أتــركـ لكـ هنــا بصمــهـ بـ آيــهـ / حديــث / دعــاء /اذكار

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «الهمة العالية على الهمم: كالطائر العالي على الطيور، لا يرضى بمساقطهم، ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم

فإنّ الهمّة كلما علت بعُدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان، فإن الآفات قواطع وجواذب، وهي لا تعلو إلى المكان العالي فتجتذب منه، وإنما تجتذب من المكان السافل

فعلو همة المرء عنوان فلاحه، وسُفُول همّتهِ عنوان حرمانه».

[مدارج السالكين

بلا ريب سيأتِـي يومٌ ليخبركَ فيه أحدهم أن غرستَ في دواخلهِ أملًا أحياه، وَسيلفتُ نظركَ آخرٌ يستضيءُ بكلمةٍ قُلتها وَلم تلقِ لها بالاً! لا تستهنْ بفعالك وَأقوالك مادامت تصبُّ في منابع الخير.. ستلقاها وَتأنس بها بُكرةً أو عشيـًا *

قيل بأن رجلاً دخل على أحمد بن حنبل -رحمه الله- وهو مطرق الرأس حزنًا؛ فسأله عما به، فقال: “طوبى لعبد خمّل الله ذكره”.
أي: يا لهناء الذين يعملون ويكدحون ويبذلون وهم أخفياء أنقياء، أبعد الناس عن أضواء الشهرة، وأقربهم لله، خَفوا عن أهل الأرض وذكرهم أهل السماء

الله أكبر، فرجه أكبر مما تظنّ، وتخطط، يأتيك من حيث لا تحتسب! من طريقٍ مُدهش لم تفكّر فيه يومًا.. لا تخسف ظنونك الجميلة به مع فظاظة ظروفك.
مهما كانت أوجاعك كبيرة إيمانك به يهوّنها، مهما كانت آلامك شديدة رضاك بأقداره يخفّفها، مهما كانت حياتك صعبة إيمانك بمعيّته يذللها لك.

يا رفاق ...
إن البطء والتثاقل والتروي والتأني
ينبغي أن يكون بعيدًا عن عمل الآخرة ...
لأن عمل الآخرة طريق صحيح لا يحتاج
إلى تأمل وتفكر ...
وإنما يحتاج إلى المبادرة قبل الفوات
لأن كل يوم يمضي هو من الفوات ...
وبعد الفوات يكون الندم
والندم لا يغني عن العاقل شيئًا ...

فإنه ما من ميت يموت إلا ندم ...
إن كان محسنًا ندم أن لا يكون قد ازداد ...
وإن كان مسيئًا ندم ألا يكون قد تاب أو رجع ...

يا رفاق ...
ما زال هناك وقت ... فلنجتهد في استثمار
مواسم الآخرة قبل فوات الآوان ...
وكلما ضعفت همتك ... تذكر أمنية الموتى ...

قال الله تعالى :
ï´؟ حَتَّىظ° إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ غ‍ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ...ï´¾.

فاعمل من الآن حتى لا تصيبك
الحسرة وتندم في ذلك اليوم ...

وما دمت حيًّا فالفرصة موجودة
اغتنم قبل فوات الأوان ...

ذكر الله اسمه القريب في عدة مواضع ...
من كتابه كلها مقرونة بإجابته وسمعه لهم ...
منها قوله تعالى :
ï´؟ وَإِلَىظ° ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَظ°هٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ï´¾.

فهذا نبي الله صالح عليه السلام
حدثهم عن قرب ربهم وهم مشركون
فكيف بقربه منك وأنت مؤمن ؟!!...

نعم اقترب ليجيبك ...
رتل على دعواتك وأمنياتك ...
فمهما بدأ ما تحب صعبًا وبعيدًا ...
فإن الذي بيده ما تحب قريب ...

يا رفاق ...
سيأتي كل ما دعوت به ...
قد يختلف شكله وقد يطول وقته ...
وقد يأتي أفضل منه ...
ولكنه سيأتي لأن الله ...
ï´؟ قَرِيبٌ مُجِيبٌ ï´¾.
المجيب : يدل على أنه سبحانه يسمع
دعاء الداعين ويجيب سؤال السائلين ...

نعم يخبرك بأنه قريب لتدعوه وتلجأ إليه
ويُطمئنك بأنه سيستجيب لك ...
فحدث نفسك بهذا واستشعر داخلك
والهج بالدعوات والأمنيات ...
واستبشر بالخير القادم
وتيقن بالفرج وترقب عطاء ربك ...

وقل للأمنيات وإن طال بها الأمد
إن لكِ ربًا قريبٌ مجيب ...
‏
ويبقى الأمل دومًا أن لنا ربًا ...
لو أغلقت كل الأبواب ...
يبقى بابه مفتوح وعونه موجود ...
ومدده موصول ...
فمدوا أكفكم وأكثروا من الدعاء ..
فإن الله لا يخيب عبدًا رجاه ..

وأينما كان محلنا في قلوبكم ...
دثرونا بصدق الدعوات بظهر الغيب ...

القربات إلى الله عز وجل كثيرة ...
فخذ عمل تجد نفسك فيه والزمه ...
وداوم على ما تطيق واحرص عليها ...
واغتنم صحتك قبل مرضك ...
وفراغك قبل انشغالك ...
واكثر من الأعمال الصالحة ...

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ : الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ " .

فينبغي للمسلم في حال الصحة ...
أن يغتنم الفرصة بكثرة الأعمال الصالحة ...
حتى إذا مرض أو سافر ...
كتبت له ما كان يعمله في صحته وإقامته ...

ففي الحديث الذي رواه البخاري
عن أبي موسى - رضي الله عنهما -
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا)) .

لهذا أحبتي أحببت تذكيركم

ينبغي علينا ما دمنا في حال الصحة والفراغ
أن نحرص على كثرة الأعمال الصالحة ...
ومنها الصيام ...
حتى إذا عجزنا عنها لمرض أو سفر ...
كتبت لنا كاملة ولله الحمد ...

وكان ابن عمر يقول ...
وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ...

إن استطعت أن تكون من ركب الصائمين ...
فهلمّا إليهم ...
وإن شاق عليك ذلك ...
فذكر فالدال على الخير كفاعله ...

يقول الله عز وجل :
ï´؟ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ï´¾.
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
" من سبق في الدنيا إلى الخيرات
فهو السابق في الآخرة إلى الجنات ..
والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل " ..

فأروا الله من أنفسكم خيرًا ...
وسارعوا وبادروا إلى الخيرات ...
ولا تسوفوا ...!!

فإذا كان التنفل بالصيام يتعبك فتؤجله ...
والتهجد يسهرك فتسوفه ...
والإنفاق يفقرك فتعطله ...
فأي سباق للجنة هذا ؟؟!!...

إن لم تدخلوا مضمار السباق في الطاعة ...
فمتى تدخلون ؟؟...

واعلموا أن ...
سباق الآخرة جليل المقام عظيم الغاية ...
كبير الأثر إنه سباق السعادة والسعداء ...
وإذا كان سباق الدنيا يقطