صاير خوفتيني
البندري صرخت بوجهي : بنــــــــــــــــــــــــــدر راح ... بنـــــــــــــــــــــــدر راااااااااااااااااااااااح :
:
بالسيـــــــــــــــــــــارة
صوت نحيب البندري .. أحس وكأنه طعون تطعن بصدري ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. مقدر .. مقدر حتى أنطق الكلمة
بنـــــدر .. ابتدأ معي من صغري ..
أسمه ارتبط بإسمي من يـــــــــوم وحنــــــا صغار .. نلعب كورة بالحارة ..درسنـــــــا مع بعض .. رحنـــــــا أمريكــــــا مع بعض .. تخرجنــــــــا مع بعض
كيف يروح .. و روحه تمشي بعروقي
كنت اتوقعه مراح تنتهي قصته إلا بنهايه عمري
آآآآآآآآآآآآآه أفديك بدمي .. بروحي
آآآآه رغم الموووووووووووووت وترابه .. راح تبقى وياي
وصلنـــــا البيت وأنـــــــا أحس روحي مسلوبه ..
ما تحملت أشوف أختي بهــــــــا المنظر .. قلت لازم آخذهـــــا للبيت .. حسيت أني ممكن أفقدها بأي لحظه لو بقت دقيقة زيادة بالمستشفى ..
مــــــــا قدرت أشوف بندر .. عمي راح يشوفه .. ويخلص أوراقه
دخلتهــــــــا لغرفتهـــــا وهي ترتجف بين يدي .. وكأنهــــــــا ورقة خريف هابطه ..
: البندري حبيبتي .. روحي غسلي وجهك .. وأخذي لك شاور ساخن
كان ودي أنا أدخل معها .. خفت تطيح بالحمام من غير مــــــــا أحس : البندري راح انتظرك لين ما تطلعين ..
راحت دخلت من غير مـــــــــا تنطق كلمـــــــــه .. كفــــاية دموعهـــــــــا تحكي عن حالها
:
:
تــــــــأملت نفسي بالمرايــــــــــا
كمــــا يتأمل الميت صور الأموات
يلفني خــــوفي .. وحيـــــــده
يتيــــــــــمه
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ما أقوهــــــا من كلمه
أغرق في بحر من دم
نزعت ملابسي .. المغطاة بالدم ..
فتحت الرشاش الساخن ..
ناظرت بيدي .. شفت دبلتي ..
كان عليهـــــا آثار من الدم .. دم الغالي
غمضت عيني ونزعتهـــــــــا بقسوة
ما عادت تنفع .. لأني خلاص تيتمت من بعده
دخلت داخل الشاور .. وأنـــــــــا أرتجف .. أحس برعشة بكل جسدي ..
كل ما أغمض عيني يرجع لي منظر الدم على جسده ..
مسكت الجدار .. أحس بدوخة والدنيا تلف فيني
لبست روب الحمام الثقيــــل ولفيت شعري الرطب بالفوطه .. وطلعت
لقيت عبد الله جايب لي كاس حليب
عبد الله : أشربي الحليب على شان تهدين
أخذت منه الكاس بهدوء .. حاولت أغصب نفسي على شربه
مسكني .. وجلسني على السرير : حاولي حبيبتي تنامي .. أنـــــــا لازم أمشي اللحين
مسكته من طرف ثوبه .. ناظرت فيه وعيني مغرقه بالدموع .. حسيت أن بندر جالس يكلمني .. عبد الله يشبه كثير بنـــــــدر .. بالشكل حتى بالتصرفات
وقفت على شان أصير بمستواه : قبله في جبينه قبــــــــــــل لا تدفنوه
قبلني على جبيني .. وقالـــــــ : مـــــــا طلبتي شي يا الغالية
بعدهـــــا تركني وحيده .. الكــــــل تركني
مـــــــــا أقدر أنــــــــام النوم من بعد عينـــــــــــه مجـــــــــــافيني
:
:
مسكت البرواز .. الهزيل ..
لمست صورتــــــه .. اشتكيت له .. لكنه مـــــــا جاوبني
طاحت دمعه يتيمه مثـــــل روحي على صورته ..
ضميته لصدري ..
ورحت أسولف لليــــــل الطويــــــل قصه رحيله
اغنيه في العشق والموت..
ضمي مَلامح صورته ..
ضميه .. لعله يفيق ..
يَشهق .. أو يَردّ النَّفسْ ..
ضمّيه لعَله حبس ..
صٌوته .. رعشة عرٌوقه ..
وخيم حزين الصمت فُوقه ..
مات .. مات
من قبل ما يكتب له فـ قٌربك حياة ..
من لبسه ثوب البياض ..
من سبل عيٌونه ..
مسح غبرة جبينه ..
وش يفيد ..
اللي زرع نصلٍ حديد ..
في قلبه الطيّب نسى ..
قولي عسى .. ما تلمحي ..
فـ طرف ثُوبك له دما ..
يا خٌوفتي .. اللي سبح في نهرك الجَارف ..
غد اموته ظما ..
ضمّي ملامح صورته ..
ضمّيه لعله يفيق ..
يشهق أو يرد النفس ..
صوته جرس ..
ينحب على بوابة الليل ..
يوقظ خدر جرحك ..
يتل من عينك احبال الدّمع
ضمّيه لعله سمع ..
انك تحبينه ..
ولا ..قلتي تحبيه ..
ولا .. قلتي تحبيه ..

بدربن عبدالمحسن
*
*
تــــــمنيته يـــــــــــــــطول الليل ... لو على هــــــــا الحالة القشرا
اليوم يـــــــــــــــــوم الشــــــــــــــوق
آآآآآآآآآآآآآآآه ليته مـــــــــا طلع فجره
انكشف لي الضوء ..
قولي يــــــــــــا خوي كيف ها الشيله
كيف أحمــــــــــل نعشكـ
كيف أدفنكـ بيدي في التربه
بعــــــد ما دفنــــــاه .. ووسدنا على جسده التربه .. آآآآآآآآآه يا خوي ما اقوى على فراقكـ
كان وجهك مشرق .. وكأنك قمر بليله تمامه
آآآآآآآآآآه شباب وتوسد التربه
لكن بدل ما يلبس البياض بعرسه لبسه بكفنه .. الله يرحمك يا بندر .. اللقا انشاء الله بدنيا ثانية .. يا رب بعزتك وكرامتك تقيه من عذاب النار وتغفر له ذنوبه .. يا حبيب قلوب العارفين ويا إله العالمين .. تدخله جناتك وتسقيه من ماء الكوثر .. وتخفف عنه عذاب القبر
مشيت بعيد عن الكـــــل بعد مـــــــا تلطمت بالشماغ .. ضاقت بي الوسيعة ... أحس هــــــــــا الكون ماله قيمه من بعدك يا الغالي
خلاص هدأت العيـــــــــــــــون ونامت الأبصار
*
*
*
بنـــــــــــدر
إذا اهلي حملوني وفي قبري تركوني لهم وبلاء
محتار أنا بأمري .. وذنوبي على ظهري
مـــــا أدري .. مــــــــــا أدري
شللي أقول
رجعوني لعمري .. ضيعت أنا عذري
وحسابي في قبري أمره يطول
يا للي تدفننوني .. لدنيتي أرجعوني
ضعيف أنا أرجعوني
أحن ما يسمعوني
في همي كفنوني
جنازه رفعوني وودعوني
بأكفاني لفوني
وأوصالي حيرانه
وإللي يلبس أكفانه أمره عجيب
ياربي
لا تتركني
في غيابك إحتضاري
ياموطني وقراري
رجيت ودمعي جاري
على داري
أيا قبري و مكاني
ولا أرجو لك ثاني
يــــــا راحم أحبابك .. أنا على بابك أرحم أحبابي من بعدي
قضيت أنـــــا حياتي .. ومحبتك صلاتي .. يا كل نجاتي
بي الخوف يترامــــا .. فكن لي خلدا وعلا
من الألــــــــم شفائي .. يـــــــــا سبحتي بدعائي
و عند الشدد رجائي .. وتظل رجائي ... يــــــــــا الله
يــــــا بدئي .. وإنتهائي .. مكتوبه في دمائي
تحت اللحد سمائي وأمني ورخائي
في أكفاني كتبوها وفي خدي جعلوها تزكي العمـــــــلَ
إذا اهلي حملوني وفي قبري تركوني لهم وبلاء
*
*
عبد الله
رحنا المسجد صلينــــــــا على المرحوم ... دعيت ربي ان الله يرحمه ويكفيه شر العقاب ودعيت ان الله يرحم بحـــــــــال اهلي ...
طالعت عمي وهو يقرا القرآن ...وبعد ماخلص رفع يده بكل توسل .. رفعها للاعلى وهو مغمض عينه
وهو يقول : اللهم ارحم موتانا ... واغفر ذنوبنا .. يالله ثبتنا على ديننا
ياااااااربي ارحم بحالنا انت اعلم بالحال ... يالله عطني الصبر من بعد الغالي يالله
مــــــــا قدرت أتحمل ... حطيت يدي على عيني .. ومسحت دموعي .. بقى ناس لازم نخبرهم .. حطيت يدي على كتف عمي : يـــ عمي ... يالله قوم نروح البيت ... أكيد خالتي تستناك
عمي جلس يناظر فيني ... وطــــــال النظر .. مادري شنو يفكر فيه لكن الاكيد في الغالي
ترجيته بعيني : يا لله يــــــا عمــــــــي
عمي : تبيني اروح ... هي ما تستناني .. هي تستنى ضناها .. تنتظرني ارجع معـــــه .. ناظرني بعيون باكية .. شنو أقولــ لهــــا
مسكت عمي لان ما عاد فيه قوه انه يمشي ... احسه كل قوته راحت بعد اخوي
آآآآآآآآآآه ياخوي وينك ... ؟؟؟
:
:
جنـــــــــى
جلست من النوم مخترعه ..امي ما دري شنو فيها مصحيتني .. تقول ان بندر صار له حادث .. يا ربي سترك ...
امي بقله صبر : يــا جنى اتصلي في ابوك ما دري وش فيه تأخر ... طلع النور وللحين ما جا
جنى : يا يمه صبري واذكري الله ... الحين ابوي يجي .. كل ما اتصل يقول ان الجهاز مغلق
امي وهي تطق يدها على صدرها والخوف يطاير من عيونها : يمـــــه اوليدي اخاف صار فيه شي
ما دري ليه حسيت بالخوف اكثر لكن ابي اهدي امي وابتسمت : يمــــه الله يهديك ... انشاء الله ما فيهم شي .. انتي بس هدي .. بروح أجيب لك ماي بارد يبرد على قلبك
امي بخوووووف والدموع مجتمعه في عينها : ما دري ناقزني قلبي يا يمه
سكت ولا رديت على امي ... يا لله ارحمنا .. انشاء الله كل الامور خير
خليني اقوم اروح اجيب لأمي ماي احسن لها
:
:
نزلت من السياره ... وعلى طول رحت جهت عمي بروح افتح له الباب .. وقمت ساندت عمي في المشي ... دخلنا البيت ..
أول ما دخلنا شفت خالتي جالسه على الكنب وحاطه يدها على رأسها ومنزلته
من سكرنا الباب .. رفعت رأسها
خالتي وبصوت كله لهفه : ويـــــــــــــــــن بندر ؟؟... ليش ماجا معكم !!!
عمي مشى وترك يدي الا كانت ماسكته .. وانا لفيت وجهي للجه الثانيه مابي اشوف عيون خالتي وهي غرقانه بالدموع
خالتي : انتو ليــــش ما تردون وين بندر ؟؟
عمي جلس على الأرض واسند ظهره على الكنب وقال : ترحمي له يا أم بندر .. هو بحفظ إلا عيونه مــــــــــــا تنام
خالتي : انت شقاعد تقول ؟؟؟؟
عمي وعينه بدت تدمع : اقولك الغالي راااااح
خالتي بصراااخ : انت شقاعد تقول ؟؟ الظاهر كبرت وخرفت .. اقولك ولدي وينه .. وينــــه
على طول ركضت لخالتي ومسكتها وبصوت كلها رجفه ..: يا خالتي ادعي له بالرحمه
خالتي بصرخه .. تناجي وتنادي ولدها .. : ولـــــــــــــــــــــدي
سمعت شي ينكسر ... لفيت ورى لقيت جنى واقفه وكان كاس طايح من يدها
جنى بصرخه : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
:
:
جنـــــــــــــــــــى
جــــــــالسه على عتبات الدرج ... مــــــــاسكه شماغ أخوي الغالي بنـــــــــــدر ..
فــــي هذا اليــــــــــــوم
هيجت نـــــــــــاري
و الدمع جــــــاري ..من بعدك أنا حزينه في ليلي ونهــــــاري
ليــــــــــه عليـّــــا قسى حكم الزمـــــــــــــن
وأخذ مني غالي
آآآه حزني طويـــــــل بقسوة زمـــــاني
وين رحت عني يــــــــــــــــا نور العين
أنا أترجاك .. مـــــــــــا أتحمل فرقاك
ابقى بجواري لا تروح وتخليني
معـــــــــقوله يــــــــــا بندر ترضى بعذابي
يهون عليك انكساري .. وانكسار أمي
أمي تعبانه يـــــــا بندر .. ابوي نقلها للمستشفى من عرفت بوفاتك طاحت علينــــــــا
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
أنـــــــــــا وحيده بها البيت أنت رحت عني وتركتني
أمي وأبوي بالمستشفى
من بعدك
ضــــــــــاعت مفاتيح الصبر .. وقلت أنتظر الأخبــــــــــار
يــــــــــا ترسل ابزاجل خبر ... يــــــا تبعث الخطّار
فقدك عزيز .. يا كل شبابي
كلما تغيب .. ترسم عذابي
رفعت شمــــــــــاغه اشمه وأضمه لصدري .. عندي ألم وأكدار ..
مات اصطباري ... مات اصطباري
بعدك حزينة .. ليلي ونهاري..
هيجّت ناري ... هيجّت ناري
*
*
يجتــــــــــــاحني ليل موحـــــــش غريب .. نبضات قلبي تزداد معه .. غربه تسكن داخل الروح .. صمت الليل يطبق على صدري ..
أنين وآلاف الشجووووون تمزق الروح ..
صدى السكووووون يتردد بأذني ..
مــــــــــــــــــــــات كل شي بنظري ..
حتى ميلاد الفجر مات وسط الدموع ..
تبدد الظلام بضوء الفجر .. وبدأت خيوط الشمس
لكني ما عدت أحس بضوء الشمس وبريق الأفراح ..
رحــــــل .. مثل ما رحل نور العين
واشتعلـــ الشووووووووووووق بداخل صدري
أرى الشمس ترتفع في السمــــــــا .. لتؤكد لي ..
ميلاد فجر جديد .. ويوم جديد
آآآآآآآآآآآآآآآآآه ليته ما طلع فجره
*
*
البنـــــــــدري
آآآآآآآآآآآآه ويــــن النوم والقعدة .. والروح هــــــــــامت من بعدك
ولا هون علي الليـــــــــــل .. ليته مـــــــــا طلع فجره
هذا يوم الشوق ..
آه يا نور العين دهر الشوق راواني
حزن لا جرى ولا صار .. شفته ميت قدام عيني
شفت النور يطلع من بعد ليـــــــــل طويــــــــــل ..
والنــــــاس تبدا حياتها طبيعيه ..
أحس بغصة بقلبي .. وبضيق مو طبيعي ..
مـــــــن التعب إلا هد حيلي .. نمت من غير مـــــــــا أحس
:
:
نمت أقل من 3 ساعات .. صحيت وأنا أحس كأني فقدت الذاكرة .. وفقدت الإحساس معه
غيرت الروب إلا مازال علي ولبست لي بجامه .. غسلت وجهي بـــالماي البارد .. أبي أصحى واستوعب إلا يصير حولي .. قبـــل لا أطلع من الغرفة شربت لي كاس ماء يرطب شفاهي الجافه
نزلت تحت بالصـــــــاله
لقيت أمي وريوم يقرؤون قرآن ..
: السلام عليكم
أولـ ما شافتني ريـــــــــــوم .. جات وارتمت بحضني .. كــان وجهها باكي
أمي : عظم الله أجرك ببندر
ناظرت فيهم بإستغراب .. ايش فيهم هذيلا .. احس وجيهم مبهمه
او أنــــــــا إلا أفعالي صارت مبهمه : من قال لكم أن بنــــــدر مات
ريوم : البندري .. ايش فيك .. انتي ما تدري .. عبد الله قال لي انك كنتي بالمستشفى معه
تنفست بضيق .. وكأني أحاول ألتقط الهواء بصعوبه.. ابتعدت عن حضن ريوم وكأني ما أبي احد يواسيني : بنـــــــــــــــــــدر ما مات... بندر راح يبقى بينـــــــــــا
إلتفت لكـــــل زاوية بالبيت .. كل زاوية .. كل ركن يشهد على وجوده بينــــــــــا
أنتو مــــــــــا تحسون فيــــــــه ... هو ساكن هنـــــــــــــا .. اشرت لقلبي
من بعد كلمتي سكتوا ومحد تكلم ..
حسيتهم يناظروني وكأني مجنونه .. أو أقول طلاسم مش مفهومه
*
*
ريـــــــــــــوم
البنــــدري قبال عيني .. لكني مــــا عرفتهـــــا .. وكأنها شخص ثاني ..
عينهـــــا ذبلانه ونظرتهــــــــــا فيها حزن .. حزن .. يذوب الصخر
الله يعينك يـــــــــا البندري ..
والله خايفة على أختي ,, يجيهــــــا شي .. والله تصير مجنونه أو يجيهــــــا أنهيــــــار .. أحسهـــــــــا مش طبيعية .. حتى نظرتهــــــــــا تايهة ..
والله مـــــــــا ألومها .. كلنــــــــا تأثرنـــــــــا بوفاة الغالي ..
صعب أن الواحد يفقد شخص عزيز وغالي عليه بين يوم وليله ... كذا بلمح البصـــــــــر ..
والله ما مثلك كتم آهته حرق
وما كن مسك من لياليه حارق
وقت الى منه كسر رمحه الزرق
بالنار يودع في الحنايا مطارق
يا هيه حول مثل ما تشتهي وإرق
وإفطن لقبرك بين هاك المفارق
الوقت يسرق باقي اعمارنا سرق
ما نجتمع .. إلا وحنا نفارق
يا البندري .. بعض العزا يتعب الطرق
ما ينكتب والحرف بالدمع غارق
كل شكى لوعة لياليه والفرق
واللي يبي ما عند رب المشارق..
يا الله أرحمنــــــــــا يا الله برحمتك .. طلعت بعدهــــــــا غرفتي .. أغير ملابسي .. من اليوم ورايح راح يصير عنوانـــــــا السواد وراح نعلن الحداد ..
عزا الحريم راح يكون ببيت عمي أما عزا الرجــــــــــــال راح يكون ببيتنــــــــا
:
:
المجــــــــ حوار الدموع ــــــــــــس
منظر هزني .. منظر البنت وأمهــــــــــــا .. خالتي هي أم للبندري
يمكن هدؤء البندري بالبيت .. ما حسيت بحزنهـــــــا .. لكن اللحين !!!
.. وأنــــــا أتأمل للأم الفاقده شمعه وأملها أندفن خلااااااص
على جانب المجلس .. منظر حزين .. ما شفت بالحسرة مثله
دمعــــه ودمعــــــــه تقوسا مثل الاهله
دار الحديث إلا جمع البنت وأمهــــــا
هذي تقول أنــــــــا إلا فقدته شباب ومثل الورد
وهذي تقول أنـــــــــــا البدر عني غاب وما أظن يرد
فهمت العبره بالعبره .. وسمعت الونه بالونه
شباب توسد التربه .. حسافه بمعمره ما تهنى
آآآآآآآآآآآآه هذي تقول : بموته جرحني
وهذي تقول بموته ذبحني
بوسط المجلس حزن ناداني مــــ دمع .. دموعي وقفت من ألمهـــــــــا تشوف وتسمع
كل وحده تشكي همهــــــا وحزنهــــــــا
تركنـــــــا .. وخلانــــــــا بغربه .. يتامى من بعده
تحاور عيني كل دمعه تهـــــــل بالمجلس وأتأمل .. شدتني حرمه .. وقلبي ما شدت أفتجاعه .. تذرف حلمهــــا
دمعتها تجري بكل براءة ووداعه
سمعت الونه تهمسني ..
آآآآآآآآآه يا عبد الله ليتك ما قلت لي أن بندر توفى .. تمنيت الموت ولا أشوف ها الموقف قدامي .. صوت بكائهم يقطعني
بعد الحكي المؤلم بالدموع الهموله ... حار البكي .. وما ادري اليوم وشلي أقوله
بالهم تركت المجلس وجروحي مهـــــــــــوله .. شفت طيف جدتي واقفه عند البـــــــاب ..
كانت دموعها تجري على خدودهـــــا ..
رحت ركضت لهــــــا وضميتهـــــا لأني من زمان ما شفتهـــــــــا .. ساعدتهــــــــا تدخل المجلس ..
الكل أول ما شافهـــــا قام ووقف يسلم عليهـــــا .. رغم حزنهم .. لكن هذي جدتي .. أم للكل .. الحنونه .. شوفو كيف الشيب غزا رأسهــــا وبياض التجربة بوجهها
البندري أولـــ ما شافتهـــــا راحت لهــــــا وضمتها بقوة وكأنها تدور على ريحة بندر فيهـــــــا
سمعت الونه بالنونه
سمعتهـــــــــــــا تقول :
آآآآآآآآآآآآه يا جدة ضعنـــــــــــا
آآآآآآآآآآه يا جدة مسحي دمعنـــــــــا
:
:
حسيت أني محــتاجة لصدر حنون .. ودافي ..
محتاجة لحنـــــــــــان يعوضني ..
أخذتني جدتي بلهفه .. وعلى خديها ضمتني ..
سالت دموعي على خدودهـــــــــــا ..
وكأنهم أهله( جمع هلال ) وتقوسا ..
طلعت معهـــــــا لصاله .. ما عدت أقوى أسمع بكي خالتي ..
كل ما سمعتهــــــــا تقول : وينك يـــــــــا بندر .. سراج من له بعدك
أحس بطعون تطعن صدري .. خلاص أنطفى سراج البيت .. وينك .. وينك .. يــــــــا الغالي .. اشتكيت لكل رفوف البيت .. هي كانت شاهده على كل ذكرى ..
تعبت من البكي .. أحس حيلي مهدود ..
حطت جدتي راسي على رجلهـــــــــا .. ما حسيت .. نمت وكأن صار لي دهر مش نــــــــــا يمه ..
:
:
:
صحيت من النوم .. البيت هدأ شوي ..
ناظرت المكان بغرابــــــــــه .. ضليت دقايق على شان استوعب المكان إلا أنــــــــا جالسه فيه .. فجأه تذكرت شي .. كان غايب عن بالي
طلعت الدرج بسرعة .. وكأني خايفة أحد يشوفني ..
صرت أطالع بالأبواب المغفله وكأني ضايعه .. تايهه ..
وكأني طفل شريد .. يبي يلاقي مخبأ يضمه ويلمه من ليل بارد وقارص
وصلت لغرفته .. مسكت مقبض الباب بقوة .. ويدي ترتجف .. خايفه .. ادخل
أكيد إذا دخلت راح أشوفه قدامي واقف مبتسم مثل عادته ..
حاولت أفتحه مره مرتين ثلاث .. الباب مقفل .. ليــــــــــــــــــــــــــه ..
ليــــــــــــــه يبون يحرموني حتى من أبسط أشيائه
أغراضة ملكي .. ما في أحد أحق بيهم غيري ..
سمعت صوت أنين جاي من خلف أحد الأبواب ..
رحت نـــــــــــاحيه الصوت
:
:
في مكان ثاني .. القيـــــام صعب .. والقعــــــود شاق .. آآآآآآآآآآآآآآآه اقسى شعور يهــــــد حيــــــل الأدمي لا صار ما يملك سبب مقنع للي قاعد يصير
إنســــــان مكسور الخاطر .. نبضات قلبه ضايعه بين ضلوعه والحزن غامر مساحته وهو ولا بداري ..سكر جفنه وتلا جفنه الثاني على نفس الوتر ..
احساس عجيـــب .. العنا الا فيه ما هو غريب .. والحزن الا حوله صار قريب ..مـــات قلبٍ وترك قلبٍ عطيـــــب ... فتح عينه وهو مرتاب يحس حاله مثل الغريب في ذا العالم .. كانت شفاته تنطبق على الشفاه الثانيه
وتتمتم بهدوء .. آب .. آب .. في عين ثانيه تطالعه وبكل حالميه تنتظر ينطق وش يبي ... تتأمل الوجهة البرئ الا لو يعرف وش بسوي عمره عمر الهم .. بالله من يجــــــبر هالقلب يتحمــــــــل
وبكل هدوء وصوت حالمي .. صوت معاني للحياه .. صوت كله طفولي
سراج : آبــــــــــــي بندر
المربيه : بنـــــــدر في سافر
انفتح الباب .. البنـــدري ناظرت بسراج بكل وداعه وبرائه ... ردد سراج نفس الطلب ... الا دايم لو طلبه يجي صاحب الشخص ويقوله لبيــــه : آبـــــــــــــــي بندر
البنـــــدري والحزن كان واضح .. او تقدرون تقولون كان فاضح.. ذكر أسم الغالي وعلى لســــــان من .. نور العين سراج .. كان نور عين بنـــــدر..نزلت دمعه من طرف عينها اليمين حــــــــــــــــاره .. كأنها لهيــــب شمس .. أو نـــــــــار ... تلتها دمعه ثانيه من عينها اليسار .. ورآها سيــــــــل من الدموع .. فمها بدا يرتجف ..غمضت عينها بكل قــــــــــوه ..
وش تبيني اقولك يــ سراج .. وايش احكي لك واسولف لك
احكي لك عن الم فرقا .. واسلولف لك عن موته
ســــراج كان ينتظر أي إيجابه .. لالا .. ما يبي اجابه .. كثر ما يبي يشوف بندر تحتضن عينه
صرخ صرخه غزلان .. كانه وسط ساحه فارغه ..
ســـراج : آبـــــــــــــــــــــــــــــــــــي بنــــــــــــــــــــــــــــدر
البنـــــدري ركضــــــت لســــراج .. ضمته تبي تعزيه على فراق الغالي .. ضمته وكانت تبكي وتبكي ...
تبي تعزي روحهــــــــــا قبل تعزية ..
خـــــلاص بانت ليالي العــــزاء ..
من هيبــــــه السواد .. تلونت به الليالي
خلاص هلي الدمع يا عين صبح ومسيه ..
آآآآآآآآآآآآآه يــــــا سراج .. خذني فقد الأحبـــــاب
ما ترد علي جواب يا سراج .. معقوله بدري( بــــدر) راح عنـــــــا
هو تمنى يشوفك شــــاب
آآآآآآآآآآآآآه حال سراج عذبني .. نسيت همومي بهمـــــــــه
وكل خوفي على كفوفي .. تضمني بحسرة وأضمك .. وتهل عيني على كفيني
وش تبيني أجــــــــــــــــاوبك يــــــــــــا سراج يـــــــــا ريحه الغالي
*
*
عبــــــد الله
مـــــــأتم جمـــــــاعي
قــل غـيـــرهـــا أســألـك بـالله يـامــــوت
قــل غـيـــرهـــا تـكـفـى ولملـم ضيـاعـي
بندر وإسـمــه داخــل الصـدر منحـوت
أغــفــى وأشـوفــه داخـل الصـدر واعــي
وشـلــون أداري الـحــزن والقـلـب تابوت
يـضـــــم جـثـمـــانــه ويـلـــوي ذراعــــي
حــتــى الطـفــل فــي داخلة حـزن مكبوت
يـعـنــي فـراقــه صــار هـــم إجــتـمـاعــي
كلنـــــــــا بعزاه بــمأتم جمــــــاعي
من بعده نبض الحيـــــاه أختلف .. ونبض الوريد صــــابه جفاف
ضـــــايق الصدر .. وأنــــــا واقف بعزاه ..
آآآآآآآآآآآآآآآه تدرون وش أكثر شعور يهد حيل الآدمي .. أنه يوقف بعزا أخوه صديقه وولد عمه .. وما يملك سبب مقنع لفراقة .. بين يوم وليله أفقده .. يرحــــل حتى من غير ما يودعني .. وأنا إلا ظنيت بنقضي العمر سوى .. صحيح أنه مات .. لكنه باقي معي ما دمت حي
آآآآآآآآآآآه مكسور خــــاطر وقلبي تحت ضلعي مرتمي .. صار الحزن غامر مساحاته على أوسع نطاق .. أحس بآآآآآآآآآآآآه مكتومه داخل صدري ..
ضايق الصدر يمـــــــــــــــــــــــــه
شفت فيصــــل داخل المجلس وبيده عكاز ..
تذكرت اليوم الصبح لمــــــــــا شفته بالمستشفى .. خبرني بســـــــــالفه الحادث ..
آآآآآآآآآآه ليتني كنت معهم ومت بدل بندر ..
أستغفر الله ... لا على حكمته اعتراض ..
خبرني فيصل خوي بنـــــدر .. أن بندر قال لهم خلونـــــا نرجع من بدري .. وطلعوا من الشالية .. ومشو بالطريق المختصر إلا يقطك عند مدخل ارامكوا وفندق رمادا إلا بالظهران ...
هذاك الشارع مظلم ورايح جاي وضيق نوعا مـــــــــــا .. هم كانو مسرعين شوي .. الغلط ما كان عليهم .. كانت فيه شاحنه قدامهم كانت تبي تتجاوز .. وماقدرت وبالنهـــــــــايه صدمته ومن سرعتهم ما قدروا يبتعدون عنهــــــــــا .. وما حسوا إلا السيارة تنقلب فيهم بالرمــــــــــل
فيصل قال لي أن إللي قدام كانوا رابطين حزام الأمــــــــام .. واحد منهم بالعناية المركزة .. الله يشافية .. والثاني إصابته طفيفه .. بندر كان بالخلف مع فيصل .. فيصل قدر يطلع نفسة من لشباك الجهه إلا مرتفعه فيها السيارة عن الأرض .. ما قدر فيصل يطلعه من السيارة بسرعـــــة .. لأنه خاف تنفجر السيارة فيهم على ما يجيهم الإسعاف ..
حاول يخرجه من السيارة بكل قدرته .. لأنه كان يحس بالروح فيه .. وبنبضة الضعيف .. كان يتمتم بأسماء هو ما فهمــــــــا .. لكني عارف كان يتمتم بإسم منو ..
الله يرحمك يـــــــــا بندر .. هذا كان يومك ..
طول عمرك رايتك بيضـــــا .. راح تظل بقلوبنــــــا .. بطيبه قلبك .. وروحك الطيبه
لكن محد كاسر ظهري إلا حزن البندري ..
ليتني اقدر اشيل من همومهــــــــا وأحطها على ظهري .. الله يكون بعونك يا أختي .. العزاء راح يكون لك
*
*
يبكي الصوت والنظرات تشكي ... والمعـــــــاني ولو صاحت حبيسه
يصمت الليل والتنهيد يحكي... والمعــــــــــــــاليق في قلبي حبيسه
هل ّ دمعي وقـــــام الليل يبكي ... والقمــــــــر نش من فرقى جليسه
************************************************
( الجـــــــ الخامس عشر ــــــــــــزء )

في أمسيــــــــــه حزينه .. كانت البندري تتمشى بالحديقة وطيف الذكرى يحاوطهــــا
تتمشى وهي ثقيلة النفس فاترة النشاط .. برغم الفترة إلا مضت .. إلا أنها ما زالت صفراء كئيبة ، كأنها بقايا إنســـــان يسير في طريقة للقبر .. اختفى القمــــر وغاب ضوءه .. أحست أن الدنيـــــا تضيق بها .. لا تستطيع إحتواء حزنهــــا العميق الذي يجثم على خيالها كا حقيقة ثقيله
:
:
:
ليــــــالي أحزاني كثيرة ..
عيناي كـــا نهر أحزانً .. والدمع الأسود فوقهمـــا
سفني في المرفأ باكية تتمزق فوق الخلجان ..
و مصيري حطمني حطم إيماني ..
زرعني الحزن دمعــــه في جفن الزمن وتركني .. وحيدة بهـــا العالم ..
الذكرى تمزقني .. تمزق أحشائي ..
جالســـــه اتمشى با الحديقة بهــــا الليل والهبوب .. والليالي سووووود .. سووووووود
حتى ملابسي تعكس حزني .. برموادا أسود وتيشرت أسود واسع ..
مــــا عادت تفرق معي الألوان بها الدنيــــــا .. لأن الموت واحد .. وصلت لعـــــش الحمام .. تذكرت الحمامتين .. ناظرت فيهم.. شكلهم ذبلان مثل صاحبتهم .. الريش إلا على جسدهم متساقط حولهم بالعش .. يناظرون بعض وكأن في شي أنفقد بينهم يمكن الحياة بعيونهم ماتت .. تذكرت أن حور قالت لي أن الأنثى فقس بيضها .. لكن الحمامه الصغيرة إلا أنولد ماتت من الجو الحار وعدم العناية .. يا سبحان الله حتى الحيوان إذا تعلق بصاحبه يتأثر بنفسيته ..
مــــا حبيت أهيج الذكرى أكثر .. هذا المكــــان يذكرني ببندر الله يرحمه .. تحركت من مكاني بضيق ..
تنقلت عيني بكل مكــــان بالحديقة بعيني اليمين طيف الذكرى وعيني اليســــــــــار حزن السنين .. بكل زاوية لنـــــا ذكرى مع بعض .. هنــــا جلسنا و سولفنــــــــا .. وهنا وقفنا وضحكنـــــــــــا ...
رحت نــــاحية الجلسة إلا بوسط الحديقة .. فتحت الأنوار إلا حولهــــــا .. هنا كان مكانا المفضل بليل .. كان بندر يعتبره مكانــــا الرومانسي .. ظلمه الليل وهدوءه .. وصوت النافورة إلا بوسط البيت ورائحة الورد واليـــــاسمين ..
حركت الكرسي المشغول بالحديد من مكانه .. وجلست عليه .. غمضت عيوني وأنـــــــا أحس بطيفه قدامي
في غيــــــر الّزمان
في نفس المكـــــــان
مرّتني الذكرى وأنا واقف
في نفس المكـــــان
في غيـــــر الزّمــــان
في ذا ضحكت أيـــــــام .. لكني بكيت
في ذا حلمت أحلام .. لكني صحيت
و منهــــا ابتديت وفيها انتهي ...
إلا من الذكرى
بنفس المكان
في غير الزّمـــان
تذكرت كلامه لمـــــــا كان يعبر عن شوقه وحبه لي .. ارتسمت ابتسامه على ثغري .. لكني مــــــــا قدرت أحبس دموعي أكثر .. نزلت على خدودي وأنـــــا أحس بحرارتهـــــا .. يمكن من كثر دمعي جرحت خدي .. آآآآآآآآه الشوق بداخل صدري يحرقني .. في خــــــــاطري كلام كثير .. آآآآآآه النفس ودهــــــا تبوح .. لكني خايفة أنطق فيــــــــــــه .. خايفة أهيج قلبي الضعيف .. كاتمته بداخل صدري .. كفاية دموعي تحكي .. ســـــالفه عشقي
انتهت بلحظه بلمح البصر .. كيـــــــــــف يا بندر ترحل من غير حتى ما تودعني .. كتمت صرختي داخل صدري .. فا الكلمة الخرساء في قلب الغريب تحيل الوجد عدما وإن كانت آلمه
قالت لي الذّكرى كلام عني
كلام والله بقيت انســـــاه ..
وصاحت ربابه شوق واثر النغم منّي ...
يشكي وانا شكواه
وغنّى صوت بليله فرح
وهلت عين وقلب انجرح
في صوتها جرح وتعب
وفي عيينها نظره عتب
وشفت ابتسامه عليها هلّت الدمعه
ونظرة ملامه من الماضي على ربعه
وانا مع الذكرى
بنفس المكان
بغير الزمان
تعطيني الذكرى ولا تأخذ أبد
تحكي لي الذكرى ولا تسمع لحد
و أنا عندي كلام ممنوع حتى على الخاطر
لا يأخذه أمسي ولا يقبله باكر
ما أقدر أوضّح غايم الصورة
ولا أزود للمســــا نوره
الله يا ذكرى يا ما فهمتيني خطا
يا ما قدم رجلي على جمرك وطا
واليوم هيضني هواي
اشكي ولا ادري وش بلاي
هو من شقاي إللي مضّى
وإلاّ هناي
وأنـــــــا مع الذكرى
بنفس المكـــــــان
في غيـــــــر الزمـــــان
:
:
في مكـــــــــان ثــــاني بعيد عن النـــــــاس وصجتهـــا .. صار هذا المكــــان المفضل لدية .. مكان هادئ ومظلم .. لايوجد به أنوار تزعج التفكير .. مــــا يسمع فيه إلا تلاطم الأمواج على السيف ( شط البحر ) ... وأنوار الواجهه البحرية تنعكس على مـــاء البحر من بعيد ..
تعمد يختــــار هذا المكان على شان يعيش مع شواطئ ذكريــــاته ومحد يزعجه .. يذرف دموعه إللي أدخرهــــا له الزمن .. لفقد الأخ .. الصديق .. العزيز الغالي
:
:
مسك قبضة من الرمل ... يعصرهــــا .. والرمل يتناثر مــــا بين أصابعه
آآآآآآآآآه يـــــا بندر .. رحلت من حياتي فجأة .. وفاتك غيرت مجرى حياتي .. هزمتني وهزتني عواصف الزمن .. تركتني يـــــا بندر وشبقى لي من بعدك .. غير الحيرة والألم والأسى ..
بعد وفاتك غلف الحزن دروب حياتي .. ولونت المرارة مســــار أيامي ..
فجأة حسيت نفسي بلا أمل .. بلا هدف .. بلا عزاء
ما غير الذكرى .. وأقسى شعور أنك تعيش على الذكرى ..
مرت الايــــــــام
رجعت بذاكرتي للوراء ..
استرجعت لعبنـــــا بالحارة ..
تخرجنــــــا من الثانوي .. والفرحة إلا كانت مش سايعتنا أنه حنــــا خلصنا المدرسة ..
دراستنــــا في أمريكا وغربتنــــا مع بعض .. الكل كان هناك يستغرب من علاقتنا القوية .. وكيف حنــــا ما نفارق بعض .. وكأننا تؤم .. حتى الأخوان يختلفون .. إلا أنت يا أخوي عمري مــــا اختلفت معك ..
كنت بالنسبة لي ضميري إذا غلط ..
كنت مثل الأم لي بالغربة .. تواسيني إذا مرضت
كنت من كثر مـــا أعزك أحيان أغار من البندري لأنك كنت تقضي أغلب وقتك معهـــــا إذا رجعت من الإمارات ..
و فجأه ترحل من حياتي .. كـــــذا من غير ما تودعني .. ليــــــــه ما اصريت علي يــــا بندر أروح معك الشاليـــــه .. ليه ما بقيتني أموووووت معك
عمري ما توقعت أني أوقف بعزاك .. وأنــــــــا إلا توقعتك توقف جنبي بعرسي
عمري ما تخيلت أن عمرك قصير كالورود
نـــــاظرت السماء بعيون يـــائسة اكثر ما هي راجية ..
يـــا رب أن كان حتما أن يفرقنـــــا الموت .. فليس لي مأرب في العيش بعد رحيله
:
:
ابسكت يـــــا بحر وامشي .... وأخلي ضيقتي فيني
ابسكت وابتعد عنك .... وادور من يواسيني
تصدق يـــــا بحر اني ... توقعتك تشيل اهموم
لكن انصدمت انكـ .... غرقت بدمعه من عيني
:
:
سمعت أحد ينـــــاديني .. مسحت دمعتي الوحيــــدة واليتيــــمة إلا على خدي ... وقمت تحركت بتعب .. رايحــــــة ناحيته
عبد الله : أيـــــــش مجلسك بهــــا الليل بالحديقة
عبد الله من بعد أيـــــام العزاء .. قرر يداري دموعه بروحه .. أنعزلـ عن النــــــــاس كلها حتى عن سلمى ... عــــــــاف الدنيا وما فيهـــــا .. ما صار يرجع البيت إلا بوقت متأخر على شان ما يتطر يقابل أحد ..
البنـــــدري: مــــا جاني نوم قلت خلني اتمشى شوي ...
وقبل لا يدخل عبد الله البيت مسكته من ذراعه ..
عبـــد الله جبت معك الحبوب إلا طلبتهــــــــــا منك
عبد الله ناظر وجهي .. إللي على مــــا أظن أختفى منه بريق الحياة : يـــــــا البندري ها الحبوب مهي بزينه تأخذينها بإستمرار .. انتي دكتورة وما يحتاج أعلمك عن آثارهــــــا
عصبت عليه من غير مبرر : ليــــــــــــــه محد راضي يفهمني .. الحبوب المنومه تخليني أنام براحة .. من خلصت الحبوب وأنــــــــا ما اعرف أنام .. من أنام أصحى مفزوعة من الكوابيس .. ترجيته .. بليز عبد الله .. والله ما أعرف أنام من غيرهـــــا
عبد الله هز راسة بأسى : اسمعي يا البندري ... حبوب مراح أجيب لك .. روحي أخذي لك حمام ساخن وأشربي لك لبن وصدقيني راح تنامي بهدوء
ناظرته .. وكلامه مش عاجبني .. شايفني بزر قدامه يقول لي روحي أشربي لبن .. هذا الكلام يقولونه للأطفـــــــال .. فجأه تذكرت شي ، رديت عليه على شان ينسى الموضوع : خير أنشـــــــاء الله
عبد الله : تصبحين على خير ...
شفتــــــه يمشي نــــــاحية البيت
انتظرته لين دخل البيت ويختفي طيفه من قدامي .. تحركت بسرعة داخله للبيت داخله للمطبخ .. أنــــــــا دكتورة وراح أدبر نفسي بنفسي .. محد راضي يفهمني بها البيت ويحس فيني أنا أموت كل ليله .. إذا ما أخذت حبوب تنومني مـــــــا أقدر أنام ... آآآآآآآآه أسألو جفني ليه يا جفن ما تنـــــام
فتحت أنوار المطبخ .. توجهت ناحية المطبخ الصغير ( dirty kitchen ) فتحت الثلاجة الثانية إلا عــــادتاً نحط فيهـــــا الأدوية .. بحثت بحذر بين الأدوية .. خايفة عبد الله ينزل ويصيدني .. مو بالضروري أحد يعرف أني أخذ ها الحبوب .. شفت دواء كحه .. لا لا هذا مــــا يأثر في حالتي هذا للأطفال بس ..
حتى panadol night ما أثر فيني بس أول مره أخذته اعطى effect
لكن بعدين لا ... يمكن من كثر مــــا أشرب منبهات بالدوام .. حتى القهوة والشاي ما صارو يجيبون راسي .. حتى أني صرت أشك أن قهوة نسكافي يحطون فيها منوم .. من أشربها يجيني نعس مش طبيعي .. المفروض إذا ابي انام أشربهــــا ... ما صار يأثر فيني إلا red pool or power hoarse
أخيــــــــــــــرا لقيته .. هذا الدواء عجيب يحتوي على anti_histamin .. يسبب لي النعاس بشكل مو طبيعي .. اذكر كيف أذا مرضت وأخته يخدرني بشكل مو طبيعي .. أخذت لي حبتين .. لأن حبه وحده مــــــــا تأثر معي .. مراح أحتاج لك يا عبدالله .. أنا دكتورة وأعرف الأدوية إلا تسبب النعاس .. وهذا الدواء متوفر بالصيدليات .. شربت لي مـــــاي وطلعت فوق لغرفتي من غير محد يحس فيني ..
غيرت ملابسي .. لبست لي بجامه رمادية .. وطفيت الأنوار إلا نور الأبجورة .. أخذت القران الموجود بالدرج إلا جنب السرير .. فتحت على سورة الكهف ..
مـــــا أمداني قرأت 4 صفحات .. إلا أحس أني مش قادرة أفتح عيوني .. وأحس اني بديت أدوخ .. بدت الحبتين تعطي مفعولهـــــا .. ما قدرت أكمل قرأه .. قبلت القرآن وحطيته جنبي على الكومدينه .. حطيت راسي على المخدة وأنـــــــــا أحس بخدر بكل أطراف جسمي .. أحس بدقات قلبي عالية مشكله هذا الدواء يسبب لي palpitation ( خفقان بالقلب)
لكن مو مشكله .. خلني أنـــــــــــــــــام بهدوء ..
:
:
جلست من النوم وأنــــــــــــا أحس أني نمت شهر مش كم ساعة .. من زمان ما نمت بها الراحة .. مشكله الحبوب المنومه تخدرني حتى طول اليــــــــوم تخليني دايخه ونعسانه .. وهذا إلا يخليني أشرب منبهات كثيرة .. لكن هذي الحبوب عجيبة .( مراح أعلم أحد على شان لحد يستخدمه )
لبست لي تنورة سودا مع قميص أسود .. وأخذت معي الوايت كوت وسماعتي ..
نزلت تحت لقيت أمي تفطر مع أخواتي بغرفــــه الإفطار ..
وأنــــا أجلس على الطاولة : صبـــــاح الخير
الكل : صـباح النور
مدت أمي لي كاس عصير برتغال : يمــــه ما ابي جيبي لي كوب شاي
أمي : بسك من الشاي .. أحد يشرب شاي على الريق
أخذت كأس العصير وأنا ساكته .. مالي خلق أمي تبدا معي محاضرة على اول الصبــــاح
ريوم تهمس لي : شكلهـــــا أمي ناوية عليك .. لأنه كأني سمعتها تقول أن صحه البندري مش عاجبتني
سكت مــــا علقت أنــــا عارفة أن كلام ريوم صحيح .. وأنا مقدرة إهتمام أمي فيني ..
أنــــا عارفه أني ما عدت أهتم بنفسي ولا بصحتي ولا بشكلي
آكل لمجرد الأكل .. ما عدت أحس بطعم الأكل بحلقي المر
:
:
:
وصلت المستشفى .. دخلت من البوابة الرئيسية ..
من بعد الحــــادث مستحيل أدخل من بوابة الطوارئ أو حتى أمر جنبهـــــا ..
مع أن مر أكثر من أربع شهور على وفاته .. لكن مازال الجرح ندي وكأني فقدته أمس ..
والحمد الله طوارئ النساء والولادة من جهه ثانية .. يعني نهائيا ما أمر هذيك الناحيـــــة .. وطلبت من أبوي أنه يحاول ينقلني من هذا المستشفى .. لاني ما أقدر أستمر أداوم بنفس المستشفى إلا توفى فيـــــــــه بنــــــــــــ ....
آآآآآآآآآآه أحساس صعب أشرحة .. أو حتى أفسره .. شخص كان كل حياتي وفجأة لقيت حياتي خااااااااليه ,,, خاووووووية ... يملأها الفراغ والضياع
الله كريم ويصبرني على فرقاك يا الغالي
دخلت الغرفة الخاصة بالأطباء .. نزعت عباتي ولبست الوايت كوت .. رحت ناحية جناح 312
الممرضة ببتسامه عذبه : صبـــــــــــاح الخير دكتورة
رديت عليهـــــا ببرود : صباح النور
يــــــا ليتني أقدر أبتسم مثلك وأتفائل بهذا الصبح ..
لدرجه أحس أني نسيت كيف الناس تبتسم أو حتى تضحك .. أفتقدت صوت الضحك .. تنهدت .. حاولت أنسى أو اتناسى أحزاني على الأقل بفترة دوامي .. لازم أهتم بشغلي .. الإهتمـــــــــام بالمرضى ومشاكلهم يمكن ينسيني همومهي ..
رحت لأول غرفة .. المريضة إلا مسؤله عنهـــــــا اسمها rose
رحت لغرفة رغم 5 ... فيهـــــا أكثر من سرير ... رحت ناحية سرير المريضة روز .. فتحت الستارة بهدوء لقيتهــــــــا نــــايمة .. أخذت الملف الموجود فوق الطاولة جنب السرير ... والشيت
طلعت برا الغرفة فتحت الشيت وشيكت درجه حرارتها والضغط ونبض القلب .. الحمد الله كل شي أوكي
تذكرت وضع هــــا المريضة .. صحيح إلا يشوف مصايب غيرة تهون عليـــــه مصيبته ...
أذكر قبل يومين كنت مناوبة بالمستشفى .. أنا كنت مستلمه الأجنحة وكان معي دكتور مستلم الطوارئ ..
الدكتور المناوب سوا لي بليب .. ونزلت له الطوارئ .. قال لي أن في حرمه جايه وعندها نزيف .. ورافضة أن الدكتور يكشف عليهـــــا .. تبي دكتورة ..
قلت له أوكي .. مع أني ما أعرف كثير للـ ultrasound
قال لي أهم شي تشوفي وضع الطفل والمشيمة وتطبعي لي الصور من المشين وأنــــا أحطها بملفهــــا قلت له أوكي ..
أول ما دخلت غرفة الطوارئ وفتحت الستارة .. شفت مرأة على السرير... مكتوب بملفها عمرها 25 سنه تقريبا أكبر مني بسنه .. لكن شكلها يعطي عمر 35 .. قربت منهـــــا .. كان شكلها خايف وحزين ... شفت بعيونهـــــــــــا حزن وجرح حتى بعيون خالتي أم بندر إلا فقدت ضناها ما شفت ها الحزن ..
طلبت منهــــــــا ترفع ثوبها على شان أكشف على بطنها ... واسوي لها US
سألتها انتي بأي شهر ، قالت لي تقريبا السابع ) 28 week )
انصعقت من المنظر إلا شفته ... لما رفعت ثوبهـــــا ... كان في كدمات حمرا حول خصرها وعلى بطنهــــا وبعضهـــــا بنفسجية
سألتهـــــا بدهشة : أيش سبب هذي الكدمات
حاولت تداري دموعها وتلف وجهها عني : كنت طايحة على الدرج ... على شان كذا جيت المستشفى
نــــا ظرتها بشك مستحيل تكون هذي الكدمات نتيجة طيحة ... هذي آثار ضرب .. و مو أي ضرب ضرب قاسي من إنسان ما عنده رحمـــــه ..
قمت بشغلي .. وفرجيتها بالشاشة شكل البيبي وانه بخير .. خبرتي بها المجال والموجات الصوتية بسيط جدا .. لكني افهم شوي .. وسمعتها دقات قلب البيبي ..
أعتقد إلا عندها مش نزيف .. هذا سائل amniotic fluid ويمكن تتعرض لولادة مبكرة
بعــــد ما نقلنها للورد ... واجهتهــــا أني مضطره أخبر الشرطة .. لأن الأثار إلا على جسمهــــا هذي آثار ضرب مش طيحة مثل ما تقول .. صارحتني بالحقيقة بعد ما ترجتني بدموعها الحيرانه أني ما أبلغ عن زوجها الشرطة .. لانه راح يحرمهــــا من طفليها الصغار .. قالت لي أنه ضربهــــا بالعقـــــــــــال وهو سكران
ما تتخيلوا قد ايش أثرت فيني قصتهـــــا معقولة في رجال بهذي الوحشية .. دام هم مش قد المسؤلية ليـــــــــه يتزوجوا ويعذبوا بنات النــــــاس معهم ... روز صابرة على المر على شان عيالها بس .. وإلا عرفته انها مقطوعه من شجرة .. والمتوحش زوجها مستغل هذي النقطة .. لو هو عارف انه ورآها ظهر كـــــــان ما سوى عمايله السودا معها ... أيش يسوى عليــــــــــه هذا الرجل لمــــا زوجته ترفع يدهـــــا بعد كل صلاة وتدعي علية ... والله بليله القدر تدعي عليه .. دعاء المظلوم مستجاب .. وأمثال روز بمجتمعنـــــا كثير ... كاتمين غيض هم وقهر هم داخل صدرهم .. كل هذا على شان عيالهـــــا لا يضيعون من يدهـــــا .. الرجال فاهمين القوامة على النساء غلط ..
صحيح أن الرجال قوامين على النســـــــاء .. لكن مش بها الطريقة الوحشية .. والمرآة تتمنى الطلاق اليوم قبل بكرة .. لكنها عارفة إذا طلقها راح يحرمهــــــا من عيالهـــــا ..
الله يعينك يــــــا روز ويصبر قلبك .. والله ها المرة دخلت قلبي وحبيتهــــــا .. ودي أساعدهـــــا .. لكن ايش فايدة إذا هي مش قادرة تساعد نفسهــــــا ..
:
:
بعد مـــــا خلصنـــــا الراوند الصباحي .. قالت لي الدكتورة سعاد أنه عندها اليوم عملية قيصرية وتبيني أحضر معهـــــــا ..
بعد مــــا تجهزت غرفه العمليات ... والمريضة حضروهـــــا .. بدينــــــا العملية ...
نقص طبقة ورا طبقا ... لين وصلنـــــــا لرحم ..
يـــــــا سبحــــان الله الطفل أول مــــا ينولد لهذي الدنيــــــا يطلع بصرخة .. يبكي
لكنه غريب هذا الإنســــــان يبكي عند ولادته ولا يبكي عند وفاته ومقابلته ربه
خلصت الدوام اليوم بكير .. فرجعت البيت على الســـــاعة وحدة .. بديت شوي أحس بالتعب والصداع ..
أولـ مــــا دخلت البيت شفت أمي جــــالسة رحت سلمت عليهـــــا وكنت نـــــاوية أطلع لغرفتي أنـــــــام دام ريوم بالجامعة ونرجس بعدهــــا ما ترجع من المدرسة
أمي : روحي يمه غير ملابسك ... وتعالي تغذي معي .. لأن ريوم قالت لي بتروح تتغذا مع جنى
طلعت فوق لغرفتي .. رميت شنطتي على السرير .. ورحت لدولاب بغرفة الملابس .. طلعت لي جلابية سودا مطرزة بنعومه .. نزلت تحت لقيت أمي لسه تشتغل بالمطبخ ..
أمي : صليتي يمــــه
ريديت عليهـــــا : ايه يمه صليت بالمستشفى .. اساعدك بشي
أمي : لا لا انتي روحي ارتاحي توك راجعه من الدوام .. دقايق ويكون الغذاء جـــــــاهز
تحركت بالبيت بملل .. شغلت الأستريو الموجود بالصـــــاله .. ما انتبهت أن CD موجود بداخلة
وصلني صوت بو نورة
ليت ربي ماكتب لحظة وداع
ولافراق ولادموع ولاضياع
ليت كل الناس خل (ن) مع خليل
وكل ماقيل النهاية
بين الاحباب الرحيل
قلت احبه ................. حيــــــــــــــــــل ...
لو يوقف لحظة الفرح الزمان
والمكان عيونك إنت أحلى مكان
في يدي يديك والحاسد ذليل
وإن غدت كل الأماني في يدي
ابتدي مع كل لحظة تبتدي
أعشق الدنيا مثل طير جميل
آه ياحلو الأمل والذكريات
والسعادة ماتجي بالأمنيات
صبحها يبطي وأنا ليلي .............. طويل
كل ماأدفن خيالك ياعنيد
تمطر الدمعة وينبت من جديد
مـــــا قدرت أتحملـ أكثر اسمع صوت بو نورة الشجي ... هذي كانت من أحب الأغــــــــاني عند بندر .. وكانه كان حــــاس بلحظة وداع
انهرت .. ودمعت عيني ... آآآآآآآآآه يـــــــا حلم حضنته .. آآآآآآه يــــا دمعـــا نثرته
جـــــــات أمي وطفت المسجل ... وضمتني لصدرهـــــــا بقوة.. صحت معهــــــا على الأرض بــــاكية .. أنا أبكي فقدي على بندر .. وهي تبكي على الوردة إلا قدامها وذبلت قبل أوانهــــا ..
يمـــــــــــــه ضميني .. يمـــــــــــه أبي دفــــــــا .. أبي حنــــــــــــان .. أبي لقا يحتويني
يمـــــــــــه هو صحيح أني فقدته .. يمــــــــــــه تكفين جاوبيني
علميـــــــــــني
علمينـــــــي,,
وش بقى لي عقب موته,,,
وشهو اللي مابقى لي..
وش بقى لي في حياتي,,,
غير دمعات الفراقـــــــــ,,
وش بقى لي في حياتي,,
غير دمعاتـــ اشتياقـــ..
وش بقى لي عقب موته,,
!!!وشهو اللي مابقى لي..!!
وش بقى لي في حياتي
غير صورة حطمت كل أمنياتي,,
وش بقى لي ياعيوني,,
غير دمعاتي وجنوني,,
وش بقى لي عقب موته,,
وشهو اللي مابقى لي,,!؟
وش بقى لي عقب موته,,
غير غصات وحنين
,,وش بقى لي في حياتي,,
غير دمعات وونين,
وش بقى لي عقب موته,,
غير دعواتي ومناتي,,
يالله انك ترحمه ’’
وتجزاه خير الجزاتي,,
*
*
في العصـــــــــــر
بغرفـــــة النوم الرئيسيـــــــة
أم عبد الله جـــــالسة على السرير تداري دموعهــــــــا .. دموعهــــا تلثمهــــا من فوق وجنتيهـــــا
.. تبكي ألم وحزن ... والقلب مجروح .. على حـــــال بنتهــــــا
وردة ذبلت قبل أوانهــــــــــا ..
بو عبد الله : خـــــلاص يــــا أم عبد الله ... أمسحي دموعك .. الدموع مراح تفيد .. واذكري الله
أم عبد الله مسحت دموعهـــــا ... لكن صوتها ما زال في بحه نتيجة البكي : لا إله إلا الله .. يـــــا بو عبد الله أيــــــــــش بيدي أسوية ... غير أني أبكي .. وأنـــــــــا أشوف بنتي كل يوم تموت قدام عيني ... تحاول تخفي دموعها خلف شموعهـــــا .. أحسها مثل الشمعة إللي انطفت بدري من عمرهـــــــــا ..
يا بو عبد الله البنـــــدري هي الوردة إلا طلعت بيها بـــ هادنيـــــا .. هي بكري .. يوم ولادتهـــــا حسيت وكاني ولدت من جديد .. واليوم أشوف موتهــــــــــــــا بعيوني .. الحزن راح يدمرهــــا .. لا تظن أني أنام بسريري مرتاحة وأنـــــــا عارفة أنها بكل ليله بحجم المجرة تحمل آآآآآآلام ... وأنــــــــا عارفة أنهـــــــا تأخذ حبوب على شان تنام من غير كوابيس
بو عبد الله : الله يصبرهــــــــا انشاء الله ... مالنــــا إلا الصبر يا أم عبد الله .. أهم شي حنــــا نكون حواليها ومــــا نتركهـــــا بروحها
أم عبد الله : أيــــــــــش رايك نروح نزور بيت الله كم يوم ... يمكن تهدأ نفسهـــــا
بو عبدالله ابتسم على فكرة زوجته : ونعم الراي يـــاام عبد الله ... خلاص خبري البنـــــــات .. وبكرة أكلم الخطوط السعودية على شان نحجز لنـــــا
:
:
راحت أم عبد الله لغرفة بنتهــــــا البندري ... إلا على شكل سويت هي وريوم مع بعض بغرف منفصلة ..
سمعت صوت أنيـــــــــــن ..
خافت على بنتهــــــــــا .. فتحت الباب بسرعــــــــة .. تلفتت بالغرفة بخوووف كبير .. ما لقت بنتهــــــا .. هي تعرف بنتهــــــا أعقل ممـــــــــا تتصور .. لكن تفكيرهــــــا أخذها لبعيد .. ركزت شوي .. سمعت الصوت جاي من غرفة الملابس .. تحركت برعب ناحيتهـــــــــا .. انصدمت لمـــــــــا شافت البندري راميـــــــة كل ملابسهـــــــا الجديدة إلا شرتهـــــــــــا من فرنســــــــــا على الأرض .. وهي ضايعة بين الملابس بزاويــــــــــــــة صغيرة وتبكي ..
نزلت أمهـــــــــا لمستواهــــــا وبعيونهــــــــا نظرة تائهة تدور على بنتهــــــــا البندري .. إلا كانت الضحكة ما تفارق محياهــــــــا
أم عبد الله : يمـــــــــــــــه أيش فيك .. لا تقطعين قلبي بصياحك
البندري لمـــــــا حست بأمهـــــــا مسحت دموعهــــــــــا ، ولمت ملابسهـــــــــا الغالية إلا على الأرض : يمــــــــــــــه خذي هذي الملابس وخذيها للجمعيات الخيريـــــة .. تبرعي فيها أحرقيهـــــــــا ، ارميها بالزباله .. سوي فيهــــــــــا إلا تبين بس المهم مــــــــا أبي أشوفهم ..
أم عبد الله نـــــــا ظرت بنتها بإستغراب ، البــــــندري أكيـــــــد في حالة مش طبيعية : يا البندري هذي ملابس غالية .. حرام ترميهـــــــــــا !!
البندري ، ناظرت أمها بنظرة فرااااااااااغ : أيش تفيد يمه الملابس والفلوس ... دام الغالي راح .. خلاص مـــــــــا عدت أبي شي من الدنيـــــــــــــا
أم عبد الله .. أحترمت رغبة بنتهــــــــا .. وحست بمشاعرها.. أنها ما تبي جهاز عرسها .. أكيد لما تشوف ها الملابس راح تذكرها بعرسهـــــــــا .. مع أنهــــــــا كانت حريصة أنها ما تشتري ها الملابس من مهرهـــــــــا .. كلها من الفلوس إلا أعطاها ابوهــــــــــا .. حتى أم عبد الله ما كانت تعرف السبب ..
أخذت الملابس من عند البندري وحطتهم بصندوق ..
*
*
بنــفس الحي
في بيت يلفه الســـــــــــــواد
هنــــاك قلب كسير .. لم تعد تتحمل فراق ضنــــاها ..
فراق الضنى غيـــــــــر ..
:
:
هو أولـــ فرحي .. هو عيوني إلا أشوف بيـــــــــه الدنيـــــــا ..
هو الروح إلا ساكنه فــــؤادي ..
ليه رحت يا سندي وخليتني ..
من بعدك النور أنطفئ ..
ومــــا بقى بالدنيــــا نور .. سراجك طفئ .. ينعصر قلبي إذا سمعت سراج يناديكـ .. يقولــ لي وين بندر .. ليــــــــه صـــــــار ما يحبني ..
أقولـــــه بندر صار عند رب العالمين ..
يرد ويقول لي ربنــــا يحبنا ما يصير يـــأخذ الناس إلا نحبهم
قولوا لي أيش أرد عليــــــــــــــه !!!
:
:
البيت موحــــش .. كئيب من غيره ..
لأولـ مرة من وفاته أدخـــــل غرفـتــــــه .. ما كانت أظن ابد أني راح أدخل ها الغرفة بيوم ومـــــا ألقاه
كانت عيوني تجول في كل زاوية بالغرفة .. المكتب الكبير إلا علية لاب توب وبعض الأوراق المغبرة
صوره ... سريره .. كــــــل شي فها البيت له حكاية مع بنــــدر ..
هنــــــــا كان يجلس وهو صغير وكنت ألعب معه ويضحك ..
هنــــــــــا كان يلعب سوني مع عبد الله .. ويتخانقون
وعلى سريره كنت أجلس وأحكي له حكايات .. طول عمره بندر بار بوالديه .. مــــا أذكر يوم أنه ضايقني أو حتى أنه زعلني بكلمه .. حتى لمــــا جات له بعثة لأمريكا رفض في البداية ما يبي يروح على شــــان لا يتركني .. لكني حلفت عليه وقلت له إذا هو يحبني يروح ويكمل دراسته .. وما يجي إلا ومعه الشهـــــــــــادة
شفت لــــه بجامه معقله على الشماعة .. هذي أخر بجامه لبسهـــــــــا .. أخذتهـــــــا وضميتهـــــــا لصدري .. عله يفيق ويرجع لي .. علي ألاقي فيهـــــا ريحة الغالي تواسيني
ضميتهـــــــــا بكل وله وعـــــذاب .. شميت فيها عطره المحبب لقلبي وجلست ابكي ..
حسيت بطيفــــه واقف قدامي .. ارتسمت ابتسامه على ثغري
مديت يدي له : تعــــــــــــــــــــال يمـــــــــه أنـــــــــا مشتاقة لك
اختفت صورته من قدامي .. تحركت من مكاني .. إلتفت يمين يســـــــار ما لقيته .. ليه يا بندر رحت وتركتني .. ليه أنـــــــــا أمك محتاجة لك ..
أخذت صورته إلا موجوده جنب السرير وضميتهــــــــــا إلى شفايفي ألثمهـــــا بدموعي وأنفاسي وطحت على الأرض أذرف الدموع .. قلبي يتمزق ألمــــا .. هذي ثيابه .. هذي أقلامه .. هذي ساعته
صرخت يمكن يسمعني ويلبي ندائي : بنـــــــــدر ... بنـــــــــــدر
:
:
" يـــــــا أم بندر .. انتي بخير "
حسيت بضربات خفيفة على خدي .. وكاني فقدت الوعي
فتحت عيوني بوهن .. ناظرت بــ أبو بندر .. ساعدني أقوم من مكاني ..
نطقت : ويــــــــن بندر
أبو بندر : يـــــا أم بندر استهدي بالله وتعالي معي
آآآآآآآآه يا بو بندر .. يا ليت أقدر أهدي نفسي .. نفسي عافت الدنيا خلاص .. زهدت الأكل والشرب ..
ذكرياتي مع بنـــــدر تطعن بـــ قلبي وتحرم عيني النوم .. خلوني أرووووووووح له .. أو جيبوه لي
تركت ايد بو بنــــدر .. ونزلت من الدرج وطلعت من البيت على عجــــل .. مــــا اهتميت انه يناديني ..
البيت موحش من دون بندر .. خلوني أبكي بروحي .. أبكي على فقده
طحت على الرمل ابكي على فقده .. آآآآآآآآه يا تراب خذيني له ..
:
:
جــــا أبو بنــــدر وهو يشوفهـــــا جالسة بوسط الحديقة تجمع التراب بقبضة يدها وتعصرة وكانها تعصر معه قلبها من الحزن .. منظرها قطع نياط قلبه .. ســــــــــا عدهـــــا تقوم وعيونها غرقانه بالدموع تدور على العزيز الغالي
:
:
في الصبـــــــــاح
الكل كـــــــان جالس على طاولة الطعام يفطر
أبو بنـــــدر، ماسك الجريدة .. يحــــاول يقرأ .. لكن فكرة مشتت يفكر بحال بيته إلا أنقلب ..
مسك كوب القهوة .. وشرب منهــــــا
يناظر ببنته جنى الســــــاكتة ... وعمر ولده يأكل سراج ..
الضحكة أختفت من عيونهم صار يشوف العيــــــون الحزينة .. والسؤال بعيونهم .. وين بندر .. ليــــــــــــه راح عنـــــــــــا .. يا رب أرحم بحال أخوانه .. انت اعلم بالحال يارب
:
:
أم بنـــــــــدر كان في بالهـــــا كلام ودهــــــا تفاتح بو بندر فيـــــه .. لكن ما تبي تقوله قدام عيالهــــــا .. انتظرتهم كل واحد يروح لمدرسته ..
إلتفت لبو بنــــدر إلا مـــــا زال سرحان :
بو بندر
أبو بنــــــدر: سمــــــــــي
أم بنــــدر: سم الله عوك ... بس عندي لكـ طلب واتمنى مـــــــا تردني فيـــــــه
ناظرها بو بنــــــدر بجدية : أنتي ما تطلبين يا أم بندر ... أنتي تــــــــامرين
أم بندر بلعت ريقهــــــا .. الكلام إلا راح تقول مثل المر على حلقهـــــا : أبيك يا بو بندر تشتري لنــــــــــــــا بيت ثاني
توسعت عينه : أيش فيك يــــــــــا مرة .. أحد يترك فله وش كبرهـــــــــا ويروح يسكن ببيت عادي .. تتركين البيت إلا عشتي فيه كل ذكرياتك .. تتركين جيرانك
نزلت دمعه على خدهــــا الحزين : يــــــــا بو بندر مـــــــــا عدت قادرة أعيش بها البيت وطيف بندر حوالي .. أسمع ضحكاته وهو صغير .. أسمع صوت مزحه معي وهو كبيــــر ...
أتخيــــله واقف بكل زاوية يناديني .. بكت أكثر
ارحم بحالي يا بو بندر .. الله يرحم بحـــــــــالك
ضم بو بندر زوجته الغاليـــــــــه .. هذي أم الغالي .. هذي إلا عاشت معه عمره كله .. لو تطلب عيونه ما تغلى عليهـــــــــــــا : خلاص يـــــــــا أم بندر أنتي أهدي ومــــالك إلا طيبه الخـــــــــاطر
*
*
عبــــد الله والبندري ... وأم عبد الله وزوجها وصلــــــــــوا مطار جدة
ريوم ونرجس وحور ظلوا بالبيت لأنه عندهم مدارس ..
راحوا الفنــــــدق على شــــــــــان يحرمون ..
البندري وأم بندر فضلوا يعملوا العمرة بالإحــــــــرام الأبيض .. أحساس الواحد أنه لابس البياض يقربه من الله .. يحس بالتقوى أكثر .. بعيد عن بهرجة وزينه الدنيــــــــــــا ..
:
:
دخلنـــــــــــا بيت الله الحرام .. من بوابه الملك فهــــد .. كان الوقت الســـــاعة 1 الفجر ..
كنت أمشي وأنــــــا أحس بشوق .. صار لي أكثر من سنتين ما جيت مكه .. ما تتخيلوا السعادة إلا حسيتهــــــا لما قالت لي أمي راح نروح نؤدي العمرة
أولـــــ نظرة .. طاحت عيني على الكعبــــــة ..
انشرح صدري لهـــــا المنظر .. ومنظر الناس تصلي .. والناس تطوف حولـ الكعبة ... حسيت بروحـــــــــانية افتقدتهــــــــا الأيام إلا طافت وأنا منغمسة بحزني وناسية الناس إلا حولي ..
بدينـــــا بالطواف .. مسكت كتاب الدعاء بيد ويدي الثانية بيد عبد الله على شــــــــــــان لا أضيع عنه .. مشــــــــــاء الله بيت الله عامر بالناس بجميع الأوقات
كان عبد الله يقرأ الدعاء بصوت عالي وأنــــــــا اتبع بعيوني بكتابي ..
ما حسيت أبد بالتعب ولا بالملل ... كيف وأنــــــــــا في بيت الله ..
أنــــــاظر الناس إلا من جميع الأجنـــــــاس .. مشاء الله ..
والحرم توسع كثير .. الله يخلي لنـــــــــا حكومتنـــــــا .. مهتمه بالأراضي المقدســــــــة وبنظافتها ...
بعـــــد صلاة الفجر .. جلست أقرأ قرآن بكـــــــل خشوع .. ما حسيت بالناس إلا حوالي .. حسيت نفسي عايشة بعالم ثاني .. بعيد عن الدنيــــــــــــــا
بعد ما خلصت قرأئة .. رفعت راسي لسمـــــــــــا الشمس بدت ترســـــل خيوطهـــــا حولنــــــا .. ومنظر الحمــــــــــام فوق الكعبـــــــــه ..
ناظرتهم وأنا اسبح الله : سبحـــــــــان الله .. سبحــــــــــان الله
حتى الحمام يقدس ويسبح رب العالمين .. وحنا عايشين بغفله بها الدنيــــــــــــــا الفانية ..
جاتني رغبه أني أروح وأقبل الكعبـــــــــة .. وادعي ربي يغفر لي ذنوبي .. ويرحم بندر برحمته ويوسع عليه في قبره ويقيــــه عذاب النار
مشيت بروحي ... رحت من جهه المحراب .. مهما قلت ... مراح تحسون بإحساسي .. إلا إلا جرب .. حسيت وكأن الجنـــــــــــة قريبه مني . . قبلت الكعبــــــــــة .. ودعيت ربي .. رائحة العود إللي بكســــــــــاء الكعبة من كثر قوتـــــــــــــــه لصق بإحرامي الأبيض... حسيتها من رائحة الجنة ..
يـــــــــا رب أنـــــا عبدك الضعيف الذليل .. ارحمني يـــــــــا الله ..
أنت أعلم بحالي .. من لي غيرك أدعوك وأشتكي له ..
خفف عني حزني .. وعن أهلي وبالخصوص خالتي ..
رفعت عيني لسمـــــــــــا بنظرة كسرية ..
لولا رحمتك يـــــــا الله لنفينـــــــــا
أسألك برحمتك التي وسعت كل شي وبقوتك التي قهرت كل شي وبعزتك التي لا يقوم لها شي ..
ان تغفر لي ذنوبي التي تحبس الدعاء .. وتقطع الرجاء وتنزل البلاء ..
وتنزل الهداية والطمأنينة في قلبي
يـــــــــــــــــا الله
*
*
مــــريم
جـــــــــالسة في مطبخهــــــــــا .. الخشبي .. بألوانه البني الفاتح والسراميك المعتق
مريـــــم من النوع إلا تحب تهتم ببيتهـــــــا بنفسهــــا وتطبخ لعيالهـــــــا ..
جــــــالسة على الطــــــاولة الخشبية الدائرية إلا بنص المطبخ .. تقطع السلطة ..
ملاك ومنــــــار يحبون السلطة اليونانية بالجبن المالح ..
وطولـ مـــــا هي تسوي السلطة .. وهي تفكر بمـــلاك ومنـــــــار أكيد مجننين محمد
سمعت جوالهـــــــــا يرن بنغمة جاسم .. مسحت يدهــــــــا بسرعة بالفوطة إلا جنبهــــــا ... مسكت الجوال إلا موجود على سطح المطبخ ..
مــــريم : الســــــــلام عليكم
جــــاسم : وعليكم السلام .... مريم ويـــــــن السايق
مريم توقعت أنه متصل يسأل عنها والله عن عيالها : الســـــــايق راح يجيب أغاراض للبيت ... خير بقيته
جــــــاسم : أيـــــــــــه خليه يجيني اللحين عند البنك ... لا يتــــــــأخر
مريم : أنشــــــــاء الله
وسكر السمــــاعة من غير ما يعطيهــــا فرصة تقول له مع السلامة ..
:
تأففت بملل .. وأنـــــــا أدق على الســـــائق وينه هذا ليـــــــه ما يرد علي ..
وأخيرا رد علي وقلت لــــــه يروح لجاسم عند البنك ..
غريبـــــــــــة مش من عـــــــادته يطلبة .. مدري والله إيش عنده .. أصلا هو ما أعطاني فرصة أتكلم معــــــــــه ..
رجعت أكمل شغلي بالمـــــــطبخ .. أفتح هذا الدرج .. وأسكر الثاني ... أحط السلطة بالثلاجة .. وأجهز العصير .. بغمرة شغلي .. سمعت صوت جـــــــاسم يناديني ..
مـــــــــــــــريم ... مـــــــــــــــريم
أنا أخترعت من صوتـــــــــه .. ليه كذا يصرخ .. يعني جاي بدري البيت .. وجاي بصراخة ... تركت إلا بيدي .. ومشيت لعنـــــــــــده بالصاله
حاولت أمتص غضبــــه ... مع أني مــــا أعرف ليه هو معصب
قـــــــابلته بإبتســـــــــامه : هلا جـــــــــــاسم .. يعطيك العافيــــــــــــة
جاسم بعصبية : وااااااااااضح أنك مهتمـــــــــه فيني .. قولي لي من متى وأنـــــا متصل عليك وقايل لك خلي السايق يجيني عند البنك
استغربت انه جاي البيت هايج .. ليكون راجع البيت بدري على حساب يهزئني على السايق: أولـــ ما قفلت من عندك دقيت على السايق .. يمكن تأخر عليك لأنه رايح يشتري أغراض أنا موصيته عليه
جـــــاسم ، وصل حده : لااااااااااااااا والله ..
أنتي غبيــــــــــــــــه والله ثورة .. لمـــــــــــا أنا اقول لك خلي السايق يجيني يترك كل شي بيده ويجيني ... مش أنـــــا أنلطع بالشمس على حساب هو يروح يشتري لك أغراض
نــــــــــا ظرته منصدمه .. يقول لي غبيه ويغلط علي ... على شنووووووووووو ... على حساب شي أنا مالي ذنب فيـــــــه .. إذا السواق غبي أنا أيش ذنبي .. وأصلا أنا توقعته داخل البنك ليه ينتظر بالشمس أساســــــــا .. وين سيارته !!
جــــــــاسم : مــــــــا تردين علي ... والله أنا طرطور واقف قدامك
رديت عليه وأنــــا أحس العبرة خانقتني : أيش تبيني أرد عليك .. مقبوله منك يــــــــا جاسم .. هذا العشم فيك .. هذا وأنـــــــــــا أم عيالك وتغلط علي ..
مشيت عنـــــــــــه وتركته بروحـــــــــــه بالصاله ..
مااهتميت لإحســــــــاسه .. وليــــــه اهتم أصلا .. هو أهتم لإحساسي .. أصلا ما كان ناقص إلا يمد يده .. وخير يا طير انتظر بالشمس كم ساعة .. ليـــــــــــه أنا إلا قلت له ينتظر بالشمس ... رجــــــــــال آخر زمن .. يحطون حرررررررره شغلهم بزوجاتهم وعيالهم ..
استغفر الله العظيم ..
تركت هذي الافكــــــــــار ورجعت لشغلي بالمطبخ ..
جهزت السفرة على الطاولـــــه .. ورتبت الصحون .. وأحس حالي بأي لحظه راح ابكي .. لكني اصبر نفسي واستغفر ربي .. ماله داعي أكبر الموضوع وهو أصلا صغير ..
أي صغير يــــــــــا مريم جاي البيت معصب ويصارخ ويسبني .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. أنــــــــــا مدري أيش فيــــــــــه ها اليومين معصب .. وعلى أقل كلمه يثوووووور
ناديت على منـــــــــــار وملاك .. وخليت الخدامة تروح تشوف محمد لأنه نـــــــــايم ..
كنت آكل وأنــــــــــا سرحانة أفكر باللي فوق ... من طلع ما نزل .. كيفه مراح أنادية يتغذا معنــــــــــا .. هو إلللي زعلان .. ما أعتقد أنــــــــــــا زعلته بشي .. يبي يجي يأكل معنــــــــــا حياة الله مــــــــــا يبي كيفه ..
صحيت من أفكاري على صوت منار وملاك يتخانقون على العصير ... كل وحده تقول هذا عصيري ..
عصبت عليهم أنا ناقصتهم .. ما يوم يجلسون على السفرة وما يتخانقون .. كل وحده تقول هذا لي ..
صرخت عليهم : وبعــــــــــــــــــــــــــــــدين معاكم
بصراحة شكلهم كسر خاطري .. خافوا من صراخي .. وكل وحده جلست على كرسيها وتأكل وهي منكتمه .. وأحس كأنهم ما سكين دموعهم لا يبكون
ظليت طــــــــــول اليـــــــــــوم اشغل حالي بملاك ومنــــــــار ومحمد .. بس على شــــــان لا أروح غرفة النوم .. جـــــــــــاسم من جا العصر ودخل غرفته مـــــــــا شفته طلع منهــــــــــــــا .. ودي أروح لـــــــه أعرف أيش فيـــــــه .. لكن كرامتي صراحة تمنعني .. أخاف اروح له ويصدني .. وإلا فيني كافيني ..
بعد مـــــــــا علمت ملاك ومنار .. وجهزتهم لنوم .. راحت كل وحدة على سريرهـــــــــا .. هم ينامو مع بعض ويدرسوا مع بعض بنفس المدرسة والفصل .. مــــــا اتخيل ملاك تنفصل عن منـــــــــار .. أذكر بداية الدراسة أولـ أيامهم بأول إبتدائي كانت كل وحدة منهم بفصل .. منار بنتي مرضت من فراق أختها .. وطلبت من مديرة المدرسة تخليهم مع بعض .. والحمد الله اللحين تحسنت نفسيتهــــــــــا ..
جهزت مرايلهم .. على شان لا يتعبوني الصبـــــــــاح وكل وحده تتخانق على المريول وشريطة الشعر ..
منـــــار: ماما قولي لنــــــــــا قصة
رديت عليهــــــــا وأنا أطفي أنوار الغرفة إلا من نور خافت لأنهم يخافوا ينامو بالظلمى : حبيبتي مرة ثانية .. لازم أروح اشوف محمد
:
:
رحت لغرفة محمد الجديدة إللي عملتهــــــــــــــا له .. على شان جاسم ما يقدر يتحمل صياحه وقت النوم .. ناظرت فيـــــــــــه وهو نايم بهدوء ملائكي على سريره .. بسته على شفايفه .. ويده الناعمة ..
خلاص كـــــــل العيال ناموا .. مـــــــا أظن بقى شي اسويــــــــــه .. جا وقت المواجهه .. راح أدخل الغرفة ولا كأن هو موجود .. أغير ملابسي وأحط راسي على المخدة وأنام .. تتوقعين يا مريم تقدرين تنامي .. وأنتي عارفـــــــة أنه نايم جنبك ومتضايق ..
تنهدت بضيق .. وطلعت من غرفة محمد بعد ما وصيت المربية تدق على تلفون الغرفة إذا صحى محمد من النوم على شان أرضعه ..
الله يسامحك يا جاسم أنت إلا خليتني أحط ولدي عند الخدامات .. والله أنا مش مقتنعة
:
:
فتحت بـــــــــاب الغرفة بهدوء .. أكيد اللحين نـــــــــايم وما ودي أزعجه ..
انصدمت لمــــــــا شفته جالس على السرير ومسند راسة وظهره على خشبه السرير ..
تجاهلت نظراته لي .. ورحت ناحية دولاب الملابس .. أدور لي شي ألبســــــــه بها الليــــله الكئيبه..
لبست لي قميص نوم طويــــــــل حرير .. قررت أني أكلمه .. أصلا أنا أعرف نفسي مستحيل أقدر أنام وانا عارفة أنه زعلان ومضايق .. وراح أظل طول الليل أتقلب على السرير .. وإذا ضايقني بكلمه سحبت نفسي ورحت نمت بغرفة البنــــــــــات .. جلست على التسريحـــــــة .. أفتح بالدواليب واسكرهـــــــــا .. أحاول ألفت أنتباهه بأي طريقة .. أدري أنها طريقة سخيفة .. على أمـــــــل يحس فيني أو حتى يقول لي بطلي أزعجتيني .. لكن أبد لا حياة لمن تنادي .. ناظرت بصورته إلا انعكست بالمرايـــــــــــا .. حسيـــــــــت من شكله وملامح وجهه .. أنـــــــــــه مهموم عمـــــــري ما شفته مهموم بهــــــا الطريقة .. أيش إلا يخليه مضايق بها الشكل .. حتى بوفــــــــــاة بندر تضايق صحيح لكن مش بها الطريقة ...
رحت جلست جنبه على السرير .. وأنا ألم ثوبي وارفعه لنص الساق ..
نــــــاظرت فيــــــه بحنان .. شكله ابد مو حاس بوجودي .. نسيت كل الزعل إلا كان بقلبي
: جـــــــــــــــاسم أيش فيك .. إيش إلا مضيق خلقك
ناظرني بس ولا نطق بحرف واحد
قررت أكون أنــــــــا الحليمة وأحاول أكشف همه وضيقة أيش سببهم
: طيب أنسى أني مريم ، زوجتك حبيبتك ، أعتبرني صديق كتوم تفضفض له .. وصدقني ها الصديق مراح يقاطعك بالكلام ولا يعاتبك
ارتسمت على شفايفه شبح ابتسامة سخرية .. لكني قدرت ألمحهــــــــا ..
: طيب على راحتك .. لفيت الجهه الثانية وانا ارفع اللحاف .. ابي أنــــــــــــــام
جـــــــاسم : تدرين اليوم خاسر أكثر من 3 مليون بالأسهم .... السوق نازل نازل مررررررره الشباب نصحوني أبيع .. لكني عشت على أمل يرتفع .. لكن كل يوم ينزل عن اليوم إلا قبله
صحيح أني مش من السيدات إلا يدخلون بالأسهم .. لكن من إهتمام جاسم بالسوق صرت دايم أحط على العربية والإقتصادية .. وصرت أفهم بالسوق .. وكم مرة نصحته يبتعد عن الأسهم وصناديق الإستثمار .. لكنه ما سمع كلامي
حاولت ألقى كلام مناسب .. يخفف عليه ضيقته .. أدري أن المال عديل الروح .. حتى بالقرآن بدى المال على البنين .. المال والبنون زِينةُ الحياة الدُنيا..
: يــــــا جاسم المال يروح ويجي .. أهم شي صحتك .. الحمد الله حنا بعدنا بخير بيتنا موجود وعيالك حواليك .. ايش تبي أكثر .. غيرك خسر أكثر .. خسر بيته .. خسر زوجته وعياله
سمعته ينهد بضيق : الحمد الله على كل حـــــــــال
لكن يا مريم هذي خسارة مو سهله بالنسبة لي .. أكيد تجارتي راح تتأثر .. لأن السيولة مش متوفرة عندي حاليا .. دخلت بكل السيولة إلا عندي والباقي حطيتها بالعقار
رديت عليه أحاول أخفف عليه : ربك راح يفرجهـــــــــا أنشاء الله .. أنت أهم شي لا تشيل هم .. وربك يعوضك أنشـــــــــــــاء الله ..
سكت ما لقيت كلام أقولــــــــــــــــه .. ظليت أناظرة وهم هو يناظرني وهو ساكت
: تصبــــــــــح على .........
قاطعني ومسك يدي بإيدة الدافيــــــــــــه : أنــــــــــــا أسف على اللي صار اليــــــــــوم
رديت عليه بإبتســــــــامة : يـــــا جاسم أنا ماني زعلانه .. إللي ضايقني أني اشوفك مضايق ولا تجي تقولي .. أنا زوجتك ليــــــــه تخبي علي .. أكيد إلا يضايقك يضايقني .. وإلا يفرحك يفرحني .. والله حلالي كله تحت مداسك لو تطلب عيوني ما تغلى عليك
ناظرني بعصبية : مريم أنا ما شكيت لك الحال .. على شان تقولي لي هذا الكلام .. وفلوسك لك .. ولا أبيك حتى تلمحين حتى
رديت عليه : لكــــــــــــــــــــــ
حطت يده على فمي : خلاص قفلي الموضوع .. وصدقيني إذا احتجت راح اقولك
قفلت الموضوع .. لأني عارفة جــــــــــاسم .. لو يموت ما يأخذ فلوس من زوجته .. مع اني ما أشوف في فرق بينــــــــا .. لكن هذا مبدأه مستحيل يأخذ فلوس من عند زوجته ..
طول الليل وأنـــــــــا أفكر بطريقة .. أخلية يرجع يوقف على رجوله من أول وجديد من غير مـــــــــــــا يحس أني تدخلت بالموضوع
*
*
ريــــــــــــــــــوم
توني راجعة للبيت .. رحت اشتري كيك سوارية (صغير) اليـــــــــــــوم سلمى وأسيل راح يجون بيتنـــــــــــا .. على شان البندري توها راجعه من مكة .. مستحيل اعتمد على سايقنا الغبي .. وعبد الله ما عاد ينشاف بالبيت .. طلبت من الخدامة تجهز القهوة .. وترتب صحون التقديم ..
طلعت غرفتي أغير ملابسي .. قبل لا أدخل غرفتي .. طليت على البندري في غرفتهـــــــــــا شفتها لابسة ثوب صيني اسود .. صحيح أن الفستـــــــــــان حلو .. لكن ضايق خلقي وأنا اشوف اختي أغلب لبسها اسود .. ما علقت عليها .. ورحت غرفتي أغير ملابسي .. لبست لي ثوب نـــــــــاعم مع جاكيت قصير صيفي ..
ونسيت حالي وانـــــــــــا قدام المرايــــــا ارتب شعري .. ماله داعي أحط مكياج أنا حلوة من غير مكياج .. غير اسيل وسلمى جايين بيتنا .. مهم بغريبين
:
أسيـــــــل : ســـــــــــاعة .. ســـــــــــــاعة على شان الأميرة تجي تستقبلنــــــــــا
رديت عليهــــا وأنا اسلم عليها وابوسها : تعرفين البنات إذا جلسوا قدام المرايــــــــــــا ينسون عمرهم
أسيـــــــــل : أمن في هذي صدقتي
سلمى : كأنك ريوم ضعفانه
ريــــــــــوم : حرام عليك أنا ضعفانه .. إذا انا ضعفانه أيش تقولين على البندري
سلمى ناظرت بالبندري إلا استقبلتهم .. شكلهــــــــــــــا تغير مررررررررررة .. صحيح أن بعد ما رجعت من مكة نفسيتهــــــــا تحسنت .. على الأقل صارت تبتسم ..
لكن فقدت من ملامحهــــــــــا الكثير ....
سلمى وأسيل ما تركوا البندري بحزنهـــــــــا كانوا دايما متواجدين حولها يحاولون يخففون عليهـــــــــــا حتى وفاء إلا ساكنة بالخفجي زارتها كذا مرة
:
:
جلسوا كلهم بمجلس النساء .. البندري خلت جلستهم حميمية .. شغلت أنوار الأبجورة بس .. مع نور الأبجــــــــــورة الخافت وصبغ الجدار العنابي مع الذهبي والكنب النحاسي ... حسسهم وكأنهم جالسين بجلسة راااااااايقة
أسيـــــــــــل وهي تكلم البندري : حراااااااااااااااام عليك ، ليه تطفين الأنوار .. تبين تعميني .... أنــــــــــا ما أشوفكم كذا
ريوم : ايش تين بخشتنــــــــــا .. يعني من زينها
أسيل : كيف اسولف معكم
ريوم : انتي تتكلمي من عيونك والله لسانك
سلمى : هههههههههههههههههههههههه ... إذا تبين تقتلين أسيل عيشيهـــــــــا بجو رومانسي
ريوم : أيـــــــــــــــــــــــــــــــــه بس معنا ما تبي تعيش بجو رومانسي ... لكن مع حبيب القلب غيــــــــــــــــر
أسيل : أقول انكتمي ... ورفعي على الإضائة .. والله اللحين طلعت من بيتكم
ريوم وهي تروح ناحية الأبجورتين الموجودة : لا لا كل شي ولا أسيــــــل تزعل منــــــــا ... هذاني رفعت الإضــــــــاءة
:
:
البندري تعبانة توهـــــــا جاية من العمرة .. فأنـــــــا إللي قمت بضيافتهم .. وزعت عليهم الكيك السواريه .. وصبيت لهم قهوة .. طبعـــــــا الجلسة ما تحلى إلا بالقهوة العربية فنجـــــــــــــان ورا فنجــــــــــان
بعدهـــــــــــا قدمت لهم حلى مصنوع من عجينه السمبوسة وفوقة سكر أسمر ودارسين مع كريمة بيضا ... طبعــــــا أنا مزينته على شكل وردة دائرية ولافته بشريطة
: ذوقوا عمـــــــــــــل ادي واحيات عنيــــــــــــا
أسيل : مو معقوووووووووووول ريوم هي إلا عامله هذا الطبق
: ليـــــــــــه بالله طايحة من عينك ... تراني ربه بيت سنعه
أسيل : لا تخافين ترانا محنــــــــــا جايين نخطب
سلمى : هههههههههههههههههههههه ... لا لا أنا أشهد لحماتي ... ربه بيت سنعه
أسيل : لكن الحلا مش أنتي إلا مسوته
: خلااااااااااااااااااااص البندري هي إللي سوته وانا ساعدتها
شفت اختي ابتسمت على حركاتي وهبالي مع البنـــــــــات ... انشاء الله دوم اشوفها مبتسمة
أسيل : ههههههههههههه قولي كذا من الصبح ... لكن تسلم يدك يا عسل
رديت عليها : احم احم ... الله يسلمك
اللحين غيرتي نظرتي نـــــــــا حيتك
أسيل : أي نظرة
ريوم : والله كنت دايم .. أقولـ أنكم طقاقات مش دكاترة ... لكن طلعتي تفهمين بالذوق
أسيل وعينهــــــــــا مفتوحة : طقاقات مررررررررره وحدة
ريوم : أيــــــــــــــــه ايش فيهم الطقاقات ... والله يكسبون بالليله الوحدة أكثر منكم يا الدكاترة إلا تكرفون ليل نهار
سلمى : ههههههههههههههههههههههههههههههه ... ايه والله صدقتي
أسيل : تدرين ريوم والله حنا فكرنا بالموضوع ... نسوي فرقة الدكاترة .. لكن صراحة خفنـــــــــــا من مال الحرام
ريوم : أيـــــــــــــــــــه كل شي ولا فلوس الحرام
ريــــــــوم : ما قلتوا لي مـــــــا معكم دكتور حلو بالمستشفى .. شي ما شيات ... لان البندري ما منها فايدة كله مع الحريم
أسيـــــــــــــــل : ما قلت لكم عن قصة الدكتور الجديد
ريــــــــوم : أي دكتور !!! وسيـــــــــــم
أسيل عفست وجهها : أي وسييييييييييييييييم يــــــــا حسرة .. هيلقي .. بالله عليك في دكتور يلبس بنطلون بيج مع بلوزة برتقالية بالمستشفى تقوليــــــن يسوي دعاية حق عصير راني
ريـــــــــــــوم : هههههههههههههههههههههههههه .. وايش اسمة
أسيل : حتى اسمه يسد النفس .. اسمة مرعي .. ومسوي له لحية كأنه ماعز
البنــــدري: حــــــــــــــرام عليك أسيل تتريقي على الناس
أسيل : أنـــــــــا ما اتريق .. هو إلا يخلي نفســــة تريقة قدام الناس ... هي جات على لبسة بس .. تخيلي يا البندري أول يوم كان عنده مناوبة راز عمرة ومدري شنو
ويا زعم فاهم وهو إللي أخذ history from the patients
وفي الصبــــاح في الراوند مع الدكتور الكونسلتن .. يفتح الملف ..حضرته كاتب there is no cرواية ســــالفه عـــشــقonic medical illness
والمريضة كانت عندها peptic ulcer
ريــــــوم وهي مش فاهمه شي من إلا تقوله : ايش هذي ببتك السر إلا تتكلموا عنها
أسيل : يعني قرحة في المعدة ... وهو كاتب بالفايل انه ما عنده امراض مزمنه
.. عاد وقتها الدكتور قال bad intern
عـــــــــاد أنـــــــــا ما قدرت امسك نفسي وضحكت
البندري ابتسمت : الله يخس سوالفك يــــــا أسيل ... ما تبطلي من حركاتك
أسيل وهي تشرب من فنجانهـــــــا : متى راح تنقلي وتجين عندنـــــــــا
البندري: انشاء الله قريب ... لازم أخلص الروتيشن إلا عندي بالأول على شان أقدر أنقل
:
:
قضوا بـــــاقي الوقت بالسوالف والضحك .. البندري تغيرت كثير من جات من العمرة .. على الأقل صارت تجلس معهم وتسولف وتبتسم .. كانت من قبل لمــــــــا يجون يزورونهــــــا .. تظل طول الوقت سرحــــــــــانه وتائهه بنظرتهـــــــا وقليله الكلام .. حتى البنات لاحظوا التغير ..
أسيـــــل وهي توقف : طيب أنــــــــا أستأذن .. كحيلان ينتظرني برا
ريوم غمزت لهـــــــا : حركات .. يجي يأخذك بعد
أسيل : اسكتي بس ملوع كبدي .. صاير مثل ظلي يوصلني كل مكان
البنـــــدري ، وبصوتها حزن قدرت أسيل تحسه : يــــــا أسيل مراح تحسين بالنعمة إلا انتي فيهـــــــا إلا لما تفقديهــــــــــا ..
أسيل بمزح : يـــــــــا شيخة فراقـــــــــــــه عيــــــد
جابت لها ريوم عبايتهــــــــا .. لبستها وغطت وجههــــــــــــا وركبت السيـــــــارة .. كـــــــــان صوت أم كلثوم منتشر صداة بالسيــــــارة كلهــــــــا .. وكانه عطر وفاح برائحته
هجرتك يمكن أنسي هواك واودع قلبك القاسي
وقلت اقدر فىيوم انساك وافضى من الهوى كاسي
لقيت روحي في عز جفاك بافكر فيك وأنا ناسي
غضبت روحي على الهجران
وأنت هواك يجري في دمي
وفضلت أفكر في النسيان لما بقى النسيان همي
لو خطر حبك في بالي والا زار طيفك خيالي
حاولت أهرب م الأفكار اللي تشعلل نار حبي
وفضلت وانا بالي محتار في الحب بين عقلي وقلبي
وكان هجري عشان أنساك واودع قلبك القاسي
لقيت روحي في عز جفاك بافكر فيك وأنا ناسي
صعبان عليه أنه تمنى جنة قربك
ونال مراده وتهني بنعيم قربك
مش قادر أنسى رضاك أيام ودادك وقربك
لكن أعمل ايه وأنا قلبي لسه صعبان عليه
مــــــــا علقت مثل كــــل مرة واتذمر من صوت أم كلثوم .. يمكن لأن هــــــا المرة أثر فيني صوتهــــــــا العذب
تذكرت كلام البندري .. معقــــــولة راح أزعل وأضايق إذا تركت كحيلان أو حتى راح افقده بحياتي .. يمكن راح افقده لانه صار جزء من حيـــــاتي .. مجرد تعود .. ابتسمت .. راح افقد خناقي معــــــــــه .. دوم اجادله بالكلام حتى لو كان معه الحق .. اجد بمتعه غريبــــــــه وانا أجادله .. واحس بنشوة إذا انتصرت عليه بالكلام .. وسكوته .. معقولة يسكت ويسايرني على شاني بنت عمـــــــــه .. ويعاملني لاني أنثى وهو الجانتل مان .. ودي يـــــــــــوم يثور يعصب .. ينقهر من تصرفاتي .. عنــــــدي إحســـــــاس انه حياتنــــــــــا هدوء وعواصف .. لكن متى راح تطل علينا العواصف وأنفجر بوجهه وأطالبه بالانفصـــــــــــــال ..
أنــــــــا عارفة يـــا أم كلثوم أن قلبي قـــــاسي .. واني جــــــافه بمعاملتي مع كحيلان .. مع أنه أحيــــــــان يكسر خاطري .. لأنه عمره مــــــا عاملني معامله سيئة من ملكنـــــــا .. صحيح أنه أحيان يحاولـــ يفرض سلطته علي .. وأنـــــا اتجاوب معه مش خوف منــــه أو لأني ضعيفة شخصيـــــة .. لا ابدا .. أحاولـ أكون عقلانيـــــه .. ما أشعل النيران بينــــــــا من دون سبب .. هو يمكن يعاندني ويركب راسة ويأخذني لبيت عمي من غير زواج .. ويقدر يقنع أبوي بأي كلام ممكن يألفه .. الحيـــــــــاة عملتني أفكر مليون مرة بالخطوة إلا راح أخطيهــــــــــــا .. ما عدت أسيل الطايشة والمتسرعة .. لازم أفكر برويــــــــــــة .. وأنـــــــــا إلا راح أقرر متى راح يكون أنفصالنــــــــا .. وراح تكون ضررررررربة قووووووووية لك يا كحيلان .. أنا قلتهــــــــــــا كلمه .. موتك على أيدي يـــــــــــــا كحيلان
*
*
كحيـــــــــلان
آآآآآآآآآآآه عليك يـــــــــــــا أم كلثوم
لقيت روحي بعز جفاك .. بفكر فيك وأنـــــــــا ناسي
نـــــــاظرت بـــا الشمس إلا جالسة جنبي .. كلهـــــــــا أنوثة من راسهـــــــــا لسفل كعبهـــــــا ..ومحد ذابحني غير .. عينهــــــــــا الناعســـــــــه
رغم قسوتك وجفاك إلا أني اعشقك ... وهواك يجري بدمي ..
مهمــــــــا حاولت أهرب من هواك .. مــــــا أقدر تلاقيني أرجع مثل الأسير لحبك ..
مديت يدي أبي ألمس يدهـــــــــــــا .. لكنهــــــــا من حست بقرب يدي بعدت يدهـــــــا بسرعة وكأني لسعتهـــــــــا
أنــــــــا عارف أنه شعووووووور قاسي .. أنك تحب وإلا تحبه جالس جنبك وهو بعيد كل البعد عنك .. مو حــــاس فيك في دنيـــــــــــــــا بعيدة ..أنـــــــا قلبي يحترق وهي أبــــــد مش حاسة فيني .. ودي أعرف أيش تفكر فيـــــــــه .. أنــــــــا إيش أعني لهــــــــــا .. هــــل هي تفداني مثل ما أنــــا افداها .. هل أنا السما بعينها مثل ماهي سماي ؟؟؟ أحــــــاولـ أدور لها أعذار لجفاها معي ..
يمكن هي مش متعودة علي .. أحاولـ دوم أكون جنبهـــــا .. لكن هي تفضل السكوت على الكلام .. وحتى لما نجلس مع بعض نسولف بسوالف حيادية وممله :
مــــــــــا حسيت مع التفكير إلا خذاني وصوت أم كلثوم .. أنه وصلنـــــــا لبيت عمي .. قبلـ لا تنزل نـــــاديتهـــــــــــــا : أسيـــــــــــــــــــــــل
ردت بهدوء : خيــــــــــــــــــر
محلاها إذا هي هادية .. صوتهـــــــــا فيه دفا غريب ليتني أقدر أوصل لدفا قلبهــــــا أحس في شي شاغل تفكيرها . يمكن سالفة صديقتهــــــــــا
رديت عليها قبل لا تطفش وتتركني لأني طولت وأنـــــا سرحان بصوتها وشذى أنفاسهـــــا : بكرة أنــــــــــا عازمك
شفتهــــا عقدت حواجبها : أيش المنــــــــاسبة
رديت عليها بنفس الهدوء : بمناسبة عيد ميلادك
ناظرتني وهي رافعه حاجبها : وانت إيش عرفك بعيد ميلادي ، مـــــــا أذكر اني قلت لك عنه
كيف مــــا أعرف يوم ميلاد قلبي وروحي .. اليوم إللي انودلت فيه شمسي ونوري ، رديت عليها : سألت أختي وقالت لي
جاوبتني بهدوئهــــــــــا المعتاد : يصير خيـــــــــــــــر
هذا إلا قدرتي عليه يــــــــا أسيل توقعتك راح تفرحي .. ملامحك كانت جامدة .. لا تبين أنتي سعيدة ولا تعيسة .. بعد مــــــا سكرت باب السيـــــــارة شفتها دخلت البيت وهي سارقة قلبي معهــــــــــا
الله يحفظك يا قلبي
*
*
سلمــــــــــــى
الليـــــــــــــل طويل ..
على أللي يدور الدفـــــــا باحضان ها الليل ..
تحركت بملل بغرفتي .. اليـــــــــــوم رحت بيت البندري على أمل أشوف عبد الله .. لكني مــــــــــا قابلته .. ودي أدق عليـــــــــــة
مسكت جوالي بتردد وضغط على رقمة .. لكن باللحظة الأخيـــــــــرة غيرت رأيي .. أحس فشله اني أدق علية .. أدق عليـــــــــه أيش أقولة .. أقولة أني أشتقت لك !!!
داقـــــه أسأل عن أحوالك !!
هو لو يبي يسأل عني كــــــان دق على رقمي .. او حتى على الأقل كلم خواته وقال لهم سلموا على سلمى ..
:
:
فتحت لا بتوبي وأنـــــــــا متضايقة من نفسي .. أنـــــــــا عارفة اني انسانه خجوله .. مدري متى راح أتخلى عن خجلي الزايد .. ودي أصير مثل ها البنات الجريئات .. ودي تصير عندي الجرئة الكافيـــــــــــة وادق على عبد الله .. واتكلم معه بكــــــــل حرية
ما لقيت نفسي إلا وأنـــــــــا أضغط على قصيدة فتيل الشوق للأمير سعد آل سعود
انا المصباح..وانت الضي من ضيع فتيل الشوق
ومن عاش بعتيم الوقت والظلمى ..بلا ظلمى
آآآآآآآآآآه وينك يـــــا عبد الله ... معقولـــــــه فتيل الشوق إلا اشتعل بيـــــوم بينــــا انطفى .. ويـــــــــــن اختفت امنيتي الوليدة .. معقوله الظلام عاد ليخيم دهاليز روحي
رفيق الليل والدمعة ترى بعض الشعور شروق
ومن يفقد نظر عينه..يحس ان النهار أعمى
وينـــــك يا رفيق الليل ..
معقــــوله نسيت تلك الأمسية الحميمة ..
أعتبرهـــــا أجمل أمسية قضيتهــــا بحياتي ..
انت اخترقت روحي من غير إستأذان ..
عزف مشاعرك لي ذالك اليوم كان جميل ..
حسيت وأنـــــــا جالسة معك وكأني أعرفك من زمــــــــان ..
استغربت من نفسي وأنـــــــا افتح لك قلبي وأحكي لك عن كل شي كان يؤرق حياتي ..
حسيتك قريب مني بفكرك وإحساسك
لهيب الشوق يحرقني لك .. مــــــــــن وفاة بنـــــدر ما عدت سمعت صوتك .. وينك يــــــا رفيق الدرب ادري انك تشتكي لهيب النار بصدرك على فقد الغالي .. ودي أواسيك لكن أنت مـــــــا اعطيتني فرصـــــة ..
رماد العمر لو ينطق غدت كل الليالي حروق
رفيق الدرب لا تشكي لهيب النار وانت الما
انا وانت وبقايا نخلة عاشت بدون عذوق
يغذينا الصبر لكن ...مصيبة فاقد عظمى
انا وانت نخله .. ها النخله عايشة على أمل تسقيهــــــــا حتى تدب في عروقها الحياة ..
ادري انك حاس ببعادنا .. لكن أنــــا متأكده ان البعد يربطنا ..
وأنــــــــا عايشة على أمل يأتي الفرج ونعيش اللقـــــا ... ويصبرنــــا على فقد غالي ..
يمكن أنـــــا حاسة بشعورك .. ومقدرة صمتك وسكوتك .. لأني جربت مصيبه الفقد ..وصحيح من قال من يفقد نظر عينه أهون من يفقد شخص عزيز وغالي
بدنيا كلها غربة.. ينادينا وطن وعروق
شعور البعد يربطنا وسيرة بعضنا تدما
رغم بعدك .. إلا أن البعد يربطنا .. حـــــاسة بالألم إللي تحسه .. يمكن لأني جربت شعووووووور فقدان شخص غاااااااااالي
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
( الجـــــــــزء السادس عشر )

دلالـــــ
صحيت على صوت المنبـــــــه ... قمت من النــــــوم وأنـــــــا أحس بنشـــــاط يعتريني .. بعــــد ما أخذت لي شاور ولبست ملابسي .. طلعت من البيت رايحـــــــه لجمعيــــه فتاة الخليج ...
صـــــار لي تقريبــــا أسبوع من بدأت الشغـــــل في الجمعيـــــة .. إحســـــاس جميل لما يصير للإنســــان كيان خاص فيـــــه .. مبلغ مالي يستلمه نهاية كل شهر حتى لو هـــــذا المبلغ بسيط .. ولا جلســــــة البيت إلا كانت راح تقتلني ... يمكن الكل يستغرب كيــــف أن أبوي وافق أني أشتغــــل .. أنا أظن أنه وافق بعد ضغط مني ومن أختي ضحى إلا ساعدتني .. وخصوصا أني حسيت أنه مل من الجـــــدال المستمر بيني وبين زوجتـــــه .. أبوي كبر بالسن ومـــــا أظن صار يتحمل الخناق والمناقر كــــل يوم .. الواحد كل ما كبر بالسن يميل للهدوء والراحــــة.. والله أعــــلم يمكن زوجه أبوي خافت أن أبوي يروح يدور على زوجه ثــــــانية تريحه .. زواجي من خـــــالد علمني درس بالحيــــــاة .. أني مـــــــا استسلم بكل سهوله لليأس إلا ممكن يحطمني .. صحيح أني بالبداية تأثرت بطلاقي .. لكن مع الوقت إكتشفت أن كل دمعه كـــــــــــانت تطيح من عيني بسبب خالد .. كـــــــــان هو بعد يطيح من عيني .. ليـــــــــــن مـــــــــا صار ما يعني لي شي .. تعبت وانــــــا اشوف النــــاس تمشي قدامي .. وأنـــــا واقفه مكاني أنتظر من يصافحني .. تعلمت أكون قـــــاسية مع الناس إلا تستاهل القسوة
لا تلوم هذا الزمن مــــــــــا للزمن عشرة .. حتى ولو صافحك كم يـــوم بكفوفه
مـــــا كل شهر يمـــــر يوافقك بدره .. البــــــــدر وقت الكسوف شلون بتشوفه
شف من تحبه وعطه النور والشهره .. وقم من مكــــانك قبل لا يطول وقـــــوفه
لا يغرك البـــــحر مـــا فـ البحر ذا قطرة .. ترويك من ها العطش لو كان من جوفه
:
:
:
نزلت من السيــــــارة ودخلت الجمعيـــــة .. كل البنات الموجودات هنـــــا حبوبات .. يتعاملون معي وكأني أختهم .. حسيت أن البنات الموجودات هنــــا كلهم على قلب واحد .. حسيتهم جد وكأنهم عـــــائلة وحده .. يمكن هذي الألفه والمحبه أنــــــا مفتقدتهـــــا .. والله لولا وجود أختي ضحى معي بالبيت والله من زمـــــــــــــــــان أنـــــــــــا طفشت .. بعــــد ما نزعت عباتي وطبقتهــــــا .. رحت ابتدي شغلي .. بروح جـــــادة للعمل
*
*
أسيـــــــــل
يـــــا ربي صار لي ســــاعة أعلم في ها الغبي كيف يكتب surgical note ولا هو راضي يستوعب معي .. أنــــــــــــا ما أدري كيف ها الجامعات تخرج دكاترة مثله .. الله يذكر جامعتنـــــا بالخير .. كيف أن امتحاناتنـــــا صعبه .. تطلع النجـــــاح من عيونــــا .. حتى أنهـــــا تجيب لنا بإمتحان الجراحة .. نكتب surgical note
وكأن حنــــــــا راح نتخصص جراحــــة
: ركـــــز معي يـــــا دكتور مرعي .. تعمدت أشدد بإسمه
مرعي : طيب جيبي لي مثـــــال
اللهم طولك يـــــــــا روح : يعني مثلا عندك appendectomy ( عملية استئصال الدودة الزايدة )
You start cut from skin until you reach the peritoneum
وأنــــــــا أكتب له اسمــــاء layers ( الطبقات) على الورقة
وطبعا تشرح إيش شفت داخل بطن المريض .. وبالنهاية تبدأ طبعا تسكر كل طبقة بروحهــــــــا وتعددها from peritoneum to the skin بالعكس
وأنــــــــا أناظر في وجهه : فهمت علي
مرعي : ايه فهمت اللحين ..
لاحظت أنه في باله سؤال : عندك سؤال تبي تسأله
مرعي : لا بس ... امممممممممممم .. يـــا أسيل شكل يدك وأظافرك مرررررررررررره حلو
ناظرته منصعقة من كلامة .. والله لو ما أنا محترمة المكان إلا جالسة فيـــــه .. كان اللحين كف على وجهه يسنع وجهه : على مــــــــــا أظن يا دكتور أنـــــــا مش جالسة معك على شان تتغزل فيني .. أنا جالسة أعلمك .. واصلا هذا الشي مش من واجبي .. يعني يــــــــــا تحترم نفسك والله تقوم تعطيني مقفاك أحسن
مرعي جات له خيبه أمل : أسف .. والله ما كان قصدي
علي هذي الحركات ما كان قصدك .. والله لو ما الدكتور طلب مني أعلمك .. والله انت مو بكفو الواحد يعلمك ... رديت عليه من غير نفس .. على شان اخلص منه وافتك : طـــــــــيب خلنا نرجع نكمل
:
:
:
صــــــــار لي ســــاعة أدق على أسيــــل على الجوال يطلع لي مغلق .. أمي تنتظرني بقسم العيادات الخارجية .. أبيهـــــا تكلم الدكتور المختص على شان يقدم الموعد .. أو حتى يمكن تتوسط عند الدكتور يستقبلهـــــــــا من غير موعد ..
أضطريت اركب لقســـــم الجراحة .. راح اسأل عنهــــــــا هناك بالأجنحة .. أول مــــــــا فتح اللفت شفت لافتــــــه لــ قسم جراحة الحريم .. خطر على بالي أنهــــــــا ممكن تكون موجودة هنــــــــــــا ..
رحت نــــاحية الجنـــــاح .. كان القسم هادئ .. وصلت لقسم النيرسات .. كان المكان مرتب باللون الأخــــضر الفاتح يبعث في النفس الراحة ..
لكن لفت نظري منظـــــــر دكتور جالس جنب دكـــــتورة .. الدكتورة كانت معطيتني ظهرهـــــــــــا .. شكلها مش غريب علي .. لبست نظارتي الطبية إلا معلقة بجيبي .. على شان أركـــــــــز بالشكل ...
" أسيـــــــــــــــــــــــــــــــل "
ألتفتت لي وهي منصدمــــه ... أكيــــــــد منصدمة ما توقعتني أجي بها الوقت المستشفى واشوفهــــــــــــا جالسة مع ها الدكتور .. وإلا قاهرني أنهم جالسين بروحهم هنـــــــــــــا بها المكان الهادئ .. ولا في أحد حولهم من النيرسات .. لأاني أظن هذا وقت بريك الغذاء .. يعني ليــــــــــــــــه ما جلست بالكفتريـــــــــــــا !!!
أسيــــل ، لمـــــا وصلت لعندي : خير كحيلان .. إيش إلا جايبك بها الوقت المستشفى .. عمتي .. عمي فيهم شي
مسكت يدهــــــــا بقوة .. وسحبتها .. وطلعنا من القسم ..
أسيــــــــل : آآآآآآآآي آلالمت يدي .. أيش فيك انت !!
رديت عليهــــــــا .. وأنـــــــا أحاول أمسك أعصابي بقدر ما أقدر : ميــــــــــــــن هذا إلا كنتي جالسة معه ؟؟
نــــــــا ظرتني نظرات ما فهمت إيش معنـــــــا ها : يعني اللحين جاي على شان تسألني هذا السؤال
رديت عليها : لا تجاوبيني سؤال بـــ سؤال ... منو هذا إلا معك
أسيل بغيض وهي تضغط على اسنانهــــــا : دكتور زميل .. طلب مني الدكتور الإستشاري أعلمه شغله ... فيهـــــــا شي هذي
ضغط على يدي بقوة : وليــــــــــه جالسين هنـــــــــا بروحكم ... وهذا الدكتور ما لقا غيرك تعلميــــــــــــــة
أسيـــــــــل : كحيلان ... مـــــــاله داعي ترفع صوتك .. لا المكان ولا الوقت منــــاسب على شان نتكلم .. بالبيت نتفــــــــــــــاهم
رديت عليهـــــــا : طيــــــب يــــــــــــــا اسيـــــــــــــل ... طيب
ومشيت عنهـــــــــــا قبل لا أنفجر بوجههــــــــــــــــــــا .. اصلا نسيت السالفة إلا كنت جاي لهــــــــــــــا .. ونسيت أن أمي تنتظرني ..
*
*
مــــــريم
أضطريت أكذب على جـــــاسم وقلت له أني راح اروح مع أختي السوق .. لكن أنـــــــا رحت البنك وأخذت كل الذهب والمجوهرات إلا عندي بصندوق الأمانات إلا بالبنك .. ورحت لمحــــــــــل ..... الذهب والمجوهرات .. ها المحل أمين واثق فيـــــــه .. ودائمـــــــــا أتعــــامل معــــــه
الحمد لله أن سعـــــر الذهب مرتفع .. يعني جــــــــــابت لي مبلغ محترم .. اكثر من قيمه الذهب لمـــــا شريته .. ومع الفلوس إلا عندي بالحســــــــــاب .. راح يقدر جـــــاسم يوقف على رجوله مره ثــــــانية صحيح يعـــــز على المرة تبيع ذهبهـــــــــــــا .. لكن مــــا يهون علي أشوف جـــــاسم متضايق ومهموم
لكن !!!
هـــــل راح يقبل هذي الفلوس من أختــــــــه أم عبد الله ..
أنــــــــــــا مستحيل راح يقبل يأخذهــــــا مني لكن يمكن يأخذهــــــــــا من ام عبد الله
:
:
وصلت بيت أم عبد الله ... نزلت من السيــــــارة وطلبت من السايق ينتظرني لأني مراح أطول ..
أستقبلتني أم عبد الله : هـــــــلا مريم ... حياك
رديت عليهــــــا : اعذريني يا أم عبد الله ... البنـــــات راح يطلعوا من المدرسة بعد شوي لازم أروح أمر عليهم .. بـــــــــــــس أنا جاية بقيتك بكلمة رأس
أم عبد الله : طيب أنتي تفضلي .. أشربي لك عصيــــــــــــر
أنحرجت ، وما عرفت اردهـــــــــــا .. دخلت معهــــــــــا لصــــــاله .. وجابت لي عصير .. أنــــــــــا منحرجة ماني عارفة كيف أفاتحهــــــــــا بالموضوع .. مدري إلا راح اسوية غلط أو صح
: يــــــــــــا أم عبد الله أنـــــــا جاية لك اليوم بقيتك بحاجة
أم عبد الله وهي تحط العصير إلا بيدهـــــــــا على الطاولة : آآآآآآآمري يا مريم ... لا يردك إلا لسانكـ
: اممممممممممممممم ... بصراحة أنا جاية لك اليوم بعطيك هذا ... مديت لهــــــا الظرف .. أبيك تعطية أخوك جـــــاسم .. ومــــا أبيه يعرف أنه مني
لاحظت أنه نـــــاظرتني بإستغراب : أيـــــــــــش فيه هذا الظرف
رديت عليهــــــا .. بحيث ما ابين لها أني بعت ذهبي : هذا فيــــــــــــه فلوس .. بصراحة جــــــــاسم يمر بأزمه مــــــالية .. وصار له كم يوم مهموم ومضــــايق .. حاولت أعرض عليه يــــأخذ من فلوسي ويبتدئ من جديد .. لكن انتي تعرفيـــــن أخوك أكثر مني .. رفض يأخذ مني قرش واحــــــــد ..
أم عبد الله : توه جــــــــاسم زايرني أمس مـــــــــا بين لي شي !!!
رديت عليهــــــــا : انتي تعرفين أخوك مـــــــا يحب أحد يدّخل بشغله وبمشاريعه .. فــــــــأنا قلت لو انتي تفاتحينه بالموضوع وتعرضين عليه المساعدة على أن هذي الفلوس فلوسك .. ومـــــــا أتوقع أنه راح يردك .. أنتي أخته الكبيرة
أم عبد الله : واللـــــــــــــه مدري أيش أقولك يـــــــــــا مريم .. لكن بحاول .. أنتي عارفه جاسم من يوم يومه عنيـــــــــد .. وما يقبل مســــــــــاعدة من أحد
مسكت شنطتي وأنـــــــــا قايمة : الله يعــــــافيك يــــــــا أم عبد الله حاولي .. على شان خاطري
أم عبد الله جات ومسكت يدي : والله أنك أصيـــــــــله يا مريم .. وانتي لا تشيلي هم .. إنشـــــــــــــــــاء الله مــــــــا يصير خاطرك إلا طيب
:
:
طلعت من عندهــــــــــــا وأنـــــــــا أحس براحة .. عندي إحســـــاس ان جاسم راح يقبل الفلوس من أختـــــــــــه .. أهم شي مــــا يعرف أن هذي الفلوس جـــــاية من طرفي .. على شان لا يزعل علي
:
:
بعد كذا أم عبد الله دقت على أخوهـــــــــا ... طلبت منه يجي يتغذا عندهـــــا ..
جاسم رغم انشغاله لكنه مـــــا قدر يرفض طلب أختـــــه ..
كلهـــــا كم ســــاعة إلاهو واصل بيت أختـــــــه .. دخل من البوابة الرئيسية ... ووقف سيـــــارته في المواقف إلا على جانب البيت .. وهو نـــــــازل من السيارة دق على مريم
جاسم : هـــــــلا مريم أنــــــا راح أتغذا عند أختي أم عبد الله .. تــــــــامرين على شي وأنــــا جاي البيت
مريم : لا سلامتك .. وبالعافيــــــة عليك
بعد ما سكر من عندهـــــا دخل البيت .. رحبت أم عبد الله فيــــــه .. جلسوا في الصالة يسولفوا بمواضيع مختلفه ... مـــــــا حبت أم عبد الله تفاتحه بالموضوع إلا بعـــــد الغذاء
إلا بدخله ريــــــــــــوم جاية من الجامعة : هـــــــــلا هلا خالي .. أشوف البيت اليوم منور
ضحك خالها على كلامهــــا : آآآآآآخ منك يا ريوم ومن عيارتك ... البيت منووووووور بأهله
ريــــــوم : إلا وين مريووووووووم والبنات
جاسم : منو هذي مريوم
ريوم : زوجتـــــــــــك !!
جاسم وهي يقرص خدودها : مريوم بعينك ... رابية معك في الحارة .. هذي خالتك مريم
ريوم تمثل الزعل ومـــــاده بوزهــــا : انشـــــــــاء الله
أم عبد الله : ريوم روحي بدلي .. ونادي أختك نرجس وحور .. وبلا هذرة مالها فايدة
ريوم ركبت الدرج وهي تتحنطب : أمي دوم مفشلتني .. ولا هي عاطتني قيمــــة
جاسم ضحك على سوالف ريوم : والله هــــــا البنت سكر البيت ... الله يخلي البنات لك .. وعقبال مـــــــا تفرحين فيهم
أم عبد الله : أنشاء الله بحياتك
:
:
بعد الغذاء .. جلسوا كلهم قريب من حوض السمك ..
ريـــــوم : كيف يا خالي البزنز معك
لاحظت أم عبد الله أن ملامح جـــــاسم تكدرت : بخير ..
ريــــــوم : والله في النهــــــــاية شكلي بترك تخصصي .. وبدرس بزنز .. بجمع لي فلووووس وبصير مليــــــــار درية
جـــــاسم : أنتي على بـــــالك البزنز .. سهـــــــل .. كله وجع راس وهدك
تلاحقي هذا .. وتطالبي هذا بالفلوس .. وإلا يتأخر بالدفع .. شغل يشيب الراس
أم عبد الله حست أنه الفرصة منـــــاسبة تفاتح أخوهــــــا بالموضوع
أم عبد الله : ريـــــــــــوم أشوفك جــــــالسة !! ... مــــــــا وراك دراسة
ريــــــــوم بحماس: لا يمـــــــــه أنا بكرة أوف ..
أم عبد الله : طيب روحي راجعي دروسك
ريــــــــــوم بدلع : يــــا ماما أنتي أيش فيك .. الواحد مــــــا يصدق على الله يصير عنده أوف ... لفت على أختهــــــــا نرجس وبدفـــــــاشة .. انتي يــــــــا الله يـــــــا الله على غرفتك ذاكري ... بنات آخر زمن
مسكينه نـــــرجس قامت بكل هدوء ومن غير ما تجادل أختهــــــــا
أم عبد الله : طيب ماما روحي جيبي حق خالك شاهي
ريوم وهي تنادي بصوت عــــــــــالي : يــــــــــــــــــــــــــــــــــــا مدري شسمك ... جيبي شاهي
أم عبد الله ، وبزمرة : ريـــــــــــــــــــــوم قومي أنتي .. دام النفس عليك طيبه
ريوم تأففت داخل نفسهـــــا : انشاء الله يمة ... كل شي ولا الوالدة تزعل علينـــــــــا
ريوم وهي واقفه ، وبإبتســـــــــــامة عريضة : تبون أجيب مع الشاهي كيك .. ولا بقلاوة
أم عبد الله : جيب إلا تجيبين بــــــــــــس فارقي
ريوم فهمتهـــــــــــا ومشت ببرود للمطبخ .. على وعسى تسمع شي من الســـــــالفة .. لكن للأسف أم عبد الله أنتظرهـــــــــا لين تدخل المطبخ ..
لفت على أخوهــــــــا : إلا مـــــــا قلت لي يــــــا جاسم أخبـــــار الأسهم .. اشوف السوق نــــــازل ها اليومين
جــــاسم تنهدت ، وها التنهيدة ما فاتت أم عبد الله : خليهــــــــــا مستورة يـــــا أم عبد الله .. الأسهم تعبتت نـــــــاس كثير .. وأنا منهم
أم عبد الله : أنت لا تشيل هم .. أنــــــا عندي أمل ترتفع الأسهم
جـــــاسم : مـــــا ضنتي يا أم عبد الله .. السوق طايح طيحة شديدة .. خسرتني إلا وراي وقدامي
أم عبد الله بخوف : لا يكون أنت راهن بيتك
جـــــاسم : لا ما جنيت لحد اللحين على شان اسوي هذي الحركة
أم عبد الله : الحمد الله ... والله أهم شي الواحد جالس ببيته والله ساتر عليـــــة .. أنا اسمع قصص عن الناس إلا راهنين بيوتهم وتبهذلو في الشقق والإجار
جاسم : الله يفرج عنـــــــا وعن جميع المؤمنين
قــــامت أم عبد الله .. لدولاب قريب من الطراز المصري العتيق .. فتحت الدولاب وطلعت منه ظرف ..
راحت لعند الجلسة الخيزران إلا جالس عليهــــــــــا جاسم : تفضل يــــــــا أخوي .. واتمنى مــــــــا تردني
جاسم استغرب: شنو هذا يــــــــا أم عبد الله
أم عبد الله : هذا مبلغ بسيط تفك فيـــــــــه ضيقتك
جاسم وقف : لا تزعليني منك يـــــــا أم عبد الله
أم عبد الله : أنت يا أخوي لا تزعلني منك .. وهي تناظر يدهــــــا الممدودة .. تردني يـــــــا أخوي وأنـــــــا أختك الكبيرة
جاسم : يا ام عبد الله ما أقدر أقبلها منك
أم عبد الله : والله تــــــــــأخذها مني .. والله
تراني حلفت .. إذا ما اخذتهـــــــا مني مالك مطب في بيتي
جاسم : أنتي كـــــــذا تحرجيني
أم عبد الله قربت منه وحطت الظرف في جيب ثوبه : اعتـــــــــبره دين .. وقت ما يصير عندك رجعه لي
*
*
توني طــــــــــالعة من الحمـــــــــام لابسة الروب ولافه شعري بالفوطة .. فتحت دولاب الملابس أفكـــــــــــر إيش أللبس .. ارسلي كحيلان مسج أنه راح يجي البيت الســـــاعة 6 ..
بمـــــــــا أن اليوم مناسبة ذكرى ميلادي .. راح أللبس لبس مختلف .. غير عن إللي ألبســــــه دايم قدامة ... والله أحيـــــــــــان أضحك على شكلي أحس حالي من BOY STREET
تــــذكرت أني توني شــــارية لي فستـــــان سكري نــــــــــاعم حيل .. يصلح لهذي المناسبات ..
:
:
نـــــــاظرت بنفسي للمرة الأخيرة بالمرايــــــــــــا بغرور .. راضيـــــــه عن شكلي .. فستان سكري قصير بربطة سودا تحت الصدر .. وشعري من قدام سويته بف وباقي الشعر ربطة على شكل ذيل حصـــــان بشريطة سودا.. أعطاني شكل طـــــــــفولي
:
:
اليـــــــــــوم قررت أني أغير معاملتي مع كحيلان .. راح أتخذ أسلوب الدلع والغنج .. راح اكـــــــون مثل اللبوه إللي تمشي بخطواتهــــــــــا واثقه وتعرف زين متى تنقض على فريستهـــــــــــــا ... واثق الخــــطوة يمشي ملكا يــــــــا أسيل
دخلت المجلس وأنــــــا أدفع العربــــــــة الخشبية إلا فيهـــــــــا الحلى والعصير ..
لاحظت أنه عيونه اتسعت وفتح فمـــــــــه أولــ ما دخلت عليه .. هذا إلا كنت أبيـــــــــــ أوصولة .. ينبهر بشكلي .. هو مـــــا تعود يشوووووفني لابسة هذا اللبس ..
تعمدت أقدم له عصير التفــــــــاح بكل نعومه .. مع اني أكرة هذي الحركات الدلع .. لكن على شـــــــان تكمل خطتي .. موتك على إيدي يـــــــــــا كحيلان
لمست أطراف أصـــابعه يدي .. حاولت أكون قوية ومـــــــــا أبين تأثير لمسته ..
بعد كذا جلست على كنبه منفردة .. وحطيت رجل على رجــــــل .. لاحظت أنـــــه يدور شي
قلت له :خيــــــــــر كحيلان في شي ... تدور على شي
رد علي وهو مرتبك : هـــــــــــــــاه لا لا في شغله نسيتهـــــا بالسيارة بروح اجيبهــــــــــــا
هو طلع من هنــــــــــــا .. أنــــــــــا انفجرت من الضحك من هنـــــــا .. يا ربي شكله تحّــــــــــفه .. ومصدق عمــــــــــــره جايني كاشخ بالسكبة السعودية .. صحيح كــــــل بنات خالتي وبنات عمي يحسدوني عليـــــــــه .. وعلى وسامته .. لكن أنا كل هذا ما يهمني ..
رحت بسرعة جهت المرايا أعدل كحلي إلا خرب من الضحك .. رجعت وأنـــــــــا أمشي بكل دلع وصوت كعبي ينسمع مع كل مشية أمشيهـــــــــــــا ... لأني سمعت صوت دخلــــته للمجلس .. مدري أيش إلا خلاه ينسى اشيـــــــــاءة .. تلاقينه أكيد نــــــاسي مفتاح سيارته بالسيارة
مـــــــــا أمداني أجلس على نفس الكنبة ... إلا شفتــــــه يمد يده بعلبـــــه مغلفه بتغليف أحمـــــــــر وشريطة ذهبيه
سمعتــــه يقول لي .. في وقت ذهولي بها الهدية !! وأيش مناسبتهــــــا : هذي هدية بسيطة بمنــــــــــاسبة عيد ميلادك
ابتسمت له من غير شعور .. مــــــــا توقعت ها اللفته اللطيفة منه
كحيلان : افتحيهــــــــــــا .. وقولي لي رايك ؟؟
وكاني ما صدقت قال لي أفتحيهــــــا .. فتحتهـــــا وكان عندي إحساس إنهــــا ممكن تكون غرشة عطر
لكني أنصعقــــــــت !!!
لما إكتشفت أنها علبه لخــــــــاتم .. وهذا الخاتم عبارة عن خاتم سوليتير
أصلا من كثـــــر ذهولي مــــا حسيت أنه سحب الخاتم من العلبة .. وأخذ يدي من حجري .. ولبسني خاتم السوليتير بنفس الإصبع إللي لابسة فيه الدبله
بصراحة أنـــــــــا مش منبهره بلمعه Diamond الألمــــــــــــــــاسه الكبيرة ..
أنـــــــــا إلا شال لساني .. أني ما توقعت هذي الحركة أبد من كحيلان .. أنه يكون ذوق بهذي الطريقــــــة .. يمكن هو يبي يطبق نظريه إذا تبي تمتلك قلب المرأة أمتلكها بالماس
والحـــــــــركة إللي شلت كل الحواس فيني .. أني شفته يبوس أصبعي ويقـــــــــول لي : كــــــــــــــــل عـــــــــام وانتي حبيبتي
كــــل علامات التعجب انرسمت بوجهي ..
أولـــ مرة أحس بحياتي بشعور إللي تقول عنه البندري .. أن الجو حواليك حــــــــــــــار .. وأن انتحرت كل الكلمات في هذا الموقف أحس بسخوووووونه بكل جسمي .. أولـــ مرة بحياتي أحس أني خجلانه من شخص قدامي .. ومن هذا الشخص .. كحيــــلان !!
*
*
مـــــــا أجمل عينيك حين يغفو فيهمـــا المساء
تصبحين في لحظة أميرة النســـــــــــــاء
أقف أمامك وقفه الأطفــــــــال الاشقيـــــــاء
كل شيء فيك يصرحُ أنك حـــــــــــــواء
في عينيك لؤم الثعالب طهر الأنبيـــــــــاء
أيـــــــا امرأة تنطق على لسانهــا ملائكة السمـــــاء
أيــــــا امرأة لأضاءت في الروح عواطف ظلمــــا ء
كوتني بنــــــــارها وقالت من الكي ياتي الشفـــــاء
مدري كم مضى من الوقت وعيني معـــــانقة عينهـــــا .. أحسست نفسي وكأني طفل شقي ينـــــاظر حواء إللي واقفه قدامه وتصرخ أنوثة لكن بعينيهــــــــــا لؤم وطهر .. مـــــــا هذا التناقض ..
أسيــــــــــل ملكي .. طفلتي .. وماراح أسمح لأي أحد يقرب منهــــــا .. أنــــا من البداية مش عاجبني اختلاطها بالرجال .. لكني تحملت وصبرت .. وأظن على الموقف إلا صـــــار اليوم .. جــــــــــاء الوقت المناسب
هدأت ثـــــــــورة العيون ... فــ في عينيهــــــــا بدايتي .. لكن على شنو راح تكون نهــــايتي
ها المرة جلست جنبهـــــا ، وقررت أفاتحها بالموضوع : أسيـــــــــل ودي أتكلم معك بشي يخص مستقبلنــــــــــا
ناظرتني بنظرات فارغة ، ما فهمت هل هي تحثني على الكلام او لا ... لكنها ردت بهدوء : خيـــــــــــر
: بصـــــــــــراحة يــــــــا أسيل ودي لمــــــــــا نتزوج تتركين شغلك وتتفرقين لبيتك ولعيالك في المستقبل ... بصراحة أنــــــــــا مش عاجبتني فكرة أنك تختلطي بالرجال ..
أسيــــــل ، تحركت من مكانها ووقفت وكأن لسعتهــــــا أفعى : لحـــــــــظة .. لحــــــــــــــظة ممكن تعيد كلامك .. يمكن أنــــــا عندي خلل في السمع
قربت لي أذنهــــــا .. تبيني شنــــــــــــــــــــــو ... اترك شغلي بالمستشفى ..
ويــــــــــن على الله تبيني أشتغل أنشـــــاء الله
رديت عليها ، وانا احس بديت اتنرفز من لهجتها : أي مكان ما تخطلتي فيه بالرجال .. مثلا المراكز الصحية .. تتخصصين تخصص يكون بعيد كل البعد عن الرجال ..
وايش فيهـــــــــا لو جلستي بالبيت واهتميتي بزوجك وعيالك
رفعت صبعهــــــا السبابة وهي تأشر علي : اللحين أنت .. يــــــــا لي متخرج من احسن جامعات بريطانيا هذا تفكيرك
مسكت أعصابي ، حركتها وهي تاشر علي وكاني حشرة نرفزتني أكثر .. لكن تعوذت من ابليس ماله داعي تخرب هذي الليله بالخناق .. التفاهم يمدحونه : يــــــــا أسيل تعوذي من ابليس وتعالي أجلسي ... خلينا نتفاهم بهدوء
أسيل ، مــــــــا عادت قادرة تمسك أعصابها خلاص ، كلامه ، القشة إللي كسرت ظهر البعير ، وصرخت بأعلى صوتهــــــــا : نتـــــــــــــــــفاهم على شنووووووووووووووو .. كلامك واضح مثل وضوووووح الشمس جاي لي اليوم تبي تغريني بها الخاتم .. على شـــــــــــــان تطلب مني اترك دراستي إللي تغربت على شـــــــانها ... تهجد صوتهــــــا ..
إللي ظليت أكثر من 6 سنوات متغربه على شان احقق حلمي .. بكــــــل سهوله... بكل بســــــــــاطة جاي تطلب مني اتركة .. انت شنو مــــــــــا تحس .. مــــــــا همك إلا نفسك ... ما قدرت أسيل تمسك الدمعتين إلا بعينهـــــــــا أكثر ... مشـــــــــــاعري وأحـــــاسيسي ما إلهم أي قيمــــــــــة عندك .. مو مهم أنــــــا شنو أحب .. مو مهم أنــــــــــا شنو أبي .. كلكم تبون تحركوني مثل الدميـــــــــــه عندكم

بحـــــــــه صوتهـــــــــا وبكائهــــــــا ... قتلني حطمني .. أولـــ مرة بحياتي أشوف أسيــــــل بهذا المنظر ... ضعيـــــفة .. محطمـــــــــــة .. معقولة أنـــــــــا إللي حطمتها بكلماتي .. معقولة أنـــــــــا أناني مثل ما تقول .. معقولة أنـــــــــا ما افكر إلا بنفسي .. معقولة أنــــــــا كنت أبي أذبح رغبتهـــــــــا في مهدهـــــــا .. ما كنت أعرف أن دراستها تعني لهـــــا الكثير .. كنت أظن أن ........
مشيت لهـــــا .. وهي جالسة على الكنب تغطي وجههـــــا وتبكي ..
ركعت على رجلي وجلست قدامهــــــا .. آآآآآسف يا زهرتي إذ مزقتك من غير شعوووووور
مسكت يدهــــا : حبيبتي أنـــــــــا آسف .. ما كان قصدي أزعلك ولا أضايقك
صرخت بوجهي : لاااااااااااااا تقول حبيبتي .. إللي يحب عمـــــــــــره مـــــــا يأذي حبيبته
: يــــــــا اسيـــــــــل أنـــــــــــــــ ...
قاطعتني : خلااااااااااااااااااص .. ما أظن في كلام ينقال بينـــــــــــا ..
راح أقولك كلمه وحدة مـــــــــا منها ثنتين .. شغلي ودراستي ماراح أتركهـــــــــا .. أنت تزوجتني وانت عارف أني أدرس طب .. عاجبك أهلا وسهلا مو عاجبك طلقنييييييييييييييييييييي

آخر شي كنت أفكر فيـــــــــه الطلاق .. وليـــــــــــه ؟؟ ... وعلى شــــــــــــان شنو أطلق أسيــــــــــــــــــــل ..
أنــــــــــــا مستعد أتراجع عن كلامي ولا أشوف دمعـــــة وحدة تنزل من زهرتي
إلتفتت لمكانهـــــــــــا .. انتبهت ان مكانهــــــــا خالي .. وينهـــــــــــا ليه راحت وتركتني .. معقوله أسيل تبي الإنفصال .. كلمة الطلاق سهله بالنسبة لهــــــــــــــا
*
*
*
وانقضت الشهـــــــــــور بطيئة .. لكنهـــــــا انطوت في نفس كحيلان وأسيـــــــل وكأنهــــا حلقات صراع مريرة .. ..
والبنـــــدري مــــازالت في عزلتهـــــــــــا ... تجهـــد نفسهــــــا بالدوام الصباحي والمناوبات الليـــلية علهــــــــــا تلاقي العزاء بين مرضاهـــــــــــا ..
هـــــــــــل شهر رمضـــــــــان الكريم بهــــلاله .. على أبطالنــــــا
وهو من أشهـــــر الله الكرام .. فيــــــه تفتح أبواب الجنــــــه وتغلق أبواب النــــــار .. دعوة من الله صريحــــة لكل العبـــــــــاد لتوبة ..
لكن للأسف مرت أيـــــــام الخير والعبــــــــادة بسرعة كلمح البصــــــــر ..
ولم يتبقى منهـــــــــــا إلا العشر الأواخر.. ليالي القدر .. ليــــــالي نزول الملائكة
:
:
ريـــــــــــــــــــــــــوم
" يـــــله يا ريوم بســـــــــرعة كذا راح نتأخر "
يـــا الله على أمي ، في كل شي مستعجله .. مـــــا تخلي الواحد يأخذ راحته .. سحبت عباتي وشنطتي بســــرعة .. خلني ألحق على أمي قبل لا تمشي عني ..
قبل لا أنزل مريت غرفـــــه البندري .. دقيت البـــــاب
البندري: منو
: البـــــــندري حنــــــــــــا بنروح نزور سراج في بيت خالتي تروحين معنـــــــا
ردت علي من ورا الباب : لا أنــــــــا اليوم عندي منــــاوبة
ما رديت عليهــــــــا ومشيت .. بصراحة عذر غير مقنع .. يعني مـــــا عندهــــا وقت تزور بيت خالتها ربع ساعه ... مــــا كفاية حنـــــا ما نشوفها طول اليوم من ترجع من الدوام تنــــــــــام ما تجلس إلا وقت الفطور .. وبعد صلاة العشــــــاء عندها دورة مبدعات نحو القمة في مركز الأمير سلطان .. تروح لها في الوقت إللي ما عندهـــــــا مناوبة .. ودي أجلس معهـــــــا مثل قبل نسولف نضحك .. لكن على ما أظن عمر إللي يروح مـــــــــــا يرجع ...
:
:
ركبت مع أمي السيــــــارة رايحين نزور بيت خالتي أم بنـــــدر .. صار لهم أكثر من شهر تقريبــــــا لمـــــا نقلوا .. والله يعز علي أنهم تركوا بيتهم القديم .. كل مــــا أذكر لعبنا أنا وجنى بالحديقة ومذاكرتنا جنب حوض السمك .. والله ينعصر قلبي أنهم تركوا وخصوصا أن بيتهم قريب منـــــا وبنفس تصميم بيتنـــــا والله لو أنــــــا مستحيل أترك ذكرياتي .. والبيت إلا عشت فيه طفولتي .. لكن حـــــال خالتي غيــــــــــــــر .. عسى الله يخفف عنهــــــــــا من النار إللي بجوفهـــــــا ..
ويعينهـــــــــــا على سراج .. والله حـــــــال ها الولد أنقلب من بعد وفاة أخوة .. توه طالع من المستشفى فجــــــأة جات له تشنجات عنيفة .. ومهم عـارفين السبب ..
تقول أمي لمـــــا راحت زارته بالمستشفى ... أنه كذا من غير شعور يطيح على ألارض وماصار قادر يركز مثل قبل في مشيــــــة
والله حـــــــــال ها الولد يوجع القلب ... أنــــــــا والبندري مقصرين بحقة واجد ..
:
:
وصلنـــــــا بيت خالتي ودخلنــــــا ...
استقبلتنــــــــا خالتي أم بندر .. والله حالها يصعب على الكـــــافر .. شكلها تغير وكأنها كبرت عشرين سنه .. مع أنها مش كبيرة مرة .. لكـــــن الحزن وكثر التفكـــــير ينهش في عمر الواحد
الله يكون بعونك يــــا خالتي ..
ضلت تشتكي لنــــــــــا عن حال سراج .. وكيف أنقلب حال ها الولد .. وعن الأدويـــــة إلا أعطاها أياه الدكتور .. وكيف أنه تخليه مخدر طول اليوم .. وبنفس الوقت ما تقدر توقف الأدوية لأنهــــــا تخاف ترجع له التشنجات..
وبيـــــن الكلام .. جـــــا عمي وهو يدفع الكرسي المتحرك إلا جالس عليــــــة سراج ..
والله أولــــ ما شفته مـــــا قدرت غير أني أرسم أبتسامة عريضة على شفاتي .. والله أني أشتقت لهـــــــــا الولد الطيب ..
أولـــ ما وصل عمي لعندي ... حملت سراج بين أيدي بجسمة الضعيف .. وبسته
: وحشـــــــــتني سراااااااااااااج
سراج بصوته الطفولي : من أنتي
والله حز بنفسي ... حتى نظرة ما صار يركز فيـــــه ... ومش قادر يميزني من صوتي : أنـــــــــــا ريوم بنت عمك ... مــــــــــــا تذكرني
سراج : أيـــــــــــه أذكرك ويــــــــــن البندري .. جات معك ؟
رغــــــم براءة هـــــا الطفل .. لا تقولون معوق وما يفهم ولا يعرف إلا يدور حواليـــــــــــــه لا ..
على قلبي يسأل عن البنـــــدري وهي ولا بحواله .. الله يسامحك يــــــا البندري .. معقولة تنسين سراج بغيمة أحزانك .. آآآآآآآآآآآآآه والله خلني أشوفك بس يا البندري لك عتـــــــــاب شديد .. حرام والله إلا تسوينه في نفسك وباللي حواليك
حــــاولت ألهي سراج بالكلام عن سؤاله عن البنــــــدري .. والله للحين أحس بغصة .. وكل مــــــا اناظر فيـــــــه أحس بغصة في قلبي .. معقولة الطفل يسأل عنــــــها .. وهي ولا بحولهـــــــا
خالتي : ريوم تبين أصب لك بالأول شاهي والله قهوة
رديت عيلهــــا : لا خالتي ماله داعي تتعبين نفسك ... أنــــــــا إذا بقيت صبيت لنفسي
سراج : أنــــــــا أبي شـــــاي
إلتفت له وهو جالس جنبي على نفس الكنب : لا حبيبي .. الأطفــــــــال ما يشربون شاي
سراج وهو ماد بوزه : انتي إيش عرفك ... أنــــــــا أبي شاي
خالتي : مدري منو معلمة هذي العادة ... مذكر اني كنت أعطية شاي .. أخاف على صحته
رديت على خالتي ، ما ودي أكسر بخاطر سراج : مــــــــا عليه خالتي على شان خاطري ... نص بياله شاهي مراح تأثـــــــر
كنت أحس بسعـــــــادة وانا أشربه واعطية من المكسرات ... لأن سراج يعشق شي أسمة مكسرات .. على الأقـــــــل المكسرات مفيدة
:
بعـــــد مــــــا رجعت البيت تسحرت بدري ... أنـــــــــا من النوع إلا أحب أتسحر بدري .. على شــــــان لا أنام وأنا تخمانه وقبل وقت الإمساك آكل لي تمر وماي ..
اليوم أنـــــــا حالفه حلف مراح أنــــــــــام إلا لما ترجع البندري .. ايش وراي .. دوام وخلص وابتدت إجازة العيـــــــــد .. ان شاء الله أظل صاحية لين يطلع النور ...
لازم أكلمهـــــــــا .. إليــــــن متى راح تستمر على هـــــذا الوضع
:
حــــــــاولت أشغل نفسي بقراءة القرآن وبعض الأدعيـــــــــة .. سمعت صوت حركة في البيت .. هـــــذي أكيد البندري رجعت .. لأن عبد الله نــــــام من بدري .. بعد عمري ما عنده إجــــــازة إلا 3 أيام العيد
طلعت من غرفتي وشعري منكوش وبثوب النوم القصير .. نزلت تحت ... لقيتهــــــــــا جالسة بالطاولة الطعام إلا بالمطبخ ومـــــــاسكة كوب حليب ساخن .. وتشربـــــه وهي سرحــــــــــانه
جلست على الكرسي المقابل لها : مســــــاء الخير
ابتسمت لي ، ابتسامة باهته : قصدك صبــــــــــاح الخير
رديت عليهـــــــا : مــــــــا تفرق يا شيخة .. تبين أجيب لك شي تأكلينــــــه
البندري : لا والله مو مشتهيـــــة ... كوب حليب يكفيني
تنهدت بصوت مسموع : يـــــــا البندري إللي تسوينه بنفسك لا يرضي الله ولا رسولة
شفت في نظرتهــــــــا انكسار .. ودها تصرخ لكن بالنظر
البندري : شنو إللي مش عاجبكم في حالي .. كاني عايشة .. اتنفس وأكل وأتكلم .. وأشتغل
رديت عيلهــــا : بالله عليك هذا رد وحدة يـــــــائسة من الحيــــاة .. حرام يا البندري تذبل الضحكة بين الشفايف .. تذبل الفرحــــة وتضيع بها الكون الوسع
البــــندري : إللي كان يرسم الضحكة على شفاهي راح .. راح وترك شفاهي جافة
أحاول أدور كلام يصحيهـــــا حتى لو كان يجرحها : أنتي يــــــــــــا البندري ما تحبين بندر
لاحظت أن الدهشة ارتسمت على وجههــــــا : لو انتي تحبين بندر ، كــــــــان على الأقل تسألين عن النــــــاس إللي كان يحبهم ... قولي لي متى آخر مرة زرتي خالتي ... سراج ... تذكرين سراج ؟؟.. بندر دوم كان يوصيك عليه .. تدرين أنه كــــــــان طايح بالمستشفى جات له تشنجات عنيفة .. فكرتي تزورينه .. فكرتي تسأليـــــــــن عنه
البندري ، بصدمـــــه : مــــــــا كنت أعرف أن سراج بعد عمري مريض
رديت عليها وانا ابي اطلع كل إللي بلقبي : ليـــــــــــه انتي من متى جلستي معنـــــــا على شان تعرفين أخبار أهلك .. أنتي وعبد الله تغيرتو كثيييييييييييير من بعد وفاة المرحوم .. ما عدنا نقدر نشوفكم مثـــــل النـــــاس .. ما صرتي تجلسين معنا ..
ويــــــــن البندري أختي إلا ألاقيها جنبي إذا احتجت لهـــــــــا .. ويـــــــــن أختي البندري إلا إذا بقيت حاجة رحت أستشيرهــــــــــــا
تهجد صوتي وما قدرت أحبس دموعي : أنـــــــــا ما فقدت أخو وولد عم بس ... أنـــــــا حتى أختي فقدتهـــــــــــا .. وأخوي الحنون فقدته
رفعت راسي لهــــا شفتهــــا تبكي بصمت ... ما قدرت أتحمل الموقف رحت وضميتهـــــــا : يا أختي أنا ما قلت لك هذا الكلام على شان تبكين .. حنــــــــا كلنا محتاجين لك .. محتاجين البندري ترجع لنــــــــا .. محتاجين أختنا الكبيرة الحنونه العطوفة ..
والله مــــــــا كان ودي أضايق أختي ولا حتى أزعلهـــــــا ... لكن كان المفروض أقول لهـــــا هذا الكلام من زمان ..
والله مليت من جو الحــــــزن .. أختي رغم الشهور إلا مرت إلا أنهـــــــا ما زالت تلبس اللون الأســــود .. حتى أنهـــــــا ما فكرت تروح السوق تشتري لها ملابس للعيـــــد .. لكن والله لأنشب لها بكرة أنـــــــا وسلمى إلا تلبس الفستــــــان إلا شريناه لهــــــا ..
*
*
ســــــــــــلمى
بعــــــد مع خلصنــــــا الفطور .. جلسنــــــا كلنا بالصالة نشاهد مسلسل كوميدي .. ماجد وبثينه جالسين معنــــــــــــا .. أنـــــا كنت جالسة قريب من أمي .. بثينـــــه أختي اليوم هي إللي مستلمة الحلى ...
جابت لنــــــــا صينية الحلى مع القهوة ..
مـــــاجد : شكلكم أنتوا نــــــــــا وين علينا بالمتن
بثينه : ههههههههههههه ، إلا يسمعك عرضك عرض الباب ، صدقني لو تذوق الحلى إلا أنا مسوته راح تحلف عليه
سلمى : لا أنــــــــــــا اشهد لو تلف محلات العالم كلها ما تلاقي طبخ ألذ من طبخ بثينــــــــه ... وغمزت لها .. والله أيش إلا محبب زوجها فيهــــــــا غير طبخهـــــا
ماجد : ايه والله ... والله هي على بعضهـــــــــا ما فيها شي ينحب
بثينه وهي ترمي المخدة على سلمى لكن ماجد صدها : عمى بعينك انت ويــــــــــــاه .. هذا جزاتي إللي متعبه عمري
ماجد : لا لا كل شي ولا بثينه تزعل علينـــــــــــا
" يمـــــه اليوم بمر على البندري وريوم وبروح معهم نصلي بالمسجد "
مـــــاجد : تبين أخذك معي بطريقك
رديت عليه : يــــــا ليت
أمي : إلا أخبــــــار عبد الله .. من زمــــــان ما سمعنا اخباره ولا جا زارنــــــــا
أنا ارتبكت : هــــــــــــــــــــــاه .. بخير يمه .. يسلم عليك
مدري ليــــــــــــه كذبت على أمي
أمي : الله يكووووون بعونه .. والله أن ها الولد دخــــــــل قلبي
على طارية حسيت بضيقة .. فاستأذنت بحجــــه أني بتجهز على شان لا أتأخر على مـــــاجد ..
أول مــــا وصلت غرفتي رميت بحـــــالي على السرير بضيق .. أراقب السقف بعيون ضـــــــايعه ..
معـــــــقولة مر أكثر من 3 أشهـــــــر .. مـــــــا سمعت فيه حتى صوتــــه .. ولا حتى ســــــأل عني
إذا مـــــــا يبيني يقول مـــــــا يبيني .. ليــــــــه يخليني طول ها المدة حـــــايرة وضـــــايعة ..
معقولة أمنيتي الوليـــــدة ماتت .. ليـــــه الزمن مصر يحفر أصابع الحزن فيني ويحرق أعصــــابي .. كنت أظن أن الامطـــــار المحمله بالعذابات انتهت .. لكنهـــــا رجعت وهي تدق باب داري من جديد .. لتكتب لي الضيـــــاع فوق الدخــــان وعلى اشلاء الحديقــــة .. تلك الحديقة التي تتمزق الأزهــــــار فيها .. وتموت فيهــــــا ألوان الحيـــــاة .. شوق العمــــــــــر الضائع .. فهل عادت لي أحزاني ..
تعبي وصمتي .. يقف على أهدابي الحزن الأبدي ..
غمضت عيوني بألم .. ســــــــا محيني يا البندري لكني لازم أخطي هذي الخطوة إذا أخوك ما سأل عني ولا حتى يبيني ..
قمت أغيـــــر ملابسي وأنــــــا متملله .. المفروض هذي الأيــــــــام يكون الواحد نشيط ومنشرح صدرة .. لكن مدري ليـــــــــه أحس بإكتئاب وحزن يعتريني ..
البندري ونعرف سبب حزنــــهــــا .. لكن أنــــــــا !! وحتى أسيل .. صــــــار لها أكثر من شهر وهي مش على بعضهــــــــا .. سألتهــــــا كذا مرة إذا مضايقك شي .. كحيلان مزعلك .. تقول لي لااااا وتسكت بعدها وتسرح .. حتى ها البنت أنقلب حـــــالها
:
:
:
راحوا البنـــــــــات كلهم وحتى أم عبد الله راحت معهم يصلون ليلة القــــــدر بالمسجد القريب من بيتهم
كــــل وحدة منهم عندهــــــــا رجاء لله سبحانه وتعالى .. تتمنى ما يخيبهـــــا فيه
البندري ضلت تدعي ربهـــــــا ودموعها على خدهـــــا أن الله يشافي سراج .. لأنه طفل برئ من أنولد وهو يعاني ..
ريـــــوم .. تدعي لأختهــــــا إلا ضايق صدرها على شانها .. تتمنى ترجع لهم البندري المرحة الحبوبة ... ويحنن قلب أخوهـــــا على سلمى .. هي عارفة إلا يدور حواليها لكنها ساكتة .. ما تدري شتقول .. تســــــــأل ويـــــــــــن عبد لله ؟؟
سلمى .. بدموع ملتهبه .. تدعي أن الله يشافي أمهــــــــا ويطول بعمرهــــــــــا .. لأنهــــأ ما تقدر تعيش من غيرهـــــــا
وعن أمنية خجلت أن تصرح بهــــــــا .. لكن الله يعلم مــــــــا في القلوب
:
:
سلمى رجعت معهم البيت لأن ام عبد الله اصرت إلا اتسحـــــــــر معهم .. أولــ مـــا دخلت البيت مسكت أيد ريوم .. انتظروا الكل يدخــــل البيت .. ريوم حست من عيون سلمى أنهــــــــا تبيها بموضوع ..
راحوا جلسوا عنـــــد النافورة .. ضلت سلمى فترة ساكتة .. ريوم تنتظرهـــــا تتكلم وتراقبهـــــا كيف هي تدخل يدهـــــا بالماي عند النافورة وتلعب فيه ..
سلمى بتردد : ريـــــــوم .. أخبار عبدالله .. من زمان ما شفته
ريوم حست بالفشلة .. مـــــا تدري أيش تقول لها .. جلست تتحسب على عبد الله إلا حطها بالموقف المحرج هذا : والله يـــــــا سلمى مدري شنو أقول لك .. لكن عبد الله من بعد وفــــاة المرحوم ما عدنا نشوفه كثير .. أغلب وقته برا البيت .. مـــــــا يجي البيت إلا لما كلنا ننام .. آآآآآآآآآآآه المشتكى لله .. والله اني حـــــاسة فيك ..
سلمى وهي منزله راسهـــــا : أحس أحيان أن أخوك ما عاد يبيني .. يمكن أنا فال السوء بالنسبة له
ريوم ناظرتهـــــا : أوعي تفكرين بهذي الطريقة .. أنـــــــــا أعرف أخوي عبد الله زين .. هو بس متأثر من وفاة بندر .. بندر بالنسبة له تؤم روحـــــــــه .. مو هين انك تفقدين جزء من روحك .. أصبري يا سلمى وربك راح يفرجهــــا .. واوعدك أني راح أكلمة
سلمى شكرت ريوم بنظراتهــــــــــا
ريوم : يــــله خلينــــا نروح نشوف الثانية البندري ... إللي معية تأخذ الفسـتــــــان
:
طلعوا للبندري في غرفتهــــــــــــا .. شافواها جالسة تناظر في الشبــــــاك وهي سرحـــــــانه ..
راحت لهــــــا ريوم وحطت يدهـــــــا على كتف أختهــــــا وقالت لها بحنــــان : إلين متى يــــا البندري وانتي لابسة هــــــــا السواد .. إلين متى ها الحزن
ناظرتهـــــــا البندري بعيون مغرقة : تسألين يـــــــــا ريوم إليـــــــــــن متى ..
تلوميني على حزني على بنــــــــــــدر .. وانتي أكثر وحدة تعرفين أيش يعني لي ..
وهي تلتفت يمين ويسار وكأنها تدور على شي ضايع منهــــا
أنتوا مـــــــا تدرون أن دمعي مــــا جف .. أنتوا مــــــــــا تدرون أن اسمي مرتبط بإسمـــــــه .. حروفي ممزوجه بحروفه بـــــــــــدمه ..
سلمى وهي تضمهــــــا : الله يرحمه يــــــا البندري .. بس أنتي تعذبين نفسك بهـــا الطريقة .. أختك أمك محتـــــــاجة لك .. إذا صج كنتي تحبين بندر لازم ترجعين لنـــــــا البندري إلا نعرفهـــــا
البندري: عمر إللي يروح مـــــــــا يرجع
سلمى : على الأقل حاولي .. طيب ليـــــــــه انتي مش راضية تلبسين الفستان الجديد .. هذا عيـــــــــــد يا البندري .. عيد الله .. عيد المسلمين
أشرت سلمى لريوم تروح تجيب الفستــــــــان ... راحت ريوم ركض تجيبه ..
فتحت دولابهــــا على عجل وطلعت الكيس ..
ريوم : أيـــــــــش رايك يا البندري وهي تطلع الفستان من الكيس .. الفستان أبيض وفية ورود سودا وشريطة سودا عند الخطر تنربط
سلمى : مـــــــا عندك اعتراض .. وفيه اللون الأسود إللي تحبيه
أبتسمت البندري .. سلمى من أعز صديقاتهـــــــا .. وفي وقت شدتهــــــــا ما تركتها .. وريوم ما ملت منهــــــــا أبد
ريوم وهي تكلم سلمى : شوفي سلمى ابتسمت يعني موافقة
هزت راسة بالموافقة ... راحت ريوم ضمت أختهـــــــــــا يا بعد عمري أختي مستحيل تردني ..
البندري: خلاص ذبحتيني
ريـــــــــوم : خليني .. مشتاقة لك
:
لبست سلمى عبـــــايتهــــا لأن ماجد دق عليهـــــا أنه موجود برا ..
طلعت من البيت على عجـــــل .. وهي طالعه من باب البيت .. حست بأحد يحط يدة على كتفهـــــا .. إلتفتت وشافته .. لا هذا يمكن طيفـــــه إللي كساه الليل باللون الحــــزين
مــــد يده .. كــــــانت الرجفه لقـــــــا
ودعت فيهــــا الشقـــا وتركت بين الأصابع عطرهـــــا
ما حكت له اسكتت ..
الحكي كان يدور بينهم بالعيـــــون
:
عبد الله : سلمى ممكن أوصلك
حاولت أثبت صوتي لكن مع كذا حسيت فيه رجفه من لقاه : مـــــاجد ينتظرني
عبد الله : أنـــــا شفته وأنـــــــا داخل .. وقلت له يمشي .. لأني راح أوصلك
سكت ما قدرت أعترض .. اصلا كيف اعترض وأنـــــــا من زمان اتمنى ها الفرصة ..
ما لقيته إلا ماسك يدي .. حسيت برعشة يده ونبــــضة الســـــاخن وكأنه في جوف الشوق ســـــاكن .. أخذني لوين مـــــــا سيارته واقفه .. فتح لي الباب ..
ركبت السيـــــارة بهدوء .. ركب هو السيارة وتحرك بهدوء .. ظل يسوق السيارة مدة .. ومازال الصمت هو إللي مسيطر علينــــــا .. مع كذا أنــــا كنت راضية .. كفاية أنه قربي .. أتمتع بسماع شذى أنفاسه
يكفيني أنه نتحـــــــاور بالعيون لا باللســـــــان
لاحظت أنـــــه يأخذ طريق البحر غيــــر عن طريق بيتنـــــــا .. ما اعترضت ولا تكلمت .. يمكن هو وده يتكلم معي .. في مكان بعيد عن النــــــاس ..
معقولة يــــــا سلمى يكون هذا اللقاء الأخير .. لالا .. نظرات عبد الله كلهـــــا شوق وحنين .. لا تخلين ابليس يلعب بعقلك .. لو مــــا يبيني كان قالهـــا لي من البداية وما جابني لهذا المكان ..
على هذي الأفكــــــار .. تغير مزاجي .. فكرة أن عبد الله ما عاد يبيني تؤرق حياتي ..
مــــــا حسيت انه حنـــــــــا وصلنـــــــا البحر .. وأنه نزل من السيــــــارة وجلس قريب من الشاطئ على الرمـــــل ..
لمــــا صحيت من افكاري نزلت .. حسيت أنه الوقت المناسب أني أقوله كل إلا بقلبي .. جلست جنبه ومن غير مــــــــا أناظر فيــــــــة .. كل نظري مشدود مع أمواج البحر .. وأستنشق رائحة البحـــــــــر
قررت أقطع الصمت إلا بينــــــــا : عبد الله أنت تحــــب البحر
عبدالله ، ومازال نظرة مركز على نقطة من الفراغ : تدرين أعشــــــــق هذا المكان .. أعيش مع شواطئ ذكرياتي .. محد يزعجني .. كنت أنـــــا وبندر نعشق البحــــــر .. صحيح سافرنـــــا كثير .. لكن ما لقيت أحلى من بحــــــر الشرقية
قطعت كلامة : الله يرحمه
كمل عبد الله حكي : أدري مـــــــالي عذر عندك .. ياما حصل مني غيـــــاب ومهما حكيت الحكي يطوووول أمره .... سكت لحظة ثم كمل .. أنـــــا ما فقدت صديقي يـــا سلمى .. ولا ولد عمي !!..
من بعده أنـــــا فقدت الحياة .. ما ني قادر استوعب أني فقدته .. ولا أتخيل انه مراح يدق علي ويقول لي خلنـــــا نطلع ..
حسيت أنه مش قـــــادر يكمل حكي وسكت .. ناظرت فيـــــــــــه .. شفت معاناته تجري على خدوده .. مــــــــا قدرت أتحمل هذا الموقف .. ضميتـــــــــــه لصدري .. وأنـــــا أبكي معه
يــــا خطوة دمع فوق الخد .. يــــــا جرح .. يا عمري ماله حد .. يــــا حب كبير .. يــــا حزن كثير .. يــــا ليل البعد والتفكير ..
:
حبيبتي ضميــــني .. فإني أحتــــــاج إليك كما إلى الأمومة تحتاج الأيتـــــــام
بعد مــــا هدأت أنفاسة حــــاولت امسح دموعة بكفوفي .. لكنه خطف كفي وقبلها
عبد الله : ســــــــــــا محيني يــــا سلمى
*
كـــــــــــــانت أطراف أصابع سلمى تلامس وجهه كمـــا يلامس النور انكسار المــــــاس .. فتضيع مرة أخرى كمـــا يضيع الحزن في صخب الأعــــراس
يــــغفو عبد الله بين ذراعيهـــــا كـــا العصفور .. تعبث بشعرة فتذوب ويشتعل الشعــــــــور
* * * * * * * * * *
راح تبتدأ ســــــــــافة عشق جديدة .. بلغـــة حب ترسمها شفتان ذاقتا لوعة العشق ونزف الأجفـــــــــــان
وهل معقولـــــــه تنتهي سالفة عشق لم تبتدأ أصلا
كحيلان وأسيـــــل
عشـــــاق كا البركان
*******************
( الجـــــــــــــــزء السابع عشر )

في آخر ليـــــــــلة برمضان
يتمشى بالسيـــــارة بالطريق المؤدي للمــــزارع .. طريق مظلم بهــــا ليل والنخيل على جنبي الشــــارع الطــــويل ..
كحيلان
أطفئت التكيف وفتحت نوافذ السيـــــارة .. علا النسيم العليل يخفف من كئــــــــابه ها الليل ..
الكل فرحـــــــان أن بكرة العيد .. إلا أنــــــــــا .. والله أني ضــــايق مرهق ومخنوق وحزين ..
والله أني بمــــــــــوت من الوله .. عيد بي غيابك سنه والليله من العايدين ..
والله إني ومن ذاك اليوم وعيوني سجينه لسهـــــر .. فكرة أن أسيل تبي الفراق .. تؤرق حياتي .. منظر الدموع وهي تستبيح خدود الياسمين .. منظر أسيل وهي كسيرة .. حسيته مثل الطعنه بصدري .. حسيت أني كنت أناني بحبي لهــــا ..
حـــاولت أعتذر لهـــــا كثير .. لكنهــــا رافضة تقابلني أو حتى ترد على رسائلي ... آآآآآآآآآآه ليت بغيبتك غيبت اشتياقي والحنين
فتحت جوالي أدور على رســـــالة أرسلهـــــا لها ... يمكن ها المرة يحن قلبهـــــا علي .. والله مستعد أعتذر لها قدام الملا لو تبي بس هي ترضا علي .. والله أن بغيابهــــا حبها تمادى وازدهر ..
ارسلت لهـــــــا رسالة MMS
:
كنت جــــالسة على سريري .. اريح شوي .. أخيـــــــرا اليوم كان آخر يوم لنــــــــا بالدوام .. مستكثرين علينا إجازة 3 أيـــــــــام العيد .. والله أني أنكرفت طول رمضــــــان ..
سمعت صوت نغمة المسج .. فتحت الابجورة إلا جنبي ... ادور على جوالي
(فتحت المســــــــج )
أبيك فـي كلمـةٍ لـو هـي خطـا تغفـر لـي الزلـه
وردتك ظاميٍ وان عز وصلك بااقطـع حبالـي
أحـبـك ذا تــرى أول كـلامـي .. وآخــره كـلـه
ولكن وش يضر اليوم لو تـدري عـن احوالـي
وخذ ما جاز لك من هالحكي واللـي تبـي خلـه
انـا لا قلـت مـا فــي خـاطـري والله مــا بـالـي
ظـلال العاشـق جروحـه ومـن مـا يتبعـه ظلـه
أمانة يا شعاع الشمس لا تغضـب مـن ظلالـي
وتـقـدر تـطـوي الــدرب البعـيـد وتـقـدر تفّـلـه
ولكن صعب تمنع في الهوى صبري وترحالي
وتقـدر تغمـد السـيـف الرهـيـف وتـقـدر تسـلّـه
ولـكـن عـنـد خــلاّق الـبـريـة عـلــم الأجـالــي
متى عمرك سمعت بعاشق قـد مـات مـن غلّـه
هـذاك الحاسـد وراعـي الهـوى تتلفـه الأمـالـي
حبيبـي مـن يعـزك فـي الهـوى مـا تقـدر تذلـه
تـرى قربـك يزيـدك بالغـلا وان عفتنـي غالـي
ضحكت داخل نفسي باستهزاء هـــذا مــــا يتعب أبد ..قال أيش أحبك هذا أول كلامي وآخره كله .. يــــــــا شيخ ألعب غيرهــــــا .. يبي يضحك على عقلي كم كلمة .. حافظ لي ها البيتين وجاي يبي يقولهم لي .. شايفني مراهقة يضحك علي بكلمة أحبك .. أصلا لو هو يحبني كان ما كانت هذي سواياه ... خله يروح لناس السنعه يتعلم الحب كيف ..
والمسكينة سلمى .. تبي تقنعني أنه طيب ويحبني .. لكنهــــــا لما درت أنه يبيني أجلس بالبيت وأترك شغلي أنصدمت
:
:
سلمى بالغرفة الخاصة للأطباء قريب من اللوكر تلم أغراها لأنه اليوم آخر يوم لها بالدوام وبعد العيد راح تداوم بقسم جديد : أيش إلا مـــضايقك يــــا أسيل .. صار لك كم شهر وأنتي منتي على بعضك .. أنتظرت يمكن البنت تجي تقولي ، تحكي لي عن إلا مضايقهـــــــــا
أسيــــل وهي تبعد نظرها عن سلمى .. ما تبي تحط عينها بعين سلمى : صدقيني ما فيني شي .. أنتي تتوهمين
سلمى مسكت أسيل من كتفهــــــا على شان تشوف عيونها : لو أني أعرفك من أمس .. أقول يمكن أتوهم .. لكني أعرفك من سنين وأعدك مثل أختي .. أحكي لي أيش إلا مضايقك .. كاني كنت أشتكي لك بعد عبد الله عني وأهماله لي .. لكن الحمد الله رجع لي .. بخجل وهي تقولهـــــــــا
أسيـــــل : ايش تبيني أقولك .. أقولك أنه إنســــــــــان ما عنده إحساس أناني .. ما يفكر إلا بنفسة .. حاله مثل حال الرجال السعوديين
سلمى : حرام عليك لا تظلمين الرجال .. مشكلتك يا أسيل أنك مش راضية تتأقلمي معه وتفهمية
أسيـــــــــــل بعصبية : شنو تبيني أفهم ... قالهــــــــا لي صريحة .. أبيك تتركين الشغل وتجلسين بالبيت .. ما أبيك تشتغلين بمجال مختلط
سلمى تناظرها وفاتحة عيونها على الآخر .. مش مستوعبة الكلام ،
أسيل : تقدرين تفهميني أيش تبيني أفهم من هذا الكلام ... غير أنه رجال متخلف ورجعي .. حنــــا جالسين فين حنا في القرن الواحد وعشرين
سلمى قالتها بعفوية : مجنون هذا
أسيل : كا أنتي قلتيها ... هذا أقل شي ممكن ينقال عنه .. تخيلي يـــــا سلمى لو عبد الله خيرك بين شغلك وبينه شنو تختــــــارين !!
سلمى صمتت لفترة من بعدها تكلمت بكل ثقة : طبعــــــــــا راح أختار شغلي .. أنا ما تغربت وتعبت وشقيت بحياتي على شان احصل على شهادة الطب وبالنهاية يجي رجال بكل سهولة يطلب مني أتركهــــــا .. هذا معناه أنه ما يحترمني ولا يحب لي الخير .. وإذا اليوم طلب مني أترك شغلي .. بكرة بدور أي سبب على شان يتخانق معي ويطلقني .. بعدها منو راح ينفعني ؟؟
أسيـــــل بحزن : أنتي قلتي الكلام إللي بقيت أقوله ... فأنا فضلت الإنفصال على اني أترك شغلي .. وإلا قاهرني أنه طول ها الفترة ما قال شي .. يحاول يعتذر لي .. لكن والله مراح أقبل عذره لو شنو يسوي
سلمى حاولت تخفف من حزن أسيل : طيب أنتي حاولي معه .. تفاهمي معه .. كل شي بالتفاهم ينحل .. مش بالعصبية
أسيــــــــل : ما أبي أي تفاهم معه .. أبيه يطلقني وبس
سلمى : يـــا أسيل .. لا تضنين أنه كلمه مطلقة بمجتمعنا سهله .. حكمي عقلك .. وحاولي تتفاهمي معه .. وصدقيني كل أمراءه تعرف نقطة ضعف زوجها وتقدر تقنعه باللي تبي
:
:
صحيح أن من تفارقنـــــا .. صرت احس بفراق بحياتي .. يمكن كان مجرد تعود عليه أني اشوفة وأحاول أغثة .. ويجيني كل يوم يوصلني للمستشفى ..
لكن هل لقب مطلقــــــــــــة راح أتحملها ونظرات الناس لي .. طبعا بمجتمعنــــــــا دايم العيب على البنت .. والله الرجال ما في مثله بأخلاقة وذوقة ...
:
تنهدت بضيق .. وأنــــــــــــا أنتظر رد منهــــا يطمني عليهــــا .. مهو من حقي أني أطمن عليك .. حتى لو كان يضايقني جفاك .. والله أني مستعد اكتفي بنظرة خجل وامسح دموع قلبها .. آآآآآآآآآه يــــا أسيل لا ظلمتيني بوصلك ولا عدلتي .. أخاف من عذابك وأخاف أخسرك
يـــــــا ناس قولوا لي كيف تبوني أعتذر لهــــــا .. حاولت أعتذر لهــــا بشتى الوسائل .. لكنها رافضة تقابلني .. كذا مرة رحت لها البيت ورفضت تنزل لي .. أدق عليها ما ترد علي .. إيش تبيني أسوي على شان ترضى علي . ..
مـــــــا لي إلا بكرة أروح لعمي وأفاتحه بالموضوع .. هي الفكرة تلعب براسي من يومين .. وهي أكيد مع الوقت راح تسامحني
*
*
البـــــندري
ابتــــدأ يوم جديد .. ليخلق الفرحة على وجيه النــــــاس ..
يوم عيـــــــــد الفطر ..
راح نفتقد رمضان .. وقت الفطور والسهر ..
نزلت تحت وأنــــــــا لابسة جلابية باللون الفوشي مطرزة بالذهبي حطيت لي غلوس خفيف من غير مكياج كامل .. أحس حالي غريبة .. من زمان مالبست ألوان
البيت كــــــله معطر بالعود والريحـــــــــان ..
هذا أكيد عود جدتي الغالية .. هي جايه من أمس تبات عندنـــــــــا
أكيد جالسين بالمجلس.. رحت لهم شفت المبخر جنب أمي .. يطلع منه الدخان بكثافة ..وجنبهم صينية التمر .. والبقلاوة والحلى والقهوة العربيـــــــــة .. إيش ها الصباح الجميل إلا يصبح على ريحة العود والقهوة العربية ..
قبلت رأس أمي العودة : صبــــــــــــاح الخير يمه .. عيدك مبارك
جدتي : صباح النور .. وأنتي من العايدين والسعيدين
وبعدها سلمت على أمي وعايدت فيها .. وجلست جنب جدتي : والله مشتاقة لك يمة .. من زمــــــــــــــان ما جيتي بيتنــــــــا
جدتي : تبيني أجي عندكم برمضان .. من يعمل لي العصيدة والساقو
أمي : أفا عليك يا خالتي .. أنا أسوية لك
جدتي وهي تمسك يدي : لا لا حلاته من أيد ها البنت الحلوة
ابتسمت لها : ولا يهمك يــــــــا الغالية .. مرة ثانية أسوي لك
طلعت لي جدتي العيدية .. من جيب جلابيتها .. هذي عادتهــــا كل سنة توزع علينا العيدية .. والله أنه وجودهــــــــــا بالبيت بركة
ريوم طلت علينـــــــــا : وأنــــــــا يا جدتي مالي عيدية
جدتي وهي تبتسم لهـــــــــــا : أنتي قمر بيت آل ,,,, كلهم
ريوم راحت حضنت جدتي : فديييييييييييييييييتها ها الأم ... تتغزل فيني
حور جات بعد : وأنــــــــا مالي عيدية
ريوم ردت عليها تبي تقهرها : لا أنتي صغيرة ... ما في عيدية
حور حطت يدها على خصرهــــــا : لا أنا كبيررررة ... في صف أول إبتدائي
رحت قرصت خدودها : يـــــــا عمري على الكبيرة
بعدها راحت حور جلست بحضن جدتي
صبيت القهوة لجدتي ولأمي .. وأكلنا معه الكليجة
ريوم وهي تدور بفستانهـــــا : أيش رايك يمه بكشختي
جدتي : إيش ها الملابس إلا تلبسوهــــــــا .. تبين سيقانكم .. شوفي دراعة البندري ايش زينها
ريوم تفشلت : ولا يهمك يمة ... اروح اللحين اللبس جلابية
ريوم طلعت فوق طيران وحنــــــــا نضحك على حركتهـــــا ..
بعدها جاء أبوي وعبد الله جلسوا معنـــــــــــــا
ريوم : أيش رايكم بالجلابية ..... صراحة الجلابية حلوة لكن طالعه عليها واسعة
لاحظت عبد الله كاتم ضحكتة على شان لا يفشل ريوم ... لكن مو على ريوم : أقول أخ عبد الله أحتفظ بآآآرئك لنفسك
جدتي : لا أحد يزعل ريوم
عبدالله : أنتي شاهدة يا جدتي .. أنـــــــــــا تكلمت بكلمة ؟؟؟
ريوم : أنت ما تكلمت لكن عيونك تتكلم
ريوم طنشت عبد الله وجلست جنب جدتي تسولف معهـــــــــا .. وجدتي تستــــانس على سوالفهـــــــــا
:
ريوم: يمــــــــه أنتي وين رحتي شهــــــر العسل
كلنـــــــا ضحكنا على سؤالها
جدتي : يعني وين تبيني أروح .. جدك الله يرحمه وداني عند النخــــــــــل .. يومها تسبحت بالعين
ريوم وهي تغمز لها : حركات يمــــــــــــــــــه .. تسبحتي مع جدي
عبد الله : ريوم أستحي على وجهك
ريوم وهي ما ده بوزها : مــــــــا قلت شي
جدتي وهي تضم ريوم : خلهـــــــــــا يا عبد الله .. تتعلم مني .. أحسن من بنات ها الزمن يتعلمون من هـــــــــا التلفزيووووووووووون
عبد الله وقف طالع : البندري تروحين نعيد على خالتي أم بندر
رديت عليه : اوكي .. انت شغل السيارة .. دقايق وأنــــــــــا جاية
عبد الله : مش تتأخرين
وانـــــــــا أطلع من المجلس : أنشاء الله
حور شافت عبد الله قبل لا يطلع وأصرت إلا تبي تروح معنـــــــــا
ركبت سيارة عبدالله .. رايحين لبيت خالتي .. أولـــ مرة أزورهـــــــا من نقلت البيت الجديد .. بصراحة كنت أتهرب أني أزورهـــــــا .. أحس نفسي إذا شفت خالتي راح أبكي وراح أجرح مدامعهــــــا .. وكنت مضايقة من فكرة نقلهم وتغيرهم البيت .. أحسهم كانوا قاسيين علي .. حتى من ذكريات بندر حرموني منهــــــــــا .. الله يسامحهم
وصلني عبد الله البيت مع حور وهو راح يعيد على باقي الأهل .. دخلت البيت .. البيت كان كبير .. لكن مش بفخامة بيتهم الكبير إلا قبل .. دخلنـــــا المقلط .. خالتي جات ورحبت فينـــــــا .. خالتي تغيرت كثير .. تغير كل شي فيهــــــا حتى ملامحهــــــا ... والحزن مــــا سحهـــــا .. كنت أحاول أمسك دموعي وأبين أني قوية .. شكلهــــــــا هيج علي الذكريات
خالتي : أش دعوة يـــــا البندري ولا كأني خالتك تجين تزوريني
انا عارفة أن خالتي عتبانه علي .. ابتسمت لهــــــــا : سامحيني يــــــا خالتي .. والله الدوام مو عاطيني فرصة أزور أحد ..واليوم العيـــــــــد قلت لازم أجي أزورك
خالتي : حيــــــــاك الله بأي وقت .. هذا مثل بيتك يــــــا بنتي
ابتسمت لها من قلب : الله يعز مقدارك يا خالتي ..
:
:
دخل علينــــــــا عمي وهو يجر الكرسي المتحرك إلا جــــالس علية سراج.. بعد عمري صاير رجال بالثوب الأبيض .. قمت على طول من مكاني وسلمت على عمي .. جلست على الأرض على شان أوصل لمستوى سراج .. أبد مـــــــــا تخيلت حالته بهذي الطريقة .. والله شكلة يفتت القلب .. تضايقت بالحيــــــــــل .. وحزني عليه كان حـــــــــارق .. مسحت دموعي إلا نزلوا غصب عني .. مــــا ابيه يشوف دموعي ويتضايق
كلمتة بكل حب : كيفك ســــــــراج يـــا عمّري ؟؟
سراج بنظراته التائة ، لانه مش قادر يركز مين يكلمة : أنتي منوووووووووو ... البندري !!
ابتسمت له ، قالت لي ريوم انه ما يقدر يركز زين .. لكنه عرفني ... آآآآآآآآآه يا سراج أنت ما نسيتني ... لكن أنـــــــا حزني نساني إياك : ايوه أنــــــــا البندري ... اشتقت لك يـــــا قمر
حملته من الكرسي وجلسته جنبي بالكنب ..
سراج بكل براءة : أنـــــــا بعد أشتقت لك
مقدر أوصف لكم شعوووووووري .. وانا امسح على شعرة الناعم .. صحيح انه تغير .. لكن ما زال قلبه الصغير ينبض بالحب والبراءة والطهارة .. أنـــــــا عارفة أنه التشنجات إلا تجية عنيــــفة .. ولاحظت هذا الشي أنـــــــه ما عاد يقدر يسند طوله ... بين فترة وفترة أشوفة قدام عيني يطيح على جنب ... لازم أسنده بيدي على شان لا يطيح .. آآآآآآآآآه ما أصعب كلمة شخص عاجز يعني بينـــــــــه وبينــــــــــا مليون حاجز ..
خالتي : يـــا البندري ودي أسألك .. في حاله سراج ما في لها علاج
حاولت أتهرب من الإجابة.. وبقلبي تفجرت ألف ضيقة : الدكتور إيش قالك .. وإيش أسمــــاء الأدوية إللي وصفها له
عددت خالتي لي أسماء الأدوية .. وأن الدكتور خبرهـــــا أنها لازم تستمر عليه
حاولت أبين لخالتي أنه في عملية يسونها للحالات المستعصية ومــــا أظن ها النوع من العمليات يسونهـــــا بالسعودية .. لكن هي مــــــالها إلا الدعاء .. وانشاء الله ربي ما يخيب رجاءها .. ويشافيه ويرجع مثــــــــــل أول وأحسن .. والله راح يضطر يستخدم ها الأدوية طول عمره
*
*
صحيت اليــــــوم متأخر مثل عادتي .. مــــا عمري جلست يوم العيد بكيـــــر .. يمديهم خوالي وعمامي يجووون ويروحون وأنا بعدني نــــايمه .. لكن مو مشكله الأكيد كلنا بالليل راح نتجمع عند بيت جدي ..
بعد مــــا أخذت لي شــــاور .. طلعت جلابيتي البيج مع الذهبي من الدولاب وطلبت من الخدامة تطلع لي البخور ..
لبست الجلابية إلا على شكل تنوره ومعها توب وفوقها جاكيت طويل وأكمامه وسااااااع .. وبخرت نفسي .. وبخرت شعري وهو رطب على شان تلصق ريحة العود فيـــــــــــه
:
بعد مــــا خلصت نزلت تحت أعايد بأمي وأبوي .. لاحظت أن أبوي مشغول وعنده عيال عمي جايين يعايدون به ... أنــــــا ما اهتميت أسأل منو موجود .. أنشغلت مع أمي بتجهيز القهوة والحلويــــــات
بعد مده
دخل علينـــــا أبوي وأنا مع أمي جالسين بالصالة نشاهد برنامج عن العيد .. ومن العايدين إن شاء الله ومن الفايزين إن شاء الله ..
أبوي : هــــلا بالعروس
أنــــا ظنيت أن أبوي يقصد كشختي ولبسي .. رحت سلمت على أبوي وبست راسه
: كيف عمامي يبه من زمان ما شفتهم
أبوي : لا هذيلا بس عيال عمك .. عمامك أن شاء الله تشوفيهم ببيت جدك اليوم
باستفهام : أي عيال عم يبه
أبوي : كحيلان وأخوانه
مدري ليه من طاري اسمه كشيت .. وهذا إيش عنده جاي بيتنا .. هذا أكيد وراه مصيبه
أبوي : يبه أسيل بقيت أقولك شي
لاحظت أن ملامح أبوي صارت جدية : سم يبـــــــــه
أبوي : يـــــا بنتي ترا كحيلان جا وطلب مني نقدم موعد الزواج .. واتفقت معه يكون بعد شهر
فتحت عيوني على وسعهــــــــــــا .. وكان أحد صاااااااب علي ماي بارد
تكلمت وانــــا مصدومه أكيد أنا أحلم : يبـــــــه شنو يتقدم الزواج .. أنـــا لسه ما خلصت سنه الامتيـــــــــــــاز
أبوي : يبه أيش فيها تزوجي واستقري وكملي .. محد راح يمنعك .. وبصراحة أنا وافقت لأني ما أأيد فكرة الخطبة الطوووووويله .. والحمد الله أنتي خلصتي دراستك وهو خلص الماجستير يعني ما أظن في شي يمنعكم
رديت عليه : لــــــــــكن يبــــــــــــــــــه
قاطعني أبوي : لا لكن ولاشي .. بلا دلع .. أنـــــــــا عارف أن ما ودك تتركين بيت أبوك .. لكن يا بنتي مصير كل بنت تروح بيت زوجها .. وإذا على ترتيبات الزواج ان شاء الله راح يمديك
ناظرت أبوي بقهر ممزوج بغضب .. بالله أيش أقول .. هم قرروا وانتهى الموضوع يعني رأيي ماله أي أهمية .. هه المطلوب مني اللحين أروح بيت زوجي بكل طواعية وأمثل دور الزوجة المطيعة الخجولة
*
*
أصرت خالتي أن نتغذا عندهـــــا .. ما حبيت أكسر بخاطرهـــا وخصوصا أني من زمان ما زرتهــــــا ..
رغم ضيقتي .. إلا أني حسيت براحة نفسية لمـــــا شفت سراج .. وبسمة فية ارتسمت .. أحس بسعادة وأنـــــا أشوفه يلعب مع حور.. كانت تعطية لعبه يركبها وهي تساعدة يركب معها .. وكل شوي ألتفت علية وأنــــا كنت أسولف مع جنى .. وعدت نفسي لمــــا طلعت من بيت خالتي أن عمري مراح أكسر بخاطر ســــراج ..
أول مـــــا وصلت البيت طلعت فوق .. أغير ملابسي .. لبست الفستــــان إللي جابته لي ريوم وسلمى مع صندل اسود كعب عالي .. رتبت شعري وحطيت لي غلوس خفيف ..
نزلت تحت لقيت مريم مرت خالي عندنـــــــا مع حمودي الصغير .. أول مــــا سلمت عليها أخذت حمدي من حضنهـــــا وجلست ألاعبه
ريوم كانت جالسة جنب مريم : مشــــاء الله يا مريم حلو خاتمك
مريم ناظرت بخاتمهـــــا الذهب الأصفر وبالنصف حجر الكهرمان كبير : ما يغلى عليك
ابتسمت ريوم : أدري أن ما يغلى علي .. يله هاتية بسرعة
مريم ضحكت وصدقتهـــــا .. ونزعت الخاتم
ريوم : امزح معك يــــــــا شيخه
بعدهــــا جات جلست جنبي تلاعب حمودي وهو بحضني
:
:
أم عبد الله راحت جلست جنب مريم لما حست بناتها إلتهوا بالسوالف : مــــا قلتي لي يــــا مريم .. جاسم ما حس بشي
مريم وهي تتكلم بصوت خافت وكانها خايفة أحد يسمعهــــا : والله أني خايفه يحس .. لانه قبل رمضان كنت بروح زواج .. ولاحظ أني لابسة ساعة عادية .. وسألني وين ساعتي الروماندويل الألماس .. أنــــا كذبت عليه وقلت له أنهـــــا بالبنك .. وخانقني أنه ليه ما قلت له يجيبها معه .. وبالنهاية عدى الموضوع على خير
أم عبد الله : الحمد الله
مريم : وها المرة لمــــا جاء يعطيني كسوة العيد لي وللبنات .. لما رحت السوق عجبني هذا الخاتم قلت خلني أشتريه للعيد
أم عبدالله : تراه قبل يومين جاني وأعطاني مبلغ من الفلوس .. لانه ما رضى يأخذ الفلوس من عندي إلا لما قلت له أعتبره ديـــــــــن .. ذكريني أعطيك الفلوس
مريم : أش دعوه يا أم عبد الله أنــــــا مأمنه لك .. خلي الفلوس عندك وفي وقت ثاني أخذهم منك
أم عبد الله : هذي أمـــــانه عندي يا مريم ولازم أسلمها لصاحبتها
مريم : مو مشكله .. لأني أخاف أخذهم اللحين منك وينتبه لي جاسم أو يشوفهم بشنطتي
أم عبد الله : على راحتك
:
:
بعــــــد ما طلعت مريم من عندنــــــا جاء عبدالله جلس جنبي .. ومبين من عيونه أنه وراه شي
عبدالله وهو يعدل شمـــــاغة : البندري عايدتي بسلمى اليوم
ابتسمت له : لا .. بعد شوي أروح أكلمهــــــا
عبد الله، وهو يتحايل علي : ليـــــــــه تكلميها .. روحي لها وعايدي عليها
رديت عليه : لا لا مـــــــــاله داعي مين راح يوديني أكلمهـــــــــا أحسن
عبدالله ابتسم : شنو منو راح يوديك .. أنــــــــــــا موجود بالخدمة .. وهو يطق على صدرة
ابتسمت له بخبث : مشكــــــــــــور على خدماتك
عبد الله قرب مني أكثر وبهمس : تكفين يا البندري .. خلينـــــــــا نروح .. والله اشتقت لهـــــا
ضحكت على شكله : قول الدعوة كذا .. يعني على شانك مشتاق لها
ترجاني بنظراته .. فكسر خاطري ما حبيبت أرده .. نـــــــاديت الخدامة تجيب عباتي
ريــــــــــوم : يعني يا الخونه تروحون ولا تقولون لي
عبد الله : كــــــا أنتي شفتينــــــا يله بسرعة خلصينـــــــــــا
ريوم وهي تلبس عبايتها : طيب يـــــــا شيخ انتظر يعني اليوم عيد لازم الواحد يتبخر يحط له دهن عود
عبد الله : والله خوش بنـــــــــات تتعطرون وتطلعون بالشارع
ريوم فتحت عيونها : لا والله شايفنا رايحين السوق .. كله من باب البيت لسيارة .. وبنروح نزور حبيبة القلب .. يعني ما أظن راح نمر على رجال أجانب .. قووووووووول أنك تخاف نصك على مرتك
عبد الله بغرور : والله زوجتي قمـــــــــــــــر .. محد يقدر ينافسها
جيت لهم بعد ما تبخرت وأنــــــــــا اسمع خناقهم : أقول يا الحبيب يله بسرعة قبل لا أغير رأيي
عبدالله : ريوم وعمى يله بسرعة قبل لا البندري تغير رأيهـــــــــــا
أنا وريوم ضحكنـــــــــــا عليه ..
أرسلت لسلمى وحنـــــــــا بالطريق أنه حنـــــــا جايين نزورهم .. وفي أقل من خمس دقايق وصلنـــــــــا بيتهم .. بعد ما سلمنا على أمهـــــــــا خبرتنــــــــــا أن سلمى فوق لأنها من سمعت أن عبد الله بيجي معنـــــا أختبصت وركبت فوق .. طلعت لها أنا وريوم ..
فتحنـــــــــا عليهــــــا باب الغرفة مباغته نبي نخرعهـــــــــا .. شفناها فارشة ملابسها على السرير وشكلها محتارة شنو تلبس
سلمى : يــــــــا البندري تعالي أنقذيني
رديت عليها بتريقة : تعال أنقذني يا حليب السعودية .. طيب يا قليله الخاتمة سلمي علي .. عايدي فيني .. والله عبد الله نســـــــــاك حتى الذوق
سلمى جات تسلم عيلنا بخجل : والله سوري .. أختبصت من عرفت أن عبد الله راح يجي معكم .. ما كنت حاسبة حساب أني أشوفه اليوم .. توقعت يكون مشغول مع أهله
ريــــــــــوم : لا شباب ها اليومين .. يفضون نفسهم بس على شان خطيبتهم
سلمى وهي تروح جنب الفساتين إلا على السرير : طيب البندري تعالي ساعديني .. شنو أختـــــــــار .. رفعت سلمى فستـــــــــان ذهبي من chanel .. أيش رايك بهذا
رديت عليهــــا: بصراحة الفستان مرررررره حلو .. مع بخاخ برونزاج راح تطلعي جنـــــــــــان
ريوم وهي تجلس على مكتب سلمى : طيب أنتي روحي جربي
سلمى وهي تروح جهة غرفة الملابس : طـــــــــيب
ريوم وكأنها تدور شي : إلا أقول سلمى مـــــــــا عندك كتاب لشعر
سلمى وهي بغرفة الملابس : لا كتب الشعر تلافينهــــــــــا بغرفة المكتب إلا بنهاية الممر
ريوم وهي تروح ناحية الباب : طيب أخوك هنــــا ؟؟
سلمى : لا لا كلهم برا البيت
بعد مــــــــا طلعت ريوم من الغرفة ،
سلمى : إيش عندها أختك تبي بكتاب شعر
رديت عليها : والله الأخت شكلهــــــــــا مشتركة في منتدى لشعر .. الظاهر قررت تحذو حذوهم
:
:
طلعت ريوم من غرفة سلمى .. وهي تغني .. دخلت المكتب .. فتحت الأنـــــــوار .. عجبها أثاث المكتب الأنيق .. ناظرت بالمكتبة الرفيعة والكتب المرتبة عليهــــــــا ..
صارت تلعب بخصلة من شعرهـــــــــا وهي تدندن بكلمات الأغنية تفكر شنو تختـــــــار
:
:
دخل البيت على عجل .. وطلع غرفة المكتب .. نسى شغله بالمكتب هو واعد صديقة يجيبهـــــا له .. استغرب أن بـــــــــاب المكتب مفتوح .. لفت نظره صوت أنثوي غريب
كانت تدندن بأغنيــــــــــــــه
دخلك شو أخبــــــــارك إلي .. أشتأتلك .. أنت أشتأتلي !!
أشتأتلك طبعـــــــــــا أكيد .. يومي حبك بزيد
تعرف حتى وأنت بعيــــــــــد ألبي معــــــــــك
بالرغم أنهـــــــا كنت عاطته ظهرهــــــــا .. كانت لابسة العباية حاطه الشيله على كتفهـــــا .. لكن شكل شعرهـــــــــــا المموج وصوتهــــــــــا الدافي .. وهي تلعب بخصله شعرهـــــــا .. اعطـــــــــاها منظر أثيري وكأنهـــــا أميرة من العصور الأرستقراطية تغني بلحن فرنسيـــــــــا شجي .. حس بجـــــــاذبيه تجذبه لهـــــا .. لكنه وعى لنفسه .. تراجع على ورا من غير مـــــــــا يصدر أي صوت .. وطلع من البيت بهـــــدوء ... وقبل لا يطلع من البيت قـــــابل عبد الله بالحديقة .. سلم عليه لكنه أعتذر منه لأنه مواعد أخوياه .. وعبد الله مـــــــــا ما نع أبد
:
:
لفت ريوم منظر دفتر موجود على سطح المكتب .. كان غلافه جلدي .. راحت ناحية المكتب وجلست على الكرسي وشغلت النور القريب من المكتب المخصوص للقراءة .. فتحت لهـــــا صفحة من الدفتر بشكل عشوائي .. قرأت القصيدة المكتوبة .. مطلعهـــــــا
يــــا سافر للجفـــا والوصل يبكي عليك .. وين عهدك بالوفا للخفوق إللي يبيك
قررت ريــــــوم تأخذ الدفتر معهـــــا لأنها توقعته لسلمى .. حطت الدفتر بشنطتها الكبيرة .. وطلعت من المكتب وأطفأت الأنوار
:
:
دخلت غرفة سلمـــــى وأنـــــا ما زلت أدندن بكلمات نفس الأغنية .. شفتهـــــــا جالسة على الكرسي والبندري تضبط لها الميك آب
سلمى، بعد مـــــــا خلصت ورشت على جسمها بخاخ برونزاج : أيش رايك ريوم
ناظرت بشكلهـــــــــا بإعجاب .. بالفستان الذهبي القصير إلا فيه ربطه سودا تنربط حول العنق ..ومزموم عند الصدر وبعد كذا يوسع .. ومع الطوق الذهبي والإسواره الذهبية : جنـــــــــــــان .. الفستان طالع مره حلو عليك
ابتسمت لي سلمى بخجل : تسلمين يا قلبي
غمزت لــ البندري .. البندري فهمت علي ودقت على عبد الله رنـــــــه ..
سلمى : يــــا الله خلونـــــا ننزل أكيد عبد الله جالس بروحه
ابتسمت لهــــــا بخبث : سلوووووووووم روحي أفتحي الشباك وشوفي عبد الله
سلمى ناظرتني بإستغراب : أيش يسوي جالس برا
البندري: أنتي روحي أفتحي الشبـــــــــــاك وشوفي
راحت سلمى لشبـــــاك الكبير الموجود في غرفتهـــــــا .. فتحته وطلعت للبلكونــــــــــــه ..
مــــــــــــا حست إلا بشي أبيــــــض يتطاير قدام عينهـــــــــــا .. شهقت وحطت يدهـــــــــا على فمهـــــــــا
كان عبد الله موجود تحت واولــ ما شافها طالعه في البلكونه فتح السلة إلأا عنده وطيـــــــــــــــر الحمام الأبيض
:
حسيت لحظتهـــــــــــا وكأنه راح يغمى علي .. أنــــــــــا أكرة الحيوانات والطيور ..
لكن حركته فاجأتني .. أبد مـــــــــا توقعت ها الحركة الحلوة منـــــــــــــه .. شكـــــــل الحمام الابيض وهو يتطاير حولي منظر بحياتي ما شفت مثله .. أنـــــا ظليت جامدة مكاني .. حسيت دقات قلبي وصلت لأذني .. تداخل مشاعري من الخوف والفرح لحركته .. تراجعت للورا وصدمت بالبندري إلتفت لهـــــــــا وضميتهــــــــــا
سمعت ضحكات ريوم .. ومن بين ضحكاتها قالت : يـــــــــــــــــــا ربي مرت أخوي حساسة مرررررررررررررررررره
:
:بعد مــــا هدأت نزلنـــــا تحت على شان لا يطفش لأني تاخرت عليه .. أخذت لي نفس عميق قبل لا أدخل المجلس
دخلت المجلس .. لقيته جـــــــالس ويلعب بجوالة ..
" السلام عليكم "
سلمت على شان ينتبه لي .. شفته رفع رأســــــــــه وناظرني ..
حسيت وقتهــــــــا خطوات عينيه علي تشل الحـــــــــــواس .. لعنت نفسي أني لبست ها اللبس .. قرب مني وطبع قبله على جبيني وطوقني حولـــــــــــه ..
آآآآآآآه احس أني سكرت من عينه .. وينك يا البندري تنقذيني .. ليه جلستي مع أمي
عبد الله : هـــــلا بعمري .. هــــلا بروحي
نزلت عيوني .. يـــــــــــا ربي كلامه يذوبني
همس لي بكــــــل عشق:
فديت عيونك الحلوه ... تصدقين ابتسامتك تفرح خاطري الولهان .. أطير من الفرح وأحس أني بعــــــــالم ثاني
مر الوقت .. وحنـــــــا جالسين مع بعض .. خلاص أنتهى وقت العتـــــاب ... كنـــــــا نتهامس بهمس العشــــــــــاق
بعد كذا عزمنــــــــــا عبد الله على مطعم إيطالي..
دخلنــــــــــا مطعم الجندولا .. كان عبد الله حاجز لنـــــا طاولة ..
جلسنا على الطاولة .. أنـــــــا جلست جنب عبد الله وريوم والبندري قبالنــــــــا ..
أنــــــا طلبت لي باستا ربيان أو بالأحرى عبد الله هو إللي طلبهــــــــا لي .. والله أنا ما كنت مشتهيه شي .. أولـ مره أطلع معه ومع خواته .. أولـ ما جابوا الطلب
والله ما كنت عـــــارفة آكل .. أحس حالي مستحية .. مع اني متعودة
أطلع مع البندري .. لكن مدري أيش فيني .. يمكن قرب عبد الله
موترني .. وإلا وترني زيـــــــادة حركة عبد الله
وهو يمد لي الشوكة وفيها قطعه دجاج ويقربهــــا من فمي
استحيت ارده وأنــــــــا احس بعيون ريوم تراقبنـــــــــــا .. همس لي : ليـــــــــــــه ما تأكليني
أنا أنقلب وجهي أشكال وألوان ، رديت بهمس أكثر منه .. حتى أني أشك أنه سمعني : اســــــــتحي
سمعت ريوم تكلمه : مـــــــــا تخلي البنت تأكل على راحتهـــــــــا
عبد الله قرب وجهه منهـــــا : أقول سميــــــــــحة خلك بحالك أحسن
ابتسمت على كلامه ، ريوم : لا تخليني أتكلم .. وأنشر غسيلك الوسخ قدام البنت
عبد الله ناظرها بحده : أقول ريــــــــــــــــــــوم انكتمي أحسن
ناظرت فيهم مستغربة هذيلا ساعة يمزحوا وبسرعة يقلبوا جد : عن شنو تتكلموا
ريوم والبندري ضحكوا ، ريووووووم : ولا شي سلمى ..شكلك ما تعودتي على خناقي أنا وعبد الله أصلا بالبيت ما يسمونا إلا القطوا والفار ... امممممم ايش رايكم بكرة نروح الشالية نغير جووووو
عبدالله وهويشرب من البيبسي : والله فكرة يـــــا ريوم .. وخصوصا أن الجوا ها اليومين مـــــــــا يتفوت
لف علي عبد الله : تجهزي بكرة من الصباح راح أمرك
رديت عليه بسرعة : لا عبد الله معليش خلها مرة ثانية .. أمي مين يجلس معهـــــــا
ريوم تناظرها بنص عين : بلا عيارة سلمى .. خالتي تجيها بثينه والله يجلس معهــــــــا أخوك ماجد.. وبترجي .. تكفين تعالي معنــــــــــا والله ونــــــــــاسة
عبدالله : وافقي .. ترا ريوم تترجاك .. ومن النـــــــــــــــــادر ريوم تترجى أحد
ابتسمت له .. والله ما قدرت أرفض عزيمتهم : خلاص أوكي
ريوم من الحماس : يــــــــــــــــــــــــس
عبدالله : يــــــــــــــــا بنت أهجدي النــــــــاس حواليك
*
*
تقلبت في السرير .. مش جايني النوم .. لبست الروب ونزلت تحت للمطبخ .. فتحت الدولاب وطلعت لي كوب أبيض وحطيته تحت مشين الكوفي .. أسوي لي كوب قهوة ســــــاخن .. أحـــــس الدنيــــــــا ضايقة فيني .. والله مليت ، أحس بروحي ألـــــم في ليله بيهـــــا شجن آآآآآآآآآآه أخفي دموعي بالكبر
اليـــــوم البنات ببيت جدي ضحك وسوالف وأنــــــــا أحس روحي في عالم ثاني .. من قال لي أبوي أن تقدم موعد زواجي .. وأنــــــا أحس حالي في حاله صدمة ما ني قادرة اطلع منهــــــــا .. غمضت عيوني بضيق .. تذكرت كوب القهوة .. أخذت وشربت منه قليل .. وأنـــــــــــا متسنده على طاوله المطبخ .. ضميت يديني وأنــــــــا ماسكة الكوب .. أنــــــــا إلا توقعت راح يجيب لي ورقة الطلاق بأقرب وقت .. يجي اليوم ويطلب من أبوي يقدم موعد الزواج .. أنـــــــــا أبي أفهم هذا كيف يفكر .. أصلا حتى لو تزوجنــــا ما اتوقع أن حياتنا راح تستمر مع بعض .. ليــــــــه يــــا أسيل ما تتوقعيها تستمر .. على شانك ما تحبينه .. طيب أنتي تعرفي أن الحب مش كل شي بالحيـــــاة الزوجية .. مدري .. مدري .. والله إيش إلا مضايقني .. أحس حالي تائهة ومشوشة ماني عارفة أفكر .. طيب ليــــــــه كحيلان مصر أنه حنا نتزوج .. لية ما فهم من كثر صدي له أني ما أبيه .. معقولة يبي يذلني!! .. معقولة يبي يتزوجني وبعد شهر يطلقني!! .. لا لا مـــــــــا أتخيل توصل فيه لها الدرجة من الحقارة .. مهمــــا يكون أظل أنــــــــا بنت عمه .. وعمر الظفر ما طلع من اللحم
تركت كوب القهوة على الطاولة .. وتحركت بالبيت .. وبكل خطوة أخطيهـــــا يزيد ضيقي من حالي ومن كثر التفكير .. أحس حالي وكأني أمشي بطريق مظلم وخالي من البشر ومدري أيش نهــــــــايته ..
المشكلة مـــــا أقدر أكذب على نفسي بعائلتنــــــا رأي البنت ماله أي أهمية .. يعني أبوي مــــا أهتم لرأيي ولا أعاره أي إهتمـــــــام .. هه أصلا بأيش راح يقدم رأيي ولا يؤخر..إيش دعوه هو إهتم إذا أنا أبي الزواج يكون بعد شهر أو لا هو وافق وانتهى الموضوع .. وإلا قاهرني ما أظنه فاتح أبوي بموضوع شغلي .. وبنظرة تمثلت بعيني كلها تصميم .. لانه يحلم أترك شغلي ولا يظن بحركته هذي راح يكسر رأسي ويضغط علي بعد الزواج أني أترك وظيفتي .. والله لأقوم الدنيـــــــا وأقعدها على راسك يا كحيلان لا أقلب حياتك جحيم .. أنـــــــا مش دمية تحركهـــــا مثل ما تبي ..
مش لأني ظليت ساكتة طول ها المدة .. معنــــاته أنك تقدر تهضم حقوقي بكل سهولة ..طلعت لغرفتي .. وأنــــــــا أحس بالانهزام.. أنــــا عارفه أني خسرت المعركة .. أصلا ما عاد يهمني أو يعنيني شي .. هو إلا راح يجهزوا كل شي .. أنـــــــــا ابد ما أحس مثل أي عروس بالفرحة إللي تغمر قلبهــــــا .. أصلا أنـــــا فقدت الإحساس بالأشياء إلا حوالي .. ما يهمني لو جاء بكرة وقال لي تعالي لبيتي .. يعني حفل الزواج بأيش راح يقدم والله يؤخـــــــــــر .. المـــــــــــــــوت واحد سوا كان بكرة ولا بعــــــد شهــــر
*
*
أشرقت شمس يوم ثـــــــــــاني العيــــــد ..
الكل في بيت أم عبد الله يتجهز لروحة الشاليهات ..
أم عبد الله بالمطبخ تجهز الأكل والخدامــــــــــة تساعدهــــــــــا
وريوم بعد مــــــا خلصت وجهزت ملابسها .. نزلت تحت .. شافت حور تحن على أمهـــــــا إلا تبي تأخذ ساندي معهــــــــــــا
:
:
" حــــــــــور إيش عندك غاثة أمي "
حور وهي مادة شفايفها الصغيرة : أبي أخذ ساندي معي
تأففت : يا ذي ساندي إللي ابلشتينـــــــــــا فيها
أمي بضيق لأنها مش قادرة تركز أيش تأخذ معها في الشالية من حنه حور: خلااااااااااااااص يــــا حور خذيها بس فكيني
حور نطت بسعادة
دخل عبد الله المطبخ : أيـــــــــش عندكم صوتكم واصل لفوق
رديت علية وأنـــــا أروح لثلاجة أطلع لي عصير تفاح : هذي حور غثتنــــــــــــا من صباح ربي .. إلا تبي تأخذ ساندي معها
عبد الله بلا مباله : خل تأخذهـــــــــا أنتي ليه حارقة دمك
حور راحت وقفت عند عبد الله وبين الفرق الواضح في الطول : عبودي أبي أروح السيفوي .. أبي أشتري أكل لساندي
عبد الله نزل لمستواهـــــــــا : من عيوني .. روحي ألبسي صندلك وألحقيني لسيــــارة
ناظرته بطرف عيني وأنــــــا ما سكة كأس العصير : لو أنـــــــــا طالبة منك شي .. كان عييت .. لكن على شان ها القطوة العله تودي حور السوبرماركت
عبد الله وهو يطلع من المطبخ : أنـــــــــا مدري ليه أنتي محترة من ساندي
رديت عليه بصوت عالي على شان يسمعني : لأني مــــــــــا أحبهـــــا
أمي إلتفت لي : أحد قالك حبيهــــــــا .. يله خلصينـــــا على شان ما يرجع عبد الله إلا وحنــــا جاهزين وبنمر على بيت عمك بنمشي مع بعض ..
طلعت من المطبخ وأنــــــــــا أناقز من الوناسة .. بيت عمي بروحون معنـــــــا
:
:
وصلنـــــــــــا شاليهات السن ست .. عبد الله أعطاهم بطاقة العضوية .. وفتحوا لنــــــــــــا البوابة ..
وصلنا لشالية .. نزلت من السيـــــــــــارة على عجل .. وأنــــــــا استنشق الهواء العليل .. ناديت على جنى ورحنـــــــــــا جهه البحر .. رفعت نظارتي
" الله مـــــــن زمان عن البحر "
وصلني صوت جنى الحزين : من أيــــــــــــــام المرحوم أخوي
ظلينــــــــــا فترة ساكتين .. كل وحده سارحة بخيالهـــــا .. أنــــا حسيت أن جنى تحسنت لما غيروا بيتهم .. لكن مش عاجبني هدوءها الزايد وانطوائيتها.. أدري أن صدمة وفاة بندر مش بالسهله عليهــــــــــا .. لكن أوعدك يا صديقتي راح أظل جنبك ليــــــــن ما تطلعين من حزنك أنتي والبندري .. عبد الله مش خايفة علية .. هو رجال وبجنبه سلمى
راح أعينك يا صديقتي على دنيـــــــــاك وراح أشيل الهم عنك
:
:
في العصــــــــــــر .. كانت حور مضايقة لأن عيون قطتها ساندي متنفخة .. قالت لي أن عبد الله حط لهــــــــــــا قطرة في العين لكنها ما طابت .. أنـــــا اقترحت عليها تحط على عين ساندي كمادات ماي بارد .. رحت معهـــــا لثلاجة الموجودة في المطبخ المفتوح على الصالة .. مع أني مـــــا أحب القطط لكن كسرت خاطري حور وهي متضايقة على قطتهـــــــا .. مع أن ساندي أليفة ونظراتهـــــــــا بريئة لكن مدري ليـــــه ما أحبهـــــا .. وكأن إذا قلت لها بعدي عني تفهمني وتبتعد عني .. يمكن صار الشعور متبادل من الكرة بعكس أولـ من تشوفني تلحقني ..
دخلت علينـــــا البندري .. وأنـــــا وحور جالسين على أرضية المطبخ الباردة وساندي بحضن حور وماسكتها بقوة على شان لا تهرب وهي حاطة فوطة بيها ماي بارد على عينهـــــــــا
البندري وهي شاخصة بعينها : أيـــــــــــــــــش تسون بساندي
رديت عيلها : هذي الله يسلمك عينها منتفخة .. أكيد من الدكتور البيطري عبد الله مدري أي قطرة حط بعينها .. وانتفخت عينهــــــــــا
هذي كذبة من عندي على شان أتبلى على عبد الله
ضحكت البندري على حركاتنـــــــــــــا .. وعلى إلا نسوية بساندي وهي تتعفرت بجسمها بحضن حور ما تبي الماي البارد إلا على عينهـــــــــــا
البندري : والله أنكم مهبل
رديت عليها وأنــــا أضحك : أيش عرفك أنتي .. خلك من الأوادم إللي حقك وحنـــــا دكاترة الحيوانات
البندري راحت عنــــــا .. وظليت أنا مع حور وأنـــــا أقول لها أضغطي وأنتي تحطين الفوطة على عينهـــــــــــا ..
والمسكينة حور تسمع كلامي .. إلا يسمعني صج دكتورة بيطرية ..
فجأة فلتت ساندي من حضن حور شكلها ملت من إلا قاعدين نسوية فيهــــــــــا هههههههه.. وصارت تركض بالصالة وتدور حول الأثاث وحور تدور حولهــــــــا تحاول تمسكهــــــا .. لكن ساندي لقت لها مفر من حور .. لمــــــــا شفات باب الشالية مفتوح .. و هربت من أيد حور قبل لا تصيدهـــــا
صرخت على حور : حوووووووووووووور روحي ألحقيها قبل لا تهرب منك
والمسكينة حور سمعت كلامي ..
بعد خمس دقايق سمعت صوت طرررررررررراخ ..
أنا وقف قلبي .. تركت إلا بيدي وأنـــــا أنظف المطبخ من البلاوي إلا سويناها .. لبست عباتي على عجل وطلعت من البــــاب الخلفي لشالية .. حوروه وينها العله .. أخاف صدمتهــــــــا سيارة ... ورحت ناحية الشـــــارع .. أدورهــــــــــــا ..
شــ فــ تهـــــــــــا .. شـــ فـــ تهـــــــــا منسدحه على أرضيــــــة الشارع .. وبعض بقع الدم حواليهــــــا .. والرجال إلا صدمها طالع من سيارتة خايف لان شكله ولد صغير يعني ما عنده رخصة سياقة
:
:
البــــندري كانت جالسة قريب من البحر تلعب مع سِـــــراج .. تساعده يبني قصر من الرمــــــال .. لكن لما حست أن الجو بدأ يبرد على بداية المغرب حملته وأخذته لشالية
بشـــــالية أم بندر ..
كانت أم عبد الله مع أختهـــــــا وسلمى والبندري أنضمت لهم هي وسراج صبت لهـــــا بيالة شاهي وقربت منهــــــــا صحن المكسرات .. طبعا سراج يموت على المكسرات .. البندري حاولت تعطية من الكازوا بس... وأم عبد الله وأم بندر كانوا يسولفون بمواضيع مخالفه
أم عبد الله : يا البندري وين أختك ريوم
أم بندر : يمكن بالغرفـــــــة نايمة مع جنى
البندري : لا خالتي هي مع حور بالشالية حقنـــــــــــا
أم عبد الله : أيش يسووون ... أكيد عفسوا الشالية
البندري: ههههههههههههههه .. حور تأخذ بنصائح الدكتورة ريوم
فجأة دخلت عليهم ريوم .. ووجهـــــــا ما يتفسر من الصدمـــــة
أم عبد الله خافت عليها : ريوم أيش فيك .. ليه شكلك كذا
ريوم : لا حــــــــــول ولا قوة إلا بالله ... أنـــــــا إلا الله وأنــــــــــا إلية راجعون
أم عبد الله وقفت من الخوف : ريوووووووووووم خوفتيني .. إيش صاير
ريوم : ســـــــــــــــــاندي أنتقلت إلى رحمه الله
سلمى لاحظت عبد الله وهو داخل عليهم وهو ماسك كيس زبالا أسود بيده اليسار .. وبيده الثانية ماسك حور إللي تبكي
حور من شافت أمهـــــــــــا راحت تبكي بحضنهــــــا لفقدها قطتها : مـــــاما ساندي ماتت ... وعبد الله بيدفنهــــــــا
ريـــــوم بشماتة : خلاص يــــــــــــا حور لا تبكين ... القطة بدالها قطة
حور من بين دموعها : لا ما أبي إلا ساندي
سِـــــراج مع أنه كان جالس بعيد عنهم ، لكنه سمع السالفة وما هانت علية دموع حور ، تكلم بصوته الطفولي : حووووووووور إذا تبين قطوتي عادي خذيهــــــــــا
حور ، ما زالت دافنه راسهــــــــا بحضن أمها : مـــــــــا بي مــــــــــا بي .. أبي ساندي
ريوم بصوت خفيف ما سمعها إلا عبدالله : ارتحنـــــــــــا منها ومن القطط
عبد الله ضربها على كتفها بخفة : حرام عليك .. خلي قلبك رحيم .. الناس تدخل الجنة من الرأفة بــــ الحيوان
*
*
بعد العشــــــاء إلا كان بوقت متأخر .. كل واحد راح لغرفته .. ريوم مع جنى يسكتون حـــــــــور إلا ما زالت تبكي على فقد قطتهــــــــا ..
ريوم تحس بتأنيب الضمير .. ووعدتها تجيب لحور قطة .. لكن حور معية .. مهمــــــــا جابو لها قطة تظل مكانه ساندي بقلبهــــــــــا كبيرة .. هذي القطة إلا ربتها وعلمتها وأكلتهـــــــا وبعد ها التعب تفقدها بكل سهولة ..
أمــــــا عبد الله وسلمى واقفين عند البحــــــــــر ... سلمى لابســــه برمودا ورافعه عبـــــايتهـــــا وتلعب مع عبد الله بالموية برجولهــــــــا وقطرات الموية تتطاير على وجيهم وملابسهم ... وصوت ضحكاتهم تتردد بالمكان كله .. بهـــــا الوقت من الليل يكوووووون المكان خالي .. وخصوصا أن شاليهم منعزل شوي عن باقي الشاليهات ..
بنفــــس المكــــــان .. هلال بداية الشهر منور السمــــــاء .. بنورة يداعب موج البحر
البنــــدري كانت جالسة بعيد عنهم لكن أصوات ضحكهم واصله لعندهــــــــــا .. هـــــا المكان ذكرهــــــا بشخص هي تحاولـ تتنــــاساه لكن طيفه عيـــــا يتركهــــــا .. ناظرت بيدهــــــا اليمين بحزن ..
بسألك وجاوب يـــــــــا بحر
تـــــذكر يــــــا بحر
حبيبـــــه مرتك .. كــــــــان القمر نصف الشهـــــر
نوره يداعب موجتك
كـــــانت نجوم احلى سمـــا
كـــــان الفرح يملا المكان
والليل يملاه الحنــــــان
شاطى أمـــــــان
كان زمــــان احلى زمـــــان
كانت حبيبة بيدهـــــا خاتم ذهب
خــــاتم يجسد كل شي .. كانت تبيه
كــــــــانت تحبه وتحتريــــــــــه
واليـــــوم جاوب يـــــــــــا بحر
نفس الحبيبة مرتك
فوقك قمــــــــر
نوره يداعب موجتك
حتى النجوم نفس النجوم
صورة وكررهــــــــــــا الزمن
إلا أنـــــــــا .....
يــــا موجة الذكرى القديمة
يــــا ذكرى لو مرت أليمة
موقف صعب .. جيتك اليوم ولا بيدي خــــــاتم ذهب ..
حتى الحبيب .. فقدته
آآآآآآه ذكرتك والعيـــــون تذوب .. دمعـــــا من حنيني مــــــا ستر خافي
في غيابك يــــا حبيبي مين راح يداوي جروحي ويطفي حزني السرمدي .. في عيدي أطفيت شمووووع حزني ... يــــــا ليت يا روحي تزورني لو في المنام
أرخيت أهدابي .. لأطلق لدموعي العنــــــان ..
شعووووور قاسي لما تحس أنك بديت تفقد ملامح الحبيب .. كل ما أذكره عيونك والجبين .. لمست الرمــــل بأصابعي النحيلة وكأني أبي أرسم ملامحه قبل لا أفقدهـــــــــا من ذاكرتي
:
حسيت أن عبد الله وسلمى يقربون مني بخطواتهم .. مسحت دموعي بســـــرعة ما أبيهم يشوفون دموعي ..
عبد الله وهو يجلس جنبي : إيـــــــــش فيــــه الحلو جالس بـــ لحاله
رديت علية من غير مــــا أناظره .. وكل تركيزي مع موج البحر إلا يداعب رجولي بكل خجل : مــــو جايني نوم ... وعاجبني هدوء البحر بها الليل
عبد الله : البحر يذكرك فيــــــــــــــــه
أرخيت رأسي على كتفه .. وكان بذكر أسمه خارت كل قواي : أيـــــــــــــــــه
حط عبد الله يده على كتفي .. ومرت لحظة صمت .. من بعد رحيله مــــا أظن في كلام ينقال .. لا ني قادرة أواسيه ولا هو قــــــادر يواسيني .. كل منا يداري أحزانه بنفسه
بعد كذا استأذنت أخلي عصافير الحب يأخذون راحتهم .. والله ها الاثنين بوجودهم مع بعض هم إللي يرسمون البسمة على شفاهي ..
:
سرحت بخيالي بعيـــــد وأنــــــا أشوف عبد الله قريب من أخته وينـــــاظرها بحنـــــان .. طول عمري كنت أتمنى يكون عندي أخو حنون يحن علي .. يخفف علي وقت ضيقتي .. يكون جنبي بالوقت إلا أحتاجه فيه .. صحيح أن مـــــاجد تغير من بعد هذاك اليوم .. وصرت أحس أنه قريب مني .. صار يتواجد بالبيت كثير .. وقلل من السهر .. هو وعدني أنه بهذي السنة يجد ويشتهد ويتخرج .. ويمكن قريب نخطب له ..
" ويــــــــــــــن وصلتي أكيد تفكرين فيني "
إلتفت له .. لقيت البندري قامت .. ابتسمت له : واجـــــــــــــــــد واثق من نفسك
قرب مني أكثر : أعترفي أنك كنتي تفكرين فيني .. وهو يغمز لي .. لا تستحين
ضحكت عليه : لا تحلم كثير مـــــا كنت أفكر فيك
لاحظت أنه كشر : لها الدرجة مـــــا أعني لك شي
ابتسمت بخجل : إلا تعني لي .. بس أنــــــا كنت أفكر بأهلي
عبد الله بإبتسامه حنونة : اشتقتِ لأمك
هزيت رأسي : إيوة
عبد الله : شكلك متعلقة بأمك كثير
رفعت رأسي وكأني أشوف وجه أمي العذب قدامي : أمي كل شي بالنسبة لي .. هي أمي ، أختي ، صديقتي كل شي بدنيتي ... مــــــا أتخيل يمر يوم من غير مــــــــا اسمع صوتها الحنون
عبدالله : صحيح أنك كنتي مـــــــــــــا تبين توافقي علي لما تقدمت لخطبتك على شان أمك
ناظرته وأنا شاخصة عيني : من قالك هذا الكلام ؟؟؟
عبد الله : خالك يوسف
رديت بغصب : وهذا ما يخبي سر أبد
سمعت ضحكاته ، الأكيد يضحك علي : أولا يوسف صار صديقي .. وما أظن فيهــــــا شي لو قال لي عن زوجتي .. وثانيــــــــا لا تتهربين من الجواب !!
ضميت يدي لصدري : مــــــــا كان ودي اترك أمي بروحها بالبيت .. أحس أن البيت بيتوحش عليها
عبد الله : طيب وين راح أخوك مـــــاجد
رديت عليه بضيق : حتى لو كان أخوي موجود .. لكن ماراح يكون موجود دايم معها مثلي .. أنت مـــــــــا تتخيل يا عبد الله أشكثر تضايقت لما أمي طاحت علينا مريضة بالقلب .. حسيت أن الدنيــــــــا أظلمت بعيني .. وضاقت بي الوسيعة .. يــــا عبد الله مـــا أقدر أتخيل هـــ الدنيــــــا من دونهـــــا
طوقني عبد الله بذراعيـــــــــه .. حسيت لحظتهـــــا أني لقيت الشخص إللي يسمعني ويفهمني .. لقيت الحضن إللي يدفيني من قســـــــــا البرد ..حطيت رأسي على صدره ..
بكفه الدافي مسح الدمعتين : ليـــــــــه الدموع اللحين !!
غمضت عيني .. يمكن لأني ما لقيت له جواب .. ظليت غافية على صدره مستمتعه بالشعور الجميل إللي أحس فيـــــــــــــه
*
بنهـــــــاية اليـــــوم الثاني أضطروا يمشوا من المغرب لأن البندري وسلمى عندهم دوام بكرة .. وطولـ الطريق ريوم تتحنطب أنهــــــــا مـــا أمداها تتونس ..
روحــــه الشاليــــــــه غيرت من نفسياتهم .. البندري رجعت تهتم بســـــراج مثل قبل وأكثر .. حتى سراج تحسنت نفسيته .. أم بنــــــدر فرحت لما شافت الاهتمام بعيون البندري لسراج .. هي كانت حزينة مش لأنهــــا فقدت ضناها بس .. كانت تظن بموت بندر انتهت البندري .. لكن لمـــــــا شافتها تبتسم وتلاعب سراج وتضحك مع ريوم .. حست أن بنتهــــــــا إلا ربتهــــا رجعت لهــــا .. رجعت البندري إلا تعرفهـــــا .. حتى لو كانت تداري دموعها عنهم .. لكن على الأقل في تطور أنهـــــــــا صارت تجلس معهم وتسولف ..
سلمى وعبد الله .. مــــا يحتــــاج أسولف لكم عنهم ... زاد تعلق سلمى بعبدالله .. وصــــارت سلمى غالية عند عبد الله بإحساسها الغالي ..
ريـــــوم نست ســـــالفه الدفتر إللي أخذته من المكتب .. ونست مع الزحمة مــــا تخبر سلمى أنهــــا أخذته
* * * * * * * * *
تحــــس برنين يتخلل أحلامهــــــــــا وكأنه قرع لطبول .. مر أكثر من خمس دقائق والمنبه يرن لكن هي مــــــــا حست فيه أبد .. رايحة في ســــــــــــابع نومه ..
وبعد ســـــاعة إلا ربع .. فتحت عينهـــــا على صوت المنبه إلا مازال يرن .. فتحت عينهـــــــا بضيق وسحبت الجوال إلا على الكومدينه بطفي المنبه .. انصدمـــــــــــــــت
الساعة 8
يـــــــــــا ويلي .. ناظرت مرة .. مرتين .. ثلاث .. وأنــــــــا أهز راسي على شان أصحصح .. لا لا يمكن هـــا الجوال خرف .. ونطيت من السرير بسرعة عند التسريحة أدور ســــاعة يدي .. ناظرتهــــــــا نفس الشي 8 وخمس دقائق .. أنا مقدمة ساعتي خمس دقائق .. يعني الجوال مو مخرف .. كنت بصيـــــــــــــــح .. يا البندري مو وقته وراك دوام يا دوب تلحقين على الراوند ..
تحركت بسرعة للحمــــــــام .. غسلت وجهي بالماي البارد على شان اصحصح أيش ها النوم إلا جاك يا البندري .. أنا مش من عادتي يكون نومي ثقيل .. على أولـــ رنه للمنبه أصحى .. بعد ما غسلت أسناني .. غيرت ملابسي .. كان ودي أخذ شاور يخليني أصحى .. لكن ما في مجال .. أشوى أني سابحة بليل قبل لا أنـــــــــام .. لبست أولـ تنورة سودا قابلتني مع قميص أسود .. وسحبت الوايت كوت على عجل .. نزلت على الدرج وكأني أسابق الريح .. زين ما طحت على وجهي ..
أمي : ويــــــــــــن يمه مستعجله ما فطرتي
وأنا ألبس الوايت كوت .. مافي مجال ألبس عباية وأنا مدري وين يحطوا أغراضهم البنات : يمه تأخرت مررررررة واليوم أولـــ يوم لي بالمستشفى الجديد مو حلوة أتأخر أكثر
أمي : طيب .. أنتظري راح أجيب لك فطيرة وشاي
وأنا أدق لسواق يشغل السيارة : يمه الله يعافيك حطية لي بكوبي إلا من ستاربكس
أخذت من أمي كوب الشاي ولفيت الشيله .. وطلعت لسيــــــــارة ..
يــــا ربي إيش ها الحظ إللي علي .. الإشارة مرة زحمه يعني الواحد يجلس عندها ثلاث مرات .. وكل الإشارات بوجهي حمراء .. ما في أمل تكون وحدة منهم خضراء .. والمشكلة قسم الجراحة أنـــــا ما أدله .. تذكرت سلمى دقيت عليها على شان توصف لي وين أروح .. لأن ما في مجال أدور واسأل بالمستشفى .. الله يخرب عقلك يا البندري .. يعني من أول يوم متأخرة أيش راح يقول عنك الدكتور
:
:
طلعت الدور الرابع بالدرج .. وأنــــا أنافخ .. اللفت تأخر وخفت أتأخر زيادة ..
إلتفت حولي مــــا عرفت وين أروح .. ناظرت ساعتي 8:45
أكيد اللحين خلصوا morning report
ويمكن بدءوا الراوند .. دخلت أولـ جنـــــاح كان بوجهي .. رحت عند قسم الممرضات وسألت الممرضة : Excuse me!
المرضة : Yes
:Where can I found doctor Ebraheem
الممرضة وهي تأشر لي على غرفة من بين الغرف : team doctor Ebtaheem there , they just start round
رحت ناحية الغرفة إللي تو أشرت لي عليهــــــا .. سميت بسم الله ودخلت .. كانت غرفة فيهــــــــا سرير واحد بس .. شفت 3 دكاترة .واقفين عند سرير المريض . مدري أيش أسماءهم .. مـــــا أمداني سلمت بصوت خافت
واحد منهم إلتفت لي كان لابس بدلة رمادية مخططة ونكتاي أزرق فاتح مخطط بالمائل .. باين علية هو consultant
الدكتور: أنتي طالبة intern الجديدة
هزيت رأسي بخجل .. لأن ملامح وجهه مــــــا تبشر بخير .. كنت راح اعتذر على تأخري .. لكنه قاطعني
قال لي بكل كبريـــاء وعنجهية : next time come on the time or don’t come at all
أنصدمت من كلامة .. تمنيت اني ما جيت .. يهزاني قدام الدكاترة وقدام المريض بعد .. ولا كأني أشتغل فراشة عنده .. حسيت بإحراج مو طبيعي .. وبنفس الوقت بقهر وغيض منــــه .. شكله ها الدكتور شايف حالة .. أنــــــــا من دون شي أكرة surgery ويجي هو يكمل عليه .. الله يستــــــــر .. شكل أيــــامي مع ها الدكتور راح تكون صعيبه
صحيت من سرحاني على صوت نفس الدكتور وهو يسألني عن:
What do you know about pncreatitis and how can you diagnose it
كـــان يسألني كيف أني أشخص مرض إلتهاب البنكرياس .. جاوبته بكل ثقة .. بعد كذا طلعنــــــا من غرفة المريض ورحنـــــا لغرفة ثانية .. وطول مــــا حنـــــا نتنقل بين غرف المرضى كان يسأل فيني وكأني في إمتحان وأنـــــا أضطر أني أثبت وجودي قدامه وما أخلية يتشمت فيني لحظة ..
أحس طول الساعتين إلا كنت معه وكأني داخله إمتحــــــــــان صعب وماسكة أعصابي .. أحسة يدور على أي غلطة مني .. على شان يستهزأ فيني .. يــــــا ربي من أولـ يوم كرهت الدوام بهذا القسم .. وخصوصا مع هذا الدكتور إلا لحد اللحين مـــــــا عرفت إسمه وأصلا مــــــا أتشرف أعرف إسمة ... وإلا مضايقني أكثر أني الدكتورة الوحيدة بينهم .. كل إلا بالقسم رجال .. منوا إلا تفكر تتخصص جراحة أحس ها المجال لرجال .. هم الوحيدين إلا يصلحون لمهنه القصابة ..
على الســــــاعة 4 العصر .. زفرت زفره حسيتهـــــا طالعه من قلب وأخيــــــــرا انتهى الدوام .. طلعت من المستشفى وأنــــــــــا كاره كل إلا بالمستشفى ..
ركبت السيــــــارة .. كانت ريوم مارة علي
" السلام "
ريوم : وعليكم السلام
البندري: غريبة اليوم طالعه متأخر
ريوم : كــــــــــانت عندي محاضرة متأخر ، وأنتي كيف أولـ يوم بالمستشفى
رديت عليها وكان ما صدقت أحد يسألني : أسكتي أحس كـــــــــــاره نفسي .. وأحس أني مش مرتاحة وطول اليوم ماسكة أعصابي
ريوم : ليــــــــــه طيب !!
قلت لهــــــا سالفة أني متأخرة وأن الدكتور هزاني من أول ما شافني ، طبعــــــــــا ريوم الحمـــــــــ تمستخرت علي وضحكت لين ما قالت بس
ريوم بسخرية : ومين هذا الدكتور إلا هزا الدكتورة البندري
لفيت عنها أناظر الشارع : تتريقين حضرتك
ريوم : لا والله جـــــــــــد
لفيت عليهــــا : تدرين ولا حتى فكرت أسأل أيش أسمه
من كثر ما أنا كارهة الدكاترة والناس إلا بهذا القسم .. أناظر الناس باشمئزاز.. أنا من دون شي أكرة قسم الجراحة من يوم وأنــــــا في الجامعة .. والحين يجي دكتور شكلة راح يكمل الناقص ويكرهني فيه زيــــــادة
ريوم : بالعكس إلا أسمعه كل الدكاترة الجراحين وسيمين وجنتل
لويت شفايفي : هذا إلا هامك .. لأنك ما جربتي الإحساس .. بقسم الجراحة كله رجال وأنــــــــا الوحيدة بينهم بنت أحس شكلي غلط وكأني داخلة ديوانية شباب بالغلط
تعالت ضحكات ريوم بالسيارة .. وأنـــــا منقهرة منهـــــا ..
والله تمنيت أني ما نقلت من هذاك المستشفى الكل بهذاك المستشفى كان يحترمني .. الله يذكر أيام الجايني
( قسم النساء والولادة )بالخير ..
***************************
( الجـــــــــــــــزء الثامن عشر )

ريـــــوم
جات لعندي الخدامة وبأيدها كيس من باسكن روبنز .. أنـــــــا طلبت من السايق يروح يجيب لي لأني مشتهيته وبقوة .. أخذت الكيس من عندهـــــــــا وطلعت بسرعة لغرفتي قبل لا تجي حور وتشوف الأيس كريم عندي وتنشب فيني .. كان ودي أشتري لها لكن والله نسيت ..
دخلت غرفتي .. وشعــــــاع يدخل غرفتي من فتحة بسيطة بين الستــــــارة .. بعــــد العصر .. يزحف فوق السجادة ويطلع فوق الكرسي .. ويلامس .... لحظة تذكرت الدفتر إلا كنت حاطتة على مكتبي بإهمال نسيت أني أخذته .. ونسيت ما قلت لسلمى أني أخذته أكيد أفتقدته .. جـــــــــاني فضول أفتحه .. أكيد سلمى تكتب فيه ما يخالجها من شعور .. جلست على الكرسي وكأني أكسر صورة الشعاع علية .. وفتحت الآيس كريم .. جماكوا وفوقة الهوت شوكلت .. تذوقت أول ملعقة .. ممممممممممممممممممممم لذيذ يذوب بالفم من لذته .. من يوم ما علمتني البندري عليه وأنا صرت مدمنه..
وأنـــــــــا آكل الآيس كريم طاح الدفتر من يدي .. أنفتح الدفتر على صفحة .. مسكته بحذر أخاف يصير بالدفتر شي وهو مهب لي .. قريت المكتوب بالصفحة إلا انفتحت..
في غيابك ..
مجمل أحلامي تهاوت
الحياه والموت بعيوني تساوت
صرت أنا إنسان عادي
بعد ماني كنت غير
إي نعم وياك كنت إنسان ثاني ..
كنت طير
ليه حطمتي كياني !!
الله لايجزاك خير
آه لو تدرين وش صار بغيابك ..
صرت ماني إللي على خبرك ..
وخبري
قمت أهذري
صرت أشوفك في وجية الناس ..
وأتكلم معاك
أرتمي بأصغر تفاصيل الملامح ..
فيهم أبحث عن بهاك
وإن سألني أي واحد منهم وقال :
وش بلاك ؟؟
أمتلي حيرة ولا أدري ويش أقول !!
أسألك بالله قولي ..
ويش أقول ؟
خايف أشكي ..
أنفجر بوجيههم وأبكي عليك
خايف أبكي ..
أنصهر بعيونهم وأحرق يديك
وش تبين أقول طيب عن جفاك !!
قولي يرحم والديك
أنصدمت من الكلام المكتوب .. ليــــــــه سلمى تكتب كلام مثل كذا .. معقولة كانت تحب قبل !!! ... لا لا سلمى مش من ها النوع إللي في بالي .. طيب هي كانت تحب عبد الله قبل لا يخطبها .. طيب ليــــه أحس بالعذاب بكل كلمه تكتبهــــــا .. وكأن حصل فراق بينهم . معقولة بسبب غياب عبد الله الطويل عنهـــــــا .. عدت قراءة الكلمات مرة ثانية .. أمتلي حيرة ولا أدري ويش أقول !!
أسألك بالله قولي .. ويش أقول ؟
خايف أشكي .. أنفجر بوجيههم وأبكي عليك
خايف أبكي .. أنصهر بعيونهم وأحرق يديك
وش تبين أقول طيب عن جفاك !!
قولي يرحم والديك
وكأن الكلام موجة لبنت مش لو لد .. حسيت بخوف لحظتها معقولة يكون هذا مش دفتر سلمى .. يكون دفتر أخوها وأنا بلقافتي أخذته .. تصفحت الدفتر على عجل .. أبي خيط يوصلني .. أبي كلام يوضح الصورة قدامي .. كل الكلام إلا أقراءة عن الفراق والعذاب .. وعن ضيــــــاع المحبة والأماني .. مــــــــا أنكر أن الكلام عجبني .. وهذا الكلام أو أقدر أقول الهواجس .. ما تطلع إلا من لسان شاعر
وصلت لنهاية الدفتر ..
وقرأت القصيدة ..
أو خلنا نقول هواجس تُعبر عن ما في القلب
جرحتني جرحا ً عميقاً في صميم القلب
فكرهت الدنيــــــا وكل رفاق الدرب
ضــــاعت كل آمـــــــــالي فيك
وضــــاعت أحلامي وضاع قلبي
كسرت كل أقلامي وبعثرت أوراقي
حسبي الله فيــــك حبيبي
أحببتك فصار حبك نار في قلبي
وصرت كــــا الطير المجروح
يطير متعثراً لا جناح ولا قلب
نسيت كــــل ما في الدنيا
وعشت ضائعا دون رفاق على الدرب
وقلت عسى الأيام تنسيني
ويــــلتئم مع الأيام جرح قلبي
بنهايتهــــا شفت توقيع .. بالتوقيع قريت أسمـــــــــــــه
*
*
دلالـــــ
مستندة على طاولة المطبخ أنتظر القهوة تغلي .. وأنــــــا سرحانة بأفكاري .. إيش إلا جايب عمتي أم محمد عندنـــــــــــا .. من زمان ما زارتنـــــا .. يمكن جاية تعايد بيتنا .. يمكن أيـــــــام العيد ما أمداها تزورنــــــــــــا ..
بعد ما رتبت الفناجين بالصينيه وحطيت القهوة بالدله ... حملتهـــا رايحة لمجلس الرجال .. وقبل لا أدخل سمعتها تقول لأبوي
: والله يـــــــــا أخوي أنـــــــا جاية أخطب أيد بنتك لولدي محمد
فرح أبو دلال ، وارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه : والله والنعم بمحمد
: لكن يـــــا خوي عندي سؤال ودي أسألك فيه قبل كل شي ..
أبو دلال : أفا عليك يا أم محمد تفضلي .. لا يردك إلا لسانك
أم محمد بحيرة مش عارفة من وين تبدأ بالكلام : أنا سمعت أن بنتك مش بكر .. أعذرني يا خوي على سؤالي بس من حقي ومن حق ولدي يعرف قبل لا يأخذها
أبو دلال ، تكدرت ملامحه ، ظن أن أخته جاية تخطب ضحى ، لكن أتضح أنها جاية تخطب دلال ، وتضايق أكثر على بنته ، أكيد أخته إذا عرفت بالحقيقية يمكن تتراجع عن الخطبة لكن هذي المواضيع ما تتخبى : والله مدري ايش أقولك يا ختي بس الكلام إللي وصلك صحيح .. ومــــا أظن هذا الشي يعيب البنت لأنها كانت مالكة من قبل
قال هذا الكلام وهو يحس بالحرج من نفسة .. دعا على خالد داخل قلبه على الفعايل إللي سواها ببنته
أم محمد : والله البنت مــــــــا يعيبها شي ، أخلاق وسنع .. وألف من يتمنـــــــــــاها
مـــــــــــا قدرت أتحمل أكثر وأسمع كلامها أكثر .. حسيت وكأنها جاية تخطبني مغصوبة .. كان ودي أدخل وأقول لها أنا ما أبي ولدك هذا .. لكن ما عندي الجراءة الكافية .. حست وهي تسأل أبوي عني بالعار وكأني عامله شي حرام .. حسيت وقتها وكأني زانية .. دخلت عليهم وأولــ ما دخلت إلتزموا بالصمت .. وصبيت لها القهوة .. حسيت وأنـــــــا أقدم القهوة لها بنظراتها تخترقني .. وكأنها تتفحصني .. مدري ليه كرهتها لحظتها وكرهت ولدها وكرهت نفسي أكثر .. طلعت من عندهم وأنــــــا ضايق صدري .. طلعت لغرفتي .. مالقيت نفسي إلا وأنـــــــــا أتوضيت وفرشت سجادتي أصلي .. يمكن بصلاتي أغسل عاري وترتاح نفسي
*
*
البنـــــــدري
وصلت المستشفى على الساعة 7:30 .. أصلا من بعد صلاة الفجر ما عرفت أرجع أنـــــام .. كل خوفي أنام وما أصحا إلا متأخر ما يسوى علي أتهزاء قدام إلا يسوى وإلا ما يسوى .. كل شي ولا الكرامة عندي
حضرت morning report .. حسيت حالي مثل الأطرش في الزفة .. مدري عن أي حالة يتكلموا .. وبنهاية اجتماعهم في دكتورين تخانقوا كل واحد يرمي اللوم على الثاني .. ولا أحد يتحمل غلط المريض إلا توفى وكأن أرواح الناس عندهم لعبه .. شفت الدكتور إلا هزائني أمس .. جالس حاط رجل على رجل وكأن إلا يصير قدامه مش عاجبة ولاحظت هذا الشي من هزت راسة وهو يلعب بالنكاتي إلا حقة يرفعهــــــا بأصابعه .. وكأنه يبي يفرجي الناس أنها من كرستين ديور .. عمري ما شفت دكتور شايف نفسه كثرة .. على شنو ما أدري .. وللحين ما عرفت هل هو consultant or chief resident
مع أن شكله صغير .. انتهى ها المورنغ ربورت البايخ وطلعت أول وحدة ما حبيت أتزاحم مع الدكاترة .. لكني ما ابتعدت انتظرت قريب .. أبي أعرف متى راح يبتدي الراوند .. وايش جدولهم لليوم .. محد فهمني ولحد أعطاني جدول إيش ها الفوضى .. ابد ما عندهم ترتيب .. لاحظته طلع وهو يتكلم مع دكتور ثاني .. اتجهت ناحيته
: دكتور لو سمحت
الدكتور: هلا دكتورة .. مشاء الله جاية اليوم بكير بصراحة تستحقين جائزة
ناظرته كذا .. مقهورة .. ابسط كلمة ممكن تنقال عنه انه سخيــــــــــــــــــــــف
ما قدرت امنع نفسي من اني أناظرة باحتقار .. وكلمته من طرف خشمي : ممكن أعرف دكتور متى يبدأ الراوند
ناظر بساعته : الساعة 9 عند جناح 41
رديت عليه بسرعة : أوكي شكرا .. ومشيت عنه .. وأنـــــــــا أمشي بكل شموخ ورافعه رأسي .. وواثقة من نفسي
:
رحت للكفتيريا .. لأن البنات ينتظروني هناك .. أولـ ما وصت عندهم رميت حالي على الكرسي الخشبي من القهر .. كانت الكفتيريا عبارة عن كراسي خشب وبعضها كنبات .. يعني راقية
أسيل ، حطت كوب القهوة على الطاولة : أيش فيك على الصبح المزاج متعكر
رديت عليها وأنا راح أنفجر من القهر : ها الدكتور قــــــــــــــــــاهرني قـــــــــــــاهرني .. مدري على شنو شايف نفسة .. وسخيف حده
سلمى : طيب أهدي أهدي شوي .. تبين أجيب لك شاهي
هزيت راسي : لا ما ابي .. سد نفسي .. الله يسد نفسه
أسيل : أيش دعوة .. أيش عامل ها الدكتور فيك .. قولي لي وأنا أروح أغسل شراعة .. منو هذا الدكتور ؟؟
ضحكت من غير نفس : تدرين ولا حتى فكرت أسأل عن اسمه
وحكيت لهم قصة أمس والتأخير ، وأنا اليوم قال لي أني أستحق جائزة لأني جاية بكير : شكله راح يذلني طول الروتيشن على تأخيري يوم واحد
السباله أسيل كانت تضحك علي، سلمى : ترا أهم شي بهذا المستشفى أنك تحضري morning report .. أنشاء الله تطلعي من الساعة 12 الظهر مو مهم أهم شي في الصباح يشوفك الدكتور حاضرة
رديت عليهـــــا : عاد من زينه .. ها السيرجن فوضويين وما عندهم أسلوب بالكلام
أسيل : معليش لأنك توك بالبداية وبعدين راح تتعودي .. مثل ما حنا تعودنـــــا
بهــــا لحظة دق جوال بنغمــــــــه أجمـــــــــل إحســــاس بالكون أنك تعشق بجنون وده حــــــــــالي معاك ...
سلمى ما انتظرت كثير طلعت جوالها من جيبها وردت .. أنـــــــــا ابتسمت لأن أكيد ها النغمة لعبد الله .. أنـــــــــا وأسيل نذاله سكتنا وظلينا مستمعين لمكالمتهم
:
:
سلمى : الــــــــــــــــــــــــــــــــو
عبد الله : صبـــــــــــــاح الورد والفل واليـــــــــاسمين
سلمى بخجل : صبـــــــــاح النور
عبد الله : كيف أميرتي اليــــــــوم ؟؟
سلمى بكل نعومة : بخير .. أنت كيفك ؟
عبد الله : دام أسمع ها الصـــــــــــــــوت الحلو على الصبح أكيد أنــــــــــــا بخير
كانت سلمى مش عارفة تتكلم لأن حنا حواليها ونراقب تعابير وجها .. قلت لها : سلميلي عليــــــــــــــــــه
سلمى : البندري تسلم عليك
عبدالله : أوه أختي جنبك .. الله يسلمها .. ليـــــــــــه انتو وين جالسين ؟
سلمى : بالكفتيريا
عبدالله : طيب مـــــــــا جنبك دكتورة حلوة تسلم علي بعد
لاحظت سلمى مقهورة وبين هذا الشي من هزت رجلها : إلا في دكتورة حلوة أسمهــــــــــا سلمى تسلم عليك وتقول لك روح شوف شغلك
ضحك عبد الله ووصلت رنه ضحكته العالية لمسامع سلمى .. حتى أنــــــــا وصلتني .. حتى سلمى إللي كانت ملامح وجها مقهورة قبل شوي .. ابتسمت
عبدالله : والله اكتشاف .. طلعت اميرتي تغار علي
سلمى بعصبية مصطنعه : عبد الله وبعدين معك
عبد الله : خلاص خلاص .. كل شي ولا سلمى تعصب علينــــــا
يله حياتي أشوفك على خير وسلميلي على إللي جنبك ... يبي يقهرها
سلمى : مع السلامة
أسيـــــــــل : يا عيني على الحب على الصبح *_^ .. هي قالتها بغرض تحرج سلمى وبالفعل سلمى صار وجهها أحمر
ألتفت لدكتور لابس ثوب وشماغ : هههههههههههه .. تدرون أول مرة من جيت لسعودية هنا أشوف دكتور لابس ثوب وشماغ .. على بالي بالتلفزيون يلبسونه على شان التمثيل بس
ضحكت بسخرية : أنا مدري كيف يكشف على المريض وهو لابس كذا .. تدرين اول مرة شف دكتور لابس ثوب ومن غير وايت كوت كان إستشاري أنــــا على بالي أحد المرافقين للمرضى
أسيـــــل : ههههههههههههههه أنتي ما سمعتي النكتة إللي ألعن
: قولي
أسيــــل : اول مرة داومت هنا بقسم الجراحة .. رحت سألت عن الدكتور إبراهيم .. شفت غرفة فيها ثنين لابسين ثوب مع شماغ .. أنا على بالي يشتغلون بالمستشفى .. قلت يمكن السكرتير .. وسألتهم وين ممكن ألاقي الدكتور إبراهيم .. قالو لي بعده ما يجي .. وأنـــــــــــا طبعا أكلمهم من طرف خشمي .. هههههههههههههههه .. قلت له طيب ممكن أترك رقم جوالي وإذا جاء تدق علي .. لاحظت أنه يناظرني باستغراب .. قال لي أنتي انتظرية هو شوي يجي .. وأنا مصرة إلا أعطية رقم جوالي على شان أخاف يجي وما اعرفة لأني .. وبعدها طلعت من المكتب .. وواحد منهم طلع بعدي وسمعته يقول لنيرس جهزي الملفات راح نبتدي الراوند .. أنا استغربت .. ايش دخل السكرتير بالمرضى .. فرحت سألت الممرضة عن هذا الرجال .. قالت لي أنه كونسلتن .. أنا ماي وجهي راح من الفشله .. ما تخيلت عمري أشوف دكتور لابس ثوب وشماغ
: ههههههههههههههههههههه .. الله يخرب عقلك يا أسيل
لا حظت أن الدكتور إللي مدري أيش أسمه دخل الكفتيريا يأخذ له كوب قهوة .. إلتفتت لأسيل وسلمى بسرعة : ناظروا الدكتور إللي عند الكاشير .. هذا هو الدكتور إللي أقول لكم عنه
أسيل .. وهي شاخصة بعينها : هذا الدكتور إللي انتي معه
رديت عليها ببرود : ايــــــــــــــــــوة
أسيل وهي تأشر على خدودهــــــــا بصبعهــــــــــا : قطعــــــــــــة يا ناس قطعة .. والله لو انا دكتوري كذا وسيم كان ما أمل وأنـــــــــا معه
ضربتها سلمى على كتفها : استحي على وجهك تتغزلين بالدكتور وأنتي متزوجة
ضحكت على خبال أسيل .. والله غيرت مزاجي بخبالها
أسيل وهي تضحك : إلحقي على الدكتور الوسيم .. قبل لا يبدأ الراوند .. هذا وينه عنا أنا لما كنت بقسم الجراحة ما شفته .. شكله دكتور جديد
قمت من الكرسي : على قولتك خلني ألحقة قبل لا أوصل متأخر ويعطيني كم كلمة ..
وصلت عند اللفت .. لقيته واقف ينتظر وهو يشرب من كوب القهوة ..
شكله حس بوجودي إلتفت لي وابتسم وبعدها راح ناحية الباب إللي يؤدي لدرج .. مالت على وجهه وكأني ميته عليه على شان أركب معه اللفت .. أحسن يوم راح
قبل لا نبدأ الراوند .. قال لي أن اليوم عنده عيادة .. وخيرني أذا أبي أحضر معه او لا .. أنا صحيح ما ودي أقابل وجهه .. لكن أنــــا جاية هنا علشان أستفيد .. أمـــــــا هو فمالي دخل فية .. وأعطاني عدد من المرضى يكونون تحت مسؤوليتي وأنا إلا أكتب عن حالتهم كل يوم .. ما اعترضت ابد ..
الدكتور: يله نبدأ
ابتسمت اجامله : اوكي
أنا ها المرة إللي مسكت الملف .. وقريت حالة المريض لدكتور ..
الدكتور : أيش رايك بها الحالة
رديت عليه : بصراحة ما عجبني history أحس في أشياء كثير ناقصة
الدكتور بسخرية : هذا المريض توه جاي عندنا محولينة لنا الباطنية .. وهو اللحين تحت يدك يا دكتورة .. إيش راح تسوين له
ضحكت بسخرية داخل نفسي .. الحقد الأبدي بين الجراحين والباطنية .. رديت عليه انه لازم نسوي الفحوصات اللازمة قبل إجراء العملية .. لاحظت أنه هز راسة يوافقني .. قبل لا يمشي ناديته doctor please your stamp :
جاء لعندي ووقع نهــــــــاية الصفحة وطلع الختم من جيبه وختم .. ومشى طالع من الغرفة .. ركزت بالإسم إلا مكتوب بالإنجليزي ..
Dr. عبد العزيز
اممممممم وأخيرا عرفت أسمك يـــــــــــا دكتور عبد العزيز
:
:
بعــــد ما خلصنـــــا الراوند .. رحت معه للعيــــــادات الخارجية .. وأولـ ما وصلنا العيادة قال لي وهو يجلس على الكرسي خلف المكتب : تقدري تأخذين بريك ربع ساعة لأن المرضى بعدهم ما وصلوا
ابتسمت له وطلعت .. رحت أخذت لي كوب قهوة من الكفتيريا صحيح مشوار .. لكن كوفي المشين ما يعجبني .. حسيت من الأدب أني أجيب له معي كوب قهوة .. أخذت له معي كوب قهوة ورحت العيادة .. لأن البنات أكيد مشغولين وما أحب أجلس بروحي .. دخلت العيـــــادة ولقيته يكلم بالجوال ويضحك .. حطيت كوب القهوة قدامة .. ابتسم وقال لي : شكرا
وجلست قدامة على الكرسي .. أخذت رشفه من كوب لقهوة و بلا شعور مني بما انه قدام وجهي جلست أناظر بشكله .. والله أسيــــــــل معها حق .. كلمة وسيم قليلة بحقــــــــــه .. شعره أسود بسواد الليل نــــــــاعم ومرجعه على ورا مع سكسوكة وشنب خفيف .. حواجبه مرسومه رسم وبحاجبه اليمين شمخه صغيرة .. نظرته حاده وفيهــــــــا غموض البحر .. ارتفاعه أنفه إللي بسلاله سيف تدل على الغرور .. بصراحة أعترف كلمة جـّـــــــــــذاااب قليله بحقه .. لكن إيش يفيد ها الجمال قدام غروره وتكبره .. أنـــــــــا مدري ليه كذا ما دخل قلبي .. ناس يا سبحان الله أول ما تلاقيهم يدخلون القلب .. وناس من أولـ مرة تشوفهم تنفر منهم ..
رجعني للواقع صوت ضحكته الرنـــــــــــانه : هههههههههههههه من عيوني سارونه .. أنتي آمري حبيبتي ويــــــــــــن تبين تروحين اليوم ؟... الملاهـــــــي .. أن شــــــــــــاء الله حبيبتي كم سارونه عندي ..
شكله يكلم بنته الصغيرة .. والله ما يبين عليه أنه متزوج وعنده بنت .. يعني يا البندري كيف تبين يبين عليه يكتب على جبينه متزوج .. ومش كل الرجال يلبسون دبله .. ههه أكيد ما يبي يلبس دبله بالمستشفى عل شان محد يعرف أنه متزوج ويأخذ راحته .. لكن مدري ليه عصف الحزن قلبي وهاجس الذكريات رجع لي .. صوت ضحكته ذكرتني بـــــ ..... آآآآآآآآآه من الذكرى تهز النبض في صدري ..
رجعني صوته للواقع المرير : نبدأ
هزيت رأسي .. كبت حزني داخل صدري .. مو وقته يا البندري أنتي داخل شغلك لازم تنسين أو على الأقل تتناسين .. حسيت وكأني إستشارية معه إحساس حلو .. إذا جات حرمه أنــــــــا إلا أكشف عليها .. وهو يكشف على الرجال .. عجبني تعامله مع المريض .. إذا جاء رجال كبير يقول له يبـــــــــــه ويعامله بكل لطف .. الحمد الله على الأقل قلبه رحيم مع المرضى
بعــــــد مــــــا خلصنا من المرضى إللي كانوا كثار اليوم .. دخل دكتور علينـــــــا والدكتور عبد العزيز رحب فيه بكل حفاوة شكلهم أصحاب .. وجلس على الكرسي إللي عادة المريض يجلس عليه .. أمــــــــا أنا ظليت واقفة جنب سرير المريض أستحيت أجلس جنبهم ... لا خلني بعيد أحسن
عبد العزيز : أيــــــــش عندك يا طلال جاي مشرفني اليوم !!
طلال : ههههههههههههههه .. أكيد لمــــا أقولك راح تطردني
كشر عبد العزيز : أيش عندك قول خلصني !!
طلال : في مريض نبي ندخلة جنـــــــاح 41
عبد العزيز ومازالت التكشيرة على وجهه : ومنوا هذا إللي يبي يدخله
طلال : هذا أحد معارف الدكتور .......... ومدري كيف توسط له
عبد العزيز : آآآآآآآآسف ما أقدر .. الجناح عندي مزحوم مرة وما فيه سرير فاضي
طلال : تكفى دبر له
عبد العزيز : من فين أدبر له ... لو المستشفى لي كان على عيني وعلى راسي .. أنت شايف يا طلال القســــــــــــم كله على راسي .. وكأن أنـــــــــــا الدكتور الوحيد بالقسم .. كل ما بقوا يدخلون مريض قالوا دخلوه بإسم الدكتور عبد العزيزكل ما أحتاجوا شي قالوا وين الدكتور عبد العزيزمومعقولة هاالحكي
استغربت صراحة عصبيته إلا مـــــــا لها مبرر .. شكله إنسان مزاجي ولا يطاق .. أنت وظيفتك يا أخي دكتور تعالج الناس .. لا تجلس تذمر ..
استأذنت من عندهم طالعه للجنــــــــــاح .. مالي خلق أسمع سوالفه وتذمره .. صحيح إني ملاحظة أن مرضاه كثار غير عن الباقين لكن إيش السبب ما أعرف
:
:
رجعت البيت هلكــــــــــانه من التعب حاولت ما أنام قريب المغرب هذا نوم الشياطين .. وعلى شان أنــــــــــام بكير ..
بعد صلاة المغرب .. حسيت البيت خالي الكل لاهي بدراسته وعبدالله تلاقينه يا يلعب كورة أو مع سلمى .. أولــ مرة أحس بهـــــــا المشاعر
بالوحشة بالغربة .. طلعت عند المسبح وأنــــــــا أناظر المياة الراكدة بالمسبح يمكن تهيأ لي للحظة وكأني أشوف طيفه ينرسم بالموية
تجمعت بعيني آلاف الدمعات .. ليــــــــل موحش غريب .. وغربه داخل الروح ساكنه .. صمت وأنين يمزق الروح ..يــــــــا لوحشة هذا السكون .. ودمعه حزينه تفر من العيــــن تراقب أزهار مشاعر القلب تموت وتموت .. ما عاد لهذه الأمسيات فرحة .. أصبحت أمسياتي موحشة .. داخل النفس من بقايا أحزاني .. نــــــداء وكأنه يرجع لي صدى أفكاري .. فجأه تذكرت شي كان غايب عن بالي ..
:
:
الصورة متنـــــــــاثر على السرير .. صور حياتي ذكرياتي .. ودموعي تختنق بين الأحداق .. عشت أجمل ذكرياتي معه بسفرتي لنمســـــــــا وفرنســـــــــــا .. عشــــــــــــاق كنـــــــــــا !!
لكن اللحين !! آآآآآآآآآآه يا ليل ما ورى ليلك إشــــــــراق .. تركني وراح تركني عروس في دروب الأشــــــــــواق .. عروس لابسه الســـــــــــــواد
مسكت صورة كنت واقفه جنبه ونبتسم للحيـــــــــاة بكل فرح وحب .. غابت الفرحة من بعدك يا بندر .. وما عاد لها وجود بحياتي فحزني أصيـــــــــــل .. اضحك على نفسي إذا ضحكت مع الناس .. أحاول أمشي حياتي طبيعية .. لكن أحيان ما أقدر .. أنــــــــــــا أحتاجك تكون جنبي .. تضمني لصدرك الدافي .. تناظرني بعينك الحنونه ..
آآآآآآآآآآآآآآآه كم مر علي ليال مني العيـــــــــــــن ما نامت .. آآآآآآآآه من بعدك تشكي المعاني .. والآهات في قلبي حبيسة والنظرات تشكي بصمت الليـــــــــــل
سألت الليل عنك .. وكــــل نجم فقــــــــد مثلي أنيسة
هــــــــلّ دمعي وقام الليل يبكي .. والقمـــــر نش من فرقى جليسة
:
دخلت غرفة أختي أبيهــــــــا تعلمني شي في مادة biology مش فــــاهمته .. لقيت صور كثير متنــــــــــاثرة على السرير ... ناظرت الصور .. مـــــــا عاد لصور أي قيمه دام صاحبها مش موجود .. كان ممكن نناظرها بفرح ونتذكر أحلى الذكريات ونضحك .. لكن اللحين إيش أقولـــــ ... يمكن السكوت أحسن من الكلام .. بالكلام راح نفتح جروح نحاول نداويهـــــــــا .. قربت منهـــــــــــا وهي جـــــالسة بعيد عنـــد حافة السرير .. صوت أنينهــــــــا وهي ضامة الصورة لصدرهــــــــا وكأنها تضمه بحق وحقيقي .. قطع قلبي .. خلاص يــــا أختي وناتك تولد بصدري ألف ونه .. ضميتهــــــــــــــا لصدري يمكن أقدر أشيل الهم عن صدرهــــــــــا .. ضلت تبكي بحضني لين غفت .. حسيتهـــــــا وكأنها طفله صغيرة محتاجة للحنان وللحب .. مو هين على أي بنت تفقد خطيبهــــــــــــــا و مو أي خطيب .. بنــــــــــدر شيخ الرجال .. حبهم إللي بدا من وهم صغار وكبر معهم .. من وأنا صغيرة أسمع يقولوا لما يشوفوا البندري مع بندر أنهم لا يقين على بعض وكأنهم أخلقوا لبعض .. يــــــا سبحان الله لا على حكمته اعتراض
مــــــــــــن ونّتك ونّيت تسعين ونــّـــــه .. يا ليتها بي وأنت مــــا عاد ونّيت
يـــا ليتها بي وأنت ماجاك هنّــــــــه .. كل ما سمعتك قلت يـــا ليت يـــا ليت
يـــــا أختي عمري لك ولا فيه منّـــــه .. أفديك بالغالي وبالحي والميــــت
لي شفت من له وسط قلبي محنّـــــه .. في ناظره شكوى وصــدره تناهيت
ضاقت بي الدنيـــــــا وصديت منّــــــه .. وأرسلت لله دعوتي له وصليت
تركتهــــــا على السرير بعد ما غطيتها .. رجعت لغرفتي .. وتركت دراستي .. صدري ضـــــــايق وما عاد لي خلق أدرس .. مسكت الدفتر أقراءة .. مدري ليــــــــه أحس بقرب الكلمات لقلبي .. مع أنها تتكلم عن حبيب مسافر ، خان الحب
يمكن لأني متضايقة فتعجبني الكلمات إلا فيها الألم الجراح الوجع !!!
*
*
جــــــالس زهقان بالبيت مع الأخ الحبيب .. مليت من المقاهي وجلسة الشباب ما عاد عندهم سوالف جديدة .. كنا جالسين نفرفر بالقنوات من غير هدف
" حط حط هذيك القنــــــــــــــاه "
ماجد : أي قنـــــــــــاة ؟؟
أشرت له يجيب الرموت وحطيت على قناة روتــــانا .. كانت المغنية جــــــــالسة جنب بيانو وتغنى .. نفس كلمات الأغنية إلا سمعتهـــــــــــا
دخلك شو أخبارك إللي .. اشتأت إلك .. أنت أشتأت إللي !!
أشتأت إلك طبعا أكيد يومي حبك بزيد
تعرف وحتى وأنت بعيد ألبي معك
" بنت إل أيـــــــــه .. صوتهــــــــــا حلو " كنت أكلم نفسي لكن بصوت عالي
إلتفت لي ماجد : منهي إللي صوتهــــــــــا حلو
رديت من غير شعور: البنـــــــــــت !!
ماجد وهو عاقد النونه : أي بنت !!
: هـــــــــــــــــــــاه .. أوتعيت لنفسي .. هذي إللي تغني
ماجد : اهــــــــــــــــا .. قصدك نوال الزغبي
مشيت معه على شان اغطي ولا يحس : إللي هي .. أنــــــــــا إيش عرفني بإسمهــــــــا
ماجد : هي مو بس صوتها حلو .. حتى هي حلوه .. كل ما تكبر تحلى
هزيت رأسي : أنــــــــا وين وأنت وين .. قمت رايح للمكتب .. تذكرت دفتر مذكراتي وجاتني رغبه بالكتابة
سمعت ضحك ماجد واستهزأه : والله مسكين خالي .. بريء
*
*
جلست من النوم على صوت الأذان .. أحس بصداع وخفقان في قلبي مسكت رأسي بقوة بيدي .. قمت للحمــــــــام .. فتحت الماي الساخن أبي أخذ لي شاور دافئ يمكن يخف الصداع .. دخلت داخل الماي الساخن .. حسيت بأعصابي ترتخي شوي شوي .. لكن مازال الصداع عندي .. تذكرت ليله البــــــــارح وأن ريوم دخلت علي.. وصور السفرة .. أحس بذكريات السفر والمواقف تنعاد قدام عيني وكأنه شريط فيديو ينعاد .. من غير شعور نزلت دمعه على وجهي وضاعت مع قطرات الماي المتساقطة على وجهي .. أحس بشوق قوي يعصفني له .. يا ليت عندي شي من ملابسة أو حتى من اغراضه .. ودي لو اطلب ها الطلب من خالتي لكن ما أعرف كيف .. صرت أشد من شعري بطريقة خفيفة على شان الماي الساخن يتخلل مسامات الجلد ويخف الصداع
نشفت جسمي من الماي .. أحس أعصابي ارتخت وخف الصداع .. لكن الألم والحزن موجود داخل صدري ..
فرشت سجادتي وصليت وقرأت قرآن كان تهدا نفسي .. حسيت بالشمس تشرق .. لكن الجو ما زال فيه بروده على بداية الصبح ..
تذكرت أن اليوم عندنــــــــا عمليات .. وأكيد غرفة العمليات دافية .. لبست لي لبس عادي لأني راح اغير ملابسي بغرفة التبديل .. وطلعت من الدولاب البدلة الخضراء مع الحجاب الأبيض .. والله لو الود ودي ألبس البدلة من البيت .. لكن حرام .. أنا ما اخاف على نفسي أخاف على المريض .. البدله تتلوث من الجو وأنــــا أكون قريبه منه أنقل له الجراثيم والبكتيريا .. وانا محرصة على الخدامة تغسلها بروحها بالديتول على شان تكون معقمة ..
نزلت تحت وفطرت مع أمي ونرجس
: إلا وين ريوم
نرجس : صحيتها وعصبت علي .. وقالت لي اليوم مهي برايحة
أمي بعصبية : ها البنت هاذي يبيلها ضرب .. شكلها تبي ترسب السنه .. كم مرة غايبة ها السمستر .. أنــــــــا بروح أشوفها
نرجس وهي ماسكة ضحكتها : جاك الموت يا تارك الصلاة
كملت شرب كوب الشاي .. وأخذت معي كوروسون بالزعتر آكله بالطريق ..
أولـ ما وصلت المستشفى طلعت لدور إلا فية غرفة العمليات .. رحت لغرفة التبديل female section
غيرت ملابسي ولبست البدله الخضراء ولفيت شعري بقبعه بيضـــــا وبعدها لفيت الشيله البيضا .. ما أحب ألبس حجاب أبيض أحس حالي خدامة أندنوسية
وقبل لا أطلع لبست mask ولفيت الجزمة ( الله يعزكم ) بأكياس خاصة بلاستيكية زرقا .. سألت عن غرفة العمليات إلا اليوم مخصصة لدكتور عبد العزيز ..
مشيت وبعدهـــــــا لفيت يسار وصلت لغرفة
دخلت theater #4
من غرفة التخضير .. ليــــن بانت غرفة العمليات الكبيرة والمعدات والأجهزة الموجودة
لقيت الممرضات يجهزون .. جلست على الكرسي أنتظر المريض يجيبونه أو الدكتور يجي ..
إلا فهمته أن الدكتور إبراهيم مسافر عنده مؤتمر.. وأن الدكتور عبد العزيز يتخصص تحت يده ..
دخل الدكتور عبد العزيز وهو لابس البدلة الخضراء .. لكن الفرق أن إلا حقته كانت نص كم : صبـــــــــــــا ح الخير
رد كل الموجودين ، وأنا رديت بصوت خافت : صباح النور
دكتور عبد العزيز : سستر المريض جاهز
السستر : اللحين أدق عليهم يجيبونه
إلتفت لي : تعرفين تسوين SCRUB
ناظرت فيه : أيــــــــــــــــــــــه ...
يعني معقولة متخرجة من الجامعه وما أعرف اسوي سكراب مو حلوة ابد بحقي .. أشر لي أجي معه وكانه مش واثق أني أعرف .. استحيت أشمر عن كمي قدامه .. لكن الطب ما فيه حيـــــــــــــا .. رفعت كمي وصفته لين المرفق .. وبديت أغسل يدي .. بطريقة متعودة عليهــــــــا .. وبين الأصــــــابع والأظافر
بعد ما خلصت وأنا أنشف يدي بإتجاه واحد .. جات النيرس وفتحت لنا GOWNS
على شـــــان نلبسه .. مسكته من طرف يدي على شان لا ألمسه من برا .. وأولـ ما دخلت يدي ولبسته وساعدتني النيرس على شان أربطه حول نفسي وربطت لي إلا من ورا ولبست GLOVES الخاصة بالعمليات .. بعد مــــا خلصت إلتفت لدكتور إلا هو يأشر لي يبيني أساعده أربط الربطه إلا عند الرقبــــــــــة .. قهرتني حركتة المفروض النيرس هي إلا تساعدة مش أنــــــــــــــا .. لكني استحيت ارفض أو ما أعرف أرد بهذي المواقف .. وقربت منه وكل جسمي كاش هذي أول وأخر مرة أسوي له .. أنــــــــا ما اشتغل عنده .. هذا مهوب بشغلي ..
بعد ما خلصت : شكـــــــــــرا
رديت عليه من غير نفس : عفوا
:
بعد ما تبنج المريض .. بدأنـــــا العملية
كانت العمليــــة بسيطة وما تحتاج لدكتور مساعد .. أنا كنت المساعد لدكتور ومعنا النيرس المتخصصة .. لمحته بطرف عيني يأشر لممرضة ثانية تشغل المسجل .. شكلهــــا متعودة علية .. شبكت الأي بود بالمسجل .. واشتغل ..
وانتشر صوت أم كلثوم .. أثنــــــــاء إجراء العملية ..
سمعت صوتاً هاتفاً فى السحر
نادى من الغيب غُفاتَ البشر
هبوا إملئوا كأس المونى
قبل أن تُملئ كأس العمر كف القدر
لاتشغلِ البال بماض الزمان
ولا بِاآت العيش قبل الأوان
وأغنم من الحاضر لذاتهِ
فليس فى طبع الليالى الأمانِ
أبــــد ما تخيلت أنه من النوع الراقي ويسمع لأم كلثوم .. صحيح أنه ما يعجبني فكرة تشغيل الأغاني وقت العملية .. لكن أحيان ما ألوم الدكتور لازم يسلي نفسة وخصوصا أنه يجلس وقت طويل بغرفة العمليات .. والصمت المطبق شي قاتــــــل وملل
القلب قد أضناهُ عشق الجمال
والصدر قد ضاق بما لايُقال
يااااااااااااااااااااااااااااااربُ
هل يرضيك هذا الظمئ
والماء ينساب أمامى زلالَ؟؟
أولى بهذا القلب أن يعشق
وفى درام الحب ان يُحرق
ماأضيع اليوم الذى مر بى
من غير أن أُحب وأن أعشق
غمضت عيني بألم وأنــــــا ماسكة الكاميرا .. كانت العملية laparoscopic
آآآآآآآآآآه وألف آه يا ام كلثوم .. إلا كان يروي الشوق ويروي ظمئي راح .. روحة عند رب العالمين
أفق خفيف الظل هذا السحر
نادى : دع النوم وناغى الوتر
فما أطال النوم عمراً
وماقصر فى الاعمارٍطول السهر
فكم توالى الليل بعد النهار
وقال بألانجُم هذا المدار
فأمشى الهوين أن هذا السراب
من أعينً ثامرت الاحوار
*************
لاتوحش النفس بخوف الظنون
وأعلم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوا فى السراب راحلاُُ
غداً وماضً من قلب السنين
أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب
فأنما الايام مثلُ السحاب
وعيشُنا طيفَ الخيال
فنَل حظك منه قبل فوات الشباب
*****************
رفعت عيني .. ومن غير قصد طاحت عيني بعينهــــــــــا .. من ورا الماسك ما يبين إلا عينهــــــــــا .. شفت بعينهـــــا حزن ما قد شفته بعين أحــــــد .. ليه الحزن بعينهــــا .. إيش إللي يخلي بنت بعمرها وبمكانتها تغرق عينها بكل ها الحزن .. الله أعلم .. وأنـــــــــــا إيش يدخلني إللي فيني مكفيني كمل حياتك يـــــا عبد العزيز وأن شاء الله بيجيك الفرج .. خلنـــــا نكمل هــ لعملية ونخلص أحسن
*
*
يــــــــــوم الأربعـــــــاء
على سفرة الأكــــــــــل
نرجس وهي تصافح ريوم : عل البركة اليــــــوم يوم الأربعاء
ريوم : أيــــــــــــه صدقتي ما بقى ينتهي الأسبــــــــــوع .. حسيت هذا الاسبوع طوووووووووويل مش راضي يخلص
إلتفت ريوم للبندري إلا كانت تأكل بهدوء : اشوف بعض نـــــــاس اليــــــــــوم مو مداومين
البندري وهي تحط الملعقة بالصحن : عندي إجازة يوم الأربعاء والخميس والجمعة
ريوم وهي تحط إيدها على صدرهــــــــا : يعني في مجال تداومين يوم الخميس والجمعة
البندري: ممكن إذا كــــــــــان عندي مناوبة
ريوم وهي تتحنطب : والله مــــــــا يسوى عليكم ها الدوام
البندري : والله إذ شي تحبينه مراح تتذمرين .. ويعني لو البنات ما درسوا طب منوا راح يكشف على الحريم
ريوم : صحيح كلامك .. إلا ما قلتي لي إيش صار على روز إلا مره كلمتي لي عنهــــــــا
البندري ضربت جبينهـــــــــا : اوووووووووووه .. ذكرتيني أنـــــــــا كنت ناوية أكلمها أمس ونسيت .. بعد الغذاء راح أكلمها
نرجس بنعومه : ويـــــــــــــن اليوم راح تطلعون ... والله طفشـــــــــــــــانه أبي أطلع
ريوم : والله حتى أنــــــــــــــــــــا ودي نسوي شي أكشن ...
نطت من الكرسي وكأنها تذكرت شي : إيـــــــــــــش رايكم نسوي اليوم picnic بالحديقة ونشوي
البندري: ومنو إلا راح يشوي بسلامتك
ريوم وهي تطق الصدر : أنـــــــــــــــا أسوي لكم أحلا مشوي
البندري : راح يمدي نتبل الدجاج ونجهزة
ريوم: اللحين أكلم الخدامة ... وإذا ما امدى الله يخلي السوبرماركت .. من جميع الأنواع يبيعوا حق الشوي
البنـــــدري: خلاص .. راح أكلم عبد الله وهو جاي يمــــــــــر على سلمى
:
:
سلمى أستغربت أن عبد الله قــــــــــال راح يمر عليها بنهاية الدوام
أسيــــــــــل : تجين معي سلوم والله أحد راح يجيك
سلمى وهي تلبس عبايتها : لا عبد الله راح يجيني
أسيل غمزت لهـــــــــــــــا : ويـــــــــــــــن نا وين تروحون
سلمى ببراءة : مش ناوين نروح مكــــــــــــــــــــــان ... يعني أنتي وين راح تروحي مع كحيلان اليوم ..
تبي تقلب الموضوع عليهـــــــــــا
أسيل بحزن : أصلا من هذيك المرة معاد شفته ... واليوم راح أقايس فستان زواجي
سلمى فتحت عيونها .. من متى أسيل راح تجهز حق زواجها !! : فستـــــــــــان زواجك ليــــــــــــه .. خبري راح يكون بالصيف
أسيل بسخرية : خبرك عتيق تقدم الزواج لشهر الجاي وهذا مر أسبوع يعني بقى ثلاثة أســـــــــــا بيع
سلمى وما زالت الصدمة وعلامات التعجب مرسومة على وجههـــــــــا : من متى ما قلتي لي
أسيـــــــــــــل : حكم القوي على الضعيف .. صار كل شي بسرعة ونسيت ما قلت لكـــ
سلمى : ودوامك إيش راح يصير عليه
أسيل بضيق : إللي فهمته أنه ما تكلم مع أبوي في هذا الموضوع .. ومبين من رسائل الإعتذار إللي أرسلهـــــا لي انه يسحب كلامة وراح يخليني على راحتي .. وكأنهـــــــــــا رجعت لطبيعتهـــــــــــا الشرسة .. والله لو يحاول يغصبني بعد الزواج والله لأنتفه باظافري هذولا
ضحكت سلمى على تصرفات أسيل ... مهمــــــــــا ظهرت أنها قوية لكنها من الداخل حساسة : الله يوفقك يـــــــــــــــا قلبي .. أنتي لا تفكري بشي اللحين إلا بتجهيز عرسك .. وإذا أحتجتي شي تراني موجودة ..
بعد مـــــــا سلمت عليهــــــــا تفرقت عنهــــــــا متوجه لسيـــــــارة عبد الله بينما أسيل ركبت سيارة السايق
" الســــــــــــــلام عليكم "
عبد الله ، والإبتسامة المشرقة على محياه : وعليكم الســـــــــــــلام .. كيف حبيبتي اليوم
سلمى ، وكأن الابتسامة إللي مرسومة على شفاته انتقلت لها : بخيــــــــــــــــر .. ليه مكلف على عمرك وجايني .. أكيد توك راجع من الجبيــــــــــل
عبد الله وهو ماسك الدركسون ، إلتفت لهــــــــــا : كل شي عشانك يهوووووووون
انصبغ وجهها بلون حمره الورد .. وهذا كان مبتغى عبد الله
عبد الله : البندري وريوم صجوني .. قالوا لي إلا تجيب سلوووووووووم معك
عاد أنــــــــــا عصبت عليهم
سلمى : ليه تعصب عليهم
عبد الله : مــــــــــا يصير أحد يدلع حبيبتي وزوجتي غيري
ما قدرت سلمى غير تضحك عليه بخجل : وليه يبوني لها الدرجة يحبوني
عبد الله : شكلهم ناوين يشون الليله .. والسهرة مـــــــــا تكمل من غيرك
سلمى ، ومازالت خدودها حمر من تأثير كلماته : طيب ممكن توديني البيت أغير ملابسي
عبد الله وهو يغير إتجاهه : أكيـــــــــــــــد يا قلبي
:
:
غيرت ملابسها بعد ما أخذت لها دش سريع يزيل عنهــــــا التعب والإرهاق .. نزلت لعبدالله إللي جالس بالصاله مع مـــــــــــاجد وأمها .. وكانت لابسه برمودا جينز مع بلوزة خضراء فضفاضة طويلة
مـــــــاجد : شكلها أختي نـــــــاوية تشجع المنتخب اليوم
سلمى وهي تنزل من أخر عتبة لدرج : إيش فيهــــــــــا يعني لأني لابسة أخضر
عبد الله : أصلا سلوم لو شنو تلبس حلو عليهــــــــــا
استحت سلمى من كلامة وخصوصا أنه قدام أهلها
ماجد : المثل يقولـ القرد بعين أمــــــــــــه غزال
عبد الله : لأنك محتر منــهـــــــا .. والله سلمى تقول للقمر قوم وأنــــــــا أجلس مكانك
سلمى حبت تنهي النقاش .. لأن لو ظل على حاله هي راح تموووووووت ، تذووووووووب من كلامه : يمه أنــــــــــا رايحه تا مرين على شي
أم ماجد : سلامتك
ماجد : ما يصير تأخذوني معكم
عبد الله : لا أنت استريح مكانك .. ممنوع اصطحاب الشباب
ماجد : كـــــــــــا أنت موجود
عبد الله وهو يمسك أيد سلمى ويغمز لماجد : أنـــــــــا غير يا حبيبي .. سلااااااااام
وقبل لا يطلع : تأمرين على شي يمــــــــــــه
أم ماجد وهي سعيدة لهم : سلامتك يا وليدي .. الله يحفظكم
:
قبل لا يروحون البيت مر عبد الله على محل للعصيرات الطـــــــــازجة .. وأخذ له ولها عصير مانجو بالقطع
وهم بالسيــــــــــارة على أنغام أغنية أميرة الورد لمحمد عبده .. كانت سلمى تحس بسعـــادة وإشراقه بحيــــــــــــاتها .. هبوط عبد الله لعالمها أعطى لحياتها معنى خاص .. تحس بقرب روحة الشفــــــافة لها وكأنها تعرفة من سنين .. يـــــــــا سبحان من ألف قلوبهم على بعض
:
بوسط ها الليـــــــــــــــــل وظلمته .. كانوا جالسين بالحديقة وكأنهم ينورون ها الليل بأصوات ضحكهم ..
جات ريوم وهي ما سكة الأكياس .. وحطتها على الطاولة : يلـــــــه بسرعة الدجاج وصل
كلهم إلتموا حول الطاولة وجابوا معهم الأصيــــــــــاخ .. والقفازات على شان يدخلوا الدجاج
البنــــدري: خلوا الدجاج السبايسي بروحه وإللي مع الفطر بجهه ثانية
ريـــــــــــوم : إلا وين عبد لله ... ترا أنـــــــــــا ما عندي إستعداد أوقف قبال الفحم
عبد الله من وراها : الحيـــــــــــــــــن مش هذي فكرتك من البداية
ريوم أخترعت : بسم الله أيوا فكرتي لكن أنت إللي راح تشوي لنـــــــــــا علشان سلمى تذوق شوي زوجها
عبد الله وهو يسحب له كرسي ويجلس عليه : وليــــــــــــــه تدخلين سلمى بالموضوع .. ما تقولين أخوي جاي من الدوام تعبان وشاري لك الدجاج ومن حنتك مــــــــــا عرفت أنام
ريوم وهي تناظره بنص عين : عيـــــــــارتك .. أصلا أنت أكثر واحد تحمست لما قلت لك جيب سلمى معاك
سلمى ابتسمت على سوالفهم .. بدت تتعود عليهم .. يمكن هي كانت تستغرب لأن حياتها مع ماجد كانت هادئة نوعا مـــــــــــا .. ما تتذكر أنها كانت تتحرش فيه
عبد الله وهو مأخذ راحته بجلسته على الكرسي : أي سلمى !! منو هذي مــــــا أعرفها
ريوم : سلمى هذي وحده جايه بيتنــــــــــا اليوم وغاثتنا يا ربي ولا واقفه جنبي بعد
سلمى : شسوي يــــــــــــــا ربي أحبك
عبد الله وهو يأشر على ريوم : شوفي الأدب والرقــــــــــــــة .. تعلمي .. على شان إذا جاء الرجل يمكن ينعجب فيك
ريوم : أصلا هو يطووول مثل حلاي
عبد الله حاس بفمه .. راحت له سلمى ومسكته من يده تقومه : عبــــــــد الله قوم أشوي وخلصنــــــــــا
عبد الله قام من مكـــــــانه وبان طوله وهو لابس بنطلون جينز مع تي شيرت أزرق فاتح عليها كتابات باللون الأبيض ومدخل بدايتها على شان يظهر الحزام الأبيض .. وسحب سلمى معه : أشــــوي ما عندي ما نع .. لكن على شرط !!
سلمى : شنــــــــــــــــو
عبد الله وهو يقرب منها أكثر : توقفين جنبي
سلمى بغرور ونفس الوقت بإبتسامة : مــــــــــــــا تقدر على فراقي
قرب منهــــــــــا أكثر بحيث صارت شفاته عند أذنهــــــــــا وهمس لها بكلمة ... ولعت فيهـــــــــــــــــا .. لا مش بس ولعت إلا أحترقت ..
لفت مـــا شية لأنها لو ظلت واقفه جنبه راح تذوب مش من حرارة النـــــــــار .. من المشاعر إللي تحسهـــــــــا .. وقبل لا تمشي سحبت الكاب الازرق إللي كان لابسة عبد الله بالمقلوب ومشت عنــــــــــــــــــه من غير ما تعطيه وجهه
:
سلمى وهي تلبس كاب عبد الله على رأسهـــــا : قالت لك أسيل أن زواجهــــــــــا تقدم
البندري بإستغراب : لا ما قالت لي ... من متى هذا الكلام
سلمى : توها قالت لي اليوم أن زوجهـــــــــــــــا قال يبي يقدم العرس وهي ما قدرت ترفض
عبد الله وهو قاط أذنه عندهم وهو عند التنور يشوي : والله فكـــــــــــــرة مش بطاله .. وهويغمز لسلمى.. نقدم الزواج
سلمى ناظرته بنظرات حارقة
البنــــــــدري: أقول كمل شغلك .. وما في زواج قبل الصيــــــف .. يعني لا تبني آمال كثيرررر
تنهد عبد الله من قلب .. ومــــــــــا فاتت ها التنهيدة سلمى
البندري لفت لسلمى وبصوت واطي : حســــــــافه مراح أقدر أحضر زواجها
سلمى وهي عاقدة النونه : ليــــــــــــــه
البندري بحزن وهي منزلة راسهـــــا : أنتي عارفة الظروف .. وهو ما مر على وفاته سنه
سلمى تضايقت على شان صديقتها : يــــــا البندري ما يصير كذا .. الحي أبقى من الميت
البندري والدمعه متعلقة بين رموشهــــــــا : بندر مـــــــا كان بس ولد عمي .. كان زوجي .. وبتنهيدة زادت الصدر ضيقة وجددت الأحزان .. وبطرفه عين فقدته
جـــــــــــاء عبد الله قطع عليهم حديثهم : يله جهزوا الصحون .. الدجاج أستوى
جات ريوم إللي كانت تكلم تلفون : أستوى الدجــــــــــاج
عبد الله بلهجة ماساوية : ايه أنــــــــا المسكين واقف عند الفحم .. وأنتي أربع وعشرين ساعه ماسكة الجوال بإذنك
ريوم : أكلم خطيبي
عبد الله لف عليها : خطيبك بعينك .. أصلا أنـــــــــا مقرر قرار أنتي بالذات إذا انخطبتي مراح أخليك تكلمينه بالتلفون
ريوم حطت يدهــــــــــا على خصرها : لا والله حلال عليك وحرام علينــــــــــــــــا
عبد الله ما أهتم لكلامها وراح يجيب الدجاج
البندري: ليـــــه ما جات جنى اليــــــــــوم ؟؟
ريوم بحيرة : مدري عنهـــــــــا .. مرة تتعذر لي أنها تستحي من عبد الله .. ومرة تقول ما تبي تخلي سِراج بروحة
البندري فهمت السبب من غير ما تصرح بـــــــــــه أكيد جنى ما تبي تجي مش لأنها تستحي من عبد الله لأن عبد الله يذكرهــــــــــا ببنـــــــــدر .. عبد الله يشبة بندر بكل شي حتى بوقفته بحركاته بتصرفاته
قطع عليهــــــــــا سرحانها .. صوت الأصياخ وهو يحطها عبد الله بقوة على الصحن الكبير إللي موجود على الطاولة لأنه أحترق صبعه .. من حرارتهـــــــــا
سلمى خافت عليه وراحت مسكت صبعه إللي أحمر من لسعــــــه الحرارة : تبي أجيب لك ثلج
عبد الله وهو يناظرهـــــــــا بهيام .. ذاب قلبه من خوفها عليه ومن لمستهــــــــا : أنــــــــا طبت من لمستك
إلتفت لريوم : ريوم قومي أسمعي كلام عمتك سلمى وروحي جيبي ثـــــــــــلج
ريوم تتحنطب : لا حول الله ... نرجس قومي أنتي جيبي ثلج
نرجس : لا والله أشتغل عندك .. كل شي نرجس نرجس
ريـــــوم : قومي أسمعي كلام عمتك بسرعة
نرجس : أووووووووووووف
قامت نرجس مستسلمـــــــة مالها خلق تتخانق ويا ريوم على الثلج
*
*
بمكـــــــــــــــــان ثاني قريب من الواجهة البحريــــــــــــــــــــة رائحة القهوة الأمريكية منتشرة بالمكان كله ..
حمـــــــــل صينية فيهــــــــــا كوبين كرميل مكياتوا . وجلس على الكنب العنابي جنب صديقة
طلال : يعني حتى هنـــــــــــا جايبنــــــــــا ستاربكس .. والله حامت كبدي منه في لندن
عبد العزيز وهو يأخذ الكوب : والله ستاربكس أحسن محل يعمل كوفي بالنسبة لي بعد المقهى المفضل لي إلا بلندن والله أشتقت له ولصاحبة المغربي
طلال : اللحيــــــــــن تلاقي الجوا عندهم بدا يبرد ...
عبد العزيز : الله .. تذكر أيامنــــــــــا وحنا نلعب بــ snow ونلعب sky ting
طلال بحماس : لا تخليني أخاذ إجازة وأطير على لندن
عبد العزيز : مدري منوا راح يعطيك إجازة ... أنــــــــــــا من دخلت ها المستشفى كله كرف بكرف
طلال ناظرة بجدية : عبد العزيز إيش فيك .. أنت من جيت هنــــــــــا وأنت كل متضايق
عبد العزيز بضيق كانت واضحة على ملامحه : مدري أيش فيني .. يمكن أحس بالتغير غير عن لندن .. كل شي هنــــــــا يختلف أسلوبهم نظامهم .. مدري ما في شي عاجبني بالمستشفى .. وإللي قاهرني زيادة أنــــــــــــا جاي هنــــــــا على شان أتخصص جراحة قلب .. قال إيش لازم تشتغل جراحة عامة تخصصك الأول بعدين نحولك على قسم جراحة القلب .. على الأقل لما كنت بلندن يخلوني أحضر عمليات القلب كمساعد أول لطبيب .. وأنــــــــــا عندي إحساس أن المشوار مطول هنـــــــا .. أنا توقعت أول ما أجي ديرتي يرحبون فيني ويحطوني على كفوف الراحة .. لو مكمل دراستي ببريطانيا كان أحسن لي .. اللحين ولا يبيلي 5 سنين زيادة على شان أتخصص هذا إذا جاء دوري ويمكن أظل طول عمري جراح عام
طلال : أنت ليــــــــــه متشائم كذا !! .. ربك يفرجها إن شـــــــــاء الله
عبد العزيز : أن شــــــــــــــاء الله
طلال بمرح يبي يغير الجو المتوتر : إيش حكاية الدكتورة الجديدة !! .. أنت مدري ليه البنات كله يصيرون معك وأنــــــــــــا ما أشوف أحد يجيني
عبد العزيز : أسكت الله يرحم والديك .. أنــــــــــا ما يكفي إللي فيني .. ومزحوم مع المرضى وخصوصا بعد ما سافر الدكتور إبراهيم .. هم يجيبون وحدة متدربة غبية عندي
طلال : حـــــــــــــرام عليك .. شكلها البنت حبوبة وحلوة
عبد العزيز : وأنـــــــــا إيش يدخلني فيها حبوبة وحلوة .. كلام فاضي ..المهم بالنسبة لي شغلهـــــــــــا
طلال : طيب أنت ليــــــــــــــه معصب .. يمكن الله راسلها لك على شان تساعدك
عبد العزيز : أي تساعدني .. هذي يبلي أنــــــــــا أعلمها مش هي تساعدني
*
*
أجمـــــــل إحساس بالكـــــــــون إنك تعشق بجنون ... وده حالي معـــــــــــاك
خلتني أعيش أيــــــــــــــــــــــام مليانه بشوق وغرام .. ذوبني هواك
عشقاك بجنون روحي أنـــــــــا ألبي المفتون كله منى وياك بعيش أحلى هنــــــاء .. حبيبي أنــــــــا يا روحي أنـــــــا
كان صوت أليسا .. منتشر صداه بالغرفة كلها .. الســـــــــاكنة بهدوء هـــــا ..
حتى الأميرة نـــــــــــــايمة على فراشهــــــــــا الزهري مش حاسة بقلب عبد الله إلا أحترق .. وهو يدق على جوالهـــــــــــا
قلبت على جهة اليســــــــــار بضيق .. أنتبهت أن في شي يرن .. سحبته من جنبهــــــــا وهي مغمضة عينهــــــــــــــا .. ضغطت على زر الرد من غير ما ترد
عبد الله بلهفه : سلمى وينك ؟؟ حرقت جوالك شوفي كم مكالمة لم يرد عليهــــــــــــا
سلمى ومازال النوم يدغدغ كل خلية من رأسهــــــــــا : هممممممممممممممممممم
عبد الله توه أستوعب : يـــــــــــا عمري نايمه .. أزعجتك ؟؟
سلمى ضحكت من غير نفس لأنها نعسانه : توك تدري أنك إنسان غثيث .. يعني مصحيني من أحلى نوم .. وتقول لي أزعجتك !!
عبد الله وهو يبتسم ، يتخيل شكلهـــــــــا وهي توهـــــــا صاحية من النوم : أكيــــــــــــد كنتي تحلمين فيني
سلمى وكأنها تبي ترجع تنــــــــــام وتكمل حلمهــــــــــا : أيش عرفك ؟؟
عبد الله : سلوم حبيبتي .. أصحي .. ماله داعي تحلمين فيني .. أنـــــــــــــا راح أجيك بكبري لك
سلمى : ليــــــــــــه اللحين الساعة كم ؟؟
عبد الله : الســــــــاعة 11:30 الظهر وأنتي نـــــــــايمة .. يله لك نصف ساعة تكونين فيـــــــــــه جاهزة .. يا يولك لو أجي وتقول لي أمك لسه نــــــــايمة .. ترا أطلع لك بالغرفة
سلمى : أوكي
بعـــــــد ما قفلت من عنده ، كنت ناوية ارجع انام لأني ما شبعت نوم ما نامت إلا عند الفجـــــــــر ، عبد الله ما قصر معي بالسهر .. لكني تذكرت تهديد عبد الله إذا جاء ولقاني نايمة .. راح يطلع لي الغرفة .. يـــــــــــا ويلي
" مجنون .. ويسويهـــــــــــــــــــــــا .. لكن أحلى جنون على قلبي "
خلني أقــــــــــــوم أصلي وأغير ملابسي أحسن .. حرام عليك يـــــــا عبد الله الواحد ما يصدق متى يصير عنده أوف على شان ينـــــــــــــام وأنت تحفل فيني ليل ونهــــــــــار .. والله ما خليت فيني عقـــــــــل صاحي ..
:
قدام المرايـــــــــــا وهي واقفة تحط لهــــا ماسكرا وغلوس وردي خفيف ..
رن جوالي .. من النغمه عرفت أنه عبد الله .. فلعانه عطته بزي ..
صحيح أولـــ مرة أعرف إيش معنى هــــــــــــــــــــــا الإحساس الجميل .. إحســــــاس يغزو القلب من غير استئذان .. أحس حـــــــــالي مثل الطير إلا يطير من غير تفكير كفاية وجودك جنبي يــــــــــــا حبيبي .. ما طولت علية نزلت له ..
أم مـــــــــــاجد أصرت إلا يتغذون معهـــــــــــا .. ما حبوا يكسرون بكلمتهـــــــــــــا .. لكن بعد الغذاء على الســـــــــــاعة 3 .. عبد الله خطف سلمى من حضن أمهـــــــــــــــا .. لكن طبعـــــــــــا استأذن قبل من أمهــــــــــــا أنهم راح يروحون البحرين يتمشون .. وهي ما ما نعت أبد لأنهـــــــــــا تثق فيـــــه وبتربيته
:
:
وصلــــــوا مجمع السيـــف .. المزدحم بمــــثل ها الليلة ..
الناس رايحة جاية .. ورائــــحة السجــــاير منتشرة وخصوصا عند المطــــاعم
.. وهم رايحين نـــــــــاحية الألعاب
عبد الله بخبث : أيــــــــــــــش رايك ندخل بيت الأشباح
سلمى : مممممممم .. ما عندي ما نع
سلمى وافقت .. تظن أنه سخيف مثل إللي كانت تدخله مع البنات بالإمارات لما كانوا يروحون مدينه الألعاب .. يعني هي عاشت مع الجثث والهياكل العظمية .. اللحين راح تخاف من بيت أشباح سخيف
قبل لا يدخلون بيت الأشبـــــــاح قال لهـــــــــــا : إذا تخافين أمسكي فيني زين
سلمى بسخرية من كلامة : شايفني بزر على شان أخاف
عبد الله ابتسم ابتسامه جانبية .. ودخلوا مع بعـــــــض .. في البداية كانوا يمشون برجولهم في ممرات ضيقة .. بعدين دخلوا غرفة مظلمة .. سلمى بدأ الخوف يدخل قلبهـــــــــا وهي واقفه خلف عبد الله مباشرة وصارت تلتفت يمين وشمال تخاف أحد يطلع لها من على جنب وهي ما تحس فيـــــــــــــــه .. الإضاءة الخافته حمراء .. وزرقــــــــــاء .. وتسمع أصوات خفيفة تخوف .. فجأة طلع لهم واحد لابس ملابس سودا ووجه مغطية بقناع .. هي خافت منه وتمسكت بعبد الله بأقوى مـــــــــــا عندهـــــــــــا .. الرجل الغريب بصوت يخوف قال على شان تطلعون من هــــــــا الغرفة .. لازم نذبح واحد منكم .. سلمى صرخت وقتهــــــــــا من غير شعور .. وسحبت عبد الله بكل مــــــــا عندها من قوة .. تحاول تطلع من ها المغـــــــــارة المخيفة .. ما تبي تظل فيها ولا دقيقة .. عمرها ما حست مثل ها لخوف المريع ..
أول مـــــــا شافت بصيص النور .. للخـــــــــارج .. طلعت .. وكأنها لقت الأمـــــــــــــــان .. عبد الله مــــــــــا قدر يسمك نفسة على شكلها وهي مخترعة وخايفه .. جلس على الكرسي وهو ماسك بطنه من الضحك
سلمى حطت يدهـــــــــــا على خصرها ، ناسية نفسها هي وين : وليــــــــــــــــه أن شاء الله تضحك .. أكيد أنك كنت عارف .. وضحكت علي
عبد الله وهو ماسك بطنه : أنــــــ ــ ـــــ ا قــــ ـــ لت لــــك ..... ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ... آه يا قلبي .. موتيني ضحك
سلمى من القهر صارت مصخرة على آخر عمرها ... مشت عنه وتركته بروحه
عبد الله نـــــــــا داها من بعيد : سلمى .. ســـــــلمى .. لما حس أنهــــــــــا جد زعلانه .. قام بسرعة لاحقهــــــــــــا .. لين ما وصل لهــــــــــا وشبك يدها بيده : زعلانه يا قلبي
سلمى شالت يدهــــــــــا من يده : ما ني زعلانه
عبد الله وهو يناظرهــــــــــــا ، تجنن يـــــــــا ناس حتى وهي زعلانه : طيب ليه ما تبيني أمسك يدك
سلمى وهي منزلة رأسهــــــــــــــا : استحي قدام النــــــــــــاس
قرب منها عبد الله أكثر : وليه حنا مسوين شي حرام
سلمى : لا مو على شان كذا .. ماله داعي نبين حبنا قدام النـــــــــــاس .. والناس الفاضية تشوفنا وتعلق علينـــــــــــــا
عبد الله أقتنع بوجهه نظرهــــــــــــا .. لكن مازال عنده رغبه أنه يمسك يدهـــــــــــــــا
:
:
دخلوا محــــل BCBG
كانت عيــــــون سلمى تجول بين فساتين السهرة ..
عبد الله : تدورين على شي معين
سلمى : ادور على فستـــــــــان لعرس أسيل صديقتي ..
عبد الله خلاهـــــــــا على راحتهــــــــــا تختار بكيفها .. هو ما يفهم بهذي السوالف .. سلمى عجبهــــــــــــا فستانين أخذتهم وراحت تقايسهم
أولـ فستـــــــــان جربته .. كان كبير عليها شوي .. خلته على جنب .. ولبست الفستــــــــــان الثاني .. السكري الفاتح وكأنه من مديل الستينات .. قصير ومنفوش .. وعند الصدر ممسوك من غير أكمام وفي ورده بنفس لون الفستان على جنب بالدانتيل .. دقت على عبد الله على شــــــــــــــان يجي يشوفهـــــــــــا .. تبي يشاركها بكل شي بحياتهــــــــــا حتى بلبسهــــــــــا
:
يـــــا الله البنات إذا دخلوا محل ينسون أعمارهم .. خلني أروح أشوفهــــــــــــا .. فتحت سلمى بــــاب غرفة التبديل بحذر وكأنها خايفة أحد يمر ويشوفهــــــــــــا ..
عـــــزف لهـــــا القلب أحلى دقــــاته ، من جمـــــــالها البريء ، فستـــــــــــان سكري نـــــــاعم حيـــــــــــل مع شعرهـــــــا المتناثر على كتفها بإهمال .. نزل عينه شاف الفستـــــــــان قصير لين الركبة .. كــــــــــاشف عن ســـــــــاقيهـــــــا وكأنها منحوته نحت وكانت حافية القدمين
( نازعه صندلها ) ..
مــــا كذبت لما سميتهــــــــــا أميرتي .. أنتي أميرة حياتي ..
سلمى تكلمت لأن طال تأمل عبد الله فيهــــــــا : عبد الله إيش رأيك بالفستــــــــــان مو حلو .. وهي تدور حول نفسهـــــــــــــا
آآآآآآآه يا قلبي .. لا تدورين .. والله أنتي كذا تحديني على أشياء أنا ما ودي بهــــــــــا : لا لا الفستان قصير وعاري من فوق كثير
كشرت سلمى ، وصار منظرها وكأنها طفله : الموضة كله قصير .. والفستان عجبني مرررررررررة
( وهي تتعمد تدلع عليه وترقق الراء )
هزيت رأسي بالرفض : لا لا .. لا تحاولين
سلمى بنعومة ممزوجة بدلع : عبـــــــــــــــــــودي .. والله كل البنات يلبسون كذا .. وأنا راح ألبسة قدام بنات أعرفهم مراح أطلع قدام أحد غريب
أنـــــــــــــا ما همني كل الكلام إللي قالته ، أولـ مرة أسمعها تدلعني .... آآآآآآآآآآآه يا ويل حالي ..
: أنـــــــــــــا موافق بس على شرط
سلمى بابتسامه ، مع أن من داخل قلبها خايف من شرطه : شنو شرطك ؟؟
ابتسمت لهــــــــــا : تعيدي أسمي مرة ثانية .. وغمزت لهــــــــــا
شفتهــــــــــا تلعب بأصابعها خجلانه مرررررة : عبـــــــــــــــودي
تنهدت تنهيـــــــــده من قلب ..يــــــــــا لبيـــــــه .. أشوى أن المحل فاضي والله كان انفضحنا : يله طيب انزعيه .. خلنا نحاسب .. طيرتي عقلي يــــــــا بنت الناس
نزعت الفستان على عجل .. تخاف أن عبد الله طفش وهو ينتظرها .. وهي عارفة أن ذوقها صعب وما يعجبها أي شي .. فقررت تأخذ الفستان .. لأنها فرصة وممكن ما تلاقي غيرة ..
انتبهت أنها طلعت من قسم التبديل .. رايحة تحاسب .. معقولة ما انتبهت لي .. أو يمكن تظني انتظرها برا .. تحركت من مكاني رايح لهـــــــــــا .. شفتها مطلعه محفضتهــــــــــا .. لكن أنــــــــا سبقتها وطلعت البطاقة من محفظتي ومديتهـــــــــا للبائعه .. ولفيت على سلمى وناظرتها بنظرات صارمة : أنـــــــــا اللحين المسوؤل .. وأنــــــــا إللي اصرف عليك
سلمى : عادي ما في فرق بينــــــــــــــا
أخذت الكيس من البائعة وطلعنـــــــــــا من المحل : أدري أن ما في فرق بينـــــــــا .. لكن أنا المفروض إللي أصرف عليك .. وراتبك يكون لك أنتي وبس
ابتسمت سلمى .. بتصرفه هذا كبر بعينهـــــــــا .. أصلا هي ما كانت مهتمة أنها هي إلا راح تدفع .. لأنها تعودت تعتمد على نفسهـــــــــا .. لكن الحين حست بالاهتمام منه وأنها صارت تحت مسؤوليتـــــــــــه .. ها المشاعر حسستها بالفرح عمرها ما حست هذا الإحساس .. حست نفسهـــــــــا وكأنها بنته وهو أبوها ويصرف عليهـــــا .. يمكن لأنها افتقرت لهذا النوع من الإهتمام
:
عبد الله : اشرايك نروح كوفي .. والله نحضر فلم
سلمى : مممممممممم .. إلا يريحك
عبد الله : إلا يريحك أنتي حبيبتي
سلمى : نروح كوفي أحســـــــــــن !!
عبد الله : اوكي ..
أووووه تذكرت أمس بُثينه أختي قالت لي أنها شافت خاتم بمحل للمجوهرات مرررررررة حلو
أشرت لعبد الله على المحـــــل : ممكن عبد الله أدخل هذا المحل
عبد الله طفش من السوق يمكن لانه ما كان متعود يطلع مع أخواته .. لكن ما قدر يرفض لها .. تسحره بطريقتها المؤدبة : أكيد حبيبتي
حسيت من ملامحة وكأن ما وده : عبد الله إذا تعبت موب لازم
جاء عبد الله ناحيتي ومسكني : يله خلينـــــــــــا ندخل
دخلنـــــا لمحــــــــــــل المجوهرات الراقي .. الألماس يبرق مع الإنارة الصفراء .. جلسنـــــا على كراسي كحلية أنيقة عند طاولة زجــــــاجية أنيقة .. وإلا يشتغل بالمحل طلع لنا خواتم الألمـــــــاس على طلبي .. صرت اجرب هذا وانزع هذا .. عجبني خاتم أخذ عقلي .. الألمــــــــــاس إلا فيه مرة رائع شغله نظيف
وأنـــــــــا أحرك يدي بنعومة والخاتم ملفوف حول إصبعي وكأنه صمم خصيصا لي : إيش رايك عبد الله بهذا الخاتم
عبد الله رفع حاجبة : كأن الخاتم إللي لبستيه قبل أحلى
رديت عليه : لا هذاك بغيت مو حلو وهذا الألماس إللي فيه برنسيس .. أحلى
عبد الله : والله أنــــــــــــا ما أفهم بهذي السوالف
سألت التونسي عن سعر الخاتم
التونسي إللي يشتغل بالمحل : والله يــــــــا مدام أنـــــــا مراعيكِ بالسعر .. وهذا السعر لكِ بس أنتي ما أعطيته أحد قبلك
أنــــــــ عارفة أنه صادق بكلامة يعني بمحل ثاني راح يكون سعر الخاتم شي وشويات
ناظرت عبد الله بعيون راجية .. أنــــا نفسي بالخاتم : هاه عبد الله أخذه
عبد الله : لا لا سعره غالي وما يستاهل
كشرت .. لكن بنفس الوقت ما بينت لعبد الله .. لأن لو قلت له راح أخذه أنــــــــا متأكدة أنه هو إللي راح يدفع لي .. وأنـــــــــا ما ودي أكلف علية .. خلنــــــــا نطلع اللحين وبوقت ثاني أجي مع أختي بثينه وأشتري الخاتم ..
طلعنـــــــــــا من المجمع وهو شابك يده بيدي .. ها المرة مـــــــــا اعترضت .. ما يهمني كلام النــــــــاس .. ضميت ايده أكثـــــــــــــــر .. شكلي خلاص ابتليت بالعشــــــــق
:
وصلنـــــــــــا لكوفي شوب صغير أسمه لوليز .. على ما اعتقد كذا ينطقون اسمــــــه .. بصراحة أول مرة أجي ها المنطقة .. أصلا جياتي للبحرين قليله ..
صحيح أن الكوفي صغير .. وضيق .. لكن عجبني ديكوراته .. يحسس الواحد صدق وكأنه داخل أحد المقاهي ببـــــــاريس .. طلعنــــــــا أنا وعبد الله لطابق الثاني .. ركبنا بالدرج الحلزوني الضيق .. جلسنــــــــــــا على أحد الجلسات .. الأنتيك إلا إيطارها ذهبي ومقعدها باللون الروماني ( عنابي) .. طلبت لي كيكة بكريمة الكاستر .. وعبد الله نصحني بعصير التفاح الأخضر .. لأن عصيرهم لا يتفوت
بعـــــد مــــا جاء طلبنا سولفنـــــا بمواضيع مختلفة غير محدده
: عبد الله ممكن يجي يـــــــــــوم وتطلب مني أترك شغلي وأجلس بالبيت .. أو حتى تضايق من دوامي المتأخر
انتبهت أنه يناظرني بتركيز : وليه أطلب منك هذا الطلب !!
: ممممممممممم مدري يمكن يجي يوم تتذمر من دوامي .. أو مناوباتي الليلية .. أو حتى تتهمني بأهمالي للبيت وفيك
عبد الله : شوفي أنـــــــــا أؤمن بمبدأ المرأة الناجحة في عملها ناجحة في بيتها
.. وبالعكس بهذا الزمن الرجل منا صار يدور على امرأة عاملة تعاونه في مسؤليات البيت والحياة
ابتسمت على تفكيرة .. أبد ما تخيلت تفكيرة كذا
كمل كلامة : أصلا بالعكس لو تفكري تروحي تكملي دراستك برا وتتخصصي أنــــــا أول من يساندك ويشجعك
ابتسمت أمــازحة : يعني تتحمل فراقي !!
شفته رفع حـــــــاجبه : رجلي على رجلك حبيبتي .. ما عندنا بنات يسافرون بروحهم
ضحكت على كلامة : توك تقول إذا تبين تدرسين برا ومدري شنو ... أنـــــــــــا ما قلت شي
عبد الله : أوكي تروحين تدرسين .. لكن أنـــــــــــا معك حبيبتي .. لو أن شاء الله أخذ تقاعد مبكر والله أستقيل من شغلي .. غمز لهــــا .. زين مني اللحين متحمل بعدك عني تبين بعدين أفارقك بعد ما تكونين جنبي .. ذا بعدك يا حبيبتي
:
:
يـــــــــــا ويلي يــــــــــــــا ناري .. أولي أزاي أداري!! .. شوقي ولفه البي في قربك حتى وحنـــــــــا سوى
بتنور سنيني وبيكبر حنيني .. أ رب مني تعال في حضني وإملاء حياتي هــــــــــــوى
.................................................. .......
( الجــــزء التاسع عشـــر )

البحــــر ، رمل .. أمواج .. صخر
كـــــان جالس عند الصخر يراقب منظر البحـــــر مع شمـــــس العصر .. الغيوم بلحافها بدت تغطي السمــــــاء .. ألــــوان الشفق انتشرت بالسمـــــاء .. لترسم أجمـــــــل آية من آيــــات الخالق
إيــــــــش يمثل الغروب أمــــل !! .. والله نهاية أمـــــــــل
هذا السؤال إللي كان يدور في باله ..
مدري ليـــــــــــــه أحسهــــــــــــا مثل الحلم .. لكن ليه طيفهــــــــــــا يلاحق خيالي ..
أنا للحين معرف من هي تكون ، لكن الأكيد أنهـــــــــــــــا أخت عبد الله ..
معقولة تكون نفس البنت صديقة سلمى إلا توفى خطيبهـــــا .. وأنا جالس أفكر فيهــــــا !!
لا لا .. مدري ليـــــــــه عندي إحساس إن البنت إلا شفتها أخت عبد الله الثانية .. مدري ليه ها البنت أخذت جزء من تفكيري مع أني لا أعرفها ولا حتى أعرف إسمهـــــا
قصت ظفايرها .. ودريت
البارحه .. جاني خبر ..
أدري لبست خاتم عقيق ..
وتقرا لها كتاب .. عتيق ..
كتاب .. واظنه شعر ..
أحفظ أنا حجار الطريق ..اللي يودي لبيتها
واعرفها زين ..
واعرفها زين ٍ وانا ..
لا شفتها ولا جيتها ..
قابلتها صدفه .. على شفاه الصحاب ..
همسة أمل حسيتها
ودمعة عذاب ..
وصارت هي الخبر الجديد ..
وعلومها همي الوحيد
وش عاد .. لو كانت بعيد ..
بين الحروف حبيتها ..
حبيبتي .. يا حلم ..
ياللي أعرفك اسم ..
وجهٍ تصوره الحروف .. واتخيله ..
نجم ٍ احس انه قريب .. ما اوصله ..
انتي اللي اعرفه .. زين ..
واللي اجهله انتي ..
حبيبتي .. وياليتها ..
اعرفها زين وانا .. لا شفتها ولا جيتها
أنــــا ما أعرف ليه شاغل نفسي فيهـــــا .. يمكن على شان أنسى ظلالي إلا صار ملازمني طول فترة حياتي .. معقولة يـــــا يوسف بديت تقتنع أنهــــا صارت النهاية وأنت مبطي بديت تعرف ..
:
:
" هلا يوسف صار لي ساعة أدق على جوالك ما ترد علي .. فتوقعت أنك بهذا المكان جالس "
جاء صاحبي وجلس جنبي .. يمكن هذا الوحيد إللي يعرف عني كل شي .. ظلينــــا فترة في حالة صمت .. نستمتع بالمنظر إللي أمامنـــا وطيور النورس تنطلق في رحــــاب السماء هــــائمة
جاني صوت صديقي وكأنه حاس باللي أفكر فيه : وش ذكرك بذيك الليــــــــــال يا يوسف .. حنـــــا ما انتهينا ؟؟
إلتفت له ، وكان الجواب بكل بساطة : من متى أصلا نسيت !!
صحيح أصعب سؤال اللي جوابة للأسف سؤال .. يمكن فيها صعوبة وبساطة .. لكنهــــا صارت كذا ! .. واللي أهم أني دريت أن الحيــــاة فبعد أحبابك إذا جف الوصال اتعيشها لو تقتنع أنك خلاص أصبحت ميت مـــــيت !! ... لكن يــــا يوسف يمكن الله أرسل لي ها البنت على شان تحيي شي كان ميت فيني !!
*
*
الليـــلة ليلة سبت .. دايم ها الليلة تجيب لي الاكتئاب.. البنــــدري راحت تنام من بكير واللحين لســـــه الساعة 9:30 .. يـــــا ربي ليه ها البيت دجاج يحبون ينامون بكير .. ما سمعوا بمقوله أم كلثوم
فما أطال النوم عمراً
وماقصر فى الاعمارٍ طول السهر
خلني أروح أغير ملابسي .. واسبح بالمسبح يمكن الضيقة إللي فيني تروح ..
رحت غيرت ملابسي على عجل تحمست للفكرة .. خل أعطي نفسي قليل من الراحة والاستجمام..
مسكت المسكة إللي تنزلني للمسبح .. ونزلت بالبداية رجلي اليمين .. كـان الماي بـــارد .. ارتعش كل جسمي من برودته .. لكني أصريت إلا انزل .. بعدها اتعود على برودته .. نزلت في الموية .. وبديت أسبح متنــاسية كل إلا حولي .. سحرت في أفكاري البعيدة وأنــا أسبح على ظهري وأنـاظر في السقف الزجاجي .. تذكرت الدفتر إلا عندي وصاحب الدفتر..
إللي شفته أن صاحب الدفتر أسمه يوسف .. وإللي أعرفه أن أسم خال سلمى أسمه يوسف .. لكن إيش قصة العذاب بحروفه .. وإيش سالفة حبيبته .. جاني فضول أني أعرف سالفته .. لكن المصيبة اللحين كيف أرجع الدفتر من غير محد يحس أني أنــا إللي أخذته .. فشله أقول لسلمى أني أخذت من عندك دفتر وبالأخير طلع دفتر خالك .. أكيد اللحين افتقد وجوده .. لكن أخاف أرجعه وأحد يكشفني .. يا ربي شنو أسوي .. الله يا خذك يا ريوم انتي ولقافتك الزايدة .. متى راح تتوبين ..
فجأة سمعت صوت خطوات .. خفت .. عدلت وضعيتي
ناديت : منو هنـــــاك .. في أحد
ما سمعت حس أحد .. لا لا أكيد أنتي يا ريوم يتهيأ لك أصوات .. رجعت لنفس وضعي وأنا سابحة على ظهري ومرخية كل جسمي ..
بعدهـا بعشر دقايق حسيت أن جسم ثقيل طاح بالبركة .. لأن الماي تحرك من حولي .. أنــا كل تفكيري راح أن رجل دخل علي المسبح وأنــا بهذا الوضع .. أكيد هذا جاي يذبحني .. من الخوف إللي حسيته .. سبحت بكل ما أوتيت من قوة من غير ما أناظر بوجهه الشخص إللي نزل البركة .. أخاف أناظر فية تجيني سكتة قلبية .. أحس المســافة لحافة المسبح طويلة ولاني قادرة أوصل لهــا .. وأنفاسي بدت تنقطع من الخوف .. طلعت من المسبح بكل هلع وركضت داخل البيت وملابسي تقطر من الماي وحتى شعري .. وأبلل كل مكان أمشي فية .. أول مـــا دخلت لصالة شفت أمي .. أمي أول ما شافتني كذا جات لي على طول ..
أمي : أيش فيك ريوم وجهك مخطوف وشفايفك بيض
رديت عليها وأنا أحاول التقط أنفاسي من الخوف : يمــــه .. يمـــه في حرامي بلبيت
أمي بخوف : حرامي !!.. ايش دراك .. شفتيه
وأنا بديت ابكي وارتجف : أي يمه أنا كنت اسبح وهو نزل المسبح .. انا طلعت بسرعة خايفة يجي لعندي
أمي وهي تتركني : انا بروح أخبر أبوك .. عبد الله مدري وينه ما جاء البيت
" يمــه وش صاير ... ريوم انتي وش فيك "
لفيت ناحيته شفته لابس شورت وصدره عاري ومبلول
شفتوا احساس من القهر لدرجة يطلع من اذني دخان .. هذا أنـا كنت
رحت له وضربته على صدرة : الله يأخذك خوفتني .. ارعبتني .. ما تعرف تتنحنح .. تقول شي وانت داخل .. تطب المسبح على طول من غير احم ولا دستور
امي وهي تضحك من بعد الخرعة إللي سويت لها : الله يأخذ أبليس عدوينك .. خرعتوني
عبد الله وهو يمسك يدي : والله ما كنت أدري أنك رقيقة وخوافة لها الدرجة
رديت علية مقهورة: والله مفكر محد رقيق وخواف غير مرتك
عبد الله ضحك لانه تذكر خوف سلمى في بيت الأشباح : ههههههههه ، واللحين ايش دخل مرتي بالموضوع .. انتي في كل شي تدخلينها
ناظرته ، بنظرة متفحصة : غريبة عبد الله جاي البيت من بدي .. ليه وين سلمى عنك
تنهد : سلمى عندها مناوبة الليلة ... بعد عمري .. وما يخلص دوامها إلا الصباح
مشيت لدرج وأنـا اتريق علية : بــعد عمري .. اروح اغير ملابسي قبل لا امرض .. حسبي الله عليك يا عبيد .. ورحت اركض لغرفتي .. لانه جاء ناحيتي يبي يضربني .. يكرة ما يكرة ولا اقول له عبيد
*
*
كانت واقفة عند الفرن .. تحرك الدجاج مع الفلفل الأخضر والأحمر والأصفر وباقي الخضروات .. بالخلطة الصينية .. لابسة مريلة المطبخ .. وشعرها لامته ورافعته ..
راحت تناظر كتاب الطبخ .. من بين الكتب إللي متناثرة على الطاولة المطبخ .. من قالت لها البندري أن عبد الله يفضل الأكل الصيني .. طلعت كل كتب الطبخ تدور على طبخة تعجبها وبالأخير استقرت على نودلز بالدجاج والخضروات وسبرينغ رول ، وسلطة روبيان ..
دخل عليهـا مـاجد ، وهو يناظرها بتريقة : مسكين عبد الله والله كاسر خاطري .. أنــا اليوم بالذات مراح اطلع بجلس بالبيت أخاف يحتاج أودية المستشفى .. إلا أكون موجود بالخدمة
ناظرته بنص عين : اقول لو تفارق أحسن .. أنت اصلا تتمنى تذوق من طبخي .. لكن قهر لك ماراح أعطيك شي
ماجد : مرررررة بايع عمري أنا .. والله امي للحين تبيني
لفيت عنه أكمل شغلي .. هذا جاي بس على شان يضيع وقتي .. والله يا خوفي يطلع طبخي زي وجهي .. وما يعجب عبد الله .. هذي كله من نصايح أختي بُثينه .. تقول للوصول إلى قلب الرجل معدته .. أخذت ملعقة أكل بتذوق طعم الدجاج عسى ما زودت الملح ..
قرب مني ماجد: إذا تبين أذوق ، أعطيك رأيي ؟؟
ناظرته بشك ، لكن مهما يكون هو رجل .. وذوقة يختلف عني .. مديت له الملعقة .. حسيت بكل مضغه يمضغها .. قهرني سكوته
: أيــش رايك أعرف أطبخ
رفع لي حاجبة : والله وطلعتي طباخة يا سلمى .. بتنافسي أمي بطباخها
أنا انفرجت أساريري ، بصراحة كنت خايفة ا يطلع الأكل مو حلو .. وكنت حاطة بحسابي أطلب من مطعم
يوسف : أيـــش ها الريحة الحلوة ... وهو يستنشق .. من زمان عن العشيات الحلوة .. أنتوا كله عاملين لنا رجيم وما تعشونا
ماجد وهو يضرب على كتفة : اليوم بعد رجيم يا حبيبي .. العشـــاء مهوب لنــا
يوسف : أفااااااااااا ، عجل لمنو !!
رديت عليه : لعبد الله ... وأنتوا الأثنين ما لكم شي
يوسف : اخصصصص يا عبد الله .. كل هذا لك .. عشاء وجو رومانسي .. والأخت سلمى مسوية لنا استنفار بالبيت .. وهو يلتفت لماجد .. الله لنــا
ماجد بتريقة : ما تشوفها اليوم ما داومت .. مــا ناقص إلا تروح صالون وتعمل شعرها وتحط لها مكياج
انقهرت منهم ها الأثنين : الشرهـــه مهب عليكم .. على إللي معطيكم وجهه .. يله اطلعوا برااااااااا
جاء خالي يوسف وضمني من وراي :لا لا كلش ولا سلوووووووم تزعل علينا .. مويجد يله تأسف من أختك بسرعة
ماجد يكمل معه : على ها الخشف كم سلمى عندنا
وخرته عني هو وماجد : أقول وخروا عني أنا عندي زوجي .. لا تقربون مني
ناظروا بعض وجلسوا يضحكون السبلان ..
طلعت تاركتهم يضحكون على كيفهم .. اليوم تضحك شفاتك بكرة تبكي عيونك .. اشوف فيهم يوم أنشاء الله ..
قبل لا أدخل الحمام ( الله يعزكم ) ابي أخذ لي شاور .. عن ريحة الطبخ والبصل .. سمعت أحد يدق باب الغرفة .. رجعت وفتحت الباب
: هلا خالي بغيت شي
يوسف وهو يحك شعرة : بغيت أسألك .. شفتي الدفتر إللي أكتب فيه مذكراتي !! انتي عارفة شكله
: امممممممممممم ، ما أذكر صراحة
يوسف بحيرة : أنا اذكر آخر مرة حطيته بالمكتب
رفعت كتوفي : والله محد يدخل المكتب غريب .. شوف أنت دورة مرة ثانية
يوسف حس أنها فرصة أنه يسأل عن ذيك البنت إللي شاغله باله : أنا قبل مدة دخلت المكتب شميت ريحة عطر نسائي غريب .. ما أذكر اني شميته عندك
بعفوية مني : هذي يمكن ريوم ، لما دخلت الغرفة .. كانت طالبة مني كتاب شعر
حسيت أن خالي سرح بعيد عني : هيييييييي خالي وين رحت
يوسف بعجل : خلاص خلاص انسي .. انا بروح ادورة يمكن انا حاطه بمكان وناسية
ما اهتميت للحاله إللي فيها .. خالي ها اليومين صاير غريب الاطوار .. خلني أرجع لحوستي أحسن لي ..
دخلت داخل البانيوا إللي كنت مليته قبل .. ومليته رغوة بريحة الخوخ ..
وسرحت بخيالي .. عبد الله راح تعجبة الجلسة إلا مرتبتها !! راح يعجبه طبخي !!
والله تعبت وأنا أطبخ اليوم .. إن شاء الله عبد الله ما يطلع من النوع إللي يتشرط بالطبخ .. حده وجبه وحده باليوم بعد الزواج لأنه اكيد مراح يمديني أطبخ له غذاء وعشاء .. ههههههه مسكين زوجي شكلة راح يبدأ الرجيم معاي
:
دخل يوسف المكتب وجلس على الكرسي خلف المكتب .. ومن خلفه لوحة مرسوم عليهـا كوخ ريفي صغير ومن حولة الأعشاب غير مشذبة .. وكأن الرياح تحركها بإتجاة واحد .. كانت اللوحة مرسومة بكل بساطة وحالمية ..
وكأن نفس الرياح إللي حركت الأعشاب باللوحة حركت مشاعر يوسف بإتجاة بيتهـا .. أي نعم أدل بيتهــا .. أعرف أسمهـا ..
لكن هي بالنسبة لي حلــم
أجهلك .. وحتى ملامح وجهك ما أقدر أتخيله !!
صحيح من سماك بالريم .. اسم على مسى .. يعني كانت موجودة هنـــا تقرأ لها كتاب شعر
آآآآه مثل الظبي برشاقتهـا .. وشعرها متموج في بهــاه
أيش فيك يــا يوسف شوي وتقول فيها شعر .. دور دور على الدفتر .. يمكن انت حاطة بمكان وناسي .. صاير لي مراهق وعاشق وولهان .. راحت عليك يا يوسف .. انت جربت مرة وفشلت
:
:
ناظرت بنفسي للمرة الأخيرة بالمرايــا الطويلة الموجودة بغرفتي .. راح أعجب عبد الله !! .. بلبسي .. صحيح حركتي اليوم جريئة .. لكن حبي له خلاني جريئة .. كفاية الأيام إلا فاتتنا.. لكن تذكري يا سلمى always there are limits ^_* .. جلست على طرف السرير .. أربط الصندل .. خلني أنزل قبل لا يجي عبد الله أتأكد من كل شي
:
:
جوا هـــادئ ورمانسي .. مكتمل بالشموع إللي مالية المكان ورائحــة الأوركيد تعطر المكان .. زينت الطاولات بورد الأوركيد إللي اعطى حالمية للمكان أكثر
تأكدت من الأكل والحلى ورتبته بصواني ..
رن الجرس .. أنــا ارتبكت وارتعشت اطرافي .. لالا خايفة عبد الله ما تعجبة هذي الحركات ولا يعجبة طبخي
رجعني للواقع صوت أمي : يمه روحي أفتحي لرجلك الباب .. بتخلينه واقف كثير برا
إلتفت لأمي : هـــاه .. يعني اروح له
أمي غمزت لي : ايه روحي له
قلت لها للمرة الألف :يمـه شكلي عدل ؟؟
أمي بضحكة خفيفة : عدل عدل .. والله قمر .. بس انتي روحي لرجال
أمي شجعتني بنظراتهــا .. رحت وفتحت له الجرس .. ووقفت عند الباب انتظره يدخل .. درت أناظر نفسي عند المرايـا إللي عند المدخل أتأكد من مكياجي الخفيف .. ما حبيبت أكثر أصلا ما يعجبني طبقات المكياج الكثير .. البنت تظل بطبيعتها أحسن ..
رتبت شكل فستاني ..إللي كان عبارة عن فستان حرير وبأطرافه مرسوم عليه مثل جلد النمر متداخل مع ورود وردية .. وله أكمام واسعة .. ولأن فتحة الصدر واسعة لبست شي يغطي نص الصدر من داخل .. ابتسمت ببرائة وأنا أتذكر كلام البندري لمــا كلمتها اليوم .. والله أني برئيه .. والدبة البندري تظن فيني الشينة .. تبي تأخذ عني فكرة سيئة لمــا سألتها عن نوع العطور إللي يحبها عبد الله .. والله كان قصدي شريف هي فهمتني غلط .. مشكله تفكيرها .. كنت أبي أعرف إذا يحب العطور القوية والله العطور الخفيفة وإلا ريحتها مثل rose .. والبندري الدبة تقول لي أهم شي يعجبك أنتي وتضحك علي .. لكن أنـا أفرجيها لما أشوفها ..
حسيت بأحد وراي إلتفت لقيته عبد الله .. نظراته لي أخجلتني .. نزلت عيوني ما قدرت أرفعهـــا
عبد الله : وأنــا أدور القمر اليوم بالسماء أثاريه متواضع وجاي يجلس معي اليوم
وأنا أمد له يدي : طيب ممكن تتفضل
يا ربي بموت شكلي اليوم من نظراته : كذا النــاس تسلم على خطيبها .. مممممممم ما كأن نسيتي تسوين شي
غمضت عيوني بحرج .. يـــا ربي .. ما حسيت إلا بقلبه دافية على خدي الوردي .. حط يده على كتفي وأنا ما زلت واقفه : ممكن ندخل
مشيت معه للمجلس وأنــا في حاله سكر .. هو من كلامة والله لمساته والله نظراته .. أستأذنت من عنده بعذر أن راح أجهز العشــاء .. أصلا لو ظليت أكثر راح أغرق أكثر .. آآآآه حبه تمكــن فيني ..
:
:
يـــا موج هون على قلبي .. والله ها البنت ناوية تذبحني اليوم .. إلتفت لكل شي من حولي .. كل من حولي في لمساتها .. ينطق بحبها ..
دخلت بعدهــا أميرتي إلا سحرتني بجمالهــا .. والله أن لها مبسم عذبي .. رعبوب وعيونهـا وساع .. مملوحة وزادهــا ربي من حلاهــا
سلمى بصوت خجول : تفضل العشـاء جاهز
حطيت يدي على خدي وناظرت فيهـــا بكل حب : ليه تتهربين مني .. تعالي أجلسي معي خلنا نسولف لاحقين على الأكل
سلمى ، بنعومة : الأكل راح يبرد بعدين
غمزت لها أمزح : ليه أنتي إللي طابخة
ببتسامة واسعة : ايوة تعال ذوق طبخي وقول لي رأيك
فتحت عيني : جد والله .. دام أميرتي هي إللي طابخة لازم أكل
قمت معها لغرفة الطعام .. ناظرت بالسفرة المليانه : كله هذا لنا ؟؟
سلمى : ايوة
رديت عليها : يعني محد راح يأكل معنا !!
سلمى : حد مثل مين
: مدري .. هذا أكل يكفي قبيلة
ضحكت لي .. يعلني فدى ها الضحكة : علشان تسمن لأنك نحفان
ناظرتها بشك : أنا نحفان والله أنتي إللي سمنانه .. تذكرين أول مرة شفتك فيها.. وغمزت لها ..كنتي ضعيفة
سمعت شهقتها : أنــا سمنانه
حركت الكرسي لها على شان تجلس : خلاص أسحب كلامي .. بعدين ما تأكلين وتخليني أكل كل ها الأكل بروحي
سلمى وهي تجلس : قص على عقلي
ضميت يدهــا وأنا جالس جنبها : أصلا أنتي بتظلين بعيوني حلوة .. لو شنو كنتي
سلمى ، على شان تتهرب من نظراتي : شنو تبيني أحط لك بصحنك أول سلطة والله نودلز
دخلت علينـا خالتي وقتها .. قمت على طول من الكرسي أسلم عليها وبست راسها
: تفضلي يمه تعشي معنـا
أم ماجد : لا تسلم يا وليدي .. انتوا تعشوا بالعافية .. عسى بس يعجبك طبخ سلمى
ابتسمت : أكيد راح يعجبني .. دام هي إللي طابخته
اصريت على خالتي إللي صرت اعتبرها مثل أمي.. أنها تتعشى معنـا لكن رفضت تبي تخلينـا على راحتنـا
:
" لالا خلاص والله سلمى ما أقدر أكل أكثر .. أصلا أنتي ما أكلتي شي "
سلمى بعفوية : على شان خاطري عبادي
آآآآه يا حلو أسمي على لسانها .. حتى وهي تدلعني حلو : يــــا عيون عبادي أنتي .. بس على شرط .. على شان أحرجها زيادة .. أنتي إللي تأكليني
ابتسمت لي بخجل : طيب
حسيت أيدها ترتجف وهي تمد لي الشوكة
: شكلك حاطة أصبعك بالأكل
سلمى وهي خايفة : ليه في شي طعم الأكل
: بالعكس عســل دامك أنتي إللي طابخته
ابتسمت براحة : خلاص كل مرة نجرب فيك
رفعت حاجبي : تجارب شنو
سلمى : تجارب الطبخ
: ههههههههههههههههههه .. يعني انتي تبين تجربين فيني .. مو مشكلة دام هذي بدايتك .. بداية جيدة
:
بعـد ما خلصنـا عشــاء .. جابت سلمى صينية سينبون مع عصير فراولة بالمانجوا .. أنـا استغليت الوضع .. طفيت جميع الأنوار ..وجلسنـا جنب بعض على نور الشموع إللي تتراقص بوسط الظلام ..
سلمى : كيف الشغــل اليوم معك
رديت عليها وأنا مالي خلق اسولف عن الشغل: تمـام
حبيبتي ممكن تغمضين عينكـ
سلمى غمضت عينها بكل طواعية .. صحيح أن كان النور خافت لكن مع نور الشموع أعطى لوجهها نور أجمـل منظر رموشهـا وهي تلامس خدها المياس .. آآآآآآه سحرتني بجمالها .. طلعت علبة مخمليـة من جيبي .. ومسكت أصبعهـا النحيل ولبستهـا الخاتم
: اللحين أفتحي عينك
كنت أراقبهـا وهي تفتح عينهـا بكل هدوء .. صحيح ما غلط لما سميتها أميرتي
سلمى المفاجأة .. ألجمت لسانها أبد ما توقعت أن عبد الله يجيب لها نفس الخاتم إللي كانت تبيه
طال سكوتها وتكلمت ، ببتسامه حب : عجبك الخاتم
سلمى : كيف عرفت أني أبي هذا الخاتم .. وأنا ما قلت أبيه
رديت عليها ومازالت نفس الإبتسامة مرسومة بثغري : عيونك فاضحتك .. أنــا أفهمك من نظرة عيونك
ضمت يدي ليدهـا .. وتعطلت لغة الكلام .. وتعلقت عيني بعينهـــا .. صرت معها أحس بكل دقة عزفها القلب .. والله على شانك حبيبي بجمع كل ورود الأرض وأجيك بشوق وأهدي لك على شـــانك .. على شانك حبيبي وبس
:
" عبد الله أرفع التلفون ليــه حاقرة "
عبد الله: هذي ريوم .. غاثتني .. مدري إيش تبي مني
ضحكت سلمى : حرام عليك .. أرفعه .. يمكن تبي منك شي ضروري
رفعت السماعة منقهر من ريوم .. دايم تقطع علي اللحظات الحلوة .. رديت عليها وأنا حاطة سبيكر : الــــــــــو
ريوم : شوي شوي علنــا .. بالهداوة
افففففف : أنتي خليتي فيها هداوة
ريوم : انت وينك ؟؟
لا حول الله ولا قوة إلا بالله : خير إيش تبين فيني
سلمى كانت تضحك على ملامح عبد الله المتضايقة من ريوم
ريوم : تدري كم الســاعة اللحين
رديت من غير نفس .. أنا لو الود ودي اكفخها: لا ما أدري
ريوم : اللحين الســاعة 12 الليل .. احد يجلس عند الناس لها الوقت
: أنتي أحد مسلطك علي .. أحد حاطك وصي علي
ريوم: لا .. أخاف على مصلحتك .. وسندريلا لازم تكون بسريرها الساعة 12 .. خف عليها شوي .. هي مستحية تطردك
سلمى ما قدرت تمسك نفسهـا أكثر ومات ضحك على كلامها
تنهدت بضيق .. يا ذي النشبة شكلها راح تكون زوجتي الثانية .. واقفه لي بالبلعوم أعظم من أبوي : طيب طيب .. راح أرجع البيت بعد شوي .. أي أوامر ثانيه عانسة ريوم
ريوم: لا تسلم .. بس لا تتأخر تعرفني ما أقدر أنام إلا أنت موجود بالبيت
عبد الله ما قدر يتحمل مياعتها أكثر وسكر السماعة في وجهها
سلمى تحاول تحفي إبتسامتها: حرام عليك .. ليه تسكر بوجههــا
بعصبية خفيفة : غثتني ها البنت .. شكلها راح تشاركني فيك
سلمى: والله ريــوم حبوبه .. والله لما تتزوج راح تفقدوها
: ايه صدقتي .. أهي إللي عامله أكشن بالبيت
بعدها قمت من مكــاني إلي تركت حرارة بمجلسي
سلمى وهي توقف : ويــن لسه بدري
ابتسمت لها: ما سمعتي ريوم شنو تقول
سلمى : لا عبد الله عادي .. أنا متعودة على السهر
وأنـا ألمس خدها الوردي : لا ما أبي أميرتي تتعب .. أنتي وراك دوام بكرة
سلمى ردت وهي خجلانه وعيونها تناظر الأرض: براحتك
قبل لا اطلع : يعطيك العافية على العشاء الحلو
سلمى ببتسامة خجولة : الله يعافيك.. وأنت بعد .. مشكووووووور مررررررررة على الخاتم
آآآآآآه على دلعها ، صج ناس يلوق عليهم الدلع : لا لا أنتي كذا تخليني أغير رأيي .. وأقدم الزواج
سلمى خافت .. وبنفس الوقت تضحك علية .. دفعته لبرا البيت : دام كذا خلاص روح بيتكم قبل ريوم لا تجي وتذبحنــا
مسكت الباب ويدي الثانية مسندها : تصبحين على خير
سلمى وخدودهـا متورده .. ما ودها يفارق نظر عينها لحظة : تلاقي الخير
:
بعد ما ودعته تنهدت وهي تستنشق رائحة عطره إللي ترك اثره بالمجلس .. جلست تناظر بالخاتم الألماس إللي محاوط إصبعهـا وهي تغمض عينهــا وكأنها تبي تلم صورته بمحجر عينهـا ..
أحبك يا عبد الله .. عمري ما تخيلت حتى بأحلامي يجيني واحد مثلك .. بذوقك ورقتك .. وأحلى شي أنك تفهمني من نظرة عيوني
طلعت لفوق وأنا أرقص من الفرح .. حبــه لي مثل الطفل يلعب بمشاعري من غير ما أشعر .. لكن إنشــاء الله راح يكبر ويكبر وأنا إلا راح أراعية وأدللــه ..
انتبهت أن نور المكتب مشغل من فتحته الباب .. دخلت بكــل هدوء .. لقيت خالي شكلة سرحــان وقدامة ورقة يكتب فيهـا .. رحت من وراه أبي أشوفه شنو يكتب .. لكنه حس فيني وقلب الورقة بسرعة
بدلع : خـــــــــالي
تكفى بشوف شنو تكتب
يوسف: ها المرة لا
رفعت حاجبي: ليــه !!
يوسف: من غير ليـه لا تسألين وبس
غمزت له أمازحه : أخاف تحب من وراي
طال سكوته .. وبعدها تكلم بحزن : أنتي عارفة أني مستحيل أحب بعد إللي صار لي .. الزمن عيـا يتفق معي
ها المرة أنـا ناوية أتكلم معه بجدية مستحيل أتزوج واترك خالي بها اليأس إللي عايش فيه .. رفعت جسمي وجلست على طاولة المكتب قدامه : أسمع يــا خالي .. أدري أنك كنت تحب رؤيــا .. لكن الظروف كانت أقوى منكم .. وفرقتكم .. وما كتب لحبكم النهاية .. أو بالأخص حبك .. هي أختارت طريقهــا .. أنت بعد لا زم تعيش حياتك
يوسف بعيون ضايعه : كاني عايش حياتي
رديت عليه : عيني بعينك ..اي حياة إللي أنت عايشهــا .. تجلس تروح الدوام تأكل تروح القهوة وترجع تنام .. روتين ممل مقيت
يوسف : يعني إيش تبيني أسوي
ابتسمت على الفكرة إلا بخاطري: تزوج
يوسف : أتــــزوج أنتي صاحية !!
ناظرته : ليــه لا .. لا تجلس تعقد الأمور وتقول لي حب ومدري شنو .. الحب الحقيقي يجي بعــد الزواج .. حتى لو ما حبيتها كفاية أنكم تحترمون بعض
يوسف بملل : ومنو هذي إللي ترضى فيني
ناظرته هذا أكيد مو صاحي : شنو منهي ترضى فيك .. أنت أشر بس وأنــا أخطب لك .. موظف ومعتمد على نفسك رجل مكافح .. احم احم وكفاية يقولون الدكتورة سلمى نسيبتك
يوسف بسخرية : انتبهي لا يطيح خشمك من الغرور
بعصبية : خالي والله ما أمزح .. تراني أتكلم جد
رد علي بملل : سلمى أنتي في شي في بالك قوليه وخلصيني
: امممممممممممممممم .. الصناحة الصنـــاحة ( الصراحة ) ودي أخطب لك ريوم أخت عبد الله
أنــا خفت لما شفته فاتح عيونه على وسعها.. لكن كملت : والله البنت حبابة .. وقمـــر وتنحط على الجرح يبرا .. نا ظرت فيه بجدية .. صدقني يوسف فكر بالموضوع ورد علي .. والله البنت ما تتعوض .. وأنا أعرفها زين وأعرف أخلاقهــا .. يعني مهي من بنات ها اليومين إللي يمشون مشي بطال ولا عندها خرابيط
وقبل لا أمشي : أنت أيش تبي من الدنيــا غير بنت تداريك وتدللك ويرزقك منها بالذرية الصالحة .. الدنيا هذي فانيه فكر يا خالي قبل لا يفوت الأوان
طلعت من عنده تاركته في دوامة من التفكير .. أنــا أعرف خالي زيــن صمته يعني أنه بدأ يتقبل الموضوع لو أنه رافض كان هب في وجهي وقفل الموضوع .. أنشــاء الله يا رب يوافق .. ويفرح قلب أمي إللي تحاتية دوم
*
*
*
بيـــوم الثلاثاء ..
يــا الله أمس كان الدكتور عبد العزيز IN CALL ومرضى كثيرين داخلين تحت إسمه .. ولازم أخلص شغلي قبل نهاية الدوام .. وهو كلفني بعدد من المرضى أتابع حالتهم وخصوصا المريض إلا اسمه ناصر
من بين زحمه شغلي وأنــا جالسة بقسم nurses أكتب بملف المريض .. رن جوالي ورديت من غير ما اشوف منو متصل علي ..
أسيــل : هلا البندري أنتي وينك
البندري: أنــا بالقسم خير بقيتي شي
أسيل : بقيت اشوفك
البندري: والله مزحومه ما أقدر أجيلك اللحين
أسيــل : خلاص أنا أجيلك
البندري: أوكي
اسيــل : أنتي بأي جناح
قفلت من عندها بعد ما قلت لها أنــا بأي جناح .. ورجعت كملت شغلي .. جات أحد الممرضات تبيني أعلمها بجرعة الدواء المطلوبة لأحد المرضى .. أول ما دق جوالي مس كول عرفت أنها أسيــل .. تركت الملف إللي بيدي وطلعت لها برا القسم ..
" هلا أسيــل .. شلونك "
أسيــل : بخير وأنتي شلونك ما عاد شفناك هذا الأسبوع
البندري: والله أني مزحومه هذا الاسبوع
أسيل ببتسامه خبيثة : وكيف الدكتور عبد العزيز معك
تأففت : اسكتي بس .. احس أني باقرب وقت ممكن أنفجر بوجهه
أسيل : ليــــه ، أيش سوى لك بعد !!
بضيق : والله اني مو مقصرة بشغلي .. لكن هو مدري ليه ينتظر مني الزلة .. وخل يسألني شي وما أعرف أجاوب عليه .. يشرشحني .. يقولي أنتي دكتورة ما يصير ترمين كلام على الفاضي .. تخيلي صرت لما أرجع البيت أراجع كتبي كل خوفي يسألني قدام الدكاترة وما أعرف أجاوب ويفشلني
أسيـــل تضايقت على شان صديقتها : هونيها وتهون .. كلها كم شهر وتنتهين
تنهدت بضيق : أنشــاء الله تنتهي على خير
أسيـــل : نسيتيني ليــــــه جاية .. وبعصبيــة .. أسمع سلمى تقول لي أحتمــال ما تحضرين زواجي
من داخل نفسي متضايقة ما ودي أضايق صديقتي بوقت فرحها .. لكن !! .. رديت عليهــا وأحس الحزن بان على وجهي ونظرة عيني : عــذريني أسيــل والله ودي أحضر .. لكــــن أنتي عــــارفة الظروف .. مـــا أقدر والله مـــا أقدر
تنهدت أسيــل بضيق .. ما يحتاج تنطق هي أكثر وحدة عارفة بالحـــال .. هي عاشت مع البندري وتعرف كيف كان عشقها لبنـــدر : عــــاذرتك يا قلبي .. لكن كان ودي تكونين جنبي بوقت زفتي
تسللت دمعه وحيـــدة من عيني على خدي الحزين : أنتي عارفة يا أسيـــل أني جهزت لزواجي .. كان زواجي قريب .. وبرمشه عيـــــن انتهى الحلم
قربت مني أسيل ومسحت الدمعه بكل هدوء، بابتسامه صادقة : ما أبي أشوف الدموع مرة ثانية على وجهك .. الله بعوضك خير أن شاء الله
غمضت عيني بألم وطلعت آآآآآآآآآه من قلبي قصب عني
أسيل .. بمرح تحاول تنسيني حزني : عــــــاد لا تنسين تزوريني ببيتي .. وها الله ها الله بالهدية
ابتسمت لها .. علا ابتسامتي تخفي الحزن المرسوم بعيوني : افا عليك كم أسيل عندنــــا ... وابشري بالهدية
ضربتني على كتفي بخفة : أمزح معك يا شيخة .. كفاية علي ابتسامتك هذي أحلى هدية لي ..
قربت منها وبستها على خدهـــــا إللي تورد بكلمتي : مبروووووووك يا عروس
أسيل بخجل : الله يبارك فيك .. تدرين أول مرة أحس أني عروس
ضحكت عليها : الله يا خذ عدوينك .. عطلتيني عن شغلي .. يله روحي بعدين أكلمك
أسيل: ok ! see you
رجعت لشغلي .. لكن كلام أسيـــل جدد علي الأحزان .. كنت أحلم بيوم زواجي .. فكرت بأدق التفاصيل وحنـــا بفرنســـــا .. فكرت ببيتي .. ببيت إللي يجمع جبنـــا .. بفستان زواجي .. لكن كيف يصير الزواج وصاحب الزواج مش موجود ..آآآآآآآآآآآآآآه الله يرحمك يا بندر
رجعت أكمل الناقص بملف المريض نــاصر وأنا نفسي مسدودة من كل شي ... حسيت بأحد يقرب بخطواته لي .. رفعت رأسي لقيت الدكتور عبد العزيزبـ بدلته الرسمية بطولة وبهيبته
الدكتور عبد العزيز : خلصتي إللي طلبته منك دكتورة !!
رديت عليه وأنـــا كلش مش طايقته : لســـه توني بادية فيه
رد علي بعصبيه استغربتهـــا : من ساعة قلت لك تخلصيه ..
قلت له وأنا مقهورة وبان هذا الشي على حركة يدي وأنا أرجعها خلف ظهري: كنت مشغولة يــــا دكتور بمرضى ثانين
بإستهزاء : مشغـــــــولة ..
أنتي بس شاطرة تسولفي وتضيعي وقت .. اصحي يـــا ماما أنتي دكتورة .. وكل دقيقة محسوبة عليك
قهرني كلامه جــــد .. شنو شايفني جالسة ألعب .. قفلت الملف بعصبية ودخلت القلم بجيبي : مراح أتابع حاله هذا المريض .. وهذا الملف وقفلته .. شوف لك احد ثاني يتابع مرضاك
مشيت عنه تاركته .. أنـــا إللي فيني مكفيني يجي هذا ويزيدها علي ..
حسيت بقهر مو طبيعي .. كـــان ودي أبكي .. لكن مو البندري إللي تبكي قدام النـــاس .. يهزأني قدام الممرضات وكأني عبده اشتغل عنده .. لبست نظراتي الشمسية الموجودة بجيبي ... مـــا أبي أحــــد يناظر بعيني
ما حسيت بروحي وأنـــا أطلع من المستشفى .. الحمد لله أن السايق ينتظرني برا .. أنـــا مستحيل أكمل مع هذا الإنســـان المريض
:
:
وصلت البيت وأنـــــا أبد مش طايقـــه نفسي .. طلعت بسرعة لغرفتي وأنـــا متضايقة .. رميت بنفسي بعرض السرير من غير ما أغير ملابسي .. أخذت مخدتي إللي على شكل قلب وضميتهــــا بقوة .. ومن غير شعور تسللت دموعي من عيني .. أحس بطنين في رأسي وألم في صدري .. يكتم أنفاسي ..ما عدت قادرة أتحمل .. الفراق صعب .. و غيمـــه سودا تكدر حياتي
مــــن بعده لا شيء يُسليني ..
غـــاب فغاب شروق الشمس في أفقي
لم يبقى معي سوى شجني والحزن يجري في شراييني
كفاية إللي فيني ويجي هـــا العبد العزيز ويزيدهــــــا علي .. مسحت دموعي بقهـــر .. أنــا أفرجيك يا دكتور عبد العزيز .. دوام معك مراح أداوم وراح أفرجيك منو تكون البندري بنت فيصــــل .. مراح أداوم إلا إذا جاء الدكتور إبراهيم .. على الأقل الدكتور إبراهيم من معارف أبوي وأعرفه من يوم أنـــا صغير ة وراح يقدرني ويحترمني .. مو هذا إللي شايف نفسة على شنــــو مدري ..
على هـــا التحدي إللي تحديته .. قمت من سريري أغير ملابسي وأنزل أجلس مع أهلي
:
:
بعد الغذاء الكل طلع غرفته يريح ويأخذ قيلولة .. شفت حــــور جالسة بروحهـــا بغرفة الألعــــاب وشكلهـــا متضايق
مشيت لهـــا بخطوات هادئة وجلست جنبهـــا .. وأنـــا أشوف كيف هي جالسة ومادة شفايفها ومعقدة حواجبهـــا الصغار ومكتفه يدها عند صدرها .. ابتسمت على شكلها الطفولي .. مهمــــا كبرت حور راح تظل الصغيرة المدللـــه بالبيت
" أيش فيك حوري زعلانه "
وهي مازلت مكتفه يدها : أنتـــــــوا ما تحبوني
قرصت أخدودهــــا : وليه ما نحبك حبيبتي
حسيت من نبره صوتها بالضيق وأن حنــا بالفعل مقصرين معهـــا : أنتوا كله تجلسوا بروحكم محد يجلس معي ويلعب معي .. من قبل عبد الله كان يلعب معي .. اللحين بطل يلعب معي
رديت عليهــــا : خلاص ولا يهمك حبيبتي .. أيش رايك نروح نأخذ سراج ونروح نلعب بالألعاب
حسيت من كلامي أنفرجت أساريرهـــا : صدق واللــــــــــه
: أيــــه حبيبتي ... يله بسرعة روحي غيري ملابسك قبل لا أغير رأيي
من بعد كلامي طارت لغرفتهــــا بسرعة .. قبل لا أغير رايي .. هههههههههههه يا حليلها حور تحفه ها لبنت .. خلني أقوم أكلم خالتي تجهز سراج .. ونطلع مع بعض ، ها الأسبوع أنشغلت ومـــا أمداني أزورهـــــا
نزلت حور وهي لابسة برمودا أبيض مع بلوزه cut طويله توصل لها لنص فخدها وردية وفيها ورود بيضـــا
وهي تمسك بطرف بلوزتهـــا : إيش رايك البندري
رفعت حاجبي : الله من وين لك ها الملابس الحلوة
حور : هذي أنــــا رحت مع أمي السوق وأنــــا إلا أخترتهــــا
: والله ذوقك حلو يا المفعوصة
سحبتني حور من عباتي : يـــــله بـــــسرعة قبل لا تجلس ريوم وتخرب علينــــا
ضحكت على أسلوبها .. وطلعت معها ومرينــــــا على بيت خالتي وأخذت سراج وجات معه المربية على شان تهتم فية .. على الأقل يغير جو ويشوف النـــــاس
:
:
وصلنــــــا مدينه الألعاب إلا بالدور الثالث بمجمع الراشــــد بالتوسعة الجديدة ..
دوختني حور كل شوي تبي تلعب لعبـــــه .. وبعض الألعاب أخاف أركب سراج معها أخاف يدوخ وخصوصا الألعـــاب إلا تدور
بالأخير لما دخت منهـــا رحت جلست على كرسي خشبي .. وبعد ما شبعت جات حور وهي ماسكة سراج ومن الجهه الثانية ماسكته المربية
جو جلسو جنبي ، حور: البندري أبي الدبدوب هذاك .. وهي تأشر علية
: خلاص حبيبتي مرة ثانية .. وانتي عندك منهم كثير .. .. إلتفت لسراج وابتسمت له : انبسط حبيبي
حور بطواله لسانها : أصــــلا لو مــــا أنـــــا كان ما جينـــــا
: طيب يا طويلة اللســــان خلنـــا نمشي أنـــــا تعبت ..
وأنــــا واقفة بنمشي انتبهت أن في رجال راكب الدرج المتحرك وبيده بنت صغيرة وها الرجـــــال ملامحه ابد مو غريبه علي ..
مدري ليه إلتفت للجهه الثـــــانية وغطيت وجهي بشيلتي .. ومسكت حور بقوة على شان نمشي
حـــور بصوت عالي : البنــــــدري أبي آيس كريم
ضربتها على خدها بخفه : اسكتي اسكتي فضحتينا .. النــــاس كلها عرفت أسمي
* * * * * * * * * *
( الجـــ العشريـــن ـزء )

يـــا الله مهدود حيلي وتعبان مرة من الدوام .. وأول ما رجعت البيت لقيت الأخت سارة مستقبلتني عند الباب إلا تبي تروح الألعاب .. وطبعــا محد يلبي رغباتها غيري .. على قولة أبوها .. راح أفسدها بدلعي لهـا .. لكن والله مقدر أرفض لهـا طلب أو حتى أزعلهـا .. من تناظرني بعينهـا البريئة وببتسامتها الطفولية وتقول لي عمــــــو .. أنا أخق عندها وما اقدر أرفض طلباتها .. وهي مستغلتني الملعونه .. وأنــا جبتها اقرب مكان شفته بطريقي .. توقعت الراشد بها الوقت من المغرب فاضي وأكيد العيال أغلبهم عندهم مدارس
ســارة سمعت صوت بنت تبي آيس كريم وأصرت إلا تبيني أشتري لها .. أخذتها لعند محل الآيس كريم وحملتها على شان تقدر تختـار إللي تبي لأن طولهـا ما يسعفها تشوف أنواع الآيس كريم .. انتبهت أن جنبي واقفه امرأة ومعها بنتها وعندها طفل مبين من شكله وطريقة وقفته أنه معوق .. مشاء الله عليهـا شكلها تحب عيالها مرة ومهتمه بولدهـا .. الله يجازيها خير
:
حسيت بإرتباك وأنـا أشوفه واقف جنبي بلبسه الكجول .. كان لابس بنطلون جينز مع قميص بيج من الخلف فيه كتابات بالذهبي .. كان شكله Completely different
غير عن الدكتور عبد العزيز الجدي .. هذا اللبس معطية مظهر شبابي أكثر..
حور بنفس صوتها العالي : أبي آيس كريم على فراولة وعلى فانيلا
تكلمت من بين أسناني .. ما ابيه يعرفني وهو واقف جنبي : طيب
حـــور : أبي كبيـــــر .. مو تقصين علي وتأخذين لي صغير
اللهم طولك يا روح هذي إللي راح تفضحنـا ، الشرهه مو عليها .. الشرهه علي إللي أخذتها وطلعت معها .. ومن حظي النحس أشوفه بنفس المكان .. ما كفاية أنا متخانقة معه بالمستشفى وطالعه متضايقة من المستشفى والسبب هو .. حتى لحنا لاحقني .. إيش ها الصدف
سمعت صوت الطفله الكيوت إللي كان ماسكها .. شكلها بنته لأن فيها شبه كبيــر منه :
أبي آيس كريم كبير مثل هــدا .. وهي تاشر على إللي عند حور
عبد العزيز بكل هدوء : حاضر حبيبتي
استغربت انه يعامل بنته بكل لطف أبد ما يبين على شخصيته الجدية بالعمل أن عنده قلب دافي وحنون على الأطفال .... أنا ليه هامني وليه مرتبكة من وجودة جنبي .. مع ان عادي بالمستشفى .. لكن يمكن لأن حنــا في نطاق خارج العمل
ألتفت لسراج إللي كان يبتسم لي ونزلت لمستواه : حبيبي تبي أخذ لك شنو !!
سـِراج : ممممممم .. حور شنو أخذت ؟
: حور أخذت فانيلا وفراولة
سراج وهو ياشر على الصورة إللي عند المحل : ابي مثل هذا أصفر مع أبيض
أخذت له إللي يبي .. وبعدهــا نزلنا من الدرج مبتعدين .. أنشاء الله ما يكون حس أو حتى عرفني ..
ها الرجال عليهم قز مو طبيعي يعرفون الوحدة حتى من مشيتها .. طلعنا بعدها من المجمع وقبل لا نروح البيت اشتريت لهم عشا من ماكدونلدز
:
وصلنــا بيت خالتي ونزلت مع سراج على شان أسلم على خالتي .. مسكته من يده أساعدة يركب عتبات الدرج .. استقبلتنا خالتي بإبتسامتهـا عند الدرج .. يـا الله من زمان عن ها الإبتسامة إلا تشرح الصدر وتحسس الواحد أن الدنيا بخير
" هـلا هلا بنوارتي "
سلمت عليها وقبلت رأسها .. أحس بريحه الغوالي فيها : هلا خالتي .. كيف حالك ؟
خالتي : بخير دامك بخير يا بنيتي .. حيـاك تفضلي البيت
: تسلمين خالتي .. برجع البيت لأني من طلعت من الدوام ما ارتحت
خالتي : على راحتك حبيبتي .. عاد لا تقطعين
: أنشـــاء الله
سلمت على سِراج وأنـا أنزل لمستواه : تآمر على شي حبيبي
سراج ببتسامته الطفولية : خلينا كل مرة نطلع مثل اليوم
ابتسمت له من قلب، الحمد الله أحس أن تحسنت حالته عن قبل : تونست حبيبي
سراج : أيـــه
يا بعد عمري .. وبست خده الناعم
بعد ما سلمت على خالتي ووصيتها تسلم على عمي طلعت من عندهم رايحه البيت
:
:
أم بنــدر
فرحت لتغير البندري ..
لكن بنفس الوقت تذكرت ضنـاها .. ضمت سراج لصدرهـا إللي استغرب حاله أمه ..
الضنى غالي .. وهو لو ترك جرح واحـد كان داوته الأيـام .. لكن بموته ترك بقلبهـا جروح ما تداويها الأيـام .. من بعده خلت الدنيا عليهـا
*
*
دخلت البيت الهــادئ بها الليل المظلوم والموحش .. بيت كبير .. وكــل ركن فيه ساكن يـــا الله كيف ها الأماكن الجرح فيهــا ساكن بلونــها الداكن .. وصارت ها الأماكن ما يملاها غير الظلام والناس نيام ..
ما حبيت اليوم أروح بيت أختي .. أكيد أن شافتني سلمى بترجع تفتح لي موضوع الزواج .. لكن حضوري اليوم لزواج أحد زملائي بالعمل خلاني أفكر بالزواج بطريقة جدية .. إلا متى راح تظل عزوبي يا يوسف .. الناس إللي مثلك تزوجت وجابت لها عيال .. وأنت لسه واقف في نفس المكان ما تحركت منه ..
جلست على أحد الكنبات ورجعت رأسي للخلف بتعب وكأن تعب السنين كله ظهر علي ..
آآآآآآآآه يـــا ليت العمــر لو وقف ..
على حــد الطفوله حلم
ياليت ارجع مثل ما كنت ...
ولو أخسر سنين وعمْر ..
آآآآه كنــا نضحك سوى ونلعب سوى مع بنت الجيران .. كبرنا وكبر حلمنا الوردي
يمر الوقت ماندري.. من اللي بيننا ظالم..
من اللي بيننا مظلوم ..تغيبي وانتِ ما غبتي ...
واحس ان الوفا كذاب ...طفوله حلمها وردي..
نسيناها ولا ندري..وحنّا ما بعد شبنا ...ولا صرنا رمل وتْراب ...
لكن أنت قلتهـا يا يوسف كانت حلم .. حلم طفولة .. وها الحلم تلاشى وهي راحت في حال سبيلهـا ولا تسأل من الظالم ومن المظلوم
أنت لازم ترجع للواقع وتتناسى الأحلام والأوهام .. لازم تعيش حياتك مثل ما غيرك عاشهـا
*
*
اليـــوم الخميس .. ما حبيت أنا وعبد الله نطلع .. فهو ها المرة إللي عزمني في بيتهم .. قررنــا نشاهد فلم اختلفنا بالبداية نشاهد أي نوع من الأفلام .. لما قلت له خلنا نشاهد فلم هندي ضحك علي .. قلت له طيب رومنسي .. قال لي أخاف بعدين تصير أشياء غلط .. فقررنـــا نشوف فلم محايد بما إني أكرة الرعب وأفلام الخيال العلمي .. أخذنا لنا فلم last legion
وجلسنــا بالمجلس إللي كانت فيه شاشة بلازمـا كبيرة .. وجبنا لنا بيبسي .. أنا طبعا دايت ببسي وجبنــا لنا ببكورن وناشوز .. طفينـــا جميع الأنوار على شان نعيش جو مع الفلم ..
عبد الله طول الفلم ما خلاني بحالي ..جالس جنبي وضامني.. أنــا أبد ما مانعت .. مستمتعة بالوضعيــه إللي أنا جالسه عليها وأنا مسندة رأسي عند كتفه وهو محاوطني بيده .. أحــس جنبه بشعــور غريب .. بإحساس دافي .. رفعت عيني لوين مــا عيونه ساكنه ورمشـه القاتل يرمي سهامه بصدري بكل حركة يتحركها من غير شعور منه .. وهو يناظر الفلم باندماج
عيونه إللي علمت قلبي الطيش .. طفل المشــاعر بيننا راح يعيش .. يلقى له أم تحرسة وأب حاني .. وش لي دخل بالنوم ووسادة الريش .. مــادام حضنك ضمني وإحتواني
:
ما كنت مندمجه حيــل بالفلم .. مع أن الفلم حلو ويتكلم عن تاريخ الرومان والقيصر .. كنت ألعب بالخاتم إللي جابه لي عبد الله .. ألفه حول صبعي ..
عبدالله : وين سرحانه !! الفلم ما عجبك
صحيح كنت سرحانه وفاجأني سؤاله : إلا عاجبني
عبد الله بتشكيك : تبين نطفي الفلم ونسولف أحسن
بصراحة إيـه لأني مليت .. فكتفيت أني هزيت رأسي .. شفته غير جلسته وألتفت لي .. صار يناظرني بنظرات غريبة ما فهمت عليه .. لدرجة حسيت أن في شي غلط بشكلي .. ومن توتري صرت ألمس خصل شعري أرتبها
: عبـــد الله ليه تناظرني كذا
ارتسمت على شفايفة ابتسامه غريبة : تذكرين أول مرة شفتك فيها .. بالنظرة الشرعية !!
أنا أنقلب وجهي ألوان على ها الذكرى .. ودعيت داخل قلبي ما تكون البندري قالت له اني كنت رافضة أقابله ذاك اليوم وأني بكيت بعد ما طلعت من عنده .. وعلى ها التوتر إللي كان واضح بتحريكي للخاتم .. عبد الله كان مستمتع وهو يناظرني وأنــا مرتبكة وعلى وجهه شبح ابتسامه .. ومن غير شعور مني طاح الخاتم من يدي .. نزلت بأخذ الخاتم إلا تدحرج للـ أرض .. وهو بنفس الوقت نزل على شان يجيب لي الخاتم ..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
طلعت مني آه قوية لاني صدمت بجبهته .. حطيت يدي حول أنفي .. ولاحظت أن بكفي رطوبة ..
عبــدالله بخوف علي : حبيبتي تألمتي ..وهو يمسك يدي .. خليني أشوف صار لك شي
وهو يمسك يدي لاحظت أن بيدي قطرات دم .. وحسيت أن شي ينزل من أنفي
عبد الله : حبيــــــتي !!
مسكني بسرعة وخلاني أنام بحضنه .. وأخذ مناديل قريبه منه ومسح الدم
: عبد الله خلني أروح الحمام .. أغسل بالماي البارد ويوقف النزيف
قاطعني : لا تتحركين
أخذ من الكأس إللي كان فيه البيبسي قطعه ثلج وحطها فوق عظمه الأنف على شان يوقف النزيف
رفعت نظري له لاحظت من ملامح وجهه الضيق : آسف حبيبتي والله ما كان قصدي
ابتسمت له اطمنه إني بخير ، مع إني حسيت بدوخه خفيفة : لا حبيبي عادي .. تحصل بأكبر العائلات
بعد دقايق وقف النزيف .. لكن عبد الله رفض أتحرك من مكاني
:
نزلت من الدرج وأنــا أقفز بالدرجتين .. خلني أروح أشوف عبد الله وسلمى أيش مسوين .. ما في أحد بالبيت أسولف معه البندري حضرتها قالبه دوامها ليلي وما تداوم بالنهار مدري ليــه .. والأخت نرجس جالسه مقابله النت والله مللوني .. أبي أحد أسوالف معه .. مالي إلا عبادي أغثه ..
فتحت باب المجلس بقوة
: شــــــــ سوووووووووون
انحرجت من الموقف إللي شفته ، حطيت اصبعي بفمي : اوووووووووبس سوري ما كان قصدي
شفت سلمى عدلت من وضعيتها .. وهي منحرجة أكثر مني لأن وجههـــا صااااااااااااار أحمرررررررررر : لا عادي ريوم تعالي
قلت على عجل : لا لا خلاص أخليكم على راحتكم
وقبل لا أطلع غمزت لهم : مرة ثـــانية سكروا الباب في اختراع أسمه مفتاح
وطلعت قبل لا أسمع ردهم
:
ألتفت سلمى لعبد الله وهي معصبة : شفت أختك .. أكيد اللحين تظن أن حنا نسوي شي غلط
ضحك عبد الله على كلامها .. برغم أن ضحكته أخذت عقلها لكن ما بينت : وخير يا طير شافتك بحضني جالسة .. مـــا فيها شي
سلمى وهي مازالت معصبه : كيف ما فيها شي .. كانت مبين من ملامحها أن في شي غلط بالوضع ..
عبد الله بكل هدوء : طيب حنـا ما كنا نسوي شي غلط
سلمى : طيب خلنا نقوم نجلس معهــا والله أخذني للبيت
قرب منها عبد الله ، وقرص خدها إللي أحمر من قرصته : أول مره أدري أن حبيبتي عصبيه
*
*
كــان جالس عند الطاولات الخارجية للمقهى .. لأن الجو بهـا الليلة من ليالي الربيع لطيف جداً وأغلب العوائل بالكورنيش ..
كـان يراقب الناس إللي حواليه والزحمه بهذي المنطقة من ليلة الخميس .. سيارات الشباب الكثيرة إللي تتردد على المقهى ..
نفخ سحابة من دخان سيجارته .. ملأت الجو من حوله
يحس بضيق وعدم الراحة .. من رجع من بريطانيا ما في شي مريحة .. توقع إذا رجع راح ترحب فيه بلاده ووظيفته راح تكون جاهزة .. كان مرتب نفسه أول ما يرجع يتزوج ويستقر .. لكن كــل ها الأماني تبخرت
البنت إللي كانت أمه مقرره تخطبهــا له لما راحوا يخطبوها عرفوا من أهلها أنها محجوزة لولد عمها .. حس أنها طريقة لرفض لكن بطرقة غير مباشرة .. لأن أم البنت صديقة أمه وعمرها ما قالت لها ها الخبرية إلا لما راحوا خطبوها رسمي .. حس بإحراج وأنه أحرج أمه .. وتضايق .. ليـــــــه يرفضوا رجال .. دكتور بمركزة
:
زفرت زفرة تدل على ضيقي
مــا لك غير الصبر يا عزيز في هذي الدنيــا .. وجات ها الدكتورة كملت النــاقص .. صار لها يومين مو مداومة .. اكتشفت بغيابها أنها قايمه بشغلها وبشغل غيرها ..
افففففففففف .. أنا ليه أفكر فيهــا .. رفعت الجوال إللي كان على الطاولة ودقيت على طلال
: هلا طلال وينك يــا رجال .. أفا اليوم عندك كول .. ليه ما قلت لي طيب .. من معاك .. الدكتورة البندري !!
استغربت ليــه مداومة معه .. ما اذكر أنها عندها مناوبة ومع طلال
: أيوه طلال معك .. لكن ما أذكر أن البندري عندها كول الليله معك .. شنو!!
هي طالبة تغير دومها إلى ليلي .. ليــــــه طيب !!
بعد ما قفلت من عند طلال تضايقت أكثر من الضيقة إللي فيني .. طلعت زفرة قصب عني ..
ليــه طيب مغيره موعد دوامها .. ليه صار لها يومين مو مداومة الصباح .. معقولة !! عبد العزيز أنت لسه ما فهمت .. أنت غلط عليها والبنت ما تحملت كلامك .. ارتسمت ابتسمامه سخرية على شفاتي .. يا الله ها البنات حساسات وما يتحملوا كلمه غلط بحقهم .. يا عبد العزيز غير معاملتك معها .. شكل البنت مو بناقصه .. أنا مدري إيش فيني مو طايقهــا .. الغرور والتكبر إللي أشوفه بنظراتها وثقتها بنفسها الزايدة ينرفزني .. يشعلل نيران فيني .. تجيني رغبة أن ودي أكسـر لها غرورها .. لكن أحيان أشوف بنظراتها حزن .. ما عمري شفته بعين أحد .. هــا البنت لغز محير ..
من غير مــا أفكر .. سحبت جوالي ومفتاح سيارتي من الطاولة .. وتحركت ناحية سيارتي المرسيدس إللي موقفها قريب .. تحركت بسرعــه متوجه للمستشفى ..
:
دخل المستشفى على عجل من قسم الطوارئ .. لاحظ نظرات الناس الغريبة له .. لأن شكله بالجينز الغامق من غير وايت كوت لا يوحي أنه دكتور .. رفع يده اليســار يناظر ساعته اويستر من رولكس .. لقى الوقت لسه بدري الساعة 10 ..
لقاها بالصدفة طالعه من أحد الغرف إللي بقسم الطوارئ
: دكتـــــــــورة
ألتفت البندري .. ها الصوت مو غريب عليها .. انصدمت لما شافت الدكتور عبد العزيز قدامها .. بلبسة الكجول بنفس المظهر إللي شافته بالراشد
البندري وعلامات الإستفهام مرسومة على وجهها من وجودة بالمستشفى بها الوقت : خير دكتور بقيت مني شي
سألها بطريقته الجزئية ومن غير حرج : صار لك يومين مو مداومة معنــا .. خير!!
رفعت حاجبها .. وحاولت تخفف نظرات السخرية .. أن كنت تدري فتلك مصيبةً وأن كنت لا تدري فا المصيبة ُ أعظمُ
عبد العزيز : شكلك ما زلتي زعلانه مني على هذاك اليوم !!
حست البندري أن لسانها أنلجم .. وكل الجراءة إللي كانت عندها اختفت .. ما عرفت بشنو ترد عليه
عبد العزيز وهو يدخل يده بين شعرة دلاله على توتره : أعذريني على معاملتي القاسية معك .. هذا الشي طلع غصب عني .. أنتي عارفة الضغوط علي .. أن مستلم مرضى الدكتور إبراهيم ودكتور غيرة .. فضغط العمل يخليني متوتر وأحيان أفقد السيطرة على تصرفاتي ..
كــان وده يكمل لها الكلام وأنه متضايق من وظيفته الحالية لأن هو وده يتخصص جراحة قلب .. لكن حس أن الموقف والمكان ما يساعد يشرح لها أكثر
تكلمت البندري وهي رافعه رأسها .. يمكن شكله المتوتر شجعها على الكلام إللي تبي تقوله : أنــا مو مهم عندي تعتذري لي .. لكن أنت !!
المفروض تحاسب نفسك قبل لا تجي تعتذر لي .. لأن بطريقة تعاملك هذي راح تفقد احترامك لنفسك قبل لا تفقد احترام الآخرين
رمت كلامهــا ومشت تكمل شغلهــا وخلته واقف مثل الأبله منصدم من أسلوبها بالكلام معــه
:
بصبــاح يوم الجمعة
دخلت ا البيت .. توقعت أن الكل نـايم على بداية الصبح .. مــا توقعت أن أمي وأبي صاحين من بدري .. شفتهم أول ما دخلت الصاله أبوي جالس مثل عادته وبيدة الجريدة وجنبه كوب قهـوة ..
رحت سلمت علية .. أخذني بحضنه
" وينك يا بنتي مـا عدنا نشوفك .. كل وقتك بالدوام .. ما عاد تجلسين معنـا "
ابتسمت له إبتسامة تطمئنه : شسوي يــا يبه .. المستشفى ما خذ كل وقتي
أبوي : كيف الدوام معك
: تمام .. كل شي ماشي اوكي
كنت ناوية أتكلم معه عن الدكتور عبد العزيز وأني متضايقة من تصرفاته معي .. لكن تراجعت عن قراري أنـا نفسي مدري ليه .. يمكن لأنه جا لي أمس وحاول يعتذر لي .. وأنا بردت القهر إلا بقلبي بالكلام إلا قلته له
وهو يضمني أكثر لصدرة : الله يوفقك يــا بنيتي
حسيت براحة بعد اليوم المتعب بالمستشفى وأنـا بأحضان أبوي .. أحس بالدفء بالحب الحقيقي .. مع أني خجلت من نفسي وهو يلمني وكأني طفله ..
دخلت علينـا حور ببجامتها وهي تحك عينها من النعس .. حسيت من نظراتها بالغيرة مني .. حبيت أقهرها ظليت حاطة راسي على صدر أبوي .. جات باست خد أبوي وضمته وكأنهــا تقول لي وخري هذا لي أنتي كبرتي .. أخذتي حنان بمــا فيه الكفاية .. جات أمي تحملها على شان تغسل لهــا وتضحك على أشكالنــا
: والله يـا بو عبد الله .. شكلهم راح يذبحونك اليوم
أبوي: ههههههههههههههه ، خليهم حلالهم .. بعد كم يوم يروحون لبيت أزواجهم ويفتقدون هذا الشي
أمي : الله يطول بعمرك ويخليك لهــم
يمكن أبوي قال ها الجمله بعفوية .. لكن مدري حسيت من كلامه وكأن يلمح لشي معين .. تضايقت لفكرة أن أحد يجي يخطبني .. أرفض حتى أفكر بالموضوع
استأذنت وأنــا أفكر ب هــالفكرة .. مستحيل أوافق أتزوج أحد من بعد بندر
*
*
من بعد ما لبــس ملابس الإسطبل .. إللي أعطتـه جاذبيه مختلفة عن مظهره المعتاد علية .. مظهر كله شموخ وعنفوان كمنظر الخيل العربي .... بالرغم أنشغالة بدراسة الطب لكن أبد لم تلهيه عن معشوقته نوارة
وهو داخل الصــاله تنحنح لأن بيوم الجمعه يجي أخوة محمد وزوجته يتغذون عندهم مثل عادتهم
أولـ ما شافته سارة داخل حست أنه بيطلع .. راحت لعنده على طول ..
بصوتها الرقيق الطفولي : عموووووووووووووو
نزل عبد العزيز لمستواها وحملهــا : يــا عيون عمو أنتي
سارة : ويـــن بتروح
عبد العزيز بأسلوب طفولي : بــــروح للحصان
سارة بفرح ، لأنها تعشق الخيول مثل عمهــا : أبي ألوح معك
أم سارة : عيب حبيبتي لا تغثين عمك .. اتركيه يروح بروحة
عبد العزيز : لا اش دعوه سارونه القمر تغث عمهــا
ابتسم لسارة : أخذك معي بشرط
سارة : شنووووووووووو
عبد العزيز : تقلدين لي صوووووووووت الحصان
ضحك عبد العزيز من قلبه وهو يسمعها تقلد على صوت صهيل الحصان .. من كثر ما تحب الحصان تعلمت تقلد على صوته
قبل لا يطلع ألتفت لمرت أخوة : خلاص يا ام سارة أنا بأخذها معي .. وإذا تأخرت بخليتها تنام عند أمي
هزت أم سارة رأسها بقلة حيلة .. ما تقدر على سارة وخصوصا إذا اجتمعت مع عمهــا
:
:
قبل لا يروحون المستشفى .. سلمى عزمت أسيل على كوفي شوب .. لأن دوامهم يبتدأ الساعة 6
سلمى : إيش رايك نروح أموري إللي بالراشد
أسيل : أوكي ما عندي ما نع
سلمى اشرت لسواقهم يروح لراشد .. ويوقف عند بوابة رقم ستة ..
أول مـا وصلوا طلعوا من المصعد لدور الثالث .. دخلو الكوفي شوب الهادئ بها الوقت من النهار .. جلسوا على أحد الطاولات سطحها عبارة عن سراميك مربعات والكنب البني المعتق ..
بعد ما طلبوا لهم
سلمى : أيش صار على تجهيزات زواجك
أسيل بلا مبالاة : ولا شي .. الشي الوحيد إللي جهزته فستان الزواج
سلمى شوي بتموت قهر من برود صاحبتها : أنتي بتجنني .. زواجك ما بقى عليه شي .. وأنتي أبد مو مهتمه
أسيل بملل : إيش تبيني أسوي
سلمى : لنفرض أنك كاره الزواج من كحيلان .. لكن الناس إيش عرفهم .. أولا وأخيرا الزواج واجه للعروس مش العريس .. يعني لو زواجك مو حلو مراح يقولون الناس زواج كحيلان مو حلو .. راح يقولون زواج أسيل مو حلو
أسيل قرصها قلبها .. هذا زواجها .. وليلة الزواج مرة بالعمرة لا تتكرر .. حتى لو تكرة كحيلان .. لكن هذا زواجها على الأقل تحاول تفرح فيه وتحاول تظهره بالمستوى المطلوب قدام النـاس
من صمت أسيل ، عرفت سلمى أنها تفكر بكلامها .. ولازم تستغل ها الفرصة : طيب إيش رايك احجز لك بصالون يهتمون بك كـا عروسة قبل الزواج .. يسوون لك
Complete treatment from head to the toe
لمعت عين أسيل وفرحت للفكرة .. على الأقل يمكن تتغير نفسيتها .. وبنفس الوقت هي ودها تصبغ شعرها : أوكي ما عندي ما نع .. لكن بشرط
ابتسمت سلمى : اشرطي
أسيل : تروحين معي .. كفاية البندري مراح تشاركني بفرحتي بوجودها
سلمى : ليه طيب تبيني أروح معك أنا العروس !!
غمزت لها أسيل : على شان عبد الله
ضحكت سلمى بخجل .. قلبت أسيل الموقف : كيف عبد الله معك ؟
سلمى ومازالت إبتسامة الخجل مرسومة على شفايفها : تمام
كشرت أسيل : إيش ها الإجابة المختصرة .. أنا أبي تفاصيل
ضحكت سلمى عليها : ايش تبين أقولك .. معـه
فهمت العشق بحر احلام غزير غزير بليا قوع... فهمته بحر احلامي بحر عشقي بليا قاع..
فهمته نبض وفهمته لمس فهمته روح ولا مسموع ......فهمت ان العشق فرصة عمر متخبي بقناع
أسيل بحالمية : الله الله شوي تقولي فيه شعر .. كل هذا عشق
سلمى : يسحرني ويجذبني له بكل تصرفاه .. ملكني بذوقة ورقته ..
وهي تمد يدها لأسيل .. تخيلي جاب لي ها الخاتم من غير ما أقوله .. هو حس أن كان خاطري فيه
أسيل وهي تناظر بالخاتم المتعلق بإصبع سلمى : مشاء الله الخاتم رووووووووووعة .. شكله ذويق عبد الله
ابتسمت سلمى وكملت كلامها :
بالذوق محد يقدر يجارية .. عمره ما ضايقني بشي .. بالعكس كل يوم والثاني معزته بقلبي تكبر أكثر .. وإللي يعجبني فيه أنه يعرف يحط حدود لنفسة
غمزت لها أسيل تبي تحرجها أكثر : يعني تبين تقنعيني .. أنه ما صار شي بينكم
سلمى فتحت عيونها : والله العظيم .. وهي ترجع تتسند على الكرسي .. خليتيني أحلف لك
ابتسمت أسيل لصديقتها .. ودعت لها بسرها أن الله يوفقها .. تستاهل سلمى طول عمرها قلبها صافي مثل اللبن
:
:
دخل مزرعة أبوه المرحوم .. بعد مـا وقف سيارتة قريب من الإسطبل .. نزل من السيــارة وهو حامل سارة .. وهي مبتسمة بسعادة لأنها أشتاقت لهذا المكان الجميـل .. نزلها للأرض تمشي بجانبه .. دخلوا الأسطبل وأصوات خطواتهم بين العشب اليابس المتناثر .. ينبه الخيـول لقدوم شخص ..
وصل لمعشوقته .. بوصوله وقفت له وكأنها أشتاقت له .. مسكها من اللجام .. وطلعها من الإسطبل ليـن الساحة الكبيرة .. كانت تمشي بقوامها الممشوق .. بكل خيلاء ..
تركهـا تدخل داخل الساحة وتعدو بكل حرية وكأنها بإستعراض للجمال .. بتمايل ذيلهـا الطويل مع الريح .. إلتقط سارة من الأرض ورمها بالهواء بقوة .. هي تفرح لهذي الحركة .. ومسكها وهي تضحك .. تشعر بالفرح وهي تعيش للحظات بين السماء والأرض .. والهواء يطير شعرها الناعم إللي طول لين تحت كتوفها ..
جلسها على الحاجز الخشبي وهم يراقبون الخيل وهي تركض ..
رحل به تفكيرة لعندها .. يمكن غرور وكبرياء الخيل ذكره فيهــا
:
أنــا الغبي إللي رحت لهـا أعتذر منها .. والله هي ما تستاهل أحد يعتذر لها .. شايفه نفسها بزيادة .. على شنو أنا مدري .. إللي يسمعها يقول خريجة أكسفورد على غفله .. عمرها أن شاء الله ما داومت معي .. أنا الغلطان صراحة أنزل من مستواي .. على آخر عمري تجي بنت تقول لي هذا الكلام .. أنت بطريقتك هذي راح تفقد إحترامك لنفسك قبل لا تفقد احترام الآخرين
يعني طالبة أنتير لا راحت ولا جات ..
نفضت أفكاري وأنا اسمع سارة تناديني : عمــو
رديت عليها : هلا حبيبتي
سارة : متى راح نركب الحصان
: تبين تركبين الحصان
هزت لي رأسها .. ابتسمت لها ونطيت من فوق الحاجز لكن هي جسمها الصغير ساعدها تدخل من بين الحاجز الخشبي .. ضحكت على شكلها وهي متحمسة .. ركبتها على ظهر الحصان
: سارونه أمسكي زين
وأنا أشر لها عند السرج
سارة بزعل : لكن أنا ابيه يركض .. مثل قبل شوي
ضحكت عليها .. ها البنت تبي تسابق الريح .. مسكت اللجام وصرت أتمشى مع الحصان وهي على ظهره .. الوحيدة سارة إللي تنسيني هم الشغل وتخليني أضحك
:
دخل البيت وهو حــامل سارة على كتفة .. غارقة في نوم عميق مو حاسة باللي حاملها .. دخل على أمه بغرفتهــا .. لقاها منسدحة على سريرهـا الكبير ومغطية نص جسمها ببطانيتها الثقيلة بلون البيج
لفت علية أمه أول ما حست بدخوله الغرفة : إلا تأخرت يا عزيز
وهو يحط سارة على السرير جنب أمة : سارة هبلت فيني .. ومع الضحك والوناسة نسينا عمرنا
وهي تمسح على شعرها الناعم وهي نايمة جنبها : بعد عمري سارونه .. نامت من غير عشاء
عبد العزيز : لا يمه لا تخافي .. صالح العامل إللي بالمزرعة عمل لنا مشوي من إللي يحبه قلبك
ابتسمت على ذكرى المزرعة وصالح العامل المخلص لزوجها المرحوم : والله من زمان عن المزرعة والجلسات
عبد العزيز : خلاص ولا يهمك يمه بس خليني أفضى وارتب لكم جلسة معتبرة بالمزرعة
.. يله يمه تصبحين على خير
أم محمد : وأنت من أهل الخير
طلع لغرفته .. وهو هلكان .. بالأشهر إللي داوم فيها بالمستشفى وأنشغاله المستمر فقد لياقته .. كان متعود بلندن تقريبا يوميا يتمشى بالهايد بارك ويعمل رياضة .. أفتقد نشاطه ..
انسدح على السرير بعد ما غير ملابسة وأخذ له دش ساخن يساعده يسترخي .. أخذ له كتــاب غلافه بلون الليل وكأنه يدل على غموض الليل .. فتح لصفحة إللي وصل لها وكمل قراءة روايته سعادة السفير لـ غازي القصيبي .. بوسط اندماجة بالسلك الدبلوماسي وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع الآخرين بدبلوماسية .. المثيرة للإنتباة ..
:
ليــه يا عزيز فقدت صبرك وجلدك بطرقة تعاملك .. لها الدرجة صرت سريع اللإستفزاز والعصبية .. دائم الشخص الدبلوماسي في تعامله واللبق مثير للجدل والإنتباة .. ويقدر بطريقة تعامله يكسب الآخرين في صفة بدل ما يكونون ضده .. أنا لازم أحسن علاقاتي بها المستشفى ,, يمكن أظل طول عمري أشتغل بها المستشفى والعلاقات بهذا الزمن .. شي ثمين .. ويمكن بالمستقبل أستفيد من هذي العلاقات ..
صحيت الصبـاح بنفسية منشرحة .. قررت أن أبدأ أسبوع مختلف .. فتحت دولاب الملابس أفكر شنو ألبس بيوم السبت .. بداية الأسبوع .. من بين البدل طاحت عيني على بدله سودا .. مدري ليه تذكرتها .. لاحظت أنها دايم تلبس اللون الأسود حتى لو كانت تعشق هذا اللون مش لدرجة تلبسة كل يوم .. معقولة يكون سبب حزنها وسبب تعلقها باللون الأسود هو أن شخص عزيز عندها توفى .. هزيت كتوفي may be !!
طلعت لي بدلة سودا .. مع قميص أبيض
وأنا أدخل الكبك الفضي بكم القميص .. دخلت علي ســارة ببتسامتها .. كان مبين أنها توها سابحة لابسة ثوب ناعم قطني فية صورة بنت من الكرتون
: صبـــاح الخير عموووووو
نزلت لمستوى خدها إللي نعومتة مثل نعومة الورد الجوري ، أعطيتها قبله الصباح : صبـــــــــاح الورد
أنا لفيت للمرايا أرتب شعري .. شفتها من المرايا تركب السرير وتنــاقز عليه ..
وهي تناقز على السرير : عموووووووو خذني معك
ضحكت على حركاتها الطفولية : أول شي أنزلي من السرير
عاندتني أكثر وطارت تناقز بأقوى ما عندها ... ها المشاكسة تبيني ألعب معها .. بعد ما انتهيت لفيت لها بسرعة بمسكها .. لكنها كانت أسرع مني ونزلت من الجهة الثانية من السرير وطلعت من الغرفة ..
الله لا يحرمني من ها المشاكسة وخدودهــا الجميلين إللي أول ما يشوفها وده الواحد يقرص خدودها
ركبت سيارتي بعد مــا شغلت فيروز .. صوت فيروز حكاية مختلفة .. تجعل لصبح طعم آخر
نسم علينـا الهوى .. من مفرى الوادي
يا هوى دخل الهوى .. خدني على بلادي
يا هوى .. يا للي طاير بالهوى ..
:
:
دخلت القاعة إلا عادة نجتمع فيهــا كل صباح .. الكراسي مرتبة على شكل صفين بكل صف ثلاثة كراسي جنب بعض .. وبنهاية القاعة شاشة كبيرة للعرض مع جهاز بروجكتر
بدا morning report
وتضايقت لما مـا شفتها .. بالأسابيع إللي فاتت كنت أشوفها من أول الموجودين .. صارت تخاف تتأخر من بعد كلمتي لها .. لكن ها البنت شكلها عنيدة وراسها يابس .. يعني إيش تبي مني أكثر من اني أعتذرت لها .. وهي سمعتني كلام فيه قله ذوق لشخص أكبر منها .. يعني تعادلنا خلاص ..
براحتهـا إذا ما تبي تداوم هي إللي راح يأثر على تقيمها ومستواها كـا طبيبة
أول مـا خلص المورنغ ربورت .. دخلت جناح 41 وطلبت من الممرضة تجهز الملفات على شان نبدأ الراوند ..
كنت منشغل وأنا أكلم دكتور زميل في الممر عن حالة جديدة داخلة بالويك آند .. مدري ليه كل دقيقة أرفع نظري للباب إللي يؤدي لقسم الجراحة .. وكأني منتظر أحد يدخل منه ..
رفعت حاجبي و أنا أشوفها مقبلة علينـا وبيدها كوب ستاربكس .. كان لبسها مختلف نوعا ما .. صحيح ما زالت متعلقة باللون الأسود لكن أنا اشهد أنها أنيقة وفيها خيلاء الخيول ..
كانت لابسة تنورة سودا بقصة السمكة مع بلوزة سودا فضفاضة تمسك عند الخصر ولابسة معها سلسال لؤلؤ طويل .. لمعة حبات اللؤلؤ ملفته للأنظار .. وكأنها توحي للأنظار أنها لؤلؤ حقيقي ..
كانت تمشي بكل ثقة وكأن ما همها تأخيرها .. كنت ناوي أعلق على تأخيرها عن الدوام الرسمي .. لكن مدري ليه نسيت مع إبتسامتها المشرقة وأنا أشوف أسنانها إللي كأنها لؤلؤ مصفوف ..
" صبـــاح الخير "
حسيت حالي وكاني مسحور للحظات بإبتسامتها .. أول مرة أشوفها تبتسم .. و عييت من أفكاري السخيفة ورديت عليها : صبــاح النور .. نبدأ
حسيتها راجعه بنفسية مختلفة .. وبما أنها كانت مداومة بليلة الخميس .. يعني عندها علم بكل الحالات الجديدة إللي دخلوا المستشفى .. قدمت لي الحالات .. الحق ينقال الـ history كان perfect .. يعني صراحة ولا أحسن دكتور راح يقدم لي cases بالطريقة إللي قدمتها
وحنـا طالعين من الجناح رايحين لقسم النساء .. كان في بالي سؤال .. ما قدرت أمنع نفسي مــا أسألها : دكتورة البندري ؟
بما أنها كانت تمشي قريب مني لفت وجهها : نعـم
: أنتي متخرجة من أي جامعة
لاحظت شبح الإبتسامه إللي انرسم على محياها : أنـا خريجة الإمارات جـامعة .........
رفعت حاجبي : مشاء الله .. هذي تعتبر من الجامعات القوية بالخليج وحتى بالوطن العربي
اكتفت بإبتسامتها وما علقت
: حلوة الحياة هناك !!
ادري ان سؤالي غبي وسخيف .. لكن مدري ليه ودي أعرف عنها أكثر أو حتى عن طريقة تفكيرها
جاوبتني بكل ذكاء ودبلوماسية : ليه السؤال !! تفكر تعيش هناك !!
وأنا أعطيها نظرة جانبية : ليــه لا
*
*
جـالس على الكنب البني الفخم بتصميم أمريكي .. يناظر شاشة التلفزيون بإندماج وهو يستمع للأخبار اليومية
تمتم بضيق لنفسة : مساكين المسلمين كل يوم ينقتل منهم الآلاف ولا أحد حاس فيهم بها العالم ..
سمع صوت التلفون .. وبعد ثالث رنه رفع سماعة التلفون .. وصله صوت أخته أم محمد
: هلا يــا أخوي .. شلونك ؟
أبو دلال : بخير الله يسلمك .. أنتي أخبارك وأخبار زوجك والأولاد
أم محمد : بخير .. كلهم يسألون عنك
أبو دلال : والله اعذريني يا أختي أنـا مقصر بحقك .. لكن إن شاء الله هذا الأسبوع أزورك بما أني طالع إجازة
أم محمد : الله والنبي يحيك .. تنور البيت بأي وقت
حس بو دلال في بالها كلام وما هي عارفة تبتدي من فين : خير يا أم محمد بقيتي شي
أم محمد : سلامتك يا خوي .. بس متصلة شفتك تأخرت ما رديت علي بالموضوع إللي كلمتك فيه
أبو دلال ، خانته ذاكرتة .. وما يدي عن أي موضوع تتكلم عنه : أي موضوع يا ختي
أم محمد : هووووووو ايش فيك يا خوي نسيت .. موضوع خطبة دلال
أبو دلال : اعذريني والله نسيت .. الكبر شين .. وأنتي الله يهديك ما دقيتي علي تأكدين الموضوع على بالي غيرتي رأيك
أم محمد : والله الولد مُصّر يبي البنت وشاريها
أبو دلال : على خير أن شاء الله .. والله البنت مثل بنتك .. تقدرين تجين وتكلمينها .. وما أظن بترد عمتها بكلمة
أم محمد : خلاص شورك وهداية الله .. اليوم المغرب أنا عندكم
بعد مـا سكر من عند أخته .. نادى على بنته
دلال وهي تجلس جنب أبوها : هلا يبه .. خير بقيتني
حاول أبو دلال يكون حنون معها .. من بعد طلاقها حس أن البنت أنظلمت بحياتها كثير .. ويمكن ها الإحساس جاء متأخر
: يا بوك تجهزي اليوم .. عمتك اليوم جاية على المغرب تبيك بموضوع
دلال .. من جاب طاري عمتها قرصها قلبها .. أكيد الموضوع اياه .. احتارت بشنو ترد على أبوها والله على عمتها .. أكيد إذا رفضته يمكن تتضايق عمتها منها .. وما تقدر تنكر أن عمتها أم محمد كانت حنونه عليها لما كانت صغيرة وكانت دوم تدافع عنها قدام زوجة أبوها .. وتستحي تحط عينها بعين حرمة أكبر منهـا أو ترد لها كلمة ..
*
*
نطت سلمى من الفرح بعـد ما سكرت أمها السماعة من أم عبد الله .. لمحت لها أن ودهم يخطبون ريوم .. وأن يوم الخميس راح يجون يتقدمون رسمي ..
وأخيرا يــا خالي راح تتخلص من أيام العزوبية .. والله اني أحس أن ريوم تناسبك حيـــل .. كفاية شخصيتها المرحة .. تخلي الواحد غصب يضحك وجلستها ما تنمل منها ..
ابتسمت على فكرة أن ممكن ريوم تغير من شخصية خالي الهادئة والانطوائية .. يمكن هو تعود على الهدوء والوحدة .. أكيد ريوم راح تغيره للأحسن
صحيت من سرحاني على صوت أمي تناديني : هلا يمه .. بقيتي شي !!
أمي : يمه جوالك صار له ساعة يرن وأنتي ابد مو حاسة فية
ناظرت جوالي شفت مس كول من عند عبد الله .. بعد عمري أكيد اللحين يمكن يفكر اني زعلانه منه على شان كذا ما رديت .. مسكت جوالي واستأذنت من أمي وطلعت غرفتي أكلمة على راحتي
:
انسدحت على سريري بالعرض وأنا ألعب بخصلة من شعري
: هلا عبد الله أخبارك ؟
عبد الله ، وكل حواسه الخمس تنطق بشوق لها : هلا بعمري هلا بروحي .. نـايمة !
رديت علية وابتسامة ارتسمت على محياي من اللهفة إللي كانت واضحة بصوته : لا .. أنا أصلا صاحية اليوم من رجعت من الدوام وأنا نشيطة
عبدالله : ليه .. إيش عندك
: أسرار
عبد الله بلهجة زعل : أفا تخبين عن حبيبك عبودي
ضحكت بخجل : بعدين تعرف .. واليوم بعد بروح مع صاحبتي الصالون انت عارف زواجها ما بقى عليه شي
عبد الله : بتروحين من صاحبتك هذي عرفناها .. شنو الشي الثاني
: ممممممممممممم ... عبد الله خلي أمك تخبرك
عبد الله : سلــمى ، شنو قولي حمستيني
ما قدرت أقاوم إلحاحه ، واسمي على لسانه له ميزة غير : اممممممممم .. أمي ناوية تخطب ريوم حق خالي يوسف
لاحظت صمته بس أسمع صدى أنفاسه .. معقولة هو مو موافق .. والله يمكن يفكر بالبندري .. صحيح أن الموضوع يضايق أن الأخت الصغيرة تتزوج والأخت الكبير متوفي زوجها وجالسة بالبيت .. لكن كل هذا مقدر ومكتوب
: عبد الله وينك !!
حسيت من نبرة صوته تتخللها الحزن مهما حاول يخفيها : لا ما فيني شي .. وهو يتهرب .. أفكر بريوم هي طول عمرها تقول متى يجي اليوم إللي اتزوج .. لكن هل إذا جاء وقت الصج بتوافق
: إن شاء الله خير
عبد الله : طيب حبيبتي خليني أشوفك اليوم
: آسفة ، والله ما أقدر عبد الله زواج صديقتي قريب ومشغولة معها
حسيته زعل من سكوته .. مدري ليه ها الأيام يدلع علي كثير لدرجة حسيته يغار من أسيل و إهتمامي فيها
عبد الله : طيب على راحتك
: عبودي خلاص حياتي لا تزعل .. قريب أن شاء الله تشوفني
ابتسمت على الفكرة إللي في بالي .. كله من أسيل حطتها في بالي
*
*
توني داخله البيت راجعه من الدوام .. سمعت صوت خالتي هدى جالسة مع أمي بمجلس النساء .. قلت خلني أطلع فوق أغير ملابسي وأنزل لهم ..
رتبت التنورة البيضاء الغجرية إللي لابستها وفيها تطيريز باللون الأصفر والبني على شكل عباد الشمس ولبست معها قميص بنفس الألوان .. رشيت من عطري المفضل على ملابسي .. ومسحت يدي بكريم خاص لليد .. أحب أحافظ على نعومة يدي وخصوصا مع كثر الغسيل والتعقيم بالمستشفى أخاف يصير عندي جفاف
:
" قولي لي يا ختي .. شكلك مخبيه عني شي "
أم عبد الله ترددت تخبرها أو لا .. تخاف أختها تنشر الخبر وهو ما بعد صار شي
هدى من النوع إللي تحرك يدها مع الكلام : قولي لي يا ختي .. انتي عارفتني زين .. ما ني من النوع إللي انشر الكلام .. اسمعه من هنا ويطلع من هنا
أم عبد الله بدت تستسلم : والله في ناس لمحو لي يبون يخطبون ريوم
هدى ضربت على صدرها : هووووووووو كيف تزوجون الصغيرة قبل الكبيرة .. مالكم حق يا ختي .. البندري وردة وألف من يتمناها
أم عبد الله .. كساها الحزن على طاري بنتها وعلى حالها : والله يــا أختي أيش تبيني أسوي .. ناس واجد تقدموا لها بعد ما انتهت عدتها .. لكن مالي قلب أفاتحها بالموضوع وأنا اشوف الرفض بعينها .. أنتي عارفة شكثر هي كانت تحب بندر الله يرحمه
هدى : الله يرحمه .. لكن البنت بعدها صغير ولازم تشوف حياتها مو تدفن روحها بالحيا
الكلام إللي سمعته حسيته مثل الطعون بصدري .. أول مرة أحس حالي وكأني عاله على أهلي وكأني حمل ثقيل عليهم .. أنا عارفة أنهم شايلين همي .. لكن مو لدرجة أنهم ودهم يتخلصون مني ويزوجوني .. أنا ما ابي أتزوج .. ما ابي أتزوج
ضاق صدري أكثر من ما هو ضايق .. مدري ليه محد راضي يحس فيني .. صعدت الدرج بخطوات كلي جروح .. دخلت غرفتي وسكرت الباب من وراي .. جلست على الصوفا وسندت يدي على الشباك .. وبدأ الحنين نزفه .. وطيفه مــلا الغرفة .. وكل الدموع تجمعت في حجر عيني
ذكرتك والزمان غروب
ذكرتك والمكان الشط بالصدفة
ذكرتك والعيون تذوب
دمعا من حنيني ما ستر خافي
ذكرتك يوم شفت الشمس غابت
والقمر ينساب من شرفه
ذكرتك والنجوم تلون إلحاف السما
وتعاتب الجافي
ذكرتك نصف قلبي هم شوق وهم حبك ما خذً نصفه
ذكرتك كل ما فيني حنين ودمعتين وكفي الدافي
ذكرتك وما ذكرت إلا عيونك والجبين كل ما عرفه
ذكرتك ما نسيت إلا جروحي والأنين ودمعي الصافي
أنــــا أول عزاي أني حملت العاشق إلا ما نسى حلفه
وأنا آخر عزاي إنك نسيتيني وأنا طيفك معي وافي
:
:
أنساك .. معقولة أنساك !!
لكن هم يبوني أنساك .. آآآآآآه ليتك يا بندر خذيت روحي معك ولا ظليت جسد بروح هايمه .. أحس بروحي تتمزق من بعدك .. آآآآه أنا عارفة أنك حاس فيني وأن روحك ما بينا .. ودي أحس بلمستك لو في المنام
غمضت عيني بألم .. الموت حقيقة وكل حبيب يكره يفارق حبيبة .. الله يرحمك ويغفر لك ويسكنه فسيح جناته
دخلت علي ريوم بمرحهـا .. حاولت أخفي دموعي وأستر جروحي .. على شان لا تحس بشي .. وتظن أني متضايقة أنها انخطبت
ريوم وهي تجلس جنبي على الصوفا : البندري سمعتي بالخبر الجديد
حاولت ابتسم لها : خير .. إيش عندك ؟
ريوم بخجل : عندي إحساس أن في أحد جاي متقدم لي
ابتسمت لها ، لأني عارفة الموضوع ، سلمى بالدوام لمحت لي : طيب إيش فيك شوي وتموتين علينا
ضربتني على كتفي : يعني ما يصير أستحي
ضحكت عليها : لا كلش مو لايق عليك الحيــا
ريوم بزعل : البندري أنا اتكلم جد .. يعني ما تعرفي منهم
هزيت راسي بـ لا
سمعتها تتأفف : خير إيش فيك بعد
ريوم : توقعتك تعرفين
: طيب أنتي أصبري .. يا خبر اليوم بفلوس بكرة يصير ببلاش
ريوم بإصرار : لكن أنا أبي أعرف اليوم .. وهي تناظرني بشك .. عندي إحساس أنك تعرفين شي عن الموضوع
ابتسمت داخل نفسي : ريوم تراني ما ني رايقه لك .. يا تقولين شي عدل والله أطلعي من الغرفة
ريوم وهي تتربع على الصوفا : تدرين أن زواج أسيل يوم الأربعاء هذي
ناظرت فيها عارفة بترجع تفتح لي نفس الموال إللي أحاول أسكرة مع سلمى : أيوة أعرف
ريوم : على شان خاطري خلينـا نروح
لفيت وجهي للجهة الثانية على شان لا تشوف تعابير وجهي وتناظر بعيني : ريوم حنا أنتهينا من هذا الموضوع .. ماله داعي تعيدين وتزيدي فيه
ريوم تبي تستعطفني : حرام والله صديقتك ومعاك بالإمارات تطلعون مع بعض وتأكلون مع بعض وبالأخير ما تحضري زواجها
رديت عليها : أحيان الظروف تحكم الإنسان
ريوم : أي ظروف !!
لا حول الله ، هذي إيش يفهمها : يعني تتوقعيني بروح بفرح وأستانس وأرقص .. وأنا أشوف نظرات الناس لي وتسأل منو هذي .. هذي أكيد إللي توفى خطيبها .. يا حرام مكسينة ما تهنت ..
تضايقت ما حبيت أكمل الكلام .. تنهدت بضيق .. قربت مني ريوم ومسكت يدي : البندري لا تضيقين خلقك .. إللي يريحك سوية
تركتها .. قمت ماشية للحمام بتوضأ .. ما أبدي أحد من البشر يواسيني ..
فرشت سجادتي ولبست إحرامي .. لفيت عليها وهي مازالت على نفس الوضعية لكن تفكيرها راحل لبعيد ..
كان ودها تسأل البندري عن يوسف وقصة حبه .. لكن ترددت حست الوقت غير مناسب .. وخافت أن أختها تفهمها غلط من سؤالها عن شخص هو ما يعني لها شي
: ريوم أتركي عنك التفكير وقومي صلي
وقبل لا تطلع من الغرفة سألتها : أمي وين ؟؟
ريوم وهي ترفع كتوفها : مدري ..يمكن بعدها مع خالتي
: طيب أنا راجعه المستشفى عندي مناوبة اليوم .. خبري أمي
ريوم : حرام عليك يا البندري تجهدي حالك .. شوفي شكلك بالمرايا مبين عليك مرهقة وتعبانه
رديت عليها : مقدر .. تغير جدولي لهذا الأسبوع
ريوم عرفت أن الكلام معي ضايع : على راحتك
كبرت وبدأت الصلاة .. بعد ما فرغت من الصلاة .. طلعت بدلتي الزرقا الفاتحة ولبستهـا .. هذي البدلة أخف للعمل وخصوصا بالطوارئ ..
*
*
بدأ العد التنازلي .. وما بقى إلا أيام معدودة على زواجهـا .. إحساسها ممزوج بفرحة بمؤقتة وتوتر .. وجود صديقتها جنبها خفف من التوتر عليها
توهم طالعين من الصالون وراكبين السيـارة ، بعد ما صبغت شعرهـا باللون العسلي إللي أعطاها مظهر مختلف مع بشرتها البرونزية
:
وهي تتلمس يدها بنعومة : إحساس جميل وأنتي طالعة من الحمام المغربي .. تحسين بشرتك وكأنها بشرة الأطفال
سلمى ضحكت على تعبيرها : أي صحيح وخصوصا أنتي متوصين فيك بالأعشاب على شانك عرووووووووس
ضحكت أسيل معها : أصلا لو ما أنتي شجعتيني .. كان عمري مراح أسوي أي شي من هذا
سلمى : يعني الواحد كم مرة يتزوج بالعمر .. مرة وحدة
أسيل سكتت وما علقت على الموضوع .. هي نفسها ما تدري إذا راح يستمر ها الزواج أو لا .. وهي مو مستعدة تقدم تنازلات على شان يستمر أصلا ..
ونفس الوقت عندها خوف من المستقبل ومن نظرة الناس لها .. تخاف يجي يوم وتحس بالخجل من نفسها .. ومن الناس إللي حضروا زواجها .. يمكن الواحد يحاول يبذخ بزواجه يغطي التعاسة إللي بقلبه ..لكن إيش الفايدة مظاهر الفرحة والصرف ما داموا أصحاب الزواج مش على وفاق
*
*
هي نفسهـا مستغربة من معاملة عبد العزيز معها .. بالعادة لازم يرمي عليها كلام يضايقهـا .. سبحان الله اللي يغير ولا يتغير
سمعت ندا لها .. وهي في طريقها للكفتيريا تبي تأخذ لها أي شي تأكله .. لكنها تراجعت .. راجعه لقسم الطوارئ .. ما نادوا عليها إلا في حالة طارئة ..
وصلت غرفة الإنعاش .. شافت الدكتور عبد العزيز واقف جنب سرير ببدلته الزرقا مثل إللي عليها لكن الفرق أنها لابسة فوقها وايت كوت .. والشخص الموجود على السرير وجهه مغطى بالدم حتى صدره
حست برعشة بكل أطرافهـا .. والموقف ينعاد قدامها .. منظر قطرات الدم المتلطخة على جسده وعلى وجهه.. ها الموقف ذكره به .. جسد من غير حرك وكل مؤشرات الحياة توقفت عنده .. تصنمت بوقتها وما عرفت تتحرك
لف عليها عبد العزيز مستغرب من وقفتها ، ناداها بصوت عالي : البندري
مكست وجهها بيدها الثنتين و هزت رأسها بقوة : I can't
ناظرها بقوة وهو مستغرب حالها .. ما توقعها ضعيفة بهذي المواقف
حاول يشجعها تتقدم وتساعده في إسعاف المريض : you can do it, come in
هزت رأسها بقوة والدموع تجمعت بعينها .. وطلعت ركض من المكان ..
استغرب حالها .. لكن الوضع إللي هو فيه ما يسمح له يسترسل بأفكاره .. رجع للمريض إللي يحتاج لإسعافه
:
بعد ساعة دورها .. طول الوقت وهو يفكر فيها .. ومستغرب من وضعها ما يبين من شكلها أنها من النوع الخواف أو أن قلبها رهيف بهذي المواقف .. عجل كيف هذي تخرجت من الجامعة !!
توقع أنه يشوفها جالسة بالكفتيريا .. لقاها جالسة على أحد الكنبات .. ونظرها مركز على بقعه معينه .. لكن هي واصلة بأفكارها .. لعالم ثاني .. عالم يجمعها هي وأحزانها بس .. شوفتها بها المنظر كسر خاطرة حس أن الموضوع أكبر مما هو يتخيله .. أخذ كوبين قهوة .. وقرر يجلس معها بنفس الطاولة .. بما أن الوقت متأخر من الليل .. وبـ ها الوقت يكون المستشفى هادئ وخالي من الناس .. ما عدا من بعض الدكاترة المناوبين وبعض عمال النظافة
جلس على كنبة قريبه من الكنبة إللي جالسة عليها .. وحط كوب القهوة قدامها .. توقع أنها تنتبه له أول ما جلس .. لكن أبــد هي سارحة في عالم خيالها
حس أن الوضع محرج .. هو نفسه ما يدري إيش إللي جابه وجلسة جنبه .. وما يدري في أي موضوع راح يتكلم معها وبأي طريقة .. لكن في شي واحد في بالة وشاغله .. هي إيش فيها ؟؟
: دكتـــورة
أولـ مرة تنتبه لنغمـه صوته .. له نغمه مميزة
كانت منزلة عينها للأرض .. رفعت عينها والتقت نظراتهم .. شافت نظرته الحادة والمميزة لكن لمحت الاهتمام والسؤال بنظرته
عبد العزيز، وهو متوتر مو عارف كيف يسألها من غير ما يكون متطفل : أبد ما توقعت يكون قلبك ضعيف .. وإللي عرفته أن هذا مو أول روتيشن لك .. يعني أكيد قابلتي حالات كثير قبل .. وهو يعقد حواجبه .. يعني إيش إللي صار ها المرة
أستنشقت من الهواء .. تحس بكتمه داخل صدرها وكأن الأوكسجين قل .. بسؤاله .. هو يضيق عليها وهي ما ودها تتكلم .. لكن بنفس الوقت هو يحتاج إلى تبرير لموقفها .. أنها تترك مريض يحتاج إلى مساعدتها
لاحظ سكوتها وكأنها منحرجه منه : يا دكتورة .. أفرضي أنا ما كنت معك .. يعني راح تتركين المريض يموت .. لازم تقسين قلبك شوي وها المناظر ما تأثر عليك وما تبكيك .. أنتي دكتورة فاهمة يعني شنو دكتورة
مر شبح ابتسامه على ثغرها ، هو يظن أن قلبي ضعيف ورقيق وما يتحمل هذي المواقف .. صحيح أن مر علي حالات كثير لكن مدري ليه ها المرة تذكرته .. يمكن لانه كان المريض ينزف كثير .. واليوم بالذات طيف بندر ما ترك خيالي
: كيف المريض إيش صار علية
تنهد عبد العزيز ، مصرة تتهرب من الموضوع : البركة فيك بقا يموت المريض
فتحت البندري عيونها على وسعها وحطت يدها على فمها تمنع شهقة أو صرخة تطلع منها
جاء على بال عبد العزيز يضحك ، لأن بحركتها ذكرته بسارة حسها برئية وتصدق أي شي ينقال لها : هههههههههههههههههههههههههههه .. صحيح من قال قلب الحريم رهيف .. نصيحة للي قلبة رهيف يجلس ببيته أحسن له .. والمريض بعده عايش نقلناه للعناية المركزة تحت الملاحظة والحمد الله ما أحتاج لعملية .. لو كان يحتاج لعملية كان جرجرتك معي
كان يحاول بأسلوبه يكسر الحواجز إللي بينهم .. لانه بدأ يتقبل فكرة أنه راح تطول المدة وهي تشتغل معه
ما درأ أنها كرهت تفسير الأمور على كيفه .. وقهرتها كلمته إللي قلبه رهيف يجلس ببيته أحسن له
وقفت من مكانها .. هو ناظرها مستغرب من موقفها .. ما يظن قال كلام زعلها : بالأذن دكتور أنا تعبانه وأبي أرتاح .. وماله داعي تفسر الأمور على هواك .. أنا لو قلبي رهيف كان طلعت من أول يوم درست فيه الطب
كان يناظر طيفها إللي اختفى وراء الجدران .. كان يمزح معها .. ما توقع أنها ما تتقبل مزح لها الدرجة .. أن عاملتها بجدية تضايقت .. وأن مزحت معها تضايقت أنا احترت معها ها الإنسانه
:
طلعت للغرف الخاصة للأطباء المناوبين .. علقت الوايت كوت بعد ما قفلت باب الغرفـة .. أكرة شي بالمناوبة وقت النوم .. طفيت الأنوار كلها .. أحس بصداع .. والأنوار القوية تزيد علي الصداع .. يمكن جلستي بالظلام تخفف الصداع إلا أحس فيه .. انسدحت على السرير الصغير والضيق إلا ما يسمح للواحد يتقلب كثير ..
حاولت أغصب نفسي على النوم .. لكن النوم مجافيني .. مشكلتي إذا ما أنام على سريري ما يجيني نوم .. يا ليتني من النوع إلا وين ما يحط راسة ينـام .. ناظرت الساعة بضيق توها الساعة 3 الفجر .. أبي أرجع البيت ومين راح يجي يأخذني .. اففففففففففففف .. رفعت الجوال مالي غير أخوي عبد الله .. لأني أخاف أرجع مع السايق بروحي بها الوقت المتأخر .. سامحني يا خوي إذا ازعجتك بها الوقت
رن مرة ، ثنتين ، ثلاث ... أبد لا حياة لمن تنادي .. تلاقين عبد الله أمس سهران يكلم سلمى واللحين مكبر المخدة يعني مالك أمل يجلس من النوم ..
لكن الحمد الله قبل لا ينقطع الإتصال وصلني صوته الثقيل .. إللي يدل أنه جالس من سابع نوم : خير يا البندري .. داقة علي ها الوقت
ابتسمت ، مسكين كسر خاطري صحيته من نومه وشكلة متخرع : لا سلامتك .. سوري إذا صحيتك من النوم .. بس معليه تجيني تأخذني من المستشفى
عبد الله ، بلهجة مأساوية : حـــــــــرام عليك ، أنا تعبان وأبي أنام وتجلسيني من عز نومي
: حبيبي عبودي .. تعال لي وبعدين ارجع نام ..
عبد الله : محد يدلعني غير حبيبتي سلمى
مدري اللحين أعطية كيف على شان يصح من النوم : الله وكبر .. نسيت اللحين لما كنت تترجاني على شان أخطبها لك .. واللحين ما تبيني أدلعك .. إذا ما دلعت أخوي الوحيد حبيبي منو أدلع
البندري بالنسبة لعبد الله شي كبير ، ولها معزة خاصة غير عن كل العالم .. ومستحيل يرفض لها طلب لكن هو يحب يتناقر معها شوي ويرفع ضغطها : تامرين أمر أنتي يا دلوعة أخوك .. عطيني نص ساعة ابدل وأجيك
: اوكي .. أنتبه على نفسك
لبست عباتي على البدلة وأنا قرفانه منها .. أبي أرجع البيت أسبح وأغير ملابسي .. حاولت ألهي نفسي بالتلفزيون الموجود بالغرفة على ما يوصل عبد الله
:
أول مـــا دق علي عبد الله .. طلعت له من بوابة الطوارئ الخالية من الناس والمواقف المستشفى فاضية إلامن سيارات الدكاترة الموجودين ..
شفت عبد الله يبتسم لي من أول ما طلعت من البوابة وفاتح نوافذ السيارة لأن الجو بالفجر جنـــــــــــان ، يعطي لليل سحر وخيال رائع
ركبت البندري سيارة عبد الله وهي مو حاسة باللي كان واقف برا المستشفى .. ويدخن .. وكان نسيم الليل يحرك شعرة بكل حرية .. كان يكون سحابات من الدخان وهو ينفث من سيجارته بكل ضيق ..
انتبه لها وهي تركب السيـــارة .. وكان الرجال إللي داخلها يبتسم لها .. توقعه زوجها
:
:
صحيت على الســـاعة 6 .. نمت لي ساعتين بس .. أخذت لي دش ساخن على ها الصبح البارد .. بعد مــا طلعت من الحمـام لقيت ريوم جالسة بغرفتي
: غريبة ريوم جالسة من صباح ربي مو من عادتك
ريوم وهي تحك شعرها ومبين من عينها أنها ما نامت كويس : النوم عيــا يحتضن جفن عيني
ابتسمت لها : الله عليك ، اشوف صرتي شاعرة
ريوم : بعد شسوي من الزهق
وأنا أنزل الفوطة عن شعري : يعني أنتي تقرين شعر من الزهق بس !!
ريوم : لا .. احس الشعر يعبر عن ما يخالجنا من مشاعر .. يمكن بطريقة أبلغ مما حنا نعبر فية
انبسطت على طريقة تفكيرها .. ما ودي الفراغ يجرفها لطريق ثاني .. ريوم حتى لو كانت تبين قدام الناس أنها من النوع المزوح وتضحك .. لكنها حساسة وتحب قرأة الشعر والخواطر
وأنــا أمشط شعري قدام المرايا .. أنتبهت أنها فاتحة دولاب ملابسي ومطلعة تنورة جينز وقميص باللون الوردي .. توقعت أنها تبي تلبسها بالجامعة لأنها تقريبا تلبس نفس مقاسي ..
ريوم وهي ترفع القميص على شان أشوف أنعكاسة على المرايا : إيش رايك بهذا القميص
رديت عليها : حلو .. ليه ناوية تلبسيه اليوم بالجامعة ؟؟
ابتسمت ابتسامة خبثيه : لا .. أنا اليوم حبيت أطلع لك ملابس الدوام
من غير شعور مني كشرت ولفيت عليها : أنتي تعرفيني يا ريوم .. بالدوام ما البس غير الأسود
ريوم : ليه .. ما مليتي من الملابس السودا
ما حبيت أضيق خلقي على الصبح واشرح لها ، رديت عليها بلهجة حادة : ريــــوم ، وبعدين معك .. ترا مزاجي مقفل على أول الصبح .. كفاية أني سمعت كلامكم وغيرت اللون الأسود من لبسي قدامكم .. لكن بالدوام أنا حرة بلبسي
ريوم مصرة إلا تغير منها لو جزء بسيط : طيب طيب لا تعصبين يا شيخه .. راح أطلع لك شي يعجبك
حملت الملابس وراحت ناحية دولاب الملابس إللي مليان ملابس وأرفف .. طلعت تنورة بيضا مشجرة باللون الاسود وبنهايتها شريط أسود حرير ومعها قميص أسود مطرز عند ناحية الصدر بالأبيض
جت وحطت الملابس على السرير : طيب أيش رايك بهذي التنورة
ابتسمت لها وعلى إصرارها أنها تلبسني اليوم من ذوقها : الله عليك ، من فين طلعتي ها التنورة من زمان عنهــا
ريوم : مكودة بالدولاب وأنتي أبد مو حاسة بملابسك .. الملابس تصرخ تقول البسيني
: هههههههههههههههههههههه ، ما تبطلين من حركاتك يا ريوم .. طيب ممكن تطلعين ببدل ..
وهي تنسدح على سريري وتغمض عينها تمثل أنهـا نايمه : أسفة .. بدلي وأنا بغمض عيني
: عمى بعينك .. بروح غرفتك والله شكلي راح أتأخر مع سوالفك
بعد مـا بدلت دخلت الغرفة بمزاج مختلف .. يمكن الشي البسيط إللي سوته أنه غيرت من ستايل ملابسها إللي اعتادت علية .. من اللون الأسود .. كسر لو شي بسيط من الروتين اليومي يخلق تغير بالنفسية .. سحبت لها من دولابها صندل أسود كعب
فتحت عينهـا ريوم لما حست بإختها تدخل الغرفة وريحه عطرها المميز وصلهـا وانتشر بالغرفة
ريوم بإعجاب : الله يا البندري .. كلاسيك البدلة عليك وكأنك رايحه مؤتمر
ابتسمت على إطرائها ، وأنا أجلس على الكرسي إللي عند التسريحة : تسلمين .. يا الله متى يجي اليوم إللي أصير فية دكتورة وألقي محاضرات بالمستشفى وألبس بدل رسمية
شفت ريوم تناظرني وأنا منزلة راسة أربط الصندل : شنو أنتي لابسة أحد يلبس كعب بالدوام
عقدت حاجبي ، وأنا أرفع ساقي أشوف الصندل علي : هذا تسمينه كعب .. بالعكس عادي متعودة علية .. واليـوم ما اتوقع عندنـا راوند طويل لان ما في مرضوا دخلوا القسم
ريوم وهي تقوم من السرير : حتى ولو .. أحسه يتعب
ناظرتها : انتي يا حلوة مو متعودة إلا على الفلات وكأنك عجيز
ريوم بغرور : الموضه كله فلات
: ممكن .. لكن أنا برأيي الفلات يرخي عضلات الظهر ويخليك تاخذين راحتك بالمشي .. ويصير تمشين كأنك بطريق
ريوم : ههههههههههههههههههههههههه .. مش لها الدرجة
: والله لا حظي .. غير عن لما تلبسين جزمة فيها كعب بسيط مش كعب عالي مرة .. تتغير مشيتك .. ظهرك يصير مستقيم .. وتمشين بكل ثقة
ريوم : أقول يا أم ثقة .. ألحقي على الدوام .. قبل لا يطردك الدكتور ها المرة
اوووووووبس خذتنا السوالف .. صادقة ريوم يمكن ها المرة يطردني إذا تأخرت مو غريبة عليه .. كفاية هو كل يوم يأخذ علي موقف سيئ .. وكفاية موقف أمس
نزلت بسرعة بعد مـا أصرت أمي إلا أفطر معها قبل لا امشي .. وأول ما وصلت المستشفى دخلت قاعة الإجتماعات الكبيرة .. وكنت آخر الوصول .. الدكتور عبد العزيز حس بدخولي وإلتفت ورمقني بنظرة ..
أكرة نظراته لي .. ما ني قادرة أفهم شنو معناها
:
بعد ما انتهينا من الراوند الصباحي بقسم الجراحة .. بقى لنـا المريض إللي أمس وإللي نقلوه للعناية المركز .. بصراحة أنـا ما أدل ICU .. فعشان كـذا اظطريت أمشي وراه .. لأن المستشفى كبير وخفت أضيع وأنا مــا أدل
وقفنـا قدام المصاعد .. ننتظره يوصل .. زين ها المرة أحترم وجودي معه وما نزلني بالدرج .. كفاية هو مشحططني ومكسر رجولي من مكان لمكان ومن زين الليـاقة ما يستخدم إلا الدرج الظاهر المصاعد أعدائه .. فتح المصعد من بين الثلاثة مصاعد .. أنا لا حظت أن المصعد مزحوم وأغلب إللي فيه رجال .. أنا توقعته يتركه يروح وينتظر واحد ثاني يجي .. لكني أنصدمت انه مشى ودخل المصعد .. أنا احترت .. امشي وراه واركب المصعد والله انتظر واحد ثاني يجي .. المشكلة الموقف إللي انحطيت فيه ما ترك لي مجال وما اعطاني فرصة أسأله هو على فين رايح .. اضطريت اركب معه المصعد المزحوم .. بلعت ريقي من الإحراج إللي أنا فية .. والله لو حنـا نازيلين بالدرج أرحم لي .. ولا انحط بهذا الموقف .. أنا كنت قدامه مباشرة وكنت معطيته ظهري .. أنا من كثر خوفي أن يلامس جسدي جسده لزقت بالبوابة وحطيت يدي عليه .. وأنا أحس أني متوترة ومرتبكة أول مرة أنحط بهذا الموقف ولعنت نفسي ألف مرة يوم فكرت أركب معه وأمشي وراه ..
وأول ما فتح باب المصعد .. ما حسيت بشي ولا فكرت بشي .. غير أن الفرج جاء وأنفتح الباب .. ابي أطلع بأقصى سرعة عندي ..
مـن كثر تفكيري وعدم تركيزي .. ما حسيت بيدي اليسار إللي مشت مع باب المصعد وهو ينفتح ودخلت معه داخل .. لما جيت بطلع .. حسيت بيدي .. خفت لحظتها .. وحاولت اسحب يدي .. اكتشفت لحظتها أن يدي علقت ..
بما أن الدكتور عبد العزيز كان وراي على طول انتبه ليدي مع انه كان مشغول يتكلم مع دكتور ثاني معنا بنفس team
صرخ علي لا أسحب يدي بقوة .. أنا كنت وقتها ما أحس بالألم .. بل فقدت هذا الشعور .. كل خوفي أن يدي تطلع لكن من غير أصابعي .. وقفوا المصعد على شاني .. هو مسك يدي .. وبحركة سريعة طلعها .. لكن وقتها كانت أصابعي النحيلة والرقيقة تنزف دم .. ضغط علي يدي بقوة .. وقتها حسيت بألم فضيع .. غمضت عيني بقوة من شدة الألم وغصب عني طلعت آآآآآآآآآآآآآآه .. سحبني وراه بسرعة .. لغرفة العلاج إللي بقسم العناية المركزة .. وجلسني على كرسي .. يحاول يوقف النزيف .. ويلف يدي المجروحة
أنـا كنت مغمضة عيني وأحس بخدر بيدي .. مو مخدرة من لمسة يده العريضة وفي حركة يده السريعة وهو يحاول يضمد الجرح .. أحساسي وكأني مخدرة من الألم .. من قوة الألم ما عدت أحس بأصابعي .. وياليت منظر الدم وهو يقطر على الوايت كوت هون علي بل عصف قلبي ألم .. هاجت علي أحزاني وقتها وأنا أنتذكر هذاك اليوم .. تجمعت الدموع بعيني من غير إرادة مني
سمعته يقول لي : فيك شي .. الجرح يألمك
غمضت عيني بقوة أمنع نفسي أبكي : مــا فيني شي .. مـــا فيني شي
الدكتور عبد العزيز : لا تخافين جرح في طرف إصبعك .. أن شاء الله راح يطيب
من كلمته دمعه خانتني ونزلت على طرف قلبي
ما فيني شي ...ما فيني شي ..
حبيبي لا تقلق علي ...ما فيني شي ..
جرح في طرف اصبعي بيطيب ويمكن يختفي ..
لمى يدك تلمس يدي ..لمى يدك تلمس يدي..
ضحكتني .....ضحكتني ...
لو تشووف جروح قلبي وش تقوول ...
لو تشووف اهمومي واثقال الحمول ..
لو تحس بضما روحي لفرحه ..
كان صابك من مقاومتي ذهول ..
ما فيني شي ..ما فيني شي ..
..
اللي شفته في حياتي مو قليل ..
لاتغرك ضحكتي حزني اصيل ..
ما يفارقني ابد لو حتى لحظه ..
ما عطى احبابي من وصله بخيل ..
ما فيني شي ..ما فيني شي ..
..
العذر منك حبيبي والسمووح ...
غار جرح القلب واجبرني ابوح ..
لاتلومه من عذابه حن نفسه ..
وختلط الجد مع بعض المزوح ..
ما فيني شي ..ما فيني شي ..
حبيبي لا تقلق علي ..
جرح في طرف اصبعي ..بيطيب ويمكن يختفي ..
لمى يدك تلمس يدي ...
ما فيني شي..ما فيني شي..
:
مسحت دمعتي بسرعة .. ما درت أنه لمحها .. ضحكتني .. آآه تفكرني متألمة من جرح بإصبعي .. عجل لو تشوف جروح قلبي وش تقول .. أنا محتاجة لحبيبي يداوي جروحي ما غيرة بنــدر
:
:
حن قلب عبد العزيز وقتهــا وكسرت خاطرة .. حس أن الجرح والموقف المحرج إللي انحطت فيه أثر عليها .. بها الوقت بذات حس أنها بنت رقيقة ومرهفة الحس .. لما شاف دمعتها وهي مسحتها بكل كبرياء خايفة يشوفها ..
: دكتورة تقدرين ترجعين البيت .. شكلك تعبانه
ناظرتة البندري بإمتنان وشكر .. الحمد الله أنه حس فيها .. لأنها ما عندها قوة تواصل فيها يومهـا الطويل
: شكـرا دكتور
عبد العزيز بإبتسامه : العفو .. ما سوينا شي .. والله تبين تصيرين من مرضاي وتجين تراجعيني بالعيادة على شان أتأكد أن الجرح طاب
من غير شعور منه قال ها الكلام .. يمكن كان يبي يلطف الجو ما بينهم .. ويخفي نظرة الألم بعينها
ابتسمت له البندري للمرة الثانية .. وطلعت تاركته بحيرة .. من نظرة عينها المحيرة .. مثل البحر بغموضه .. وعينها الشفافة إللي تعكس ما بداخلها مثل شفافية الغيم .. وواضحة للعيان برسم الألم الموجود بقلبها .. مثل وضوح الشمس بضوئها المربك
* * * * * * * * * * *
( الجـــــ21 ــــزء )

ابتـدأ يوم جديد .. بميلاد شعور جديد .. تهتف الأفراح في هذا اليوم ويضحك القلب المتعب .. وتدمع العين دمعه السعـادة
تكتمل صورة إبداع الخالق بهذا اليوم الجميـل بقطرات المطر الهتون .. السـاحر
تنبأ عن قرب فصل الشتـاء
:
واقفة عن شباك غرفتهــا تراقب هذا الصبـاح وأجنحة العصافير تحلق بالسماء بعد هطول قطرات خفيفة من المطر
احتارت مع إحساسها وكيف تبدأ حكايتها منذ ضوء الشمس وهي واقفة بنفس المكان من غير حراك .. تشعل الشموع بين دموعها .. وفي قلبها وجع من تلك الأماني التي رحلت برحيل حقائبها .. تبحث عن ضوء الشمس وبريق الأفراح في عينيهـا
كل أهلها وصديقاتها فرحين لهــا .. لكن هي أبد لا تشعر بالفرحة .. يمكن الشعور الوحيد إللي يخالجها هو الخوف .. الخوف من المستقبل .. الخوف من العيش مع شخص هي تكره
عندها أمنية وحدة .. تود الهرووب من كل هذي القصور و المظاهر والأفراح إلا هي أبد ما تحس فيها .. تريد الهرب قبل أن تكون الليلة في بيته ويجمعهم مكان واحد .. وقتها وين راح تهرب منه .. تريد الهرب قبل أن يثأر منها وينتقم .. قبل أن يعبث بممتلكاتها كمـا يعبث المطر بسقف المساكن
" أسيل جهزتي "
أسيل لفت لأمها الواقفة بنص الغرفة .. ولابسة جلابية باللون الأحمر والبهجة واضحة للعيان من نظرة عينها لملابسها الفاخرة .. ما تقدر تخبي فرحتها بزواج بنتها الكبيرة
ابتسمت أسيل على شان خاطر أمها : ايه يمه جاهزة متى تبينا نروح الصالون
أم أسيل : خلاص أنتي كلمي سلمى تتجهز على شان نمر عليها .. وأنا جهزت فستانك ومجوهراتك والعطور .. لا تخافين حبيبتي .. إن شاء الله اليوم راح يكون مثل ما أنتِ تبينه
اكتفت أسيل ببتسامه باهته
:
:
بعد مـا مروا على سلمى وصلوا الصالون إلا كانوا حاجزين فيه .. لأن لضيق الوقت ما لقت لها مصففة شعر تجيها الفندق .. اختارت لها سلمى من أحسن الصالونات بالخبر .. ومن حسن حظها لقت لها حجز لأن هذا الوقت مش موسم زواجات ..
أول ما وصلوا الصالون من بعد صلاة الظهر .. سلمى هي أول من ابتدوا فيها وطبعا العروس آخر وحدة .. ولأن أم اسيل تبيهم يخلصون على المغرب ..
أسيـل كانت جالسة وضامه رجولها لصدرها بالكنبة إلا بصالة الإنتظار .. وماسكة جوالها تلعب فيه .. تحاول تلهي نفسها وما تفكر بزفتها .. ولا باللحظة إلا راح تجمعها بكحيلان .. ما تدري هي شنو راح تقول له والله هو شنو راح يسوي معهـا .. نفضت ها الأفكار من رأسها .. لأنها ما تبي تتخيل .. مجرد تخيل أيش راح يكون موقفه منها ..
انتبهت أن سلمى تناديها على شان تدخل وتبدأ مكياجها ..
: الله سلوم .. جنان عليك ها الميك آب .. شكلك راح تخبلين بعبد الله الليلة
سلمى تمثل أنها زعلانه مثل الأطفال : وين أشوفه يـا حسرة .. ما أنا مقابلتك 24 ساعة
ضمتها أسيل بطريقة مفاجأة .. وكأنها محتاجه تضم أحد تفرق الشحنات إللي فيها : الله يخليك لي يا سلمى .. حتى لو كانت عندي أخت أكبر مني مراح تسوي معي مثل إللي سويتيه
حاولت سلمى تبعدها عن حضنها ، وتقلب الموقف لضحك : بلاش ها الأفلام الهندية .. والدموع الليلة .. وهي تغمز لها .. تراني ما أحبها
دفتها أسيل بدفاشة : ابعدي عني .. أنـــا مدري كيف عبد الله متحمل لك
غمزت لها سلمى : نشوف إيش راح تسوين مع كحيلان
ناظرتها أسيل بنظرات قـاتله .. لو ما هم بالصالون كان اللحين راحت لها وداست ببطنها ..
بعد كذا سلمى طلعت من الصالون تاركة أسيل مع أمها .. لأنها نست بعض أغراضها بالبيت ما جابته .. فرجعت البيت مع أخوها مـــاجد
وهي بالسيـــارة دقت على البندري كــا محاولة أخيرة
" هلا البندري شخبارك "
البندري: بخير الله يسلمك .. إلا أنتي وينك
سلمى : أنــا توني طالعه من الصالون
البندري: أخبار أسيل .. أكيد محفله فيك
سلمى : هههههههههههه ، بعد عمري أسيل .. أحسها خايفة ومرتبكة .. على شان خاطري بنوووووووو .. تعالي الزواج
البندري: سلمى .. لا تخليني أزعل عليك
سلمى مصرة : أنا ما قلت لك أكشخي وحطي فل ميك آب وتعالي الزواج وارقصي .. على الأقل تعالي سلمي على أسيل .. أنا راح أطلعك جناحها من غير محد يشوفك
ترددت البندري وسكتت
سلمى : على شان خاطري .. والله مالي خاطر عندك
البندري بضيق : والله مدري .. لا تضغطين علي سلمى خليني على راحتي
سلمى خلاص يئست من البندري : على راحتك حبيبي
البندري: خلاص أشوف صورها بعد الزواج
سلمى : لكن غير لما تشوفينها على الطبيعة
مــا حبت تضغط على البندري أكثر وسكرت من عندهـا
ماجد بمزح : ما يصير أحضر أنا الزواج بدال صديقتك
ناظرته سلمى بنص عين : أنت أستريح مكانك .. ماراح تدخل إلا زواجك أنشاء الله
ماجد : الله يسمع منك
ابتسمت له سلمى : شكلك جاد بالموضوع
ماجد : ليه لا
سلمى : أنت شد حيلك والسنه تخرج .. وأول ما تتخرج أنشاء الله نخطب لك
ماجد بجدية : لا أنا السنه جاد .. وإن شاء الله أتخرج .. بعد كم شهر راح أبدأ مشروع التخرج .. وأن شاء الله خير
سلمى بحب لأخوها : الله يوفقك أن شاء الله
:
:
طك .. طك
عقـــارب الساعة تتقارب من بعض .. وتشير لساعة 6 المغرب .. طلعت أسيـــل من الغرفة المخصصة للعرائس ..
بـــها ليله.. رحـــل القمر
و أسيل هي إللي راح تنور بضياها وبجمالها الأخاذ .. راح تنور ليله عمرهـــــا
كل من شافها سمى بالرحمن
ساعدتها أمها تلبس عبايتها وتركب السيارة وهي رافعه طرحتهـــا .. وأول مــا وصلت فندق القصيبي .. طلعوا لجناحهم والخدامة كانت معهم حاملة الأغراض
ساعدتها أمها تلبس فستان زفافهــا والعبرة خانقتها .. بنتها كبرت .. وجاء اليوم إلا تزوجها وتسلمهــا لزوجها ..
طلعت من علبة فخمة .. حلق كبيرألماس على شكل حلقات متصلة ويتخللها أحجار طبيعية .. ساعدتها تلبسه
خلاص العروسة جهزت
دعت لها .. وجابت لها العود الخالص تبخرها فيه
:
:
بمـــكان ثاني .. كانت سلمى حايسه بغرفتهــــا ..
بها الوقت رن جوالها بنغمة أجمل إحساس بالكون ..
تنهدت سلمى بشوق وهي تسمع نغمته .. لأنها من قلب مشتاقة له : هلا حبيبي
عبد الله : هلا بعمري .. هلا بـ كلي .. كيفك ؟
دايم سلمى من تسمع ترحيبه فيهـــا يعتريها الخجل : بخير دامك بخير
عبد الله يمثل الزعل : ومــن قالك أني بخير
سلمى من قلب خافت عليه ، خافت أن فيه شي : إيش فيك حبيبي !!
عبد الله : شدعوه يعني لو فيني شي راح تتركين زواج صديقتك وتجيني
سلمى جد زعلت من كلامه : يعني يــا عبد الله تتوقع أني أبديك على الناس !!.. وأسيل صديقتي مو أي أحد .. أنا أعرفها قبل أعرفك .. يعني مستحيل أكون إنسانه قليله ذوق وما أوقف معها بها الوقت
حس عبد الله أن سلمى زعلت من قلب من كلامه .. مع أنه كان باديها على أنها مزحة .. وهو ما يقوى على زعلها أبد : حبــيبتي والله مو قصدي .. أمزح معك .. وبعدين إذا كشرتي .. الصور اليوم راح تخرب
ما قدرت سلمى تمنع نفسها ما تضحك ، أصلا هي ما تقدر تزعل عليه : ههههههههههههههههههههه
عبد الله : فديت ها الضحكة وصاحبتها
إلا أنتي وين اللحين حبيبتي ؟
سلمى : جيت البيت ببدل وبرجع الصاله
عبد الله : يعني أجيك
سلمى: لا لا عبد الله .. أنا مشغولة .. خلهـــا بعد الزواج مرني بالصاله .. وأنا لك لين الشمس ما تشرق
عبدالله : مجنون أنـا أنتظر لين نهاية الزواج ألعبي غيرها يا سلمى
سلمى ملت من دلعه وهي وراها ألف شغله : عبد الله والله ما أقدر قلت لك
عبد الله بزعل : طيب على راحتك .. فمان الله
وسكر حتى قبل لا ينتظر ردهـــا ..
نظرت بالجوال مستغربة من تصرفاته اليوم .. إيش فيه هذا .. أنا ماني فاهمه ليه هو زعلان .. تضايقت لأني حسيت أنه زعلان مني .... اففففففففففففففففففف .. يا ربي شسوي بعمري .. أقسم روحي نصفين .. رميت الجوال على سريري بقهر .. ورحت أغير ملابسي
:
:
بهـــا الوقت عبد الله ، جالس بغرفته على الكرسي خلف مكتبة .. كان يدور بالكرسي يفكر كيف يشوف سلمى .. مو عاجبته فكرة أنه يشوفها آخر الليل هو يبي يشوفهــا قبل كل النـاس .. لأن هي صارت بالنسبة غير عن كل الناس .. فجأة تذكر الكاميرا .. فتح الدرج وطلع كاميرته السوني .. هو كان جاهز ولابس .. فعلى طول أخذ مفاتيح سيارته وطيران لبيت سلمى
:
:
أول مــا وصل لبيت سلمى .. ناظر بشكلة في المرايــــا ورتب شماغة .. وفتح درج السيارة وطلع عطرة BOSS وبخ على ثوبه وشماغة من فوق لتحت بحركة سريعة بالمختصر سبح روحة بالعطر ودخــل البيت .. طق باب الصالة يستأذن .. وأول مـــا دخل الصالة شاف أم سلمى واقفة .. وسمـــع صوت حبيبته تنادي أمها بصوت عالي
: إيش فيها يمه سلمى تناديك
أم مـاجد وهي تعدل الشال إللي على راسها إللي جاي بنفس ستايل جلابيتها : والله مدري يا ولدي .. من ساعة تناديني .. وأنت عارف يا ولدي رجولي ما رحمتني ومقدر أطلع الدرج .. روح شوف أنت وشفيها
أبتسم ابتسامة عريضة .. جاته الفرصة من الله .. طلع الدرج وهو يركب بالدرجتين .. أولـ ما وصل الطابق الثاني أحتــار وين يروح .. لكن شاف غرفة على أيده اليمين .. غرفة بابهـا مفتوح نصه وصوت الأغاني صادر منها .. توقع أنهـا غرفة سلمى .. لأن ماجد مو موجود بالبيت ما شاف سيارته برا ..
وقف مسند يده على البــاب .. بريحه عطرهــا سرقت إحساسه وبفتنتها تخدرت كل حواسه
سرحان بشكلها الفتــان .. صحيح أن شافها بالمحل لابسة الفستان نفسه .. لكن اللحين سحرها كان طاغي .. حتى لدرجة كان غيران من لمس فستانها على جسدها .. كل شي فيهــا يصرخ أنهــا أنثى فستانها السكري القصير بصندل كعب ذهبي .. ومكياجها الناعم لكن الطاغي علية حمرة شفاه حمراء صارخه .. زادت من بياض بشرتها ولمعان شعرها الأسود المرفوع بف وباقي شعرها مسيح ونازل على كتوفها .. وإللي زاد سحرها تمايل خصرهـا مع نغمات الأغنية إللي مشغلتها
مـــن عرفتك كـل الحـواس الخمـس يـا شـوق حبـتـك
صرت لروح عنـــوان .. يا فدى الروح
انــت بمـكـان ويـطـلـع الـبـدر بـمـكـان واذا طـلـعـت يـضـيـع نــوره بهـيـبـتـك
:
:
حست بظلال شخص واقف عند الباب .. توقعت أمها هي إلا جايه .. كملت تفتح دروج التسريحة تدور على كريستاله تبي تحطها بشعرها .. كانت تتتمايل وتدندن مع أغنية أصيل أبو بكر ,,, مـا تغيرنـا عليكم .. إحنا مثل أول نبيكم .. يمكن بس إلا تغير .. زاد وزاد الشوق ليكم .. حبكم باقي بهوانا .. عايشن والله معانا .. ودنا يكمل لقانا .. وإيدنا تلمس إيديـكم
حست أن الشخص الواقف ما تحرك .. رفعت نظرهــا تشوف منو إللي واقف وهي ما زالت منزلة جسمها كانت تبي تفتح الدرج السفلي تجمدت بمكانها وهي تشوفه واقف بمكانه بثوبه البيج وشماغة .. عدلت من وقفتها وهي مو قادرة تنطق بكلمة .. من شكله إللي سلب قلبهـــا وسحرها .. لكن عيونها تنطق ألف معنى ومعنى ..
عبد الله استغل ها اللحظة وبـ غفله منهـا صورهــا .. لأن شكلها لحظتها ساحر قليلة بحقها
" عبــد الله لااااااااااااااااااااا"
قرب منها عبد الله تارك الباب مفتوح : شنو إللي لاااا يا روح عبد الله
سلمى وهي مو قادرة تحط عينها بعينه : لا تصورني .. شكلي مو حلو
عبد الله بكلامه إللي يسحر قلبها :إذا شكلك كذا مو حلو ..عجل شنو الحلو أنتي أصلا بنوركـ تنورين البدر
عبد الله حاول ما ينجرف بمشاعره : ليه كنتي تنادين أمك
سلمى وهي ما زالت منحرجه منه : كنت أبيها تسكر لي السلسال .. وهي ترفع السلسال إللي من شبكتها الألماس مع الياقوت
عبد الله : أخذ منها السلسال .. أنا راح اسكره لك
لفها بيده على شان يسكر لها السلسال ، سلمى لمت شعرها وجابته في ناحية وحدة .. بعد مـا سكر السلسال لها .. مرر صوابعه على عنقها وكتفها العاري .. ولفها نــاحيته مـا قدر يقاوم حمرة الوجنتين وعيناها الساحرتين .. طوق خصرها حول ذراعية وطبع قبله على شفتيها الكرز من غير سابق إنذار
:
شافته سلمى حــاط يدة عند قلبه : آآآآآآآآآه يا قلبي
سلمى كانت راح تنجن من إحساس غزاها : سلامة قلبك
عبد الله وهو يناظر بعينها هيمان : انتي راح تذبحيني بحلاك على شان خاطري حبيبتي ما أبيك ترقصين بالعرس
سلمى شوي وتبكي : ليه
عبد الله وهو يباعد غرتها عن عينها : أبيك بس ترقصين لي .. اعتبريني اناني
سلمى بطريقة استئذان : طيب عادي أصور مع أسيل
ابتسم لها : دامك تثقين فيها .. عادي عندي .. طيب يصير أصور أنا معك ؟؟
سلمى وهي تلف عنه تناظر بالمرايا تهرب من نظراته : ليه تبي تصور معي
عبد الله : ما كفاية صور الخطوبة ما رضيتي أخذها
سلمى وهي تثبت دبوس الكريستال عند مقدمة شعرها : أخاف أحد من أصدقائك يدخل غرفتك بالصدفة ويشوف الألبوم
عبد الله : صدقيني حبيبتي .. من خطبتك محد غريب دخل غرفتي .. أخاف أحد يشوف صورتك إللي حاطها جنب السرير
وافقت سلمى لأنها كسر خاطرها .. جلست على كرسيها الهزاز على رغبته .. وصورهـا كذا صورة .. وهي مبتسمة وجالسة بكل شموخ ، وهي تناظرة بحالميه وحاطة يدها عند خدها ومميلة راسها
" خلااااااااااااص عبد الله .. بعدين ببتدي أغار .. بيصير عندك الصور وما تبي تشوفني "
عبد الله : أفـا ، دام عندي الأصل شبي بالصور .. وهو يناظرها برجاء .. بس صورة وحدة وأنا معك
ثبت الكاميرا عند مكتبها القريب .. وراح وقف وراء الكرسي وطوق عنقها بيده وهو مميل رأسة قريب منها
1، 2، 3 ،،، شيــــك
تحرك من مكانة طالع من الغرفة قبل لا ينجرف مع إحساسه : يله حبيبتي انا انتظرك تحت
:

أولـ ما طلع عبد الله الغرفة وسمعت خطواته على الدرج .. تنفست الصعداء وهمست لنفسها : يــا ربي عبد الله بجنني بحبه ..خلني اتحرك بسرعة قبل لا تذبحني أسيل ... فتحت علبة دهن العود ، ودهنت عنقها وعند رسغها .. وأخذت عبايتها إلا مخصصتها للأعراس ونزلت تحت تستعجل أمها إلا راح تروح معها
:
أولـ ما وصوا عند بوابة الفنـــدق .. نزلت في البداية أم سلمى من السيارة .. تأخرت سلمى ما نزلت بسرعة كانت تدور بطاقة الزواج ، إللي كانت ما سكتها بيدها لأن شنطتها صغيرة وتنمسك باليد .. وعبدالله مستمتع يبيهــا تجلس معه أكبر فترة ممكنه
رفع الكرت من جنبهــا : تدورين على هذا
تنهدت سلمى : ايه ، وين لقيته
عبد الله : جنبك ، وانتي مو حاسة فيه
فتحت سلمى الباب تبي تنزل .. لكن عبد الله مسك يدهـــا ناظرته سلمى برجاء يعني مو وقتك يا عبد الله أنا تأخرت .. عدل عبدالله غطاها إللي ارتفع شوي .. وهمس لهــــا : أحبــــــك
سلمــى تلعثمت بالكلام .. وما قدرت تنطق .. بس إللي قدرت تنطق فيه : مع الســـلامة
عبد الله : بحفظ الله
:
أولـ ما دخلت الصالة سلمت على خالتها أم اسيل وأم كحيلان .. وطلعت لجناح أسيـــل بالفندق وأخذت معها عبايتها يمكن تصادف أحد بطريقها للفندق وهي تركب الدرج .. مع أن ذاك الدرج محد يمر عليه إلا أهل الزواج
أولـ ما دخلت الجنـاح إللي موجودة فيه أسيل .. ، كانت أسيل واقفة ترتبها المصورة وترتب فستانها
أسيل عصبت أول ما شافتها : وينك يا الخاينه .. عشر ساعات على شان تجين
سلمى نزعت عبايتها وهي ميته حر ووجها محمر وهم رقبتها من الحرارة إللي تحس فيهـا
أسيل خافت عليها أول ما شافتها حمرا كذا : أشفيك .. كأنك داخلة حرب
سلمى وهي تلتقط أنفاسها خصوصا بعد طلعه الدرج الطويل : عبدالله عبدالله هبل فيني ما خلى فيني عقل
أسيـل ضحكت من قلب على صاحبتها : فديت إللي هبل فيك
ناظرتها سلمى بنظرة قوية : لا تتفدين رجلي
ناظرتها أسيل : مالت عليك أنتي ورجلك عجل
ناظرتهم المصورة .. تضحك على أشكالهم .. ونادت على سلمى تصور مع أسيل كم صورة على شان يوقفون خناقهم .. حتى بالزواج بيتخانقون
بهــا الوقت دخلت عليهم لابسة فستــان أسود حرير مدّاخل مع شيفون بالطول معطية لمعه خاصة .. وجاي كلوش واسع .. وشعرهـــا الطويل نازل على كتوفها ويغطي نص ظهرها المكشوف .. وملامح وجهها ناعمة من غير مكياج
أسيــل شهقت أول ما شافتها .. لدرجة دمعت عينها
: تــرى مـا جابني إلا أنت .. وشوقي يـا أقرب الخلان .. أنـا والله ابد ما خنت ولا فكرت بالنسيــان
كملت أسيل معهـا كلمات الأغنية إللي تعشقها وعينها مغرقة بالدموع : إذا تقوى أنــــا مقوى .. ترى الدنيـــا ولا تسوى
جـات لها وحضنتهـــا بكل فرح وحب لصديقتهـا إللي صارت عروس و راح تفتقدها لما تسافر
أسيـل وهي تمسح دموعها : ما توقعتك تجين
وهي تبعد خصلة من شعرها عن عينها : مـا قدرت اخليك تنزفين من غير ما أشوفك
ريوم إللي دخلت من بعد أختها : مسحي دموعك لا يخرب المكياج
تأملت بــ جمالها ووهي تقرأ عليها المعوذات .. من شعرها العسلي مرفوع وبخصل مبعثرة على وجهها .. والطرحة مثبته بطريقة حلوة بين تسريحتها .. ومكياجها السموك القوي إللي يناسب رسمة عينها .. وبفستـانها الأبيض المطرز بالذهبي .. أعطاها سحر خاص مع بشرتهــا البرونزية
: ما شاء الله ما شاء الله .. اللهم صلي على محمد .. قمر قمر الله يحرسك من العين
خجلت أسيل من إطراء البندري .. بهذا الوقت حست أنها عروووووووس
ريوم : يــا عيني على العروس إللي تستحي
أسيل : يعني أذا ما استحيت بهذا اليوم متى استحي انتي ووجهك
ريوم : حشى كلتينا .. شوي وتطردينا
سلمى : ترى اليوم أسيل ما تتحاشى .. أنا خايفة تكفخ الناس لما تنزل
أسيل : تعالوا أجلسوا .. وهي تأشر للكنب
هي جلست بالبداية وبعد مـــا عدلنا طرحتها الطويل وفستانها وجلسنا عليها جنبها
: إلا ما قلتي لي بتسافرين شهر عسل ؟
أسيل : يقولون
ناظرت فيها إيش فيها ها البنت ابد مو صاحية اليوم : يعني أنتي ما تدرين وين بتروحين
أسيل من غير اهتمام : لاااااااااا
ريوم وهي تغمز لهـا : يمكن يبي يسويهـا لك مفاجأة
أسيل : عادي .. من قال أني أبي أسافر
ناظرتها مستغربة من لا مبالاتها
سلمى انتبهت ليد البندري اليسار : البندري !! سلامات إيش فيها يدك
ناظرت بيدي ، ابتسمت وأنا اتذكر الموقف المحرج : ابد سلامتك ، من دلاختي دخلت يدي باللفت
كلهم فتحوا عيونهم ما عدا ريوم إللي عارفة بالسالفة
سلمى : كيف يعني ، وشصار بعدين
حكيت لهم الحكاية والموقف المحرج إللي تعرضت له
أسيل : أيوا يا عم الدكتور الوسيم هو إللي سا عدك ولف يدك
دزيتها عند كتفها : أنتي تفكيرك تعبان ، هو ما سوا إلا واجبة .. يعني أي شخص ثاني كان سوا نفس الشي إللي سواه
ريوم وهي تغمز للبنات من غير ما البندري تنتهبه لها : صحيح كلامك يا البندري
أسيل : عجل طلع دكتور جنتل وعنده ذوق
لويت فمي : صحيح أني أشكره على إللي سواه ، لكن يظل بنظري مغرور وشايف نفسه .. وأصلا لو ما هو وركبت معه اللفت .. كان ما صار إلا صار
البنات كتموا ضحكاتهم على شان لا تزعل عليهم البندري
بهــا الوقت دقت أم أسيــل على سلمى .. على شان أسيل تنزل على شان يبدءون زفتهـــا
سلمى : يا الله يـــا حلوة حان وقت الزفة
أسيل مسكت يد ي برجاء : خلك لين وقت الزفة
ابتسمت لها
ما قدرت أرفض لها طلب : راح أشوفك من بعيد
أسيل: يحتاج أخذ معي عباية
سلمى : لا محد يمر من هنـــا ..
أسيل وهي تنزع صندلها : طيب أمسكي صندلي أخاف أنزل فيه على الدرج ..عالي وأخاف أطيح على وجهي
ريوم ما تقدر تمرر شي بالساهل : حلاتك يا أسيل تعرقلي على الإستيج
شهت أسيل : يا العفنة لها الدرجة تكرهيني .. والله أن شفت وجهك قدامي بزفتي .. بفقس عيونس
كلنـا متنا ضحك على كلام أسيل إذا عصبت
ساعدناها كلنـا ترفع فستانها الكبير وطرحتها الطويلة .. وسلمى مسكت صندلها .. طلعنا من الغرفة بسرعة ونزلت أسيل من الدرج بخفة لأنهــا حافية ..
ريوم تتريق عليها : أول مرة أشوف عروس حافية القدمين .. يا زينك تطلعين الكوشه حافية
لفت عليها أسيل وهي تنزل أخر درجة : شب بس أقول
ريوم : يا الله مدري كيف كحيلان راح يتحملك الليله
تحمد ربها ريوم ما سمعتها أسيل .. لأن أول ما دخلنا جات أم أسيل ..
أسيل وهي متوترة ، شي صعب أنها تطلع قدام النـاس وكل الأنظار متوجهه لهـا : عدل الروج
سلمى طلعت من شنطتها روج مشابه مثل إللي على أسيل وعدلت الروج
بدت الموسيقى الكلاسيكية .. إللي كانت أسيل مختارتهـا لزفتها
:
:
سلمى
لا حظت أن أسيـل متوترة .. وتتنفس بقوة .. على قلبي .. إذا أنا إللي معها أحس دقات قلبي طقت الطبلون أحس كأن أنـا العروس مو هي والله أني حاسة بخوفها .. مدري بزواجي إيش راح أسوي .. ناظرت بأسيل المكشرة .. وبختها قبل لا تدخل
: أياني وياك تكشرين بزفتك .. ابتسمي لنـــاس .. ترى الإبتسامة بوجه المؤمن صدقة
بالرغم أني شفتها ابتسمت لكني حاسة بدقات قلبها العالية ..
انفتحت الستـــارة وانكشفت الصالة وبانت الكوشة إللي يتوسطهـا صوفــا طويلة باللون الفضي وحواليها شموع طويلة وأقماع فضية طويلة وقصيرة وخلف الصوفا وكأنه جدار من الروز الأبيض الطبيعي وإنارة خافته مايله لزرقة .. الصالة كلها مزينة باللون الأبيض والفضي .. توحي لناس وكأنهم جالسين بمنطقة يغطيها بياض الثلج .. لكن إللي راح ينور ها الليلة الثلجية هي أسيــــل
أولـ ما طلعت على الستيج .. الصالة كانت مظلمة إلا من نور الشموع إللي عند الطاولات ونور قوي مسلط على أسيل ..
كنت أمشي جنبها بعيد عن الإستيج وأناظر فيها وآشر لها تبتسم ..
وأول مـا طلعت الإستيج .. تداخلت مع عزف الموسيقى الكلاسيكية .. كلمات شعر كان صوت رجال كان صوته رائع وكأنه من أحسن الشعراء .. ما أذكر أن أسيل قالت لي أنها راح تحط شعر بزفتها
كنـك مـلاك وطلـع تـوه
الله وش كـثـر مـحـلـوه
ماعـاد بـه غيـرك حكايـه
جيتـي وكـل تـرك جـوه
الليل لـف ولمسهـا لمـس
بعيونك اغرب حكاية شمـس
وانتي الـى الحيـن نسايـه
ضيعت باكر عشانـك امـس
دايـم اقـرب وهـو يبعـد
وفي شفتـك للشفـق موعـد
ويحـط لاحزانـي نهـايـة
من غيرك اللي قـدر يسعـد
ياللـي تحليـن اي لـبـاس
يغار مـن جيـدك الالمـاس
حـرام تعـذيـب وكفـايـه
حني على الناس ياحلى الناس
والشمس تحضـر بميعـادك
مـن يقـدر يلـوم حسـادك
تغازلـك حتـى المـرايـه
(( أسيل )) ياشمس والنـاس
بيضا وفيها سمـار الحـور
سمرا وفيها بيـاض النـور
مالـه بـدايـه ولا نهـايـة
من مثلك اللي جماله جـور
والكامـل بحـق وجـه الله
ياحلـوتـي كـامـلـه والله
ياللـي لكـل البشـر ايــه
من يشبهـك حلـوة الطلـه
لاحظت وقتها أن ملامح الجمود والصدمة ارتسمت على وجهة أسيل وكأنها مستغربة من كلمات الشعر ومن قائلها
أسيـــــل
ما ني قادرة أصدق .. إذا ما خاب ضني هذا صوت كحيلان .. أصلا طول مـا أنا أمشي على الاستيج ما ني قادرة اركز مع المصورة والحركات إللي تبيني أسويهـا .. كل تفكيري مع كلمات الشعــر .. معقولة هذي الكلمات كتبها كحيلان فيني .. والله أحد كاتبها له وحاطهـا بصوته .. طيب ليه محد قالي عن هذي الحركة
نسيت كـل الأفكار إللي كنت أفكر فيهـا أول مـا وصلت عند الكوشة .. وبدأ صوت الأغاني ينتشر صداها بالصالة
ابتسمت لبنات عمي أخوات كحيلان وأنا اشوفهم طالعين لعندي ويرقصون .. جاتني عهود أخت كحيلان إللي أصغر منه .. ومسكتني من يدي تبيني أرقص معها .. أنا في البداية رفضت لأني أحس بالإحراج وكل الأضواء مسلطة علي لكنها أجبرتني ببتسامتها اللطيفة أرقص معها على أنغام أغنية أحلى من القمــــر
بديت أرقص معهــــا وهي تأشر لي : أحلى من القمـــر هي ... وأحلى يمكن شويا .. وأحلى من العسل كلمة قالتها بحنية
أنـا ما قدرت أجاريها .. أنا اكتفيت أوزع ابتسامات .. الظاهر ها اليوم يوم الإبتسامات العالمي
وبعدهـا جلست على الصوفا .. أولـ مرة أحس بحساس العروس وهي جالسة على كرسيها .. إحساس غبي .. وكأني مثل الملكة إللي مكتوب عليها ممنوع اللمس والحركة .. وأنـا أناظر الناس من بعيد وأشوف البنات يرقصون مستمتعين .. ودي أقوم أرقص معهم .. لكن مدري عن عادتنا الغبية .. لازم العروس تكون يوم زواجها رزة وثقل
:
سمعت أمي تقول أن كحيلان بيدخل على الساعة 12 .. أمي من الستايل القديم .. ما تعجبها الأعراس إللي تنتهي متأخر .. وأنا بعد زهقت من ها الفستان الثقيل إللي علي .. والأعظم أني اضطر أني أجامل الناس وابتسم لهم .. وأنـا داخل قلبي متوترة وخايفة من اللحظة الحاسمة
وقفت بكل شموخ .. حاولت أعدل من طرحتي .. توني أستوعب أن فستاني عاري من فوق .. الصدر كله مكشوف .. وعند ناحية البطن دانتيل خفيف ..
وقتهــا العبرة خنقتني .. جتني رغبة بالبكاء ودي أصرخ فيهم أني ما أبيه يدخل ويشوفني كذا .. يا ليته يقول جيبوها لي بعبايتها ما أبي أدخل الصالة ..
لمحته داخل بالبشت الأسود مع أبوي .. أنــا سرحت بشكلة العذاب .. وانتبهت أن مش لابس نظارتة الطبية .. حمدت ربي داخل نفسي أنه ما لبسها .. أكيد يعني من غيرها ما يقدر يشوف زين ويركز .. جلست اصبر نفسي وأقرأ آيات تهدأ نفسي .. لين ما يوصل لي
أولـ ما وصل عندي باسني عند جبيني ومسك يدي وبكل جرأة قبل يدي .. صحيح وقتها حسيت وكأني ملكة ملكت زماني .. لكن بنفس الوقت كرهته إيش ها الجرأة إللي عنده من سمح له يلمس يدي ويقبلها ..
بعدهـا جاء أبوي وسلم علي وباسني عند جبيني .. ونقط علي أنا وكحيلان خمس مئات .. قال لي هذي مداس لك يا بنتي
وألتفت لكحيلان ، يمكن دايم كل الآباء يقولوا ها الكلام بها ليلة .. لكن كان لكلمته وقع خاص لقلبي : خلها بعيونك يا كحيلان .. ترى أسيــل ذرة ما عندي غيرها
كحيلان، ببتسامه جذبتني : أفا عليك يا عمي .. بحطها بعيوني وبقفل عليها
حسيت وقتها أن أبوي خايف علي .. وبنفس الوقت أنه واثق من كحيلان أنه راح يحافظ علي .. يمكن من كلام كحيلان تطمنت .. مو معقولة بأذيني وأنا بنت عمه .. على الأقل يعمل حساب لأبوي
بالنهـــاية وما ادري شنو نهاية هذا الزواج .. جلسنا جنب بعض .. كرهت ها الوضعية .. أنا لية ما قلت لأمي تخلي الكوشة كرسيين منفصلين .. ليـه وافقت أنها تكون صوفــا .. كان جالس قريب مني لدرجة سمعت صدى أنفاسه القوي .. معقول يكون متوتر من قربي .. أو لأنه كاره وجودة جنبي ..
همست له : لا تخـاف .. ماله داعي تتوتر من قربك مني .. حتى أنا كاره ها الوضع
:
نــاظرتها .. ما همني كل الكلام إلا قالته .. أنا مسحور بجمالها ، يحق لها الليلة تدلل وتدلع ، حتى لو تبي تقتلني بهواها أنـا راضي
تعلقت عيني بشمسي وهواي .. يـــا الله .. استغفر الله الشمس من نورها صبتها
أنـا قلبي مجنونهـا .. بس لعيونها .. قلبي سراب من دونهـا
بها اللحظة مريت بكل الفصول .. صيف وشتاء
ناظرت بعيونها .. ما أقول أعشقها بعقل .. مجنونها
وقلبي يقول هذي العيون إلى متى
حبيبتي ياكثرها عيونك على هاالليل
وين ما التفت اشوفها ..
حبيبتي يازينها عيونك على هاالليل
سحرني برق سيوفها..
ما أقول أعشقها بعقل..
مجنونها..
قمري .. يا شمس الذهب
سفري وراء عيونك تعب
قلبي تعب... وصبري تعب
ومن الهدب لين الهدب...
بحر ومراكب من لهب
أمواج تبحر برضاه ..
وأمواج تلعب بي غضب
صبري تعب .. إلى متى راح نجلس .. حطمت جدار الأنفاس والصمت ما بينــا .. لمست إيدها الصغيرة .. ناظرتني بعجب ، قلت لها : خلينــا نمشي
ساعدتها توقف وأنـا أحس إيدها ترتعش بين يدي مش قادرة تسيطر على نفسهـا .. حاولت أغض الطرف عنها .. لكن رحماك يــا رب .. إللي صورهــا ملاك .. حلوتي نورك نار وقلبي منك كسير ..
طول مـا حنا نمشي على الإستيج كنت ماسك يدها وكأني خايف تهرب مني .. لين مـا وصلنا لعند بوابة الصالة .. تركتها على شان تسلم على أهلهـــا ..
:
جابت أمي عباتي ، ساعدتني البسهـا .. لكني ما حسبت حساب لها اللحظة .. لحظة إللي بفارق فيهـــا أمي الغالية .. اللحظة إللي ماراح ارجع فيها لبيتنا ..
ضمتني أمي لصدرها بقوة .. وكأنها خايفة أحد يأخذني منهـــا .. ما قدرت أحبس دموعي أكثر .. كفاية طول اليوم ماسكة عبرتي لا أبكي
:
بعثرتني دموعهــا .. كل شي إلا دموعها .. قربت منها ومسكت كتوفها ، وكلمت عمتي : خلاص يا عمتي إذا تبين من بكرة من صباح ربي أجيب لك أسيـــل
عمتي ابتسمت من بين دموعها : قص على عقلي .. شنو تجيبها من صباح ربي .. أكيد راح تكونون نايمين بالعسل
لاحظت أن أسيل خجلت من كلام أمها ونزلت راسهـا ، والله عمتي خطيرة ، اليـوم يـا أسيل راح أعلمك معنى الخجل كيف يكون
*
*
دلالــــ

طالعــه من الحمام بعد ما أخذت لي حمام ساخن .. يريح أعصابي بعد يوم متعب .. بعد ما رجعت من الدوام .. المدام زوجة أبوي مسوية عزيمة بالبيت .. وأنكرفت بالمطبخ وكأني خدامتها .. جلست قدام التسريحة أمشط شعري الرطب ..
كان الجوال موجود قدامي ، سمعت نغمة مسج جايني .. تأففت منو راح يرسل لي بها الليل .. أكيد هذيلا أحد الشركات إللي تسوي دعايات وترسل على جوالات الناس .. فتحت المسج ..
كان المسج من شخص غريب ، لكن عيوني شخصت متر لقدام من كلمات المسج الغريبة وإللي أخر شي توقعته بعمري يجيني مسج من عنده
السلام عليكم
اعذريني دلال ، كان ودي أكلمك لكن خفت أحرجك ، فأرسلت لك مسج ..
أنـا من خبرتني أمي أنك مترددة وراح تفكري .. خفت أنك ترفضيني .. وأنا ما ألومك ، يمكن إللي شفتيه قبل مو سهل عليك .. لكن صدقيني أنـا ما همني الماضي
أرجوك دلال لا تخلين لحظات العمر تسري وتضيع أيام عمرنا بدري .. أنـا طمعان بوصالك .. وشاري بدنيتي دنياك
اتمنى اسمع قرارك قريب لأن ما عاد فيني صبر .. محمد
أنا مو مصدقة الكلام إللي جالسة أقراءة .. معقولة محمد شاريني ويبيني .. أنا توقعت أنه خطبني لمجرد أنه يبي يتزوج .. وقال الأقربون أولى بالمعروف .. لكن إللي استغربته ليه قال يبيني أنا بالذات .. ليه ما قال يبي أختي ضحى ..
جلست على السرير وغطيت نص جسمي بالبطانية .. معقولة يكون لي معزة بقلبه !!
ومن متـــى ها المعزة !!
ما عنده صبر ينتظر قراري .. معقولة يحبني !!
حطيت رأسي على وسادتي إللي جمعت سنين عمري .. أنـا ها المرة مراح أرخص نفسي .. أنا أبي حب راقي يجمعنا .. وإذا هو شاريني راح ينتظر
*
*
طلعت من الصالة أولـ ما دخل زوج أسيل .. خلاص مهمتي لهنـا انتهت .. مرني عبد الله .. بصراحة أنــا كنت مشتاقة له مووووووووت
أول مـا وصلنا عند باب البيت
تكلمت أمي وأنا أحسها تعبانه شوي مو متعودة على السهر : تفضل عبد الله البيت تقهوى
عبد الله : تسلمين
بعدها نزلت أمي .. توني كنت بفتح بــاب السيارة بنزل ، مسك عبد الله ذراعي لفيت لعنده
عبـد الله وهو يناظر بعيني : أبيــك
أنـا فهيت من كلمته ، حسيت أن الدم نشف من عروقي وأطرافي صارت باردة
: هــــــــاه
عبد الله ضحك على شكلي : إيش فيك ، كاني ذابح أحد قدامك .. بأخذك لبيتنا برويك شغله
أنا صامته كل جوارحي وحواسي ، سلبها عبد الله .. أنــا مو خايفة منه ، لكن مـــدري مـــدري .. لما يكون جنبي أفقد تركيزي
وصلنـا عند بيتهم ودخل السيـارة داخل البيت عند الحديقة أنا ما قدرت أتحرك من مكاني .. مدري عبدالله على شنو ناوي .. جاء عبد الله وفتح الباب لي
وهو مسند جسمه للباب : مطولة بالسيــارة
ناظرته : عبد الله ليه جايبني بيتكم ، فشلة أهلك يشوفوني بها الوقت
مسك عبد الله يدي ينزلني : لا تخا فين حبيبتي ، أهلي أغلبهم نايمين ، حتى لو شافونــا خطيب وخطيبته جالسين بالحديقة ، أيش فيها
وأنا نازلة من السيارة : طيب وين راح تأخذني
وهو يسحبني : برويك شغله راح تعجبك .. تعالي أنتي بسرعة
ركضت معه لورا البيت وكأننـا أطفال .. وصلنــا لعند عشــه كبيرة .. فتح لي الباب : يله ادخلي
أنا تراجعت على ورا : هاه لالا أخاف
عبد الله وهو يقرب مني : شنو تخافين مراح يعضونك .. تعالي ادخلي يله
بلعت ريقي ودخلت وراه وأنــا ما سكة طرف ثوبة .. أخاف يهجمون علي ..
صحيح أني أقرف من ريحه الحمام ومن ريشة المتناثر حتى لو كان شكلهم يعجبني .. لكن منظرهم وهم جالسين بأعشاشهم والبعض نايم .. كان شكلهم وديعين ، مررررررررة كيوت ، أولـ مرة بحياتي أشوف ها المنظر ، حسيت كأننا بمكان مثل الحلم .. كل واحد جالس جنب زوجته وضام عياله .. لكن شكلنــا بدخلتنا عليهم بها الوقت أزعجناهم
وأنـا واقفه بوسط العشه الكبيرة .. بوسط ذهولي بالعالم الغريب والجديد علي .. جاب لي عبد الله حمامة لونها بني مع أبيض .. كان شكلها غريب ، والريش إللي عند وجهها كثيف
عبد الله : المسيها ، لا تخافين
أنـا مديت يدي بخوف ، وكأنها راح تعضني ..
حسيت أنهـا ألفتني ، بلمسات أصابعي الرقيقة على ريشها النــاعم ، صوت هديل الحمام رائع حسيت وكأنها تغني لي أنشودة الحب
عبد الله ، واقف جنبي : شكلهــا حبتك
: ايه مره لطيفة
عبد الله : تدرين أني سميتها على أسمك
: ايش معنى يعني
عبد الله وهو ينـاظرها ، نور الليل أعطاها سحر غير : لأني حسيت أنهــا تشبهك ، بهدوئها ، تعمق النظرات بعينها ، لفترة من الفترات كانت انطوائية ، لكن اللحين جبت لها زوج وزوجتهم
مديت كف يدي على شان توقف على يدي ، رهبه الخوف إللي كانت عندي راحت ، قلت برقة : دامها تشبهني أقدر آخذها
عبد الله ببتسامته الساحرة : الحمام كله لك يا قلبي .. وهو يمسك يدها .. وصاحب الحمام ملكك
*
*
دخلت شقتي ، إلا موجودة بعمــارة راقية
تقدمت على كحيلان ودخلت الشقة ، أما هو وأبوي كان واقف عند باب الشقة يتكلمون ، حسيت أنهم ما يبوني أسمع عن شنو يتكلمون ..
دخلت المكـان ونزعت عباتي ، لأني أحس بالاختناق وأني مكتومة ، وأحس بالعبرة تخنقني .. أحس ها المكان غريب علي .. نظراتي تجول بكل زاوية بالمكــان ، الصالة واسعة وكبيرة بالنسبة لشقة وأكثر شي لفتني كرسي خشبي طويل على شكل أرجوحة ومزين بالوسائد وشالات نازلة بتطريز كشميري ..
لفيت لقيت المطبخ مفتوح على الصالة ، شكله not bad
أنا متأكدة هذا ذوق خوات كحيلان ، ما أتوقع من ها الشخص يجي منه شي عدل ..
انتفضت مكاني ، وأنــا اسمع أبوي يناديني .. مشيت لعنده كان يبي يودعني .. ضمني لصدره ، همست له بصوت خفيف وأنا ما سكة عبرتي ما أبي أبكي : يبه خذني معك ـ اشتقت لأمي
أبوي ببتسامه يبي يطمني ، لكن هيهات : شنو أخذك معي – خلاص هذا البيت صار بيتك اللحين وأنتي الملكة فيه ، هذاك معاد بيتك بيت أهلك
ما قدرت أنطق بكلمة ، محد حاس بالخوف إللي أنــا حاسته
بعد ما طلع أبوي ، حاولت أتمالك نفسي ، مـا أبي كحيلان يحس ولو لحظة أني ضعيفة وأني خايفه
كحيلان وبفمه ابتسامة ملتوية : عجل تبين تروحين بيتكم يا روح ماما
رمقته بنظرة ، كان ودي أقتله فيها .. ما أعرته اهتمام ، مشيت عنه بدخل لغرفتي .. لكنه مسك ذراعي بقوة
: لا تصدين عني وأنــا أكلمك
ناظرت بعينه وبعدها نزلت نظري ليده الماسكة ذراعي ، نطقت وبلهجة حادة : لو سمحت يدك
ارخى من قبضته ، لكنه ما زال ماسكني : أنــا أبي اعرف من إللي أعطاك الحق تلمسني ، ومنو سمح لك بالزواج تقبل يدي ، تبي توهم الناس إن حنا عاشقين متيمين ببعض
لاحظت علامات الاستفهام والتعجب مرسومة على وجهه .. وقتها استقليت الفرصة وبعدت يده عني
كحيلان : أنـا زوجك يا ماما .. والله أهلك ما قالوا لك
ما لي خلق أسمع كلامة السخيف .. رحت ماشية بسرعة للغرفة ..
وقبل لا أسكر الباب .. مسك الباب بقوة يمنعني أقفله
: مــنو إللي قص على عقلك وقال أني راح اسمح لك تدخل الغرفة
ناظرني وهو مرفع حاجبة : هذي الغرفة مثل ما أنتي لك نصيب فيها هم أنا لي نصيب فيهــا
تأفففت بضيق : طيب أنا أبي أنام
لاحظت شبح الإبتسامة إللي مرت على شفايفة : بـــدري على النوم يــا حلوة
أنا بلعقت ريقي من كلمته وطريقة كلامة وهو يشدد على كلمة يا حلوة .. من غير شعور مني تراجعت على ورا .. صدمت رجولي بعمود السرير .. كتمت الآه والألم إللي حسيته .. مقابل خوفي منه وأنـا اشوفة يقرب مني
:
كلامهـــا البربري .. أثارني .. حاولت أحذرها بعيني ، أن تقع بين يديـا
أحذري مني يا أسيل أني أرفض أن أكون رجل كرسي .. أو تمثال غبيـاً .. أي رجل يقف سـاكنــاً وهو يرى جمالهـــا الصارخ ..
اقتربي ..
اقتربي ..
اقتربي .. أكثــــر
اليـــوم من شفتيك سأثأر ، أعلنت الحرب مولاتي وأقسم لن اخسر
ســأناضل من اجل الموج الأسمر
طوقتهــا بين ذراعي .. أحسست بأنفاسها وكأنها تلهث من الخوف وترتعش .. لا تخافي حبيبتي فأنتي بين ذراعي .. هيـا تقدمي أكثر .. فلسعه شفتيكِ مزيج من الثورة والحياء .. طفلتي وصفك لا بد فيه لانتهاء ..
كــل شي فيك يجذبني
من سمرة عينيك لحمرة شفتيكِ
أحدَثك حبيبتي وروحي تصلبت فيها التنهدات
أحدثك مستسلما لا ثائراً يحترف النِّضالات
فاي ثورة على شفتيكِ تنتهي بالانهزامات
واي أشعار وصفت عينيك انتحرت فيها الكلمات
سأرمي أسلحتي واصرخ عبر المحيطات
اصرخ ملء حنجرتي الأنوثة أم الفتوحات
لأن في عينيها البداية وعلى شفتيها النهايات
*
أنثى نامت بثوبهـا الحرير .. تشعر ببرد كليلا مثلج ، تحبس عبراتها لتحطيم أحلامهـا
وأنثى أخرى تعشق السهـر .. تفكر بالغد
ليــه أنـا مشغلة بالي ببكرة .. الأكيد أني مراح أوافق .. أنا خلني أدرس وأتخرج وإذا هو يبيني ينتظر ..
نفضت هذي الأفكار عني .. أنا وين والزواج وين .. بعدت البطانية عني وقمت من سريري .. جلست عند مكتبي وشغلت الأبجورة .. وفتحت الدفتر إللي حفظت نص كلامه .. أنـا نفسي مستغربة من روحي إيش إللي جاذبني لها الدفتر ولية أبي أعرف قصة صاحبة .. معقولة في شخص يحب لهذي الدرجة .. ويظل طول ها السنوات ينتظر حبيبته
ليـه مستغربة يا ريوم .. تظنين الحب بس موجود بالروايات .. أكبر مثال البندري وبندر الله يرحمه .. كان يحبهــا من يوم هو صغير .. يمكن البعض يظن أن قصة حبهم تقليدية ولد عم حب بنت عمة .. يمكن لانها تربت معه وما شاف غيرها .. لكن طيب هو راح درس برا كان بإمكانه يحب غيرها وينعجب بالبنات إللي هناك .. كنت أعتبرهم مثال الحب بالنسبة لي ..
لكن أيش الفايده .. الله اخذ بأمانته .. وانتهت قصة الحب ..
كـل النهايات الفراق مافي نهايات بلقا إلا بخيالات القصص
النور من ضيي اختفى
والليل في عيوني غفى
اترك كثير الأسئلة ..
وأكبر دليل صاحب الدفتر .. الحب شي مزيف .. نضحك فية على أنفسنـا .. الحب من غير زواج .. ضرب من الجنون .. الحب الحقيقي حب الوطن .. حب الأهل .. حب الطفل لوالديه
* * * * * *
لجزء 22الثاني والعشرين

فتحت عيني بوهن .. طول الليل مـا عرفت أنام .. ناظرت بالساعة إللي معلقة بالجدار لقيتها الساعة 9 .. يعني كل إللي نمتهـا ساعات قليلة .. حركت رأسي ببطء ودي ما ألاقيه جنبي .. وكأن أمنيتي تحققت .. السرير خالي من وجودة .. مـا فكرت حتى اتسائل بيني وبين نفسي وينـه !!
روحة بلا ردة إنشاء الله .. قمت من السرير ولبست الروب الحرير .. وطرت للحمام قبل لا يجي ..
نزعت كل ملابسي .. وفتحت الصنبور على الماي الساخن .. انتظرته لين يسخن .. دخلت داخل الماي الساخن وأنا أحس وكأن شي جاثم على صدري يضيق على أنفاسي .. مش قادرة أوقف على رجولي .. تمسكت بالجدار إللي جنبي وجلست بالبانيو .. أحس بدوخة خفيفة وأنفاسي متقطعة .. مرت في بالي ذكريات البارحة .. من غير شعور نزلت دموعي مثل شلال جارف .. كان محبوس وممنوع من النزول .. آآآه سلب مني كل شي .. كل شي .. ومن غير رضاي .. حتى أنوثتي سلبها مني ..من غير ما أسمح له .. مهما غلطت بحقك .. من أعطاك الحق تعاقبني بهذي الطريقة .. عمري مراح أسامحك يا كحيلان .. أكرهك .. تجرحني وتروح ولا حتى تحاول تداوي جروحي والبرد فتك ضلوعي .. أنت خسرتني خلاص .. كل شي مات فيني .. وتواصل ليلي مع نهاري .. أصعب حياة تعيش وأنت جواك ميت
:
لما حسيت أن الدموع تحجرت في عيوني .. طلعت من البانيو ولبست روب السباحة إللي كان باللون الأزرق الفاتح ولفيت شعري بالفوطة إللي بنفس اللون .. وأنـا أحس بارتخاء بكل عضلات جسمي من بعد الحمام الساخن وبدوخة .. قل النوم وعدم الأكل .. كل ها الأشياء حسسوني بالضعف ..
أولـ ما طلعت من الحمام شفته واقف قبالي .. من غير شعور مني كش جسمي .. صديت عيني عنه
لكنه قرب مني يبي يلمسني .. صرخت فيه بصوت عالي
: لو سمحت ما أبيك تلمسني
تحركت مارة من جنبة أبي أجلس على كرسي .. كأن ها الكلمتين إللي تكلمتهم أنهكت قواي
:
شفت عيونها حمرا ومتنفخة .. شكلها باكية بالحمام .. وصوتها كان يرتعش مهما بينت أنها قوية .. يا بعد عمري يا أسيل .. والله أني آسف .. لكن أنتي إللي حديتيني أتعامل معك بهذي الطريقة .. والله منو إللي يشوف جمالك القتال ويقاوم .. جلست على طرف السرير أراقبهـا .. ودي أعرف وأدقق بكل تفاصيلها وحركاتها ..
مسكت البروش ( المشط ) ومشطت شعرهـا ، كان شعرها غير عن أمس .. بالرطوبة وهو منسدل على كتوفها أعطاها نعومة وبراءة مختلفة .. تحركت ناحيتها .. ومسكت البروش من يدها .. كانت بتمنعني : أووووووووووووووش
بعدها حركت البروش بكل نعومة على شعرها الكستنائي .. وكأني خايف على شعرها من لمسات البروش أو يتقطع بين اسنانة
بعد ما انتهيت رفعت عيني لقيتها منزلة رأسها .. جلست جنبها على ركبتي ومسكت ذقنها و رفعته بأطراف أصابعي .. ناظرت بعيونها دايركت .. حسيت أن الدمعه متعلقة بطرف رموشهـا ..
أنـا ما أخطيت بحقك .. وإن به خطأ فخطاي إني أحبك
: أسيــل أنا آسف
بها اللحظة حرّكت يدها لطرف عينها ومسحت دمعه حاولت تنزل من غير أذنها .. قامت من مكانها من غير ما تناظرني ، حسيت وقتها أن راح أتعب لين ما ألاقي رضاها علي على الأقل
: تجهزي راح نطلع نفطر
ما اعطيتها مجال ترفض أو حتى تجادلني طلعت من الغرفة بسرعة ، من الوضع إللي بينـا .. اليوم أول صباحية من بعد زواجنـا .. تكون بهذا البرووود
:
ما قدرت أرفض عرضة .. لأني جد جوعانة و أحس إذا ما أكلت راح يغمى علي .. رحت ناحية الدولاب أفكر شنو ألبس .. الناس شنو تلبس بصباحية عرسها .. ضحكت بسخرية بيني وبين نفسي .. المصريين يقولون .. صباحية مباركة يا عروسة .. أي مباركة يا حسرة قلبي .. أنا من شفت وجهه ما شفت يوم حلو .. طلعت لي لبس حلو مهما يكون لازم أبين لناس أني عروس وسعيدة يمكن يأخذني لعند أهله شنو يقولون عني ما أعرف ألبس والله ما عندي شي ألبسة ..
ناظرت بشكلي بالمرايا باللبس الناعم تنورة حرير بيج قصيرة مع قميص حرير جلد النمر وأكمام طويلة بالشيفون .. لكن حسيت أن في شي ناقص .. وجهي شاحب وعيني منتفخة من كثر البكي ..
حطيت لي ميك آب ناعم وخفيف يناسب الصباح .. وحطيت باقي أدوات المكياج بشنطتي .. قبل لا أطلع من الغرفة لبست جزمه بوت جلد طويل ولبست عباتي ما ابي يناظر شنو لابسة ..
أولـ ما طلعت من الغرفة شفته جالس على الكنب إللي بالصالة وكاشخ .. استغربت وين لبس وأنا بالغرفة .. أكيد لبس بالغرفة الثانية .. كان مشغل التلفزيون ويطالع برنامج أجنبي بكل اندماج .. كان لابس نظارته الطبية إللي بإطار أسود ، هه أمس طلع لابس عدسات الأخ انتبهت لعلبة العدسات موجودة على التسريحة
كحيلان : يله نمشي
عند باب الشقة غطيت وجهي ، وبعدت يدي لأنه حاول يمسكها .. ماله داعي يمثل دور الزوج المحب لزوجته وما يقدر على فراقها
طول ما حنـا بالطريق ، والصمت هو سيد الموقف ..
انقطع الصمت بصوته : وين تبين تروحين
رديت علية : عادي أي مكان
أصلا لو الود ودي رحت بيت أهلي أفطر عند أمي .. لكن أكيد أمي راح تخترع علي لو جيتها بها الصبح .. وقفت السيارة عند مطعم حلويات فرنسية ..
أول ما وصلنا جلسنا عند طاولة معزولة وبعيدة شوي عن زحمه الناس ومطلة على الشارع ..
بعد ما طلبنا ، فتحت وجهي .. ولفيت أناظر من الزجاج ، منظر البحر بها الصبح روعــة .. مع أشعة الشمس الدافيه.. حسيت براحة وأنا أناظر ها المنظر إللي يرد الروح ، تولدت عندي رغبة يمكن بغير محلها أني أسبح بالبحـر
كحيلان : تدرين أن ها الكوفي شوب يذكرني بمقهى كنت أتردد علية كثير بلندن
لفيت عليه عليه وأنا مو طايقه اسولف معه وهو مقابلي تماما : جد ، كنت تروح مقاهي راقية بلندن ، كنت أظن حدك كوفي من المشين وأنت راكب الصب وي
قطعت كلامي لما شفت الويتر جاي عندنا .. وجاب طلبنا .. حط عندي صحن الوافل إلا فوقه كريمة وفراولة .. بدأت آكل من غير حتى ما أناظر فيه .. أنا جوعانة وما أحب أتكلم مع أحد
:
معقولة .. ساعة مرت .. وطول ها الساعة ساكتين .. ما لقينا كلام حتى نتكلم فيه .. عجل شنو راح نسوي بباقي العمر .. شكل حياتي معه مملة لأبعد الحدود
كحيلان : تدرين أن اليوم بنسافر
: ايه عارفة
كحيلان : طيب جهزتي ملابسك ، محتاجة شي
: لا كل شي عندي .. مو ناقصني شي
كحيلان ببتسامة : طيب ما سألتيني وين راح نروح
رديت من غير نفس : عادي ما تفرق معي
كحيلان : شنو ما تفرق معك ، أحد يروح Venice ويقول ما تفرق معه
من غير شعور ابتسمت ، ما توقعت أنه راح يأخذني لإيطاليا .. أنا قلت كحيلان ما يجي منه شي عدل .. قلت قدر وجهه يوديني ماليزيا مثل كل العرسان الجدد .. الله وناسة من زمان وانا ودي أزور ها المدينه التاريخية العريقة
: Venice والله نجلس بالبيت هم ما تفرق معي
ما حبيت ابين له انه متشوقة لها المكان وكأنه متفضل علي بها السفرة .. أبوي طول عمرة مو مقصر معي وكان كل سنه يسفرني
:
بعد ما طلعنا من المطعم قال لي بالسيارة أن أهله مسوين لنـا غذاء .. أنا تفاجأت .. يعني أكيد أهله كلهم هناك وخالاته .. فشلة أروح لهم بها اللبس .. يعني لو بس خواته عادي
: عادي ترجعني الشقة قبل لا نروح لأهلك
ما حبيت أنطق أسمه ، أحسة ثقيل على لساني .. حتى أسمه يا ربي يحوم الكبد
لف نص إلتفته علي وهو يسوق : ليه تبين ترجعين ، حنا مراح نطول هناك ورانا سفر بليل
: أنت ما أعطيتني خبر من بدري أن أهلك مسوين غذاء لنا ، على شان أرتب نفسي
كحيلان ما قدر يرد لها طلب ، يخاف تزعل على أتفه سبب .. وأخذها لشقتهم
:
:
أولـ ما دخلت الشقة رحت ناحية غرفتي وقفلت الباب على شان لا يجي وراي .. طلعت لي جلابية فخمة بألوان زاهية تناسب عروس .. وثقلت من الكحل الأسود على عيني ، والروج الفوشي على شفاتي
جاني صوته من خلف الباب : يله يـا أسيل راح نتأخر .. صار لك نص ساعة تتجهزي
رديت عليه : طيب طيب دقايق وأكون جاهزة
*
*
" سلمى .. سلمى .. سلمى .. سلمى .. سلمى "
لفيت على الجهه الثانية .. يا ربي ها الإنسانه غثيييييثه بشكل فضيع .. أنا من التعب لما دخلت غرفتي نسيت ما قفلتها .. نسيت أن ها الإنسانه المزعجة تجي بيتنا من صباح ربي
" قومي بسك نوم ، دخل وقت الظهر ، وأنا زهقت من الجلسة بروحي "
مسكت مخدة صغيرة جنبي ، ولفيت بقوة ورميتها عليها ، لكن حسافة ما أصبت الضربة
بثينه : وجع يوجعك .. فرضا أنا حامل
جلست على السرير : هذا وجهه وحدة حامل جاية غاثتني من صباح ربي ، يا ربي ما تخلين الواحد يرتاح حتى بيوم إجازته
شفتها ميته من الضحك من غير سبب شوي وتتسدح على الأرض
: على شنو تضحكين يا الدبه
تكلمت بصوت متقطع مو قادرة تكمل من الضحك : شــ ـ ـ ـ كلـ ـ ـ ك
: إيش فيه شكلي
لفيت جسمي وأنا ما زلت على سريري الكبير لتسريحة .. وشفت أنعكاس صورتي بالمرايا .. ويا ليتني ما شفته .. يــا لهوي .. منقلبه شبح .. كأن أحد عاطيني بوكسات على عيني .. الكحل والماسكرا سايحة .. وشعري كشة وكأنه شمس .. يمـه أنا اخترعت من شكلي
بثينه بعد ما وقفت ضحك وأنا أناظر بشكلي بذهول : يعني ما تعرفين تمسحين مكياجك قبل لا تنامين
أنـا سكتت ، لو حكيت لها شنو صار معي أمس ، شنو يسكتها ها الدبه ذي فضيحة .. نزلت من سريري .. ولفيتها لجهه الباب : يله عطينا مقفاك ..
بثينه : طرده !!
: سميها مثل ما تبين
:
:
قفلت الباب غفلتين على شان أظمن ما تدخل علي .. دخلت الحمام إللي موجود داخل الغرفة .. وفتحت الدولاب وطلعت القطن ومزيل المكياج .. وأول ما رفعت يدي بمسح المكياج ..
شميت رائحة عطرة بيدي .. يا الله لها الدرجة رائحة عطرة قوية لدرجة تلصق بيدي لليوم .. كان ودي ما أغسل يدي على شان تظل ريحته بيدي طول اليوم .. فديتك يا عبودي أحبك أحبك .. وكأني أتخيل شكله قدامي بالمرايا .. كفاية أنه طير عقلي البارح وسهرني وما خلاني أرجع البيت إلا عند صلاة الفجر .. ومن التعب .. بس إللي قدرت عليه غيرت ملابسي ولبست بجامتي ورميت بروحي على السرير من غير ما أزيل المكياج ولا شي .. أنا مرة ثانية إذا رحت زواج بحمل معي مناديل على شان أزيله وأنا في السيارة
*
بعـد الغذاء قالت لي أمي أنها تبي تكلمني بموضوع .. أنا خمنت أن الموضوع يخص الخطبة ..طلعت لغرفتي .. وأنا ناوية أقول لأمي تقول لناس إللي جايين متقدمين لي أن بنتي تبي تكمل دراستها وماله داعي تحرج نفسها وتحرجهم ..
دخلت غرفتي شفتهـا مظلمة .. رحت ناحية الستارة أفتحها .. أولـ ما أسدلت الستارة انتشر النور بالغرفة كلها .. وسطع النور بوجه أمي إللي دخلت الغرفة وقتهـا
جلست على السرير : تعالي أمي أجلسي جنبي
صرت بنت مطيعة وجلست جنبها ، أمي : انتي عارفة أن في ناس جايين يخطبونك اليوم
رديت من غير إهتمام : يمه لا تتعبين نفسك ، قولي لهم البنت شايلة فكرة الزواج من رأسها وتبي تكمل دراستها
أمي بصبر : طيب أنتي أعرفي من إللي جاي يتقدم لك
أنا عقدت حاجبي ، ليه أمي مهتمة لها الناس بالذات ، معقولة يكونون من أهلنا .. لكن محد قال لي ..
كملت أمي كلامها وأنا صار عندي فضول أعرف منو إللي جاي ومتقدم لي : سلمى وأمها هم إللي بيجون اليوم
سكت للحظة ، وتكلمت بسرعة : جاية تخطبني لولدها ماجد .. يمه أنا مو موافقه .. إلا أعرفة ماجد لسه ما تخرج من الجامعة والفرق بينا كم سنه بس
أمي : صبرا جميل والله المستعان ، أنتي طالعه عجولة على مين .. أنتظري أكمل كلامي
بوزت : آسفة ، كملي يمه
أمي : هي مو جاية تخطبك لولدها .. جاية تخطبك لأخوها يوسف
أنا من غير شعور مني نطقت ، وكأن مخي يبي يلاقي التأكيد للي سمعه : خـال سلمى ، يـ و سـ ف
أمي هزت رأسها : ايوه ، أبوك قال لي أنه خوش رجال والنعم فيه وما يعيبه شي
شعرت وقتها أن العالم يتصاغر من أمامي ويتلاشى في نظري .. لا يوجد كلمات توفي صدمتي صاعقتي .. توقف مخي عن إستعاب ما يجري حولة
كيف !!
كيف !!
هذا الشخص إللي قرأت أشعاره وخواطره .. هل يعرفني .. هل عرف أني من سرقت مذكراته
لا أحد يعرف بوجود الدفتر ، حرصت دوما أن أخبئه .. أحس في لعز بالموضوع .. كيف يأتي لخطبتي أنا بالذات !!!!!
يا ربي ساُجن .. مو معقول كل هذا يكون بمحط الصدفة .. عرفت حكايته من أشعاره وصلني أحساسة بالمرارة والعنا والألم من غير ما أحد يخبرني به ، لدرجة شعرت أن روحي تألفه وتعرفه
معقولة شواطئ غربته جاءت لترسوا في مرفأي .. غريب هذا الزمان وحياة هذه القلوب أغرب .. كيف دارت الدنيا وجاء دربة ليلتقي بدربي
:
:
بعد ما طلعت من بيت أهله أخذني لبيت أهلي .. وقال لي أن بعد صلاة المغرب راح يمرني على شان نطلع للمطار ..
أولـ ما وصلت البيت أرتميت بحضن أمي حسيت وكأن سنه مرت من خروجي من بيتي .. مهما كان سيظل ها لبيت بيتي .. فها البيت فيه كل سعادتي وطفولتي ، طفولتي السعيدة ، آآآه ليتني أعود طفله بريئة بلباسها الطفولي ، ألعب تحت أشعه الشمس الذهبية بسعادة ومرح ، وبنهاية اليوم أرتمي بحضن أمي وأنام في حجرها ، وأسمع تلك القصص الجميلة من أمي عن حسناء خطفها أمير بحصان أبيض ..
ذهبت كل هذه التمنيات والأمنيات .. الكل يظن أني عروس سعيدة .. والبعض يقول لي تغيرت من ليله واحدة لهذه الدرجة الزواج يحلي .. مدري إذا كلامهم صحيح أو لا .. لكن شعرت بالخجل من كلامهم وتلميحاتهم .. وبنفس الوقت شعرت بالضيق ، يمكن لو شعوري ناحية كحيلان غير ، كان شعرت بالسعادة
هربت من نظرات خالتي وبنات خالتي إللي يتفحصوني ، وكأني تمثال غالي الثمن وممنوع لمسة .. طلعت فوق لغرفتي .. أولـ ما دخلت غرفتي أخذت نفس عميق وكأن صار لي زمن لم أتنفس .. رائحة عطري ما زالت موجودة بالغرفة .. ارتميت في أحظان سريري الجميل .. آآه ودي أنام .. نوم أهل الكهف .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. ناظرت بساعتي انصدمت .. بقا لي ساعة ونص ويمررني ونطلع المطار ..
فتحت دولاب ملابسي أطلع لي ملابس شتوية وجاكيتات لأن اغلب الملابس إللي بالشنطة ربيعية واظن إيطاليا بها الوقت باردة .. جاءت أمي تساعدني في ترتيب بعض ملابسي
أمي : والله أمس البيت موحش من غيرك ، ما عرفت أنام .. وصلاة الفجر صليتها بغرفتك وجلست أقرأ قرآن لين طلع النور
ضميت أمي : فديتك امييييي .. والله ودي أجلس معك وما أفارقك
بعدتني أمي عن حضنها وابتسمت لي : اللحين أنتي عند زوجك ، وكحيلان والنعم فيه ، وهذا إللي مطمني .. زادت ابتسامتها .. الله يوفقك ويهدي سرك يا بيتي
:
أول ما دق علي كحيلان .. طلبت من الخدامات يطلعون شنطي برا لسيارة .. أكرة لحظة عندي لحظات الوداع صحيح أني كنت أفارق أمي لما كنت أسافر الإمارات .. لكن ها المرة غير أول مرة أسافر من غير أهلي .. حسيت فجأه بضيقة أحس أني راح أكون وحيدة هناك ..
لوحت بيدي للكل أودعهم ما ودي أحضن أحد .. لكن أمي ما قدرت حضنتها .. وقبل لا تنزل دموعي تركت حضنها وطلعت من البيت ..
أمـا بالسيارة كان الصمت مخيم على الموقف .. ما ودي أتكلم معه .. أحس روحي تعبانه مرررة .. صار لي يومين تقريبا مو نايمة ..
بما أني أكرة الصمت وخصوصا في السيارة .. أخذت سي دي من شنطتي .. شفته بغرفتي قبل لا أطلع وأخذته معي لأني أعشق الاغاني الموجوده فية
تردد لحن الموسيقى الرومانسية لأغنية عبد المجيد " حبايبنا "
حبايبنا وش الدنيا بلاكم
ملاه الشووووق قلب(ن) ما سلاكم
حبايبنا وش الدنيا بلاكم
يضيق بها الفضا بعض الليالي
إللي دورني بيه ولا لقاكم
حسيت مع ها الأغنية الرائعة .. أعصابي المشدودة ترتخي .. رجعت رأسي للوراء وغمضت عيني .. وصرت أدندن مع الاغنية بيني وبين نفسي ..
ما دريت أن صوتي كان طالع .. وكحيلان مستمتع بسماعه ومن غير ما أحس
:
انتهينا من إجراءت المطار الطويلة والمعقدة .. وأولـ ما ركبنا الطيارة غمضت عيني وغرقت في النوم من غير ما أحس بالشخص إللي جالس جنبي
*
*
" ريوم لسه ما جهزتي "
انتفضت مكاني ، كنت منسدحه على السرير .. أناظر بالسقف .. إللي يشوفني وكأني أناظر بالسما وأعد النجوم
البندري وهي ما زالت ماسكة مقبض الباب : لسه ما لبستي ، طول ها المدة إيش كنتي تعملي
رجعت لسرحاني .. أصلا من طلعت أمي وأنا راحله مع أفكاري
راحت البندري ناحية الدولاب .. وطلعت لي مجموعة ملابس ..
: من قالك اني راح أنزل
البندري: بلا ملاقة ريوم ، يعني بتستحين من سلمى وأمها ، أنتي متعودة عليهم
: لا ها المرة غير
ناظرتني بحدة : ريوم عيب ، أم ماجد وبناتها تحت عيب ما تنزلين تسلمين عليهم ..
يا ربي ما أبي أنزل ، وأحط عيني بعين سلمى .. أحس أنها عرفت أن الدفتر معي .. لكن أكيد أمي راح تجي وتزفني زفة محترمة
ناظرت بتنوه جينز إللي مطلعتها البندري: شنو أنتي مطلعه .. شا يفتني بروح الجامعة مع تنورة الجينز
ابتسمت البندري: قلت يمكن تبين شي محترم
طاحت عيني على تنورة أورنج مع بيج مع قميص أورنج هادئ : خلاص راح ألبس هذا
غمزت لي الدبه : حطي لك كحله وروج .. مو تطلعين لناس بكشتك .. ولا تنسين تمشطي شعرك
: بـــــــــرا
الدبه شا يفتني مو حلوة .. أصلا أنا أحلى منها .. حتى لو ما أحط ميك آب بطلع حلوة
:
:
نزلت تحت .. وأنا أحس دقات قلبي تتعالى .. مدري إيش فيني أحس بخوف مو طبيعي .. وكأني عامله جريمة .. إذا أحد سألني عن الدفتر شنو أقولـ له .. ناظرت بشكلي بالمرايا قبل لا أدخل .. شكلي حلو .. لا بأس به .. حطيت لي غلوس أورنج خفيف .. خفت أحط لي روج أحمر مايل للبرتغالي .. يقوولون عني قليله حيا .. لسه ما وافقت وتحط روج حمر.. كفاية خدودي المحمرة .. دخلت عليهم وأنا أحس مولعه من الحرارة .. أحس الجو حار مرررررررره .. سلمت على أم ماجد إللي ضمتني بحب وبعدها على سلمى وأختها بثينه .. جلست جنب أمي على الكنب .. صرت أسمع سوالفهم وأشاركهم بشكل بسيط .. بعدها طلعت أبي أكلم جنى الدبه .. أبيها تكون جنبي بها الوقت .. دقيت عليها وأول ما ردت علي هبيت في وجههـا
" جنووووووووووووه يا الدبه وينك ما جيتي "
جنى بهدوء : طبله إذني أبيها .. كاني بطلع من البيت
: خلاص أولـ ما توصلين دقي علي
ما حبيت أرجع المجلس .. مدري ليه فجأه صرت استحي من أم ماجد .. رحت جلست بالطاولة الصغيرة إللي بنص المطبخ .. جابت لي الخدامة كوب شاي مع حبك ، وجنبه كيس السكر الصغير ، سكر الذرة قليل السعرات الحرارية ، فتحت الكيس وكبيت نص السكر ومسكت الملعقة .. أحرك السكر ، يذوب بالشاي .. ظليت أدوبه لين ما داب السكر وبرد الشاي .. مكونه دوامات .. وأنا حاطة يدي على خدي ، أبد مو حاسة بحركة الخدامات بالمطبخ
عبد الله وهو يحرك يده قدام ريوم : الحلو وين سرحان
رفعت رأسي ببلاهه : هـاه
عبد الله : لاه شكلك واصله بعيد
ناظرت بشكل عبد الله ، كاشخ الأخ ، ابتسمت : وأنت شنو عندك كاشخ وين بتروح
عبد الله بسخرية : شكلك أبد مو عايشة بالبيت
رديت بنفس العبط : ليـــه !!
عبد الله : يعني ما تدرين أن يوسف وأهله جايين يتقدمون رسمي .. ينتظرون رد ست الحسن والدلال
: هـــاه
ضحك عبد الله على بلاهتي وعبطي : لا اليوم حالتك صعبه ، على العموم أبوي قال له عطنا وقت نأخذ رأيي البنت وتفكر ، وهو ما منع أبد
ومثل ما جاء من غير ما أحس فيه ، راح من غير ما أحس فيه.. ما توقعت أن الشخص إللي سهرت أقرأ أشعراه جالس هنـا وببيتنا .. ويمكن ما يفصل بينـا إلا الجدران .. لكن قلبه !! يمكن يفصل بينا أميــــال
فجأة خطرت في بالي فكرة ، دقيت على جنى : أنتي وينك ، ساعة على شان تجين بيتنا
جنى : كــا ني ، وصلت
: خلاص راح أطلع لك برا
طلعت لها من ناحية المطبخ .. أول ما شفتها واقفه بالحديقة سحبتها من يدها
جنى : شوي شوي علي ، على فين ما خذتني
أشرت لها تسكت : أوووص ، تعالي معي
مشينا لين وصلنـا عند نوافذ المجلس الكبيرة
جنى بخوف : أخاف أحد يطلع لنا
رديت عليها : كيف أحد يطلع لنا وحنا نشوفهم يعني أكيد راح نشوفه وهو طالع
ناظرت في الزجاج العاكس بـ ليل ، إللي يبين إللي موجود بالمجلس ... الضيافة موجودة على الطاولة الكبيرة والفخمة إللي بنص المجلس .. و رجاليين غريبين جالسين على كنبتين منفصلتين .. أبي أعرف أي واحد منهم يوسف ..
جنى وهي تأشر على واحد منهم لابس بنطلون جينز وقميص كروهات : ناظري هذا ، شكله attractive
ناظرت فيه بنظرة فاحصة .. فيه شبه كبير من سلمى وبالذات رسمه العيون .. يمكن هذا يوسف .. لكن ما أظن هذا شكله صغير .. طيب منو إللي جنبه ولابس ثوب وشماغ وكاشخ بالسكبة السعودية وكأنه معرس .. معقولة يكون هذا يوسف !!
" شنوووووووووووووووو تسووووون هنــا "
حنا اخترعنا ، بلعت ريقي .. خفت يكون أبوي .. لأن صوته يشبه صوت أبوي ..
طلعت تنهيدة راحة مني ، ارتحت طلع عبد الله الدب ، لكن جنى خافت منه وتخبت وراي
عبد الله : ليه واقفين هنا ، ما تستحون على وجيهكم
صرت أتأتأ بالكلام : حنـ ـ ـ ـ اااا
عبد الله : انتو شنو
عضيت على شفاتي ما عرفت شنو أقول
غمز لي عبد الله : تبين تعرفين منو يوسف
انا ابتسمت وانفرجت أساريري : ايوة
ضربني على رأسي : أه منكم يا البنات .. قرب من الزجاج وأشر لي على واحد جسمه معضل وكتفه عريض لكن شكله مو طويل .. في ملامح وجهه يبين الطيب ، سمائهم في وجههم ، لكن نظرة عينه .. مدري شنو أقول عنها غموض ، لغز محير .. لكن ما يبين من هيأته .. أنه يكتب شعر ، والحزن والألم ساكن حروفه
عبد الله : خلاص بسك قز ، قزيتي الرجال من فوق لحت ..يله تلايطي انتي وياها على داخل .. يا ويلكم ان شفتكم طالعين برا
: طيب بنمشي
*
*
اثنين .. جالسين جنب بعض .. بمركب مختلف .. متجهين لبلد العشـاق
لمدينه ساحرة ، خيالية ، لم يوجد مثلها بكل العصور
:
يناظر بحبيبته زوجته .. خلاص اللحين صارت زوجته وجالسة جنبه وراسها على كتفه ، شنو يبي أكثر من هذي الدنيـا .. يناظرها بحب وهي نايمة
بعد عمري شكلها تعبانه من قلب .. ما ودي أصحيها .. لكن حنا قربنا نوصل ، على شان تقوم وتغسل ..
همست لها عند إذنها : أسيل ، حبيبتي أسيل قومي قريب نوصل
فتحت عينهـا بكسل .. وعدلت من وضعيتها وصارت تمد جسمها بنعومة وتحرك رقبتها وتتثاوب .. شكلها ما كانت مرتاحة بوضعيه نومها .. لكن أنا حطيت رأسها على كتفي على شان رقبتها لا تألمها وهي مميلتها كثير
تكلمت وبصوتها النوم : وصلنا
رديت عليها ، مبستم على شكلها الطفولي وهي توها جالسة من النوم : شوي ونوصل
شفتها واقفة : ممكن
قمت من مكاني على شان تقوم ، مع أن كان قدامي فاضي كثير وخصوصا حنا مأخذين درجة أولى ,, لكن أسيل وما أدرك ما أسيل
:
وصلنـا بالسلامة ، لمطار ماركو بولو وكان مطارا صغيرا ومتواضعا
أول ما خلصنـا الإجراءات من المطار .. أخذنا لنا جندولا يوصلنـا للفندق .. أنا اخترت الفندق يكون قريب مش في الأزقة خفت نتبهدل ..
ناظرت بأسيل إلا تناظر من حولها ، أول مرة أحس أنها مبسوطة
:
:
:
أتلفت من حولي ، قربنا نوصل لسان ماركو ( san marco ) .. صحيح المنظر ليلي .. لكن منظرها ساحر فتان مع سحر الليل والأنوار .. فجأه حسيت بأمواج قوية تحرك القارب وهواء .. أنا خفت من قلب ، شديت من الشال الصوفي الكشميري إللي كنت لابسته فوق العباية على كتفي .. حسيت بإيدة على كتفي وابتسم لي : لا تخافين أنا جنبك
ناظرت فيه وصديت عنه .. افففففففف الشي الوحيد المزعج بالرحلة أني راح اضطر أقابل وجهه على طول .. لكن جد أنا كنت خايفة الأمواج تقلب القارب فينا .. المشكلة أنا مالي غير كحيلان هنا .. يعني حتى لو بقيت أطلع لازم راح يرافقني .. وأخيرا وصلنا الفندق بعدت يده عني بضيق .. بما أني كنت أقرب .. ساعدني الموظف بالفندق أنزل .. ودخلنا اللوبي بالفندق ..
بصراحة ديكورات الفندق رااااقية .. يتوسطة بالنص درج طويل .. أنا لازم أجرب بيوم أنزل من هذا الدرج وأحس كأني أميرة .. الله وأكون لابسة فستان كبير ومنفوش مثل الأميرة .. هههههههه وين رحتي بأفكارك يا أسيل
أشر لي كحيلان .. ورحت معه نطلع لغرفتنـا ..
فتح لنا العامل باب السويت أنا تقدمت بينما كحيلان يعطية التب .. ابتسمت بانتصار وأنا أشوف غرفة النوم منفصلة عن الصالة .. رفعت حاجبي ، يحلم ينام معي بسرير واحد .. وطبعا هو راح ينام بالصالة شكلة الكنب يقلب لسرير أو مو مشكله يطلب له extra bed
مو مهم عندي .. دخلت غرفة النوم ، لكن ما نزعت عباتي انتظر العامل يدخل شنطنـا ..
بعدها نزعت عباتي .. وأخذت لي بدله صوفية ودخلت الحمام أغسل وأغير ملابسي
:
حبست أنفاسي وأنا أشوف حلوتي تطلع من الغرفة .. كانت بملابسها وكأنها طفله بالروضة .. تنورة حمرا قصيرة كروهات مع الأسود وبلوزة هاي نك سودا .. ومغطية سيقانها بشراب طويل أحمر .. مدري هذا شنو يسمونه إللي يلبسونه البنات .. وشعرها رابطة على الجنبين بشريطة حمرا ..جلست على الكرسي القريب
أسيل وهي تحط رجل على رجل : طلبت لنا عشاء
أنا وقفت بروح أخذ لي شاور ما يصير هي تكشخ وأنا لا : أيوة قال لي نص ساعة ويوصل .. وأنا أجر شنطتي لداخل الغرفة
أسيل بصوت عالي : ووووين وووين .. ليه ما خذ الشنطة لداخل
عقدت حواجبي : وين تبيني أحطها
أشرت لي بدولاب بالصالة : هنـا ، الغرفة هذي لي أنا بس
ارتفع صدري من القهر وهي تكلمني بتعالي ، لكن ما ودي اتخانق معها من اول ليله ونسمع الجيران أصواتنا : طيب يا أسيل راح أعدي ها الليله بمزاجي
*
*
غطى على ظلمة الليل الحالك .. نور الشمس القوي .. حتى لو كان الجو بدأ يبرد .. لكن تظل الشمس ترسل أشعتها بكل جبروت وقوة .. ومحلى دفء الشمس في برد الشتـاء
على الساعة 1 الظهر دخل عبد الله البيت وهو حاط الغترة على رأسه من غير عقال ..
العائلة كانت مجتمعه بالصالة تتكلم في مواضيع مختلفة .. لكن ينقصهم وجود عبد الله وأبو عبد الله
أولـ من أنتبه لدخوله البندري ، كانت عارفة أنه بيوم الجمعة يروح يزور قبر بندر .. كانت تطلب منه يسلم علية ويجلس يقرأ قرآن عند قبره .. طول الفترة إللي فاتت كان عبد الله يتعمد يوم الجمعة ما يرجع البيت إلا العصر على شان ما يشوف الحسرة ساكنة عينها والأحزان متشبعة بألمهــا
الموقف إللي قدامها .. وهو موطي رأسة والحزن كاسي ملامحة .. جاء الحزن وطرق بابها .. راحت تجري له ترمي وتدفن همها بصدرة .. وتبكي بحرقة قلب و تقول : سلمت لي عليه .. سلمت على الروح .. قلت له أني مشتاقة له .. قلت له أن روحي ماتت من بعد روحة
ضاق صدر عبد الله على حال أخته أكثر ، هزه الموت وطاري وحشة قبوره ..
حاول يقاوم دموعه ما تختلط بدموعها ..
: خلاص يا عمري لا تبكين
خلاص ما عاد بي حيل .. وما عدت أقوى على دموعك
أم عبد الله قامت تبكي على حال عيالها .. تبكي بنتها .. تحس أنها ضيعتها من بعد غروب الشمسـ ، بصوت يملاه النحيب : خلاص خلاص ، قطعتوا قلبي .. ارحموا امكم ، ارحموا قلبي التعبان
ضمت ريوم أمها تهون عليها .. موت بندر شي مو هين عليهم مصيبه عظيمة .. وصعب يتجاوزون هذا الشي بشهور قليله
:
:
:
تجول بغرفتها من غير هدف .. جلست خلف مكتبها ومسكت لها كتاب طبي من أحد كتبها .. حاولت تقرأ وتركز .. يمكن تفيدها قرأتها بعملها .. لكن كل ها المحاولات بآت بالفشل .. لأن قلبها وعقلها مو معها
:
:
رفعت جوالي .. ودقيت عليه كا محاولة يائسة .. صار لي أكثر من ساعة أدق عليه ما يرد علي .. وينه مو معقولة ينسى جواله بمكان وهو عارف أني ممكن أدق عليه ..
سندت وجهي على كف يدي .. أفكر بطريقة أكلم فيها عبد الله .. أخاف فيه شي والله أحد من البيت .. بالعادة عبد الله من أول مكالمة يرد علي .. اللحين أكثر من 20 مكالمة .. توكلت على الله وقلت خلني أدق على بيتهم .. مالي خلق أدق من التلفون الثابت ودقيت من جوالي دامه جنبي ..
" الوووووووو "
جاني صوتها وكأنها ملانه أو متضايقة : هلا ريوم .. شخبارك !!
ريوم : بخير
لا لا مش عادة ريوم ترد كذا ، سألتها بشك : ريوم إيش فيك ، كنتي تبكين
ريوم : لا ما فيني شي ، بس ضايق خلقي
: ضايق خلقك من شنو
ريوم : لا ما في شي لا تحطين في بالك
لالا في شي هي مش راضية تقولي عنه : ريوم خوفتيني .. أنتي صوتك مو على بعضة وعبد الله أدق علية ما يرد علي .. هو موجود بالبيت ؟
ريوم : ايوة ، ما شفته طلع
: طيب ليه ما يرد على مكالماتي
ريوم : مدري ، هو أصلا ما تغذى معنا قال أنه ماله نفس
ريوم شكلها مضايقة ، و مو راضية تحكي لي .. أقدر أخمن أن الموضوع يتعلق بالمرحوم .. هو دايم يزور قبرة بها اليوم .. طيب اليوم شنو الجديد
وقفت محتارة بعد ما قفلت من عند ريوم .. اروح ما اروح اروح ما اروح
لا لا أنا اذا جلست هنا راح أجن .. لاني قادرة أجلس مرتاحة ولاني قادرة أدرس .. غيرت ملابسي على عجل ولبست عباتي وطلعت حتى لدرجة نسيت ما مريت على أمي أقول لها
:
:
أولـ ما وصلت البيت ، دخلت شفت ريوم جالسة بالصالة وتشاهد التلفزيون ، لكن مبين من شكلها أنها سرحانة ، يمكن تفكر في خطبة يوسف لها .. طيب هي وعرفنا السبب .. عبد الله شنو فيه ليه ما يرد علي
انتبهت لي ريوم : هلا سلمى ، تفضلي
ناظرتها بشك : ريوم إيش فيك ، خرعتيني ، عبد الله شنو فيه
شفتها تبتسم لي : سلووووم إيش فيك مخترعة ما فينا شي
رديت عليها ، وأنا قلبي قارصني : لكن إحساسي يقول شي ثاني
ريوم باستسلام : طيب تعالي إجلسي بقولك السالفة
:
فجأة ومن غير سابق إنذار .. كذا الإنسان يشعر بالفضاء رغم وجود الناس حواليه .. يدور على أعز ناسه ما يلقاهم .. دموع البندري اليوم هيجت علي مشاعر وذكريات أحاول أدفنها و أتناساها .. غمضت عيوني بألم وأنا متمدد على السرير .. غصب عني نزلت دمعه حارة جرحت جفني ، فراقه أبد ما كان هين علي .. هو كان دايم يقول لي لما كنت انقص علية مع البندري ، أشوف فيك يوم يا عبد الله .. ولما جاء هذا اليوم ، ضاع من حياتي ورحل ، رحل من غير وداع .. تضايقت شهور ، عافت نفسي كل شي .. لكن الشي الوحيد إللي متندم علية .. هو هجراني لسلمى .. هي المخلوقة الوحيدة إللي حسستني بالنور بهذي الدنيا بوقت كان كل من في البيت غارق بأحزانه ، انتشلتني من صحراء أحزاني بعد ما ضاقت بي الدنيـا وكأنها تابوت
سمعت طرق على الباب أوقف رحلة تفكيري .. لم يعطني فرصة لرد .. أنفتح الباب وسبقها ريحه عطرها وفاح لدرجة خُلتها وردة النرجس واقفة أمامي
ابتسمت لي بحب : ممكن أدخل
اغتصبت الإبتسامة على شفاتي لأجلها : أكيد
عدلت في جلستي .. تركت الباب مفتوح وجات جلست جنبي على السرير
وبصوت يملاه الحنان : عبــد الله فيك شي ، تعبان !! .. وهي تحط يدها على جبيني تشوف حرارة جسمي
بعدت عيني عنها ما أبيها تناظر بعيني : لا حبيبتي ما فيني شي
ناظرتني بتركيز ، أحس بنظراتها وكأنها تخترق قلبي وتعرف مكنونه من غير ما أحكي : طيب ليه ما ترد على مكالماتي ، وليه ما تغذيت اليوم
: ضايق خلقي ، ومالي خلق شي
ناظرتني بنظرة جانبية جذابه : حتى أنا
ابتسمت لها : أنتي غير الناس عندي
مصرة تعرف شنو فيني : طيب قولي شنو فيك ، إيش إللي مضيق خلقك .. فضفض لي
: حبيبتي ما ودي أضيق خلقك
صمتت ، لدرجة خفت من صمتها .. وبعدها فاجأتني بحركتها .. مسكت يدي إلللي ممددها بكل حرية جنبها بيدها الناعمة والرقيقة وقبلت يدي
حاولت أسيطر على مشاعري إللي خانتني لحظتها ، وأضبط تنفسي خفت أنفضح قدامها وأصبح أسير لهواها هذا إذا ما صرت وانتهينا
سلمى، بهمس الحب : حبيبي نسيت أني حبيبتك ، أميرتك .. أنا أحس فيك من غير ما تتكلم .. من نظرة عيونك أفهمك .. أنت تتوقع أني ما أحس بضيقك وألمك
حسيت لحظتها أنها ممكن تبكي قدامي وأنا ما أتحمل دموعها وممكن أبكي معها .. ضميتها لصدري بقوة .. أبي أدفأ بحبها .. أنتي الهوا والماي .. أنتي الدفا وشفاي
:
:
" يا الله عبودي ، قوم خلنا ننزل "
ناظرتها بكسل : والله ما لي خلق حتى أتحرك من مكاني
سحبت يدي بأقوى ما عندها ، لكن للأسف ما حركت ساكن : يا الله بلا كسل .. على شان خاطري .. وسبلت لي بعيونها
لا لا لهنـا ما أقدر .. قمت من السرير بسرعة .. ومسكتها وأنا ألفها من كتوفها : طيب يله عطينا مقفاك .. أشوف صدقتي نفسك وأنتي بغرفتي .. راح أبدل وأنزل
سمعتها تضحك بخفه .. سكرت الباب بسرعة قبل لا أتهور .. آآآآآآآه يا قلبي ها البنت بتجنني ببراءتها وعفويتها .. أحاول أتعامل معها بدفاشه علشان لا أتمادى بمشاعري لكن أحيان أفقد السيطرة على نفسي
:
:
سلمى وهي طالعة من غرفة عبد الله راحت ناحية غرفة البندري ، تشوف سالفتها هذي الثانية ..
لكن البندري بهذا الوقت طلعت من غرفتهـا
سلمى : زين رحمتي نفسك مني ، كنت جايتك الغرفة
البندري ابتسمت لها : هلا سلومي .. تعالي ننزل تحت سولفيلي عن الزواج أمس
::::::
فتحت عيني بكسل .. تلفت من حولي أبي أتأكد أنا وين موجودة للحظة ضنيت أني موجودة بغرفتي .. ناظرت الساعة .. انصدمت من الوقت .. أني نمت كثير لأني مأخذه panadol night
على شان أنام براحة من غير ما أفكر بشي وأغرق بنوم عميق .. قمت من السرير ومديت يدي لأبعد حد وتثاوبت .. يا الله أحس عظام جسمي .. عظمة عظمة تألمني .. أحتاج لحمام ساخن .. لكن قبل لا اخذ حمام ساخن أحتاج لماي أرطب في شفاهي الجافه .. فتحت قفل الباب وجريته ، لأنه باب جر .. مسكت ضحكتي لا يطلع صوتها .. وانا اشوفه نايم على الكنبة إللي قلبها لسرير .. شكل السرير قصير ورجولة نازلة برا السرير .. صحيح شكله يكسر الخاطر .. لكن لا يحلم أعطف عليه .. مراح أخلية ينام معي على السرير الكبير الملكي
رحت ناحية الثلاجة وصبيت لي كأس ماي بارد .. صحيح أن الجو بارد هنا .. لكن لا غنى عن الماء البارد ..
:
أحترت شنو ألبس بعد ما طلعت من الحمام .. الجو برا شكلة بارد .. لكن محلا طلعه النهار .. وندور مكان الشمس نوقف فيه بعكس فصل الصيف ندور الظل .. طلعت لي تنورة جينز ثقيلة مع جاكيت بيج ثقيل مرة .. مالي خلق أمرض وأنا مسافرة .. بها الوقت سمعت صوت الرشاش بالحمام يشتغل هذا أكيد كحيلان يتروش ، دخل من الناحية الثانية من الصالة .. على ما يخلص رفعت سماعة التلفون الموجود بالغرفة ودقيت على room serves
طلبت لي أوملت مع عصير برتغال ، كنت ناوية ما أطلب له .. لكن كسر خاطري حرام .. كفاية النومه السيئة
:
:
بعد ما خلصت فطوري .. كان هو يقرأ في الجريدة الأجنبية ، ومدري هل هو مندمج معها صج والله يتعمد يتجاهلني .. من صحى الصبح والكلمات إللي وجهها لي قليلة شكله مزاجه ضارب .. أنشاء الله من ردي لأردى
قطعت الصمت إللي بينا : أنا راح أنزل أتمشى .. تبي تنزل معي ولا تكمل قرأة جريدتك
نزل جريدته : يله طيب روحي اجهزي
تحركت بسرعة لأني متحمسة أبي أشوف ها المدينه الجميلة وأشوف مبانيها التاريخية ، لبست الشال على رأسي ولبست جزمه بوت .. وطلعت له
: يله أنا جاهزة
رفع نظرة لي ، وقال لي بكل عنجهية : راح تطلعي كذا .. وهو يأشر علي بطرف إصبعه وكأني شي منبوذ ولا مرتكبة خطيئة
رفعت حاجبي مقهورة : إيش فيها
كحيلان : ما عندي حريم يطلعون من غير عبايه
فتحت عيوني على وسعها : شنو شنو .. طيب هذا هم خواتك إذا سافروا يلبسون مثلي .. وإيش فية لبسي محترم وساتر يعني ما اظن فيه عيب
كحيلان بعناد : أنا مالي دخل بأخواتي .. حرمتي وأنا حر .. أبيك تلبسين عباية
أخذت نفس عميق .. لأن خلاص الضغط وصل ألف عندي : والله راح أطلع كذا ، عجبك أهلا وسهلا ، ما عجبك طق رأسك بالجدار
حسيت لحظتها وكأنه أفعى من نظراته الحاذقة ينتظر اللحظة إللي ينقض فيها على فريسته .. ويمكن أنا كنت فريستة .. مسك ذراعي بقوة .. وهو يناظر بعيني مباشرة : أخر مرة تتكلمين معي بهذي الطريقة فاهمة
كان ودي أبكي لحظتها من طريقة معاملته لي
، هزني بقوة : فااااااااااهمة
اصريت على عنادي وصرخت بوجهه : اترك يدي
نفض يده عن ذراعي بقوة .. لدرجة تراجعت للوراء
كحيلان وهو لاف ناحية الباب : أنا انتظرك باللوبي .. إذا غيرتي رأيك أنزلي .. غير كذا راح تجلسين بالغرفة
طلع وصفع بالباب .. وقفت عند الشباك ، حاطة يدي على فمي أمنع شهقاتي .. لكن دموعي صارت تنزل بسكات .. كل ما أحاول أمسح وحدة تنزل الثانية بعناد ..
هذي أولهـا .. شوي ويضربني .. هذا إللي كان ناقص يرفع يده علي ..
وينك يمه تشوفين بنتك ، تبهذلت بليلة عرسها واللحين يبي يستقوى علي وأنا بعيدة عنك ..
ماراح أسمح له يتحكم فيني ويمشي رأيه علي .. عمري أنشاء الله ما طلعت معه .. أنشاء الله طول السفرة أظل حابسة نفسي بالفندق ولا اسمح له ينتصر علي ..
:
جالس باللوبي على الكنب ، أهز رجولي من العصبية إللي فيني .. خلتني أفقد سيطرتي على نفسي .. معها فقدت أعصابي وكلامها البربري يثيرني .. و أحيان تتصرف وكأنها طفله مدلله
أهدا ، أهدا يا كحيلان .. أسيل عمر القوة ما جابت معها منفعة .. بالعكس يمكن تعاند أكثر .. عادي تسويها اللحين تبكي وتتصل لأمها وتخبرها ويمكن تقول انه ضربني .. ويوصل الخبر لعمي .. وهذا هو موصيك عليها يا كحيلان .. أنت الرجال أنت الأعقل .. زفرت زفرة .. صبرا جميل والله المستعان .. راح أطلع لها .. أنا مدري شنو طلع في بالي على العباية يمكن حبيت أمارس سلطاتي عليها وكأني تملكتها .. يمكن لأن متعكر مزاجي من نومتي .. وصبيت كل قهري عليها
:
:
دخلت السويت .. لقيتها واقفه عند الشباك .. مدري هي ما حست بوجودي والله حست وما تبي تلتفت لي .. مشكلة قلبي ضعيف و يحبك .. والله لو واحد غيري طلع وما رجع لها إلا آخر الليل .. لكن مو كحيلان إللي يترك زوجته بروحها ببلد غريب ..
وقفت خلفها مباشرة .. وبانت أنعكاس صورتها على الزجاج .. حسيت وقتها أني قسيت عليها .. مبين أن عيونها حمرا وأنفاسها متقطعه .. مهما يكون هي أثنى .. لازم أراعي مشاعرها حتى لو هي ما راعت مشاعري .. مسكت كتفها بخفة على شان لا تخترع : أسيـــل
لاحظت أنها رفعت يدها تمسح دموعها لأنها طولت على ما لفت لي
: أسيل أنا آسف
لكنها لفت لعندي وناظرتني ببرود .. تمنيت أفسر معنى نظرتها وقتها .. لأني حسيت من نظرتها القسوة على مشاعري
:
كل مــرة تقول لي آسف وأنت تتعمد خطاك هذا الحب بنظرك يا كحيلان .. أنت شخص أناني تحب نفسك وبس .. تزوجتني تظن أنك ملك وأنا عبدتك .. بلعت حسرتي في قلبي .. خلاص فات وقت الندم ،أنا زوجته اللحين لكن يا حسافة على العمر إللي راح أضيعه معك .. وكل النتايج تعترف لي بالإفلاس واضحك على نفسي
توترت من لمسة يده على خدي .. يحاول يمسح آثار دموعي
: لا تضايقين هدبك بدموعك .. كل شي إلا دموعك
ناظرته بريبه .. صحيح أن الموقف موترني حييييييل .. لكن مو أسيل إللي تضعف بهذي المواقف .. هو يبيني أقول له طاح الحطب .. لا لأن أصلا كل كلامة كذب
بعدت عنه .. ما أبيه يغريني لا بلمسة ولا بضحكة .. يحاول بكلمة يكبر بعيني وهو بعيني صغير
:
صحيح أني طلعت معه .. لكن نمشي بعاد عن بعض .. سد نفسي عن كل شي .. كنت متحمسة أبي اتمشى استكشف المكان ..
كنـا نتمشى بساحة سان ماركو .. أنا ما كنت أحس بالناس حوالي .. كنت أفكر بحالنا البارد .. إذا يومين قضيناها مع بعض بهذي الطريقة كيف راح يكون باقي العمر
سمعت صوتة يناديني بصوت عالي : أسيــــل
لفيت له وأنا مستغربة ، شنو يبي .. نثر علي حبوب فجأة وتطاير الحمام من حولي .. وأنا أحرك يدي بهمجية لالا ..
شفته رفع الكاميرا الصغيرة إللي ماسكها بيدة وصورني وأنا متبهذله مع الحمام .. وشكلة متونس علي
بعد معركة مع الحمام قدرت اهرب منهم وأنا أنظف ملابسي .. مشيت له بعصبية : ليه سويت فيني كذا
كحيلان بنظراته البريئة : شفتك زعلانه .. قلت أخليك تغيرين جو
ناظرتة وأنا منقهره منه وأنا أشر على حجابي : يرضيك أن الحمامة سوتها علي
شفته ميت من الضحك شوي ويتسدح على الأرض صحيح أني ناظرته مقهورة منه ، لكن أول مرة أشوفه يضحك من قلب .. ضحكاته زادت من وسامته .. لكني سفهته ومشيت عنه
لحقني ومشى جنبي : انتظريني طيب
رديت عليه وأنا بعدني مقهورة منه : مراح أنتظر أحد
مسكني من يدي : طيب تعالي خلينا نجلس بهذا الكوفي شوب
سحبت يدي من عنده : أنا أبي أرجع الفندق أغير ملابسي
كحيلان: أسيل عاد لا تصيرين دلوعة ، كله حمام عادي .. والحمام خير
بوزت وما رديت عليه ، أصلا أنا منقرفة من حالي ..
مسكني من يدي وأخذني للكوفي شوب .. مشيت وراه ها المرة بكل طواعية .. أول ما أختار لنا طاولة .. أنا رحت الحمام أنظف حجابي إللي توسخ .. أولـ ما رجعت وجلست على الكرسي .. شفته يضحك علي .. أنا عصبت ما صارت : كحيلان وبعدين ترا والله أقوم وأمشي عنك
كحيلان وهو يحاول يمسك ضحكته : طيب طيب خلاص .. حط أيدة على فمه .. لكن عندها أنفجر من الضحك ..
أنـا ما قدرت أقاوم وضحكت معه صحيح الموقف يموت ضحك
*
*
مجتمعين بالصالة سواليف .. لكن قطع عليهم سوالفهم نغمة جوال عبد الله ..
البندري سمعت أن أصحابه عازمينه ، بعد ما أنهى المكالمة : عبد الله تكفى لا تطلع مع أصحابك .. خلنـا نرجع أيامنا مع بنـــ ... سكتت شوي .. الله يرحمه
سكت عبد الله للحظة : الله يرحمه .. وما حب يرد أخته .. طيب إيش تبونا نسوي
البندري ابتسمت : إيش رايك تطبخ لنا ، وتذوق سلوم طبخك
عبد الله بسخرية : والله أخر زمن الرجال هو إللي يطبخ على شان يذوق مرته .. وهي ما أشوف ذوقتني طبخها
سلمى شهقت : يعني تنكر أني عزمتك مرة على العشاء
وهو يأشر بإصبعه : مرة وحدة
سلمى وهي تناظرة نظرة جانبية : عجل تبي كل يوم
عبد الله وهو يبتسم لها : يا ليت
ريوم : عاد لا تكون طماع .. أحمد ربك أنك ذقت طبخها
عبد الله : هههههههههههههههه ، لا الله يشهد أن طبخ سلوم لا يعلى عليه وخصوصا في الحلى .. مشاء الله أيدها حلوة بالحلى
ضحكت سلمى ، ما يدري أن الحلى إللي يذوقه ببيتهم عمل أختها بثينه
عبد الله : إيش تبون نطبخ لكم ربيان ولله سمك سلمون
البندري بقرف : لا إلا السمك أنـا ما احبه
عبد الله : الحمد لله والشكر ، أحد عايش بالخليج وما يحب السمك
البندري: ايوه ، أنــا
عبد الله وهو قايم : طيب أنا واصل مشوار مراح أطول .. وأنتوا جهزوا شنو تبون ، وإذا رجعت بدينا حفله الطبخ حقتكم
:
سلمى : إلا أخبار الدوام معك يا البندري
البندري وهي تخبي يدها المجروحة ورا ظهرها : والله الحمد لله
سلمى : وأخبار الدكتور عبد العزيز معك ، ما أشوفك أشتكيتي منه هذا الأسبوع
البندري: لا ها اليومين متعدل مزاجة .. وما اشوفه هزأني ولا شي .. من بعد التهزيئة المحترمة إللي جاته مني .. على باله اشتغل عند أبوة .. بغرور وهي تتكلم .. عرفته قدره و مع مين يشتغل
ريوم بطفش ، مع أنها سعيدة أن صارت أشياء تشغل بال أختها بدل ما تنغمس في أحزانها : وبعدين معكم أنتوا والدكتور عبد العزيز هذا .. تراكم طفشتوني .. غيروا السالفة
سلمى :شنو تبينا نسولف فيه يا ست ريوم
ريوم : امممممممم ، ايش رايكم نرقص .. بما أن الكل طالع
قامت من مكانها وراحت شغلت الأستريوا وحطت لهم فرقتها المفضلة ميامي .. على قولتها تجيب الخبال .. وأولـ أغنية أشتغلت أغنية يا عمري أنـا ..
سحبت أيد سلمى ترقص معها لأن البندري ما فيه أمـل ترقص
يــا عمري أنـا فديتك أنــا
يا ريتك هنـا وياي .. حياتي أنـا عذاب وهنـا
وقربك منى دنياي ..
يا عمري يا روحي يا قلبي يا حبي
يا ليتك هنا وياي
أحبك و أحبك أحبك
وقربك منى دنياي
تدلل حبيبي وتامر امر أعيش بصحاري وأروح القمر
رضاك أنت غالي ورضى الناس تالي شريت أنا بالكون
مــا حست بنفسها إلا وهي ترتفع من على الأرض .. لكن هي عرفته على طول من ريحة عطرة إللي دوختها شالها بين يده بخفة ودار فيهــا وهو بينجن منها ومن سحرها .. كا الطفله في يـده كا الريشة تحملهـا النسمات
وردد مع كلمـات الأغنية وهو شاييلها بين يده ويدور فيهـا
يا عمري يا روحي يا قلبي يا حبي ..
يا عمري أنا .. فديتك أنا .. أحبك أنا .. حياتي أنا
والله حبيبي والله حبيبي .. أنت حبيبي وأنا اهواك .. أنت نصيبي والله نصيبي ولا أبقى سواك
عشقتك هوى .. في روحي دواء .. ما همني زماني إذا حنا سوى
بعد ما تعب وهو يدور فيها .. والأكثر خاف يدور رأسها .. جلس على الكنب وهو مازال حاملها .. أمـا سلمى لا حد يسأل عن حالها وهي بحضن عبد الله .. أنصبغ وجههـا باللون الأحمر وكأنها وردةً جورية حمراء ..
أولـ ما وعت لنفسها واستوعبت إللي صار للحظة طارت من حضنة على طول لحقتها البندري خايفة وعبدالله يضحك على خجلها
دخلت أقرب غرفة لها وهي حاطة يدها على خدها المحترق من الحرارة ..
اولـ ما شافت البندري : البندري وين عباتي ؟؟
البندري: ليه حبيبتي وين بتروحي
سلمى شوي وتبكي : بروح البيت ، أخوك مجنون
البندري ضحكت من قلب تذكرت حركات بندر ونفس الوقت دمعت عينها .. سلمى من ربكتها ما انتبهت لها توقعت انها دمعت من كثر الضحك
عصبت سلمى : سخيفة أنتي وأخوك
البندري مسكتها تهديها : سلووووووم ، لا تكبرين الموضوع والله ما يستاهل .. بلعكس حلوة حركته
سلمى ما زالت على عصبيتها : أكيد لانه أخوك
البندري: على شان خاطري ، لا تخربين سهرتنا .. إذا رحتي عبدالله مراح يرضى يطبخ لنا .. والله طبخه ما تذوقين مثله
سلمى ضربت الأرض برجلها : ما أبي ، أبي أرجع البيت
البندري حتى تمتص غضبها باستها على خدها : على شان خاطري سلوووووووم ، خلينا نستانس
سلمى ترددت ، ما تبي تكسر بخاطر صديقتها إللي قلما تفرح : طيب بس على شان خاطرك .. وعبدالله ما يقرب مني
البندري ابتسمت : طيب ، أما الطلب الثاني ما أقدر أظمن لك وهي تغمز لها .. أنتي روحي وقولي له
سلمى بخجل وهي تذكر الموقف : مـا ابي
لكن مو على البندري ، سحبتها من يدها وجرتها لصاله مكان ما جالسين
قضوا سهره حلوة .. وبضحكاتهم صارت أحلى
يا رب تدوم أيامهم سوى ، وما يفرقهم شي ..
سلمى وعبد الله .. بالسهره ما أحرج سلمى بحركاته لكن عيونهم كانت تنطق بكل كلمات الحب
:
:
من بكرة .. كان عند الدكتور عبد العزيز عيادة في بعد الظهر وكانت معه البندري .. على نهـاية العيادة
جالس على الكرسي خلف المكتب ويطق طق على الكيبورد يدخل بيانات أحد المرضى .. دخلت الممرضة المريضة الأخيرة ..
قال لها بكل رحابة صدر : تفضلي يمه أجلسي
جلست الحرمة الكبيرة بالسن على الكرسي القريب منه ، ورفعت عبايتها الرأس عن الأرض على شان تساعدها في الجلوس
:
:
لاحظت العبوس إلليانرسم على وجهه وهو يناظر بملف المريضة ، أنا نفسي اطلعت عليه قبل شوي وهو منشغل بتدخيل البيانات .. المريضة محولة من قسم الباطنة لستشاري القلب وبما أن اليوم مش موعد عيادة جراح القلب حولوها لعندنا ..
سألها عبد العزيز : أنتي يمه من كم سنه عندك القلب
الحرمة الكبير : والله يا ولدي تقريبا من 5 سنوات .. وعندي الضغط والسكري إللي ذابحني .. وغير كذا أخذ أدوية عن الحموضة
عبد العزيز وكأنه مقهور من إللي مكتوب بالملف : وكيف الدكتور يعطيك أسبرين وأنتي عندك حموضة بالمعدة
الحرمة من غير دراية وعلم : والله مدري .. إذا بتغيره غيره
عبد العزيز : المشكلة ما أقدر ، أنتي لازم تروحين لدكتور إللي تتعالجين عنده وتخبرينه .. وأنا راح اترك ملاحظة بالملف
أنا فهمت ضيق الدكتور عبد العزيز ، المشكلة هو مو إستشاري وما يقدر يساعد المريضة بشي ، أي غلطة ممكن تطيح على رأسة .. وبعض الدكاترة ما تهتم إذا المريضة تعاني من مشاكل صحية ثانية .. وما يهتموا إذا بعض الأدوية تأثر على مرضها الثاني
سألها سؤال أنا نفسي استغربته وما أدركت أهميته إلا بعدين : أنتي شلونك يمه ، كيف عيالك وزوجك معاك ، عيالك مغربلينك
الحرمة وكأنها لقت متنفس لها : والله يا دكتور عيالي ما في منهم ، لكن أبوهم الله يهداه من يجون يزوروني يطردهم من البيت .. مدري شنو فيه الرجال فجأة أعتفش .. حاولنا أنا وولده الكبير نأخذه لطبيب نفسي لكنه رافض .. والله أنا صابرة على أذاه وضربه لي بس على شان عيالي
والله من كلامها ، وأنا أشوفها تمسح دموعها ببوشيتها ، جاتني ألغبنه .. يـا الله كيف زوجها ما عنده إحساس المرة تعبانه أكيد ما مرضها إلا زوجها .. وغير كذا يضربها .. لا حول ولا قوة إلا بالله
بعد ما طلعت المريضة ، ما قدرت أمنع نفسي من السؤال : معقولة دكتور في ناس عايشين بها الطريقة ، كيف يضرب زوجته ويطرد عياله يعني ما يراعي كبر سنها وشيباتها
الدكتور عبد العزيز : والله يا دكتوره تستغربين لما تسمعين قصص المرضى .. عالم غريب .. ترا بعضهم يجون مش على شان العلاج .. يعني هذي حرمة كبير أحيان تجي المستشفى على شان تأخذ أبره السكري مع أنها بإمكانها تأخذها من المركز الصحي .. لكن من أول ما تسألينها إذا هي مرتاحه بحياتها أو لا .. تقول لك قصة حياتها إذا تبين .. ويمكن هذا سبب مرضها .. peptic ulcer , high blood pressure … etc
: لكن يا دكتور حرام يضربها .. يعني هو أكيد رجال كبير ومصلي
عبد العزيز : لا تأخذين في بالك .. الناس المريضين نفسيا في مجتمعنـا يا كثرهم .. ومو كل من راح صلى بالمسجد صلاة تقبل .. يا ما ناس يصلون ويصومون وهم ظالمين لزوجاتهم وأولادهم ومأكلين حقوق اليتامى .. هذيلا الناس صلاتهم باليه ترمى في وجوههم مثل القطعة الخرقاء .. وفي ناس صالحين صلاتهم ترفع لسماء
يعني لو خليت خربت
سكت ما قدرت أعقب على كلامة ، ابتسمت لأفكاري ..أبد ما توقعت انه تفكيره راقي لهذه الدرجة ومثقف .. يعني توقعت إللي مثله مـا يهتم إلا بكتب الطب ..
:
:
عبد العزيز : إلا أخبار يدك .. عسى ما تألمك
ابتسمت له : لا الحمد الله
عبد العزيز ، وهو يمد يده اليمين إللي لفتني فيها خاتمه بإصبعه الصغير حجر أسود لمعته ملفته للأنظار وشكله حوله ألماس : طيب ممكن أشوف الجرح
ترددت لكني مديت يدي له .. سحب العلبه إللي جنبه ولبس القفاز علشان لا يلوث الجرح وفتح الشاش بشويش مع أني حسيت بوخزة بسيطة .. ناظر بالجرح نظرة تفحصيه ، وبعد كذا طهره لي وسكرة
وهو يبتسم : لا الحمد لله ما تحتاجين plastic surgery
كشرت وكأني طفله : لا شنو عملية تجميل .. أصلا حتى لو احتجت مراح أسويها عندك
عبد العزيز وكأنه يكلم طفله : ليـــه
: لا أخاف
عبد العزيز : وليه تخافين
وأنـا أناظر بالنكتاي الوردي الغامق إللي جايه متناسقة مع قميصة الوردي الفاتح : بس كذا أنت بالذات مراح اسوي عندك
ضحك على كلمتي العفوية ، مدري ليـه ضحكته وترتني ، انعكست ضحكاته على بياض بشرته وإللي زادها بياض قميصة الوردي ، طول عمري أكره هذا اللون على الرجال اعتبره لون خاص بالبنات ، لكن لمـا شفته اليوم لابس هذا اللون ، بصراحة زاد من وسامته
عبد العزيز : تدرين كل الدكاترة إللي يدخلون غرفه العمليات تصير عندهم phobia من العملية
عبد العزيز توتر من طريقة كلامها وكأنها طفله بريئة .. للحظة تخيلها وهي لابسة مريول المدرسة وشعرها مضفرته ..سحب علبة السجاير من جاكيته البني الغامق إلا معلقة خلف كرسيه .. ورماها بفمة وولعها بولاعته الفضية
في لحظات انقلب مزاجي
ناظرت فيه وأنا منقرفه من رائحة السجاير .. صحيح أن بعض الأحيان شميت فيه رائحة سجاير لكن إيش قله الذوق إللي فيه يدخن قدامي .. سحبت حالي ووقفت طالعه من العيادة إللي راح أختنق فيها .. ودون أن يلاحظ إضطرابي
وأنا عند الباب : على فين دكتورة
رفعت حاجبي وأنا أناظر فيه : العيادة وانتهت ، بروح الجناح .. وقلت لازم أدقة بالكلام قبل لا أطلع ..
ورائحة الدخان هنا راح يخنقني
:
:
رمى عبد العزيز السجارة بالطفاية الصغير إللي جنبه بقهر ..
يعني ما لقيت تدخن إلا قدامها .. غبي غبي .. طول عمرك غبي .. دعست عليها بقهر لين ما حولتها لرماد وفتات
:
وأنـا بالجناح دقت علي مريم
: هلا مريومه كيفك .. والله من زمان ما سمعنا صوتك
آمري حبيبتي .. خلاص مري علي اللحين .. أنا انتهى دوامي
رحت للغرفة الخاصة بطلاب الانتير .. أخذ عباتي وباقي أغراضي ..
بعد ما مرتني مريم رحت معها لمجمع الظهران ،
قالت لي : تعرفين محل مجوهرات حلو !! ، يعجبني ذوقك بالمجوهرات
أخذتها لمحل مجوهرات ، مجوهراته غريبه نوعا مـا غير عن المعتادة
أختارت لها طقم أجحار طبيعية باللون الزهري مع اللؤلؤ .. وأنا شفت حلق لؤلؤ طويل متداخل مع ذهب أصفر .. وأنا أحاسب .. دفعت ببطاقتي القديمة إللي ما زالت عندي من بنك في الإمارات ..
ناظرت بالرجال إللي يشتغل بالمحل ومبين عليه مستغرب من بطاقتي
رفع رأسه وقال : ممكن سؤال
: تفضل
الرجال : أنتي إماراتيه
رديت عليه بحده منهية الحوار : لا
قربت مني مريم : مسكين شكله يبي يطق سالفة معك
همست لها : وأنا فاضية له .. مع انه وسيم وشكله مؤدب
بعد ما طلعنـا من المحل ،
مريم : أنا عازمتك اليوم على الغذاء
: لا مريوم ماله داعي
مريم : وتردين عزيمتي
: طيب ما عاش من يردك
مريم وهنا نركب السيارة : طيب إيش رايك نروح كاسبرد & جامبينز .. مطعم جديد ويقولون حلو
: أنـا بعد سمعت من عبد الله ، خبرك المخطوبين خبيرين المطاعم
وصلنـا بعد فترة المطعم ، السواق وقفنا قريب من قسم الرجال
مريم : يا الله ها السواق غبي .. يعني ما يشوف هناك قسم العوائـل
مسكتها من يدها ننزل من السيارة : فوتيها .. كلها خطوتين
مرينـا من قسـم الشباب إللي زجاج يطل على الشارع بينما قسم العوائل بالدور الثاني
:
:
هي والله طيفهـا مر بخياله ..
طلال وهو يناظر بنفس الشخص إللي يناظر فيه عبد العزيز : كأن هذي البندري طالبة الانتير إللي معك
رديت عليها وأنا شاك : على مـا أظن
طلال : تصدق والله البنت مملوحه ، جذابه بالأحرى
وكأنه يدندن على أنغام أغنية عراقية : ما أقدر أجر الروح و أتحمل بعاد .. بعيونك الحلوة باليني بلوة
قاطعته بعصبية أنا استغربتها ، معني متعود على أسلوب طلال الغزلي : عيب عليك يا طلال .. تناظر بالبنت بهذي الطريقة
طلال : طيب أنا ما ذميتها ، النظرة الأولى حلال
: هع هع أنت قزيتها .. تقول لي نظرة
سرحت بخيالي .. إيش ها الصدفة إللي جابتها لهنا .. نتواجد بنفس المكان .. ويمكن نطلب نفس الأكل ..
شعرت برغبه بالتدخين .. طلعت علبه سجائري من جاكيتي كنت راح أخرج سيجارة لكن فجأة تذكرت الموقف البايخ إللي صار لي اليوم معها .. هي شكلها ما تحب التدخين أو بالأحرى المدخنين ..
أنا لازم ابطل تدخين .. على الأقل على شان صحتي .. أنا نفسي مدري ليه بالفترة الأخيرة صرت مدمن تدخين .. مع أن المفروض أمثالنا الأطباء أعرف الناس بأضرار التدخين
طلال : إلا غريبه اليوم عازمني على الغذاء
ناظرت فيه مقهور ، مدري ليه فجأه صرت أكرة أسلوب طلال : أمي اليوم معزومة ، ما ودي أتغذى بالبيت بروحي
طلال : أهــا .. وأنا اقول دلوع أمه متنازل وعازمني .. وأنا طول الفترة إللي راحت أقول لك تعال تغذا معي وأنت رافض
رديت عليه : طلال أنت شكلك رايق اليوم ، وأنا مزاجي مقفل على الأخير
طلال بخبث : أفا ليه .. كل هذا من حبيبه القلب
ناظرته بحدة : انت شقاعد تخربط
وهو يغمز لي : علينـا
: كانك تقصد البندري .. فأنت غلطان .. البنت شكلها متزوجة
الحمد الله أن وصل الأكل وبديت آكل بكل هدوء ، لكن توتري كان واضح من مسكه يدي لشوكة والسكين .. هذا الغبي طلال مدري كيف يفكر .. معقولة أنا ألتفت لوحدة مثلها .. مغرورة ومتكبرة على شنو أنا مدري
*
*
دخلت البيت لقيته هادئ .. على غير العادة .. وين إزعاج ملاك ومنار وصياح حمود .. طلعت فوق أتفقد أحوالهم ..
بعد ما تطمنت عليهم ، وحمودي نايم بسريرة .. دخلت غرفتي وأنا أسحب العصا الطويلة الصينية إللي مثبتتها بشعري ودخلت يدي بشعري أنفشه وأعطية حرية لتنفس
" مسـاء الخير ، كيف الغذاء كان "
أنـا ابتسمت له مع أني لمحت نبره السخرية بصوتة : الحمد الله ، غيرنا جو
جاسم وهو رافع حاجبة : أشوفك صرتي تطلعين وتدخلين وكأن مالك والي
عقدت النونه إيش هذا الكلام الجديد : تعودت معك أطلع بحريتي ، وأنا أعطيتك خبر أني راح أطلع
قام من مكانه وجاء ووقف أمامي : وأنـا مثل المغفل ، ما أدري عن شي
ناظرته بإستغراب ، أنا ماني فاهمه شي : إيش صاير ، ومن عاملك على أنك مغفل
وهو يناظرني بحدة ويركز نظرتة بعيني : إيش تسمين روحتك للبنك وتأخذين كل ذهبك من غير علمي
مثلت العصبية على شان لا يكتشف : ذهبي وأنـا حرة فيه
جاسم : ما قلنا شي .. لكن أنك تروحي البنك من غير علمي ، وأنا اليوم أنصدم أشوف الصندوق فاضي وبقيت أتهم الموظف ، لأن المفتاح بس موجود عندي والنسخة الثانية بالبنك .. وانصدم يوم خبرني أنك جيتي وأخذتي كل شي .. تداركت الموضوع ما ابي أبين دور الزوج المغفل إللي ما يدري شي عن زوجته
: نسيت أخبرك
جاسم : نسيتي تخبريني ، طيب وينه ذهبك .. غلبت الغرفة فوق تحت ما لقيته
بعتيــه !! صح
تلعثمت بالكلام : هـــاه
جاسم : ماله داعي تكذبين يا مريم عيونك فاضحتك .. أنتي بايعة الذهب ..
ليـــه بعتيه .. يعني أنـا مقصر معك بشي .. مقصر بحق بيتي بشي .. صحيح أن عمرك ما طلبتي مني شي .. لكن ما أظن قصرت بحقك ولا حق عيالك .. ليـه تبين تصغريني بعينك وأني مش قادر أصرف عليك وعلى عيالك
يا ربي هو فاهم الموضوع غلط ، قربت منه المس يده لكنه ردني بقسوة : جــاسم أنت فاهم الموضوع غلط
رد علي بعصبية : فهميني .. إيش إللي فاهمه غلط وكل شي واضح
: جاسم أنا بعت الذهب على شـان أقدر ...
ما قدرت أكمل خفت .. ما حسبت حساب لها اللحظة .. انه يعرف ويعصب بهذي الطريقة .. هذا لو عرف أني خبرت أخته وأنا إللي ساعدته يمكن يطلقني لأن ممكن يعتبر هذا الشي إهانه له
خفت من سكوته ونظراته لي ,, طــال سكوته ونطق ويا ليته ما نطق : لا يكون أنتي إللي مكلمة أختي على شان تساعدني ، أو أنتي إللي بعتي ذهبك على شان هي تساعدني
سكت ما قدرت أنطق بحرف ، مشكلتي أني مفضوحة مقدر أكذب
مسكني من ذراعي : انطقي كلامي صح والله لا
خفت من نظرة عينه إللي يتطاير منها الشرار ، أول مرة بحياتي أشوفه بهذي الطريقة ، اكتفيت أني هزي راسي بإيوة
فض يده عني : ليـــه يا مريم .. ليه ما قلتي لي..ليه تدخلين أختي ما بينا طلعتيني مغفل .. غبي وأنا محذرنك أني مراح أخذ ريال واحد منك
لكن للأسف ما احترمتي رغبتي .. وصرت وكأني مير مو برجال عندك
ما اعطاني فرصة أكلمة سحب شماغة وطلع .. مـا قدرت ألحقة
حسيت من كلامه بطعنه بصدري .. أنـا ما هان علي أشوف زوجي متضايق .. الفلوس عمرها ما همتني ولا كانت مصدر سعادة بالنسبة لي
ليه إذا ....حبيتك أكثر زدت قسوه ؟؟
وإن دريـت بحاجتـي لـك زدت جفـوه
وإن عطيتـك مـن حياتـي مــا تـريـده
ماكفاك .... وتحسب إن الحـب نـزوه
والله إنــي يــا أحــب الـنـاس أحـبـك
والله ان الـروح لــو ترضـيـك... فــدوه
مسكت الجوال بيد مرتجفه دقيت عليه لكنه سكر بوجهي .. يـا ربي أرحمني شنو اسوي
ما بيدي حيله .. طحت على الأرض وسندت رأسي على السرير واطبقت جفني .. وبكيت .. بكيت قهر .. بيكت زوج ما قدرني وفــا لين ظنيت أن الشعاع إللي بقلبه طفـا .. بكيت عمري إللي ضاع وأنا لأجله نذرت العمر وأغلى سنينه
لكن ياحبيبي ألتمس لك العذر .. لو كان ما أنت معذور .. وأن جحدت المودة بان لك ما خفا
******************************************
(الجـــــزء الثالث والعشرين )

الليل أسدلـ عن أستـــاره .. والريـاح تداعب أغصان أشجـاره
ولحـن المطر على الأسقف وكأنه تعاتب خلان
تبسمت لأجل الليالي القديمة ..
لكن في حروفه آهه
أدري أن السجن مـا تصرخ أسواره
كل فرحة في ثرى الحزن مقبورة
هي واقفه عند الشباك تنتظره بكل شوق .. تترقب موعد حضوره ..
صحيح أنه عنيد القلب وقاسي .. لكنه أسر قلبي وخلاني أعــاني
حتى لو نسى مواقفي وأنا دمعي سباني ..
حتى لو جفا القلب .. قلبي فيــه ذايب
هو نبض نبضي وضوى قلبي وعيني !!
:
:
جالس عند البحر وقطرات المطر تلامس وجهه .. مــا اهتم لقطرات المطر إللي تغازله من غير خجل ..
يحس بالخجل من نفسـه .. كيف زوجته من بعـد هــ الوفا يقابلها بهــا الجفــا
ليـــه هو هرب من دفاها ، ليـــه يهرب من حبهـــا
ليه يهرب من بين ضلوعها بكل كبريـــاء
خاطب نفسه .. ليه يا جاسم تبي تطفي شمعه الحب إللي بينكم بغرورك ..
عيونها تنطق الحب لك .. ليـه أنت متغافل عن ها الحب .. إيش تنتظر .. تنتظر لين تخسرهــا !!
هي ما تستحق مني إلا الاعتذار، كيف اعتذر منك يــا روعه أعذاره .. يا نور ها الكون
غمضت عينني وسمحت للهواء يدخل رئتي بكل حرية وقطرات المطر تضرب وجهي وكأنها تبي تعاقبني على معاملتي القاسية لها ..
صدقيني يا مريم أحبك ، والله أني ما أتخيل البيت من غير وجودك من غير لمساتك ورائحة عطرك .. أنتي تتركي لمسـه بحبك وحنانك بكل مكان تكونين فيه
يمكن طبيعتي الجافة وتحمل المسؤلية من وأنا صغير .. خلت مشاعري جافه ،ميتة ، مـا حبيت عيالي يعانون ويقاسون إللي أنـا قاسيته بصغري أبي لما يكبرون يكون كل شي متوفر لهم .. نذرت مشاعر الحب بس لعيالي .. بسبب انغماسي في شغلي وأعمالي قتلت عواطفي وصارت مـا عاد لها وجود بحياتي ، وصارت من الهوامش لكن مريم أم عيالي .. ما تستحق مني إلا الحنـــان والحب
*
*
جالسين بجنب المدفأة .. يلتمسون الدفء من لهيب الحطب .. بها الليلة البــاردة .. الشتاء جاهم من غير مقدمات
البندري حاطه راسها على كتف ريوم
يحاولون يدفن أطرافهم الباردة .. وقلبوهم إللي ساكنها العشق .. ومـا خذتنهم السوالف بها الليل
من غير شعور منهـا بدت تغني بالأغنية إللي جمعتهم دايم .. غنت بصوت دافي بعكس قلبها البـارد .. من بعد فراقه صار قلبها خالي وبارد مثل الصقيع
صغيره كنت وإنت صغيرون
حبنــا بدا بنظره العيون
قالو ترى ذولا يحبون
من الصغر لمــا يكبرون
مثل نجمه والقمر .. كـــبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر
أخذت نفس عميق .. على شان تقدر تكمل .. لأن الدموع بدت تتجمع بعينها
على الجرب قعدنا ليالي
ذاك النهر والنخل عالي
تغيرنـــا وكبرنـــا يا غالي
ظل النهر والنخل عالي
مثل النهر ما تغيرنا
حبنا كبر وأحنــا كبرنا
محلا الحب إلا جمعنـــا
مثل الطيور إحنا صرنـا
مثل نجمه والقمر .. كبر حبنا وازدهر
في عيونك حبيبي جدد دروب السفر
دمعها نزل فوق الخدين ، على ذكراه .. طول عمرها كانت تحلم باليوم إللي تكبر فيه وتجتمع معه تحت ضوء القمر ، وتكتب اسمه على الرمل .. لكنه تركها وسافر لبعيد من غير رجعه ..
:
:
كنـا أحلا طيور جمع بينا الحب .. ها الأغنية أحبها لأن بندر هو إللي علمني عليها .. أحسها تحكي حكايتنا باختصار.. ومن وأنـا صغيرة أحبه وكبر هذا الحب معي
ريوم ما حست بدموع البندري .. لأنها سرحانه مع لهب النار المتطاير داخل المدفأة .. تفكر بالرجال إللي دخل حياتها من غير استأذن .. من قبل كانت تسهر على أشعاره .. لكن اللحين اجتمعت الصورة في مخيلتها .. من بعد ما شافته وصورته في بالها ما تغيب .. ومحتارة .. صعب توافق على شخص هي ما تعرفه .. هي عرفته من أشعاره وبس .. وما تدري هل ها الحبيبة واقعية والله خيالية ,, يقولون أن الشاعر لازم يواجهه انهزامات عاطفية على شان تطلع منه إبداعات شعرية ,, وممكن هو يختلق له حبيبة خيالية ليس لها وجود ,, لكن كيف تعرف .. تسأل من .. ومنو راح يجاوبها بكل صدق
تخاف تسأل سلمى تقول لها من فين عرفتي ,, وتنفضح
فاقت من سرحانها تبي تبعد عنها الأفكار .. والتفت لأختها إلليسرحانة هي بدورها بعالمها الخاص .. تضايقت .. من معالم الحزن المحفورة بوجهه أختها .. تتمنى يجي شخص ينتشلها من أحزانها .. لأنها عجزت معهـــا
:
حرام يا ريوم تتركي أختك وهي بها الحال .. كيف أتزوج وأختي الكبيرة جالسة بالبيت .. لا لا أنـا مستحيل أوافق على ها الشخص
وكأن البندري قرأت أفكار ريوم بها اللحظة : ريوم فكرتي بموضوع خطبتك
ناظرت بأختي ، معقولة أترك أختي : مدري والله محتارة
مسكت يدي الدافيه بعكس يدها الباردة رغم وجود النار أمامنا : وليه محتارة ريوم .. إذا عشاني لا تحتاري .. أنا الله كاتب لي أبقى كذا طول العمر
حطيت يدي فوق يدها : لا البندري لا تقولي كذا ، أنتي لساتك صغيرة وألف من يتمناك
ارتسمت ابتسامة سخرية على وجهها : وأنا ها الألف على قولك ما ابيهم ، كنت ابي واحد منهم لكن القدر ما جمعنـا .. أنا ما افكر لا برجل ولا بزواج .. أفكر أني أكمل دراستي
خفت من كلامها ، أول مرة أسمعها تقول ها الكلام : يعني تبين تسافرين
هزت رأسها : أنا راسلت كذا جامعه بلندن وايرلندة على شان أولـ ما أخلص الانتير أسافر وأكمل دراستي
مسكت يدها برجاء : لا يا البندري ، تكفين لا تسافرين
البندري: ليه ما تبيني أسافر .. أنتي أن شاء الله الله بوفقك مع يوسف .. وعبد الله مع سلمى
تجمعت بعيوني الدموع : لكن أنا محتاجة لك ، أمي محتاجة لك .. حرام عليك يا البندري أمي ما تستاهل منك كل هذا .. كفاية تحملت غربه عبد الله بأمريكا وبعدها أنتي .. فجأة كذا يخلا البيت عليها .. حرام عليك يا البندري والله حرام
أشاحت بوجهها عني وكأنها ما تبي تضعف قدام دموعي ، حسيت للحظة أن إللي قدامي مو البندري شخص ثاني .. شخص قاسي قلبة حجر
البندري: أنتي مو حاسة فيني يــا ريوم ، أنا كل يوم أموت ومحد حاس فيني ، يمكن إذا ابتعدت وسافرت ارتاح .. وارجع لكم وحدة ثانية
: لكن حنـــا نبي البندري القديمة
قالتها بقسوة : عمر إللي يروح مــا يرجع
*
*
شفته داخل علي وأنـا ما زالت واقفة عند الشباك انتظره ... كان قلبي حاس انه راح يرجع البيت
شفته واقف عند الباب وملابسة كلها غرقانه بالماي .. ركضت له بكل لهفة ، بكل خوف بكل حب .. ومسكت يده
: جــاسم إيش إللي صار لك ، ليه ملابسك غرقانه بالماي .. تعال معي غير ملابسك على شان لا تمرض
هي خايفة عليه وهو بيوم ما قدر إحساسها ، ما اهتم ساعتها انه يمرض أو لا ، بعد الخصل النازلة على عينها .. وبانت عينها المحمرة من كثر البكي .. قبلها ما بين عيونهــــا
سامحـينـي.. لو قسا قـلبـي عليــك
لـو جـرحـــتك مـا مــــلا عيـني سـواك
عشـــت كل الحـــب والأمـــال فـيــك
لـو هـجــــرتك مـتعـــة الـدنيـــا لـقـاك
ابـتـديـتك يـا حيــــــاتـي وانـتهيـــــك
الله الـلي يا بـعــد عـمــــري عـطـــاك
سامحيني يـــا أغلى حب
ناظرته بكل شوق وحب ... انتظرتك يا بعد امسي .. انتظرتك وقلبي ينتظرني معاك .. : دايم للعاشقين ذنوب كثير .. وإللي يحب يغفر
ضمها جاسم لصدره لو لف العالم كله ما يلقى بطيبه قلبها ورقتها : ادري أني غلط بحقك .. ساعديني أكفر عن غلطة أيامي
*
*
لابسة لهـا كنزه صوفية بنية طويلة لين الركبة وبيدها كتاب .. نايمة على السرير بالعرض على بطنها وهي تقرأ ومدفية أقدامها بجوارب صوفية متينة
دخل عليها كحيلان وهي بها الوضعية .. انسحر بشكلها الطفولي .. كل يوم وكل دقيقة تسحرة بحركاتها لكن يا ليتها تحس بمكنون قلبه
:
رفعت رأسي شفته واقف ومتسند عند الباب حسيت انه من فترة واقف وهو بها الوضعية .. ما اهتميت أعدل من جلستي .. رديت عليه : خيـــر
كحيلان : أسيل قومي غيري ملابسك خلينا ننزل ، ملينا من جلسة الفندق
: وين تبينـا نروح والدنيــا برا كلها مطر
كحيلان : نجلس باللوبي ، نأخذ لنـا فنجان قهوة .. نطلع برا نتمشى تحت المطر
رفعت حاجبي .. هذا إللي كان ناقصني امشي معك تحت المطار ، ضحكت بسخرية : give me a break الليل والمطر انخلق للعشاق بس .. لا لي ولا لك
رجعت أكمل الكتاب الشيق إللي عن علم الطاقة .. ما اهتميت انه طلع وصفع بالباب .. أنـا اليوم مزاجي رايق ومالي خلق أعكر مزاجي بسوالفه المملة
بعد مــا تعبت من قرأه الكتب ، وظهري تكسر من جلستي الغلط .. تحركت بالغرفة بملل .. أمممممممم اللحين شنو اسوي وهذا العله نزل .. لو هو موجود كان تحرشت فيه .. ونسوي اكشن بحياتنا الباردة .. طلعت لصاله .. السرير مرجع مكانه .. لكن بعض من ملابسة مرمية بأهمال على الكنب .. وشنطته الكبيرة على الجنب وطالع منها قطع من ملابسة ... يـــــا الله طول عمرهم الأولاد قذرين .. يعني ما يعرف يعلق ملابسة بالدولاب .. house keeping كيف ترتب ملابسة وهو ما طلب منها .. كيف تعرف للملابس إللي يبيلها غسيل وهو ما حطها بكيس اللوندري ..
قررت أسوي خدمه إنسانية فيه .. علقت الملابس النظيفة .. وفتحت شنطته .. مقرره أفضيها بدل ما هي معفوسه .. حطيت أغلب ملابسة بالدولاب الصغير إللي بالصالة .. لكن لفت نظري بزاوية من الشنطة الكبيرة ورقة مدري صورة مقلوبة .. رفعتهــا .. وانصدمت .. ايش يجيب ها الصورة عند كحيلان بالذات .. كيف وصلت له ..
صورة لي بزواج بنت عمتي ، كنت لابسة فستان باللون الخوخي .. الفستان كان مخصر على جسمي ومطلع مفاتني .. تذكرت .. أن أخته عهود هي إللي مصورتنا بكاميرتها .. لكن من إللي سمح لها تعطي صورتي لأخوها .. أو يمكن هو سرقها منها .. يمكن .. لكن أنـا مراح اسمح له يحتفظ بشي لي .. ها الصورة صورتي ، يعني من ممتلكاتي
وأول ما قمت واقفة بروح للغرفة .. انفتح البـاب ودخل .. أنا بسرعة خبيت الصورة وراي .. خفت يشوفها عندي ..
شكله انتبه أن شنطته مرتبة ، والصالة نظيفة ، ناظرني بريب : من إللي لمس أغراضي
ما سمحت له يهجم علي بكلامة : حبيت ارتب أغراضك بدل ما هم مبهدلين الدنيا .. هذا جزاتي .. مشيت عنه وتركته
مدري خايف أشوف شي غلط بشنطتة ، الصورة وأخذتها .. مراح أسمح لك تملك شي من ممتلكاتي إلا بإذني .. دخلت الغرفة وقبل لا أسمح له يدخل المنطقة المحظورة .. جريت الباب وقفلته قبل لا أسمع اعتراضه ..
:
ها المرة شغلت التدفأه .. لأني مليت وأنا كل ليله متكورة على نفسي من البرد .. لبست لي قميص نوم حريري طويل .. هذا أقل شي ممكن ألبسة الله يهدي أمي يعني ما لقت تحط لي غير هذي الملابس .. يعني ما تمزح بالمرة ..
تمددت على السرير بملل .. أحس وكأني عجوز وطالعه رحلة استجمام وكأنها تنتظر الموت .. الحياة صارت عندي مملة لأبعد الحدود .. والله أن الدوام بالمستشفى أبرك مليون مرة من مقابل فيس زوجي المحترم .. على الأقل هناك راح أقابل وجيه ناس سمحه .. تحترمني وتقدرني .. تلاقين ناس تسولفي معهم .. حتى لو تسولفي مع المرضى .. وبالذات إذا ألاقي لي رجال كبير في السن .. والله انهم يونسو .. وهو عنده استعداد يقص لي قصة حياته .. تروح عنه ضيقه الخلق والحياة الممله بالمستشفى .. واستمتع لما يقص لي عن عيالة والفرق بين عيال ها الزمن وأيام قبل .. وكيف كان عايش آيام شبابه
سمعت نغمة المسج .. تونست .. طول ها الأيام ما رن جوالي غير أمي تتصل علي وتتطمن علي ..
شفت المسج من سلوم حبيبه قلبي .. والله أني مشتاقة لها موووووووووووووووت
" هلا بأسولة العسولة .. كيفك والله اني مشتاقة لك مووووووت .. كيف شهر العسل معاك .. أكيد أنتي حولتيه لشهر بصل .. ههههههههههه .. سوري إذا ازعجتك أكيد أنتي اللحين بأحضان زوجك "
من غير شعور مني ضحكت على كلامها .. والله أني أشتقت لها العسل ولسوالفها إللي تجنن .. لكن فجاة تحولت البسمة المرسومة على شفاتي لدمعات على خدي ..
حطيت رأسي على المخدة بأسى .. والله أني أشتقت لأهلي للبنات .. لحياتي .. أحس أني بختنق لو ظليت هنـا أكثر
خفت وأنـا أسمع صوت بالحمام .. هذا إيش جالس يسوي ليه مـا نام .. أتوقعه من يحط رأسه على المخده يروح في سبات عميق
المشكلة باب الحمام خشبي وماله غفل بس يندفع وبإمكانه يدخل الغرفة .. لا لا مش وأنا بها اللبس .. شديت على البطانية بقوة ..
غمضت عيوني .. وأنـا أحاول أتحكم بأنفاسي المتسارعه لمـا حسبته راح يدخل الغرفة .. خله بس يفكر يجي ناحيتي والله يلمسني راح يشوف شي عمرة مـا شافه .. راح أخليه يعرف أسيل على حقيقتهــــا
كنت نايمة بالطرف الثاني لسرير .. قريبه من ناحية الستارة .. ومعطية باب الحمام ظهري .. وشعري الكستنائي المدرج متناثر على المخدة ..
حسيت بأنفاسه الملتهبه تقرب مني .. ويده تتخلل شعري .. أنــا جمدت مكاني .. وين قوتك يا أسيل وين تهديدك !!!
:
:
:
آآآآآآآآآآآآآآه
أحلى ما ربنا خلق .. معوذه برب الفلق ..
العشق بلوه ابتلاني .. ورغم كل ما أعاني .. أنـا بحبها أناني .. وواصل لحد الجنون
آآآآآآآه يا ربي شنو أسوي بقلبي إللي عشقها نصحته يقسى عليها ..بس عيـا .. آآآه منه لين عيـا وليه عزم يترك الكون ويجيهـا ..
مــا عرفت ألقى لهذا القلب حل .. الجواب أغفى بظلة وارتحل
آآآآآآآآآآه .. من فين أجيب أحساس .. على شان تحس فيني .. وهي داخل قلبي نايمه ..
أجلس قدامها وما تحس فيني .. أحسها أحيان مو بشر .. متى راح يتحرك قلبك الحجر .. أصلا لو بشر غيري في يومين أنتحر .. نفسي مرررررررة من حنانك ألتمس .. لكن من فين أجيب أحساس للي ما يحس .. مو حرام أقضي عمري بالقهر .. لا هي يوم ولا هي شهر
قبلتهـا على جبينهــا وطلعت من الغرفة بهدوء مثل ما دخلت بهدوء
*
*
طالعه من قســـم الطوارئ .. طالعه لفوق بالقسم راح أغطي الجنـــاح ..
وأنا داخله اللفت رن جوالي بنغمة المخصصة لحبيبي عبودي .. لكني مـــا قدرت أرد لأنه أكيد راح ينقطع باللفت .. وأولـ ما طلعت من اللفت .. رحت بعيد شوي قريب من الزجاج الموجود بالمستشفى والمطل على مواقف السيارات وقسم الطوارئ .. ودقيت على عبد الله
: الوووووووو
عبد الله : هلا بها الصوت ، كيفك يا روحي
ابتسمت وكأنه قدامي وهو يقولي يـا روحي : بخير يا قلبي
عبد الله مسك قلبه : آآآآآآآه يا قلبي
آآآآه منك ، خلاص تعودت على حركاته : سلامتك من الــ آآآآآآه
عبد الله : حبيبتي بجيلك الحين بمرك
شهقت : لا شنو تجييي .. أنـــا عندي دوام
بلهجة زعلانه : يعني ما يصير تستأذني
: لا شنو أستأذن ، نلعب حنــــا
سمعته يسلم على أحد : هلا بحبيب قلبي
: عبد الله أنت وينك اللحين ؟؟
عبد الله : أنـــا مع حبايب قلبي
يبي يثير غيرتي لكن مو علي : أحلف يــا شيخ محد حبيب قلبك غيري
عبد الله : آآآآآآآه وهذا إللي ذابحني
: صدق عبد الله أنت وينك !! بالقهوة صح
عبد الله : كيف عرفتي !!
ضحكت عليه ، يفكرني ساحرة : أنـــا فاهمتك .. شسوي بها الوقت بالقهوة تشيش صح
شهق لما قلت له كذا : ومنو قال أني أشيش
: هههههههههههههههههه ، شوف أنا صحيح حاسة السمع لك عليها شوي .. لكن بحاسه الشم محد يغلطني .. أنـــا أعرف أنك تشيش .. أشمه في رائحة نفسك لمــا تجيني
: الله عليك ، صايرة لي أرنب .. مع أني أحاول أغبي على الريحة
: هههههههههههه مهما حاولت ، تظل بنفسك
لكن اسمع .. تمتع بالحرية ها اليومين والعزوبية إللي أنت عايشهــا .. لكن بعدين لمـا نتزوج أحلم معي تشيش .. إذا شميت ريحتك من باب البيت أحلم تدخل الغرفة
ضحك عبد الله على تحذيري القاسي بالنسبة له : أيش ها العقاب ، تبين تذبحيني
: ههههههههههههه ، تراني أقولك من اللحين اتركها أحسن ما تتعذب معي
عبد الله : لعيون سلمى أترك أبوهـــــــــا بعد
ضحكت بخجل : طيب حبيبي ، أخليك اللحين و راي شغل
عبد الله : ووووووووين ، خلك معي شوي ، والله أني طفشان من غيرك
: حبيبي وراي مرضى
عبد الله : أعتبريني مريضك
عصبت عليه من قلب : عبد الله لا تقول ها الكلام .. الله لا يجب اليوم إللي اشوفك فيه مريض وبالمستشفى
عبد الله بحنيه : تخافين علييييييييي
مو أنـا إللي جاوبته ، قلبي إللي جاوبه : أكيييييييييييييد أخاف عليك
عبد الله بخبث : يعني تحبيييييييني
رديت علية وأنا أحط أصبعي بفمي : أيوه
عبد الله : شنو أيوه
: عبد اللــــــــه وبعدين معك وراي مرضى
عبد الله : طيب طيب ، ولا تعصب حبيبتي
كنت ناوية أسكر بوجهه .. لانه من جد أحرجني .. حمدت ربي أن السيب فاضي ومحد مر .. لأن وجهي أكيد صار طماطم اللحين
قبل لا يسكر أرسـلي بوسه ..
أنا وجهي ولع زيادة .. حسيته وكأنه قريب مني وأنه ارسلها لخدي
كنت من قبل أضحك على هذي الحركات ، وأعتبرها حركات ناس مجانين أو مراهقين
لكن لما جربتها مع عبد الله ، حسيت أيش معنى هذي الحركات إللي كانت بنظري تافهة ..
ورجعت لعملي بنشاط غريب ، بعد ما كنت مرهقه .. صوته يبعثرني ، يقلب كياني ..
يعطيني طـاقة غريبه وهاله من النشاط
:
:
يراقب النــاس الداخله والطالعة .. شخص يجي يسلم عليه بحرارة وشخص آخر يرسل له التحية من بعيد
لكن حبيبة قلبه محتله كل تفكيرة ، ما كان يحس بالزحمة إللي حواليه .. يفكر كيف راح تكون سعادتهـا لما تعرف أنه لقى لهم بيت للبيع قريب من بيت أهلهـا ..
حتى لو ما شكت له .. لكن هو يفهمهـا من نظرة عيونها وحاس بالخوف إللي بقلبهـا على أمها المريضة .. وعارف كيف مكانه أمها عندهـا و كيف أنها ما ودهـا تفارقهــا ..
هي راح تبكي ولا تضمه ولا تبوسة ..
وعلى هــا الأفكـار إللي ابتسم لهـا .. طلع مفتاح سيارته الموجود بجيبه .. وطلع من القهوة رايح للبيت ..
:
:
ركن سيارته بالمواقف المظلله بالبيت .. ونزل من سيارته وهو يدندن ويلعب بمفتاح سيارته
I used to think that I could not go on
And life was nothing but an awful song
But now I know the meaning of true love
I'm leaning on the everlasting arms
If I can see it, then I can do it
If I just believe it, there's nothing to it
I believe I can fly
I believe I can touch the sky
I think about it every night and day
Spread my wings and fly away
أولـ ما طلع لصالة إللي بالدور الثاني .. شاف حور جالسة وتتابع توم وجيري في MBC 3
عبد الله : حووووووووري ، وش مجلسك لها الوقت ، بكرة ما عندك مدرسة ؟
حور : إلا عندي مدرسة
عبد الله وهو يقرب جنبها : وليه صاحية لها الوقت ، مو معقولة أمي تخليك
ضحكت بخبث : أنا انتظرتها تنام ، وجيت أطالع توم جيري
وهو يلعب ويعفس بشعرها الناعم : آآآآه منك يا المفعوصة
جلس جنبها وصار يشاهد معها الكرتون وكأنه رجع طفل بإحساسه
: حور أنتي تحبين منو أكثر توم والله جيري
حور : أصلاااااااااااا جيري قليل أدب كله يتحرش في توم .. وهو مسكين طيب
: ههههههههههههههههههههههههههههه .. يعني أنتي ما تتحرشي بنرجس مثل جيري
شهقت : أنــــا
: ايوة أنتي ، كم مرة خربتي مكياج ريوم وعفستي دفاتر نرجس
حور: لأنهم مــا يحبوني ولا يلعبون معاي
ناظرها بحنيه ، وكأنه صار لها أب : يا عمري من قال ما يحبونك ، بس هم عندهم دراسة .. إذا صارو فاضين راح يلعبون معك
لاحظ عبد الله أنهـا ما علقت على كلامة ، هو حاس فيها وبالوحدة إللي تعانيها من فارق السن بينها وبين خواتها ، وأن ما في أحد بالبيت بعمرها يلعب معها .. وفقد قطتها ساندي ترك فراق كبير بحياتها
ضمها أكثر لعندة : حور إيش رايك أجيب لك قطة ثانية بدل ساندي
حور بوزت : مـــــــا ابي
: ليه
حور: أربيها وأكلها وألعب معها وبعدين تتركني وتخليني .. نطت بفرح وكأن خطرت على بالها .. أنــا ما ابي قطة أبي لبوة
عبد الله قطب حواجبه .. هذي أكيد جنت .. : لبوووووووووووه مرة وحدة
حور : ايووووووة
اللبوة جميلة .. أنا شفت صورتها بالتلفزيون
عبد الله : هههههههههههههههه تبين البلدية تشيلك أنتي وياها
حور كشرت : أبوي قالي انه بيشتريها لي وإذا كبرت بوديها حديقة الحيوانات
عبد الله : طيب يا أم اللبوة روحي نامي ومن أصبح أفلح
مشى وراها وهي تروح لسريرها بغرفتهــا ، لكنه لاحظ أنها تبي تنام والنور مشغل
حور: لا تطفي النور
عبد الله : ليه !!
حور: أخاف يطلع لي وحش
عبد الله ما حب يضحك ويحرجها ويستخف بيها ، يمكن صدق تخاف
راح لعندها وحملهـــا ، صارت مثل الريشة بين ذراعيه
: طيب إيش رايك تنامي عندي يا النونو
ابتسمت له ابتساماتها الطفوليه ، وكأنهـا أخيرا لقت من يفهمهـــا
أخذهـــا لعند سريره .. ونومهـــا جنبه
*
*
*
فتحت عيني بكسل وأنـا أحس بأشعه الشمس تضايقني .. وجهت نظري ناحية الشباك المغطى بالستارة ونسيت اسدل الستارة البلاك على شان تحجب أشعه الشمس .. حسيت أن الجو اليوم راح يكون حلو وخصوص بعد يوم ممطر ..
تذكرت صوت المطر البــارح .. أنــا قبل لا أنام كنت خايفة من صوت الرعد .. وخفت أكثر لمـا حسيت بكحيلان يدخل الغرفة .. لكن مدري أيش صار فيني .. من لمسات أصابعه لشعري .. حسيت بخدر بكل جسمي وغفيت على لمساته من غير شعور ..
من وأنـا صغيرة كانت أمي تلعب بشعري على شان تخليني أدوخ وأتخدر وأنـام .. حسيت وكأني رجعت طفله وهو يداعب خصل شعري ..
طردت هذي الأفكار .. وأخذت نفس عميق .. أنتي شنو تفكرين فيه يا مجنونه ..
رحت ناحية الحمام عزكم الله .. لكن ها المرة أنا صاحية وأنا رايقة ما أبي أخذ لي دش على السريع .. مليت لي البانيو وعبيته رغوة .. وكأني رجعت طفله تسعدها فقعات الصابون .. وألوان الطيف تنرسم عليهـــا
:
أولـ مــا طلعت من الحمام المنعش إللي سويته لي .. شفت كحيلان منسدح على السرير ومغمض عينـه ..
هذا شنو جايبه هنــا !!
قربت منه وأنـا حذرة .. كـان باين على ملامح وجهه التعب وظهرت هالات سودا تحت عينه .. وكأنه يقضي الليل بطولة بعد النجوم ..
شكله أبـد ما يرتاح بنومه السرير .. حني عليه يــا أسيل .. حتى لو كان ما تحبيه ..
مهما يكون هو إنسان حاله حالك .. خلاص مو مشكلة إذا يبي ينام هنـا بالسرير وأنـا أنام برا عادي عندي .. أنـا متعودة لما أنام وأنا متكور على نفسي حتى لو ما كنت أشعر بالبرد ، يعني طول السرير ما يهمني .. هو رجال طول بعرض ما يقدر ..
لمحت فجأة ابتسامة تنرسم على محياه .. عرفت أنه مش نايم وحاس بوجودي ..
أخاف بس يظن أنتي أتغزل بملامحه الذباحة بس !!
هجمت عليه : أيش عندك جاي و نايم بالسرير
وهو ما زال مغمض عينه : أنتي مراح تنامي اللحين .. خلاص إيش يهمك منو راح ينام بالسرير
انقهرت منه : طيب ممكن تطلع أبي أغير ملابسي
كحيلان: عندك الحمام ، إيش كبره ، تسرح فيه الخيل .. روحي بدلي فيه
أخذت نفس عميق ، ما ودي أخرب مزاجي إللي بديت فيه يومي الحلو على شان سبب تافهة وأتخانق معه .. اللهم طولك يـا روح .. طلعت ملابسي من الدولاب ورحت للحمام ..
:
جلست مقابل التسريحة .. ودخلت يدي بين شعري المبلل ونفشته .. مالي خلق أجففه بالمجفف .. خله يجف طبيعي وأبيه ينفش ويصير متموج .. بعدها أخذت كريم sun block
ومسحته بنعومة على بشرة وجهي .. في أوربا حتى لو كان الجو بارد .. لكن شمس الشتاء تلسع ..
انتبهت من المرايا أنه جلس وتسند على السرير ..
حسيت بنظراته متوجهه لي .. مع أني أحاول ألهي نفسي .. مدري شنو يناظر ..
لبسي عادي تنورة جينز طويلة مع بلوزة تركواز أكمامها طويلة وساترة من قدام .. لكنها مفتوحة عند الظهر لآخر فقرة من فقرات الظهر
كحيلان ، وهو يناظر فيها : أنتي ما تعرفين أن الجو بارد برا .. كيف تلبسي كذا
ما لفيت عليه ، ناظرته من المرايا : ليــه خايف علي أمرض
لا تخاف يا عمري ، مراح أبلشك فيني إذا مرضت ، أنا ما أخذه أحطياطي وجايبه معي أدويتي
انتبهت انه يكلم روحة : لا حول الله ، براحتك
تحرك من السرير وراح للحمام عزكم الله .. ما اهتميت له ، اصلا من متى يهمني ، بعد ما انتهيت من جلسة الكريمات بعد السباحة ، أخذت جكيت الجنز والشال حقي وجلست أنتظره بالصالة وأنا ألبس القفازات الجلد وارتب الشال الصوفي حول رقبتي ..
:
:
بعد ما انتهينا من وجبة الفطور .. كان المنظر والمطعم خيال ، يمكن أي زوجين على الأقل راح يستمتعون بالمكان إللي هم فيه .. لكن حنا كل واحد منــا عايش بعالمه الخاص .. الكلمات إللي كانت بينا بسيطة جدا
بعدهـــا تمشينـــا بدهاليز هذه المدينه الساحرة .. ها المرة أنـا إللي كنت ما سكة الكاميرا وأصور .. أعشق التاريخ .. يمكن لو ما درست طب درست علم التاريخ والآثار .. أشعر أن الغرب تقدر الحضارة والتاريخ والله إيش يخلي هذه المباني القديمة صامدة منذ قرون .. بعكسنا حنا نحاول نمحي الماضي من حياتنا .. حتى نعيش من غير ماضي
دخلنـــا أحد المباني الشهيرة والعريقة بفنيسيـــا .. أصلا ما كنت مهتمة لوجودة جنبي .. كنت ماسكة الدليل السياحي وأتمشى بحرية داخل المتحف .. مستمتعه بمشاهدة الرسومات .. تحاكي عن العشـاق عن الحب .. عن الحضارات عن معاناة القرون الوسطى
تلفت من حولي ما شفته حولي أبد .. ما يهمني وجودة جنبي .. كملت طريقي ..
لكن مدري ليه فجأة شعرت بالضيق ، غيرة الأنثى يمكن !!
شفت رجل إيطالي وبجانبة حبيبته يحضنها بكل حب مستمتعين بمشاهدة لوحة فنية لرسام مشهور .. نظراتهم تنتقل من أبداع اللوحة لإبداع الحب المرسوم في أعينهم ..كنت واقفه جنبهم تماما ..
طلعت من المتحف مضايقة .. مدري وين أروح .. ظليت أتمشى بالطرقات على غير هدى .. مهما يكون أنـا أمراءه، من حقي أعيش مثل غيري أنعم بالحب وبزوج يحبني .. أجيب منه عيال تكون حصيلة وثمرة حبنـــا .. وصلت عند قناة النهر .. جلست على حافة قريب من مواقف الجندولا
أحس بالاختناق ، حتى وأنـا موجودة في هذه المدينه الســاحرة .. أشعر وكأني في دوامة تتأرجح بين الارتياح والشد
حياتي معه مملة ، عادي ممكن يمر اليوم وما نتكلم مع بعض .. عادي نمشي جنب بعض ما نلاقي كلام نقوله .. يمكن العيب فيني .. لكن ليش هو ما يحاول يتقرب مني .. ليه أنتي يــا أسيل عاطيته فرصة ..
بعض الحكماء تقول كل إنسان يستطيع أن يخلق السعادة لنفسة ، لكن برأيي كيف أن يستطيع الإنسان أن يخلق السعادة لنفسه والناس إللي حوله تجلب له التعاسة
لكن حتى اليوم لما مشيت بروحي وكنت بعيدة عنه .. ما حسيت بسعادة ، شعرت بالضيق ، بالوحدة .. الوحدة شي قاتل .. ذكرتني بمعاناتي بأول أيام دراستي بالإمارات ، أول ما دخلت الجامعة .. كنت أحس الليل طووووووويل ما ينتهي .. لكن أنا كنت أعيش غربة وطن .. أما الآن أعيش غربة وطن وغربة روح
خطاي تتبعني خطوة خطوة
أحاول أهرب من ذاتي .. أدور على نواصي كل الطرقات ..أحاول أن أهرب منك
بعد اغتيالك
اغتيالك لأي اختيار اصطفيه
صارت كل الألوان لدي سواء .. وعدت أسير على الطرقات وحدي أسير بلا رفيق أو صديق أو حبيب
*
*
لابسة white coat والسماعة محاطة عنقها فوق الشيلة ..
بدأنا الراوند الصباحي مثل العادة ، مع الدكتور عبد العزيز .. مع أني مو من النوع إلليأناظر بالرجال .. لكن الدكتور عبد العزيز غير أناقته تلفتني .. بدلاته الأنيقة تجذبني .. اليوم كان لابس بدله سودا أنيقة مع قميص أبيض من غير ربطة عنق .. جذبني اللون الأسود يمكن لأني من عشاق هذا اللون الملكي .. حسيته وكأنه رايح لحفله مقامة بقصر ملكي ببريطانيا ..
بعدهـا نزلت عيوني للأرض .. خفت ينتبه أني أناظر بشكله وهو يحرك يده ويكلم الدكتور إللي جنبه و الساعة تلمع بيده ..
دخلنـا بعدهـا لأول مريضه ، الدكتور عبد العزيز كان يتناقش مع الدكتور الثاني بشأن هذي المريضة أنها مفروض تنتقل لقسم الباطنية .. لأنها أساسا دخلت قسم الجراحة على شان عملية المرارة .. لكن قبل العملية دخلت المريضة بــ stroke
لأنها أساسا مريضة بــ sickle cell
ونتيجة هذا المرض .. أصيبت بحصاه في المرارة gall stone
لكن فجأة صار عندها جلطة في الدماغ .. الأكيد سببه السكر
الدكتور عبد العزيز سأل زوج المريضة عن حالها : كيفهــا الحين ، شفتها تحرك عيونها ، تحرك يدها
زوج المريضة بفظاظة : على حطت يدك يا دكتور ، لا تتحرك ولا تتكلم
أنت لازم تشوف لي حل يا دكتور .. مو معقولة زوجتي تظل كذا
أنـا ما أقدر أصبر على هذا الحال
لاحظت إن الدكتور عبد العزيز قطب حاجبة ،
أنا انصدمت من طريقة كلامه يمكن متضايق من حال زوجته
الدكتور عبد العزيز : الله يهداك ، أنا ما بيدي شي ، هذا أمر الله .. وحنـا راح ننقلها لقسم الباطنية وهم أنشاء الله راح يتابعوا حالتها
زوج المريضة بعصبية ما لها مبرر: أنتوا بس تلعبوا فيها .. هي قبل لا تجي عندكم كانت صاحية .. أكيد أنتوا السبب .. أنتوا لازم تشوفوا لكم صرفة .. زوجتي لازم تصحى .. أنـــا ما أقدر أعيش من غير مرة بالبيت .. أنا شنو أبي فيها كذا
من غير شعور مني ناظرت فيه باحتقار ، هذا إللي هامة أنه راح يعيش من غير مرة ، ما يقدر يعيش كم يوم من غير زوجة .. صحيح إذا قالوا بعض الرجال حيــــــ و .....
استغفر الله ، لكن ما قدرت أمنع نفسي من أني أرد عليه : هذا إللي همك بس .. أنك تعيش من غير زوجة .. هذا أمر الله .. يعني بدل ما توقف معها بها الوقت .. أنت تظن أن الدكتور ساحر .. بلمسة منه تطيب .. الشفاء بيد رب العالمين .. والطبيب عليه يعالج المريض وبذل الأسباب .. و أصلا الجلطة صارت لها من مضاعفات المرض إللي عندها .. يعني أبد مو أحنا السبب
من بعد كلامي أنخرس ، وما لقى له كلام يقوله .. صج ناس ترفع الضغط على أول الصبح .. ابتعدنا شوي عن سرير المريضة وعن الجو المتوتر إللي ولده زوجها .. أعطى الدكتور عبد العزيز التعليمات للممرضة .. وبعدها طلعنـا من الغرفة ..
لكن قبل لا نكمل الراوند ، جاء تلفون لدكتور عبد العزيز وحسيت أن ملامح وجهه تغيرت .. وأول ما رد أبتعد عنـا
أما أنا طلعت ورقة بيضا من جيبي مسجلة عليها بعض الملاحظات عن المرضى .. بهذه اللحظة جاء ووجهه مكفهر وملامح وجهه متغيرة ، مع أن عيونه ما كانت باينه بسبب النظارة الشمسية إللي كان لابسها
الدكتور عبد العزيز : أعذروني أنا مضطّر أمشي ، أنتوا كملوا الراوند .. وإذا في أي حاله طارئة تقدر تكلمي دكتور .. وأنتي دكتورة كملي مع الدكتور
هزيت له رأسي .. لكن صارت عندي رغبه أعرف شنو سبب المفاجأ إللي أجبره يتركنا وسبب تغيره المفاجأ .. عمرة ما سواها .. عمري ما شفته مستهتر أو مقصر بشغله .. معقولة بنته إللي شفتها هذاك اليوم بالألعاب مريضة أو زوجته !!
*
*
*
جالس أنتظرهـــا باللوبي ، صار لها أكثر من ساعة مختفية ، دقيت عليها أكثر من مرة ما ترد علي .. بدت الأفكار تأخذني وتجيبني ..
معقولة صار لهــا شي .. أنـــا الغبي ضيعتها مني .. ضاعت مني وسط زحمة النــاس .. صرت أراقب الناس مثل الطفل الضايع إللي يدور أمه
وبوقت ما كانت عيوني تراقب الداخل والطالع من بوابة الفندق .. انتبهت لوحدة متحجبة ولابسة أزرق .. عرفتهــا على طول .. ركضت لها مثل الملهوف ..
كانت تمشي وهي مطأطئة رأسها ..
: أسيل وينك أنتي
رفعت عينها لي بكل انهزام ، لفتني شكل كحلها المختلط بدموعها .. توجس قلبي خوف عليها : أسيــل أيش فيك
وكأني أكلم جدار ، حتى الجدار لو بتكلم تكلم وأشتكى .. مشت وتركتني واقف بوسط حيرتي .. معقولة أحد حاول يتعدى عليهـا أو يتحرش فيها .. هذي الفكرة إللي طرت في بالي
لحقتهــا لكن ما أمداني أوصل للمصعد إلا هو تسكر بوجهي .. ضغط على الزر أنتظر المصعد الثاني يوصل
وصلت لعند باب الغرفة ، لقيته مفتوح أول ما فتحته دورتها بعيني بالصالة ما لقيتها موجودة .. تحركت بخطوات متوترة وخائفة
لقيتها جالسة على الصوفا إللي بالغرفة وفاكة حجابها عن شعرها ومطلقة لكل خصال شعرها الحرية أنها تلامس وجهها .. لكن ما فاتتني نظرة الحزن بعينهـا
قربت منها وجلست مقابلها على السرير ، وكررت نفس السؤال علها تجاوبني : أسيل فيك شي !! أحد ضايقك !!
أشاحت عني ببصرها وهي تحاول تغطي عينها بيدها : لا ما فيني شي .. ممكن تخليني بروحي
رق قلبي لمنظرها .. حسيتها للحظة كسيرة .. لكن شنو السبب مدري .. نزلت لمستوى رجولها ومسكت يدها اليمين : حبيبتي ، أحد ضايقك ، أحد تعرض لك
صرخت بوجهي : مــــا فيني شي أنت ما تفهم .. أنا بخير بعيدة عنك
استغربت ثورتها كا المجنونة .. أظن الوضع بينا ما يسمح لي أني أضمها أو أحاول أقتحم قلبها إللي هو سكن قلبي
تركتهـا ، يمكن تهدأ .. بصراحة عجزت أفهمهــا .. عجزت أقتحم أسوار قلبهــا ..
بعد خروجي سكرت الباب من ورائي .. لكن قلبي ظل متعلق فيهــا .. سمعت صوت أنينها
أيش ممكن إللي يضايقهــا ، كنت أظن أول مراح نسافر راح تتحسن الأمور بينا وخصوصا أن حنا مع بعض ومحد معنا .. لكن الأمور زادت تعقيد في ما بينــا ..
ما قدرت أتحمل صوت أنينها إللي قطع قلبي .. طقيت عليها الباب .. لكن ما سمعت صوتها أبد .. دخلت عليها الغرفة من باب الحمام إللي مرتبط بالصالة ..
شفتها رامية بروحها على السرير وتبكي وهي حاضنة الوسادة .. حبيبتي .. إيش إللي مضايقها .. لية الدموع تجري على خدودها
رفعتها من على السرير بقوة وناظرت بعيونها مباشرة .. دموعها على خدها
كحلها السايل تحت عيونها
في كل شي ممكن أصبر إلا دموع حبيبتي .. شمسي ونور حياتي .. ضميتها لصدري بقوة .. ما ردتني ها المرة .. حسيتها محتاجه لحنان .. لشخص يضمها .. حتى لو كان ها الشخص تكرهه
شعرت لحظتها أن أنفاسي أخط لطت بأنفاسها المرتبكة .. و صوت شهقاتها بين فترة لفترة زادت من لوعتي
لكن بعد فترة هدأت .. ونامت عيونها بحضني .. سهرت بهذيك الليلة وأنــا أراقب القمر النايم بحضني .. مسحت آثار دموعها .. وآآآآآآه على خدودهـا والشامة إللي تحت عينها .. حسنها من رب الجلالة ..
*
*
اليــوم توفى عمي ، و أنا وأخوي أبو سارة وقفنا بالعزاء ، لأن عياله الكبار يدرسون برا .. وهذي الفترة فترة امتحانات عندهم وكان من الصعب يتركوا دراستهم ويرجعوا السعودية ..
والمشكلة الليلة عندي كول ، وما لقيت أحد يحل محلي .. مع أني كلش تعبااااان ومنهد حيلي .. من الدفن لصلاة للعزاء والحين جاي المستشفى ، ما صار عندي وقت ارتاح .. من الصباح ما شربت كوفي ولا دخنت .. فأحس بصداع راح يفرتت دماغي
الله كريم ، نزلت من السيارة وغفلتها .. وأنا أعدل من القميص الأخضر إللي علي للعمليات مع أن الجو بارد ، لكن غرفة العمليات دافئة وما كان لي خلق أغير ملابسي كل ساعة ..
أول ما دخلت المستشفى طلعت فوق لقسم العمليات ، لأن اليوم كلمت القسم وقالوا لي في مرضى دخلوا تحت أسمي ..
شفت البندري واقفه عند الرسبشن ببدلتها الخضراء تنتظرني .. قابلتني ببتسامة .. والله أن ابتسامتها ترد الروح .. والله أني حاولت أغتصب الإبتسامه على شفايفي على شانها .. مع أني كلش مالي خلق
وقفت جنبها أشوف المرضى إللي المفروض الليلية ندخلهم غرفة العمليات ، وبعض المرضى إذا تتحمل حالتهم ينتظرون لصباح .. لأني ما أتوقع عندي القدرة أقدر أعمل أكثر من عملية وحدة وأصير تحت تنشن
جلسنـا بغرفة الأطباء .. على ما يجهزوا غرفة العمليات والمريض يكون جاهز
كنت جالس على الكرسي ومنكس رأسي وضاغط على جبهتي بيدي .. والبندري كانت جالسة بعيد شوي عني ، ما تبادلنا أي نوع من الحديث خلال ما حنـا جالسين .. كان نفسي بشي واحد .. نفسي بكوب قهوة يمخمخ الراس .. كذا يعطي إلكتريكل ويرسل ضربات عصبيه للمخ ويصحيه
لكن مشكلتي القهوة إللي أعملها فاشلة .. مدري ليه ما تضبط معي
رفعت رأسي وشفتها تلعب بأصابعها : دكتورة الله يعافيك ممكن تجيبين لي كوب قهوة
مدري صراحة كيف طلبت منها ها الطلب ، وتندمت عليه بالحال .. لأن نظراتها لي تقول أنا ما أشتغل عندك خدامة
فسحبت كلامي بالحال : سوري دكتورة ما كان قصدي
لكنها قاطعتني وهي واقفة تكلمت وبانت صف أسنانها البيضا : you like it with milk or black
سكت لثواني مو مستعوب ، لكن ما طولت : black
:
صحيح أن ما أحب أحد يتأمر علي .. لكن ما حسيت بأي إحراج من طلبه .. خصوصا وأنه مبين عليه التعب
أخذت له كوب من المطبخ الصغير الموجود .. تلفت حولي توقعت في كوفي مشين صغيرة لكن بس موجود غلاية .. فأنتظرت الماي لين يغلي وبعد ما صببته بالكوب وظفت له ملعقة كوفي أنا بطبعي أحبه خفيف .. بصراحة ريحة القهوة تدغدغ الراس .. لكن ما كنت مشتهية قهوة بها الوقت ..
احترت كم قطعه سكر أحط له .. حطيت قطعه وحدة أتوقعه ما يحب الحلا الكثير .. وأخذت بعض قطع السكر وحطيتها بالصحن الصغير
:
أخذت من عندها فنجان القهوة : مشكوووووره
ابتسمت : العفو
حركت الملعقة أذوب السكر
البندري: حطيت لك قطعه سكر ، مدري أنت كيف تحبه
ناظرت قطع السكر أمامي
ارتشفت من فنجان القهوة ..
آآآآآآآآآه ، أخاف ذوبت أصابعها فيه .. عمري ما ذقت قهوة بحلاها
: أنتي شكلك تحبي الحلا
البندري : تعودت أحط لي قطعتين
: مع أن البنات كلهم حلا .. المفروض ما يأكلون حلا
آآآآآآه ذوبتني بخجلها وابتسامتها الخجولة .. بعثرتني يوم اعتلت الحمرة خدها وارتوى بالدم وزاد من حلاه
أخذت فنجان القهوة .. وطلعت من الغرفة .. صعب استرسل مع افكاري .. ولا أدري وين راح توصلني
وأثناء إجراء العملية .. رفعت عيني .. ناظرت بعينه المبين عليها الإرهاق
أولـ مره أشوفه بها الحال ، بالعادة يشغل له أغاني على شان لا يمل بوقت العملية .. لكن اليوم ابد صمت مطبق .. حتى الممرضات محترمين الصمت إللي بينا
فجأة هو رفع عينه وألتقت عيني بعينه
:
بســـافر بعينك وأعانق موانيك
هذا بيت الشعر إلا طرا على بالي
من متى وأنت يا عبد العزيز تهتم بالشعر .. صرت أنظم من الحروف قلايد ..
وجود ها البنت بقربي ملخبطني .. ما عدت قادر على ضبط أعصابي ونفسي
:
بعد العملية ، كنــا نفصخ gowns
ونرميها بإهمال بالسلة المخصصة لها ..
: يعطيك العافية دكتور
ابتسم لي بتعب : الله يعافيك
دوم لما أخلص شغلي أحب أشكر الدكتور أو أي شخص أشتغل معه ، أحس هذا الشي من الأدب وهذا الشي تربيت عليه .. ما يهمني إذا الشخص إللي قدامي ظن ظن سوء
دكتور عبد العزيز : طيب دكتورة ننزل emergency
: دكتور ليه ما تروح ترتاح شكلك تعبان ، وإذا احتجت لك في حاله طارئة راح أدق عليك
شعرت أنه ابتسم لي بامتنان وشكر : لكن .....
ناظرته بعتب : دكتور يعني ما تثق فيني
دكتور عبد العزيز : أكيد أثق فيك ، منتي معي دايم وأنا اشهد على شغلك وحماسك الرائع بالشغل
: تسلم دكتور
دكتور عبد العزيز : لا جد ما أجاملك ، أنتي دكتورة رائعة .. وأنا أتوقع لك مستقبل باهر .. إلا أنتي شنو ناوية تتخصصين
نزلت راسي ، تذكرت أمنيه بندر وهو يتمنى يشوفي إستشارية قلب ، دكتورة معروفة ولها صيتها .. دوم كان يناديني بدكتورتي
: احلم أني أصير cardiologist
وحنــا نطلع من غرفة العمليات : وليــــه تحلمين .. أنشاء الله بإرادتك راح تحققين إللي تريدينه
:
دخلت غرفتي الخاصة بالمستشفى للمناوبة ..
شعرت برغبه كبيرة بالتدخين .. فتحت الدرج الصغير إللي جنب السرير ، دايم بعض الدكاترة يترك الباكيت إللي له بالدرج .. طلعت الباكت وأخرجت سيجارة ..
رميتها بفمي .. وأشعلتها وسافرت بدخـــــانها
وأنا مسحور بنظرة الحنان إللي انطلقت من عينها .. رغم جديتها بالعمل لكني لمست حنانها .. حسيت بعفويتها ، ما كانت تقصد به خبث أو أي شي ثاني .. قالتها بكل عفوية وحنـان .. دكتور شكلك تعبان ليه ما تروح ترتاح .. يعني هي حـاسة فيني ..
لا تسافر بأفكارك بعيد يا عبد العزيز .. البنت تعاملك كا زميل عمل لا غير
صرت أدخن بشراسة أبعد هذي الأفكار وصورتها من بالي ..
بدأ تدريجيا جسمي يرتخي والصداع إلا فيني يختفي .. يمكن هذا إيحاء نفسي لما دخنت اختفى الصداع
:
بعد مــا طليت على قسم الطوارئ .. الحمد الله الليلة الناس هادئة والمستشفى أهدئ .. محد مرض ولا تعرض لحوادث مرورية ..
فـ ستغليت الفرصة بما أن المستشفى هادئ بها الوقت من الليل .. وأنا أحس نفسي شبعانه نوم .. طلعت baby surgical book من جيب الوايت كوت ، وفتحت لي على موضوع كنت بادية قرأته وجلست عند الرسبشن
بعد ساعة تقريبا .. رن البليب حقي .. أخذت التلفون القريب مني ودقيت على التحويلة .. قال لي أن بقسم medicine ( الباطنية ) أن في حاله طارئة
دخلت كتابي بجيبي بعجل وطلعت لدور السادس بسرعة .. شفت المريضة مرة كبيرة بالسن وصار عندها نزيف upper GI bleeding
فجأة ، ونبض قلبها بدأ يقل .. ارتبكت وأنا اسوي بليب لدكتور عبد العزيز ولا يرد علي .. أخاف أنتظر أكثر تسوء حاله المريضة ..
لا لازم أدور على رقم جواله .. سألت السستر لأنهم يحتفظوا بأرقام جوالات الدكاترة المناوبة ..
ضغط على الأرقام بيد مرتجفة من جوالي .. انتظرت يرد .. لكنه تأخر
وقبل لا اسكر جاني صوته ، ثقيل ومتعب : ألووووووووو
: الو دكتور سوري على الإزعاج ، but there is patients in the medicine department has upper GI bleeding , it’s serious case
قفلت من عنده بعد ما استوعب الحاله ، مسكين تلاقينه تو غافي .. لكن هذا طبيعة عمل الدكتور يكرس حياته لمرضاه
:
عبد العزيز ، مرت عليه ثواني على ما استوعب أن ها الصوت الرقيق إللي كلمه هو نفسه صوت البندري ، تخيل أنه حلم
غسل وجهه بالماي البارد على السريع على شان يصحى .. وطلع لدور السادس وين ما البندري موجودة .. الدكاترة الموجودين بالقسم حاولوا يوقفوا النزيف لكن ما قدوا .. وصحة المريضة متدهورة .. ومحد مرافق معها .. واتصلوا على أرقام عيالها محد يرد بها الليل .. أكيد الكل نايم ..
قرر الدكتور عبد العزيز يعمل العملية على مسؤليتة ، المريضة بين الحياة والموت لازم يعملوا شي يوقفوا النزيف ..
بالرغم ان العملية صعبه .. لكن ما في مجال أنه يتصل بدكتور ثاني يساعده على ما يوصل المستشفى ويجهزوا غرفة العمليات ، قد المريضة ماتت
كانت خطوة جريئة ، ومغامرة ، دخل العملية هو مع البندري ومعهم الممرضات المساعدات ودكتور anesthesia ( التخدير )
حاولوا ينقذوا المريضة بكل جهد ، لكن الموت كان أقوى منهم ، والله أخذ بأمانتها
:
:
على بداية شروق الشمس ..
كــل أهل المريضة كانوا موجودين بالقسم ، والصريخ والصياح يتعالى بالمكان غير مراعين لوجود مرضى ثانية
ولد المريضة الكبير ، كانت صدمة وفاة أمه قوية عليه ومش قادر يستوعبها : أنتوووووووو السبب بوفاه أمي ، أمس هي كانت طيبة ، أنتوا إيش سويتوا فيهــا ، والله مراح اسكت لكم ، أنشاء الله ارفع القضية للوزير .. دم أمي مراح يروح هدر والله انتوا دكاتره .. قبل لا تعالجوا الناس وتموتوهم
تفووووووووووووو على هيك دكاترة
والله طردتكم من المستشفى راح تكون على ايدي
صراخة سبب تجمع كثير من الدكاترة ، حاولوا يهدونه لكن ما فيه فايدة حاولوا يخرجونه بالقوة
:
عمري كله ما انحطيت بكذا موقف ، كلامه هزني هزني من الأعماق
حسيت اني ولا شي ..
صوت صراخه خلاني ارتجف وانكمش
طول عمري أخاف من الصراخ ، وخصوصا من الرجال
دخلت أقرب مكتب وأنا منهارة ، نفسيتي بالحضيض .. رميت بكل ثقلي على الكرسي
حتى بوفاة بندر ما صرخت ولا جزعت ، حتى لما بكيت بكيت بصمت نحبت بصمت
لكن إحساس أن وفاة المريضة تكون بذمتي وبرقبتي ، شي قوي .. ما تخيلت للحظة إني ممكن أقتل حيوان صغير ، على شان أقتل إنسان
حاولت أمسح دموعي إللي نزلت غصب عني
مسحت آثار الدموع أول ما شفت الدكتور عبد العزيز داخل المكتب ، لكنه الأكيد لاحظ
: دكتورة معقولة تبكين
وأنا احاول أغطي عيوني بيدي : مدري الموقف كان اكبر مني
بينما هو جلس على كرسي قريب من الباب بثقل وكأنه كبر بالعمر : أبن المريضة في حاله صدمة من وفاه أمه ، يعني لا تستغربي هذي الحالات وخصوصا بمجتمعنــا
ممكن يجي أهل المريض ويهينونك ، أهم شي يكون ضميرك مرتاح وأنتي عارفة أنك ما قصرتي قدام ربك وقدام واجبك
: لكن كلامة كان قاسي
عبد العزيز وهو يدخل يده بشعره : في نفوس قلوبها ضعيفة ، تنهار عند موت شخص عزيز عليها ما تتحمل ، و صعب أن الروح تفارق أرواح تحبها
كلامه جاء على الوتر الحساس ، تجمعت الدموع بعيني
صحيح بوفاته ما صرخت ولا جزعت ، لكني ضعيفة .. للحين ما قدرت أتخطى وفاته .. للحين موقف يوم وفاته ينعاد بذاكرتي ..
:
طلعت مـــن المكـــان .. وأنا متعجب من حالها ..
وكأن روحها مسلوبه منها
أحس بآآآهتك نبره
وحزن وشي ما اعرفه
وأشوف بنظرته عبره ضوت بالحيل مختلفه
::::::::::::::::::::::::::::::
( الجــزء الرابع والعشرين )

أمشي بخطوات مثقله متعبه .. وذهني مشوش .. وقلبي المنهك يبكي
أتنفس بضيق علا ضيقي يخرج مع كل نفس أتنفسه
" البنـدري "
إلتفت لصوت إللي يناديني قبل لا أصعد الدرج
" هلا يمه "
ناظرتني أمي بتفحص : إيش فيك يا البندري ..
لمست خدي بحنان الأم : تعبانه
ابتسمت لها ، ما ودي أضيق خلقها : سلامتك يمه ما فيني شي .. بس مجهده من العمل
أمي : طيب تبين أعمل لك شي تأكلينه
بست رأسها : لا يمه مشكورة ، أنا بس محتاجه أنام
أمي : طيب حبيبتي أطلعي نامي
: ماما ما أبي أحد يصحيني
أولـ ما دخلت الغرفة نزعت ملابسي بقرف ورميتها على الأرض ما عندي طاقة أعمل أي شي .. إللي شفته اليوم بدد كل طاقة ممكن تكون فيني .. لبست لي بجامه معلقة على الشماعه .. حتى ما أذكر شنو لونها أو أني يمكن لبستها مقلوبة
رميت نفسي على السرير متمنيه الراحة .. لكن الراحة كانت أبعد ما تكون عن عيني
كل ما أقلب على جهة وأغمض عيني .. أتذكر صراخ الرجل ومنظر الحرمة الكبيرة وحنـا نحاول ننقذها
مرت أربع ساعات وكأن شي ثقيل جاثم على صدري وكأني أتلفظ الأنفاس الأخيرة
استغفر الله .. لحظتها تمنيت الموت .. يمكن أرتاح من هذي الدنيــا
مددت يدي المتعبه أبحث عن ذكرياتي وأحلامي ..
مسكت بـأحلى ما تبقى لي من الوجود .. أحدى صوره
أذكر أني التقطتها وهو سرحان .. هذي من احلى الصور عندي .. عينه إللي فيها حَوْر .. والإبتسامة الخفيفة المرسومة دايم على شفتاه
آآآآآآآآآآآآآآآآه ، ضميتها لصدري .. هذا إللي بقا لي يا بندر من بعد ما فتك البرد ضلوعي
ألهث ورى ذكرياتي .. والجرح كل يوم يكبر وينزف في صحراء الألم الموجوع
ناظرته بعتب .. ودموعي تغسل وجهي
ليه يا بندر تركتني ، ليه خليتني ضعيفة ، أنا كنت قوية بك .. ليه رحت وخليتني ..تكفى خذني معك .. ما عدت أبي أعيش
بغيابك لشوق بحه .. مشتاقة لطعنه أهدابك ،من غبت وقف عمري ومشواري
مــا غير أسولف له على اللي صار ببعادك .. شفني ذبلت وطفيت من بعدك
وأقــوم من ليلي وأصبح على ليل مدري النهار إلا يقولون وينه !!
دخلت بنوبة بكاء .. وقلبي يلتهب من الوجع .. أعاني لوحدي همي وآلامي ..
كنت أهذي لا أعرف ماذا أقول .. نفسي تأن من العذاب والألم
دخلت علي أمي ، وقلبها يعتصره الخوف : حبيبتي شنو فيك .. جرت لعند سريري وضمتني بقوة لصدرها وكأنها خايفة تفقدني
أنا ما كنت حاسة بشي .. الشي الوحيد إللي حسيت فيه .. أن أعصابي بدت ترتخي .. وأنا بحضن أمي وهي تمسح على شعري بحنان وتقرأ عند راسي قرآن يمكن بعدها فقدت وعيي
*
*
رسـل لي عبد الله مسج أنه موجود عند مدخل جناح 21 .. دخلت غرفة الممرضات وأنا مرتبكة .. ناظرت بشكلي بالمرايا .. عدلت شيلتي .. وناظرت بشكل ملابسي تنورة جينز مع بلوزة بيضا مطرزة أطرافها بأزرق فاتح .. ورتبت ياقة الوايت كوت
أول ما طلعت لقيته يتمشى وهو معطيني ظهره ويده مرجعها على ورى .. قربت منه أكثر .. وناديت بإسمه إللي اعشقه : عبد الله
إلتفت لعندي وعلى ثغره ابتسامه دوم تسحرني .. لكن لثواني أو أقل اختفت الإبتسامه ..
قال لي بجمود : أنـا أنتظرك بالسيارة لا تتأخري
ومشى بسرعه .. حتى انه نزل بالدرج مو بالمصعد
رفعت كتوفي متعجبه من حركته .. لكني فسرت حركته أن هذا مكان عملي وما وده أحد يشوفنا وحنا مع بعض ويفسر وقفتنا غلط حتى لو حنا مخطوبين .. الناس بهذا الزمن يا حبهم لثرثرة
رحت للغرفة إللي فيها أغراضي ولبست عباتي على عجل وأخذت شنطتي .. أول ما طلعت من بوابه المستشفى شفته قبالي على طول .. انطلق بالسيارة بسرعة جنونية لدرجة سمعت صوت تفحيط الكفر ..
تكلمت بهدوء بعكس الجو المتوتر بالسيارة : عبد الله حبيبي شفيك
مـا رد علي .. ناظرت فيه شفته ماسك المقود بقوة لدرجة العروق إللي بيده واضحة وزام شفايفه
يمكن متضايق على شاني ما كلمته اليومين إللي فاتوا .. والله أني كنت مشغولة بالمستشفى أحيان أحس عبدالله دلوع بزيادة من عذره ولد أمـه الوحيد .. و يحب يدلع علي على شان يشوف غلاه عندي
لمست يده اليمين القريبه مني .. وصرت ألعب باصابع يده بنعومه
لكن مدري ليه شعرت أن يده باردة .. بعدها سحب يده من حجري ..
أنا ظليت ساكنه ما نطقت بحرف .. يمكن في شي مضايقة من الشغل أو غير شي .. ما أظن الوقت مناسب نتكلم .. قبل لا يوصلني البيت .. طلبت منه يوصلني لمشغل قريب ..
لما نزلت ما سألني متى أمرك .. وأنا ما علقت على الموضوع ..
بعد ما خلصت شغلي بالمشغل .. دقيت على عبد الله مرتين ما رد علي .. يمكن نايم !!
اتصلت على سايق البيت يجيني المشغل
*
*
زورق يبحر بنــا في مدينه العشاق في المدينة الأكثر رومانسية بالعالم في البندقية العائمة
كانت جوله رائعة ونحن على مركب الجندولا .. نمر عبر القنوات الصغيرة والمباني العريقة
نعبر تحت الجسور .. ونسمع أحلى أنغام الموسيقى
نزلت يدي بالماي مستمتعة بالماي البااااااااااارد ، شهقت من كثر البرووده .. لكن إحساس حلو وأنا منزله يدي بالماي الصافي من شده صفائه تحسيه وكأنه انعكاس لزجاج .. واستنشق من الهواء النقي
بدينا يوم جميل بشمس مشرقة حتى لو الجو بارد .. المدينة بها الوقت من السنه هادئة.. لكنها ساحرة بجميع الأوقات
أراقب الأمواج الخفيفة إللي يكونها الزورق والماء البارد يتخلل من بين أصابعي بانسياب ..
أحس نفسيتي متغيرة من بعد أمس .. ولا أحد يسألني إيش صار أمس لأنا أنا نفسي مدري إيش صابني .. كنت في حاله اكتئاب حادة ، كنت غارقة بجدول أحزاني .. ما ودي أتذكر ويتعكر مزاجي
" أسيــــل "
أول مره أحس أن لحروف أسمي نغمه مميزة ، لحن مميز .. أول مره أحس أن اسمي حلو وهو ينطق به .. قرب مني أكثر حسيت بأنفاسه الدافيه داخل أذني .. شعرت برعشه بــ أطرافي
يمكن لأن ما زلت خجله من موقف أمس ..
ما كان ودي يشوفني ضعيفة .. حزينة .. كسيرة
صرت أناظر بأظافري إللي مزينتها بفرنش تب ..
" عجبتك الجوله حياتي "
رفعت نظري له ، وألتقت عيني بعينه .. لا شعوريا تنفسي زاد وصدري صار يرتفع وينزل ونبض قلبي زاد .. خفت يحس بالخوف إللي احسه ..
مدري ليه حسيت بشعور مخيف .. أنا خايفه منه
خايفة من قربه ، خايفة يحس بنبض قلبي المتزايد
مدري أيش فيني اليوم من صحيت وشعور غريب ينتابني .. كرهت للحظة ها الجولة بالجندولا .. كان ودي أصرخ فيه يوقف .. أبي أنزل ما عدت أبيه قريب مني لها الدرجة
:
تنفست براحة أول ما نزلت .. تركت مسافة في ما بينا .. ما ابيه ملاصق لي ..
ضميت يدي لصدري وأنا أراقبه يعطي الرجال فلوسه وزيادة عليها .. أشعر برعشة بيدي وكأنها سيل كهرباء .. مدري هو من البرد أو لسبب ثاني .. قرب مني ، لكن أنا تراجعت للورا بخطوتين .. لدرجة بقيت أطيح بالماء
" أسيل حبيبتي أنتبهي "
مسكني بقوة من خصري .. وسحبني لصدرة .. لدرجة صدم صدري بصدره
:
شعـرت بغيبوبة وأنا واقف قبالها .. يا الله أبي رد !! كيف وأنا بقربك با قي أسعى لك .. وشلون ودّي على كلك أوزعني ! وأغار من كلي لحظة وصالك
وشلون أجمع شتاتك لين أضيعني وأتووووه عمري بليل عيونك الحالك
إلا عـلــى ذكـــر عـيـنــك صــار يـمـتـعني
ردّة فـعــل رمـشـهـــا مــن ردّة أفــعــالــك
يــاهــي هــدبـهــا يـنــزّلـنــي ويــرفـعـنـي
كـل ما أرتـفـع ثـم نـزل أنـزل ثـم أرقى لك
أسيل : هيــــه تسمعني أتركني !!
آآآه من بحه صوتك من جد تصرعني .. قولي لي كل شي يدور في بالك .. أيش إللي مضايقك يا نظر عيني
مهمـا حاولتي تخبي .. أنفاسك الدافية تستعطف أقوالك .. ويمكن هذا إللي يشفع زله لسانك
وإلـلـي وهـبـنـي حــلاك وفــيــك ولـّـعـنـي
مــن كـثـر ما أهـواك ودّي أحـضن ظلالك
رديت عليها وأنا هيماااان من رده فعل رمشها وهي بين أيدي : بردانه حبيبتي
ردت علي وأنا أحسها خايفه !! من شنو خايفة من قربي !!
: ممكن تتركني
فكيت يدي إللي محاوطتها وأطلقت سراحها : إذا بردانه نرجع الفندق
:هـــاه لا لا ما أبي أرجع الفندق .. خلنا نتمشى
قربت منها بمسك يدها .. لكنها بعدت عني .. آآآه كم باقي اسعى لك
نمشي بعيدين عن بعض وكأننا أغراب
أخذتها ها المره لسوق .. دخلنـا محل لزجاجيات .. حسيتها منجذبة للأشكال والألوان وكأنها طفله مستمتعة لرؤية ألوان غريبة
طاحت عيني على تحفه زجاجية رائعة وبنفس الوقت نطقنـا : إيش رايك فيهـــــا
ناظرنا بعض وضحكنـا .. يعني القلوب عند بعضيها .. أثنينا أعجبتنا نفس التحفه .. فشريتهـــا مش لأنها عجبتني .. يمكن لأنه أول شي نتفق عليه
بعد مــا تمشينـا بالأزقة ونحن تائهون وفي شوارعها الضيقة .. وكل ما زاد الشارع تعقيد وضيق .. كل ما اكتشفنا محلات جديدة وغريبة .. على قولة أسيل رهيبة ..
أولـ مرة أشوفها تبتسم من قلب وتضحك .. وتشتري إللي في خاطرها
بعد ما تعبنا من التسوق : إيش رايك نروح نتغذا .. تعبنـــا
أسيل : أوكي .. طيب ممكن تمسك الأكياس عني شوي بعدل حجابي
صحيح أني قليل ذوق طول الفترة ماسكة الأكياس ولا أنتبهت .. أخذت منها الأكياس .. ومشينــا لأحدى المطاعم المطلة على القنوات المائية .. شكل المطعم أكله حلو لأن ريحة الأكل تشهي ..
جلسنا على طاولة لشخصين مطله دايرت على القناة ..
:
ها المرة تكلمنا أكثر من العادة .. صحيح يمكن أغلب السوالف مملة ومضجرة .. لكن على الأقل نتكلم ولا نجلس صما بكما تكلمت عن دراستي بالإمارات مع التحفظ ببعض المواقف ..سولف لي عن دراسته وحياته بلندن أول مرة أكتشف أن تزوجت شخص ما أعرف عنه شي .. ما أعرف شنو يحب شنو يفضل من أكل .. كيف كان عايش ببريطانيا .. من كلامه اكتشفت جوانب من شخصيته شكله من النوع الجدي بعمله .. بعكسي أنا كنت أحب أعمل جو للبنات بالسكن .. وكانوا دايم يقولون لي الشله من غير أسيل ما تسوى شي ..
كنت دايم أحرضهم على الدراسة وبنفس الوقت أول وحدة تمل وتطفش من الدراسة
بعد مـا انتهينا من الغذاء .. جات الجرسون .. بتنورتها السودا القصيرة وقميصها الأبيض .. وشعرها الأشقر ناشرته على كتفها .. أنا من البداية ما دخلت مزاجي وأحسها تناظر كحيلان بنظرة خبيثة .. أنا بنت وأعرف لنظرات ها الأشكال ..
جات لطاولتنا ووجهت السؤال لكحيلان ولا كأني موجودة .. قالت له ببتسامة عريضة وكأنها تسوي دعاية لمعجون كرست هي ووجها .. إذا نبي some coffee or sweet
وإللي قهرني زيادة زوجي المحترم يتبسم لها .. ويقول لها إذا راح تعطينا فري مراح نمانع
هي ضحكت بملاقة .. حسيت بنيران تشتعل فيني .. كان ودي أخذ كشتها وامسح فيها الأرض .. شوي وتجلس بحضن زوجي من قربها له .. مدري كيف خطرت على بالي فكرة أن ممكن تجي وحدة وتخطف كحيلان مني .. هو رجل ويمكن ينجذب لأي امرأة ممكن تغريه وأنا حارمته من كل شي ..
ما عاد الرجل مثل أول ، البنات إللي رامين حالهم موجودين بكل مكان .. وأكبر مثال قدامك يا أسيل بالمستشفى .. يا ما سمعنا عن دكاترة تزوجوا على حريمهم ممرضات .. أكيد كانت تتميلح عنده وتتمسكن حتى تتمكن والرجال ما يصدق على الله ، ما يملي عيونهم إلا التراب .. مستحيل أخلي وحدة تمتلك شي من ممتلكاتي .. مستحيل أخسر المعركة .. أنا أترك كحيلان ايوه لكن هو يتركني لا وألف لا ، أو يبدلني بوحدة ثانية .. كان اذبحه
مسكت يد كحيلان برقة متعمدة بيدي اليسار على شان تبان الدبله على شان تعرف أني زوجته مش عشيقته .. وطلبت منها بتعالي أنها تجيب لي كيك تراميسوا
جاوبتني وشكلها مقهورة : tramisso here is make it with wine
رديت : ok , bring one strawberry juice with two straw
بعد ما مشت سحبت يدي بهدوء ورجعتها لحضني وكأني أخبيها : يا الله حنا حتى الكيك يطبخوه بالخمر
كحيلان : حياتهم كلها خمر .. أظن شفتيهم كيف يعشقوا شرب الخمر والبيرة
كش جسمي منهم : الله يجيرنا .. أنا أستغرب من بعض ناس المسلمين أعرفهم وحتى شفتهم بعيني .. يأكلوا أكلات مطبوخة بالخمر وهم يا غافلين لكم الله ولا حتى يسألوا ولا يطلبوا منهم أن يعملوا لهم الأكل من غير واين .. حتى بعض عصيراتهم فيها واين .. أخاف بس تنتقم منا وتحط لنا بالعصير
كحيلان : لا شدعوه .. في بعضهم يحترموا المسلمين إذا شافوهم متحجبين وما يحطوا بأكلهم خمر .. والبعض ما يهتم .. يعني هذي أحترمت أنك مسلمة وقالت لك أن الكيكة فيها واين والله كان بإمكانها تجيب لك الأكل وأنتي تأكلي وأنتي ما تدري
صحيح كلام كحيلان .. لكن مع هذا ما أغفر لها نظراتها لزوجي .. وإذا غافلتني الله راح يحاسبها
بها الوقت جابت عصير الفراولة .. ومعه 2 مزاز .. حطيت المزاز داخل العصير وقربت أشرب من العصير إللي حطيته بالنص ..
كحيلان فهم حركتي وأنا أعطيه المزاز .. وصرنــا أثنينا نشرب من نفس الكأس .. ووجيهنا مقابله بعض and my nose stick with his nose
مدري كيف طرت على بالي ها الفكرة المجنونة ^_^
لحد يضحك علي .. ادري أني هبله لكن عجبتني الحركة .. وصار للعصير طعم ثاني .. يمكن مع أنفاسه إللي صارت تخترق وتمازج أنفاسي بكل قوة
بعد مــا طلعنـا من المطعم .. شفت مجموعه بنات .. أشكالهم استغفر الله وجيهم تقول حنــا بنات ليـــل .. وحسيتهم يناظرون بكحيلان شوي ويأكلونه بعينهم .. لها الدرجة زوجي وسيم وأنا غافله عنه .. والله الملامح العربية تجذب أكثر من الأوربية
مثلت أني بردانه ، على شان لا يفسر كحيلان حركاتي بشي ثاني .. كا الغيرة مثلا !!
أنا أغار هه وعلى منو .. لا لا
بس لأني ما أحب أخسر شي بحياتي .. واطلع خسرانه ..
راح أكسب حتى لو ما احبه
شبكت يدي بذراعه يا زعم أني أبي أتدفئ بجسمه الدافي
" حبيبتي خذي الجاكيت إذا بردانه "
وأنا أضم نفسي أكثر ناحيه ذراعه : لا لا أنا كذا دافيه
ما تلاحظي يا أسيل أنه اليوم يكرر واجد كلمة حبيبتي .. هل بالفعل هو يعني هذي الكلمة .. وكل حرف فيها .. والله يقولها من باب الذوق يعني بدل ما ينادي أسمي ويا زعم حنا بشهر العسل يدللني .. وبعد ها الشهر ينقلب الحال
مدري .. مدري .. خليني أبطل تفكير لأني جد تعبت تعبت من كل شي
للحظة أتمنى أشيل مخي وأبقى من غير مخ .. أحساس جميل أحيان لما الواحد يفقد ذاكرته ولا يعود يذكر شي من حياته .. لأني جد تعبت ، تعبت من تفكيري المشتت ، تعبت من إحساسي ، إحساسي المضطرب
مع الوقت وحنــا بطريقنــا للفندق بديت أشعر بالدفئ .. دفئ سر بكل خلايا جسدي .. دفء جسـمه أنتقل لي من قربه
*
*
راقبت شكلي بالمرايا .. ولامست أطراف شعري الطويل والتالف الأطراف ..
من بعد وفاته فقدت متع الدنيـــا .. ما صرت أهتم لشكلي .. شعري طولان بإهمال
وجسمي نحفان ووجهي ذبلان وعيني فقدت بريقها
وتحت عيني سواد صار كأنه كحل مرسوم تحت عيني
حطيت راسي على التسريحة .. إلى متى راح تظلين على الحال .. لو بندر موجود راح يرضى بحالك .. أصلا لو كان موجود ما كان هذا حالي .. .. لأني مت بروحي بلحظة إللي كفنته بيدي
وين البندري إللي كان بندر يتغزل بجمالها وببريق عينها .. كل هذا اختفى من بعده ..
كنت دايم أتمنى أموت قبل لا يجي يوم وأتعذب بفقد أحبابي ..
ليتك يا بندر أخذتني معك .. ليتني مت بدالك
شعرت بيد على كتوفي رفعت رأسي : ريووووووم
باعدت خصل الشعر عن عيني اللي تغطي حمرة وانتفاخ عيني
: إلى متى يا البندري .. أنتي تعذبين روحك .. وتعذبي بندر
إذا أنتي تحبيه خليه يرتاح بقبره هو كان يتمنى يشوفك سعيدة ..
تكلمت وأنا أناظر الأرض : من وين السعادة من بعده
ريوم : تقدري تكوني سعيدة .. بذكراه .. بروحه الحلوه .. ببتسامته الرائعه كل هذا نسيتيه
أنتي تحيين ذكراه بفرحك بسعادتك ..بدل ما نتذكره بدمعه .. نتذكره بفرحة ببتسامه
صدقيني حتى لو الفراق فتك ضلوعك .. لكن حبك وعشقك له راح يحيك
كلمة ريوم صارت ترن بإذني حبك وعشقك له راح يحيك .. راح يحيك .. راح يحيك
" الحلو إيش فيه زعلان علينـــا "
جاء عبد الله وقبل جبيني : شكلك تبين تشوفين غلاك عندنــا
ابتسمت له بتعب
عبد لله : بيعينــا بالسوق طيب
ابتسمت له : أشتريك بالغالي
عبد الله بحنيه : حبيبتي تعبانه ، تبين أوديك المستشفى
: لا مو تعبانه بس إرهاق من الشغل
ريوم دخلت عرض بالسالفة : إيش رايكم نسافر بعيد الأضحى نغير جو
عبد الله : وين تبين تروحي
ريوم : مهرجان التسوق راح يبدأ بدبي .. خلونا نروح
كشرت بملامحي .. يمكن لأني حالفه ما أطب الإمارات بعد ما اخلص دراسة
ريوم : لا عاد لا تقولين ما تبين تروحي معنــا .. اذبحكــ!!
وهي تمثل عمليه الشنق
غضب علي ضحك : وأنا أقدر عليك .. لكن مو كأن الوقت تأخر ما أتوقع تلاقوا حجز
عبد الله : أفا عليك وأنا ولد أبوي .. دامها بخاطركم السفرة ادبرها لكم
ابتسم بخبث : لكن بشرط
ناظرته ريوم بريب : وأنا أقول طقه الصدر مو لله .. اشرط شنو شرطك
عبد الله : ترا ما في سفر
ريوم : قول خلصني
عبد الله : تكلموا سلمى وأهلها يروحوا معنا
ريوم : بطلنا ما نبي نسافر
ضحكت على مناقرهم : خلاص ولا يهمك عبادي .. أنا أكلم سلوم وأقنعها .. والله ليه أنا أكلمها أنت كلمها
قلب وجهه عني : زعلان عليها
ريوم وهي تحط يدها تحت ذقنها : حركااااااااااااااات بعد يعرف يزعل
عبد الله بعصبيه : أنتي مالك دخل ريموووه .. أنتي بالأول ردي على الناس وبعدين تعالي تفلسفي .. لاطعه الرجال .. تراه بيطفش مع وجهك
قط ها الكلمتين وطلع .. فجأة كذا تغير حاله .. شكله من جد زعلان من سلمى والمزاج ضارب ألف
لفيت على ريوم لقيتها تلعب بأطراف البطانية .. وشكلها الأخت بعالم ثاني
: ريوووووووووووووووم .. وأنتي إيش عندك بعد ما وافقتي على يوسف .. لا تظنين راح يجيك أحسن منه .. وعاد لا تحطيني شماعة تتعلقين فيها .. ما لك دخل فيني
ريوم بحيرة ، أول مرة بحياتي أشوفها محتارة بهذي الطريقة : مدري مترددة
في شي لا زم أتأكد منه
رفعت حاجبي : شنو تبين تتأكدين
ريوم : امممممممممممممم ، تجاوبيني بصدق وتحاولين تساعديني
رحت وجلست جنبها على السرير : أكيد ريوم أنتي أختي
ريوم : أنتي تعرفي أن يوسف كان يحب وحدة قبل لا يجي يخطبني
ناظرت فيها بشك : وأنتي شنو عرفك !! منو قالك
ريوم بتهرب : مو مهم منو قالي .. أنا أبي أتأكد .. وأظن من حقي أعرف
: أسمعي ريوم .. لو نفرض الكلام إللي قلتيه صحيح أنه كان يحب وحدة من قبل
قاطعتني : يعني تعترفي أن كانت في وحدة بحياته
: أنتي قلتيها كانت يعني البنت إللي حبها ما عادت تعني له شي اللحين وأكبر دليل أنه جاء بنفسه وخطبك يعني الرجال شاريك
ريوم : لكـــن
: لا لكن ولا بس .. لا تخلين قصص من الماضي تخرب حياتك .. هذاك ماضي وانتهى .. وعلى شان ترتاحي البنت راحت بحال سبيلها
وغمزت لها : وأنتي وشطارتك .. تخلينه يحبك وتكونين الحاضر والمستقبل
وصدقيني يوسف والنعم فيه ، طول عمرها سلمى تمدح بخالها وأنه قايم فيهم أكثر من أخوها .. يعني رجال طيب وحنون وقد المسؤولية
وين راح تلاقين مثله .. فكري يا ريوم .. ترى الفرصة ما تجي إلا مرة بالعمر .. أنتي إيش يضمنك إذا جاء واحد ثاني تقدم لك يكون رجال طيب .. على الأقل هذا نعرفه .. أنتي شفتي دلال كيف أنها أنغرت بخالد وأهله وبعدين أيش عملوا فيها
سكتت ريوم بحيرة وأنا نفسي محتارة كيف عرفت بقصة حب يوسف لبنت الجيران ..
وحسيت ماله داعي تعرف بقصة رفض أبو البنت وتفاصيل القصة ، قصة وانتهت .. وما أتوقع ريوم تفكيرها مغلق لدرجة ترفضه على شان كانت عنده أخت مريضة نفسيا .. كاهو عبد الله أخذ بنت أخته .. يعني ما أهتم ولا شي والمرض إبتلاء من رب العالمين ، لنفرض أنه ممكن يكون وراثي ويطلع بعيالهم أو عيال عيالهم .. احتماليته ضعيفة
وأبوي لو كان وده يرفض الرجال كان رفضة من أول يوم ، أبوي وأعرفه ما يحب يلف ويدور .. وأبوي طول عمره عقله واعي ، وأفتخر أنه يكون عندي أب مثله .. يعني مستحيل يجي يوم نخجل أن نقول أن عندنـا ولد عم معوق .. ورغم صغر سن سراج إلا أني ألمح بصيص من الأمل بينه وبين حور
جنى ,, والله لو عندي أخو غير عبد الله كان زوجته لها ، ونفرح فيها مع ريوم
والله يعني للحين في ناس تفكر بهذي الطريقة ، أن ما ودنا نخطب البنت على شان عندها أخ معوق !!
والله يرفضوا الرجال على شان عنده أخت مريضة نفسيا !!
بها الوقت رن جوالي .. كانت دلال المتصلة
: هلا دلول ، عمرك طويل ، توني تذكرتك أنا و ريوم
دلال : هههه ، بالخير أنشاء الله
: لا بالخير أكيد ، إلا أنتي أخبارك ما عاد سمعنا أخبارك
دلال : أدري والله أني مقصرة بحقكم ، لكني أنشغلت بالفترة إللي فاتت بشغلي الجديد بجمعية فتاة الخليج
فرحت لها من قلب لأنها اشتغلت : على البركة
دلال بحياء : الله يبارك فيك ، وفي خبر ثاني ودي أقوله لك
: خير
دلال : أنتي معزومة هذا الأسبوع على خطوبتي على ولد عمتي محمد
: صحيح والله ، على البركة
دلال : الله يبارك فيك
: أنشاء الله ربي يعوضك خير فيه
دلال : إنشاء الله ، عاد لا تنسي تخبري عمي ومرت عمي .. هي ملكة عائلية راح تصير ببيتنا
: أكيييييد راح أخبرهم ، بحاول حبيبتي أني أجي ، إنشاء الله ما يكون عندي مناوبة
دلال : حاولي ، والله أني مشتاقة أشوفك
: بحاول حبيبتي ، وعقبال ما أشوفك عروس بالفستان الأبيض
دلال : وعقبال ما أشوفك أنتي عروس
سكتت ما حبيت أعلق على الموضوع وأخرب عليها فرحتها ، الله يوفقها والله أنها تستاهل كل خير ، مع أني ما أحس من صوتها بالفرحة إللي حسيتها أول مرة بخطوبتها .. يمكن لأنها خايفه من الخطوة .. وعلى قلبي وخطوبتها راح تكون عائليه وكأن إللي تنخطب مرة ثانية محرم عليها تفرح
بعد ما غفلت من عندها ، وين ريوم اختفت ، ها البنت هذي يبيلها ضرب
*
*
تنتقل من قناة لقنـاة بملل .. ما في شي عاجبهــا
وبالأخير رمت الرموت كنترول بملل على الكنبة الكبيرة إللي جالسة عليهـا
يوسف : إيش فيك سلوم ، سندرتي راسي وأنتي تنتقلي من قناة لقناة
سلمى بملل : اوووووووووف ، ملل ما في شي
يوسف بخبث : طيب وين عبدالله عنك
سلمى : اممم طالع مع أصحابه
هي نفسها مــا تدري ليه كذبت على خالها ، من العصر وهي تدق عليه وما يرد عليها ، رسلت له مسجات كثيرة وهم ما رد عليها
سلمى وهي واقفة رايحة المطبخ : خالي تبي أجيب لك معي كاس عصير
يوسف : إذا ما عليك أمر
ابتسمت له سلمى ، غريبة الذرابة اليوم نازلة على خالها
طلعت كأسين من الدولاب وصبت فيهم عصير تفاح ..
ما أمداها بتأخذ الكاس بتطلع من المطبخ إلا خالها دخل المطبخ وأخذ من عندها الكاس و سحب له كرسي من طاولة الطعام وجلس عليه
يـوسف ، وهو يلعب بحافة الكأس الدائرية : سلمى ما ردوا عليك
سلمى تستعبط : منو إللي يرد علي !!
يوسف بعصبية : سلمـــــى !!
على شان موضوع خطبتي والله نسيتي
وهي مستندة على دواليب المطبخ وتشرب بهدوء من كأسها : لا ما ردوا
يوسف : كأنهم تأخروا ، إذا ما يبوني يقولون
سلمى : إيش فيك يوسف خل البنت تفكر على راحتها
يوسف وهي يوقف من على الكرسي : اسمعي ، إذا ما ردوا هذا الأسبوع ، أنا إللي راح القي الخطبة .. يمكن هم متفشلين يقولوا حنا ما نبيك والله أنا إيش إللي ضربني على رأسي وخلاني أصدقك وأروح أخطب والرفض واضح
سلمى : يــــوسف .. يوسف
إيش فيه هذا ، تركني وراح .. لا حول الله اليوم الناس مدري إيش فيهم شكلهم ماكلين من لحم كلاب ، أعوذ بالله
هذا معصب ، على شنو أنا مدري
والأخ عبد الله ، زعلان ، على شنو أنا ما أدري .. مذكر سويت شي زعله
لدرجة يخلية ما يكلمني طول اليوم ، وهو إللي كلمني الظهر وقال راح يمرني بالمستشفى .. يعني مو أنا إللي قلت له على شان أقول كلفت عليه .. إيش إللي مضايقة لدرجة خلاني اشك في نفسي ..
إيش الكلمة إللي قلتها وزعلته أو الحركة إللي صدرت مني من غير قصد وخلته يتضايق
أوووووووووووف منكم يا الرجال
حطيت الكأس على الطاولة وطلعت فوق لغرفتي .. على وعسى ألقى مكالمة منه
:
أخذت جوالي المرمي بإهمال على سريري المرتب .. كنت متأمله ألقى مكالمة من عنده والله مسج .. ابد لا حس ولا خبر ولا حتى كلمة كويسة طيب يا عبد الله .. مراح أدق
حاولت أشغل نفسي .. جلست على المكتب وفتحت لي كتاب أدرس .. والله ما أكذب مرت ساعة كاملة وأنا بعدني على نفس البراغراف
أفكر إيش الشي إللي يخلي عبد الله يزعل ، لو في شي مضايقة أنا طيب أيش يدخلني ، ليه ما يرد على مكالماتي مسكت جوالي الفوشي وأنا أحلف ، هذي آخر مرة يا عبد الله أدق عليك .. والله إذا ما رديت علي أسبووووع كامل مراح أكلمك ، دامك زعلت بروحك ترضى بروحك
رد
رد
أحس بقهر ، بدخان يطلع من اذني ودي أكسر أي شي يبرد القهر إللي بداخلي .. كان ودي ارملي جوالي على الجدار واكسره ، لكني تراجعت .. فيه مسجات عزيزة علي وبعدين إذا تكسر كيف عبدالله راح يدق علي بعدك عندك أمل يا سلمى يدق عليك الليله .. من القهر أخذت كتابي الصغير ورميته بقوة على الجدار
لكن للأسف ما تمزق الكتاب ، بس أنفرشت أوراقة المشكلة من القهر والضيقة ، ما ني عارفة اعمل شي مفيد .. فقلت خلني أنام أحسن بدلت ملابسي وطفيت جميع الأنوار .. ودخلت داخل البطانية الثقيلة ..
أتقلب يمين يســار سرقت النوم من داخل عيوني ..
أول مرة بحياتي أحس بمعنى هذي الكلمات .. أول مرة أنام ولا أكلم عبد الله ، لا وأنا أدري أنه زعلان .. آآآآه أحس بضيقة والعبرة مخنوقة ..
حبيبي صورتك بكل رمشة عين أنا شفتك .. حبيبي وينك ، ليه زعلان علي ليه تحرمني من صوتك ، والله أني مـا أقدر على ثقلك وتغليك
أنت ما تدري أني إذا شفتك بضيقة أحس أني أنا الغلطان أعاتب نفسي بنفسي
ولو ما كنت أنا الجاني غلاك بداخل عروقي ولا يوصل لغلاك إنسان
يمر الوقت ويثبت لك غلاك أن الله أحياني .. أضحي بعمري لعيونك
تنمام أنت وأنا سهران .. وأنادي جروحك لقلبي .. وتجي واحد ورى الثاني
غمضت عيني أمنع دموعي من النزول .. ليه تبكين يا سلمى .. ليه زعلانه
أجملـ إحساس بالكون أنك تعشق بجنون
انتفضت من على السرير ، وأنا اسمع الرنه والكمدينه تهتز من vibration
مسكت الجوال وأنا أناظر باسمه أمير قلبي ..
أرد
ما أرد
مراح أرد خل أعلمه كيف يصفطني طول النهار ولا يرد علي
حسيت لحظتها أني صرت شريرة و مستمتعه وأنا أشوف الجوال يرن لآخر نغمة .. لكن بنفس الوقت قلبي مشتاق لصوته .. لما توقف الجوال عن الرنين .. تحسفت إني ما رديت عليه
لكنه ما مل وعاود الاتصال مرة ثانية .. بعد ثالث رنه رديت
حاولت أبين من نغمه صوتي الزعل واني ما خذه على خاطري منه : اهلين
عبد الله : هلا سلمى ، ليه ما رديتي علي أول ما اتصلت
بعد وله عين يقول لي ليه ما رديتي ، عدلت من جلستي على السرير : لا والله ، وأنت شوف كم مكالمة متصلة عليك .. وأنت حضرتك ما رديت
عبد الله : خير بغيتي شي
لا هذا شكله بيجلطني اليوم : آسفة إستاذ عبد الله ، إذا كنت أزعجتك بإتصالاتي .. لكن الشرهه علي إللي أحاتيك
عبد الله : أنا كنت مشغول على شان كذا ما قدرت أرد
: أحلف يا شيخ ، ما عندك خمس دقايق ترد فيها علي .. على الأقل أرسل مسج وطمني عليك ..
عبد الله : طيب ، حصل خير الحين إيش بغيتي
تضايقت مره من إسلوبه الجاف معي ، أول مرة يكلمني بهذا الأسلوب ، مدري أيش فيه علي ... خلاص ما عدت أقدر أتحمل بروودته ، وين رقه كلامه ولهفته
: سلامتك ، أنا الغلطانه إللي متصله عليك .. ما قدرت أكتم عبرتي أكثر .. رميت الجوال من يدي .. ودخلت رأسي تحت المخدة أكتم شهقاتي القوية ..صرت أبكي بقهر .. ما قدرت أتحمل أسلوبه
أنا ما تعودت يعاملني بهذي الطريقة أنا إيش سويت له ، في إيش ضايقته قو لوا لي يا ناس
ما أتحمل ما أتحمل هذي المعاملة مــا حسيت أنه مازال على الخط .. ظليت أبكي وأشهق من البكي
:
عبد الله ما تحمل يسمع أنين وبكاء حبيبته ، سحب مفاتيح سيارته وطلع من البيت على طول .. طار طيران لبيت سلمى .. تندم مليون مرة على معاملته الجافة لحبيبته .. حس صوت بكائها وكأنه خناجر تنطعن بصدره سلمى رقيقه حيـــل
طول الطريق سماعات الجوال بإذنه ويسمعها تشهق من كثر البكي ..تمنى لحظتها أنه عنده مفاتيح بيتهم على شان يقدر يدخل لهـا وصل عند بيتهم .. ووقف سيارته مقابل شباك غرفتها المطل من الدور الثاني
حاول يناديها علها تسمعه وتجيبه
" سلمى حياتي والله أنا آسف ،
سلمى حياتي
سلامي يا قلبي ردي علي
لا تعاقبيني بهذي الطريقة
والله ما أقوى على زعلك "
بعد لحظات حس أنها وقفت بكاء ، ما يدري هل هي سمعت كلماته ولا هذا نداء القلب وحست فيه
رفعت سلمى جوالها توقعت أن عبد الله قفل من زمان ، ما توقعت أنه ما زال على الخط وسمع بكائها ، سمعته يناديها وكأنه يناغيها
ردت عليه بهمهمة وكأنها طفله سارقين عروستها
" ســلامي حبيبتي "
سلمى : هممممممممم
عبد الله وهو ينزل من السيارة ويستند على باب السيارة وعينه معلقة على شباك غرفة سلمى
: حبيبتي تسمعيني
سلمى من بين شهقاتها : أيوه
عبد الله : أفتحي ستارتك وناظريني
سلمى ما صدقت أنه واقف عند بيتهم .. لكن لما تأخرت عبد الله هرن لها .. فخافت أنه يصحي الجيران
شغلت نور الأبجورة .. وحركت قماش الستارة بحذر وكأنها ما زلت غير مصدقة
أول ما شافها عبد الله ، كانت محاطة بهالة من النور وسط الظلام
عيونها تلمع من كثر الدموع إللي مغرفة فيها
وشعرها إللي بظلمة الليل الحالك متناثر بطريقة عشاوئية على كتفها وخصل على وجهها وتغطي جزء من عينها اليسار
عبد الله وعينه متعلقة بالقمر إللي متخبية بين الستارة : سلمــــى ، سلامي
تنهدت سلمى يا زين اسمها على لسانه ، وما فاتت ها التنهيدة عبد الله
: حبيبتي أنزلي تحت أنا انتظرك
سلمى بدلع : لا عبد الله ، الوقت تأخر
عبد الله مصر ماراح يعدي ها الليلة على خير : ترى إذا ما نزلتي ، راح أنط من السور وأجيك .. ما عندي ما نع
شهقت سلمى وهي تشوفه يقرب من سور بيتهم ، عبد الله مجنون ويسويها
سلمى : طيب عطني دقايق على ما انزل لك
بعد ما قفلت من عنده ، أتحتارت بعمرها تنزل له كذا ، ببجامتها !!
فتحت دولابها وطلعت لها أول بدله قدام عينها ، برمودا جينز وبلوزة طويلة وردية ولبست فوقها جكيت جينز قصير .. زينت شفاها بروج زهري فاتح ، بانت زهره شفاها وخدوها المحمرة من البكي
:
أول ما فتحت له الباب الخارجي .. سكر الباب من وراه
مسك يداها و قبل أصابعها وكل جزء من انسيابها .. يرى حبه في عروقها ،
مسح الدمع الذي يقطر من أهدابها .. فهي تبدو كا الطفلة المتعبة
مرر أصبعه من منبت شعرها لين خدها المحمر
يا عمري الدنيـــا ما تسوى تنام وخاطرك زعلان
ولا به شي يستاهل يخلي قلبك يعاني
طلبتك طلبتك كان لي خاطر
تبعد عنك الأحزان
فديت عيونك الحلوة
تبسم لو على شاني
" حبيبتي خلاص ابتسمي على شاني ، والله ما في يستاهل تبكين على شانه "
سلمى من شافته ما قدرت تحبس دموعها أكثر ، تكلمت من بين دموعها : طيب أنت ليه زعلان علي
حط يده على كتفها ، وأخذها ناحية الحديقة : راح أقولك لكن لا تزعلين علي
جلسوا على العشب الأخضر المشذب
وهو يناظر بعينها ، الدموع أعطتها بريق مختلف : بصراحة ما قدرت اليوم أتحمل وأنا أشوفك طالعه من الجناح وأنتي لابسة بلوزة بيضا والوايت كوت مفتوح
سلمى وهي مو فاهمه شي : البلوزة متينة مو شفافه أبد وطول عمري أفتح الوايت كوت ودايم أحافظ أن ما في شي من نحري يبان
عبد الله : عارف يا عمري ، لكن أنتي ما تعرفي تفكير الشباب .. أول ما يناظر البنت في صدرها
وما أحب ابد أحد يناظر زوجتي بها الطريقة .. لأن بصراحة شكلك كان فتااااان اليوم
سلمى خجلت من نفسها : عمري ما فكرت بهذي الطريقة ، طول عمري أحسن الظن بالناس .. وأحاول أحافظ على نفسي
عبد الله ، ابتسم لها : لأنك طيبه يا عمري .. وأنا ما أقول أن ملابسك فيها عيب ، لكن الأبيض أحسه مغري أو يبين المفاتن أكثر من غيره .. وأنتي الوايت كوت حقك واسع يعني في مجال تسكرينه وبكذا ما تبز مفاتنك
سلمى ابتسمت براحة : إن شاء الله ، لو تبيني أتنقب ما عندي ما نع
عبد الله : هههههههه ،والله ودي .. ودي يكون ها الجمال بس لي ..
لكن مراح أجبرك على شي أنتي ما تبينه ، إذا حسيتي حالك مو مرتاحة وأنتي كاشفه .. لأني مقدّر كيف أن في شي كاتم على أنفاسك طول اليوم
سلمى : من داومت ، عمري محد ضايقني لاني كاشفة بالعكس الكل يحترمني بالمستشفى ، إللي يحترم نفسة يجبر الأخرين يحترمونه ، وأحسن من بعض ناس متلثمة .. وتزين ذيك العين بالكحل من صباح ربي لنهاية الدوام .. يعني يا زعم هي متنقبة وهي متبرجة
عبد الله وهو يقرب منها وهو متمدد على العشب الأخضر براحة ومتكأ على يده : يعني راضية علي اللحين
سلمى تمثل أنها ما زالت زعلانه وقلبت وجهها للجهة الثانية : لا مو راضية ، يعني على حساب كذا زعلان ، طيب كان قلت لي أول ما طلعنا من المستشفى .. مو تخليني كذا على أعصابي طول اليوم
مسك ذقنها ولفه ناحيته : آسف يا روحي ، ما قدرت أتمالك نفسي ، حسيت نفسي أغلي من الداخل ويمكن وقتها لو كلمتك يمكن أنفعل وأعصب .. يمكن على شان كذا سكت وما حبيت أكلمك
دفته سلمى من كتفه : وتتركني كذا طول اليوم ، ما أحبك
مسكها من يدها قبل لا تقوم : على وين
سلمى : بروح أنام وبخليك بروحك
سحبها بخفة لناحيته وهو مازال منسدح : مراح تنامين الليله .. ما أقوى على زعل حبيبتي وتنام وهي زعلانه علي
سلمى بدلع : عبـــد الله
عبد الله وهو هيمان بحبها : عيـــونه
أحتوته بخجلها وحمرة خدها ، ظل مسحور بحسنها ، من خدها لين الشفاه ، وشعرها إللي ضاع بليله وتاه دخل أصابعه بشعرها الأسود إللي يعشقه ويستنشق عطر ليله
سلمى : أنت مجنون ، أنا بكرة وراي دوام وأنت بعد
عبد الله : أيـــه مجنون ، إيش فيها لو جنينا ليوم واحد
*
*

بعـــد ما لفت الإسكارف الصوفي الملون حول رقبتهــا ولفت شعرها بشال يناسب لون ملابسهــا .. طلعت من الاسويت ونزلت للوبي وين مـا كحيلان ينتظرهـا
لقته جــالس عند أحد كنبات المتناثرة باللوبي وحاط رجل على رجل وحاط يده عند ذقنه
نادته بهدوء لأن شكله سرحان : كحيــلان
رفع رأسهـا لها ، وأخذ نظره خاطفة لكنه نقل بصرة بسرعة عنها ، ما يبيها تلمح نظرة الشوق بعينه ، تعب منها ومن جفاها مع أنها اليوم صايرة غير وتصرفاتها غريبه ومحلوة أكثر بها الليل البـــارد
مشوا بقرب بعض ، أقرب من كل مرة
:
تمشينـــا بين أزقة ها المدينه الساحرة ببرد ها الليل .. الأنوار الهادئة تنزين الشوارع وكأنها نجوم مضيئة
أخذتهـا لمطعم شفته قبل يومين وعجبني جلسته هادئة ورومـانسيه الشموع تزين المطعم واللون الأحمر يغطية من مفارش الطاولة لشموع ، وفرقة موسيقية تعزف الكمان تغري وتجذب الناس للمطعم
أول مــا وصلنا للمطعم ، لاحظت أن ملامحها كشت وقفت بعيد شوي ما تقدمت معي
: خير أسيل ، المطعم مو عاجبك
أسيل : أنت وين جايبني ، المطعم مررررره ظلمى ، مستحيل نجلس هنـا
ناظرتها مستغرب : المطعم جلسته رومانسيه ، وكله شموع
أسيل : لا والله تبي تعميني ، مستحيل أجلس بهذا المطعم
صبرك يــا رب .. لما شفتها مصره تركنـا المطعم .. أول مرة أشوف بنت بحياتي تكره الأماكن الرومانسية والهادئة
لقينـا لنـا مطعم بمحاذاة أحد القنوات المائية ، أسيل : هذا المطعم شكله نايس
صحيح أن رائحة الأكل إللي يقدمة مغرية ، لكن منظر البــار إللي بوسط المطعم وزجاجات الشمبانيا والكؤوس المغلوبة رددني
أسيل : يله كحيلان خلنـا ندخل
: شنو ندخل أنتي ناظري كل إللي بالمطعم قدامهم كأس شمبانيا أو كأس بيره
أسيل : طيب حنـــا وش علينا منهم
زفرت زفره قله الصبر، صبرك يا رب : كيف تبيني أدخل معك مطعم كله خمور وسكرانين
أسيل بعصبية : خلاص انسدت نفسي من كل شي ما عاد أبي آكل
ومشت وتركتني ، هذي أكيد جنت ، أنا ما أرضاها لنفسي على شان أرضاها لزوجتي نجلس بمطعم كل الموجودين يشربون خمر ويمكن بعد كم ساعة يبدؤ يسكرون وكسرون الكؤوس
:
:
مــلل ها الكون .. مــلل مسفرني على شان يأخذني مطاعم عتمه وظلمه .. أيش دعوة خايفين يصرفون كهرباء .. حاطين لي شموع أرخص ما لت على وجيهم
ولما عجبني مطعم قال لي فيه خمووور ، طيب أغلب مطاعم أوربا تقدم خمر .. عجل ليه مسفرني ، إيش ها التخلف حنا إيش علينا من الناس .. كل واحد بحاله حنــا مراح نشرب معهم
تمشينـا بضياع بين الشوارع لين وصلنـا لساحة سان ماركو
كان فيه احتفال كبير قريب من المكان ، قال لي : خلينـا نروح نتفرج
ها المرة سكت لأن من جد بديت أجوع وعصافير بطني بدت تزقزق .. وصلنا لساحة ..
كان أزدحام سكاني غير طبيعي .. النـاس تأكل وهي واقف على طاولات دائرية مرتفعه وتشرب بيرة
كأنه مهرجان للمأكولات العالمية .. أنا من النوع إللي ما أحب أجرب أكل أنا ما أعرفه ، فاخترت لي مطعم ياباني .. حتى كحيلان جاء معي وقفنا في الطابور لين ما جاء دورنـا .. وأخذت لي طبق بالسمك والرز الأبيض وشوربة ولقينا لنا طاولة نأكل فيها
بعد ما خلصنا أكل قال لي كحيلان أنه راح يروح يشتري لنـا عصير فواكه مع حلى
تابعته بعيني للمكان إللي راحة ..
بوسط الزحمة شفت ناس تجي توقف جنبي بنفس الطاولة وكلهم ما سكين كؤوس مدري هي بيرة والله خمر ، أنا لا شعوري خفت وكش جسمي .. فقررت أروح ألحق كحيلان للمحل إلا راحة ..
لكن مدري كيف ضاع مني بوسط الزحمة وصلت للكوشك إللي يبيع عصائر ما لقيته .. ومع إزدحام الناس لقيت نفسي أتجه أتجاة ثاني .. تلفت حوالي علي ألمحة لكن ما لقيته .. قررت ألقى لي مخرج وأطلع من الزحمة .. فمشيت ومشيت ، قلت أكيييد لو بمشي من الخلف راح ألاقي طريق يوصلني للجهة الأمامية ..
لكن لقيت نفسي أضيع بشوارع .. بوسط ها الليل تلفت حولي .. أمشي في زران يق ضيقة وإضاءتها خافته
خفت من قلب .. أني ضايعه وغير كذا بمكان غير معروف .. أنا ما أدري أنا فين
وأشكال الناس إللي تمر غريبة مخيفة .. قرب مني رجال جثه .. مو مهتم لبرد الليل لابس تيشيرت كت ويده كلها فيها وشم مدري تاتو .. المهم أني إشمئزيت من شكلة قرب مني أكثر وبانت أشكال التنين المرسومة على ذراعه تكلم معي بالإيطالي أنا ما فهمت له
وبعدها قال لي : Are u Arabic , you speak Arabic or English
هزيت راسي بغباء ، خفت يعرف أني عربية ويعمل فيني شي : Farsi, speak Farsi
شفته كشر بملامحة ومشى .. بلعت ريقي لما شفته مشى .. حاولت أرجع بنفس الطريق إللي جيت منه
شفت مجموعه بنات وشباب .. يضحكون بشكل هستيري .. خفت خفت .. حسيت حالي بفلم رعب ، إحساسي أن كل إللي حولي رجال وناس سكرانين ..صرت أركض بخوف حتى أني ما اشوف الطريق إلا قدامي .. صدمت بكتف رجل كهل .. هو الوحيد يمكن إللي ما خفت منه لأن يبين من ملامحه المشربة بالحمرة من البرد الطيب .. سألته برجفة وجسمي كله يرتعش والدمعة متعلقة بطرف رمشي .. عن الطريق إللي يوصلني لساحة .. مسكين ما قصر مشى قدامي ودلني .. شكرته .. لما وصلت عند الجهة الرئسية لساحة ، لحظتها بس حسيت براحة لكني ما زلت مفتقدة للأمان عيوني صارت تتابع الرايح والجاي .. علي ألمح كحيلان بينهم وكأني أدور أبره في كومة غش ، طول ما أنا واقفة أقرأ آية الكرسي والمعوذات .. وقفت أكثر من ساعة أنتظره .. لين ما يئست المشكلة لا معي جوال ولا الكرت إللي يفتح الغرفة
سمعت صوته يناديني ، وكأنه جاي من مغارة .. تلفت حولي بخوف .. وينه ما أشوفه
شفته مقبل أمــامي .. من غير شعور مني ركضت له
: أسيل وينك ، دورتك بكل مكان
بكيت ، بكاء طفله ضائعة وارتمت بحضنه خايفه يضيع مني مرة ثانية
لقيت الأمان والدفا بحضنـه .. عمري ما تخيلت أنه ممكن يكون الأمان لي
كحيلان : خلاص حبيبتي ، أنا جنبك ما صار شي
تكلمت من بين دموعي : لا تتركني مرة ثانية ، أخــاااف
أعطاني من زجاجة الماء إللي عنده وشربت شوي منها علي أهدأ وأروي ظمأي من الخوف إللي نشف عروقي
كملنــا طريقنـا للفندق وهو ماسك يدي ، خايف أنه يضيعني
شفتوا شعور إللي كان عطشان وارتوى من الماء .. ما همني وين يأخذني المهم يكون جنبي ولا يتركني بروحي غريب هذا الإنسـان .. دايم يلقى الأمان عند الشخص إللي يكره ويحاول يعذبه
لمساته الدافئة أشعلت بقلبي شعور غريب لم أفهمه لم يعيه عقلي
هل هو شعور عذب أم عــذاب !!
راقبت يده العريضة وهي تحاوط يدي الضعيفة بالنسبة له
وكأنه يقيدني كقيد السجين البرئ ، فهل يعشق السجين قيده أو يحن يوما له !!
وقفنـا على أحد الجسور إللي توصلنـا لطريق الفندق .. ونسائم الليل الباردة تضمني بكل جرأة وتطير طرف حجابي .. ناظرت المنظر بعيون تائهة
ليــل ونجوم وهبوب ..
ناظري الميناء العتيق
والمباني القديمة كلها شعر ومواعيد قديمة
كل عاشق ترك بصمته بها المدينة
ناظري هذا قمرنــا لو تغطية الغيوم
وعيني تغطيها أستار الضباب
ليه كل منـا هارب من مصيره ، ليـه نعيش حاله اغتراب
غريبين كغربه الماء على الشطان
تولدت غربتنا بهذا الطريق
كنت أحلم بجنه .. لأثنين من العشاق يفوح منها العبير
كنت أحلم بعباءة من النجوم أختبئ منها عن الأنظار
وماتت أمنيتي على شفتي وأضاء بريق من عيني
صحوت من رحله أفكاري لما شعرت بيده على كتفي .. غريبة هي مشاعري اليوم
ليه ما عدت أكرهه وأنفر منه مثل قبل .. سحر عينيه يجذبني يعلقني في هــــواه
مدري إيش صابني معقولة سحرني !!
شفتها بعيون حايرات
تجرح الظلمة عيون ناعسات ، سلهمت وأغظت وتغطرس في بهائها
حققو بالشوف بلون الشفاه ، هو أخذ منها الشفق والله عطاها
كيف بأوصف زين كامله الصفات
كيف بأوصل بحروفي منتهاها
آآآآآآآآآه يا بعد حيي
ضيعت في شمسها فيي
عيونها موووووووت وأنا أموت بالموت
كثيرها غرق شووويي
همست لها بتعب : أسيــل ، خلينا ننسى الماضي ونبتدئ من جديد مع بعض .. ما تعبتي وحنا عايشين بهذي الطريقة .. متزوجين وكأننا أغراب والله أني تعبت تعبت
أسرت الصمت على الكلام ونزلت رأسها وكأنها تحس بالذنب ، أنا ما أبيها تحس بالذنب ، يمكن أثنينا مذنبين بحق بعض .. ويمكن أنا أكثر
تعمدت أجي أوقف قدامها وأراقب كل حركاتها لما طال سكوتها مسكت يدها إللي ضامتهم ببعض : أسيــل تكفين طلبتك
آآآه اليوم من زيي ، سلهمت لي برمشها
أسيل : جـــاك
*
*
صار لي أكثر من ساعة أتقلب بالسرير ، اليوم عندي أوف ومالي خلق أعمل شي على ها الصبح
سمعت رنه جوالي ، فمددت يدي للجوال أشوف منوا إللي راح يتصل علي على أول الصبح ، أستغربت لمـا شفت المتصل رقم الدكتور عبد العزيز ، أذكر أني البارح خزنت رقمه بجهازي أحتياط لو احتجت رقمه
رديت وأنا قلبي متوجس ، حاسة أن في شي من اتصاله الغريب : الووووووو
الدكتور عبد العزيز : الو ، السلام عليكم
: وعليكم السلام
الدكتور عبد العزيز : الدكتورة البندري !!
: أي نعم
ما أعطاني مجال أطري إسمه : سوري على الإزعاج معاك الدكتور عبد العزيز
: يا هلا
الدكتور عبد العزيز بجدية : داري أن اليوم إجازتك ، بس إذا ما عليك أمر تقدرين تجين المستشفى ، رئيس القسم طالبني وطالبك
: خير أن شاء الله
الدكتور عبد العزيز : أتوقع بخصوص المريضة إللي توفت أنتي إذا جيتي راح تفهمي الموضوع
: أوكي ، أن شاء الله أقل من ساعة وأكون بالمستشفى ، مع السلامة
قمت من سرير أغسل وأرشح وجهي بالماء .. غريبة أتصاله والأغرب أن head of the department
طالبنـا .. أنشاء الله خير
بدلت ملابسي على السريع ، ولبست عباتي مالي خلق أخذ معي الوايت كوت
نزلت تحت لقيت الأخ عبد الله منسدح على الكنب بالصالة وشكلة نعسان
: صبــاح الخير
رد علي وهو يتثاوب : صباح النور
: إيش عندك اليوم مو مداوم
وهو يتثاوب للمرة الثانية : مالي خلق أداوم
غمزت له : أكيييد سهران مع سلمى
عبد الله : ايييييييييه
: ههههههههههههه ، طيب دامك مو مداوم كان كملت نومك
عبد الله : الله يهديها الوالدة مصحيتني من صباح ربي تبيني أقضي لها بعض الأغراض
: ههههههههههه ، طيب كمل جميلك معي وقوم وصلني للمستشفى
عبد الله : يــــا الله ، يعني أنا مو مداوم على شان أتشغل عندكم سواق
: تستاهل محد قالك ما تداوم ، يا ما داومنا وحنا مواصلين .. أنت النوم عندك شي رئيسي
عبد الله : طيب خذي مفتاح سيارتي وشغليها على ما أغسل وأجيب جكيتي
أخذت من عنده المفتاح وطلبت من الخدامة تجيب لي عصير برتغال وأخذت الكوب معي السيارة .. وركبت عند جهة السائق ودخلت المفتاح وشغلت السيارة وفتحت النوافذ على شان يتجدد الهواء وشغلت الراديوا على بنوراما ..
يسعــــد صباحكم
لهجتها اللبنانية ، تخليني أبتسم غصب عني وتحسسني أن يومي راح يكون حلو
شدني منظر الحمام بالحيل ، يتطاير ويطلع من عشه بكل شوق ويرفرف حول نافورة البيت .. ويتلاعب بجناحه بالهوى ، وكأنه لعب بفؤادي
ذكرني بذيك الليــال
جاء عبد الله وفتح الباب : خير أنشاء الله ناوية تسوقي
: يــا ليت ، اشتقت لسياقة
عبد الله : ناوية نبات بالأحداث الليله
: هههههههههههههههههههه ، شدعوة
بس راح يجلدونك كم جلدة محترمة
عبد الله : أقول محد يبيله ضرب غيرك .. وأصلا من قال إذا سمحوا للحريم يسقوا بخليك تسوقي
: ليه بالله ، كاني لما كنت بالإمارات أسوق
عبد الله : الإمارات غير يا حلوة ، والسعودية غير
فهمت قصدة وضحكت : أصلا أنا مراح أسوق إلا إذا عملوا شارع للحريم ، السعودين مجانين بالسواقة
عبد الله : شكلك رايقة على اول الصبح .. يله خلصينا والله غيرت رايي ومراح أوصلك
ما نزلت من السيارة ، نطيت لسيت الثاني
عبد الله وحنـا طالعين من البيت : قلت لك أني شريت لي بيت قريب من بيت سلمى
فرحت له : صدق والله ، على البركة
عبد الله : الله يبارك فيك
: ومتى راح نشوفة
عبد الله : خلي صاحبه البيت تشوفه بالأول
: يعني خبرت سلمى
عبد الله : أيوة أمس خبرتها ، واستانست مررررررررررررره ، طارت من الفرح
: والله سلمى تستاهل كل خير
:
:
قبل لا أدخل المستشفى علقت بطاقة المستشفى حول عنقي ، بما أني مو لابسه وايت كوت ..
طلعت الدور الرابع لعند مكتب رئيس القسم .. لقيت الدكتور عبد العزيز والدكتور طلال واقفين جنب بعض
عبد العزيز بشكله الرسمي ، ببدله رمادية مخططة ونكتاي أزرق فاتح
بعكس الدكتور طلال ، شعره مرطبه بالجل سبايكي ومظهره شبابي أكثر
:
عبد العزيز بهمس لطلال ، ما حس بوجود البندري : أسمع إياني وياك تعلم أحد أن البندري كانت معي بالكول بذيك الليلة
طلال : ليه ،وش صاير
عبد العزيز من بين اسنانه : أنت اسمع كلامي وبعدين أعلمك ، مو وقته اللحين
تلفتوا أثنين لما سمعوا البندري تنادي : دكتور
عبد العزيز : هلا دكتورة
طلال : أوكي عبد العزيز أنا ماشي ، إذا احتجتني دق علي
عبد العزيز : أوكي ، ومثل ما اتفقنا
دخل الدكتور عبد العزيز مع البندري لمكتب الدكتور إبراهيم
ابتسمت البندري له ابتسامة تقدير واحترام ، ما توقعت أنه رجع من السفر : حمد الله على السلامة دكتور
الدكتور إبراهيم بصوته الثقيل إللي عاطية وقار أكثر من وقار الصلع : الله يسلمك ، أنتي أخبارك يا بنيتي
البندري: بخير
دعاهم للجلوس على الكنب : أنا اليوم جامعكم بخصوص المريضة إللي توفت بنزيف upper GI bleeding
ولد المريضة رافع دعوة ضد الدكتور عبد العزيز ، ويقول هو السبب بوفاتها وأنه ما اخذ إذن أولادها بالعملية وأن التقارير الصحية تثبت أنها كانت سليمة لين العصر ، يعني قبل وقت المغرب .. يعني الوقت إللي ابتدأ فيه مناوبة الدكتور عبد العزيز
أنا حبيت أسألك أنتي كنتي ذيك الليله مناوبة لأن اسمك من لسته المناوبين
البندري ، كان الخبر بالنسبة لها مثل الصدمة ، ما تخيلت في لحظة أن ينرفع قضية ضدها وضد الدكتور عبد العزيز .. هم ما عملوا شي غلط .. يعني الغلط أن يتركون المريضة تموت وهم واقفين يتفرجون .. هم حاولوا بكل ما يستطيعون
تكلم عنها لدكتور عبد العزيز ينقذ الموقف : دكتور البندري بذيك الليله مشت بدري ما كانت معي أبد ، هي استأذنت مني لأنها تعبانه
ناظرته البندري بإستغراب ، ليه يكذب ، ليه يبي يطلع إسمها من الموضوع ، لكن انلجم لسانها ما قدرت ترد بكلمة .. صعبه تكذبه قدام الدكتور
فكتفت أنها هزت رأسها لما سألها الدكتور إبراهيم إذا هذا الكلام صحيح أو لا
وبكذا قدام الدكتور إبراهيم .. هي خارج الموضوع
أول ما طلعوا من من مكتب الدكتور إبراهيم .. وطلعوا من القسم
نادت على الدكتور عبد العزيز .. تبي تفهم منه الموضوع
وقفوا خارج الجناح بالسيت بعيد شوي
البندري: دكتور ليه سويت كذا ، أنا ما طلبت منك تطلعني من الموضوع
عبد العزيز، وباين من ملامحة التعب والإرهاق : أنتي مو فاهمة شي يا البندري .. هذا فيها تحقيق وسين وجيم .. وأنتي توك ببداية مشوارك .. ما ودي تكون بملفك نقطة سودا وتتبهدلي وأنتي مرة
البندري : لكن يا دكتور
قاطعها بحدة : خلاص يا دكتورة ، الموضوع أنتهى .. أنتي بره الموضوع وأنا أقدر أتحمل المسؤولية كاااملة
ومشى عنها وخلاها واقفه بحيرة .. من تصرفاته
:
:
ظلم أنه يتحمل المسؤولية كاملة .. هو ما عمل إلا واجبه
ظلم أنه ينحرم من السفر ويكمل تخصصه ظلم .. ظلم
صحيح أني مـا أحبه لكن بنفس الوقت ما اكره ولا أتمنى له الشر ..
مستحيل أرضى بهذي المسرحية .. اهل المريضة بأي حق يرفعون قضية على الدكتور وهم عارفين زين أن حالهم أمهم سيئة وكانت كل يوم في حاله أسوء لازم أعمل شي مستحيل أوقف كذا ..
كلمت سلمى ممكن أنها تعرف دكتور بقسم المدسن يساعدني أحصل تقاير المريضة .. لكن الدبه سهرانه أمس مع عبد الله ومو مداومة
كلمت عبد الله يجيني .. لازم أخبره عله يساعدني ويلاقى لي حل لها المصيبة
*
*
بسيـارته ، طالع من الدوام
شغل سي دي شو أخبارك
صار ها العمـل شي روتيني لمـا يركب لسيـارة
يعيش جو مع كلمات الأغنية
تذكره فيهـا
وبشكلها الأثيري
لكن أنا لازم أترك هذي الأحلام وأرجع لأرض الواقع
لأن البنت رافضتني .. والله إيش تفسير طول المدة على شان توافق
يمكن أهلها منحرجين من سلمى وأمها لأنهم قرايب
لو تجي فسخ الخطوبة مني أحسن ، لأن مو بحلوة بحقي أنرفض وأنجرح للمرة الألف
بها الوقت رن جوالي ، أخذت السماعات ودخلتهم بإذني لأني ما أعرف أسوق والجوال بإذني
" الووووووو خالي "
: هلا سلمى ، أخبارك
سلمى : أخباري تسرك
: الله يسر حالك ، شكلك مغلطة برقمي ناوية تدقين على عبد الله ودقيتي علي
سلمى : ههههههههههه ، لا ها المرة مو مغلطة ابد متقصدة أدق عليك
: لا لا ما اصدق ، اليوم وين مصلية
سلمى : ههههههههههههه ، إيش دعوة يا خالي
: هع هع .. أحد حاطك على الهزاز ، على شنو تضحكين
سلمى : خااااااااالي عندي لك خبر ، يسوى مليون رياااااااااااااااال
وأنا أخذ اللفه اليسار إللي تأخني لطريق بيت أختي : مــا أظن في شي بحياتي يسوى مليون ريال
سلمى : وعروسة المستقبل ما تسوى عندك
بلعت ريقي وقتها .. ودقات قلبي علت .. وقفت على جانب الطريق الفرعي
: سلمى شنو فيه ، رفضتني صح
سلمى : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
صرخت فيها : سلمى وبعدين معك حرقتي أعصابي
سلمى : وإللي
يقولك
أن
: سلمى أختصري
سلمى ضحكت اكثر :
ريووووووووووووووووووم
: إيش فيها
سلمى : خالي صبرك ، ريوم وافقت على الإستاذ يوسف إللي يدرس بمدرسة .... الصف الأول إبتدائي ، إللي هو يصير خالي ، تعررررررفه !!
ما أظن في شي يوصف علامات الصدمة إللي بوجه يوسف ، لأنه للحظة فقد الأمل أن ريوم توافق عليه ..
*********************************************
( الجـــزء الخامس والعشرين )

فتحت عيني بحــذر ، رائحة عطرة منتشرة بكل أنحاء الغرفة ، وتغلغلت برأسي
لقيته واقف قدام المرايا ، شكله توه حالق ويحط بيده العطر after shaving
من مونت بلانك ويحطه عند ذقنه
مثلت أني نـائمة لما شفته تحرك ، ما ودي يحس أن جالسة وكنت أراقب حركاته ،
مع أنه زوجي عادي يعني مو حرام ، لكن مدري ليه حسيت وكأني مسوية جريمة ،
حسيت به يروح عند البوفيــه الصغيرة إللي عند الصالة وسمعت صوت الماء يغلي في الغلاية ، لاحظت طول ها الفترة أنه أول ما يصحى يحب يشرب كوفي ، استغليت ها الفرصة ، ولفيت الشرشف على جسمي ونطيت للحمام عزكم الله بسرعة قبل يجي ويشوفني
فتحت المـاء السـاخن ، ودخلت فيه ، أكيد جربتوا إحساس إللي تتصافق أسنانه وترتعش أطرافة من البرد ، ويلاقي الدفا بالماء الساخن .. وده طول اليوم يظل بها الدفء
لكن أنا أحس الدفء نابع من قلبي ، أول مرة من مدة طويلة أحس براحة القلب قبل راحة الجسد .. أول مرة أنام من غير ما أحس مخي يشتغل ويفكر طول الليل ولا أفكر ببكرة شنو راح يكون مصيري ..
حطيت يدي عند قلبي ، شعووووور غريب يجتاحني ، لا اعرف ماذا يعتريني ، بريق إبتسامه تضيء حولي وتبتهج أيـامي
قررت أعيش ليومي ، أفرح ، الواحد كم مرة يعيش بها العمر
ليه أقضي باقي العمر بالتفكير والهم واللوعات والكربة
أطلقي لنفسك العنان يا أسيل ، فيبزغ فجر أيامي من جديد
الحب وهم نضحك فيه على أنفسنـا ، كــا أمي ، وجدتي تزوجوا من غير حب ، وعايشين سعيدين والحيــاة ما شية
نشفت جسمي ولفيت شعري بالفوطة ، راقبت وجهي بالمرايـا
حتى وجهك يا أسيل وأشراقته اليوم متغيرة ، كيف أن النفسية تنعكس على ملامح وجهنا وتعابيره
وأنـــا توني طالعه من الحمــام سمعت صوت كحيلان يكلم تلفون ، مو من عادتي أتسمع لأحد ، لكن هو صوته كان عالي ، شكله يكلم أخته عهود
" والله اشتقت لك ، أنتي أخبارك وأخبار أمي وأبوي ...
ههههههههههه ، لا والله ما نسيتكم أنتوا بالبال دايم
أسيل بخير تسلم عليكم
آآآآآآآآآآآآآآآه يا ختي ، أسيــل مهره عنيده
ودي يوم تحس باللي بقلبي ، تعرف أني أعشقهـااااااااا حد الجنون "
أنا لهنـــا وبس ، مسكت الجدار ، أحس الدنيا تلف فيني
ما قدرت اسمع الكلام الباقي
تراجعت للوراء بسرعة أحس مالي وجهه أقابله بعد إللي سمعته
أول ما قفلت الباب طحت على الأرضية الرخام الباردة ما عاد فيني حيل أوقف
مو معقوووووووول
مو معقووووووووووول
شنووووو إللي مو معقول يـا أسيل ، أنتي إللي كنتي عميا .. كانت على عينك غشاوة
والله في رجال بالدنيا يتحمل إللي شافه منك ، في رجال يتحمل أن تكون زوجته عايفته ، والله كان من ثاني يوم متزوج عليها.. إيش تفسرين صبره عليك ، لا تقولين أنه ولد عمك
ولد عمك مو ملزوووم يتحملك تصرفات كحيلان وتعاملة معي ، ما تصدر إلا من رجل عاشق
عـــاشق حد الجنون
آآآآآآآآآآآآه يا قلبي آآآآآآآآآآآه
يا ليتني ما شفته ولا عرفته ولا حبني
كيف قلبه يحب وحده مـا تحبه ، أنا أذيته آلمته جرحته
لكنه صبر وتحملني ، أنا إللي كنت أضايقه
آآآآآآآآآآآآآه يا ربي ، غصب عني بكيت
أحس أني محرومة من الهواء
ليه ، ليه اليوم بالذات أعرف أن كحيلان يحبني
كان المفروض تعرفين من زماااااان مو توك يا أسيل
:
طلعت بعد ما تأكدت أن كحيلان طلع من الغرفة ، مدري وين راح يمكن يبي يخليني على راحتي
رميت بروحي على السرير .. خلاص تعبت والله تعبت ما أقوى أتحمل كل إللي سمعته كان فوق احتمالي ، أنـا ما أستاهل كحيلان يحبني على كل إللي سويته فيه ، كان دوم يدور رضاي وأنا كنت أصده ، خطبني أكثر من مرة وأنا كنت أرفضه
بهــا الوقت رن جوالي .. تحركت من مكاني بتعب وأخذت جوالي إللي موجود على الكمدينه .. نزلت دموعي من جديد لما شفت رقم المتصل / أمي الحنون
: هلا أمييييييييييييي ، مشتاقة لك حيييييييييييييل
أمي : أنا أكثر يا بعد قلبي
: ماما أنا زعلانه عليك يومين صار لك ما دقيتي علي
أمي : ههههههههههههه ، مطمنه عليك يا بنتي دامك مع كحيلان
سكت ما عرفت شنو أرد ، معقولة أمي تعرف أن كحيلان يحبني .. كل الناس تعرف .. إلا أنـا !!
أمي : إيش فيك حبيبتي أسيل تبكين ؟؟ كحيلان زعلك بشي
: لا ماما بس مشتاقة لك .. والله مشتاقة لك ولأبوي وأخواني
أمي : وحنا أكثر يا قلبي ، أمسحي دموعك قبل لا يجي رجلك ويشوفك تبكين ، وش راح يقول !!
ما أوصيك يا أسيــل أبيك تكونين مرة سنعه وتبيضين الوجه
حاولت أكتم عبرتي وشوقي لها : أن شاء الله يمه
أمي : كيف كحيلان معك
: طيب الحمد الله مو مقصر معي بشي
أمي نغزتني : وأنتي كيفك معه
سكت لثواني : كويسه معه
أمي : الله يحفظك أن شاء الله ، بنتي طول عمرها عاقله ولا تخلين أشياء صغيرة تخرب حياتك
حسيت نفسي ارتاحت بعد ما سمعت صوت أمي وكلامها ، أمي صادقة بكلامها المفروض ما أخلي أشياء صغيرة تخرب حياتي : بنتك يمه تربيتك
أمي : الله يهدي سرك أن شاء الله ، ما أطول عليك حبيبتي
: يمه خليك معي شوي سولفي لي
أمي : ههههههههههههه ، السوالف ما تخلص ، روحي أنتي شوفي زوجك
: كحيلان طالع وأنا توني طالعه من الحمام سابحة
أمي : ما أوصيك عاد ألبسي له وأكشخي له ، الرجال دوم يحب زوجته تلبس له وتتزين له ، ومفاتنها ما تظهرها إلا له
: هههههههههه ، يمه أنتي بتخربيني
أمي : شنو أخربك ، أقول يله تلايطي صج ما تنعطين وجهه ، هذا وأنتي المتعلمة الفاهمة
: أمزح معك يمه ، لا تزعلين مني
أمي : لا منيب زعلانه ، يا الله حبيبتي أهتمي بنفسك وبزوجك
: أن شاء الله ، مع السلامة
فتحت دولاب ملابسي وأنا مبتسمة وأنا أتذكر كلام أمي ، اليوم بالذات لازم يشوفني غير
وما أحسسه أني سمعت شي من مكالمته
أمممممممممممم ، شنو ألبس أي لون ، اسود لا لا هذا حق سهرة
لون أزرق ، لا لا أنا مدري كيف جبت معي ها الفستان أحسه يجيب المرض
أيووووووووووه هذا الفستان ، فستان أحمر حرير مدموج مع ألوان ثانية قصير وله أكمام ثلاثه أرباع
والتدفئة المركزية مشغلتها يعني عادي مراح احس بالبرد ..
بعد ما لبست الفستان وخطيت ذاك الكحل الأسود تحت عيني والروج الاحمر الصارخ على شفاتي
بعد ما مشطت شعري ، جاء على بالي أجدل شعري
حبــا يبنا وش الدنيــا بلاكم
ملاه الشوق قلب(ن) ما سلاكم
يضيق بها الفضاء بعض الليالي
إلا يدورني بيه ولا لقاكم
وأنـا ماسكة طرف شعري وأجدله ، واغني ها الاغنية ، مدري كيف طرت على بالي
أحس بحنيييييين ، لديرتي ، لبيتي ،لأمي ، لأهلي و لكل حبايبي
حبا يبنا ترى الفرقى صعيبه
على مثلي مولع في هواكم
حبا يبنا إلا يوم أجتمعتوا
ومرت ذكر في سيرة لقاكم
ليــه أحس ها الفضا ضايق بي ، ليه أحس بالعبرة تخنقني
ليه ودي أبكي ، إحساسي أني ظالمة
ظلمت نفسي قبل أظلمه معي
ليه يحبني ، تمنيته يكرهني يكرهني
لكنه كل يوم بدل ما يكرهني كان يحبني أكثر
:
مــا كذبت لما سميتها شمسي
في شمسها ضيعت أنا فيي
آآآآآآآآآه يا قلبي ، اليوم من زييي
جدلت ظفايرها ولطخت شفاها بالأحمر الخمري
وصوتها العذب الشجي .. سحرررررني .. سحررررررني
قربت منهـا أكثر ، وما قدرت أقاوم رغبتي ، ضميتها من ورا
شكلها أخترعت من لمستي .. شكلها كانت مسرحة بعيييييييييد
: حبيبتي
مدري هو خجل اعتراها والله حزن اجتاحها ، المهره عمرها ما توطي رأسها
لفيتها لعندي ورفعت رأسها
وعانقت في الهوى عينـانـا
وقالت عيني كلام ، كلااااام
والله عجزت أنطقه
طلعت علبه من جيب الجكيت إللي لابسة .. وحطيتها على الطاولة وفتحتهــــا وسحبت السلسال من العلبه
وعلقتهـا على جيدهـا ، ابتسمت لي وهي تلعب بالسلسال وتلمسه
حبيت تكون الهدية مميزة وغير عن الألماس ، كانت السلسله طويلة وبنهايتها حجر كبير ويتعلق به عاج الفيل مرصع بسوارفسكي ملون
شفت عينها مغرقة بالدموع
: ليه الدموع يا قلبي
وهي منزلة رأسها : أنا آآآسفــــــــــه
: آسفه على شنو حبيبتي
مسحت دموعها بسرعة ، ما ودي كحلها يخترب
شهقت: لأني ..... لأاني مـــااااا أقــ در أقول
ناظرت بعينها: ناظريني أسيل ما له داعي تعتذري عن شي
أنتي هواي ، سمعتي عن أحد يقدر يعيش من غير هواء
قلبي هواك ومراح يهوى من بعدك أحد
*
*
أخذني عبد الله لستاربكس إلا عند الواجهه البحرية .. وبعد ما جلسنـا
عبد الله : شنو تبين أطلب لك
: جيب لي كرميل مكياتو
عبد الله : معروف طلبك ، أقصد شنو تأكلي
: لا عبد الله مو مشتهيه شي
عبد الله : خلاص أنـا راح أجيب لك على ذوقي
جاب لي ساندوش حلوم مع أني ما لمست منها شي ، روحة المستشفى اليوم وموقفي مع الدكتور عبد العزيز سدت نفسي عن كل شي ..
كل يوم أكتشف أن تصرفات ها الشخص غريبة
عبد الله وهو يرتشف من كوب القهوة ويرجع ظهره براحة على الكرسي
: البندري إيش فيك ، من طلعتي من المستشفى وأنتي ساكته خير إيش صار
حفزت نفسي ، لانه الوحيد إللي راح يساعدني : عبد الله أبيك تساعدني
عبد الله : أمري ، دللي كم البندري عندنـا
أخذت رشفه ثانية من الكوب إللي ماسكته بيدي : عبد الله أنا كنت على الكول قبل يومين ، وعلى الفجر طلبوني لأنه في حاله خطيرة بالقسم .. كان عندها نزيف من فمها وما كانوا عارفين شنو السبب .. حاولوا يوقفوا النزيف لكن ما قدروا
فناديت على الدكتور عبد العزيز إللي معي بالقسم .. ولما شاف حالتها حرجة ، قرر أنه يعمل لها العملية على مسوليته وببداية العملية .. توقفت دقات قلب المريضة عملنا لها CPR لكن ما استجابت .. عرفنا وقتها أن الروح راحت لبارئها
ما عرفنا سبب الوفاة هل هو من النزيف والله من التخدير ، لانها عندها السكري والضغط ، والمرة كانت obese
يعني تعددت الأسباب والموت واحد ، المهم بالصباح جاء ولد المريضة وعملنا إزعاج بالقسم وقام يهدد .. أنا صحيح تضايقت من صراخه وكلامه لكن توقعت هذا الشي من تأثير الصدمة ، لكن اليوم أنصدم أنه رايح رافع قضية ضد الدكتور عبد العزيز
عبد الله قاطعني : من صجه هذا ، أمه توفت قضاء وقدر
: أسمع أنت الباقي
عبد الله : كملي
: بمـا أني كنت مع الدكتور عبد العزيز بالكول ، فا المفروض أكون متهمة معه
لاحظت أن عبد الله شخص بنظرة ، وعلامات الصدمة كانت واضحة على ملامحة .. عارفة شنو يفكر اللحين ، أن مستقبلي الطبي راح .. وسنين الدراسة ضاعت
: لكن موقف الدكتور عبد العزيز .. مممممم مدري شنو أقول عنه ..
لكن صدمني بموقفه أنه خبر رئيس القسم أني ما كنت معه بذيك الليله
وأنه راح يتحمل المسؤلية كاملة
عبد الله وهو ما زال مصدوم : معقوووووله ، شنو مصلحته أنه يبرأك ويتحمل المسؤولية كاملة
رفعت كتوفي : مدري ، لكن أحس أني متضايقة له ، ما ودي يتحمل قضية كان هدفه أنه ينقذ المريضة .. وبالنهاية تنقلب السالفة عليه
يعني الدكتور يتعب ويدرس ويعالج الناس ، على شان إذا شاف حاله حرجة وخطيرة يوقف مكتوف اليدين
عبد الله ، بعد تفكير : والله مدري شنو أقولك
مع أني ما أعرف الدكتور عبد العزيز ، لكن عز الله انه رجال نشمي
أن يطلعك برا الموضوع وما يبيك تتبهذلي وتدخلي بسين وجيم
عقبت على كلامة : على شان كذا أبيك تساعدني ..
عبد الله وهو مقطب حواجبه : مــا ني فاهمك
: في بالي فكرة ، ما عندي غيرها
وأن شاء الله أهل المريضة يطلعوا طيبين ويتعاونوا معنا
:
نزلني عبد الله البيت وهو قال بروح يخلص له كم شغله تتعلق ببيته الجديد
دخلت المطبخ وأنـا ميته جوع ، لكني عفست وجهي لما شميت ريحة السمك
شفت أمي تفتح غطاء القدر وتتذوق طعم الأكل : يمه شنو الغذاء
أمي : البندري ، إلا رجعتي اليوم بدري ، على بالي مراح ترجعي من دوامك إلا العصر
: لا يمه ، كانت عندي شغله بالمستشفى وخلصتها ورجعت بدري ، يمه أنا ميته جوع خلي الخدامة تحط لي غذاء
أمي : أصبري شويه لين يخلص غذاك ، ما حسبت حساب أنك بترجعي بدري وحنا غذانا سمك
من غير سبب عصبت ، أنا إللي فيني مكفيني ، كفاية أني متوترة من الخطوة إللي راح أخطيها : خلاااااص ماااااا أبي غذاااااااااا ، بطلع أنام
أمي : البندري ، البندري .. تعالي اللحين أطلب لك من مطعم
: ماااااااااااااا أبي يمه
وطلعت غرفتي معصبه ومتوترة وصفعت بالباب .. أحسن مراح أكل خلني أموت من الجوع
*
*
غريبة هي أنـا ، استسلمت له كمـا تستسلم الحسنـاء لثوب الحرير ، كما يستسلم للنوم العبد الفقير
عاد النبض ينبض بقلبي وعادت شقاوة الفتياتِ عندما لامس يدي
فتبسمت له ونحن نسير بين دهاليز هذه المدينة
أيحبني !! أيحبني بعـد الذي كانا !!
رغم أخطائي الصغرى
مررنـا عند محل صغير ، لبست أحد الأقنعة إللي يبيعها
ضحك علي كحيلان وبنفس الوقت تغزل فيني .. قال أني أشبة الأميرات أيام الملوك والاستعمار بأحد الحفلات التنكرية
ابتسمت له وأنا ماسكة طرف القناع ، لون القناع البيج بزخارف ذهبيه كان متماشي مع ملابسي .. تنورة ورديه صوفية مع جاكيت فرو بيج .. والسلسال الطويل إللي أهداني إياه كحيلان يطوق عنقي .. بصراحة هديته عجبتني حسيتهـا ستايل
بعد كذا كملنـا مشي بسـاحة سان ماركو نداعب الحمام ونتراقص معه
:
:
عامٌ مضى وبقيتِ غالية
لا هنت أنتِ ، ولا الهوى هانا
طفلين كنا .. في تصرفنا
وغرورنا ، وظلال دعوانا
كلماتنا الرعناءُ .. مضحكة
ما كان أغباها .. وأغبانا
فلكم ذهبتِ .. وأنتِ غاضبه
ولكم قسوت عليك أحيانا
ولربما انقطعت رسائلنا
ولربما انقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا
فالحب أكبر من خطايانا
ودي طول ما حنا ماشين يدي ما تفارق يدها .. أخيرا شعرت أنها بقربي ملكي لوحدي .. حتى لو ما تبادلني الحب المهم أنها بقربي ، استنشق عبيرها وعيناي تتعلق بعينيها
:
أخذني لمطعم جلسته رومانسية بالحيل ، ها المرة ما قدرت أعترض
حسيت حالي سخيفة لو اعترضت
أول ما جلسنا على الطاولة سألني شنو أحب آكل ، قلت له أني مشتهية باستا بالربيان
وبها الوقت جاء بائع ورد .. يبيع الورد الجوري الأحمر
طلب منه كحيلان يعطية وردة حمراء كبيرة وجميلة مثلي ..
أنا وقتها ضحكت داخل نفسي ، مدري أفرح والله أضحك بسخرية .. حركات كحيلان اليوم واجد رومانسية .. أحس حالي بفلم من أفلام فاتن حمامة وعبد الحليم
لكن أكون كذابة لو قلت أن حركاته ما تسعد أي أنثى
المفروض أني أكون سعيدة وفخورة أن عندي زوج مثله
لكن طول عمره الإنسان جاحد لنعمة
ودي أحبه أو على الأقل أكن له مشاعر خاصة مثل ما مبين من عينه أنه يحبني
لكن الحب يجي من غير إستأذان
صعب أجبر نفسي أحب شخص فيوم من الأيام كنت مو طايقته
يمكن مع العشرة تتولد بينـا محبه وموده
*
*
رابطة شعرها بشال صغير كي تبعد خصل شعرها عن عينيها ، وتركز وهي تمسك ريشة الرسم بمهارة ، وتلون خلفية لوحتها التي شارفت لنهايتهـا
بها الوقت دخلت عليها ريوم غرفتهـا
: هاي
جنى : هايات
ريوم : ريحة الألوان واصلة لبرا الغرفة
جنى : ريوم ، أسكتي شوي خليني أركز وانهي الرسمه
ريوم وهي تقرب منها : شنو ترسمين ، أكيييييد ترسميني ، لأن جمالي ما في مثله
سكتت جنى وما علقت على كلام ريوم ، جاءت ريوم من خلفها ووقفت تشاهد اللوحة
فتاة حـاملة سلة تملأها الورود ، وملامح وجهها يغطيها شعرها الأحمر الطووويل .. ما يبان إلا جزء من فمها وأنفها ويدها الثانية ماسكة طرف ثوبهــا بقوة وكأنها تتحسر على حالها
قررت ريوم في قراره نفسها أن تخرج بنت عمها من الحالة إللي هي معيشة نفسها فيه ، جنى من النوع الهادئ وما تشكي وسيلتها في التعبير هي الرسم
تذكر أن طموحها كان أنها تدخل هندسة ديكور أو فنون جميلة لكن الله ما كتب لها وقبلوها بكلية العلوم الطبية فكانت الأولوية لها ، والرسم يبقى هواية
ريوم ، وهي تجلس على السرير براحة : جنى إيش رايك تروحين معنـا دبي بإجازة عيد الأضحى
جنى وهي تترك ريشتها : اممممممم ، مدري والله
ريوم : شنو ما تدرين قرري على شان أقول لعبد الله يحجز لك معنـا
جات جنى وجلست جنب ريوم : ما أتوقع أبوي يوافق
ريوم : أبوك خليه علي ، هو وينه اللحين
جنى : تلاقينة يشرب القهوة مع امي تحت
سحبتها ريوم من يدها : تعالي ننزل وندق الحديد وهو ساخن
ضحكت جنى على أمثالها
وتسابقوا بالنزول بالدرج .. لين ما وصلوا الصالة .. كان أبو بندر وزوجته جالسين على الكنب يشربوا قهوة عربية مع البقلاوة .. وسراج جالس على الأرض وفارش عدة الرسم حقته يكمل لوحته لحفله تخرجه بمركز الأمير سلطان
ريوم بعد ما سلمت على عمها وخالتها ، جلست على الأرض جنب سراج تشوفه كيف يكمل لوحته ، يلصق السمك المصنوع من قماش قديم والأصداف جنبها وبعض الأعشاب المصنوعه أيضا من القماش
ريوم : الله لوحتك مره حلوة سراج ، من إللي ساعدك فيها
سراج : جنى قصصت لي السمك وأنا ألصقها
ريوم : هذي لحفله التخرج
سراج : ايوة ، الأبببببله قالت لنا نجيب عمل حنا نعملة وأي شي حنا نحبه
ريوم : طبعــا أنا إللي راح تأخذني معك لأنك تحبني
سراج عفس وجهه : لاااااااااااا ، بأخذ البسه حقتي
ريوم : أفاااااااااااااااااا
الحمد الله أفتكينا من بسه حور
جنى بها الوقت أستغلت الفرصة على شان تخبر أبوها عن سفره دبي
جنى : يبببببه ريوووووم مصررررره ومحلللللللفه إلا أسافر معها دبي ، وتقول إذا ما سافرت معها مراح تسافر
ريوم شهقت وناظر بجنى ، وتقول لها بنظراتها أنا قلت
وجنى تناظرها بنظرات قوية يعني انكتمي
ابو بندر : صدق ريوم تبين جنى تروح معك
ريوم قامت من مكانها وجلست جنب عمها : ايوه عمي تكفى خل جنى تروح معنـا ، تغييير جو قبل الإمتحانات ، تعرف عمي حنا بالجامعه نتعب واااااجد ، نبي نسافر ، على شان نرجع بنفسية حلوة ومرتاحة ويكون لنا نفس ندرس
أم بندر : آآآآآآآآآه منكم ، اللحين إيش دخل السفر بامتحانتكم
ريوم : خااااااالتي ، عاد لا تقلبينها علينا ، نبي عمي يوافق
أبو بندر : وأنا اقدر على أم الريم
باسته ريوم على راسة : بعد عمري عمي ... أصلا السفرة ماراح تصير حلوة لأنك مو مفيها
أبو بندر : هههههههههه ، والله ودي أروح معكم لكن سراج ما يتحمل السفر وضغط الطيارة
ريوم بصوت خفيف : الله يشفية أن شاء الله
أبو بندر : أن شاء الله ، الحمد الله هو تحسن كثير عن قبل
:
بغرفة جنى ، سألت جنى ريوم : إلا ما قلتي لي يا الدووووووبه إيش صار على خطبتك
ريوم تمثل أنها مستحيه : أمس أبوي كلمة وقال له عن موافقتي
جنى : يسسسسسسسسسس ، يعني قريب بنجهز لحفله ملكتك
ريوم : لا ، أبوي شرط عليه أن حفله الملكة بإجازة الصيف
جنى : يا الله بقى كثيييييير
ريوم : لا عادي عندي ، أبوي أقنعني ، حاليا ما ني مستعدة أملك وأنا أدرس ، وأبوي خايف ألتهي عن دراستي
جنى : عاد أنتي تبين الشارة علشان ترسبين ، لو ما أنا واقفه على راسك والله أنتي رحتي في الباي باي
ريوم دفتها : لها الدرجة طايحة من عينك أنتي وجهك
بها الوقت رن جوالها ، كانت سلمى المتصلة
" هلااااااااااا وغلااااااا ، هلاااااااا بمرت خالي "
ريوم : عمتك وتاج رأسك بعد
سلمى : هههههههههههههه ، طاع هذي صدقت عمرها
أصلا لو ما انا خالي ما خطبك
ريوم بغرور : لا يا حبيبتي أصلا لو خالك مو ميت علي كان ما جاء وخطبني
ريوم بها الوقت سمعت صوت ضحكات سلمى تتردد في مسامعها وفي صدى بصوتها
: سلووووووووم ، أنتي ليه حاطة على الإسبيكر
سلمى ضحكت اكثر : علشاااااااااااااان بعض ناس يسمعون صوتك
ريوم وقتها أنقص وجهها ، ومالها وجهه تكلم سلمى وخصوصا أن يوسف سمعها ..
من خجلها وإرتباكها قفلت السماعة بوجهه سلمى
جنى : إيش فيك ريوم أنقلب حالك
ريوم : هــــــــاه
جنى تقرب منها : بسم الله عليك ريوم وش صار لك
رجع جوالها يرن : ردي ريوم على جوالك
ريوم : هـــاه ، لا لا ما أبي
جنى : عيب البنت تنتظرك ، ردي ردي
وضغطت جنى على الزر الأخضر وحطت السماعة بإذن ريوم
سلمى : فدييييييييييييت مرت خالي إللي تستحي
ريوم : ما بعد صرت مرت خالك
سلمى : قريب أن شاء الله
المهم نسيتيني شنو بقول ، بعـــض ناس يسلمون عليك
ريوم جد ها المرة خجلت وخدودها توردت ، وحطت أصابعها بفمها
سلمى : استحيتي
ريوم : يعني ما يصير أستحي ، عروس
سلمى : ههههههه إذا قالوا ريوم تستحي فكل الناس تستحي
ريوم رجعت لطبيعتها : شقالوا لك عني .. وجهي مغسول بمرق
سلمى : هههههههه ، حاشاك أخت زوجي ما أرضى عليها
ريوم : أيوة كذا تسنعي ، لا أخلي أخوي بكرة يرسل ورقتك
سلمى شهقت : شووووووووووف البنت ، تبي تقلبها علي
ريوم : والله أنتي إللي بديتي عيوني والبادي أظلم
*
*
تقضي أمسية باردة ولحن المطر يشجي قلبا كسيرا يخفق في حنايا البندري
واقفه بجوار نافذتها وقفه المساكين ، تحسدها
نعم تحسدها لأن المطر أوفى من المحبين
فالمطر يحبها حبا لم يعرفه المغرمون .. حبا ربانيا ..
فباتت بملامح باكية .. كل شي حولها يستطعم العشق يتلذذ بالسهر ، الليل يقبل القمر والريح تغازل الشجر وهي ، تبحث خلف الأثر
تجري وراء ذكرياتها
كل ما حاولت الإختباء منها ، تأتي أشياء تذكرها ..
تمزقها ، تمزق جروحها
ذهبها اليوم للعزاء ، ذكرها بعزاه ..
كانت على وشك النسيان ، لكن ربابه الشوق جات وصحتها
تحاول تقوي قلبها على شان الناس إلا حواليها ، تتمنى ما تفشل بالمحاولة إللي قامت فيها ، وقبل لا تروح عند فراشها دعت ربها أن القضية تنفك عن الدكتور عبد العزيز ، لأنها تكره الظلم
:
بحر من الدم وجسمي كله ملطخ بالدماء .. ملامح بندر أشوفها لكنها مشوهه وجسمه يغطيه الدم
حاولت أصرخ أبي أحد يسمعني .. أحس أني أحلم لكن ما ني قادرة أقوم من النوم وكأن أحد يخنقني ..
صحيت من النوم مفزوعة لاهثه الأنفاس ، مظطربة القلب ، باردة المفاصل .. ناظرت بالغرفة المظلمة .. صارت الأشياء واضحة بالنسبة لي رغم الظلام إلا يحل بالغرفة .. وقفت أمام مرآتي
وحيـدة ، والألم ينهش في أضلعي ، تأملت في ذاتي
كما يتأمل الميت صور الأموات
وقفت أعانق خيالاتي أقبل ذكرياتي
كما يقبل اليتيم ثوب أمة مخنوق العبرات
فلا حب ولا حبيب يضمد جراحاتي
سمعت صوت الأذن ، أسغفرت ربي ، هذا الحلم من تفكير عقلي الباطني .. متى يا ربي راح أتخلص من هذا الحلم بل الكابوس المزعج
صار له فتره قاطعني من أيام العدة ، على شان كذا كنت اخذ حبوب منومة على شان أنام براحة .. ليه اللحين رجع وعاودني
توضيت وفرشت سجادتي .. وبعد ما فرغت من صلاتي رفعت يدي وعيني تجهش بالبكاء
إليك يا ربِ مددت يدي ، فبعزتك استجب دعآئي ، وبلغني مُناي ولا تقطع من فضلك رجآئي ، وأكفني شر الجن والإنس من أعدائي ، يا سريع الرضا إغفر لمن لا يملك إلا الدعاء فإنك فعال لما تشاء يا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى ، إرحم من رأس ماله الرجاء وسلاحه البكاء يا سابغ النعم يا دافع النقم يا نور المستوحشين في الظلم
حطيت رأسي على سجادتي وبدأت تهدأ نفسي وغفيت لدقايق ..
فتحت عيني أول ما بدت الشمس تشرق وترسل أشعتها .. وقفت على حيلي وقربت من الشباك ورفعت الستـارة
راقبت المنظر إللي تمثل قدام عيني .. نور الشمس أنتشر بالسماء وبانت زرقة السماء بعد ما غطاها ظلمة الليل .. وترتيب الاشجار والورد بالحديقة تبهج النفس .. العصافير بعدها ما تزقزق .. أول من يسبح الله النحـل .. تأخذ رحيقها من الأزهار وترجع تجمعه بخليتهـا .. يا سبحان الله
تذكرت كلام الدكتور عبد العزيز وموقفه مني .. ليـه يومها كلمني بحده وحتى ما ناظر فيني .. ليه طلعني من الموضوع وقال لدكتور إبراهيم أني ما كنت معه ذيك الليله !!
تنهدت .. الله وحدة يعلم ما بالنفوس ، لكن أن شاء الله بنت المريضة إللي توفت تساعدني أنا رحت أنتخيها وأن شاء الله توفي بكلمتهـا .. أنا مدري ليه رحت بيتهم وحضرت عزاهم .. يمكن لو وحدة ثانية غيري ومع تصرفات الدكتور عبد العزيز معي وكيف كان يغثني ببداية دوامي .. لكن الحقيقة تنقال عمره ما آذاني .. صحيح أنه strict بالدوام .. لكنه محترم لأبعد الحدود وعمري ما تضايقت من نظراته لي أو طريقة كلامه معي .. الله كريم وأن شاء الله أخلص من ها الروتيشن وأرتاح .. خلني أبدل ملابسي وألحق أوصل بدري ، مالي خلق تهزيئ على أول الصبح
لبست بدلتي الخضراء على شان اليوم عندنا theater ولبست عباتي وأخذت معي شال صوفي كشميري عريض .. ونزلت تحت
وأنـا واقفه عند الطاولة الزجاجية القريبه من المدخل أعدل شيلتي .. شافتني أمي
: صباح الخير
سلمت عليها: صبـاح النور يمه
أمي : فطرتني يا البندري
: لا يمه ما ني مشتهيه
أمي : ليه يمه مـا يصير كذا ، أنتي وراك دوام طويل
: يمه إذا جعت راح أكل لي أي شي من المستشفى
أمي : أنتظري شوي بجيب لك شي تأكليه بالسيارة
ما قدرت أعترض ، هذي الوالدة وما ودي أزعلها على الصبح ، مع أني جد ما لي خلق آكل شي
طلعت برا عند مدخل البيت أنتظر السايق يجيب السيـارة ، ونسايم باردة تهب ، غمضت عيني أستنشق الهواء البارد .. هواء يرد الروح ، لكن وين الرووووح آآآآآآآآآآآآه وألف آآآآآآه .. فتحت عيني على صوت الخدامة وهي تعطيني كوب الشاي وكرسون مغلف ..
أخذته من عندهـا وركبت السيارة .. حاولت أغصب روحي أشرب من الشاي على شان أصحى لأني أحس بصداع راح يفجر رأسي .. لكن حسيت بطعم الشاي مر مثل العلقم .. وكأني راح أرجع ، أحس بطعم الحموضة إللي بمعدتي ببلعومي ..
قبل لا أنزل من السيارة أعطيت السايق الكروسان حرام تنرمى .. وطلعت فوق على طول لغرفة التبديل ..
أول مـا دخلت غرفة الأطباء إللي بقسم العمليات ، لقيت الدكتور عبد العزيز مع الدكتور طلال ودكتور ثاني نسيت أسمه .. وشكلهم رايق على أول الصبح ويضحكوا ، وأنا مالي خلق لأي شي ولا لملاقتهم ..
رميت السلام وجلست بعيد ، والله ما ودي أجلس معهم لكن وين أجلس
سمعتهم يسولفوا مدري عن منو ويسخروا
طلال : تخيل الكل حاول يلاقي عروق بيد المريض إللي بغرفة رقم 5 على شان يركبوا IV محد لقى شي إلا الدكتور .... هو إللي ركب IV
عبد العزيز : هههههههههههه ، يضع سره بأضعف خلقة
مدري ليه حسيت من كلامه نغزة لي ، طنشت كلامه وطلعت من الغرفة
عبد العزيز : إيش فيها هذي ما ده البوز ، قلنـا شي يزعل
طلال : والله مدري
عبد العزيز وهو يناظر بساعته : طيب أنا راح أشوف ذا المريض حضروه للعملية
:
:
أول مـا دخلت غرفة العمليات ، لقيت الدكتور إبراهيم موجود لأن اليوم العملية thyroidectomy ،
ابتسم أول ما شافني فاغتصبت الإبتسامة على شفاتي
الدكتور إبراهيم ببتسامة وقورة تجبر الكل يحترمه : صبـاح الخير
: صباح النور
الدكتور إبراهيم : شكله اليوم صباحك معكر ، أحد مكدر خاطرك
رديت عليه من غير نفس لأن جد مزاجي متعكر : لا دكتور ما فيني شي
ناظرني بتفحص : أكيد محد مضايقك بالقسم
: لا دكتور بالعكس مرتاحة معكم
: طيب أنتي ليه pale
حاولت أبين أني طبيعية ، مدري إيش فيه علي : لا دكتور
أنا كذا لوني
تنهدت براحة لما راح وتركني ، ما لي خلق استجواب ، كفاية أمي
بدأنا العملية بعد ما تعقمنـا ، أنا وقفت جنب الدكتور عبد العزيز والدكتور إبراهيم مقابلنـا .. هو إلا كان يدير العملية ، عمل جرح كبير بمنطقة الرقبة على شان يطلع الغدة المتضخمة .. ها المنطقة حساسة وأنا أشوف دم كثير ينزل من المريضة والدكتور عبد العزيز يحاول بالشاش وsuction يشفط الدم
لحظتها وأنا ماسكة المقص إللي مثبت يمسك الجلد وأنا اشوفها تنزف كثير ، شعرت بأن الدم هجر عروقي وأن الدنيا بدت تلف فيني ، وأن نوبة إغماء توشك أن تأخذني لعالم مظلم
طلبت من الدكتور عبد العزيز : دكتور ممكن تمسك المقص عني
الدكتور عبد العزيز : ما تشوفيني مشغووول
بدأ التنفس يصعب عندي ، وأن مخارج الحروف صعبه ، مدري كيف نطقت ، كان كل خوفي أطيح عليهم على جسم المريضة أو أغرس المقص إللي ما سكته بيدي بعنقها : دكــتور اااح أحس بدوووخه
ما قدرت أكمل الباقي ، لأني جد بديت أدوخ وطحت على كتفه
صاح الدكتور عبد العزيز على النيرس ، والنيرسات والدكتور المخدر كان عندهم response سريع ، وخصوصا أن الدكتور عبد العزيز ما يقدر يلمسني ويترك العملية .. سحبت النيرس الكرسي القريب وجلسوني علية .. لين جابوا السرير المتحرك على طول وحملوني فيه .. وقتها أظلمت الدنيا بعيوني وما عدت حسيت بشي
:
:
الدكتور عبد العزيز ، ظل طول العملية أعصابة مشدودة .. يفكر فيها
إيش فيهـا ، هي شكلها من الصبح مو طبيعي ، كان لون وجههـا مخطوف .. مذكر قلت كلمة ضيقت خاطرها .. رفعت عيني لساعة المعلقة بالجدار أمامي ، يا الله مرت ساعتين من بداية العملية .. انتظرت الدكتور إبراهيم لين ما أخرج الغدة وطلع من غرفة العمليات ، وأنه معتمد علي أكمل الخياطة وأركب لها سكشن .. لكن طلبت من النيرس تكلم الدكتور طلال يجي بسرعة يكمل عني .. وأول ما شفته دخل أنا طلعت من الباب الثاني حتى أني طنشت كلامه لي بعد ما رميت اللبس بالسلة المخصصة .. مشيت بسرعة وكأني أهرول لـ recovery room إللي بقسم العمليات
دخلت بصمة إصبعي على شان الباب يفتح لي .. سألت النيرس إللي شفتها بوجهي عن مكان البندري .. أشرت لي على سرير رقم 3
فتحت الستارة بحذر ، ودقات قلبي تتزايد
متلحفة بالشرشف الأبيض وحجابها الأبيض مرتخي حول عنقها وخصل من شعرها باين .. قربت منها أكثر وجريت حجابها أغطي شعرهـا الباين من قدام راقبت وجهها الملائكي
رغم شحوبه والسواد إللي تحت عينها ، لكنها جميلة ، سبحان إلي خلقها
كان مبين من ملامح وجها الضيق .. إجتاحتني رغبه أن ألمس يدها وأخفف عنها ، أحس أنها محتاجه لحنان لأحد يكون جنبها .. لكن مهما يكون أظل رجل أجنبي
حاولت أنـاديها
: البندري ، البندري
رفعت هدبها بوهن .. وحركت شفايفهـا بتعب
لكن ما فهمت عليها
قربت منها أكثر على شان تسمعني : البندري تحسي بشي
حركت شفايفها ببطء ، لكن قدرت ألقط الاسم ها المره : بــ ن در ، بندر
قطب حاجبي ، منو هذا بندر ، معقولة يكون نفس الشخص إللي شفته معها بالسيارة
خطيبهـا !! زوجهـا !! حبيبهـا !!
لا شعوريا تراجعت للوراء .. وكأن شي لسعني ما كان ودي تنطق بـ ها الإسم ، إيش يعني لها !!
: البندري أنا الدكتور عبد العزيز ، شلونك اللحين طيبه
هزت لي رأسها
راقبت
pulse oximetry and blood pressure
نسبة الأوكسجين كويسة لكن الضغط عندها ما زال منخفض حتى بعد تركيب saline
سألتها : البندري فطرتي اليوم
هزت لي راسها بلا : ليه يا البندري كذا ، ما يصير تهملي بصحتك
ما حبيت أطول معها أو يجي أحد من الدكاترة ويشوفني واقف جنبها .. تركتها .. وكنت ناوي أطلع من غرفة العمليات .. وعند الرسبشن عند البوابة الكبيرة لقسم العمليات لقيت الدكتور إبراهيم
كلمني وأنا سرحان بعيد عن العالم إللي حولي : عبد العزيز أنت وينك ، أنتظرتك تكتب surgical note ولا كتبتها
: هـاه سوري دكتور ، رحت أتطمن على الدكتورة
كنت متعمد ما أنطق بإسمها على شان الناس حولنـا .. لكن نظرات الدكتور إبراهيم لها ألف معنى ومعنى .. وكأنه حاس باللي بقلبي
الدكتور إبراهيم : شخبارها اللحين
: شكلها تعبانه
الدكتور إبراهيم : الله يكون بعونها ، الظروف إللي مرت فيها مو سهله
استغربت من كلامة ، إي ظروف !!
وإيش يعرف الدكتور إبراهيم فيها
: دكتور المفروض بنت بعمرها وشبابها وإللي مثلها ما تغزي الهموم قلبها
ما فاتتني تنهدية الدكتور إبراهيم : ما في أحد مرتاح بها الدنيـا يا دكتور
ما فهمت مغزى كلامه ، لكن شكله حس أن في جوفي كلام ، كلام كثير
الدكتور إبراهيم : عندك شي اللحين ؟
رديت عليه وأنا كلي حماس يدعوني لفنجان قهوة بمكتبة : لا دكتور
الدكتور إبراهيم : خلص عجل إلحقني للمكتب خلنا نشرب قهوة مع بعض
ابتسمت براحة ، عندي إحساس أنه راح يكلمني عن البندري : طيب دكتور أنت أسبقني وأنا جايك
طلعت من قسم العمليات بسرعة .. من عجلتي ما كان عندي صبر أنتظر المصعد يصعد فنزلت بالدرج للكفتيريا .. شريت لي علبه حليب وفطيرة بالسبانخ
وطلعت مرة ثانية ودخلت غرفة العمليات .. وعند غرفة الركفري روم ، دقيت الجرس وطلعت لي النيرس .. أعطيتها الأكل إللي شريته وطلبت منهـا تأكل البندري وتطمني عليها بعدين ..
شكلها البنت مهملة بصحتهـا ، ومبين من وجهها pale أن عندها فقر دم .. وسوء تغذية سببت لها دوخة وأنخفض ضغطها
:
" السـلام عليكم "
دخلت مكتب الدكتور إبراهيم إلليبالدور الرابع وبزاوية تطل على حديقة المستشفى .. ونوافذ المكتب الطويلة تسمح لأشعه الشمس بالدخول
الدكتور إبراهيم : وعليكم السلام ، منت غريب يا عبد العزيز ضيف نفسك
وهو يأشر لي على طاولة صغير بزاوية المكتب عليها غلاية وكوفي وشاي
عملت لي ولدكتور بلاك كوفي ، وحملت الكوب وجلست على الكنب البني الجلدي ، وهو بالمثل حمل كوبه وجاء وجلس قبالي
الدكتور إبراهيم : إلا ما قلت لي يا عبد العزيز منت ناوي تتزوج .. والله معجبتك حياة العزوبية
ضحكت على كلامة : يا دكتور جربت نصيبي مرة وأنرفضت ، فشلت فكرة الزواج من بالي حاليا
ركز نظرة فيني ورفع حاجب : لكن عيونك تقول كلام غير
حاولت أمسك أعصابي لها الدرجة أنا مفضوح ، لها الدرجة عيوني فاضحتني !!
: هههههههه ، ما خبري فيك يا دكتور تقرأ العيون والكف !!
الدكتور إبراهيم : ههههههههه ، قراءة الكف خليناها لدجالين ، لكن قرأة تعابير الوجهة وأنك تفهم الشخص من نظرة عيونه ، هذي تجي بالفراسة والخبرة والحيـاة أكبر مدرسة
: والحيـاة وش علمتك يا دكتور
الدكتور إبراهيم : هههههههههه ، لا تحاول تتذاكاء علي ، مبين عليك تهتم بالبندري
: دكتور أنـــا
قاطعني : كان واضح من رجفة يدك بالعملية أنك توترت بعد ما طاحت علينا ، و موقفك أنك قلت لي أنها ما كانت معك بالكول بذيك الليله
رجعت ظهري للوراء وتسندت بتعب وحكيت جبيني .. أنا مفضوووح قدام الكل ، والمصيبة ما أنفضحت إلا قدام الدكتور إبراهيم
: دكتور أنا آسف ما كان قصدي أكذب عليك ،لكن ما كان ودي البنت تتبهدل وتدخل بتحقيق وهي تعتبر طالبة للحين ، أنا دكتورها وأقدر أتحمل المسؤولية
هز رأسه : حصل خير ، اليوم جاني ولد المريضة المتوفيه وأعتذر مني وكان وده يشوفك ويعتذر لك
بها اللحظة بس أنفرجت أساريري ، لأني كنت شايل هم السالفة : صدق والله بشرك الله بالخير ، والله تستاهل الحلاوة
الدكتور إبراهيم : ههههههههههههه ، تسلم ما تقصر ، لكن محد يتساهل الحلاوة غير البندري
قطبت حاجبي ، إيش دخلها بالموضوع ، فكمل كلامه : البندري الله يجزاها خير هي إللي راحت وكلمت بنت المريضة وأقنعتها تكلم أخوها ويتنازل عن القضية
: البندري ، معقوووولة
الدكتور إبراهيم : ليه مستغرب ، البندري ما في مثلهـا ، أعرفهـا من وهي صغيرة .. طول عمرها بنت أصول تعرف السنع والواجب .. لكنــــ …..
لاحظت أنه سكت وسرح : لكن شنو يا دكتور
الدكتور إبراهيم : لكن ما لها نصيب بها الدنيا
*
*
جالسة عند الكنب ضامه نفسهـا تحاول تخفف من الآلام إللي تحسهـا و تون علا مع كل ونه تخف آلام بطنهـا يا ربي أرحمني وخفف ألمي ، أخذت حبتين بندول ولا خف الألم بل كل ماله ويزيد ، يا ربي شسوي بعمري ، أنا مدري كيف نست أجيب معي حبوبي .. قلبت الشنطه فوق تحت ولا لقيت شي .. وخفت كحيلان يحس بالفوضى إللي عملتها فطلعت من الغرفة
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ، أحس وكأن سكاكين تنغرس ببطني ، أن شاء الله يخف الألم قبل لا يصحا كحيلان ما ودي يصحا ويشوفني بها الحالة ، آآآه يا ربي ضليت أعصر بنفسي واضغط على بطني ، ودي أقوم وأخذ لي دش ساخن يمكن يريحني لكن ما فيني حيل حتى أوقف
:
مديت يدي وأنا مغمض عيني ، لقيت مكانها فاضي ..
استغربت ايش يجلسها من صباح ربي .. فتحت عيني شفت باب الحمام مفتوح وما في صوت ماي .. لكني ركزت شوي سمعت صوت أنين جاي من الصالة ..
رفعت البطانية عني بسرعة ورحت لصالة
لقيتها جالسة بطرف الكنب ومتكورة على نفسها وشعرها كله نازل و مغطي وجههـا .. و تووووووووون ..
خفت عليها من قلب وقربت منهـا أرفع شعرها عن وجها
: أسيل أيش فيك ، صاير لك شي
لاحظت أنها تعض على شفايفها تمنع آه تصدر منها وهي ماسكة بطنها
: ما فيني شي
جلست جنبها وحطيت يدي على كتفها : شنو ما فيك شي .. شوفي شلون ترتجفي وحالتك حاله .. قومي قومي أوديك الطبيب
وهي تضغط على بطنها أكثر : صدقني ما فيني شي ، شوي ويخف الألم
وقفت : طيب خليني أساعدك تروحي تنسدحي على السرير أحسن لك من هنـا
مسكتها من يدهـا .. وأول ما وقفت على أطراف أصابعها ما قدرت تسند طولها فمسكتها بسرعة قبل لا توقع مني .. وحملتهـا للغرفة
نزلتها على السرير ، وعلى طول أتخذت وضعيه أنها تنام على بطنها يمكن ها الوضعية تريحها
: حبيبتي قومي خليني آخذك للطبيب ، شوفي حالتك حتى مو قادرة توقفي
فجأة قامت تبكي مثل الطفلة : ما بي أروح ما ابي أروح
أضطريت أسايرها ، أسيل عنيده وما تسمع الكلام بسرعة وشكلي بالنهاية راح أضطر أخذها بالقوة
: ليه يا حبيبتي ما تبين تروحين ، علميني طيب وش فيك
زادت في بكائها ، لا حول الله ولا قوة إلا بالله
موب على كيفها ما تبي تروح .. مستحيل أتركها بها الوضع وهي ترتجف من البرد مع أنها مدفية نفسها زين ، أخاف جايتها نزله برد
رفعت سماعة التلفون أكلم الرسبشن اسألهم عن عيادة لنساء قريبة
بعد ما دلوني لعيادة قريبة .. رحت لعند الدولاب و غيرت ملابسي على السريع حتى أني ما أهتميت شنو ألبس و طلعت جكيت أسود طويل جلد لي .. وسحب شال موجود على الكرسي إللي بالغرفة .. ساعدتها تجلس على السرير على شان أقدر ألبسها .. ما أعطيتها مجال تتكلم أو حتى تعترض ..
لكنها رفضت أحملها وأصرت أنها تمشي على رجولها مع أنها تترنح بمشيتها
أخذتهـا للعيادة وعلى طول حطوها على السرير وجات السستر تركب لها المغذي .. وطول الوقت ما سك يدها وجعت قلبي وأنا اشوفها ترتجف وتبكي وأنا مو عارف شنو فيها .. حاولت السستر تلاقي عروق بذراعها على شان تركب أبرة المغذي لكن ما لقت شي .. وأول ما مسكت كفها قامت تصرخ بشكل هستيري
: بعددددددددي عنييييييييييي أنتي راح تموووووتيني أنتي ما تعرفين تضربين إبرة
حاولت أهديها والممرضة تطالع فيها بعصبية مستغربة صراخها وهي مو فاهمة ولا كلمة منها .. مسكت يدها اليمين بقوة لأن أسيل صايرة مثل الفرس الجامح و ساعدت الممرضة تدخل الإبرة بيدها لأن العروق واضحة بيدها أكثر من ذراعها ..
مع أن أسيل دكتورة ، لكن توني أكتشف أنها تخاف من الإبره ..
بعدهـا جات الدكتور تسألني بعض الأسئلة ، أنا كنت مثل الأطرش بالزفة ، لأني جد ما كنت عارف شي عن حاله أسيل أول مرة من تزوجنا أشوفها بها الحالة .. خبرت الدكتورة أن حنا just married
هي سألتني إذا هي حامل .. فقلت لها لا .. وبصراحة ضحكت داخل نفسي
كيف يمديها تحمل وتظهر أعراض الحمل بها السرعة ، هي ما تدري كيف كانت علاقتنا قبل يومين
*
*
حدني عبد الله اليوم أروح معه بيت سلمى على شان أقنعها تسافر معنا دبي ، مع أني كنت حالفة ما أروح بيتهم من بعد موقف التلفون ، حسبي الله عليك يا سلوم شكلك راح توديني بداهية
و لي شهر وأنا حاملة ها الدفتر ، حفظت أشعاره ، حفظت خطه
إحساسه وصلني .. لكن لوين راح يوصلني إحساسي !!
" هيـــــه "
جفلت من صراخة بإذني : حسبي الله عليك ترا أذني أبيها
لاحظت أنه ابتسم بخبث : إللي ماخذ عقلك يتهنا به .. صار لنا ساعة واقفين عند باب بيتهم وأنتي أبد مو حاسة
ناظرته نظرة جانبية ، ونزلت من السيارة ، عاد الحين وش يفكني من لسان عبود
أستقبلتنا سلمى وهي لابسة بنطلون جينز مع جكيت قصير صوفي وردي ولابسة قبعه صوفيه على رأسها
ضحكت على شكلها ، كأنها طفله خايفة من البرد
: سلوم شكل البرد عامل عمايلة معك
سلمى : شعري رطب ، ومالي خلق أمرض
شفت عبد الله يقبل علينـا : جاء حبيب القلب إللي يدفي مشاعرك وغمزت لهـا
وحليلها مرت أخوي للحين تستحي
جاء عبد الله وباسها ورفع القبعه الصوفية عن شعرهـا .. وترك للهواء الحرية أنه يحرك شعرها
عبد الله :هـلا بروحي هلا بلي خفق لها قلبي
: حيلك حيلك نحن هنـا
عبد الله : لحووووول هذي بعدها واقفه هنـا
: هذا وأنا هنـا تسوي كذا ، عجل لو رحت شنو بتسوي
ناظرني بنظرة تهديد ، مع أني أحس أنه ماسك ضحكته
: خلني أروح لخالتي أم ماجد أحسن لي
سلمى لفت علي قبل لا أدخل : ريوم أمي طالعه ، روحي لغرفتي وأنا جايتك
أول مـا دخلت البيت .. وقفت أمام المرآة ذات الإطار الذهبي المعتق ألمعقله بالحائط أراقب نفسي
وأنا أرفع الدبوس عن شعري تاركته ينزل بكل تموج ويتناثر على كتفي ليصل لنص ظهري ورفعت نظارتي الشمسية وثبتها بشعري
نظرة سلمى لعبدالله إللي كلها نابعة حب وصوت العشق ..
هل سأشعر بارتعاش الحب معه !!
هل سيكون كل هواي وقلبي وعقلي
هل سأشعر بابتسامات الربيع بين جفنية
هل سيلهمني الحب والوفـاء
تركت أحلامي .. لازم تعيشي الواقع يا ريوم
مو كل الرجال بندر ولا كلهم مثل أخوك عبد الله
وأنا رايحة لعند غرفة سلمى .. تلفت حولي شفت البيت هادي ، أنا انتظرت هذي الفرصة من زمـان .. روحي يا ريوم بسرعة قبل لا أحد يجي
مشيت بخطوات حذرة وخاطفة .. مسكت مقبض البـاب وحاولت أفتح الباب من غير ما اطلع أي صوت
حسيت براحة لما شفت المكتب مظلم ، الحمد الله .. سكرت الباب ومشيت لدرج المكتب أبي أترك الدفتر بأي ركن المهم محد يشوفه عندي ، هذا دفتر يوسف وهو حر فيه يتخلص منه يحرقه كيفه ، يمكن ما عاد هذا الدفتر يعني له شي .. ومثل ما قالت البندري ماضي وانتهى .. لكن المهم أني أرجعه مكانه وما في جنس مخلوق يدري أنه وصل ليدي
توني راح أقرب من المكتب حسيت أن في أحد يشاركني النفس بالغرفة ..
وقتها ، حسيت بالموت ، تمنيت الأرض تنشق وتبلعني ..
غمضت عيوني بشدة .. وحطيت شيلتي على راسي ويدي ترتجف من الخوف ..
حسه يقول أنه رجال ، مو سلمى ابد
قويت قلبي ، أنا مو قاعدة اسوي شي غلط
وقررت أحط رجولي واشخط برا الغرفة مو مهم عندي منو هذا الشخص
لفيت بطلع من الغرفة لمحت جسم رجال ، لكن من هول الموقف ما ركزت منو يكون ماجد أو يوسف ، يا فضيحتك يا ريوم
سمعته يناديني وأنـا عند الباب ، خفق قلبي لصوته وهو يناديني بالريم ..
أول مرة أحد يناديني بها الاسم ، قلبي يقول أنه يوسف
من غير شعور مني تلفت أشوفه ولحظتها التقت عيني بعينه
سـألتها ليه السواد إللي في عيونكـ
قالت للأرق
سألتها ليه الخدود
قالت عبق
بلعت ريقي وأنا معطيته ظهري ،: أنـــــا آسفه
يوسف : ما له داعي تعتذري ، أنا إللي آسف
وعلى العموم حصل خير
وقبل لا اطلع سمعته يسألني عن أحوالي .. لحد يسألني من فين طلع الكلام
: بخير
هذا كل إللي طلع معي
يوسف : طيب مراح تسأليني عن أخباري
شعرت لحظتها برغبه بالبكاء وأني راح أدخل بنوبة بكاء شديدة : ك ك ك يف حالك
يوسف : بخير دامك بخير يا الغالية
أنا سمعت كلمته من هنا ، طلعت على طول وضربات قووية تعصف باب قلبي
أول ما دخلت غرفة سلمى ،شهقت وكأني كنت عصفور سجين وانطلق للهواء يحاول الابتعاد ينبض بالحب بعيدا عن سجنه القديم .. أغمضت عيني وأنا واضعه يدي عند قلبي
يا ربي ما ني قادرة أستوعب الموقف إللي صار لي
أنا أخاف على قلبي من السقوط
ما ني قادة أصدق
بثواني حسيت بجميع الفصول الأربعـة
حسيت بالخوف بالفرح للقياه
ودي أبكي
أبكي
المووووقف مررررره محرج
لكن كيف عرف أني ريم !!
:
وهي تلعب بطرف جكيته : شخبارك حبيبي
عبد الله : بخير يا بعد رووحي
سلمى : إلا أخبار بيتنا ، للحين ما أخذتني له
عبد الله : صبرك علي ، هذا بيت الأميرة سلمى مو حيي الله
سلمى : احم احم
عبد الله : عاد اللحين أغترت بنفسها
ناظرته سلمى بنص عين : ما تلاحظ أني تأخرت على أختك
عبد الله : طيب قبل لا تروحي لازم تراضيني
سلمى : شفيه الأستاذ عبد الله زعلان بعد
عبد الله : ترا كذا أزعل أكثر
سلمى : آسفين
أيش فيه حبيبي زعلان
عبد الله : ليه ما ودك تروحي معنـا دبي
سلمى : مممممممم ، مدري أحسها فشله أروح معكم وأحنا لسه ما تزوجنـا
عبد الله : أنتوا مدري كيف تفكروا يا الحريم تحبوا تعقدوا الأمور
سلمى : حنا كذا ، وامممممممم أمي أخاف ما تقوى على السفر
عبد الله : عيارتك ، أنتي تدوري أعذار على شان ما تروحي معنا ، لا تحطيها بخالتي ، بالعكس خالتي راح تستانس مع أمي ومنها تغير جو
ابتسمت له ابتسامة تذوب قلب عبد الله
: يــــا ويل حالي ، ها البنت راح تذوووووب قلبي
*
*
جالس جنبهـا عند السرير ويحاول يأكلهـا من الشوربة الساخنة
أسيل : خلاص كحيلان والله شبعت
كحيلان وهو يقرب الملعقة من فمها : طيب هذي على شان خاطري
استسلمت له وأدخلت الملعقة في فمها
كحيلان : الدكتورة تقول لازم تتغذي كويس ، لأن نسبة الهيموجلوبين نازلة عندك
وبسبب عاداتك الغذائية السيئة لما تجيك تألمك
انحرجت أسيل من كلامه ، هي كبيرة وعاقله يعني ما تحتاج أحد يفهمها ها الكلام
كحيلان : طيب أشربي عصير البرتغال
مدت يدها له تعترض : لا ما أبي ما أحبه ، الحموضه تزيد من الآلام
كحيلان هز رأسه من قله الحيله ، عجز معها اليوم كل شي مو عاجبها : هذا أنتي لو تحملي شنو تسوي فيني
أحمرت وجنتاها خجل من كلامة ، عمرها ما فكرت أن يكون عندها طفل يربطها بكحيلان
إحساس الأمومة ، غريزة بكل أنثى
لكن عمر ها الأحاسيس ما راودتها
راقبت كحيلان وهو يقطع التفاح لها ويأكلها ، مثل الأب الحنون في تعامله مع ابنه
يخاف عليها حتى من النسمة
رغم معاملتها السيئة له لكنه ما قابلها بالمثل
بالعكس اليوم حست بخوفه عليها وهي تعبانه وكان يحاول يخفف عليها الآلام بلمساته وهمساته
رمت براسها عند كتفه بتعب ، هي متعبه ، الشوق لحنانه أتعبها
غير مهتمة بكبريائها ولا انتصاراتها
ما تدري أنها فازت بحبه وهذا أكبر انتصار
خاف كحيلان عليها وعلى شكلها المتعب : أسيل حبيبتي تحسي بألم
أرخت هدبها وهي بحضنه : لا ، دامني بحضنك أنسى كل الألم
غفت عند صدره وما وقضها
*
*
البـارحة ما غمض له جفن ، وذكر طاريه يسليه
كان ينتظر يبتدي اليوم ويروح المستشفى على شان يلاقيهـا
يغني على ليله ويدري أن ما ورى ليله إشراق
والله إيش إللي رماه بدرب الأشواق
ضاقت نفسه أكثر لمـا ما شافها داومت اليوم ..
الوكاد أن به شي صايبها
أمس هي تعبانه
يا بعدي حيي إيش إللي مكدرك ومضايقك
:
:
أووووف صار لي ساعة أنتظر ها الممرضة تطلع لي النتايج المريضة من الكمبيوتر
: سستر لقيتيها
ردت علي بمياعه : دكتووووووووور صبرك علي ليه مستعجل
ما تحملك ملاقتها ، وعصبت عليها : شنو يعني صبرك علي ، أنتظرك لين الظهر صار لي ساعة واقف
الممرضة : دكتووور أنت ليه معصب اليوم
رمقتها بنظرة من فوق لتحت ، ومشيت عنها .. وطلعت من المستشفى بكبرة .. أصلا أنا اليوم مو طايق نفسي على شان أتحمل ملاقة أحد
يا ربي ها المستشفى والناس إللي فيه راح يجلطوني ، بجيبوا لي الضغط والسكري
يتصرفون بكل برود أنا لو على كيفي غيرت ستاف الممرضات كلهم
فتحت سيارتي و نزعت الوايت كوت ورميته بإهمال ورا السيت وأرخيت من ربطة العنق
أول ما دخلت السيارة دخلت يدي بشعري بضيق وأنا أناظر روحي بالمرايا
إيش بلاك اليوم يا عزيز ليه معصب وقالب المستشفى فوق تحت
كل هذا على شان اليوم ما داومت خير يا طير
شنو خير يا طير .. أنا أنا
آآآآآآآآآآآآآآآآه
أخاف صايبها شي ، من الصدمة إللي تلقيتها أمس نسيت أرجع أتطمن عليها
صحيح أني قليل ذوق
ايوه صدق تذكرت هي مرة دقت علي من جوالها وأنا خزنت الرقم وأذكر مرة دقيت عليها وردت يعني تعرف رقمي أدق عليها أتطمن
لا لا أخاف أحرجها أو يكون جنبها أحد
لكن بكرة الخميس ، يعني مراح تداوم
أنتظر لين السبت على شان أتطمن عليها
ما أقدر أصبر ما أقدر
اممممممم ، أعمل نفسي أسألها عن حالة مريض
وأسألها عن أحوالها وسبب غيابها
طلعت جوالي الآي ميت من جيبي .. وبحثت عن اسمها
ضغط على أسمها أنتظره يرن .. وقبل لا يرن ألقيت الإتصال
ليه أحس أني قاعد أسوي شي غلط ، إيش بلاك يا عزيز خايف
ها البنت خلتني أفكر مثل المراهقين
أتصرف بجنون ومن غير تفكير
عضيت على شفاتي ، أتصل وإلا فيها فيها
أنا زميلها بالعمل وأبي أسألها عن شغله ما فيها شي
ولا أنا جالس أسوي شي غلط
أنقبض قلبي لمـا تأخرت بالرد
" الووو"
: الو السلام عليكم
ردت علي بصوتها إللي يرد الروح : وعليكم السلام
: عسى مـا أزعجتك دكتورة
شقاعد أخربط أنا ـ أزعجتك مدري شنو
البندري: لا ما في إزعاج
: بس حبيت أسألك إذا تعرفي شي عن حاله المريضة ......
البندري: لا والله ما أعرف عنها شي ، لأن أمس من بعد العملية ما طلعت الجناح .. إذا تحتاج شي الحين أجي المستشفى
طالع أنا الغبي شنو أجيبها المستشفى الحين وأكيد هي ما غابت إلا هي تعبانه : لا شدعوه ، مبين من صوت أنك تعبانه
ما ودنا نتعبك ، بعدين الدكتور إبراهيم يزعل علينا
البندري: مشكور دكتور ، تآمر علي شي
: سلامتك .. أهم شي تهتمي بصحتك ، والله كل شي بكتبة بتقيمك
بكتب أن هذي الدكتورة ضعيفة وعصلا وما تنفع تكمل الطب
سمعت ضحكتها الرقيقة ، يا ربي هي شنو قادة تلعب بقلبي : لا دكتور حرااام ، يرضيك يضيع مستقبلي
: لا والله ما يرضيني
مرت لحظة صمت بينـا ..
ماله داعي أطول بالمكالمة وأزعجها
: أعذريني مرة ثانية على الإزعاج ومع السلامة
البندري: لا إزعاج ولا شي ، ومشكور دكتور على السؤال
ومع السلامة
آآآآآآآآآآه بحفظ الله
مدري ها البنت شنو سوت فيني.. فجأة كذا لما سمعت صوتها تغير مزاجي
انتفضت لما سمعت الجوال يرن ، تهيأ لي للحظة أنها رجعت تتصل فيني مرة ثانية
والله أحلامك كبير يا عبد العزيز
: هلا هلا بو سوير
: أصغر عيالك تسميني بو سوير
: فديتها حبيبه عمهـا
: وما يصير يعني تتفدى أبوها
: ههههههههههههههههههه ، أنت الأصل
محمد : أشوف المزاج رايق اليوم ، بالعادة لما أكلمك الظهر يكون المزاج مقفل
: والله مزاجي وأنا حر فيه ، خير بقيت شي
محمد : المهم لا تنسى موعدنا الليله
: زين ذكرتني ، ذكرك الله بالشهادة .. اللحين أنا رايح للبيت وراح أرتب كل شي
:
:
مفرشين لهم بساط على الأرض الخضراء بالمزرعة ومشعلي النار يدفوا من لهيبها
محمد وزوجته وأمه منشغلين بالسوالف وسارة نايمه على رجل أمها
أمـا هو
باله مشغول باللي سرقت قلبه ، وعينه متعلقة بلهيب النار إللي يتطاير من الحطب المشعل أمامه وشعره يحركة الهواء
أواه يا قلب عليل تعلَّقت
في حب منهو بالنواعس فتني
حاولت عيني تمتنع ما تملكت
حبه مَلك قلبي وفكري وظني
عز الله اني بالموده تحملت
محد(ن) فزعلي وخفف الحمل عني
حبه ذبحني ليتني ما تولعت
منه العذاب و زايد الشوق مني
لا قلت أبسلى رغبتي ما تمكنت
انا الذي في حبه ابكي و اغنيّ
لو إني من اول للغرابيل ثمَّنت
ما جيت حد حماه ولا طعني
أخر شي كنت أتوقعه أنه يتعلق قلبي بها البنت ، عمري ما آمنت بقصص الهواء والعشق
كنت أعتبرها قصص يفسدوا فيها عقول البنات
لكن ها البنت غير غير ولا حد يسألني ليه هي
في شي جذبني لها أحس روحي تعرفها من زمان تألفها
ما هو حب من النظرة الأولى لا لا شي غير مدري كيف أفسره
يهتز قلبي من نبات الحب لطاريها
لكن وش خانه ها الحب دام قلبها متعلق بغيري ، ليه ما قالت لي أنها تحب ، قلبها وعينها تحب
تحب بندر ، بندر
الحين بس عرفت قصة الحزن إلليساكن بعينها
كنت أشوف بنظرتها عبره وحزن وشي ما عرفه
معقوله في قلب يتحمل كل إللي شافته ، تشوف خطيبها يموت قدامها وتلبسه ثوب الموت
أكيد كانت تعشقه ، عشق ما بعده عشق
آآآآه يا ليتني أقدر أشيل من همها لو شوي
ليتك تسولفي لي عن أحزانك
وعن إحساسك الغالي
وعن كثر الجروح إلا سكنت قلبك
تلفت لأمي وهي تناديني استغربت أني ما حسيت أن محمد وزوجته قاموا : شفيك يمه ، وش إللي شاغل بالك
مسكت عصا قريبه مني وقربتها من النار ، أعدل الحطب : تذكرين يمه سالفه المريضة إللي توفت بنزيف ، إللي قلت لك أياها
ناظرتني باهتمام : أيه اذكرها ، إلا إيش صار على القضية
: أمس كلمني الدكتور إبراهيم ، وقال لي أن أبن المريضة تنازل عن القضية
لاحظت أنها ابتسمت بسعادة ، وكأني كنت مشيلها همومي : الحمد الله يمه ، عدت على خير
ابتسمت لها : هذا ببركات ربي ثم بركات دعائك
: الله يحفظك يا ولدي وعقبال أنشاء الله ما أفرح فيك
لحظتها شعور مر وحارق مرني .. لأن مسافات بعيدة تفصل بين إلا أختارها قلبي
: تذكرين يمه طالبة الأنتير إللي قلت لك تشتغل معي
أمي : ايوة أذكر أظن قلت أسمها البندري
: أي نعم ، تدرين يمه أنا كنت ظالمها بالبداية ..
طلعت بنت نشميه وهي إللي راحت كلمت أهل المريضة على شان يتنازلوا عن القضية
أمي : عز الله أنها بنت رجال ، والله مين بها الزمن يعمل كذا
الله يجازيها خير أن شاء الله
حطت يدها على كتفي : يله عزيز الوقت تأخر قوم نام ، ولا تشغل بالك أنت وكل أمرك إلا الله
: ونعم بالله ، طيب يمه أنتي روحي وأنا شوي وداخل
وهي واقفه : تصبح على خير
: تلاقين الخير
غمضت عيوني ..
تذكرت ملامح وجهها
وحبست في عروقي دفا صوتها
درت الشوارع كلها
في دنيا ابد ما أدلها
خليتني أسهر وأضيع
أخترتك من بين الجميع
لكن ما دريت أنك تحب
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
( الجـــزء السادس والعشرين )

مضى عمري وأنـا وراء ستــائري
أشرقت الشمس وهي تلوح لي بحب جديد
حــب !!
ما هو مفهوم الحب عند الرجل
فأنـا لا أريد رجلا يقول لي أحبكـ عند كل صباح وعند المسـاء
ويخونني مع أخرى في الفراش
فقـط !!
أحلم بالحب كا لآخرين
حب طاهر وشريف
كا موت الشهيد في ديننا الحنيف
أحلم برجل يبصر الحب معي
فهل تبددت أحزاني وبدأت سالفة عشق
مرت أربع ساعات وأنـا معه .. قبل قليل ودعته مع شروق الشمس ، فهل يعقل أنني قضيت كل هذه المدة معه من أول مرة أقابله ..
شعرت وكأنني أألفه من مدة
رغم صله قرابته بي إلا أن علاقتي به سطحية جدا
إحساسي يخبرني أنه هو الرجل الذي طالما حلمت به .. فهل يصدق إحساسي هذه المرة !!؟؟
أخبرني عن حكاية حبه لي الذي يطول شرحهـا ..
كنت مترددة في تصديقه ..
لكن عيناه كانتا صادقتين
فهل العين تكذب !!
:
قرب يده يبي يلمس يدي ، طول الوقت أحاول أظهر قدامه بمظهر القوية الثابتة الشجاعة المتمـاسكة
لكن أول ما لمس يدي .. شعرت بكهرباء قوية تسري بكل جسدي كل مظاهر القوة تلاشت وذابت
وخاطبني بهمس : خلينـا نبدأ العمر من جديد يا دلال ..أنتي ما تتخيلي أنـا من زمان وأنا أنتظرها اللحظة
اللحظة إللي تجمعنـا مع بعض .. اللحظة إللي تكوني فيها حليلتي
في لحظة من اللحظات فقدت الأمل .. حسيت وكأن أحد سلبني الهواء إللي أتنفسه لما عرفت أنك انخطبتي ، كنت راح أنجن
لمت نفسي مليون مرة وأني غبي وما جيت خطبتك من البداية .. ما كنت حاب أخطبك وأخليك تتبهذلي معي ، وظروفي غير مستقرة
ظليت طول الوقت ساكتة استمع له ، مدري شنو أقول أو شنو يقولوا بها الموقف
حسيت حالي غبية المفروض أتكلم أقول أي شي
لكن ما عندي كلام أقوله وكأن القط كل لساني
:
حملت باقة الورد الحمراء إللي أحضرها لي .. وقبل أن أضعها في إناء زجاجي استنشقت من عبيرها وكأن الورد يسقيني من عبيره ويجدد حياتي ..
وضعت الإناء على طـاولة صغيرة بغرفتي لكني سحبت وردة صغيرة من بين باقة الورد .. وضعتها جنبي عند وسادتي وكأنها تشاركني أحلامي الوردية
لم أتخيل للحظة أن محمد يحبني ، ومن متى ؟؟
أنـا ما اذكر حتى ملامحة لما كنا صغار
أما هو يذكر أدق التفاصيل وكان يذكرني فيها
الرجل لا يهتم بالتفاصيل ، إلا إذا كان يعشق
لم أجرؤ على سؤاله لما لم تأتي لخطبتي من البداية
لكنه جاوبني وكأنه قرأ السؤال في بالي
شعرت بتواصل خواطر فيما بيننا
كان وده يخطبني من فترة ، لكن مدخوله المادي المحدود منعه من التقدم لي ، وخصوصا أن والده متوفي وهو الولد الكبير إللي المفروض يعين أسترته ، يعني لا يوجد أحد من أهله يعينه على مصاريف الزواج
ما تتخيلوا قد إيش كبر بعيني لما حكا لي القصة ، مع أني تمنيت لو جا وخطبني من زمان كان رضيت فيه وبحياته المتواضعة .. لكن مثل ما يقولوا كل تأخيره وفيها خيره
يعني ما حب يجي يخطبني إلا وهو رجال ملو هدومه
لما نتزوج نعيش غنين عن حاجة الناس
يعطيني المهر إللي استاهله
مع أن المهر مو مهم بالنسبة لي .. حنا نشتري رجال
يا ما ناس ندفع فيهن مئات الألوف وتطلقوا من أول شهر زواج
إيش تفيد الفلوس !! .. هل هي راح تشتري لي السعادة
تعلمت درس قاسي من تجربتي السابقة
صحيح أنه ضحك علي وغشني .. لكني شريت حريتي بالفلوس
وأن شاء الله ربي يعوضني خير بـ محمد
ودي أقنع نفسي أن أصابع يدي مو سوى .. لكن تجربتي السابقة تخليني متخوفة
لكن الإحساس بالراحة إللي حسيته معه اليوم مطمني
*
*
السمـاء مغطاة بالغيوم الملبدة
والمطـر يتساقط زخات زخات
السيارات في الشارع تسير ببطء شديد بسبب تساقط المطر الغزير..
وصل أخيرا للمستشفى وأضطر يركض بوسط المطر وتبللت ملابسة ، لم يحمل معه مظلة لأنه لم يخطر بباله أن السمـاء ستمطر بغزاره
أول ما وصل الجنـاح نزع جكيته الأسود ونفضه عن قطرات المطر
وبينما هو يرتب شعره إللي تبلل قابلته ببتسامتهـا الجميلة
ببتسامتها الرقيقة تسـافر به بعيدا بعيـدا وكأنها تهديه شمسا تهديه صيفـا
شبلاك يا عبد العزيز ، معقوله ابتسامه من فتاة تذهب عقلك
: سوري على التأخير ، المطر ما سوا فينـا خير السنه ، غرقنـا غرقنـا
ضحكت ، وليتها لم تضحك : ما شاء الله السنه خير
بادلتها الإبتسامه : لكن بلادنـا مو متعودة على المطر تغرق من كم نقطة مطر ، على بالك عايشين ببريطانيا
لاحظت أنها تناظر ملابسي ، لها الدرجة شكلي مبهدل : واضح يا دكتور أنك متأزم من المطر
من غير شعور نزلت بنظري لجزمتي الله يعزكم ، ضربت جبيني ، اوبس ، إللي ما خذ عقلك يا عبد العزيز تلبس جزمه شاموا بجو ممطر
كأني داخل بوحل : ههههههههههههه ، الله لنـا يا دكتورة ، مو مثلكم نلاقي أحد يوصلنـا عند الباب
البندري : حتى على هذي راح تحسدونـا عليها
: مراح نحسدكم ، وحنـا الله لنـا ، طيب ممكن نبدأ الراوند
يا حظي اليوم ، عاودت وابتسم لي للمرة الثانية : أكيـد ممكن
: في مرضى جدد دخلوا المستشفى
بينمـا هي تكلمني عن حالتين جدد دخلوا القسم ، أنا كنت سرحان بشكلها ، اليوم فيها شي متغير شنو مدري
حاولت ادقق ، وجها مشرق على غير العادة
مبين أن صحتهـا تحسنت .. لكن لا في شي غير
ايووووووووه ، غيرت اللون الأسود إللي دايم متلونة به
محلوه اليوم بالتنورة البنية الصوفيـة
معطية إحساس بالشتـاء
البندري : دكتور تبينـا نبدأ من المريضة سلوى
: هـاه ، إللي يريحك
مشيت بجوارها في الممر وحنا رايحين غرفة المريضة ، ما قدرت أمنع نفسي وأنا أفكاري وأمطاري تضربني .. طول الويك اند وأنا متلهف لشوفتها وسماع أخبارها
: كيفك اليوم يا دكتورة شكل صحتك متحسنة
ردت علي بخجل : الحمد الله بخير ، ومشكور دكتور على اهتمامك
فرحت وبنفس الوقت تضايقت ، هل سؤالي عنها واهتمامي بها يضايقهـا
المشكلة ها البنت غامضة وإجاباتها مختصرة و دبلوماسية
ويمكن هذا الشي إلا عاجبني فيها ، أنها ما تسمح للآخرين يتمادون معها أو حتى يتدخلون في خصوصياتها
بعد مـا لفينـا على المرضى إللي بجناح 41 ، وقفنـا عند nurses section
أنتظر الممرضة تبحث لي عن أشعه أحد المرضى
قطع الهدوء إللي بالقسم نغمـه جوال .. كانت النغمة موسيقى أغنية
لاحظت ارتباكها وهي ترفع الجوال من جيبها وكأنها ما توقته يرن بها الوقت أو مفتشله من صوته العالي
يـا ربي كأن ها الموسيقى أعرفها ، أعرف ها الغنية لكنـها رايحة من بالي
وبالنفس الوقت أعطتني الممرضة الأشعة ، طلعتهـا من الملف وأنا سمعي معهـا كأني سمعتهـا تقول هلا حبيبي !!
حبيبي !!
منو حبيبهـا ، معقولة يكون عندهـا حبيب
لكن البندري مو من النوع إللي في بالي ، مستحيل
عجل شنو القصـة
حركت نظري أبي أشوف وين راحت من غير محد يحس بنظراتي من إللي حولنـا ، شفتهـا ابتعدت في الممر وتتكلم بصوت واطي
:
" هـلا حبيبي ، أخبارك "
: أنـا زعلان عليكِ ، أنتي وعدتيني تجين حفله تخرجي وللحين ما جيتي
شهقت شهقه وحطت يدها عند فمها على شان محد يسمع
كيف نسيت كيف !!
حفله تخرج سراج
البندري : سوري حبيبي تأخرت ، أوعدك راح أجي
سراج : لا تتأخرين هم أخروها لين الساعه 12 على شان ناس واااااااااجد ما جووووووو
البندري : أن شاء الله مراح أتأخر
بعد ما قفلت من عند سراج ، وقفت لثواني محتارة في أمرها
كيف نست حفله تخرج سراج ، والحين كيف تستأذن من الدكتور عبد العزيز
مراح يتركهـا في حالها ويقول لها لو أنتي مو مداومة أحسن لك
لكن ما بيدهـا حيله ما تقدر تكسر بخاطر سراج ، توكلت على الله واتجهت لعند مكان الدكتور عبد العزيز
:
ناظرت فيهـا وأنا ما سك قبضة يدي مغتاظ ومقهور ،
تطلب مني أنها تستأذن
وين راح تروح
راح تروح تقابل حبيبهـا
ما ني قادر أصدق
مستحيل البندري تطلع من هذا النوع
تستغفل أهلها وتطلع من الدوام على شان تقابله
لازم أعرف وين تروح ، مستحيل أخليها تقابل حبيبها بالساهل
: مقدر يـا دكتورة ، هذا دوام رسمي ، أفرضي الدكتور إبراهيم سأل عنك ، شنو موقفي شنو أقول له
ناظرتني برجـاء وكأنها طفله خائفة ، تترجى أن لا أحد يخبر أبيها فيعاقبها : دكتور أنـا أول مره أطلب منك استأذن ، وأنت تعرفني أنا مو من النوع المستهتر
وأنـا واعدة ولد عمي أحضر حفله تخرجه وما ودي اكسر بخاطرة
نا ظرتها بتشكيك : ولد عمك !!
وهذي حفله التخرج فين !!
أدري اني إنسان غثيث ، لكن فضولي راح يقتلني لازم أعرف وين راح تروح
لاحظت أنها نزلت رأسها : هو من ذوي الاحتياجات الخاصة ، واليوم حفلة تخرجة بمركز الأمير سلطان إللي بالخبر
مرت لحظة صمت في مـا بينـا ، لساني كان راح ينطق بكلمة معوق ، لكني مسكته عن النطق ، هي ما قالت معوق إلا أن قديش ها الكلمة تجرح وتطعن القلب
حنـا إللي عقولنـا معوقة ، والله هم قلوبهم مليانه حب وبعيدة كل البعد عن كرة ها العالم
ناظرت فيها و ابتسمت لها بصدق : تقدرين تروحين دكتورة ، الله معاك
جاملتني ببتسامة انرسمت على محياها : مشكووووور دكتور ما تقصر
: العفو ، المهم مو ولد عمك ينسيك الكول الليله
البندري : لا أكيد دكتور مراح أنسى
راقبت ظلها وهو يختفي من أمامي .. الله يحفظهـا
شكل الغيوم المثقلة بالمطر اليوم أثرت على تفكيري ، والله كيف أنا ظنيت فيها السوء
والله البندري كلهـا رقة وعذوبة ، مدري ليه أحسها أم للكل
حتى ولد عمهـا تحبه وتهتم فيه
:
:
طلعت من المستشفى على عجل ، الحمد الله أن أمي اليوم ما كانت تحتاج السايق فخليته ينتظر ، والله ما في وقت انتظره لين يجي قلت له يروح البيت بسرعـة مدري شنو ها النسيان إللي نازل علي
مدري كيف نسيت ، والله يهديهـا ريوم ما ذكرتني وهي بعد لا هيه بامتحاناتها قبل إجازة العيـد
وصلت البيت بسرعة قيـاسية ، وطرت على طول لفوق لغرفتي
أولـ ما دخلت الغرفة رميت عباتي على السرير ، ورحت لعند دولاب الملابس ، فتحت الدولاب بكبرة بقوة ، يا ربي شنو ألبس ، حركت الملابس المعقله بسرعة أبي شي حلو ومرتب
طلعت لي تنورة حرير منقطة ببني واسود وكأنها جلد الثعبان مع قميص رسمي أنيق سكري
ناظرت بساعتي الأجنر البيج إللي محاطة رسغي ، يا ربي ما في وقت لازم أجهز بسرعة
الحمد الله اني موصية ريوم قبل يومين تشتري لي هدية لسراج .. والله كـان الحين توهقت ، دايم الطفل يفرح بالهدية
نزلت تحت مستعجلة ، فتحت شنطتي أدور جوالي اتصل لسايق يشغل السيارة ، ما لقيته يا ربي إيش فيني ، ابد ما عندي تركيز
أمي : إيش بلاك يا البندري إلا راجعه من دوامك
ألتفت لأمي : هلا يمه ، تذكرت أن اليوم حفله تخرج سراج وجيت البيت بسرعة أغير ملابسي والحين راح أروح
أمي : ايوه ، أمس خالتك دقت علي تقول لي وكنت ناوية أروح ، لكن اليوم من صحيت الصبح وأنا معاي صداع
: سلامتك يمه
أمي : إلا وش كنتي تدورين
: أدور جوالي مدري وينه ، شكلي نسيته بالغرفة
أمي : أنتي استريحي و أنا بخلي الشغالة تطلع تدوره لك
:
وصلت المركز وطلعت بالمصعد لقسم النساء ، نزعت عباتي
وكان في بنات جالسين على كرسي متحرك هم إللي قائمين بواجب الضيافة من قهوة ومعمول ، وأعطوني كوب تذكار لجمعية المعوقين
وشفت خالتي تنتظرني بالاستقبال
سلمت عليها : هلا خالتي شلونك
خالتي : هلا بيك حبيبتي ، بخير الحمد الله ، أنتي أخبارك
: الحمد الله بخير ، آسفة خالتي على التأخير
خالتي : سراج هو إللي ذبحني ، كل ساعة يقول لي اتصلي عليها
نزلت لمستوى سراج إللي متخبي وراى خالتي ، يا ناس يجنن بلبس التخرج والقبعة السودا : كاني حبيبي جيت ، يعني معقولة أخلف بوعدي
ابتسم لي ابتسامه ببرائه طفولته
ومسكني من يدي : تعالي بعرفك على صديقي
ومشيت معه بهدوء وهو يحاول يمسك يدي بقوة وكأنه خايف أمشي عنه
وصلنـا عند طفل جالس على كرسي متحرك و الخادمة واقفه جنبه
سراج وهو يعرفني عليه : هذا صديقي ميثم
ابتسمت لميثم ، من أول لمحه عرفت انه Down’s syndrome
يا سبحان الله كل إللي عندهم ها المرض متشابهين بالملامح
بسته على خده المحمر من الخجل
وسألني : انتي البندلي
يا لبو قلبي أغلط بحرف الراء
جلست على ركبتي عنده : ايوه أنا البندري
ميثم : سلاج دوم يسولف لي عنك
: لكن أنا زعلانه على سراج عمره ما قال لي أن عنده صديق حلو مثلك
ببراءة رد علي : يمكن نسى
يا ربي شنوها الطيبة لو تتوزع على كل البشر كان حنـا بخير ، تذكرت أن عندي مصاص بشنطتي ، طلعته من الشنطة وأعطيته إياه
وسألته : وين الماما حبيبي
فجأة اختفت الأبتسامة وحل محله حزن : الماما بالبيت ما قدلت تجي
صمت لوهلة لكني تداركت نفسي ، وابتسمت له : معليه حبيبي ، إذا احتجت شي أنا موجودة وخاله أم سراج بعد
تضايقت على شان ها الطفل البريء ، معقولة في أم بالدنيـا عندها طفل بها الحلاوة وتتركة بيوم مهم بالنسبة له
صدق بعض الأمهات ما تستحق حتى الأمومة ، والله شنو الشغل إلا يشغلها عن طفلها
والله مفتشله تقول لناس عندي طفل معاق حرام والله حرام إللي مثلها يطلق عليه لقب أم
هي ما تدري أن وجود ها الطفل رحمه لوالديه قلبه أبيض مثل بياض الثلج
ما يكسوه لا حقد ولا غل ولا كراهية هذا لو يموت ربي على شنو يحاسبه
بالعكس يمكن يكون سبب لدخول والدية الجنة لكن بعض الأهل ما يقدرون نعمه الأبناء إللي عندهم
:

تمشيت مع سراج بالمعرض إللي مسوينه
فيه بعض أعمال الأطفال ولوحاتهم الفنية
فرجاني لوحته : اللـــه تجنن سراج ، أنت عملتها بروحك ؟
سراج وهو فرحان : ايه ، بس جنى ساعدتني
: حبيبي أنت ، أصلا لوحتك أحلى لوحة
سرج : تعالي برويك إللي حقت ميثم
محد يتخيل الشعور إللي حسيته اليوم ، وأنـا أتعرف على الأطفال المعوقين عن قرب
وناس كثير وشخصيات معروفة حاضرة الاحتفال
انتقلنـا بعدهـا لقاعه المحاضرات ، طبيبة نفسية للأطفال جات وألقت محاضرة
عن نفسيه الطفل وكيفية التعامل معه
كان يوم حافل بصراحة
واهم شي عندي أن سراج سعيد ، وفرح أكثر بنهاية الحفل لمـا قدمت له هديته
وصورته وهو ينطط مع الأطفال بين البالونـات
يمكن لحظتها تمنيت بندر يكون موجود على شان يشوف بعينه فرحة سراج
*
*
بالسيـارة ، توهـا طالعه من الجامعة ومزاجها ضارب ألف بسبب تزفيتتها بالامتحان
جنى : اشفي المزاج ضارب اليوم ألف
ريوم : يعني ها الدكتورة ما لقت تجيب إلا من المحاضرات إللي ما درستهـا
جنى : أنـا حذرتك this is your chance الشي إلا ما تدرسينه يجي بالامتحان
ريوم وهي تلتف لجنى بحمـاس : جنى وش رايك اليوم نطلع ، نروح السوق ، نروح كوفي نغير جو
جنى عفست ملامحها : أقول أستريحي بس ، بعد بكرة عندنا امتحان وحنـا مو دارسين له شي
ريوم : اووووووووووف ، يا ربي ما لي خلق ادرس
جنى : أقول أدرسي أحسن لك ، والله ناوية تجيبي F مع مرتبة الشرف
ريوم لفت عنها ناحية الشباك : يـــا ربي هـا البنت طااااالعه دفرررره على مين
جنى طلعت لها لسانها تبي تحرهـا : وأنتي طالعه كسلاااااااانه على مين
ريوم : شـــــب
وعلى شان تتحاشى الكلام مع جنى وتقهرهـا
طلعت جوالها تلعب بلعبتهـا المفضلة على ما توصل بيتهم
قطع عليهـا اندماجها باللعبـة إشارة تدل أنه وصلتهـا مسج
سكرت اللعبة وراحت لملف الرسائل الواردة تشوف الرسالة من عند من !!
تعجبت لمـا شافت الرقم مو مسجل عندهـا ، توقعت المسج يكون من أحد ها الناس الفاضين إللي يؤذون بنات خلق الله
لكنهـا بالنهاية فتحت المسج
" السـلام عليكم
عذرا على الإزعاج بس إذا ممكن أتصل عليك اليوم
أخذت رقمك من الوالد الله يحفظه
يــوسف آل ... "
ظلت مبلمه لثواني
انتبهت جنى لحالتها : ريوم وش فيك ، جوالك فيه شي
مدت لها الجوال : شوفي
جنى أخذت الجوال من عندها وقرت المسج : وحليله يوسف مؤدب يستأذن منك ، ولا راسل لك المسج باللغة العربية
ريوم وهي ما زالت مبلمه : أمي قالت لي أمس بس توقعتهـا تمزح ، ما توقعت أن الموضوع يصير جدي بسرعة
جنى : ههههههههههه أكشخ بعد رقمه مميز ، الحين جوالك كله راح يرن رن مسجات واتصالات
ريوم بعصبية : أقوووول شبي
ومن قالك راح اسمح له يكلمني كل يوم
جنى : حـشى كلتينا يا البوووووومه
ريوم : أنزل بيتنـا أحسن لي من مقابل وجهك
جنى : قولي تعزمني قليله الخاتمة
ريوم وهي تنزل من السيـارة : يا أخي كيفي ما أبيك تتغذين معي
وسكرت الباب بقوة
ضحكت جنى على خبااااال بنت عمهــا
:
أولـ ما دخلت البيت رميت دفتر محاضراتي على الكنب بالصالة وحتى عباتي
رحت المطبخ أدور أمي بمـا أنهـا مش موجودة بالصالة
: هلا يمه
امممممممممممممممممم
وش ها الريحة الحلوة
أمي ، وهي تترك إللي بيدهـا وتجي لعندي : من إللي يحبه قلبك ، محشي كوسى
: الله ، أنـا ميته جوع ، إلا وين البندري مراح تتغذى اليوم معنـا
أمي : تو كلمتني وقالت لي راح تتغذى عند جدتك
شهقت : الحمـــاره كيف تروح ولا تقول لي
أمي شخطت فيني وضربتني عند ذراعي بخفه : ريوم عيب عليك ، كيف تقولي عن أختك الكبيرة كذا
بوزت : يمه أنا ما قلت شي
أمي : يله أنقلعي عن وجهي ، غيري ملابسك وتعالي أنزلي تغذي
: طيب
طلعت لغرفتي وأنا متضايقة
وش ها اليوم
زفت بالامتحان
وأمي تعصب علي
أما البندري أنا أفرجيها تروح لعند جدتي ولا تقول لي
بعد ما بدلت وصليت نزلت وتغذيت مع أمي وحور أمـا الأخت نرجس صايمه وأبوي مسافر
وبعدهـا طلعت لغرفتي ونمت على وجهي من التعب
*
*
بيـت عتيق ، يدل على الأصالة والتراث
من ديكوراته التراثية إللي نوافذه الخشبية العتيقة المذهبة وسقفه المعتق بالخشب
جلسنـا بالصالة إللي دايم تجلس فيهـا جدتي ، في أحد الزوايا جهاز الأسطوانة القديم والراديوا القديم
بعد مـا جلست جنب جدتي : مشتاقة لك يمه
جدتي وهي تحرك معاضدها وكأنها ما خذه على خاطرها مني ما تبي تناظر بعيني : لو أنك مشتاقة لي كان زرتيني
لميتهـا بيدي وكأني أحضنهـا : أدري أني مقصرة بحقك ، والله حنا مالنا عنـا عنك أنتي بركة للكل
ابتسمت لي وبان بياض التجربة بشيبهـا المغطي شعرهـا
كم مرة قلنـا لها تعالي عيشي عندنـا بالبيت أو ببيت عمي أبو بندر لكنها رافضة تبي تعيش ببيتهـا معززه مكرمة وعيالها يزورونهـا وتزور جاراتها رفيقات دربها
أم بندر : الله يا عمتي وش ها الريحة الحلوة ، وش طابخة اليوم
جدتي وهي تعدل من ثوب النشل إللي عليها : من قلتي لي أن البندري بتجي معك سويت لها مرق
ضميتهـا : بعد عمري جدتي تدري أني أحب المرق أصلا ما في أحد بالدنيا يعمل مرق مثل جدتي
سراج وهو يسحب ثوبها : جده جده شوفي البندري شنو جابت لي هدية
جدتي راحت لعنده على شان تشوف الهدية : الله يسراج وش ها الزين ، البندري طول عمرها ما تجيب إلا الزين
بعدهـا رحنـا المطبخ مع جدتي ، جدتي رغم كبر سنهـا إلا أنها تحب تعمل أكلها بنفسهـا
مشاء الله عليها ما زالت بقوتها ، مو مثل بنات ها اليومين من يوصلون الثلاثين يعانون من آلام بالظهر والمفاصل
:
:
سراج نايم بحضني ، أراقب البندري وهي تسولف مع جدتهـا
وعلى ثغرها ابتسامه ما فارقتهـا
وعمتي تتلمس شعرهـا الناعم بحنان
عمتي : وش ها الدلال وش ها الزين
البندري: عجبك شعري يمه وهو طويل
عمتي : البنت جمالها ودلالها بشعرهـا الطويل ، مو تصيرون لي مثل الصبيان
البندري :ههههههههههههه ، خلاص كله راح أطول شعري
الله يا يمه وش ها المعاضد ( الأساور ) الحلوة
والله طلعتي خطيرة تروحين السوق من ورانـا
عمتي : ما عاد فيني قوة يا بيتي لسوق .. هذيلا على أيام جدك المرحوم أعطانيهم هدية
البندري : حركات جدي بعد كان يجيب لك هدايا
ضحكت عمتي وبانت التجاعيد إللي بوجهها ، لكن وجهها ما زال مشرق وصافي : مـا يغلون عليك يا بنيتي
البندري : تسلمين يا جدة خيرك سابق
عمتي وهي تتلمس أساورهـا : ايوه هذيلا معاضد الذهب أصليين عجل انتوا يقصون عليكم بها الأحجار وهـا الألماس
ضحكت البندري على كلامها
وعقبت : بعد وش تقولين يا عمه ، بنات ها الزمن معاد يعجبهم الذهب الأصفر يغرهم الشكل يبون أحجار ملونه وألماس
وكملت البندري مع جدتها سواليف
فرحت لتغيرها
اليوم غير عن كل مرة تضحك وتسولف وتبتسم كثير
بالرغم أن وفاة بندر ولد عندي حزن استوطن أوصالي
لكن لمـا أشوف البندري قدامي وتبتسم أحس ببندر موجود ، روحه ما زالت تحوم حوالينـا
لحظتهـا دعيت من كل قلبي أن يجيها ولد الحلال إللي ينسيها حزنها ويسعدهـا
أنا على الأقل في من يسليني ويواسيني بحزني عندي زوجي عيالي لكن البندري من لها ، تحتـاج أحد يسليها يغمرها بحبه وحنانه مهما كانوا أختي وزوجها حنونين عليها ويدارون خاطرها لكن غير عن حنان وحب الزوج من يسهر معها بها الليل الطويل وقت ما تكون الخلايق نياما من يمسح دمعتهـا ويطيب خاطرهـا
*
*
*
جلست من نومي على صوت أذان المغرب
قمت من نومي وأخذت لي شاور يروقني
وبعد ما صليت نزلت تحت أشرب لي فنجان شاهي
يعدل المزاج ، لازم حفله الشاي أعملها
أجلس أسولف مع أمي نأخذ أخبار العالم والفريج
لكن ها اليومين أخبار الناس صايرة ممله يا طلاق يا خناق
وش ها العالم
: أقول يمه السنة أبي أسافر أعمل لي عملية تجميل في خشمي
أمي ناظرتني بقوة : خاسئتي وأب أتي
: أف أف أف ليه كل هذا
أمي : يعني وش فيه شكلك ليه تغيرين من خلق الله
: يمه مو عاجبني
أمي : أقول ليه ما تكرمينـا بسكاتك ، وإذا تزوجتي وزوجك رضا سوي إلا تبين
أمي اليوم مدري وش فيهـا معصبة علي ومزاجها ضارب
قمت من مكاني وجلست معها بنفس الكنب
: وش فيه اليوم الحلو زعلان من إلا مكدر خاطرك
أمي قلبت وجها عني : كلكم
: يمه أنـا مزعلتك بشي
أمي : أخوك عبد الله يطلع طول اليوم ومايرجع إلا آخر الليل ولا حتى يتصل يطمني عليه وكأني خلاص ما عدت أمه وأبوك هذا من سافر ما أتصل علي
غمزت لها ودقيتها : أعترفي يمه قولي أنك أشتقتي له
ناظرتني بقوة ، لكني لاحظت شبح ابتسامة على شفايفهـا وطلعت من الصالة
ههههههههههههه ، حركات بعد أمي بعد ها العمر وبعدها تشتاق وتحب أبوي
أكيد يا الهبله تحب أبوي عجل كيف عاشت معه طول ها العمر أقوم بس الكل قام وتركني
أروح أدرس بغرفتي أحسن لي
:
:
اوووووووووف يا ربي وش ها chapter
قريته مرتين ولا راضية أفهم شي وينك يا البندري تشرحي لي
قطع علي تركيزي بالقراءة رنين الجوال
شفت الرقم غريب مو مسجل عندي لكن نهايته 222
كأنه مار علي بلعت ريقي ويدي صارت ترتجف
هذا يوسف أرد عليه والله ما أرد لكن فشله مـا أرد
احم احم أعدل صوتي الجميل
: الو السلام عليكم
يوسف من الطرف الثاني : وعليكم السلام كيفك ريم
: بخير ، ألقي الكلافه بينا ونادني ريوم مثل الكل
يوسف : تعرفي وش معناه إسمك
رديت عليه : ايه أعرفه
مرت لحظة صمت بينا
تذكرت أني قليلة ذوق ولا سألته عن أخباره
: وأنت شخبارك
يوسف : بخير الحمد الله نسأل عنك
: تسأل عنك العافية
يوسف : شكلك مشغولة وأنا أزعجتك
: تقدر تقول كنت أدرس
يوسف بأدب : طيب ما ودي أعطلك عن دراستك
فمان الله
: بحفظ الله
وسكرت السماعة بكل قله ذوق ، حتى ما أنتظرت هو إللي يسكر
جلست في صمت أراقب الجوال بيدي ، ويدي الأخرى على خدي وقلبي يرجف لسمـاع صوته الهادئ
لكن وش قله الذوق يا ريوم الرجال أول مره يتصل عليك وأنتي تكلمينه من طرف خشمك وكأنه جالس يشحت من عندك طيب أنا وش أعمل فيه متصل بوقت غلط صراحة ، أنا كفاية مزاجي معكر من الامتحانات وأني جالسة أدرس شي أنا مو فاهمه منه كلمه ، شي يصدع الراس
لكن هو ماله ذنب ، هو يمكن ما يدري أن عندي امتحان ، وهو أرسل لي مسج يستأذن مني أنه يبي يكلمني لكن أنا إللي عطيته طاف ولا رديت عليه يعني الرجال ما غلط بشي
يا ربي طيب الحين وش أسوي ، أكيد الحين يقول هذي البنت قليله ذوق وما عندها حتى اسلوب بالكلام
خطر ببالي أرسل له مسج أعتذر منه ، مو عشانه بس على شان يكون ضميري مرتاح واقدر ادرس
كتبت له مسج اعتذار ، قلت له أن عندي بعد بكرة امتحان صعب و مو دارسه له شي ، على شان كذا كان ضايق خلقي ومالي خلق شي جلست أراقب الجوال المسكون بصمت رهيب وش فيه ها الجوال فجاءه أنخرس
يعني كلش ما عبرني شكله الرجال خلاص عافني تستاهلين يا ريوم انتي إللي أرخصتي بحالك وأرسلتي له مسج والله بالعنه خليتيه لين ما يدق مره ثانية تركت الجوال على السرير وقمت ادرس على مكتبي
فجاءه عصف جوالي الحبيب بنغمه المسج طرت من مكتبي للسرير وأنا متلهفة أشوف المسج
اهي اهي اهي طلعت مسج من غرفة التجارة ، مدري أحد قال لهم أني سيدة أعمال
ومسحتها وأنا مقهووورة شوي واكسر الجوال لكن بعدها بثانية وصلتني مسج ، فتحتهـا وأنا احلف أن طلعت من غرفة التجارة جد راح ألقي رقمي أو اكسر جوالي
قرأتها وأناملي تتلهف لملامسة الجوال وقراه حروفه
" الريم عمر الغلط ما يطلع منهـا
بالعكس الناس هي إللي تلاحق الغزال الشارد
وأنا عاذرك ، يمكن أنا إللي اخترت الوقت الغلط
واعذريني للمرة الثانية ما كنت اعرف أن عندك اختبارات
وراح أدعي لك عند كل صلاة
الله يوفقك أن شاء الله وتنجحين
وأفتخر بزوجة المستقبل "
اللـــــــه ، آآآآآه كلامه لطيف
أنسدحت على السرير وأنا ما زلت ما سكه الجوال
غرقانه بأحلامي وأتخيـل شكله
امممممممم تقدرين تقولين يتغزل فيني لكن بطريقة مؤدبة يسميني الغزال
ودعاء لي أنجح يبي يفتخر فينيايوه أنا لازم ادرس زين ، واحفظ وأكل الكتب
لازم أجيب B وأقهر جنوووووووه الدبه احم احم
وأخلي يوسف يفتخر فيني ويعرف أن خطيبته شاطرة
*
*
اليوم تأخرت بالكول لأن two emergency case
جاءوا المستشفى ودخلنا هم على غرفة العمليات
طلعت من المستشفى على الساعة 11 ، الحمد الله طلعوا قرار أن البنات بسنه الإمتياز ما يباتوا بالمستشفى بينما القرار ما شمل الأولاد لأن أكره شي بالكول المبيت
قلت لسائق يمر مطعم بطريقنـا ، لأني ميته جوووووع و جاي على بالي آكل فلافل ، مشتهيته وبقوووووووة
تكون فلافل خضراء ومغرقة بالطحينيه ومع بطاطس ومخلل ، الله بطني قام يطلع صوت من كثر ما أفكر بالأكل .. أصلا طول ما أنا بغرفة العمليات خايفة بطني يفشلني ويطلع أصوات والدكتور يسمع
وأكل ها الكفتيريا ، يسد الجوع وبس والله لا له طعم ولا رائحة ، الحمد الله على النعمة
أول ما وقفنـا عند المطعم ، دورت بشنطتي على محفظتي ما لقيتها ، يا ربي وينها ، وينها
قلبت الشنطة ونثرت الأغراض بالسيارة ، هي مو إبره على شان ما أشوفها ، هي كبيرة يعني مو بالساهل تضيع مني يربي وينها وين نسيتها .. دورت حولي بالسيارة يمكن طاحت هنا والله هناك
: ماما انتا شنو دور
: راجوا أرجع المستشفى بسرعة
يـا ربي أنـا وين حاطتهـا ، معقولة نسيتها بغرفة المعليات ، أيوة صح أذكر أنها كانت بجيبي كنت ناوية أروح أشتري لي شوكلاته من الكفتيريا وبعدين ناداني الدكتور عبد العزيز لغرفة العمليات .. وبعدها ما أذكر وين حطيتـهـا
إن شاء الله يا رب ألاقيهـا ، ما يهمني الفلوس إللي فيهـا ، يا خذ إللي يبي بس يتركها لي
أهم شي البطاقات ، بطاقتي الأحوال وبطاقتي الفيزا
يا ويلي هذي لو تنسرق يقدر يسحب من حسابي إللي يبي
يا ربي وش راح يسكت أبوي ساعتها إذا درى أني مضيعه محفظتي ، راح يعطيني محاضرة طويلة عريضة
السائق : ماما في وصل مستسفى
نزلت بسرعة من السيارة ، عندي أمل أني ألاقيها بغرفة العمليات ، يمكن محد أخذها
ركبت المصعد وضغط على زر الدور 2
وأول مـا طلعت من المصعد لقيت الدكتور عبد العزيز بوجهي
: هلا دكتورة ، غريبة إيش إللي رجعك
رديت عليه : رجعت على شااااان
انتبهت لشي ما سكة بيده ،
شي بني مخطط طويل
ايوة هذي محفظتي إللي من بربري ، ما في غيرهـا
ابتسمت من غير شعور ، كنت خايفة ما ألاقيها : هذي محفظتي
ضربني بيها بخفه : وأحد يضيع محفظته
أخذتها منه يوم مدها لي : والله كان قلبي بيوقف لما ما لقيتها بشنطتي
ابتسم لي ابتسامة جذابه : سلاااااااااااامه قلبببببك
مدري لي لحظتهـا اختفت الإبتسامة وزادت دقات قلبي ..
صارت دقات قلبي تضرب صدري بعنف
مدري هل أنا شكرته لحظتها والله مشيت
مدري وش فيني ، تلخبطت
كلمته لخبطت كياني
لخبطت كياني
*
*
بالطائرة الكل ما خذ مكانه ورابط حزامه ، ستقلع الطائرة المسافرة بإذن الله لمطار دبي الدولي
البندري ، حامله شوقها وحنينهـا لمكان دراستهـا ، للمكان إللي عاشت فيه أجمل أيام حياتها ودراستها وتشاركها الإحساس صديقتهـا سلمى
جنى ، رامية أحزانهـا وهمومهـا ومسافرة تغير جو صعب الإنسان يعيش في شرنقة أحزانه وما يطلع منهـا
عبد الله ، طبعـا الفرحة مو سايعته لأنه مسافر مع حبيبه القلب ، لكن ينقصه صديق يشاركه أفكاره ، والله يعينه على تحمل الحريم لأنه هو الرجل الوحيد بينهم
ريوم ، مو مقصرة هي إللي موسعه صدر الكل ، وطبعـا جالسة جنب أمهـا ومهبله فيهـا
طول الوقت وأنـا أراقب الهندي إللي جالس قدامنـا ، شكله مسكين أول مرة يركب طيارة ويطق طق تصوير ، بالله وش يصور غيوم ، صدق إللي قال إللي عمره ما تبخر تبخر وأحترق
لفيت لأمي إللي جالسه جنبي وساكتة ، لقيتهـا هي بالمثل تناظر الدنيا أسفل الطيارة من النافذة الصغيرة الموجودة جنبهـا
: يمه وش فيك ؟؟
أمي لفت لعندي : خير يمه بغيتي شي !!
: لا يمه ما أبي شي ، بس أنتي فيك شي ؟
أمي وهي تحط يدها على خدها : مدري كيف طاوعني قلبي أترك أبوك بروحه بالبيت وهو ماله كم يوم راجع من السفر
دقيتها أمزح معها : يمممممممممممممممه يقول المثل ، فارقني على شان توحشني
ما يصير هو إللي كله يسافر ها المرة أنتي إللي سافري على شان يفتقد حسك بالبيت ويشتاق لك
ناظرتني أمي بشك : أنتي من وين تجيبي ها الكلام
عملت حالي برئيه ، وياما تحت السواهي دواهي : يمممممممممه أنا بريئة ، لكن التلفزيون يعلم إللي
ما يتعلم
أمي : والله أنـا أخاف عليك ، شكلي راح أقول ليوسف يعجل بالزواج
شوف شوف : يمه ، الحين أنا أكلمك عن أبوي تقومين تقلبينها علي ، بالله وش دخل يوسف بالموضوع
أمي : تقولين لي فارقني على شان توحشني ومدري وشو ، أخاف قايله ها الكلام ليوسف
ضربت صدري بيدي وأمثل أني راح أبكي : يمه عيب تقولي عني ها الكلام ، وليه ما تقولي هو إللي قال لي ها الكلام
أمي : علينااااا ، أناااا عارفتك زين ويوسف رجل محترم و أعرفه زين
بوزت كأني طفله من كلام أمي : يمه أنا زعلت ،الحين تمدحي ولد الناس وأنا بنتك كله تشعميني وتفشليني
قرصت خدودي وكأني طفله ام ثلاث سنين : أنتي ريوووووووم الغاليه
: لا لا يمه لا تحاولين مراح أرضى
ناظرتني بنص عين ، أمي خابزتني : خلصي ريوم وش تبين ، حركات الدلع مو علي وفريها لرجلك
: يمه حرام عليك ، دلعيني وأشتري لي كل إللي أبي ، بعدين أنا راح أتزوج راح أفتقد حنانك والله أني محتاجه حنانك يا نبع الحنان ، وانتي راح تفتقديني من راح يسولف معك ويصب لك فنجان القهوة
أمي : كبرتي خلاص أعطيتك حنان بما فيه الكفاية
: يمه أخاف يوسف ما يعطيني حنان
قربت أمي مني على بالي بتراضيني ، لكنها عاملتني بقسوة ومسكت أذني من تحت الشيله : أستحي على وجهك ، وأن شاء الله تتكلمي مع يوسف بها الطريقة عن حب وحنان وخرابيط
كنت شوي وأبكي : لا يمه والله ما أسوي شي غلط
أمي : ايه مو تفشلينا مع الرجال ، هو قال يبي يكلمك يتعرف عليك قبل الملكة ومدام حنا موافقين وأنتي موافقه ما هي عيب لو كلمك يتعرف عليك ومشاعرك وفريها لبعد الملكة
تحلطمت بصوت واطي : إللي يسمعهم خذوا رأيي بشي
أمي : شنو قلتي
: لا يمه سلامتك ، بسسسسس أهم شي تكونين راضية علي
أبتسمت أمي من قلب ها المرة : أنا طول عمري راضية عليك
أبتسمت بخبث : يعني يمه تشتري لي الشنطة إللي أبيها
أمي باستسلام ، لأني حنيت على رأسها بالبيت لين ما قلت بس : خلاااااص بشتريها بس فكينييييييي من حنتك
: بعد عمري يمــه
:
:
هبطت الطائرة في مطار دبي الدولي
أولـ ما نزلنـا المطار ، العائلة الكريمة محد له خلق يمشي بالسير لأن المطار كبير ، فانتظرنا لين السيارة لين تجي وتأخذنـا ، سلوم سمتهـا سيارة الغولف لأنها بيضا ومفتوحة تشبه سيارة الغولف
أمـا عبد الله تقدم عنـا يمشي بالسير لأن حنا على قولته عجايز
فديتهم أهل الإمارات أول ما وصلنا عند التطبيق أستقبلونـا بالورد ورحبوا بنـا ترحيبه ما بعدها ترحيبه وخلونـا نجلس على الكراسي فديتهم ما يبون يتعبونـا ووحدة من إلا يشتغلون هناك أخذت جوازاتنا على شان تخلصهم
البندري طبعا كانت الليدر وجات الشيخة وأعطتنا الجوازات
: عبيد مدري وينه شكله تبرا منـا ...
سلمى وهي تأشر مكان بعيد : شوفيه مسكين واقف يأخذ شنطنا
أول ما وصلنـا عند أخوي : بعدي أخوي ، يعطيك العافية
طالعني وهو شكله معصب : الله يعافيك ، حشى وش جايبين معكم تقولوا بتجلسون شهر
تكلمت بصوت واطي : ها الرجال ما يسوي شي لوجهه الله ، أشتغل وأنت ساكت
عبدالله : وش فيك أنتي هبله تكلمي روحك
: فديتك عبودي ، يله خلص على شان تأخذ لنـا تاكسي ، لأن سيارة وحدة مراح تكفينـا
أولـ مره بحياته يسوي شي لوجهه الله ولا يتحلطم أو يمكن لأن سلمى وأمها معنـا
أخذنا سيارتين فان سلمى وأمها بسيارة وأمي قالت لعبد الله يروح معهم لأن محد معهم وأحنا الشعب العربي كله بسيارة
الصراحة السيارة تكفي لكن أنـا ما حبيت أضيق عليهم فجلست قدام جنب السواق ، وش فيكم لحد يطالعني عادي ترا حنا
نرجس : والله عبد الله أن درا عن سوالفك والله يذبحك
رديت عليها : أنتي أنكتمي ، خطيبي عارف وموافق
سمعت أمي تتحلطم : ها البنت مدري متى راح تكبر وتتسنع
كلمت السواق : رفيق شغل mbc FM
السواق : أم بي سي ما في شغل هنا
: طيب رفيق حط 109 الخليجية
البندري : انتي وش تهذرين مع السواق
درت لها : المشوار طويل لين نوصل الإمارات مول
البندري : وأنتي شكلك أخذتي قصه حياته
: افاااااااا عليك عرفت قصته من اول ما انولد للحين
البندري : ههههههههههههههههههههههه
درت على السواق : أنتا رفيق وش رايك تجي تشتغل عند أنا سواق
سواق مال أنا ما في يعرف يسوق كويس مثل أنتا
وأنا في يعطي أنتا فلوس كتتتير
وأسمع الصبايا ورا ميتين ضحك على كلامي
السواق : لا ااااااا أنا ما في يترك دبي ، أنا في حب دبي كتييييييير
: فكر أنت ، انا في يعطي أنت جوال أنا
خخخ وكأني أرقمه
البندري : أشوف قلبتي معه على طول
: افا عليك لازم نتأقلم مع الشعوب ، ديرتنا كلها هنود وديرتهم كلها هنود لازم في لغه تفاهم بينا على شان ما يصير فيه language barrier .. ويبيلي آخذ كورس هندي ، لكن للأسف أنا ثقافتي عنجليزي
جنى : ايووووووووووووووى يا language barrier
: احم احم عـــــــــ شون عجل
البندري وهي تفتح شنطتها : اقول شوفي كم حسابنـا وصلنا الفندق
: أفا يا ذا العلم ، دامي جالسه قدام أنا إلا أدفع الحساب
البندري وهي تضحك : لا بالله حلفت عليك أنا إلا ادفع
: دامك حلفتي أيدك على 200 درهم
جلست تضحك وطنشتني ونزلت من السيارة ، شوف عيال اللذين كلهم نزلوا من السيارة ودبسوني بالحساب ، أمري لله أنا إلا أدفع والله محد قالك يا ريوم تجلسي قدام
وأنا افتح الشنطة بطلع الفلوس أنفتح الباب علي فجأة خفت أنا ، إلا يطلع الأخ عبد الله
: ريوم وش عندك جالسه هنـا وكلهم نازلين
ناظرت فيه : هـــاه أنا كنت
عبدالله شخط فيني : يله أنزلي بسرعة وحسابك بعدين ، وأنا إللي بحاسب التكسي
مـا همني كلام عبد الله يــا جبل ما يهزك ريح ، دخلت من بوابة القصر قصدي الفندق الفخمة ، ديكورات الإ تعيشك جو وكأنك بوسط القطب الشمالي ، من رجل الثلج إلا الكهف الجليدي والبطريق والدب الأبيض
وخصوصا أن مناسبة العيد الأضحى جاية مع رأس السنه
فا الإحتفالات على أوجها مع مهرجان التسوق
*
*
بالصــاله الفخمة المفتوحة على المطبخ والدرج الكبير يتوسطهـا ونوافذهـا الزجاج الطويلة بطول البيت والمغطاة بستائر شيفون
كانت عائلة عبد العزيز مجتمعه بزاوية على الجلسة بطراز هندي ويتسامرون
أم محمد إلا كانت مسيطرة على السوالف : إلا أقول يا عبد العزيز لقيت لنـا حجز لدبي
عبد العزيز : يمه أنتي ما ذكر تيني
أم محمد : الله يهديك أنا مكلمتك قبل أسبوع ، لكن أنت إلا بالك مشغول
تنهد عبد العزيز : أعذريني يمه والله كنت مشغول ، لكن ولا يهمك يا الغالية الحين أكلم الخطوط لك وإذا ما لقيت نروح بالسيارة
محمد : شنو تروحوا بالسيارة بروحكم الطريق خطر
وأمي وش عندها بدبي
عبد العزيز يهمس لمحمد إلا جالس جنبه على شان أمه ما تسمعه : خبرك أمك كبرت وخايفه تبين أنها أكبر مني فقالت بروح أسوي لي عمليات شد وتجميل
محمد ما قدر يمسك نفسه من الضحك ودقة عبد العزيز بكوعه لا يفضحهم
أم محمد : وش عندك يا محمد تضحك ، ضحكنـا معاك
محمد وهو ماسك نفسه عن الضحك لا يرجع ويضحك مرة ثانية : اسمع يمه تبين تروحي دبي على شان تسوي عملية تجميل
أم محمد فتحت عيونهـا : منو مطلع عني ها الإشاعة
محمد : ولدك
وهو ياشر على عبد العزيز
عبد العزيز : شوف شوف يبي يخرب سمعتي عند أمي
أم محمد : الحين أنا رايحه على شان أضرب أبر بوتكس
وفي عيادة حقت علاج طبيعي قالوا لي عنها حق آلام كتفي
أنت وأخوك سويتوها عمليات تجميل
محمد : عبد العزيز يقول أمي كبرت وتبي تعدل في شكلها يمكن يجي أحد ويخطبها
أم محمد رمت المخدة الصغيرة إلا جنبها على محمد : صج ما تستحي على وجهك
أنا أمك تقول لي ها الكلام
عبد العزيز أستقل الوضع وقام وباس راسها : ما عليك يمه منه
أنتي شباب وبتظلين طول عمرك شباب
والخطاب أصلا طابور يبون يخطبونك
أم محمد ضربته عند كتفه : يعني الحين بتكحلها عميتها ، أنا راحت علي خلاص
وأنت أن شاء الله أفرح فيك ببنت الحلال إلا تسعدك
:
:
بنت الحلال إللي تسعدني ، وينها بنت الحلال وينهـا
بيني وبينهـا بحور ومحيطات
من عرفتهـا عاتبت الليالي والأزمـان
لكن وينها الليله إلا راح تجمعنـا !!
: يمه يمه عبد العزيز وين رحت
وعيت من سرحاني : لا يمه سلامتك ، أنا بقوم أكلم الخطوط
قمت من الصالة طلعت لعند المسبح ودي أختلي بنفسي
طلعت لعند الحديقة أجري كم إتصال للخطوط ألاقي حجز ، لكني ما لقيت حجز إلا على خطوط الإتحاد ، وزين بعد لقيت لي حجز لأن عندي بطاقة عضوية فدبروا لي على درجة رجال الأعمال كرسيين
جلست عند حافة المسبح وأنا أحس نفسي ضايق ..
طلعت بكيت السجاير من جيب البنطلون ، صحيح أني وعدت نفسي أترك التدخين ..
لكن مدري ليه كل ما طيفهـا يمرني رغبه بالتدخين قوية تجتاحني .. وكأن بسحاب الدخان إلا أنفثه تسافر وترحل من مخيلتي
رميت سيجارتي بفمي وقربت الولاعة وحطيت يدي على شان النار تشعل السيجارة
سحبت نفسا عميقا ونفثت من دخان سجارتي وسافرت مع دخانهـا
أناجي روح حبيبي في ليلي أقصِّرٌه فطال ليلي وأشجى الصمت أفكاري
يــا همسه الليل لمـا ألقتها الرياح بأقداري
حافظت دهـرا على قلبي أخبئه من حرقةِ الحب
فجاء حبك يزلزلني
يكويني
قال لي عقلي أتعشقهـا !!
أعشقك
عاشقك يا البندري وأنا عارف أن ليس في الحب أي اختيار، فقد مشيت بدرب العشق من غير رجعه
عاشقك ودي أنساك لأن قلبك مو ملكك
لكن كيف تنساك نفسي وأنتِ والله نفسي
عندي إستعداد أنتظرك العمر كله يا بعد أمسي
لكني ما أتحمل فرقاك
لأني من بعد فرقاك منسي
وقلبي والله من كثر ما يتمنى يلتقي بك لقاك
أنتِ حلم المشاعر وأعذب حروف همسي
قبل تكتبك عيني شفت قلبي قراك
والله إني أحبك واصدق الحس حسي
لكن كلها فترة قصيرة وتتركينا ، وما أظن طول ها الفترة تركت بصمة في قلبك ، أصلا أنا شنو بالنسبة إلك
آآآآآآآآآه ها السؤال عذبني ويمكن أنا عارف إجابته لكن ما أبي أعترف فيه
أكتشفت أن سيجارتي خلصت بسرعة ، أخذت البكيت من جنبي بطلع سيجارة ثانية
لكني تذكرت شي ورميت العلبه من يدي بقوة
رجعت يدي على وراء راسي وشابكتها بشعري
وأنـا أراقب سطح الماي الصافي إلا يغري لسباحة
تذكرت ابتسامتهـا الصافية العذبة
احسها تبتسم بكل عفوية وشفافية
من غير تصنع وتكلف
يا ربي كيف راح أقدر أتحمل غيابها عني
خطرت على بالي وقتها أغنية لماجد المهندس صاحب الإحساس الرائع
وجلست أدندنهـا وصورتهـا إلا في بالي أنعكست على سطح الماء الصافي
أقدر أتحمل كل شي
يوقف دمي وما يمشي
وخل عيني تزعل رمشي
خل كل شي بييا يصير
لكن من تبعد عني أحس روحي انفصلت عني
غيابك عني يجنني
ما أعرف دربي وحيد
بيك أتنفس تدريني
صوتك همي ينسيني
أتعذب من ما اشوفك يا لروحي بين كفوفك
يا مجنون إلا يعوفك .. نبضات قليبي أبديك
من دونك ما اعيش أنا .. غيرك ما أعرف ثاني
وينك بردان احضاني وينك تسألني عليك
*
*
فوق الأفق وبيـن السحـاب المتناثرة
هنـاك في مقعد الطائرة
فتـاه عاشقة
نبض طير نبض امرأة
ناظرت زوجي بهيـام وهو نايم جنبي ، إي نعم زوجي حلالي يحق لي أناظر فيه لين مـا أشبع
سبحـان الله فرق بين أولـ مره ركبت معه الطائرة وشعوري الحين وحنـا راجعين
شعور غريب بداخلي مدري كيف أفسره
مدري وش فيني
لكن كل إللي أفكر فيه حنين شوق
أني أفتقده لمـا يبتعد عني
أن سعادتي مرتبطة بيه
عندي بحر أشواق أهديه له
ودي أبقيه داخل قلبي
وما يبعد عني عيني لحظة
انتبهت للإشارة الخضراء إللي تشير لربط الأحزمة يعني قريب نوصل لديار أبو متعب
لمست أيده بنعومة وهمست له على شان لا أزعجه : كحيلان كحيلان أصحى قريب نوصل
فتح عينه ببطء وناظر فيني وارتسم ابتسامه جميلة على ثغره
سألته : وش عندك تبتسم وأنت توك قاعد من النوم
حط راسه عند كتفي وهو يتثاوب : حلو أن أول عين أشوفهـا أول ما أفتح عيني هي عيون الغزال
ناظرته بطرف عيني : الحين عيني عين غزال !!
هز رأسه بإيوه
ضحكت بخفه : والله أنتوا يا الرجال بياعين حكي وأنت تبي تلحس عقلي بكم كلمة حلوة
رفع رأسه وناظرني : ليه أنتي مقلله من قدرك ومن جمالك
رديت عليه بغرور : أدري أني حلوة ما يحتاج تقوللكن أنت تبالغ بزيادة
كحيلان : والله أنتِ بعيني أجمل الجميلات
آآآآه من كلامه ، صدق صدق لحس عقلي
لكني ضليت متماسكة قدامه على شان لا يفكرني ميته عليه وغرقانه بحبه
قطع علينـا كلامنا وهمسنـا صوت المضيفة تبي تتأكد أن حنـا ربطنـا الأحزمة
وقالت لكحيلان يعدل الكرسي لأنه مرجعه على ورا ومأخذ راحته
مـا حسينـا مع السوالف أن الطيارة هبطت ، يا الله والله والله أني أشتقت لديرتي ولأهلي
لكن للأسف الحين ليل وين أروح أزور أمي ، بكرة من الصبح راح أعمل لهـا مفاجأة
أول مـا طلعت من باب المطـار أخذت نفس عميق .. أبي أتنشق وأملئ رئتي من هواء ديرتي الحبيبة
يقولون البرد بدأ عندهم لكن أنـا أشوف الجو ربيع بالنسبة لإيطاليا والثلوج إلا عندهم
طبعا محد يعرف من أهلي غير أمي أن رحنـا لميلانو ورحنـا لمنطقة جبلية يغطيهــا الثلج .. لما رحنا المنطقة الجبلية قطعنـا كل وسائل الاتصال ..
بصراحة قضيت أيام مع كحيلان بالجبل مو ممكن أنسـاها
أحلى أيــام عمري قضيتهـا بالإيطاليا
مهمـا تكلمت عنهـا مراح أوفي حقهـا
الكلام يضيع قدام سحر مدينه البندقية
ورائحتهـا العبقه
وصمودها أمام الزمن
مدري كيف قويت وتركت إيطاليا
فقلبي ما زال متعلق فيها
وأيام الجبل إلا عشتها مع كحيلان
لكن حنيني لديرتي
كان أقوى
أقوى من كل غرام
أول مـا وصلنـا الشقة لاحظت من ملامح كحيلان التعب .. أما أنـا أحس بنشاط غريب
يمكن لأن الأيام إللي فاتت كنت أنام أكثر من 9 ساعات ، الجو بالجبل بااااااارد ويساعد على النوم وخصوصا وحنـا حاضنين بعض *_^
وأحلى الأوقات لمـا نجلس عند المدفأة ونشرب الحليب الساخن وحنا جالسين جنب بعض وكل واحد يستمد الدفء من الثاني
صحيت من أفكاري على صوت كحيلان : حبيبتي أنا بأخذ لي شاور .. والأغراض خليهم هنـا لا تتعبين نفسك بعدين رتبيهم
ابتسمت له : أنت لا تحاتي ، أنت روح أخذ شاور يروح التعب عنك
أول ما أختفى من أنظاري أخذت راحتي بالشقة ، أمي ما قصرت نظفت لي الشقة لأني أعطيتهـا المفاتيح قبل لا أسافر .. أخر شي دخلت غرفة النوم ..
وشفت كحيلان رامي ملابسة بأهمـال على السرير .. يا الله شكلي راح أتعذب مع ها الرجال يمشي ويرمي في أغراضه وملابسة وأنا شغلتي أنظف وراه يعني ما يعرف يعلق ملابسة ما يعرف بشي أسمه أختراع شماعة ، دولاب
فتحت دولاب ملابسي أدور ثوب ناعم حلو ممكن ألبسة
لقيت من بين الملابس فستان أو تقدرون تسمونها كنزة صوفية طويلة توصل لين الركبه ولكن أكمامها صيفية
:
بعد ما أخذت لي حمام ساخن يريح أعصابي ويزيل تعب السفر
لبست الكنزة النحاسية
وميلتهـا على شان يبان كتفي من جهه وحدة
ولبست معها سلسال طويل أحجارة بدرجات البرتغالي والبني
وأخر شي بعد ما عجبني لبسي لسبت جزمة فلات كيوت لأن الأرضية باردة
بقا شعري ، أخذته ولميته بجهه وحدة وكأنه كتله
من مـاء الجبل الصافي أحس شعري صار كثيف ووقف عن التساقط
انتبهت وأنا أبخ العطر عند رقبتي ، من صورته إللي انعكست بالمرايا أنه دخل الغرفة ، شكله جلس بالصاله كثير ومل
ناظرته وأنا رافعه حاجبي وهو يسكر باب الغرفة
ناظرني وهو يضحك : خير ، ليكون بعد ما تبيني أدخل الغرفة
مسكت ضحكتي : وش عندك جاي
كحيلان وهو يقرب مني : ليكون تبين تطرديني مثل ما سويتي معي بــ Venice
قرب مني أكثر وداعب خدي وعينه نـاعسة : ريحة عطرك تغويني
ابتسمت بخبث : إذا تبيني تعال صيدني
طرت من بين يده وقفزت على السرير ومنهـا على برا الغرفة .. صرت أركض بالشقة و وشعري يركض معي ويتطاير حولي وكأني فراشه
بالأخير صرت أدور حول الطاولة إللي بنص الصالة وهو يدور حولي
: حراااااااااام عليك لييييييه تتعبيني يا أسيل
ضحكت ، وأنا متعمدة أهد حيله ويتعب وينام وما ينول إللي في باله : والله أنت إللي مـا عندك لياقة إذا تبيني تعالي
جلس على الكنبه بقوة لدرجة رحمتهـا : خلااااااااااااص أنا تعبت
مشيت للمطبخ من الجهه الثانية : تبي أجيب لك كاس ماي
كحيلان : يـا ليت
: هههههههههه ، إذا تبي أنت يا حلو تعال خذه
رد علي بأسى : أسيل أنتي ليه صايرة شريرة اليوم
: ههههههههههههههههه ، كذا كيفي مزاجي
كحيلان : طيب يا الشريرة تبين أطلب لنـا عشى
وأنا أفتح الثلاجة : لا يا زوجي العزيز أنا ما أتعشى بليل
كحيلان : يا أخي أنتي تعملي رجيم أنا وش ذنبي
ابتسمت له : ذنبك أنك تزوجتني
طنشت كلامه ، رفعت شعري ولميته لفوق على شان أقدر أشتغل وطلعت من الثلاجة مانجو وفراولة وتفاح أخضر وجرجير
قررت أعمل لنـا سلطة جرجير بالفواكه
بعد ما قطعت الفواكه بشكل حلو وخلطتها مع أوراق الجرجير بصحن أبيض عميق وعملت الصلصله الخاص بالسلطة إللي تزيد من حلاها
حسيت به واقف وراي وسحب البنسه وأنساب شعري بنعومة على كتفي و ظهري وضمني من الخلف
:
داعبت شعر فراشتي بوجنتي ، فشذى عطرهـا يأخذني لعالم الهذيان
ويدي تلامس خصرهـا وضلوعي بيتهـا
يغار ثوبهـا من لمسه جاكيتها
أكشفت عن مفاتنها وضميتها
قالت لي الحب وش هو قلت لها بيت الهنـا
وخفوقي ينبض بحبهـا
هزت كتوفها دلع وثناء
حاصرتها من هناك وهنـا
سلهمت برمشها : كحيلان خلني أشوف شغلي ، مو معقول أنت
آآآآه أن أقبل ألله لنا و أن أدبر الله لنـا ، وصف الجميل الفاتن الساحر لنـا حجه مدام الحب هو ليل المتين أو هو سراجه ، عنود رمشها سلهم وعينها ناعس دعجه و خد مورد و منور طبيعي من غير مكياجه ووجه من سنـا نوره على البهجه ظفى بهجه
وأنا ما زلت محاصرها : شو عم تعملي
أسيل بغنج : عم بعمل سلطة
: طيب كا أنتي خلصتيها
أسيل : بقا أزينهـا وأجيب الصحون والملاعق
غمزت لها عارف حركاتها ، لا تحلم أطلق سراحها : كلنا ترا شخصين وماله داعي تزينين ولا صحون نجيب الملاعق وخلص
حسيتها شوي وتبكي : طيب ما أعرف أتحرك وأنت ما سكني
: طيب راح أتركك
خليتها على راحتها ، لكن مراح أعطيها مجال تهرب مني
مسكتها من يدها وأخذت عنهـا الصينية ورحنـا لعند الصوفـا المقابله لتلفزيون كانت ناوية تجلس بعيد عني لكني سحبتها من يدها بقوة لدرجة طاحت بحضني
أسيل بزعل :كحيلان وبعدين معك تراك عورتني
رفعت حاجبي : ناوي أنتقم منك
شهقت : على شنو
قرصت خدودهـا بخفه : على عما يلك بي بإيطاليا والله نسيتي
غربلتيني معك ولوعتيني في حبك
مع أني حاولت تكون قرصتي خفيفة إلا أن خدها حمر
: كوكو حبيبي ، أهون عليك
آآآآآه والله ما تهونين : الحين صرت حبيبك
شعرت أنها خجلت من كلامي ونزلت رأسها على استحياء
: فديت إللي يستحون إذا تبيني أرضى تأكليني بأيدك
أول مرة أشوفها تبتسم لي بصدق وعيونها فيها بريق غريب وهي تأشر على عينهـا
: من عيني هذي قبل هذي
لامست خصل شعرها القريبه من عينهـا إللي تحتهـا شامه : عيونك السود من الشجن تضميني وترويني
حاولت تداري نظراتها الخجولة و تأكلني بيدهـا أو بالملعقة والله أني ما أكذب أني سكرت بالطعم الحلو إللي بالسلطة
معقولة أسيل حاطه لي شي بالسلطة وإلا أصابعها السكر ملامسة الفواكه
: تسلم أيدك
أسيـل : الله يسلمك
*
*
أوريهـا سلوم الدبه واعدتني تروح معي المول أدور لي جزمه للعيد ، بكرة العيد ولسه ما خلصت أغراضي
ضغطت على زر اللفت
طالع الأخت ريوم الفاضيه صار لها ساعه واقفه قدام المرايا إللي بالسيب تعدل شيلتها
: ريووووووووم عمى بعينك ترا بمشي عنك صار لك ساعة واقفة
بها الوقت فتح اللفت أنا على بالي اللفت فاضي وما فيه أحد ، ما انتبهت لرجال الواقف على جنب
: أنا بروح عنك
ودخلت اللفت وكانت الصدمة
ريوم : أنتظريني
لكني مـا أهتميت لها ، بها اللحظة تسكر المصعد
قال لي : تنتظري أحد
هزيت رأسي بلا
كفاية الموقف المحرج إللي أنـا فيه
واقف قبالي بشحمه ولحمه
واقف قبالي بلبسه الكاجول
أصلا ما قدرت أناظر فيه ، طول الوقت أناظر بجزمته
لعنت روحي على الموقف إللي شافني فيه ولا سمعني اصرخ على ريوم
عبد العزيز : شلونك دكتورة
بلعت ريقي ، وحسيت أن العرق يتصبب مني
الله يسامحك يا عبد الله يعني ما لقيت تسكنـا إلا بالدور 11
: الحمد الله بخير
هذا إللي قدرت أقوله بس
حتى أني كنت قليله ذوق ولا سألته عن أحواله والله ما قدرت أنطق بحرف
عبد العزيز : وش ها الصدفه الحلوة
صدفــه
صــدفه جمعتنـا
ما أظن هذا طبع الصدف
حمدت ربي وقتهـا أن اللفت وصل وفتح .. كان ذوق معي ، أصلا الدكتور عبد العزيز طول عمره جنتل فتح لي المصعد وخلاني أطلع أول
ابتسمت له أشكره ومشيت بسرعة وكأني أبي أبتعد عنه
وكعب جزمتي يتردد صداه على الأرضية الرخام
ما حسيت إلا بيد على كتفي
: البندري ليه تمشي عني وأناديك ما تردي علي
سحبتها بقوة : ريوم لا تناظري وراك
ريوم : ليه وش صاير
ضغط على شفايفي : لا مو صاير شي وخلينا نروح نتسوق بسرعة
ودخلنـا المول المتصل بالفندق
أول مـا مرينـا على محل عصيرات قريب من القرية الثلجية
ريوم : تكفين البندري عطشانه أبي عصير
مدري ليه أحس أنه وراي أو أنا أتخيل : ريوم مو وقته العصير بعدين
ريوم : إيش فيك السوق ماراح يسكر
لا حول والله هذي إللي مش راضية تفهم : طيب خلصينـا خذي لك عصير
وأنـا بروح هذا المحل
وأشرت لها أبي بس أهرب أو بالأحرى أتأكد أنه مو وراي
يا ربي وش ها الصدف إلا جمعتنـا
مدري تلخبطت من شفته
أنا جايه هنا إجازة أنسى المستشفى ومشاكله وأنسى الناس إللي فيه
أشوفه ولا بعد ساكن بنفس الفندق وش ها الحظ إللي علي
هذا وراي وراي
:
:
:
بهـا الوقت وقفت سيارة تاكسي عند بوابة الفندق الفخمة
فتح لهم الباب الحبشي ضخم الجثة وحمل الأكياس من يد سلمى
ودخل عبد الله الفندق ويده بيد سلمى
عبد الله وقف قبال سلمى قريب من المصاعد : حبيبتي أنـا أنتظرك باللوبي عازمك على الغذاء
سلمى : طيب حبيبي ليه ما تطلع فوق تريح شوي على مـا أجهز
عبد الله : ليه ناوية تتأخرين
سلمى : تقريبا نص ساعة
غمز لهـا عبد الله: والله إذا ناوية تستقبليني بغرفتك أنا ما عندي ما نع
سلمى : وليه بالله ما تروح غرفتك
عبد الله يتمسكن لها : أنا مسكين تلاقي أمي الحين بالسوق وأنا ما عندي بطاقة الغرفة
سلمى : طيب أنت استريح باللوبي وأنا مراح أتاخر
عبد الله : يعني مراح تتراجعي عن قرارك وتأخذني معك الغرفة
ناظرته سلمى بحدة
ضحك عليها عبد الله : ما تخوفي
تلفت عبد الله باللوبي يدور على كنب يجلس فيه ، كل الأماكن مشغولة ما عدا الجهه القريبه من اللفت جالس فيه رجل وحيد ويناظر بالمجسمات الثلجية إلا تتوسط الردهة
فكر عبد الله داخل نفسه ، دامه رجل وحيد ومبين من هيئته أنه خليجي ، ما في ما نع لو جلس معه و تعرف عليه على ما سلمى تنزل
: السلام عليكم
في أحد جالس معك يا الاخو
الرجل : لا تفضل ما في أحد
لاحظ عبد الله أن ها الرجل يناظر فيه بريب وكأنه مشبه عليه أو يعرفه
: خير أخوي فيه شي
الرجل : لا أبد سلامتك ، بس شكلك مو غريب
عبد الله : وأنت بعد كاني شايفك بمكان لكن وين مدري
إلا أنت وين تشغل
: معاك الدكتور عبد العزيز آل ...
عبد الله ابتسم له يرحب به : يا هلا بيك أخوي عبد العزيز
وأنا عبد الله آل ...
حس عبد العزيز أن فيه صله قرابة بينه وبين البندري .. من اسم العائلة ومن الشببه الكبير بين عبد الله وبينهـا وخصوصا أنها موجودة بنفس الفندق ، فأكيد هذا الرجل من قرايبها
عبد لله : أنت الدكتور عبد العزيز إللي تشتغل بالمستشفى ( الفلاني )
عبد العزيز : ايه ، لكني ما اذكر أني شفتك بالمستشفى أو أنك كنت أحد مرضاي
عبد الله : لا الله لا يقول وامرض ، بس لأن أختي تشتغل هناك
عبد العزيز قال بثقه : الدكتورة البندري تصير أختك
عبد الله : ايوه ، معقوله أنت الدكتور عبد العزيز إللي تشتغل معه أختي
عبد العزيز : ايوة ، أكيد أختك دوم تذمر مني
عبد الله : لا بالعكس هي دوم تسولف عنك بالخير
ابتسمت بسعادة ، معقولة البندري تسولف عني عند أخوهـا
من غير حرج ومن غير تكلف
يا ربي ما أبي أروح بأفكاري لبعيد وأطير وبعدين أقع
لكن مبين أن أخوها خوش رجال ، سمائهم في وجههم
قضينـا الوقت نسولف عن دبي وbusiness
وتطورها الإنمائي السريع
بعد فترة مو قصيرة لاحظت أن جوال عبد الله رن ورفع رأسه وناظر بالبنت إللي لابسه عباية وواقفه بعيد ومبين من نظراته لها أنها مش أخته أقدر أخمن أنهـا زوجته .. لكني مـا حبيت أكون فضولي وأسئلة
لكن ها البنت كأني شايفها قبل بالمستشفى
أظن أنها صديقة البندري ، كذا مرة شفتها تجلس معها بالكفتيريا
وقف عبد الله ومد يده لي : فرصة سعيدة دكتور عبد العزيز
وقفت وسلمت عليه : وأنا أسعد ، عاد خلني أشوفك مرة ثانية دامنـا ساكنين بنفس الفندق
عبد الله : أن شاء الله
بعد مـا تركني جلست على الصوفـا الفضية ببتـسامه عريضة
الصدفة إلا عشتهـا اليوم أكثر من كـل الأمنيات إلا تمنيتهـا
أدري أن إلا أشعر بيه ضرب من الجنون
بس إلا أعرفه أني سعيد بشوفتهـا
وأن الشعور إلا أحس به ناحيتها أجمل ما حصل لي
;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;
( الجــزء السابع والعشرين )

جالسين بسويت البنـات بالصالة ، ومبعدين الأثاث على جنب لأنهم جالسين بالنص ، وسلمى تطلع أغراضهـا إللي شرتها لجهاز عرسهـا
طلعت من كيس شانيل الأسود الكبير جزمة سودا كعب وبالوسط وردة بيضا ومعه شنطة سودا مستطيلة كلاسيكية
سلمى : وش رايك فيهم يا البندري
البندري وهي تأخذ منها الجزمة وتقيسها على رجولهـا : روعة الجزمة ، يا الخاينه ليه ما شريتي لي وحدة تعرفيني أموت باللون الأسود ، وأنا صار لي ساعة أدور بالسوق أدور على جزمة تعجبني ما لقيت لي
سلمى : والله لو أدري أنك تدوري جزمة كان شريت لك
ريـوم : لكن حرام عليك يا سلمى تشتري ها الشنطة والله ما تستاهل سعرها وستايلها قديم
سلمى وهي تأخذها من عندها وتجربهـا على كتفها : بالعكس كلاسيكية ، تعرفيني أمووووت بالكلاسيك ، وموضتها ما تروح
ريوم : مسكين أخوي فلس
ناظرتها سلمى بنص عين : زوجته وحبيبته يشتري لي إللي أبي ، أنتي وش حارقك
ريوم : عشتوووووو كأن محد يحب بعض بها الدنيا إلا أنتي وعبد الله
أنـا بعد عندي حبيبي يووووووووسف
البندري فتحت عينها على وسعها : أنتي ما تستحين على وجهك ، إن شاء الله تقولين له حبيبي
ريوم بهلع : لا لا والله
أصلا آخر ليله قال لي راح أشتاق لك حبيبتي
زعلت عليه وسكرت السماعة في وجهه
مع أنها كانت طالعه منه عفوية
وما كان يقصدهـا
سلمى : أكشخ وتسكر السماعة بوجهه ، مسكين خالي شكله متعذب معك
ريوم : أي يا عيوني الرجال ما تنعطى وجهه ، إذا ما تعطينهم العين الحمراء
من البداية ، المثل يقول ولدك على ما تربية وزوجك على مـا تعوديه
سلمى : أمن في هذي صدقتي ، مشكلتي أنا دلع عبد الله ذابحني ومقدر على زعله
ريوم : مشكلتك حبيبتي أنتي إللي علمتيه على حركات الدلع
سلمى : أنا إللي علمته على الدلع والله هو إللي مدلع وخالص
مسكت خصله من شعرها تلعب فيها : لكني امووووووت بدلعه
ريوم تبي بس تقهرهـا : حتى يوسف حبيبتي ، أحسه إنسـان مرهف الإحساس ، يجيد الرسم بالكلمات ، كلامه في دفء جميل حنان آآآآآآآآآآه
بها الوقت رن جوالها بنغمة عبد الله ، ضغطت على زر الرد وحطته على سبيكر وردت بغنج تبي تقهر ريوم :
مساء الخير والإحساس والطيبة
مساء ما يليق إلا بأحبابي
مساء غير غصن طير يحكي به عن إللي مسكنه جفني وأهدابي
رد عليها عبد الله بوله أكبر وشوق أكثر :
هلا باللي أحبه كثر تعذيبه
هلا باللي يصيب العطر بالريبة
يقول العطر أنا زايل ويبقى بي
هلا باللي يقول الورد وش لي به
منو المهدى أنـا !!
أو هو لأطيابي
هلا باللي علي يقسى
وأمار يبه
هلا باللي عجزت ألقى عذاريبه
هلا باللي تحبه كل أسبابي
مساء فاق كل الشعر ترحيبه بجية من سكن جفني وأهدابي
مساء فاض بالإحساس والطيبة
مساء ما يليق إلا بأحبابي
ريوم تكلمت بصوت عالي على شان عبد الله يسمعهـا : وش رايكم بعد تلقوووون أمسية شعرية بدال شاعر الإنسانية
مالت عليكم وعلى غزلكم
إلا يشوفكم يعوووف الحب
عبد الله : ريوووووم أنتي هنـا
ريوم : هع هع هع لا هنـــاك
:
مدري ليه تضايقت من سوالفهم
ما عندهم سالفة غير الحب والحبيب
حسيت حالي مختنقة
هم ما جرحوني بكلامهم
هم صحو الجرح
الجرح كان غافي
قمت من الجلسة وأخذت عباتي ولبستها بسرعة وكأني عاصفة عاتيه
كلمتني ريوم : البندري ، خير وش فيك وين رايحة
ناظرتها ، حسيت بحقد لحظتها
استرحتي ، استرحتي لما استبحتي جروحي
عيشي بفرحه
وأنتي تشوفيني ضعيفة والدمع فوق خدي يفوح
طلعت من الغرفة بسرعة ما أهتميت لندائهم
:
:
كنت جـالس باللوبي زهقان ، الليله ليله عيد ومـا عندي شي أسوية
وأمي أخذتها لمركز العلاج الطبيعي وللحين ما خلصت
وأنا حاط يدي على خدي أراقب الرايح والجاي ،
انتبهت لمرأه طالعة من جهة المصاعد
متأكد أنها هي
من بين ألف مخلوق أميزها
ولمحة الحزن إلا بعيونها ما فاتتني
حسيت بالخوف عليها لحظتها ، ليه طالعه بها الوقت بروحهـا ، لحقتهـا
وهي تمشي بالمجمع بسرعة مو مهتمة بالناس إلا تصدم فيهم
وكأنها تبي تهرب من شي ، مدري وشو
لحقتهـا لين النافورة الموسيقية ، جلست على كرسي خشبي منعزل وكأنها تبي تختلي بنفسها أو تداري دموعها وما تبي أحد يشوفهــا
جلست بعيد عنهـا ، رغم المسافة إلا تفصل بيننـا لكن قدرت ألمح عيونهـا ونظرة الحزن إلا ساكنه فيها
بها الوقت من المسا اشتغلت النافورة والإنارة الملونه والبخار إلا ملئ المكان مع الموسيقى الكلاسيكية
هبت نسايم الليل الحانية ، تطاير معها شعري وبنفس الوقت طرف شيلتها وخصل من شعرها متمردة طلعت من حجابها
لكن حزنها ما شغلها أن تدخل خصل شعرها داخل حجابها
يا ربي
كيف أمسح أطياف الحزن الساكنة بين أهدابها
كيف أحطم القيود إلا بينـا !!
لكن
لكن !!
آآآآآآه لو أني أعرف أن البحر غزير مـا أبحرت ، أحس بروحي أغرق أغرق
ولا أعرف ما هي خاتمتي
أنا متيقن أن سبب حزنهـا هو فقدها لشخص روحها ما زالت متعلقة فيه
والله وش إلا يخيلهـا تحتفظ بصورته بمحفظتها
أذكر ملامحة زين يوم فتحت محفظتها أبي أتأكد لمين تكون
لمـا عرفت أن المحفظة تكون لها لفتتني الصورة توقعتها تكون لأخوها
لأن الصورة فيها شبه بسيط منها
لكن إلا متأكد منه أن الصورة ما كانت لأخوها
وأيقنت لما شفته ، وش سر الشبه بينهم
ملامح بندر المرحوم تتفاوت بين جمال البندري
ووسامة عبد الله
أكيد يقرب لهـا ، والأكيد أن كانت بينهم قصة حب
والله إيش إلا يخيلها حزينة للحين
سمعت عن وفاء المرأة
وأنها مستعدة تظل على ذكرى زوجها طول العمر
لكن عمري لم أرى عينان كــا عينيها
كنهر أحزان
أراقب عينيها تبرقان بالدمع الأسود
وأنـا هنا في المقعد محترق
نيراني تأكل نيراني
أأقول أحبك يا قمري
آه .. لو كان بإمكاني
::
حاولت وقتهـا أقاوم دموعي ، حزني ماله مبرر
لكن
لكن
آآآآآآآآآآآآآآه
كتمت شهقتي داخل صدري
الليله ليله عيد
لكن العيد من دونه ، مـا كنه بعيد .. العيد والله هي نظرة عيونه
هذاك هو عيدي وفرح المواعيد وافراحي ما تكمل من دونه
خلاص يا البندري
خلاص
ما أبي أهيج أحزاني
كفاية أنه راح وتركني وحيدة بها الليله
كان ناوي نتزوج ويأخذني للحج
هو حج لكن أنا ما حجيت
كنت أبي أول حجه لي تكون معه
لكن الله أخذ بأمانته
وما حقق لي هذي الأمنية
آآآآآه ، أنت وينك بها الليلة
أرخيت هدبي وحبست دمعي
الله يرحمك يا بندر ويغمد روحك الجنة
سمعت نغمة جوالي ، طلعته من جيبي ، لقيت ريوم هي المتصلة
ما كنت حابه أكلم أحد فما رديت عليهــا
على شان ألهي نفسي ، كتبت مسج للعيد
وفتحت قائمة الأسماء المسجلة من جوالي ، وأخترت منها أسماء كثير
من غير حتى ما أناظر بالأسم
وتعمدت أختار رقم بندر
أدري أنه متوفي وأن رقمه ملغى
يمكن يقولوا عني الناس مجنونه
لكن أنا حرة بتصرفاتي
سرحت بأفكاري وأنـا أراقب تراقص قطرات الماء مع لحن الموسيقى
لحن كـ أيامي حزين
قطع علي سلسله أفكاري الحزينة ، صوت
كان صوت مسج واصلني
مسكت الجوال بملل وفتحت المسج
" المملكة
وطيورها
وشمسها
وزهورهـا
وعودهـا
وبخورهـا
تهنئك بقدوم العيد
يا عسى عيدك سعيد "
من غير شعور مني رفعت عيناي
وطاح نظري عليه جالس على كرسي خشبي في ركن ركين
لحظتهـا تناسيت الحزن وكل شي كان يدور في بالي
كل إلا أفكر فيه
كيف أنه جالس قبالي بها اللحظة
يفصل في ما بينا بركة الماء
بها اللحظة مرت رياح
غمضت عيني باسترخاء استنشق عطر ورد الياسمين
ها الرياح وها المكان
رجعت لي حنين وذكريات حلوة
لكن ليه كل مـا طيف ذكرياتي يزورني يكون لي موقف مع عبد العزيز
ليه أحس أنه مرتبط بذكرياتي أو سيرتبط بذكرياتي
اخترعت من رداء أسود جنبي
على بالي جني أو شبح
طلعوا الساحرتين ريوم وسلمى
سلمى وهي تحط يدها الدافية على يدي الباردة : وينك يا شيخه صار لنـا ساعة ندور عليك ، ريوم تدق عليك ما تردين ، لكني توقعت أنك جالسة بها المكان
ناظرت فيها ببرود ، يمكن حبها لعبد الله يعطي جسمها دفء أما موت حبي يعطيني برد
: حبيت أجلس بروحي
انتبهت أنها غمزت لريوم : مبين أنك جالسة بروحك
ناظرتها بريب : وش قصدك سلمى
حطت يدها ورا كتفي : اليوم عرفت أن عبد العزيز ساكن معنا بنفس الفندق
والحين هو جالس قبالك بنفس المكان ، وعامل روحة مشغول بجواله وأراهن أن ما كان يسترق النظرات لنا
ناظرتها بحده : سلمى أنتي لشنو تبين توصلين
ريوم : على شان كذا ما تردي على مكالماتي ، جالسة قدام ها الوسيم وش تبين فينا
تكلمت وأنا مقهورة من ها الثنتين وتفكيرهم : اسمعوني إلا في بالكم مو صحيح أنسوا
سلمى تكلمت بلهجة لها معنى : طيب براحتك
بها الوقت رجع جوالي رن بنغمة مسج ، وريوم وسلمى إلتهوا بسوالفهم
فتحت المسج على بالي من أحد صاحباتي يهنئوني بالعيد
لقيت المسج للمرة الثانية من عبد العزيز
لكن ها المرة مو للعيد
سلامتك ، ليه أشوف الحزن بعيونك
أنا عارف أن تزاحم بالخفوق هموم
لكن حرام تقضي العمر بالحسرة والآهات
وأنتي عايشة بحضرة أحبابك
كنت متوقعه لما أقراء مسج مثل هذا ، يوصلني من شخص غريب وها الشخص جالس معي بنفس المكان ، أقل شي ممكن أسوية أني أقوم أهزئة أقول له أنت مالك دخل فيني
ومن أعطاك الحق ترسل لي مثل ها الكلام
أو أقل شي أنقهر وأعصب
لكن كل هذا ما صار
رغم الحسرة والآهات إلا بقلبي
ارتسمت ابتسامة راحة أقدر أقول على شفاهي
مدري ليه شعور الراحة كسا جسدي
وما ودي أفكر بالأسباب بها الوقت
بس نسيم بارد جاء واحتضني
فأنتشي كا النورس الحزين ..حين يلف جنحة الخفاق ليخدر الجرح ويستريح
يمكن أبسط سبب لتخدير حواسي وتخميد الجرح أني لقيت شخص رغم المسافة إلا تفصلنـا
لمح الحزن بنظرة عيوني
لكنه ما يعرف بالأحزان إلا ساكنة داخل ها القلب
آآآآه لأنه ما جرب طعم فرقى الوليف
ريوم : البندري وش فيك صار لك ساعة تقرئي المسج ، من هو إلا راسل لك ؟؟
لفيت عليها : هاه ، لا هذي مسج من صديقتي
مدري ليه كذبت عليها ، ما لقيت لهذا الكذب مبرر
ولا لتصرفي مبرر ولا للمسج مبرر
رفعت عيني أبي أشوفه أبي مبرر يفهمني رسله لي المسج
لكنه أختفى من المكان
رسالته للعيد فهمت أني أنا رسلت له بالغلط فهو من باب الذوق عاود وعايد بي
لكن !!!
خلااااااص ما ودي أفكر بشي
مسحت المسج نهائيا
سلمى وهي تقوم واقفة : يله خلونـا نمشي تو عبد الله دق علي يقول راح نروح القرية العالمية
ناظرت بساعة يدي : مو كأن الوقت تأخر
ريوم مسكتني من يدي تبي تقومني : يله قومي لا تصيرين لي معقدة ، الليله عيد ونبي نستانس ، والقرية العالمية فاتحة لوقت متأخر
استسلمت لرغباتهم ، يمكن على الأقل يتغير مزاجي ، وكلمت أمي وهي نازلة من السويت تجيب معها شنطتي لأني نسيت أخذها معي
طلعنـا من بوابة الفندق واقفين ننتظر عبد الله يجي .. انصدمت لمـا شفته سيارة همر سودا وعبد الله ينزل منهـا
: الله الله وش ها الكشخة ، همر وسودا بعد
عبد الله وهو يقرب مني ويفتح باب السيارة الخلفي : احم احم عبد الله ما يجي منه إلا الشي الزين ، يله يا صبايا ركبوا
والوالدة الله يحفظهـا راح تركب جنبي
ريوم ضحكت بس على شان تقهر سلمى ، أن أمي راح تركب جنب عبد الله ، لكن سلمى اكتفت انها تعطيها نظرة تسكتهـا
الغريبة أن ريوم طول المشوار صايرة مثل جنى عاقله ، الظاهر جنى عدتها بهدوئها أو أنها مستحية من خالتي أم ماجد
ألتفت لسلوم إلا جـالسة ورا كرسي عبد الله ويتبادلون النظرات بالمرايا ، ابتسمت على حركاتهم
همست لها بإذنها : خفي على أخوي يا بنت الناس
همست لي بخوف : أنا وش سويت
رفعت حاجبي : عيونك الناعسة ونظراتك ، راح تودي أخوي بداهية ، ترى نبي نوصل بسلام
لصقت فيني أكثر على شان تبعد عن نظرات عبد الله : ارتحتي الحين
مسكت ضحكتي : ايوة ارتحت
سألتها : توقعت يجي معكم ماجد ويوسف
سلمى : ماجد يقول ما له خلق يسافر مع بنات ويوسف
مـا أمداها تنطق باسم يوسف إلا ريوم تنط لنـا من السيت الوراني : وش فيه يوسف
سلمى : هههههههههههه ما فيه إلا العافية
بس البندري تسألني ليه ما جاء معنـا
ريوم : صدق ليه ما جاء معكم
سلمى غمزت لها : يقول ما يبي يحرجك
ضحكت وقتها من قلب : شوف الرجال الذوق ما يبي يحرجك وأنتي أبد
الحياء مقطع بعضة
ناظرتنـا بنظرة حادة : سخيفاااات
ورجعت مكانها وسندت ظهرها بملامح جامدة وكتفت يدها عند صدرها
سلمى لفت جسمها تناظر فيها : ريووووووووم تكفين لا تزعلي كلش مو لايق عليك الزعل
قلبت وجها عنـا لكن شبح ابتسامة انرسمت على خدها اليمين
: ريوووووووم ترى نمزح معك لا تزعلي
ناظرتنا بغرور : خلاص مراح أزعل
: لا تكفين أزعلي ، شوف كيف تناظرنا شوي وتكفخنـا
ريوم : هههههههههههه ، امزح معكم
:
:
أولـ مـا وصلنـا القرية العـالمية ، طبعـا بعدمـا لفينا وعلى مـا لقينـا لنـا موقف
دخلنـا من القسم الهندي
وقتهـا حسيت أني بالهند مو بدبي ،
لفت نظري أشياء حلوة ، مفارش وأقمشة هندية ، وإكسسوارات
لكني مـا اتحملت الزحمة حسيت حالي مخنوقة ، منكتمة
طلعنـا حنـا البنات ، وخلينا أمي مع خالتي يشوفون شغلهم ، شكلهم راح ينقلبوا أم سعيد وأم خماس ههههههههههههههه
بعد ما لفينـا على عدة دول ، توقفنـا أخر شي عند القرية السعودية ، وكانوا عند المدخل فرقة شعبية مسوين عرضة
تجمعنـا نراقب العرضة ، من رقصة الجنادرية وطق الطبول
وطبعا البنات ما صدقوا على الله بالتصوير ، مر الوقت من غير ما نحس
تكلمت ريوم : وش رايكم نورح نشوف الألعاب
رديت عليها : أوكي
وحنـا تونـا بنتحرك من مكانا شفنـا عبد الله يطلع من بين زحمة الناس إلا متجمعة وتشاهد العرضة
عبد الله : على وين ناوين
ريوم : نبي نروح نلعب
عبد الله : فكرة حلوة
تحركنـا لعند الألعاب ، وجلسنـا محتارين أي لعبة نختــار
ريوم : خلونـا نلعب قطار الموت
سلمى : لااااااااااا ، أنا مستحيل أركب معكم
ضحكت عليها : ريوم أنتي ما تدري أن سلوم تموت خوف من ها الألعاب
يا ما حاولت معها قبل
عبد الله وهو يأشر على لعبه تدور بس : طيب خلصونـا وش رايكم نروح ها اللعبة
اتفقنـا عليها ، دامها بس تدور ما ترتفع ارتفاع عالي مو مشكلة
بعد مـا قطعنـا التذاكر ، ركبنـا اللعبة ، أنا ركبت مع نرجس بعربة
وريوم مع جنى
وعبد الله مع سلمى
وقبل لا تتحرك اللعبة ، لفيت شيلتي بقوة وتلثمت لأني عارفة ها اللعبة تدور بسرعة رهييييييييبه
وما كذب حدسي ، أشتغلت اللعبة بدت تدور بسرعة معتدلة بالبداية وبعدها كل مالها تدور وتتمايل أكثر ، أنا تمسكت بالحديد على شان لا أميل على نرجس وتطفر من اللعبة ، ومسكت طرف شيلتي بفمي لأني حسيت أنها شوي وتطير
بعد مـا خلصت اللعبة نزلت وأنـا أحس الدنيــا تلف فيني
وناظرت بأشكالنـا المضحكة ، عبد الله نـا ظرنا وفقعها ضحك علينـا
: لها الدرجة أنتوا جبانين
ريوم ضحكت أكثر : لا أنت مـا شفت جنى الجبانة ، قامت تتشهد ، وشيلتها شوي وتطير
وهي شوي وتبكي وطاحت علي تقول لي ههههههههههه أستري علي الله يستر عليك
ضربتها جنى بكوعها : يا الدبة فضحتيني
ريوم : غييييير عبد الله أخوي
عبد الله وهو ماسك يد سلمى الدايخة : هههههههههههه ، عجل أنتي ما شفتي سلوم ، حطت راسها عند صدري ومتمسكة فيني بقووووووووة ، لدرجة حسيت أظافرها انغرست بجلدي
ابتسمت على كلامه وشكل سلمى الخجلانه من كلامه : سلامي حبيبتي ما عليك منهم تعالي معي خلينـا نأكل
سلمى وهي ما زالت ماسكة بأيد عبد الله : عبد الله ودي بآيس كريم
غمز لها : وش رايك نعيد نركب اللعبة
إحساس جميل وأنتي حاطة راسك عند صدري والهواء يعصف بوجيهنـا
تأففت وتركت يدة وجات لعندي ، ناظرت فيها : الحين جيتي لي ، تو قبل شوي أقول تعالي معي خلينـا نأكل ، وأنـا أقلد صوتها ، عبد الله ودي بآيس كررررررررريم
لكنهـا كسرت خاطري لمـا جات ومسكت يدي ، لأن شكلها جد مش قادرة توقف من غير مساندة أحد : بنووووووووو ، جد أنتي مو حاسة فيني ، أحس أني بقع من طولي
أخذتهـا وجلسنـا عند كراسي قريبة من القرية الإيرانية ، وعبد الله راح مع نرجس يجيبوا لنـا آيس كريم ، وشعر بنات وببكورن
انتبهت أن أمي وخالتي يطلعون من القرية الإيرانية .. وبأيدهم عصير لونه محمر وكأنه عصير رمـان
ناديت عليهم وجاوا ناحيتهم .. أعطتني أمي عصير الرمـان إلا بيدها
: خذي البندري ، أعرفك تحبي الرمـان
أخذته منها وتذوقت طعمه ، بصراحة عمري ما ذقت عصير رمان مع حبات الرمان بحلاة طعمة ، كااااااااان مرة لذيذ
بعدهـا جاء عبد الله وبيـده عصايات ملفوف حولها السكر الوردي ، والآآآآآيس كريم
وزع علينـا الآيس كريم ، لكن لسلمى كان لها النصيب الأكبر جاب لها آيس كريم بلوني الأبيض والوردي
ريوم صاحت : مـــا يصير هذا ظلم ، تجيب لسلمى واحد كبير وأنا لا
سلمى بطيبتها : أذا خاطرك فيه خذيه وأعطيني إلا عندك
عبد الله : ما عليك منهـا ها البزر ، أنتي إلا كان خاطرك بآيس كريم
قضينـا باقي السهر بمناقرهم ، لكن والله أنهم يسعدوا الخاطر، جاء على بالي حروفه
كيف تحسي بالحسرة والآهات ، وأنتي بحظره أحبابك
صحيح أني مسحت المسج لكن مدري ليه ترسخت هالكلمات بعقلي
*
*
أزاح الستارة عن نافذة غرفة النوم ،وانهمرت بالنور الصادر من شمس يوم شبة مغيم
لاحظ أنها غمضت عينهـا بشدة وكأنها تضايقت من النور إلا جاء على وجهها من بعد ظلمة الغرفة ..
اقترب منها يتأمل بشعرها الطويل المتدرج الكستنائي .. الشفتين المكتنزتين .. الملامح البريئة الشهية ..
داعب طرف أنفها : فراااااشتي متى راح تصحين
لفت للجهه الثانية تبتعد عن مشاغبته على أول الصبح : كحيلاااااااااان أنت ليه كذا أنسان مزعج .. أبييييييييي أنـاااااااااااام
كحيلان : وأنتي ليه كذا تحبي النوووووووووم خلااااااص قومي أنا صاحي من زمان
كانت أسيل شوي وتبكي من أزعاجة لها : وليييييه أنت خليتني أناااام طول الليل
كفاية شخيرك إلا أخترق طبله أذني
شهق كحيلان : أنا أشاخر وأنا نايم ، أصلا أمي طول عمرها تقول لي أنت لما تنام حتى تنفسك ما أسمعه
لفت عليه بملل : صادقة أمك ، لكن أمس السمفونية إلا سمعتها ، حياتي ما سمعتها
ابتسم لها بغبـاء : يمكن يا حياتي من التعب
أسيل : طيب يصير الحين تخليني أنـام
قام من السرير ورفع عنها الغطاء يأذيها : لاااااااا ما يصير اليوم عيد يله قومي خلينـا نروح نعايد على الأهل
نزلت ثوها إلا كان مرتفع من النوم على عجل ، ونطت من السرير بحركة سريعة على شان تدخل الحمام قبل لا يبدأ مشاكساته الصباحية
:
طلعت من الحمام وأنا لابسة الروب ولافه شعري بالفوطة صحيح أني أخذت حمام ساخن ، وحسيت بالانتعاش برائحة الصابون إلا على الليمون ، لكن لو أحد يجيب لي مخدة نمت الحين .. الله يسامحك يا كحيلان جلست على حافة السرير .. وجلست أمسح سيقاني بالكريم ، على شان أحس بالنعومة بعد السباحة ، أحب أعتني ببشرتي وأعتبرها هواية لا واجب ..
أنتبهت أن زوجي المصون يدخل الغرفة بصينية كبيرة ورائحة الأكل الشهية انتشرت بالغرفة كلها
كحيلان : عاملك فطور ما حصلششش
كنت شوي وأبكي من تصرفاته اليوم : حراااااام عليك يا كحيلان الغرفة مبخرة أمس ، تجيب أكل بغرفة النوم
كحيلان وهو يجلس على الصوفا ويحط الصينية قدامة : مو مشكلة تتبخر مرة ثانية ، هذا جزاتي الحين أني مدلعك على الصبح وجايب لك الفطور لحد عندك
: مشكووووور وما تقصر
طيب ممكن الحين تطلع من الغرفة على شان أبدل
عمل نفسة ما سمعني وبدأ يآكل ، رحت لعند دولاب الملابس وطلعت لي فستان قصير بلون الأصفر الغامق مدموج باللون الباذنجاني ( بنفسجي غامق ) مناسب ليوم عيد ، وعروس راجعه من شهر العسل ^_^
وبعد ما فرشت الفستان على السرير ورتبته أفكر شنو يناسب ألبس معه من مجوهراتي
.. رفعت عيني و ناظرته مقهورة وهو يأكل ، هم مجلسني من النوم ويبدأ أكل ولا ينتظرني
تكلمت أبي أقهره : أنا قررت أحط لي سرير بالغرفة الثانية
ها المرة أعارني من أهتمامة : خيــر أن شاء الله ليه
: لأنك أنسان مؤذي ولا تخلي الواحد ينام
رفع لي حاجب : وش رايك بعد تطرديني من الشقة
ابتسمت بسخرية : يكون أحسن
اشر لي على الأكل : خلك من الكلام و تعالي أكلي مراح يحصل كل يوم أطبخ لك
: إلا يسمعك الحين عامل غوزي
ضحك لي : والله إلا قدرت عليه أوملت وعصير برتغال
كنت ناوية أعانده ، وما آكل ، لكن بصراحة كنت جوعانه أمس ما أكلنا غير سلطة ورائحة الأكل شهية
فقررت بالنهاية أروح آكل معه ، وبعد الأكل أغير ملابسي ، شديت من ربطة الروب ورحت جلست قدامه وناظرت بالصينية ، عامل طبقين من الأوملت ومرتب سله فيها توست وجنبها مربى صغير مع زبده .. يعني باختصار افطار انتركونتنتال
مد لي لقمة بيده : أنـا اليوم راح أكلك بيدي
غصب عني ابتسمت له ، كحيلان شخص رائع وطيب وحنون ، صحيح فيه عيوب كثيرة ، لكن طيبته ورقة مشاعره تطغى علية مهما كنت معصبة .. لكن بتصرفاته العفوية يمتص غضبي
:
بعد مـا انتهينـا من الإفطار
بصراحة ضحكت داخل نفسي عمري ما تخيلت أني آكل داخل الغرفة ، أنا بالنسبة لي الأكل داخل الغرفة من الممنوعات ، لكن شكله كثير من الممنوعات راح أتنازل عنها مع كحيلان الفوضوي
بعد ما وضعت اللمسات الأخيرة من المكياج .. ألتفت لكحيلان إللي واقف عند المرايا إلا بالدولاب حايس كيف يركب الكبك ويسكر أزارير ثوبه
ضحكت علية ، فتحت أحد دواليب التسريحة وطلعت علبة صغيرة كنت مخبيتها أمس ، وخبيتها وراء ظهري ورحت ناحيته
: كحيلان كأن كبك هذا قديم ، ومش مناسب لساعتك السودا
كحيلان من غير اهتمام : والله نسيت اشتري لي من ايطاليا ، وعادي محد بدقق
قربت أكثر منه : لكن أنـا يهمني يكون زوجي أنيق وما يرضيني أحد يقول أن أسيل ما تهتم بزوجها
ناظرني بشك وكأنه فاهمني : إيش عندك ؟؟
سكتت لثواني ماني عارفة أتكلم ، أول مرة بحياتي أعطية هدية
حركت يدي ببطء من وراء ظهري للأمام لين ما بانت العلبة بنظرة
: مممممممممممممم ، هذي هدية
قال يحرجني : هدية شنو
بلعت ريقي ، أنا نفسي مدري ليه شريتها له ، لكن طلعت معي : ممممم هدية بمناسبة العيد
وعلى شان أخفف من التوتر ورجفة أصابعي ومن نظرته إلا أحسها بتلتهمني ، فتحت العلبة وطلعت منها الكبك وسحبت يدة اليسار ودخلته بالكم بكل سهولة ، لأني كنت دوم أراقب أبوي كيف يركبه فصار عندي خبرة وقبل لا أنتقل لكم اليد الثانية ، حرك بيده اليسار الخصلة إلا نزله على عيني وخبت نظرة الخجل .. ميل لي رأسة وابتسم لي ..
آآآآه يا ربي ابتسامته تدوخني
: أحبك يا أحلى قمر بالكون
تاهت نظراتي ، وضاع الكلام ، في كل مرة أذوب حين يهمس لي أحبك ، فأضيع مرة تلو المرة .. آآه منك تبعثرني تلملمني كمـا تشاء وتباغتني وتقطف من شفتي زهر الرمان وتشعلني جمرا
:
ركبنـا السيارة متوجهين لبيت أهلي ، من أولـ ما طلعنـا من شقتنـا ما تكلمت ولا كلمة ،
لكني أيقنت أن حبه علمني الصمت ،
وإن إناء غروري أنكسر ، وأنك بر السلام
وأني بدونك طفل ضاع وسط الزحام
كسر حاجز الصمت إلا بينـا وشغل أغنيـة
مشتــاقة ليك شوق الهوى لروحي .. وحياة عينيك ذابت أنـا روحي
من زمـان مشتاقة أنـا شوفك .. يا زمـان أرجع لي بوصوفك
مدري ليه وقتها ضحكت ، التفت لي : ليـه تضحكي
جاوبتة : توقت أنك مـا تسمع إلا لأم كلثوم
ابتسم لي : القلب يعشق كل جميـل
سكتت لبرهة ، وش يقصد بكلامه : حلو أن الإنسان يعشق الجمـال
لكن الأجمال أن تكون هناك أمراءه واحدة تكون بعين رجلها هي بيت القصيد ومسك الختـام
ما علق على كلامي ، وارتسمت ابتسامة خفيفة على خدة اليمين
وأنا أثرت الصمت ولا علقت ، أحيان أحس أني أصير سخيفة وأغار علية من غير سبب
لكن دايم بإيطاليا لما كنت أشوف بنت تناظر فيه يثير جنوني ، وبنفس الوقت ما أبي أفتح عينه على أشياء هو متغافل عنهـا ، لأني أعتبر الزوجة غبية إذا نبهت زوجها
على نظرات البنات علية أو أن وحدة من قرايبة تكن له مشاعر خاصة ، يمكن بيوم من الأيام تكبر ها المشاعر وتتحول لشي ثاني
أولـ ما وصلنـا لعند بيت أهلي ، تناسيت كل شي كان في بالي ، بس شوق وحيد ، كان في قلبي لأمي الغالية
نزلت من السيارة ، وطلعت مفتاح البيت من شنطتي وفتحت الباب وركضت متجاوزة الحديقة لين وصلت لباب إلا يفتح على الصالة الرئيسة
فتحته أدور بعيوني على أمي أو حتى صوت يدلني على مكانهـا
شفتهـا نازلة من الدرج وبيدهـا مبخر يتصاعد منه الدخان تبخر بيه البيت
على آخر عتبه نزلت أمي فيهـا : أسيـــل ، وصلتي يمه
ما قدرت أغالب شوقي وطرت لحضنهـا وضميتهـا
أمي : يمه البخور بيدي أخاف تحترقي
ما اهتميت لأي شي ، الشي الوحيد إلا أعرفه أني مشتاقة لأمي
أختلطت دموعي وأنا بحضن أمي : وحشتيني يا الغالية موووووووووت
أمي : أنا اكثر يا بعد عمري والله البيت ما يسوى شي من غيرك
ما حسيت وقتها أن كحيلان واقف وراي ويسحبني من حضن أمي
: تراني أغار
ناظرت فيه وبعدت عنه وحطيت يدي على كتف أمي أطوقها
: هذي أمي حبيبتي
قرب من أمي وسلم عليها وباس راسها : كيف حالك يا عمه
أمي : بخير الله يسلمك ، حمد الله على سلامتكم
كحيلان : الله يسلمك
أمي : طيب تعالوا أجلسوا وأحكوا لي وش سويتوا بـإيطاليا
رحنـا وجلسنـا بالصالة وأمي راحت تجيب لنا القهوة وحلاوة العيد ،
لف علي كحيلان وناظرني بخبث : متى راح يجي اليوم إلا تضميني بقوة وحنان
ناظرتة بطرف عيني فهمت لشنو يلمح : لا تحاول تقارن
وقرب أكثر وهمس بإذني : وليه مـا أقارن
ابتسمت على أفكاره : لأن الأكيد كفه أمي هي الأرجح
رجع لوضعيته : مـا قلنا شي ، والله يحفظها لك
رجعت أمي وجلسنا نسولف عن الرحلة ، سألت عن أبوي وأخواني الصغار قالت لي أمي أنهم راحوا مع أبوي يعايدوا
بعد فترة شفته يقوم من مكانة ، سألته أمي : تو الناس يا كحيلان
كحيلان : والله مجلسك ما ينمل ، بس بنروح نسلم على أهلي ونعايد عليهم
لاحظت أنه يتكلم بصيغه الجمع ، لكن أنا ما ودي أروح معه ودي أجلس مع أمي أسولف معها ، والله ما بعد شبعت منها
أمي : طيب أجلسوا تغذوا معنـا
كحيلان : أن شاء الله مرة ثانية يا عمة ، يله يا أسيـل
ناظرته برجاء : أنا ودي أجلس مع أمي
كحيلان : ما يصير يا أسيل مو حلوة أدخل على أهلي من غيرك ، أكيد الكل راح يسألني عنك .. يله قومي معي الحين وبالعصر أرجعك
قمت لبست عباتي وأنا أتفف ، والله أني ما بعد شبعت من أمي ، لكن شنو أسوي لازم أروح أسلم على عمي ومرت عمي
هو تقدم عني لسيارة ، تعمدت أتأخر شوي ، واقفة عند المرايا أعدل كحلتي وأحط فوق الروج غلوس ذهبي
*
*
فتحت سلمى له البـاب من بعد ما تأكدت من العين السحرية أنه خلف لباب ،
هو كان جاي علشان يخبر خواته أن في ضيف راح يتغذى معهم
لكن كل الكلام إلا كان يبي يقوله نسـاه في لحظة إلا شاف القمر واقف قدامه
بفستان off white له أكمام ثلاثة أرباع وقصير وسيقانها متلبسة بالبوت الجلد الطويل .. ها اللون يحب يشوفه على حبيبته لأنه يعكس صفاء ونقاء قلبها
ابتسم لها بحب : كـل عام وانتي بخير حبيبتي
ردت سلمى على استحياء من نظراته : وأنت بخير
وطبع قبله رقيقة على خدها الزهر ، وهمس لها : طول الليل وأنـا أفكر فيك يا أحلى وردة
كلام عبد الله لها كان كافي أن يخلي خدودها ورقبتها تكتسي بالحمرة
طبعا ريوم كانت حاضرة للموقف لأنها توها طالعه من الغرفة لصالة وحاطة يدها عند خصرها ، وحور واقفة جنبها : صدق إلا قالوا إلا أختشوا ماتوا ، ترى حنــااااا هنــااااا
ناظرها عبد الله business look
وطوق خصر سلمى بيده : الحين بجي أستحي منك أنتي والله زوجتي ويحق لي أتغزل فيها بأي وقت
مشت حور لعند عبد الله وسحبت ثوبه علشان ينزل لمستواها
نزل لهـا عبد الله وجلس على ركبته : آمري يـا قمر آل ,,, ووطوايفهم كلهم
وهي تأشر على خدها : أبي بوسه مثل سلمى
قرب من خدها : ما طلبتي شي ، أنتي ما تطلبين بوسة لو تطلبي عشر عطيتك لو تبين قلبي لك هدية
أموووووووووووه أمري حوري كم حور أنـا عندي
مدت يدها الصغيرة المحاطة بأسواره من ذهب وأحجار ملونة صغيرة : أبي عيديه
عبد الله : وكم تبين يا طويلة العمر
حور : أبي زرقا
رفع حاجبة : وبعد تعرفين الزرقا
ولية تبينها أن شاء الله
حور : أبي 500 ريال على شان بشتري لي سوني محمول
طلع محفظتة من جيبه وطلع ورقة زرقا وأعطاها اياة ، حور أخذته منه بسرعة قبل لا يغير راية
عبد الله : طيب وش رايك يا حور تعطيني الفلوس وأنا أشتري لك السوني
ناظرتة حور بنظرة شقاوة : خلاص أنت أشتر لي سوني محمول هدية
عبد الله : طيب جيبي الفلوس على شان اشتري لك
حور : لاااااااااااااااااااااا ، هذي عيديتي ، وأنت قلت بتشتري لي هدية
ريوم : ههههههههههههههههههههههههههه ، راحت عليك عبيد خلاص ، هذي حور والأجر على الله ، تلعب على ديرة بحالها، وأنت قاص عليها بالكلام الحلو ، ضمت حور ، هذي تربيتي
ناظر بسلمى ، نظرة المساكين : شفتي يا سلمى ، هذيلا مو خوات هذيلا أباليس
سلمى بهدوء : حراااااااااااام عليك والله حور تجنن
عبد الله : أنتي ما تدري قد إيش أنا عانيت منهم ، تدرين أني لما كنت صغير كنت أجمع مصروفي وبنهاية الأسبوع تضحك علي ريوم والبندري ويأخذونه مني ويروحون يشترون لهم كاكاو وحلاوة ولا يخلوني آكل معهم شفتي خوات ظالمات كثرهم
شهقت ريوم : ما عليك منه يا سلمى ، حنـا ما كنا نسوي كذا ، هو قصده لعكس
بها الوقت طلعت البندري من الغرفة بعد ما خلصت لبس
عبد الله ناظر فيها بفخر : الله الله وش ها الزين وش ها الكشخة
ناظرت البندري بلبسها العادي بنظرها ، بنطلون أسود جلد مع قميص وردي ستان
: الحين أنا كاشخه عجل شنو تقول عن خطيبتك
قرب منها وباس خدها : عيدك مبارك
ابتسمت له البندري : عساك من العايدين والسعيدين
وهو يقرب لها خده ويتلمسه : وش رايك بالنعومة والسكسوكة الجديدة
ضحكت عليه فاهمة قصده : والله البنات اليوم راح يتحاذفون عليك
ابتسم ابتسامته الجذابة ، يجاريها : أي والله صدقتي أصلا من كثرهم أنا أتغلى عليهم
قربت منه سلمى مقهورة : أحللللف يا شيخ
البندري دافعت عن صديقتها وأختها قبل تكون زوجة أخوها : لا لا أنا مـا أرضى على سلامي ، أحد عنده ها القمر ويروح يناظر غيرها
تكلم عبد الله وهو يناظر البندري وكأنه فجأة تذكر شي : إلا صدق ذكرتوني ، في ضيف أنا عازمة يتغذى معنـا اليوم في مدينة الجميرا
علقت البندري : منو ها الضيف
عبد الله : واحد تعرفت علية ومعه أمة ، عاد لا تفشلوني قدامه
البندري : طيب
مستغربة من اهتمامه بها الضيف الغريب ، والأغرب ليه يوجه لها الكلام بالذات
عبد الله : يله لا تتأخروا أنا أنتظركم باللوبي
ريوم تكلمت بعد ما طلع من عندهم عبد الله : منو ها الضيف ، ولية عبد الله مهتم فيه
البندري رفعت كتوفها بلا مبالاة : والله علمي علمك ، راح نصبر ونشوف ، أنا بروح غرفة أمي أعطيها خبر
:
تجمعوا كلهم باللوبي بعد ما لبسوا عباياتهم وتجهزوا .. صدق إلا يشوفهم اليوم يحس بفرحة العيد من الوجيه المشرقة
ركبوا سيارتهم متجهين لمدينة الجميرا ..
كل ما قربوا أكثر ، بان شموخ برج العرب بسمـا دبي الملبدة اليوم بالغيوم
دخلوا المدينة من مدخل فندق القصر .. مشوا مــارين بالبحيرة إلا تزينها السفينة الخشبية إلا تدل على تراث أهل الخليج والمباني التراثية القديمة .. والنخيل تحاوطها من كل جانب
:
:
فهمت من عبد الله أنه حاجز لنـا بمطعم عربي .. أولـ ما وصلنـا المطعم رحبوا فينها وجلسنـا على الطاولة المحجوزة باسمنا .. عجبني طراز المطعم إلا كأنه من أيام زمان ، حتى جلسته ، كلنـا البنات جلسنـا على طاولة مستطيلة طويلة .. أمـا عبد الله أختار له طاولة بروحة قريبة منـا .. أنا جلست بنهاية الطاولة بالطرف القريب لطاولة عبد الله .. جاء بعدها الويتر وأعطانا المنيو .. كل واحد منـا ركز بالمنيو يفكر شنو يطلب
ريوم : والله ها المطعم خطير ، حتى عصيدة وهريس عنده
بها الوقت مرت رائحة عطر مميزة ، متأكدة أني أعرفها .. عطر رجالي ممزوج بدهن العود .. رفعت عيني عن المنيو .. شفت قدامي شي أبيض
لا بس كندورة إماراتية والحمدانية على راسه .. ما قدرت أشيل عيني عنه ، أخر شي توقعت أنه يكون هو الضيف إلا يتكلم عنه عبد الله
صحيت من سرحاني لما دقتني ريوم بكوعها ، على شان أقوم أوقف وأسلم على أمه أظن
: شلونك خالتي شخبارك
أم عبد العزيز : بخير الله يسلمك ، أنتي البندري صح
ابتسمت لها : ايه نعم
أم عبد العزيز : عاشت الأسامي
: عاشت أيامك
بعدها جلست على الكرسي الفاضي القريب من أمي ، حمدت ربي أنها ما جلست قدامي ، نرجس هي إلا جالسة قدامي .. لأني كنت خايفه تكشف التوتر إلا اعتراني فجأة .. أخر شي كنت أتوقعه بحياتي أني أصادف أم الدكتور عبد العزيز .. لكن إلا استغربته وين زوجته وين بنته إلا شفتها معه هذاك اليوم بالألعاب
طوول وقت الغذاء ، أحس أني مو ماخذه راحتي ، مقدر حتى أرفع عيني .. من أرفع عيني تجي عيني بعين عبد العزيز .. حتى أني أبد ما كنت مع ريوم وسلمى في سوالفهم عن تجهيزات زواجها
وأمي وخالتي أم ماجد أندمجوا مع أم عبد العزيز بالسوالف
بعد ما أنتهينـا من الغذاء ، وجاء وقت الشاي والحلى .. بما أن طاولتهم قريبة من جهتي سمعت أنهم مندمجين بسالفة معينة .. رفعت نظري ولا حظت أن عبد العزيز مندمج بالسالفة إلا يتكلم فيها مع عبد الله .. ودليل أندماجه هو حركة يدة أمامه
بها الوقت قدرت أراقبه بحرية وأسترق النظر .. مـا أقدر أنكر أن الدكتور عبد العزيز ووووسيم ، بل جذاااب والحمدانية عاطته وسامة من نوع مختلف .. السكسوكة والشنب الأسود المرتب ، والسوالف على جانبي الأذن ، حواجة المرسمومة رسم خلقة والعيون الحادة الطرف الناعسة
لكن فجأة حسيته توقف عن الكلام وكأنه شعر أني أراقبه ، نزلت راسي بسرعة قبل لا يحس فيني .. وكلمت ريوم بصوت خافت
: ريوم قومي خلينـا نروح الحمـام أبي أغسل وأعدل شيلتي
تعذرت بها الحجة ، على شان أبعد عن نظراته والمكان إلا هو موجود فيه
وأول ما دخلت الحمام عزكم الله أطلقت زفرة راحة
لفت علي ريوم وهي تغسل يدها : هذا الدكتور عبد العزيز إلا تشتغلين معه
: ايوة
ريوم : والله باين علية وعلى أمة ناس طيبين
: اممممممممم ، والله الفترة إلا كنت فيها معه كونت فكرة عنه ، أنه أنسان محترم ويحب شغله .. حتى المرضى تحبه
ريوم : باين عليه أنه انسان محترم
: أنسان جداااااا محترم ، أكثر ما تتخيلي يا ريوم .. يعني ما هو من النوع إلا يوزع ابتسامات بسبب ومن غير سبب أو يطق سالفة ما لها داعي مع البنات
وبصراحة استمتعت بالشغل معه ، استفدت كثير و و و و و
ريوم قاطعتني : ما تلاحظي أن حنا جينا لهنا على شان نسولف عن الدكتور عبد العزيز
سكت لحظتها ما عرفت أرد ، يمكن حسيت بالخجل من نفسي أني تكلمت عنه ..
بعد مـا غسلت ورتبت شكلي طلعنـا ، دقت جنى على ريوم تخبرها أنهم طلعوا من المطعم وأنهم طالعين برا عند جهه ستاربكس .. لأن الجوا برا خيال وحرام يتفوت
:
:
فتحت زر الثوب إلا عند رقبتي حسيته يضايقني ، يمكن اليوم أحس شكلي غريب بالكندورة والحمدانية ، صديق لي بالإمارات أهداني إياها وما حبيت أرده ..
لكن اليــوم ، فرحة العيد غير .. يمكن شوفتهـا خلت للعيد فرحة وطعم غير
صدق من قال فرحة العيد بوصل الأحباب ..
ونور الفرح عندي ينساب بين الأحداق يأخذ شعاع النور منه ويعطيه
أجاذيك بإحساس والحس جذاب .. واسمع صدى صوتك وشوقي يناديك
تلفت حولي وعيوني تبحث عنها من بين ها النـاس .. عبد الله تركني هنـا وراح لعند أهله .. يمكن بسببها اليوم ما قدرت أرفض عزيمة عبد الله .. والحمد الله أحس أن أمي أندمجت معهم .. تسندت على الحاجز الخشبي .. أراقب المكان بعيون سرحـانة وقطرات من مـاء المطر الخفيف تتساقط
بحثت في جيبي عن بكيت السجاير لكني ما لقيته الظاهر أني نسيته بالغرفة
:
:
بنفس المكــان
تمازجت رائحة قطرات المطر مع رائحة النخيل ..
ونسيم عليل يحرك المشاعر
ناديتها أكثر من مرة لكنهـا ما ردت علي ، مدري وش فيها مذكر أني قلت شي يزعلهــا ، رحت لعندهـا وسحبتها فجأة من يدهـا
بعد مـا بعدنـا عنهم ، لفت علي معصبة ، وعصبيتها خلت خدودها تحمر زيادة على حمرتها : فك يدي وجعتني
فكيت يدها وناظرتها بهدوء : وش فيك زعلانه
أشاحت بنظرها عني وسندت يدها على الحاجز الخشبي تراقب منظر البحيرة من أعلى .. قربت ووقفت جنبهـا
: وش فيه الحلو زعلاااااان
لا من مجيب : طيب أنا وش زعلتك فيه علميني
لفت علي وملامحها الهادئة كانت جامدة : منيب زعلانه
رفعت حاجبي الأيمن : إلا زعلانه
ردت علي : وليه حاس أني زعلانه ، أنت سويت شي يزعلني لا سمح الله
حكيت جبيني ، أنـا عارف أسلوب سلمى إذا قامت تدق بالكلام ، لكن جد ما أذكر سويت شي يزعلها .. مرت لحظة صمت بينـا .. لكن فجأة تذكرت .. أوووووووووه
: قصدك على الكلام إلا قلته للبندري
مشت وأعطتني ظهرها وناظرتني من على جنب : يعني مـا تدري أني أغار وكملت مشي لوين ما البنات جالسين
من غير شعور مني ابتسامة انرسمت على ثغري ، يا حلو جملتها ما تدري أني أغار فديت إلا يغارون .. مشيت بخطوات هادئة ونظرتي متركزة على يدي اليمين .. ويدي الشمال تلف الدبلة الفضية حول إصبعي ..
وصلت لوين عبد العزيز واقف إلا هو بدوره سرحـان بعد ، وقفت جنبه وأنـا ما زلت ألعب بالدبلة .. مدري كم مر من الوقت
مـا انتبهت من سرحاني إلا على سؤال عبد العزيز المفاجأ : تحبهــا
رفعت نظري لبعيد وانتبهت انها تتمشى مع البنات : أحبهـا كلمة قليلة
ربت على كتفي : الله يهنيك وعقبال مـا أحضر زواجك ، والله ماراح تعزمني
ضحكت : لا أكيد راح أعزمك ، محنـا صار بينا عيش وملح
ابتسم ابتسامة خفيفة ورجع سرح مرة ثانية ، ها المرة أنا إلا وجهت له السؤال : وأنت متزوج
جاوبني : لا
: تصدق توقعتك متزوج
ضحك : ليه يعني
لها الدرجة شكلي يبين أني شايب
ضحكت معه : هههههههههه لا مو لها الدرجة ، لكن توقعت أن الدكاترة ما تصبر على العزوبية
غمز لي : هههههههههه ، والله أنك خطير
: شكلك من النوع الدفرة إلا مع زحمة دراسة الطب نسى يتزوج
ضحك أكثر على كلمتي : ههههههه حلوة هذي نسيت أتزوج ، تصدق يمكن يمكن لهيت بالدراسة وما جاء ببالي لا زواج ولا حب
مزحت معه بلبناني : يعني معؤوووله ما شفت بزماناتك بنت حلووووه
عبد العزيز : أمن شفت شفت ، لكـــن !!
غمزت له : هذي لكن فيهـا إن !!
عبد العزيز : على إلا يهواها قلبي
: ومنو إلا هواها قلبك
ابتسم لي ببرود ، لكن أحس أن ورا قلبه أشياء وأشياء : ولية هي دارية عن قلبي
: شكلك متعذب ، حب من طرف واحد
رفع حاجبيه : تقدر تقول
: يـا حرام كسرت خاطري ، إذا تبي اتوسط لك ما عندي ما نع
الكلمة طلعت مني عفوية
لكن حسيته يبي يغير الموضوع : لو تدري زوجتك أنك تبي تتوسط لي شنو راح تسوي فيك
شخصت بعيني : لا واللي يعافيك ، لا تشم خبر
ضحك علي : ليــه تخاف منهــا
: نعم نعم ، قلت أصحح له ، قصدك أخاف على زعلهـا
كملنـا مشي وسوالف ، لين مـا وصلنـا فندق القصر ، وأخترنـا لنـا طاولة قريبه من الزجـاج إلا يطل على البحر وبرج العرب ..
كانت الجلسة حلوة مع الفرقة الموسيقية إلا كانت تعزف أغنية كاظم الساهر ..
مضى الوقت من غير مـا أحس مع عبد العزيز ، والله ها الإنسان الجلسة معه ما تنمل
وحسيت براحة معه وكأني أعرفة من سنين ، يمكن لأني محتاج لصديق أسولف معه
وخصوصا أني افتقدت رفقه خوي عمري ، الله يرحمه
:
:
بليــله العيـد ، زادت زحمة الشوارع ، الناس بدت تطلع بعد ما عايدت على أهلهـا
قررنـا الليلة نحضر movie ، عبد الله حجز لنـا فلم محمد هنيدي العندليب الدقي ، حنـا واقفنـا علية ، قلنـا نبي فلم يضحك ، نبي نفرفش ، ما نبي نحزن ولا نتكدر
وقبل لا ندخل السينمـا أخذنا معنا الببكورن بالعسل والناشوز ..
جلسنـا بآخر سيد ، طبعا بها الليلة الصالة كانت مليانة ناس .. وحتى لو الفلم ما يضحك .. لما تشوفي الناس تضحك راح تضحكي على ضحكهم
لكن محمد هنيدي ما قصر فينــا ، موقفه لمـا جاب دكتور لأمه المريضة ، وكيف ها الدكتور خبل ويعاملها وكأنها طفله .. موتني ضحك ، يمكن لأن ها الموقف حسيته قريب مني ، وذكرني بخبالنا بالسكن أيام الدراسة .. لكن من كثر مـا ضحكت جاتني كحه قوية .. وعلى شان لا أزعج النـاس سحبت نفسي وطلعت بسرعة من غير محد يحس فيني .. لأني جد حسيت حالي راح أختنق .. والكحة مش راضية توقف أبد .. ظليت واقفة أكح عند مدخل الصالة ، ما ودي أطلع برا ، لأن برا كله شباب ورائحة التدخين راح تخنقني زيادة .. فجأة حسيت بشخص يوقف جنبي ويمد لي كأس بلاستك
رفعت نظري وأنا حاطة المنديل عند فمي
قال لي : خذي أشربي وأخذي نفس عميق
استجبت له ، لأن ما عندي حل آخر .. أخذت نفس عميق وشرب الماي .. بعدها حسيت أني هدئت ، وأعصابي بدت ترتخي .. لأن جد الكحة استنفذت كل قوتي
: أوكي الحين
هزيت راسي بايوة .. وابتسمت له : شكرا
ودخلت أنا قبله الصالة ورجعت مكاني ، سألتني جنى إلا كانت جالسة جنبي
: وين كنتي
: طلعت برا اشم هوا شوي أحس أني اختنقت
جنى : سلامات
ابتسمت اطمنها : لا ابد جاتني كحة
رجعنـا نتابع الفلم ، لكن أنا ناظرت بعيوني الناس الجالسين ، وين هو جالس ، كيف أنا ما شفته ، وكيف هو انتبه لي لمـا طلعت .. ما حسيت به جالس بنفس سيدنـا بأقصى اليسار إلا على نهاية الفلم تقريبـا
:
:
على نهاية الفلم ، كل الموجودين بالصالة صفقوا لما كسر محمد هنيدي علم إسرائيل ، بصراحة استمتعت بمشاهدة الفلم ، يعني حسيت من وراه هدف مش مجرد ضحك ومصخرة ، لكني حاولت طول الفلم ما أضحك على شان لا ترجع لي الكحه
بعد ما انتهى الفلم وطلعنـا ، شفتهم وقفوا كذا فجأة وكأنهم محتارين أو ما يبون يرجعون الفندق ، سألتهم : خير وش عندكم
عبد الله : ودي أحضر فلم ثاني
رديت عليه : لا أنا احس تعبت خلاص ، و الوقت تأخر
كلم سلمى : وش رايك نحضر فلم ثاني ، خاطري بفلم رومانسي وكوميدي
ريوم طبعا ما تركتهم بحالهم : تبي فلم رومانسي ، على شان بالظلمى يقوم التبويس
قرصها بخفة بيدها : أنتي متى راح تبطلين طولة اللسان
ريوم : آآآآآي ، طاااااالعه عليك
كلمتهم معصبة ، لأني جد بديت أتعب : أقول يله خلصونـا خل نمشي
وأنت عبد الله إذا تبي تحضر فلم مع سلمى خلكم
ومشيت عنهم مو مهتمه ، أدل الطريق بروحي .. لكن بالأخير اكتشفت انهم لحقوني
:
سحبنـا سلمى معنـا الغرفة على شان تنام معنـا بما أن نرجس نايمة بغرفة أمي .. قربنـا السريرين الكبار جنب بعض .. على شان كلنا ننام مع بعض ..
لبست بجامتي على السريع ، لأني تعبانه وأبي أنام .. أخترت أنا على الطرف .. وطفينـا الأنوار كلها ما عدا نور خافت على شان الأخت ريوم ما تحب تنام بالظلام ..
مع الهدوء إلا عم بدت جفوني تنطبق والنعاس يسيطر علي ، لكن الأخت المزعجة طلعت من الحمام عزكم الله وقامت تناطط على السرير
: ريووووووووم ووجع نبي ننــام
ريوم وهي تنط آخر نطة : وشرايكم ببنطلون PINK حقي
لفيت ناحيتها مقهورة بشوفها لقيتها لا بسة بنطلون بجامه أسود وفية نقط وردية وفي المؤخرة مكتوب PINK بالعريض .. صدق صدق أنها إنسانة فاضية
: ريوم ليـه مــا تاكلي تبــ ... وتنامي
مدت شفايفها : طيب ، أنتوا ابد ما منكم فايدة
اعطيتها ظهري ابي ارجع أنـام ، لكن النوم عيـا يحتضن جفن عيني .. الكل هدئت انفاسه وشكلهم غرقوا بأحلامهم السعيدة .. إلا أنـا من لي بها الليلة ..
نظرة الإهتمام إلا شفته بعيونه اليوم ذكرتني بنظرة الحب بعيون بندر
وينك عني يا حبيبي
آآآه يا حبيبي مطول الوقت بغيابك ، ما دريت أن الهنـا حزن من دونك .. عشت الغياب .. وخافقي عنك مـا غاب .. وين ترحل من عيوني وأنت بالعين سكناك
تسللت دمعه يتيمة من عيني الحزينة
آآه يا حبيبي النـاس تظن أني عايشه ومرتاحة
ما دروا أني فقدت الإحساس بالحياة من بعدك .. ما عدت أشعر بطعم للحياة .. كل شي تساوى بنظري .. آكل لمجرد الأكل .. أتنفس لمجرد أعيش .. أنام لأجل أقاوم
عندي أمنية وأتمنى تتحقق .. ودي يوم أحلم فيك وأنت تمسح على شعري وأنت تضمني .. بدل الكوابيس إلا تزورني بين فترة وفترة
يــا عين غمضي الجفن .. خليني سـاعة ارتـااااح صدقيني عمر البكي ما يرجع إلي راح ..
ارخيت هدبي باستسلام ، ابي أنام بهدوء .. الحزن الساكن بين ضلوعي هد حيلي ما أعطاني مجال حتى أتنفس
*
*
فتحت عيني بهدوء .. نـاظرت بالشخص النائم جنبي بسلام وعلى وجهه ابتسامة ناعمة وكأنه يحلم حلم جميل .. مـا حبيت أزعجه مثل ما يعمل فيني .. قمت من السرير على الحمام عزكم الله ..
بعد هـا سكرت باب الغرفـة ، ورحت عند الاستريوا وشغلت فيروز .. نســم علينــا الهوى من مفرق الوادي .. صحيح أني مـا أسمع الأغاني القديمة كثير .. لكن صوت فيروز على الصبح حكاية مختلفة .. ويمكن الفترة القصيرة إلا قضيتها مع كحيلان خلت أذني تطرب لسماع القديم
رحت لعند المطبخ أفكر شنو أطبخ لليوم ، بيت عمي مقررين يروحون الشاليهات وحجزوا لنـا شالية كا هدية بعد شهر العسـل ، مع أني كنت أفضل أقضي العيد مع أمي وكحيلان ، لكن مدامهم عزمونـا ما يصير نردهم
فتحت الثلاجة أفكر .. امممممممم شنو أعمل مو جاي على بالي شي .. أيوه تذكرت خلني أكلم أمي تعلمني طريقة كيكه التمر .. وأعمل بعض المعجنات الصغيرة
:
:
وأنــا أصب المقادير بالصينية الدائرية وأدندن مع ألحان فيروز . . لمس خدي يد عريضة بــاردة
.. احححححححححح أيدك باردة
: وش ها الروقان على الصبح ، فيروز ورائحة كيك
تحركت من مكاني أدخل الصينية بالفرن : ولية مـا أروق .. وغمزت له
كحيلان : طيب ليه ما صحيتيني
ضحكت : شايفني أنسانة مزعجة مثلك ، شفتك غاط في نوم عميق ما حبيت أوقظك
قرب مني : لكن أنتي عارفة أني مقدر أنـام بالسرير من غيرك
ناظرته من على جنب وابتسمت ابتسامة جانبية
لاحظته يتسند على الطاولة إلا بالمطبخ ومميل جسمه وهو ما زال قريب مني : طيب أنا أبي فطور
مسكت ضحكتي ، شكله مثل الطفل المدلل : آمر شنو تبي فطور
غمز لي : طيب ما يصير أسوله العسولة تسقيني من عسلهـا .. وهو يأشر على خده
أنـا إلا خدي ارتوى بالأحمر الغاني، من كلامه .. شغلت نفسي بترتيب المطبخ أهرب من نظراته
بعد مـا أنهيت شغلي ، وهو مـازال على نفس وقفته .. ناظرت فيه ومثلت العصبية : يعني أنت ما عندك شغله غير ها الوقفة ، روح طيب جهز أغراضك على شان لا نتأخر
تكلم بهدوء يعاكس نظرات عيونه الولهانة : أبيك أنتي إلا تجهزين أغراضي
: يا ربي كحيلان أنت إيش فيك اليوم مثل الطفل المدلل ، تبيني أسوي لك كل شي
ناظرني بنظرة يبي يكسر خاطري : يعني ما يصير تدلليني ها اليومين !!
أنـا فهمت قصده ، فترة شهر العسل قبل لا أداوم .. مـا حطيت في بالي أي شي ثاني .. تحركت طالعه من المطبخ مارة بالصالة لين غرفة النوم .. رحت لعند دولاب ملابسة وجريت الباب .. طبعا الملابس غير مرتبة ، كحيلان من النوع إلا إذا بـ يلبس فنيله يطلع كل الملابس إلا بالدولاب ، لكن عقاب له وردعا لأمثاله مراح أرتب له دولابه خله يتعلم كيف يرتب ملابسة ، أنا مو بشغاله عنده .. وطبعا أنـا ما قصرت عفست الدولاب أكثر وأنـا أدور على ملابس تناسب البحر .. عجبني برمودا فيه رسومات ذكرني بجزيرة هاواي ، حسيته شبابي وراح يطلع حلو على كحيلان مع جكيت قطني خفيف ..
كحيلان وهو يناظر بالبرمودا إلا طلعته له وكأنه مو عاجبه : يعني ما لقيتي غيره
رفعت حاجبي ، هم مو عاجبة : والله أنت إلا قلت تبيني أطلع لك ملابسك ، وأنا هذا عجبني
أخذه : طيب ، نشوف ذوقك لوين راح يوصلنـا ، أن تتريقوا علي الشباب
: الله وأكبر ، إلا يسمع هم أنيقين محطمين برايد بت .. كل واحد منهم كشته صار لها أسبوع ما تغسلت
كحيلان : خخخخخخ يعني أنـا أشيك واحد فيهم
غمزت له : أنت أشيك واحد بالوطن العربي
كحيلان : كأني ألمح نبرة سخرية
تكلمت بجد ها المرة : لا والله ، أمس كان مبين عليك معرس توه جديد ، طالع رزه بالثوب والشماغ
كحيلان : احم احم .. أنا طول عمري أنيق
ناظرت بالساعة الصغيرة إلا على الكمدينة : أقول شكلنـا راح نتأخر
استغليت ها الفرصة ، لأني مجهزة كل أموري باقي أنتظر كحيلان يجهز .. أخذت جوالي ودقيت على رقم سلمى .. لأنها واحشتني موت هي والبندري ..
لكني استغربت من الرنـه كأنها دولية ، ليكون البنت انجنت وتزوجت من غير ما تقول لي وهي أللحين رايحة شهر العسـل ، والله هذه الفكرة إلا طرت على بالي .. سلمى مجنونة وزوجها أجن
*
*
تحركت بضيق بالسرير ، أحس بشي يهتز جنبي .. فتحت عيني بالغصب وهي شوي وتنطبق .. استوعبت بالأخير أن الشي إلا يهتز جنبي هو جوالي .. أنا على بالي رجل البندري تهزهـا وهي نايمه ..
شفت رقم أسيل ، وش عندها داقة علي من صباح ربي ، رديت عليها وصوتي يغلبه النوم : الوووووووو
جاني صوتها إلا يدل على حماسها : هلا وغلا ، هلا بالناس القاطعة إلا ما تسأل
ضحكت عليها : حشى كلتيني ، الناس تصبح بالأول
ووووحشتيني يا العروس
أسيل : والله حتى أنتي ، خبريني عن علومك ، ليكون تزوجتي
قمت من السرير ، بطلع من الغرفة على شان لا أزعج البقية : ههههههه ، شنو أتزوج تو النـاس
أسيل : استغربت من الرنه ، قلت ليكون البنت سوتها وتزوجت
: هههههههههه ، لا يا طويلة العمر أنا مسافر لــ دبي مع البندري وأهلها
أسيل : اهـــا ، قولي أنك مسافرة على شان عبد الله
: لا والله لا تظلميني
أسيل : وش ها الخيانة أنتي والبندري تسافروا لمـا أنا جيت من شهر العسل
: والله مـا كنت عارفة أنك رجعتي
أسيل : حبيت أعملها مفاجأة
: أخاف بس مليتي من مقابل وجه كحيلان
أسيـل : حراااااااااام عليك
: لا لا تطورات ، تدافعين عنه ، لا لا لما نرجع يبينـا جلسة مع بعض
أسيل : حياكم بأي وقت بشقتي
سولفت معهـا شوي ، وتطمنت على أحوالهـا ، لكن بالأخير سكرت من عندهـا لأن جاني خط ثاني من عبد الله ..
: هلا حبيبي
عبد الله : صباح الخير
: صباح النور
عبد الله ، يمزح معي : تغازلين منو على أول الصبح
: ههههه ، أكلم صديقتي وحبيبتي أسوله
عبد الله : هذي أسيل الدبه ، شكلها راح تشاركني فيك
: حرااااام عليك عبد الله ، والله أنها طيبة
عبد الله : طيب ، إذا أنـا صدق حبيبك لازم تقبلي عزيمتي
قطبت حواجبي : عزيمة شنو
عبد الله : ودي نفطر مع بعض في الفندق
ابتسمت على ها الفكرة : طيب شوي وأجهز
بعد مـا سكرت من عنده تذكرت أني مـا عندي ملابس ، وأمي يمكن نايمة ما ودي أزعجها ، راح أخذ من ملابس البندري هي تقريبا نفس مقاس ملابسي .. فتحت دولاب ملابسها وأخذت لي بنطلون وتوب ناعم ، وغسلت ولبست على السريع .. حطيت لي ماسكرا مع غلوس وردي خفيف ، يعطيني زهوة على الصبح
:
دخلنـا المطعم وعبد الله شابك يده بيدي اليمين .. اخترنـا لنـا طاولة لشخصين مطلعه على البركـة .. الجلسة كانت روعة مع الجو الجنان ،
البـركة إلا يغطيهـا الماء الأزرق بإنعكاس اللون التركواز .. والفواكة المرتبة بشكل حلو على طاولات البوفيه
قمنـا مع بعض نحط لنـا فطور ، أنا عادتي ما أحب أفطر بشي ثقيل ، فاخترت لي أشياء خفيفة ..
طبعـا عبد الله مـا قصر معي أصلا أنا وين ما أمتن وعبد الله يأكلني طول الوقت ..
بالنهاية قلت له أني أنـا إلا راح أزين له صحن فواكه ، أخذت صحنين وحطيت فيهم الفواكه مشكلة مقطعه مع بعض المكسرات والزبيب وفوقهم عسـل
مشيت بالصحنين لوين الطاولة لقيته مغير مكانة وجالس جنب الكرسي حقي بدل ما كان جالس قبالي .. ابتسمت له بنعومة أول ما جلست .. اليوم مزاج عبد الله رايق وأكبر دليل أنه جالس الصباح وعازمني ..
غرس بالشوكة قطعه فراولة مع كرز
: يله يا أميرتي أفتحي فمك
عفست ملامحي : حرام عليك عبد الله ترا بوئي اد كدا
عبد الله : لا لا من اليوم ورايح لا زم أنا أغذيك أنتي ضعفانه
شهقت : أنا ضعفانه ، كل ها المتن
آآآآه منك تبيني أمتن وأنت يظل جسمك حلو يتغزلون فيني البنات
عبد الله بغرور : أنـا عندي معجبات كثير ، أنتي من عندك
: لا والله ، أحلف يا شيخ
أنـا بعد عندي معجبين كثار
عبد الله : طيب أنـا منهم
: كنت منهم
عبد الله : أفـــا ، وأنـا إلا أول ما جيت خطبتك كتبت لك قصيدة أذكريني
.. على شان تذكريني وأنتي صاحية وأنتي نايمة
ولا نسيتي
قلت بدلع : عبـد الله
حط يدة على يدي : يا عيون عبد الله
ناظرت بعينه : تذكر القصيدة
عبد الله : أكيد أذكرها ومستحيل أنساها ، دائم الذكرى الأولى لها مكانة بالقلب خاصة
أذكريني كـل مـا عانق نظر عينك قمـر .. أو لثم خدك شعاع من غروب
أو نسيم هفهف بشعرك سحـر
بها اللحظة جات نسمة حانية وحركت شيلتي بنعومة .. وبانت خصل من شعري الحرير .. ابتسم عبد الله ودخل الخصلات داخل شيلتي : آآآآه شكلي راح أغار من النسيم لا هفهف بشعرك سحـر
*
*
وصلنـا الشاليهات على الساعة 10 .. الكل مشغول بترتيب وتنزيل الأغراض .. قضيت بعض الوقت مع بنات عمي.. لكن نظرات أم كحيلان بين فترة والثانية ، أحسها ما تريحني .. وكأنها تقول أني ما أستحق أكون زوجة لكحيلان ..
شعور كريهة أنك تحاولي تظهري بمظهر الزوجة السنعه قدام أهل الزوج وتحاسبي على كل تصرفاتك قدامهم .. حتى لو كانوا هذيلا الناس بيت عمي .. من قبل كنت أعتبرهم بيت عمي وبس لكن الحين صرت فرد من العائلة زوجة ولدهم الكبير ..
لكن بوقت الغذاء ساعدت مرت عمي بتحضيره ، حتى لو أني عروس توني ما أحب أجلس وأحط رجل على رجل وكأني ضيفة .. وحسيتها شوي استانست مني لكن ما عجبها نشب الرز إلا سويته على قولتها .. يمكن هي لها طريقتها الخاصة ولازم أراعي فارق السن الكبير بينـا واحترمها
وبعـد ما رفعنـا الصحون من السفرة بعد الغذاء جاني كحيلان
: تعالي أسيل أبيك
: خير كحيلان في شي
كحيلان : تعالي أنتي معي
حطيت شيلتي على راسي وطلعت معه
مسكني من يدي وصرت أمشي معه بسرعـة .. وصلنـا لقريب الشالية حقنـا لقيت جت سكي موقف قريب الشاطئ
كحيلان : يله تجهزي بسرعة خلينـا نركب
: كحيلان حرام عليك تونا ماكلين
كحيلان : أخاف العصر الشمس تبرد ويصير برد .. الحين الجو دفء وحلو
وما لقيت لي مفر ، مع أني أكرة السباحة وأني أكون بوسط البحر
لبست لي سترة النجاة .. وسميت بسم الله وركبت ورا كحيلان
في البداية حسيت بوناسة لما كان الهواء البارد يصفع على وجهي والشمس ساطعة اليوم .. لكن بعد كذا حسيت بخوف .. وانا اشوف أن حنـا ابتعدنـا عن الشاطئ والماي من حوالينـا من كل جهة
: كحيلان خلاص ابتعدنـا واجد خلنـا نرجع
وكأنه يبي يعاندني زاد من السرعة .. وصـار يفرررر بقوووووة ويعمل نوافير من ورانــا
أنا لهنـا وخلاص حسيت الدنيـا تفر معي .. وضربات قلبي وصلت لأذني .. أحس كل جزء من جسدي ينبض من الخوف .. وقلبي طاح في بطني
.. صرت اصرخ عليه على شان يخفف
لكن بلحظة مـا مدري وش صـار فقدت توازني وقوة شدي على بطنة وانفكت يدي وطحت بالماي .. وصرت متعلقة بين البحر والجت سكي خايفه لا أطيح ومن قوة الطيحة أغرق وخصوصا أني مـا أعرف أسبح
لكن الحمد الله إلا ساعدني أطفوا .. سترة النجـاة
يمكن بلحظة مـا لما غطس وجهي بالماء حسيت بالموت أن النفس غاب عني وصرت أشوف الماي حولي مع أني أشوف السطح قريب مني لكني ما ني قادرة أوصل له .. يمكن خوفي هو إلا خلاني أشرب من ماي البحر .. يمكن لو تركت نفسي كنت طفيت بروحي .. لكن الخوف من أني أغرق كان مسيطر علي ..
أول مـا وصلنـا على الشاطئ رميت بروحي على الرمل البـارد وكأني ميتة ..
جاء لعندي كحيلان وحسيت الخوف من نظرة عيونه قبل نبرة صوته :
حبـيبتي أسيـل ، أنتي بخير
ناظرت فيه ، يمكن بلحظة من اللحظات حقدت عليه ، لأنه هو السبب ، لكن هو ماله ذنب أنا خوفي إلا كان مسيطر علي ومدري كيف يدي انفلتت منه
رمشت بعيني : لا تخاف أنا بخير
بعد مـا أرخيت هدبي أبي أستنشق هواء .. شعرت بنفسي معلقه مثل الريشة بالهواء .. شعرت بضرباته قلبه القوية بصدره من خوفة علي
مـا شعرت بنفسي إلا وأنـا جالسة على حافة البانيو ومسندة راسي على الجدار السراميك البارد .. شفته يفتح على المـاي ويتأكد من سخونته
تكلمت بصوت متعب : كحيلان خلاص ماله داعي
ناظرني : شنو ماله داعي .. قرب مني ومسح على شعري الرطب بيده اليسار ..
حبيبتي أنا آسف والله ما كان قصدي إلا صار
تكلمت أبي أتدلع عليه : كحيلان ما ودي اسبح
ساعدني أوقف : لازم تغيري ملابسك الرطبة أخاف تمرضي
وما أعطاني مجال أجادله .. حملني لتحت الماء الدافئ .. وساعدني أنزع ملابسي وبعد كذا ساعدني أتدفئ بالروب الفوطي الطويل وسدحني على السرير ..
من التعب وبعد الماي الساخن حسيت بالتعب يغزو كل خلية فيني ونمت من غير مـا أحس فيه
*
*
على ضفاف الخليج العربي ..
مع شمـس العصـر تعكس أجمل ألوان الغروب
ونسيـم منعش مع النوافير والأمواج الخفيفة إلا تلامس أطراف اليخوت بمرسى دبي
كانت شمس العصر تعكس على وجهي شعاع
شمس العصـر تلثم زهور المحبه
يا نشوة إلا عقب نوم تنبّه
كل الهوى في وسط قلبي تصبه
في دافي عروقي شعاع الهوى جال
شمس العصر سوت على الغيمة أقواس
ألوانها في نظرة العاشق إحساس
زرقة بحر حوّل بها حمر الأطعاس
شمس العصر فوق السحابة توهج
والمزن من زاهي ذهبها تتوج
ذاب الذهب فوق السحاب وتموج
سبحان من شكل سمانا بالأمثال
الشمس في تالي نهاري ضعيفة
خلت رسايلها وراحت خفيفة
وليف ودّع خافقة مع وليفه
الله يعين القلب بالليل وإن طال
بالله يا شمس العصر لا تغيبين
الغيم والوردة وأنا لك حبيبين
متى على خير وسلامة تعودين
ميعادنـا باكر على ميله ظلال
كنت أستمع لحروف قصيدة الرائع وأن أراقب ألوان الغروب قدامي ، وكأنه حقيقي واقف معي ويوصف الغروب .. بميله ظله وأجمل الألوان إلا يعشقها الفنان الحساس .. يمكن هذا الشي تعلمته من جنى .. لأنها تعشق ترسم الغروب .. الغروب شي مميز .. لكن طول فترة حياتي وأنـا أراقب الغروب ما كان يمثل لي شي ، لكن اليوم وأنـا أسمع صوته أنخلق عندي إحساس جديد .. سحبت تنهيدة طويلة بعد مـا أثنيت على قصيدته الجميلة
: يوسف ، مـا تظن أن الغروب نهاية أمـل ، وداع بلا عناق
لاحظت أنه صمت لفترة ، وعيني مركزة على أخر أفق للغروب : النـاس إلا عايشه حاله ألم أو فراق .. يمكن تحس بهذا الإحساس .. لكن إلا ما نعرفه ولا ندركه أن بعد الغروب شروق
وأن دايم هناك يوم جديد وأمل وحلم جديد
ابتسمت على كلامه ، يبعث على التفاؤل ، لكن جاني إحساس غريب أنه يا ما وداع من غروب ودع معه دموع .. لكن بنهاية تأكد أن بعد الغروب شروق
كنت ناوية أسئلة عن إلا يجول بخاطري .. لكن تراجعت باللحظة الأخيرة .. خليني أستمتع بهذي اللحظات .. وكفاية أني أحس أنه مفتقدني مع أن ما صار لي كم أسبوع أكلمة وأحسه يهتم فيني وكأنه يعرفني من سنين وأحسه تعلق فيني من غير ما يجلس معي ويشوفني .. وأنـا يكفيني أنه يقول لي متى على خير وسلامة تعودين ..
:
بعد مـا سكرت من عند يوسف .. رجعت للبنـات إلا كانوا جالسين بطاولة بكوفي شوب قريب من مرسى اليخوت ..
اليوم البندري عازمة صديقتين لهـا من الإمارات ، أذكر أني شفتهم بأيام العزاء ، والله فيهم الخير جاوا وعزوها ببيتهـا .. رجعت لهم لكني شفت أن صديقاتها قد مشوا
: ويـن البنات
البندري وهي تأخذ كأس العصير : تو مشوا
: ليه بدري ، اليوم ليله رأس السنة ، كان تونسنـا مع بعض
سلمى : إلا وين ناوين تروحوا الليله
غمزت لها : أخاف تخونينـا وتطلعي مع عبد الله
ضحكت بنعومة : لا اليوم أنـا معكم وين مـا تروحوا
البندري : طيب خلونـا الحين نقوم ونأخذ لنا تاكسي ، وأنا أدبر لكم طلعه محترمة
وبسيارة عبد الله
: ايوا يــــا خطير أنت
:
بعدهـا مشينـا للفندق ، وطلعنـا الغرفة نريح لنـا شوي ، لين مـا نخطط وين نروح
المشكلة أمي وخالتي أم ماجد ما يبون يطلعوا معنـا يقولون تعبوا اليوم ..
: يمــه حبيبتي خلينـا نطلع
أمي : وين تبين تروحين والدنيا زحمة
ترجيتها بنظراتي : نبي نروح القرية العالمية
غمزت لي أمي : ليه تبين تروحي القرية العالمية ، تبين تروحي الميدان وتشوفي فزاع
أنا وجهي أنقلب أخضر أحمر أصفر ، يعني مـا دورت تقول ها الكلام إلا قدام خالتي
لكن أشوى خالتي دافعت عني : يا أم عبد الله خليهم يروحوا يوسعوا صدورهم
حسيت من نظرات أمي أنها موافقة
لكن مدري وش فيهم البنات إلا تعبان وإلا متسدح وماله خلق بالأخير قررنـا ننزل اللوبي
لبسنـا عباياتنا ونزلنـا اللوبي على أساس بس بنجلس باللوبي ، اخترنا لنا قعده قريبة من المدخـل وعلى الساعة 12 .. شفنـا الألعاب النـارية الملونة باللون الأحمر والأصفر والبنفسجي تزين سماء دبي .. كان منظرها رهيب وهي متمازجة مع برج العرب ..
على الساعة 12:15
قالت البندري : وش رايكم نروح القرية العالمية
فتحت عيوني على وسعها : الحيـــن
البندري بحماس : ايوة
سلمى : طيب كيف نروح ، ما أتوقع عبد الله بيرضى أن نأخذ تاكسي بها الليل
لاحظت أن البندري فتحت شنطتهـا وطلعت مفتاح سيارة
: هذا مفتاح شنو
البندري : هههههههه هذا مفتاح سيارة عبد الله
: يا خطيرة أنتي ، كيف أخذتيه من غير ما يحس
غمزت لي : سر المهنه
أعطت العامل المسئول عن سيارات إلا نازلين بالفندق مفتاح السيارة على شان يجيبها من الباركنغ .. وسلمى رسلت لعبد الله مسج تخبره أن حنـا رايحين القرية العالمية بسيارته إلا أجرهـــا
وصلت السيارة وتوزعنـا كلنا على المقاعد ، البندري هي إلا تسوق وأنا جنبها وسلمى وجنى ونرجس جالسين ورا ..
بصراحة أقدر أقول أحلى مغامرة سويتهـا بحياتي ..
شغلنـا على المسجل على اعلى شي ، وأحلى ما في السيارة أنها كلها مظلله ، يعني باختصار محد راح يشوف خبالنـا
البندري كانت تسوق بسرعة جنونية ، لكن حنا بهمر محد فينـا راح يحس بالسرعة .. يا عمي محد قدنـا اليوم .. وأخيـرا وصلنا القرية العالمية .. وصدق صدق كانت الزحمة عالمية زحمة مو طبيعية .. زين منا لقينا موقف .. وبعد جهد جهيد وصلنا لعند المدخل البوابة الرئيسية .. وصفينـا طابور على شان نقطع تذاكر الدخول ..
ولمـا خلص وصل دورنـا قالوا لنـا خلاص وقف البيع والبوابة تقفلت
: بصييييييييييح أبي أدخل
سلمى : وش راح نسوي الحين
البندري : والله مراح أرجع ، الحين طاقين مشوار ونرجع والله مـا أرجع لو ندور حول القرية العالمية من برا
: المشكلة الجو بارد شوي
البندري ، وهي تضم يدها عند صدرها : صادقة ريوم وأنـا لابسة خفيف
ظلينـا واقفين محتارين في أمرنا محد منا راضي نرجع .. مستحيل بعد المشوار نرجع بخفي حنين .. وحنا واقفين البندري لمحت رجال كبير واقف ورانـا ، الصراحة أنـا خفت منه شكله مو طبيعي ، سألنـا : وين أخوكم
أنا كنت ناوية أجاوب أي أخو ؟؟
لكن البندري تداركت الموضوع : أخونـا ما جاء معنـا
قال لنـا : طيب تعالوا معي
أنا وقتها بلعت ريقي ، شنو تعالوا معي وين يبي يودينـا ، يمه وشكله يخوف .. مدري يمكن لانه مدخن ولون شفايفه بني غامق توحي بشي مريب
البندري : ما عليكم منه ، شكله مغلط .. والله أي أخو إلا يتكلم عنه
سلمى : طيب تعالوا نتمشى والله نرجع بدل وقفتنـا
مشينا بضع خطوات عن المدخل الرئيسي يعني ما ابتعدنـا كثير ، إلا نشوف نفس الرجال جاء لعندنـا
: أنتوا للحين وافقين مـا دخلتوا
صدق صدق شكله مغلط فينـا ، والله لها الدرجة نوحي أنـا حنا ناس رزه .. أحم أحم إلا يشوفنا يفكرنا من الشيوخ .. والله وش معنى من بد ها الناس كلهم جاء لنـا
أشرت لنا البندري أن حنا نلحقة .. راح نشوف أخرتها مع ها الرجال
جات البندري وحنا نمشي وهمست لي : خلنـا نروح وراه ونشوف مراح يقدر يسوي لنا شي ، المكان عام وزحمة
أنا بلعت ريقي ، صدق صدق كنت خايفة يمكن لأني أول مرة أنحط بكذا موقف ، يمكن البندري بحسب خبرتها وعملها مع الرجال أعطتها قوة قلب وجرئه
وصلنـا لعند بوابة خلفية وفيهـا سكيورتي ..سمعناه يقول لهم أفتحوا الباب
واحد من السكيورتي قال : ممنوع الدخول
إلا الثاني دقاه وقال له : يا المجنون هذا مدير القرية العالمية
حنـا طبعا سمعنا ها الكلمة ، فتحنا فمنا وعيونا على وسعها .. مدير القرية العالمية بكبره هذا هو .. وهو إلا جاي لنا بنفسة على شان يدخلنـا .. ما أصدق ما اصدق
وبعد ما دخلنا من بوابه القرية ، سلمى والبندري شكروه وبعدها مشينـا لداخل القرية
البندري ضحكت : والله وطلعتوا كشخة ، مدير القرية العالمية بكبرة جاي لكم ومدخلكم برسم الخدمة
ضحكت أكثر : احم احم .. على بالك حنا ناس هينين .. من أشكالنا نوحي أنا حنا ناس محترمين
البندري : أقول بس أمشي ، أنا متأكدة أنه مغلط فينا
: مو مشكلة ، فدييييييييييييييتهم أهل الإمارات
أولـ شي سويناه لما دخلنـا القرية رحنـا نشتري للبندري سكارف كشميري لأن حضرتها بردانه .. وبعدهـا تمشينـا .. هو صحيح جيتنـا ها الوقت فيها ضرب من الجنون .. لكن المغامرة بحد ذاتها حلوة .. حتى لو نص المحلات سكرت .. المهم نتمشى ونشوف الناس والعالم مستانسه ، المثل يقول حشرة مع النـاس عيد
:
:
ناظر بساعته قلقان الساعة وصلت 1:20 بعد منتصف الليل وهم للحين ما وصلوا .. وين راحوا هذيلا ويدق على جوالاتهم ما يردون
عبد العزيز : خير عسى ما شر عبد الله كل شوي تناظر بالساعة .. إذا متملل عادي روح أطلع الغرفة
عبد الله : لا والله جلستك ما تنمل منها بس الأهل طالعين وللحين ما رجعوا وأنا قلقان عليهم
سكت عبد العزيز ما حب يتدخل بخصوصياته ، لكن القلق إلا كان عند عبد الله أنتقل له ، الأكيد أن البندري معهم ، خاف أن صار لهم شي .. وكيف يطلعون بها الليل بروحهم ومع مين طالعين
بعدهـا بربع ساعة لاحظ عبد العزيز أن أهل عبد الله دخلوا من بوابة الفندق إلا ظل طول الوقت يراقبها .. ابتسم لحظتها ابتسامة خفيفة لما لاحظ أن البندري نازلة من السيارة والواضح أنها كانت هي إلا تسوق السيارة
عبد الله وهو قايم : عن أذنك عبد العزيز
عبد العزيز : أذنك معك
اتجه عبد الله لسلمى الواقفة جنب البندري والإبتسامة ما فارقتها من الوناسه
عبد الله بعصبية خفيفة : أنتو وينكم للحين
البندري مدت لسه مفتاح السيارة بضحكة : هذا مفتاح سيارتك ، ولا تخاف مراح ندفعك التأمين لأن ما سوينا فيها حادث
عبد الله بخرعه : حادث شنو
البندري : هههههههههههههههههههه ،إيش فيك عبد الله ، أقولك ما سوينـا فيها حادث
عبد الله : طيب وينكم للحين
البندري : أوووووووووه عبد الله ، أجل تحقيقك لبكرة أنا نعسانة ، غمزت له ، أو خل سلمى تقول لك كل شي .. أشرت له بيدها وهي ماشية .. سلام
عبد الله ما ترك سلمى تمشي إلا لما علمته باختصار وين كانوا .. وبعد ما تطمن عليهم ومسا على حبيبته رجع لوين ما عبد العزيز جالس وشكله سرحان لبعيد
لوح بيده قدام عينه : يا الأخوا وين سرحت
عبد العزيز : هــاه
ضحك على شكله وقال يمزح معه : شكلك وصلت لحبيبة القلب
تنهد عبد العزيز هو ما يدري منو هذي حبيبة قلبه
عبد العزيز تكلم يغير الموضوع : إلا أنت وش فيك رجعت ضنيت رحت تنام
عبد الله وهو يجلس : شكلك مليت مني
عبد العزيز : حشى والله ما مليت
عبد الله : أنا مو جايني نوم ، والبنات شكلهم تعبانين من المشوار ونعسانين
عبد العزيز : الحين شكلك بس ارتحت لما تطمنت عليهم
عبد الله : آآآآآآآآآهـ هذيلا راح يجلطوني .. عجل راجعين من القرية العالمية بها الوقت ولا بعد راحين بسيارتي
عبد العزيز : ههههههههههه ، خلهم يا رجال يستانسوا .. دامهم مو عاملين شي غلط ما في مانع
تنهد عبد الله ، تذكر فرحة البندري .. عنده فرحتها بالدنيا كلها : صدقت والله
*
*
فتحت عيني بهدؤء .. لقيت من حولي الظلام .. أنـا فيني فيه وين كحيلان عني
تذكرت أني بالشاليه مو بغرفتي .. مديت يدي بوسط الظلام أدور على جوالي بالطاولة القريبة مني .. فتحت شاشة الجوال وانصدمت لما لقيت الساعة 8 الليل معقولة كل هـا النوم أنـا نمته وليه ما جاء كحيلان يصحيني .. قمت من السرير بتكاسل .. وفتحت شنطتي إلا ما أمداني أرتبها
وأخذت لي حمام ساخن لأني أحس بصداع .. ناظرت بشكلي بالمرايا .. تنوره مكسرة ومعها طقم جكيت قصير .. ها المرة جعدت شعري ونفشته .. سحبت لي شال حرير طويل لأن مالي خلق ألبس عبايه وشاليه بيت عمي قريب ..
طلعت من الشاليه لعندهم .. المكان هادئ وينهم فيه .. سمعت حسهم عند البلكونه
دخلت عليهم .. لقيتهم جالسين حول الطاولة الخشب .. وكحيلان متولي مهمة الشوي
: السلام عليكم
الكل رد : وعليكم السلام
أولـ عين طاحت عيني عليها ، هي عمتي لاحظتها تناظر بساعتها وكأنها تقول توا الناس كان لا قمتي .. لكن أظن أنها ما تكلمت احترام لكحيلان أو حتى لا أزعل
عهود : صح النوم
ابتسمت لها ورحت جلست جنبها : صح بدنك
عهود : عيونك منتفخة من كثر النوم
: شسوي راحت علي نومه وكحيلان ما جاء وصحاني
ناظرني وهو يحرك الأسياخ على الشواية : وإذا صحيتك تقولي كحيلان ما يخليني أنـام
عهود : شكلك تعاني منهـا
كحيلان : أعاني وبس ، عمري ما شفت وحدة تحب النوم مثلها
شهقت : أنا أحب النوم ، والله أنت إللي ما تخليني أنام
عهود : لا أنا أشهد ، كحيلان إنسان مزعج إذا صحى يحب يصحي كل إلا في البيت
جاء كحيلان وعفس شعر أخته : بسك تنشري غسيلي الوسخ قدام زوجتي
صرخت عهود لأن شعرها اخترب : هذي الحقيقة
بعد كرسيها : أقول بعدي خليني أجلس جنب زوجتي
عهود : يا الله خلها تجلس معنا شوي أنت من أخذتها ما صارت تجلس معنا
كحيلان : راح تشبعين منها طول الأسبوعين الجايين
أنا قطبت حاجبي ، أيش قصة الأسبوعين وحسيت أن عهود فاهمته
عهود : إلا طلعت لك فيزا لبريطانيا
كحيلان: ايوة طلعتها قبل لا أسافر مع حبيبتي .. ولمني حول كتفي بيده
سألته بصوت خافت بحيث محد يسمعنـا من الجالسين : فيزا لبريطانيا ليه !!
قال لي .. ويا ريته ما قال لي : لأني الجمعة الجاي بسافر لبريطانيا .. الجامعة طالبتني أقدم رسالة الماجستير للمرة الثانية لـ طلبة الجدد
هو رمـا ها الخبر علي ورجع يكمل حديثة مع أهله .. أنا طول الجلسة ظليت صامتة .. معقولة يسافر وأنا آخر من يعلم .. ولا كأني زوجته .. يعني متى كان ناوي يعطيني خبر يوم السفر يعني !!
أحس أني مقهورة منه وبنفس الوقت متضايقة .. ودي أقوم الحين وأترك المكان .. لكن إذا قمت أكيد راح يحسون بشي .. ويمكن أتخانق معه .. لكن بالنهاية أثرت الصمت على الكلام .. حتى العشاء ما أكلت منه إلا شوي .. كانت نفسي مسدودة من كل شي .. حاولت أندمج معهم بالسوالف والضحك لكن ما قدرت ..
على الساعة 12 .. ما بقا إلا أنا وكحيلان وخواته حبوا يحتفلوا بالسنة الجديدة
جاء كحيلان ووزع علينـا شمس الليل .. لما أعطاني وحدة لامست يدي يده وكان الشرار يتطاير من شمس الليل .. في لحظة تعانقت عينـا .. مدري ليه وجعني قلبي .. كان ودي يضمني ها اللحظة
لكن ها اللحظة الحالمة انتهت بثواني ..
كحيلان : يله كل واحد منكم يلوح فيها لين ما تنطفي ويتمنى أمنيه
رفعت حاجبي : يعني أنت تصدق ها الأمنيات يا كحيلان
ناظرني : حلو أن الواحد يتمنى أمنية لسنه جديدة وممكن تتحقق .
كانت نظرته لي لها ألف معنى .. وقتها تمنيت أمنية .. يمكن هي مجرد أمنية .. لكن من قلب أتمنها تتحقق ..
قالت لي عهود : أسيل نبيك تغني لنـا كل عام وأنتي يا الغالي بخير
لا يا عهود ، ليه تضربين على الوتر .. أخذت نفس عميق ونفذت لها طلبها مع أني أحس أن العبرة تخنقني
كل عام وأنت يا الغالي بخير .. وأنت يا عمري عساك بألف خير
أحتفل بالعام يا عمري معاك وأشعل شموع المحبة من غلاك
كل عام وأنت يا الغالي بخير .. يا عسى كل عام تبقى لي عسى
رد علي كحيلان :
وأنتي يا عمري عساك بألف خير .. كل عام يمرنا له طعم غير .. يكبر ويكبر هواي مع هواك ..
كملت :
كل عام وأنت يا الغالي بخير .. يا عسى كل عام تبقى لي عسى
أحتفل بالعام يا عمري معاك وأشعل شموع المحبة من غلاك
كل ما مرت على الحب السنين لك يزيد الشوق ويزيد الحنين ..
دنيتي تضحك وفي عيني تزين .. دام اني وياك وعيوني تراك
قلبي يا قلبي يبادك الشعور.. كلنا نفس الوله نفس السرور ..
والسنة ساعات وأيام وشهور.. عاشقك فيها ولا لحظة نساك
أحتفلللل بالعام يا عمري معااااااااااك وأشعل شموع المحبة من غلاك
كللللللل عام وأنت يا الغاااااااااالي بخير ..
قرب مني لحظتها : وأنتي يــــــا عمرييييييي عساك بألف خير
أمنياتي أنتي كل الأمنيات .. منيتي نبقى على طول الحياة وأحتفل يا عمري كل عام معاك
لحظتها حسيت أني I can’t catch my breath
مشيت عنه بسرعة .. ركضت لبعيد لبعيد .. لين وصلت لعند البحر بحيث محد يشوفني .. رميت بثقلي على الرمـل .. والموجة تلعب على شط البحر والقمر من فضته رش على البحر ..
طلعت آهـ من صدري ، ليه أحس صدري ضايق
لية متضايقة من خبر سفره ، خله يسافر هذي أمنيتي ، لا مو هذي أمنيتي
أنا تمنيت أني أملك كل ها الدنيا بيدي وأسعده
وقبل لا يحكي أقول ، وقبل لا يشكي همومه لي أجيه كلي حلول
لكن بنهاية أدري أن أمنياتي هي مجرد أمنيات ، لو أني أملكها حياتي كنت بهدية الحياة .. كنت بشوف الإبتسامه ما تفرق دنيتك .. وتضحك دنيتي بلمسة منه
أحس أحيان أني مراح أقدر أسعده ولا راح أحقق له أمنياته .. بكبرياء مسحت دمعه من طرف عيني قبل لا تنزل
حسيت بخطواته تجي ناحيتي .. مثلت أني سرحانة وملامح وجهي جامدة
جلس على يمني ولمني بيده اليسار : فراشتي أحد مضايقها
لميت شالي الحرير أكثر حول صدري : لا ابد ما فيني شي
كحيلان : وليه أحس أنك مضايقة
سكت ما عرفت شنو أنطق .. لها الدرجة أنا مكشوفة له
ظلينـا فترة صامتين نراقب موج البحر إلا وصل لين ارجولنـا
كحيلان : مضايقة على شان أني بسافر
رديت عليه : ليه ما علمتني ، ليه خليتني مثل الغبية قدام أهلك
كحيلان : حبيبتي والله ما حصل فرصة أخبرك، وأصلا أنا لما كنت معك كنت ناسي الموضوع
ناظرت بعينه : كنت ناسي والله تتناسى
لمحت الصدق بعينه : يمكن كنت اتناسى ، لأني حسيت أن هذا الشي راح يضايقك ويضاقني .. والله ما ودي أسافر وأتركك .. لكن هذا جزء من مستقبلي .. أن الجامعة تطلبني للمرة الثانية ألقي رسالتي الماجستير .. معناته أن كل الدكاترة والبروفسورات معجبين برسالتي
ما عقلت على كلامه ، لأن كلامه صحيح ، و مو من حقي أمنعه .. مثل ما أنا رفضت بيوم من الأيام يدخل بشغلي مو من حقي اليوم أمنعه يسافر ..
كحيلان : أسيل إذا ما تبيني أسافر صدقيني مراح أسافر
رديت بسرعة قبل لا أنطق إلا بداخل قلبي : لا والله سافر ، هذا مستقبلك وفيه تحقيق لذاتك وطموحك قبل كل شي .. وأنا ما أقدر أوقف بطريقك
ابتسم لي بصدق : الله يحفظك لي
نزلت عيني وصرت ألعاب بطرف الشال : ويخليك لي
قرب من أذني وهمس : أحبـكـ
شعرت من همس ها الكلمة أن أطرافي ترتعش وعيني صارت ترف كثير .. خفت يحس بخفقان قلبي المتزايد .. كل مرة يقول لي ها الكلمة أحس بنشوة وكأنه يقولها للمرة الأولى
مسك يدي : راح تظلين ساكتة كثير
: شنو تبيني أقول
وهو يلعب بأصابعي : شكل مالنا مكانه بالقلب
والله لك مكان بالقلب ، لكن .. لكن
ما ني قادرة أنطقها .. يمكن ما جاء وقتها .. طيب متى وقتها يا أسيل
رديت عليه : إلا لك مكانه بقلبي
دغدغني عند خصري : طيب يا شقية وش كثرها
نقزت من مكاني : كحيلااااااااااااان لا تلمسني هنا
ضحك ، وصدى ضحكته ترددت بالمكان الهادئ كله .. كان ناوي يدغدغني مرة ثانية .. لكني هربت من يده وصرت أركض على شط البحر ورجلي تنغرس بالرمل وشالي الحرير يتطاير من حولي ويلامس أطراف وجهي .. لكن ها المرة قدر يوصل لي .. لكن ما قدرنـا نتماسك وطحنا اثنينا على الرمل .. جلسنـا نضحك ضحك على أشكالنـا
وبعدها شبك يده بيدي وناظرنـا للأفق البعيد نراقب النجوم إللي تزين السماء بوسط كحل ها الليل
..............................................
( الجــزء الثامن والعشرين )

مريـم

قبل ساعات كنـا بمكة .. نطوف طواف الوداع ..
والحين حنـا نازلين من الطائرة .. يا الله أيام قليلة عشت فيها روحانية جميلة مع جاسم .. من زمـان وأنا أتمنى أروح الحج .. وربي حقق لي هذي الأمنية السنة .. كانت روحتي للحج هدية من عند جاسم وكانت أجمل هدية .. صفينـا نفوسنـا مع بعض .. رجعنـا وكأن انو لدنا من جديد .. الإحساس وأنا اشوف الناس متساوية وبلباس الإحرام الأبيض يرهب النفس ويذكرنا بيوم لا ينفع لا مال ولا بنون ..
نزلنـا لدور الأرضي لعند مواقف السيارات .. السائق اليوم جاب السيارة ووقفها بمواقف المطار بمفتاح الاحتياطي إلا عنده ..
ركبنـا السيارة وشغل جاسم السيارة .. ومشينـا في الطريق الطويل المظلم بها الليل
كلمت جاسم : مشتاقة لعيالي وحشوني
ناظرني بطرف عينه : يعني بس عيالك إلا اشتقي لهم
ابتسمت : يعني لمنو غيرهم راح اشتاق ، أنت !!
جاسم : أيه والله عندك زوج غيري
: ههههههههه ، كاني مقابلتك بالحج أربع وعشرين ساعة
جاسم : قلتيها بالحج ، والحين غير
: ههههههههههههه ، عاد أنت حتى اللمسة ممنوعة عندك .. طول الطواف والسعي ما تبيني ألمسك تخاف تكون باللمسة شهوة
جاسم : أكيد ، أخاف على حجتي ، الواحد كم مرة بالعمر يحج
الله يتقبل منـا أن شاء الله
رديت عليه : آمين يا رب ، ونعودها زيارة لبيته أن شاء الله
جاسم : أن شاء الله ، لو يحصل له الواحد كل سنه يروح الحج ما يقول لا
*
*
دخلنـا بيتنــا .. الجو كان مرة بــارد وأغلب الأشجار متساقطة أوراقهـا .. الحديقة تزينهـا إنارة صفراء هادئة .. ابتسمت ابتسامة باهته ودخلت البيت
والله ما كان ودي أرجع من دبي أحس أني غيرت جو هناك ، لكن عبد الله بكرة عنده دوام ..
طلعت لــ غرفتي وغيرت ملابسي لبست لي بجامة مريحة .. و نزلت تحت اسولف مع أمي وريوم ..
سمعتهم يتكلمون .. ريوم : إلا أم عبد العزيز ما شفتها معنـا بالرحلة وأنا سمعتها تقولك أنهم مسافرين معنا بنفس اليوم
أمي : لا هم رحلتهم على طيران الاتحاد .. والله ها المرة حبيتها تدخل القلب على طول .
جيت وجلست قريب من أمي ولميت رجولي عند صدري وكأني متقوقعة أبي أتدفأ
ريوم : وحليلها شكلها ما عندها غير عبد العزيز
أمي : لا عندها ولد أكبر منه
كنت متمنية أمي تتكلم عنها أكثر .. مدري ليه .. لكنها غيرت الموضوع ولفت ناحيتي : إلا ليه ما نمتي يا البندري بكرة عندك دوام
رديت على أمي : يمه حرام عليه لسه بكيييير توها الساعة 9
ريوم مدت لي لسانها : خل بعض الناس يروحوا يناموا وراهم جلسه من صباح ربي .. ولو سمحتي لا تزعجيني
ناظرتها نظرة أتوعدها .. صبري علي يا ريوم .. أن ما أزعجتك بكرة الصبح ما أكون البندري ..
بعد فترة مليت من سوالفهم .. طلعت فوق لغرفتي متملله ..
انسدحت على سريري بالعرض .. فكرت أتصل لسلمى بشوفها بتداوم بكرة أو لا .. والله أنا مالي خلق أداوم لكن مدام الدكتور عبد العزيز رجع يعني ناوي يداوم .. هذا زين أن ما حط لي مناوبة بالويك آند
دقت على أغلى أصدقائي : هلا وغلا
سلمى : هلا بكل الحلا .. لها الدرجة مشتاقة لي
: أقول لا تأخذي بنفسك مقلب .. تراني ماني بعبدالله راح أراضيك وأدللك
سلمى : أبد ما تعرفي تقولي كلمة حلوة
: لا يا قلبي خليت الكلام الحلو حق العشاق
سلمى : البندري ما لي خلق أداوم بكرة أهئ أهئ
: اسكتي أنا داقة عليك أسألك ..قلت إذا مراح تروحي مراح أروح أنا
سلمى : يعني أنا ساس الخراب
: هههههههههههههههههههههه ، تعرفيني معرف أداوم من غيرك
سلمى : فديتك ما دليت بيتك
: احم احم ، صحيح ذكرت يبينـا نزور أسولة هذا الأسبوع
سلمى : ايه والله وحشتني العروس
: هههههههههههه ، ايه والله مدري كيف مشاعرها مع الزواج وحياة جديدة ، وأنتي سلوم خلصتي جهاز عرسك والله باقي
سلمى :اشتريت لي بعض الجزم والشنط ، فساتين سهره .. يعني بعض الأشياء .. قلت المكياج والكريمات آخر شي
: ااهاااا ، طيب إلا بالي بالك
ضحكت : هههههههههههههههه ، يا ريت أنا إلا شريت
استغربت : عجل منو إلا شرا أختك ؟؟
سلمى : أخوك المصون
شهقت :صدق
سلمى كانت شوي وتبكي : تخيلي هو إلا كان ياخذني ويجرجرني لسوق معه .. كنت أقول داخل قلبي أول مرة بحياتي أشوف رجال يحب السوق .. أتاريه باله شي ثاني لاعبها صح .. لما رحنـا المحل وهو يختار لي أنا وجهي أنقلب أحمر .. تمنيت الأرض تنشق وتبلعني .. أنا كنت طيبة أبي أغير فكرة آخذه محلات شنط جزم ، مجوهرات .. لكن هو كان باله شي ثاني
ضحكت من قلب وأنا أتخيل شكل سلمى وقتها
سلمى : يــــا حمااااااااا ... ليه تضحكي
: أتخيل شكلك سلوم .. ولا هو إلا مختار ثوب ليله الدخلة .. شكل أخوي ناويلك على ثقيييييييييييل
سلمى بعصبية : يا قليله الأدب ترى إذا ما غيرتي الموضوع بسكر السماعة في وجهك .. وهذا أخوك أنا إلا بربيه
: هههههههههههههههههههههه ، علميني شلون راح تربية
:
بعد ما سكرت من عند سلمى .. دخلت داخل البطانية الدافئة .. وعلى وجهي ابتسامة لسعادة أروع قلبين بحياتي .. صحيح أني أحيان أكون غبية وأعترف أني غبية
لما أغار أو أتضايق من سلمى لما تتكلم عن حبها وغرامها لعبد الله ..
يمكن لأني يوم من الأيام كنت عايشه ها الحلم الجميل وفجأة ها الحلم انتهى .. تكومت كا العصفور الخائف .. عمري ما أتمنى إلا صار لي يصير لأحد ..
بعدهـا بديت أحس بالتعب وغفيت بين بساتين الأهداب
:
صحيت الصبح من بدري مع زقزقة العصافير ..
وبعد ما لبست وخلصت .. ابتسمت ابتسامه رضا على شكلي اليوم
اليوم شكلي غير ، لابسة تنوره زرقا فاتحه قطيفة ومشجرة بورود بيضا صغيرة ، ستايلها ريفي ولبست معها قميص أبيض وجزمه كعب بيضا
صحيح تتغير نفسية الشخص لما يغير الستايل ولون ملابسة
و قبل لا أنزل تحت وأفطر .. حطيت ساعة منبه رنتها قوية مررررة عند باب ريوم .. وهذي الساعة لجدتي ومراح تنطفي إلا لما هي تقوم من سريرها وتكسرها ، ههههههههه .. خليني أهرب من البيت قبل لا تصحى ..
وصلت المستشفى من بدري وبعد ما لبست الوايت كوت رحت لغرفة الاجتماعات ..
وأنا داخله دخل معاي دكتور استشاري كبير بالسن ، حسيت أنه يناظرني بخبث وقال لي : صبـاح الورد
أنا من صبح علي بلعت ريقي ، أنا سمعت عن ها الدكتور ، أن سمعته رايحه فيها لكن أول مرة أتصادف معه وجهه لوجه .. أوكي يصبح علي لكن أنه يقول لي صباح الورد وأحس أنه يقصد ورا كلمه الورد أشياء
رديت على عجل : صباح النور
لاحظت أنه اتخذ له مكان قدام .. أنا خفت أجلس معه بالقاعة بروحنـا .. حتى لو في دكتور ثاني معنا .. مدري نظراته ما تريحني ، خلني أنتظر الدكتور عبد العزيز لين يجي على الأقل معه أحس بالراحة ونوع من الأمان ولا تضايقني نظراته .. رجعت عدة خطوات للورا .. لين وصلت للباب .. وأول ما مسكتة لفيت بقوة بطلع إلا طلع بوجهي الدكتور عبد العزيز إلا شكله كان مستعجل .. الحمد الله أنه تدارك نفسه ولا صدمنا ببعض ..
ابتسم لي : صباح الخير
ابتسمت له مجاملة : صباح النور
قال لي : ليه ما بديتوا morning report أنا جاي مسرع على بالي متأخر
ها المرة ابتسمت من قلب : شفت دكتور لما أنا جيت من بدري نص الدكاترة ما جات
ضحك وبانت صف أسنانه العلوية إلا زادت من وسامته مع بدلته إلا باللون ألكحلي والنكتاي الوردي ، وبعدها قال لي : وأنتي ليه واقفة عند الباب
مدري ليه خجلت ونزلت راسي ما عرفت شنو أقول .. ومن غير شعور مني ناظرت بطرف عيني بـ هذاك الدكتور ثقيل الدم ..
الدكتور عبد العزيز : ما عليك منه طنشيه .. وحاولي تتجنبيه .. هو طبعه كذا مع البنات
ناظرت فيه مستغربه ، كيف عرف أني أقصد ذاك الدكتور وكيف انتبه لنظراتي ..
مشى تاركني بحيرتي .. معقولة يفهمني من نظرة عيني ..
أقول يا البندري شيلي ها الأفكار من راسك بلا يفهمك بلا هم
:
بعدهـا أخذني الدكتور عبد العزيز لقسم جراحة القلب ، أولـ مرة معه أحضر عملية قلب .. المريض عنده شريان coronary artery مسدود وراح يبدلونه بوريد من رجله .. طبعا عملية coronary artery by pass
عملية مو بسيطة .. فيها خطورة أن القلب يتوقف عن العمل ويعتمدون على جهاز في ضخ الدم للجسم .. مع أن في نوع جديد من العمليات يقدرون يشتغلون على القلب وهو ينبض ويضخ الدم
بعد مـا عملنـا سكراب .. أخذني عبد العزيز عند شاشة يعرضون فيها شرايين الموجودة بقلب المريض angiography
وتبين الشرايين المسدودة وعلى شان الجراح يعرف على أي شريان يشتغل .. كل الدكاترة الإستشاريين إلا حاضرين العملية شكلهم جايين مروقين بعد كوب كوفي .. أحد منهم شغل المسجل على أغنية أم كلثوم .. سيرة الحب
صحيح أني ما اسمع لأم كلثوم كثييير ، لكن هذي الأغنية جميلة جدا
طول عمرى باخاف من الحب وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه
وأعرف حكايات مليانه آهات ودموع وأنين والعاشقين دابوا ما تابوا
طول عمرى بأقول لا أنا قد الشوق وليالى الشوق ولا قلبى قد عذابه
وقابلتك انت لقيتك بتغير كل حياتى
ما أعرفش إزاى حبيتك ما أعرفش إزاى ياحياتى
من همسة حب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه
****
ياما الشوق حاول يحايلنى واقول له روح يا عذاب
ياما عيون شاغلونى لكن ولا شغلونى
إلا عيونك انت دول بس اللى خدونى وبحبك أمرونى
أمرونى احب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه
****
يا اللى مليت بالحب حياتى أهدى حياتى إليك
روحى..قلبى..عقلى..حبى كلّى ملك ايديك
صوتك..نظراتك..همساتك شىء مش معقول
شىء خللى الدنيا زهور على طول وشموع على طول
الله ياحبيبى على حبك وهنايا معاك الله يا حبيبى يا حبيبى الله الله
ولا دمعة عين جرحت قلبى ولا قولة آه
ما بقولش فى حبك غير الله الله يا حبيبى على حبك الله الله
من كتر الحب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه
****
كنت مندمجة مع الدكتور الاستشاري .. وأنا أشوفه يقطع بالمنشار صدر المريض لين يوصل لقلبه .. حسيت لحظتها أن قلبي يوجعني .. هذي ثاني مرة أحضر هذا النوع من العمليات .. أحس الجراحة ما تنفع إلا لذكور يبيلها قوة قلب .. صدق من سمى الجراحين .. قصابين ..
علمني الدكتور عبد العزيز نوعية الأدوية إلا يعطونها لهذا المريض على شان لا تتكون عنده جلطة دموية .. لكن فجأة حسيته سرح مع كلمات أم كلثوم .. مع الطرب الأصيل إلا تعيشك جوووووووو .. شكل كل الجراحين يعشقون أم كلثوم
لكن نظرته السرحانه تبين وكأنه عاشق .. فكرت هل أنه يحب زوجته أو أنه عشقان .. الله يستر من ها الرجال
*
*
اليوم يوم الجمعة .. مر الأسبوع بسرعة أكثر مما أتخيل ..
والحين جالسة أجهز شنطة كحيلان لسفر .. لأن لو أخلية على راحته كان ما أخذ معه إلا جكيت واحد وكم بدله
بعد ما رتبت شنطته وحطيت له ملابس ثقيلة لأن جو لندن بها الوقت بارد والثلج يغطيها .. غمضت عيني وأنا أقفل الشنطة ..
لية الأيام أحيان تقسى علينـا .. الحزن طعمه مر والفرقى أمر ..
طلعت من الغرفة .. لقيته جالس على الكنبة إلا بالصالة وحاط اللابتوب عند حضنه وجنبه أوراقه .. تسندت على الجدار وحطيت يدي عند خدي أمتع ناظري بشوفه اليوم صدري ضايق وأحس بالدمع يهل ..
لا تحزنك عيني ولا تشره على دمعاتها أيامنا قاسية .. مهما جلسنا نضحك .. ونأخذ من الحب المتاع لا بد لحظة المفارق نرتشف كاساتها حتى لو أكذب واتوهم حبنا
الدمعه إلا في عيوني تعكس معاناتها
حتى خفوقي لو يقول أنه على بعدك شجاع
ساعة فراقك مستحيل يحتمل لحظاتها
كل ما نظرت لرمش عينك جيت لأمرك بانصياع
تقول كأن الجاذبية في هدب كثباتها
بشبع عيوني من عيونك شوف
قدر المستطاع على وعساها تكتفي بـ الشوف لذاتها
:
ما توقعت تكون ساعة الفرقى صعيبه علي .. حاولت أقنع نفسي أني أكون شجاعة وقوية لكن ها اللحظة ما ني قادرة أمسك دموعي أكثر وأنا أشوفه يودعني وواقف عند الباب وشنطة سفر بأيده .. حاولت قد ما أقدر يكون وداعنا بارد على شان لا أتأثر ولا أبكي قدام عينه .. مـا أبيه يخاف علي ..
لكن بها اللحظة نزلت دمعة الوداع على خدي اليمين
ناظرت بـ كحيلان وشفاتي ترتجف .. تعال قبل تروح عني ضمني
يا اقرب من أنفاسي ترى حالي صعيب .. أبنتثر قدام عينك لمني
ترك شنطته عند الباب وفوقها جكيته وجاء وقف قدامي ، ناظرت فيه وعيني مغرقة بالدموع .. أبي أشبع نظري فيه للحظة الأخيرة .. مسح على خدي بحنان : ليه تبكين يا حياتي ترى كلها أسبوعين وأنا راجع لك
لمسته ودفء صوته زادت من حدة بكائي .. ما قدرت أقاوم حنانه وارتميت عند صدره
راح أشتاق لهمساته ولمساته .. حتى رائحة عطرك راح أشتاق لها
كحيلان وهو يمسح على شعري : يله حبيبتي راح أتأخر على الطيارة
ابتعدت عنه ، و اغتصب الابتسامة على شفتاي : تروح وترجع بالسلامة .
قبل جبيني .. وطالت اللحظة وشفايفه ملامسة لجبيني .. تمنيت ها اللحظة ما تنتهي ..
ودعته وعيني تتبعه .. حتى بعد ما قفل باب الشقة .. طرت لنافذة إلا بوسط الصالة وراقبته وهو يطلع من باب العمارة ويركب سيارته .. راح انتظرك يا حبيبي وراح يكون حنيني أقوى وأعنف
:
حاولت أشغل نفسي باقي اليوم بتنظيف الشقة وترتيبها لين ما انتهيت ولقيت نفسي ما عندي شي اسوية ، أخذت لي حمام ساخن ولبست لي بجامه ثقيلة قطنية وتمددت على السرير ..
عمري ما تخيلت أن فراق وسفر كحيلان راح يأثر فيني لها الدرجة .. الشقة ملل من غيرة ومكانه خالي ومستوحش علي البيت .. آآآه الله يصبرني ها الأسبوعين
شاغبني فيك الليل والشعر والنجمات وشي بعيد هناك
ما تقولي وين أروح من وحشة الليلات
تركت لأفكاري الانطلاق والتجول لتعانق أعلام الحب المرفرفة التي تركها لي حبيبي .. صحيح عمري ما تخيلت أحب كحيلان .. لكن لما غرقت بحبه وهل إلا يغرق يعرف يوصل لمرسى .. أنا ما ابي أوصل للمرسى أبي أظل غرقانه بحبه ومبحرة معه للأعماق لأعمق بحار الدنيا .. هو الشخص الوحيد إلا حرك بداخلي إحساس .. أحاسيس كل تراتيل الحب وآيات الخير .. فما أحلى أن نمنح هوانا لمن نحب ..
ضميت وسادته لصدري واستنشقت عطره المميز .. وقتها داعب جفني النوم وأنا أنتظر مكالمته
*
*
بعد مـا زهقت من غرفتي .. حملت لابتوبي السوني إلا باللون الذهبي
ونزلت المطبخ .. جلست على الطاولة الطعام ..
سخت لي حليب ووضعت معه شويه زعفران وهيل
مسكت الكوب الأبيض وجلست على الطاولة أشتغل على Presentation
إلا المفروض أقدمه بنهاية الروتيشن .. أن شاء الله الدكتور عبد العزيز يقيمني كله very good ، والله أني تعبت وأنا أكتب 10 cases والحين أشتغل على power point على شان البرزنتيشن .. مع أني أحس أني ضايعه شوي .. لازم آخذ راية بالأرتيكل إلا لقيته ، وكفاية الدراسة صايرة بـ UK
وهو خريج بريطانيا فطبعا راح تعجبه ، تأففت بضجر .. مغرور وواثق من نفسه
لكن يحق له .. دكتور شاطر ووصل للي وصله بسرعة وهو بسن صغير .. يعني كلها سنتين ويصير استشاري جراح قلب .. يعني نادر إلا بعمره يوصلون للي وصله
انتبهت لعبد الله إلا دخل المطبخ حتى من غير ما يسلم ، وشكله طفشان .. ناظرته وهو ينزع جكيته الأسود ويفك الاسكارف الصوفي إلا من بربري عن عنقه بإهمال
: خير عبد الله وش فيه المزاج ضارب
سحب له كرسي وجلس عليه : هذي صاحبتك يا راح تجلطني يا راح تجلطني
خفت : خير وش صاير
زفر: روحي أساليها
: الحين أنت قدامي أروح أسألها ، عبد الله خوفتني وش صار بينكم ، تخانقتوا !!
رد علي بملل : لا
: عجل شنو فيه
فجأة شفته معصب وارتفع صوته : تخيلي وش تبي مني
تبيني ما أشوفها لمده 3 شهور .. لين موعد العرس
سكتت للحظات ، لكن بالنهاية ما قدرت أكتم ضحكتي لأني تذكرت تهديد سلمى
عبد الله بعصبية : خير ، ما أظن قلت شي يضحك
حاولت أمسك ضحكي على شان لا يتضايق : وأنت مو مزعلك إلا أنك مراح تشوفها ، خير يا طير أنا على بالي شي أكبر
عبد الله : يعني هذا مو شي كبير
كتفت يدي : لا ، أنت أحمد ربك ، غيرك ما يشوف زوجته إلا بليلة العرس
عبد الله : حنا وين فيه عايشين
: طيب طيب أعصابك ، ما يستاهل الموضوع تحرق أعصابك علية
صدق من قال ينقلب السحر على الساحر
ناظرني : خير ليه
غمزت له أمازحة : تذكر وش كنت تسوي معي ومع بندر
حسيت أن ملامحه لانت : الله يرحمه والله اني فقدته لو هو موجود كان عاوني عليك وعليها
غير الموضوع ، ما يبي غيمة الحزن تمر علينا حنا الاثنين : طيب البندري الله يخليك كلميها ، كثير 3 شهور
حبيت أحرق أعصابه : مممممممممممم ، مدري ، سلمى عنيدة وووو
قاطعني :تقدرين تأثري عليها
غمزت له : يعني أنت ما لك تأثير عليها
عبد الله بغباء : يعني شنو تبيني أسوي
ضحكت : تغلا شوي ، اعمل حالك تعبان شوي .. وبتشوفها راح تجي هي لعندك
فتح فمه : جدك تتكلمي
: سلووووم واعرفها قلبها رهيف
نط لعندي وباس راسي : فديت أختي الغالية ، والله أنك كـذا
ابتسمت وأنا أشوفه يختفي عن عيني .. رجعت وركزت فكري على شاشة الكمبيوتر .. أطرد أفكار الحزن إلا ممكن تزورني ها اللحظة
*
*
فزعت من سريري على نغمة الجوال .. فتحت نور الأبجوره وتسندت على حافة السرير .. مسكت الجوال بيد مرتجفة .. قرأت رسالته
" هلا حبيبتي ، حبيت أطمنك أني وصلت لندن ، أكيد أنتي الحين غرقانه بالنوم ، أحلام سعيدة ولا تنسي تحلمي فيني "
الحمد الله أنه وصل بالسلامة ، لكني ما قدرت أقاوم شوقي له ولسماع صوته ..
كنت أحتضن الجوال وأنا أنتظر صوته ، صوتك يهمي عليّ .. دفيئا .. مليئا .. قويّ .. حنون
: هلااااااااا حبيبييييتي أخبارك
رديت بلهفة أكبر من لهفته : هلا كحيلان ، أنا بخير أنت كيفك ؟
كحيلان : أنا بخير دام أني سمعت صوتك
سألته : كنت أنتظر اتصالك ، لكن أنت تأخرت وغالبني النوم
كحيلان : والله يا أسيل توا قبل شوي داخل الغرفة .. بهدلوني بالمطار من تفتيش إلا تحقيق
: الله ينتقم منهم ، عسى ما أذوك بشي
كحيلان : لا شنو يأذوني ، هم أصلا مراح يلاقون عندي شي والأكيد عارفين history حقي .. لا أني من شبكة إرهابية على شان أخاف
: الحمد الله أنك وصلت بالسلامة
كحيلان : الله يسلمك يا روحي
مرت لحظة صمت بينـا .. كل منا مو عارف شنو يقول لثاني .. مستمتعين بسماع أنفاس الحبيب .. قطعت حاجز الصمت
: كحيلان
رد علي بشوق : يا عيونه
كلمته ضيعت كل الكلام إلا كنت ناوية أقوله .. لكن سكوته أوحى لي أنه يبي يسمعني وما وده اسكر من عنده
تكلمت ويمكن مو أنا إلا تكلمت قلبي إلا كان يفضح عن مشاعري : كحيلان البيت خالي من دونك ، فقدت حسك بالبيت
كحيلان : يا بعد عمررررري أنا إلا أشتقت لك مووووووووت
كلماته البسيطة .. عصفت قلبي وخلت الدم يجري بعروقي بقوووة وكأنها تبي تتمازج مع حبه إلا ساكن بوسط قلبي
::::
أسدلت الستارة بعدما أشعلت النور .. فا النوم أختفى من عيني ..
راقبت أشياءه .. رباه أشياءه الصغرى تعذبني
مسكت زجاجة العطر .. تعمدت أن أتركها كذكرى لي تذكرني به .. رشه رشتين على عنقي .. وكأنني أحسست من رائحته بوجوده حولي
رحلت يا حبيبي ولم تترك لي سوى الذكريات .. وأبقى أنا .. في صقيع انفرادي .. و زادي .. كل زادي طيف ذكريات ..
أين أنت يا حبيبي لتجعلني بين يديك .. وترد الغطاء عني عندما أكون مريضة وتجعل رأسي على الوسادة .. تمنيت لو أكون عليلة لتأتي لي الآن لتحملني وتجعلني بين يديك
:
:
بعد مرور ثلاثة أيـام
كنت جالسة بالعيـادة ومتملله أنتظر الدكتورة تجي .. وعيني ذبلانه من قل النوم وأحس أني راح أمرض بداية flu
رن جوالي بالنغمة إلا صارت مفضلة لدي .. مشتاقه ليك .. شوق الهوى لروحي .. وحيت عينك ذابت أنا روحي
حسيت وقتها أن كل التعب والزهق إلا فيني راح من سمعت ها النغمة رديت بلهفه عليه : هلا حبيبي
كحيلان : هلا عمري
أسيل !! أيش فيه صوتك
رديت بدلع تعمدته : I feel sick
كحيلان : يا بعد عمري ، هذا وأنا موصيك تهتمي بنفسك ، وأنتي إلا قبل يومين تقولين لي تغطا زين ، ألبس زين ، جفف شعرك قبل لا تطلع وين راحت هذي النصائح طبقيها على نفسك
: كحولي والله مهتمة بنفسي ، لكن والله أحس أني ما أنام كويس بالليل
كحيلان : كل هذا على شاني مو جنبك
سكت وما علقت على كلامه ، فكمل : طيب ليه ما تروحي بيت أهلك تباتي أريح لك
: أن شا ءالله بكرة بروح لأن اليوم البنات بزوروني بالشقة ، وعلى شان نأخذ راحتنا
كحيلان : طيب حبيبتي على راحتك ، أنا مضطّر أمشي على شان لا أتأخر
: طيب كحيلان كلمني ببريك الغذاء
كحيلان : أن شاء الله ، أهتمي بنفسك حبيبتي
: من عيوني
كحيلان : ما تآمرين على شي من لندن
: سلامتك
كحيلان : أكييييييد ، مو بخاطرك فستان شي ما شيات
: هههههههههههه ، لا جد والله توني راجعه من إيطاليا والحمد الله ما ني محتاجه شي .. كحيلان ماله داعي تكلف نفسك وتجيب لي هديه
طبعا قلت هذا الكلام من ورا قلبي ، عاد مو لها الدرجة أنا زوجة مثالية .. بشوف هو لأي درجة ذوق وشنو راح يجب لي
:
:
مررتني سلمى ومشينا مع بعض .. كان ودي البندري تكون معنـا لكن ها الدكتور عبد العزيز أبد مو تارك لها مجال تتنفس ، صدق من قال طالب الانتير يشتغل فراش قصدي فراشة المستشفى .. كل الشغل على راسهـا ..
بالسيـارة كانت سلمى ميته جوع ..
سلمى : شنو راح تغذيني تراني ميته جووووع
ضحكت على ملامحها : شفيك أنتي مشفوحه ما يغذونك بيتكم
سلمى من غير نفس : هع هع بايخه
لويت فمي : الله لنا ، حنا لنا المسبات وعبد الله له الكلام الحلو .. هذا جزاتي إلا ما خذتك معي وبغذيك
سلمى وهي تناظرني بطرف عينها : وشنو يا ستي راح تغذيني
ناظرتها بغرور : سبيغتي من أيد الشيييف أسيل
سلمى وكأن الكلام ما عجبها : الحين مزعجتني ، وعازمتك .. عازمتك على الغذاء ومدري شنو ، أنا قايله البنت عامله لي وليمه .. وأخرتها تقولين لي سبيغتي
: يعني شنو تبيني أعمل لك ، وأنتي تقولين لي جوعانة جوعانة .. يا دوب أعمل لك شي سهل وحلو وبسرعة يستوي
ناظرتني بترجي : طيب خلينـا نروح نتغذى بمطعم .. خاطري آكل أكل محترم
غمزت لها : وليه ما تروحي مع عبد الله
سلمى وهي تلعب بسير شنطتها : عبد الله بالدوام ، وأنا أعرفه إذا قلت له خاطري أتغذى بمطعم راح يستأذن من شغله ويجيني على طول .. وأنا ما ودي أتعبه أنتي عارفة من الجبيل لهنا مشوار .. كفاية أحيان يطلع من العمل بدري ويجيني يمرني بالمستشفى وأقول له السواق موجود ، ماجد أو يوسف يقدرون هم يجون يا أخذوني ما يسمع كلامي
: يا عيني على الدلع ، يا خوفي ينتهي بعد الزواج
سلمى : حرام عليك ليه تحطميني ، يعني أنتي كحيلان ما يدلعك
رديت عليها وأنا أتذكر حنانه : آآآآآآآه يا سلمى قولي لي من فين ابتدي
سلمى : لا لا كذا الموضوع يبيله مطعم وجلسة محترمة
: خلصيني وين تبين تروحي ؟ شرايك FRAIDAY
عفست ملامحها : لااااااا ، أقولك أبي أكل محترم ، جوعانة
: طيب وين تبين تروحي
سلمى : وش رايك نروح نتغذى بالشريتون .. فاتحين مطعم صيني جديد شفت دعايته بالجريدة
ناظرت فيها بإستغراب : سلمى ، ما خبري فيك تحبي Chinese food
ابتسمت : عبد الله هو إلا علمني على الأكل الصيني ، وفرصة نروح نشوف المطعم جديد
: يا عيني يا عيني ، وصرنا نحب الأكل إلا يحبه عبد الله ، قولي من الصبح أنك تبين تجربي المطعم على شان إذا عجبك تروحي مع عبد الله
ضحكت بخجل
:
وصلنـا المطعم ـ كانت جلسته راقية جلسنـا على طاولة خشبية منفردة لشخصين .. طلبت لنـا كل ما لذ وطاب .. ببكورن ربيان ، شوربة ، فول الصويا مملح ونودلز مقلي
.. استمتعنـا بالأكل الطيب .. حتى أني قررت أجيب كحيلان للمطعم لما يرجع من السفر
بعدهـا أخذنا لفه بالسيـارة على الواجهة البحرية ..
بحر ، ونخيل ورصيف عاري تحت سماء ها المدينة
لكن وين تسكن ها المدينة ، بين ذكرياتي .. مالي فيها ذكريات حلوة مع كحيلان ، يمكن أحلى ذكرياتي معه بإيطاليا .. وأحلى أيامي معه هنا لما رحنا لشاليه
وصلنـا لشقتي ، رمينا العبايات والشيل على الأرجوحة الخشبية إلا بالركن .. جلسنـا بتعب على الصوفا إلا تتوسط الصالة .. سلمى رمت براسها على حضني .. استغليت الفرصة وفكيت شعرها من البنسه المثبته وصرت أجدل شعرها .. كنت وأنا صغيرة أحب أعمل هذي الحركة لأمي وهي تجدل شعري
سلمى إلا بدت تغفي بحضني : أسيل ، عندك آيس كريم بالفريزر ، خاطري بأيس كريم
: سلوووم وش فيك اليوم كله جوعانه أخاف بس صرتو أثنين
الدبه فاجئتني بضربه قوية على بطني : آآآآآآآآي يا حمــا ...
أفرضي أني حامل
رفعت عينها لي وهي ما زالت بحضني : ليكون عملتيها يا شيخة وحملتي
مدري ليه ابتسمت : بصراحة ما شيكت
سلمى : يعني أنتي خاطرك بـ Baby
ابتسمت على فكرة أنه يكون عندي طفل : اممممممممم ، يعني لو يصير مراح أقول لا
سلمى : يعني من صدقك ما أخذتي موانع ولا شي
: بصراحة ما فكرت أتكلم مع كحيلان بهذا الموضوع
سلمى : أما أنا ابد ما أفكر أجيب عيال بالسنه الأولى .. واتفقت مع عبد الله أني آخذ حبوب منع حمل
: ليه ما تبين تجيبي
سلمى : أبي أستانس بحياتي ، على الأقل بالسنه الأولى .. تخيلي ما يمر عيد زواجي إلا وأنا عندي طفل .. خله يدللني قبل لا يجي طفل ويأخذ كل الدلال
ضحكت عليها : آه منك يا سلوم ، والله أنتي منتي بهينه
:
:
ماشي بــ شــارع .. خالي من البشر
بس أنا وحدي .. والمظلة والمطر
والشمس غابت والريح تلعب بالشجر .. الريح أخذتني لعندهـا .. يا مـا مشيت هنـا قرب النهر وأنا أفكر فيها .. لكن ها المرة غير الشوق واللهفة حرمتني من النوم
آآآه حكايتي مع أسيل حكاية عشق مجنونه .. حبها بأقصى خفوقي ودي أحطها داخل عيني واسكر عليها
مسكت تلفوني وضغط على رقمهـا إلا حافظة .. جائني صوتها خلف الغيوم
سكبت الماء على لهيب شوقي
الابتسامة مو راضية تفارقني طول مـا أنا أكلمة .. وكأنه جالس قبالي و يراقب تعابير وجهي
قلت له أبي أغيضه : كحيلان ترى في أحد غيرك أستغل حضني
باستغراب : منو
ضحكت : سلمى نايمة بحضني
ضحكت أكثر لأنها ضربتني ، سلمى وهي ضاغطة على أسنانها على شان لا يوصل صوتها لزوجي : يااااااااا قليله الأدب ليه تقولي لزوجك عني
لكن بنفس الوقت شدتني ضحكته إلا اشتقت لها : دامها سلمى مراح أمانع لكن احد ثاني لا
أسيل !!
رديت عليه : هلا
كان خاطري أقوله يا عيون أسيل ، لكن أنا ما اعرف أقول كلام حلو ، ما لت علي
: وحشتيني يا بعد عمري
وقتها حسيت بالإحراج ودفيت سلمى عني من كتفها ، لأن حسيتها تسمع للكلام لأني مرفعه على صوت الجوال .. ومشيت تاركة الصالة .. ورحت لعند غرفتي
كحيلان ، بحالمية : والله البرد هنا يا أسيل كسر ضلوعي وينك عني تخبئيني بين يدك وتدفيني
ازدادت ضربات قلبي من كلامه الرومانسي .. يعني في أنثى ينقال لها مثل هذا الكلام وما تذوب بحب هذا الرجل
: يا بعد عمري ، كلها كم يوم وترجع أن شاء الله بالسلامة وراح أدفيك مثل ما تبي
كحيلان : خلاص أنا حاجز على أول طيارة
ضحكت : ههههههههههههههههههههه ، والدورة إلا عندك والتزاماتك
كحيلان : فدوة لها الضحكة أرميها كلها بعرض الجدار
قلت بدلع : كوكو ، ما يصير هذا مستقبلك
يمكن بعدين الجامعات تطلبك تدّرس عندها وأصير أنا زوجة الدكتور كحيلان
كحيلان : يا بعد عمري والله كلامك هذا هو إلا يصبرني أحبك والله أحبك
رديت على خجل ، شعرت وكأنه أمامي وهو يهمس لي بالحب : وأنا بعد
كحيلان يبي يحرجني فوق الإحراج إلا أنا فيه : شنو أنتي بعد
: كحيلااااااان وبعدييييين
بعناد رد علي : يعني أنتي تكرهيني
: لاااااااااااااااا
كحيلان : عجل شنو فهميني
: خلاص أذا جيت راح أقولك
كحيلان : يا ربي شنو راح يصبرني لين أرجع
ضحكت : إلا خلاك تصبر كل ها المدة ، تصبر ها الكم يوم
كحيلان : آآآآآه يا قلبي
: سلامة قلبك
كحيلان: أقول أسيل أنا راح أقفل قبل لا أتهور وروح أغير حجزي
: هههههههههههه ، طيب .. طيب
في وداعة الله والسلامة تصحبكـ
لمست طرف فراش السرير الحرير السكري .. تنهدت تنهيدتين
في وداعة الله والسلامة تصحبك .. تفداك روحي يا مفارق حبايبك .. وفداك عمري .. راحتي وابتهاجي
:
رجعت لسلمى إلا كانت بالصالة وما سكة جوالها
غمزت لها : شكلك غرتي مني
ضحكت : لا والله عبد الله راسل لي مسج يسألني ويني .. فقلت له أني طلعت تغذيت معك .. فجلس يعاتبني أني ليه ما قلت له
رحت جلست جنبها : وان شاء الله يبيك بكل خطوة تخطينها تستأذنين منه
سلمى : مو مسألة استئذان .. أنا عندي حريتي المطلقة لكن أني أعطية خبر بس
: ممممممم ، صحيح كلامك ، مثل ما أنتي تحبينه يعطيك خبر وين بروح أنتي تعطينه خبر .. لكن مسألة أنتي أستأذن منه ممكن أروح بيت أهلي أو ممكن أروح بيت صديقتي وممكن يوافق وممكن لا .. نووو وي
كملنـا سوالف لين وصلت الدكتورة البندري ..
استقبلتها عند الباب .. إلا أولـ ما دخلت الشقة نزعت شيلتها وانكشف جمال شعرها الناعم والطويل ، كانت عاملته بف .. وحاطة مكياج خفيف على وجها
مازحتها : محلوووووووووه بنوووووو وش الحكاية
وهي تنزع عبايتها : لا حكاية ولا شي ، أنتوا إلا ما عندكم نظر
: الله عليك ، تكبرتي علينا من دخلتي surgery
من يقدر يحاكيك الحين يا الجراحة
عفست ملامحها : لااااااااااا مستحيل أتخصص جراحة ، لو يخلصوا كل التخصصات إلا بالعالم
: ليه يعني
البندري: مقرف بشكل فضيع غير الكرف يعني تكرهي حياتك ، تخيلي أنا الدكتورة الوحيدة بالقسم ،وفي وحدة ثانية تخصص plastic surgery
يعني تخيلي أحس حالي داخلة على ديوانية شباب
أنتي متخيلة معاي الوضع
ضحكت على تعابيرها وأنها منقرفة من الوضع إلا فيه
جات سلمى : ضحكونا معكم
: شوفي يا ستي البندري لا يعه كبدها من السيرجري
رفعت حاجب سلمى : لا يعه كبدها ، وكل الدكاترة إلا معها كل واحد أوسم من الثاني
البندري: أقول ولي يعافيكم أنا جاية هنا على شان اغير جو وأنتوا تذكروني بالمستشفى
:
جلسنـا مع بعض وأخذت أخبارهم ، من زمان عنهم والله أني اشتقت لهم وللمتهم
وطلعت لهم ألبوم صور الزواج إلا جبته من كم يوم .. تذكرت معهم يوم زواجي ومفاجأة حضور البندري وصورتنا الجماعية .. ضحكوا علي مع صوري أنا وكحيلان ، إلا في صور ودي أذبحه .. وصور يبين أني مستحيه من نظرتي التائهة
:
اضطريت أني أستأذن منهم ، مع أن جلستهم ما ينمل منها .. وما بعد شبعت من أسيل
.. إلا حلوت أكثر وجسمها صار أكثر أمتلاء من بعد الزواج ..
لكن أنا طالبة من الدكتور عبد العزيز يراجع موضوع البرزنتيشن حقي قبل أقدمه وهو وعدني يساعدني .. والمشكلة بوقت الدوام ها الأسبوع مزحوم فطلب مني أجي له بالليل بيوم الكول حقه .. يعني شوف الحظ ما صادف يوم مناوبته إلا ها اليوم
ناظرت بساعتي لقيتها تعدت الساعة 7 .. فطلبت من السايق يزيد من السرعة على شان لا أتأخر .. هو قال لي أن ما عنده شغل كثير الليلة
أول ما وصلت المستشفى .. نزلت من السيارة وأنا حاملة شنطة اللابتوب على كتفي .. مشيت بممر المستشفى الطويل الكئيب بهذا الوقت بعكس الضجة إلا يكون عليها بالصباح ..
ركبت المصعد الخالي وضغط على زر الدور الرابع .. أول ما طلعت من المصعد احترت وين أروح .. حنا ما تنفقنـا على مكان نتقابل فيه .. الحين وين ممكن ألاقيه ..
لفيت كل الأجنحة لكني ما لقيته .. لما يئست سألت الممرضة إلا شفتها طالعه من غرفة المعالجة عن الدكتور عبد العزيز .. لكنها قالت لي أنها ما شافته اليوم
يمكن وقتها جاني إحباط ، معقولة أنا طاقة مشوار .. وتاركة البنات وبعد كل هذا يكون ما جاء .. طيب هو يعرف رقم جوالي كان أرسل لي رسالة أو حتى دق علي واعتذر ما فيها شي .. فكرت أني أدق عليه أسئلة أنت وينك لكن حسيتها فشله .. أوووووووووف يا ربي وش أسوي انتبهت أن غرفة الاجتماعات المقابل غرفة رئيس القسم منورة .. فكرت أني أروح أجلس فيها انتظره لأني تعبت من اللف واللابتوب على كتفي ..
وأول ما دخلت لقيته جالس ببدلته الزرقا للكول على الكرسي إلا يتوسط الطاولة الكبيرة للاجتماعات .. ومقابله اللابتوب يطق طق عليه .. بها اللحظة أنقهرت .. أنا صار لي ساعة أدورة وما خليت جناح ما دورته فيه وبالأخير يكون جالس هنا .. طيب لو ما أنا بالصدفة قررت اجي أجلس بها الغرفة كان أنا وش عرفني أنه جالس هنا ..
رفع راسه وكأنه حس بوجودي وأنا واقفة عند الباب .. أما أنا صار صدري يرتفع وينزل من القهر إلا أنا فيه وضاغطة على يدي بقوة .. أكرة ما علي في حياتي أحد يعطيني طاف والله أنتظر .. وكأن وقت الناس ماله أي قيمة .. محد عاد يحترم الوقت بها الزمن
وقف و ابتسم لي : سوري دكتورة ، أنتظرتك وأنتي تأخرتي ، والحين أنا مرتبط بـ emergency
رفعت حاجبي اليمين ، الحين أنا تأخرت ، أنت قلت لي تعالي بالليل ما حددت لي وقت .. وبعد كل هذا تقول لي أنك مشغول ، طيب كان دقيت علي أو حتى أعطيت السستر خبر ، لما سألتها عنك قالت لي أنها ما شافتك ، لكن وش أقول .. مسكت أعصابي لآخر درجة .. يمكن لحظتها تمنيت أني أكون أنسانة وقحة كان عرفت أرد عليه كيف على شان يعرف كيف أوقات الناس مو لعبه عنده
رديت عليه وأنا ضاغطة على يدي إلا صارت حمراء من كثر الضغط ، على شان لا أنفجر بوجهه : لا عادي دكتور مو مشكلة
د. عبد العزيز : سوري مرة ثانية
سكت ، ما لقيت كلمة ممكن أقولها ، مشكلتي ما اعرف أجامل كثير .. طلعت من الغرفة وصفقت بالباب بقوة .. أحس أن فيني قهر ودي أطلعه بأي أحد .. وللأسف ما لقيت إلا ها الباب المسكين
:
تضايقت من نفسي أكثر لما لمحت عينها إلا باين فيها آثر الكحل نظرة القهر إلا لمحتها أو يمكن نظرة احتقار .. سامحيني يا البندري والله مو بيدي وقفت عند الشباك ماسك سيجارتي ، مكونـاً دوائر .. دوائر
توزعت في زوايا المكان لاحقت خيوط الدخان وهي ترتطم بالزجاج وتختفي
ترحل في آخر الليل عني
تاركة لي رائحة التبغ والذكريات
وأبقى أنا في ضباب الضباب
وكأني سؤال من غير جواب
معقولة هل لاحظت ارتباكي
أو أصابعي المتعبة
هل اكتشفت ؟
هل عرفت !
بأنني سوى كاذب
... ..
لكن فكرت فيها مجيئك بهذا الوقت من الليل وممكن أي أحد من الدكاترة يمر ويشوفك جالسة معي بهذه الغرفة الكل راح ترسم له ظنونه أفكار وأفكار .. وأنا ما ودي أحد يتكلم عليك أو حتى يطلع عليك كلام .. يعني أذا ما أخاف على سمعتك أخاف على سمعه من!! .. مو حلوة بحقي يقولون في علاقة بيننا .. والناس بهذا المستشفى ينتظروا الشرارة على شان يزينوا لها الدخان
*
*
*
*
بنهاية هذا الأسبوع قررت الشيخة ريوم تعمل لها plastic surgery in her nose
( عملية تجميل بالأنف ) طبعا أمي ما كانت راضية على ها النوع من العمليات ، لكنها استعانت بأبوي .. وريوم حبيبته وما قدر يرفض لها طلب .. حجتها أن بأعلى أنفها عظمة مضايقتها وأن هذا يقلل من نعومة وجههـا
مدري كيف أخذت مواعيد من دكتور مشهور بعمليات التجميل بالأنف .. أتوقع أنه أخذت رقمة من صاحباتها إلا بالجامعة لأن عمليات التجميل صارت موضة بها الزمن .. ولقت لها موعد بسرعة قياسية .. خخخخ شكلها ريوم هددته أنها شخصية اجتماعية ومهمة بالمجتمع أذا ما ضبط خشمها راح تفضحه .. وبنفس الوقت إذا نجح شغله راح يعلا صيحته أكثر
كانت حالتهـا صعبه لمـا طلعت من العملية ووجها كلة ملفوف وكأنها طالعه من حادث سيارة ، وإلا استغربته أنها ما خبرت يوسف عن الموضوع الظاهر كانت خايفة يمنعها ..
الآلام إلا عانتها لمـا طلعت من العملية رهيبه .. كانت تصرخ على الممرضات يجيبون لها morphine .. وكأنها مدمنة مخدرات
قالت لي : صدقيني يا البندري ، جربت إحساس المدمن ، مفعوووول هذا الدواء رهيييييب ، اشكر إلا اخترعه .. سحر سحر بأقل من دقايق ارتخيت واختفى الألم اختفى نهائيا .. مقدر بصراحة أوصف لك إحساسي
: بصراحة أنتي أنسانة مجنونه ـ والله في وحدة عاقله تحط نفسها under risk of general anesthesia
( تحت تأثير تخدير كامل )
ريوم وهي تتلمس أنفها الملفوف : صحيح أنك يا البندري دكتورة ، لكن عمرك ما سويتي عملية
: الحمد الله عمري ما احتجت اروح مستشفيات
ريوم : لكنك ما جربتي أنك تفقدي الإحساس باللي حواليك
كذا فجأة كانوا يكلموني .. ضربوني الأبرة .. ثواني إلا لساني ثقل وغمضت عيني ونمت في عالم جميل .. اللــــــه وده الواحد يعيش هذا الإحساس
تنهدت على كلامها .. يا ما تمنيت أعيش هذا الإحساس .. يا ما مرت علي ليال تمنيت فيها أنام وما أصحى
:
زارتها جنى بالبيت ، لأنها ما زارتها بالمستشفى قالت أنها ما تتحمل تشوف شكل ريوم ووجها ملفوف .. هي انصدمت لما شافتها .. تحت عيونها أزرق على بنفسجي .. ووجهها شاحب ، هذا غير plaster & bridge على انفها
لكن بوسط صدمتها ضحكت على شكلها ، ريوم تكلمت بصوتها المبحوح من العملية : يا دوبة .... لا تضحكي ، والله مقدر أضحك ، إذا ضحكت خشمي يوجعني
آآآآآآآآآآآه .. حطت يدها أسفل أنفها
ضحكت جنى وكأنها تعاند ، والصدق صدق شكل ريوم يضحك ، أنا كل ما شفتها تجيني الضحكة .. لكني امسك نفسي
ريوم بعصبية : أسمعي يا الدبه ، أنا مراح أضيفك ، أذا تبين شي أخدمي نفسك بنفسك
جنى ببرائة : طيب أنا عطشانه ممكن تجيبي لي كأس ماي
ريوم : أنتي مو غريبة ، روحي أخدمي نفسك
جنى : أنا خبري أنتي مسوية عملية بخشمك مو بأيدك ولا برجلك
ريوم ، كانت شوي وتصيح : أنتوا مو حاسين فيني ـ أنا كل شي فيني يوجعني
ضحكت أكثر ومعي جنى ، ريوم : وأنتي ليييييييه تضحكي ما أظن قلت شي يضحك
: هههههههههه وهي صادقة جنى ، أنتي مسوية عملية بخشمك وش دخل يدك ، ولااا فوق هذا ما خذه إجازة أسبوع من الجامعة ، أنا مدري كيف يسمحون لك
ريوم : الحمد الله أنك مو عميدة جامعتنا والله كان ضعنا من زمان ، والله أنتي وش دخلك – والدكتور معطيني إجازة 3 أسابيع
: خلاص بروح له على شان يعطيني إجازة
ريوم : أقول انثبري ، وراك دوام بها السيرجري وهذا آخر أسبوع لك
: ما تلاحظي أني عطيتك وجه بزيادة
تمسكنت : أنا أختك الصغيرة ومسوية عملية
: ههههههههههههههههههههههههه ، والله محد ضربك وقال لك سوي عملية
*
*
اختفت ظلمة الليل وحل محله أنفاس الصباح
رذاذ المطر المتساقط في الشوارع وفوق الشجر الأخضر تتماوج مع حبات الضباب الباردة
لبست جكيتي الجلد تحت البلوزة السودا الصوفية المرسوم عليها معينات باللون البني .. الجو اليوم باااااارد
لدرجة أن البخار يطلع من الفم ..
فتحت شنطة اللابتوب إلا حقي أتأكد من وجود البوينتر .. اليوم هو آخر يوم لي بقسم الجراحة .. أحس بطعم سعادة أني راح أترك هذا القسم وراح أنتقل لقسم الأطفال ..
وبنفس الوقت أشعر بإرتباك .. اليوم راح أقدم البرزنتيشن قدام دكاترة كلهم أخصائين وأستشارين ، وبهذا النوع من البرزنتيشن الكل يدور الغلطة على إلا واقف قدامهم .. أخاف أرتبك والله ما أعرف أرد عليهم .. أو يحرجوني بسؤال بغير محله
وصلت المستشفى ونزلت من السيارة وأنا منكمشة على نفسي من البرد ، يا ربي مهما لبست أظل بردانه .. لما وصلت لعند القسم شعرت بالدفا يمكن لأن المكان محكم .. صادفت الدكتور عبد العزيز عند nurses section
ارتسمت ابتسامة على محياه : صبـاح الخير دكتورة
: صباح النور دكتور
د. عبد العزيز : مستعدة
هزيت له رأسي مبتسمة : ايوة مستعدة
طلب مني أنه يراجع البرزنتشين قبل أقدمة ويعطيني بعض الملاحظات ، يمكن لأنه شعر بالذنب لذاك اليوم ، بصراحة أنا نسيت الموقف ، يمكن ساعتها تنرفزت ، لكن بعدين عذرته وأحسنت الظن فيه ، قلت أكيد دكتور يكون in call شي طبيعي ممكن تجية حاله طارئة بأي وقت يعني هو مو ملك نفسه .. جلسنـا في غرفة صغيرة .. هو جلس خلف المكتب وعينه تناظر شاشة الكمبيوتر .. وأنا جلست على الكرسي مقابل المكتب .. أثنى على المقدمة وكيف أني جبت الإحصائيات إلابـ UK & USA
فاض صدري بالارتياح ، يعني كا بداية عاجبة .. وبصراحة يهمني رأيه بالبرزنتيشن .. صحيح أني واثقة من نفسي ومن شغلي .. لكن دائم الرأي الأخر مهم
جال نظري على جدران المكتب البسيط .. منشورات طبية ، صور لبعض الدكاترة الموجودين بالقسم بمؤتمرات واجتماعات ، من بين الصور صورة لدكتور إبراهيم مع الدكتور عبد العزيز
بعد ما انتهيت من جولتي توقف نظري عليه .. نظرته وملامح وجهه المندمجة بالقراءة .. وصلت للون بدلته الأنيقة السودا ..من غير شعور قارنته بلون تنورتي السودا أيضا ، طوال فترة عملي معه لاحظت أنه يحب اللون الأسود مثلي ، لكنه كسر حدة اللون بنكتاي أحمر دمي محاط عنقه .. صحيح أني ما أحب اللون الأحمر كثير ، لكن يكون لون مميز مع اللون الأسود
: دكتورة أنتي شنو قصدك بهذي الجملة
شعرت بالإحراج من نفسي ، يمكن انتبه لنظرتي الساهية فيه ، اظطريت أني أقوم من مكاني وأوقف جنبة خلف المكتب .. وأثني من ظهري على شان أشوف الجملة إلا يقصدها .. بنفس الوقت إلا أشر فيه على شاشة الكمبيوتر .. أنا اشرت ولامس طرف أصبعي .. من غير شعور سحبت يدي ورا ظهري .. وأنا أحس بأحراج فضيع ودقات قلبي متزايدة .. رغم أنه ما حسسني بشي وكمل كلامة على شان لا يحرجني زيادة
:
:
طول مـا حنا بـ meeting room
الكل جالس بكرسيه ويراقب البروجكتر إلا تعرضه ..
إلا أنـا أراقبهـا هي .. معقولة هذا آخر يوم لهـا معنـا أو معي بالأحرى ..
ما ني قادر أتقبل الفكرة ـ لكن إلا مصبرني أنها راح تظل معنـا بنفس المستشفى وأكيد الصدف راح تجمع في ما بينا ..
حاولت بقدر مـا أقدر أني أشبع نظري منهـا ..
عيون الحب في قلبي تناظره .. تشوف إلي عيوني ما تمله
من فوق خلق الله محله .. رفيق الليل .. في الشباك ناطر .. وأتاري الليل شباك لخله
حفظت أحلى الكلام وصرت شاعر .. بصبر وبنتظر .. والصبر مله .. حبيبً عشت في دنيـــاه عــابر
آآآه صحيح إلا يقول أن الهوى سحر المشاعر يراها الصبر عزاً لو يذله
عيون الحب في قلبي تناظر .. تشوف إلا عيني ما تدله
:
حسيت بطعم الفرح بطعم النجاح .. وأنا أشوفهم يصفقون لي ويثنون على presentation
حاولت بقدر الإمكان أبين أني واثقة من نفسي وأن ما يكون موضوعي ممل ، لكن من جهة ثانية كنت خايفة ومرتبكة وكان هذا واضح من رجفة يدي
طلعت من المكان بسرعة .. تلفت حولي أدور على الدكتور عبد العزيز لكني مـا لقيته .. توجهت لجهة المصاعد أبي أروح الكفتيريا أشتري لي مـاي أحس بعطش شديد ..
وأنـا واقفة عند المصاعد بعد ما ضغط على الزر إلا ينزلني .. سمعت أحد يناديني فلتفت لهذا الشخص .. كان دكتور توه مداوم جديد أقل من شهر تقريبا لدرجة حتى ما اذكر أسمه ما احتكيت فيه إلا شوي
سألني : دكتورة البندري ممكن أسألك سؤال
بتفكيري السليم توقعت يسألني سؤال علمي : تفضل أسأل
بكل جرأة سألني : أنتي إنسانه مرتبطة
ناظرت فيه وأنا رافعه حاجبي اليمين ، كيف يسمح لنفسه يسألني هذا السؤال منو يكون ، ما قدرت أمنع نفسي ما أكون وقحة معه : دامك دقيت الباب راح يجيك الجواب أي نعم قلبي مو ملكي ملك لحبيبي
و بها اللحظة أنفتح المصعد .. أنقذني من ها الموقف السخيف إلا أنا فية ومن غير ما أناظرة دخلت المصعد وتسكر الباب
إلا ما حست فيه البندري أن من البداية أنفتح مصعد الحالات الطارئة والخاص بالفريق الطبي .. وطلع منه الدكتور عبد العزيز ومعه الدكتور طلال .. سمع كل الكلام إلا أنقال
كان وده يروح يكسر خشم هذا الدكتور الوقح ..
: اتركني يا طلال خلني أروح أبرد قهري فيه ، كيف يسمح لنفسه يروح يسألها هذا السؤال .. البندري لي مراح اسمح لأي أحد يأخذها مني
طلال وهو ماسك ذراعه بقوة : أهدأ يا عبد العزيز ما خبري فيك إنسان متهور ، وهي ردت عليه وانتهى الموضوع
دخل يده الثانية بشعره ، وبيأس : لكن أنت ما سمعتها شنو قالت قلبها مو ملكها
طلال : اصبر يا عزيز ، المسائل ما تنحل بهذي السهولة وأنت إلا عليك عملته والباقي على رب العالمين
تنهد : راح أصبر ، وان شاء الله تكون من نصيبي
طلال : طيب تعال معي خلينا نمشي
عبد العزيز : طلال عندك سيجارة
طلال : مو معقولة أنت يا عبد العزيز ، كيف تدخن بالمستشفى
عبد العزيز : راح أطلع بره أدخن ضاق خلقي
هز راسة طلال بقله حيله وطلع معه يواسيه لبرا المستشفى يدخنون
:
:
بعد ما هدئت من الموقف السخيف إلا تعرضت له ، كان الود ودي أعطية كيف يعرفه مقام نفسه .. الحمد الله أني هذا آخر يوم لي وراح ارتاح من هذا القسم
قررت قبل لا امشي أني أدور على الدكتور عبد العزيز لأني من طلعت من غرفة الاجتماعات ما شفته .. ما يصير أمشي من غير ما اشكره .. والله انه ما قصر معي وتعلمت منه الكثير .. والله لو انه دكتورة كان أرسلت له هدية لكن هو للأسف رجال أخاف أرسل له هدية يفسرها بمعنى ثاني .. لكن دايم الكلمة الطيبة أفضل شي ممكن الواحد يقدمه كا تعبير لشكر
صعدت لدور الرابع .. درت الأجنحة جناح جناح وبكل قسم أسأل عنه ويقولون لي محد شافة اليوم ، ولما تعبت من اللف .. استقريت بجناح41 ودقيت على رقم البليب حقه .. انتظرت أكثر من 10 دقايق لا شفته رد علي ولا حتى جاء ..
يا الله ما لي نصيب أشوفه ، خير أن شاء الله أكيد راح أصادفه مرة ثانية دامنا نشتغل بنفس المستشفى .. ونزلت طالعه من الجنـاح
:
:
مريت بالصدفة الجنـاح وخبرتني الممرضة أن الدكتورة البندري سألت عني أكثر من مرة وحتى عملت لي بليب وأنا ما رديت
سألتها : ما قالت لك شنو تبي
الممرضة : لا والله
طلعت البيجر من جيبي ، الله يأخذه يعني البطارية ما دورت تخلص إلا اليوم
: طيب هي وينها الحين
الممرضة : توها قبل شوي ماشيه
طلعت من الجناح بسرعة لدرجة أني ما انتظرت المصعد لين يوصل لي نزلت بالدرج وانا أركض علّي ألحق عليها قبل لا تمشي
انتبهت لها وهي تطلع من بوابة الطوارئ ، لسيارتها الواقفة عند البوابة .. لحقتها بسرعة قبل لا تمشي
: البندري ، البندري
وقفت مقابلها تماما ، أتنفس بقوة وصدري يرتفع وينزل
رجعت عدة خطوات للوراء لما استوعبت الوضع .. لأني حسيتها انحرجت من قربي الشديد لها
: خير دكتورة بقيتي مني شي
ارتسمت ابتسامة لطيفة على ثغرها : سلامتك دكتور بس حبيت أشكرك على كل شي سويته معي ، وبصراحة ما قصرت ورايتك بيضا
مدري ليه لحظتها جاني إحباط ، يمكن لأني كنت متوقع شي ثاني ، شنو كنت متوقع يا عبد العزيز !! تأخذك بالأحضان مثلا !!
ابتسمت لها بالمثل : والله اني ما سويت شي ، هذا كان واجبي
البندري: هذا من طيب أصلك ، وإلا عملته معي ما يعمله أخو
أخو .. أخو يا البندري .. مقبولة منك أخو ولا عدو
ودعتها وركبت سيارتها ، راقبتها لين ما أختفت السيارة عن نظري وضاعت بين زحمة السيارات ، شعرت وقتها وكأنها سرقت قلبي معها لكنها سرقته برضاي
عودي ترى داعي الهوى عند بابك .. وأروي القلوب إلا بعد مـا ترون
*
*
*
لبست عباتي ولفيت شيلتي بأهمـال .. عبد الله قال راح يمشيني بالسيارة وأنا وافقت لأني ملانة وطفشانه .. طفشت من جلسة البيت لي أسبوع ما شفت شكل الشارع
وما ودي أروح الجامعة بهذا الشكل .. مع أني راح اصير كوووول بـ plaster على أنفي وراح اصير حديث الموسم
لكن ما لي خلق أجامل فلتانه وابتسم في وجه علتانه
وأنا بروحي تعبانه
ناظرت بنفسي بالمرايا .. وأنا أتلمس أنفي
عليه bridge ولصقه توصل لخدي .. هذا غير الأثار إلا تحت عيني .. صدق وكأني طالعة من حادث سيارة ومتكسرة ..
الله يستر بس من الشكل النهائي كيف راح يطلع .. أمس اخترعت من شكلي لما فكه الدكتور لي ، لكن قال لي هذي مش النتيجة النهائية .. لكن المهم بالنسبة لي أن العظمة إلا كانت مضايقتني نحتها .. وهذا أهم مـا بالموضوع
طلعت من الغرفة ونزلت بالدرج وأنـا المس خدي إلا يوجعني .. الله يخسهم البندري وجنى موتوني من الضحك .. أنا حتى إذا ابتسمت يألمني على رأس الدرج رفعت عيني ..
أنصدمت بالشخص إلا واقف أمامي وبيده باقة روز وردي فاتح
أحس أني تخشبت بمكاني .. وكأن رجولي داخلة بإسمنت .. ما عرفت أرجع للوراء ولا حتى أتقدم خطوة ..
لكن هو إلا بادر بالخطوة .. وتقدم بخطوات هادئة قدامي .. مد لي الباقة بإيده الثنيتين
: حمد الله على السلامة
تلعثمت بالكلام : ا ا ا ا اللــه يسلمك
ابتسم لي : تفضلي
أخذت الباقة منه لان طال انتظاره وهو ما دها لي : شكرا
يوسف : وش دعوة يا ريم ما تخبريني أنك راح تسوين عملية .. كل هذا على شان ما تبيني أزورك
نزلت راسي بالأرض .. ما عرفت بشنو أرد عليه
: كنت خايفة ما توافق
ارتسمت ابتسامة عريضة وبان صف أسنانة العلوي
جاء عبد الله إلا شكله ماسك ضحكته : هي كانت تبي ترحمك ، ولا تخترع ، أنت ما شفت شكلها لما طلعت من العملية وكأنها طالعة من حادث سيارة ومكسرة تكسير
سبيت ولعنت عبد الله بداخلي ، المشكلة ما ني قادرة انطق بوجود يوسف
ضحك يوسف معه : حرام عليك ، والله ريوم قمر
عبد الله وهو يضربه بخفة عند كتفه : هي هي أشوفك قمت تتغزل بأختي قدامي .. يله يله قدامي انتهت وقت الزيارة
لااااااا هذا عبد الله يبيله تكفيخ ، ويطرده بعد صدق ما عندك ذوق ، تعلم الذوق من أهل الذوق
ناظرة برجاء : طيب ما يصير يا حضرة السجان تزيد وقت الزيارة
عبد الله : آآسفين ، هو إلا يبي يزور الأميرة ريم لازم يأخذ موعد مسبق ، لكن على شانك أنت سمحنـا لك بزيارة خمس دقائق
ناظرني يوسف وهمس : هذا أخوك شرس ، ابتسم لي برقة ، انتبهي لنفسك
ولا يعطيك عبد الله بكسسسسس يكسر خشمك
انفلت لساني : يهبى إلا هو
عبد الله : الحين طلع لسانك يا طويلة اللسان ، وقبل شوي وكأن القطة بالعه لسانك
حطيت يدي عند فمي ، أمنع نفسي من الكلام .. وهم اثنين هم ضحكوا على تصرفي
*
*
دخلت الشقة .. حطيت الأغراض إلا شريتها على الطاولة الطعام ..
نزعت شيلتي ونفشت شعري إلا توني قاصته لين كتفي مدرج وعملت لي غرة قصيرة وكأني بيبي .. هي صدق مغامرة ويمكن ما يعجب كحيلان .. لكن أنـا عن نفسي عاجبتي وأحس أن القصة صغرتني بالعمر
وغير كذا رحت عملت لي حمام مغربي ، حسيت بانتعاش من بعدة وبدفء رهيب بالبخار والروائح العطرية الجميلة .. أمي الله يخليها لي هي إلا نصحتني أعمل ها التغيرات البسيطة تقول دايم الرجال يحب يشوف زوجته مستعدة لرجوعه من السفر وما في ما نع لو شافها بلوك جديد
رحت ناحية المطبخ .. وجهزت مقادير الحلى البارد إلا ناوية أعملة .. وشغلت الاستريوا على أغنية أموت أنا في حبهم
وصرت اشتغل وأدندن مع الأغنية بكل شوق وهيام .. آآآه والله أني أشتقت لك يا كحيلان .. آخر مرة اسمح لك تسافر لوحدك ..
هم علموا قلبي الغرام .. والشوووووق كله والهيام ..
ما أطيق لحظة بعدهم .. أموت أنا في حبهم .. وأرخص أنا عيوني لهم .. ناس أسكنوا قلبي أنا وأنا سكنت في قلبهم ..
أهواهم لحد الجنون .. وألقى السعادة قربهم .. هم علموا قلبي الغرام والشوق كله والهيام
بعد ما انتهيت من تجهيز الحلى .. ودخلته الثلاجة .. رحت ناحية الأكياس وطلعت الشموع الجديدة إلا شريتها .. ووزعتهـا بالصالة وبغرفة النوم .. رتبتها بشكل حلو على الأرضية .. وطبعا غيرت فراش السرير وزينته بشال هندي مطرز كبير .. ورشيت عليه سبري romance من فكتوريا سكرت
حتى الحمام عزكم الله .. غيرت فيه كله شموع حتى الفوط كلها غيرتها .. يعني الغرفة صارت بلوك جديد وكأنها غرفة عرائس جديدة
لبست قميص نوم حرير طويل .. ناظرت بالساعة يا الله توها الساعة 12 .. عندي استعداد أسهر لين الصبح .. لين ما يجي .. والله أني مشتاقة له بالحييييل .. والحنين ذابحني
رن جوالي وكان هو إلا متصل ، رديت وأنا أضحك بنعومة : عمرك أطول من عمري
كحيلان : علميني ليه تضحكي
: كنت توني ناوية أدق عليك إلا أنت دقيت
ضحك : شفتي كيف القلوب عند بعضيها
: كحيلان مو المفروض الحين طيراتك
كحيلان : راح تتأخر حبيبتي الطيارة ويمكن احتمال أأجل رحلتي لبكرة
تجمدت يدي على التلفون .. وانربط لساني .. حسيت الدموع تجمعت بعيني
: من صدق تتكلم كحيلان
كحيلان : وليه أكذب عليك ، مو مشكله حبيبتي أذا ما وصلت اليوم أوصل بكرة واصلا جو لندن يرد الروح
انصدمت من كلامة ، مو مشكلة ، وأنا إلا انتظر رجوعك أحر من الجمر .. وأنت تقول لي جو لندن يرد الروح .. وكل التجهيزات والإستعدادت إلا عملتها
كحيلان ، حس أنه تضايق من سكوتي : أسوله شفيك
كتمت عبرتي : ما فيني شي
كحيلان ضحك : لها الدرجة مشتاقة لي
حسيت أن الموضوع فيه شي ، ضحكته لها معني : كحيييييييلان بليز لا تلعب بأعصابي
كحيلان وهو ما زال يضحك : هههههههههههه ، أنتي تبيني أجي اليوم والله بكرة والله بعد أسبوع
قهرني : وش رايك بعد تجلس شهر ، مو بس جو لندن إلا يرد الروح .. كل شي هناك يرد الروح .. الجو الحلو والوجهه الحسن .. وش لك ترجع السعودية
كحيلان : ههههههههههههههههههههه ، يا بعد قلبي أننننننتي عدي لي سبع ساعات وأنا أكون عندك بإذن الله .. يعني تصدقين أني أبدل قمر بنجوم
تكلمت مثل الطفله إلا مو مصدقة : يعني جد كحيلان أنت بالمطار
كحيلان : هههههههههههه ، ايوة ووالله تبين تكلمي كابتن الطيارة على شان تتأكدي
ضحكت : لا والله مصدقتك
كحيلان : يله حبيبتي لازم اسكر ، الكل ركب الطيارة إلا أنا
: اوكي ، انتظرك يا قلبي
بعدها سكر ، مدري هو سمع كلمتي والله انقطع الإرسال ..
يا الله يا طولها ها الليلة .. علمتني كيف أعقد صداقة بالنظر مع ساعتي .. قبل اللقا .. وكيف الثواني ما تمر
سيل الظلام ..
يملى الشوارع ليل ..
ولا جيت أنام ..
أرخي الستاير .. عن شعاع ..
عن صوت .. وأقفل بابنا ..
يدخل قمر أحبابنا .. مدري أنا من وين
ساكن قمر أحبابنا .. بين الهدب والعين ..
أرجع أناظر ساعتي .. واللي مضالي من السهر ..
داعب جفني النوم وخياله نام وسط عيني
:
:
صحيت من النوم مفزوعة على صوت الجرس .. ناظرت بساعتي لقيتها الساعة 11 الضحى .. معقولة أنا نمت كل هذا النوم وما حسيت على نفسي ..
الجرس كان مصر أنه يرن .. قمت من السرير على عجل ولبست روبي .. يمكن هذا كحيلان .. يبيني أنا إلا أفتح له الباب مع أنه عنده مفتاح الشقة .. رتبت شعري المتبهذل من النوم .. من ربكتي ومن صوت الجرس إلا ازعجني ما امداني أغسل ..
ناظرت بالعين السحرية .. لأني لأخر لحظة خفت أفتح الباب من غير ما أشوف منو ويطلع لي رجال غريب .. استغربت أن أبوي هو إلا جاي لي على الصبح
فتحت له الباب : هلا يبه تفضل
وقف لحظة عند الباب يتأملني
: صباح الخير
رديت عليه : صباح النور
أبوي : كيفك يبه أسيل
بست راسة : بخير يبه
أبوي : أنتي شنو إلا مجلسك بالشقة بروحك ، تعالي معي البيت لين ما يجي كحيلان ويأخذك
ناظرتة بشك ، لا لا الموضوع في إنّ
: خير يبه ، كحيلان راح يجي اليوم من السفر ، والمفروض أنه وصل
رحت جبت جوالي بسرعة ودقيت على كحيلان لكن طلع لي مغلق ، فتوقعت أنه لما وصل السعودية ما حط شريحته السعودية
أبوي : رد عليك
قرصني قلبي : لا
سألته :يبه أنت ليه ما رحت جبته من المطار
قرب مني أبوي بحنيه : معليش أنتي ألبس عباتك وهو أن شاء الله راح يجي يأخذك من بيتنا
وقفت للحظة أناظر أبوي ، أبي أستوعب إلا يصير من حولي .. ليه كحيلان ما يرد علي !!
وليه أبوي جاي لي من الصبح !! ويقول لي تعالي معي البيت !! أكيد كحيلان فيه شي !!
على هذي الفكرة إلا تكونت في بالي غرقت عيني بالدموع أرفض يكون الأنتظار .. أنا ابي أسقي عطش قلبي
مسكت أيد أبوي العريضة برجا : يبه الله يخليك قولي كحيلان وش فيه تكفى قولي ، ليه ما جبته معك .. ليه أدق عليه ما يرد علي يبـه واللي يسلمك قولي
طحت على الأرض وأنا ما سكة ايده وأبكي .. وانا أترجى ابوي يقول لي
حاول أبوي يساعدني أوقف على رجولي : يبه أسيل كحيلان ما فيه إلا العافية أن شاء الله .. أنتي تعالي معي وهو راح يجي أنشاء الله .. انتي ليه خايفة
كلامة هذا ما اقنعني أبد ، قلبي يقول لي أن كحيلان فيه شي .. وماني قادرة أكذب هذا الإحساس .. إحساس وكأن أحد يعصر في قلبي ، أحس بألم فضيع عند صدري .. لكني قاومت هذا الإحساس .. وغيرت ملابسي وغسلت وجهي إلا امتلئ دموع ولبست عباتي .. ركبت السيارة مع أبوي .. وطول الطريق أحاول أكتم صيحتي ومستعدة لأي خبر سيئ ممكن يكون .. بس أبي أحد يطمني أن كحيلان بخير .. وكنت بين لحظة والثانية أدق على كحيلان .. كان يطلع لي أن جهازه مغلق
وصلنـا عند بيتنـا .. لكني رفضت أنزل
: يبه ليه جايبني هنا .. خذني للمطار .. ابي أستقبل زوجي
أبوي : الله يهديك يا أسيل .. انتي أنزلي ويصير خير
فقدت أعصابي وصرت اصرخ مثل الطفل : شنو يصير خير ، أبي الحين تأخذني للمطار الحين
سحب نفس وقال لي الخبر الصاعقة إلا نزل علي كا جبل جليد : كحيلان مو بالمطار
تجمدت عيني على وجهه أبوي : خذني له .. أنا قلبي حاس أن كحيلان بالمستشفى .. صدقني يبه مراح أصيح .. انا بنتك أسيل قوية وصدقني راح أتحمل
غير أتجاهة وأخذني للمستشفى .. كنت طول الطريق حاطه يدي عند قلبي وادعي ربي أنه يكون بخير .. مستعدة أستقبل أي خبر بس المهم اني أشوفه أكحل عيني بشوفته
:
مرينا على ممرات طويلة .. البعض منها فيه ناس والبعض منها خالي .. لين وصلنـا لغرفة .. رفعت نظري للوحة .. كانت غرفة انتظار قريبة من غرفة العمليات .. دخلت الغرفة بهدوء شفت عمتي جالسة وتقرأ قرآن وعهود جالسه جنبها والدموع تجري على خدها بصمت .. ما كلفت عمري أسلم عليهم .. كل همي أعرف كحيلان شنو فيه .. ليه هو بغرفة العمليات .. أنا تفكيري أخذني للأسوأ
لمحت عمي يجي مقبل علينـا .. لكنه من التعب ومن تفكيره المشتت ما انتبه لوجودي .. سمعته يقول لأبوي أن كحيلان طلع من غرفة العمليات وأنه جات سليمة الحمد الله من بعد الحادث إلا صار له بطريق المطار
لكن بالنهاية ما فهمت شنو فيه .. شنو العملية إلا عملوها له .. برأسه ؟؟ برجله ؟؟
ما قدرت اصبر أكثر أبي أحد يجاوبني على أسئلتي .. تمنيت للحظة أني أكون بالمستشفى إلا اشتغل فيه كان قدرت أتصرف .. لكن أنا أسيل مراح يعوقني شي .. تسحبت من غير محد يحس فيني .. ودخلت من غرفة التنظيف .. وفتح الباب بهدوء وكأني حرامية لقيت مدخل غرف العمليات فاضي .. المدخل الخاص بالأطباء .. دخلت بسرعة لغرفة التبديل وسحبت لي بدله خضراء من أحد الأرفف وحجاب أبيض .. لبستها فوق ملابسي ولبست ماسك على وجهي على شان محد يعرفني .. ودام أنه توه طالع من غرفة العمليات أكيد راح يكون بغرفة recovery room
مشيت بالممر الطويل .. لين وصلت للغرفة .. دقيت الجرس .. وطلعت لي نيرس فلبينية .. سألتها عن المريض كحيلان .. قالت لي أنه توه طالع من غرفة العمليات لكن ما بعد يصحى من البنج .. ما حبيت أكثر أسأله على شان لا تكتشف أني مش دكتورة أشتغل هنا .. طلبت منها الملف .. وقريت شنو مكتوب بملفة .. لحظتهـا حسيت أن الدنيا تدور فيني .. بترو أيده
بتر ررررر
غمضت عيني .. الحمد الله .. الحمد الله .. الحمد الله
تنفست بصعوبة .. الحمد الله أنها جات بيده ولا تكون برجله .. تكون بيده ولا يكون شلل .. تكون بيده اليسار ولا بيده اليمين ..
لحظتها نزل علي صبر وقوة أنا ما تخيلت للحظة أنها ممكن تكون عندي .. رغم أنها مصيبه .. لكن الحمد الله على كل شي .. لأن كان بالإمكان تكون أعظم من كذا
تركت الملف على الطاولة يله يا قلبي تعبت من الوقف خلنا نروح ونشوف الحبيب الغالي .. اتجهت لمكان سريرة .. أبي أروي عطش قلبي .. أبي أروي شفاهي وأقول له احبك .. واني راح أكون جنبك يا بعد كلي
سحبت الستارة بهدوء .. هالني المنظر عمري ما تخيلت أني أشوفه طريح الفراش يغطيه البياض .. والتعب مأخذ من كل ملامحه .. نزلت الماسك وقربت منه حطيت يدي على يده اليمين ونزلت دمعه على يدي
ما قدرت أقاوم شوقي له .. نزلت دمعاتي على خذي .. أبكي عليه .. أبكي على روحي
همست له : حبيبي ، أنا أسيل ، جنبك .. مراح أتركك
أفتح عيونك وشوفني .. خلني أرتوي بشوفتك
وكأنه استجاب لندائي ، لقلبي الميت لحظتها وإلا رجع ينبض برمشه عينه الخفيفة .. ضغطت على يده أكثر أحسسه بوجودي جنبه
تكلم بلسان ثقيل: ماء ، أبي ماء
تحركت مكاني مثل التائهة .. أدور على كأس ماي .. ساعدتني الممرضة وأعطتني قطنه مبلله بالماي .. رطبت فيها شفايفه الجافة
نزلت أصابعي على كل مكان بوجهه .. جفنه ، حاجبه ، أنفة وانتهيت بشفايفه أبي أتأكد أنه حي وجنبي
همس لي : أسيــل
قربت وجهي منه : يا عيون أسيل ، يا روح أسيل حبيبي لا تخاف أنا جنبك
وأنت ما فيك إلا العافية ان شاء الله وبتطلع بالسلامة
كرر اسمي مرة ثانية : أسيـــل
:
الشي الوحيد إلا أتذكره أنه قال لي " اليد إلا كنت أمزح فيها معك وأمسح فيها على ليل شعرك ، انبترت
راحت يدي يا أسيل "
سقطت دموعي أنهاراً أنهار .. كلامة كان قاسي على قلبي الضعيف .. لم استطيع احتماله وكأنه خنجر يطعن بصدري .. تأكيده الخبر ووصفه أن يده اليسار إلا يمزح فيها معي وإلا كان يمسح فيها على شعري انبترت .. خلاني انهار
خرجت من غرفة العمليات راكضة ، باكية والدمع الأسود يتساقط من فوق عيناي
أصبحت وقتها كا مركب أرهقه العيـاء
كـا طفل شاحب غريب .. مبلل الخدين والرداء
سا قتني قدماي لأهلي .. أول ما رأتني عهود بهذا المنظر : أسيل أنتي وينك ؟؟
حنا كنا ندور عليك !! ليه تبكين وش صار لكحيلان !!
ارتميت بحضنها كنت بحاجة لحضن يأويني .. نحبت على صدر شقيقته
ومن بين شهقاتي : طعني بكلامة يااااااا عهود
يقول لي اليد إلا كان يمزح فيها معي راحت
راحت يا عهود
ما قويت أسمع كلامه
آآآآآهـ قولي لي كيف أقدر أتحمل قولي لي
بعدهـا لا أتذكر سوى ملمس الرخام البارد ودموعي الحارقة على خدي ، أدركت ساعتها أن قواي خارت ورجلي لم تعد تسعفني لحمل جسمي المتخاذل
وبعدها أغمضت عيناي الشيء الوحيد إلا أتذكره هو صراخ عهود تنادي باسمي
:
أدركت لما صحيت من غيبوبة أحزاني .. أني لازم أكون قوووية وأكون جنب كحيلان
حتى لو كنت في يوم من الأيام أكرهه .. لكن الحين الوضع تغير
أعترف لنفسي أني مـا أقدر أعيش من غيرة ولحظة إلا حسيت أني ممكن أفقده كان عندي أستعداد أفديه بروحي ودمي ، بس هو ما يجيه أذى
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
( الجــزء التاسع والعشرين )

بعـد مرور شهـر
طلعت من بوابة new natal ICU ( وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة ) متجهه للمصاعد
وأنـا أتذكر الموقف إلا صار لي اليوم الصبح .. كان في طفل توه مولود .. اليوم الصباح ودخلوه العناية المركزة .. وأنا أفحص عليه لاحظت أن دقات قلبه قاله عن 40 beat per min ويمكن أقل بعد
أنا خفت عليه من قلب .. لأنه طفل ومو من الطبيعي تنزل دقات قلبه عن 100 .. يعني مو مثل الكبير أعطيته أوكسجين لكنه ما استجاب .. سمح لي الدكتور إلا معي أني أعمل له CPR .. لأني حامله شهادة وغير كذا أيدي ناعمة وصغيرة غير عن أيد الدكتور الكبيرة والعريضة فيخاف يكسر له ضلوعه وهو يضغط على صدره .. كنت طول مـا أنا أضغط على صدره كنت أدعي ربي أنه يرجع قلبه ينبض أقوى من قبل
و الحمد الله بعد Resuscitation .. الإنعاش القلبي إلا عملناه .. رجع قلبه ينبض طبيعي .. يا سبحان الله شوفي القوة العظيمة إلا حطها ربي بها المخلوق الصغير وحبه أنه يعيش بها الدنيـا وخلى قلبه يرجع ينبض .. شعرت بإحساس عمري ما حسيته .. أن أنتِ تساعدي مخلوق صغير أنه يعيش ويكمل حياته .. كانت أمة تبكي من الفرح وكانت شوي وتبوس إيدي .. أنا تأثرت معها كثير لدرجة نزلت دموعي معها .. انه مولودها الصغير ما مر على حياته أيام و تشوفه قدام عينها يموت صعبه عليها ..
فقت من سرحاني وانتبهت أن المصعد فتح ورجع تغفل .. ضغطت عليه مرة ثانية .. لأن ودي بكوب شاي يروح الصداع إلا فيني .. يمكن من بعد الضغط إلا عشته من لحظات جاني صداع .. والله ما تخيلت للحظات أنحط بهذا الموقف .. يمكن لو صار للبيبي شي بحس بتأنيب ضمير طول حياتي .. لمـا لاحظت أن المصعد راح يتأخر نزلت بالدرج للكفتيريـا .. أولـ مـا قربت من جهة الكفتيريا لاحظته جالس على أحد الكراسي الخشب المنتشرة وبيده كوب ونظرته مركزة على الكوب إلا يشرب منه .. من غير شعور تراجعت للوراء عده خطوات .. وكأنني أهرب منه .. أهرب من شي بداخلي .. أنا نفسي لا أعرف ما هو .. وكأنني خائفة من شي ما هو !! لا أدري !!
وكأني بظلام حياتي أخنق الأمل داخل نفسي .. فكل الأزهار ذبلت في شراييني .. أحاول دائمـا أن أملاء النفس بإشراقه جديدة .. لكن دوما حيرتي تسبح داخل نفسي .. فقاربي يصارع الأمواج من غير قوة .. أتساءل دائما متى ستشرق شمسي التي غابت .. متى سيأتي الربيع لحياتي بعد ما أغلقت كل سراديب قلبي .. أحاول أن ألملم فكري بعيدا عن الأحزان .. أحاولـ لكن لا مكان يحتويني فأرحل خلف الغيوم .. فهل رحيلي كافي
:
:
وازين ايامي بجلسه خيالك
يا الغايب الحاضر بقلبي ولا القاك
اقرب من عيوني وصعبن منالك
شالك زماني عن عيوني ووراك
ارتشفت من كوب القهوة .. أحس بطعمها مرر في حلقي .. من بعد ما فرقت نظر عيني نظرهـا ، كل شي أحسه مررر بحياتي .. تذكرت طعم القهوة إلا عملتها لي مرة .. بصراحة عمري كله ما ذقت مثل طعمها .. يمكن ناس تقول كلها ماء ساخن مع قهوة .. لكن هي عملتها بطريقة لها طعم خاص مثل ما تعجبني وتروقني لا هي خفيفة ولا هي ثقيلة حتى السكر مثل سكرها مع أن ما ذقت بيوم سكرك
آآآآه يا حلم عيني .. كم سهرت الليالي وكم ليله سهرتك .. كيف سمحت لها تروح كيف أنا غبي لها الدرجة حتى أني ما سألتها لأي قسم هي راح تنتقل .. والله معقولة شهر كامل ما أقابلها حتى لو بالصدف .. يعني معقولة الصدف ما جمعتنـا وحنـا بنفس المكان .. آآه الله عليها كيف قوت كيف !! ، استكثرك علي وقتي وغدا بك .. تعال وشوف كيف الأيام بي سون .. طويتني طي الورق في كتـابة .. حتى معا ليق الحشى لك تطون
مرت دكتورة من جنبي .. تعلقت عيني فيها حسبتها البندري .. لها طول البندري لكن لما سمعت صوتها جاتني خيبة أمل .. آآآه معقولة صرت مجنونهـا صرت أشوف طيفهـا بكل شخص .. آآآه قلبي سراب من دونهـا
تأملت تلك الجدران الكئيبة .. تاركة ظلك بكل مكان .. رغم جمودهـا إلا أني أجد فيها رفيق ارمقها بصمت عميق وكأنني أتخيلك خلفهـا
قلبي تعب وصبري تعب .. وأنا منفي في هذا الركن الركين وأفكر من غير جبين .. تحركت من مكاني ضايق وتارك الكرسي وحيدا ..
اتجهت لمواقف المستشفى وفتحت سيارتي من بعد ..
رميت الوايت كوت بإهمال في السيت الوراني
أشعلت سيجارتي .. أحرق إحراق قلبي بكل سيجارة أشعلها
آآآآه أنساك هذا صعب لأن ما بقى فيني حييييييييل
والعين مـا تشوف زين بلياك .. وقلبي ما انتفض للحب لولاك
شغلت السيـارة مبتعد عن المكـان أجول بالشوارع من غير هدف .. شرقً مشيت وغرب وقتي مشى بي ..
ا شتقت لأيام الهوى في جنابك ..
اشتقت لأبتسماتها النـاعمة إلا كنها نسايم ورد
متى تعودي وتروي قلبي
عود ترى داعي الهوى عند بابك .. وأروي القلوب إلا بعد ما ترون
غنيت لك عمري ولا جاء جوابك.. واسمي مع مجنون ليلى تدون
*
*
رفعت الغطاء .. وتذوقت طعم الشوربة .. امممممممم كأن يبيلهـا ملح زيادة .. رشيت عدة رشات ..
رحت عند الدولاب طلعت الصحون على شان أرتب السفرة .. اليوم خلصت دوام من بدري .. ورجعت الشقة وكنت مشتهية أطبخ .. عملت صينية دجاج بالخضار ومعها شوربة وتبوله وورق عنب كنت لافته من أمس الليل .. يعني ما شاء الله السفرة عامرة اليوم وكأني عازمة قبيلة .. سمعت صوت الباب ينفتح وصوت رمية المفاتيح على الطاولة الزجاج الدائرية إلا عند المدخل .. فكيت الإشارب إلا كان على شعري بسرعة ورتبته ..
توني كنت بطلع من المطبخ المفتوح على الصالة .. إلا لتفت لي نصف التفاته : السلام عليكم
ابتسمت له : وعليكم السلام
ما أعطاني مجال أسلم عليه ولا حتى أقول له يعطيك العافية .. تركني وحيدة ودخل الغرفة .. كذا .. من غير حتى ما يجي يسلم علي ويبوسني
رجعت للمطبخ خائبة الرجاء .. طول الشهر إلا فات أحس نفسي مثل الطفل التائهة يدور على حضن أمه الضايع منه .. كتمت الآه داخل صدري .. فيني له شووووق ، شوق الأم للولد
عارفة أني لازم أتحمل .. ولازم أصبر .. أنا دكتورة والمفروض أكون أكثر الناس عارفة بنفسيته .. شي مو سهل على الواحد يطلع من حادث ويحصل نفسه من غير يد .. صحيح دايم نقول الحمد الله على كل حال .. لكن أبن آدم !!
أحاول بقدر ما أقدر أني ما أبين له أن في نقص أنوجد بحياتنا .. وأن حياتنا لازم تكمل طبيعيه .. حاولت كثير أقنعه أن حنا نسافر لألمانيا و يكمل هناك جلسات العلاج الطبيعي ويركب له أيد صناعية .. الطب تطور كثير .. حاولت أقنعه أن ناس كثير أطرافهم صناعية لدرجة محد يحس وكأنها طبيعية .. لكنه عنيد ورافض حتى النقاش في هذا الموضوع
لكن إلا مو قادرة أتحمله قساوه قلبه وأنه يقابلني بها البرود .. كحيلان تغير من بعد الحادث وكأنه شخص آخر .. شخص أنا ما اعرفه وين حنانه وين رقه كلامه !! ..
أحس بسيف يطعن بكبدي .. بعده عني يذبحني .. أحتاج لحضنه الدافي .. للمسته لحنانه .. ليه نغرق سفينة عشقنـا بإدينـا .. حنـا كل يوم عن الثاني نبعد عن بعض .. كل ما حاولت أقرب منه أحسه يبتعد عني .. مدري ليه يتجنبني .. وما يمسح لي حتى أقرب منه
نبرة صوته الحادة صحتني من سرحاني : يعني مطولة وأنتي واقفة ، ماراح نتغذى
ناظرت فيه .. تعوذت من الشيطان ..
يعني يعاملني وكأني خدامة عنده ، مع أني أعامله بكل طيب خاطر
لكن ، صبرا جميل والله المستعان .. لكن مدري لمتى راح أتحمل ها المعاملة الجافة
بعد ما رتبت الصحون وغرفت له الأكل .. جلس على صدر الطاولة .. اخترت المكان إلا جنبه .. سمينا بسم الله وبدأنا الأكل .. صحيح أني ما أحب أتكلم كثير وأنا آكل لكن أحس الجو في ما بينا يغلفه البروووووود .. وكأن في جبل جليدي يفصل ما بينا .. صقيع مدري كيف أزيحه ..
غرست بالشوكة ورق عنب ، وقربتها من فمه : تفضل حبيبي مشتهيتهـا لك
ناظرني ببرود : أظن عندي أيد وأعرف أكل
فهمت تلميحه .. وحطيتها بصحنه ..
فاجأني بصوته الحاد : أنتي ما تفهمي كم مرة قلت لك أنا ما أحب الورق عنب حامض كثير ..
ناظرت فيه ببرود ، لأنه قهرني ، يدور أي سبب على شان نتخانق : والله إذا تشوفه حامض ومو عاجبك لا تأكله
ناظرني : هذا ردك
دفع بكرسيه للوراء وقام .. تاركني .. انقهرت من تصرفه .. الحين أنا تعبانه على ها الأكل وبالأخير ما يأكل منه إلا كم لقمة .. وإلا قاهرني يدور على أي سبب على شان يتخانق .. قمت ورفعت السفرة وأنا كاتمه غيضي و أحاول أحبس دموعي من القهر .. أشعر أن قلبي ينزف من معاملته القاسية لي .. والله ما أقدر أتحمل جفاه وقسوة قلبه ..
:
:
علمتها كيف الهوى لازم يكون ..
علمتها وشلون تقدر تبتدي وتحب ..
وشلون أهواها بجنون ..
علمتها عن كل شي ..
ورسمت روعتها بيدي ..
وعلمتها بكل الفنون ..
ونزعت ستار الخوف والظنون ..
علميني من تكوني ، أنتي بدوني أش تكوني .
علميني هو جمالك ، يسوى شي لو مات في عيوني ..
أنتي حروف الهوى مني عرفتيها ..
وكل أحلام الصبا في أيامي عشتيها ..
كانت أفراحك أنا .. كانت همومك أنا
وكان الهوى في دنيتك كله أنا .. كله أنا
رفعت غطاء السرير الثقيل .. ودخلت داخلة .. متظاهر بالنوم وعلامات الشقى على جبيني .. أبي أهرب من عيونهـا أبي أهرب من حنـانهـا
وأنا على ذا الحال لي أكثر من شهـر .. بعت المدينة لأجل عين ! وقالوا الخافي يبين ودفنتك بجوفي .. آآآآه يا طول الشوق بصدري مير الله يعين
لا تجامليني دخيلك في شعور يعنيني .. أبي ابتعد عنك يمكن تتعوضي بغيابي ..
رغم حبك الساكن بعيوني إلا أني أتمنى أنك تتركيني بها المدينه مثل الغريب ..
غلبني النعـاس وأنا أحسها تداعب شعري بأصابعهـا النحيلة .. آآآه يا قساوه ها القلب كيف قوى يجافيهـا .. أبيها تبتعد عني هي تستحق رجال أفضل مني .. أحس صعب صعب نكمل حياتنا مع بعض .. أحس أنها ما تحبني هي بس تجاملني .. أبيها هي إلا تطلب مني الطلاق .. لأني مستحيل أطلب منهـا تبتعد عني وتتركني .. توقعت بقساوتي معها تبتعد وتغيب عن عيني .. لكنها زيدت من اشتياقي والحنين
:
:
رحت أشوف كيف حال حبيبي .. بعد ما هزني الحنين .. شفته غالبه النعاس ، معني رموشك وعنيتني .. قربت منه هذي فرصتي الوحيدة أني أقرب منه ..
مسحت على شعرة الأسود إلا طول خلال ها الشهر لبداية عنقه ..
لها الدرجة يا كحيلان صرت بالنسبة لك ، غريبة مضيع دروب المدينة ..
لكن مهما أخطيت بحقي وجافيتني مراح أسلبك ابسط حقوقك ولو مليتني ..
شوف عيني يوم دمعي سال بك .. ضمتك حتى ولو ابكيتني .. وأنت !! رغم أني شغلت البال بك سلت مع دمعك ولا ضميتني ..
باللـه طالبك حاجة .. إذا خليتني .. لانويت تحب غيري .. طالبك لا تحبه كثر ما حبيتني
*
مرت الشهور عليه وكأنها سنين .. كانت ثقيلة عليه .. تعلم معنى غروب الشمس .. وش تعني له ليالي البرد ، ليالي الضياع .. تعلم معنى كيف يعيش غريب وهو مو بديره الغربة ..
خلال هذه الشهور فقد الأمل أنه يقابلها .. وكأنه عارف في قراره نفسه أنها تتجنبه .. ومستسلم لهذا الأمر .. طوال أيام عمله شارد الذهن يشارك بعمله فقط بجسده أما روحة ترفرف حول مكان مجهول .. حول الهنوف التي سحرته بسحـر عيونها ..
ترفرف حول تلك المرأة اللي رماه حظه العاثر في دربهـا .. لا هي إلا عشقته ولا هي إلا عتقته
:
فرغت كل الطاقة إلا فيني بضربات عنيفة على الماء وأنـا أسبح .. ليما أحسست بان عضلات جسمي تألمني .. أرخيت عضلات جسمي ليما طفا جسمي على سطح المـاء .. وصرت أسبح على ظهري وأراقب السقف بعيون سحرانه
أهـواكـ وأتمنى لو انسـاكـ .. وأنسى روحي ويـاكـ
وأن ضاعت يبقى فداكـ لو تنساني .. وأنساك واتريني بانسى جفاك
واشتاق لعذابي معاكـ .. والقى دموعي فكراكـ أرجع تاني
في لوأك الدنيا تجيني معاكـ .. ورضاها يبقي رضاكـ
وسعتها يهوووون في هواك طوول حرمااااااني
سمعت صوت أحد يدندنهـا معي ويحرك في سطح الماي إلا صار يتحرك من تحتي ..
فتحت عيني وسبحت لعنده .. سندت يدي على حافة المسبح
محمد بروقان : أهواك واتمنى لو أنساك .. مع جو هادئ وريلاكس وش الطاري .. وغمز لي
طلعت من المسبح وأخذت المنشفة ولفيتها حول خصري وجلست على الكرسي وقطرات من الماي النازلة من شعري وصدري تبلل الأرض إلا أمشي عليها .. رحنا وجلسنا على الكراسي ..
سألته بهدوء : إلا أنت وش إلا جابك بها الوقت
هاجمني بأيده اليسار : وليه يعني ما تبيني أجي !!
: لا مو القصد
دفني : وش فيك عزوز صاير حساس .. أنا خبري البنات هم الحساسين
ضحكت بسخرية : تدري أنك إنسان سخيف
كمل كلامة : وراح أكمل سخافتي على قولتك .. وناوي أسحبك معي لمصر ها الويك آند
ناظرتة بطفش : وأنت وش عندك بمصر ؟؟
محمد : عندي دورة يوم الأحد والاثنين .. ونويت أسحبها الويك آند إلا قبله أجازة مع زوجتي
: طيب أنت بتروح أنت مع زوجتك أنا وش يدخلني
تكلم بجدية : شفت شكلك تعبان ومحتاج لإجازة .. قلت تروح معنا تغير جو
تنهدت غصب عني .. آآآه يا خوي أنت ما تدري ان شوفتهـا هي لمسه شفاي : ما أقدر بها الوقت آخذ إجازة مشغول مرة
سكتنا للحظات .. لكني حسيت أنه ما أقتنع بعذري
لكنه فاجأني بسؤاله : عزيز !! أنت عشقـان
لحظتها تعطلت جميع الحواس عندي ، فتحت عيوني مصدوم وتجمدت أطرافي ، كيف وصل لها نتيجة !!
: وشووووووووو
ناظرني بعيون متفحصة وكأنه عارف بإلا موجود بها القلب التعبان إلا محتاج لشوفتها : كل شي يدل أنك عاشق .. كثرة تدخينك بالفترة الأخيرة .. أنت ما تلاحظ أنك تخلص 2 pockets باليوم .. إهمالك بشكلك .. من متى يمر على عبد العزيز أسبوع وما يحلق .. طول الوقت سرحان وشارد الذهن
حكيت ذقني إلا بادي الشعر يطلع فيه وقمت من مكاني وسحبت علبه السجاير من على الطاولة ، متجه لبوابة الزجاج إلا تطل على الحديقة
بسخرية وأنا أرمي السجاره بفمي ، ويدي الثانية مرجعها على ورى وكأن اخبي شي سر بداخلي
: كل هذا اكتشفته عني .. شنو بعد إلا ما أعرفه عن نفسي قوله
قرب مني وحط يده على كتفي : يا عبد العزيز أنـا أخوكـ مو غريب ، قولي وش إلا شاغل بالك .. ومنهي هذي البنت !! .. إذا تبيها نروح نخطبهـا لك
جيت بشغل سيجارتي .. إلا سحبها من فمي فجأة .. وهو إلا أشعلها وحطهـا بفمه
قلت أغير الموضوع : وسارة راح تأخذونها معكم
محمد : لا عندها روضة وهي ما تبي تغيب .. قلنا راح نخليها عند أمي
: أحسن بعد .. على شان تجلس تسليني
مرت لحظة صمت ما بينـا .. سحبت الباب الزجاج .. ولفح صدري نسيم بارد ارتعشت منه
محمد : براحتك يا عزيز .. وإذا ودك تتكلم أعرف أن عندك أخوا دايم راح يسمع لك
ابستمت بارتياح له : إن شاء الله إذا رجعت من السفر نتكلم في الموضوع .. الحين أحس مو وقته
محمد : على راحتك
*
*
بمكـان ثاني ..
اليوم هي في أبهى حلتهـا ..
اليوم ، يـوم ملكتهـا ..
ارتبط اسمها باسم يوسف ..
يوسف الهادئ .. يوسف الشاعر .. يوسف الرومانسي
كل ها الأشياء كونتها عنه طول الفترة إلا فاتت .. وهم ما زالت تحس أن في اشياء كثيرة ما تعرفها عنه .. لكن إلا تعرفه أن في فترة بسيطة قلبها تعلق فيه .. وما هي متخيلة اليوم أن في مكان راح يجمعهم بروحهم من غير ما يحاسبوا على كلماتهم ولا يداروا نظراتهم بمكان راح يجمعهم باتصال جسدي .. لا صوتي فقط
:
لبست الحلق الذهبي بشكل هلالي .. وأخيرا انتهيت .. ناظرت بشكلي.. الحلق مناسب لساري الهندي إلا لابسته باللون البرتغالي المطرز بالذهبي .. سحبت الشال من بعد ما لفيته حول خصري بطريقة حلوة وغطيت فيه كتوفي ..
حاولت يكون اليوم لبسي مختلف وغير متكلف .. لأني ما حبيت أعمل خطوبة كبيرة .. مع أن موعدها تقدم لأن حسيت بصقت فترة الخطوبة مع أني ما اكلمه كثير يا دوب مرتين بالأسبوع والأغلب يكون بالويك أند فضلت تكون خطبتي بشهر أبريل و خليتها مقتصرة على أهله وأهلي .. واتفقت مع أمي نعمل عرس كبير ..
وما حبيت أعمل حفله خطبة على شان خاطر البندري .. ما حبيت أكسر بخاطرها .. صحيح أنها تبين من الخارج أنها سعيدة .. لكن أحسها تنزف من الألم من الداخل .. كل يوم أدعي أن يجيها نصيبها وتتزوج قبل لا أنا أتزوج .. ما ودي أتركها .. والله لو الود ودي أظل في بيت أهلي معها طول العمر
:
دخلت علي البندري بابتسامتها الجميلة .. وشكلهـا المختلف
من زمـان ما شفت ها الوجه مشرق مثل اليوم .. أحسهـا فرحانة لي أكثر من نفسي ..
البندري وهي فاتحه ايدينهـا : يا بعدهم كلهم .. يوسف راح يتخبل الليلة
قربت مني وضميتها .. كنت محتاجه لحضنها .. لأني أحس أني متوترة
: يا بعد عمري يا أختي
كنت شوي وأبكي
البندري : ليه ليه ها الدموع إللي أشوفها بعينك
: مدري ، خايفه ومتوترة
البندري : أحساس طبيعي .. مع أنك المفروض تعودتي على يوسف .. يعني فترة خطبتكم كانت كافية
: لكن غير إحساسك لما تجلسي معه .. صحيح تعودت على صوته .. لكن الحين غير
البندري : أنتي لا تخافين حبيبتي أقرائي المعوذات قبل لا تدخلي .. وراح تمشي الأمور طبيعية أن شاء الله
هزيت رأسي وأنا أتنفس بارتياح .. كلامها شوي ريحني
:
:
من يقول الزين مايكمل حلاه... كل شي(ن) في حبيبي اكتمل
الله اللي كمله والله عطاه... مابقى للزين في خلّي محل
العيون أحلى من عيون المها... شافها قلبي و صفّق و احتفل
نظرته من فتنته شعلة حياه... والجفون من الحيا فيها كسل
ساهم(ن) رمشه على الخد وسناه...كن لمعة وجنته ورد(ن) وطل
الشفايا كنها جمر الغضاه... تحرس الريق المحلّى بالعسل
والشعر ليل(ن) نقل حمرة مساه...أجعد(ن) حوّل على صدره همل
مايج من فوق متنه ماطواه...لون شلال(ن) مع المغرب نزل
وأنطلق جيده يماري في بهاه...فوق مياس(ن) تعزّل واعتدل
بالرشاقه فيه من ظبي الفلاه...لي مشى كنّه على الروح انتقل
أقبلت ناعم يا ندى في ليل الربيع .. جلست على الكنت إللي بزاوية مني .. والله أني أحسد الكنب إللي جالسة عليه .. تأملت الحلم الجميل إللي جالس قدامي .. وش أبوصف فيها .. نعومة كلامها إللي تمحي الألم والله بسمة سلام تخلي العدم
اجتاحتني رغبه أني أمسح على ليل شعرهـا إللي فيه حمره غروب .. إللي أعطى انعكاسه حلوه مع الساري البرتغالي
صحيت من أجمل أحلامي على صوت عبد الله .. إللي حسيته بها اللحظة نشاز .. قطع موسيقى الصمت ما بينـا
: يا أخي ما شبعت وأنت تتأمل فيها كلتها بعيونك .. أولـ مرة تشوف بنت بحياتك
ناظرت فيه بحقد .. والله لو الود ودي ذبحته ساعتها
ضحك ضحكة وكأنه متشمت فيني : قاعد على قلبكم الليلة
نقذت سلمى الموقف بدخولها .. لأني جد كنت ناوي أقوم وأتوطى ببطنه .. يا أخي زوجتي حليلتي وأبي أجلس معها
تقدمت حور لعندي وبيدهـا صينية صغيرة مزينه أطرافهـا بالورد .. ونفس الورد يزين شعر حور الناعم .. ابتسمت لهـا وبستها على خدهـا وأخذت الدبل إللي بالصينية والورد حولـها .. سحبت أيد ريم اليمين بنعومة .. وأدخلت الدبله .. وهي بالمثل .. لاحظ توترهـا من رجفة يدهـا ..
سلمى زغردت لنـــا : كلوووووووووووووووش .. وباست ريوم على خدهــا .. مبروك يا عمري .. ها الله ها الله بخالي
عبد الله أحتل موقع الدفاع عن أخته : وأنت يا يوسف .. ترى ريوم غالية علينـا حطهـا بعيونكـ
رديت عليه بابتسامة نابعة من القلب : الريم من جوى عيوني
أشرت لحور وهمست بإذنهـا كلام .. فراحت لعند ريوم وأخذت أوراق الورد ونثرتهم على ريوم .. وهمست لهـا بإذنهـا لكني سمعتها : يوسف يقول لك أنتي حلوة
اعتلت خدهـا حمرة .. كا حمرة الورد المتناثر حول شعرها وفستانهـا
بعدهـا قمت واقف ، عبد الله : وين تو الناس خلك جالس معنـا .
أنا عارف أنه يسخر مني ، وهو ينتظر الساعة إللي أطلع فيها لكن هذا بعده .. مسكت أيد ريوم .. واستجابت للمستني وقامت واقفة : راح أخذ ريوم وراح نتعشى بمطعم
عبد الله : والله فكرة .. نروح كلنـا ونتعشى بمطعم .. وتراني حاجز لنا طاولة بمطعم السنبوك
فاجأني .. أنا كنت ناوي أطلع معها بروحنـا ، يقوم هو ويقول لي نطلع طلعه عائلية .. كان ودي أقوله لا .. وبنفس الوقت انحرجت وغير كذا شعرت من ملامح ريوم أن ما ودها نكون بروحنـا يمكن يبيلهـا وقت على ما تتعود علي
: أوكي أنا ما عندي ما نع لكن العزومه على حسابي
عبد الله : مو مشكله مراح نختلف الحين .. بروح أخبر الأهل يتجهزوا
طلع عبد الله ماسك أيد سلمى .. كانت ريوم بتلحقه .. لكني مسكت يدهـا : انتظرك بالسيارة .. وسحبت يدهـا مني وطلعت طايرة مثل المهـرة والشـال أنفك من على كتوفهـا وصار يطير خلفها مثل الريح
:
:
علقت قلبي فيهـا كـالمهر أبيض يجري بلا سرج ولجام .. مشيت وراهـا مثل المخدر ، رائحة عطرهـا أسكرتني .. طوقت خصرهـا بيدي ..
جائني صوتها الرقيق : عبــــد الله
تنهدت ، آآآه مشتاق لأسمي على لسانهـا .. لكني ما بينت شوقي لهـا .. مع أني متأكد أن عيوني فاضحتني .. حررت شعرهـا من الشريطه إللي رابطتهـا من فوق .. نزل على يدي كا شلال ضوء أسود ..
: لا تربطينه مرة ثانية .. أبي أشوفه كذا دايم
حسيتها توترت من حركتي هذي .. وكان هذا واضح من أنفاسهـا المتقطعة والسريعة
لكن هناك خصلة كثيرة التمرد نزلت على وجههـا .. تسري لي أشواق صدر .. أهوجِ التنهد ونبضة القلب الصغير الصاعد .. المغرد
تستقطر العطر من لون فمٍ لم يعقد
:
:
:
ركبت السيارة .. على أنغام أغنية .. دخلك شو أخبارك إلي ،، أشتقت إلك أنت إشتقت لي !! أشتقت إلك طبعــا أكيد .. يومي حبك بزيد
هي ها المرة إللي تكلمت : تدري أني أحب هذي الأغنية
ابتسمت : وأنا على شانك حبيتهـا
قطبت حاجبهـا ، وفهمت أنها مو فاهمه علي .. وحكيت لها على السر ..
حطت أصابعها بفمهـا .. يا عمري على حركتها وكأنها طفله : يا فشيلتيييييييي
لمست يدهـا بجرأة : بالعكس كانت أحلى صدفه بحياتي .. أنا أحمد ربي أن الصدفة خلتني أشوفك وأتعلق فيك .. وسلمى من غير ما تحس كانت تزينك بعيني وهي إللي حثتني على خطبتك ومن يومهـا صرتي أعز إنسان بعيوني
ريوم : وأنت صرت كل الناس بعيوني .
قالتها بعفوية .. لدرجة بعدها نزلت عيونها وصارت تلعب بطرف شيلتها
قربت يدهـا من شفايفي وقبلتهـا : أنا ما أبي الناس ، أنا أبيك أنتي وبس
حكيت لها عن الوله والشوق .. لكن ما حبيت أفتح الجروح .. وكأني خايف تضيع
وصلنـا عند المطعم وأولـ ما وقفت السيارة .. غطت وجهـا ، لدرجة غرت من غطاها إللي يلامس خدهـا المياس .. زينت لها غطاها لأن مكياجها الثقيل زايد على فتنتهـا فتنه
*
*
من بكـرة المسـاء ..
دلال مع خطيبهـا بالسيارة .. راجعين من البحرين
فتح محمد النافذة و أخذنـا الأكل من العامل الفلبيني إللي يشتغل بمطعم ما كدونالدز .. ومد الكيس لي بعدهـا .. طلعت البيبسي وحطيته بالمكان المخصص للكوب بالسيارة وطلعت الهمبرجر وفتحتهـا له : تفضل
لاحظت ابتسامته على خده اليمين : مشكووووووره
: العفو
أنا طلعت لي بطاطس .. وتركت الهمبرجر .. أنا قلت لمحمد أن ماني جوعانه لكنه أصر وطلب لي ميل .. لاحظت أنه يأكل بشراهة .. مسكين شكله جوعان .. أدري أني تعبته معاي اليوم .. والله لو أظل أشكره طول العمر مراح أنسى له ها المعروف .. طول عمري وأنا أحلم أني أكمل دراستي بالجامعة .. لكن كنت أعتبر هذا الشي مجرد حلم .. وما تخيليت أنه بيوم راح يتحقق .. وفاجأني أمس لما زارني بعد الدوام وبأيده ملف فيه كل أوراقي لتقديم الجامعة .. أنا من صدمتي ما عرفت أنطق .. واليوم أخذني للجامعة العربية بالبحرين وقدمت أوراقي فيهـا .. على أني أدرس يوم الخميس بس بما أني أشتغل طول الأسبوع .. والله هذا أكثر مما تمنيته .. أنا كل يوم أشكر ربي أنه أعطاني زوج مثل محمد ، أنسان راقي ومتفهم ومتفتح لدنيا
لف علي : أكيد تفكرين بالجامعة
ابتسمت : وكأنك تقرأ أفكاري
محمد : يله جهزي نفسك راح تدرسين بالصيف
: ما تتخيل يا محمد قد إيش أنا سعيدة .. ودي أروح السوق أشتري لي ملابس جديدة .. وأشتري لي كتب ودفاتر .. أحلم أني أرجع طالبة من جديد
محمد : هي هي شنو ملابس جديدة ، ليكون على بالك بخليك تنزعي العبايه ..يا حبيبتي راح تدرسي بعبايتك ومنقبه كمان
ضحكت: والله ما أقصد إللي فهمته .. لكن تعرف الحريم يحبوا يكشخوا حتى لو من تحت العباية
لوا فمه : شكلك راح تفلسيني
نزلت رأسي بضيق .. أنا عارفة أنه يمزح ، وأدري أن مصاريف الجامعة ودراستي كلها عليه ، لأن أبوي ما في أمل منه
قرص خدي : وش فيك !!
تلعثمت : أمممممممم ، إذااااااااااااا ما تقدر على مصاريف دراستي عادي مو لازم
فجأة سمعت صوت الفرامل قوية .. ووقف على جنب ، ولف علي ورفع صبعه في وجهي .. لدرجة أنا خفت : دلال .. أياني وياك أسمعك تعيدي ها الإسطوانه مرة ثانية ..
ابتسم ابتسامة خبيثه : خفتيييييييييي
أخذت نفس : يمه تخوف إذا عصبت
تكلم بنبرته الحنونة إللي تعودت عليهـا : يا دلال فلوسي كلها تحت مداس رجلك
: ما تقصر يا محمد و الله يخليك لي
محمد : ويحفظك لي يا رب
*
*
من يقول الليل للعاشق ضرير
الهوى في كل وقت له نظر
شوفة العاشق عن الباقين غير
له نظر بالعين ولقلبه بصر
ساهر بالليل فارقت السرير
والبحر رفيقي بليل السهر
موجته تسري وان فكري يحير
ليت لي يا فيصل بسره خبر
تلعب الموجه وللغبه هدير
والقمر من فضته رش البحر
موج يضرب بشط البحـر .. والبدر بليلة كمـاله من فضته رش البحـر ..
طلعت موجة ضربت أعماقي .. تخيلتهـا واقفة أمامي .. فأنـا من يومهـا فارقت السرير لأني لا أتذكر إلا وجههـا حين أنام على سرير ي
ضااايق بها الليل أسولف .. حاولت أطردها من خيالي لكن عطرهــا مثل الريح جاء ولفحني .. ورمش عينيها مثل السهم أنغرس بقلبي
حطيت يدي عند خدي وأنـــا جالس تحت الرمـل البارد بها الليل
آآآآه ونيت من قلبي .. سلبتني قلبي وتركتني ..وحبك فضحني
يا قوتك .. كيف قويت ما تشوفني طول ها الشهور .. وأنا إللي سلمت لك قلبي وحبك سكني
سألني طلال : وشو بلاك يا عبد العزيز !!
أثرت الصمت على الكلام .. الناس تقول نفسي وش بلاهـا .. وهم ما يدرون باللي متعبني و عن عيني وش إللي كدر سماهـا .. لهيب الشوق يأكل من ضلوعي .. وناري بالألم زايد عطاهـا
رفعت عيني لسمـا .. أراقب النجمة والقمر .. علّي ألمح سناهـا وأراقب زولهـا بكل طيف
: يا غايبه عن الخافق سلام .. ردي علي يا همسة العاشق سلام
ردي وخذي مني ليالي العمر .. أقطف لك النجمة وأذوب لك قمر
طلال بنبرة سخرية : الله عليك .. صرت تقصد على ها الليل .
تنهدت تنهيدتني .. وضميت يدي عند حجري وكأني أرفض الإفصاح بالكلام
حط يده عند كتفي وتكلم بجدية مع أنه نادر ما يتكلم بجدية : روح تقدم لها رسمي دامك شاريهـا
ناظرت البحر بعيون حزينة : خايف ترفضني يا طلال ساعتها وش راح يصير فيني
طلال : إذا ظليت على ها التفكير السلبي.. عمرك مراح توصل للبنت
: أنا جالس أفكر أني أرجع بريطانيـا أكمل التخصص .. ويمكن إذا رجعت تكون البنت خفت جروحها
طلال : وفي إحتمال ثاني .. أنها ممكن تكون تزوجت
لفيت بسرعة ناحيته : تكفى طلال لا تقول ها الكلام فكرة أنها تكون لغيري تؤرقني
ما حبيت أكمل النقاش داخلني خوووووف .. مراح أتحمل فكرة أن اجتماعنا مع بعض محال .. أنا عايش على أمل واحد .. واحد
قطع الصمت ما بينـا رنين جوالي ، شفت المتصل رقم أمي ، رديت عليهـا : هلا يمه
أمي : عزيز أنت وينك !!
خفت من نبرة أمي ، مو من عادتهـا تتصل فيني وتسألني : خير يمه وش فيه
أمي : سارة مررررة تعبانه ، اليوم الروضة أتصلوا علي ورحت أخذتها عندها إسهال وترجيع .. وكل ما أعطيها شي ترجعه مو متقبله شي وهي على ها الحال من الصباح .. خفت أعطيها تحميله أو أي شي وأنا مو عارفة وش فيهـا
: يمه الله يهداك ليه ما اتصلتي علي من بدري
أمي : ما توقعت الموضوع يحتاج طبيب
قمت من مكاني : طيب طيب أنا الحين جاي .. وكيف درجة حرارتهـا
أمي : شوي مرتفعه لكن ما وصلت 39
: الحمد الله ، خلاص عجل أنـا مسافة الطريق وجاي
قبل لا أمشي ناداني طلال إللي نبهني صوته لوجوده : وين رايح يا بو الشباب وتاركني بروحي هنـا أنت ناسي أني جاي معك وما عندي سيارة
ضربت جبيني : اوووووووه والله نسيت
غمز لي : إللي ما خذ عقلك يتهانا به
ناظرت فيه بحده : طلال كلش مو وقت مزحك .. يله أمش معي بسرعة
فتحت السيارة عن بعد .. وركبنـا وأنطلقت بسرعة .. سرعة جنونية .. يمكن أني طقيت الطبلون .. مدري ليه بصراحة كنت أسرع ، هل بسبب خوفي على سارة مع أن حالتها مو خطيرة مرة .. أو بسبب توتري وأني أعرف أني أبحر في بحر من دون سفينه وشعوري الذي يغتالني بأن الوصول إليها مُحالُ
أولـ ما وصلت البيت .. نزلت من السيارة على عجل .. دخلت الصالة .. وجدت أمي جالسة على الكنب وبحضنهـا سارة .. هزيلة ووجههـا شاحب .. قربت من أمي وأنحنيت أحط يدي على جبين سارة : كيفهـا الحين يمه
أمي ، والقلق واضح عليهـا : والله مدري وش فيهـا .. كذا مرة رجعت وأنا خايفة عليهـا .. وكل ما أعطيهـا شي ترجعه وما تتقبله مني .. وأنا خايفة يصيبهـا جفاف .. شوف كيف وجهها شاحب وشفايفهـا جافة
سألت أمي : يمه هي اليوم أو أمس مأكله شي من برا
ضغطت أمي على جبينهـا تبي تتذكر : أيوة ، هي أمس راحت رحلة مع الروضة للبحر .. ومدري صراحة وش أكلت هناك .. يمكن راحت شرت لها آيس كريم من سيارة الآيس كريم تعرفها هي تحب الآيس كريم
حملتهـا من حضن أمي ، وصارت مثل الريشة في يدي بسبب خفه وزنهـا : يمه أنا بأخذهـا المستشفى شكلها تحتاج لمغذي
أمي ، همت بالوقوف : انتظرني بروح ألبس عباتي
استوقفتهـا : يمه ما له داعي ، وطلال معي ينتظرني بالسيارة .. ولا تخافين على سارونة تراها بأيد أمينه
وابتسمت ابتسامة أطمنهـا
أخذتهـا لسيارة .. فتحت الباب جهه طلال : أستلم ، اليوم أنت البيبي ستر
أخذهـا مني بحذر .. ورحت أنا ركبت جهه السائق وتحركت طالع من البيت ..
وأنا أسوق لفيت لعند سارة ، شفت طلال يمسح على شعرهـا الناعم إللي صار طويل ويوصل لكتوفهـا : بعد عمري سارونه تعبانه .. وش يوجعك حبيبتي
أشرت له سارة على بطنهـا
طلال : خلاص يا ماما .. الحين بنروح المستشفى والدكتورة راح تعطيك دواء
بوزت سارة وكانت شوي وتصيح من طاري المستشفى .. أكيد ذكرى المستشفى مرتبط عندهـا بشي مؤلم مثل ضرب الأبر
أولـ ما وصلت المستشفى عند بوابة الطوارئ .. كلمت طلال يروح يوقف لي سيارتي عند المواقف .. وأنا حملت سارة ودخلت فيها لعند قسم طوارئ الأطفال .. تقريبا الساعة كانت تشير لساعة 10 بليل .. وغريبة هذي الليلة كان الطوارئ مو مليـان كثير .. أول ما دخلت قابلتني سستر هندية .. وخبرتها عن حاله البنت .. فراحت تنادي الدكتورة على شان تجي تفحص عليهـا ، مع أن كل ها العبالة مالها داعي .. البنت بس تحتاج لـ salin
هي عندهـا إصابة فيروسية gastroentritis
وأنا جلس على السرير خلف الستارة .. سمعت صوت .. صوتهـا .. أي هذا صوتهـا .. معقولة أنا قمت أتخيل صوتهـا
سمعتهـا تقول لسستر أن دوامها انتهى وإذا ممكن تنادي على دكتور ثاني يجي يشوفهـا ، لكن الدكتور المناوب الثاني بالجنـاح ..
كانت عندي رغبه أني أطل ما وراء الستارة .. لكني خفت بلحظة تجيني خيبة أمـل .. وأنا كل إللي قاعد أتصوره خيال في خيال ..
كنت أراقب خطواتها تحت الستارة وهي تقرب .. ومع كل خطوة تخطيهـا كانت دقات قلبي تزداد في النبض .. كشفت عن الستـارة .. وظهر لي وجههـا إللي عذبني خيالة طول ها الليالي
: السلام عليكم
رديت عليهـا ، وعيني متعلقة فيها ماني قادر أصدق أني قاعد أشوفهـا ، بعد طول انتظار اليوم أشوفها وأنا جايب سارة المستشفى : وعليكم السلام
راحت من ناحية اليمين من جهه السرير : شلونك دكتور
ابتسمت ، ابتسامة عريضة ، وعيني متعلقة فيهـا لدرجة أنا مو مركز هي وش قاعدة تقوووول : بخير
قربت من سارة أكثر : الحلوة وش فيها
: she has vomiting & diarrhea
سألتني : how many time she vomits
: I don't know
البندري : ماما تحسي بألم
هزت لها سارة رأسهـا
البندري : وين تحسي الألم
أشرت لها على بطنهـا
بعدها سألتني عن طبيعة الإسهال وأسئلة دقيقة .. أنا ما عرفت أجاوب عنها لأني ما كنت مع سارة طول اليوم .. أنا جالس أسمع لحكيهـا و عقلي مو معاي أصلا ..
كل إللي خايف منه ها اللحظة أن دقات قلبي تفضحني .. تفضح الشوق والوله إللي بداخلي
:
رجعت وجلست خلف المكتب الصغير .. أكتب على ورقة emergency
زيادة على التوتر إللي حسيته من شفته مع البنت الصغيرة الأمورة .. غير أني أنصدمت من أسم البنت .. أسمها سارة محمد .. مو مثل ما تخيلت أنها بنته .. يعني هو مو متزوج !!
صحيح أن عمري ما شفت بيده دبله ، لكن ضنيت أن الرجال ما يهتمون لهذه الشكليات مثل البنات ..
ومعرف ليه جاني فضول أعرف أكثر عن البنت .. فطلبت من الممرضة تروح ترتاح وأخذت من عندهـا الأدوات .. ورحت لعند سرير سارة .. سحبت يدهـا الصغيرة على شان أبي أركب فيها المغدي .. وعلى شان أحس براحة أكبر سحبت لي كرسي وجلست علية .. لأن أحس بالتوتر واضح على وقفتي وحتى حركة يدي بعد ما ثبت IV fluid .. وحطيت تحت يدهـا سطح خشن و لفيته مع الإبرة على شان لا تتحرك يدهـا ويتحرك موقع الإبرة
سألته بطريقة إستفهام : الأمورة بنتك !!
رد علي : لا بنت أخوي
هزيت رأسي : أهـا .. وما حبيت أسأل أكثر وأكون أنسانه فضولية .. يعني وش معنى عمها هو إللي يجيبها المستشفى .. لية مو أبوهـا ليه أمها مش جايه معها .. معقولة متوفين !! أو مسافرين .. حطيت كل الإحتمالات .. وعيوني تراقب وجهها الملائكي البريء .. إللي شكلها خايفة مني وعينهـا متعلقة بعمهـا .. شكلها تحب عمهـا كثيييير
:
انتبهت لنظرتها الحنونه وهي تراقب سارة ..
بها اللحظة رفعت عينهـا .. وكأنها حست أني مشتاق لهـا .. عا تبت عيني عيونهـا .. آآهـ يا ظالمه طوول ها الشهور ما أقابلك .. وأنتي إللي شغلتي فكري وظني .. وأنا لامن سمعت اسمك فزيت
شوفي وش سوى بي السهـر .. ردي علي ردي !!
ولهـــــان أنا بالحيل ولهـــان .. خليتي وقتي انتظار
الليل ما هو ليل .. ونهاري ما هو نهــار
من عرفتك وأنا ما عندي سوالف إلا أنتي
ومن عرفتك شوقي وإحساسي سكن وين ما سكنتي
يا وييييلي من الظروف .. يا ويلي والوقت يطوف
نزلت راسها على استحياء ، وكأنها شعرت بالخجل من نظراتي لهـا .. يا الله لو ودي ها اللحظة ما تنهي .. ها الساعة توقف عن الدوران .. وأظل أعاتبها لو بالنظر .. شوفتها تكفيني .. ترويني
بها اللحظة دخل طلال وهو حامل معه مفتـاح سيارتي .. بها اللحظة حسيت ناحيته حقد مو طبيعي .. كانت نظراتي له قتاله .. يعني ما عرفت تنتظر شوي وتتأخر كان أمداني أقول لها أي شي أشي المهم أتكلم معهـا
غمز لي وابتسم لي ابتسامة خبيثة وهو يمد لي المفتاح : تفضل عزيز .. وقفت سيارتك بالموقف إللي متعود عليه .. وارتحت الحين خلاص .. ارتاح بالك ، سيارتك بالحفظ والصون قلت لك لا تخاف عليهـا ولا تحاتيها .. المهم خلك أنت مع سارة ولا تتركها دقيقة وحدة
هذا إيش جالس يخربط ، سيارتك ولا تخاف عليهـا .. لاحظت أن البندري شعرت بالحرج من وجودها معنـا فسحبت نفسها بهدوء وسكرت الستارة .. مسكت ساعد طلال بقوة ، وضغط على أسناني : أنت ما عرفت تجي إلا الحين .. كان تأخرت شوي
طلال : يا عيني يا عيني كل هذي غراميات
حطيت أيدي عند فمه : اسسسسسسسسسكت فضحتنا ، يمكن البنت تسمع
بعد يدي ، وتكلم بصوت واطي أقرب للهمس وهو يحرك يده : قولي يا حلو منين الله جابك .. خزن جرح قلبي من عذابك
دفيته بطرده : قسم بالله أنك مهبوووول
ضحك : صبرك علي ببوس سارة القمر والله أنت وش أبي فيك
: يا آخي سارة ما تبيك كفاية أنها تعبانه ومنقرفة منك
طلال : أفا حبيبتي تنقرف مني
ناظرت فيه بحدة : طلال وبعدين
طلال : خلاص خلاص ولا تعصب راح أطلع
بعد ما طلع أخذت نفس عميق .. الله يلعن عدوينك يا طلال .. رحت لعند سارة وشفت جفونهـا بدت تسكر .. ناظرت بالمغذي إلا ينزل ببطئ شديد .. يعني يبيله وقت على ما ينتهي .. جلست على السرير وحطيتها بحضني تنام
أحبك يا سارة والله أحبك .. أنتي إللي خليتيني أشوفها الليلة .. وأنا إللي كل يوم بها المستشفى ولا قابلتها حتى بالصدفة ..
:
على قريب الساعة 12 من الليل ، عم الهدوء بالطوارئ .. صحيح أن كان ودي أمشي البيت ، لكن ما ودي أترك البنت الصغيرة حتى لو جاء الدكتور المناوب الثاني ، وأن وش وراي أسوية بالبيت غير النوم .. رحت نايحة السرير .. انتبهت أنه جالس على السرير وحاط البنت بحضنة ويمسح على شعرهـا .. منظرة منظر أب حنون .. لكن نظراته كانت سرحانة .. وتحت عينه سواد .. ومربي له لحية خفيفة ..
منظرة أثار الحيرة بنفسي .. مذكر أني شفته بها الشكل التعبان والشقيان والحيران .. ونظراته لي قبل شوي كانت تحكي كلام .. لكني ما فهمت بشنو أفسرها ، وكأنه شخص كان فاقد شي أو محروم منه
أحس مو كأنه الدكتور عبد العزيز إللي أعرفة .. أحسه شخص .. شخــض عــا !!!!
قطع علي سيل أفكاري إللي أخذني لبعيد .. نبرة صوتة إللي لها بحه مميزة
: دكتورة
ارتبكت ، ومن غير شعور مني صرت أحرك بساعتي .. أخفف من توتري وكأنه كشني وأنا أناظر فيه : دكتور إذا حاب نأخذ منهـا blood samble على شان نتأكد بعد عن السبب هل هو virus or bacteria ، , على شان إذا تحتاج نعطيها antibiotic
رد علي : براحتك دكتورة ، إللي تشوفيه سوية
سألته : طيب هي قبل أسبوع كان عندهـا زكام أو احتقان يعني upper respirstory tract infection
عزيز: والله ما أذكر صراحة ، لانها مو عايشة معنا بالبيت ، وهي من أمس توها جايه عندنا البيت لأن أمها وأبوها مسافرين
ابتسمت من غير شعور ، أرضى من فضولي من غير ما يشعر.. وكبر بعيني أكثر ، أنه عم حنون على عيال أخوانه
: شكلك دكتور تحب الأطفال كثير
ابتسم ابتسامة عريضة : سارة عندي غير عن كل الأطفال .. هي دلوعه عمهـا
قربت أكثر : بإمكانك تتركهـا معي ، وإذا عندك شي تعمله بالمستشفى أو تروح تشرب قهوة
عزيز : وكأنك قرأتي أفكاري ، بالفعل كان ودي بكوب قهوة
: مو مشكلة سارة راح تكون تحت نظري
تركهـا على السرير ، ومشى .. قربت منهـا أراقب ملامحهـا فيها شبة كبير من عبد العزيز .. يا حلوهـا .. والله الأطفال ببرائتهم يدخلون القلب .. أحس نفسيتي تغيرت من أشتغلت بقسم الأطفال .. الأطفال عندهم برائة وعفوية في تصرفاتهم غير عن البالغين إلا ممكن يكون تصرفاتهم مبطنة أو فيها خداع .. والأطفال حيل صغار يكسرون خاطري يجون المستشفى يصيحون والمشكلة لا زم تشغلين حاستك وتراقبي تصرفاته وتسمعي لكلام الأم إللي تعرف شنو فيه طفلها
وغير كذا صرت أفهم للغه الجسد من بعد عدة دورات أخذتهـا ، وبصراحة غيرت من نفسيتي الكثير..
بعد فترة أنتبهت أن سارة بدت تتحرك وفتحت جفنهـا الصغير بكسل .. قربت منهـا أكثر
: شلونك سارونه .. أنتي زينه الحين
حسيت أنها خافت من قربي الشديد ، أو يمكن من لون الوايت كوت الأبيض المسبب عقدة لبعض الأطفال
بعدت عنها شوي ، وابتسمت : أنا دكتورة البندري .. أنتي سارة صح ؟؟
هزت لي راسها ، مع أني لمحت نظرات الخوف بعيونهـا .. وعلى شان تألفني طلعت مصاص من جيبي إللي تعودت أشيل فيه حلاوة من اشتغلت بقسم الأطفال
: خذي حبيبتي
ناظرتني بشك .. وكأنها تفكر أخذه والله ما أخذه .. لكن كفه حبها للحلوى هي إللي رجحت .. ومدت يدها الصغيرة وأخذته
بها اللحظة دخل الدكتور عبد العزيز .. وابتسم لما شاف سارة صاحية وبيدها حلاوة
: سارونه حبيبتي شلونك الحين
ردت عليه وكأنها بجيته حست بالأمان : زينه
ساعدهـا تجلس : الله من فين لك ها الحلاوة
أشرت علي بصبعها
وسألها : وهذي شنو أسمها
مدت بوزها : مدررررري
ضحكت على حركتها : أنا اسمي البندري
قطبت حاجبها : البندليييييي
: يا عمري تجنن
:
آآآآآآآهـ يا قلبي .. ارحميني .. والله أنتي إللي تجنني ..
سألتهـا : طيب أنتي شنو أسمك ، ما قلتي لي
ردت عليها سارة إللي حسيت أنها بدت تستلطفها : أنا أسمي سارة و هدااا عمووو عزيز
البندري : يعني خلاص صرنـا أنا وياك أصدقاء
قربت مني سارة وحضنتني : لا أنـا ما أحبك
ناظرت بتعابير وجه البندري ، إللي ما توقعت ها الإجابة من سارة .. ناظرنا في بعض وضحكنـا في نفس الوقت
كلمت سارة وأنا أحاول أكتم ضحكتي : عيب سارة ـ الحين هي معطيتك حلاوة .. قلتي لها thank you
لفت عليها وقالت لها بصوت يا دوووب ينسمع : thank you
ردت عليها ببتسامتهـا إللي تبين أسنانهـا اللؤلؤ : welcome my dear
الله يخليهـا
: تسلمين ، لكن لا تغرك برائتها الحين تراها شيطونة
دافعت عنهـا : لا شكل سارونة شطورة وتسمع الكلام
سارة : سمعت أنا شاطرة
: بسم الله ، توك تعبانة وما فيك حيل تتكلمي
البندري : طيب ممكن تعطيني يدهـا على شان أفك الإبرة من يدهـا وتقدروا تمشوا
راقبتهـا وهي تنزع الإبرة ، بيد محترفة ، بحيث أنها ما تحاول تألمهـا
آآآهـ يا قوّ قلبك كيف قدرتي تقطعيني كل ها الفترة .. وأنا كنت راح أموت عليك من الوله .. حسبي على الأيام إللي قطعت الآمال .. والله أنـا بآآآموت لاصار الأمل مقطوع .. أنت الحياة وين ما رحتي متبوع ..
بعد ما انتهت وودعت سارة وقالت لنا نشربها سؤال كثير ولا تنام في مكان فيه تكيف ، شكرتهـا : مشكورة دكتورة ، وسوري إذا أخرناك
البندري بكل رحابة صدر : لا شدعوة ..
وقبل لا أمشي ودعتهـا بعيني .. وطلبت منها لا يطول غيابهـا لأني ما عدت أقوى على طول الغياب
وقبل لا أمشي من مواقف المستشفى .. عيني صقرتها عن بعد تركب سيارة من الخلف بروحهـا .. ناظرت بساعة السيارة .. لقيت الوقت متأخر بالحيل .. حسيت بتأنيب ضمير أن بسببي أخرتها على رجعة البيت .. و مو حلوة البنت ترجع من سايق بها الوقت .. الواحد ما يظمن شنو يصير لها وعيال الحرام كثير .. بالعادة لم كانت تشغل معنـا بالقسم كنت أشوفها ترجع مع أخوها عبد الله .. لكن الأكيد أنه أحيان يكون مرتبط والله يكون نايم ..
لحقت سيارتهـا من بعيد من غير السايق ما يحس .. لفيت جهه سارة إللي جالسة جنبي وربط حولها حزام الأمان .. لقيتها غطت في سبات عميق من التعب ..
يمكن لحظتها تصرفت تصرف ما فكرت بالعواقب .. ولا وش ممكن تكون النتائج لو أنها لمحت أني ألحقهـا كان كل إللي هامني أني أتطمن عليهـا وأوصلهـا للبيت بأمان ..أول ما شفت سيارتهـا تدخل داخل البيت تنفست بإرتياح وأنا أحس دقات قلبي تعصف داخل صدري .. راقبت نوافذ بيتهم العلوية وأنا أتخيل أنها ممكن تشوفني ..لأني محـتاج لهـا تروي حياتي بهمسهـا .. لأنها الحياة بالنسبة لي
من شفتهـا قلبي خفق .. وعمري نطق .. أردد بنشوة أسمهـا
وقتهـا أخذت عهد على نفسي .. أني لازم أقدم على الخطوة إجابية
*
*
جلست على الجلسة القريبة من حوض السمك .. وأنا ضامة علبه الشوكلاته إللي أهداني إياها يوسف لصدري .. كانت العلبة على شكل كتاب كبير وينفتح وبداخلها معبي الشوكلاته .. شوكلاته بكورن الفلكس إللي أنا أعشقها بجنون
تنهدت من قلبي ، علقني في هواه من غير ما أحس ..
استرجعت شنو صار اليوم
كنت بغرفتي واقفة قدام المرايا ، أرتب شعري إللي مموجته بالموس .. بعد ما تجهزت لزيارة يوسف .. كنت أنا داقة علية أعزمة على الغذاء وطبعا أمي تكلفت هي بالطبخ والله أنا ما عندي ما عند جدتي .. زين مني أعرف أعمل كوب شاي .. وأمي هزئتني، وقالت لي كيف راح تتزوجين وأنتي حتى بيض مثل الناس ما تعرفي تعملي ..
دخلت لي البندري وأنا بعدني واقفة عند المرايا .. لما لفيت عليها شفتها تناظرني وعيونها مفتوحة وكأنها تناظر شخص جاي من كوكب آخر .. أنا على بالي معجبة في شكلي . لفيت حول نفسي وسألتها : شنو رايك بنوووو حلو لبسي
صرخت علي : أنتي شنو لابسة أنجنيتي ، كأنك وحدة رايحة كبريييييية
انصعقت من كلمتها ، قوية بحقي تقول عني كذا ، ولا منو إللي يتكلم البندري ، إلليمو من عاداتها تقول مثل ها الكلام
ناظرت بلبسي .. تنورة جينز قصيرة مرة توصل لنصف الفخد .. مع توب فضي
: شنو فيه لبسي !!
مسكتني من ذراعي ووقفتني قدام المرايا : با الله هذي ملابس تطلعي فيها قدام خطيبك .. ولأول مرة تجلسوا فيها مع بعض
أنا تنحت ـ لأني مو فاهمة عليها ..
كملت كلامها : أنتي تحطي الزبدة على النار وتقولي ما تسحش حااااا تسييييح يا حببتي
ناظرت فيها وأنا جد مو فاهمة ولا كلمة من إلا تقول : شنو زبدة و شو تسيح
هزت رأسها : لا حول الله ، وأنا أقول ريوم العاقله الفاهمه ... والكل يقول عنك مفتحه باللبن
لكن أنتي طلعتي مووووووشي
سحبتني لغرفة الملابس وفتحت دولابي .. ودورت من بين الملابس .. وطلعت لي فستان أسود ومعه جكيت أبيض يتسكر بزرار كبير ... صحيح أنه ما عجبني اللون الأسود لكني حسيت الفستان بيطلع علي أنيق أكثر
البندري : يا ريوم إذا انتي ناوية تلبسي ها اللبس بالخطوبة شنو خليتي لزواج .. هاه قولي لي
حطيت أصبعي بفمي ، لأن توني أستوعبت كلامها
البندري : أحمدي ربك أني أنا إللي طلعت لك وشفتك ، والله لو أمي شافتك كان تحلمي تشوفي يوسف
ترجيتها : لا بنو تكفين لا تعلمي أمي ، والله ما أعيدها
ابتسمت لي : أوكي ، ويله عجلي الرجال على وصول
يمكن بعدهـا شكرت البندري بسري ، مع أن يوسف أحسه إنسان خجول أحيان وجريء أحيان .. وبعد ما انتهينـا من العشـاء إللي رتبته على طاولة الطعام .. طبعا أنا ما أحب حركات الشموع والإنارات الخافته .. أحس لسه بدري على هذي الحركات .. وعلى قوله البندري نحط الزبدة على النار ونقول ما تسيح *_^
بعد العشاء جبت صينية القهوة العربية ومعهـا حلى عاملته أمي ، وبما أني ما أحب الحلى كثير وأحب أشرب القهوة العربية مع التوكس
حطيت الصينية على طاولة خشبية صغيرة قمنـا وجلست بالكنب القريب منه .. على وضع زاوي .. صبيت له فنجان قهوة .. طبعا الدله بيدي اليسار والفنجان بيدي اليمين .. عاد مو لها الدرجة أنا خايبة .. مديت له الفنجان ، وقال لي : تسلمين
رديت عليه : الله يسلمك
وحطيت قدامة صحن الحلى .. أما أنا فتحت لي توكس
فسألني : ليه ما تـاكلي حلى
قلت له : ما أحبه كثير
رفع حاجبة : يعني الحلو ما يأكل حلى
شب وجهي من كلامة .. وحاولت أخفي ربكتي بأني كسرت أصبع التوكس وأكلت من طرفة بحيث يصير مفتوح من جهه البسكوت من الناحيتين .. دخلته داخل فنجاني وشفط بحيث يمتص البسكوت القهوة ويذوب الشوكلاته من حرارة القهوة .. وقبل لا آكل .. حسيته يراقب تصرفاتي الغريبة بالنسبة له .. فحسيت من الذوق أنه أعطية
: تبي تجرب
ابتسم لي وفتح ثمة .. أنا توهقت هنا .. يعني أنا إللي أكله . . شنو ها الوهقة إللي وهقت عمري فيها . استجمعت قواي وقربت يدي أكثر من فمة .. مدري ليه كنت خايفة وكاني خايفة يعمل فيني شي .. وبالنهاية عض أصبعي متعمد .. أنا صرخت
آآآآآآي
ضحك علي ، عصبت عليه : ليييييييه تضحك
يوسف وهو يحط أصبعه بطرف أنفسي : على شان أبي أذوق الحلى إللي بصبعك
حطيت يدي على أنفي وكأني تذكرت أني مسوية عملية تجميل فيه وأنه شافني بالمنظر البشع و نزلت رأسي من بعد كلامه وشبكت يدي ، ألعب بأصابعي .. أخفف من التوتر إللي صابني لحظتهـا .. لكنه مد يده ولمس يدي .. من غير شعور مني رجعت على ورى ولصقت ظهري بالكنب ..
باس أصبعي إللي عضاه .. وصار يمرر يدي على وجهه .. أنـا هنــا لحد يسألني وش صار فيني .. ذببببت مثل ذوباااااااان الجليد في الجو الحــار
:
صراخ البندري رجعني لأرض الواقع : يـــا هوووووووووووو .. وين وصلتي
شكلك وصلتي لبعيد .. وضحكت بخفة .. ووصلتك أحلامك ليوسف
حكيت رقبتي : لا منوووو قال
قربت مني : عيني بعينك
بعدت نظري عنهـا ، لأني أحسها كاشفتني : أنا بروح أنام بكرة وراي دوام
ضحكت : و مع منو راح تروحين الجامعه مع السايق والله يوسف راح يمرك
ضربتها : ياا حمااااااااا .... شنو قصدك
ضحكت أكثر : ما قصدي شي
ناظرت فيها وأنا مكتفه يدي : أنتي وش عندك على ها الضحك .. شاربة شي بالمستشفى .. أخاف عاطينك شي وأنتي ما تدري
على كلامي ضحكت أكثر .. انقهرت منها ، الحمد الله والشكر .. فمشيت تاركتها .. صاعدة لغرفتي
*
*
حطيت شدو برونزي وكثرت من الكونسيلر تحت عيني .. أخفي السواد إللي ظهر حول عيني .. وألمي الظاهر على نظرة عيوني
ناظرته من خلال المرايا .. أحس أنه يعمل نفسه مشغول وجالس على السرير ويشتغل على الكمبيوتر وجنبه دفتر وقلم يسجل عليه .. لكن أحس أن باله مو معه .. صحيح أنعصر قلبي وأنا اشوفه معتمد على يده اليمين بشغله .. حاولت فيه كثير نروح نسافر ونركب له يد صناعية .. لكنه رافض حتى النقاش في هذا الموضوع .. لدرجة صرت ما أتكلم معه نهائيا .. حتى علاقتنـا صابها الفتور .. صار أغلب وقته برا البيت وإذا رجع للبيت أنا يكون عندي مناوبة .. لدرجة عادي يمر يومين ما اشوفه .. أرجع البيت نايم .. أطلع من البيت نايم .. وإذا جلست في البيت هو يكون طالع
حاولت كثييييييير أزرع الصحراء إللي تكونت ما بينا .. أروي قلبه إللي صار قاسي وجاف .. لكن من غير جدوى .. بلحظة من ألحظات رفع عينه والتقت النظرات .. نظراته صارت باردة .. أحسها خالية من المشاعر وين الحب إللي كنت تتكلم عنه .. وأنا إللي حسبت أنك تحبني وبين قلوبنا ميثاق ..
تجمعت الدموع بعيني .. ودي يحس فيني لو لحظة
وينك يا دفء سنيني .. تعب قلبي ألم وفراق ..
خريف البعد يطويني .. وتبكي حولي الأوراق
تعال حييييييل ضمني .. بعد عمري أنا مشتاق
تقر بشوفتك عيني .. وتهدأ بروحي الأشواق
نزلت رأسي بسرعة أمسح دمعه من عيني طفرت .. ما أبيه يلمح الضعف بعيني مع أني أشعر أنه واضح .. أحس أحيان أنه مستمتع بضعفي وانكساري وألمي .. وكأنه يعاقبني .. على شنو أنـا ما ني عارفة !!
فكرت بالشهور إللي مضت بالانفصال .. لكن حسيت أني أنسانه خاينه وما عندي قلب لو تركته .. يمكن إذا مات قلبي ساعتها أقدر أتركة وأنا مرتاحة
فكيت شعري إللي طول بعد مـا كنت رافعته .. نزل وغطاء رقبتي و ظهري إللي كان نصفه مكشوف .. قمت من كرسي التسريحي ورتبت فستاني إللي فيه كسرات بالطول وقصير .. وينربط حول العنق .. لحظتها لمعت في بالي فكرة جهنمية .. فتحت صندوق مجوهراتي وسحبت سلسلة ناعمة تسكيرتها تكون صغيرة وصاكة حيل .. يعني يبلها أحد يلبسني أياها لانها صعبه ألبسها بنفسي .. قربت منه وهو منزل راسة وعينه على شاشة الكمبيوتر .. وعلى شفاتي شبح ابتسامة .. نزلت السلسلة قدام عينه على شان ينتبه لي .. رفع رأسه لي بصمت .. استغليت الوضع ..
وميلت رأسي ورسمت على شفاتي ابتسامة ناعمة حييييل ، وقلت برقة : ممكن تلبسني السلسلة
لحظتها رمش عينه : اوكي .. وسحب السلسلة من يدي
تعمدت أرفع شعري وألمه بناحية وحدة .. فبكذا انكشفت رقبتي وظهري .. لبسني السلسلة وهو حايس كيف يسكرهـا لي .. هو مو لأنه مو عارف يسكرهـا ، قربي منه يوترة .. بسبب قربي الشديد له .. أشعر بأنفاسه الدافيه والمضطربة بنفس الوقت .. تعصف جسدي
بعد ما سكرهـا .. كنت ناوية أبوسة عند خده .. لكنه رجع بكل جمود ظاهري لجهازة وعينه محدقة على الشاشة
ظليت واقفه مكاني قريب من السرير ، منصدمه من تصرفه .. حتى ما ألتفت لي وشاف شكلي .. رائحة عطري ما همه .. ولا شكلي ما جذبه
بعد عدة ثواني أو ممكن دقائق ، قال لي : خير بقيتي شي
: هــاه
رفع حاجبة : ليه واقفة
طلعت من الغرفة بسرعة وأنا اجر أذيال الخيبة .. معاملته هذي كل يوم عن الثاني تطعن فيني .. وإللي مو فاهمته ليه يقسى علييييييييي .. وأنا إللي مستعدة أرخص الدنيا لغلاته ، واشتري فرحة حياته ، والله لو يطلب عيوني جاته
تنهدت بضيق ، ومشيت للمطبخ أجهز الحلى للبنات ، لأنهم خبروني أنهم راح يزوروني .. طلعت صينية خشب ورتبت فيها صحون الحلى من كنافة وكيك ملفيه
شغلت نفسي بشغل المطبخ والترتيب .. ومن غير ما أحس بنفسي صرت أدندن بصوت حزين أغنية يمكن هي تصف حالتي النفسية
مــا هي ها الليلة وبس .. وأنت متغير علي .. صار لك كم ليلة ..وأنت بالك ما هو لي ..
حاضر بقلبك وغايب.. وأنا قلبي فيك ذايب .. ليه يا أغلى الحبايب .. أنت سامع عني شي
حبست دموعي داخل عيني .. لأني أحس لو بكيت مراح أوقف عن البكاء
أنت من مدة وحالك.. للأسف صاير غريب .. وصار عادي عندك أبقى.. وعادي عن عينك أغيب
وردتك نسيت عبيري.. وصرت ما أعرف وش مصيري .. وبسمتك دايم لغيري .. وقسوتك دايم علي .. وقسوتك دايم علي
وما هي ها الليله وبس.. وانت متغير علي .. صار لك كم ليله.. وأنت بالك ما هو لي
أنت لو تعرف مكانك وين كان وكيف صار .. كان ما عيشت عمري في عذاب وانتظار
وإذا تبقى تعرف أكثر.. وكيف همي صار أكبر.. يله حط عينك بعيني .. وانت تعرف كل شي
سمعت خبطت الباب .. عرفت أنه طلع من البيت .. طيب ليه يطلع ويخبط الباب .. لها الدرجة مو طايقني ولا طايق يسمع صوتي
رحت ركض للحمام .. ناظرت بنفسي بالمرايا ودموعي تنزل غصب عني وأنا أحاول أكتم شهقاتي .. حطيت يدي عند صدري مكان ما يألمني .. أخذت نفس عميق .. أحاول أتحكم بدموعي وانفعالاتي ..
لازم يا أسيل تتماسكين .. أنتي قوية وراح تكملين حياتك قوية .. اصبري أن الله مع الصابرين .. وأن شاء الله ربك راح يفرجهـا
سمعت صوت الجرس .. رحت ركض للغرفة .. أضبط الكحل .. وامسح إللي سال منه .. ما أبي البنات يحسوا أني باكية
:
:
أولـ ما فتحت الباب .. كنت ناوية أهزئهـا على تأخيرها ولطعها لنا على الباب .. لكني انتبهت أن عيونها حمر وحتى طرف خشمهـا .. فعرفت على طول أنها باكية .. وحتى نظراتها إلا تحاول تتحاشى أنها تلتقي بعيوننا
أسيـل : تفضلوا حياكم
قلت أبعد جو التوتر : وش ها الرسميات يا أسيل ، شدعووووه ترا حنـا خوات
لاحظت أنها ابتسمت بارتياح لكنهـا ما علقت
دخلنـا ونزعنـا عباياتنا .. وأخذتهم منـا وعلقتهم على الشمـاعة
سولفنـا بالبداية عن زواجي والتجهيزات وأنـا أفرجيهم صور للكوشة .. استشرت أسيل ببعض الأمور بما أنها متزوجة .. والبندري ببعض الأشياء لأن ذوقهـا يعجبني .. مثلا وش أختار لون الكوشة
: هاه ما قلتوا لي وش رايكم
البندري : اممممممم ، لكن أظن لازم تغيري الكرسي ، صحيح شكل الصوفا إلا راح تجلسي عليها مهم لكم أهم شي راحتك .. لأن أنتي إلا راح تجلسي عليها ولازم تكوني مرتاحة بجلستكـ .. يعني مثلا تختاري صوفا طويلة تكون لهـا مسند في جانب واحد والجانب إلا راح يجلس فيه عبد الله مو لازم
ضحكت : هههههههههه ، وش معنى يعني
البندري : لأن بكل بساطة مراح يجلس كثير
صدق صدق عندي فكرة
: قولي يا أم الأفكار
البندري : وش رايكم نزفكم من البداية على شان تصوروا مع بعض على الكوشة .. وبعد كذا نمشي عبد الله .. وتظلي أنتي معنا ترقصي وتستانسي
ضحكت من قلب : أنسي ها الكلام ، تبين عبد الله ينتحر .. يمشي من غيري وينتظرني للفجر هذا زين ما خلاني أنزف من الساعة 9
تكلمت أسيل ها المرة .. إللي باين من ملامحها الاكتئاب : باين عليه يحبك مرررررره ، الله يهنيكم
حطيت يدي حول كتفهـا بما أنها قريبه مني : وأنتي أسوله أخبارك ، من زمان عنك وعن سوالفك ، حتى بالمستشفى صرنا ما نلتقي كثير
أجابت بإختصار : الحمد الله بخير
: وكيف كحيلان معك
شعرت لحظتهـا أني غرزت فيها سيف من نـار ، شحبت ملامحهـا وكما يذوب الشمع في النار من مر أسمه على بالهـا ، مسكت يدي وتهجد صوتهـا : أحس أني خسرت كحيلان يا سلمى .. خسرته ..
صار قاسي معي وجاف في معاملته
أحبه وأبيه يحس أني أحبه .. والله أحبه يا سلمى
بعدهـا بكت وبكت .. بكت كا إعصار
خشيت عليهـا من نوبة أليأسي .. إحساسها العالي سيقتلهـا .. فهي محطمة القلب ..
حاولنـا أنا والبندري نكون طبيب لجروحها ونحتمل ألمهـا
: خلاص يا أسيل أهدي .. لا تسوي بعمرك كذا
أسيل وهي تحاول تسيطر على شهقاتها ، وهي تضرب عند صدرهـا : أنتوا مو حاسين فيني .. محد راضي يحس فيني .. أنا أموت باليوم ألف مرررررة .. تعبت والله تعبت .. ما عاد فيني حيل أتحمل .. يا ليت جات على معاملته وبس ، حتى ما يبيني أقرب منه ولا حتى ألمسه .. كل شي أعمله له ما يعجبه .. علموني شنو أسوي .. أحس أني ممكن أنهار بأي لحظة
: أهدي يـا أسيل وقومي مسحي دموعك
وأن شاء الله ربك يفرجها ، إللي صار لزوجك شي مو سهل
وشي طبيعي تتغير نفسيته .. وأتحمليه شوي وربك مراح ينساكم برحمته
قامت البندري لبراد الماي .. وجابت معها كأس ماء بارد عله يبرد حرارة قلبهـا : شربي الماي يا أسيل على شان تهدي
أخذت الكأس من البندري وشربت منه وتساقطت عدة قطرات على فستانهـا .. وبعدهـا قامت تغسل وجههـا .. حنـا إلتزمنـا الصمت ما أظن في كلام ممكن ينقال بها الموقف .. تضايقت على حال أسيل بالحيل .. الواحد بها الدنيا ما يعرف شنو ينتظره
طلعت من الغرفة .. ووجهـا خالي من المكياج ما عدا الحمرة حول خشمهـا ، حاولت أغير جو الحزن : قمر والله قمر يا ناس ، حتى من غير مكياج
ابتسمت لي
البندري : بصراحة اسمحي لي زوجك كلش ما عنده نظر
تنهدت من قلبهـا : أن ما عنده نظر فهو ما عنده نظر
بها اللحظة سمعنـا صوت الباب ينفتح ، فقامت أسيل بسرعة تشوف
:
:
لاحظت انه داخل البيت وشماغه مرمي بإهمال على كتفه وعقاله بيده ..
أسيل : لحظة كحيلان البنات عندي على ما يلبسون عباياتهم
بها اللحظة إللي نطقت فيهـا اسمه رفع عينه لهـا ولاحظ أن عيونهـا حمرا .. فاستغرب السبب وهي جالسه مع صديقاتهـا ..
تركته أسيل بحيرته .. وراحت تعطي البنـات عباياتهم
كحيلان : يـا الله
أسيل : أدخل كحيلان
مر بالصالة ورمـا عليهم السلام .. وبعدهـا دخل غرفة النوم
وقفت سلمى مع البندري : يا الله أسوله حنـا نستأذن
أسيل :تو بدري
سلمى : لا زوجك جاء مو حلوة نجلس أكثر
أسيل : طيب كرروا الزيارة ، والله أنكم ونستوني وروحتوا ضيقة الخلق عني
البندري : أن شاء الله نكررهـا ، عاد أنتي لا تنسينـا وتعالي زورينـا
أسيل : أن شاء الله بأقرب فرصة
وهم عند الباب ، همست سلمى بأذن أسيل : أسحرية بالسحر الحلال
البندري سحبت سلمى : ها البنت من زوجناها أختربت
والله هي كانت كذا يا أسيل .. كانت ما تعرف البيضة مين باضهـا
ضحكت أسيل على مزحهم ..
بعد ما طلعوا .. أخذت شهيق زفير .. تستجمع قواهـا على إللي ناوية تعمله الليله .. لازم تسمع بنصيحة سلمى .. هي حاولت تطبقهـا لكن على خفيف ، الليله ناوية على ثقيل
:
:
أولـ ما دخلت الغرفة .. رما علي سهامه : كـان رحتي معهم البيت أحسن
استغفرت ربي بسري .. ما ودي أضيع ها الليلة بمشاجرات مالها أهمية وتافهة .. مـا أعرته اهتمام ومشيت لين دولاب ملابسي .. مسكني عند زندي اليسار بقوة .. صرخت من الألم إللي حسيته .. هو خاف على طول وباعد يده عني وتراجع عدة خطوات للوراء .. حطيت يدي اليمين على مكان الألم .. كفاية الألم إللي أحسه بذراعي يقوم هو ويمسكني بقوة
سألني : ألامتك يدك
استغليت فرصة خوفه علي : ايوه ، اليوم مـا أخذه تطعيم TD وتألمني بالحيل
لاحظت أنه ما علق ولا اهتم ولا حتى تأسف .. انقهرت ، أخذت ملابسي ورحت للحمام أخذت لي دش ساخن .. يمكن يخف الشد العضلي إللي أحسه بذراعي
بعد ما خليت الماي الساخن يصب على ذراعي .. شعرت أن عضلات جسمي ارتخت .. بعد ما انتهيت من الحمام .. لبست لي ثوب حرير بلون الأرجوان طويل وعند الظهر مفتوح وعند الصدر يكشف أنوثتي
جلست على التسريحه أمشط شعري .. بمشطي الحزين .. فشعري أشتاق للمسات يديه .. فهو تعود أن أرخيه على كتفيه .. تركت شعري شقيـا .. كطير جريح على كتفيا
فجاء يسألني عن حنانك ..
تعود أن تردد على مسمعيا كلاما حنوناً .. كلامـا شهياً
وهـا أنت تبيع الحنين .. كيف نسيت الحرير وعبير الحرير
لم يحس بشوقي .. لم يحس أني أذوب .. أموووت
رحت عند السرير وجلست جنبه وهو ماسك كتاب يقرءاه .. حقدت على الكتاب .. الذي جعله لا يعيرني انتباه .. لم ترتفع عينيه عن الكتاب .. يمكن تمنيت أن أكون كتاب في يديه ..
تجرأت هذه المرة وأرخيت رأسي على كتفيه .. فتحرك شعري معي وارتخى هو على كتفيه ..
همست له : حبيـبي
كنت ابيه يرفع عينه .. يتأملني .. يلملم شعري
سألتك بالله أن ترويني .. فحبك مارد يغلي في شراييني ..
بقووة إليك ضمنييي .. وفي خلايا جسمك فجرني
وبنيران أنفاسك عاتبني
لكني لم أستسلم مع أن جسمي يحترق .. زحفت بشفاهي الجمر وقبلته في عنقه
كنت أظنه سيلتهب من ناري .. لكنه أبعد أنفاسه عني وهدمني .. تألمت لانهزامي وكثره توسلاتي
قال لي بكل برود العالم : مراح تنامي ، بكرة ما عندك دوام
حقدت عليه كرهته ، لأنه حطمني .. اخفيت ألمي وحزني بفراشي .. اختبأت تحت بطانيتي .. نمت على جهه اليسار وأعطيته ظهري .. ما ابيه يشوف انكساري .. فقد سأمت الاحتمال وذبلت حدائق ورودي
بعدمـا أطفا نور الأبجورة .. وهدئت أنفاسه .. عرفت أنه نـام ..
لم أحتمل النوم على جهه اليسار .. فذراعي تألمني مكان التطعيم .. وعضلات يدي مشدودة .. أشعر بألم .. لكن ألم روحي يفوق ألم جسدي ..
سحبت نفسي لصاله .. جلست على الركن وأنـا ألم ركبتي عند صدري .. أبكي .. أبكي بصوت راعش .. بصوت خافت كصوت بلبل غدر به المساء
ارتعش كا ارتعاش الشجر في وجه النسمات .. وكأنني أصبحت من عداد الأموات
شعرت بيده على كتفي ، ما كان ودي يشوف ضعفي وانكساري بعيني ..
طوقني بـ ذراعه اليسار ، ونطق أسمي بكل حنان العالم : أسيل يا عمري لا تبكين
أنا من غير شعور زدت بالبكاء ، مدري بسبب قربه ، والله بسبب نبرة الحنان إللي من زمان ما سمعتها بصوته .. والله لأنه طوقني بيده اليسار .. إللي من بعد الحادث ما أذكر أنه لمسني بيده
كحيلان : تعالي يا عمري أبكي على صدري
كيف أردُه ، وصباي مرسوم على شفتيه .. ما عدت أذكر والحرائق في دمي .. كيف التجأت إليه .. كيف التجأت إلى زنديه .. وخبأت رأسي عند صدره .. وكأنني طفل أعادوه إلى أبويه .. حتى فساتيني التي أهملتها فرحته به ورقصت على قدميه
سامحته .. وسألته عن أخباره
رفعت راسي لعينيه ، ورأيت برائه الأطفال فيها .. وهو يقول لي : أحبك يا بعد هـا الدنيا ، سامحيني ، والله أحبك وأموت فيك .. مدري كيف قويت وقسيت عليك .. وأنتي حلمي في الحياة وكل إللي أبيه
ودموعي اللؤلئية تجري على خدي : أنـا بعد أحبك ، أحبك ، والله العظيم أحبك
أرخص الدنيا لغلاتك ، وأشتري فرحه حياتك
ابتسم وحبي مرسوم على شفتيه : هذا إللي كنتي تبين تقولينه لي لما كنت في لندن
هزيت رأسي بالإيجاب
ضمني لصدري وهو يمسح على شعري .. بكيت ساعات على كتفيه وبدون أن أدرك تركت له يدي لتنام كا العصفور بين يديه يغفو ويحلم في حضن أمـه
*
*
بها الليلة دق علي عبد الله وأنا كنت جالس بالبيت طفشان
: هلا ببو فيصل ، شخبارك
عبد الله : والله بخير نسأل عنك ، وش دعوة ما عدنـا نسمع صوتك
انحرجت منه ، لاني عارف أني مقصر : والله مثلك عارف مشغول مع المستشفى والدوام
عبد الله : الله يكون بعونك ، لكن أنت شكلك ما أخذ على خاطرك مني .. لأني ما حققت لك مرادك
: ههههههههههه ، وكأنك حاس باللي بقلبي ، كنت ناوي أكلمك على شان هذا الموضوع
عبد الله : طيب الحين أنت وش عندك
: والله جالس بروحي بالبيت طفشان
عبد الله : وش رايك نلتقي بصالة البلياردوا
: أوكي ما عندي ما نع
عبد الله : تدل مكانها ؟؟
: تقريبا ، لأني ما أتردد عليهـا كثير
عبد الله : أوكي صار نلتقي هناك وإذا ضيعت دق علي
بعد ما سكرت من عنده .. طلعت لغرفتي أغير ملابسي .. شعرت بالحمـاس فجأة
طول اليوم وأنا أفكر بالخطوة إللي راح أخطيهـا وبنفس الوقت متخوف .. خايف النتائج تكون عكس مرادي .. لكني بالأخير عزمت ووكلت أمري لله .. وإللي فيه خير راح يقدمه رب العالمين
لبست بنطلون جينز وبلوزة سودا .. سحبت مفتاح سيارتي من على الدولاب ومحفظتي .. وطلعت من الغرفة نازل تحت
شفت أمي شايله عبايتها بيدهـا ، سألتها : على وين يمه ، أشوفك طالعه بها الوقت
ناظرتي : ومن متى أنت تسألني وين رايحة ومن وين جاية
: امزح معك يمه ، بس قلت يمكن تبيني أوصلك مكان
ابتسمت لي : لا ما تقصر يمه ، أنا بروح لجيرانا بنتهم والد ومراح أتأخر
: أوكي أنا بعد مراح أتأخر ، وانتظريني يمه لا تنامي أبيك بموضوع
أمي توجست : خير
رديت عليها : كل الخير يمه
:
:
أول مـا وصلت صاله البلياردوا .. انتبهت لعبد الله نازل من سيارته .. سلمت عليه وتبادلنـا أطراف الحديث ..
وحنـا واقفين على طاولة اللعب .. وبإيدي العصا وهو بأيده العصا
سألني : ابتدي والله أنت
تسندت على العصا الطويلة : لا أنت ابتدأ .. أنا ما عندي خبرة كثير بلعب البلياردوا
ضحك : ههههههه وناسة عجل شكلي راح أغلبك الليله
: ههههههههههه ، أقول لا تسبق الأحداث
ضرب الكرة البيضا مجموعة الكور إلا كانت مرتبة بشكل مثلث .. وتناثرت الكور على السطح .. لما جاء دوري ركزت نظري على كورة حمرا .. وأنا أقول داخل نفسي إذا دخلتها راح أفاتح عبد الله بالموضوع مرة ثانية .. ركزت كل حواسي وضربت الكرة البيضا ودخلت الكرة الحمرا بالمرمـا
عبد الله : برافوا عليك .. هذا وأنت مو خبير
: هههههههههه ، على بالك عبد العزيز هين
عبد الله : نشوف لكن من بالأخير راح يفوز
هزيت كتوفي : أنا ما يهني الفوز .. لأني مستعد أخليك تفوز مقابل أنك تستقبلني ببيتكم يوم الأربعاء
ابتسم لي وكأنه فاهمني : حياك الله بأي وقت حبيب قلبي .. وإذا ما شالتك البيت تشيلك عيونـا
: تسلم والله أبو فيصل
كملنا لعب وسواليف وضحك .. وبعدهـا مشينا من المكان بعد ما اتفقت معه على الزيارة .. وطول ما أنـا بالطريق والابتسامة ما فارقتني .. يمكن إللي يشوفني وأنا أسوق يقولوا مجنون .. عندي أمل كبير ، وان شاء الله ما يخيب إحساسي
:
:
دخلت البيت لقيت أمي جالسة على الكنب وتشاهد فلم مصري قديم .. جلست جنبهـا
: حيا الله الوالدة
أمي وهي مركزة على شاشة التلفزيون : الله يحيك
: كيف زيارتك للجيران
أمي : والله أدينا الواجب
كلش أمي مو راضية تعطيني وجه : أهـــا ، طيب أنتي يمه مو خاطرك يكون عندك حفيدة ثانية
أمي : والله إذا الله رزق أخوك ، هذا خير وبركة
هزيت رجلي ، أمي كلش مو راضية تفهم علي : يمـه
لفت علي وأعارتني شوي من إهتمامهـا : خير عبد العزيز ، أحس أن في بالك كلام وودك تقوله
حكيت أنفي : أحم أحم ، يمه أنــا !!
نويت أتزوج
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفايفهـا : هذي الساعة المباركة يمه ،مستعدة أروح أدور لك على بنت الحلال من بكرة
حكيت رقبتي بإصبع السبابة : يمممه ، بنت الحلال إللي تدورين عليهـا موجودة ..
مدري بصراحة كم مرة حكيت رقبتي ولا أسفل أنفي
أمي : من هي هذي
يقولون الشي إلا تستحي منه بده : البندري يمه ، بنت أم عبد الله إللي شفتيها بالإمارات
حطت يدها أسفل ذقنهـا تفكر : أيوووووووه تذكرتهـا ، بنتها الكبيرة
ابتسمت لها ، حلو يعني تذكرهـا : ايوة يمه هي توها متخرجة من كلية الطب والحين هي تطبق عندنا بنفس المستشفى
لاحظت أن الابتسامة اختفت وتجهمت أساريرهـا : لكن يا ولدي أنا إللي فهمته من أمها انها كانت مخطوبة لولد عمهـا وهو توفى في حادث سيارة
تنهدت بضيق ، أنا عارف يا يمه بكل هذا ، عبد الله حكى لي كل شي لما رجعت من الإمارات لما طلبت يدها منه
مسكت يدي : يا ولدي أنا ودي لك بالخير ، ما ودي تأخذ وحدة أرمله والله معقدة
قاطعتهـا : يا يمه البندري ما في مثلهـا في أخلاقهـا وأدبهـا .. أنا ما يهمني وش كان في ماضيهـا
أمي : لكــن يا ولدي
قاطعتها للمرة الثانية : يمممممممه تكفين
ناظرتها نظرة استعطف فيها حنانهـا ، أبيها تكون راضية على زواجي من البندري ما ودي أخذها من غير رضاهـا
فاجأني سؤالهـا : من متى وأنت تحبهـا
أغمضت عيني وتنهدت : من زمان يمه ، مذكر متى وكيف !!
لمتني لحضنها وحطيت رأسي على كتفهـا : دامك تبيها يا عزيز وتحبهـا ، مراح أوقف بطريقك .. والله يجعلهـا من نصيبك أن شاء الله
قبلت جبينهـا : تكفين يمه كثري من ها الدعوات ، والله أني محتاج لهـا
ضحكت علي : والله طحت يا عزيز ولا حد سمى عليك ، وأنا أقول ولدي وش فيه الأيام إللي فاتت ، كله سرحان وشارد الذهن .. ويدخن بشراهه
ما حبيت أدّخل قلت يمكن عندك مشاكل بالعمل وراح تنحل أن شاء الله
أتاريك غارق بالحب
: يمممممممممه لا تحرجيني
ضحكت على خجلي : هههههههههههههه ، كل هذا البندري سوته فيك ، شنو نوع السحرإللي استخدمته
تذكرت لحظتها سحر عيونها إللي حرمتني من النوم : والله يا يمه ، البندري بالمرة أنسانه مؤدب .. حتى أنها لأخر يوم كانت تعتبرني كزميل للعمل وبس .. وعمري ما شفتها تكلم رجال أو تطق معهم حنك مثل بعض البنات إللي عندنا بالمستشفى ..
حتى أخر مرة شفتها لما أخذت سارة المستشفى .. كانت معاملتها لها حنونه وكأنها بنتها .. لطيفة بمعاملتها وعفوية حتى بتصرفاتها وووو
قاطعتني : خلاص خلاص شوي وتقول فيهـا بيت قصيد
ابتسمت ، لأني تذكرت كلام طلال
قامت من جنبي : يله يمه تصبح على خير ، وأنت بعد روح نام ولا تتعب نفسك بكثر التفكير وأن شاء الله بكرة راح أكلم أمها و إللي ربك رايده راح يصير
*
*
أراقب نفسي في مرايتي .. قبل أسبوع جاءت ام عبد العزيز وهو على شان يخطبوني .. أنا هذا آخر شي توقعته في حياتي ..
يعني نظراته لي كانت نظرات إعجاب !!
في البداية عصبت ، وكيف انه جاء وتجرأ وخطبني ، يعني بس لأني اشتغلت معه أنعجب فيني وجاء وخطبني بكل ها البساطة .. شنو ها السخافة .. وهو ما يعرف عني أي شي .. ما يعرف عن جرحي وألمي والحزن الساكن جوى ضلوعي
أنا قلت لأمي تقول لهم ما في نصيب .. لكن هي تقول لي لازم أفكر وأن عبد العزيز رجال ينشرى بفلوس .. أنا مدري ليه منعجبين فيه وأمي متحمسة وسعيدة لخطبته .. صحيح أن ودي أرفض
لكن أنا من زمان ما شفت ها الفرحة بعيون أمي وبعيون خواتي
حتى بخطبة ريوم ما أحسها فرحت كثر ها المرة
طق الباب ، ودخل رأسة : ممكن أدخل
ابتسمت لعبد الله : اكيد ممكن تدخل
جاء وجلس على طرف السرير وأنـا مقابله على كرسي التسريحة
ناظرني بتمعن
سألته : وش فيك تناظرني كذا
عبد الله : أمي تقول أنك رافضة عبد العزيز
مدري ليه ساعتها خجلت من عبد الله ، نزلت راسي
عبد الله : ليه يا البندري رافضته ، أعطيني جواب مقنع
صرت ألعب بأصابعي ، لأن الصراحة ما عندي جواب مقنع .. يمكن كل أسبابي سخيفة بنظرهم
عبد الله : لا تقولي لي أنك مو مرتاحة له
رفعت عيني ابيه يفهمني : عبد الله ما أقدر صدقني ما أقدر
عبد الله : تعالي أجلسي جنبي
رحت وجلست جنبه ، وحط يده على ركبتي : مو معقولة يا البندري بتظلي عايشة كذا طول العمر ، لازم راح يجي يوم وتعيشي حياتك ، إذا ما كان اليوم فبكرة وإذا ما كان بكرة فبعد سنه .. صعب تدفني نفسك بالحيا
قاطعته : لكن عبد الله
أشري بصبعه : خليني أكمل كلامي بالأولـ
أنتي أعتراضك على عبد العزيز كشخص والله كمبدأ زواج !!
إذا اعتراضك كشخص فأنا ضدك .. صحيح أن معرفتي فيه ما لها مدة قصير يعني ما تجاوزت عدة أشهر .. لكن حسيت وكأني أعرفه من زمان .. وكان المفروض نجتمع من زمان ونصير أصدقاء ولو ما أنا متأكد أنه يحبك وراح يصونك ما شفتيني جالس الحين جنبك وأتكلم عنه أنتي تعرفي أنه جاء وخطبك مني لمـا رجعنـا من الإمارات
رفعت رأسي وفتح عيوني .. يعني في آخر أسبوعين أشتغلت معه هو جاء وخطبني
كمل عبد الله : أيوة جاء وخطبك مني ، كان خايف يجي يتقدم لك رسمي وترفضيه .. أنا قلت له أصبر كم شهر .. قلت له أحس البنت لسه مو مستعدة نفسيا .. وأن إللي صار مو شي سهل علينا كلنا فما بالك أنتي
ما سمعت باقي الكلام إللي قاله عبد الله .. فكري ظل متعلق بآخر مرة شفتها فيه بالمستشفى .. كان شكله تعبان .. والسواد حول عينه من السهر
ولمعه عينه إللي ما فاتتني .. نطقتها داخل نفسي .. شكله شكل عاشق .. يمكن لأني بيوم جربت العشق .. لكن ما تخيلت للحظة أنه يحبني وأنه خطبني قبل ها المرة من أخوي
رجعت لعبد الله إللي شفته وقف : أنتي فكري براحتك يا البندري ، لكن اتمنى تفكري بعقلانيه .. حبك لبندر راح يبقى بقلبك .. لكن صعب تظلي كذا طول العمر
طلع وتركني بحيرتي .. أعطيت ظهري للمرايا .. ومشيت لعند الشباك وفتحته .. مرت نسايم الربيع تطايرت خصل شعري حول وجهي .. وصرت أراقب الشارع ، ناس كثير بها الدنيا عايشين بغربة .. لكن حياتهم مستمرة
لمحت نجمه تلمع بالسمـا .. خايفة أوافق وأظلمه معي .. لأني يمكن مقدر أحبه .. أبي أحد يدلني على الدرب الصحيح .. حايرة .. حايرة خايفة .. خايفة .. أشعر أني واقفه بنص الطريق محتارة
:
:
يراقب نفس السمـا ونفس النجوم ..
وسيجارته متعلقة بطرف فمه .. يناجي الليل والنجمه .. تخبر حبيبته أن عينه ملت من صحبه السهر .. متى مرسول الصبح يرسل شعاعه .. وترفق بحاله
الانتظار راح يذبحه .. مع أن ما مضى على روحته لهم إلا أسبوع
تبعته لآخر دروبه ألين القمر قد غاب ..
تعب قلبي ولا تعبت مسافات توديني ..
لقيت الليله الجردا هدب ظل وسما وأعشاب
بعد ذاك الظلام إللي يتوهني عناويني
********************************
( الجــزء الثلاثين ) الجــــــــــــــــــــــــــ الجزء 30 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزء الأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

لبست نظارتي الشمسيـة السودا .. إللي تخفي الإرهاق والتعب الظاهر تحت عيني ..
انفتحت البوابة الأوتماتيك .. وطلعت برا المستشفى .. وركبت السيارة .. طلبت من السايق يروح بيت جدتي مـالي خلق أرجع البيت
أبي أغير جو .. مليت من جو الغرفة المخنوق .. بالأيـام إللي فاتت صرت أفضل جلسة الغرفة .. على الجلسة بالصالة والسوالف معهم .. لأن أي حديث نتحدثه راح ينتهي المطاف بأن نتحدث عن خطبة عبد العزيز لي ..
وبصراحة أنـا مليت من ها الموال .. المشكلة هم مو راضين يحسون فيني .. إني قاعدة أتوجع من الداخل .. وبنفس الوقت ماني قادرة أرفضه .. الحماس إللي أشوفه بعيون ريوم .. والرجاء إلى على شفايف أمي
الكـل يطلبني أني أوافق .. أحيان ودي أوافق على شانهم .. لكن أحس أني راح أظلمة وأظلم نفسي معه ..
ودي أهاجر بعيد عنهم .. بعيد عن الكل .. بعيد عن ذكرياتي .. وحيرتي وألمي
لكن السؤال هل أنا راح أتحمل هذا البعد !!
هذا الفراق !!
سفري معناه أني أعيش وحيدة .. آكل بروحي ، أطلع بروحي .. أشغل نفسي بالعمل وأرجع بليل مهدود حيلي أدور الراحة بس .. معناه ابحث عن موت بطئ
أنا لمـا كنت بالإمارات كنت أعد الإجازات واعد الأيام علشان أنزل لشرقية .. كنت دوم أشتاق لأهلي وعمري ما تعودت على فراقهم .. فما بالك أروح أدرس بلندن أو كندا .. معناته مراح أشوف أهلي إلا مرة بالسنه أو يمكن ما تسمح لي إجازتي أنزل ويمكن تمر سنتين من غير مـا أشوفهم .. هل راح أتحمل الفراق والغربه المره ..
غمضت عيني بقوة .. أبحث عن الراحة داخل نفسي لكن ووووووووين الراحة وين !!
ودي أختار درب يريحني .. أحس فيه بالراحة والأمان ..
ودي أجلس في مكان لا يذكرني لا بصدفة ولا وعـد ..
ودي أحكي مع أحد .. أي أحد
لأجل حيرتي .. يعطيني لحظة اختيار ..
بعيد عن الزحام .. والكلام .. والظلام
أبي درب .. أبي وعد .. أبي نهار يمحي الليل
دخلت لعند جدتي .. شميت ريحة حلوة من المدخل .. الله شو حا الريحه ..
رحت لعند المطبخ لأني توقعتهـا تكون موجودة هنـاك .. لقيتها .. فارشة لها فرشة صغيرة وتسوي خبز رقاق ..
مشيت بخفه على شان ما تحس فيني .. لين وصلت خلفهـا تماما .. ولميت راسهـا وبسته
: البندري
لفيت لعندهـا وانا ما زلت لامتهـا : هلا يمه شلونك ؟
جدتي : بخير يا البندري ، أنتي شلونك
ابتسمت لها : أنا بخير دام أني اشوف ها الوجه الحلو .. يمه وش ها الريحة الحلوه
جدتي : لما قلتي لي راح تجين ، سويت لك خبز رقاق .. لأني أعرفك تحبينه
: يا بعد عمري يمه .. ليه تتعبين نفسك
جدتي : تعبكـ راحة يا بنيتي
: الله يخليك لي يمه ولا يحرمني منك
:
بعد مـا تغذينـا .. طلعنـا برا بما أن الجو حلو وفرشنـا لنا سجادة صغيرة .. وجابت الخدامة لنا صينية الشاي بالزعفران مثل مـا تحبه جدتي ..
: يمه كم ملعقة سكر تبين أحط لك
جدتي : لا خليه من غير شكر
أعطيتهـا البياله .. وأنـا صبيت لي بياله شاهي طبعا مع سكر زيادة .. مرت لحظة في ما بينـا .. كل وحدة منا تشرب من فنجانها وسارحة في خيالهـا .. لاحظت أن جدتي نزلت فنجانها على الأرض .. ولفت علي ، وواضح من ملامحها الجدية بعكس قبل شوي لما كنت أسولف معها وأمزح
: البندري
نزلت فنجاني : سمي
جدتي : سم الله عدوينك ، مرني أبوك قبل كم يوم وقال لي عن خطبتك
نزلت نظري للأرض .. وكتفت يدي .. لأني ما أحب أحد يفتح معي هذا الموضوع
كملت جدتي كلامهـا : ووصلني خبر من أبوك أنك رافضة الولد ، ليه يمه !! .. إللي فهمته من أبوك أن الرجال خوش رجال وولد عايله ودكتور ، وأخلاق ودين .. يعني ما ينعاب
ناظرت بجدتي علي ألقى شي يواسيني ويشجعني : يمه المسأله مو مسأله أني رافضة الولد .. أنا مو قادرة أتقبل فكرة الزواج .. من بعد .. تهجد صوتي بالدموع .. من بعد المرحوم بنـدر
كيف أكون حليله لغيرة ما أقدر يمه والله مـا أقدر
مسحت دمعه نزلت غصب عني بيدهـا إللي التجاعيد كانت واضحه وضوح الشمس : يا بنيتي لا تبكين .. انا ما فتحت معك الموضوع على شان تبكين .. أبيك تفكري بعقلك .. تتوقعي بندر راح يرتاح بقبره لما يشوفك تعذبي نفسك وتبكين ليل ونهـار ..شوفي حياتك يا البندري ترا العمر مرة .. صحيح أني كنت أتمنى أشوفكم ببيت واحد واشوف عيالكم .. لكن حكمه ربك فوق كل شي
ذكرى أن حنا كنا راح نجتمع ببيت واحد .. هيجت أحزاني .. ارتميت بحضن جدتي الدافي : يمه والله ما أقدر .. ما أقدر .. بندر ساكن بداخلي
مسحت على شعري تبي تهدا من روعي : يا يمه يا يمه لا تبكين لا تقطعي قلبي .. بندر راح يبقى داخلك .. محد قالك تخلي عن ذكرياتك .. لكن أنتي من حقك تشوفي حياتك ..
رفعتني عن حضنهـا .. وباعدت الخصل إللي نزلت على وجهي : يا يمه أبي أشوف عيالك قبل لا أموت
مسكت يدهـا برجا : يا يمه لا تجيبي طاري الموت .. الله يطول بعمرك لنا
جدتي : الموت حق علينـا كلنـا
:
بالعصر ، مرتني ريوم بعد مـا طلعت من الجامعة ، ركبت السيارة بهدوء بعد ما رميت عليهـا السلام ..
كنت منزلة راسي وأفكر ، طاري الموت ووحشة قبوره .. يهز الدمع في محاجرها .. من كثر البكا والحزن بحياتي .. الدمع جرح أهدابي
كلام جدتي ما زال يرن بإذني .. تبي تشوف عيالي قبل لا تموت ، وأمي تبي تشوفني مستورة ببيت زوجي ..يـا رب ساعدني ..يـا رب ساعدني تعبت والله تعبت
انتفضت من صوت ريوم ، ريوم : بسمه الله عليك ، وش فيك يا البندري !!
: هـاه لا ولاشي ، خير بغيتي شي
ناظرت بي : أنتي عارفه شنو أبي
أشحت ببصري عنهـا
ريوم : يا البندري ، إلى متى راح تتهربي ، حرام والله تكسري بفرحة أمي وأبوي .
أنا فاهمه شعور أمي ، تبي تشوف بنتهـا الكبيرة مرتاحة بحياتها ، بدل ما تشوفها شمعه وتذوب قدام عينهـا .. كـاالزهرة إللي بدت تذبل قبل أوانهـا
: وليه الكل حاكم أني راح أرتاح بحياتي ، يمكن أتعذب أكثر
ريوم : ببساطة حنا تفكيرنـا إيجابي في هذا الموضوع ، وأنتي تفكيرك سلبي ، حكمتي على نفسك بالفشل من قبل لا تخوضي التجربة .. سمعتي بمقولة فكر في مرادك تحصل عليه
تأففت :وش دخل هذا بهذا
ريوم : لو أنتي قررتي داخل نفسك ، أنك تسعين لحياه أفضل وسعيدة .. راح تنجحين بحياتك .. أنا ما أقول لازم يكون بينكم حب ، بينكم احترام و موده ثقة .. وهذا كافي لاستمرار الحياة
حب !! أي حب !!
الحب انتهى من قلبي من زمـاااان ، أندفن مع صاحبه
لكن عبد العزيز ، ليه تقدم لخطبتي ، معقوله يحبني !! .. عبد الله يقول لي هو جاء وخطبني منه قبل ، والحين جاء وخطبني من أهلي .. يعني الرجل شاري
وكأنهـا تقرأ أفكاري ونطقت بالشي إللي عجزت انطقه داخل نفسي : لو الرجال مو شاريك يا البندري ، كان ما أنتظر لليوم موافقتك ، وأنتي تتجاهلي خطبته لك
قلت بغرور : خله ينتظر ، أن شاء الله لسنه الجاية
ريوم : ووتتوقعين ، راح يصبر لمتى !!
هو بإمكانه يروح يخطب اليوم وبكرة يتزوج لكن أنتي مراح يجيك كل يوم واحد مثله
عصبت من غير مبرر : إللي يشوفني كلش ميته عليه ، ولي يعافيك قفلي الموضوع
:
أولـ ما وصلت البيت ، أكلت لي شي خفيف وبعدهـا طلعت غرفتي لأني قررت أنـام من بدري ، وما أبي أحد يفتح معي هذا الموضوع ابد .. مدري ليه تنرفزت من كلام ريوم ومن كثر مـا يتكلموا عن هذا الموضوع
بدلت ملابسي ، ولبست لي بجامه لونها وردي كروهات .. ورحت للحمام على شان أفرش أسناني قبل لا أنـام .. غسلت وجهي بماي بارد أطرد الأفكار إلا برأسي .. غسلته عده مرات ، أطردها ، لكن هيهات الصور تلاشى .. مواقف كثيرة مرت في بالي .. صدفه جمعتنـا ، نظراته لي بالمستشفى ، موقفه من أنه يحميني ويبعدني عن القضية لييييييه جمعنـا القدر مع بعض !!
نشفت وجهي بالفوطه ..
أقبل الليـل .. ورحل وجهه النهــار ..
فعندمـا أخلو بنفسي مع ظلمة الليل .. أعبر سراديب الضياع
وأعيش ساعات طويلة أفكر .. يبكي قلبي .. لماذا يريدون أن يمحوا ذكراه من قلبي !!
فقلبي متعب .. مجهد ..
فكم تمنيت أن أحلم به .. ليريح قلبي المتعب ..
توجهت نحو سريري .. علا يغمض لي جفن .. لأن من فترة جفوني نسيت النوم
فقبل أن أنـام أنبش في حواشي ذكرياتي .. فصورته في ذهني بدت تتبدد .. فأنا لا أريد الصور أريده في عقلي وقلبي .. أخاف أن يأتي يوم ويسقط من يدي ويصبح بقايا .. فكل ليله تجثم فوقي الكوابيس .. وكأنني أحتضر وأتلفظ الأنفاس الأخيرة .. ولا أحد يحتويني سوى عتمه الليل المستحيل
نـامت عيوني واستراحت من عنـاء هذا اليوم
:
:
جالسة على كرسي .. مثل الأميرة وكنت بأحلى زينه .. شفته مقبل علي .. وحوله هاله من النور .. أنا من شفته انفرجت أساريري وتبدد ليل حزني .. كان ودي أضمه حييييل ، ويسكن داخل ضلوعي .. لكنه لمـا قرب مني ما ضمني .. نزل لعند رجلي ولبسني خلخـال
خلخـال ذهب عمري ما شفت بجماله
كـانت في مرايا كبييييييرة وأطرافها مذهبه .. ناظرت بجاملي والخلحال إلا زين ساقي
فتحت يدي أبي بندر يجي لعندي .. يلمني لحضنه .. لكنه فاجأني أنه ابتعد عني ..
ناديته : بنــدر
وتردد صدى صوتي بالمكان ..
ناظرني بعمق : يــا البندري ..
أعطي ظهرك للمرايا وشوفي غيرك..
أظهري من ليل كحلك ..
ومن اساورك وحريرك ..
إفتحي الشباك مره وشوفي الناس والشوارع ..
وش كثرهــا ها الغربه مره .. للي وسط الزحمه ضــايع
ترا ما ملك عقلك وحسك لا أنـا ولا سوايـا
غرقت عيني بالدموع : لكن يا بنـدر ، أنا ما أبي غيركـ .. أبيك أنت .. خذني معك
ابتسم لي : مـا آن الأوان يا البندري ..
قرب مني ومسح دمعي : أمسحي دمعك ، واطلعي من ليل حزنك ..وخلي السعادة تغمركـ
وبعدهـا أختفى عن ناظري .. صرت أدور طيفه بكل مكان أبي ألحقه .. أبي أروح معه
صحيت من نومي مفزوعـه .. حطيت يدي عن صدري وأنـا أحس بخفقان بقلبي وصدري يرتفع وينزل .. فتحت نور الأبجورة إللي جنبي .. أبي أعرف أنا كنت أحلم ولا أتخيل .. جال بصري بالغرفة لكني ما لمحت طيفه ووووووين بندر ، ليه لما جاء وزارني .. اختفى بسرعة من زمـان وانا اتمنى يزورني بالمنام .. ولما جاء زارني ما طول
سمعت أمي تناديني خلف الباب ، فتحت الباب بهدوء ..
سألتني : البندري أنتي صاحيه ما نمتي !!
ناظرت فيها بعيون فارغة ، أمي خافت علي وقربت مني : يمه ليه وجهك مخطوف ، حلمانه
: يمه ضميني
ارتميت في حضنهـا .. في جفنهـا .. وصرت أبكي .. ابكي
وأمي صارت تبكي معي : ليييه يمه تبكين .. ليه يا عمري حزينه
شهقت من البكي : يمه أنا ماني حزينه .. أبي حنانك .. ابي حنين ينسيني حزني وهمي
ضمتني أكثر لصدرهـا .. وهي تمسح على شعري .. حسيت براحة في حجر أمي وكأني رجعت طفله صغيرة حكيت لها عن الحلم إللي شفته .. وأني أولـ مرة من توفى بندر أشوف طيفه وكأنه حقيقه قدامي
مسحت على شعري بحنان وهي تتمتم بسورة الفاتحة
بعدهـا قالت لي : يا يمه حتى بندر يبي يحس أنك سعيدة .. والخلخال للبنت العذراء زواج .. ابتسمت .. يعني قريب راح تتزوجي
رفعت نفسي عن حضنها بخوف وناظرت بعيونها إللي مغرقة بالدموع مثلي : لكن يمه خالتي أم بندر ، ما ودي أكسر بخاطرهـا
مسكت وجهي بكفيهـا : لا يمه ، ليه تظني بخالتك كذا ! أنا كنت خايفة مثلك ، وقلت أقولها أحسن ما تسمع من الغير .. تدرين أنها فرحت أكثر مني .. وجلست تبكي وتقول لي .. أنا أبي أشوف البندري عروس .. تبي تلبستك الفستان الأبيض .. تبي تسلمك لزوجك ..
هي تعتبركـ مثل بنتهـا ، وكل أم تتمنى تبخر بنتها يوم عرسهـا وتعطرهـا وتلبسهـا
: يعني خالتي مو زعلانه ولا مضايقة
ابتسمت لي : أقولك لا ، وإذا مو مصدقتني كلميهـا .. صدقيني هي فرحانه لك أكثر من فرحتي والكل وده يفرح فيك
تنفست برتياح ، وكأن الشي كان جاثم على صدري وانزاح
أمي : قومي يا عمري وصلي لك ركعتين ، وادعي ربك وإللي الله كاتبه راح يصير
ضميت أمي للمرة الثانية : أحبك يمه
أمي : يا بعد عمري ، وأنا بعد أحبك وودي اليوم قبل بكرة أشوفك عروس
مسحت بحنيه دمعه نزلت من عيني اليسار : يا يمه ما أبي أشوف دموعك ، وصدقيني إللي تبينه راح يصير
:
بعد مـا صليت الفجر وقرأت قرآن ..
تمشي بغرفتي بملل .. ركنت إلى زاوية هادئة .. لبستها السكينة .. تأملت ما خلف الشباك وما حولي .. الشمس بدأت بالأفق .. وظل القمر الذي ما زال موجود بالسمـا .. أشعر بنسمة عليله تداعب جسمي وتنعش الروح .. أشعر بسرور وانشراح مع نسمات الصبـاح .. بعد الحلم الذي حلمته .. رؤيتي لبندر أعادت لي الحياة .. كنت محتاجه لرؤيته .. لكلمه ، للمسه منه تطفي لهيب الشوق بداخلي
لبست ملابسي .. وأنـا أحس بانتعاش .. وأنا أحس أن ها اليوم راح يكون غير بالنسبة لي .. نزلت تحت أفطر مع أمي .. لقيتها مجهزة لي الفطور .. بان كيك مع قهوة بالحليب .. مسكت الكوب الأبيض إلا فيه رسومات بالأحمر وارتشفت عدة رشفات ..
نزلت الكوب على الطاولة .. وصرت ألعب بحافة الكوب الدائرية .. ما ني عارفة كيف أفتح الموضوع مع أمي
ناديتها : ماما
رفعت نظرها لي : نعم حبيبتي
: امممممممم ، أم عبد العزيز عاودت واتصلت فيك
تجهمت ملامحها : والله هي قبل يومين اتصلت فيني ، وأنا تهربت منها ، ما ني عارفة شنو اقول لهـا .. إذا ودك أقول لها مالكم عندنا نصيب !! ؟
بلعت ريقي وحطيت يدي ورا ظهري : يمه أنتي شنو ودك !!
رفعت لي حاجبهـا .. وبعدها ضحكت
أنا أنحرجت ونزلت رأسي
جات أمي وحضنتني من الخلف : يا بعد عمري يعني أنتي موافقه
هزيت راسي باستني على خذي ..
تنهدت ..الفرحة إللي شفتها بعيون أمي الحين .. تسوى عندي الدنيـا وما فيها
قمت من مكاني .. وسحبت شنطتي .. أهرب من المكان .. قبل لا أغير رأيي وأقول لها ما ابيه ولا أبي قربه طلعت من البيت بسرعة .. توقعت نفسي أبكي .. لكن على العكس أنا أحس براحة لأني يمكن نفذت لهم إللي يبونه .. على الأقل يكون وجودي بها الحياة سبب سعادة الآخرين
:
:
دخلت جنـاح الأطفال إللي بالدور الرابع .. رحت لقسم الممرضات .. أدور من بين الملفات عن ملف لمريض .. بـ sickle cell disease
ها المريض اسمه عزيز وعمرة 8 سنوات .. صار له عندنا بالمستشفى أسبوع أو يمكن أكثر .. حبيته لأنه خفيف دم .. ورغم المرض إللي فيه إلا أنه ما أثر على نفسيته .. بليل لمـا أكون على الكول أشوفه يلعب مع الأطفال .. ويستخدم عجلات إللي يعلقون عليها المغذي ويصير يركض بالممرات ويعمل سباق .. ويجي عندي وأنا أكتب بالملفات .. ويطفشني .. المشكله مقدر أعصب عليه .. انتبهت أن مسجل بالملف أنه مسوين له splenectomy ( استئصال الطحال )
تنهدت من خاطر .. يمكن كذا أريح له .. يمكن تخف أزمات السكر إللي تجيه .. والله يكسرون خاطري الأطفال إللي مثله .. أنا ألوم اهاليهم كيف تزوجوا وهم عارفين أن واحد منهم مصاب أو أثنين هم حاملين للمرض .. ويقهروني لما يقولوا حنـا تزوجنـا عن حب .. أي حب إللي يخلي الأطفال يدفعون الثمن .. وثمن غالي ما يوجعها قلبها ها الأم لمـا تشوف ولدها مرمي بالمستشفى .. ويتوجع من الألم .. وغير كذا هم تظل تجيب عيال يعني ما توقف .. أستغفر الله .. مدري متى ها المجتمع راح يتطور فكريا
رحت لعند سرير عزيز ، كان سريرة بنهاية الغرفة الموزعة فيها الأسرة يمين ويسار .. انصدمت من وجود الدكتور عبد العزيز معه .. تراجعت خطوة للورا .. وظليت واقفة .. لاني عارفة أتقدم أو حتى أتراجع .. أخر شي كنت اتمناه اني اشوفه بـ هذا اليوم .. يا ربي ليييييه الصدف تجمعنـا بالأوقات الغلط
الدكتور عبد العزيز وهو جالس على الكرسي القريب من السرير : حياك دكتورة ، إذا ودك تكشفي على المريض .. مراح أعطلك
عضيت على شفايفي : لا مو مشكله أقدر أجي وقت ثاني
لاحظت ابتسامته : لكن عزوز يقول لك هو بعد شوي راح ينام وما يبي أحد يزعجه .. هو توه طالع أمس من عملية
لف عليه المريض : أنت تعرف الدكتورة البندري ؟
ابتسم ابتسامه سحرتني : أعرفها أكثر مما تتخيل
المريض : البندري مررررررره طيبه ، وأنا حبيتها
د. عبد العزيز : يحق لك تحبهـا
يا ربي أحس الدنيا حر .. كان ودي أروح وأفتح الشبابيك .. وضربات قلبي وصلت لمسمعي .. ضميت يدي بقوة أبي أخفف من التوتر إللي حسيته من وجوده وكلامه ..
قربت أكثر من المريض ، قلت بصوت حسيت فيه بحه : شلونك عزيز اليوم
ردوا أثني نهم بصوت واحد : بخييييييييير
وبعدها ضحكوا لأني كنت أقصد عزيز الصغير .. وهم توهم يستوعبون أن أثنينهم نفس الإسم .. ما قدرت أمنع نفسي ما ابتسم لهم ..
فحصت على المريض .. وتأكت أنه ما عنده حرارة .. وكان ها اللحظة not in pain
رفعت قميصه وشفت جرح العمليـة مضمد ، قال لي الدكتور عبد العزيز: أنا جيت أشيك عليه ، واشوفه كيفه بعد العملية
سألته : أنت إللي عملت له العملية
ناظر بعيني : ايوة
توترت أكثر من نظراته لي .. ولما حس بتوتري ، قام واقف
: give my five
خلك رجال يا عزوز ولا تأذي الدكتورة ..
حرك المريض يده اليسار : والله دكتور ما سويت شي
د . عبد العزيز : هههههههههههههههه ، أمزح معك ، يله أشوفك بكرة مع السلامة
لما حسيت أنه طلع من الغرفة .. تنفست براحة .. لأنه وجودة معي بنفس المكان يوترني ..
سجلت المعلومات بالملف ، وقبل لا أطلع : يله عزوز تغذا زين ، الممرضة تقول لي أنك ما تأكل شي
بوز : شنو أسوي ما أحب أكل المستشفى
: شنو حبيبي تبي تأكل
قال لي : أبي جالكسي
رفعت أصبعي : لا لا شاكلت ممنوع ، لازم تأكل أكل صحي على شان دمك يصير اوكي .. مفهوم
تأفف : اوووف كل شي غصب غصب
ضحكت على حركته ، رحت لعنده وقرصت خده : على شان صحتك يا العصقول
باعد يدي : أنا مو عصقول
ناكفته : عجل أنت شنو
: أنا رجال
رفعت حاجبي : والرجال يسمع الكلام صح
نفخ نفسه : ايوة أنا رجال وراح اسمع الكلام
: شااااطر عزوز
ناظرني وبعيونه سؤال
قلت له : عزوز تبي شي
بخجل قال : الدكتور عبد العزيز يصير زوجك
حسيت خدودي توردت من سؤال طفل برئ .. ما قدرت أجاوبه .. طلعت من عنده وأنا حاطه يدي عند خدي
" البنـدري "
ألتفت لصوت إللي يناديني .. شفت الدكتور عبد العزيز واقف بالسيب ومسند ظهره على الجدار وأيده خلف ظهره
: ممكن دكتورة
مشيت ناحيته .. حمدت ربي أن السيب فاضي وما في احد مر منه ما عدا صوت الممرضات يسولفوا .. خليت مسافة مو كبيرة مرة تفصل ما بينـا .. بحيث كل واحد منا يحتفظ بمساحته الشخصية
قلت بحرج كان واضح من صوتي : نعم دكتور
لاحظت أنه يتعمد ما يناظر فيني : ما ودي أحرجك
لكننننننن .. عض على شفايفه .. متى راح أسمع رأيك ، الانتظار راح يقتلني
من غير شعور مني ابتسمت وكأني مستمتعه بالشي إللي قاعدة أسويه فيه
قلت بغرور : إذا ما عندك استعداد تنتظرررر ....
قطعني : لااااا عندي استعداد انتظرك العمر كله .. صمت لحظة .. لكن حني علي شوي
نزلت رأسي منحرجه منه : أنت كلم أبوي وراح يجيك الجواب ..
بعدهـا اختفيت من أمامه بلمح البصر .. كنت أبي اهرب من نظراته من ابتسامته
حسيت قلبي راح يتفجر داخل صدري من قوة ضرباته .. لمت نفسي على جرأتي ووقفتي معه بالسيب
*
*
طلعت من محل باتشي إللي بشارع الببسي بالخبر .. حامله كيس فيه صينية شوكلاته ويوسف حامل الكيس ثاني .. اليوم لفيت على محلات الحلويات كلهـا .. وصيت على الكيك السواريه والبتي فور وبعض الحلويات الفرنسية الصغيرة ..
وأخيرا أخذت صواني الباتشي إللي كنت موصية عليهم قبل كم يوم ..
وطبعا البندري كل هذا مـا تدري عنه .. لأن حضرتهـا رافضة ينعمل لها حفله خطوبة ..
لكن أنا وأمي ضربنا بكلامها بعرض الجدار .. مو على كيفهـا .. وصينـا محل السنبوك وهو إللي راح يجي ويرتب الطاولات والبوفيه للحفله .. وأمي وصت لها على فستان من فرنسا طلبناه عن طريق النت وراح يرسلونه لها بالبريد المستعجل .. وأنـا أحاتي أخاف الفستان ما يكون مضبوط عليها .. مع أني تعمدت أخذ مقاساتها مضبوط لما رحنـا نعمل الفساتين لزواج أخوي عبد الله ..
مع أنهـا يمكن تعصب والله تزعـل .. لكن بعدين راح ترضخ للأمر الواقع .. صحيح أني ما تحسفت لأني ما سويت حفله خطبة .. لكني سعيدة وأنا أجهز لحفله أختي وحبيبتي البندري .. ودي أنها تعيش بسعادة وفرح .. لأنها تستاهل كل خير
يوسف : ريوم وين سرحتي
رفعت نظري ، لمحت أن حنـا مارين من عند الكورنيش بالسيارة ، شفت المراجيح وجذبتني
: يوسف خلنـا ننزل عند الكورنيش
ما جادلني ولا حتى سألني ، أخذ المنعطف إللي على اليمين ، ووقف سيارته بالمواقف الفاضية بهذا الوقت من العصر .. نزلت وأنـا متحمسة ألعب بالمراجيح .. لأن الجو حلو بعد ما بردت الشمس شوي .. مسكت يد يوسف وصرت أمشي بسرعة
يوسف : هونك هونك .. على وين ما خذتنـا
وصلنـا لعند المراجيح : خاطري ألعب بالمراجيح
طالعني وكأني وحده مهبوله : من جدك !!
ضحكت مثل الطفله : ايووووووه يوسف خاطري من زمان
رحت وجلست على الأرجوحة : يوسف تعال ادفعني
ضحك علي ، لكنه بالأخير جاء واستسلم وصار يدفعني .. دفعني بقوة ..
لدرجة طارت العباية والشيله .. أشوا أني لابسه بنطلون والله كان طلعت الفضايح
مراجيح تحمل طفله ورجل .. والريح تطوي عباية وشيلة .. وايدها قلب يشد الحبال .. دوختني أم سود العيون .. مع الشمس الغاربه .. كخيل هاربه
وصلتهـا لعند البيت وعيني تودعهـا ..
صار صعب على عيني تفارق عينهـا .. ملت حياتي بفرحهـا
صرت معهـا أعمل أشياء ما عمري تخيلت أني ممكن أعملهـا
رجعتني كطفل يفرح بلعب الأرجوحة وقطعه حلاوة
صرت أقضي وقتي معها بالساعات ، نضحك نسولف من غير ما أحس
صارت البسمة ما تفارق شفاتي معهـا
مثل الحلم غزت حياتي .. كوني فرحي .. كوني عمري كله .. إلا باقي وإلا كان
وصلت لعند بيتنـا .. انتبهت لبيت جيرانـا إللي عادة ما يكون هادئ .. أن فيه صجه والعيال يلعبون بالشارع .. وكأن في أحد جاي زايرنهم أو عندهم عزومه
قلت أسأل أحد من البزران .. يمكن عندهم مناسبة نروح نأدي الواجب دام حنا جيران ..
ناديت واحد منهم كان لابس بلوزة حمرا .. سألته بحذر وش عندكم لأن الأطفال سهل تسحب منهم الكلام
قال لي : رؤيـا أختي رجعت من أمريكـا بعد ما تطــ ......
ما سمعت باقي الكلام إللي قاله .. ظلت الكلمتين رؤيا رجعت .. تقرعان في أذني كأجراس الكنائس .. رؤيـا .. رؤيـا رجعت
ها الخبر ما أظن صعقني .. لأنه لو صعقني كان أنا منتهي من زمان .. إلا زلزل كياني .. ذكرى رجوعهـا وهي حرة رجعتني للماضي القديم ..
حسيت بيهـا قريبه مني حيل .. صرنـا بنفس البلد .. نتنفس نفس الهوا
غابت .. لكنهـا رجعت .. لفح هواء شعري وبعثره .. حسيت بالريح تجيب عطرهـا لي واستنشقه ..
كنت أظن الريح جابك عطركـ يسلم علي .. كنت أظن الشوق جابك تجلس بجنبي شوي ..
كنت أظن .. وكنت أظن
دخلت الصاله .. وأنا أحس المشاعر تعصف فيني عصف .. مشاعر حنين .. ومشاعر خيانه لإرتباطي بريوم .. ليه يعني لما ملكت على ريوم رجعت هي .. ليييييييه ..
قطع علي سيل أفكاري نغمة جوالي .. كانت مسج من عند ريوم ..
ما قدرت أكمل المسج .. حسيت أني خائن بإحساسي لهـا ..
ريوم بالنسبة لي قدر ما كنت حاسب حسابه .. عرفتني على الشوق ..
ومضة فرح في حياتي ..
سوالفهـا ..
ضحكهـا ..
بريق عيونهـا ..
لكن طيف رؤيا .. ليه عاود ورجع معه الذكرى القديمة ..ذكرى حزينة
تكدرت من داخلي .. لا أني قادر أطرد طيفهـا .. ولا أني صنت حب الريم
عاتبت الليالي إللي فرقتنـا ..
عاتبت الليالي إللي جمعتنـا .. لكن ها المرة أنا إللي سريت
تذكرت ذيك الليله العتمة .. إللي خنتي فيه حبي ..
يوم رحتي عني وهملتيني ..
وهي نفس الليالي إللي باعدتنا
جلست على الكنب وحطيت يدي خلف رأسي .. وأنا أتأمل حالي إللي أنقلب في غضون دقائق .. ليه رجعتي الحين ليه !!
من بعدك ضاقت بي الدنيا .. لكني لقيت الفرح عندها ..
والسؤال إللي دايم يراودني .. أنتي أصلا ليه تركتيني ..
من رحتي خليتيني شخص هالك .. ضايع ..
لا أهل .. لا ناس .. لا جيرة .. لا بلد
وجيتي اليوم بعد ما صارت الريم كل هلي
ليه اليوم طيوفك جات وتسكعت في دهاليز المدينه
انصحيني الله يجزاك خير وين أروح بعيد عنك
لأنك ما تستاهلي .. وأرخصتي بوعدي
*
*
نزعت إحرام الصلاة .. وطويت السجادة
وقفت أنـاظر بفستاني الوردي الفاتح المفروش على السرير .. والدمعة متعلقة بطرف عيني .. من بعد ما بصمت اليوم العصر تحت أسمه ونطقت بالموافقة لشيخ .. شعرت بها الليلة راح أكون بقايا إنسان .. آآآآه تكويني الدمعة .. ويرهبني البعد .. ناظرت غرفتي وأشيائي وذكرياتي وهدايا بندر
ما ودي أبتعد عن ذكرياتي وحنيني الموجود بها الغرفة ..
أشوف الكل سعيد بها اليوم .. وأنا أتظاهر بالسعادة وأعاند إحساسي
خلاص ما عاد فيه تراجع .. دامني سلمته نفسي .. ماضي ما عاد لي فيه مصلوح .. الشيء الوحيد إلا أبيه منه أني أبي أكمل دراستي .. شغلي هو الشي الوحيد إللي صار يهمني بهذي الدنيـا .. والله ما عاد يهم من بعد موت روحي ..
:
لطخت بفرشاتهـا اللون الوردي على شفاتي .. ووضعت اللمسات الأخيرة على وجهي .. شكرت للبنانيه إللي جات تعمل لي المكياج وتصفف شعري ..
ناظرت بنفسي بالمرايـا .. فتحت فمي من إللي شفته .. شكلي متغير تمامـا .. مـن زمان ما حطيت لي فل ميك آب .. أصلا ما أذكر آخر مرة متى !!
درجات الوردي مع البنفسجي الغامق مرة تتدرج على جفني .. وتحت الحاجب اللون الأبيض المايل على فضي .. وروج وردي مع غلوس بلمعة فوشيا ..
ابتسمت بغرور لأني راضية على شكلي .. لبست الفستان pink الفاتح مرررررررره .. إللي جابته أمي لي هدية .. والله ما كان ودي بكذا فستان كبير ومنفوش مثل الطبقات .. وكانه ستايل فرنسي قديم .. أحس أعطاني منظر الفراشة الأميرة .. لأنه من ورا أطول من قدام .. وعلى الجانب مزموم .. والكتوف عارية .. هو سمبل بالمرة .. لكن أناقته في بساطة ..
فتحت ريوم البـاب بقوة .. أنا وقفت بمكاني .. أنتظر تعليق منهـا ..
هي وقفت مكانها تناظرني بانبهار.. حسيت لحظتها أن شكلي غلط ..
: ريوم شكلي مو حلو مووووووو !!
قربت مني ، ومازالت هناك فتحته بين شفايفهـا ، لكنهـا أخيرا نطقت : أميرة .. صايره الليلة الأميرة سندريلا بها اللون
بوزت : تتريقين علي ريوم
ريوم : والله ما أتريق .. تجنني يا عمري
بها اللحظة انتبهت لطيف خالتي أم بندر واقفة عند باب الغرفة إللي تركته ريوم مفتوح .. ابتسمت لهـا .. وأنا ألمح الدموع بعيونهـا .. مدري هي دموع فرح ..والله دموع حزن
تذكرت لحظتهـا .. لمـا كلمتها قبل لا أمي ترد على خالتي أم عبد العزيز .. لأن عمري مراح أنسى ردها علي .. وإذا زواجي راح يكون سبب سعادتهـا .. عندي استعداد أرخص الغالي لعيونهـا .. أذكر أنها قالت لي : عيشي حياتك يا البندري .. صدقيني أن بندر راح يفرح لما يشوف البنت إللي يحبها سعيدة ومبسوطة بحياتها .. لو الحزن يا بيتي والبكاء يرجع الغالين .. كان ظلينا نبكي طول العمر
تقدمت مني خالتي .. وريوم طلعت من الغرفة .. على شان تتركنـا على راحتنـا .. وقفت قدامي تتأمل ملامحي وشكلي .. وعينهـا مغرقة بالدموع .. انتبهت أنها طلعت علبة صغيرة من كيس مخملي .. كان عبارة عن حلق طويل ألماس وبنهايته دائرة داخل دائرة مثل رمز شوبارد .. بعد مـا لبستني الحلق ، قالت لي : الحمد الله أني عشت لها اليوم إللي أزفك فيه لرجلك
شعرت لحظتهـا أني محتاجه لحضنهـا .. ضميتها وغصب عني نزلت دموعي .. رفعتني عنهـا : يا حبيبتي لا تبكين .. ما أبي أشوف دموعك .. هذا يوم فرحك .. أبي أشوفك دوم مستانسه .. مسحت دموعي وأنـا أحاول أرسم البسمة على ثغري
جات ريوم ومعهـا جنى ومريم زوجه خالي .. غنوا كلهم بصوت واحد
أميرة الورد ليييييه الورد مفتونك .. لييه بحياته يحاول يشبه ألوانكـ
كمن فراشه تلمس غصونك .. والورد يا ما تمنى يعيش بأغصانكـ
جنى : يا أميرة الورد هذي راح تكون أغنيك لما تنزلي من عند الدرج
قطبت حاجبي : أنا مو قايله لكم مـا أبي زفة ولا شي .. أصلا من قال لكم أني راح أنزل
ريوم حطت يدهـا عند خصرهـا : لييييييه خير أن شاء الله !!
تعذرت بحجة واهية : شكلي مو حلو ، مو عاجبني بالمرة
كلهم شهقوا مرة وحدة .. لدرجة جاتني الضحكة
مريم : كل هذا و شكلك مو عاجبك .. أصلا عبد العزيز من راح يشوفك راح يتخبل .. مراح يعرف وين دربة
شعرت لحظتهـا أن الحمرة اعتلت خدي المتورد خلقة .. ما ودي أنزل .. ما ودي اللحظة إللي راح يجلس فيها جنبي تجي .. ما أبي ما أبي أحس أني راح أبكي من الخجل والإحراج
جنى جات ومسكت يدي : يله ما نبي نتأخر .. خلينـا نزفك
قاطعتها خالتي : لحظة خلينـا نعطر البنت .. مسكت زجاجة العطر الورديه كمان إلا كنت مجهزتهـا من جورج أرمني .. وبخت على ملابسي وجسمي من بعيد .. ودهنت يدي وعنقي بدهن العود ..
وقبل لا أطلع باستني عند جبيني وقرت علي المعوذات
ومشيت وراهم مسيرة مو مخيرة .. هم نزلوا قبلي .. وطفوا الأنوار ..وشغلوا الموسيقى .. توني أستوعب أن صاله بيتنـا كلها متغيرة .. الطاولات الدائرية مرتبة بشكل حلو .. ومفروشة بمفارش يناسب لون فساتني.. وحتى الصواني والشموع والورد
حتى الصوفا إلا راح أجلس عليهـا عنابية .. وخلفها مزين بالسبوت لايت .. وإضائة الشموع تزين المكان .. والورد متناثر بكل مكان
ابتسمت غصب عني .. حسيت بالفعل أني أميرة .. مع أنغام صوت محمد عبده أميرة الورد .. وأنـا أنزل من الدرج بحذر وذيل الفستان يسحب وراي والإضائة الخافته إلا تزين المكان حولي ..
أميرة الورد ليه الورد مفتونك .. ليه بحياته يحاول يشبه ألوانك
كمن فراشة تمنت تلمس غصونك .. والورد يا ما تمنى يعيش بأغصانك
إذا ابتسمتي يذوب السكر بلونك .. ويزور شهد الحياة بقلوب خلانك
والليل يغفي ويصحى بس بعيونك .. والصبح خدك والشمس عنوانك
بها اللحظة لفيت على الطاولة إللي موجودة فيهـا أسيل وسلمى .. كانوا يبتسموا وأشروا علي .. ابتسمت لهم
وصلت وجلست على الكرسي بعد ما رتبت فستاني الثقيل .. وأولـ من جاء وسلم علي أمي ، قمت على طول وحضنتهـا وأنـا أقاوم دموعي .. مشتاقة لهـا حتى لما ملكت ما كانت جنبي أبوي وعبد الله هم إلا كانوا جنبي
بعدتني هنا وقالت بحنيه : يا بعد عمري ، قمر الله يحفظك .
قلت بصوت خافت : يمه ادعي لي ، خايفة
أمي ببتسامة ، تبعث في النفس راحة : أنا دوم أدعيلك ، بليلي ونهاري ، أن الله يوفقك ويسعدك يا عمري
بعدهـا جاوا
أسيل وسلمى .. أعطوني هدية مغلفه حطيتهـا جنبي .. وهم جلسوا جنبي على شان يصوروا
أسيل همست لي : يا عيني على الإغراءات من أول ليله
ضربتها بكوعي ، وقلت وأنا ضاغطة على أسناني على شان محد يسمعنـا : يا حمـــاا ... مو أنا إللي أخترت الفستان .. وما لقيت شال عندي يناسبه
سلمى بضحكة : يا ووووووويل حالك اليوم يا عزيز
هزيت رجولي بتوتر: قووووومي أنقلعي عني أنتي وياها أحسن لك .. لا اللحين أتوطى ببطنك
ضحكت أسيل ضحكة شريرة : ههههههههههههههههه .. أتحداك
سكتنـا لأني شفت أم عبد العزيز تقبل علينـا وبيدهـا سارة .. أسيل وسلمى قاموا وهم يتغامزون لي .. وأنا متوترة حدي .. خايفة من أم عبد العزيز .. صحيح أن أمي تقول عنها طيبة .. لكن مدري كيف راح تكون علاقتي معهـا .. أخاف أكون مو عاجبتهـا .. لمـا وصلت لعندي .. قمت لها احتراما وقبلت رأسهـا .. باستني على خدي وسلمت علي وقالت لي ببتسامه : والله عبد العزيز عرف يختار .. الله يحفظك يا بيتي من العين
رديت عليها بصوت أقرب للهمس : الله يخليك يا خالتي
أخذت سارة بعدهـا وجلستها جنبي .. أبي ألتهي بيهـا عن التوتر إللي أحس بيه ومع قرب موعد اللقا .. كل مـا قرب الموعـد تزداد الرعشة إللي بأصابعي .. وتزداد ضربات قلبي وكأنها في سباق للخيول من قوة الضربات
فقت من سرحاني على صوتهـا
: لون فستانك مثل لون فستاني
ناظرت بفستانها الوردي إللي أغمق من لون فستاني، ابتسمت لها : صدق صرنـا مثل بعض
سارة وهي تأشر على شعرها : لكن أنا علي تاج أنتي ما عليكي
لمست طرف شعري المموج تمويج فرنسي : ليه ما جبتي لي معك
سارة : أمي هي إللي شرت لي وما شرت لك
ضحكت على كلامها إللي يجنن وملامحها إللي كلها برائه
مع سوالفي مع سارة .. ما انتبهت أن الكل لبس عباته .. وأنه واقف عند مدخل الصالة .. رفعت عيني بها اللحظة والتقت عيني بعينه .. طارت سارة ها اللحظة من جنبي لعمهـا
لحد يسألني عن حالي ها اللحظة .. عن ضربات قلبي إللي صارت تعصف بداخل صدري وعن تنفسي إللي أزداد فجأة .. لدرجة حسيت أنه راح يغمى علي
شكله وهو واقف بثوبه البيج بتبكيرة حجازية .. والشماغ البيج المرفوع
كـان شكله مختلف تماما عن الدكتور عبد العزيز إللي أعرفه
:
:
مرت ثواني وأنـا واقف مبهوت .. أنا إللي أشوفه خيال والله حقيقة .. هذي حورية من الجنة والله البندري .. انبهرت بحسنهــا
دزتني أمي على شان أمشي .. صرت أمشي بخطوات سريعة .. أبي أوصل لها بسرعة .. أبي أعرف أنا إللي أشوفه حقيقة والله حلم .. أكيد هذا من سهري وأحلامي
وصلت لعندهـا ولا مست أيدي يدهـا الحرير.. إللي أرق وأنعم من الزهر .. لا هذا أكثر وأجمل من إللي تخيلته بسنيني .. هذي أحلى بكثير من إللي عذبتني وسهرتني ليالي .. كثير أحلى من الإلهام
نسيت همي ولوعة الأيام وأنـا أقبل جبينهـا .. شعرت بأنفاسهـا دافيه .. قريبه مني .. يا ربي أنـا ظامي وتدري زين وش إللي منك يرويني .. وقفت جنبهـا ويدهـا ما زالت متعلقة بيدي .. أنا غارق في نهر قربك من أطراف القدم للهـام ..
تنهدت وأنا جالس جنبهـا ما يفصل بينـا إلا وسادة طويلة .. يا ناس أبي أحد يقول لي .. معقولة القمر موجود هنـا على الأرض ما هو بالسماء .. معقولة نزل من مستواه العالي وجاء جنبي يتبختر في بهاه..
معقوله في بنت بها الجمال .. .. ما شاء الله ما شاء الله .. خفت أحسد نفسي عليهـا
يا ربي ما شفت بها الدنيا قمر مثلهـا .. والله أنها أحلى بكثييييييير .. ملاك بصورة بشر
ما ودي أرفع عيني عنهـا ودي أكحل ناظري من نورها .. هي خطفت من القمر نوره
قطع علي لحظة الحلم صوت أمي .. لفيت عليهـا ، قربت مني وهمست بإذني : أكلت البنت بنظراتك خف عليهـا شوي .. يا خوفي تحسدهـا الليلة
ابتسمت وبداخلي خوف .. الله يحفظ حبيبتي من العين أن شاء الله
أشرت لي أمي بعينهـا على الصندوق الخشبي إللي محفور عليه آيات قرآنية .. وموجود على الطاولة قدامنـا إللي مزينة بمفرش بتطريز هندي بألوان قوية وتبعث البهجة .. فتحت الصندوق وطلعت الطقم اللؤلؤ الأسود مع الأبيض إللي شريته من لندن .. أنـا قلت هذا الطقم لشريكة حياتي .. وراح يكون على جيد البندري غير .. هي إللي راح تحليه مش هو إللي راح يحليهـا ..
قربت منهـا وأنـا ماسكت العقد .. وأيدي ترتجف ما عرفت كيف أسكره .. يا الله وش ها الغبـاء إللي علي ليه ما خليت أمي تعلمني بالبيت .. وأنا أحس البندري منحرجة من قربي ولا رفعت عينها أبد .. جاءت أمي وأنقذت الموقف .. وسكرت لهـا السلسال .. وحتى الحلق هي إللي لبستهـا .. خفت بعد أشق لها إذنهـا
مشت لعندنـا سارة بفستانها الزهري وبيدهـا مخدة صغيرة بنفس ألوان فستانهـا .. وشريطتين نازلة من المخدة متعلقة فيهـا الدبلتين ..
فكيت الدبله الألماس من الشريطة .. أنا إللي اخترتها .. كانت عبارة عن ألماس ..
diamond princess
فأعطى شكل فراشات صغيرة متلاحمة مكونه حلقة .. مع الذهب الأصفر .. مسكت أصبعهـا ring finger
بنعومة .. ودخلتهـا بنعومة أكبر خايف تطلع عليهـا الدبلة واسعة أو ضيقة .. لأني أذكر أن أصابعها طويلة ونحيفة .. لكني ابتسمت ابتسامة رضا .. لما وصلت الخاتم لنهاية وكان مضبوط عليهـا .. رفعت أصبعهـا لشفايفي وقبلته .. بها اللحظة سمعت صوت تصفير .. لكني ما التفت ناظرت بعيونهـا .. إللي رفعتهـا ها اللحظة .. وخدهـا ارتوى بالحمررررررررره .. مثل حمرة شفايفهـا .. سرحت بعيونهـا .. لحد يلومني أولـ مرة يحصل لي أتمعن بلون عيونهـا العسلي .. انجرحت من ذيك الرموو ش إللي حدها حد السيوف ..
عرفت وقتهـا أني غارق مهمـا سبحت
نادتني بهمس : عبد العزيز
وهي تأشر لي على يدي علشان أمدهـا لهـا
صحيت من بعد ما غرقت بعيونهـا .. فقت من حلم معه لبعيد رحت .. أثرني سرحان في ذيك العيون ..
لبستني الدبله .. لكني ما تركت لهـا مجال .. لمست يدهـا اليسـار .. وزدت من غبضتي لهـا لأني حسيتهـا مرتبكة وترتعش
:
أشرت لنـا ريوم نقوم .. لزاوية إللي كانوا مرتبيها فيهـا عربه كأنها عربة سندريلا وفيهـا كيك .. على شكل ثلاث طوابق منفصلة ..
وقفت أنا وعبد العزيز .. وهو مـا زال ماسك يدي .. أبي أسحب يدي لكني ما ني قادرة .. يا ربي فوق التوتر إللي أحسه .. غير هذي حركة تقطيع الكيك وأنه يأكلني وأكله وأشربه ويشربي أحسهـا حركة سخيفة .. أوووووووووف يا ربي أحس أني راح أموت ..
مسكنـا السكينة المربوط طرفهـا بشريطه وردية وقطعنـا الكيكه .. هو قطع لي قطعه كبيرة .. لكني مـا أكلت إلا قطعة صغيرة منها .. وش يظن فمي وش كبرة .. وقطعت له قطعه صغيرة مرة .. وأنا أحس حالي سخيفة مررررة وأنا أكله .. حاولت ما تلتقي عينني بعينه على شان لا أتوتر وتطيح الشوكة من يدي ..
وجات اللحظة إللي راح اشربة العصير .. كرهت بيتنـا بها اللحظة إللي فكروا يعملوا لي حفله خطبة .. يصبروا علي بكرة أن ما هزئتهم وغسلت شراعهم على ها الحركات .. هذي الحركات يعملوها الناس المغرمين بـ بعض .. مو حنـا .. خلاص أحس كبرنـا على هذي الحركات ..
قال لي : خلينـا نشبك أيادينـا
جاتني رغبه وقتهـا أني أكب العصير على ثوبه .. تذكرت موقف أسيل مع زوجها أول ما ملكت .. وضحكت داخل نفسي .. ليت عندي نصف الجرأة إللي عندهـا .. أحس لو أسوي هذا الحركة بوقف بمكاني متصنمه ولا راح أهرب وراح أبكي ..
همس باسمي : البندري
رفعت عيني له .. وشفته يبتسم لي .. وشبك يده بيدي ..
وشربته العصير وشربني العصير ..
وحسيته خايف لا يكب علي العصير ويتسخ فستاني .. من ابتسامته لي حسيته طيب .. لكن مدري ليه أنا مو طايقه قربه ها اللحظة .. ودي أهرب لبعيد بعيد عنه وعن لمسته وأنفاسه إللي أحسهـا قريبه مني حيل قربه يوترني حيل .. أحاول أسيطر على رعشة أصابعي وحتى جسمي ماني قادرة .. شعور غريب يسيطر علي ، حتى رعشه قلبي كرهت الأحاسيس إللي أحسهـا.. ليتني ما عرفتك بيوم
شغلت ريوم الديجي .. الكل قام يصفق لنـا يبونـا نرقص مع بعض
ناظرت ريوم بنظرات قاتله .. كسهام نارية تنطلق منها .. يعني ما لقت غير أغنية ..
صدفة ومن بين كل النـاس علقني .. والأخ عبد العزيز وكأن ما صدق على الله .. ومسك يد .. قصب عني قمت أتمايل على شان لا أحرج نفسي قدام أهله وقدام أهلي .. وكنت أتحلف بريوم داخل نفسي .. صبري علي يا ريوم أن ما توطيت ببطنك وذبحتك الليله .. مـا أكون البندري
صـدفـه ومـن بين كـل الـناس علـقـني
مـن يـوم شفته وعيني جات في عينه
حسيــت شي في عيونه حيل يــجذبني
لـما ابـتسم بـآنـت بـوجـهي تـلاويـنــه
سـلـم عـليي وجلس جمبي وكلــمـنـي
كــل الـحواجـز تــلاشت بــيني وبــينه
اخــذ ايــديني بـايديه وقــام يـوصفني
ولا تـمــنـيـت ايـدي تـتـرك ايـديـنـــــه
قـالـي كـلام بـصـراحـه حلو دوخــنـي
مـاقـد سـمـعـت بـحـلاتـه آهـ يـازيـنـه
معـاهـ احـس الأغـانـي عـنـه وعـنـي
وأجمل أغاني الغزل شعري وتلحـينه
::::
يا ربي ها الجمال مستحيل تتمايل بدلع ورقـة .. عذبه مثل ماي النبع ..
ولا سلهمت برمشها .. آآآآه والرمش جذاب
مدري أنـا حي والله ميت بها اللحظة .. ذبحتني بعيونهـا
مسكت طرف فستانهـا ورفعته وصار وكأنه فراشة أو مروحة من كثر الطبقات إللي فيه .. اهتز قلبي لها .. شكلها سحرني بها اللحظة .. تتمايل مثل رقه النسايم والورود
وكلمـات الأغنية وكأنها انكبتت فينـا .. من يوم جات عييني بعينها .. علقتني فيها
واذا ابتسمت أنا أضيع بتلاوين وجههـا .. والله أن ما ودي أيدي تترك أيدهـا ..
ما قدرت أمنع نفسي .. قربتهـا مني وهست بأذنها : مـا ودي أحسد نفسي عليك .. أنتي خطفتي من القمر نورة .. الله يحفظك لي
ارتوت خدودهـا بحمرة غريبة .. متعتني ردة فعل رمشها الجذاب ..
يا ربي مثل الطفلة بخجلهـا .. ودي أضمها وأحضن ظلالهـا ..
لكنهـا ما تكلمت ودي أسمع صوتها مشتاق لبحه صوتهـا
:
أخذتنـا أمي بعدهـا للمجلس .. منعزل شوي على النـاس على شان نأخذ راحتنـا .. لكن أنا كان ودي أنه يمشي .. خلاص انتهت المسرحية وش بقى بعد ..
فتحت عيوني على وسعهـا وأن أشوف القعدة الرومانسية إللي مرتبيهـا لنـا .. كلها شموع وورد أحمر وإنارة خافته .. شغلت أمي الثريـا السوارفسكي .. لكن قال لها عبد العزيز تخليها خفيفة .. أنقهرت منه .. أنا ناقصته هو الثاني ، كفاية أحس أني شوي وأبكي
ناظرت بأمي برجاء على شان لا تتركنـا .. كنت أترجاها بعيني .. تكفين يمه .. أنا بنتك حبيبتك .. لا تتركيني .. تعالي خذيني معك ..
لكنها لم تستجيب لندائي وقالت لنـا : أنا أخليكم على راحتكم وبخليهم يجهزون لكم العشـاء .. تبعتهـا لين طلعت من المكان وأنا ما زلت واقفة .. محتارة وين أجلس
عبد العزيز وهو يمسك طرف إصبعي : مراح تجلسي
كنت راح أختار كنبه بعيدة .. لكنه سحبني : ما راح تجلسين جنبي !!
سكت ما عرفت شنو أرد .. وين ألسانك يا البندري .. ليه ما أنتي عارفة حتى تنطقي بحرف واحد ..
من غير شعور مني لمـا جلست جنبه على الكنبة الطويلة خليت الوسائد فاصل ما بينـا ..
مرت لحظة صمت مـا بينـا .. كنت أناظر بصندلي وجزمته وأفكر باللحظة إللي راح أقوم فيها من هنـا وأهرب من قربه .. فقربه يفنيني.. يفنيني
فجأة شعرت بيده تسلل خلف المقعد .. ليضم خصري .. توترت من ها الحركة وأقشعر جسدي .. لكني حسيت وكأنه يبي يحميني .. من شنو مـا أدري !!
قال لي : مبروكـ علينـا
همست بصوت خافت يا دوب ينسمع : الله يبارك فيك
:
ما سمعت شنو نطقت فيه .. بس شفت شفايفها تتحرك ..
أحس نفسي مرتبك .. مـا ني عارف شنو أقول لهـا .. أو كيف اوجد حديث أوسالفه نتكلم فيهــا .. عندي استعداد أفنى في هذا المقعد .. أراقبها ساعات .. أتأمل هذا الوجه والجمال الرباني
نطقت بحروف اسمهـا .. وأنـا أتمعن في ملامح وجههـا .. مستغل قربها مني : البندري
رفعت عينها .. والتقت عينـا : هلا
كانت عيونهـا تلمع .. كان ودي أقولهـا أحبك ، أعشقك حد الجنون ..
ابتسمت لها ذيك الإبتسامة : أخيرا رفعتي عينكـ .. ليه حارمتني من ها العيون الخجله ..
تركت يدي تتسلل وتداعب طرف شعرهـا .. إللي كأنه عقد من زهر الليمون
مسكت يدها اليسار بيدي الثانية .. أناظر بعروق يدها الناعمة وألامس أصابعهـا
نادت باسمي بصوت هامس مع أنفاسها الدافيه إللي تغلغلت بمسمعي : عبد العزيز
اليوم راح تُنهي أعصابي وتنهيني .. حاولت تسحب يدهـا من يدي
: يا حلو أسمي على شفاتك ..
والله أن الناس تحسدني على قربي منك يا أحلى وردة بالكون
سبلت بعيونهـا و تنهدت .. كنت أريد أحضنهـا .. لكني ترددت .. أخاف أحرجهـا إذا كلامي بس ولمسة من إيدي شنو صار بيهـا .. كفاية إقاع أصابعها ورجفتهـا
قمت واقف .. فجأة تذكرت شغله ناسيهـا بالسيارة .. حسيت بعيونهـا سؤال .. أو كأنها ما ودي أتركهـا .. أو يمكن أنا قمت أتوهم .. جاوبتهـا من قبل لا تنطق : في شغله نسيتهـا بالسيارة وبجيبهـا مراح أتأخر ..
:
قلبي عزف على كـل المقامات وأنـا أشوفهـا جالسه وعيونهـا سرحانة .. تمنيت بها اللحظة أعرف بشنو تفكر .. استغليت ها اللحظة .. وسحبت ورده زنبق أطرافهـا وردية على عنابي .. من باقة الورد إللي حاملها بين يدي إللي كنت ناسيهـا بالسيارة .. من ربكتي اليوم نسيت أشياء كثيرة ..
فاجأتها بحركتي وأنا أثبت الوردة بشعرهـا
: حسيتهـا تشبهك برقتك إللي مثل النسايم والورود
حطيت باقة الورد بحضنهـا ..
: قالوا لي البنات تعشق الورد .. والورد للورد .. لكن من ربكتي نسيت ما جبته معي أولـ ما جيت
ابتسمت لي : شكرا ، تصدق ظنيت أنك قليل ذوق لأنك ما جبت معك باقة ورد
قطبت حاجبي : شدعوة ، لكن الحمد الله ما طلعت بنظرك قليل ذوق
ضحكت لي عيونهـا ، وهي تتلمس باقة الورد : لا مو قصدي .. أمزح .. هي كلمة طلعت مني
جلست قريب منهـا حيل .. وفرحت داخل نفسي لأن بدينـا نسوالف ونكسر الحواجز
: عجبتك الشبكة .. ترى والله إذا مو عاجبتك من بكرة أروح معك وتشتري إللي يعجبك
ردت علي : لا بالعكس .. بالمرة ذوق خالتي حلو
قطبت حاجبي للمرة الثانية : لا أنتي راح تزعليني .. هذا من ذوقي .. والله ذوقي مو عاجبك
البندري : صدق هذا ذوقك .. بالمرة حلو .. وكأنك تعرف أني أحب اللؤلؤ
فرحت لعترافها بشي هي تحبه : زين أنك أتعترفتي أن ذوقي حلو .. كفاية أني أخترتك من بين كل البنـات
توقعتهـا تفرح بها الكلام .. لكني فجأة لمحت طيف الحزن بعيونهـا
لفيت جسمي عليهـا مقابلهـا ومسكت يدهـا .. وناظرت بعينهـا .. أبيهـا تتكلم ..
تحكي لي عن جرحهـا .. عن إللي هز الدمع بعينهـا
تحكي لي عن طبعهـا .. عن ربعهـا
جات بتحكي لي عن أولـ جروحهـا .. وعن الأمل إللي ترجيه روحهـا .. لكني منعتهـا .. لما شفت دموعهـا تهتز عند رموشهـا ..
مسحت دمعه قبل لا تنزل وقلت لها : دامني معك يا روحي .. ما أبي الدمع يجني على خديك .. حلفتك بالله ما أبي أشوف دموعك من بعد اليوم
قالت لي بصوت تهجد بيه الدموع : عبد العزيز أنت من حقك تعرف كل شي عني قبل لا ترتبط فيني
حطيت يدي عن فمها أقطاعهـا : طلبتك .. لا تحاكيني عن ماضيك ولا ذكراك .. ما ودي تعلمني عن الماضي بشي .. عبد الله حكى لي عن كل شي عنك بحياتك وماضيك .. وأنا حاس إذا حكيتي راح أزيد من جروحك ماراح تخف .. ودي نبتدي من جديد .. أمـل جديد ..
حبيبتي نبي نبدأ سالفتنـا من جديد .. من غير ألم أو حزن
نبتدي سالفه حب .. سالفه شوق .. سالفه عشق بيني وبينك
أبيك سالفه عشق أسولفهـا وأنا لحالي .. يا حبي الأول ويا حبي التالي
ما قدرت أقاوم شعوري .. حضنتهـا على شان أحسسهـا بالأمان .. أحسسهـا أني قربهـا مهمـا بعدت .. أحسسهـا بحبي لها إللي أهتز له قلبي .. أبي أعلمهـا أني قبل أعرفهـا كنت أعرف أنـام .. كان السهر مو ها السهر .. مجرد لعب وأغاني وأختصار
من عرفتك .. صار السهر .. انتظار .. احتضــار
صار السهر .. تنهيدتين ونــار
بالهمس قلت لهـا : يا عمري
طوقت عنقهـا وبست خدودهـا ، ابتسمت لها وأنا غارق بحبهـا : أخاف أبوس خدود تغار شفايفك
:
من غير شعور مني ابتعدت عنه وأنـا أحسه يقرب مني أكثر وأكثر .. بقربـه شعرت بذوبــان .. وبحرارة فضيعه بكل جسمي .. استغربت حالتي والدوخان إللي حسيته بقربه ..
وقفت وأنـا مرتبكة منه ، سألني : وين راح تروحي
تلعثمت ، لأن أساسا أنـا ماني عارفة ليه وقفت والله وين راح أروح .. الشي الوحيد إللي أعرفة أني أبي ابتعد عن هذا المكان .. أو بالأخص ابتعد عنه .. لأن قربه نار .. راح يشعلني
: ممممممممم ، بروح أجيب لنـا عصير
ما اعطيته مجال يعترض .. طلعت بسرعة من الجهه الثانية من المجلس إللي قريب من المطبخ .. أول ماطلعت قابلت ريوم بوجهي وخلفهـا الخدامة وعربة خشبية فيهـا أكل
من غير شعور .. ضميت ريوم بقوووووة .. وكأني خايفة من شي وأبي حمايتهـا ..
ريوم خافت علي لما شافتني بها الشكل : حبيبتي البندري وش فيك !! .. شنو عمل فيك عبد العزيز !! .. قولي لي وأنـا الحين أروح أغسل شراعة
باعدتني عنهـا بالقصب وناظرت بشكلي ، لاحظت أنها فتحت فمها : البندري ، ليه وجهك ورقبتك وحتى صدرك مصبوغ كله بالأحمر وش صااااااااااار
تكلمت بصوت أقرب للبكاء : بمووووووووت يا ريوم .. لما كان قريب مني .. أحس أني راح أموت من الخجل
ما شفتها إلا ميته من الضحك شوي وتتسدح على الأرض
عصبت عليها ، أنا شوي وأموت وهي تضحك : يا السباااااااااله ليه تضحكي
مسكت ضحكتهـا : لأن شكـ لـ كـ يـمـوت ضحـــــــكككككككك ههههههههههههههههههههههههه
شكله عبد العزيز ماراح يحط بخاطرة شي الليله .. راح يأخذ حقه ثالث ومثلث منك
عصبت أكثر : شببببب .. صدق أنك قليله أدب وما تستحين على وجهك
تباعدت عني .. لأني أحس من الحرارة إللي فيني ممكن أحرقهـا .. مسكت لي كأس زجاج وعبأته مـاء بارد .. يبرد على قلبي .. ويرطب ريقي إللي نشف من توتري وارتباكي .. من غير مـا أحس شربت كأسين ..
وطلبت من الخدامة تحضر لنـا عصير كوكتيل ..
فجهزتة لنـا بكأس زجاج طويل وزينت أطرافة بقطعة أناناس مع كرز .. .. وقبل لا أدخل العربة إللي فيهـا الأكل .. أكلت لي شوي ، لأني صدق ميته جوع وبدأت أحس بصداع ومستحيل آكل قدامة .. وقبل لا أدخل رحت لعند المرايـا إللي عند المغاسل وطالعت في شكلي ورتبت شعري .. أنا نفسي مدري ليه عملت هذي الحركة مع أنه ما يهمني .. لكن أي بنت تحب زوجها يشوفهـا حلوة .. أي زوج أنا شنو جالسة أخربط .. أروح له أحسن لي .. مو حلوة يظل بروحة .. شنو فيك يا البندري مسرع ما أشتقتي له ..
*
وصلتني مسج من عبد الله أنه ينتظرني بالحديقة .. مـا حبيت أكسر بخاطرة .. مسكين كاسر خاطري .. صار له اسبوع يترجاني على شان يشوفني اليوم ..
رحت لعند المرايـا إللي عند المدخل الرئيسي .. رتبت من شكلي .. عدلت من السلسال الأسود الطويل إللي كاسرحدة لون فستاني الفوشيـا القصير وفيه ربطة سودا تحت الصدر .. بعـد ما تأكدت من شكلي .. طلعت للحديقة .. أخذت نظرة خاطفة ما شفته .. توقعته بالجهه الخلفية .. كانت النافورة مشغله وقطرات الماء الصافي تنزل من فم الأسمـاك المعمولة بالجبس وكل الأنوار تزين الحديقة .. الكل بالبيت فرحان لسعادة البندري .. حتى الزهر والشجر والقمر ..
مشيت بخطوات حذرة على شان كعبي ما يطلع صوت .. وأنـا أشوف عبد الله ماشي ومرجع يده .. ويدندن بأغنيــة أنـا أعشقهـا
وأن لائكم حبيبي سلموا لي عليه .. طمنوني الأسمراني عمله إيه الغربه فيه .. طمنوني الأسمراني عمله إيه الغربة فيه
سواح وأنـا ماشي ليالي .. سواح .. ولا داري بحالي .. سواح .. .. والفرقه يا غالي .. سواح .. ايه إلا جرالي .. سواح
يا قمر يا نسيني .. رسيني على إلا غايب .. نورني.. وريني سكه الحبايب
وصيتك وصية يا شاهد عليا .. تحكي على بيـا وإلا أسيتوا في ليليا
وسنييييييين .. وسنين دايب شوق وحنين .. عيز أعرف بس طريوه منين
وأن لائكم حبيبي سلموا لي عليه .. طمنوني الأسمراني عمله إيه الغربه فيه ..
تنهدت بصوت مسموع .. وأنا أسمع صوته .. صوته حلو .. ما تخيلت أن صوته حلو لها الدرجة .. مذكر أنه بيوم غنى لي .. مشيت بهدوء .. وهو ابد مو حاس فيني .. وقبل لا أوصل له كنت ناوية أخرعه ..لكن فجأة لف علي بسرعــه وضمني من غير مـا يعطيني مجـال .. غمض عينه وأخذ نفس عميق وأنـا ما زلت بحضة أحس بحرارة أنفاسة وأناظر بشكله .. لحيته نابته وغير مرتبه .. غيرت من شكله ويمكن كبرته بالعمر
قال لي بحالمية وهو مـا زال مغمض عينه : لا تظنين أني مـا عرفت .. الريح جاب لي ريحة عطرك
فتح عيونه ببطئ ، وابتسم لي ابتسامه تذوبني : مشتـاق لك
باعدت عيني عنه .. ما ودي أناظر بعينه لا أذوب : خلاص عبد الله هانت مـا بقى غير أسبوع
تنهد : آآآآآآآآآآآآه ، الله يصبرني
ضحكت : إللي خلاك تصبر كل ها الأيام يخليك تصبر ها الأسبوع .. ترا كلهـا سبعه أيـام
عبد الله : انتي مو حاسة فيني يا قاسية .. تقولي 7 أيام .. أنتي تدرين كم ساعة باليوم .. كم دقيقة بالساعة .. 168 ساعة بها السبعة الأيام .. يعني أحسبي كم دقيقة بها الساعات كلها
ضحكت أكثر : حاسبهـا بالدقـــايق والســـاعات
عصب علي : لا تضحكين
حطيت يدي عند فمي أمنع ضحكي لكني ما قدرت ضحكت أكثر ..
عبد الله : انتي بكذا تجننني أكثر ، وتحديني على شي أنا أحاول أتجنبه
حاول يقرب مني ويبوسني .. لكني قدرت أهرب منه وصرت أركض بالحديقة .. ويلحقني .. لين وصلت للنافورة .. إلليمقابل مدخل البيت .. على الأقل هنـا أمان وماراح يقدر يعمل شي .. جلست على طرف النافورة بتعب من الركض .. وجاء وجلس جنبي وهو ينافخ
تكلم وهو يتوعد فيني : معليش اليوم تهربين .. لكن بعدين وين راح تهربين مني
حطيت يدي الثنتين على خدي إللي اشتعل حمره .. يا ربي مدري وش ناوي لي ها الرجـال
قال لي بلهجة جدية ما تعودتها من عبد الله كثير : محتاجه شي .. إذا ناقصك شي قولي لي
ابتسمت له : لا يا عمري .. مشكور مو ناقصني شي
حطيت أصبعي بفمي : بس امممممممممممممممم
ناظرني بإهتمام : شنو حبيبتي قولي
بلعت ريقي لاني خايفة يرفض طلبي
: اممممممممم عبد الله ودي أقص شعري واصبغه
ما شفته إلا وقف قدامي ومعصب : شنووو قلتي ، تصبغيه
والله يا سلمى أن صبغتيه ما تدخلي بيتي بليله العرس
أنا انصدمت ما توقعت رده فعله تكون بها الطريقة .. انه لها الدرجة يعصب ويحلف ما يدخلني بيته .. انقهرت شنو ما يدخلني بيته .. يعني حتى لو ما يبيني أصبغ شعري في أسلوب أحسن .. قمت واقفة وأنا راسمة على وجهي كل ملامح الجدية بعيدة ابدا عن الابتسامة أو المرح
: طيب يا عبد الله .. هذي آخرتها ترد علي ها الرد
مشيت مبتعدة عنه .. مشيت بغرور وكبرياء ..
لكنه جاء ومسك يدي ، ناظرت فيه بطرف عيني
: آسف سلمى والله مـا كان قصدي .. تعرفيني شكثر أحب شعرك الأسود
ناظرت بيده إللي ماسكتني ونقلت بصري على وجهه لين وصلت لعينه : يعني بس شعري إللي تحبه فيني
قال يمزح : تدرين أني ما جيت خطبتك إلا لما قالوا لي أن شعرك أسود وصار أحلى لمـا طول
انقهرت منه حتى لو يمزح ما يقول لي هذا الكلام : بعد وتقولهـا عينك عينك .. معناته أنت مـا تحبني
فكيت نفسي من يده .. ومشيت بعيد عنه .. سمعته يناديني .. لكني ما استجبت لندائه ..
ليــن بالأخير .. سمعته ينطقهــا
" يــــا روحي أحبك .. والله أحبك "
ابتسمت أولـ ما دخلت البيت .. يا بعد عمري أنا بعد أحبك .. راقبته شنو يعمل من زجاج الباب العاكس .. شفته يضرب جبينه بقهر ويسب ويلعن نفسه .. مسكت ضحكتي .. ورحت مبتعدة عن الباب وأنا راسمة ابتسامة رضـا .. شوفته اليوم روتني وراح تصبرني ليوم الزواج .. صحيح أنه قهرني بكلامه .. لكن أنـا عارفة عبد الله أحيان ينطق بكلام مو عارف حجمه .. لكن قلبه أبيض مثل بياض اللبن
*
أولـ ما شافني داخلة المجلس وأنا أدفع العربة .. وحايسة مع فستاني بذيله الطويل .. لو أنـا رايحة مغيرته أحسن لي .. جـاء وأخذ مني العربة
: سوري تأخرت عليك
عبد العزيز : لا يا عمري ما تأخرتي .. خذي راحتك .. وتراني اليوم ماراح أطلع من عندك إلا لمـا تطرديني
انحرجت منه ، وتوترت أكثر لما سمعته يقول لي يا عمري ، طالعة منه غير
: لا والله ، أعتبر هذا البيت بيتك ، وعمري ماراح أطردك
جلسنـا على الكنب وحطينـا العربة قدامنـا سحبت صحنين وملعقتين .. وأعطيته صحن ..
ابتسم لي : ممكن أنـا أحط لك بصحنك
هزيت رأسي ، أختار لي من كل نوع من المقبلات المرتبة بالصحن .. ومحشي كوسى وكباب .. ودجاج بصلصة الفطر لو ما استوقفته ، كان حط لي أكثر ..
على شـان لا أحرجه ويأكل هو بروحة .. لأن مو حلوة هو يأكل وانـا اتفرج عليه يمكن هو يبطل يأكل .. ومسكين شكله جوعان .. يمكن مثلي من الصباح مـا طاح في بطني شي .. اشوى أنا رحمت حالي بشوية معجنات وورق عنب قبل لا أدخل ..
قطعت الدجاج لقطع صغيرة بالمرة .. مدري ليه أحس فشله آكل قدامه .. كنت اسمع من البنات سوالف إللي تتعشى ببيتهم قبل لا تطلع مع خطيبها تتعشى لأنها تستحى تأكل قدامه .. كنت أظن هذي مياعة ومصاخة شنو تستحي تأكل قدامه ، شدعوة هو بيأكلهـا .. لكن اليوم ها الشعور جاني ..
حسيته يسترق النظر بين الفترة والثانية .. وأنا طول الوقت عيني بصحني .. لا هو إللي تكلم ولا أنـا ..
حسيت بها اللحظة أن الصمت موسيقى .. تعزف له أنفاسنـا .. حسيت للحظة أن حنـا نتنفس على نفس الوتيرة .. هو يأخذ شهيق أنا آخذ شهيق .. هو يأخذ زفير أنا آخذ زفير من غير شعور مني
بعدهـا التفت لي وهو مبتسم وكأنه حس إني اتنفس معه .. عاودت وابتسمت له
بها اللحظة دخلت أمي بصينيـه كلها أنوع الحلى .. ناظرت بأمي .. كل شي يشع فيهـا بالفرح .. حتى نظرة عيونهـا .. تشع فرح .. اليوم شايله البيت كله على راسهـا .. ما تخيلت أن بخطبتي ها القد راح يفرحوا
جات وحطت الصينية على الطاولة إللي سطحهـا رخام إللي تتوسط المجلس
عبد العزيز : مشكووورة يا عمة ، والله ما له داعي تتعبين نفسك
أمي وهي ترفع طرف شيلتهـا إللي لافه فيه شعرهـا : تعبكم راحه ، بعد أنت أخذت بنتي يعني بحسبة ولدي
ابتسم لهـا : هذا من طيب أصلك يا عمه والله مـا تقصرين .. كفاية أنك أعطيتيني أحلى وأغلى جوهرة عندك
أمي ، ببتسامة حنونه : البندري ، هي أغلى المااسة ممكن تحصل عليها ، أبيك تحطهـا بعيونك
قرب مني وطوقني بيده : البندري ، مو بس بعيوني ، إلا قولي بعقلي وقلبي
يا ربي أرحمني ، خلاص ما عدت أتحمل أكثر .. أحس أني راح احترق ، اموت من الحياء .. يا ربي ليه أحس نفسي اليوم خجولة بزياااااده .. وليه قلبي مو راضي يهدأ عن الخفقان
جات أمي وأعطتنـا صحنين فيهـا أنواع مختلفة من الحلويات .. أنـا أخترت آكل كيكة الشوكلاتة ..
حمدت ربي لما شفت أمي تجلس معنـا وتسولف مع عبد العزيز .. يمكن يخف عني .. وتمر ها الليلة إللي حسيتهـا طويلة
*
جاتني سلوم وهي تدندن وتغني .. مدري وش فيهـا الأخت منطربه ومتونسة .. أكيد مقابله عبد الله
: اعترفي سلووووم وين شفتي عبد الله .. صاير بيتنا اليوم كله غراميات
رفعت حاجب : يعني أنتي ويوسف إللي بطلتوا غراميات
فجأة وكأني تذكرت شي : تصدقين نسيت اليوم ما دقيت عليه ولا هو دق علي
سلمى : تلاقينه قال أكيد اليوم أنك مشغولة بخطوبة البندري ومراح تفضين له
رفعت كتوفي : يمكن ، خلاص قبل لا أنام راح أكلمة
غمزت لي : الله الله حنا الحين إللي صرنـا مواعيد غراميات .. والله انتي إللي مكالمات آخر الليل
دزيتهـا : على الأقل أنا لسه مبتدئة .. ومن قال لك أنا أكلمة كثير .. أصلا من آخر مرة شفته ما كلمته .. أنشغلت مع امي بالتجهيزات .. ولا حتى سمعت صوته
سلمى : يعني مشتاقة له
: أقول هذي خصوصيات ما لك دخل فيهـا .. ويله أمشي قدامي خلينـا نروح عند البنات ونرقص ونتونس
:
:
ودعته عنـد الباب .. وأنـا أحس بمشاعر غريبه تعصف كياني .. أحس بهمس غريب يقترب مني .. أحس بها الليلة كل شي بحياتي تغير .. حتى ظلمة الليل تبددت .. أحس بأمل يملأ حياتي .. ويعيد لي طوفان الحياة .. كتمت أنفاسي وأنا أشوفه يقرب مني ويطبع قبله على جبيني .. حسيت حالي بها اللحظة وكأني ملكة .. ملكة قلبه
ناظرت بعينه .. فيها بريق غريب .. وكأنها تعكس عما في نفسه .. اليوم وهو بقربي حسيته شخص مختلف عن الدكتور عبد العزيز ، المغرور ، المعتز بنفسه كثير .. توقعت أني مـا أطيق قربه ..
لكني لمحت فيه الحنية ، الطيبة ، ومشاعره الدافية إللي غمرتني
:
:
ناظرت بالظبي الخجول .. لمست أيدهـا أودعهـا
حسدت بشوفتك عيني .. حسدت بلمسك إيديني .. ومن زيني لو أني حاسد ن نفسي ..
ترى والله مـا أنلام .. هي خطفت من القمر نورة وجات تضوي حياتي
.. انا احبك.. وانـا مـدري .. تـبيني او تحبيني .. وكاد اني احبك حيل
وتــــمـــوت بـــوصــفــك الاقــــــلام
قالت لي بصوتها الرقيق الناعم : تصبح على خير
رديت عليهـا : تلاقين الخير
طلعت من عندهـا وأنـا ما ودي أطلع .. لو أظل طول العمر معهـا ماراح أرتوي بشوفهـا .. آآآه يا الغلا حتى وأنتي بقربي باقي أسعى لكـ
:
:
أخذت باقة الورد إللي أهداني إيــاهــا .. وطلعت لغرفتي هاربة من نظرات الكل .. يمكن حتى هاربة من إحساسي ..
أولـ ما وصلت الغرفة .. ارتميت على السرير .. وأنـا حاضنة الباقة .. أحاول ألتقط أنفاسي .. حطيت يدي عند قلبي إللي مـا زال يخفق بعنف ..
يا ربي وش صار فيني .. ليه انقلب حالي في غضون ساعات .. وش وسوى فيني عزيز .. تنهدت من قلبي .. وقمت أنزع الشبكة والفستـان .. أبي أنام لأني ميته تعب .. يمكن يزورني النوم ها الليلة ..
وأنـا أنزع الحلق وأحطة على التسريحة .. وصلني مسج .. ما اهتميت له .. وكملت ونزعت الشبكة وفستاني .. ولبست لي بجامه .. حسيت براحة بعد ثقل الفستـان ..
وقبل لا أنـام .. فتحت المسج .. شفت الرقم رقم عبد العزيز .. إللي مسجلته با سم الدكتور عبد العزيز
" عنـدي شعور أني أعرفكـ من سنين
ما أنتي على قلبي وعيني غريبة
بعيونكـ الحلوة تضيع العناوين
لا تسأليني كيف شفتك قريبة "
ما تخيلت للحظة أن كل ها الجدية بها الإنسان ، تكون عنده رقه ها المشاعر .. كلامة مثل البلسم على الجرح .. ويمكن أنا بعد حسيت نفس الإحساس .. حسيته قريب مني وكأني أعرفه من زمـان .. لكن في شي بداخل نفسي يمنعني و يخليني أكون جامدة وباردة بتعاملي معه ..
حاولت أبعد الأفكار إللي تطاردني .. ما ودي أفكر بشي ها اللحظة .. حضنت مخدتي بقوة وغرقت بنوم عميق كنت أحتاجه من زمـان
*
*
بيوم الأحـد من الأسبوع الثاني ..
سحبت لي عصير تفاح سيزر من الثلاجة إللي بالكفتيريا ولـجنى عصير برتغال بالجزر .. وحاسبت عليـه .. ورجعت لطاولة إللي جالسين عليهـا البنات ..
كانت سوالفهم شوي ممله .. فتحججت أني راح أجيب عصير لي .. أمـا الباقي محد يبي عصيـر .. جلست على الكرسي .. استمع لسالفة كانت تقولهـا وحدة من البنـات .. مدري وش فيهم البنات اليوم كل سوالفهم عن الطلاق والخيانة .. بتعجب .. يعني هذي صارت سوالف المجتمع
كانت رانيا إللي معي بالكلاس تسولف عن وحدة تعرفهـا فسخت خطبتهـا للمرة الثانية .. كان السبب في المرة الثانيـة على حديث رانيـا : تخيلوا يا بنات .. أولـ مرة لما طلع معهـا راح يعبي السيارة بنزين .. وتعذر أنه نسى البوك بالبيت .. فهي عن طيب خاطر عطته فلوس ..
وتكرر الموضوع أكثر من مرة .. ووصلت معه لما تقول له أبي أروح السوق والله أروح مطعم يقول لهـا السيارة ما فيها بنزين إذا تبين تطلعين عبيها من فلوسك
فتحت عيوني مفجوعة .. معقولة في رجال بها الدنيـا .. ما فيهم مروة ولا نخوة .. يأخذ من خطيبته فلوس ... قلت لهم : إذا هذي أولهـا ينعاف تاليهـا
جنى : إي والله .. كل شي ولا تتزوجي واحد إستقلالي والله بخيل
رانيـا : صدقتي والله .. المرأة ممكن تتحمل أي شخص إلا الإنسان البخيل محد يتحمله
حمدت ربي في سري أن كل أهلي رجاجيل بكل معنى الكلمة .. حتى يوسف الله يحفظه لي .. عمرة من انخطبنـا ما قصر علي بشي .. حتى أنه من أول مرة أودع لي فلوس بحسابي كمصروف لي من غير حتى ما أطلب منه ، مع أنه مستحيل أطلب منه فلوس
مـا شفنـا إلا صديقتي أمون نطت من مكانها متحمسة : صدق ما سمعتوا بسالفه رؤيـا آل ....
أنـا من سمعت اسم رؤيـا .. من غير شعور ووعي مني كبرت أذني .. مكبرات .. أحس ها الإسم مو غريب علي .. مـار علي لكن ووووووووين .. وين يا ريوم
سألت أمون : أي رؤيا .. مـا أعرفهـا .. منهي أمهـا
أمون : أمهـا فلانه بنت فلان .. أكيد سلمى زوجة أخوك تعرفهـا لأنهم جيران بيت جدهـا
فتحت عيني وفمي من النتيجة إللي توصلت لهـا .. رؤيا .. جيران بيت يوسف ..
رجعت لي ذكريات الدفتر .. الحب القديم .. اسم رؤيـا .. أنها راحت وتركته وتزوجت غيره لأن أبوهـا ما وافق على يوسف لأسباب بنظري واهيه
زادت دقات قلبي وبردت مفاصلي .. وأنـا اسمع سالفتهـا أنهـا رجعت من السفر من بعد مـا تطلقت من زوجهـا وتركهـا بالغربه بروحهـا لين مـا أهلهـا راحوا وجابوهـا .. كانوا يسولفوا عن شخص مجهول أنها تركت إللي يحبهـا وأخذت إللي تحبه .. لكن انه بالنهاية ما تحملهـا وطلقهـا .. أنــــــــا ما تهمني التفاصيل
لكني بالنهاية قدرت أوصل لنتيجة .. أو أربط بين شي ..
يوسف بالفترة الأخيرة .. متغير علي .. صاير شخص غريب .. شخص أنـا ما أعرفه
يتهرب من مكالماتي .. وحتى نبرة صوته متغيرة .. ولمـا أطلب منه نتقابل يتعذر لي بأعذار .. وكأنه خايف يشوفني
في البداية أنا ما حسيت بشي لأني انشغلت بخطبة البندري .. وكنت أقول هو ما يتصل فيني لأنه يظن أني مشغولة .. وبليله الملكة دقيت عليه كذا مرة مـا رد علي .. توقعت يومهـا أنه يطلب مني أنه يبي يشوفني .. لكن خابت آمالي لمـا ما دق علي بحفله الخطبة .. ولمـا سألت سلمى عنه قالت لي ما تدري عن شي ..
وبعد كذا كان يتهرب مني ومن مكالماتي .. حطيت له أعذار .. قلت أكيد الرجـال مشغول .. وعنده أشغال .. يعني يا ريوم شي طبيعي ما يكون فاضي لي طول الوقت ..
لكن مسأله أنه يصادف أن رؤيا رجعت بنفس الفترة .. هذي فيهـا إن .. مو معقول ..
مـا أتخيل أن يوسف يخوني بإحساسه ..
لكن يـا ريوم هو مـا أخذك لأنه يحبك ..
عجل ليه جاء وخطبني وتزوجني !!
على شان ينسى .. والحين حن للحب القديم
طيب أنا وش موقعي من الإعراب !!
هو يبيني والله يبيهـا !!
بإمكانه يروح يخطبهـا دامها الحين حرة .. وها المرة أبوها مراح يرفض لأن مراح يحصل رجال مثل يوسف يرضى بوحدة مطلقة !!
اشتعلت النار بصدري لأفكار مجنونه تطري في بالي .. يمكن ويمكن
فجأة قمت ودفعت بالكرسي .. وابتعدت عنهم ..
لحقتني جنى : ريوم وش فيك .. لسه مـا أنتهى وقت البريك
ناظرتها بملامح جامدة : تعبانه جنى .. ودي أمشي البيت
جنى بحنيه : سلامتك ريوم وش فيك
تنهدت ودي أحكي لها على إللي يدور برأسي أبي أحد يقول لي إللي أفكر فيه صحيح والله لا .. وش معنى يوسف ما تغير علي إلا بها الفترة ..
لكن حسيت أني إذا تكلمت راح أنطعن .. إحساسي أنه ممكن يخوني يطعن فيني .. مشيت مبتعدة عنهـا .. ما ني قادرة أتحمل هذا الإحساس .. أسوء إحساس حسيته بحياتي
ركبت السيارة .. وأنـا ماني عارفة وين أروح ..
أبي أقابل يوسف .. أبي أشوف الصدق بعيونه
ما قدرت أمنع نفسي أكثر .. فتحت جوالي وكتبت له مسج وأرسلتهــا
أكـــبر مصيبة لاتولعت بإنسان"
والشوق يمــه يحملك مايهدك ...
لاصار منــك"مقـفي" وإنـــت
ولــهان ...
قلبـــك يبـيــه وعز نفسك يحدك ...
تبغي عـــذر لجل اتصـالك على شان"
تعرف علـومه والكرامة تردك ..
كلهـا ثواني إلا وصلتني مسج من عنده
محدن قدر يجيب أقصى دموعي
إلا إنت لامن غبت يسري بي الدمع
حتى طبوعك غيرت لي طبوعي
إنت الغلا والحب والشوق والطبع
تبي مكانك قم وعاين ضلوعي
حرام إنك ما تفارق ولا ضلع
ابتسمت على المسج إللي أرسله لي .. لكن قلبي مـا زال خايف
ارسلت له " كلمني "
عاود وأرسل لي .. أكلمك ريوم بوقت ثاني .. أنـا الحين مشغول
كنت ناوية أتصل عليه وأصرخ .. بشنو مشغول .. دوامات المدارس انتهت بها الوقت .. وهو بمدرسة إبتدائية .. يعني يطلع بدري .. وين قبل إللي يكون متلهف علشان يسمع صوتي ..
لكني حافظت على الباقي من كرامتي ومراح أدق عليه إذا يبيني يعرف كيف يلاقيني .. كفاية طول الأيام إللي فاتت أنا إللي أدق عليه وأسأل عنه .. وهو ولا حتى كلف نفسة وسأل عني بشنو مشغول عني .. أكيد هو سعيد برجوعهـا .. حن للحب الأولي
*
*
كنت جـالسة على الكرسي المتحرك خلف المكتب بقسم الممرضات .. أسجل بعض المعلومات بالفايل .. اليوم الدكتورة إلا أتدرب تحت يدهـا ما داومت .. لفيت أنـا على مرضاها مع الرزدنت .. والحمد الله ما في new admission
على شان كذا اليوم خلصت بدري ..
و أنـا عيوني تقرأ المكتوب بالفايل .. وأفك الشفرات إلليمكتوبه مع الخط العجيب .. وصلني مسج .. فتحته بعد ما تركت الفايل على جنب ..
ابتسمت لا شعوريـا لمـا شفت أسم عبد العزيز .. راسل لي مسج يقول لي أنه راح يمرني على المغرب .. راح نطلع نتمشى ونتعشى مع بعض
استغربت .. ليه هو ما عنده دوام اليوم .. خلصت شغلي على عجل .. ولبست عباتي وأخذت شنطتي وطلعت من المستشفى ..
وأنـا واقفة عند بوابة لطوارئ أنتظر السايق يجيب لي السيارة .. دقيت على عبد العزيز أشوف شنو سالفته
: ألو السلام عليكم
عبد العزيز : وعليكم السلام
وش ها النهار الحلو إللي البندري تدق فيه علي
ضحكت بخفة : إذا ما ودك أدق اسكر الحين
عبد العزيز بجدية : أيوه ما ودي تدقين
رديت عليه : طيب راح أسكر
عبد العزيز : سكري
انقهرت منه : باي .. وسكرت السماعة في وجهه
ومـا أمداها ثانية إلا دق علي .. رفعته وكنت ناوية أهزئه
لكني سمعته يضحك .. صوت ضحكته أخذت عقلي .. أرخت أعصابي .. امتصت غضبي بثانية
عبد العزيز : ليييييه معصبة
: ماني معصبة أنت إللي تقهر
عبد العزيز : هذا جزاتي إللي ما ودي أخسرك .. مرة ثانية إذا نويتي تدقين علي .. دقي رنه وأنـا أدق عليك على طول
: شدعوه .. ما في فرق ..
عبد العزيز : أكيد يا حبيبتي ما في فرق بيني وبينك .. إلا أنتي وينك يا البندري أسمع صوت إزعاج عنك
: امممم أنا عند الطوارئ أنتظر السايق يجي
عبد العزيز : وليه ما دقيتي علي قبل لا تطلعين
: امم مدري ، قلت أكيد أنك مشغول
عبد العزيز : لا شنو مشغول .. أنـا اليوم إجازة ..
سمعت صوت خرخشه مفاتيح عنده : عبد العزيز شنو تسوي ..
عبد العزيز : راح أجيك .. مسافة الطريق وأنا عندك
: لااااااا شنو تجيني .. الحين الشوارع زحمه وقت خروج المدارس وموظفي الحكومة .. يعني يبيلك ساعة على شان توصل
ضحك : طول الوقت عندنا الشوارع زحمه .. وبالعصر زحمه وقت خروج موظفي أرامكوا والشركات وعيال المستشفيات
جاء السايق وركبت السيارة : هههههههههه ، حلوة هذي عيال المستشفيات .. يعني قصدك حنا إللي مسببين زحمه بالشوارع
عبد العزيز : لا والله ، الشوارع صارت طول الخط زحمه .. الظاهر عدد سكان الشرقية في ازدياد مستمر
ضحكت : يبيلهم يحددوا النسل
عبد العزيز : هههههههههههههه ، وووين يحددوا النسل عايشين بالصين
: يا خوفي بالنهاية نصير مثل الصين .. وهذا حنا ما نسوق .. عجل لو نسوق وش صار بالدنيـا
عبد العزيز : ههههههههههههههههههه ، يعني الحين أنتوا ما تسوقوا .. طيب كل وحدة منكم عندها سواق هذي مسببه لنا زحمه
: لا والله .. لنفرض أن في كل بيت سواق أو سواقين .. لكن غير بعدين لما يسمحوا للبنات بالسياقة كل بنت بالبيت تبي سيارة .. يبيلهم بهذاك الوقت يزيدون عدد الشوارع والجسور
قال لي : بصراحة أنا ما تعجبني فكرة أن البنت تركب مع سائق وخصوصا بوقت متأخر
رديت عليه : لكن شنو نسوي شر لا بد منه .. يعني أنت من مؤيدي سياقة المرأة ؟
رد علي : أوف كورس .. على الأقل أتطمن عليك
ما فهمت عليه ،و سألني : البندري ، أي يوم يصير عندك كول وراح ترجعي متأخر أعطيني خبر
: ليييييييه !!
عبد العزيز : على شان أجي وآخذك ، أخاف عليك تركبي بروحك بليل مع سايق
دق قلبي فجأة من كلمته أخاف عليك ..
ابتسمت وكأنه قدامي : you r a surgeon كيف تترك مرضاك وتجي على شان توصل زوجتك
قال لي بهيام : أتركـ الدنيا كلهـا على شانك
: عبد العزيييييز ، لنفرض أن كانت عندك حاله طارئة تترك المريض وتجيني
قال لي : امممممممممم تبين الصراحة
: أكيد
عبد العزيز : أنتي أهم عندي من كل شي
قلت أناقشة : أنا عارفة أنك ما تقدر تترك مرضاك لأني أشتغلت معك وأعرفك زين ، يعني ما له داعي تجاملي .. وثانيـا .. أنا مضطرة أني أروح وأجي مع السائق .. صعبه أنك تترك شغلك وتجيني أو أني أجلسك من عز نومك
وبعدين لما أصير GP مضطرة أبات في المستشفى
عبد العزيز : آكررررره شي بالكول ، المبيت بالمستشفى
: صدقت والله ، قبل لا ينزل القرار أن البنات بسنه الإمتياز مالهم مبيت .. لما كنت أبات بالمستشفى .. صدقني ما كنت أعرف أنام بهذاك السرير الصغير .. كنت أدق على عبد الله مسكين ويجيني بالفجر ، لأني مستحيل أنام بسرير غير سريري
عبد العزيز : خلاص وش رايك إذا تزوجنـا نشتري لنـا شقة قريبه من المستشفى .. على شان بس وقت الكول نرجع نريح فيهـا وننام بدل من سرير المستشفى المزززززز ربل
من غير شعور مني شب وجهي حرارة .. من كلامه وأن ممكن يجمعنا غرفة وحده .. مع أن كلامه كان عادي وما كان يقصد شي
قلت أغير الموضوع : عبد عزيــز
: سمي
: سم الله عدوك ، بسسسس تقدر تمرني على العصر .. ودي أعرفك على شخص عزيز علي
قال لي بكل رحابه صدر : أكيد يا البندري .. أنتي تآمريني آمر
: مممممم مشكور عبد العزيز .. طيب أنا راح أقفل لأني وصلت البيت
عبد العزيز : أوكي .. ما تأمرين على شي
سحبت نفس : سلامتك
قال لي بصوت أقرب للهمس : الله يسلمك ، فمان الله
ناظرت بساعة الجوال .. نصف ساعة أسولف معه وما حسيت بالوقت .. تعجبت كيف أن الوقت سرقنـا وحنا نتكلم .. ما انتبهت أصلا أن وصلنـا البيت إلا لمـا السواق وقف عند باب البيت
:
نمت لي ساعة وقمت بعدهـا تروشت بماي باااارد يروقني .. من برودة الماي قمت أشاهق .. وحسيت أن الدورة الدموية تنشطت عندي
فتحت دولاب ملابسي أفكر شنو ألبس ... اممممممممم .. أول مرة من ملكنـا نطلع مع بعض والمشكلة مدري وين راح يأخذني ..
طلعت لي بنطلون جينز مع قميص باللون الأصفر هادئ وأنيق ..
ناظرت بنفسي حسيت ها اللون يعطي بشرتي لون البرونز ..
حبيت أحط لي لمسات من المكياج ..
ماسكرا ، كحل أسود ، وبلاشر برونزي ، مع روج خوخي بلمعه ذهبيه
دق علي عبد العزيز .. رديت عليه على طول
: هلا عبد العزيز
عبد العزيز : هلااا وغلاااا
البندري أنـا أنتظرك تحت
: أوكي دقايق مراح أتأخر
قفلت من عنده .. سحبت على عجل ساعتي شاريول بسير بيج معتق .. رحت لعند غرفة الملابس فتحت الدولاب .. كنت راح ألبس لي جزمه ذهبيه ناعمة فيها كعبه صغيرة .. بعدين غيرت رأيي .. لا لا عبد العزيز طويل .. يعني إذا لبست كعب يا دوب أصير طوله .. يعني هو الفرق مو كثير .. امممممم بدون كعب يمكن أوصله لعند كتفه ..
لبست لي صندل أصفر كعب مع شنطتي فندي بسير أصفر معتق ..
فتحت باب الصالة إللي يطل على الحديقة .. شفته جالس مع حور عند طرف النـافورة ويلعب معهـا .. وقفت عند حافه الدرج أراقبهم .. رفع رأسه لمـا حس بوجودي ..
مدري كم دقيقة مرت وهو يناظرني
قلت له : سوري تأخرت عليك
ابتسم لي : لا عادي ، جلست ألعب مع حور
رهيبة أختك
ابتسمت : أكيد أذتك
عبد العزيز : لا والله بالعكس تونس
سألهـا : حور وش رايك تروحي معنـا
حوري عفست ملامحها وكأن الكلام مو عاجبهـا : لاااااا شنو أروح معكم .. أنتوا راح تمللوني .. أنت كل دقيقة كله تطالع فيها بعد أروح معكم كله بتطالعون بعض ولا راح تتكلموا ..
شهقت من طوله لسانهـا .. يا ربي ها البنت متى راح تبطل طوله لسان
: حوووووووور عيب
حور: اووووووه أنا بروح أأكل السمك حقيني أحسن منكم
عبد العزيز وهو رافع حاجبه : بعد مو عاجبينهـا
رفعت كتوفي : كيفهـا هي الخسرانه
أشر لي بعيونه .. ومشيت لعند سيارته المرسيدس البيضـا .. فتح لي الباب .. وركبت السيارة .. وبعدهـا هو ركب
خبرته أن راح نروح بيت عمي .. دليته الطريق
: عبد العزيز لف يمين هنـا
عبد العزيز : زين يعني تدلي بيت عمك زين
: لا والله .. أكيد أدله .. وأدل كل شبر بالخبر .. مفكرني مثل ها البنات إللي يمشون عمياني
ضحك : يعني لو تسوقي تدلي الأماكن ما تضيعي
: اوووف كورس ، لا تنسى أني كنت أسوق قبل ، أصلا البنات ما يسموني إلا المرشد السياحي .. أنا إللي أدليهم الأماكن
وصلنا عند بيت عمي : ايوة هذا هو البيت ..
عبد العزيز : عمك إللي عنده سراج صح
هزيت رأسي
كمل كلامه : طيب ما شفت معه بالملكة سراج .. كان نفسي أشوفه
ابتسمت على كلامه : وأنـا جايبتك اليوم على شان تشوفه
سراج طيوب وراح تحبه أكيد
:
دخلت معهـا لعند مدخل البيت .. انتظرتها برا .. سمعتهـا تسلم على خالتهـا وتقول لهـا عبد العزيز راح يدخل معي .. قالت لهـا خلية يدخل بالصالة ما فيهـا أحد
نادتني البندري .. دخلت معهـا .. جلست بالصاله ..
كنب بني محمر وشاشة بلازمـا كبيرة تتوسط الصالة .. وبالجانب نافورة بسيطة مرتفعة و بحوض الماء سمكتين .. ناظرت بالسمكتين إللي تلعب بالمـاء بسعادة ..
جلست بالكنب القريب من النافورة ..
شفت البندري تقبل بلبسهـا الناعم .. إللي غير من هيئتهـا لأول وهله مـا عرفتها .. شكلهـا غير ، ناويه البنت تسحرني بملامحهـا الناعمة والشهية وحنـانها الفياض .. بيدهـا طفل يعرج وملامحه هادئة وبريئة .. وكأن كل برائه العالم تجمعت فيه لكن لفت نظري أن نظرة عينه تائهة .. وكأنه مش قادر يركز .. ما أظن الخلل بنظرة يمكن الخلل بالدماغ ..
قربت مني وقالت له : سراج حبيبي هذا عبد العزيز إللي قلت لك عليه
قلت له : شلونك سراج .. ومديت يدي أسلم عليه
سراج : أنا زين
سألته : البندري قالت لي عنك ، وأنك صرت كبير وتخرجت
سراج بفرح : ايوة تخرجت ، وهي جات حفله تخرجي .. لكني زعلان لأني تركت المركز ملل بالبيت
قلت له وأنـا أحمله وأجلسه جنبي بنفس الكنب : لا أن شاء الله تروح المدرسة وتصير كبير ويصير عنك أصدقاء واجد
سألت البندري بصوت خافت على شان لا يسمع : ليه مـا أخذوه للمدرسة ؟؟
البندري قربت جسمها مني علشان أسمع لأنها جالسة بالكنبة إللي جنبي : لأن حاليا يتعالج ويعاني من تشنجات (like myoclonic ) من فترة لثانية وأن شاء الله إذا تحسنت صحته أن شاء الله يقدر يروح المدرسة
ابتسمت لهـا ، لاهتمامها بيه .. عجبني اهتمامها بولد عمهـا المعوق .. والأحلى أنها عرفتني عليه
قالت لي لمـا لاحظت أني أطلت في سرحاني : عبد العزيز وين رحت
ابتسمت ابتسامة عريضة : سرحت فيك يا قلبي
لاحظت أنها خجلت من كلمتي .. يمتعني خجلهـا وردة فعل رمشهـا وتورد خدهـا ، قلت أحرجها أكثر : و اللون الليموني محليك أكثر ..
رجعت لسراج : سراج .. وش رايك بالبندري مو حلوة
ابتسم وبانت أسنانه : حلووووووة .. لكن هي ليه فاتحه وجهها قدامك .. وبنـدر !!!!
مرت لحظة صمت مـا بينـا .. ولما ناظرت بالبندري من طرف عيني لقيتهـا منزلة رأسهـا .. حاولت أبعد جو التوتر والحزن إللي خيم علينـا فجأة
: حبيبي سراج ، بندر راح عند ربه الله يرحمه .. ولأنه هو طيب ويحبكم راح يظل يراقبكم من السمـاء .. ولأني أحب البندري تزوجتهـا وجات اليوم عرفتني عليك
ظل فترة يفكر .. وميل رأسه : طيب متى أنا راح أشوفه
: اذا الله راد حبيبي .. أنت أن شاء الله راح تكبر وتدرس .. وادعي لبندر يدخله الجنة .. وأن شاء الله ربك ماراح يردك
فجأة شفت البندري قامت وهي موطية راسهـا .. قدرت أمسك يدهـا قبل لا تمر من جنبي بسرعة
: قلت لهـا أجلسي جنبي
رفعت عينهـا .. وهي مغرقة بالدموع .. سحبتهـا وجلست جنبي .. حسيتهـا كاتمة نفسهـا على شان لا تبكي .. قربت فمي من أذنها وهمست لهـا : على شان خاطري يا البندري لا تبكين .. حرام سراج ما أبيه يشوف دموعك
أخذت نفس عميق ورفعت رأسها لفوق وكأنها تمنع تساقط دموعها .. مسكت يدهـا
: حبيبتي .. ما أبي أشوف الحزن بعيونك
غمضت عينها بقوة : سامحني عبد العزيز ، غصبا علي
ضغطت على يدهـا أكثر أحسسهـا بالأمان ، أحسسهـا أني جنبهـا ، وراح أكون جنبهـا على طول .. دامني حي
قلت لسراج : شرايك يا بطل نروح البقاله
حسيته طار من الفرحة .. وكأني راح أوديه مكان عجيب
شعرت بقربي منه .. راح أقرب أكثر من البندري .. وودي أعوض ها الطفل البريء عن شخص فقده .. شفت الحرمان بعينه والسؤال بشفايفة المطبقة .. ما حبيت أكذب عليه أو أتهرب منه .. لأن أكبر غلط تكذبي على الطفل .. الطفل شخص يفهم ويحس ويمكن أكثر منـا
:
دخلت خالتي الصالة وبيدهـا صينية عصير .. سألتني : إلا وين عزيز وسراج
قلت لهـا : أخذ سراج شوي البقاله وراجعين
خالتي بخوف : ليه أخذه .. أخاف يطيح بالشارع
ابتسمت لها أطمنهـا : لا تخافين عليه يا خالتي .. وأكيد عبد العزيز راح يهتم فيه
قربت مني وجلست يمي : طيب أنتي وش فيك يا البندري ؟ !
رتبت شعري بيدي : امممم ، ما فيني شي
خالتي : مرتاحة يمه مع عبد العزيز
حطيت رأسي على كتفهـا .. وكأني أبحث بقربهـا عن شي مفقود بداخلي
: عبد العزيز إنسان رائع .. لكــن
خالتي : لكن شنو حبيبتي !!
غمضت عيني محتارة من مشاعر إللي تعصف بصدري وكأني بوسط بحر جياش متلاطم الأمواج : أحس أني جالسة أغرق .. وبنفس الوقت ما ودي أبحر عكس التيار
أحس أني فقدت القدرة عن التعبير باللي بداخلي .. أنـا نفسي مش فاهمه نفسي
أحيان أحس أني متقبله فكرة قربه وأحيان لا
مسحت على شعري : يا يمـه ، أعطي نفسك فرصة .. أنا عارفة أن جرحك ساكن بوسط قلبك .. لكن لازم تظهري من ليل حزنك .. شكل عبد العزيز يحبك .. لو ما يحبك يمه كان مـا جاء وخطبك .. شكله الرجال تولع فيك من أول نظرة
بعدت عنها خجله من كلامهـا : خــــالتي
ضحكت وبانت أسنانهـا : يعني الحين راح تستحي مني وأنا بحسبة أمك
ضميتهـا ..يا ربي دوم أشوف ها الضحكة ..
سمعنـا صوت الجرس .. قمت وفتحت لهم الباب .. دخل عبد العزيز ومعه سراج وبيده كيس مليـان حلويات .. والإبتسامة شاقه الوجه من الوناسة
فتحت فمي وأنا أشوف الكيس مليء بالألوان : الله سراج شنو شاري
ضحك عبد العزيز
سراج : عزيز شرالي كللللللش شي أحبه
قلت له : أشوفك طيحت الميانه ، طيب عطني الكيس بشوف
خشه ورا ظهره : لااااااااااا أخاف تأخذين حق حور
ضحكت : وليه ما تبي تعطيهـا
مد بوزه : لأنهـا ما تجي بيتنـا .. فما راح أعطيهـا
عبد العزيز : مـا عليك منها سراج لا تعطيهـا .. هي منقهرة منك تبي تأخذ الحلاوة كلهـا .. روح أنت خشهـا بغرفتك
ركض سراج لداخل البيت .. وهو يتخبط .. لين وصل لأمه
خالتي : حياك عبد العزيز تفضل
عبد العزيز وهو ما زال واقف عند الباب : شلونك يا خالتي
خالتي : بخير يا وليدي .. تفضل أدخل
عبد العزيز : مشكورة يا خالتي ، أنا والبندري راح نطلع
خالتي : وين تمشون ، اجلسوا تعشوا عندنـا
عبد العزيز : لا مشكورة و ما تقصرين ، أن شاء الله مرة ثانية نزورك ونتعشى عندك
خالتي : عاد لازم تعيدوهـا مرة ثانية
عبد العزيز : أنشاء الله عن قريب ..
قال لي : يله يا البندري ، أنا أنتظرك بالسيارة
هزيت له رأسي .. ورحت ألبس عباتي .. وأنـا أسلم على خالتي قبل لا أطلع .. شفت سراج جالس على الكنب .. فارش الحلويات جنبه ويفكر بشنو يبتدي يأكل
:
انتبهت أن عبد العزيز مـأخذ طريق جسر البحرين ، استغربت
سألته : عبد العزيز وين راح نروح ؟؟
لف علي نصف التفاته : راح نروح البحرين
: كيف نروح وجوازي !!
لاحظت ابتسامه على خده اليمين : جوازك عندي
: كيف !! من متى !!
عبد العزيز : من أولـ يوم ملكة .. طلبته من أبوك وأعطاني أياه .. وغيرته وضفتك لدفتر العائلة .. يعني بدل ما كان مكتوب آنسة .. الحين متزوجة
انقهرت لأن ابوي استعجل واعطاه جوازي : لها الدرجة أبوي يبي يتبرأ مني بسرعة
ضحك : لا المسألة مو كذا .. أنا حبيت أضيفك من البداية .. وأنتي صرتي ملزومة مني .. يعني تشوفينها حلوة أطلع معك ولا سمح الله تشوفنا الشرطة والله الهيئة وتسألني شنو تقرب لك !! .. ووقتها ما عندي غير عقد الزواج إثبات على أنك زوجتي .. لكن الحين عندي دفتر العائلة ..
اقتنعت بوجهه نظرة .. على الأقل عندنـا إثبات أن حنا متزوجين .. مو بعيد بعد كم يوم يصيدونا خلوة غير شرعية وحنا ما عندنا إثبات إن حنا متزوجين ..
وصلنـا عند الجسر وقت الغروب .. راقبت وقت غروب الشمس وقت المغيب .. مكونة قرص لونة برتغالي مائل للحمرة معانق نهاية أفق البحر .. ناثرة أجمل ألوان الغروب على سطح البحر والسمـاء
مسك يدي : بشنو تفكرين !!
سحبت يدي بسرعة .. ناظرت فيه بشك .. مستحيل يكون إللي في بالي صحيح .. يا ربي أنا خايفه .. هو ليه مـا خذني معه .. ليه ما رحنـا مكان قريب .. معقولة راح نبات بالبحرين .. مستحيل أخليه يقرب مني
لازم أخلي بينـا حدود sky is the limited
قال لي : راح أخذك نتعشى بمطعم تأكلين مندي وتضربين بالخمس
من غير شعور مني : شنووووووووووو
ضحك بقوة على ردة فعلي .. يمكن لأني كنت أفكر بشي .. كان بعيد كل البعد عن الأكل .. وهو يقول لي نتعشى مندي
لمـا حس أني أنقهرت من ضحكة .. أنا ما أتكلم كفاية صمتي وتعابير وجهي تعبر عن حالتي
حاول يسيطر على نفسه
: تمتعني ردة فعل رمشك من ردة أفعالك ..
كنت امزح معك .. راح نروح نتعشى بمطعم بفندق الخليج
أن شاء الله راح يعجبك
تنهدت برتياح .. يعني مـا أظن عبد العزيز يفكر بهذي الطريقة .. مهمـا يكون هو إنسان محترم .. و و و و
وشنو يا البندري .. خلاص مـا ودي أفكر بشي .. راح أخلي الأمور تمشي طبيعية .. راح أمشي مع الموج
لمـا وصلنـا لعند جمارك البحرين .. نزل عبد العزيز تـارك باب السيارة مفتوح .. سمعت الموظف يسأله : عندكم شراقيّـات
أنا قطبت حاجبي
سأله عبد العزيز مستفسر : شنو شراقيات بعد هذي
لمـا ركب السيارة بعدهـا سألته : شنو كان يبي منك
ضحك عبد العزيز : تخيلي يسألني إذا عندنا شراقيات
: شنو شراقيات !!
أول مرة أسمع بهذي الكلمة
عبد العزيز وهو يضحك : ههه يقصد مفرقعات نارية .. وش دعوة شايفنـا بزارين والله رايحين مهرجان
ضحكت من قلب وأنـا أتخيل المفرقعات والألعاب النارية .. يعني معقولة تكون عندنـا وبالسيارة .. وعلى كلمة شراقيات
لمـا حسيت على نفسي أن عبد العزيز يناظرني .. حطيت يدي أمنع نفسي من الضحك مثل الأطفال ..
قرب مني وهمس : يعلني فدى هـا الضحكة
سكت مـا صرت أسمع غير تردد ضربات قلبي إللي صارت تضرب بعنف ..
كرهت نفسي والمشاعر الغريبة إللي بداخل صدري .. ضحكت معه من غير مـا أحس وكأني متعودة عليه
:
:
وصلنـا الفندق .. ورحنـا ناحية المطعم .. استقبلنـا الويتر ورحنـا لعند الطاولة إللي حاجزهـا عبد العزيز لشخصين .. حرك لي عبد العزيز الكرسي وجلست عليه .. وبعدهـا راح جالس قبالي .. جاب لنـا المنيو .. وفتح لي المنديل .. أخذته من عنده وحطيته عند حضني .. وصب لي ماء في الكأس الزجاج إللي جنبي .. توني أستوعب أن حنـا في مطعم يا باني .. أخترت لي تمبورا مع غرين سلط والعصير أناناس
بعد مـا أخذ من عندنــا الطلبات ..
لاحظته يطلع من جيبه مفاتيحه وبكت السجائر ويحطه على الطاولة
أذكر أني شفته كذا مرة يدخن .. لكني توقعته أنه بطل تدخين .. من غير شعور مني كشيت .. لأني أكرة الرجل المدخن .. فما بالك يكون هذا الرجل زوجي .. سحبت البكت من على الطـاولة ..
ناظرني باستغراب من حركتي ، سألني : أنتي تدخني ؟؟
رفعت حاجبي اليمين : بالله شكلي شكل مدخنه .. أنـا أكرة التدخين فكيف أتحمل يكون زوجي مدخن
لاحظت أنه حط رجل على رجل : مـا أدخن كثير ..
امممم بصراحة
نزل رجله ..
قبل لا أخطبك كنت أدخن بشراهة وخصوصا الفترة إللي كنت أنتظر فيهـا ردك لأني كنت خايف ترفضي .. لكن من بعد ما سمعت موافقتك الكريمة .. ابتسم .. قللت شوي
ابتسمت ، كان وهو يتكلم يحرك يده اليسار هذا دليل صدقة
: قلتهـا قللت شوي .. يعني أنت مـا تفكر تتركه
ناظرني : إذا أنتي مـا تبيني أدخن .. على شان عيونك أتركة
ناظرت فيه وأنا أقول في قلبي عيارتك .. آآه منكم يا الرجال تبون تسحرون البنت بكلامكم الحلو : أنـا ما أبيك تتركه علشاني .. أبيك تتركة علشان نفسك .. علشان صحتك .. أنت دكتور وأعرف الناس بضرر التدخين
بها اللحظة بذات لاحظت أنه كتف يدينه وحط رجل على رجل .. جاتي ضحكة داخل نفسي لكني كتمتهـا .. ما يدري أني أفهم في لغة الجسد .. هو مـا عمل هذي الحركة إلا لأنه مش عاجبة الكلام .. أو مو عاجبة أني أتكلم بهذا الموضوع بهذا الوقت .. ويبيني أقفل الموضوع
كملت كلامي مو مهتمه لحركاته ، ومهتمة أنه يقتنع بكلامي : وصدقني إذا تبي أنـا راح أساعدك .. في طرق كثيرة على شان تترك التدخين من غير ما تتضرر وأولهـا علاج التنويم الإيحائي .. إذا تبي أعطيك رقم الدكتورة وتروح تتعالج عندهـا .. كثير راح تحس براحة نفسية .. تخلصك من الضغوطات النفسية .. تحس بانشراح وتستقبل الدنيا بسعة صدر .. وتصير عندك قدرة أكثر وصبر لتقبل الصدمات والضغوطات إللي تواجهها بالعمل .. وأنـا جربت هذا الشي .. وما تتخيل قد إيش حسيت براحة
غير من وضعيته .. وقرب من الطاولة وحط يدة عند ذقنه : مـا توقعتك تهتمي بهذا النوع من العلاجات
ابتسمت : بعض الأطباء ما يعترفوا بالطب البديل .. لكن عن نفسي أعترف فيه .. وأعرف أكثر مما تتصور وغمزت له .. ولا تحاول بيوم تكذب علي .. تراني أفهم بلغة الجسد .. لأن عمر الجسد مـا كذب يمكن اللسان يكذب لكن الجسد يعبر عمـا بداخلك
ابتسم ابتسامة مدري شلون افسرهـا : مـا كنت أعرف أن زوجتي مثقفة وعندهـا هذي الاهتمامات
بها اللحظة قرب جسمة أكثر .. شعرت أن رجله تحتك برجلي ، وأيده اليمين تسلل بخفه تبي تلمس يدي اليسار إللي مرتاحة على الطاولة .. لكن من غير شعور مني رجعت على ورا .. لصقت ظهري بالكرسي .. وحطيت يدي بحجري .. وكأن أبعد نفسي عنه وعن نظراته إللي تخترقني
حمدت ربي لمـا وصل الأكـل .. علشان أنشغل بالأكل عن نظراته ..
وضع قدامي التمبورا .. مع السلط
هو كان طالب له سوتشي مكس .. ومقبلات بالسمك السلمون
قال لي : كلي معي لا تستحي
ابتسمت اجامله : لا شكرا مـا أحب السمك
عبد العزيز : معقولة في شخص عايش بالخليج ما يحب السمك .. أنـا لما كنت ببريطانيا أجي الشرقية أشتاق لسمكها وريحه بحرهـا
وأنا استغفر الله متقززة : لا أنا ما أحب السمك ولا أطيق رائحته
بصراحة أول مرة أجي مطعم يا باني وأشوف السوتشي
عبد العزيز بثقه : واضمن لك راح تحبين السوتشي وراح تقولين لي كل مرة ودني
عفست ملامحي : لا مـا أظن
صحيح كان شكله وألوانه مغري أصفر على برتغالي ، أحمر .. أخضر الورق الأسود إللي ملفوف فيهـا .. لكني مـا اتخيل نفسي آكله .. يمكن أرجعه وأنتوا بكرامة
رجعت لأكلي .. الحمد الله أني أعرف آكل بالعصا يتين والله كان الحين فشلت نفسي قدامه ..
مد لي قطعه سوتشي مغرقهـا بالصويا صوص وفوقهـا زنجر مفروم وصلصلة الأفوكادو
: البندري !!
رفعت راسي
ذوقيهـا راح تعجبك
من غير شعور طبقت شفايفي
برجاء : لا ترديني عـاد
كنت راح أخذهـا منه لكنه منعني ، فتحت فمي ودخلهـا كلها بفمي
: كليها كلهـا ، السوتشي ما يتقطع
بلعتهـا كلهـا .. امممممم بصراحة not bad طعم الزنجر معطيها حرارة .. الكفيار البرتغالي يفرقع
عبد العزيز : طيب ذوقي هذي بالتمبورا
: لا عزيز شبعت
عبد العزيز : شنو شبعتي مـا كلتي شي .. وهذي بالربيان يعني لا تقولي ما أحبه
ما حبيت أردة .. مدري ليه أضعف قدامه
بعد ما أكلتهـا
سألني : هاه وش رايك بطعمه
بصراحة ما توقعت طعمه حلو كذا .. كنت رابطة في بالي سمك يعني أكل زفر .. لكن السوتشي طعمه غريب
: طيب
عبد العزيز : ترا السوتشي آكلة صحية
: عارفة
كملنـا باقي الأكل بهدوء .. وهو بين فترة والثانية كان يعطيني قطعه يأكلني .. أنحرج منه لما يمدهـا لي وما أعرف كيف أرده .. تقريبـا آكلني نص صحنه .. لكن سمك السلمون الني إللي بالمقبلات مستحيل آكله
رفعت عيني عن صحني .. والتقت عيني بعينه ..
كانت عينه تبرق بطريقة عجيبه .. حط يده عند خده يتأمل .. نزلت عيني بحجري
قال لي بهمس أقرب للقلب : تدرين قلبي يحسدني ويقول لي هنيالك ومن قدك
و أنـا أردد مع قلبي هنيالي
حطيت يدي عند خدي أبي أخفي الحمرة والحرارة إللي حسيتهـا من كلامه
بعدهـا شفته قام وقال لي أنه راح يروح ويرجع .. توقعت أنه راح يروح يغسل .. استغليت ها الفترة .. صبيت لي ماي بالكأس وشربته كله من التوتر إللي حسيته
أحس بعطش وحرارة رهيبة .. سحبت المنديل الأبيض ومررته على فمي .. ورميته على الطاولة ..
.. فتحت شنطتي وطلعت antibacterial ونظفت يدي وبعدهـا رطبت يدي بالكريم .. طلعت مرايتي الصغيرة أشوف شكلي ..
لمـا انتبهت لعبد العزيز أنه وصل دخلتهـا بشنطتي ..
غير ها المرة مكان كرسيه وجاء وجلس قريب مني .. وصرنـا على شكل زاوي بدل مـا كنـا قبال بعض ..
من غير شعور مني سكرت رجلي .. وكأني أبي أحمي نفسي من قربه .. وما شعرت أن حنـا نتنفس مع بعض .. ونعمل نفس الحركات وكأننا مرآة عاكسة .. إذا حط رجل على رجل حطيتهـا .. إذا حرك يده حركتهـا .. اذا ابتسم .. ابتسمت ..
رفع كيس كان جنبه .. وقال لي : تفضلي
بها اللحظة سمحت لنفسي أتأمله بنظرة خاطفة .. بحيث أني أناظرة من على جنب .. غير قبل شوي كان قبالي ما كنت أقدر أناظرة عدل ..
شماغ أحمر كان مرجعه على ورا .. بسكبة سعودية
وبشرته ما شاء الله صافية وشكلهـا ناعمة .. جاتني رغبه ألمس وجهه .. من ملكنـا ما لمسته .. يمكن هو تجرأ ولمسني .. لكن أنا مستحيل ممكن تجيني جراءة
أخذت من عنده الكيس .. قال لي : افتحيه
ناظرت حولي مستحيه .. ماشفت أحد حولنـا كلن مشغول بأكله وإللي معه محد يناظر بأحد .. طلعت العلبة الكبيرة .. كان واضح أنهـا علبه ساعة ..
فتحتهـا لقيتهـا ساعة Omega ومطعمة بالألمـاس .. ذوق عبد العزيز بصراحة راقي بالمرررررررة ..
: حلوة مرة
عبد العزيز : صدق .. أنا كنت محتار شنو أختار لك خفت تكوني تحبي الأشياء الصرعات .. لكن هذي كهدية الملكة حبيت تكون ساعة كلاسيكية
: لا بالعكس أنا أحب الاستايل الكلاسيكي .. تدري أني كنت ناوية أشتري لي ساعة فضي مع ذهبي .. وكأنك عارف بلي في بالي
رفع كمه وبانت ساعته إللي طقم مثلي لكنه طبعا رجالية : على شان أطقم أنـا معك
ابتسمت له : مشكووووور عبد العزيز
قرب مني : ناديني عزيز
نطقت حروفه بهدوء وبنعومة : عزيز
:
:
يـــا زينهـا لحظات .. يـــا حلوهــا نظرات
يـــا حلم عيني .. من غيرك يعطي روحي الأمان ويعيد إلا كان
آآآه حتى حروف اسمي على لسانهـا غير
تهجيت حروف أسمهـا .. ال ب ن د ر ي
رمشت لي .. آآآه من رمشهـا .. وكأنها تطعن بقلبي .. الله يجازي رموشك .. والله أني ما توقعت أنحني من ضربه .. لين قـالت لـي رمـوشك : جيت والله جابك
كنت عايـش قبـل أشوفك في ظـلام وغربة.. صدقينـي قبـل أعـرفك كنت ألـوم غيـابك
يـوم جيتينـي وكـانت نظـرتك مضطـربة ..
فاتنـة فـي كل شـي وفـوق هـذا ذربـة
كـاملة والكامـل إللـي خصّنـي بإعجـابك
فـدوة عيـونك حيـاتي لـوتروح بشـربة
هـي كـذا وإلا كـذا أمـوت بك وأحيـابك
إستحلّـي شـرق صدري وإن بغيتـي غربة
أسسـي دولـة غـرام ورشّحـي نـوّابـك
أرحبـي والقلـب بيتـك سهلتيـن وقـربـة
علّقـي من فـوق ضلعـي شيلتك وحجابـك
:
بعد مـا طلعنـا من المطعم .. راجعين الشرقية .. قال لي خلينـا نروح نجلس في كوفي شوب .. لكني عيت وتحججت بأن الوقت تأخر وبكرة عندنـا دوام ..
وحنـا بطريق high way .. فتح عبد العزيز البنورامـا .. نورت السيارة بنور السمــا .. ناظرت فوق شفت السمـا صافية والنجوم تزين لحاف السمـا .. لكن القمر غايب اليوم
وقتهـا ما كنت حاسة بسرعة عبد العزيز .. صحيح كنت أشوف أن حنـا نتجاوز السيارات .. لكني ما كنت أسمع صوت منبه السرعة يمكن هو فاصلنه ..
فجأة طلع لنـا واحد قدامنـا .. كان يمشي ببطء شديد والخط اليمين كان مزدحم .. من غير شعور مني .. مسكت يد عبد العزيز إللي على الدركسون ولفيتهـا .. علشان يتفادى السيارة .. لأن قلت حنـا داخلين فيها داخلين .. من حركتي انلف المقود وكنـا راح ندخل باللمه الكبيرة إللي بالشارع ..
لكن عبد العزيز تفادى الموقف بيد اقوى من يدي .. ولف السيارة بقوة .. ومرينـا ما بين السيارة الثانية والحاجز على خط الإميرجنسي .. كان بينا شعره ونصدم بالسيارة الغبية إللي كانت قدامنـا .. وصارت الحين جنبنـا تماما ..
بعد ما عدينـا بسلام .. من التنشن إللي صار .. لف علي عبد العزيز بعصبية ..
: أنتي مجنونة!! بحركتك هذي كنتي راح تموتينــا
أنـا تجمدت مكاني .. وبردت أطرافي .. منصدمه من كلامه .. حتى لو حركتي غلط ما يصرخ علي بهذي الطريقة ويعصب .. والله ما كان قصدي .. أنا سويت كذا من خوفي
غرقت عيوني بالدموع .. وأنـا كارهه لنفسي .. ليه من ارتبط معه صرت ضعيفة .. ودمعتي على خدي .. شفتي يا يمه الرجال إللي زوجتيني اياه وش سوى فيني .. هذي من أول طلعة يصرخ علي بعد كم يوم راح يكفخني
شفته يدفع الفلوس عند بداية الجسر .. وأنا أحاول أحبس دموعي .. ما ودي أبكي .. ليه أبكي أصلا ..
شفته يوقف السيارة .. ازدادت ضربات قلبي .. الفكرة الوحيدة إللي طرت على بالي أنه راح يرميني بالبحر .. كش جسمي ولصقت بالباب ..
نادى أسمي بحنان : البندري ناظريني
لفيت وجهي عنه .. وحمدت ربي أني متغطية .. ما أبيه يشوف دموعي .. لكن بحركة خاطفة منه .. سحب الشيله عن وجهي ولفني ناحيته وايده عند ذقني
: يا قلبي والله آسف .. والله ما كان قصدي أغلط عليك
من خوفي وتوتري .. أنا حنا كنا راح نصدم خلاص لو ما رحمت ربك
تساقطت دموعي على خدي ، أشاهق
أحاول أسيطر على نفسي وعلى دموعي الضعيفة
ليه أبين له ضعفي ودموعي
لكن الموقف إللي صار كان أكبر مني ، صار عندي خوف من حوادث السيارات ..
صار عندي خوف أني أفقد النـاس الموجودين حولي فجأة .. مثل مـا فقدت بندر فجأة وبلمح البصر
شهقت : آآ آآ آآ آآه والله موقصدي .. كنت خايفه عليك
ارتخت ملامحه .. وقرب يده من وجهي .. خطوات أصابعه على وجهي مو بس خدرتني .. خلتني أذوب
: يا بعد عمري .. تخافين علي .. أصلا أنا إللي كنت راح أموت من الخوف عليك
وسكت شوي وكمل
لو كنت داري أن هـا الموقف راح يخليك تلمسين يدي .. كان دعيت ربي من زمـان تجي ها السيارة قدامي
تكلمت بعد مـا هدت نفسي وأن منحرجه منه ، كلامه مثل السحر يخدرني .. أحس أني شخص ثاني : عزيييييز حرام عليك ، والله كان قلبي بيوقف من الخوف
بحنيه : سلامة قلبك يا بعد قلبي
كملنـا طريقنـــا .. وأنـا مدري لوين راح يأخذني ..
كل حواسي متخدره .. وأيدي معانقة يده مثل عناق أغصان الشجر
وأنغــام والألحان الهادئة للعندليب الأسمر .. تزين ليلنـا
أنــا لك على طول .. خليك ليـا .. خذ عين مني وطل عليـا .. وخذ الاثنين وأسأل فيـا
من أول يوم راح مني النوم
ابعت لي سلام .. أأول أي كلام من ألبك أو من ورا ألبك .. مش يبأ حرام اسهر وتنام وتفوتني آآسي نار حبك .. آآسي نار حببببببك
النيل والليل والشوق .. بعتولي وجيت أسأل عنك .. أشتقت إليك وحشتني عنيك .. مش عارف أهرب فيييين منك .. أنــا لك على طول خليك ليـــا
وصلنـا لعند البيت ، انتبهنـا أن عبد الله كان داخل البيت قبلنـا .. فترك البوابة مفتوحة .. دخل سيارته داخل البيت .. ووقفهـا قريب من النـافورة وصوت الماء النازل منهـا يزين ها الليل .. جيت أنزل انتبهت أن يدي مـا زالت ساكنة حضنه .. ومعييي يطلق سراحهـا
ابتسمت بخجل : عبد العزيز ممكن يدي
هز لي رأسه بلا
قلت بدلع ما قصدته : عزييييييييييز
تنهد : يا بعد عيون عزيز أنتي .. تصبحين على خير يا حياتي
تلعثمت : ت ت ت تلاقي الخير
قبل لا أفتح الباب .. جاء عبد الله وفتح باب السيارة جهتي ..
ابتسمت له وهو يسكر باب السيارة من بعدي .. لأني لاحظت أنه يناظر بساعته
قلت أغير الموضوع : عبد الله أنت كنت بحفله الملكة كذا .. مو محلق ليه
قطب حاجبه : وليه تبيني أحلق وزواجي قريب
: وأن شاء الله ناوي تعرس كذا
عبد الله : وش فيهـا أحس اللحية معطتني وقار
ضحكت بخفه : أخاف بس تخرع صديقتي بليله العرس
خزني ، وهو يروح يسلم على عبد العزيز
عبد الله : وينك يـا رجال ما عدنا نشوفك ولا نسمع صوتك ..
خلاص وش تبي فينـا .. مادام عندك راس المال كله
لفتتني ضحكته : أنت الخير والبركة يا بو فيصل
عبد الله يمازحه : أصبغ أصبغ بالحكي .. تقص علي أي خير و أي البركة .. خلاص ملكت على البندري .. وش تبي فيني .. وأنا مسكين إللي تايه بالشوارع بروحي
عبد العزيز : إلا صدق متى زواجك
عبد الله : على نهاية هذا الأسبوع
عبد العزيز : أفرح يا عم .. هانت مو مثلي .. المشوار طويل
مدري بصراحة شنو همس له عبد الله .. وظلوا فترة يتهامسون .. حسيت وقفتي مـالهـا داعي .. لما مشيت عدة خطوات للباب الداخلي سمعت صوت عبد العزيز
جـاء لعندي : حبيبتي انتظريني لا تنامي راح أدق عليك
هزيت له رأسي بالإيجاب .. مسك يدي وقبلهـا وقال لي : تصبحين على خير
توترت من حركته .. مدري كم مرة قال لي تصبحين على خير
سحبت يدي وهمست وأنت من أهل الخير
وبعدهـا اختفيت عن ناظريه
:
عبد الله وهو يحط يده على كتفه : وش رايك يا الحبيب تروح تلحقهـا بعد لداخل
ابتسم بغباء : عادي يصير
عبد الله : عبد العزيز أحد قالك أن بكرة إجازة رسمية
عبد العزيز : وأنـا مدري ليه أمي داعيه علي اليوم بالذات وقابلتك بها الوقت
أنت ليه ما تزوجت للحين .. ليه ما تروح تكلم خطيبتك
عبد الله : آآآه لا تقلب علي المواجع .. بيجيلك يوم بتذوق المر إللي أنا ذايقة
لكن شكله راح يخلالك الجو لمـا أنا أتزوج
ضحك عبد العزيز : هههههههههههههههههههههههه
لها الدرجة حاقد علي
*
*
قبـل زواج عبد الله بليلتين بدت
حكــاية المينــا
حاولت أرمي تعبي بوسط البحر .. إلا تغطية ظلمـه ليله
مهمـا حاولت أتجنب هذا اليوم ..
نتبع قدرنـا وتتبعنـا خطاوينـا ..
حاولت كثير أعرف الخطا من مين .. أنـا قصرت معه بشي ..
أنـا أحاول بدل ما نبعـد نقرب ..
حاولت كثير أكذب إحساسي ..
لكن كل شي حولي يأكد لي كذبه وخيانه إحساسه
ليييييه يحاول يتجنبني .. ويتجنب مقابلتي ..
اليوم شفت بعينه نظرة عجزت أفسرهــا ..
ليه أحس أن في شي انكسر أو راح ينكسر ما بينـا
ليه هو جالس بعيد عني .. وإيدي خالية من ايدينه
كسرت صدى الأنفاس .. ناديته بصوت حاولت يكون دافي
: يــوسف
إلتفت لي شوي ، كانت نظرتي فارغة تنتقل ما بينه وبين سطح البحر الهادئ بعكس قلبي
: تحبهـا يا يوسف
بها اللحظة تأكدت لي ضنوني ..
لونه بهت .. أكيد أني صدمته .. ومن صدمته مـا عرف يجاوب
تبعثرت نظرته .. ما كان يناظر بعيني : ريم أنتي عن شنو تتكلمي تقصدي مين !!!
أخذت نفس أقوي نفسي ، ناظرته بتصميم .. لازم اليوم أكشف الأوراق .. وأعرف كل شي
: مـا له داعي نخبي عن بعض يا يوسف ..
أنـا عارفة كل شي .. عارفة بحبك .....
ما قويت أنطق اسمهـا .. أحس بألم في صدري
لبنت جيرانكم ..
دامك تحبهـا ليه جيت وخطبتني ..
كانت نظرته كلهـا سؤال .. أكيد هو يتسآئل كيف أني عرفت .. وفرت عليه وعلي العنـا .. وطلعت دفتر ذكرياته إللي تعبني كثير .. أبي أتخلص منه .. ومن التعب
طلعته من شنطتي .. ومديته له
: لا تسألني كيف وصلني .. وصلني وخلص ..
أنـا وافقت عليك وكنت عارفة بللي موجود بالدفتر
لكن شكل رجوعهـا هيج الحب القديم بقلبك
حاول يدافع عن نفسه : يـا ريم هي ما عادت تعني لي شي .. أنـا كنت أحبهـا كانت مع إلليكـان
لا يحاول يكذب علي .. كل شي فاضحة .. الرجل عمرة لا يفكر يكذب على المرأة .. المرأة بحاستهـا السادسة تقدر تكشفه
: لا هي مـا زالت ساكنة داخل قلبك .. مو قادر تتخلص منهــا وتتخلص من حبهـا
ولا تظن يا يوسف بيوم أني مـا أفهمك .. ولا تفكر بيوم تستغباني ..
سكوته طعني .. أكد لي كل شي
وقفت ألم شتاتي .. وضميت يدي .. إللي ضاعت من غير يده وتبعثرت
: يا يوسف إذا بطلت تحبهـا تعرف وين تلاقيني .. لكن إذا مش قادر تنساهـا .. فحبك !!
ما يلزمني .. لأني مستحيل أعيش مع إنسان وأنـا عارفة بل متأكدة أن قلبه مو ملكي
قول عني غيورة .. قول عني إللي تقول
سيكولوجية المرأة كـذا !!
رميت الطرحة على وجهي .. وأنـا أحاول أحبس دموعي ..
ناظرت المكان إللي جمعنـا بألم
صديت عنه : ممكن ترجعني البيت
مشيت مبتعدة عنه متجه لشواطئ آخر كسفينتي بيديه أغرقهـا .. ريح خطفتني بعيد عنه.. وخطاي تترك صداهـا على ذاك الجسر الخشبي .. تـاركه عزاي بوسط ها المينـا
شغلت الراديوا .. لأن الصمت إللي كان بالسيارة أحسة كاتم على أنفاسي وما نعني أتنفس .. سكوته ذبحني .. وأنـا أشوفه يضغط على المقود بقوة .. وكل عروق يده واضحـة
بالصدفه طلعت لي أغنية عشان الحب وإللي بيني وبينك
آآآه يا راشد جيت على الجرح ..
من غير شعور مني تناثرت دمعاتي وبللت طرحتي وأنـا اسمع كلمـاتها
عشـان الحب وإللي إلا بيني وبينكـ
عشـان الحب .. عشان أيامي وسنينكـ
ابيك تراجع إحساسك .. وتنسى جروحي وآلامكـ
حرام إنا بهذا البعد تضيع أيامي وأيامكـ
أدري البعد اثر فيك .. وتدري البعد ذابحني
حبيبي الله يخليك .. أبي ترجع تريحني
عشـان الحب وإلا بيني وبينكـ
نزلت من سيارته .. وأنـا أترجاه بعيني وأودعه .. كنت متأمله يقول لي سامحيني .. كنت بلمسة منه راح أنسى كل شي..كنت بهمسة منه راح أسامحه
لكـن عرفت وقتهـا أن الزمن إللي كتب قصة بدايتنـا
وقبل لا نفترق كتبت اللي يعزينـا
بحكاية المينـا
تعالي نعرف خطانـا ..
قبل ما تبعد خُطانـا ..
تعالي نحاول نجرب بدل ما نبعد نقرب ..
ونشوف وين الخطا ترى الهم فينـا سطا !
:::::::::::::::
الجــــ 30 ـــــزء
الفصل الثاني

بصــالون باتشي لوتشي .. بأرقى الصالونـات
بغرفة vip للعرائس
أجمـل وأرق عروسـة
باختصار ملكة الإحساس
إللي عذبت قلب عبد الله .. برقتهـا وعذوبتها ونعومتهــا
الدنيـا كلهـا تهني أعز وأغلى أثنين ..
اليوم غدوا شخص واحد
روحين بروح
اليوم سلمى غدت نصفه الثاني
يـا فرحتنـا بها الليلة
ليله كلهـا ورد وعيد
:
كنت جالسة على الكرسي مرتاحة أسولف مع أسيل .. والفلبينية جالسة قدامي على الطاولة تطلي أظافري بحذر وبفن .. وتزين بعضهم بكريستال ورسم بمهارة
وطبعـا حنـا غاثين العروسة وجالسين معهـا .. هي تعمل بدكير ومنكير كامل .. طبعا عروسة لازم يدللونهـا
سألت أسيل إلليخلصت من المنكير وجالسة جنبي : أقول أسيل كم شهر بقى لك وتخلصي الانتيرشب
أسيل : امممممم بقى لي روتيشن واحد .. لا تنسي أني جمدت لي شهر لما سافرت شهر العسل .. يعني راح أتأخر شوي
بملامح مأساوية : مع كذا شكلك أنتي وسلمى راح تخلصي قبلي ,, لا تنسين أني تأخرت كثير
أسيل وهي تناظر سلمى بطرف عينهـا : ما عليك من سلوم .. شكل إجازتهـا مطوووووووله .. وضحكت بخبث
سمعتهـا سلمى ولفت علينـا ، ورجولهـا مغطسة بحوض ماء يفور مع رغوة
: وش عندكم تحشوون فيني
ضحكنـا ، أسيل : كنت أقووووووول ، يا خوفي عبد الله يستانس بالإجازة معك وما راح يخليك تداومي
ناظرتنـا بغرور : بعد عمري عبودي لو يبينني كلي أرخص له
فتحنـا عيونـا على وسعهـا
: شوف البنت الخرباااانه
أسيل تبي تقهرهـا : أن شاء الله ما ترجعي من شهر العسل إلا وأنتي حامل
شهقت سلمى : فال الله ولا فالك ، أن شاء الله أنتي قبلي
أسيل بحالمية : يـــا ليت ، ودي يكون عندي بيبي صغنون..وهي تمثل دور الأمومة وكأنها حامله بيبي وحاضنته .. وأضمه لصدري بقوة وأقطعه بوس
ضحكنـا على حركاتهـا ودعينـا لها الله يحقق منها ويرزقها بالذرية الصالحة
أسيل : أن شاء الله يا رب ، ووقتهـا سلمى تكون تشتغل بقسم النساء والولادة وأنا أروح أتراجع عندهـا
صرخت سلمى : أنتوا ليه حاقدين علي اليوم .. عندي استعداد أشتعل بأي مكان إلا بقسم الولادة ..
أنا جربت أشتغلت كم شهر .. كرهت حياتي .. كرهت نفسي .. لدرجة صرت أكرة آكل بيدي .. حتى عبد الله مرة عصب علي لما كنت أسولف له .. قال لي إذا ما تبين أكرهك .. لا تجيبي طاري شغلك قدامي
ضحكت ، وأنا أتذكر عبد الله ، عارفته خواف .. ما أقدر أتخيل شكله لو الله كتب وسلمى حملت هو وش راح يعمل
: مسكيييييييييين أخوي .. أذكر أن حتى الإبرة يخاف منهـا
أسيل : مو بس أخوك الخواف ، أنتي تذكري شكل سلمى في أول ولادة حضرناهـا .. ما شفتهـا طاحت من طولهـا .. لدرجة أنا خفت عليهـا وأنا أشوفها جالسة على الأرض بتموت البنت من المنظر إللي شافته
غطت سلمى عيونهـا : ولي يعافيكم لا تذكروني .. أنـا ما أتخيل نفسي أحمل وأولد .. أنـا مدري كيف ها الحريم ينسوى بها السهوله حرارة الطلق .. وتلاقينهـا تحمل وتحمل ..
أذا أنتي لو تطيحي من على الدرج .. مستحيل تنسي الطيحة في كل مرة تنزلي من الدرج تتذكري .. ألم الأسنان إللي هو ألم الأسنان مستحيل تنسينه ويصير عندك فوبيا من دكتور الأسنان .. فما بالك حرارة الطلق .. وصرخات الألم
قلت لهـا : ويا سبحان الله تنسى كل شي أول ما تشوف ولدهـا .. تنسى الدنيا وما فيهـا ..
ويا سبحان الله ، الله أنزل في قلبها رحمه وخلاها تنسى .. والله كان انقطعت الذرية
أسيل : صدقتي يا البندري ، لكن بصراحة أنا بعد ما أفكر أتخصص نساء وولادة .. مضروبة على راسي .. يا شيخه أنا تعبت من الكرف ليل ونهار ، أبي أصحح غلطتي بدراستي الطب .. أبي تخصص أرتاح فيه
حطيت يدي عند خصري : وشنو التخصص إللي راح يريحك يا شيخة .. مع أني ما أظن في شي بالطب يريح
أسيل بحماس :لا يا عيوني أنا ناوية أتخصص derma
شهقت : نهايتك يا أسيل derma .. حرام عليك أصلا أنا أحس الجلدية بعيدة كل البعد عن الطب .. يا شيخة الحين بأوربا تدرسي dermatology بروحة .. وتصيري أخصائية جلدية من غير ما تدرسي طب وتتعبي عمرك
أسيل وهي تحرك يدهـا : لا تحاولي حبيبتي ، جلدية يعني جلدية .. لا مناوبات ولا شغل يعور الراس .. ولا تفكري أنك راح تعطي دواء بالغلط وتقتلي patients
تذكرين حتى الدكتورة إللي صرنـا معهـا يقسم الجلدية ..
كيف أنها رايقة وتضحك وتسولف .. أنتي عمرك بالمدسن شفتي أحد رايق
والله عمري ما شفت أحد مثل هذيك الدكتورة .. بروقانهـا وبرودة أعصابهـا وحتى بكشختها .. كانت تلبس كل يوم تنورة .. وجزم كعب .. ونظارة على كل بدله . وعلى كل لون . وذاك الشعر الحرير والبشرة الصافية .. حتى أني كنت أقول بنت الذين عجوز وبشرتها أصفى من بشرتي
ضحكت عليهـــــا
كملت : والله تفتحين لك عيادة خاصة وجنبها عيادة ليزر .. والله طق العصي يصير عليك .. يا شيخه صارت الناس ها اليومين ما عندها هم غير تنظف بها البشرة وتقشير .. وطالعه لها حبوب وطالع لها مدري شنو
وها الدكاترة يقصون عليهم بها الكريمات .. وكل كريم أغلى من الثاني
ضحكت أكثر وأنـا أتخيل أسيل خلف المكتب وتصوف للمريض ذاك الكريم وتقول له هذا راح يروح الحبوب عنك ويخليه ما ترجع لك ابد
أسيل : تضحكين ، تشوفي حبيبتي .. أن ما صرت consultant dermatology
وصار أسمي أشهر من النار على العلم ..
والناس تطلب نصايحي في مشاكل البشرة skin problem
سلمى : يا عمري يا skin problem ما تلاحظون أن اليوم يوم زواجي .. وانتوا غاثيني
رحت لهـا وضميتهـا من الخلف : يا بعد عمري يا سلووووم .. ماني متخيله أن اليوم راح تنزفين وتروحي لبيت زوجك
أسيل بمزح مع أني أشوف الدمع بعينهـا : إللي يسمعك بتروح مكان بعيد .. بيت أخوك
غرقت عينهـا .. وغرقت عيني معهـا : وأنـا بعد أحس أني بحلم
عروس لابسة ثوب حرير .. يزفونهـا في محفل كبير
ما ني قادرة أصدق اليوم راح أجتمع مع روحي ونصفي الثاني ببيت واحد
بستهـا على خدهـا : الله يتمم عليك سعادتك يا رب
جات أسيل وباستهـا قبل لا نطلع ونخليها تبتدي مكياج وشعر
: عاد ما أوصيك أول بنت تسمينها بإسمي
عصبت سلمى وبنفس الوقت شبح ابتسامة على شفاتهـا : يا دبه أنـا متوترة .. وأنتي تقولي لي أولـ بنت ، شنو تبيني أسوي فيك ، أذبحك
أسيل ضحكت : يا ختي من كثر حبي لك ، أبي بنتك تصير على أسمي .. على شان أحس أن طيفي مراح يفارقك
مسكت أسيل من يدهـا : شو رايك أسولة تروحي تنامي معهم الليلة ، على شان تتطمني على الأوضاع
ضحكت بخبث : واللهِ هي فكرة ، لكن أخاف كحيلان يطردني من البيت بعدهـا
سلمى : أنقلعوااااا برااااااااا
مشينـا وحنـا نضحك .. ولمـا وصلنـا لعند الباب .. نادتنـا
بصوت فيه بحه : وووووووين راح تروحوا وتخلوني
غمزت لها : توك تطردينـا
سلمى بدت بوزهـا كأنها طفله : كنت أمزح معكم .. أجلسوا معي تونسوني
: لا يا عيوني لازم أنتي تأخذين راحتك ونخلي المرأة تعرف تشتغل عليك بروقان .. وعلى شان تخلصي على المغرب ..
يا الله يا قلبي أشوفك بالصالة .. وأرسلت لها بوسه
:
:
بعد مـا انتهينـا من الشعر والمكياج .. رجعنـا البيت على حساب الشيخة ريوم .. على قولتهـا ما تعرف تبدل ملابسهـا إللي بغرفتهـا وتخاف تأخذ أغراضهـا الكثيرة بالصالة وتضيع .. دخلت البيت وأنـا متوترة حدي .. أخاف نتأخر على مـا نوصل الصالة .. وأمي أكيد راح تزفنـا ..
بالنهاية استسلمت للأمر الواقع ودخلت غرفتي .. ونزعت البنطلون الجينز إلا كنت لابسته والقميص ..
لبست فستـاني بحذر .. خايفه شعري يخرب .. عاد شعري من غير شي نـاعم .. واليوم مسيحته بمكوى الشعر وعاملته من فوق بف .. أحسه صاير حرير بزيادة على الخدود بهفهف .. هههههههههههه
بعد مـا انتهيت من معركة الفستـان .. ناظرت بشكلي مبهورة .. لون البحر وتدرجاته على الفستـان معطيني رونق مختلف ..
الفستـان لونه أزرق بحري .. مفصلته بقصة السمكة .. ماسك على الجسم ومن عند نص الفخد يوسع بقماش تول غير مبطن .. ومن فوق من غير أكمام وحتى قصة الصدر حبيت تكون مختلفة عن شكل القلب .. عملتهـا مثل ذيل السمة عند نصف الصدر ونازل تحت .. وابتكرت فكرة كم وحدة لبستهـا بيدي اليسار .. الكم مغربي واسع ونازل للأرض .. والكم ينلف حول كتفي بربطة عند الكتف اليمين
حسيت صدق وكأني حورية وطالعة من نصف البحر .. مع مكياجي ، هو ناعم لكن مبرز جمال عيني بالكحل التركواز .. إلا مبين لمعه عدسة عيني العسلية
طلعت علبة الشبكة من الدولاب .. ولبستهـا .. وزينت أصبعي بدبلتي .. ابتسمت لمـا لبستهـا .. تذكرت بها اللحظة عبد العزيز .. لكني حاولت أطردة من بالي بسرعة .. ما أبي أغرق ببحر إحساسي .. دهنت يدي بكريم دهن عود .. وتعطرت بدهن العود .. من قوة العطر أحسه تغلغل بأنفي وملئ رئتي ..
لكني تحسفت أني تعطرت الحين كيف راح أركب مع السايق !!
سا محني يا ربي
دقيت على غرفة ريوم إللي كانت مشغله المسجل .. وشكلها ما تسمع صوتي .. بعدهـا جاني صوتهـا من الداخل .. وصرخت بصوت عالي وأنـا أبتعد عن باب غرفتهـا
: يا الله بسرعة يا ريوم ..ترى خمس دقائق إذا مـا جيتي راح أمشي عنك ..
نزلت بخفة من على الدرج .. كنت رافعه فستاني الطويل بيد .. واليد الثانية ماسكة صندلي
وقبل آخر درجة .. رفعت رأسي .. شفت عيونه إللي تلمع
آخر شخص كنت أتوقع أني أشوفه اليوم .. أصلا حتى ما خطر على بالي أتصل فيه
ومن ربكتي ومفاجأتي أنه واقف قدامي .. لمـا جيت بنزل العتبة الأخيرة .. من غير مـا أشعر دست على طرف فستاني الطويل .. وكنت راح أطيح على وجهي .. خلاص بها الثانية استسلمت أني راح أقع .. لكن بثواني .. كنت بين أحضانه
غمضت عيني وأنـا أحس بدقات قلبه القوية .. والواضحة مع تنفسه
لمـا أستوعبت الوضع بعدت رأسي عن صدره .. لكني مـا قدرت أبتعد عنه لأنه كان مطوق خصري بيده ..
همست باسمه : عزيز
تنهد : يا عيون عزيز ، يا روح عزيز
أنتي شنو ناوية على قلبي .. أنتي كل يوم تسحريني
حوريه أنتي اليوم أرسلها لي البحر
آآآه أرحميني
ارحمي ناري .. ارحمي أمطاري
حركت يدي بطريقة أنـا ما كنت أشعر بيهـا .. ما كنت أدري بحركاتي هذي تزيد من شوقه ووله ..
ميلت رأسي ومررت يدي عند خدي لين استقرت عند عنقي .. منحرجه من قربه الشديد مني .. ومن كلامه إللي راح يعذبني ويقتلني
:
بها اللحظة باغتها لأقطف من شفتيها زهر الرمـان .. أنـا متيم بعشقهـا بكل الحواس ..
حوريتي .. حبيبتي .. فأنتي امرأة تختصر كل الأجنـاس
امرأة تكسوهـا الأنوثة .. وبراءة طفل وقت النعـاس
لامست أطراف شعرهـا المبعثر على كتفيها .. نزلت طرف عيني اسفل قليلا .. آآآآآآه فهي شهيه .. شهيه كطعنه خنجر .. ارحميني يا حوريتي .. فما عدت أتحمل ..ورائحة عطرك تغريني ، تشعلني جمرا بمفاتنك
ناظرت بعينها .. ناعسة الطرف صاحبه النظرة الخجولة ..
غرقت في مرفأ عينيكـ حبيبتي .. يا ليتني بحار .. لو أحد يمنحني زورق .. وأرسي بالنهاية مع طيفوك وفي مرفأ عينيكـ
فإني عاشق .. ولا يمكن أن أعشقكـ إلا بجنوني
النار شبت في وسط جوفي من لمستهـا على صدري : آسفه عبد العزيز ثوبك توسخ مني
ناظرت بالمكان إللي لمسته ، لقيت أن ثوبي تلطخ بأحمر شفاتها الوردي .. الأكيد لمـا ضميتها لصدري وأنا كنت خايف تطيح
والله تمنيت لحظتهـا أحتفظ بها البقعة ، قالت لي : تعال معي عبد العزيز أنظفه لك
قلت لهـا وأنا هيمان بكل حركة تتحركهـا وكل همسة تهمسهـا : عادي يا البندري ، أرجع البيت وأغيره
البندري ، وأنـا أحس أنها منحرجه مني حيل : طيب أنت تعال معي أنظفه لك ، أخاف بعدين ما يطير
قلت بقلبي ليته ما يطير ، لكن ليه أضيع ها الفرصة من يدي ..
راحت بسرعة .. وجابت فوطة بيضا رطبه .. مسكت الثوب من عند صدري .. وصارت تمسح بنعومة .. فتحت الزراير العلوية على شان تقدر تأخذ راحتهـا .. شعرت أني أسكر مع كل لمسة من لمساتهـا
قولي لي يا ناعس الطرف كيف باصبر وأنا بعيد عنك .. مشتاق لك بالحيل يا ناعم .. يا من تميزت بمحاسن وصوفك
البندري بفرح : نظف الثوب
قلت أحرجهـا : طيب كملي جميلك
وكأنها فهمت علي ، وسكرت الأزارير بيد مرتعشة .. لمـا انتهت سحبت يدهـا اليسار وقبلتهـا : يا الله يا روحي علشان لا نتأخر .. أمكـ موصيتني أجي آخذك لأنها تحتاج السايق
لاحظت أنها عضت شفاتها : طيب بخبر ريوم أختي لأنها راح تجي معنـا
هزيت لها رأسي : اوكي يا روحي
بها اللحظة .... الدنيا من حولنـا نورت بنور البرق إللي أخترق السمـا
.. سمعنـا صوت الرعد .. انتبهت للملامح المأساوية إللي انرسمت على وجههـا : لا يطب مطر الحين ، ينتظرني على الأقل أوصل الصالة
فرحت داخل نفسي ، بهطول مطر نهاية الشتـاء .. هذا الوداع .. مع أن الجو حار ها اليومين وما كان ابد يبشر بمطر وهواء .. لكن اليوم بالذات السماء كانت تغطيهـا غيوم ملبدة
: أذا ودك حبيبتي أحملك على شان لا يتسخ فستانك
بهت لونهـا : هــاه ، لا عادي ننتظر لين يخف المطر شوي
وبدل مـا تخف زخات المطر .. زاد زخات زخات .. وكأنه يروي قلوبنـا ويصفيهـا
ما قدرنـا نفوت اللحظة من غير ما نستمتع بمنظر سقوط المطر .. أخذتهـا ووقفنـا عند الباب نراقب سقوط المطر .. يمكن ها اللحظة من أجمل لحظات عمري .. وأنـا مطوق عنقهـا بيدي ونراقب القطرات النازلة من السماء بقوة .. تضرب الأرض بقوة متناهية .. مكونه برك من المـاء .. خضرة الزرع زادت خضرة ورائحة العشب اختلطت مع رائحة الورد الندي .. الدنيا صارت صافية والأرضية تبللت بعد هطول المطر .. اجتاحتني رغبه أن حنـا نركض تحت المطر .. لكن خفت ابوح لها وتضربني وخصوصا بها الليلة
ناظرت السماء بعيون راجية .. ودعيت ربي أن الله يحفظهـا لي .. ويحنن قلبها علي وتبوح لي للي بقلبهـا .. أنـا حاس أن لي بقلبهـا شي لكنهـا ما تبوح .. تمنيت أنها مثل ها الغيمة تهطل علي بغيثها
وصدقيني مراح أمل غيثك
ناظرتهـا بعيون حانية ، ما دمتي محبوبتي فلن يتوقف القلب عن الخفقـان .. و ضميتهـا أكثر ناحيتي
:
راقبت المطر من نـافذتي .. مشاعري أختلطت وتمازجت مع قطرات المطر .. حبست دمعاتي ومنعتهـا من السقوط .. فمنظر المطر ذكرني فيه مثل مـا منظر الغروب يذكرني ويحمل طيفه لي بكل يوم .. شعرت بقلبي ينعصر ويألمني .. ضغط على صدري .. اليوم مو وقت الألم اتجهت لمرآتي .. وفي عيني دمعه أحاول أخفيهـا بضحكة .. في عيني اليمنى من الورد بستـان وفي عيني اليسرى عجاج السنيني .. مدري ليه في هـ اللحظة اشتقت له .. يمكن لمـا خبرتني البندري أن عبد العزيز موجود معهـا الحين .. تمنيته يكون معي بها اللحظة .. ناظرت بوجهي بالمرايـا .. تلألأت دمعه حسرة من عيني مسحتهـا بسرعة .. من بعد مـا أنكسر وجه المرايا .. والحزن نثر على وجهي شظايا .. أحاولـ أخفي همومي بضحكة ودمعي حاير وسط عيني ..
لمست طرف فستاني الأورنج بيدي إللي عليها نقش الحنا الهندي .. ذكرني بلون الساري إللي لبسته بيوم الملكة .. مع أن هذا الفستـان موديله مختلف .. وفيه ألوان الذهبي ودرجات البرتغالي متداخله وقصير من قدام لين الركبة وطويـل من الخلف مع ذيل الشال البرتغالي البادي من كتفي كا قطعه إضافية لفستاني ..
مسكت فرشاة ضعيفة مليتهـا بلون الظل الأسود .. أبي أضبط كحلي الأسود إللي خرب ..
وأنـا أحاولـ أتعود على النسيان .. وأكابر نفسي .. ما توقعت أني أشتاق له .. ما توقعت أنه يعني لي الكثير .. دامه مـا سأل عني أنـا مراح اسأل عنه .. وأنـا أكتم حسرتي وأخفي أحزاني .. ونار الشوق يكويني .. قسّيت مشاعري .. أنسيه اليوم يا ريوم .. خلاص دامه ما ذكرك حتى بإتصال ليه انتي تهتمي فيه .. يروح لهـا ناظرت نفسي بالمرايا .. ونظرة جامدة قاسية تكونت إللي يبيعني ابيعه حتى لو كـان غالي
سحبت عباتي ولبستهـا .. كنت ناوية أخذ جوالي معي .. لكن بالأخير تراجعت منو راح يفكر يتصل علي ، هو مـا أظن ، رميته بإهمال على السرير ما همني بها اللحظة لو يتدحرج ويطيح على الأرض ويتكسر .. طلعت من غرفتي وأنـا أرمي فيهـا أحزاني وأبدلهـا بفرحتي بها اليوم بزواج أخوي الغالي
:
نزلت تحت وأنـا ألمح البندري واقفة مع عبد العزيز عنـد الباب وتسولف معه .. ابتسمت بداخلي .. الله يتمم عليك يا قلبي .. والله أنكـ تستاهلي كل فرح الدنيـا ، وعبد العزيز واضح من عينه الولهانه أنه يعشقكـ والعيوووون عمرهـا ما تكذب .. يبان فيها الصدق
قلت بمرح بعكس داخل ما يسكن بجوفي : أشوف مطولين على ها الوقفة ، العروس بيزفونهـا ويقولون أن حنـا من أهل العريس !!
إلتفتوا أثنين هم متفاجائين من تواجدي .. جاتني ضحكة لأن شكلهم تخرعوا مني
تكلمت البندري وحمرة خفيفة على خدهـا اختلطت بلون البلشر الوردي على خدهـا : طيب دقايق بجيب عباتي
سألت عبد العزيز عن حاله : كيف حالك يا دكتور عبد العزيز
ضحك على كلمتي : كأنك تتريقي ، لكني بخير على ايه حال .. أنـا بروح أقرب لكم السيارة علشان المطر ..
وقبـل لا يطلع نادته البندري : عبد العزيز انتظر راح أجيب لك umbrella
عبد العزيز : ماله داعي
البندري : لا أخاف يتوسخ ثوبك وبعدين كيف تروح العرس وأنت حالتك مبهدله
وأعطته مظلمة سودا تحميه من قطرات المطر .. ابتسم لها بامتنان لاهتمامها فيه ..
همست لهـا وهي جالسة ومنحنية وتلبس صندلهـا : موعد غراميات أشوف ببيتنـا .. وأمي وأبوي مو موجودين بالبيت وغمزت لهـا
عصبت علي : ريوم ، ترى والله ما ني ناقصتك ، كفاية التوتر إللي أنا أحسه .. وكفاية أن حنا متأخرين والسبب منو أنتي ؟
كتمت ضحكتي .. الحين أنـا السبب : والله لو يدري عبد العزيز أن أنا السبب بجيتنـا البيت كان الحين يجي يبوس رأسي
سمعنـا بوري السيارة .. ورحت ركضت وركبت قبلهـا قبل لا تجي تضربني .. طبعـا عبد العزيز راح لها وفتح لهـا الباب وساعدهـا وهي ترفع فستـانهـا وهو ماسك يدهـا خايف لا تتزحلق مع الرخام وقطرات المطر ، لكني أنـا صرت ذكية لبست جزمة رياضية مع فستاني خايفة أنزلق وأطيح هذيك الساعة محد راح ينفعني .. وصندلي الكعب جبته معي بكيس .. تحركنا مبتعدين عن البيت .. متجهين لصالة الأندلس ..
كنت بين لحظة والثانية أسترق النظر لهم .. وأشوف يد عبد العزيز تسلل يبي يلمس يد البندري .. لكنهـا تخجل وتسحب يدهـا وتستقر بحجرهـا .. درت وجهي لنافذة مبتسمة .. لكن ما أسرع مـا اختفت ابتسامتي .. وأنـا أراقب الناس والشوارع .. والسيارات بوسط المطر والمساحات تتحرك تنظف زجاج السيارة الأمامي ..
وكأني أبحث بوسط ها النـاس وها الغربه عنه .. جالت عيني بلمحة خاطفة .. علي ألمح سيارته يمكن تمر من جنبي
*
القمـر وتاجه ..
القمـر وسراجه
تجسد فيهـا الهوى العذري ..
تجسد بالمهرة المتلبسة بفستانهـا الذي يكسوه البياض .. وكأنهـا أميرة الثلج
الشاعر وبحور الشعر .. تحتار في وصفهـا
من فين تبتدأ بوصف أم الوصايف .. من شعرهـا لجيدهـا لخصرهـا لردا يف
الحلى والزين كـله والدلال أجتمع بعروستنـا سلمى
:
:
سا عدتني المصورة في ترتيب الطرحة إللي عبارة عن كم بيدي اليسار .. ومثبته من الخلف عن خصري على شكل وردة معقودة .. وتنزل وتنحدر على الأرض بعقدة داخل أسطوانة من الفضة منقوشة بسوارفسكي .. كانت هذي فكرتي وساعدتني فيها البندري .. الطرحة بالنسبة لي مهمة واهتميت أن يكون استايلها مميز
وقبل لا أبدأ تصوير تذكرت شي مهم .. تركت المصورة ورحت لعند غرفة التبديل .. وأنـا أدعي أن أمي ما تكون نسته .. فنحت الشنطة الدبلوماسية .. وطلعت منهـا علبه حمرا جلد صغيرة .. ابتسمت وأنـا أتذكر ما بداخلهـا .. وأتخيل وجه عبد الله كيف راح يكون الليلة .. فتحت العلبة وطلعت منهـا
الدبله الألمـاس من كارتير .. عجبتني فيهـا نعومتهـا وإنها ring ناعم من الدايمون والروبي .. اللون البنفسجي مع الذهب الأصفر أعطاهـا شكل مميز .. زينت أصبعي بيها بيدي اليمين .. مـا حبيت ألبسها بيدي اليسار .. أبي عبد الله هو إللي يلبسني
كانت هذي هدية زواجنـا لي ، أنـا ما فرحت بالدبلة كثر فرحتي بباقة الورد الأحمر الجوري الكبيرة .. كانت جنان .. كان شكلهـا مميز وكبير واللون الأحمر الخمري عاطيهـا ميزة مختلفه .. وعلشان كذا حبيت اليوم روجي يكون باللون الأحمر الخمري .. أعطاني رونق مميز مع تسريحة شعري وكأني من ستايل الستينات .. وصيت أختي بثينه اليوم الصبح تأخذ باقة الورد لبيتي .. وعلقت معهـا البطاقة إللي جابهـا معه .. كان كلامة رقيق مثل رقة إحساسه .. حروفه انغرست بقلبي وعقلي
يا عذبة الخد ياللي اشتاك الصد
اليوم هو عيدك ..
لا .. انتي عيد اليوم
ياللي عذابي فيك اكثر من سنينك
تصدقي اني في عيدك مادري وش اهديك
اتعبني الأرق باهديك شي مثلك
قالوا لي ورد واتعبني الأرق
قالوا اكيد أرق شي الورد
قلت الاكيد ان انتي أرق
في حل وحيد ..
لو تسمحي لي فيه ..
اهديك انا للورد
وبنهاية الرساله كتبت .. بكرة يوم المنى .. يا منـاي
تنهدت من خاطر وأنـا مشتاقة له .. شوق الهوى لروحي
وروحي ذايبه في هواه
ودي أحطك الليله بوسط عيني وأغطي عليك
" حنيييي عليه .. ورأفي بحاله يا قمر "
لفيت لمصدر الصوت بشرود ذهن ، شفت أسيل واقفة وومميلة جسمهـا على الجدار وفستانها الأخضر العشبي الحرير الطويل مميل بميله جسمهـا
قربت مني وبيدهـا مسكه الورد الجوري الأحمر : شكلك هيمانه سرحانه فيه بالـ حييييييييييل
شعرت بحرارة تكسي جسدي : أرحميني يا أسيل تكفييييييين
ضحكت : والله أنتي تفجري بقلبي شوق لكحيلان .. والله أشتقت له طول اليوم ما شفته
: يعني بذليني بها اليوم إللي جلستي فيه معي .. أنا بعرسك ما فارقتك لحظة
ضمتني بحب : يا بعد عمري .. أنتي سلم قلبهم ، انتي قلبي وروحي وصديقة عمري .. كيف أنسى مواقفك
" أشوف فاتتنـا المواقف الحميمة "
التفتنـا ثنتينا لصوت البندري .. كانت قمر مثل حورية البحر بفستانها البحري
أسيل بمزح : تعالي أخذي نصيبك من الضم ترى أخوك مراح يترك لك مجـال بعد اليوم
جات البندري وعلى محياها ابتسامه وفي عينهـا بريق من زمـااااان ما شفت ها البريق بعيونهـا .. ضمتني بحب لدرجة غرقت عيني بالدموع البندري رجعت مثل قبل تضحك تبتسم عيونها تبرق ..ومفعمة بالحياة
البندري وهي تمسح آثار روجهـا على خدي : قمر يا قلبييييييييي .. راح ينجن عليك اليوم أخوي
: أخوك من غير شي مجنوووون .. همست لها .. قولي له يرحم بحالي اليوم ويحن علي لأني أحس أني راح أموت
ضمتني : محد يموت من الحب يا قلبي .. ولا تخافي راح أوصيه
ريوم جات بإزعاجهـا : خلاص بسكم تبويس وضم .. ترى بروح أشتكي عند الهيئة .. انكم تعملوا أشياء غلط
ضحكنـا كلنـا .. وبعدهـا تجمعنـا وصورنـا مع بعض .. وكان لي النصيب الأكبر في التصوير كـعروس .. بجميع الأوضاع ..
وأنا أحاتي كيف راح يكون التصوير مع عبد الله ، أكيد مراح يرحمني الليله بجنونه
:
:
طلعت برا الغرفة لصالة أتفقد الأوضاع .. كل شي مرتب مثل مـا سلمى بقت ..
صوفـا طويلة تتوسط الكوشة .. وخلفهـا جدار من الشموع الحمراء الصغيرة .. تزين الجدار نازلة من السقف لين الأرض ..
وحتى الممر مزين الشموع .. وبوسط الصالة بالسقف فوق الأستيج تمامـا .. نازلة كرة من الورد الأحمر كبيييييييييييرة ..
وحتى االكراسي ملبسة باللون الأحمر بينما الطاولات باللون الأبيض .. وفوقهـا حوض زجاجي شفاف .. مملوء بماي لونه أحمر وداخله شموع صغيرة بيضاء وبتلات من الورد الأحمر ..
بإختصار اللون الأحمر الخمررررري مغرق الصالة اليوم .. لدرجة شعرت أني بوسط حديقة من الورد الجوري ..
سمعت البندري تناديني : هلا
البندري بحماس : ريوم ، يوسف راح يدخل الباب الخلفي الحين لعند غرفة سلمى ويصور معهـا .. روحي صوري معهم
توقعت أنه هو إللي طلب منها أنها تناديني ، لكن الواضح من نبرة صوتهـا العادية ، أن هذا إجتهاد من البندري وتبيني أروح أصور معه
: هاه ، أوكي بس بروح اسلم على هذيك الطاولة فيهـا بنات من الجامعة
أنقذت نفسي بها العذر .. أصلا هو ولا حتى كلف نفسه يسأل عني .. ومسحيل أنـا أروح أقط نفسي عليه .. عزة نفسي تمنعني
افتتحت المطربة الليلة .. بأغنية سلامات .. حبيبي مو على بعضك ..
طبعا أنـا وجنى من أفتتح الرقص .. فيني قهر أبي أطلعه .. وسحبنـا أسيل معنـا
وتتالت الأغاني .. والستيج امتلأ بالبنات ..
طلبت منهـا تغني أغنية أحرقني القيد يا سيدي .. خاطري أرقص رقص ما رقصته بحياتي
وعلى بداية الأنغام سحبت يد جنى .. وقلت لها : خلينـا نرقص رقصة شباب
فتحت عينها مفجوعه وصرخت : قدام الناس ، ريووووووم انجنيتي
: ما يهمني أحد .. أنـا اليوم مجنونه .. وإذا ماراح ترقصي أنا راح أرقص بروحي
بديت اتمايل مع الدقة .. ومن غير شعور صار خصري يرتفع وينزل
تحمست جنى وجات معي .. هزيت لها كتفي وهزت معي .. نزلت على الأرض وانا اهز كتفي .. وكل ما فيني يهتز وشعري المتموج يتمايل معي
الكل تحمس وجاء ورقص معنـا
صفقه ... أيوة . . يعيشوا .. على قلبي
تعيييش أم الثوب البرتغالي
خربتهـا الليله خراب على أصوووله .. هي خاربة خاربة خلينا نعميهـا .. لكن بعد كذا شعرت ان نفسي انقطع..رحت جلست على الكنب..وسحبت لي كاس ماء بارد يطفي الحرارة إللي حسيتهـا والناس تناظرني وأنا ارقص .. الكل بعد كذا صفق
هدأنـا شوي لين بدت زفة العروسة .. رحت وقفت جنب البندري وبثينه أختهـا إللي شفت الدموع غرقت عينهـا
:
حمـامتين بيضاء طارت حول الصالة .. واستقرت بالنهاية فوق عصا خشب جنب الكرسي ملفوفه باللون الأحمر ، مجهز للحمامتين
ألف الصلاة والسلام عليك يــا حبيب الله محمد
ألف الصلاة والسلام عليك يــا حبيب الله محمد
انفتح البـاب .. على أنغام الموسيقى الهـادئة .. مثل صاحبه وملكة العرس .. هادئة ناعمة .. بعكس ضربات قلبهـا
الأعناق كلها ألتفتت , تناظر ملكة الحفل .. العروس الذي ستتربع على عرش الزواج لهذه الليله ..
تقدمت سلمى بخطوات هادئة .. توحي بالحياء والخجل وبنفس الوقت الشموخ ..
أضاء وجهها مع إنارة الشموع والضوء المسلط عليها كا البدر في وسط الغيوم
الجمال إلا بها فاق الخيال .. صارت للأحلى أروع مثال .. بين كل الناس زاين حسنهـا .. جامع فيها الولي أجمل الخصال .. سلمى وغطت على نور الهلال .. من بعيد هناك بانت وحدهـا .. القمر من شافهـا شد الرحال .. ما استطاع يوقف ضدهـا .. انتهى دورة مع ذيك الليال .. لأنها تحجب سنا من بعدهـا ..
والعيون أن سلهمت طال الجدال لين رمش العين ينكس وعدها .. ما عرف معجم نواظرها محال والمحال يصير جايز عندها ..
حلوة هـا الليلة .. إلا ها الليلة .. حلوة هـا الليلة
ولا أجمل ولا أروع ولا أحلى ولا أبدع
ليله .. ليله
ليله فيهـا الحب قال ما في شي أسمه محـالـ
فيهـا ألون الجمال .. كل ما فيها سعيد
فيهـا عبد الله وسلمى
بها اليوم عبد الله نال الزين .. لقى بـ سلمى حب عمره وسكنها بوسط العين .. نجم عاشق ملك قمرة
الله يا سلمى وش عليك .. نلتي من قلبه
وخطوة العمر الجديد .. فيهـا
سلمى وعبد الله
غدوا اليوم واحد
يا فرحتنـا
بليله كلهـا ورد وعيــد
مشت على الاستيج لين وصل بيها المقام للأريكة الحمراء المخمرية إللي تتوسط الكوشة .. وكأنهـا مهره بمشيتهـا ورقاب الخلائق تميل .. حتى الحدائق استغربت كأن رمشك ظليل .. جات أمهـا وبثينة تعدل وترتب فستانهـا ..
ضمتهـا أمهـا وقد احمرت مدامعها وقلبها مضطرب داخل صدرها .. لا تتخيل انها ستفارق هذا الوجة الناعم المتلألئ بالنور
وما هي إلا ساعات معدودة .. والصاله اتشحت بلون السواد .. وهدأت الأنفاس الكل يترقب لرؤية العريس المرتقب .. عاشق سلمى
:
وقفت قدام أعز ناسي وعزوتي بهـا الدنيـا .. رتبت له بشته الأسود .. وأنا أشعر بإضطرابة من تنفسة السريع وعيونه إللي تترقب رؤية حبيبه قلبه سلمى
همست له : مشتـاق لهـا
طلعت آهـ من قلب : أبيهـا تنور حياتي خلاص تعبت .. والله أن جفوني نسيانه النوم من بعدهـا
ابتسمت من قلب : خلاص هانت .. عاد مـا أوصيك على سلامي .. غمزت له أرحم بحالها
قرب فمه من أذني : صاحبتك دواهـا عندي ، قال ارحم بحالها، ليه هي رحمت بحالي
عدلت شيلتي ها اللحظة لأن سمعت من أبوي أن ماجد أخو سلمى راح يدخل .. ركضنــا لعند الكوشة ..
زغردنـا بفرح وأنـا أشوف عبد الله يدخل وجنبه أبوي وخلفه مـاجد .. تنهدت بفرحة مستبشرة بها الليلة لكن بلحظة وأنــا أشوفة يقبل على سلمى شردت .. كتمت حسرتي واحمرت مدامعي .. ربـاه سأمزق نفسي
:

معقولة هذي محبوبتي ..
هذي دواي ..
هذي هي إلا في قربهـا سعادتي ..
هذا يوم عيدي .. هذي ملاكي ..
هذا هي شبيهـه القمـر ..
وأخيرا وصلت لأميري وأن أحس المسافة إللي مشيتهـا أميال .. قبلت جبينهـا .. مدري كم مر من الوقت وشفاتي ملاصقة جبينهـا وأنـا أشعر بأنفاسهـا الدافيه تلهبني .. ورائحة عطرهـا مدري لوين آخذني .. آخذني لبعيد .. لبعيد وعيت لنفسي بعد سكرتي .. وقفت جنبهـا ومسكت طرف أصبعـا اليسار .. لكني تركتهـا لتسلم على أبوي إللي جاء وقبل جبينهـا .. لمـا سلمت على أخوهـا حسيت أن عيونهـا تلمع بالدمع
جاء وسلم علي : مبروووووك يا عبد الله منك المال ومنهـا العيال
ابتسمت من كثر مـا اسمع ها الجمله اليوم .. احس روحي اليوم من كثر ما ابتسمت وكأني اعمل دعاية لمعجون أسنان
رديت عليه : الله يبارك فيك
ماجد : عاد ما يحتاج أوصيك على سلوم ..
رفعت صوتي شوي على شان تسمعني سلمى : أنت جالس توصيني على روحي !! .. ما يحتاج أحد يوصيني على روحي
مشى بعدهـا شكله خجلان من بين كل العدد الهائل من الحريم .. ويمكن علشان أهلي يأخذون راحتهم ..
جائت أمي ونثرت علينـا الورد والريحـان وهي تزغرد بفرح .. جاءت وقبلتني بعممممق وحب .. لدرجة حسيت خدودي راح تنشلع من مكانهـا
قلت أمازح أمي : ما خليتي شي يمه لسلمى
كنت اترقب ردة فعل سلمى ، لحد يسألني عن ردة فعلهـا ، أنا مصبر نفسي لا أضمها واطيح فيها تبويس قدام الناس .. بسرعة رهيبه اكتسى وجههـا ورقبتها بالحمرة الفاتحة
دقتني أمي : ما تبطل يا ولدي من حركات ، الله يهديك
قالت بعدها وكأنها ترى أمنية حياتها تحققت : ألف مبروك يا وليدي ، وأن شاء الله أشوف عيالك يملون علي البيت
وراحت لعند سلمى قبلت جبينهـا وخدهـا : ألف مبروك يا عروووسة .. وأن شاء الله تكوني قدم خير وسعد علينـا
قالت بهمس يا دوب سمعته : تسلمين خالتي
ردت عليها أمي : ناديني يمه ، مو أنا الحين بحسبه أمك أخذتي ولدي الوحيد
قالت على أستحياء : يمه
ضمتها أمي بحب : يا بعد عمري ، يا حبيلي لها البنت
قالت لي : عاد ما أوصيك عبد الله على سلمى ، تراها غالية علينـا كلنـا
قلت وأنا أمثل الزعل : ما أشوف أحد وصاها علي
أمي : سلوم ما ينخاف عليهـا راكده ، أنت إللي ينخاف منك
يا ربي على أمي مدري وش فيهم اليوم بيتنا مشتغلين محامي حق سلمى وكأني راح أفترسهـا
*
*
رفعت شماغي على فوق .. اضبط شكلي
خلني أروح أشوف شنو سالفة أخونـا في الله يوسف .. حاولت أقنعه كثير يدخل معي الصاله .. لكن مدري شنو سالفته .. معقوله بينه وبين خطيبته وأهلهـا مشاكل !!
وقبـل لا أطلع من الصالة .. لمحت طيف .. فستــان حرير أحمر غاني .. وصوت نحيب ..أنين .. طالع من عمق قلب مبين انه جريح تمزق قلبي لها الصوت النـاعم .. لها الشهقات إللي تحاول تكتمهـا
شنو إللي يجبر الجنس الناعم تبكي وتتساقط دموعها مثل المطر
شنو إللي يجبر قلب ينزف بين عيون النـاس ونظراتهم
مشاعر عجيبه جذبتني لهذا الصوت
لهذا المخلوق الضعيف
قادتني رجلي .. لا مو رجلي إللي قادتني
شي ثاني إللي قادني لها الصوت
شفت ذيك الظبي على الكنب .. مغطية وجهـا بشعرهـا المتناثر على ظهرهـا المكشوف .. تجمدت أوصالي .. وأنـا اشوف ها الملاك الحائر .. أنينهـا مزق قلبي .. ليه تبكي .. كان ودي أروح أمسح على شعرهـا .. شكلهـا طفله .. مدري أو امرأة . . ماني قادر أميز ..
سمعت صدى كعب يتردد بالمكـان .. خفت أحد يجي ويشوفني واقف .. المسافة عدة أمتار .. تراجعت للورا عدة خطوات بشكل سريع .. لكن في شي خلاني أتراجع ووقفت خلف البارتشن إلليعند باب الصالة
*
*
رفعت ذيـل فستاني ، علشان يساعدني أهرول لمكانهـا .. قلبي أنغبض لمـا شفتهـا تركض ودموعهـا تتطاير منهـا .. لقيتهـا عند الكنبة إللي بزاوية من المدخل
: جنى !! جنى إيش فيك .. خوفتيني .. شنو صار .. منو زعلك
نحيبهـا زاد وما ردت علي
ما تحملت أشوفهـا بهذا المنظر ، رفعتهـــا بقوة .. هزيتهـا : جنى إيييييييييييش فيك .. قولي لي
ضمتني بقوة وكأنها خايفة تفقدني ..
سمعتهـا تهمس بإسمه
بندر يا ريوم .. شفت بعبدالله بندر المعرس
ضميتهـا لصدري بأقوى مـا عندي وبكيت معهـا .. يمكن لأني كنت محتاجه أبكي بها الوقت .. كفاية أني طول اليوم كاتمة العبرة داخل صدري الله يسامحك يا يوسف ويغفر لك يا بندر
:
طالعت .. بعيونها .. بملامحها الي عيشتني بدنيا الشوق والوله أيــــــام ولياليوابتسمت
حسيت بها اللحظة الدنيا كلها تبتسم معاي .. اليوم بس .. عرفت شـ معنى الابتسامة ؟؟
حسيت بكل المعاني والمشاعر اتفجرت بكياني هاللحظةنسيت الي حولي وأنا ملامس إيدها الناعمة .. تنهدت بصوت يمكن ماسمعه غيرها .. وانا بخاطري مو مصدق أن الليلة راح تكون حلالي ملكة روحي حسيت هاللحظــة شي ثقيــــل انزاح عن صدرييااااه شكثر كان الوله مثقل علي ومتعبني
قربت منهـا وهمست لهـا بإذنهـا ، بكلام بقلبي ساكن وما قدرت أكتمه ها اللحظة
:
من الغلا لك زاد بــ الشوق .. يختال شوقي وسط الأعماق
ما غض جفني حارب الموت .. متوقد إحساسي وخفاق
قلبي صوبك يسوق ..
اليوم يا قلبي الزعل واللوم مرفوع
لا تشرهي اليوم علي وأنا بالحيل مشتاااااااق
لاحظت أنهـا مسكت طرف فستانهـا تخفف من توتر يدهـا
: ليه يا قلبي خايفة
قلت لهـا وأنـا أراقب الناس إللي تراقبنـا بتمعن ، وودها تسمع حنـا شنو نقول .. ما عجبني الوضع ودي أقوم أخطف حبيتي لدنيا بعييييييييد
شفت ارتجافه شفايفهـا .. وهمست بكلام كنت على وشك أني أذوب من صوتها الناعم الرقيق : أنا مو خايفه بس متوترة
سحبت يدهـا الثنتين إليساكنة بوسط حجرهـا وضغط عليهم : كيف الحين يا قلبي
ابتسمت لي بخجل
يا الله ارحميني يا سلمى ، ببتسامتك هذي تعذبيني
الحين بس عرفت شنو معنى أن يكون حبيبي قدام عيني ويبتسم لي وعيني معـانقه عينه
أنغــام هادئة .. رومـانسية
ابتسمت واقف .. وأنـا اسحب سلمى معي واقفه .. أنـا إللي اخترت هذي الأغنية .. أعطيت السي دي للبندري من البارح وقلت لها تشغلها قبل قص الكيك
ما سمحت لهـا تعترض .. طوقت خصرهـا بيدي .. وصرت أميـل معهـا برقصة كلاسيكية
أخذني معك بالجو الحلو
خليني معك اسرح يا حلو
أخذني معك بالجو الحلو
خليني معك اسرح يا حلو
جمالك جمال .. جمالك جمال مش عادي
كلامك كلام .. كلامك كلام مش عادي
شو بدي دلال على صوت ادلال غفيني
شو بدك غرام ليل الغرام هنيني
خيالك خيال .. خيالك خيال مش عادي
و جايني بزمان .. جايني بزمان مش عادي
توعدني بأمان .. توعدني بامان تلاقيني مكان
تننسى الزمان و نغني
حسيتهـا بها اللحظة تجرأت .. نسينـا الناس حوالينـا لأن أغلبهم انتقلوا لصاله البوفيه .. وصرنـا حنـا بروحنـا وبس أهلي وأهلهـا حولنـا طوقت عنقي وحاصرتني بيدهـــا غمضت عيني مسحووووور فيها ، كل شي فيهـا سحرني ، من قلبهـا الحنون لبسمتهـا إللي تشفي الجروح يا ظبي داري لا تبتعدي عني خليك دايم قريبه مني أقرب من أنفاسي .. ولاصقت جبيني بجبينهـا وضرب أنفي بأنفهــا
عشت لحظة خيـــــال .. بزمان غير الزمــان .. زمــان مش عادي
مشي معي ساحرني الحنان هالقلب اسمعي عم ينده هلا
مشي معي ساحرني الحنان هالقلب اسمعي عم ينده هلا
مشيت معهـا للكورنر .. لوين مـا الكيكة طبقات .. مسكنـا بيد وحدة السيف .. وقطعنــا على كل الطبقات .. أخذت صحن واحد من جنبي وشوكة وحدة .. قطعت قطعه كبيرة شوي .. وغرست الشوكة فيهـــا .. ابتسمت لسلمى بخبث .. سكرت فمهـا خايفه .. لكنها استجابت لنظراتي .. قربت القطعة من فمي وفمهـا وأكلنــا بنفس القطعة .. واللقمة الأخيرة تركتهـا تأكلها من الشوكة وخطفت قبله من شفايفهـا الخمرية قبل لا تعترض
آآه يا قلبي .. أحس قلبي راح يوقف اليوم من السعادة إللي أحسهـا
:
حانت لحظة الوداع .. العيون ترفض الائتلاف في هذه اللحظة ..تم الوداع في وسط خفقان أفئدة حانية كسيرة وقبلات ذائبة مع دموع الفراق
أم ماجد احمرت مدامعها تراقب وجه ابنتهـا المتلألئ بالنور .. تراقب وجهه الطفله الهادئة التي كانت بالامس تلعب مع عرائسها ولها ظفائر جميله واليوم أصبحت عروس ، إمراءة ناضجة
ضمت بنتها قبل ان تودعها ، وتروح بيت زوجهـا ، لحضن غير حظنهـا .. قبلتها بعمق
سلمى : يا يمة صدقيني راح أزورك بكرة قبل لا أسـافر
أم مـاجد وهي تمسح دموعهـا : مدري كيف راح أروح البيت وأنـام وأنتي مو موجودة فيه
أم عبد الله ، حطت يدها على كتفهـا : ياوخيتي ، خلي العرسان يروحوا ، هذي سنه الحياة
هم كبروا وكبرونـا معهم
جــاء عبد الله وخطفهـا من حضن أمهـا
أم مـاجد وهي تراقبهم بعيون ذائبة : ها الله ها الله بسلمى يا عبد الله ، وخليها تكلمني كل يوم لمـا تسافري
عبد الله بمزح : والله يا خاله حلفت عليك إلا تسافري معنـا ، من بكرة بروح أحجز لك
ضحكت من بين دموعهـا : بايعه عمري أروح معكم
ورفعت يدها داعية : يا رب يوفقكم ويسدد طريقكم بالخير والبركة
سلم عبد الله على رأسهـا : تسلمين يا عمه على ها الدعوة
:
خطفت أميرتي .. لدنيــا بعيد .. لوين ما نعيش بدنيـا غير .. حتى الشوق غير .. والحب فيها غير .. أنـا وهي والقمر يظللنـا
*
*
تسمرت عيني في مكاني .. أراقب الأرض ومسند جسمي على السيارة وأنـا أتخيل شكلهـا .. أسمهـا جنى
لكن إللي مو فاهمه .. ليه بنت بها الجمال والعذوبة تبكي .. معقوله أحبابهـا سروا
ضاع الوعد من حياتهـا بكـائهـا وكأنها فاقده غالي
معقولة بنت بها العمر تمر على دروب الجراح
كان خاطري أشوف وجههـا
: ما جد ، ماجد يله يمه خلينـا نمشي
التفت لصوت أمي إللي تناديني ، اسغفرت ربي ، ايش فيك يا ماجد ، هذي أكيد من أهل عبد الله يمكن اخته أو شي .. ايش فيك تبي تتعرض على محارم الغير
*
*
مطـر.. معـلق .. بنـصف السـما ..
مجتمعين تحت المصابيح الزرقـا .. يطيح الرذاذ
وحنـا واقفين تحت المظلة
فينـي حنين وشوق وموعد لعيونهـا .. وقلبي سراب من دونهـا
.. حتى وهي بقربي مشتاق لهـا تروي حياتي بهمسهـا
: عبد الله خلنـا ندخل داخل البيت ، الجو بدأ يبرد
تحت المصابيح الزرقا .. تحت الرشاش .. قلبي يحوم بحبهـا مثل الفراش ..
والله أن ضلوعي مبلله بالشوق .. و مـا ودي أحكي ودي طول الليل أراقب عيونهـا
شلتهـا بين ايديني ، وصرخت فيني : عبـــد الله
وأنـا هايم بحبهـا : يا عيون وقلب عبد الله .. اليوم مراح أخليك تمشين على رجولك .. اليوم راح أسوي لك كل شي .. راح ألبسك أعطرك .. أسرح شعرك يــا غلا روحي انتي
سمينـا بسم الله .. ودخلت فيهـا داخل البيت ..
: عبد الله حبيبي نزلني ، عفييييييييه
تنهدت : علشان كلمة حبيبي راح أنزلك
وأولـ ما نزلتهــا .. رفعت فستانهـا وطارت على الدرج .. لحقتهـا بسرعة مثل المجنون وشلتهـا بسرعة مباغته قبل لا تدخل الغرفة .. وعند باب الغرفة سمعت صرختهـا .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. التفت لهـا مرعوب
من جنوني وخبالي ما انتبهت أن رأسهـا صدم بالجدار إللي عند الـباب ..
نقلتهـا بسرعة لعند السرير وسدحتهــا ، مديت جسمي جنبهــا : يا روحي تحسين بألم .. فين يوجعك
تكلمت وأنـا أحسها دايخة ، بعد عمري شكل الضربة إللي جاتها مو هينه ، كله من هبالي وجنوني : يا عبد الله لا تخاف علي ، ما فيني شي
مـا أنتظرتهـا تكمل كلامهـا ، رميت شماغي وبشتي على الصوفـا ورحت المطبخ بسرعة أدور على قوالب ثلج
*
*
طلعت مفتاح الشقة من شنطتي السودا لسهرات .. فتحت بـاب الشقة ..
شفت الظلام يغطي كل أرجـاء الشقة .. استغربت .. كحيلان عادته يترك نور المدخل شغـال .. شغلت النور
أكيد أخينـا في الله نايم وغاط في سبات عميق .. قولي سأل عني طول اليوم أبد ، لا حس ولا خبر ولا حتى كلمة كويسة .. توقعت هو إلا يرجعني من الصاله .. لكني ما شفته اتصل .. فمـا اتصلت عليه ورجعت مع أمي بالسايق .. نزعت عباتي وشيلتي .. ومسكتهـا بيدي .. دخلت الغرفة بهدوء تام .. شغلت نور الثريا خفيف .. وأنـا خايفة أصحية من صوت كعبي .. انحيت نازلة أنزع صندلي .. رفعت رأسي .. انصدمت
شفت السرير مرتب .. ومكان كحيلان خالي !!!
كحيلان وين !!
بالعادة يكون نــايم ها الوقت !!
بها اللحظة وصلتني مسج
استغربت منو راح يكلمني بهذا الوقت !!
خفت ، مدري ليه انقبض قلبي .. رحت ركض لشنطتي .. نثرت الأغراض إللي داخل الشنطة على السرير.. وينه هذا الجوال الغبي .. أخيرا لقيته ..
فتحت المسج وأنـا متخوفة
شفت رقم كحيلان ومكتوب بالمسج
" وينك حبيبتي ما جيتي ، أنـا نايم بالمجلس تعبان ، اذا رجعتي صحيني "
رميت أغراضي ، رحت للمجلس الرجال مثل الملهوفة .. حبيبي تعبان وأنـا مدري عنه
يا بعد عمري .. وصلت عند بابا المجلس .. فتحته .. مـا قدرت ألمحه الظلام دامس ومـا أشوف شي .. ناديته وأنـا أتلمس الجدار أدور سويتش النور
: كحيلان
وقبل لا أشغل النور .. شعرت بأن أحد وراي .. التفت بسرعة ..
ضمني لصدرة بحركة مفاجأة
كلماته دوختني ، ذوبتني ، اشتقت لكلامة الحلو ، لحبه المجنون
: اشتقت لك يا قلبي .. طول اليوم وأنتي بعيدة عني
عشت لوعة وحرمان في بعده .. يا ريت إللي باقي من عمري كله وياك .. حبه ها المرة علمني الجرأة .. سرقت منه قبل مـا العمر يسرقنـا .. قبله دافئة
فيني جنون عشق .. وجع .. وأشعار
أدركت ليلتهـا .. أنها ستكون ليله عشق سأدونهـا في ذاكرتي ..
أشعلـنـا شموع ليلتنـا .. شموع نورت ليله حبنــا
كـان مرتب لي جلسة حلوة ..
المكان مضاء باللون الأحمر والأخضر والأصفر
ابتسمت بسعادة وأنـا أشوف كيكة الشيز كيك .. باللون الأحمر
سألته بدلع وهو ضامني : شنو المناسبة حبيبي
ابتسم : من غير مناسبة ، حنـا نختلق المناسبة ..
وجودك جنبي الحين أحلى مناسبة
و دايم المشتاق لو شرب ما ارتوى
سحبني وجلسني بحضنة .. وقطعنـا الكيكة مع بعض .. وأكلني وأكلته .. انتبهت لزجاجة عصير العنب .. قلت لكحيلان يناولني اياهـا ، لأن حاط رأسه على كتفي ومقدر أمد يدي ..
شفته يأخذ الزجاجه ويحاول يفتحهــا .. يا الله أنعصر قلبي ها اللحظة .. حاولت أخفي دموعي قد مـا أقدر غمضت عيني بشدة .. دارت لحظة صمت ما بينـا .. لما وخر الزجاجة من يده يبعدهـا .. لأنه ما عرف يفتحها بيد وحدة .. حسيت أني عاجزة لثواني .. ما ودي أحسسه بنقص للحظة .. وفي لحظة ، ربي ألهمني
قربت منه وبست خده : حبيبي لا تضايق
كان ناوي يقوم ويتركني .. مسكت يده امنعه
ناظرت فيه بإصرار : حبيبي حنـا وش اتفقنـا عليه من قبل .. هذا الشي صار وانتهى .. وحنـا راضين فيه .. ومراح نسمح انه يخرب حياتنـا
وكل شي له حل .. ومثل ما يقولوا الحاجة أم الاختراع .. بإمكانك تبتكر طرق تستخدم فيهـا يد وحدة .. جرب تفتح الزجاجة وهي بين رجولك
ناظرني وكأني مستهترة فيه .. اخذت الزجاجة من على الطاولة ومديتها له .. يله اسمع كلامي .. ومراح أشرب عصير إلا من يدك الليله ..
بالنهاية استسلم لنظراتي الراجية .. وحطهـا بين رجوله وفتحهـا بيده اليمين
ابتسمت بفرح له ..
صب العصير بكأس أحمر منقوش عليها نقش بالذهبي ..
أخذ له كاس وأعطاني كأس .. حط يده حول عنقي وضمني
: الله لا يحرمني ولا يخليني منك
قطف من طيب الكرز الأحمر وقبل أناملي ..
استراح رأسي على كتفه : شفت يا حبيبي أن الدنيـا حلوة .. بس حنـا إللي نعقدهـا
سقاني من زهر حبه : أحبك .. أحبك .. أحبك
أنا أحمد ربي كل يوم إللي أعطاني زوجة مثلك
لو مـا انتي جنبي مدري وش صار فيني
ولا أدري وش راح يصير فيني من بعدك
: الله لا يحرمنـا من بعض .. وجعل يومي قبل يومك
ترك الكأس من يده : تكفين يـا أسيل لا تجيبي طاري الموت تراني ما أقوى على فراقك
ضميته بقوة : يا حبيبي أنـا بعد ما أقوى على فراقك .. لما شعرت أني ممكن أفقدك .. كنت راح افقد صوابي.. حسيييييييييت بالموووووووت
*
نمت على حرير ذراعيهـا .. أراقب عينيهـا
اليوم شاهدت نور السمـاء ..
شاهدت برقا
شاهدت نـاراً
شاهدت بالعين رائحة الياسمين
وشاهدت .. شاهدت .. حتى نسيت الكلام
فتحت عينهـا بعد استرخاء
سألتهـا : كيف تحسين يا قلبي
رمشت عينهـا بهدوء : دامك معي يا حبيبي راح أكون بخير
سحبت خصل من شعرهـا ألثم فيهـا وجهي
لفحتني رائحة العود المعلقة بشعرهـا
أحبــــك .. حتى يتم انطفائي
إلى أن أغيب وريدا .. وريدا
أحبـــك .. غيبوبه لا تفيق
أنـا عطش يستحيل ارتوائي
سحبت جزء من طرحتهــا .. وأنـا أقترب منهــا .. غطيت وجهي ووجههـا .. صرنـا تحت غطاء الطرحة .. وسقتني من شهدهــا .. مهما رويتني يا حبيبتي سأظل عطشان
:
صاغت بتنهيدات أعظم الألحان
فجسد العاشق يصبح بركان
إن داعبه الحبيب ولو بالبنان
ضمني حبيبي ومن ثغرك
اسقني شهد الغرام
ففي أنفاسه شجن الناي ، طعم الزمهرير
بدوت أمامه كـ طفل خجول صغير
عدلت من وضعيتي جالسة .. نزع من علي الطرحة وفك شعري .. ما عدت أقوى أن أقاومه .. ما عدت أقوى على ردة .. فقد تملكني .. فهمسه يغريني حتى نفسي ينسيني ..
نظراته تقتلني تحييني
ارتعد هيامـا أن لامس أصبعه جبيني
لفني من الخلف بين ذراعيه كمـا يلف الشذى ثنايا الرياحين
ولملم شعري بيديه .. ضمني حبيبي
أذوب في حضنه
وارتاح رأسه على كتفي
أشعر أن قلبي الصغير ما عاد يحتمل سينفجر في خلايا جسدي
من ينقذني منك هذه اللحظة
قبلني بكل مكـان
وقلبي ينادي بإسمه
خطوات أصابعه على جسدي تذيبني ..
غمض عينه ورأسة على كتفي
همس لي : من زمــان ودي أنام
وعطري في طرف كمك ينام
حتى الفراش وده ينام على طرف كتفك
*
*
من بكرة الظهر .. بعد الزواج صحيت من النوم متأخر على صلاة الظهر .. أخذت لي شاور يصح صحني وشربت لي كأس شاي يروقني .. لقيت عبد العزيز راسل لي مسج يقول لي انه راح يمرني ويأخذني لمزرعتهم .. راح يفرجيني شي هو يحبه كثير .. امممممممم ، أنا احترت كثير أروح والله مـا أروح .. رحت أستشير أمي .. وقالت لي أروح معه وعلى شفايفها ابتسامة غريبه .. مدري امي لشنو تلمح أو كيف تفكر .. لكن أنـا تحمست لشي إللي يحبه بالمزرعـة .. فقررت أروح معه .. طلعت لي بنطلون أسود مع بلوزة سودا فيها زراير من قدام .. تركت الزرار الأولي مفتوح وربطت عنقي بسكارف من لويس فويتن أبيض وأسود .. ولبست جزمتي البوت وأخذ معي جوالي بس ..
:
كـان المشوار طويل للمزرعة .. لكن مـا حسيت فيه لأن طول الطريق كـان عبد العزيز يسولف وأنـا مستمتعة بسوالفه
آخر شي قال لي : بنو بقولك نكته صارت لواحد من الربع
قطبت حاجبي : وش عرفك أن دلعي بنو !!
رد علي وهو يناظر بطريقة ويلتفت لي نصف التفاته : حور سألتها وقالت لي
انقهرت من حور الدبه : وهذي حور كل شي تقوله لك
قرص خدي اليسار : وليه يا بنو ما تبيني أدلعك
مسحت خدي : آآي ، مو قصدي
عبد العزيز : طيب خليني أقول لك النكته
بدلع : قوووول
ابتسم بخبث : هذا في مدرس متزوج هو !! بيروح المدرسة الصباح .. وهو قايم من النوم متأخر .. سحب شماغه من الشماعة بسرعة ولبسة وراح المدرسة
أول مـا وصل المدرسة .. كل المدرسين علقوا عليه
هذا يقول أكيد بو الشباب بايت مع حبيبه القلب بشقة
وهذا يقول وش سالفه تأخيرك الصبح ويغمز له
وإللي يقول له وين بايت البارح .. اكيد رايح لك مكان إللي اياه ويغمز له
أهو استغرب .. ما صارت تأخير 5 دقايق إلا استلموه تعليق
وواحد من المدرسين رفع له شماغه .. شنو تتوقعين شاف معلق عليه
فتحت عيني متخيله الموقف المحرج
: شنوووووو شاف
قرب فمه من أذني وهمس لي بالكلمة .. شهقت وحطيت يدي عند فمي
وهو ضحك .. مدري يضحك على حركتي والله الموقف المحرج إللي صار لصديقة والله مسكييييييين .. إحراج قمع الإحراج
انقهرت لما طالت ضحكته ، مع ان ضحكته تأخذني لبعيد ، قصب عني يخليني ابتسم
: عاد انتوا يا الرجال تموتوا بها المواقف
عبد العزيز : لا عاد انتي ما سمعتي بالنكته الجديدة .. راسلينهـا على اميلي
سندت يدي على خدي : اعطينا من جديدك
عبد العزيز : عاد راسلين لي .. بفتوة جديدة بمصر .. أن مجموعة من الأطباء يبون يعملون جمعية لمنع القبلات بين الأزواج .. لأن القبل سبب من أسباب انتقال أمراض خطيرة لطرف الآخر وأنها تنتقل عن طريق النفس والفم
لفيت وجهي عنه عن الموضوع البايخ : زين ما يسوووووون
لف علي : لا والله .. أحلفي
همست بصوت واطي : راح يفكونـا
ناظرني بوعيد : شنو قلتي عيدي ما سمعت يا البندري
بلعت ريقي وأنا أشوف نظرة الوعيد والتهديد بعينه
ناظرني بطرف عينه ، بنظرة حاده : راح يجي وقت وراح آخذ حقي منك ، وشوفي من راح يفكك مني
فتحت عيني بخوف ، ووجهي صار أحمررررر ، اجتاحني خجل من كلامه
قويت من نفسي ، وقلت بغرور : عاد أنتوا يا الرجال بس هذا إللي يهمكم تفكروا بس بالجنس
لاحظت أن فتح عينه منصدم : من أعطاك هذي المعلومة
احم احم : بصراحة هذا تفكيركم عن المرأة .. وأنا أشوف هذا الشي بعيوني
عبد العزيز : ممكن يكون كلامك صحيح .. لكن ما ممكن يكون شامل على الكل
في ناس تمشي وراء رغباتهم مثل الحيوانات
وفي نـاس يكون الحب هو سيد حياتهم ..
فبنظري الحب أولا والجنس ثانيا ..
فالحب لا يتوقف عند حدود الجسد
رديت عليه وانا رافعه حاجب : لكن أغلب الرجال يفكرون بالمرأة كجسد
التفت لي وهو منتبه على الطريق الضيق المؤدي لمدخل المزرعة : المفروض نفكر بالمرأة كروح ، كفكر ، لا كـجسد
وهذا إللي المفروض نوصله لمجتمعنـا .. أنا أتضايق لما أجلس مع بعض الدكاترة .. يعني دكتور ووصل لمستوى تعليمي عالي .. من أرقى طبقات المجتمع
وإذا مرت بنت حلوة من جنبه .. يكسر رقبته
هذا مظهر ابد مو حضاري
شعرت بفرحة داخليه بأن تفكيرة بالمرأة راقي لها الدرجة ، لكن ما وضحت له حبوري
صدق عزيز ، يعني لمـا كنت أشتغل معك عمرك ناظرت فيني نظرة هنا والله هناك :
مسك يدي لمـا وصلنـا عند بوابة المزرعة :
والله ولي خلقني .. وانتي على ذمتي الحين
عمري ما ناظرت فيك بنظرة غير شرعية
وإذا صار فهو من غير قصد مني
شدد من قبضته ..
يا بنت أنـا أحبك حب
أسمى من حب الجسد وأهل الهوى
طلعت مني تنهيـدة .. مـا تمنيت تطلع مني بها اللحظة .. وأنـا أشوف بعيونه بريق يعكس مـا بداخله .. تمنيت بها اللحظة لو مـا كنت البندري ، كان يمكن أقدر أحبك يا عبد العزيز .. أنت من جيت في حياتي غطيت على الظلام بنور غريب .. سراجك أضوء حياتي .. أحس أنك تمدني بقوة غريبة .. تتفجر بداخل صدري أحاسيس وأنهار .. معاك أحس بالأمل .. وأن أحلام حياتي عادت .. و و و و و
سحبت يدي بسرعة ونزلت من السيارة بعد ما نزعت عباتي وتركتهـا لاني سمعته يكلم الحارس بجواله محد يجي يمنـا
ابتعدت عنه قبل لا أعترف لنفسي أني معك ما عدت أشعر بالوحدة إللي كانت ساكنه قلبي .. طردت أفكاري المبعثرة وكأني خايفه من المشاعر إلا تتفجر داخل صدري .. خايفة أعترف لنفسي
أعترف لنفسي بشنو !!
أنـا نفسي ما ني عارفة
مـد يده لي بشموخ يمكن حسيته يمد لي شعاع النور إللي أنـا أرفض أنه يدخل حياتي وصوت الحب .. وضوء الأمل .. الساكن بأحلامي
ابتسمت له ابتسامه خفيفة .. وتركت أفكاري ورأي وأخذني لدنيـا لم أعهدهـا
مـا تخيلت للحظة أنه عــاشق للخيــل .. حسيت بسعادة وشعور أول مرة أحس فيه .. وأنـا أدخل الإسطبل وأسمع صهيـل الخيل .. كنت من وأنـا صغيرة متمنيه يكون عندي خيــل .. أخذني لمـكان معشوقته .. رائعه
ابتسمت بسعادة وأنـا أشوفها بشموخهـا وكبرياء العاديات
صدق من قال أن عشق الخيل يستبيح الروح ويكود ها
قلت له وأنـا ألمس ناصيتهـا :
مهرتك في تعجرفها تحدى الحسود ,, لوله ألفين عينٍ ما حوى زودها
لو يفرّق حلاها للغواني يزود ,, يرهي الما.. على كل الدلي جودها
فلوة الشمس ترفه.. وين عنها الصدود ,, حي ماها ومجناها.. ومولودها
سرجها الريح ويديها سراسيب نود ,, ونار قرمٍ معارفها من وقودها
وخصرها للغواني.. مثل خصر العنود ,, وجيدها جيد جادل.. ليّنٍ عودها
سندريلا العوادي.. مالها بالوجود ,, كفو.. إلا أنت سيّدها ومحسودها
ناظرني بنظرة غريبه : صح لسانك ، ما تخيلت أنك تقصدي
: مهرتك حلوة
جاء وحط يده عند خصري : أنتي مهرتي
بعدت عنه ، متجاهله ما قال : شنو أسمهــا
قال لي : نواره
تلألأت في طرف رمشي دمعه .. وبين شفاتي المطبقة سؤال
نواره
نوارتي !!
أحد يذكر ها الاسم
كان يدلعني فيه
أشحت بوجهي عنه ، ما ودي يلمح دموعي وضعفي .. ركب السرج على الخيـل وأخذهـا وطلع من الإسطبـل أولـ ما أبتعد عني مسحت دموعي بسرعة قبل لا يلمحهـا
وطلعت وراه لسـاحه الكبيرة ، إللي يغطيهـا العشب الأخضر
تلفت لي وأنـا يدي على الحاجز الخشبي : تعالي يا البندري أركبي معي
ناظرته ووهو واقف عند فرسه .. أركب معه !!
أنـا قدام وهو وراء !!
ظهري ملاصق لصدره !!
أتنفس معه !!
أشعر بضربات قلبه وتنفسه السريع !!
لا لا مستحيل .. مستحيل أركب معه
ابتسمت ابتسامه باهته : اركب أنت وأنـا براقبك بس أخاف
لوح لي : براحتكـ
ميلت جسمي على الحاجز وسندت رأسي على يدي .. أراقبه وهو راكب على الفرس .. قميص أبيض مخطط بأزرق وجكيت سبورت كحلي .. شكله يحب يدفي نفسه مع أن الجو ربيع
شعره إلا يتطاير حول وجهه وهو يجري بالفرس
شكله يسلب القلب والروح .. تنهدت .. آآآآآآآه
نوارتي .. نوارتي
سمعت لمسج من عقلي الباطن
Listen to your heart
Because your life is short
راقبت عبد العزيز وهو يركض بالفرس .. وأنـا هيمانه بشكله في ها اللحظة ..ابتسمت على كلمة فارس إللي طرت في بالي .. زوجي فارس يحب الخيل
ذكرت الله وهو يركض بيهـا .. خايفه لا يطيح
مع أن ركضهـا مثل ريم شرود .. محظر من حوافرهـا .. على خدودهـا
كنهـا تدري يا عزيز أنك في هواهـا ودود
حتى لونهـا يسلب القلب ويعود
قرب مني بهدوء وهو فوق الفرس .. والهواء يلعب بشعره مثل تمايل العشب
نزل من الفرس وقرب مني أكثر مـا غير الحاجز الخشبي يفصل مـا بينـا
باعد قصتي الكثيفة عن وجهي : تعالي أركبي الفرس
باعدت خطوة : لا عزيز أخاف
رفع حاجبه : تخافين وأنـا معك ، وعيونك تقول كلام غير إللي يقوله لسانك .. أشوف بعيونك أشياء وأشياء
بلعت ريقي .. هو وش يشوف .. لها الدرجة عيوني فاضحتني .. أخاف في باله شي غير .. راح فكرة بعيد
رجعت يدي خلف ظهري لما لمس يدي اليمين : تعالي أركبي وأنـا إللي راح اسير الفرس مراح أركب معك
على ها الفكرة المعقولة .. استسلمت له .. وطيت رأسي وانحنيت تحت الحاجز ورحت له .. ساعدني أركب الفرس الممشوقة
عدلت ظهري بشموخ وأنـا على ظهر الفرس
قال لي : مستعدة
ابتسمت بسعادة : أيوة
أخذ فيني لفه .. وأنـا أمسح على الفرس على شان تألفني .. بعد كذا قال لي : تبين أتركهـا أخليها تجري فيك
صرخت : لا عزززززززززيز أخاف .. ترى اذا مت أو صار فيني شي أنت السبب
ناظرني بحده : تعالي طيب مراح أخليها تجري فيهـا
في النزول مـا عرفت أنزل .. توهقت .. فتح لي يده .. بلعت ريقي وأنا خايفه .. سندت يدي على كتفه وميلت بجسمي له وهو تولى المهمه مسكني من خصري ونزلني
حاصرني بيده : ليه أنتي خوافه .. ومحد يموت قبل يومه
نزلت راسي .. ما أبيه يناظرني لأن أحس قربه نـار .. ونظراته تخترقني
:
سحبت ربطة شعرهـا البيضـا .. صحيح حلو شعرهـا وهو مرفوع مثل ذيل الحصان .. لكن شعرهـا وهو يتطاير مع الهوا أحلى .. كانت راح تباعد خصلاته عن وجههـا .. لكني باعدته لها .. ولفحت بشعرهـا الحرير بيدي .. ناظرت ببحر عيونهـا .. تغرقني بنواظرها .. فبحر عيناهـا عميق لا قرار له .. غرقت فيه بروحي قبل تكويني
جيت بلمس باهي الخد .. لكنهـا ردتني .. وخبئت جسمهـا خلف الفرس .. تداعبه بلمساتهـا النـاعمة .. حسدت الفرس ها اللحظة .. سندت يدي على ظهر الفرس .. واليد الثانية أداعبه وأمسح عليه .. شعرت من نظرات عينه أنه عرف أنهـا حبيبتي .. وروحي وقلبي ..
ناظرت فيهـا وهي تمسح على ناصيته .. وأنا كنت هيمان وولهان
سألتها : تعرفي سيرة الحب !!
أعارتني اهتمامهـا .. بدل الفرس : إللي لأم كلثوم !
قربت منهـا أكثر : ايوة .. أحسهـا تحكي حكايتي معك
ناظرتني باهتمام .. شعرت أنها مهتمة تسمعني .. وأنـا إللي ودي أحكي لهـا وأسولف لها على إللي بقلبي .. وأنـا إللي من عرفتك ما عندي سوالف إلا أنتي
وقفت لحظة بين يعونهـا .. لين أرتب كلماتي المحبوسة
: يمكن أنتي تسألي نفسك .. ليه أنـا أخترتك من بين كل البشر .. ليه مـا تزوجت قبل !!..
قبل أعرفك .. كنت أخاف من الحب ومن ظلم أحبابه
وأخاف من دموع العاشقين .. ويمكن الغربه بددت أحلامي .. وانشغلت بدراستي
طول عمري أقول لنفسي لاني قد الشوق ولا قد عذابه ..
ويمكن أنـا كنت أبحث عنك
ولمـا لقيتك .. تغيرت كل حياتي .. تلخبطت حياتي
دخلتي فوضى حياتي
ملئتيها بالدفء وغنج الاشتياق
ولا تسأليني كيف والله شلون .. حبيتك
لأنك الأفخم أسم .. والابسط انسانيه
وجهك تقي وكلك طيبه مغروسه
هزيت رأسي متردد : اعذريني على كلامي .. آنـا آسف على حوستي ولهجتي إللي كثير تشبه أوضاعي المحيوسه
مسكت يدي : كمل عزيز إذا ودك تكمل .. أنـا أسمعك وراح أظل أسمعك أن شاء الله لبكرة
ابتسمت لبوهه وجههـا إلا بالضحـا محموسه ، وناظرت بيدهـا إلا على يدي وبساعة يدهـا المحظوظة .. لكنها منحوسة لاهي إلا طالت أصابعها واتشابكهـا ولا هي إلا قريبه من عاتقك وتبوسه .. أنـا المحظوظ فيك .. رفعت يدهـا لفمي وقلبتهـا
: يا بنت ذوبتيني بهواك .. وخليتيني ليل ونهار على بابك
في ناس كثير حاولوا يشغلوني .. لكن عيونك أخذتني وأسرتني
والله العيون إلا صدفتهـا قبلك .. لكن وش جاب لجـاب ؟
أنتي بس إلا تكفيني يا قلبي .. يا روحي ..
أنتي وحدك إلا سكنتي القلب
:
بعد مـا صلينــا المغرب بالاستراحة
أخذني للجهة الثانية من المزرعة .. كلهـا مساحات خضراء ومحميات لزراعة .. قريب من الري .. قال لي : خلينـا نبلل أرجولنـا .. الماي بارد
قلت أسخر : وش رايك بعد نركض
غمز لي : والله فكرة
وأنا أنزع جزمتي البوت : شايب وش طولك وش عرضك وتركض
ناظرني بوعيد : لا والله !! احلفي يا شيخه
اصلا لسه ما صكيت الثلاثين
رفعت حاجبي : عيني بعينك
قرب مني وبعيونه خبث : توني داخل 29
ورش علي الماي بغفله مني
صرخت : عزيز ، يـا عجوز
: أنــا عجوز
لمـا جاء بيمسكني .. هربت منه وصرت أركض .. ركضت هربانه منه .. خايفة يمسكني
ركضت بين الزرع مسافة .. ركضت وركضت
وقفت التقط أنفاسي لمـا حسيت أني وصلت لمكان بعيد .. صار المكان إلا حولي بس حشائش غير مشذبه وورد أصفر
التفت وراي .. أدور عليه .. ما شفته .. معقولة أنـا عندي كل ها اللياقة وركضت ها المسافة .. لكني شعرت بالخوف المكان من حولي ظلام .. إلا من إنارات خافته .. شعرت بأن أحد يمسكني من الخلف .. صرخت مرعوبة : يمممممممممممممممممممممممه
غمضت عيني بشده .. وأحس دقات قلبي شوي وتوقف من الخوف إلا أحسه .. ما أبي أفتح عينيي وأشوفه .. وينك يا عزيز .. أنـا خايفه
شعرت فجأة بدوخه .. ودقات قلبي تعلى ما تخف ..
وأنـا صرت بيده مثل الطفلة .. حملني مثل الريشة تحملها النسمات
لحظتها ابتسمت من رائحة عطرة وحركته هذي دليل انه عزيز
فتحت عيني ببطئ شديد .. خايفة ما يكون هو .. مع أن قلبي دلني عليه
ابتسم لي بخبث : يا خوافه
ضربت صدره بقوة ابي أطلع قهر بداخلي : خوفتني !! .. خوفتني .. أيوة أنـا خوافه ويله نزلني بسرعة
عاندني : مراح أنزلك ، ويله فرجيني شنو راح تسوين الحين .. وراح أخذ حقي منك على كلمتك هذيك
شخصت بعيني : عزيز أقولك نزلني
رفع حاجبه : تبيني أنزلك تنطيني الواواه
شعرت بخوف وبنفس الوقت بــ شقاوة .. مـا عمري شعرت فيها قبل ..
تبي الواواه والله الحلاوه .. أصبر علي راح أعلمك السنع يا عبد العزيز
ضربت بطنه بقوة بمقبض يدي
وانحنى يحمي نفسه .. نطيت من بين يده وكأني لاعبه جمباز .. شعرت أني شقيه وكأني رجعت فتاه صغيرة بين يديه .. ركضت مبتعدة عنه وأنـا أضحك .. وصوت ضحكتي تتعالي بالمكان الهادئ الساكن بها الليل
ارتميت على الأرض وانـا التقط انفاسي .. خلاص تعبت .. ما أقدر أركض أكثر
وصل لعندي وهو يلهث .. غطيت وجهي : عزيز خلاص والله تعبت ما عاد فيني حيل
رمى بروحه جنبي : الحين ما عاد فيك حيل .. بعد ما تعبتيني وأنـا أركض وراك .. عفية عليك ترا خليتينـا ندور المزرعة كلهـــا
ضحكت مثل المهلوسة ..
سند رأسه وهو منسدح على العشب مثلي : تضحكين هاه أنـا أفرجيك
كانوا في جنه .. البندري وعبد العزيز
.. البندري هي حبيبته .. نبض القلب وضي العين
ابتسامتها تمحي ذنوب .. وتذوب قلبه
همس لهـا بإسم الحب
هم حكاية اثنين .. صاحبونـا
كانوا ضحكتنا .. صبحوا دموعنا
وفي عز الظلمى شموعنـا
هي البندري وهو عبد العزيز
حلم الحب بكل زمـــــان
:
:
الفصـــل الثالث

يــا سيدي ، أفكــار كثيرة تجول في خيالي المخملي .. تحملني نحو تلك السمــاء التي لا يحجبهـا غيوم .. وخلف النجوم ..
لا تتخيل يا سيدي .. هبوطك في عالمي كم أسعدني .. بروحك الشفافة التي غزت روحي
.. ضربات قوية على باب قلبي الضعيف .. شهق بلهفه .. يحاول الانطلاق في الهواء كعصفور سجين .. يحلق حاملا ضوء القمر بالفضاء ..
بعدما كنت أشعر بالتعب والإعياء .. ذاك الطفل الذي حاولت سجنه .. يخرج من سجنه يحاول الابتعاد .. لينبض .. ليكتب حروف الضياء .. ويرتمي على أشعه القمر الساطعة ويغتسل بشلاله المضيء .. يبشرني بضوء جديد .. يرقص القلب فرحا بالقادم الجديد ..
أصبح قلبي طفل حنون يركض ويوزع السعادة بفرح .. يعزف أنشودة الأمل بخجل
فهل يا قلبي المثقل بالفرح .. قد جاء وقت الفرح !!
الماء الدافئ يتساقط على جسدي .. وقطرات تبلل وجهي .. وبداخلي شعور غريب نحوك ..
لا أعرف مـاذا يعتريني .. أشعر نحوك بالحنين .. وأنــا أتذكر مواقفنـا معــا بالمزرعة .. سوالفك .. سوالف .. همس غريب .. يلهب مشاعري .. يبشرني
بقدوم .. حــ ب جديد يبدد ظلمة الليل ويطرد الوحشة بداخلي ويعيد لي طوفــان الحياة
تذكرت نظراته لي وهو يسحب ربطة شعري .. ويحرك شعري بيده وكأنه يغار من الهواء لما حرك شعري ..
لمـا حملني من الحصــان .. حسيت نفسي مثل الأميرة بين يده ..
وهو يسولف لي بسالفته
ركضنـا بالمزرعة ضحكنـا
تنهدت من خــاطر.. وأنـا أطلع برا البانيو .. لبست الروب .. وأنـا أناظر بالمرايــا والبخــار من حولي ويغطى أجزاء المرايـــا
ابتسمت لسوالفه إلا تضحكني .. وحشتني سواليفك .. كل ليله مع طيفك
كلامك فيه نشوة روح يحرك فيني الوجدان .. يعطيني أمــل مفتوح
رسمت قلب على المرايا بين البخــار إلا تكثف عليهــا
تذكرت فجأة من بين خيالي المخملي أن وراي دوام وأني طولت بالحمـام
طلعت على عجل .. وأنـا أجفف شعري بالفوطة .. وأنشفه ما في وقت أجففه بالمجفف لأني حيل متأخره .. طلعت لي من الدولاب تنورة جينز وقميص كمه طويل لونه فوشيا .. ولبست تحته بدي لأن فتحه صدره مفتوحة .. رحت لعند التسريحة وأنـا ألف الشيله .. فتحت الدولاب الثاني .. طلعت ساعتي .. وفتحت العلبه المخملية بآخذ دبلتي لأني تعودت ألبسهــا بالمستشفى .. مو لشي علشـان الكل يدري أني مخطوبة على وعسى يبطلوا معاكسات .. كفاية الموقف البايخ إللي تعرضت له بقسم الجراحة .. على آخر عمري أحد يجي يقول لي وبمقر عملي أنتي مرتبطة !! سؤال سخيف جدا .. والله لو عبد العزيز اتبع هذا الأسلوب كان عمري ما فكرت أوافق عليه .. لكنه كبر بعيني لمـا جاء وخطبني من أخوي
رجعت لصدمتي لمـا فتحت العلبه ومـا لقيت دبلتي .. فتحت عيني على وسعهـا .. دبلتي الألماس وينهـا .. انفجعت .. فتحت دواليبي كلهـا .. رفعت مفرش التسريحة .. دورت عليها في الكومدينه .. وينهـا !!
صدع راسي وأنـا أدورهـا .. أنـا عادة أذا رجعت البيت أنزع كل ذهبي وساعتي وأحطهـا على التسريحة .. وينهـا .. يمكن بالحمام لمـا رحت أتوضئ أو يمكن أغسل .. دورت عند المغسلة ما لقيت شي .. ناديت الخدامة : ساااااالي .. سااااااااالي
جات لعندي أمي : وش عندك يا البندري تصرخين على الصبح
: يمه مو لاقيه دبلتي .. دورتهـا بكل مكان
رحت لعند التسريحة : يا بنتي تعوذي من إبليس يمكن موجودة هنا والله هنـاك .. وأنتي ناسية
وأنـا متوترة : يا يمه مو معقوله أحطهـا بمكان وأنسى .. أذكر أني نزعت ساعتي أمس هنـا
أمي بشك : تتوقعين أحد سرقهـا
مسكت رأسي ، لأني جد بديت أصدع على الصبح : مدري يمه .. الخدامات عندنـا صار لهم سنين .. جات الحين ووحده منهم بتسرق خاتم .. مو معقولة .. طول عمرها غرفتي مفتوحة .. ليه ما وحده منهم فكرت تسرق ..
أمي : صحيح كلامك ، وصعب نشك في وحده منهم أن بعض الظن أثم ..
طيب يا عمري أنتي روحي الحين دوامك
وأنا شوي وأصيح على ضياع الدبله : يا يمه ودبلتي !!
طبطبت على كتفي : معليه .. أن شاء الله راح نلقاها .. راح ندورها بالبيت كله أنتي لا تحاتي .. وراح أقلب غرفتك .. يمكن طاحت جنب السرير والله بين الصوفا ..
تنهدت : أن شاء الله تلقونهـا .. وأول ما تلاقينهـا يمه اتصلي علي
أمي : أن شاء الله
سحبت شنطتي وسماعتي : مع السلامة يمه
*
*
بدنيــا ثانية .. بعــالم ثاني
فوق الأفق ..
كرسيين يحضنهم بس
متوجهين لمكان
ما فيه إلا سلمى وعبد الله
بالطيــارة المتوجة لمطار هيثرو .. نازلين ترانزيت ومن بعدهــا راح يروحون لمطار دنفر ..
يسألوني النـاس وين مكانتهـا !!
جوى القلب والله العين
هي أصلا طغت على كل مساحة القلب
وسكنت بين الهدب والعيـن
تسللت يدي من خلف ظهرهـا .. وطوقت يدي حول خصرهـا .. أراحت رأسهـا على كتفي وعيونهـا يغالبها النعاس .. آآآآه تذبحني ناعس الطرفين
طرت في بالي فكرة مجنونه .. عيونها تذبحني حتى حركاتها العفوية تفنيني
همست لهـا عند أذنها : سلامي حبيبتي
همهمت لي
ابتسمت بخبث : وش رايك نجلس لنـا يومين بلندن
رفعت رأسها وناظرتني ببرائه : ليه ، الطيارة فيهـا شي
اتسعت ابتسامتي أكثر على تفكيرها البريء .. وأحد يلومني بها المرأة الطفلة
: آآآه يا حياتي مـا أقدر أصبر لين نوصل كولرادو
اعتلت وجههـا حمرة غريبة .. تخليني أموت فيها أكثر
: حياتي عندنا فيزا .. نقدر نطلع من المطار ونأخذ لنا فندق نبات فيه يومين
ناظرتني ، وعلى وجههـا شبح ابتسامه ، وأنـا عارف أنه ودها مثل ما ودي
: أنت مجنون يا عبد الله
همت في هواها أكثر من ما أنا هيمان : أنـا مجنون سلمى !!
أصلا الجنون أني أعيش بها الدنيا وما أعشقك
:
طول مــا أنـا بالدوام ومزاجي متعكر .. ضياع الدبله دوخت راسي كل شوي أتصل على أمي وأسألهــا إذا لقت الدبله أو لا !!
أنـا من عادتي إذا ضاع شي من عندي حتى لو شي بسيط يدوخ راسي وما ارتاح لين ألاقيه .. فمــا بالك دبلتي .. يا ربي وش أقول لعبد العزيز ، أقوله دبلتي الألماس ضاعت .. راح يظن أني إنسانه مهمله أو أني تعمدت أضيعهـا لأنه ما يهمني بشي .. تأففت بضيق ..
يــا ربي حتى بشغلي ماني قادرة أركز .. وضايق خلقي
طلعت جوالي بشوف كم السـاعة .. لأني خلاص ضايق خلقي وأبي أمشي البيت .. مــا عاد لي نفس أداوم .. لقيت مسج واصلتني .. لأن جوالي على السايلنت فما سمعته .. فتحت المسج لقيتهـا من عبد العزيز يقول لي أن إذا طلعت من المستشفى أدق عليه ضروري لأنه هو إلا راح يمرني .. يا ربي هو آخر شخص أبي أشوفه اليوم ولا أبي لساني يفضحني .. أخاف يزعل أو يعصب علي إذا عرف أن الدبله ضاعت ..
فقلت خلني أدق عليه .. بعد أخاف أطنشه ويكمل الناقص .. إلا فيني مكفيني
:
:
فكيت الأزاير العلوية للقميص .. لما شفتهـا تقبل علي
إلا سرقت قلبي .. إلا سلمتهــا مفاتيح إحساسي من أول يـوم ..
قربت أكثر ،ركبت السيارة بهدوء ، وملامح التعب والإرهاق ظاهره على وجهها .. معقولة أنه كل من سهره البارح وأني مـا خليتهـا تنام كويس
تسحبت يدي لعندهـا .. لين ما وصلت لملمس أصابعها الناعم ورسغها إلا تحاوطها الساعة
: يعطيك العافية حبيبتي
ردت علي ببرود : الله يعافيك
قلت خلني أكسر من روتين حياتنا ، الشغل بالمستشفى يهد الحيل ويحتاج الواحد شي على شان يجدد من نشاطه ويكسر الروتين : وش رايك بنووووووو نروح نتغذا بمطعم
ردت بعصبية استغربتهـــا : أنت شايف الوقت مناسب لطلعات المطاعم
أثرت الصمت من بعد كلمتهـا ، يمكن صحيح أنـا غلطان ، الوقت غير مناسب ، روحه المطعم يبي لها ناس رايقة مو طالعه من الدوام ونفسهـا بخشمها
:
ناظرته من على جنب ، لقيته ماسك الطارة وشاد عليهــا .. ضاق خلقي أكثر مما هو ضايق .. يا ربي أنـا وش سويت .. هو ما قال شي يتساهل أني أعصب وأرفع صوتي .. صحيح أني ما لي خلق .. وتعبانه .. وأحس بصداع .. لكن هو مسكين يمكن قال خليني أغير لها جو يمكن يتعدل مزاجهــا
يمكن خلال الفترة البسيطة إلا قضيتهـا مع عبد العزيز اكتشفت انه يفهمني حتى من نظرة عيني !!
أول مـا وصلنـا البيت ، تعمد أني مـا أنزل بسرعة .. فتحت الباب ولفيت عليه
: عبد العزيز وش رايك تنزل معي تتغذى ، أمي عامله برياني
قال لي بمزح : لا يــا شيخه أخاف تحطي لي سم بالأكل ، أمي للحين تبيني
ما ضحكت على كلمته ولا شي بالعكس بوزت : الله يسامحك
مسك يدي :بنوووووو لا تزعلين ، أنتي شكلك تعبانه أخليك ترتاحي وأمرك بليل
ابتسمت داخل نفسي ، الحين أنا إلا كنت أبي أراضية على شان ينزل بيتنـا يتغذى ، وانقلبت الآية هو إلا يقول لي بنو لا تزعلي .. يا قلبي عليه يداري خاطري بكل شي ..
ابتسمت له وأنـا أنزل من السيارة : خلاص اليوم عشاك عندنا بالبيت
قال لي : إذا أنتي إلا راح تطبخي راح أجي ، غيرة مراح أجي
حطيت يدي عند خصري : لا والله مو بـ على كيفك !! راح تجي يعني راح تجي
وأنـا إلا راح أعمل العشاء
رفع نظارته الشمسية وبانت لي عينه : كل شي ولا حبيبتي البندري تزعل علينــا .. راح أجي وفوقها بوستين مني آمري يا قلبي بعد
تراجعت للوراء خطوة ، وشعرت بالخجل من كلمته ، لكن فجأة حسيت بضيق ، وش راح يعمل لو درا أني مضيعه الدبله !!
وأخاف ما أقول له ، هو راح يلاحظ أكيد ويضايق أكثر أني ما خبرته ، راح يظن أني مهمله أو مو معطية الأمر أهمية .. أو أنها ما تعني لي شي
الحمد الله أني لابسه نظارتي الشمسية .. وما لاحظ نظراتي لأنه الأكيد راح يكشفني .. لوحت له بيدي وأنـا اشوفه يحرك السيارة ويطلع من البيت
*
*
من بعد العصر
جالس خلف مكتبي إلا ببيت أختي .. وأحس حالي مهموم
أصلا من بعد غيابهـا طيفهـا ما غاب عن بالي .. وأحس حالي مكبل .. وكأن بوجودهـا تعطيني القوة .. وها القوة اختفت بغيابهـا .. اعترف أني غبي لما خنت إحساسهـا .. ما في بنت بالدنيـا تستحق أني أبدلهـا بريم حياتي .. هي إلي نورت حياتي بالفرح والسرور .. كيف أبدلها بمن باعتني .. ونكرت حبي ..
حتى لو أهلهـا ما وافقوا علي مو معناه أولـ شخص يتقدم لها توافق عليه .. وسلمى دايم تقول لي .. هي أصلا عمرهـا ما حبتني .. هي ما تحب إلا نفسهـا
لكن من خطبت ريوم ، عرفت معنى الحب الحقيقي ، عرفت أني كنت معيش نفسي بوهم ..
أخرجت من الدرج الدفتر الذي أرهقني واتعبني
مزقت أجمل ما كتبت ..
وكسرت لوحالتي وأضرمت
الحرائق في سكوني
فبعد اليوم حبك ما عاد يعنيني ..فأنا رجل يعيش من غير جفون .. فلن ابكي عليكي
فحياتي وهبتهـا لريم حياتي ..
لإمرأة وهبتني الحياة .. وهبتني السعادة
وهبتني شباب عمري
لكن برد جفاها أضناني .. فكومني
حبست نفسي طول هذه الفترة .. وكأنني أعاقب نفسي
أعاقبهـا لمـاذا !!
تعالي يا حبيبتي .. خبئيني بين يديك
احبسيني كـ طير
فالحبس يا حلوتي في قبضتك هو مرادي
فأنـا لا أريد سوى البقاء بقربكـ
مسكت القلم مـا بين الخنصر والإبهام .. غيابهـا عني يتعبني يرهقني يؤلمني..
عودي لي يا حبيبتي .. واغفري لي زلتي
فأنتي من سكنتي القلب والروح
خطت يدي على تلك الورقة البيضـا .. لأفرق الشحنات بداخلي .. ليس لدري مخرج غير الكتابة .. فمن غير قلمي يسمعني ..
عله يرسل لهـا ويخبرها عن حبي
فيه لحظات عن غياب القمر عني
وأنا في أشد ألامي ..
بقيت أحزاني ترفرف .. وذكرياتي تلوح في الأفق
وبينما أنا منصت لشرود ذهني ..
اذكر من هو غائب عني ..
فهي قريبه مني وأقرب لي من أنفاسي ..
مضيت على هذه اللحظات ..
فترات عده .. وأيام عديدة
فالانتظار قد ملني .. وارهقني .. واتعبني
ولكن . الامر لم يطول
تطور حالي .. بمجرد بأني أحاور القمر
وعن أسباب الغياب ..
فكلما أرسل له كلمه .. اشعر بانه يزداد بالقرب مني ...
بينما هي بعيدة عني .. لا تريد قربي
عشت أجمل الذكريات معه
ومكثت ساهرأ .. قويأ معه
فأذا هو يصدمني ..
ويهمس لي .. بـأن كل هذا مجرد حلم عليك القيام منه
ليس ذنبي ..
ولكن .. ذنب قصتي المؤلمه
وايضأ .. لم اغيب طويلأ ..
عدت من جديد إلى احزاني وذكرياتي ..
وأهاتي ..
وفيه لحظة انتصاف الشهر ..
أشعر بالشوق الكبير لهـا ..
ومع بدايه كل شهر أشعر بالكئابه ..
لا اريده أن ينكسر
ولا اريد أن خديها تنطوي ..
تأملت كثيرأ ..
وحزنت كثيرأ ..
وسعدت كثيرأ ..
معهـا فقط شعرت بسعادة روحي
:
:
حبيبتي ..
نوري الغائب .. والذكرى الحاضرة ..
طال الغياب .. وتعبت وأنا أتسكع بالخارج لكي أراكي ..
فيا جميله .. كفاك ِ غياب
وكفاكِ .. هجير
بمجرد أن أعيش لحظه من لحظات الغياب ..
لا اجيد التملك من نفسي ..
فأنا ليس ملك لنفسي ملكك ِ أنتي ..
زيديني قربأ ..زيديني عشقـا
فأنتي مسائي وصباحي ..
وأن تأكدت بأن غيابك قد يطول ..
فلا تحرميني من الحلم الجميل ..
ربما يمنعني عنه خدك الجميل الذي يسكن فوقي ..
لأنني في وحدتي .. أدرك بأن ليس هناك ضوء ..
:
رميت القلم على المكتب بإهمال ..
تحركت من مكاني بتعب .. اشعر براحة خفيفة بعد ما أفرقت ما بداخلي
لكني ما زلت أشعر أني ضعيف ..
كيف أواجههـا وأنـا من خنتهـا وخيبت أملهـا
أريدهـا قربي وبنفس الوقت أخجل من مواجهتها
أو يمكن أشعر بالخجل من نفسي أكثر
الشيب بشعري أشتعل من غيابك يا الريم .. يا ليتني سورك وبابك وتدخل علي ..
وافرح بعد ..
أدركت بغيابك أن القمر غاب من حياتي ..و بدخولك مدينتي نورتِ حياتي
لكن بغبائي اختفى هذا النور
ولا أعلم كيف أرجعك لمدينتي الحزينه بغيابك
فتحت الشباك .. والستارة الشيفون تتطاير حولي .. وكأن بهذا النسيم العليل يدغدغ كياني شوقا لهـا .. وألما لفراقهـا
غاب القمر .. وانكسر وجه المرايـا فيك
والحزن نثر .. على وجهي شظاياها
والليل أصبح عذاب وحسرة وتشكيك
ارسم همومه وأحاول أتحاشاها
حتى المدينه حزينه .. عينهـا تبكيك
ويبكيك قلبي .. وعيني نثرت ماءهـا
يا غايب عن عيوني خاطري أطريك
في كل لحظة .. عيونك كيف بنساها
لو غبتي .. ما غاب طيفك عني وطاريك
كأنك معي في خفايا الروح وأغصاها
الله يصونك ويهنئ بشوفتك غاليك
وتغر عينه بشوفه يا هنياله
يا من سلب مهجتي هذا العنا يرضيك
غيبتك عنا صعيبه ما قويناها
ودي أجبر كسر وجه المرايا فيك
وأحضن همومي وأبروزهـا بمراياها
*
*
بــانيو .. حبوب فوارة من ملح البحـر وأعشابه
تسترخي من بعد يوم متعب بالنسبة لهــا
من العمل .. لين شغل المطبخ
:
:
رفعت شرائح الخيار عن عيني .. وأنـا جالسة بالبانيو .. شعرت بالاسترخاء وسط الأعشاب البحرية والملح البحري .. أعطى جسمي نعومة وكأن أنعمل لي مساج حقيقي
وخصوصا من بعد يوم متعب بالنسبة لي ..
وأنـا مدري شنو إلا ضربني على راسي وعزمته على العشــاء ولااا ومشتطه وعامله له طبق إيطالي ..
أنـا وش إلا جبرني أعزمه ..
وليه مهتمة لمشاعره .. ونظرته لي
هو مـا يهمني ولا يعني لي شي
شنو يا البندري مـا يعني لك شي !!
هو صار زوجك خلاص .. ما عاد للأمر مفر
أحس أني حايرة !!
أسمع لقلبي والله لعقلي
والله الأثنين
أمري عجيب
محتــارة
أحيان أشتاق لسوليفه
وبنفس الوقت خايفة
والسهر من كثر التفكير دبل السودا تحت عيني
محتارة .. هل أعيش حاله حزن
والله فرح بلقياه
معقولة هذا العشق وأسراره
ان تظل رعشه بالأصابع وبين الشفاة المطبقة سؤال
لكن مدري ليـه قدام عينيه بضعف .. وكل الكلام إلا كنت ناوية أقوله يضيع من منطوقة
معه شعرت أني أولـ مرة بعمري أعيش
لكن شي وحيد أعرفه
قبل أعرفه !!
الوقت كان يمررررر سنيييييين طويلة
معه شعرت أن الحياة حلوة وجميلة
تركت أفكاري إللي مثل الخيل الجارفة .. ونشفت جسمي .. وطلعت لغرفتي .. بعد ما جففت شعري ورشيت body spray
لبست تنورة دانتيل بلون الأرجواني تحت الركبة .. مع قميص حرير بيج
ورشات من العطر في عنقي وعلى ملابسي .. عطر خطير النوايا يقيم بكل الزوايا ويعيش بالنهاية على سطح جلدي .. كما الوردة .. لانه برائحة الورد
بعد ما خطيت أحمر الشفاه على شفاتي .. وحمرة الخدود على خدودي
لبست لي خاتم لؤلؤ مع الساعة إلا جابهـا لي هدية مع حلق لؤلؤ طويل ..
تذكرت الدبله إلا ضاعت وأنـا أناظر في الخاتم إلا لابسته .. رميت بروحي على السرير .. ونظري مركز بين الخاتم والسقف ..
يا ربي شنو أسوي الحين .. طول العصر ما عرفت أنـام وأنا أفكر وين ممكن أكون ناسيتها أو حاطتهـا .. معقولة طاحت مني بيوم العرس
مو معقولة يعني هي مو واسعة على شان تطيح من يدي ..
مررت يدي بشعري بضيق .. يا ربي وين طاحت مني .. المشكلة مـا أذكر وين حطيتهـا .. أحس راسي يوجعني أذا فكرت .. وأحس بديت أتوهم أشياء .. وما أقدر أجزم أني أمس لبستهـا
أكيد راح يهزئني عبد العزيز أذا قلت له دبلتي ضاعت .. هي مبين من شكل الألماس إلا فيهـا أنها غاليه مرة .. يعني لا هي ألف ولا ألفين ولا حتى عشرة .. اذكر أني قريت بالبطاقة إلا بالعلبة أن نوع الألماس VVS
يعني من أحسن أنواع الألماس
الله يهديك يا البندري وين تركتيهـا .. والله ما تركت آيه وإلا قريتهـا .. على وعسى ألقاها ..
أكيد أولـ مراح أقوله راح يقول عني غبيه .. وأنسانه مهمله وما تعرف تحافظ على أغراضهـا
أنـا أعترف أن هذا قله تركيز مني .. والله بالله دبلتي تضيع مني
تعوذت من الشيطان .. وقمت أشوف وش صار على العشـاء ..
وكأني بها العزيمة أغطي على بليه .. أطبطب عليهـا .. الله يعدي ها الليله على خير
:
:
(صورة )
رتبت الورد داخل المزهريه .. كان باللون الوردي والبنفسجي والأبيض
تأكدت من ترتيب الأطباق إلا باللون البنفسجي الغامق إلا بالصدفة كانوا على لون تنورتي .. والكاسات إلا باللون الأحمر ..
وقبل لا أتحرك من مكاني .. شعلت الشموع إلا بشمعدانات عاليه
بصراحة المكان صار ساحر .. مع الثريا إلا كريستالاتها بألوان البنفسجي والعنابي
إلا يشوف ها الجلسة إلا مرتبتهـا مع نور الشمعه إلا يتراقص والإنارة الخافته .. أنها جلسة عشاق .. ذايبين بالغرام
هزيت رأسي أطرد الأفكار إلا ممكن تهاجمني ها اللحظة .. لما سمعت صوت الجرس ..
وقفت عند الباب وابتسمت لعبد العزيز إلا شفته يقبل وحامل سارونه
سلم علي وقبل جبيني .. مدري ليه قلبي يطير من مكانه لما يقبل جبيني .. يحسسني كأني أميرة زماني ..
حملت سارة عنه : يا لبي قلبي .. تجنن ها البنت
كانت لبسه فستان بربري قصير وشعرهــا مسدول على كتفهـا
:
:
ضي عيني ..
يا ضي عيني انت ..
زدني هوى لا هنت ..
وزدني وله لا هنت ..
العشق .. هو خال .. وزمام ..
والا العيون اللي .. محاجرها ظلام ..
وقبل السلام .. وبعد السلام ..
يابنت أنا أحبك .. والسلام ..
واناظرك وانتي بشعرك تلعبي .. باصابعك كل الحديث اللي أبي
ما تعبت ليلي أناظرك .. ومااظنك إنتي بتتعبي
با بنت أنا أحبك .. والسلام ..
لميتهـا من الخلف .. يمكن اني غرت لما شفتها حامله سارة ومن عينها ينبع الحنان
وهمست لهـا بإذنهـا : مساء الخير يا عطر عمري وطيبي .. يــا سعد حظي ونصيبي
كيفك الحين
رمشت لي بعينهـــا ... آآآه سكنتني بـساتين الأهداب : طيبه
ابتسمت لهــا .. وأنـا أتحسر .. آآآه وحشتيني .. لين متى على ذا الحال .. ليتني ما جبت معي سارة .. كان الحين صارت علوم
: أن شاء الله دوم يا قلبي
وأنـا أناظر فيهـا .. خفي علي شوي تراني مقدر على الحرمـان
اصلا من عرفتك وأنا طاير من عيوني النووووووم
لحد يسألني عن رده فعلهـا وحمره خدهــا .. الله أكبر كيف يجرحن العيون .. كيف ما يبري صويب العين أبد .. أحسب أن الرمش لا سلهم حنون
أثر رمش العين ما يأوي لأحد
.. تراني ما عدت أقوى خلاص .. مشينـا مع بعض لداخـل المجلس ..
جلسنــا جنب بعض .. طول الوقت هي تلاعب سارة وتسولف معهـا .. وأنـا بس أراقبهـا ومستمتع برقتهــا إلا مثل النسايم والورود .. يا سيدتي أنتي إمرأة لا تتكرر في تاريخ الورود
أنتي وحدك من ملكتي قلبي .. يـا أمطار من ياقوت .. يا من تسبح كا الأسماك بماء القلب .. وتسكن في العينين كسرب حمام
حتى عطرك كـا الطفل يلعب بي
سمعتها تقول لسارونه : انتي عروووسه .. أموره
عاد سارة أغترت بحالها بها اللحظة .. من قدها البندري تقول عنها قمر
قامت البندري سحبت قطعه شوكلاته من صينية فضية صغيرة موجودة على الطاولة إلا سطحهـا رخام إلا بالنص واعطتهـا لسارة
سألت سارة وهي بحضن البندري : سارونه ، تحبيني أنـا أكثر والله البندري !؟
ابتسمت بخبث .. وكأنها تذكرت شي : احب البندري أكثر
ابتسمت البندري بسعادة وباست وجنتاها : يا بعد عمري ، كثر وين تحبيني
أشرت سارة بيدهـا وتوصف : شفتي البحر شـقد كبير .. شفتي السماء شقد بعيدة
كثررررررر البحر أحبك
ضمتها بحب .. تمنيت أني مكان سارونه الدبه وتضمني لصدرهـا : يااااااااااا بعد عمري .. أنا بعد أحبك I love you sooo much
مثلت العصبية : ساروووه .. قومي أنقلعي عن حضن البندري .. أذيتيها
ناظرتني بنظرة شريرة .. أعرف ها النظرة زين .. ها الخوانه شكلها راح تخرب كل شي علمتها اياه : أصلاااااااااان أنا أحب البندري أكثر منك .. مو أنت كذاااااااااااااب .. تجلس تعلمني .. قول لها أنت أنك تحبهـــا
هي تحبني وقالت بتحط لي متاااااااتير ( مناكير )
ناظرت فيها بحدة .. يخرب بيتك يا ساروه .. فضحتينا
شالتها البندري واقفه وأنـا أحسها منحرجة مني : أحط لك أبو المناكير أنتي آمري بعد .. كم سارة عندنــا
لفت لعندي .. أخيرا أعارتني من اهتمامها شوي
: عن أذنك شوي عبد العزيز بأخذها تجلس مع أخواتي شوي وراجعه لك
قلت من ورى قلبي .. لاني ما ودي تغيب عن عيني لحظة : خذي راحتك
:
:
لمـا شفتهـا تقبل علي .. وانعطف شعرهـا فوق المتون .. وانثنى عوده وقفى وابتعد
.. فز لهـا قلبي وصفق وارتعــد
في عيوني برق وبقلبي رعـد
نقض جروحي وجدد بي طعون
قلت : يكفي !!
قالت عيونه : بعــد
أشغلتني نظرة العين الفتون
حيرتني بالتوعــد والوعـد
وعيت من سرحاني .. يا ربي ها البنت عامله بي سحر .. ولا سحر هارون
: تفضل عبد العزيز العشى جاهز
طرت على بالي فكرة مجنونه ، مقرر الليله أطفر بهـا .. وأنـا أقوم من الكنب قلت لهـا : يا البندري أنا قررت قرار
لفت علي مبتسمة : قرار !! شنو
ابتسمت بخبث ، انتظر شنو راح تكون ردة فعلهـا : بيوم العرس
راح أتزوج أربع
مسكت نفسي لا أضحك .. شخصت بعينهــا 4 متر قدام .. ولا شعوري حطت يدهـا عند خصرهــا : نعـــم شنو قلت بتتزوج أربع
تكلمت وأنا أحاول غصب أرسم ملامح الجدية : أيوة أربع .. أنتي عارفة بيوم عرسي راح يزيدون المعجبات فيني .. والشرع حلل لي أربع
ناظرتني بطرف عينهــا وبتريقة .. يا ناس تجنن وهي معصبه : والله أحلف يا شيخ
طوقتهـا حول خصرهــا : والله إذا ما قدمتي موعد العرس أنـا مضطر أتزوج 3 قبلك
ناظرتني بطرف عينها بغرور .. ومشت عني وشعرهـا يتطاير حولهـا .. وصلنـا لعند الطاولة .. وصارت تغرف لي بصحني .. وبعدها تكلمت وشكلها مقهورة
: حتى لو تزوجت قبلي 3 .. بظل أنـا الأولى
ومهمـا لفيت .. مصيرك ترجع لي
تنهدت من خاطر .. أمن في هذي جابتهـا
قلت أناكفهـا : وووش ها الثقــة .. ترا ما يمدحونهـا كثير
يعني لهـا الدرجة واثقة أني احبكـ
شوف بنت الذين سفهتني .. وجلست تأكل ولا كأن أنـا جنبهـا ولا أكلمهــا ..
كتفت يديني .. ولا لمست شي من صحني
لفت علي بعد دقايق .. وانتبهت أن الصحن مثل ما هو ، نزلت ملعقتها بصحنها
: عزيز وش فيك .. مو عاجبك الأكـل !!
رديت من غير نفس : مو مشتهي آكل
ونزلت نظري لصحني .. معكرونة صدفات محشية بالدجاج .. بالصلصلة الحمراء وفطر ورائحة البهارات الإيطالية شهية
يا ربي برائة الأطفال في وجههـا : على شان خاطري عزيز أكل .. جرب على الأقل طبخي وأعطيني رأيك
لفيت وجهي عنها .. أكمل التمثيلية .. لازم أخليها تراضيني
خبطتني عند كتفي .. وقالت بنبرة دلع تدوخني : عزيز ليه زعلان
: موب زعلان
قالت بدلع وهي ترمش بعينها : يا لي عامل نفسه مو زعلان وهو زعلان
مر طيف ابتسامة على شفاتي من جملتهـا .. دلعها من غير تصنع يجي عفوي معهـا
قالت لي بحنيه : حبيبي يا له أكل .. ترا إذا ما اكلت مراح آكل
لفيت عليهـا مثل الملهوف : شنو قلتي .. عيدي عيدي !!
استغربت من لهفتي والأكيد من ملامح وجهي : شنو أعيد عزيز .. قلت لك إذا ما أكلت مراح آكل
ابصم بالعشرة أنهـا قالتها عفوية .. وطالعه من لسانها أحلى من العسل : إلا قلتي شي قبل
بملامح باكية : والله ما قلت شي
ابتسمت لعيونهـا .. يا لي عيونك عامله بي مكيدة : طيب قولي لي حبيبي
اكتسى وجههـا كله بحمرة كحمرة الورد الجوري .. وكأنها توهـا تستوعب أنهـا قالت لي حبيبي
نزلت عينهــا بصحنهـا وصارت تأكل بهدوء .. وأكلهـا كأن أكل عصافير .. ما رفعت عينها لثانية وكأنها خايفة تتلاقى عيونـا
رجعت لصحني وأكلت منه شوي .. كان طعم الكانيلوني طيبه كتييييييير ..
قربت أشفاتي من أذنهـا : تسلم أيدك .. الأكل مره طيب
ردت علي وهي ما رفعت عينها من الصحن الله يسلمك
قلت لهـا : تدرين أنكـ إنسانه غير مؤدبه
رفعت عينهـا منصدمه من كلامي
قلت لهـا وأنـا ابتسم : قولي ليــه !!
وهي تناظرني بتحديق : ليييييييييييه !!
ابتسمت لدرجة بانت أسناني : لأنكـ دخلتي قلبي من غير استئذان
أخيرا قدرت أرسم ابتسامة على شفاتهـا من إلا يحبهـا قلبي .. لدرجة حسيت أنها مو قادرة تخفيهـا
: طيب بنو قولي شي !!
طيب دخيل الله أكليني
البندري : امممممممم ، استحي
ضيقت عيوني : شنو تستحي !!
أنا زوجك
يعني المفروض ما تستحين مني !!
أخذت لقمة صغيرة من صحني : يا الله حبيبتي ..
:
ربــاه .. انه يعذبني بحركاته
هل أنـا أكرهه !!
أم اهواه !!
حبيبتي !!
هل أنـا حقا حبيبته ؟
كيف نطقت له بكلمة حبيبي !!
مـاذا أقول له أن راحت أصابعه تلملم ليل شعري وترعاه ؟
وكيف اسمح أن يدنو بمقعده ؟ وأن تنام على خصري ذراعاه ؟
هل انتهى فعلا العشق من قلبي !!
ألم تمت كـا خيوط الشمس بحضور الليل !!
لمـاذا اليوم وقفت قدام مرآتي .. أسألهـا
بــأي الأثواب ألقاه
أحقا أنـا مثل مـا أدعي أنه لا يعني لي شيئا وأني فعلا لا أحبه
وكيف أهرب منـه وهو قدري
هل يملك النهر تغير لمجراه ؟
أحبـُّه !! لست أدري مـا أحبُّ به
الحب في الأرض بعض من تخيلنـا
لو لم نجده عليهـا .. لا خترعناه
مـاذا أقول له لو جاء يسألني !!
أن كنت أهواهُ !؟
:
رحت أجهز له الشاي مع صينية الكيك .. و أنـا راجعه للمجلس كنت أمشي منزلة رأسي رفعت رأسي .. انتبهت له جالس على الكنب وماسك رأسه بقوة ويضغط عليه وكأنه يحس بصداع .. قربت منه وهو يمرر يده ورى رقبته
قلت له بحنيه وأنـا أجلس جنبه : عبد العزيز تحس بصداع
ابتسم لي ابتسامه باهته : ما عليك .. ها الصداع صار له يومين ملازمني
قلت له : تبي أجيب لك بندول
عبد العزيز : يا ليت
رحت بسرعة جبت له حبتين بندول مع كأس ماء ..
اعطيته اياه .. أكل الحبتين وشرب بعدهـا كاس الماء كله وكأنه محتاج المـاء يخفف عليه التعب والتوتر .. جلست جنبه وأنـا رافعه رجولي فوق الكنب .. مـا أحب أشوف أحد تعبان ولا أساعده فما بالك هذا الشخص زوجي ..
رفعت جسمي على شان أوصل لطوله : عبد العزيز خليني أعمل لك مساج .. راح تحس براحة
غمض عينه : يا ليت .. والله البارح ما نمت .. بعد ما رجعنـا من المزرعة دقوا علي الفجر وقالوا لي في حاله طارئة لازم أجي المستشفى .. واليوم ما قدرت أنام العصر زين من الصداع
قلت بحنيه : يا بعد عمري .. طيب ليه ما قلت لي .. كان أجلت العشاء
فتح عينه وابتسم لي : ما حبيت أردك وأنتي أولـ مرة تعزميني
رحت دقيت على نرجس وطلبت منهـا تجيب لي من الغرفة كريم زيتي برائحة الشاي الأخضر يبعث الاسترخاء ..
بعد كذا رطبت يدي بالكريم .. ومررت يدي بحركات مرنة على العضلة من الرقبة إللي تمتد لظهر .. trapezius muscle
هذي أكثر عضله يصير عليهـا جهد .. وخصوصا إللي يدنق رقبته كثير لما يقرأ أو يشتغل
لما ضغطت أكثر سمعته يتأوه : عزيز يألمك هنـا
: ايوة .. لكن أنتي لما تدلكين يروح الألم .. أحس براحة
بعد نصف ساعة من المســاج ، أبد ما مليت أستمتع لمـا أعمل لأحد مساج .. يمكن لأني تعودت أعمل لأمي وأبوي ..
قلت له : هاه الحين تحس براحة
حسيت انه ابتسم لي بصدق : مساجك رااااااائع .. حياتي ما عملت مثل ها المساج .. وكأن وقع أصابعك امتصت الألم والإرهاق إللي بالعضل
.. وعينه بدت تغفي .. والله خاطري من بعد ها المســـاج أنـام بحضنك ..
.. رفعت حاجبي لأن الكلام ما عجبني ..
خلاص كل ما حسيت نفسي تعبان .. راح أجي لك تعملي لي مساج
ابتسمت وأنـا اقوم من مكاني : عاد دللتك كثير .. صدق الرجال ما ينعطوا وجهه
سمعت ضحكته وأنـا أطلع من المجلس أجيب صينية الشاي ...
قدمت له كوب أبيض مرسوم عليه عنقود توت بري .. عملت له شاي تلقيمة مع حليب وهيل وزعفران .. رائحتة كثير طيبة
انتبهت انه يستنشق رائحته قبل لا يشربه .. شعرت بفرحة أني قدرت أريحة اليوم .. كسر خاطري يا حرام أحسه تعبان من المستشفى والعمليات والعيادة غير المناوبات الليلية .. وما شاء الله على عبد العزيز مخلص في عمله مش مثل بعض الدكاترة .. إلا عادي عندهم يطنشون مواعيد المرضى أو يجون المستشفى متأخرين وعادين عندهم أن المرضى ينلطعون لين الظهر
فاجأني لمـا سحب يدي اليمين .. وناظرني بشك : غريبة مـا أشوفك لابسه الدبله
بلعت ريقي .. كنت على وشك أكذب عليه بس حسيت أن وجهي راح يفضحني لأني مـا تعودت أكذب : اممممممممممممممممم .. حطيت اصبعي بفمي .. عزيز بقولك شغله بس لا تزعل
باعد الخصله إللي نزلت على عيني : وأحد يزعل من روحه
نزلت عيني لأصابعي وصرت ألعب فيهم : اممممممممممممممممم .. عزيز الدبله
عبد العزيز : وش فيهـا الدبله
تكلمت .. وأنـا أحس العبرة تخنقي .. لأن الأكيد راح يهزئني .. يمكن اذا نزلت دموعي أكسر خاطرة ولا يعصب علي : الدبـــله
ضاعت
ضيق عينه : ضاعت شلون
تكلمت بصدق : صدق عبد العزيز مـا أدري وين ضاعت
المشكلة أنه أدري أني لبستهـا بزواج عبد الله .. ومتأكدة .. لأني صورت
مسكت رأسي بقله حيله
المشكلة مـا أذكر هل أني نزعتها بنهاية العرس وتركتها بمكان ونسيت .. والله ضاعت هنـا بالبيت .. والله أمس لمـا رحت معك المزرعة
مـا أذكر والله مـا أذكر
قرب مني ومسك يدي الثنتين : طيب حبيبتي أهدي ..
ليه مضيقة خلقكـ
الدبله أن شاء الله بنلاقيهـا
وأن ما لقينهـا بدالهـا ألف دبله
رفعت عيني وناظرته براحة .. أبد مـا توقعت رده فعله تكون بها الهدوء
: شنو يا عبد العزيز بدالها ألف دبله .. أنا عارفة أن ها الدبلة غاليه .. وما يصير أن كل مرة تشتري لي دبله غاليه وأضيعهـا
عبد العزيز : والله ما فكرت بالسعر .. ولا حتى فكرت ألومك
جلّى من لا ينسى أو يسهو .. وإذا انتي خاطرك بها الدبلة نوصي على وحده مثلهـا ولا يهمك
ما قدرت أتكلم نزلت رأسي ..
مسك طرف ذقني : بس أنتي لا تتضايقي ..
ولا يهمك أنـا راح أوصي العمال بالمزرعة يدورونهـا لك يمكن طاحت هنـاك
قلت وأنا كلي أمل أنه يلاقيها بالمزرعة .. لأن عمرة مال الحلال ما يضيع : أن شاء الله تلاقيها
*
في صبيحـة اليوم الثاني .. كان رذاذ المطـر يتساقط في شوارع كولارادوا .. وفوق الأشجار الخضراء .. التي تتموج مع حبات الضبـاب البـارد
عبد الله يراقب طفلته تحت المطـر
تركض ويتبعهـا بنظرة
تشد من شالهـا على جسدهـا
ابتلت الثياب و ابتل معهـا الشعر
:
حضنت حبيبتي تحت المطـر .. ما انكر عطرهـا
ما اجحد النور ولا اخفي الشعور
إني احب الشمس ولفتاتها
إني اعشق الليل ونظراتها
ياناس انا معذور
في حبيبتي والشمس
وماانكر العطر
الغت مواعيد النهار .. شمس بدت مثل النهار
ريح المطر لون الخضار ..
حبيبتي أحلى البياض
وأحلى السمار
بالحيل مجبور .. ماأخفي شعور
سحبت شالهــا وتخبيت معهـا تحته .. و رذاذ المطر يتساقط عليهــا ويغسل وجيهنــا
أحلى شعور أنك أنت والحبيب واقف تحت المطر وحاضنة
تحس بدفء الشمس بفصل الجليد
وصوتهـا الحاني على صدر الضمـا
أنبت العشب وأخضر الجريد
بعد كذا سحبتهــا بهدوء لداخل الشقة إلا أجرنها .. بـ كولا رادو عشت فيهـا أحلى أيام عمري ودراستي .. أيام مو ممكن أناسهـا .. حبيت أجيبهـا لها المكان على شان يصير لها معي ذكريات حلوة وتشاركني فيهـا
وقبل لا أفرجيهـا الشقة نفضت الجكيت الجلدي الأسود عن قطرات المطر .. وهي نزعت شالها الصوفي وحجابهـا ..
بوجودهـا جنبي أحس أن الدنيا أشرقت لي من جديد .. يمكن مر ثلاث أيام
ها الأيام مرن بحياتي غير ..
عشت فيهــا أحلى أيام الحب
أتهجا كلام الطير
كلام أعذب .. من أعذب من تفديتك
على فوادي تربع وأسكن ببيتك
أقول وش قد أنا عطشان وأنت البير
بعد مـا لفينـا على الشقة .. وصلنـا للغرفة الدافيــه .. حسيت بالدفا يسري بكل عروقي يمكن لأن حبيبتي معي .. جيت بنسدح على السرير .. صحيح تونـا واصلين والرحله هدت حيلي .. لكن وجودها معي .. والمطر إلا ريح قلوبنـا .. بث نشاط وانتعاش بالروح
صرخت بخفه : عبـــد الله .. لا تنسدح على السرير وملابسك رطبه .. روح الحمام على طول
رفعت حاجبي : على شرط
ضيقت عينهـا : وشوووو !!
ابتسمت بخبث : تجين معي وغمزت لهــا
ابتسمت وآآه من ورد الخد .. وأشاحت بوجههـا : مـا يصير
تحركت من مكاني رايح لعندهــا .. ضميتها من الخلف
: إللي ما يصير لعيونك أنتي يصير
وسحبتهـا معي من غير ما تعترض *_^
*
*
بعد ثلاث أيـام
صحيت من النوم على الساعة 11 ..
ضحكت داخل نفسي وأنـا اشوف ساعة الجوال ..
من زمان ما صحيت متأخر .. تعودت على جلسة الصبح والكرف
لكن ها اليومين الدكتور إلا أنا معه طالع إجازة .. وقال لي عادي إذا ما تبين تداومي
وأنـا كأني ما صدقت خبر ..
يآخي تعبت من الدوام والجلسة من صباح ربي والكرف من الصبح للعصر .. متى بس أخلص الأنتير .. شوي آخذ إجازة أرتاح فيهــا .. يــا زين الفضاوة زيناه ويا زين الإجازة
خاطري والله أروح أريح أعصابي بجزيرة .. بروحي
أبتعد عن الضغوطات .. أعيش فيها بروحي
ولا عاد أفكر بأحد .. ألعب بالرمل تحت أشعه الشمس ولا أحد يجي يضايقني .. أركض أرقص
ولا أفكر ولا بأحد حتى .... عبد العزيز!! ..
تنهدت
عبد العزيز .. أنـا ليه شاغله بالي فيه .. وهو من البارح ولا حتى فكر يتصل علي
ولا حتى سأل
رفعت غطاء السرير بقوة .. خليني أبدا يومي بشي حلو .. ولا راح أشغل بالي فيــه
أخذت لي شاور .. ولبست لي بنطلون جينز مع تيشيرت
شفت الوقت مو وقت فطور .. قررت مـا أنزل من الغرفة إلا وقت الغذاء ..
جلست على الكرسي مقابل التسريحة ..أرتب بعض أغراضي .. ومكياجي .. أخترت لي غلوس بيج .. مسحت على شفاتي ..
طلعت لي مناكير أحمر .. اممممم شلكة حلو .. ريوم هي إلا علمتني على المناكير الأحمر .. ودام أن ما علي صلاة .. راح أطلي أظافري
صرت أطلي بكل روقان وأنـا أدندن ..
ضحكت داخل نفسي .. من زمان عن هذي حركات البنات
صحيح أني أهتم بمظهري .. وأني ألبس وألبس مجوهرات
لكن شغلات البنات .. إكسسورارات .. مكياج صارخ .. مناكير .. صرعات
... إلخ .. إلخ
ما يهموني كثير .. يمكن أعتبرها كماليات غير مهمه بالنسبة لي
أحب أهتم ببشرتي .. أكثر وبجمالها الطبيعي .. أعتبر المكياج يقذر البشرة أكثر مما يجمل .. ويسد المسامات وما يخليها تتنفس بشكلها الطبيعي .. يكفي غلوس خفيف وشويه لمسات تبرز الجمال
بعد ما انتهيت من المناكير .. ناظرته بإعجاب .. صحيح أني أكرة اللون الأحمر .. مع أني مغرمة بلون الورد الخمري .. لكن أني أشتري لي فستان أحمر impossible
رفعت رجولي فوق الكرسي وضميت نفسي .. وأنا ماده يدي على ما يجف المناكير .. امممممممم ما أظن عبد العزيز يحب اللون الأحمر .. أنا أكرة اللون الأحمر الناري .. يمكن اللون الأحمر الخمري .. بلون دم الغزال ..أتقبله ..
لكن ما أظن عبد العزيز يحبه .. لأني كنت ألاحظ لما كنت معه بالقسم يحب يلبس البدل إلا باللون الأسود .. يمكن يعتبره لون رسمي ..
مع أن يعجبني عليه هذا اللون .. أحس يعطيه جاذبيه مميزة
حطيت رأسي على ركبتي .. وأنـا أتذكر شكله .. لون عينه .. شعره .. مسكت جوالي .. مالقيت مسج ولا حتى مس كول من عنده ..
آآآآآآآآآآه .. يا الله .. ليه بليتني
ليه دايم أحس أني شاردة الفكر
وحبيسة الأنفاس
ليه أحس أني معه ألملم أشلاء روحي
وأن الدنيا عاودت وابتسمت لي
بعد ما كان الحزن ساكن بعمق قلبي
شعور غريب اذا مر طيفه ببالي
يداعب كياني
يرميني بمتاهات الحيرة ..
ساعه يؤرقني .. وساعه يضحكني ويبكيني
ليه أخاف أنه يضيع مني ها الإحساس .. أو صاحب إلا سلمني هذا الإحساس
هل صحيح هو يهواني .. وأنه بجدد الحب بقلبي
على هونك على هونك يا البندري
أي حب .. إلا تتكلمين عنه
وهذا أكبر دليل .. صار له يوم كامل صاد عني .. مع أنه معي بنفس المستشفى
معقولة زعلان مني .. ليه ما كلمني من البـارح .. ما أذكر أني سويت شي يزعله أو حتى يضايقه .. يمكن من غير قصد أخطيت .. والله أنـا أتعامل معه ببرود
معقوله يطفش مني والله من طريقة معاملتي
مع أني أحاولـ أني أقرب منه وأحيان أحس أني أغليه .. لكن أحيان من غير شعور مني أتعامل ببرود وجفا
شي يطلع غصب عني مو بيدي
الغلا ما يكون بالكلام .. الغلا صورة بلا تصوير .. صورها بكل رمشة عين أنا ريتك
والعطـا يحتاج لتقدير .. إذا صرحت أنا إللي حيك وميتك
والشعور إلا أحسه أبي أحد يعطيني له التفسير
وعيت من سيل أفكاري لمـا شفت ريوم واقفة قدامي .. مدري كم مضى من الوقت وأنـا جالسه على ها الجلسة
: من متى وأنتي هنـا !!
ناظرتني بنظرة أستغربتهـا : من زمـان .. وأنتي غرقانة إللي ما خذ عقلك يتهنـا به
رفعت حاجبي اليمين : تقصدين منو !!
ببتسامه : سلامة عمرك .. مـا ودك تتغذي
سألتها : إلا عبد الله ما اتصل
قالت لي : إلا أتصل ويسلم عليك
: يا الخونه ليه ما علمتوني أنه اتصل
ريوم : مدري أنك جالسه .. على بالي نايمة وجيت على شان أصحيك
وعلى العموم هو أعطانـا رقمة بأمريكا
ابتسمت وأنا اتذكر سلوم : حركات
وين هم بأي ولايه
ريوم : يقول انهم وصلوا كولارادوا .. ويقضونها تمشية هناك وبعد كذا ناوي يأخذهـا هاواي
: اكشخ .. أخوي طلع مو هين
غمزت لي : عقبال ما تعرسين .. ويأخذك عبد العزيز للمكان إلا تحبين
سكت ما علقت وطلعنـا من الغرفة .. لكنهـا قالت كلمة ظلت ترن بإذني
.. قالت أن الوردة دون الماي ما تبقا وردة ..
شقصدهـا .. الكل ملاحظ التغير .. الكل يقول عني تغيرت وأن البريق رجع لعيني .. معقولة عبد العزيز هو الماء إلا رواني .. وخلاني أحب الدنيـا ورجعت لي أحلامي .. خلاني زهره بيده .. سقاني بوده
:
جلست على طاولة الغذاء مع أهلي .. وأنــا بالي مو معاي .. مع إلا سرقه
طول الوقت سرحانه .. آكل شوي واسرح
ومع كل رمشه عين تجيني فكرة
تنهدت بصوت مسموع ..
انحرجت .. لما شفت عيون الكل علي ..
ضغطت على شفايفي الحين شنو يظنون فيني ..
كله منك يا عبد العزيز .. سرقت عقلي
من بعد الغذاء .. الكل راح لغرفته يأخذ قيلولة ..
تجولت بالبيت .. عيب علي أروح أنام وأنـا جالسة على الضحى
تحركت بملل لعند شباك الصاله .. رفعت الستــارة بيدي بخجل .. لتتوارى أشعه الشمس .. أنظر لشمس .. يهتف صوت بداخلي
كيف أني سرت بطريقة .. بهوى عذب فوق السحاب
خايفة يجي يوم وأفيق من أحلامي .. أو يمكن أوهامي
ومثل ما فقدت شخص كان ساكن روحي .. أفقد شخص غزى حياتي بغفلة مني
ناظرت بالشمس المشرقة بتأمـل طال أمره .. تضئ كل الطرقات المظلمة ..
أيتها الشمس كوني روحا هائمة في أجواء سعادتنـا والفرحة التي تملأ حياتنـا
تحركت بملل بالبيت .. أفكر بكرة أروح أداوم .. جلسه البيت وأنا فاضية بها الطريقة راح تقتلني .. والمشكلة مالي خلق أعمل أي شي مفيـد
امممم تذكرت أسول .. خليني أروح أكلمهــا .. رحت لعند التلفون اللاسلكي ورفعته من الجهاز .. دقيت على رقم بيتهـا وأنـا أدعي ربي أنها هي إلا ترفع السماعة .. أستحي أكلم زوجهـا
جاني صوتها الحبيب : هلا وغلا
أسيل : هلا بيك .. الشمس اليوم من فين طالعه
البندري بجلاله قدرها تتصل علي
ضحكت بخقه : وش دعوة أسول ، أنا دوم أسئل عنك .. أنتي إلا ما تسألي
أسيل : والله بهذي معاك حق .. أنتي فيك الخير .. لكن اعذريني يا أختي .. والله من أرجع من الدوام .. أبي الراحه هذا غير أني لازم أطبخ وأنظف
يــا شيخة البنت من تطلع من بيت أهلهـا يلعن أبو خامسهــا
حنيت عليهـا : طيب يا قلبي اذا كنتي تعبانه وانتي راجعه البيت جيبي معك أكل من أي مطعم
أسيل : حلاوة هو كل يوم الثاني من مطعم ... تعب الدوام تعودنـا عليه .. لكن أذا كنت تعبانه من جد أطلب من أمي تعمل لي أكل
: الله يكون في عونك يا حبيبتي .. طيب اليوم عندك شي !!
وصلتني تنهيدتهــا : والله توني طالعه من المطبخ وبعد شوي بنروح بيت عمي .. أهل زوجي
ضحكت بسري : آآآه .. على شان كذا طفشانه
أسيل : لا مو على شان شي .. بس أحيان أكرة دق أم زوجي في الكلام
: معليه تحمليهـا .. هي الكبيرة .. وأنتي عاقله
أسيل : هههههههه لا تخافين على صاحبتك دوبلوماسية وتعرف كيف تأخذ حقهـا اذا أحد غلط عليهــا
: طيب عجل أخليك .. تروحي تتجهزي
أسيل : طيب يا قلبي ، سلميلي على سلوم اذا كلمتيها
: يوصل .. مع السلامة
قمت من مكاني .. تحركت بالبيت بضيق .. يا ربي وش ها الملل .. كان ودي أسيل تجي تزورني تسليني .. لكنهـا مشغولة ..
رحت لعند المطبخ وبكل خطوة أخطيهــا تزيد ضيقتي وحيرتي ..
رحت لعند مشين الكوفي .. وحطيت الكوب انتظر يعبي بالقهوة ..
وعلى مــا يخلص .. رحت لعند طاولة الطعام الصغيرة إلا تتوسط المطبخ .. لامست أوراق الريحان وأزهارهـا البنفسجية
ويمكن نظرة حزينة تكونت بعيوني .. وأنـا ألمس أوراق الزهر والريحان .. الورده دون الماي تموت ..
هل أنـا صدق أحتاج لعبد العزيز ..
هل هو صدق إلا بث فيني الحياة من جديد
انتبهت أن الكوفي جهز .. رحت لعنده وسحبت الكوب الأبيض إلا امتلى من فوق بالرغوة البيضا .. رشيت عليه رشة من الدارسين .. رفعته لعند فمي .. ويدي الثانية عند مرفقي .. ارتشفت رشفه .. ونظرتي ما زالت مركزة على نقطة معينه .. مشيت على نفس سرحاني لين وصلت للمسبح .. وجلست على كرسي من الخيزران معلق وكأنه أرجوحه .. رفعت رجولي لفوق وضميت نفسي .. وصار الكرسي من ثقلي يتحرك يمين ويســار .. وأنــا أبد مو حاسة بالا حولي .. عاقدة صداقة مع الكوب .. وكأنه حبيب لي وفقدته .. ضامته .. وأتأمل كل تفاصيله
وبداخلي كنت أتسأل ليه عبد العزيز ما دق علي .. شنو إلا شاغله عني .. وليه أصلا أنا شاغله بالي فيه .. المفروض حتى ما أفكر فيه مثل ما هو ما فكر فيني
لمحت طيف ريوم بالمطبخ .. وهي تدندن بأغنيــه
روحي تحبك .. قصب عني تحبك
والمشكلة حبك بروحي جرحني
وإذا شكيت تقول .. وش كان ذنبك
ذنبي هويتك يوم حبك ذبحني
ونيت من قلبي .. لوعه عقبه
سلبتني قلبي .. وجرحك سرقني
كان في صوتهــا حزن وشجن .. ويمكن شي مــا أعرفة
رنت بإذني كلمة ذنبي هويتك ..
أحيان الشعور إلا غزى إحساسي أحسه ذنب .. أو خطئية
ماني عارفة ألقى له تفسير
شفتها مقبله علي بيدهـا كوب قهوة .. سحبت لهــا مخدات من الحجم الكبير وجلست فوقهم جنبي وأنـا فوق الأرجوحه ..
ناظرت فيهـا متناسية إحساسي .. حال ريوم ها اليومين مو عاجبني .. ضعفانه ووجها ذبلان كل ما أسألها شنو فيك تتهرب من الموضوع ..
عندي إحساس أن الموضوع له علاقة بيوسف .. لكن دامها ما حكت لي ما ودي أجبرهـا
سألتهـا : ريوم مـا عندك دراسة
رفعت عينهـا لي : لا ما عندي .. وش رايك نطلع .. نصيع .. نروح السوق ونتعشاء بمطعم
رديت بملل : طفشانه ، مالي خلق أطلع من البيت
ضحكت بغباء وأنا جد مالي خلق ظرافتهـا : ههههههههااي .. انتي بس ناظري شكلك
طفشانه .. زهقانه .. تعبانه .. وجعانه
أشحت بوجهي .. مالي خلق حتى أضحك .. ويمكن بغير رغبه مني تجمعت الدموع بعيني ..
سألتني : غريييييييبه بنووووو .. دامك طفشانه دقي على عزيز يجيك
تنرفزت من غير مبرر : ما ودي أكلمة ولا ودي أقابله
وقفت وصارت قبالي .. قطبت حاجبهـا : بنوووو شفيك !!.. ايش صاير !.. أنتِ ليه مضايقه
لفيت وجهي ومسحت بسرعة دمعه طفرت من عيني وتلتهـا دموع ثانية .. وبديت أشاهق
قربت مني بحنيه : بنووو حبيبتي وش فيك .. عزيز زعلك بشي
وأنـا امسح دموعي مثل الطفله بظهر كفي : مـا زعلني بشي
ريوم : عجل شفيك يا قلبي
بحيرة وصوت متهدج : مدري يا ريوم .. أنـا نفسي مدري شفيني
ضمتني أختي حبيبتي : يا قلبي عليكـ
أنـا فاهمه شعوركـ يا ختي أنتي محتارة بشعوركـ
هزيت لهـا رأسي بالإيجاب .. يمكن حسيت ببصيص أمل بداخلي أن في أحد قدر يفهم شعوري وحيرتي ويمكن تقدر تطلعني منه
قالت لي : يا البندري الحزن قصير .. والفرح راح يسكن هنـا .. أشرت على مكان قلبي .. يسكن بحياتك .. اتفائلي .. عيشي الحياة بالحب بجميع صفاته أختاري كل أنواعه لتعيشي سعيدة
ابتسمت لها بوسط دموعي .. ضميتهــا : الله لا يحرمني منك يا أغلى أخت
مسحت دمعتها بسرعة وهي تضحك : أقوووول بلاش حركات الأفلام الهندية ما أحبهــا ترى
ضحكت قصب عني : هههههههههههههه
سحبت يدي .. وصارت تدور فيني
الدنيا حلوة
الدنيا حلوة واحلى سنين
بنعيشها واحنه ياناس عاشقين
ننسى اللي فاتنه ونعيش حياتنه عالحب متواعدين
انسى
كل الاحبه اتنين اتنين
متجمعين بالهوا دايبين
على ايه تكشر وليه تفكر ده العمر كله يومين
انسى
انسى اللي راح على طول على طول
ما تسيبش زعلك مرة يطول
افرح شويه واضحك شويه كده خلي روحك عاليه وهاي
ويا قلبي غني كمان وكمان
وصل غنايه لكل مكان
وانا لو عليه ده الوقت جايه علشان اقول يازعل باي باي
الدنيا حلوة
*
*
فتحت الدولاب أطلع له ملابس .. وأنــا أسمع صوت الدش القوي وهو يدندن تحت الماي .. بالموت قدرت أخليه يقوم يسبح .. يا ربي ها الرجال يحب النوم.. وحضرته ما جاب معه لا بتوب يعني كيف راح نحجز لنــا .. ولا جاب معه الجهاز GPS
يعني كيف راح نروح للجبل .. وحنـا ما نعرف الطرق
طلعت من الدولاب بنطلون جينز .. مع جكيت أحمر مطبوع عليه من الخلف ماركة فراري .. مع حزام أبيض ..
فرشت الملابس على السرير إلا رتبته قبل شوي .. وأخذت غرشة عطر من شنطتي .. برائحة العود مع المسك..
بخيت على ملابسه .. لين غرقتهــا
لدرجة شعرت أني دخت من الرائحة الحلوة إلا تدوخ .. حتى محفظتة بخيتهــا .. وبخيت على فستاني القطيفة إلا لابسته بعد
سحبت مفتاح السيارة إلا مأجرينهـا من المطار .. لصقت عليه ستكر أبيض فاضي وكتبت عليه بخط حلو راح توحشني
فجأة انفتح باب الحمـام .. ما حسيت لما انقطع صوت الماي .. خبيت مفتاح السيارة ورا ظهري
قال لي : سلمى الله يعافيك جيبي لي كأس ماي
ابتسمت له : أن شاء الله
استغليت أنه لف عني وحطيت المفتاح على التسريحة ورحت عند البار إلا بالمطبخ .. وصبيت له ماي بارد بكأس زجاجي .. وعلى ما وصلت الغرفة لقيته لابس ومنتهي .. رتب شعره بالجل بسرعة ..
سألني : الساعه كم الحين سلامي
رديت عليه وأنـا أقرب منه أسكر له سحاب الجكيت على شان لا تجيه لفحه هوا وهو توه سابح : الساعه 5
سحب محفظتة ومفتاح السيارة على عجل : أن شاء الله ألحق قبل لا يسكرون
ابتسمت له : لا أن شاء الله تلحق
وباسني على خدي اليسار قبل لا يطلع
اتسعت ابتسامتي وأنـا أشوفه يطلع من الشقة .. حطيت يدي خلف رقبتي بحالمية ..
راح انتظر حبيبي لين مـا يرجع .. لأني مالي خلق أطلع .. لاحقة على الطلعات .. تونـا اليوم واصلين
:
:
كلمني صاحبي تو يسأل عني ويني تأخرت لأنه هو إلا راح يساعدني بالحجز .. يا خوفي بها الفترة من الصيف تكون الحجوزات فل ..
طلعت مفتاح السيارة من جيبي .. بفتحهــا .. مدري وش فيني متدوده .. ماني عارف أفتح السيارة .. يا ربي ليه أحس رائحة عطر سلمى ملاحقني لهنـا
يا ربي ها البنت دوختني .. حتى بشذى عطرهــا
أخذت نفس عميق وأنـا أتخيل شكلها ورائحتها .. وأنـا غارق
بسحرهــا لها الدرجة مأثرة علي .. أصلا هي تصيب العطر بالريبة .. يقول العطر أنـا زايل ويبقى بي
فتحت السيارة .. ودخلت وأنـا أحاول أضبط من نفسي ومشاعري إلا قصب عني تأخذني لهـا .. جيت بدخل المفتاح .. إلا انتبه للورقة المكتوبه .. يا ووووويل حالي عليك يا سلمى .. هذي البنت راح تجنني معهـا
لوهله فكرت أني أنزل من السيارة وأروح لهـا ركض .. وأحضنهـا ,ألغي كل شي ..ونقضي اليوم بطوله مع بعض ..
نزلت من السيارة مثل الملهوف .. لكني ما قفلتهــا .. مشيت مسرع من خطواتي وأنـا عاض على شفتي .. دقيت الجرس كذا مرة .. ما ردت علي ..
انتبهت لطيفهـا واقف عند الستارة .. دقيت بيدي عده مرات على الشباك ..
فتحت لي وعلى شفاتها ابتسامة تدوخ وتذوب
ابتسمت لها وانا مميل راسي : جنيتي على نفسك يا روحي
ابتسمت لي وهي تخبي نفسهـا خلف الستارة
قلت لهـا : سلامي أفتحي الباب
ردت علي من وراء الستارة بدلع : لاااااااا مراح افتح وروح لشغلك ولا تتأخر
: سلمى افتحي الباب لا والله مراح يصير خير
ردت علي بدلع دوخني أكثر : حبـ ي بي روح ماراح أفتح
سندت رأسي على الشباك : يا حبي أحبك والله أحبكـ
وأخيرا طلت علي القمر وشفاتها ملطخه بلون الورد
: وأنــا أحـ بـ كـ
تنهدت من قلب : أحبكـ وأحب الدار إلا سكنتي فيها
شلتك بعيني .. وشلت الحب بأعماقي
قالت لي : والروح بالشوق غنت لك أغانيهــا
آآآآه يا قلبي عليهــا .. راقيه بذوقهــا وقلبها بالوفا راقي .. والله لو أزرع الطيب بين الناس يكفيها
*
*
افتح دولاب .. اسكر دولاب
اووووووووف ملل .. تركت إلا بيدي
انسدحت على السرير ومسكت الجوال .. وجلست ألعب بطفش
وأصابعي شوي وتكسر الجوال من كثر ما أنـا ضاغطه عليه
أحس بقهر ودي أطلعه بأي أحد .. كفاية قبل شوي طلعت قهري بحور مسكينة .. ضربتهـا لأنها مو راضية تحفظ الأنشودة .. وتبي تلعب .. وجعت قلبي لما قامت تبكي .. هي مالهـا ذنب .. أووووووف
فتحت ألبوم الصور إلا بالجوال .. وجلست أتفرج على الصور أضيع وقت .. فتحت الصورة إلا فيهــا عبد العزيز واقف جنب الفرس نوارة ..
تنهدت تنهيدتين ..
ليه اليوم طاحت دموعي
غرام !!
وش حدك يا دموعي تنزلي
يا دمعتي تنزلين و مركبك عالي
قالت لي دمعتي مكاني على خدك
والله عيوني مكانها الصاحب الغالي
يا زينك يا عبد العزيز بها الصورة .. ليه الشوق يا خذني لك
امممممممممم .. اعمل بنصحية ريوم وأدق عليه .. يمكن كلامهـا صحيح .. ممكن الرجال فيه شي وأنـا ولا حتى فكرت أسأل عنه
لكن مدري أحس فشله أدق .. يمكن هو ما يبي يكلمني أو مشغول
يا رب ارحمني .. وش سويت فيني يا عبد العزيز .. قلبت حياتي فوق تحت والله اني كنت عايشة براحة قبل أعرفك ..
والحين من عرفتك !!
نمت على السرير وأنـا أناظر السقف .. من عرفتك ، خليتني أضحك معك .. حتى ركض ركضنــا .. معك صرت أعمل أشياء ما قد تخيلت أسويها
يمكن لأني حسيت أني قريبه منه .. قريبه لقلبه
أحس أني ودي أحكي له .. أشكي له
والله أن اليوم ثقيل علي لمـا ما سمعت صوته .. وأنـا كارهه ها الأحساس
أحس بمشاعر حنين تأخذني ..
أحس أني شفقانه ومحتاجه
معقولة هو أخذ قلبي والمشاعر !!
طيب خليني أدق مراح أخسر شي ..
وأولـ سؤال راح أسأله أنت مشغول ..
رحت لعند قائمة الأسماء .. وصلت لعند اسم الدكتور عبد العزيز ..
حسيت أن الأسم جامد ..
هو الحين صار زوجي .. أحس غباء أني اسميه كذا
ضغط على edit وعدلت الاسم .. غمضت عيني لحظة وانا اتنفس بوضوح ..
طرى على بالي اسم ..
كتبت " أسكن جو قلبك !! "
وما فكرت كثير ليه أنا سميته بهذا الأسم
سميت بسم الله ودقيت عليه
انتظرته يرن .. يرن .. يرن
لا مجيب .. ضغط على إلغاء الأتصال وأنـا مقهورة
كنت ناوية أرمي الجوال على الأرض بقوة .. لكن خفت يتكسر وهو يرجع يتصل علي ويلاقيه مغلق .. مسكينه أنـا رميته من القهر على مخدات السرير الصغيرة المتناثرة فوق بعض
ليــــه مــا رد علي .. أكيد متقصد ما يرد
وش قصدة بذي الحركة .. سخيف
خنقتني العبرة .. بعدها بدقايق سمعت صوت الجوال يرن .. شفت
اسكن جو قلبك !؟
يتصل بك
سخيف يا عبد العزيز ومراح أرد عليك .. لا لا راح أرد وراح أقول له أنت إنسان سخيف
رديت بنرفزة : الـــــو
وكان باين من صوتي اني شوي واكفخه
رد علي : الو ، السلام عليكم
كح كح كح كح كح كح كح
رديت بحرج : وعليكم السلام
عبد العزيز سلامات وش فيه صوتك !!
تكلم بصوت فيه بحه با الياله يطلع منه : الله يسلمك .. بس شوية انفلونزا
ضيقت عيني : من متى وانت مريض !!
عبد العزيز : اممممممم يعني شي يومين
: طيب ليه ما قلت لي !!
سمعت صوت همهمه : والله يا حبيبتي كنت ما أقدر أرفع راسي من المخدة ... تعبان مررررررررره .. حتى تو لما دقيتي علي .. كنت نازل تحت أخذ لي حبتين flu tap
ولما صعدت فوق وشفت رقمك .. على طول دقيت عليك
أخذت نفس .. وأنا متضايقه داخل نفسي.. كيف أني كنت ظالمته وهو يا حرام تعبان وحالته حاله .. والله أني ما استحي على وجهي .. زوجي مريض وأنا ولا حتى فكرت أسأل عنه
: طيب كيفك الحين يـــا قــلـ ....
ما قدرت أنطقهـا .. أحسها ثقيله على لساني
رد علي : من سمعت صوتك أنـا بخير يا قلبي
تسارعت دقات قلبي .. وهو اختفى صوته .. خفت صدى أنفاسي تفضحني ..
سمعت صدى أنفاسه السريع
: عزيز وين رحت
همهم : هممممممممممم
حسيت أن الرجال بدأ يدوخ وأن الدواء بدأ يعطي مفعولة .. والنعاس مأثر عليه
: عزيز أخليك ، شكلك تعبان وتبي تنــام
رد علي بسرعة وكأنه صحى : لااااااااا البندري .. خليك معي .. أبي أخر صدى أسمعه قبل لا أغفي يكون صدى صوتك
من غير شعور مني ابتسمت وكأنه قبالي : ما عندي ما نع .. لكن أنت يا حبيبي شكلك تعبان
ضغط على شفايفي بقوة .. على أني قلت كلمة حبيبي ..
سمعت صوت تنهيدته إلا تفضح حبه
قال لي وصدى صوته يتردد بمسمعي
يتردد بهيـام ، بشوق ، بحنين :
أحبـــــكـ
أحبكـ
والله أني أحبكـ
لحد يسألني عن دقات قلبي إلا صارت تضرب بعنف شديد .. والعرق بدأ يتصبصب على وجهي
من كثر الخفقان إلا حسيته ودي أحب كل زهره بالحديقة .. أعانق كل شجرة .. أضم كل موجة
كملـ بنفس الهيـام ، وأنـا أحس أن الرجال بدء يدوخ من تأثير الدواء
: آآآآه يا روحي قد ها الدنيا أعشقك ويمكن أكثر
آآآه يا عبد العزيز أنت مستحيل وإحساسك مستحيل .. آآآه أحاول أخفي أحساس غزاني .. رميت نفسي على السرير وأنـا مغمضة عيني .. مدري كم مضى على الوقت وحنـا مستمتعين بأنفاس بعض .. عمري كله مـا حسيت أن قلبي يدق بهذي الصورة المجنونة
فجأة حسيت أن أنفاسه هدئت .. وكأنها أنغام موسيقى متناغمة
ناديته بهدوء : عبد العزيز .. عزيز وين رحت
ما سمعت إلا صدى أنفاسه .. بعد عمري شكله تعبان من قلب .. ودايخ
قفلت السماعه . وحطيت الجوال جنبي
كبرت المخده وحضنتهـــا ونمت نووووووووم جميييييييييل .. غرقت بأحلامي الجميلة
صحيت الصبح وأنــا أشعر بنشاط غريب ..
أخذت لي شاور سريع .. وبعد كذا طلعت وأنـا لافه الروب على جسمي .. فتحت الدولاب أفكر شنو ألبس .. طلعت لي تنورة بيضا مع توب فوشيا ..
بعد ما لبست تعطرت بعطر بولغاري الروز وحطيت لي روج فوشيا .. بعد مـا أخذت عباتي وشنطتي .. نزلت تحت .. رحت لعند المطبخ وأخذت لي موزه وقطعه فراولة كانت موجودة بسله الفواكة إلا بنص طاولة الطعام .. مالي خلق أعمل لي فطور .. خليني صحية
وخبرت أمي أني راح أزور بيت عبد العزيز لأنه مريض .. وما ما نعت أبد .. بالعكس نصحتني آخذ معي باقة ورد ..
وأنـا بالطريق كلمت على محل ورد دوم أتعامل معه .. وصيت على ورد جوري روز بلون البنك الفاتح .. وقلت له ما ابي يلفهــا لي إلا بشريطه
رحت استلمتها .. مسافة الطريق إلا هي خالصة .. كانت جنان .. خيال الباقة .. روز وردي فاتح وحولها أوراق خضراء مطوية .. ومجموعة الورد مربوطة بشريطه ..
خبرت السواق يروح لبيت أم محمد .. أنا صراحة ما عمري رحت بيتهم .. وهذي أولـ مرة أروح .. أحس أن إلا قاعدة أسوية ضرب من الجنون
وصلت بيتهم .. نزلت من السيارة وأنـا اتنهد .. رفعت نظري فوق أناظر بيتهم وأنـا أتوقع وين ممكن تكون غرفته .. بها اللحظة إلا جيت بدق الجرس .. شعرت بخوف حقيقي .. ناظرت ساعاتي .. كأني أنا الخبله جايه بدري مثل المطفوقة .. يمكن الناس نايمين .. ممممممممم .. طيب دامني جيت .. بدق الجرس وبعطي الخدامة باقة الورد
انفتح الباب ولا أحد طلع لي ..
مشيت متعدية الحديقة .. دخلت من الباب الرئيسي إلا يطل على الصاله
لفيت نظري بكل زاوية .. وأنـا أناظر بيتهم .. نوافذ طويلة مرة تمتد من الدور الثاني .. وستائر شيفون نازلة من فوق .. وصالة بشكل معين مفتوحة على الدرج والمطبخ .. فيها جلستين .. جلسة وكأنها بستايل هندي .. وجلسة ثانية بستايل كلاسيكي
طلعت لي الخدامة وهي مبتسمة في وجهي ابتسامة غبية
: مدام البندري
ابتسمت لأنها تذكرتني من يوم الملكة ، سألتهـا : عبد العزيز صاحي !!
: no madam
خطرت في بالي فكرة مجنونه .. طلبت منهـا تطلعني لغرفته .. على أساس بترك باقه الورد وراح أمشي ..
وصلنـا لعند الاسويت .. وقالت لي : this is suite Mr aziz
طقيت الباب بخفه عده طرقات .. لكن ما سمعت حسه .. شكله غاط في سبات عميق .. مسكت مسكة الباب .. وفتحته بهدوء .. من غير حتى همس ولا نفس
مشيت بخطوات هادئة و أمشي على أطراف أصابعي لين السرير .. لقيته مطفي المكيف ومباعد البطانية عنه وشكله معرق ..
قربت منه .. حطيت باقه الورد على الكومدينه جنب السرير .. وانتبهت للجوال مرمي جنب راسه .. ابتسمت وأنـا اسحب الجوال من جنبه بهدوء على شان لا يحس فيني واحطه على الكومدينه
طلعت منديل من شنطتي ومسحت جبينه .. ولمست جبينه أتأكد من درجة حرارته .. الحمد الله ما عنده حرارة ..
ابتسمت على شكله الهادئ وهو نايم .. شكله طالع غير .. برئ حيل . مثل براءة الأطفال .. فيه شبه كبير من سارة .. نوم العوافي أن شاء الله
لمست خده إلا طالع له لحيه خفيفه .. وسحب ورده من باقة الورد من غير ما أخرب شكلهـا ناوية أحطهـا جنبه على الوسادة قبل لا أمشي
:
صح هذي أنتي !!
هذي عطرك !!
والله أنـا قمت أهذري
فتحت عيوني ببطئ .. وأنـا خايف ما تكون هي يكون خيالهــا .. أنا عارف أني قمت أهذري ..
عانقت عيونهــا : هذي أنتي !!
أنتي معي ما ني مصدق !!
ابتسمت لي : إلا صدق
عدلت من وضعي وجلست متسند : فا جأتيني .. ما توقعتك ابد تجين
نزلت رأسها على استحياء .. انتبهت للوردة إلا ما سكتها بيدهــا .. معقولة الورد يلمس الورد !!
الله يحي ها الطله المحروسة .. آآه يا قلبي هنيالك .. البندري موجودة جنبي ولا وين بغرفتي .. مدري يا خوفي أنا أتخيل !! أحلم !!
لمست طرف أصبعهـا أبي أتأكد هي حقيقة جالسة معي .. لما حسيت بحرارة الشوق بيدهــا الدافية ونبض عروقهــا ..
قالت لي : سلامات عبد العزيز .. ما تشوف شر
: الشر ما يجيك يا قلبي
وقربت أصابعها من فمي وقبلتهـا
وبعدهــا حطيت يدهـا على صدري : مشتاق لك حيل
يا ربي ها البنت بتجنني بخجلهـا .. وقفي لحظات بين ضي عيني خليني أشبع من شوفك .. خلي قلبي يضمي وتضمي عروقي .. يا بنت أنـا ضامي .. مهما أشرب من حنانك أرجع أضمي
ناظرت بعيونهـا أبحر .. هل أنـا ساكن جو قلبك !!..
تكفين جاوبيني ..
كل المشاعر أنا ريتها
في دنيا الغيم يمطر
حب وشوق
بعد لحظة عناق العيون إللي تمنيت أنه ما ينتهي ..لاحظت أنهـا تناظر الباب إلا مفتوح نصه ، سألتها : وش عندك يا البندري ، عندك صداقة مع الباب
سحبت يدهــا ووقفت وهي مرتبكة ، قالت وهي تلعب بأصابعهـا : امممم ، مدري أخاف تجي أمك وتشوفني بغرفتك ، فشله عزيز
رفعت حاجبي : لا والله أحلفي ، ليكون داخله غرفة واحد من الشباب .. أنتي زوجتي ومحد يقدر يتكلم .. فاهمتني
قالت تنهي الموضوع : اممممم ، طيب عزيز قوم أخذ لك شاور ينشطك .. وعلى شان التعب إلا تحس فيه يروح
تنهدت : أصلا كل التعب إلا فيني راح من شفت طلتك المحروسة
رفعت الغطاء بعيد عني : عزيز يا الله قووووووووم على شان تلحق على صلاة الظهر
استسلمت لها بالنهاية .. وقمت من السرير .. وناظرت بغرفتي الحوسة .. يا ربي تشبه أوضاعي المحيوسه
ناظرت فيهــا .. كانت فاتحه عبايتهـا وطرحتهـا على كتوفهـا .. وشعرها رافعته وخصل طايحة على وجها .. انتبهت للبسها تنورة بيضا مع توب .. مدري وش يسمونه البنات وردي غامق .. والله زوجتي أنيقة فديت قلبهـا
: آسف يا أنيقة على الحوسة إلا بغرفتي
ضحكت : لا بالعكس غرفتك مرتبة تعتبر بالنسبة لغرفة عبد الله
غمزت لهــا : عقبال ما تجين أنتي وترتبيهـا ...
بنو حبيبتي أنزعي عبايتك ما في أحد بالبيت
أخذت المنشفة من على الكرسي .. وقبل لا أدخل الحمام الله يعزكم ... تذكرت شغله .. وناديتهـا : البندري .. لا تمشين انتظريني أوكي
:
:
حاولت أصرفة بالكلام .. بس أبيه يدخل يتروش على شان أقدر أنزل تحت وأهرب .. يا ربي أنا وش دخلني بهذا الموقف
رديت عليه : أوكي أوكي مراح أروح مكان بس أهم شي أنت لا تتأخر
بعد ما تأكدت أنه دخل الحمام وسمعت صوت الماي .. طلعت من الغرفة أهرول .. نزلت من على الدرج بسرعة .. على آخر عتبتين .. انتبهت لظل شخص واقف بآخر الدرج .. رفعت عيني .. شفت أم عبد العزيز تناظرني باستغراب .. بلعت ريقي .. وأنـا خايفة .. يا ربي وش راح تقول الحرمة الحين عني .. ولا داخله بيتها من غير إذنهـا .. ونازلة من فوق وكأن البيت بيتي .. أخاف تظن أني بايته عندهم ..
لعنت وسبيت نفسي مليون مرة على اللحظة إلا فكرت فيها أجي هنـا
ابتسمت بتوتر .. وأنا خايفة من رده فعلهـا
: شلونك خاله
قربت منهـا وبست رأسها
من بعد ابتسامتهـا حسيت بارتياح : هلا بيك يا بنيتي .. تو ما نور البيت .. تحبين الكعبه أن شاء الله
قلت برتباك : جيت أشوف عبد العزيز .. تو أمس كلمني وقال لي أنه فيه حمى .. ولما دخلت البيت ما شفتك خالتي
ردت علي : خذي راحتك حبيبتي البيت بيتك .. وزين أنك جيتي من بدري تعالي أفطري معنــا
قلت وأنـا أحط الشيلة على راسي : لا والله خالتي تسلمين .. راح أمشي
عيت علي : لا لا شنو تمشين أول مرة تدخلين بيتنـا .. وما تتقهوين .. ما يصير ..
مسكتني من يدي وجلستني على الكنب إلا بالصالة ..
وقبل لا أجلس سحبت شيلتي : يا الله عاد انزعي عباتك .. ما في أحد غريب بالبيت
بعد ما نزعتهـا .. أخذتها مني على شان تعلقهـا ..
بعد كذا انتبهت أنهـا راحت لعند المطبخ ترتب صينية القهوة مع التمر
ابتسمت بعد كذا وأنـا أشوف عبد العزيز ينزل مستعجل من الدرج .. حتى أنه ما سكر أزارير ثوبه .. مسكين على باله أني مشيت
جلس جنبي وهو يدخل الكبك : وينك يا شيخة خفت تكوني مشيتي
كذبت عليه وأنا أحك أسفل أنفي : امممم .. نزلت أشوف خالتي
قرص زندي : تبين تشوفين خالتك والله تهربين
: آآي عزيز والله توجعني
ظل يقرص أكثر : آآآه تجنني .. ودي أقطعك تقطيع .. جلدك جميل مثل الرخويات
شفت خالتي جايه لصاله وحامله صينية ، اشتكيت لها : خالتي شوفي عبد العزيز .. يوجعني .. صاير متوحش
ناظرته بنظرة .. وكأنه طفل وراح تعاقبه على أفعاله الغير سوية : عزيز وبعدين معك .. خل البنت بحالهـا .. يعني تركتني .. وجيت الحين لزوجتك تقرص فيهـا
كلمتني : أنتي ما تدرين يا البندري أن ولدي عنده هواية يقرص بزنودي ويعض عض فيهم
ضحكت بخفة وتكلمت بصوت واطي ما سمعني إلا هو : يا متوحش
تكلم بلهجة تهديد : اصبري علي .. تروحين تشتكي لأمي
جات خالتي وبيدها دله القهوة .. مدت لي بيدها اليمين الفنجان .. أخذته منها بيدي اليمين : لا هنتي يا خالتي
جلسنـا نسولف بعدهــا ..
وقبل وقت صلاة الظهر ..
: طيب يا خالتي أنـا أستأذن
خالتي : شنو تستأذني .. تغذي معنـا .. ما يصير أنا حاسبتك معنـا بالغذاء
ناظرت بعبد العزيز وقال : أنـا ما قلت شي أمي إلا قالت
ابتسمت بخجل بوجه خالتي : ما يصير يا خالتي ما خبرت أمي
خالتي : الحين أنا أدق عليها وأخبرها .. بعد هذا بيتك الثاني
ووقفت خالتي : طيب أنـا بروح أشوف الخدامة وش عملت في الغذاء
بعدهـا بدقايق سمعت خالتي تناديني من المطبخ .. قمت لهــا .. شفتهــا تحط الفحمه بالمبخر وتطلع البخور وتحطه فوقة ..
بخرتني وبخرت شعري ..
: مشكورة يا خالتي
ابتسمت لي بحب .. مثل ابتسامة الأم الحنونة لبنتهـا : لا تناديني خالتي .. أنتي زوجه ولدي وأعتبرك مثل بنتي إلا ما جابتها
قلت بخجل ممزوج بفرح : أن شاء الله يمـه
أعطتني المبخر بعد مـا زادت البخور على شان أبخر عبد العزيز قبل لا يروح المسجد ..
رحت لعنده ودخان البخور يتطاير ينشر رائحته العبقة بكل مكان .. لقيته واقف عند المرايا إلا بالمدخل يضبط شماغة .. قربت منه .. وبخرته وهو رافع شماغة ..
وحطيت المبخر عند المرايا .. وقربت منه أسكر أزارير الثوب الفوقية إلا نسى ما سكرها .. يمكن عجبني دور الزوجة إلا تهتم بزوجهـا .. ولله مدري ليه أنـا قمت بهذي الحركات .. أحسهـا تصدر لا شعور مني
شعرت بأنفاسه الدافيه تلفح وجهي وصدري .. وهو مطوق يده حول خصري .. غمضت عيني أحاول أقاوم الشعور إلا يحتويني لمـا أكون بقربة ..
سمعنــا حس سارة : عمووووووو عزيز
لف لهـا عبد العزيز : يا بنت الجنية أنتي من وين طالعه
لفيت رأسي .. ويد عبد العزيز مازالت على خصري .. كسرت خاطري سارونة .. شكلها توها جالسة من النوم .. شعرها كاش من النوم والبجامه جهه من البنطلون مرتفع .. وتحك بعينها من النعس
حررت نفسي من عبد العزيز ورحت لهـا لوين ما هي واقفة وحملتهـا قرصت خدودهـا : صباح الخير يا عسل
ابتسمت لي : صباح النور خلوووو
: يا بعد عمري
جاء عبد العزيز لعندي وقرص خدها اليمين بقوة لدرجة حمر : يا بنت أنتي من وين طالعه .. ليه ما تروحي تنامي بيتكم
ردت عليه : هذا بيتي
عبد العزيز وهو رافع حاجب : عشتوا .. أخاف بس ضفتك لدفتر العائلة وأنـا مدري
طلعت له لسانها مع أنها مو فاهمه شنو يقول لكنه يسخر عليهـا : أنـا أنام مع ماما مو معك
رد عليهـا يناكفهـا : هذي أمي قبل لا تكون أمك
سارة : أمي أنا بعد مو بس أمك أنت بروحك
عبد العزيز : لا والله هذي أمي .. أنتي روحي لأمك ما نبيك ببيتنا
ضحكت عليهم أثنينهم .. يا حليلهم .. شكلهم يضحك وكل واحد يبي يقهر الثاني ..
قرب مني وهمس بإذني : فديت ها الضحكة وراعيتهـا
دفيته بعيد عني : يا الله عزيز على شان لا تتأخر على الصلاة
راقبته وهو يطلع من البيت وبسمه ارتسمت على ثغره
يـا منيه القلب المعذب رحمة ..
بالمستجير من الجوى بحمـاكِ..
ترضية منك إشارة أو بسمة ..
أو همسة تشدو بها شفتاكِ ..
لا تهجري وتقوضي أحلامه ..
وتحطمي آماله بجفاكِ..
وترفقي بفوادهِ وتذكري ..
قلبا بداية سعدِهِ رؤياكِ ..
قد كان أقسم أن يتوب عن الهوى ..
حتى أسرتِ فؤداهُ بصباكِ..
::::::
بعد الغذاء أخذتهـا لعنـد المسبح ..
ناظرت سطح الماء الراكد .. يـا سبحان الله .. أرى نفسي بانعكاس عدسة عينيهـا الشفافة .. وكأنهـا زجاجه شفافة موجودة بوسط الصحراء .. تمر من خلالهـا الشمس من غير انعكاس ولا انكسار .. شفافة مثل شفافية روحها وصافية مثل صفاء قلبهـا
مسكت يدهـا .. أعد عروق يدهـا .. ابتسمت .. لاحظت ابتسامتي .. واستغربتهـا .. حسيت أنها تحس أن في شي غريب بالموضوع
تهجت حروف اسمي : عبد العزيز
رديت عليهـا وأنـا غارق في مرفأ عينيهـا : يــا عيونه
ميلت رأسها بخجل : عزيز أحس فيك شي وراك شي
ابسمت لإحساسهـا : آآآه من إحساسك .. أنا ما ذبحني غير ها الإحساس
قلت لهـا وأنا أدخل يدي بجيبي : غمضي عيونك طيب
ناظرتني بشك ، قلت لها : لا تخافين
ويا الله بسرعة غمضي عيونك قبل لا أغير رأيي
كتفت أيدينها وغمضت : كاني غمضت
طلعت يدي من جيبي .. وبسطهـا قدامهـا وقلت لها : يا الله فتحي حبيبتي
رفعت رموشهـا ببطئ .. وظهر وجه البدر خلفهمـا .. آآه من مرفأ عينيكِ أغرق أغرق .. حتى ردة فعلهـا .. وكأنها طفل يركض على الصخر ويستنشق رائحة البحر
تصرفاتها مثل الأطفال تطلع عفوية معهـا ، شهقت ، وفتحت عيونها على وسعهـا وحطت أيدينها عند خدهـا : حبيبي وين لقيتهـا
ابتسمت لسعادتها : قلت لك حبيبتي إن شاء الله راح نلاقيهـا
سحبت يدها اليمين من حجرهـا ولبستها الدبله الألماس وقبلت طرف إصبعهـا
: خلاص حبيبتي رضيتي الحين علينـا
البندري : أنا طول عمري راضية عليك
تنهدت : أن شاء الله دوم تكوني راضيه عني .. ومن اليوم راح آخذك السوق تشتري لك دبله ذهب عادية على شان تقدري تستخدميهـا بأي وقت وهذي خليها للمناسبات
ردت علي بأدب : أن شاء الله
*
*
أيدنـا متشابكه .. وحنـا نمشي بالداون تاون .. نتلفت على بعض المحلات ونعلق .. أشرت لعبدالله على محل تحف ودخلنـاه ..
كان الدزاين إلا غالب على المحل الدزاين الإيطالي .. أولـ ما دخلنـا المحل شفنـا الأقنعه التنكرية إلا يستخدموهـا بالحفلات التنكرية .. أخترت لي قناع بدرجات الأزرق والذهبي
ناديت عبد الله والقناع بيدي : عبد الله عبد الله .. تعال صورني وأنـا لابسة القنـاع
ضحك عبد الله : جنيتي .. شوفي نظرات صاحب المحل شكله راح يطردنـا
: ههههههههههههه ، لا تخاف مراح نخرب شي من اغراضة .. وعلى العموم اذا اخترب القناع راح ندفع قيمته مع أن سعره خيالي
تحمست : يا الله عبودي صورني قبل لا يطرنـــا
لبسته وأنـا أضحك وهو ماسك الكاميرا يصورني ويضحك على هبالي .. رجعت القناع مكانه من غير ما أخرب شي .. دخلنـا لداخل المحل نتجول أغلب الأشياء مكتوب عليها ممنوع اللمس .. طول مـا أنا أتجول بين التحف الكرستاليه والزجاجية ضامه شنطتي لعند صدري أخاف وأنـا أتحرك تضرب بتحفة وتطيح ونبتلش حنـا .. لكن المحل أقل مـا يقال عليه يجنن يخبل .. التحف إلا فيه تهوس الواحد .. لكن أسعاره خياليه جنونية ..
عجبني طقم كاسات باللون الأحمر وفيهـا نقوشات باللون الأذهبي .. ومكتوب عليه أن هذي من ماء الذهب ..
رحنـا لعند التحف الكريستالية .. يا الله خيال تجنن .. عجبتني
في تحفة كريستالية سوارفسكي على شكل حصان وكأنه هايج .. والإنارة الصفراء مكونه عليهـا مع انكسار الضوء أجمل ألوان الطيف .. والأحجار إلا واقف عليهـا من الألماس ..
قلت لعبد الله : عبد الله وش رايك بهذي التحفة
ضحك : أنتي صاحية .. أنتي شفتي كم سعرهـا
ضحكت على كلمته : أنــا صاحي لهم .. هههههههههههه .. أنا ما قلت لك نشتريهـا .. قلت لك وش رايك فيهـا
مسكني من يدي : أقولـ سلامي خلينـا نمشي من المحل .. قبل لا يجينـا هبوط من الأسعار
ضحكت : هبوط من الأسعار والله هبوط من الأسهم
ضحكنـا اثنينــا وحنـا طالعين من المحل .. هذا إلا يشوفنـا يقول سكرانين .. وحنـا سكرانين من الضحك والفرح ..
أخترنـا لنـا بعدين مطعم هندي .. وتعشينــا فيه ..
طبعـا مت من الحرارة إللي بالأكل .. أولـ مرة بحياتي أحس أن الحرارة تطلع من أذني وأن دخان يطلع من راسي .. يعني إللي يجيبونه بأفلام الكرتون حقيقه مو خيال
وقبل لا يحاسب عبد الله .. رحت للحمام أضبط من شكلي .. لأن أحس بحرارة تنبع من داخلي ..
بعد مـا رتبت حجابي إلا باللون الأورنج .. مطقمته مع قميص أبيض طويل فيه تطريز باللون البرتغالي مع بنطلون جينز ..
طلعت من الحمام .. ما لقيت عبد الله جالس على الطاولة فتوقعت أنه سبقني لبرا ..
أولـ مـا فتح لي العامل باب المطعم .. وقفت لبرهه أستوعب الموقف قدامي
شفت عبد الله يسلم على وحده شقراء .. صافحهـا .. جات بتسلم عليه وتبوسه على خده مثل عادة الأجانب .. هو منعهــا ..
مرت دقايق وهم يسلفون وضحكون ..
من غير شعور مني الدخان إلا لما كنت آكل الأكل الهندي رجع لي لكن ها المرة لسبب ثاني .. منهي هذي المرأة إللي سلم عليها بكل حرارة ويسولف معهـا وكأن يعرفهـا من سنين .. ثارت فيني جنون الجاهليه
مشيت بخطوات ثابته ناحيتهـا .. كنت بكل خطوة أخبط الأرض وكأني راح أفجر أنفجار ..
:
عبد الله : Hi , how are you , long time to see you
Sara: l'm fine , I miss you and all my friends
عبد الله : every body is OK
بهذي اللحظة وصلت سلمى .. عرف عبد الله سارا على سلمى
: this is my wife salma
Sara: wooow you just got married
: yea, l'm came here for honey moon
Sara: yha, that's great
: OK, I have to go now
Nice to meet you
Sara: nice to meet you too , enjoy your time
:
:
طول الطريق وأنـا ساكتة حاسة أني إذا تكلمت راح أنفجر .. راح أفجر قنبله .. إللي قاهرني أنه يكلمهــا قدامي عادي ويضحك ويتبوسم لهـا ولا كأني موجوده .. ولا وهذي إللي اسمها سارا مدري وشو .. أحس تناظرني بكل حسد .. ولاحظت ملامح الخيبه لما شافتني مقبله عليهم وعرفهـا علي عبد الله على أساس أني زوجته .. شفت خيبه الأمل المرتسمة بعينهــا .. حنـا حريم ونفهم على بعض
أولـ ما وصلنـا الشقه نزلت من السيارة .. وخبط بالباب .. طلعت المفتاح من شنطتي ودخلت الشقه وشغلت الأنوار وسكرت الباب وراي حتى مـا انتظرت عبد الله يدخل وراي .. هو عنده مفتاح ويعرف كيف يفتح باب الشقة
بعد مـا دخل ونزع جاكيته .. شفته يروح للمطبخ ويشرب كأس ماء .. كل هذا وأنـا جالسة على الكنب بالصاله وأهز رجولي من العصبية
جاء لعندي بالصاله وانتبه أني أهز أرجولي : شوي شوي عليك .. وبسخريه .. سببتي لنـا زلزال بالشقة
لفيت وجهي بقوة وتطاير خصل من شعري معي
قرب مني : وش فيه الحلو زعلان
لفيت عليه بجمود وانفجرت بوجهه : يعني تشوفهـا حلوة تسلم على بنت قدامي شوي وتحضنهـا
ناظرني بحده : سلمــى
وقفت بعصبية ورميت حجابي : شنو سلمى .. تبيني أسكت .. أنكتم .. لا والله مراح أسكت .. وتقولي مني هذي وكيف تعرفت عليهـا .. وعلى أي أساس تسلم عليك
بكل برود أعصاب رد علي : حيلك حيلك .. شوي شوي علينـا راح تأكلينـا
أولا هذي سارا كانت معي بالجامعه .. يعني زميلة دراسة وأنـا طالع من المطعم شفتها وسلمت عليها
حطيت يدي عند خصري : وأنت كل زميلاتك بالجامعه .. تسلم عليهم وتصافحهم شوي وتحضنهم
ضحك بسخرية : أنتي ليه معصبة الحين .. شي عادي .. هم هنـا تعودوا يسلمون على الرجال .. وحنـا لازم نجاريهم .. على شان لا يفكرونك من الجنس الثالث
فار دمي : أحلف يا شيخ .. عذر أقبح من ذنب ..
أذا هذي بدايتهـا .. وأنت ليه جايبني لكولرادوا .. أكيد حنيت .. وأنـا وش يضمني أن ما كان عندك علاقات .. قبـــ
قاطعني بحده لدرجة خفت من نظرته .. إللي كانت مثل السهام : سلمى وبعدين ماله داعي ها الكلام البايخ
وأنتي مـا أخذتيني إللي وأنتي عارفة منو عبد الله وكيف تربيته
بلعت ريقي .. رمقني بنظرة أخيرة وراح للغرفة ..
رميت نفسي على الكنب بقهر .. فكيت شعري ورميت البنسه بعيد على الكنب .. ضغطت على جبيني ومررت يدي بضيق بشعري .. أنـا وش قلت وش هببت .. زفرت بضيق .. رحت لعند المطبخ طلعت لي كأس زجاج وشربت عدة كاسات ماي .. حسيت من بعد الماء البارد أن هدئت أعصابي أو على الأقل خففت من توتري .. أخذت نفس عميق .. ودخلت الغرفة وأنـا ناوية أراضي عبد الله
أنصدمت لمـا شفت الغرفة يكسوهـا الظلام .. إلا من نور خفيف يستسلل من الستارة .. شغلت نور الأبجورة شفته نايم على جنبة اليسار وعاطيني ظهره .. أنقهرت من حركته .. يعني ينام بكل برود ولا كأن صاير شي
تنهدت بضيق .. رحت لعند الدولاب وطلعت لي بجامه حرير .. دخلت الله يعزكم الحمام .. غسلت وجهي عده مرات بالماء البارد .. على شان أقدر أضبط أعصابي .. أنـا مدري وش صابني وخلاني أرمي خيط وخيط بالكلام .. لكن عبد الله طيب .. وأكيد هو يمثل أنه نايم وينتظر مني الخطوة أني أقرب منه .. ابتسمت على هذي الفكرة .. وقررت أني راح أراضية .. بخيت على البجامة بعطر برائحة المسك وعلى عنقي لأن عبدالله يعشق رائحة المسك علي .. مشيت حافية القدمين لين وصلت لسرير .. قربت منه وهو معطيني ظهره .. همست بإذنه
عبد الله .. عبودي .. حبيبي
حسيت بتحطيم نفسي .. مـا رد علي وقتهـا .. وباين من أنفاسه الهادئة أنه نايم .. تنهدت بضيق .. وش ها القلب البارد عليك يا عبد الله تنام وأنت زعلان علي .. حبست دموعي .. وأنـا اتقلب بالسرير .. مو جايني نوم .. أول مرة أنام وحنـا زعلانين من بعض .. لا وهو جنبي ولاني عارفة شنو أسوي
آآآآه .. أعذرني حبيبي .. والله أني آسفه .. مدري وش صار فيني .. صايرة ها اليومين ماني قادرة أتحكم بأعصابي .. معقولة كل هذا من حبوب منع الحمل .. حاولت أقصب نفسي أنـام .. وأغمض عيني بقوة .. لكن النوم مجافيني لهذي الليله .. معقولة يا عبد الله هنت عليك .. تنام .. ولا حتى فكرت أنك تراضيني ..معقولة .. نسيت كل الحب إللي بينـا .. آآه من أرق الصوت .. كتمت عبرتي .. وعيني تغارق بالدمع .. ما ودي أبكي أخاف يصحى ويشوفني أبكي ..
كنت عاطيته ظهري .. وما حسيت أني بللت المخده بدموعي .. إللي تنزل بسكات .. ونمت وأنـا حزينه من غير مــا أحس ..
*
*
من بكرة الظهر
من بعد مـا خليت منار وملاك وحمود يتغذون .. جلست أرتب المطبخ أشغل نفسي وهم خليتهم يكملوا واجباتهم .. اليوم جاسم قال لي أن عنده شغل ومراح يقدر يجي على الغذاء .. بصراحة ضاق خلقي تعودت على وجوده بالبيت بالفترة الأخيرة .. لكن شكله رجع لعادته القديمـة .. ومن ضيقة الخلق مـا كان لي نفس أن أحط لقمة في فمي .. بس أكلت العيال بالقوة على شان أسكت بطونهم .. بعد ما غسلت الصحون .. رفعتهم من المجلى على شان أجففهم .. حسيت بأحد يحط أيده الدافية على عيني..وأن راسي صار متسند على كتفه
ابتسمت .. لأني عرفته .. من لمسه ايدينه
رفعت يديه عن عيني : يا بو محمد مو كأن كبرنـا على هذي الحركات
لفني لعنده : شنو إللي كبرنــا .. تونــا صغار
لم خصري بيده ، تكلمت وأنـا أحس حالي مخنوقة : جــاسم العيال بالبيت
ضحك علي .. ومسكني من يدي : أقول تعالي بس
سألته : على وين ؟
رد علي بغموض : أنتي تعالي ولا عليك
زين منه ترك لي مجال أنزع مريله المطبخ .. وأضبط من ملابسي .. ومشيت وراه .. ومدري وش بلاه اليوم جاسم ..
سألته : على وين مـا خذني ؟ وين البنات ما أشوفهم جالسين بالصاله
جاسم : أنتي تعالي معي وبطلي كثرة أسئله
مشيت معه وطلعنـــا فوق لغرفة البنــات ..
سألته بخوف : جاسم وش فيهم البنــات .. فيهم شي
ناظرني وهو ساكت .. خفت من قلب على بناتي .. مشيت مسرعة للغرفة .. وأولـ ما فتحت الباب .. شفت أشياء تتطاير وصوت فقاقيع من الزينه تطير حولي .. غطيت يدي بفمي أمنع الضحكة إللي قد تصدر مني .. ومن غير شعور مني غرقت عيني بالدمع .. وأنـــا أشوف عيالي يحتفلون فيني .. والغرفة كلهـا مزينه بالزينة .. حتى محمد الصغير يناطط من الفرحة ..
رحت بسرعة ودموعي تنزل مني من غير شعور .. حضنت محمد .. ومنار وملاك طاحوا بحضني يضحكون ويضموني ..
لفيت على جاسم إللي ما زال واقف على الباب والابتسامة ما فارقته .. لدرجة حسيت أن عينه غرقت بالدمع
قلت له : من إللي عمل هذا كله
قرب مني وضمني من الخلف : أنـا فكرت مع البنات نعمل لك حفله .. وأنتي طول اليوم غرقانه بالشغل بالبيت وبالمطبخ .. قلنـا نعمل لك حفله نشكرك فيهـــا على أنك أحلى أم بالدنيـــــــــــــــا
ومهمـــا وصفت لك حبي ومكانتك بقلبي .. مراح أوفيك
ابتسمت له بكل الحب : الله لا يحرمني منك ولا من عيونك ولا من لمسه ايدينك
ساعدني أوقف مع البنـات .. وأنـا حامله حمودي حبيبي ..
مسك جاسم السكين إللي موجود على الطاولة .. وقطع الكيكة إللي كانت مطبوع عليهـــا صورة فيها العائلة كلهـــا .. وملاك ومنار يصرخون ما يبونه يقطع صورتهم إللي على الكيكة .. ومن كثر صراخهم وهو يضحكون .. ما شفت إلا جاسم غمس صبعه بزبد الكيكة الأبيض .. ولطخ على طرف أنفهم .. قامو يضحكون بقوة على أشكالهم إللي كأنها أرقوز .. وبالآخر جاء دوري ولطخ طرف أنفي
صرخت عليه : جاسم وبعدين .. شايفني طفله قدامك
صرخون ملاك ومنار وهو يناططون : ماما طفله زينـــا .. ماما طفله زينـــا
ضحكت على أنفسنــا .. والله لا يحرمنـا أن شاء الله من ها الضحكة إللي ترد الروح
بعدهـا ووزع جاسم على البنـات قطع كيك .. وأنـا أحسهم متونسين حيل .. يمكن كنـا نحتاج لهذي الحفله من زمـان نغير الروتين ونونسهم ..
لعبنــا معهم بفقاعات الصابون منو إللي يطولهـا ويفقعهـا .. مكسين حمودي قام يصيح لأنه قصير وما يقدر ينط عالي وما يوصل لهـا .. لعبنــا مع بعض لين مـا تعبنــا ..
ورمينــا بأنفسنـا على الكنت الأحمر كان بستايل كرتوني يناسب غرف الأطفال والسجادة الصوفية إللي مرسوم عليها ميكي ماوس وميني
رميت نفسي بتعب من كثر الضحك واللعب
شفت حمودي يصيح يبي حليب : حليب .. ماما حليب
ضحكت عليه : بس تعرف ماما حق الحليب .. والله شي ثاني بابا
ناظرني جاسم : وليه أنتي غيرانه .. على أن أول ما نطق نطق أسم بابا
ضحكت : اييييه مو أنـا إللي أربي وأتعب .. وهو ينادي بابا .. وما يعرف ماما إلا حق الحليب
قرب مني وضمني : يا بعدي أنتي .. أنتي الكل بالكل ..
لي حبيبه
أقرأ عليها الحمد .. وتردد آمين .. من نور وجههـا تنجي كل ظلمـاء .. وغلاهـا متربع بين الشرايين .. متربيــا على نعم ما عرف لا .. وقول من ذا العين قدام ذا العين .. حبيبتي ما هي بحاجه مدح أو إطراء
خجلت من مدحه وإطراءه .. ما تعودت من جاسم أن يقول لي كلمات غزلية كثير
*
*
صحيت من النوم من الساعه 6 الصباح .. لفيت على جهه عبد الله شفته على نفس وضعيته إللي أمس
ما تغير .. تنهدت بضيق .. آآآه أزعلت مني بدون أسباب .. وقلبي محتار .. والله أني محتمل زعلك حبيبي بوسني وصالحني حبيبي وطفي لي القلب في نار .. الزعل ذابحني .. خل أنام الليل وأرتاح .. والله أن زعلك مدمرني حبيبي .. وبعدك مدوخني حبيبي
قربت منه أكثر .. بسته على خده .. وقمت بعدهـا مبتعده عن السرير
أولـ ما دخلت الحمام .. رفعت عيني للمرايا .. هالني المنظر إللي شفته .. عيوني متنفخه ومتورمه من كثر ما بكيت أمس بالليل .. غسلت وجهي عده مرات وفركته على شان أخفي أثار البكي .. أحس بضيقه .. أولـ مرة أتزاعل مع عبد الله .. آآآه معك عرفت معنى الشوق .. ذوبني الحنين .. وإلا مضيق خلقي أكثر أنه حتى ولا أهتم بإحساسي .. وين الحنان إللي وعدتني فيه يا عبد الله .. معقولة كل هذا اختفى بعد الزواج .. ينام بكل برود .. يا ربي من فين جايب ها البرود .. كيف هنت عليه أنه ينام وأنا زعلانه .. تنهدت بضيق علا وعسى تطلع من صدري الضيقة إللي أحسهـــا ..
طلعت بعدها لصاله .. عملت لي نسكفيه .. وفتحت باب البلكونة وجلست فيهــا ..
نسمة عليله لفحت .. وعيوني تايهه بالشارع والبيوت
ونفسي مش على بعضهــا .. مدري كم مضى من الوقت وأنـا أحتريه يصحى من نومه .. بعد مده من الزمن انتبهت له يطلع من الغرفة وهو لابس ملابسة وشكله متروش .. معقولة صحى وما حسيت فيه .. طيب هو ولا حتى فكر يدور علي ولا حتى يناديني .. ظليت ساكته .. انتظره يجي لعندي .. شفته يأخذ له كوب عصير وشربه مرة وحده وأخذ مفاتيح السيارة من على الطاولة وطلع من الشقه ..
أنـا هنـا انصدمت فار دمي .. لا سلام ولا كلام ولا حتى كلمة كويسة .. قهرني قهرني .. أنـا وش سويت على شان يطنشني ويعاملني بهذي الطريقة .. تحركت بضيق وبطفش بالشقه .. وين راح .. وش عنده يطلع من بدري من الشقة .. جيت بتصل عليه .. إلا انتبهت أنه ناسي جواله بالصاله .. اكيييييييييد متعمد ينساه
اوووووف .. اووووووووووف
مليون مرة تأففت .. غبيه .. غبيه يا سلمى .. طول عمرك غبيه ..
من ضيقتي قلت خليني اتصل على البندري اسولف معهـا شوي ..
دقيت على رقم البندري .. إللي ريوم ترد علي : بالله وش هـــا الإزعاج .. احد يتصل بها الوقت .. انتي ما تدرين عندنــا وقت الظهر .. يا آخي حماتك ما تحبك خلصنـا غذاء من زمان
: ريوووووووم أحد حطك سنترال للبندري
ريوم : كيفي .. جوال أختي وأنـا حره فيه ..
تلفون برن عمال برن .. ترن ترن .. يا هلا ومسهلا بالعروس الحلوة .. اسفرت وانورت ..
قلت من غير نفس : ريوم وش ها الهبال إللي نازل عليك
ضحكت بسخرية : ههههههههههههههاااااااي .. انتي يا شيخة وش ها النكد إللي نازل عليك .. وش بلاه المزاج ضارب .. أنـا قلت سلمى ما تذكرت البندري إلا فيهـا شي.. والله من لقى أحبابه نسى أصحابه
رديت عليها وأنـا أحس العبرة خانقتني : حرام عليك والله أنتوا دايم على البال .. بس اليومين إللي فاتوا انشغلت شوي تعرفين تونـا واصلين وعلى ما اتعود على الحياة وأني أقلب نومي .. ولقيت فرصة أن عبد الله طالع قلت أكلمكم
ريوم : الله الله .. العريس طالع وتارك عروسته .. تجي الزاااااااي بأأأ
تأففت بضيق ..
ريوم : وش بلاك سلوم .. ليه ها التأفف .. فيه عروسة تتأفف بشهر العسل
رديت عليهـا : ايوة فيه هذي أنـا
ريوم : وش إللي حصل وش إللي جرى
قلت داخل نفسي خليني أفضفض لهـا يمكن تروح مني الضيقة وارتاح شوي :
والله أمس تزاعلت مع عبد الله .. أنـا أعترف صراحة أن السبب تافه وسخيف .. وطلع مني كلام ما كنت أقصده .. وإللي قهرني بأخوك أنه سفهني وراح نام
ما سمعتهـا إلا تشهق : أزاي كدا تنامي وقوزك غضبان عليكي .. حرام عليكي يا شيخة دي الملايكه تلعنك حتى تصبحي
صرخت عليها ها الراقيه ، ها الفاضية : ليييييييه أنـا إللي قلت له ينام .. أنا كنت ناوية أصالحه قبل لا ينام .. لكنه نام ولا حتى اهتم فيني .. وإللي قهرني أكثر صحى وطلع ولا حتى سأل عني
ردت علي بروقان .. قهرتني .. أحر ما عندي أبرد ما عندهـا : خلاص يا شيخة لا تضيقي خلقك .. أن شاء الله بيرجع ووتصالحوا
والله لا يجيب الزعل بينك وبيني .. وأن زعلت أرضيك يا نور عيني
تضحك الدنيا بعيني لا رضيت .. وأقبل أعذارك واسامح لو خطيت
لو أقول أنك حياتي ما وفيت .. كيف أنا أضيع حبيبي من ايديني
الله لا يجيب الزعـــل
: الله الله عليك يا ريوم على الروقان إللي نازل عليك
ريوم : يا حبيبتي ليه الواحد يضيق خلقه ويزعل على ناس ما تستاهل
ما اهتميت ولا دققت بكلامهــا كثير .. جلست أسولف معهــا .. بصراحة ريوم تونس وتضحك الواحد .. مستحيل الواحد يجلس معها ولا يضحك .. وبعد ما طلعت البندري من الحمام كلمتها وسولفت معهـا شوي
.. بعد ما سكرت من عندهم وأنـا أحس نفسيتي تغيرت شوي .. قررت أخذ لي حمام ساخن يريح أعصابي .. مليت البانيو بالماي وبفواره هوم ميد برائحه السينمون .. رائحتها تبعث في النفس الراحه
بعد ما غطست نفسي بالبانيو .. واسترخيت .. وهدئت أعصابي .. أخذت لي شاور ولفيت جسمي بالفوطة ..
طلعت وأنــا أدندن
تعال يا حبيبي وصالحني .. بوسني وحسسني قربك و بالسعاده يا حياتي .. والله يوم إلا ما أشوفك ما أحس به من حياتي .. خل أنام الليل وأرتاح كافي فرقى وكافي جراح .. بعدك مدوخني حبيبي .. بوسني وصالحني حبيبي .. الزعل ذابحني حبيبي
بوسني وأمسح دموعي .. لا تخليني بعذابي .. أنت فرحه عمري كله .. أنت دنياي وشبابي
وأنـا أدندن .. طلعت لي من الدولاب تنورة باللون الوردي صوفيه الملمس .. مع قميص شيفون واسع بألوان متداخله الوردي والبني .. ولبست تحت القميص فانيله قطنية طويلة لأنه شفاف .. جلست على الكرسي قدام المرايــا .. أسرح شعري ..
ما حسيت به يدخل علي الغرفة ويراقبني وبيده شي .. يمكن وصلتني ريحة عطره إللي سبقته لكن تعمدت مـا ألتفت له
:
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ
طلعت من قلب والله
وآآهـ من دللالهــا .. وآآهـ من زعلهـا
مسكت البروش وهي تمشط شعرهــا .. وأنـا أحس أن عيونها تغارق بالدمع .. أدري أني كنت قاسي معهـا حبتين .. لكن يا حلو الزعل والصلح لا جاء من أحباب قلبك .. أنـا مو زعلان على الكلام إللي قالته أمس أدري أن سلمى قلبها أبيض وأحيان تقول كلام من عصبيتها ما تقصده ..
انحنيت وجلست على ركبتي .. وأنــا أمشط شعرهــا ..
ما شفتهـا إلا منزله راسهـا ودموعهـا تنزل .. قربت وجهي من خدهـا وأنـا أشوف أنعكاس صورتهـا بالمرايا .. مسحت دموعهـا بيديا
آآآهـ من دمعه جاذبيه
قلت لها ببتسامه جاذبيه : من زعلك حبيبي
ردت علي مثل الطفله وهي تمسح دموعها بطرف يدهـا : أنت !!
أشرت على نفسي : مني تزعل !! ..
والله أزعل الدنيـا كلهـا ولا مكروه يمسك حبيبي
مسكت وجههـا بين ايديـا ، وقلت برقة : ابتسمي حبيبتي خلااااااص
توبه .. ماراح أعيدهـا
وهذي بوسه صلح مني .. اموووووووووه
وكافي تدلل عليـــا ..
قالت بدلع وهي تحرك شعرهـا الحرير : يعني ما يحق لي أدلع
حملتهـا فجأة بين ايديــا مثل الريشة وأنـــا أدور فيهـا : يحــــــق لك تدللي
صرخت علي : آآآآآآه عبد الله نزلني
عاندتهـا : تبيني أنزلك .. بوسيـــني
غمضت عيني وأنــا أعد
واحد
أثنين
ثلاث
:
لين ما يأست
عشر ..
لكنهــا بالأخير باستني بشفايفهـا الزهر
تنهدت من خاطر ونزلتهـا على السرير ..
سحبت السله .. المليانه شكولاته .. أعرف أن سلامي تموت بالشاكلت
غمزت لهــا : هذي حلاوة الصلحة
ابتسمت لي برقه : مشكور حبيبي
: العفو يا قلبي .. ويا الله بسرعة كليه كلللللله لا ترى أزعل
شهقت : شنو آكله كله
: قلت لك ترى أرجع أزعل
حركت يدها اليسار: خلاص خلاص .. كل شي ولا تزعل
صارت تأكل الشوكلاته وهي تضحك وبفمهـا الشكولاته .. وأنـا أضحك معهــا .. يقولون الشوكلاته تبعث السعادة وخصوصا dark chachlot
انتبهت انها تخبي الشكولاته من خلفهــا .. تبي تلحس بــ عقلي بحلاوة .. لكن معليه
خلصت سله الشكولاته بسرعة وأنـا أضحك .. على بالها ما شفتهـا وهي تخبي الشكولاته ..
و آخر شي و هي تمد يدهـا بالسله صدمت يدها بشي قاسي .. قطبت حاجبهـا : شنو هذا عبد الله
رفعت كتوفي بأنكار على أني مدري شي
كبت باقي الشكولاته والورق بالأرض وهي تضحك : حلااااااااااااس بححححححححح السوكلاته
يا قلبي عبودي متى يصير عندنـا نونو
لويت فمي اسخر : قال نونو .. أنتي أكبري بالأول بعدين فكري بنونو
نطت بوجهي : وش قصدك عبد الله
رفعت يدي أدافع عن نفسي : مــا أقصد شي يا شيخة .. بس شوفي شنو بالسله .. أخاف حاطين لنــا حيه والله مخدرات
قالت بخوف : معقولة ..
راقبت ملامحهـا وهي تناظر مـا بداخل السله
:
شخص بصري بالعلبه إللي عليهـا نقوش فرعونية بقاع السله .. وبصري ينتقل بين العلبه وعين عبد الله ونظراته .. أحاول أكتشف منهـا شي
تسارعت دقات قلبي وأنـا أطلع العلبه من السله ..
فتحت العلبة بحذر .. وأنـا أحاول أخمن شنو ممكن يكون بداخلهــا
رمشت عده رمشات وأنـا أطلع التحفه الكريستاليه من الداخل .. بلعت ريقي مو مصدقة .. محفور عليه برسم ثلاثي الأبعاد حمامتين متعانقين ومن تحت مكتوب بكريستال سوارفسكي ملون SaLMa
انهوست .. انهبلت .. بالتحفه .. لا لا مو بالتحفه .. باللي جاب لي التحفه
نطيت من مكاني وأنـا أضحك بهستيريا .. نسيت كل شي لحظتهـا .. نسيت الزعل .. نسيت الخجل ..
رحت لعند عبد الله وضميته بقوة وأنــا أضحك : أحبــك عبادي أحبـك
يا هبه ربي وأجمل هديه بحياتي
:
:
:
:
خبرني بعدهــا أنه راح يأخذني لمنطقة جبليـة فيهـا نهــر .. وأن كل شي جاهز لرحله بالسيارة من شوي والمعدات .. غيرت ملابسي على السريع لمـا عرفت أنه راح يأخذني لهذي المنطقة .. يعني جبل ونهر .. وسباحة .. ما تناسبة تنورة ..
لبست لي بنطلون جينز واسع مع قميص أزرق فاتح طويل .. مع حجاب أبيض حرير .. ضحكت على أشكالنـا وحنا طالعين من الشقة .. على حنـا لابسين نفس ألوان النعال( الله يعزكم ) والكاب
ركبنـا السيارة وتحركنـا .. كان الوقت لسه الصبـاح .. يمكن أني حسيت اليوم طويل لأني صاحية من بدري .. لكن الجو حلو والسمـا صافيه والشمس مشرقة .. وطيور تطير بالسمـــا ..
ابتعدنـا عن المدينه .. ودخلنـا بطريق جبلي ضيق ..
شغل عبد الله السي دي على ميامي ورفع على الصوت لأخر درجة
وصار يدندن معهم ..
حلالي أبيك .. وأفكر فيك .. وأعيش الدنيا دقيقه ،وثانية على شان أرضيك .. حبيبي
أحبك .. وباقي من عمري بعيشه معاك .. قول عني أناني !!
أنـا أناني !!
أناني بحبه أنـــا
شوقه وحبه ودقات قلبه .. وكله حلالي أنـــا !!
وكــان متونس حده مع كلمات الأغنية ومندمج .. مع أني ما أحب أسمع لفرقة ميامي لكن عبد الله خلاني أتونس معهم .. وأنطرب ..
ترك السيارة تسوق بروحهــا .. وصار يرقص ويصفق لي
وأنـا أراقب الطريق خايفه لأنه جبلي ... نزلت على الصوت
لف علي مستغرب : عبد الله بلييييييييييييز .. انتبه لطريق .. أخاف
أشر لي على عيونه : من عيوني .. يا حلالي أنتي .. يا حياتي أنتي
كل شي ولا سلووومي تزعل علينــا ..
صار يعاندني ويجي عند حافة الطريق الجبلي وكأننـا راح نطيح بالمنحدر .. وأنـا أصرخ برعب .. عبد الله لااااااااااااا .. ما أبي أمووووووووت حبيبي
وهو ميت ضحك على خوفي .. انقهرت منه
بعد ما عدل السيارة على الطريق .. الحمد الله أن الشارع فاضي ما في شاحنات كبيرة والله كان أنـا ميته من زمان
أنـا آسف حبيبي .. خلاص أنـا آسف
وأنـا غلطان .. بتأسف .. يا ريت تسمعني وتصالح
تراني متلهف لكلمة صلح مصالح
وأنا بالواقع تسرعت لكلمة زل بها لساني
ما كنت أعرف .. ولا فكرت .. عليها تغيب وتنساني
قرصني عند خصري .. صرخت ونطيت من مكاني
ضحك علي : خلاص سلامي راضيه علينـــا الحين
ناظرته بطرف عيني : المشكلة قلبي ما يقدر يزعل عليك
أرسل لي بوسه بالهوا وهو يركز وهو يأخذ الطريق المؤدي savan fall
: فديت قلبك
:
رتبنـا الأغراض وهو يدندن ..
القلب سلم لك أمرة .. يا طيب عطري ويا عطرة .. فديت صوتك فديتك .. شفتك عشقتك هويتك .. يا ليت تدري يا ليت غلاك وش كبر قدره
أشعل الحطب .. وطلع من الأكياس ريش من لحم غنم
أول ما شفته: اللــه عبد الله ريحه التتبيله حلوة
من فين جايبه .. من زمان خاطري نعمل ريش مشوي
رد علي وهو يطلع الببسي من الثلاجة : هذا أخذته من مطعم أعرف صاحبه
شفتي يا قلبي أني أعرف شنو تحبي من غير ما تقولي
ابتسمت وأنـا أناظره بطرف عيني ..
مسكني من يدي : تعالي معي خلينـا ننزل بالموية
تشجعت أني أنزل الموية معه ..صفط بنطلوني شوي .. نزلنــا على الأحجار الملسـاء إللي متبعثرة بين مجرى النهر .. جلسنـا على حجرة كبيرة .. ونزلت رجولي بالماي .. صرخت من كثر برودته
: بــــــــــــــــــــرد .. الماي بارد عبد الله
حط يده على كتفي .. ونزل رجوله معي بالماي : أحلى شي بـ هـالنهر أنه بارد .. وكأن حاطه رجولك بثلاجة ماي بارد
بعدهـا وقف : تعالي معي سلوم خلينـا نمشي على الماي
اعترضت : لا لا .. الماي مرة بارد وأخاف ملابسي تتبلل
ناظرني بخبث : خايفه ملابسك تتبلل
خفت من نظرتة .. لكنه باغتني بأن رش علي الماي برجولة
حاولت أدافع عن نفسي وأغطي وجهي بيدي : لاااااااااااااااااا عبد الله الماي مرة بارد
حراااااااااااااااام عليك ملابسي
عبد الله : عجل خايفة تتبلل ملابسك
يا شيخة ، شباب في رحله .. ما عندنا حركات دلع البنات .. خليكي كووووووووول
انقهرت منه ، وقلت إلا اردهـا له .. نزلت للماي البارد وأنه بلل نص البنطلون ونهاية القميص وصرت أرش عليه الماي بيدي .. وهو ميت ضحك .. أدري أنه يضحك على هبالي ونعومتي في رش الماي مو مثله قبل شوي بدفاشة رش علي الماي وسبحني
بعد ما ضحكنـا .. لعبنــا .. ركضنـا
كل هذا بالماي
وطلعنـا للجهة الثانية من النهر .. وتمشينـا بين الأشجار ..
وقفنـا عند جذع شجرة عتيق
قال لي عبد الله : غمضي عيونك
غمضت عيوني من غير أي اعتراض متوقعه من عبد الله أي جنون
مسك عبد الله حجر .. وحفر على أحد جذوع الشجر قلب داخله حرف A&S
أول ما قال لي فتحي عيوني : الله ، نــــايس
طلعت جوالي من جيبي بسرعة وصورت شكل القلب المحفور على جذع الشجرة .. وخليت الصورة خلفية للجوال .. أعجبتني الصورة بالمرة
بعد مـا شبعنـا ضحك ولعب .. رجعنـا لمكانـا .. وبدأ عبد الله شوي .. وأعطاني الببسي أحطه قريب منا على النهر .. من بروده الماي راح يبرد الببسي ..
بحياتي كله مـا تونست واستمتعت مثل رحله اليوم ، كل شي كان له طعم مختلف .. الجو .. الموية .. حتى طعم الشوي .. طعم الببسي من بعد ما تبرد بموية النهر الباردة وكفـاية وجود حبيبي معي
:
:
جناين محبه .. وخضرة مروج
ومركب ومويه .. ونسمه وموج
على ذاك العشب الأخضر .. وفوق كراسي الحديقة .. وعلى ورقات الزهر .. وعلى قطرات المطر .. وعلى كل غصن .. حفرنـا حدود السمـاء .. حدود الأفق .. تجولنـا بكل مكان .. يجول بخاطرنـا
كتب لي أحبك فوق عقيق السحـر وعلى غصن الشجر وعلى الثلج
وآآآه من الثلج .. كانت من أحلى المغامرات بحياتي .. أصر عبد الله إلا نروح ski
لبسنـا واستعدينـا أن نطلع فوق الجبل .. لأول وهلة وكأني بطريق بهذي الملابس الثقيلة .. لكن لمـا طلعنـا للـ snow كان عادي الوضع عندي .. كانت الشمس مشرقة .. مع أن الجو بارد مرررررره .. حد التجمد .. خدودي و أنفي ما كنت أشعر فيه مره ومحمر بالمرة .. عبد الله كان يسخر علي .. ويجمع الثلج بيده ويكوره ويرميه علي .. لعبنـا مع بعض بالثلج .. وتزحلقنــا وحنـا فوق بعض بالحلقة الدائرية ..
وآخر شي رحنا جهة ski .. ركبنـا التلفريك وبعدهـا نزلنـا .. تزحلقنا .. أنـا كانت عندي العصاتين تساعدني على أني اتسند فيها فوق الثلج لأني ما عندي هذيك المهارة أمـا عبد الله فمتمرس .. ومدري كيف وأنـا أتزحلق رحت جهة منحدر .. وما قدرت أتماسك وتزحلقت بقوة على ظهري .. الحمد الله أني كنت لابسة ملابس ثقيلة والله كان الحين تكسرت ..
من بعد الطيحة الجامدة .. والصرخة إللي صرختهـا من رهبتي وخوفي مع أني ما تعورت أبدا .. شعرت أن عبد الله لحظتهـا حس بالموت وخاف علي مرة .. جاء لعندي مسرع .. شعرت فيه لحظتها وأن مغمضة عيني أنه حملني وضمني لصدره .. شعرت بضربات قلبه ونبض عروقه السريع المتلاحقة مع أنفاسه ..
هزني كذا مرة وهو ينادي باسمي
بعدهـا ما قدرت استمر بالمقلب وابتسمت .. انتبه لابتسامتي .. رماني على الثلج بقوة وصرخ علي : يا شيخه وقفتي قلبي عليك
أنـا وقتهـا جلست أضحك أضحك عليه .. وبالنهاية استسلم لصدى ضحكاتي وضحك معي
انتقلنـا بعدهـا لمنطقة جبلية .. دافيه بالنهار .. وبروده خفيفة تنزل بالليل
كـنا نقضي الليل جنب المدفأة .. كـان يدفيني يغطيني بحبه .. بدفا قلبه بإحساسه .. بنظرة الحب بعيونه أعشقه .. حتى جنونه أعشقه .. عشق ما ينتهي .. عشق القمر .. النجمة الليل والسهر
عشق فووق الخيال .. فوق احتمال كل البشر
*
*
روحي العليلة فرحة بعودة الفرح والسرور لحياتي ..
عودة أحباب قلبي والسعادة تنطق من عيونهم عبد الله وسلمى من شهر العسل أنعشت الروح
وعبد العزيز .. يمكن تعودت على وجودة بحياتي ..
صرت أشعر أني من غير عيونه وحيدة .. أشعر بحنين الشوق يمزقني
أشتاق لجواره .. أشعر أن قلبي ضاع مني سقط من بين ايدي .. صار يسكن في شرايين عروقه ..
أشتاق لبسمته .. إللي بصفائها تهديني .. اظمأ للحنان ودفء كفه .. لمسه كفه إللي تحتويني
أشتاق لصوته .. يشجيني .. كأنغام الهوى والفرح يحيني ..
فبحق الله لا تلمني .. فأنا شاعره ..
فإن قلبي لم يعد بيدي اليوم .. فلا أملك لجامه
لكن !!
لكن !!
مـا أن ضحكت لي الدنيـا .. إلا وأنزلت ستارهـا
تظلم حياتي
أحسست اليوم بالخبر الذي سمعته .. أن الدنيا تنسحب بعيدا عني لتضيق لدرجة لم أعد قادرة على التنفس
لا أستطيع أن أتخيل سعادة الدنيا من غير وجوده .. رباه لا تحرمني من وجوده .. كفاية أني فقدت واحد .. فقلبي لا يتحمل أن أفقد أخاه ..
أتذكر ابتسامته الطفوليه وأنـا جالسة على السرير ضامه صورته لصدري.. البرائه في عيونه .. فرحته بشوفتي قادمه له .. حتى حنانه وأني أضمه لصدري ..
يا ربي لا تحرمني منه .. يا ربي لا تحرمني منه
لمن أشكو عمق حزني إلا لك .. لا أود أن أغرق في بحر اليأس
غرق وجهي بالدموع .. أفترش ألمي وأبكي حرقه الملتاع .. علا بدموعي تهدأ نفسي وتسكن حرارة صدري الملتهبة بداخلي ..
وحدتي تزيد وتفيض بقلبي .. تحرمني من النوم .. لمن أشكي ألمي ووجعي
دائما يبقى الصمت هو الملاذ
:
أتقلب في سريري .. النوم مجافيني ..
ما ودي أشكي لأختي أزيدها هم معي .. وينك يا عبد الله محتاجة لك .. لكنك بعيد عني بها اللحظة ولا ودي أنقص عليك وأنت مع زوجتك
وينك يا عبد العزيز .. والله محتاجه لك ..
كتمت شهقتي .. لكن ما عندي سيطرة أن أوقف دموعي عن النزول .. وكأنه سمع ندائي .. شفت جوالي ينور الغرفة الظلماء .. رديت عليه بصوت مخنوق من كثر البكي
: الوووو
عبد العزيز : هلا حياتي أنتي نايمة
حاولت قد ما أقدر أكتم شهقة لا تصدر مني : لا مو جايني نوم
ناداني : البندري !!
رديت عليه : نعم
عبد العزيز بخوف : البندري وش فيك .. وش فيه صوتك
ليه مو قادرة تنامي .. أنـا قلت كذا بدق عليك لكن ما توقعت أبد انك صاحيه بها الوقت المتأخر
صارت دموعي تنزل أنهار أنهار، يمكن لأني لمست خوفه علي .. بصوته الحنون الدافي : لا عزيز ما فيني شي صدقني
رد علي بسرعة : طيب حبيبتي ، أكلمك بعدين أوكي
ما اعطاني مجال أقول له مع السلامة .. تضايقت أكثر ..
كان ودي يصر على شان يعرف وش فيني .. أو على الأقل يسولف معي على شان الضيقة إلا فيني تروح .. أكيد هو مو فاضي لي .. هو بالمستشفى الليلة .. أكيد جات له حاله طارئة وتركني ..
محد معي بها الليله الحزينة .. رميت جوالي جنبي بإهمال .. تقلبت على السرير أكثر من ثلث ساعة أحاول أقصب نفسي على النوم .. لكن النوم هاجر جفوني .. سألت جفني ليه يا جفن ما تنام ؟!
قال أسأل القلب الشقاوي عله يجاوبك !!
شفت جوالي عاود ينور .. رديت من غير ما أشوف المتصل لأني متوقعه أن عبد العزيز هو المتصل .. لأن محد يتصل علي بها الوقت من الفجر غير عبد العزيز ..
أول ما رديت عليه قال لي : بنوو أنتي بعدك صاحية
: اممممممممم
قال لي : طيب ألبسي عباتك واطلعي لي
: شنووو .. ألبس عباتي ليه
عبد العزيز : البندري يا له بسرعة .. تراني أنتظرك برا
: من جدك !!
ضحك بخفه : إذا انتي مو مصدقتني .. اوقفي عند شباكك وناظريني .
قمت من السرير بسرعة .. رفعت الستارة .. وضحكت على جنونه أنه جاي لي بها الوقت .. وأنـا أشوفه ماسك الجوال بيده وهو جالس بسيارة مرسيدس كشف
قلت له وأنا ماسكه الجوال وأناظر فيه : عبد العزيز أنت مجنون !! ليه جاي لي
قال لي بحده : البندري ، ترى والله إذا ما نزلتي راح أظل واقف عند بيتكم لين الصبح .. ترى مراح أتحرك من مكاني
تنهدت : طيب دقايق وأجي
والله ما لي خلق أطلع ولا حتى أطلع من غرفتي .. لكني أعرف عبد العزيز عنيد وأخاف يزعل ويعمل حكاية أووووووف .. وأنا مالي مزاج لأي شي
لبست عباتي فوق بجامتي السنوبي .. حتى مالي خلق أغير ملابسي .. أخذت معي مفتاح البيت وطلعت .. أحسه ضرب من الجنون أني أطلع من البيت الساعة 2 الفجر
.. رفعت التلفون السنترال وفتحت له البوابة الرئيسية ..
أولـ ما ركبت السيارة .. علقت
: غريبة مغير السيارة .. وين سيارتك إللي قبل
رد علي وهو يطلع من حديقة البيت لشارع الرئيسي : هذيك السيارة أخذتها الوكالة أعمل لها check up
والله ما طلعت من عندهم إلا وهم معطيني سيارة أستعملها عجل أظل من غير سيارة .. بعد شاري لي سيارة مرسيدس على الفاضي
ما علقت على كلامه .. ظليت ساكتة .. ومسندة راسي على السيت .. والهوا يداعب شيلتي ويلفح وجهي بكل حرية
:
يناجوا الليل والنجمة .. ونور الفجر والنسـمة
عنـد شط البحر .. القمر من فضته رش البحر
والموج القوي يضرب الساحل الرملي
جلسنـا فوق شنطة السيارة .. أراقب موج البحر وأنـا متكدرة الخاطر .. رامية شيلتي بإهمال على شعري .. شعرت أن دمعه تعلقت بطرف رمشي
غمضت عيني بشدة أمنع سقوطهـا .. ما انتبهت أن صدرت مني تنهيدة .. تنهيدة صادرة من شخص صدره ضايق
طوقني بيده ، وسألني بحنيه : وش فيك حبيبتي
تعلقت الدمعة مرة ثانية : ضايق صدري
عبد العزيز : وش إللي مضيق صدرك يا عمري
الحنيه إللي لمستها بصوته .. فجرت كل ينابيع الحزن بصدري
ضمني لصدره يخفف عني همي وحزني
ما قدرت أمنع دموعي من النزول لأنها جرحت جفني وساحت
:
مـا قويت على دموعهـا ضميتها لصدري وكأني خايف أفارقهـا .. غدت طفله تبكي فـ وداعي وأنـا كأني طفل مفارق أهل
ياللي على خدك كحل .. لوتمسحيه
وتتبسمي .. مال البكا داعي
ياللي سنا عيونك أمل .. لا تقتليه
تتألمي .. مال البكا داعي
يا اول مواعيدي .. ويااخر مواعيدي
انتي فرح عمري .. وجرحي وتسهيدي ..
ومادري سبب خوفك .. وانتي العمر شوفك ..
ياللي على خدك كحل .. لوتمسحيه
وتتبسمي .. مال البكا داعي
ياللي سنا عيونك أمل .. لا تقتليه
تتألمي .. مال البكا داعي
وغديت انا .. وانتي .. طفلة وطفل ..
مسحت على شعرهـا حاولت أهديهـا ، صوت أنينهـا وبكائها مزق نياط قلبي
:
لو تدري شنو داخل صدري .. من تعب يا بلسم عمري وجراحه ..
حكيت له عن سبب حزني .. وأن في قلبي نااار .. كثر حزني
أن سراج حولوا أوراقه لمستشفى الملك فيصل بالرياض .. وأن العلاج الوحيد لحالته .. وللتشنجات إللي تصيبه .. لأن الأدوية مراح تعطي نتيجة كبيرة معه وصعبه يستمر يأخذها طول عمرة ..
وأن إللي مضيق صدري أكثر أنهم ليه خبوا عني الموضوع .. كان نفسي أروح معه الرياض أحضر عمليته .. هذي عملية بالدماغ .. يعني مو أي عملية .. نسبة النجاح فيها ما تعادل أبدا نسبة الفشل .. وأن أمي وأبوي راحوا مع خالتي وعمي ..
متألمه : تكفى عزيز خذني له .. أخاف أفقده وأنـا مو جنبه
مراح أتحمل فكرة فرقاه
رفعني من على صدره .. ومسح دمعي بيده .. مسح على خدي برقة :
يا عمري أسمعيني لا تبكين .. أن شاء الله مو صاير إلا كل خير .. أنتي بدموعك مراح تنفعين سراج .. بالعكس يمكن تأذين نفسك
إذا أنتي تحبيه صدق ادعي له .. ادعي أن الله يشفيه .. صلي لربك ركعتين وارفعي يدك راجية متوسلة وأن شاء الله ربك مراح يخيبك ولا راح يردك .. الله يحب العبد اللحوح بسؤاله
وصدقيني أذا العملية فيها خطر على حياته مراح يعملونها له .. وأنتي دكتورة يا البندري وعارفة أن ها النوع من العمليات صار يعملونها والمريض صاحي ونسبة نجاحهـا كبيرة .. والعلم تطور ..
كلامه ريحني .. لكن ... مدري
: عارفة عزيز .. لكنـــ ....
رد علي : لكن شنو يا قلبي ..
أنتي عارفة أنه بلندن بـ pain clinic
ممكن يعملون له spinal cord stimulator
وأنا شفت شخص عمل العملية وركب له الجهاز .. وصارت حياته أحسن بكثير
ولا تقنطوا من رحمه الله .. دام ربك موجود رحمته تسع كل العباد
حطيت راسي على كتفه وأنـا أحس براحة كبيرة .. لولا رحمه ربي كان حنـا ضعنـا بها الدنيا.. هل دمعي على خدي ..
يا ربي سامحني جيتك أترجاك ، تغسل قلبي وقلبي فطرس وعندك جناحه .. يا رب اترجاك تشافي سراج وتشافي كل مريض يا رب .. يا رب يا حبيبي لا تردني .. أنا عبدك الذليل أتوسل إليك ..
إلهي إذا لم أسألك فتعطيني ، فمن ذا الذي أسأله فيعطيني
إلهي إذا لم أدعوك فتستجب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجب لي
.. يا رب خالتي شنو راح يصير فيهـا لو سراج صار فيه شي .. يا رب لا تكسر بخاطرهــا .. يا رب تشافيه أن شاء لله
:
يـا شواطئ الشوق .. رسينـا
نناجي الليل والنجمة .. ونور الفجر والنسمة
ومن كلمة على كلمة .. رسينــا
ومن بسمة رضا نلنـا الأماني
وهمسه حب تروي ما روينـا
وهمسه حب .. آآه من همس الحب على شواطئ البحر
جلسنـا على الرمل .. أتلمس حبيباته الباردة .. كلامه كان بالنسبة لي بسمة الرضا .. البلسم الشافي .. كان هو المرسى وطوق النجاة ... من عرفتك وأنا أحس بيك الأمان
يمكن الطيبة من طبع البشر .. وأن الخير يجي من المطر .. لكن أنا أحس أن الطيبة منك تبتدي وأنك وجه الخير في كل الصفات ..
مسك حجرة صغيرة ورماها بعيد بوسط البحر
: تذكرين يا البندري أول يوم داومتي فيه
ضحكت وأنـا أرجع بذاكرتي لذاك اليوم ..
ألتفت لي : على شنو تضحكين
: با الله بسألك إيش كان شعورك أولـ ما شفتني
قال لي : امممممممممم ، بصراحة .. أول ما شفتك .. كذا من الله ما حبيتك .. حسيتك مغرورة وشايفه نفسك على شنو مدري
ضحكت بقوة على كلامه : هههههههههههههههههههه
تعرف أن كان عندي نفس الشعور و يمكن أكثر .. كنت أحس أني أكرهك أكرهك ما أطيقك .. وقلت بداخل نفسي ها اللحظة خليني أضرب ضربتي القوية .. وترى للحين ها الشعور ملازمني .. أكرهك وما أطيقك وأحسك إنسان مليق
شهق شهقة ، لدرجة خفت عليه .. فتح عيونه على وسعهـا وبان سواد عيونه بها الليل : يعني ما تحبيني
رديت بكل جدية وبكل ثقه : لا مـا أحبك
ضغط على شفايفة وقرب مني وكأنه راح يذبحني : اعترفي بسرعة أنك تحبيني .. والله لأذبحك ترى
صرت أضحك أكثر وأعانده : ما أحبك .. ما أحبك .. غصب يعني
ضغط على عنقي أكثر بتمثيل .. على خفيف .. وأنـا ميته ضحك على جنوني وأني قدرت أرفع ضغطه شوي
بعدين فجأة شفته رفع يده عني .. وجلس على الرمل وهو رافع ثوبه ونظرته مركزة على البحر .. ورجل وحده ممدوده شوي
ناظرت فيه .. مقطب حاجبه .. ونظرة غريبة بعينه .. نظرة حزن !!
أواني صدمته بكلامي .. وشفايفة مطبقة .. وملامحه جامدة
يا قلبي على الزعلان
قربت منه وأنا أحاول أضبط نفسي وأوقف ضحك : عزوز زعلان
رد علي من غير نفس : لا مو زعلان
: إلا زعلان .. حتى شوف شكلك كأنك بيبي زعلان
رد علي : ايوة زعلان
كتفت يدي : وليه زعلان
عبد العزيز : لأنك ما تحبيني
مغصني بطني .. والله ما يهون علي تمر لحظة لو حسيت مر بيه زعل ، قربت منه أكثر أراضية : عزيز ترى والله مو حلو الزعل .. تصير كلش مو حلو .. جيييكر
ابد ولا حتى ضحك على كلمتي ولا حتى تحرك فيه شي ولا حتى رمش .. شكله من قلب زعلان علي .. والله ما يهون علي زعله .. والله أن حبك وليد الوفا والعاطفة .. كيف أنسى أني معك عشت بالدفا
بسته على خده : عبد العزيز والله أني ما أقوى على زعلك ، أنت عزيز على قلبي
:
سافر الليل وطلع الفجر وأشرقت شمس جديدة .. وأثنين هم نبض القلب وضي العين .. ما زالوا يتسكعون على شاطئ البحر .. وأولـ ما بان نور الشمس .. ركبوا السيارة مبتعدين عن الشاطئ .. أحساس البندري ها المرة غير .. أشواقها غير
عبد العزيز غمرها بالحب والشوق والحنان .. يا سبحان الله إللي غير من نفسيتها من الضيق والكدر .. إلى الفرج وانشراح الصدر
:
أولـ ما وصلنـا عند باب البيت .. وكانت الشمس في بداية إرسال أشعتها .. جميـــل أول مرة بحياتي أراقب شروق الشمس على البحر ومع عبد العزيز ..
لمست يد عبد العزيز قبل لا انزل
ابتسم لي ابتسامة بانت فيها أسنانه : عزيز راح تروح تداوم الحين
جاوبني وأنا احس بالنعاس يغالب عيونه : ايوة يا قلبي ، راح اروح البيت أتروش وبعدين راح اروح المستشفى
قلت بحنيه : بعد قلبي ، آسفه عزيز أني سهرتك معي وتعبتك
ضغط على طرف أنفي : ما أبيك تقولي لي تعبتك ومن ها الكلام
كفاية علي أشوفك مرتاحة ومبتسمة
ضاع الكلام مني وأنـا أشوف عبارات العيون .. نظرته الساهية .. الضايعه .. تعلقت عيني بعينه بهيــام .. شفت بعيونه الوله .. الحب
أنت بنظرتك تنهيني وأنـا أرد أبتدي
*
*
كنـا جالسين بالصالة ببيت أهلي
وصينية الشاهي والقهوة قدامنـا .. صبيت فنجان قهوة لخالي يوسف وعبد الله .. وماجد أخوي ما يشرب قهوة عربية ..
سمعت خالي يوسف يدق عبد الله بكوعه
: مسكين يا عبد الله كم كيلوا نازل من تزوجت ؟
عبد الله وملامح البرائه راسمها وكأنه صدق مسكين : والله تقريبـا 5 كيلوا
يا يوسف الكل يقول لي أني ضعفان
يوسف : شكل بنت أختي مموتتك جوع
عبد الله : لا والله هي تحاول تطبخ .. لكن وش جاب أكل الوالدة الله يحفظها وأكل خالتي لأكل سلمى
يوسف : خخخخخخخخخخخخخ ، صحيح وش جاب لجاب .. عسى بس ما تبات بالحمام
عبد الله : والله يا خوي كم يوم جاني إسهال .. لكن بالأخير تعودنـا
نفخت بقوة .. وأنـا أهز رجولي من مسخرتهم .. معليش يا عبد الله تسخر علي وقدام أهلي بعد .. الحساب بالبيت مو الحين .. وظليت طول الجلسة قالبه وجهي وعابسته يمكن على وعسى يحس .. لكن قد أبكيت حيا ولا حياة لمن تنادي .. وهم مستمرين بالمسخرة .. على آخر عمري صرت مسخرة ها الاثنين .. أصبر علي يا عبد الله
لما خلاص طفح في الكيل .. رحت لبست عباتي وقلت لعبد الله خلينا نمشي البيت ..
يوسف : وين تو الناس لسه السهرة بأولهــا
رديت بقوة وجهه : روح أسهر مع خطيبتك .. و بلاها الكلام الفاضي مع زوجي
تقدمت طالعه من البيت بعد ما سلمت على أمي .. وأنا أسمع ضحكاتهم المكتومة
طول مـا أنا بالسيارة أهز رجلي من العصبية .. يمكن أنا من النوع إللي إذا عصبت أهز رجولي يمكن تخفف من عصبيتي .. حتى يدي أشبكها ببعض وألف الإبهامين حول بعض
أولـ ما وصلنـا البيت ودخلنـا الكراج ، قال لي عبد الله : يا أرض أحفظي ما عليكي
رفعت حاجبي وناظرته business look
ما شفته إلا فجر ضحكته ، خلاص حسيت لو ظليت معه بمكان واحد راح أنفجر من القهر .. هذا الرجال ناوي يجلطني ، راح يجيب لي الضغط والسكري ..لفيت عليه قبل لا أنزل : سخييييييييييييييف
وكفخت بباب السيارة .. سمعته يقول شوي شوي على باب عروستي .. مالت عليك أنت وعروستك
طلعت غرفتي وغيرت ملابسي ولبست لي بجامه قطنية مريحة .. شفته جاي وبكل روقاااان ويضرب صبع : هيله يا رمانه .. هلا .. الحلوة زعلانه .. هلا
قرب مني .. وقبل لا يلمسني .. صرخت : لاااااا تلمسني
قطب حاجبه مستغرب : خير وش صاير سلوم .. ليه كل ها العصبية
وقفت وحركت أصبعي بوجهه وحدّه صوتي كل مالها وترتفع : لأنك إنسان ما تحترم زوجتك .. تسمح للآخرين يتمسخرون علي ، وعلى آخر عمري صرت حديث المجالس
ناظرني بحده ، لكني ما اهتميت لنظرته : ماله داعي يا سلمى ترفعين صوتك علي فاهمه
صرخت : إلا برفع صوتي ونص ، دامك ما عدت تحترمني ، المسخرة وأسلوب السخرية إللي كنت عايش فيه لازم تبطله
مسكني من زنودي بقوة وهزني ، وتكلم بصوت مهيب خلاني أبلع ريقي : سلمى أصحي لنفسك ، مو معناه أني أحبك يعني أسمح لك ترفعين صوتك علي فـــاهمـــه !!
غرقت عيوني بالدمع .. على آخر عمري يرفع صوته علي ويمسكني بقوة، شوي ويضربني
قلت له بصوت كله كبرياء وأنا أحاول أكبت دموعي : تعال أضربني أحسن
فك يده عني : أستغفر الله ربي وأتوب إليه
رحت لعند السرير سحبت لي مخدة وبطانية .. ورحت للغرفة المقابل غرفة النوم الرئيسية
سمعته يناديني لكني طنشته .. وإللي قهرني زيادة وما خلاني أنام .. أنه ولا حتى فكر يجي وراي أنا تعمدت ما أقفل باب الغرفة بالمفتاح .. ضليت طول الليل أتقلب ودمعتي على خدي ..
ومن ذيك الليلة ، صرت كل يوم أتجنب أني أجلس معه .. هو يجلس من الصبح بدري قبل لا أنـا أجلس .. وأنـا أجلس على الساعة 7 وأروح المستشفى وبعد الدوام أروح بيت أهلي أجلس ولا أرجع إلا وقت النوم وأنام بالغرفة الثانية .. أبد ما توقعتهـا من عبد الله .. والله أنه وحشني .. وحشني موووت
وحشني حبك المجنون .. متى ترضى علي وتحن !!
حتى ولا يسأل عني .. يعني عادي عنده كنت بالبيت والله برا البيت .. وش إللي غير أحوالك يا عبد الله .. ليه كذا تغيرت علي
رغم بعدك وتقصيرك .. ورغم أنك معي قاطع .. وتزعلني
مع كذا والله أني أحبك .. أحبك وأرضى بالواقع
ترى مهمـا جرى مني ومهما كنت أنا الغلطان سؤالك عني ما يمنع ولو قلبك علي زعلان
كتمت ضيقتي داخل نفسي ولا شكيت همي لأحد
مرة كنت جالسة ببيت أهلي طفشانه وأختي بثينه اليوم ما جات .. وأمي رايحه مع أخوي ماجد مكة والمدينة
ظليت أتحرك بطفش بالبيت .. قلت خليني أتصل على ريوم والبندري نطلع مع السايق نغير جو بما أن اليوم يوم الأربعاء
رفعت سماعة التلفون ودقيت على بيتهم .. ردت علي حور
: هلا حوري .. شلونك
حور : تمام .. أنتي أخبارك
ضحكت : أخباري مثل أخبارك ..
قلت خليني أسألها عن عبد الله: حور
ردت علي : هـــاه
: حوري حبيبتي عبد الله عندكم
حور : لاااا ما جاء اليوم ولا أمس
تنهدت بضيق : طيب حبيبتي ريوم جنبك
صارت تصرخ باسمها لدرجة فجرت طبله أذني .. سمعت حس ريوم وهي تتخانق مع حور على شان توطي حسها وليه تصرخ .. ضحكت عليهم الثنتين .. والله خاطري أروح بيتهم لكن أخاف أقابل عبد الله هناك
: يا هلا وغلا بمرت أخوي
- هلا بيك عيوني ، كيفك
ريوم : والله بخير ، أنتي إللي ما عدنا نسمع حسك من أخذتي أخوي
- ههههههه ، لا والله أنتوا بالبال دايم .. ريوم حبيبتي طلبتك طلبه قولي تم
ضحكت : ههههههههههههههههههه ، سلمى أخلصي وش تبين
قلت برجاء : ريوم حبيبتي طلبتك خلينـا نطلع .. والله طفشانه
تأفف: اوووووف .. أنا مالي خلق أطلع .. تعالي غيري ملابسك .. ألبسي العباية .. والشيله فوق الراس .. وشراب وجزمة ... اووووووووف حوسه حوسه
ضحكت : وش بلاك ريوم سويتي الطلعه قضية .. ما خبري فيك تحبين جلسة البيت ..
ريوم : والله ما لي مزاج
: طيب ريوم على شان خاطري .. والله طفشانه
ريوم : طيب وين عبد الله عنك
ما بينت لها شي : عبد الله مشغول
ريوم : طيب كسرتي خاطري راح أطلع معك ، لكن على شرط نروح كوفي نأخذ تيك أوويه
فرحت فرحة ظاهرية : أوكي المهم نتمشى بالسيارة ، و أعطي البندري خبر
ريوم : امممممم البندري ما أظن شكلها راح تطلع مع عبد العزيز عازمها مدري وين
: طيب أجهز وأمر عليك
ريوم : لك ربع ساعة ما تجين أغير رأيي .. تعرفين ريوم كلامها حد سيف
: عدي لي عشر دقايق وأنا عند بيتكم
قفلت من عندهـا طيران بطلع لغرفتي فوق .. وأنـا طالعه الدرج صدمت بكتف يوسف
إلا يقول لي : حيلك حيلك وش بلاك مستعجله
تكلمت بسرعة : بطلع بطلع
يوسف : وش بلاك مطفوقة .. وين راح تروحي
: بروح مع ريوم كوفي أو مطعم
قطب حاجبة : أي كوفي
رفعت كتوفي : مدري .. يمكن إللي عند الواجهة البحرية والأغلب ستاربكس
يوسف : مع مين راح تروحوا
استغربت استجوابه ، لكني ما دققت : مع السايق يعني مع مين
يوسف : لا ماراح تروحوا مع السايق بروحكم .. أنتي عارفة أن اليوم الأربعاء وهذيك المنطقة كلها شباب
كنت شوي وأبكي : لييييييه ، والله خاطري أطلع
ما حب يكسر بخاطري : أنا فاضي ما عندي شي وراح أوديكم ويله بسرعة أجهزي قبل لا أغير رأيي
نطيت بفرح .. ورحت ألبس عباتي بسرعة
:
دقت علي سلمى رنه .. كنت أنا جالسة بالصالة لابسة العباية أنتظرهـا .. دخلت الجوال داخل الشنطة وحطيتها على كتفي اليسار وطلعت من البيت ..
وقفت مصدومة .. وأنـا أشوف سيارة يوسف .. وسلمى لافه عليه تسولف معه وهي معطيتني ظهرهـا يعني ما انتبهت لي أول ما طلعت من البيت .. لكن يوسف شافني .. طاحت عيني بعينه .. وأنا مو متحملة أشوفه .. ليه .. ليه هو إللي جاب سلمى .. شعرت بمفاصلي باردة و مو قادرة تحملني .. مو قادرة أتحرك .. لا أني تقدمت .. ولا أني إللي تراجعت ..
ناظرت بعيونه لبرهة .. مدري كم مر من الوقت وعيونا متلاقية .. ليه رحت وخليتني بحالي .. أنت تدري وش سويت بحالي !!
رحت وعشق قلبك سوايا !!
فتحت سلمى النافذة لما انتبهت لوجودي .. أنـا ما كنت أحس بشي .. أحس أني فقدت الهواء من حولي .. كنت أحس بالموت بها اللحظة .. وكأني جسد متصنم فقد الحياة ..
سلمى : وش بلاك ريوم .. يا هوووووووووو
حاولت أغصب الابتسامة غصب : لا ما فيني شي
فتحت الباب الأمامي ونزلت : أدري أنك تنتظريني أنزل
رديت عليها : لا والله عادي .. أصلا أنا قلت لك ما لي خلق أطلع
ما تركت لي مجال أعترض ولا حتى أتراجع .. لو رجعت البيت وش راح يكون موقفي .. راح أبين بموقف الضعيفة وأنا أكرة الضعف
ركبت بالكرسي إللي جنب يوسف وأنـا ضاغطة على نفسي وحابسة أنفاسي ..
طول الطريق يوسف مع سلمى يتكلمون وأنـا أجاوب بإجابات مختصرة بالمرة
وصلنـا أخيرا ستاربكس ونزلنـا .. أول ما نزلت من السيارة أخذت نفس عميق وكأن أحد كان كاتم على أنفاسي بالسيارة ..
وقفنـا عند الكاشير ننتظر دورنـا .. كانت سلمى واقفه جنبي
قالت لي : ريوم أنا بروح الحمام الله يعزك
هزيت لهـا رأسي مع أن خاطري أروح معهـا ، ما ودي أوقف مع يوسف بروحي .. حتى لو كل الناس حولنـا .. لكن أنا مو حاسة بأي أحد حولي .. كارهه لنفسي .. كارهه الموقف إللي انحطيت فيه ..
بلحظة من اللحظات .. شعرت أن الزمن توقف حولي وأن الناس توقفت عن الحركة .. و عقارب الساعة توقفت عن الدوران.. لما قرب يده مني وحاول يلمسهـا ..
تداركت نفسي وبكل كبرياء باعدت يدي وكتفتهـا عند صدري وكأني أحاول حماية نفسي .. خلاص يا يوسف كان بإمكانك تسعد قلبي تحضنه ما تبعده .. لكن أنت رحت وخنته .. وجاي اليوم تبي تلاقي الدفا بيدي .. شلي مني تبيه !!
ليه جاي لي اليوم .. ما أبي أقول وأحكي .. يكفي قلبي إللي فيه
:
جات سلمى وبعد ما طلبنـا الأكل .. سألنا يوسف إذا كان ودنا نجلس .. أنا تعذرت أن عندي امتحان يوم السبت ولازم ادرس له .. ما حاول يناقشني أكثر ..
وأول ما وصلوني البيت .. من غير شعور مني ناظرته وكأني أودعه ..
# خـــــوفي #
أنسأل عنكـ ويضيع الرد بشفاتي ..
# خـــــوفي #
ينكشف " بـــعـــدكـ "
وتحس الناس بجروحي ..
بـــعــد ماكنت أنا " ويــــاكـ "
يشوفوني أنا بروحي ..
قلبي ما يطاوعني بإيدي أكشف أحزانــــي ..
ولا أقدر أقول ان ......
# أعـــــــز ناسي خـــــلانـــي #
:
:
سكــه الذكرى الحزينة
جالس وأنا جوي متكدر .. آآه والله أن فرقاه غبينة .. والله أني بغيبتك أموت ألف موته .. حتى لما كنت متحلم اليوم أروي عيني بشوفتك .. ضاق خلقي وأنا أشوف الصد بعيونهـا .. كنت أقول كلها أيام بيسرح ويضوي .. وراح يجيبه حنينه .. لكن مرت شهور وضلوعي تدوي .. كل يوم أشتاق لك أكثر من الثاني يلعن أبو الشوق وسنينه .. كل ما عشمت قلبي .. قال يا ضلوعي تقوي .. وأنا وياه نترقب رجعة إللي فاقدينه .. كل يوم أجلس على البحر .. وأقول ما فقدت الحلم في لمسة يدينه .. ما دريت أن البحر ما قال لأمواجه تروي .. وما دريت أن الغرق هو حجه غياب السفينة .. ما دريت أو ما بغيت أدري .. ولا أدري وش با أسوي
فكرت أني أرسل لهـا رساله MMS
:
كنت جالسة على السرير .. ونور هادئ من الأبجورة ينور الغرفة .. كنت أفكر بحالي .. وباللي غير أحوالي رن جوالي بها اللحظة بنغمة مسج .. يا حسافه ضاع كل الحب ضاع .. افترقنا وصار كل إللي أخافة .. وإللي عمره ما يبيع اليوم باع ..
طلعت آآآه من صدري .. ها النغمة خليتهـا على شان تذكرني أن الحب ضاع ..
مسكت جوالي بملل .. فتحت المسج
أخونك ليييييه ش الطاري ..
من إللي غير أسلوبك
أخونك لييييه .. ومن غيرك معاني الحب يستاهل
أنـا كلي وأحاسيسي .. وقلبي متجه صوبك
ترى عمر المحبه .. مـا تجي وتروح بالساهل
أخونك لييييييه
من هو هذا ... لأجل يأخذ ويسرق محبوبك
أكيد بعالم العشاق وبدنيا الهوى جاهل
حبيبي ابتسم وأضحك
ترى لون الحزن ثوبك
فديتك ريح أعصابك أنـا ما زلت متماهل
أنا عنك أشيل الشوق وأرمي الورد بدروبك
أحبك وأنت ، مدري علي اليوم تتجاهل
ظنونك خلها عندك .. أبيك تغير أسلوبك
حلفت وقلت لك
غيرك محد بالحب يستاهل
ضحكت بسخرية داخل نفسي .. يا صاحبي .. صاحبك طبعه غريب وغربته غربة طباع .. فـ الهوى ما يقبل الحب الوسط.. ولا القليل .. مثل ما هو لا شرى يشري .. ليامن باع باع
تبعتهـا مسج ثانية من عنده
تصدق اشتقت لك ..
أنا اعترف بعدك حياتي تختلف
تايه وحيــد..
أصيح باسمك وارتجف
في كل شي أتخيلــك..
ومهمــا تغيـب
عنــدي أمــل
بكــرة تــجي
وبكــل شـــوق
*اّّّ~س~ت~ق~ب~ل~ك*
مدري أضحك داخل نفسي والله أبكي .. ليه الحين جاي وتبي نرجع مثل ما كنـا .. تبي ترجع قلبي الوفي .. لكني أكون غبية لو أرخصت لك نفسي .. مسكت جوالي وشغلت أغنية أصاله شموخ عزي .. حسيتها تحكي عن حالي .. وتوصف ما بداخلي
من يقول أنكـ تحب .. من يقولـ أنكـ وفيت
كـل هذا كـان لعب .. يـا ما أخذت ولا أعطيت
كافي ما جاء منك كافي .. بان لي مـا كان خافي
كنت أظن الحب وافي .. وأثر حبك خسارة
كم تناسينـا خطاك .. ما يهمك وش يصير
بعت قلبي إلا عطاك .. صدق ما عندك ضمير
غلطتي أرخصت نفسي .. يوم أضويتك بشمسي
بكرة ما هو مثل أمسي .. قلبي وتغير مساره
كان قلبي في أيدك .. ضامنه لا ما يخون
لا ولابحلمكـ أجيك .. هذا في حكم الجنون
أذّكرك يا إلا أنت ناسي .. وأوقف بوجهك يا قاسي
شموخ عزي وإحساسي .. يسوى كوني ومداره
تسللت دمعه حارة من محجرهــا .. كنت رافضة تنزل دموعي .. لكن تبعهـا سيل جارف من الدموع .. رميت نفسي على وسادتي أكتم صرخاتي لكن بصياحي فرغت كل الألم المخنوق داخل صدري
*
*
يا قو قلبك .. كيف تقطعني اسبوع
الجوع كافر .. وأنت ما ترحم الحال .. وأنا عليك من الوله ميت جوع
يا اللي غيابك صعب يطري على البال .. تركتني ضايق .. وحاير .. ومفجوع
يا صاحبي عشقتني فعل وخصال .. وأنا عشقتك شعر واحساس واطبوع
كيف تتركني كذا .. وقدام عيني تجف ينبوع .. ينبوع
وانا عشانك جيت والغيم همال .. اسيل الوديان .. واداحم جموع
كان المهم اعيشك جنون ووصال .. ويكون لي كلمة وراي مسموع
واليوم ضاقت بي من الجال للجال .. فراقك تقصم ظهر .. وتحز .. وتلوع
لو جيت شفت الحال ما سرك الحال .. في غيبتك ضايق .. وحاير .. ومفجوع
هذا غياب اسبوع وشلون لو طال .. طالبك لا يطول غيابك عن اسبوع
كذا جالسه ضايقه وحايره .. أحاول أغطي الكدر الباين بملامح وجهي بالمكياج على شان لا أحد من أهلي يحس .. لكن ما أظن أختي بثينه غبيه هي كل يوم والثاني تلمح لي .. وليه كل يوم أجي بيت أهلي وما أرجع بيتي إلا بوقت متأخر ..
لاحظت أختي طالعة من المطبخ وهي حاملة صينية فيهـا كاسين من عصير الأناناس وصحن شيز كيك .. قطبت حاجبي ، سألتهـا : بثينه ما خبري فيك تحبين عصير الأناناس وش الطاري !!
تنهدت ، وما فاتتني ها التنهيدة وملامح وجههـا متغيرة .. مدري هي متنانه .. خدودها متنفخة و متورده وخشمهـا متنفخ .. يا ويل حالي .. فتحت عيني على وسعهـا على النتيجة إللي توصلت لهـا .. شهقت : بثيــــنة معقولة أنتي حامل
هزت رأسها لي باللإيجاب .. يا بعد قلبي .. نطيت لعندها وضميتهـا
قالت لي : توقعتك أولـ وحدة تحسي فيني .. لكن شكلك توك تحسي
سألتهـا : كم صار لك حامل ؟
بثينه : مممم يعني شهر ونص
: يا الخاينه شهر ولا تعلميني
حركت يدها اليسار : والله توني أدري قبل أسبوع وعلمت أمي بس
هجمت عليهـا : وليه ما علمتيني
غمزت لي : توقعتك تكتشفي بنفسك .. لكن أنتي مدري وش إللي شاغل بالك
على ها الطاري .. فقدت الحماس وماتت الفرحة .. غصب عني طلعت تنهدية من صدري الضايق
قالت لي بحنيه : حبيبتي وش فيك .. أنتي ها اليومين متغيرة .. بينك وبين زوجك شي
قلت لها : صدري ضايق
ابتسمت بسخرية : روحي الخياط خليه يوسعه لك
ضحكت بسخرية : هع هع بايخة
بها اللحظة رن تلفون البيت .. وبمـا أن اللاسلكي كان قريب من بثينه ردت على التلفون .. كانت أمي هي المتصلة .. سمعت بثينه تسولف معهـا شوي وأنا أنتظر على نار أبي أكلم أمي مشتاقة لها موت .. مشتاقة لحضنهـا .. لدفا قلبها ..
بالأخير سمعت بثينه تشتكي لأمي مني ..
: يمـه شوفي بنتك .. سنعيهـا .. مدري وش فيهـا .. طول اليوم جالسة بالبيت وما تروح بيتها إلا على آخر الليل .. وكل ما أحكيها وأسألها وش فيك مهي راضيه تتكلم .. شوفي لك حل معهـا
ما قدرت أضربها لأنها حامل.. لكن أقل شي ممكن أعمله أني رميت عليها المخدة .. ما كان ودي أمي تعرف وهي مسافرة .. ما ودي أقلقهـا علي بعد ..
أخذت السماعة من أختي الدبه .. وابتعدت عن الصالة .. أولـ ما سمعت حس أمي نزلت دموعي .. يا شمعة الدار وسفرهـا وينك أنا محتاجة لك .. يا مي من الشوقات توقد .. ظهرت الأشواق وتنهد ..
حكيت لها على إللي صار .. ولامتني .. لامتني لين ما نزلت دموعي من جديد .. حسيت وقتهـا قد ايش أنا غبية وتافهه أني أزعل على سبب تافه .. نصحتني أمي أني أوقف حبوب منع الحمل .. لأن أنا أبد مو من طبعي العصبية والنرفزة .. والله أن أمي تفهم أكثر من بكثير من الأطباء بخبرتها .. أنا ما يسوى علي آخذ حبوب منع الحمل وكل يوم و الثاني أتخانق مع زوجي على سبب ومن غير سبب وأخرب حياتي .. ونصحتني أستخدم موانع طبيعية .. والله مساكين ها الحريم هم إللي يستخدمون وسائل منع الحمل وهم إللي يتضررون بالنهاية وصعب بعد بنفس الوقت أن تترك نفسهـا .. آآآآه الله كريم نخليهـا على الله .. ما في أحد مرتاح بها الدنيا ..
شي يضحك بنفس الوقت .. قررت بعد ما سكرت من عند أمي أني اترك حبوب منع الحمل .. جلست بالحديقة أفكر .. أنا مو مسألة ما أبي عيال بالعكس أبي .. لكن بالسنه الأولى من الزواج وأني لسه ما خلصت أنتير .. وما أعرف شنو راح يكون مصيري بعد كذا .. هل أنا راح أكمل تخصص ودراسة ببلدي والله أبتعث برا .. ما أدري .. فمصيري المجهول بالنسبة لي يؤرقني .. وأبي أعيش حياتي مع زوجي على الأقل فترة من الزمن من غير تحمل مسؤليات وعيال .. صحيح أني أعرف عبد الله وكانت فترة خطوبتنا كافية .. لكن هم يختلف إحساس المرأة من بعد الزواج .. أحساس غير .. شعور غير .. ومسؤليه .. وواجبات .. وما ودي يوم أحس أني مقصرة أو على الأقل ما أبي يصدر مني قصور ناحية بيتي و زوجي ..
حسيت براحة داخل نفسي من بعد كلام أمي ، والحمد الله أن ربي نور دربي وعرفت شنو أسوي .. رحت لميت أغراضي وسلمت على أختي .. ورجعت بيتي .. إللي صار لي كم يوم مهملته .. توقعت أشوف عبد الله موجود بالبيت .. إكتئبت شوي .. لكن ما تركت الاكتئاب يسيطر علي .. قررت أعمل سينبون .. ها الحلى يحبه عبد الله .. وبعد ما انتهيت من المطبخ .. طلعت فوق للغرفة رتبتهـا وزينتهـا وبخرتهـا .. خبطت راسي على غبائي .. ليه ما مريت السوق وشريت له هدية .. اممممممممم فكري فكري يا سلمى .. أنتي بكبرك هدية له .. ههههههه يلعن أم الثقة ..
بعد كذا أخذت شاور بارد .. ورائحة الروز من فيكتوريا سيكرت تفوح بالحمام كله .. حطيت لي body lotion and body spray بنفس رائحة الصابون .. حسيت بالانتعاش .. لبست لي ثوب أحمر خمري قصير .. يفضح أكثر مما يستر ..
ما حبيت أحط لي مكياج .. بس ماسكرا وكحل أسود تحت العين وبزاوية العين مع روج أحمر غاني مع lip stick يعطية لمعه .. ابتسمت بغرور لنفسي وأنا قدام المرايا ..
ناظرت بالساعة .. انصدمت لما شفت الساعة 10 بليل .. وعبد الله للحين ما رجع البيت .. رحت نزلت تحت وجلست بالصالة إللي استايلهـا مودرن .. الكنب لونه فوشيا والمخدات كلها بأشكال صوفية مختلفة ومتعددة .. جلست بالصالة على الكنب .. مع إنارة خافته رومانسية ..
يمكن أسوء شي يمر علي بحياتي .. الإنتظار .. أني أعقد صداقة مع عقارب الساعة .. كل عقرب يلاحق الثاني .. وعيوني تلاحقهم .. مرت أكثر من 3 ساعات وعبد الله ما رجع .. لما مليت وحسيت الانتظار راح يخنقني طلعت الغرفة مقررة أني أنام ومن أصبح أفلح .. رميت نفسي على السرير إللي تعودت أنام عليه بالفترة الأخيرة .. لا لا أنا ما تعودت عليه .. عمري ماراح أتعود على أني أنام بمكان بعيد عن عبد الله .. بكيت من غير ما أحس بنفسي .. وبكيت أكثر لما سمعت صوت باب الغرفة إللي قبالي تقفل .. يعني جاء ولا حس بوجودي .. ما وصله رائحة عطري .. ما اهتم لكل شي عملته
:
في غيبتكـ يا لهفتي .. ليلي معاناة وصراع .. وحدي أمني وحدتي .. بأحلام وصلك والرجوع .. أبحر وطيفك والأمل والشوق والذكرى شراع .. وأرسي على مرسى الوله ما بين قلبك والضلوع
فتحت عيوني على وسعهــا ودقات قلبي تأخذني لهـا .. البانيو مملوء ومغطي كله بورد محمدي مجفف .. استنشقت رائحته .. آآآه تجيب لي النسمة عطرهـا ويغار منها فايح الورد .. انتبهت لقارورة زجاجية بوسط البانيو والغطا من فلين بني .. دخلت يدي بالماي وطلعت القارورة .. فتحتهـا وطلعت الورقة إللي داخلهـا
عارفة يا حبيبي أنك زعلان ..
زعلان لجفاي .. زعلان لهجري
لكن إللي أعرفه أن المحب يقسى وما ينسى محبوبه
وحتى بــ هجركـ .. والله أن كل هذا ما يساوي لهفتي يوم أحتريكـ
يا حبيبي يا عسى ربي يحفظك ويهديك .. جايز أنك بغيابي تقلب الدنيا علي .. بس أنا والله من قبل أعرفك .. قالب الدنيا عليك
التوقيع : حبيبتك وأميرتك
نسيت كل شي بها اللحظة .. حتى الزعل .. عندي استعداد أتأسف إلين أرضي غرورك وأقول أني مقصر غصب عني ..
رحت لها مثل الملهوف .. مثل العطشان المحروم من الماء .. فتحت الباب بهدوء .. شفت أميرتي نائمة على السرير .. وثوبهـا الأحمر الخمري حاضن جسدها كما تحضن الطفلة عروستها .. ناظرتها بعيون مشتاقة .. ودمعها الصافي يجري على الورد ..
سألتهـا عيوني : ليـه الدموع على الخد !!
*
تعودنـا
تكـابرنا
تهنـا بها الدنيا
ضعنـا بخطاوينـا
تغربنا بها الدنيا وماضي الشوق يبكينا
اليوم كان آخر يوم عندي بالاختبار .. وأخيرا خلصت .. حسيت الفترة إللي فاتت قرن ما هي كم شهر .. ويمكن بعد يوسف عني زاد من همي .. طول الفترة إللي فاتت كنت كاتمة حسرتي وضيقتي بصدري .. واحاول أخفي الأحزان .. أحاول وأحاول
ونار الشوق تكويني
ما أنكر أن أحيان أفرح بالمسجات إللي يرسلهـا إللي تبين شوقه
وأحيان تزيد همي وتخليني أبكي
إللي قاهرني برودة .. مدري أحيان أحس أنه ما يحبني وأنه متبلد المشاعر ولا أعني له شي .. لو يحبني صدق ليه ما جاء لعندي البيت .. ليه ينتظر مني المبادرة !!
حاولت أنام .. لأن طول فترة الإختبارات النوم مجافيني .. والتعب أرهقني واعياني
.. وقلبي ينزف ألما على فراقة .. خلاص الحب انكسر .. وفي جرح تارك أثر ..
خلني أداوي جروح قلبي وأجبر كسره .. أنت لو حنيت لي كان جيت لي من زمان .. الليل بحن لسهر لكن أنت عمرك ما حنيت لي .. وجاي الحين تقول لي انك ندمان .. وكيف تبيني أحلم فيك وانت سرقت أحلامي
آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي المجروح من يداويك ..
كل ما اتذكر نظرته ذاك اليوم يوم اروح معه وسلمى لستاربكس
مدري هي نظرة لهفه .. شوق .. ندم
مدري .. مدري
أحس أني ما عدت فاهمه شي ..
سمعت جوالي يرن .. قمت ماشية بخطوات متثاقله .. وصلت لوين ما رامته على المكتب .. رديت على سلمى قبل لا تسكر .. خفت ، نبرة صوتها تنبأني أن في شي
: سلوم حبيبتي وش فيك وش صاير
حسيت من نبرة صوتها أن العبرة خانقتها : ريوم تكفين حبيبتي .. تعالي بيتنا شوفي يوسف
هي من جابت طاري يوسف .. قلبي صار يضرب بجنون :
يــوسف !!
وش فيه يوسف
سلمى : يوسف تعبان مرة .. أمس طاح من على السلم ببيته وهو يغير لمبه بالسقف وأنكسرت يده .. يا عمري عليه تعبــان بالحيل .. وشكله محموم .. لا هو راضي يأكل ولا يشرب .. بس منسدح على السرير ودايخ
صرت أردد معها : يوسف تعبان !!
سلمى : ايوة تعبان ، تكفين ريوم تعالي شوفيه هو محتاج لك
كلمتها وهي تقول هو محتاج لك ، عصرت قلبي .. سكرت من عندهـا ولبست عباتي من غير ما أفكر حتى وش ممكن تكون النتائج .. رحت لعنده وقلبي يسبقني له ..
نسيت كل شي .. ما اهتميت في ولا شي .. كان المهم عندي لحظتها أني أشوفه واتطمن عليه
أولـ ما وصلت بيتهم استقبلتني سلمى .. وأخذتني لغرفة يوسف إللي ببيتهم .. لأن من أنكسرت يده صار يبات عندهم ..
فتحت الباب بهدوء .. شفته نايم على السرير باستسلام .. ومتغطي بلحافين .. شكلة بردان .. شجعتني سلمى بنظراتها أني أدخل وأتقرب منه .. ترجيتها بنظراتي تجي تدخل معي .. لكنها أشرت لي بيدهـا بلا
قربت منه .. ظليت واقفه للحظات .. ونظرتي تائهه وضايعه فيه .. حاولت أقرب .. ألمس يده .. أمسح على جبينه .. ما قدرت أحس في شي يمنعني .. تراجعت للوراء بخطوة وأنا ضايعه بإحساسي .. وأنـا راجعه ضربت يدي بورقة كانت على الكومدينه وطاحت على الأرض .. رفعتها من على الأرض .. انتبهت أنها مو بس ورقة بيضا .. فيها كلام .. كلام والله عجزت أقراءه ..
وين أروح وأهرب من كلامة .. مثل مضيع يركض لحتفه
وين أروح وحنيني يكسر صدري مثل مجدافي .. أبيك .. أبيك لا شافك تلعثم بالكلام وينصعب وصفه ..
خلينــا نشوف الحنين وش مدى نزفـه
طلعت من الغرفة مسرعة .. ما قدرت أتحمل أقرأ كلامة .. إللي جاء على الجرح .. أولـ ما طلعت قابلتني سلمى بالممر .. مسكتني بقوة تمنعني
: ريوم وين رايحة
حاولت أفك يدهـا : بروح بيتنـا سلمى ، اتركيني
ناظرتني برجا : ريوم ، و يوسف !!
بعصبية ، أبي أهرب .. أهرب من البيت .. أهرب من قربه .. وطيفة
: وش فيه يوسف
سلمى : يوسف محتاج لك .. والله محتاج لك
غرقت عيني بالدموع وخنقتني العبرة : خلاص يا سلمى ما عاد محتاجني
" ومن قالك اني ما عدت أحتاج لك .. أنـا محتاج لك يا ريوم محتاج لك "
لحظتها لما سمعت صوته .. شعرت أن قواي خارت .. لم اعد قادرة على الوقوف .. شعرت أن لا اثر للأوكسجين حولي .. لفيت أناظرة .. طالت نظراتنـا
كنت في حاله صدمه .. لا استيعاب
تسللت دمعه يتيمة من عيني .. كانت حرارتها هي من انتشلتني من الصدمه والموقف إللي أنا فيه
مد يده اليمين لي .. لأن يده اليسار مجبرة ورافعها لعند صدرة .. وعلامات التعب والإرهاق باينه على وجهه : تعالي يا ريوم ، تعالي لعندي
مرت ثواني صمت و نظرتي تجول بين عينه ويده .. مثل الطفل إللي خايف يقرب .. مدري خايفة والله مترددة .. وخفقان قلبي إللي يعصف بصدري ، ودموعي اللي تجمعت بطرف رمشي .. ليه من سمعته يناديني خارت قواي .. ليه أحس أني أنـا اللي محتاجة له مو هو اللي محتاج لي .. مشيت له بخطوات ضايعه ..
قرب مني أكثر وضمني لصدره ..
أنـا وياك حيرتنا الليالي .. فرقتنــا .. وتلاقينــا بثواني
لما كنت بعيدة عن حضنك كنت أعاني ..
وأنا وياك الحين .. لقيت الدفا إلا كنت فاقدته
حتى برغم خلافاتنـا .. وبرغم الجفاء والبرود .. برغم انطفاء ابتسامتنا وانقطاعنـا
هنا سر خفي .. يوحد ما بين أقدارنـا .. يدُني مواطئ أقدامنـا ، تنصهر نار يديك بنار يدي
تأوه : آآآآآآآآآهـ
تباعت عنه وأنا خايفة : سلامتك من الآآهـ
ناظرني ، وأطال بنظرة لدرجة خلت أن الدموع تجمعت في محاجرهـا
: يا ليت الألم بيدي المجبرة وبس
الألم أحسه هنـا .. بقلبي
خليتك تنطقي الآهـ .. ونزلت دموعك .. كنت مضايق لأني سبب همك
والله لو دموعي راح تشيل همك مستعد أبكي قدامك
والله وأعترف قدام عيونك ..
.. ناظر عيوني بتركيز وقلبي يعصف عصف من كلامه إللي لامس الجرح ..
: أن الحياة من بعدك مستحيييييييييييله
لما غبتي عن عيني حسيت أني انتهيت ، انفنيت
نزلت راسي بألم .. مدري ودي أصدقة وفي شي ثاني ينكر كلامه
لمس طرف ذقني ورفعه ، ناظر بعيوني : هي ما عادت تعني لي شي ، هي كانت .. كان يا ما كان راحت مع إللي كان
أنتي حبي ، أنتي غرامي
ومراح احب أحد بعدك .. لأن غرامك يكفيني
لحظتها لمست الصدق بعيناه وتطمن قلبي .. وأدركت أن القدر يُصر على جمع أجزائنـا
:
جالسين بالصالة .. الكل متجمع فيهــا ..
وأنـا أحس بخجل فضيع ويوسف ماسك يدي وكأنه خايف أني أتركة أو لمـا أطلع من البيت ما أعود أرجع له .. أحس أني مستحية من نظراته وكأني أول مرة أجلس معه ..
والمفروض أنـا إللي اهتم فيه لان يدة مكسورة .. صار هو اللي يهتم فيني وكل شوي يسألني تبين تشربين شي .. كلي ريوم من هذا .. جيبوا لها هذا .. وأنـا ابتسم له بخجل ..
سمعت جوالي يرن بالشنطة .. باعدت يدي عنه ..
رديت بهدوء على غير عادتي : الــو
جنى : وينك يا الصايعه يا الضايعه صار لي ساعة أدق عليك بالبيت ما تردين .. وين طالعه من غيري .. مو حنـا اتفقنـا نطلع مع بعض
كان خاطري أهزء جنى على صوتها العالي ، لكن يوسف جنبي
: حبيبتي جنى أنا مع يوسف ببيتهم .. أول ما أرجع البيت أدق عليك
جنى : أهــا ، قولي كذا من الصبح .. من لقا أحبابة نسى أصحابة .. الله لنـا خليني جالسة بالبيت بروحي وأنتي مع حبيب الألب مزولا
تكلمت من بين أسناني : جنى وبعدين
سمعت ضحكتهــا : هههههههههههههههههههههههه ، أدري أنك مزنوقه و مو قادرة تردين علي الله وناسة كل مرة خاطري أتهاوش معك والله أهزئك بتصل عليك وأنتي مع يوسف علشان ما تقدرين تاكليني بلسانك
ضحكت غصب عني : ههههه ، جنوه
جنى : هههههههههههههههههه ، خلاص خلاص بسكر ، سلميلي على خالتي أم ماجد وسلمى
: الله يسلمك ويسمنك ، يله أقلبي فيسك
على طول بعد ما سكرت عدلت شيلتي لأني سمعت صوت ماجد يتنح نح .. دخل وسلم علينـا ، قلت لخالتي : خالتي جنى تسلم عليك
لاحظت أن خالتي ضيقت عيونهـا : أي جنى !!
: خالتي وش فيك مسرع ما نسيتيها ، إللي سلمت عليك بعرس عبد الله ، بنت عمي ، أخت بندر المرحوم
خالتي تذكرت : أهـــا ، جنى ، البنت الحبوبه .. بنت خالتك بعد تصير
ابتسمت : ايوة هذي
خالتي : الله يسلمهـا .. والله أنها خوش بنت
لا حظت فجأة ان ماجد انسحب من الصالة بهدوء
*
*
اليوم زواج أجمل أثنين ..
زواج أجمل حورية وورده جورية
مـا قدرت إلا أحضر زواج اعز صديقة .. معقولة مـا أحضر وهي إللي شرفتني بحضورهـا .. والله لو أكون بآخر الدنيـا .. أجي لهــا
والفرحة في قلبي فرحتين ..
فرحة زواج البندري ، وفرحتي بكحيلان أن أخيرا وافق يركب له artificial hand
إللي استغربته أن قبل يومين شفته داخل علي وبيده تذكرتين .. أنا في البداية خفت ، الظنون والوسواس صار يلعب بعقلي .. خفت أنه سافر بروحة ويتركني ، لكن لما قال لي أنه راسل مستشفى بألمانيا بقسم الأطراف الصناعية .. طرت من الفرحة ومن فرحتي دمعت عيني .. أنا ما عدت أفاتحه بالموضوع .. لأني أخاف يزعل مني ويتضايق وأنا ما صدقت أنه راضي علي .. وكنت أدعي داخل قلبي أن يجي يوم ويوافق من نفسه .. والحمد الله .. جات من نفسه أنه قرر .. وبالعكس حسيت ها القرار ناتج عن قناعة منه .. وبما أني خلصت الأنتير وأنتظر الوظيفة .. راح اسافر معه ، وأصلا حتى لو كان عندي دوام ، مستحيل أتركة يسافر بروحه الأكيد راح أرافقه .. اصلا من يومهـا والأبتسامة ما تفارق وجهي ودي أخبر كل العالم أني راح أسافر مع زوجي لألمانيا على شان يركب له يد صناعية .. وحتى من كثر فرحتي خايفة يصير لنا شي ^_^
فتحت دولابي وطلعت العقد الذهب مع الحلق ، ذهب إيطالي .. عقد ناعم يناسب مع فستاني بلون dusty ، مع مكياجي إللي عاطيني طله برونزية
انتبهت من انعكاس المرايا أنه واقف عند السرير ، لفيت عليه
: هلا حبيبي ، متى جيت
قرب مني وقبل جبيني : هلا بنور عيوني
غمز لي : يصير أقرب أكثر
حركت يدي : لا لا ، اليوم ممنوع اللمس ، ممنوع الاقتراب وراي عرس
ضحك : وأنتوا كذا يا الحريم من تروحوا زواج وتلبسوا وتتعدلوا .. ممنوع اللمس .. ما باقي إلا نحطكم بمتحف اللوفر
: هههههههههههههههه ، لأن أنت أن قربت خرب كل شي وأنا دافعه لي فلوس على شعري ومكياجي
مسك يدي : طيب أنا ما يحق لي أقرب ، ما أكسر خاطرك ، طول اليوم ما أشوفك إلا خمس دقايق
ابتسمت له بنعومة : خلاص كسرت خاطري ، راح أرجع من الزواج بدري
تحمس : خلاص ، راح أمرك الساعة 12
شهقت : لااااااااااااااااا ، شنو 12 ، لسه العرس بأوله
اذا انزفت العروسة راح أدق عليك
تنهد : ومتى راح تنزف هذي صاحبتك بسلامتهـا
ابتعدت عنه رايحة لدولاب أطلع عباتي : على هونك على هونك ، لاحق على كل شي ، حبيبتي البندري كم مرة راح تعرس ، مرة بالعمر
ضحك : ما هو العرس لثنين والجنون لألفين
*
*
يــا مساء الإحساس كله ..
يــا مساء الحب وأكثر يــا مساء الياسمين
اليوم فرحهم نور الدنيا وزان
يا الفرح لو جيت تعرف .. ليله فيهـا يحضر البدر ويشارك
اليــوم نحتفل فرح .. نشعل شموع الوفا
بهذا الفرح كله .. الكون كله وده يغني
لا يقين لبعض وربي وخالقهم لا يقين .. كأنهم قلب واحد
من حلاهم من يراهم يحسب أنهم وردتين .. والمحبه مزهرية عطرهـا شوق وحنان
والله لا يقين لبعض وربي
ربي يجعل في سكنهم بيت من شوق وحنين .. والمحبه غيمة تمطر بيتهم خير وأمان
ربي يحفظهم ويبعد عن هواهم كل عين ويحمي البندري وعبد العزيز من بلا شر الزمان
:
:
دخلت الغرفة المخصصة للعرائس إللي بالصالة .. ما قدرت أقاوم رغبتي في رؤيتهـا .. لم استطيع كبح لجام شوقي لهـا .. فتحت باب السويت بهدوء ..
رمشت عدة مرات .. جاءت أميرتي تسير على أهدابي .. تدنو .. تُهدهدهـا أنات غيثاري .. العطر نكهتهـا والسحر ضحكتهـا والرقص خطوتهـا ..
اقتربت منهـا وضربات قلبي تضرب بعنف شديد .. وعيني متعلقة بكل جزء من جسدهـا .. فستانهـا بستايل أسباني أوف وايت مع ذهبي ماسك من عند الكتوف ويضيق وهو مفصل جسمهـا وبعد كذا يوسع مع ذيــل طويل
والله أعطاها لونها الخمري .. والله باقة الورد الروز إللي ما سكتهـا .. الورد ذاب بأحمر شفاتكـ .. أعجبتني باقتهـا على شكل كرة من الروز الوردي الفاتح .. ومعقلة بين ساعدهـا بإسوارة من اللؤلؤ .. ومن تحت تطيح من كرة الورد شرايط من اللؤلؤ بلمعه صدفية مايله لذهبي متناسقة مع الفستان
أصلا ما عدت أحس بنبض قلبي .. قلبي وسط قلبك .. أنتي اليوم شمسي وظلي .. أنتي اليوم عيد حبي
مسكت طرف ايدهـا .. شعرت برعشتهـا .. حوريتي .. حبيبتي .. جاوبي الناس .. علميهم أنك امرأة تختصر الأجناس .. أني عرفت امرأة تكسوها الأنوثة وبراءة الأطفال وقت النعاس .. وإن قبلتهـا تناغم قلبهـا كصوت الأجراس .. تبعثرني .. تلملمني .. كمـا تشاء .. فهي حبيبتي مليكتي .. وأنا ، عبد يعلن الطاعة والولاء .. أود لو أصل النهار بالمساء .. كي أنام في حضنها وأقبل الشفة الملساء
اقتربت منهـا أكثر وقبلت جبينهـا : مبروك علينـا يا عروسة
همست لي يوم ضحكت لي العيون : الله يبارك فيك
همست لها بإذنهـا متناسي وجود المصورة : أحبك عد ما دق لك الخفوق وما أرمشت لي العين .. أحبك عد ما نور غرامك عمري الثاني
آآآه منهـا ومن نظرتهـا الخجولة .. ما سألتوا صاحب النظرة الخجولة كيف يسهرني وله وجه صبوح ؟ .. كيف يظلمني وله طهر الطفولة .. كيف يسكني وهو دايم يروح ؟ .. له صفات تورد العاشق ذهوله .. مستكين وصامت وكله جموح ..
استغليت صمت حبيبتي .. وطلبت من المصورة تصورنــا .. مسكت يدهـا وجلست على ركبتي .. ناظرتني مستغربة
ابتسمت لهـا : will you marry me
ضحكت بخجل على جنوني : yes , I marry you
وأنـا ما زلت جاثي على ركبتي ، قبلت يداهـا .. سحبت الدبله من اصبعها إللي بيدها اليمين وغيرت مكانه ولبستها بيدها اليسار .. وقبلت يدهـا .. ووقفت وأنـا ماسك يدها الثنتين .. قطفت من زهر الرمـان .. وأنـا أحسها راح تموت بين يديني من الخجل
:
:
بأفخم صالات الخبر .. بصالة السيف
على الســـاعة 12 بليل .. بيـــوم بداية السنه الجديدة 1\1 .. دقت الســـاعة
طن
طن
طن
.. نزلت العروسة ، الأميرة وكأنها من العصور الرومانية بسحرهـا ، نزلت من على الدرج إلا يزينة ورد الروز الأبيض مع شرايط ذهبية .. وبنفس الألوان تزين مفارش الطاولات والكراسي .. وشمعدانه كبيرة بوسط الطاولة .. تنزل منها كرستالات بيضا .. وورد أبيض مع ورد باللون الوردي الفاتح وإنارة صفراء خافته ..
والكوشة إلا كأنها عرش الملكة ..
بختصار اللون الذهبي مع البنك الفاتح مالي المكان .. والشموع الذهبيه إلا تزين ها الليلة بالأرضيات والطاولات
أولـ ما نزلت من الدرج .. سلمت على رأس جدتهـا .. ووصلتهـا لين الإستيج .. كان الإستيج خشبيي أرضي .. منقوش باللون الذهبي والوردي الفاتح مرة .. أولـ ما وصلت العروسة أرتفع الأستيج عن سطح الأرض .. الكل كان مبهور بالأميرة .. إلا راح تسحر قلب عبد العزيز الليلة .. مشت بخطوات هادئة بطيئة
على أجمـل الأنغـــام أنزفت
عرسوتنــا قمر ضاوي .. خذت كل الحسن والزين عليهـا اسم الله محلاهـا .. هي أحلى من الحلوين .. وعبد العزيز الليلة ولا أروع تحقق اليوم مراده .. حط يده في يدين أجمل عروس في البلد " البندري"
تلاقوا بالهنى قلبين .. هواهم عطرن وأنغام .. لقاها نصه الثاني .. تشوفه فارس الأحلام
عسى الفرحى ترافقهم في ها الليله وفي كل ليلة .. ويسكنهـا في قلبه دوم .. وهي في عينه تشيله ..
عروستنــا قمر ضاوي .. خذت كل الحسن والزين عليها اسم الله محلاها .. هي أحلى من الحلوين
عسى ربي يديم الود .. ويهنيهم مدى الأزمان .. وتصبح طيبة العشرة لهم بيت ودفء وعنوان .. يا حب أجمعهم وبارك لهم بالخير ها اللقيا .. يا فرحة رفرفي دايم عليهم وأملي الدنيـا
انزفت عروستنـا وهي ماسكة مسكة الورد بقوة تحاول تخفي توترهـا .. توتر أن كل الناس تراقب أميرة ها الليلة والله من نظرات حبيبهـا إلا ينتظرهـا عند الكوشة ..
وهي بنص الممر المستطيل .. يتوسع بالنص مكون شكل بيضاوي .. تزين أطرافه باقة من الورد الجوري .. باللون الأبيض والوردي .. وقفت للحظات .. أنار المكان كله بشمس الليل .. إلا تتطاير من حولهـا .. النور صار مثل الهاله حولهـا
عروستنـا قمر ضاوي خذت كل الحسن والزين عليها اسم الله محلاها .. هي أحلى من الحلوين .. وعبد العزيز الليلة ولا أروع تحقق اليوم مراده .. حط يده في يدين أجمل عروس في البلد " البندري"
ظلليهم يا محبه .. واحتويهم يا آمان .. وعمري يا فرحه دايم .. بيتهم حب وحنان .. ظلليهم يا محبه ..
وأخيرا وصلت لعند عبد العزيز .. وهي تلتقط أنفاسهـا .. صدرها يرتفع وينزل من التوتر والإرتباك إللي تحسه .. مشى بخطوات ثابته لعندهــا .. ورفع الغطاء من الطرحة التل وقبلهــا على جبينهــا .. قبل الوردة .. قبل القمر إللي راح تنور ليلته .. القمر الليله غايب ، يا الله يا قمر تفضل وأرحل .. كفاية البندري راح تضوي الليله بنورهـــا .. أولـ ما وقفت جنبه وعدلت طرحتهـا الطويلة أمتار وراهـا .. أشتغل البخار مكون هالة حول الأثنين
:
:
حضنت يدهـا .. وكأني أحضن قلبها .. أحضن روحي قبل أحضنهـا .. آآآه يا قلبي ترفق بحالي .. أحس وكأني أولـ مرة أشوفهـا .. كان شعوري غير وأنـا أشوفها تنزف لي .. ضربات قلبي .. تنفسي المضطرب .. كل شي فيني ارتبك وتبعثر ..
الله وأكبر يوم ضحكت لي العيون .. شفتها ونسيت نفسي من اكون ما اقدر اوصف ما جرى لي لو شرحت .. شعرة ما بين عقلي والجنون لو اقطعتها كان من الحب استرحت .. ناظرتني واخطفت قلبي بهون بعد ما أنا من نواظرها انجرحت ..
جمالك ناهب قلبي وتفكيري وناهبني ..
دلالك يا رقيق العود .. عود تعزف أوتــاره
وراضي بك يا بعد عمري شمس العمر وأنواره
:
:
غرقت مدامعي .. وأنـا اشوف أمي مع أبوي ماسكين إيد بعض ومقبلين علي .. اليوم أحس حالي مو على بعضي وأن الدمعه واقفه على الباب .. أولـ ما سلمت علي أمي .. ضمتني .. ضميتهـا بقوة ودمعه من عيني تسيل .. آآه يا يمة أحبك وحبك في شراييني يجول .. ما أتخيل أني راح أبتعد عنك .. مهما كتبت عنك بالشوق والغلا مراح أوفي لك حقك .. لك مكانه بالجوف محد نالهـا .. أنتي يا يمة أقرب لي من ظلالي .. يــا أغلى البشر ..
ما أطلب شي من حياتي غير وصالها .. الصدق مرساها .. والأشواق بحرها .. والعطف وإحساس الغلا رأس مالها .. أهيم فيها وابتسم
مسحت دمعتي بطرف إصبعهـا .. ورتبت لي طرحتي .. إلا كانت مثبته بتاج مع الشنيون المرتفع وكأن شعري ملفوف بطريقة ماهره
جاء بعدهـا أبوي سلم علي مع عبد الله ..
سمعت أبوي يقول لعبد العزيز : يا عبد العزيز ربي يحفظك ويصونك .. عاد ما أوصيك الوصية .. حط البندري بعيونك
جاوبة ، وأنا كنت هايمة بعيونه : البندري قبل ما تكون بعيوني هي ساكنة بوسط قلبي
لف علي أبوي ، لدرجة خجلت من أنه يكون انتبه لنظراتي الجريئة لعبد العزيز :
وأنتي يا البندري لجل غاليكـي وعشانه .. ها الله ها الله بعزيز ولا حرمك الله حنانه
:
:
مدري كيف مر الوقت بسرعة .. أحس أني ما شبعت من ريوم ، سلمى ، أسيل
.. ودي أترك عبد العزيز واسولف معهم .. أحس أني راح أفتقدهم ..
انزفينـا لعند طاولة الكيكة .. كان كيك أبيض طبقات .. آخر طبقة مرتفعه بأعمدة يعني مو متلاصقة مع الطبقات الثانية .. وتزينهـا الورد الروز نفس إللي بالمسكة .. وكان حول طاولة الكيك مجموعة من البالونـات باللون الأبيض والوردي .. أعطتنا ريوم دبوس صغير ، أنا وعبد العزيز وقالت لنـا : عـــاد ما أوصيكم .. طالعوا كل حرتكم
ضحكنـا عليهــا .. وبدينا نفقع البالونات .. الصوت المزعج إللي كان يصدر .. بعد ما أفقع كل بالونة .. أسد أذني ..
وريوم وسلمى وجنى متونسين علينـا
ريوم : يا الله عبد العزيز ، كان خاطرك الليله تقطع أختي تذبحهـا ، تضربهـا .. حط حرتك كله بالونات .. كان لوعتك عذبتك .. الليله أخذ حقك ثالث ومثلث
ضحك وهو يلمني ويقربني لصدرة : بصراحة أختك تفننت في تلويعي وتعذيبي
أنـا خلاص لحد يسألني .. أحس وجهي أحترق .. الله يغربل بليسك يا ريوم متى راح تبطلي طوله لسان
وقبـل صلاة الفجر .. طلعنـا من الصاله .. لبسوني مثل الوشاح الأبيض الطويل ومسكر من قدام .. ومعه قبعه طويلة لبستها على شعري وغطيت فيهـا وجهي .. مسكني عبد العزيز من يدي لأني ما عدت اشوف الدرب
ركبنــا سيارتة المرسيدس البيضا .. إللي مزينهـا بالطول بروز أبيض .. ومن قدام مرسوم بالورد قلب داخله حرفي وحرفة .. طبعا استرقت البصر لما دخلت السيارة .. تذكرت لحظتهـا كيف تخانقنـا على بطاقات الزواج .. أنا كان خاطري ينحفر على البطاقة الخشب وزتين متعانقين .. لكن هو كان خاطرة بحصانين متعانقين .. وجنبهم أسمي واسمه متعانقه الحروف .. بالأخير استسلمت لرغبته ..
ركب السيارة .. وطبعا عبد الله وأخوياة ما قصروا بالزفة .. زفونـا لين البيت .. ورقص وأغاني عند كل إشارة .. لفينـا الخبر كلها والكونيش .. كنت أحاول أخفي توتري وخوفي بالضحك على خبالهم ..
:
دخلنــا بيتنـا إللي عبارة عن دوبلكس .. كان مبني لعبد العزيز عند بيتهم .. ومحاط بنفس سور البيت .. ما حبيت يكون أثاث بيتي بتسايل مودرن لأن ما أحس يعجبني كثير .. حبيته يكون بستايل كلاسيكي ممزوج مع عرقة وأصاله النقوش المغرب العربي .. بألوان هادئة معتقة ..
غرفة النوم عبـارة طقم فخم بلون البني المحروق الغامق .. ومفرش السرير والستارة بستايل روماني مع ذهبي .. والوسائد الصغيرة المتناثرة على السرير وعلى الأرضية وعند الصوفا كلها مطرزة تطريز كشميري وهندي ..
إنارة الغرفة خافته مرة .. أولـ ما دخلت الغرفة طاحت عيني على باقة الورد الزنبق الكبيرة النازلة من الأرض لسرير .. تقدمت بكل حرية واستغليت الفرصة اني اتفحص بنظري كل شي بالغرفة دام عبد العزيز تحت يسولف مع عبد الله .. احسه شوي ويذبح عبدالله لأنه جاء معنـا للبيت .. أذكر بالسيارة كان ناوي يضيعهم .. لكن المشكلة خاف من عبد الله يعند ويجلس طول الوقت عند باب البيت للفجرية ..
لمست وردة الزنبق .. كنت أتلمس ملمسها الناعم الأملس .. وكنت سرحانه .. أنا نفسي مدري وين سرحت .. فجأة إلتفت لصوته وهو يقول : وردتي الجورية تلمس الورد .. هي كلها ورده .. الورد يغار منهـا
خجلت من كلمته وأنا أشوفه يدخل وهو حامل مسكتي الورد .. الظاهر أني نسيتهـا بالسيارة .. وقف بعيد عني .. لكني انتبهت لخطوات عينية .. للحظة شعرت بأن كل حواسي انشلت .. تحاورنـا بالعيون .. بلغه الحب ..
تحركت من مكاني قبل أن أفنى في مكاني فنظراته تقتلني ثم تحييني ..
وقفت أمام المرايا .. أحاولـ أن أفك الطرحة .. وأنزعهـا
قرب مني .. قرب مني أكثر .. وضع يده عند خصري .. وأنا كل ما فيني يرتعش
قال لي وهو يحط راسه على كتفي : ليــه تناظري بالمرايا .. وش تبين بهذي المرايا .. أنتي أجمل وسط عيني
سرحت بنظرة عيونة .. كلمته صارت ترن بإذني .. وش تبي بهذي المرايا أنتي أجمل وسط عيني
ساعدني أفك الطرحة .. رماهـا على السرير .. داعبني بالبنـان .. خطوات أصابعه على عنقي وظهري .. تفنيني .. تذيني .. شعرت أني أضيع أضيع .. بين ذراعيه ..
همس لي ولهيب أنفساه تفضح حبه : أحبك .. أعشقك قد ها الدنيا ويمكن أكثر .. أعشقك
شعرت بقلبي مرتعد .. ساخن ..خطوات أصابعه على جسدي .. قبلاته تفضح لهيب شوقه .. قبلني في عنقي .. شعرت أني أذوب .. اذوب .. كما يذوب الجليد
فك شعري .. وصار يعبث بشعري .. فأذوب أنا ويشتعل الشعور ..
يرمي شعري على وجهه ، يلمه .. يشمة .. يقبله .. كما يقبل النحل وجه الزهور ..
وأصابعه تتخلل خصلات شعري
قلت له برجاء .. قبل أن يزيد اللهيب .. ويشتعل جمر النيران
: عزيز أنــا تعبانه ووووووووووو
ومن الصباح صااااااااااحية
وودي أنـــام
ما أدري كيف ها الكلمتين طلعوا مني .. ابتسم لي بحب وأنا إللي كنت خايفة من ردة فعله : راح تنامين يا أميرتي يا حوريتي
لكن على شرط !!
بلعت ريقي خايفة من الشرط : شنووووو
تنامين في حضني !!
:
أشرقت شمس جديدة .. يوم جديد
صحيت من النوم .. فتحت عيني ببطئ .. ابتسمت .. لملامح وجهه البريئة والقريبة مني .. كان قريب مني حيل .. حاضني وهو نايم
يحسسني بالأمان .. أنت صرت كل هلي وناسي ودنيتي وعمري
علمتني كيف أحب حتى الحنان ، طوقتني بالحب من كل الجهات
رفعت يده بكل هدوء إللي مطوقني بيهـا .. حاولت أقوم من السرير من غير ما أصدر أي صوت وأزعجة ويصحى من نومه ..
لما لامست أطراف أصابع رجلي الأرضية الخشب الباردة .. شعرت بإدين دافيه تلمس يدي
: صبـاح الخير يـا أجمل صباح
ضحكت بنعومة وهو يحط راسة على كتفي وهو نعسان : صبـاح النور
ضمني من الخلف : صباحي غدى مع ضحكتك أجمـل
خفت من لمسته .. خفت ها الصباح ما يعدي على خير .. أنا أحمد ربي أن البارحه عدت على خير
: عزيز ممكن بقوم أغسل
وهو ما زال حاط راسة عند كتفي : أول شي أعطيني حلاوة الصباح
ابتسمت بشقاوة .. طيب يا عزيز تبي حلاوة .. صاير لي طفل دلوع على الصبح ..
سحبت يده .. على باله ببوسهـا .. قربتهـا من فمي .. وعضيت طرفهـا بقوة .. ومن قوة العضة صرخ وفك يده عني .. أنـا استقليت الفرصة وطرت طيران للحمام .. قبل لا يصيدني .. لانه لو صادني .. أنا مذبوحة مذبوحة .. ههههههههههههههههههه
قفلت باب الحمام عدة قفلات .. ما أمداه يوصل لي .. لأني كنت أسرع منه .. طق الباب بقوة : بنووووووووووو أفتحي الباب أحسن لك .. لا والله ما يصير لك خير
أنـا ميته ضحك .. خلاص ما عدت قادرة .. آآآآه يا بطني .. طحت على الأرض وتسندت على الباب الحمام الخشبي .. وأنـا ماسكة بطني وأضحك .. أضحك
: تضحكييييييييييين هـــاه .. صبرك علي .. ما علية ما علية
ههههههههههههههههههههههههههههههههههه ، بعد خلاص ما شبعت ضحك .. وحسيته ابتعد عن الباب .. فتحت الماي الساخن مع الماي البارد .. سبحت بصابون برائحة الأوركيد والفانيليا .. شعرت بعدهـا أن بشرتي ناعمة بنعومة بشرة الأطفـال .. soft .. وبعد ما نشفت جسمي ولبست الروب .. طلعت من الحمام .. حمدت ربي لما ما شفت ظل عبد العزيز بالغرفة .. رحت لعند المشلح وأخذت راحتي .. طلعت لي جلابية شيفون واسعه باللون الأخضر العشبي .. عند العنق مثل القلادة الذهبية .. وعند الخصر حزام ذهبي .. والباقي واسع نازل بحرية ..
بعد ما لبست وضبطت شعري .. جلست عند المرايا .. تعطرت ببخاخ دهن عود شارته من باريس غالوري .. حطيت لي شدو أخضر متموج مع الأصفر و الذهبي .. وكحل أسود تحت العين .. وبلاشر بررونز على اورنج .. والروج أحمر غاني
:
:
مشيت لعندهـا مذهول وصامت .. فكيت الزرار إللي عند عنقي ..
آآهـ على إللي شرب من عينكـ الإحساس .. أحبكـ يا بعد هـ القلب ..
جائتني بثوب .. كا عشب البحيرات أخضر .. أخضر .. وشعرهـا ملقى على الكتفين .. كبحر .. كأبعاد ليل مبعثر .. جثوتُ على ركبتي وأنا أتخبط في كحلك العربي .. أراقب من تحت أهدابك المسبلات ..
رفعت ثوبها الأخضر وكشفت عن ساقيهـا .. لبستهـا خلخال من ذهب في ساقهـا الأيسر
نزلت رأسها على إستحياء .. وعيونها مسبله : مشكور عزيز .. ليه مكلف على نفسك
رفعت شماغي لفوق .. ووقفت .. قبلت جبينهـا وأنا ابتسمت لإمرأتي .. لوردتي
: أنتي جوهرة .. أنتي درة .. وعمري مراح أوفيك حقك
اقتربت مني وكأنها طفله ، خدودهـا متورده ، وراح تعمل شي غلط تخاف من عقباه .. باستني على خدي ..
: آآهـ راضي لو بالقليل .. أحبكـ يا بعد هـ القلب
تركت رأسها ينام على كتفي .. كأنها أمي وأنا الطفل الذي بحث عن حضن أمه .. حضنتها كما تحظن الطيور صغارها .. بعينيهـا يلعب طفل جميل .. يسمونه في بلادي القمر .. وصوت أنفاسك .. أسافر بين البيانو وصوت أنوثتك الطاغية .. وصوت المطر
:
:
هبطت الطائرة بجزيرة النخيل .. جزيرة أشبة بجنان غناء ..
رأينـا البحر في ساعة غفوتة .. مع نسمات البحر بهذا الليل ..
جزيرة لم تتبرج أو تتغشى بغطاء ..
يلجأ إليهـا لمن يود العيش بهدوء ، الراحة ، الإسترخاء ، اللحظات الشاعرية الساحرة ..
وصلنـا منتجع الفور سيزن بأحد جزر المالديف .. بصراحة عبد العزيز فاجأني بهذي الرحله .. أنا كنت عارفة أن حنا راح نسافر شهر العسل باليوم الثاني لكن ما كنت عارفة وين راح يأخذني .. أخذني لأجمل مكان بالعالم .. مكان ساحر .. مكان كنت أحلم أزوره من زمان ..
مشينـا في ممر خشبي طويل .. الفوانيس الصفراء تنزين جوانبة .. وصلنـا الشالية إلا بستايل ريفي هادئ وجميـل .. ومنظر خلاب على المحيط .. مكانة بوسط البحر والمياة تحيطة من كل جانب
وداخل الشالية .. حوض استحمام جكوزي .. وحمام فاخر .. وجلسة مطلة على البحر .. حسيت أني عايشة في حلم .. وأنـا أسمع أمواج البحر الهادئة .. ترسي على الرمال البيضاء .. ونور القمر يتسلل من الشباك ..
بعد ما ريحنـا وغيرنـا ملابسنـا .. طلب مني عبد العزيز نطلع نتمشى حول المنطقة نستكشفهـا .. أنـا كنت خايفة .. من اللحظة المترقبة .. استغربت أنه يبي يطلع ويتمشى .. اعتقدت انه يفضل شي ثاني .. حمدت ربي .. أنه جات منه مو مني .. أنـا أحاول الإبتعاد وعدم التقرب منه ..
غيرت ملابسي بسرعة قبل لا يغير راية .. ونجلس بالشالية ويحصل شي بينا لا يحمد عقباه .. لبست لي تنورة كلوش مشجرة .. وفيها كسرات .. مع جاكيت نحاسي قصير .. وصندل ينربط حول الساق بكعب مرصوص .. وكأنه ستايل ريفي .. وحجاب بيج مطرز بذهبي
مشينـا شوي مبتعدين عن الشالية .. وبنهاية الممر الخشبي ..
قال لي : البندري لحظة انتظريني هنـا ، نسيت بوكي وجوالي بالغرفة
: اوكي راح انتظرك هنـا
وقفت انتظرة .. ما انتبهت انه تأخر أصلا .. بصري مذهول بكل شي يراه .. وكاني أولـ مرة بحياتي أرى البحر .. صوت أمواج البحر .. لونه .. لون الرمال .. نسمات البحر .. كل شي كان مميز .. النخيل المتناثرة بترتيب على الشاطئ .. كل شي كان له روعة وميزة
رحنـا تعشينـا بمطعم تندوري بار .. كان مكشوف على البحر .. أخترنـا لنا جلسة على البحر .. وبعد العشاء الفاخر .. وطبعا عبد العزيز ما ترك لي مجال أتنفس .. طول الوقت يأكل فيني .. تمشينـا بعدهـا على شاطئ البحر ..
حسيت بعدهـا أني بديت أتعب : عبد العزيز خلاص خلينـا نرجع الشالية
ناظرني : ليه !!
: تعبت من المشي
ابتسم لي بخبث : تبين احملك
تراجعت للورا : لا لا الله يعافيك .. أعرف أمشي على رجولي
واولـ ما وصلنـا عند الممر الخشبي إللي يأخذنـا لشالية حقنـا .. باغتني وحملني بين ذراعيه .. ترفق .. ترفق بطفله بعمر السلام
مهمـا وصفت مشاعري .. مراح أقدر أوصل إحساسي ..
عبد العزيز ملكني .. احتواني .. قربني له .. خذاني بحضنة .. حسيت أني لأولـ مرة بعمري أعيش
يمكن أنـا عمري كله عشت .. أحلم بهذي اللحظة ..
خلاني أذوب بهواه .. شفت معه الحياة حلوة وجميلة .. عيشني بغرامة أجمل حكاية .. حكاية قلب ونبض حب
دمعت عيني فرح .. حضنته .. ما قدرت أقاوم إحساسي .. وأنـا أشوف شنو مسوي لي .. وأنـا إللي كنت أقولـ بقلبي وش عنده يبينـا نطلع وما وده نرجع ..
شفت ورد جوري .. باللون الأحمر .. اللون الوردي .. متناثر على السريروكأنه لحاف .. وعلى الأرضية الخشب .. كاتب بالورد على الأرض I love you
وشموع حمرا صغيرة مرتبة حول السرير على شكـل قلب .. وشموع متناثرة بالغرفة وحول حوض السباحة .. كلهـا بروائح strawberry , cherry & passion
وفي الطاولة إللي على الشرفة المطلة على البحر .. باقة ورد أحمر .. وكأسات فيها عصير فراولة .. وكيكة .. وفراوله مغموس نصها بالشكولاته
:
تعالي .. تعالي .. واسقطي مطرا على عطشي وصحرائي .. وذوبي في فمي كا الشمع وألعبي بأجزائي .. أباغتها لأقطف زهر الرمـان .. تشعلني جمرا بمفاتنها أنهمر عليها كا الطوفان .. سفينة هي وأنا الراكب فيها والربان
على متنها تعلمت العشق جُبْت الخلجان .. تصارعني كا الموج بقوة وعنفوان .. تبادلني الحب وتصدني في ذات الأوان .. حالك شعرها .. وثغرها بلون الأرجوان .. من أقترب منه لسعته النيران .. وأنا وحدي أعشق لهيب الثغر وجمر النيران ..
أحبهـا مشاكسة تهوى العناد .. أحبها ملاكا بين العباد .. تتقن دور الأسير ودور الجلاد ..
وقعت عيني عليهــا بثوب حرير .. بلون لازردي .. كا لون البحر .. ما كذبت لما وصفتهـا بحورية البحر .. لم أرى إمرأة بجمالهـا .. حلالي وملكي .. من العبث أن أحاول وصف جمالها الحقيقي .. أدركت لحظتها أني أستقبل تجربتي الأولى .. وأظن شعورهـا لا يختلف عن شعوري .. دخلنـا معـا عالما من السكر وقطر الندى .. الدفء .. الرحيق
يـا آخر طموحاتي وذرة حنيني .. تلبس على فالك وأنا بفالي أموت
أموت باللبس الخفي المبيني .. والشعر لامنه تناثر على الكوت
والصورة إلا بين خدك وبيني .. تقول لسكر تعال ألمس التوت
في عيونك إلا تحتها شامتيني .. خيل العرب إلا في معركة عين جالوت
كل شي يتمنى يشارك فيني .. الأرض والأشجار و البحر و الحوت
يا مبرأك يا مظلمك يا ظنيني .. ما ضاع لك ضايع ولا فات لك فوت
أقسى الرجال قدام حسنك يليني .. والبنت في جنبك تحول لطاغوت
:
:
واقفة .. عند الشباك ، لافه الروب علي .. وعيني تعانق كل شي حولي .. أراقب البحر اللزوردي .. لونه يعكس صفاءه .. طيور النورس تحلق في السماء .. النخيل الإستوائية الرشيقة .. تتمايل مع النسمات ..
سمعت صوت الجرس .. رحت بسرعة لبست عباتي وشيلتي قبل لا يصحى عزيز .. دخل النادل .. وطلبت منه يرتب طاولة الفطور بالشرفة ..
تأكدت من ترتيب الطاولة بعد ما طلع .. سلة الفواكة .. سلة الأخباز والكروسون .. العصاير ، زجاجة عصير برتغال وزجاجة عصير تفاح ..
ومزهرية زجاجية بداخلها أحجار وغصن من ورده الأوركيد
تركت الروب على الكرسي .. وسحبت وردة .. راقبت وجهه .. على شفاته شبح إبتسامه .. شكل حبيبي يحلم حلم جميل .. داعبت طرف أنفه .. وطرف إذنه بالورده .. حرك يدة وهو يهمهم .. إختبئت بسرعة تحت السرير ..
حسيت فيه يصحى ويمط جسمة يتثاوب .. ناداني : البندري .. حياتي وينك ؟
كتمت ضحكتي .. راقبت خطواتة وهو ينزل من السرير ويروح عند الحمام يغسل .. طلع من الحمام ، والنوم واضح من صوته : حياتي وينك .. وين متخبية .. حسيت بوجودك قبل شوي .. أنتي إللي صحيتيني صح !!
راح لعند الشرفة .. والأكيد انه انتبه للفطور إللي على الطاولة ..
: بنووو ، بنووو ، حبي وينك والله نعسان ، وين رحتي
بعد كذا انقطع حسه .. شكله يأس مني .. تسحبت على أطراف أصابعي .. وصلت لعنده وهو واقف بالشرفة ومتنسد على الحاجز يراقب البحر بعيون سرحانه
لميت شعري بجهه وحدة .. ضميته من الخلف ويدي تحيط صدره
: صباح الخير حبيبي
قبل يدي : صباح الخير يا خوخه
ضحكت بنعومة : هذا لقب جديد
تثاوب : كل هذا نوم يعني ما شبعت نوم ، كم نمت !؟
ناظرني بعيون نعسانه: كم نمت !!
أنتي نمتي بقلبي وبقلبي زاد الشوق
:
قرر عبد العزيز يسبح اليوم بالبحر .. أنا كنت رافضة أنزل البحر أساسا .. أحب بس أتمتع بمنظرة ما أحب أنزل .. لبست لي شورت أسود ضاغط مع توب باللون الأبيض .. ونزلت العتبات إلا تنزل للبحر جالسة على النهاية .. وبمـا أن الشالية إلا حقنا معزول فأخذت راحتي .. أخذت معي صحن فواكة آكل منه وأنـا أراقب عبد العزيز وهو يسبح بمهارة بالبحر
ناداني من بعيد : بنوووووووو تعالي أنزلي البحر ، ترا الماي يجننن
ناظرت فيه : نو نو ، لا تحاولـ مراح أنزل
عبد العزيز : ليييييييييييه
: لااااااا أخاف
سبح لعندي قريب : شنو تخافي وأنا معاك ، أمحي الخوف من قلبك ، مو أنتي تعرفي تسبحي !؟
رديت عليه : ايوة
عبد العزيز : طيب ، تعالي ، صدقيني اذا ما سبحتي راح يفوتك نص عمرك
مممممم ، ترددت ، أناظر بعبد العزيز ، وسطح الماي الصافي إللي يغري للسباحة ، كأنه مثل الزجاج ، شفاف مع أشعه الشمس تعكس ما بداخلة .. تحمست ونزلت الماي ، وصرت أسبح .. أسبح
ابتعدت شوي عن الشالية .. التفت وراي أشوف عزيز ، ما لقيته .. وينه راح .. التفت يمين ، يســار .. ما لقيته .. درت حول نفسي .. ما شفت أحد
ناديته : عزيييييييز ، عزيييييييييييز ، عزيز وينك ، وين رحت
لا من مجيب ، مرت ثواني وعيني تجول على سطح الماي الراكد حولي .. يعني لو غاطس ببين ظله .. لكن سطح الماي شفاف وما يبين أن في أحد غاطس تحت .. تسلل الخوف لقلبي ، وين عزيز ، وين أختفى ، مو معقولة ، قبل دقايق كان يسبح هنـــا
ناديته مرة ثانية بخوف : عزيييييييييييييييييز ، عزيييييييييييييز وينك
أحس صوتي أنبح من كثر ما ناديت
مرت ثواني .. حالتي كانت صعبه .. يمكن للحظة حسيت أني ممكن أفقد توازني وأغرق .. توني جيت بسبح برجع الشالية .. شفت الماي يتحرك من جنبي ينبأني أن في شي تحت الماي ..
نط بوجهي من تحت الماي فجأة
أنـا حطيت يدي عند قلبي خايفة .. والله قلبي صار ببطني وقتهـا من الخوف
تنفست براحة لما تأكدت أنه عبد العزيز .. وسبحت لعنده وضربته عند صدره بقوة ، وصرخت : ليـــه تعمل فيني كذا ، خوفتني
سكت لثواني ثم ضحك .. ضحك .. وصدى ضحكاته تتردد حولي بسطح البحر
سبحت مبتعده عنه ، لأنه قهرني ، يعمل حركات مثل البزارين
ناداني : تعالي وين رايحة
سبح لعندي .. ومسكني لانه كان أسرع من عندي : زعلتي بنو .. ناظر بوجهي وبعيني .. يعني لها الدرجة تخافي علي
نفخت من القهر ، وصدري صار يرتفع وينزل : أكيد راح أخاف عليك مو أنت زوجي
ناظرني ، وبكل روقان قال : بس زوجي ، مافيه حبيبي ، نور عيني
رمقته بنظرة ولفيت عنه : فاضي
ولما وصلت لعند الشالية وجيت بطلع الدرج .. مسكني .. لفيت عليه .. سواهـا وكأنه ما يدري وباسني على خدي .. و سواها ثاني ، على أنه يعتذر
والله أن دقات قلبي وقفن .. مرت ثواني صمت .. وناظرت بليل عيونه ..
سحبني معه وغطسنـا .. وصرنـا نسبح مع بعض .. لاصقنـا أصراف أصابع أقدامنا وصرنا نسبح على ظهورنـــا
أنـا وياه صرنا بها الدنيا قصيدة .. كتبها الحب بحروفة الجديدة .. على أوراق الشجر وعلى النجمة البعيدة
:
:
على ضوء الشمس الساطع .. فتحت الستائر وتخلل النور الغرفة بأكملهـا .. صحينا بنشاط .. رحنـا فطرنـا بنشاط بالفندق اوبن بوفيه .. بعدهـا تمشينـا على الشاطئ .. جلسنـا على البنورامـا .. مثل المظلات مبنية من الغش .. وقبل لا تتوسط الشمس رحنا في رحله بحرية
:
ويمكن من أروع ما مر علي بالرحلة .. مشاهدة الحواجز المرجانية .. ذات الألوان الجذابة .. تحت سطح الماء بالغواصة .. شفت أشكال وألوان من الأسماك الكائنات البحرية .. وقبل لا أطلع من المكان خلوني ألمس نجم البحر لأن من زمان خاطري ألمسة
: الله عبد العزيز ، ملمسة رخو وفيه نتوء .. غريييييييب
ضحك علي : يا حلوك يا البندري .. وش رايك تلمسي الأخطبوط .. راح يكون رخو أكثر
بعد رحله من التجول .. حسيت بتعب .. أنا من الصبح أحس بتعب لكن كنت أقاوم .. وأحس الصداع زاد عندي وأحس بدوخة
قلت لعزيز : عزيز خلينا نرجع الغرفة
ناظرني باهتمام : خير البندري وش فيه وجهك باهت
: مدري أحس حالي مصدعة
عبد العزيز : تبين نروح نتغذا
مدري من جاب طاري الأكل أحس كبدي قامت تقلب علي : لا عزيز تكفى مالي خلق أكل
رجعنـا الغرفة ، وأنا أحس كل ماله الصداع يزيد .. وأحس بألم بإذني وكأن ضغط الأذن زايد عندي ..
لما شاف عبد العزيز كذا حالتي متأزمة ومالي خلق آكل شي .. والوقت جاء على المغرب وأنا من بعد الفطور ما أكلت شي .. أخذني للعيادة إللي بالجزيرة
دخلت العيادة ومدري ليه وأنا مو طايقة الدكتور وهو يسألني أسئلة غبية .. أنا بس أبيه يعطيني مسكن يخفف من الصداع إللي عندي وألم إذني .. بعد ما فحص علي قال أنه راح يعطيني antibiotic
لأن عندي إلتهاب بالإذن .. وشكله في صديد
لكن قبل لا يعطيني المضاد ، قال يبي يعمل لي :
You have to do pregnancy test before you take the antibiotic
رديت بعصبية :
I I am not pregnant , why should
do the pregnancy test ?
عبد العزيز رمقني بنظرة : أنتي مو خسرانه شي ، أعملي الفحص ، يمكن تطلعي حامل
تنفست بقوة من قهري .. ناظرته بحدة .. وتكلمت من بين أسناني : عبد العزيز أنت عارف زين أني مو حامل .. فماله داعي نعمل فحص الحمل .. خله يحترم نفسه ويعطيني الدواء .. قبل لا أنفجر بوجهه
لما لاحظ الدكتور عصبيتي .. كتب لي المضاد .. لكنه الغبي ما أعطاني مسكن ولا شي يروح اللوعة إللي عندي أنا خلاص مو طايقة نفسي ويجي أحد يرفع لي ضغطي .. أنا إللي فيني مكفيني .. ويجي ها الدكتور ويقول لي أعملي فحص حمل .. يا أخي أنا أدرى بنفسي
أولـ ما وصلت الغرفة رميت شيلتي على السرير .. وصبيت كل غضبي بعبد العزيز
: أنت يعني تشوفها حلوة تجادلني قدام الدكتور .. وإلا تعالي أعملي فحص الحمل .. وأنت عارف أني مو حامل
قال بكل روقان وهو يبتسم : يمكن تطلعي حامل .. من يدري
صرخت : عزززززززيز ، قلت لك مو حامل لا تنرفزني
رجع رد علي بكل روقان : طيب طيب أعصابك .. جاء مسكني من يدي .. طيب حبيبتي تعالي كلي لك شي من الصبح ما أكلتي شي
دفيت يده : ما أبي آكل وأصلا أنت السبب بكل إللي أنا فيه .. لو ما حنيت على راسي أمس وخليتني أسبح غطست بالماي ، كان ما مرضت اليوم
تركته رايحه للحمام أغسل وأغير ملابسي بعد ما رميت كل الكلام إللي بصدري .. و أول ما طلعت لقيته جالس عند الشرفة وينتظرني .. وأولـ ما شافني ناداني : تعالي حبيبتي
كسر خاطري وقتهـا ، مسكين هو متحمل عصبيتي ونرفزتي .. وهو ينتظرني على شان نأكل .. رحت لعنده ولما جيت بجلس بعيد عنه سحب يدي وجلسني بحضنة .. وصار يأكلني من سلطة فواكة ، فراولة ، تفاح ، مانجو ..
لأن أحس لو أكلت شي ثقيل راح أرجعه وأنتو بكرامة ..
كان حنون معي .. مثل الأم الحنونة على عيالهـا .. يأكلني ويمسح على شعري
بالنهاية لما تعبت وحسيت أني دايخة من بعد ما أخذت الدواء .. نمت على حضنة .. ما حسيت بيه لما حملني لسرير ..
لكني صحيت بنص الليل .. وأنـا أحس بصداع وألم بأذني راح يفجرها لي .. والصداع راح يفرتت دماغي .. أحس كل عرق براسي ينبض .. و من كثر الألم والصداع أحس بلوعة قوية .. رحت على طول للحمام .. طلعت كل ما بجوفي .. لدرجة حسيت أن روحي راح تطلع وأنـا أضغط على نفسي .. عيوني تفجرت حمرا .. ووجهي من كثر ما ضغط على أعصابي صاااااااااار أحمر
:
مديت يدي بوسط الظلام لمكانهــا .. تلمست مكانها خالي .. فتحت عيوني ما لقيتها جنبي .. شفت نور يتسلل من الحمام للغرفة .. وصوت أنين .. قمت من السرير مثل المفزوع .. لقيتها جالسة على أرضية الحمام وضامة رجولهـا لعند صدرهـا وتبكي وتون
رحت لعندها مثل الملهوف من خوفي عليها : حبيبتي وش فيك .. رفعت ذقنها .. ليه تبكين
ارتمت بحضني ودموعها تنزل على خدودهـا : أحس أني راح أموت عزيز .. راح أموت
باعدتها عني أناظر بوجههـا ، هالني المنظر .. وجههـا شاحب بالمرة وبياض عيونها منقلب أحمر وشفايفهـا بيض .. مسحت على شعرهـا بحنية : بعيد الشر عنك .. حبيبتي لا تجيبي طاري الموت والله ينعصر قلبي
كانت راح تتكلم .. لكن حسيت أنها راح ترجع وأنتوا بكرامة .. أخذتها بسرعة للمغسلة .. بعد كذا غسلت لها .. وحملتها لين السرير .. شعرت أنها ترتجف بين أيدي .. جبت لها كأس ماي وأنا مرتبك ومختبص .. مدري وش اسوي لها .. صحيح أني دكتور .. لكن من سمعتهـا تقول أحس بالموت تعطلت جميع الحواس عندي .. ما عرفت شنو أسوي .. رحت لعند الدولاب طلعت لي ملابس ولبستها ، أصلا مدري كيف لبستها يمكن مقلوبة .. مدري مدري .. والبندري ما عرفت كيف ألبسها وهي لابسة ثوب نوم قصير .. انتبهت للعباية بالدولاب .. أخذتها بسرعة ولبستها اياه مع الطرحة .. حملتهـا بين ذراعي وضميتها لصدري خايف عليهـا .. لازم آخذهـا لمستشفى .. ومن كثر خوفي عليها أحس قلبي راح يطلع من صدري
:
فتحت عيوني بتثاقل ، رفعت يدي ، انتبهت لإبرة المغذي الموصلة بيدي .. انتبهت لعبد العزيز واقف ورا الستارة يكلم الدكتور، عرفت أن حنا بقسم الطوارئ .. بعد دقايق قليلة جـا .. ابتسم بوجهي أولـ ما شافني صاحية
: سلامتك يا الغلا
رديت عليه وأن أحس حالي دايخة : الله يسلمك
عبد العزيز شنو قال لك الدكتور ؟؟
قرب مني : بس تدلعين علينــا ، بس تبين تخوفيني عليك وتشوفي غلاك بقلبي
ابتسمت ابتسامة باهته .. اعطاني ظهره بيسكر الستارة .. وطلع الجوال من جيبه .. وشفته يصورني فجأة .. حطيت ايدي على عيني : لااااا عبد العزيز لا تصورني
ضحك علي وهو يتلقط صورة ثانية : خليني أصورك ، وتصير الصورة ذكرى أفرجي الصورة لعيالك أقولهم شوفوا أمكم ، بهدلتني بشهر العسل من مستشفى لمستشفى
وظل ينكت ويصور ويضحك .. عمري ما شفته مروق كثر ذيك الليلة .. يبي يغير لي جو ويخليني أضحك .. وأنا كلش تعبانه ودايخة
غطيت عيوني بتعب : عزيييييييز خلاص والله تعبانه مررررررررة
قرب مني ، ومسح على شعري : سلامتك يا روحي من التعب ، أن شاء الله فيني ولا فيك
حسيت وأنـا أناظر بعيونه إللي تعذبني .. أن راسي بدأ يثقل .. وجفوني بدت تقفل
: عزيز
- يا عيون عزيز أنتي .. يا روح عزيز
: عزيز لا تخليني بروحي خلك جنبي
مسح على خدي بأصابعه ، ويده الثانية تلف يدي اليسار، وأنا أتحسس مكان أصابعه الدافيه : أنا جنبك يا روحي لا تخافي مراح أتركك دقيقة
بعدهـا تثاقلت جفوني .. وأرخيتها مو حاسة بإللي حولي
:
جالس على الممر الخشبي .. ورجلي ممدة بين الهواء وسطح المــاء
أراقب
نهاية الأفق .. الماء يلتقي بالسمـاء ..
وقرص الشمس قبل الغروب .. تنثر أشعتهـا المتموجة على سطح البحر .. وألوانها في نظرة العاشق إحساس .. ولون ذهبهـا ذاب بين السحب وزرقة البحر
الله يعين قلبي على تالي ها الليل .. والأفكار تلهث في رأسي وأنا هنا وحدي والغروب شلال صور
تنهدت .. آآآآآآآآآآآآهـ
من سمعتهـا وهي تنطق بأسم بندر ..
وأنا حالي غير حال
يمكن هي نطقتهـا من هلوسة المرض
لكن هذا يدل على إحتياجها له .. حتى بوقت مرضها نادته
غمضت عيني بألم .. عمري ماراح أملك قلبك يا البندري ولا إحساسك
كنت أظن لما أراقب عينيك أنك تحبيني حتى لو ما نطقتيهـا .. كنت أنتظرك على شوق تقبلين علي بفستانك الزهر والفراشات تترامى تحت رجلك ..
:
:
صحيت من النوم وأنـا أحس حالي نشيطة .. الألم إللي كنت أحس فيه والضغط إللي بإذني خف كثير .. لفيت الشالية كلة ما لقيت عبد العزيز .. ابتسمت لما شفته جالس على الممر الخشبي وشكله سرحان .. بعد عمري شكل ضايق خلقة .. أمس طول الليل معي بالمستشفى .. واليوم طول النهار جالس بروحة .. لازم أعوضة عن اليومين إللي ضاعوا ..
والله ما أنسى لما تكون يدي بين يده .. أحس اللون والعافية ترجع لي والشمس تشرق على وجنتي
كيف حنانه وهو خايف علي .. يغطيني .. يدفيني ..
آآآآه من حبك يا عبد العزيز
رحت أخذت لي شاور سريع ينشطني وينعشني .. أولـ ما طلعت لبست لي فستان أصفر ناعم يربط حول الرقبة .. وطولة لين نص الساق
لبست الخلخال الذهب إللي جابة لي عبد العزيز بيوم صباحيتي .. وطلعت لي من الشنطة قبعه لونهـا بني .. وحول القبعه شريطة بنية حرير معقودة على شكل وردة و نازلة .. بعد ما انتهيت وتعطرت مشيت حافية القدمين له ..
حاولت أن تكون خطاي هادئة وما أصدر صوت .. وصلت لعنده وصرت خلفه تماما .. غمضت عيونه بيدي
: الحلو شنو يفكر .. لوووووووين وصلت
ابتسمت ، وسحب يدي يقبلهـا : وصلت لسعودية
بوزت : أفا تفكر بأهل السعودية وأنا جنبك
: لا شدعوة أنتي الكل في الكل
سألني ، وأنا أجلس جنبه : كيفك الحين
ابتسمت ابتسامة عريضة : لا الحين أحسن بكثير
مرت ثوني صمت بينـا ، أحس أن عبد العزيز فيه شي .. نظرة عيونه وكأنه فيها حزن .. خوفتني عليه
: عزيز .. شنو فيك
غمض عينه وفتحهـا بهدوء أو يمكن بألم ما أدركت لحظتهـا : سلامتك ما فيني شي
: إلا عزيز فيك شي ، قولي
لف جسمه علي : ودي أسألك سؤال وتجاوبيني عليه بكل صراحة
رديت عليه : أكييييييييد
فاجأني بسؤاله أو يمكن ما توقعته : تحبيني !؟
تعلقت عيني بعينه .. وقلبي ينبض بعنف ..
يسألني إذا أحبه !!
أنا !!
أحبه !!
كنت راح أنطقهـا .. لكن مدري ليه حسيت أن لساني ثقيل .. وعاجز عن أنه ينطقها .. وشفاتي ترتعش بالجواب .. وهو حياتي، راحتي والعذاب
ناظرته وفي عيني بريق غريب يعكس تعب قليل وكأنه يعبر ما بداخل نفسه ، وأنا أحس أني ضايعه بعيونه .. تمنيت لحظتهـا أنه يفهمني من نظرة عيوني ، وأن تتحول الأشياء إللي حولي لترجمه للحب والعواطف الدفينه بداخلي ..
لكني لاحظت ملامح الأسى والتلاشي على وجهه طأطأ رأسه بإنهزام
مدري ليه حسيت لحظتها وكأني خذلته ، طعنته
وقف بترنح أو بإنهزام .. مسكت يده بيد مرتجفه قبل لا يقوم
رد علي : ماله داعي تقولي كلام ، الجواب وصلني
وقفت على شان أقدر أناظر بعيونه مباشرة : أي جواب !!
رد علي بألم حسيته بنبرة صوته : أنتي للحين عايشة على طيف الماضي وأنا بالنسبة لك
قاطعته .. حاطة إصبعي على شفايفة .. ما ودي يكمل
مسكت يده وشديت من قبضتي .. وأنا أحس عيني غرقت بالدموع ، وناسية روحي قدام عيونه :
عزيز .. أنـــا .. أنــا
أح ب ك .. أحبك
وراح أظل أحبك لأخر عمري .. لأخر نبض بصدري
أنت قدرك بقلبي عالي .. أنت من انتشلتني من أحزاني .. من غيرك علمني وحسسني بالحياة وخلاني أعرف أن للضحكة معنى .. وأن الأمل في ها الحياة هو إللي يخلينا نبتسم ، عمري ما قصدت أجرحك أو أضايقك
أنت .. أنت الدواء لعيوني يا ضي عيوني
ببسمتك نورت لي دنيتي ..
حضنت يده .. بلمسة يدك كنت تطيب خاطري المجروح
يا بسلم عمري وجراحه
ما كنت أنا إللي أحكي ، قلبي هو إللي يحكي عني والكلمات تنساب من شفاتي من غير وعي ولا شعور مني
ناداني لدفء حضنه .. شدني لصدره وضمني وكانه يبيني أخترق ضلوعه .. وهو إللي أخترق ضلوعي وتربع في شراييني
همست له بشويش : عزيز أنا محتاجة لك
غردي بالحب يا لحظة هواي .. وإلعبي تطريب يا نجمة مساي
وأحضني خفقات قلبي لا تطير .. واجمعي رقصات فرحي في خلاي
أزدحم في صدري الشوق العظيم .. والهوى في قلبي أبعد من مداي
فيني أكبر من غرام العاشقين .. والأمل يسبق من الفرحة رجاي
أنت الدنيا إذا جاد الزمان .. وإنت الحسرة إذا جاني بلاي
وإنت الما في حياتي والهوا .. وإنت الحب الذي يملا فضاي
أتظلل فيتك فيظ الحياة .. وأتدثر دفوتك ليله شتاي
:
لعيونك إلا علمت قلبي الطيش
والبسمة إلا نورت لي مكاني
والله لأني أخلي الليل له طعم ثاني
دامك وصلتي ، والحكي صار بشويش
طفل المشاعل ليته يعيش .. دام أنتي أمه تحرسية وأب حاني
وش لي دخل بالنوم ووسادة الريش مدام حضنك ضمني وارتواني
مسحت دموعهـا اللؤلؤ وابتسمت لها :يا بنت عذبتيني معك ليه ما قلتي لي أنك تحبيني .. ليه عيشتيني بصراع
اكتسى وجههـا خجلا : استحي
حملتهـا وصرت أدور فيهــا : يـــــا بعد عمري إللي تستحي .. أمووووووت فيك ، ذوبتيني بهواك
:
بعد ليلة شبيهة بالخيال .. او انها فعلا خيال
تناثرت كل المشاعر على أرصفة العشق .. قمت من السرير وأنا أطالع عبد العزيز نايم وملامحه تبتسم .. أحس بالراحة اذا نقلت بصري بين ملامحه .. أحس بانجذاب كبير يخليني أطول النظر فيه بلا شعور ..
حسيت هالوقت اني أعنيت كل حرف قلته اليوم .. وماوفيت .. عزيز يستاهل أكثر .. يستاهل أخلع عيوني وأسكنها وسط قلبي وأقدمها له ..
سحبت روبي ورميته على ظهري ولميته على كتوفي ومشيت على طرف أصابعي عشان مايحس فيني ..
مابي يصحى ويلحقني .. ودي أعيش لحظات من الصفاء والخلوة .. بهذا الوقت من الفجر بعد السحر
طلعت لشرفة ووقعت عيني على البحر .. هايج بهيجان مشاعري ..
رفيقي كان ولازال .. هو السهـــر
سحبت حجرة ملساء من المزهرية الموجوده على الطاولة .. ورميتها بوسط البحر
غريب أمر هذا القدر .. !! وأنا أناجي القمر
سقط الحجر .. لما تذكرت .. فقيد العمر !
رفعت عيني للسماء .. عانقت عيني جدار القمر ..
آه يا زمن .. قلبت القدر .. وحبيت عزيز وكنت أحسب ان قلبي انفطر
ونسى الحب وليالي الحب ومعنى السهـر ..
ياترى انت غاضب مني ولازعلان .. يافقيد العمر !
سامحني .. أحببت غيرك .. بس مانسيتك ..
حسيت انه يناديني برضى .. وانه مبتسم لفرحتي .. ولسعادتي ..
رجعت ومسكت الحجر .. ورميتهـــــا وسط البحر ..
ودي أرمي معها ماضي العمر ..
تأملت آآآآخر حدود هذا البحر .. وبهمسه ارتعاش همست :
الله يرحمك .. يابندر
ورميت آخر شعور بداخلي .. على شاطئ البحر ..
ودورت ظهري
ورجعت ..
وخطيت كم خطوة
ووقفت
وأول ماطرا على بالي عزيز ..
ابتسمت
:
جالسين على الرمل بقرب الشاطئ .. بدفء الصباح
مر سرب حمــام .. كتبت أسمه على الرمل .. ورقصنــا تحت ضوء القمر
كنت بقربة .. نايمة على صدرة .. وموج البحر يلعب بطرف رجلي
كتبت أحبك على لون السما الهادي .. فوق جدار القمر .. فوق عقيق السحر وعلى ورقات الزهر .. على صدفات البحر وعلى قطرات المطر
همست بإسمه : عبد العزيز
همس لي : لبيك ، يا عيونه
همست له بالحب وأنا ملتفه بشالي ونايمة بحضنة : أحلى لحضاتي لما أغفى بأحضانك ، بيك أتنفس ، من تضحك أنسى الدنيـــا كلها
ذابت بأحضاني وهي فارشة رمل البحر وغافية بأحضاني .. يا ربي متى تحس ..
طيورك يا بحر تغازلهـا وتشرب من ايديهـا ، وأمواجك تركض فرحانه وتبوس رجليها ، وأنا مثلك يا بحر وأكثر معجب فيهـا ، وأنا حاضنها ميت من الغيرة مغطيهـا ، وذايب فيهـا .. يا صاحبه الجسد الخمري ، رمل البحر أدفئ أم صدري .. يا شمس انتظري لا تغيبي خليني استمتع بحبيبي ..
همست لهـا : يا حياتي ويا نصيبي ويا حبيبتي وبس
.. و خطفت قبله من ثغر برئ مختصر ..
لامست شعري بأصبعها النحيلة
: آآآهـ من نظرة العيون ، والله ما بي أحد سوى بي سواتك .. ذبحتيني برمحين ، رمح العيون ورمح وردي شفاتك
أنتي أنثى لا يرتوي منها النظر ، أصبى من الضوء وأصفى من دُميعات المطر .. كنا كا العصافير .. نسابق الفراشات ونخطف القبل
فيستحيل حولنـا الغروب شلال صور ..
حكاية نحن .. فعند كــل ورده خبر !
>
>
>
مذكـــرات بعد مرور 3 سنوات
سلمى
من بعد ما لبست بندر وفيصل ملابسهم وكيف أنهم جننوني ، أعطيتهم مصاص علشان اسكتهم
بندر تحجج علي : ماما أبي وحدة بعد
قلت بطولة بال : ليه يا حبيبي تبي وحدة
بندر ببرائة : علشان فجر بنت عمتي أعطيهـا
عصب عليه فيصل : وأنتي كله تعطي فجر هذي الدلوعة ، شايفه نفسها
بندر : لا هي مو دلوعه ، أنت إللي كله تضربهـا وتخانقها
ضحكت عليهم ، و بندر يدافع عن فجر بنت البندري .. تركتهم يكملوا نقاشهم ، والله ها الولدين مو كأن عمرهم 3 سنوات ، كل واحد لسانه أطول منه ، رحت لعند دولابي أطلع لي ملابس ألبسها لأن اليوم عادتنا نتجمع بيت أهلي .. تذكرت كيف أني تعذبت بها الاثنين ، أولـ ما حملت فيهم .. كنت كاره لنفسي ما أبي أحمل .. وحتى لما انقطعت عني العادة شهرين .. كنت أقنع نفسي أني مو حامل وأكيد هذا من التوتر النفسي وكان يجيني هبوط بالضغط ودوخه واولـ ما أفرش أسناني بالصباح تجيني لوعة من ريحة معجون الأسنان .. لين أذكر ذيك الليلة .. صحيت الفجر وأنـا أحس أني ميته جوع .. وكنت مو عارفة سبب ها الجوع إللي نازل علي .. فتحت الثلاجة أذكر ولقيت لي صحن فيه دجاج مع بطاطس .. واشتهيته من قلب ما همني وقتها أنه أكل مبيت .. طلعته من الثلاجة وبطريقي وأنا أبي أسخنه بالمايكرويف .. حسيت بدوخة بسيطة وانزلق الصحن من يدي وطاح على رجلي .. نزلت على الارض أنظف .. ما حسيت بعبدالله إلا هو وراي .. الظاهر أفتقد وجودي جنبه أو سمح صوت الصحن إللي طاح على الأرض وتكسر
ما رفعت راسي إلا هو جنبي .. باعدني عن الصحن إللي انكسر ونظف الأرض .. بعدهـا انتبهت أن في دم ينزف من أصبع برجلي .. أنا من البداية كنت أحس برطوبة لكن ما ناظرت .. على طول عبد الله لما شاف الجرح ينزف .. حملني للغرفة ونظف الجرح .. بعدهـا نمت من التعب على حضنه وأولـ ما صحيت حسيت بلوعة قوية .. واستغربت وقتهـا ليه هـا morning sickness زايد عندي .. وعبد الله لما شافني أرجع كثير ، أخذني للمستشفى غصب عني .. يمكن لو وحدة غيري لو عرفت بخبر حملها تفرح .. لكن أنا وقتها جلست أبكي وخصوصا لما عرفت أني حامل بـ توؤم وأني بالشهر الثاني وأنا مو حاسة بعمري ظليت أسبوعين أبكي وكل ليله عبد الله يهدي فيني .. أنا كنت خايفة .. مو لأني ما أبي أحمل لا .. كنت خايفة من شعور أن يكون في بطني بيبي .. ولا أثنين بدل واحد .. كانت فكرة الولادة ترعبني ، يمكن لأني شفت الولادة بعيني غير شعور إللي بس يحس ويولد ، المنظر بالنسبة لي كان مهيب .. كنت أترجى عبد الله أبي أولد بعملية أو يعطوني epidural injection
ما أبي أحس بآلام الولادة ، كانت عندي فوبيا غير طبيعيه .. كنت كل ليلة من بداية حملي أحلم أني أطلق .. وأن آلام الطلق لا تطاق .. وأني أركب درج وأنا فيني ولادة وينقطع نفسي .. كانت فكرة الولادة تؤرقني .. لكن مع الوقت ووقوف عبد الله جنبي ، صرت أحب البيبي .. وجهزت لهم أثنينهم بكل حب ، كنت لما أرجع من السوق أضم الملابس مع عبد الله ونتخيلهم معنـا ، لدرجة عبد الله لما يكون عندي مناوبة بالمستشفى كان يأخذ بدله من البدل ويضمها جنبه وينام ، يقول تعوضني عن حنانك ..وكان يحب يمسح على بطني كل ليلة .. ويغني لعيالة ويسولف معهم وكأنهم صدق يسمعونه .. وكانت أمي وخالتي تتخانق ، كل وحده تبيني أجي أتنفس عندها بعد الولادة ..
لكني بالأخير ولدت عند أمي .. وكانوا أهل عبد الله كل يوم عندي ، فرحانين بالتوؤم .. ريوم هبلت في عيالي ما قصرت .. وعبد الله جنني بهدلني .. أصلا ما رضى أجلس ببيت أهلي أكثر من 3 أسابيع .. يقولي لي ما أقدر على فراقك أنتي والعيال ..
في البداية تعبت معهم .. وخصوصا أنهم اثنين .. وكنت ما أحب أعتمد على الشغاله كثير .. أتذكر كلام البندري أيام الدراسة أن البنت لازم يكون عندها خدامة اذا تزوجت مو هي تشتغل خدامة ببيت زوجها .. لكن مهما يكون الأنثى بطبيعتها ، والأمومة المغروسة فيها تحب هي تهتم ببيتها ، بعيالها .. أنا ألبسهم أسبحهم أأكلهم .. والوقت إللي أكون فيه بالمستشفى أبوهم يكون موجود معهم أو أمي أو جدتهم الثانية
دخل عبد الله الغرفة بعد ما غيرت ملابسي .. وكنت جالسة قدام المرايا أمشط شعري .. جاء لعندي وضمني من الخلف .. ومثل عادته يحب يمشط لي شعري ويجدله .. دلاله ودلعه لي ما تغير حتى لما جبت بندر وفيصل .. الله يحفظة لي أن شاء الله ولا يغيرة علي
لما انتهى : خالصة أم فيصل
ناظرتة ببتسامة : وبندر ماله رب
ضحك : بندر عيوني الثانية .. لكن هم من زمان ينادوني أبو فيصل على اسم الوالد الله يطول بعمرة
اكتفيت بالابتسامة ، اذكر لما ولدت جاني عبد الله وقال يبي يسمي الثاني بندر ، أبدا ما اعترضت .. ذكرى على اسم المرحوم بندر ، وأنه كان يعزه ويغليه سمى اسم ولده على اسمه
: دام فيصل عيونك الاولى ، وبندر عيونك الثانية ،وأنـا ضايعه ما بينهم
عبد الله ،لمني بحب : يـــــا بعدي أنتي راس المال كله
:
:
جلست على الكنب جنب يوسف بالصالة بعد ما انتهينا من الغذا
يوسف : يعطيك العافية حبيبتي
حطيت يدي على بطني الكبران : الله يعافيك
هذا إللي أنا ماخذه منك أشوفك ساعدتني والله سويت لي شي
ضحكت سلمى : مسكين يا خالي ، ما كلتك بقشورك
يوسف : والله متحملنهـا مو عشانها علشان إللي ببطنهـا
لويت فمي بزعل : وش قصدكم انتوا الاثنين
كتمت سلمى ضحكتهـا ، يوسف حط ذراعه حول كتفي : وش فيها أم الريم زعلانه ، آمري تدللي
استغليت حنانه : ابي اروح السوق أشتري لي فستان ، كل الفساتين إللي عندي ضاقت علي
سلمى : وش عندك تبين فستان ؟ عندك مناسبة
قلت لها : جنى في أحد متقدم لها ، وشكلها راح توافق ، فقلت أجهز لحفله خطبتها من بدري
:
كنت مار بالصدفة جنب الصاله .. سمعت مرت خالي تقول .. جنى .. خطبه .. شكلها راح توافق ..
مدري ليه حسيت لحظتها بالاختناق .. وكان خاطري أتهور وأروح بيتهم أخطبها من أبوهـا .. فكرة أني أخسرها حطمتني .. خلتني مثل المجنون .. صرت ألف الشوارع من غير هدف ماني عارف كيف اتصرف ، البنت وبتطير من يدي .. كله مني الغبي إلليما رحت تقدمت لها من بدري .. قلت ما أبي أتقدم للبنت إللي وأنا عندي وظيفة ومكون نفسي ..
مسكت بريك قوي .. كنت راح أدخل بالسيارة إللي قدامي من السرعة .. رحت وقفت على جنب ، ألتقط أنفاسي .. قررت لحظتها أني أرجع البيت وأخبر أمي تروح تخطبها لي .. أن كان لي نصيب فيها .. راح تكون لي
:
:كحيلان اذا تبي تتزوج روح تزوج ، أنـا مراح أمنعك
لكن اليوم إللي راح تتزوج فيه ، طلقني قبله ، لأني ماراح أتحمل أعيش مع وحدة تشارك فيني
قرب مني كحيلان : خلصتي كلامك ؟؟
بغضب رديت ، من إللي فيني ومن إللي أسمعه من أهله ونغزات الناس أن مر علينا متزوجين أكثر من ثلاث سنين وما خلفنا عيال : ايوة خلصت
ضمني بيدة الثنتين ، ما اعطاني مجال لمخي يفكر : اعرفي يا حبيبتي ، أني اذا ما جبت عيال منك ، فأنا ما أبي عيال من غيرك
ولا يهمك كلام العذال ، وكلام الناس وش ما كان ماله ممر بالآذان
قال لي بدلال : اعتبريني طفلك حبيبك لين ما الله يرزقنـا
حطيت راسي على كتفه ودمعه تتسل من خدي ، ما أدري هي دمعه حسرة والله دمعه رضا بكلامه : الله لا يحرمني منك ولا يخليني من حنانك
والله يزقنا بالذرية الصالحة
كحيلان : آمين
ناديته : كحيلان
رد علي همس : لبيك
لبيه قال لي وأنا أقول لبيه ، كل من تناديه القلب لباك : تحبني
قال لي أحلى الكلام من شفايه : أحبك ، وعمري مراح أتركك ، هذا عهد على يمناي
:
:
فجر : متى راح يجي بابا عنوني ؟؟
ضحكت عليهـا وأنـا ألبسها تنورة بيضا منقطة بأسود مع توب أبيض ، علمتها تقول بابا عيوني .. لكنها ما تعرف تنطقهـا : بابا عيونك راح يجي بعد شوي من الطيارة ، يا الله يا حلوة إلبسي الطوق على شعرك على شان يصير مرتب
فجر : ماما مابي
رقمتها بنظرة لكن مسرع ما تبدل محلها ببتسامة : ترى بعدين أزعل
حبيبتي فجوري خافت على زعلي وهي إللي لبست الطوق بنفسها ، لكنها بدل ما ترتب شعرها إللي بلون العسل خربته أكثر .. ضحكت عليها ورحت لعندهـا ، ومشطت شعرها ورتبته .. الله لا يحرمني من ها الوردة .. لما ولدتها حسيت أني أنولدت من جديد
.. الحياة صارت بعيوني مختلفة .. طلبت من عبد العزيز نسميها فجر .. لأنها الفجر إللي اشرق على حياتي .. ابد ما رفض لي وايد الاسم من البداية .. ما خبرته ابد أن هذا الأسم إللي كنت اتمناه أنا وبندر المرحوم لو الله رزقنا ببنت .. الله يرحمك يا بندر ، جبت بنت وسميتها فجر مثل ما كنت تتمنى .. بنت أحلى من القمر .. عسل عسل على القلب .. وطبعا هي دلوعة أبوهـا ، ما يقدر يرفض لها طلب ، أقول له أنت راح تفسد البنت بدلالك .. لكنه ما يسمع كلامي .. آآهـ وحشني .. أولـ مرة يفارقني ، سافر لأيرلنده كان عنده مؤتمر .. أسبوعين مروا حسيتها شهرين ، سنتين ..
أبد ما تخيلت أن فرقاه وبعده عني راح يسوي فيني كذا ، أشتقت له حيل
لو ما وجود فجر معي ، والله كان أنا مت من الشوق
مهما حطيت عن أحساس وحنان عبد العزيز مراح أوفي حقه .. غمرني ، أحتواني ، غطاني ودفاني
يبحر بي لدنيا ثانية .. بجنون العشق .. يسرق العمر بقبله دافئة ..
حبه يحيط بي كا هاله من النور، كأمطار صافية تتساقط على البساتين .. سقاني مثل الوردة ببستانه ، ويهتم فيني .. هو الهوا والما والشمس
كان حبه مثال للحب الصادق البرئ .. اندمجت فيه أرواحنا وقلوبنا وأجسادنـا
فالحب شعور مقدس ، نمارسة بكل خلجاتنا ، بأجسادنا بأرواحنـا ، متجاوزين حدود والحواجز
سمعت حس تاج راسي ومالي ، ركضت لشباك على طول أتأكد من وصوله ، شفته يودع محمد أخوه عند الباب .. ابتسمت بسعادة وأنا أشوفه يلتفت وهو لابس جكيت أسود طويل .. وشفت وجهه إللي اشتقت له .. حبيبي خذني بين ذراعيك آويني ، أذوب حبيبي أن قلت طفلتي ضميني
حملت فجر .. ونزلنـا من الدرج مسرعة .. من لهفتي وشوقي له .. لطفل عمري وحبيبي .. شفته يفتح الباب وينزل شنطة السفر على الأرض .. نزلت فجر على الأرض .. ابتسم لي وبعيونه نظرة الحب .. نظرتة إللي تقتلني ثم تحييني
ركضت لحضنة متلهفة : مشتاقة لك يا قلبي مشتاقة لك مووووووت
باسني : وأنا بعد مشتاق لك يا روحي .. بشوفتك رجعت لي أفراحي
قطعت علينا لحظتنا الحميمة فجر وهي تسحب بنطلون أبوهـا : بابا عنوني
حملها عبد العزيز : يا عيون أبوهـا ، يا روح أبوها أنتي
وباسها على خدهـا : أشتقت لك فجوري
ابتسمت له بشقاوة : انا بعد .. وين هديتي
عبد العزيز : آآهـ منك ما يفوتك شي .. تعالي معي ونزلهـا على الأرض ومسك يدهـا وطلع من شنطتة هديتهـا
جلسوا بعدها بالصاله يفتح لها اللعبه يعب معهـا ..
فرحت لرجعته .. وأنا أشوفه يلعب مع بنته ..
ساعتها شفته بقلبي وشفت أفراحي قبالي .. يا سالفه عشق أسولفها وأنا لحالي
عرفت الحين ليه اروح وأروح وأرجع لك
*****************
تذبل أوراق الشجر .. وتبهت ألوان الورد ويختلف شكل النظر وتختفي الشمس وتعود ..
لكن تظل الوردة .. وردة .. لو أهتمينا فيها وسقينـاها
خطوة لقى .. خطوة فراق .. دمعه فرح .. دمعه حزن
هذي الحياة .. و العمر ساعات وأيامه ثواني
لازم نسرق لحظات من العمر نعيش فيها بفرح وسعادة
وأهل الحب يقولون الجنون فنون .. وأنا الولهان وجنون العشق فني .. تجنن قيس .. وفشل قيس بغرامة وخابت ظنونه ، وأنا بشوقي وغرامي
العشق ماهو بالخدود وجرة الكحله ولا لمسه الكفوف ولا موعد مع محبوبه
العشق طيبه ووفاء وعزة وإبه وإخلاص
العشق سنه وشرع للحق

ســـالفه عشق
إلهي قد علمت بأن عبدك كسير القلب تقلقه ذنوبه
وكم كنت في السراء فظا وقد أعلنت في الضراء توبه
لقد آن الأوان لدمع عين تصارع حزنها في كل نوبه




كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات





v,hdm sJJJJhgti uJJJaJJr





رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صواديف عشاق
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
لاتضع حدود لنفسك تعيقك •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 0 44 03-26-2024 04:59 AM
دعاء في 14 رمضان ۞۩ قسم نفحات أيمـــانيــة ۩۞ 1 21 03-24-2024 11:14 PM
13رمضان ۞۩ قسم نفحات أيمـــانيــة ۩۞ 2 29 03-23-2024 06:14 AM
عندما تبكى النزوة •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 2 78 03-18-2024 05:59 AM
لوك جميلتنا ريحانة القلب اهداءمني صواديف عشاق... طلبات الاعضاء وتغيير النكآت والرمزيات♔ 3 12 03-14-2024 07:10 AM

قديم 05-25-2021   #2



الصورة الرمزية ميرنا

 
 عضويتي » 3
 جيت فيذا » May 2021
 آخر حضور » 04-11-2022 (07:51 PM)
آبدآعاتي » 30,262
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » ميرنا
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  45

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop CS4 My Camera: Canon

My Flickr  مُتنفسي هنا تمبلري هنا My twitter

мч ммѕ ~
MMS ~
 

ميرنا غير متواجد حالياً

افتراضي






-

الله يعطيكـِ العافيه يارب
خالص مودتى لكـِ
وتقبلي ودي واحترامي




رد مع اقتباس
قديم 05-28-2021   #3



الصورة الرمزية صواديف عشاق

 
 عضويتي » 2
 جيت فيذا » May 2021
 آخر حضور » منذ 18 دقيقة (07:08 PM)
آبدآعاتي » 72,160
 حاليآ في » بمملكتي ههنــا.
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام ♡
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Nicon

My Flickr  مُتنفسي هنا تمبلري هنا

мч ммѕ ~
MMS ~
 

صواديف عشاق متواجد حالياً

افتراضي



انرتي برووعة النور والرد الراي منك

عواافي لك


 توقيع : صواديف عشاق


لاازل قلبي ينبض لغداًاجمل ..



رد مع اقتباس
قديم 06-13-2021   #4


الصورة الرمزية ملكة الحنان

 
 عضويتي » 8
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » 01-24-2024 (07:36 AM)
آبدآعاتي » 4,442
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ملكة الحنان
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

 

ملكة الحنان غير متواجد حالياً

افتراضي



يعافيك ربي على هالطرح الرائع والجميل ..
سلمت اناملك على الموضوع الاكثر من روعه ،
بنتظارجديدك القادم


 توقيع : ملكة الحنان



رد مع اقتباس
قديم 06-13-2021   #5



الصورة الرمزية صواديف عشاق

 
 عضويتي » 2
 جيت فيذا » May 2021
 آخر حضور » منذ 18 دقيقة (07:08 PM)
آبدآعاتي » 72,160
 حاليآ في » بمملكتي ههنــا.
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام ♡
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Nicon

My Flickr  مُتنفسي هنا تمبلري هنا

мч ммѕ ~
MMS ~
 

صواديف عشاق متواجد حالياً

افتراضي



عوافي ع نورك الرائع

طبتم بخيرر لك


 توقيع : صواديف عشاق


لاازل قلبي ينبض لغداًاجمل ..



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 07:26 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009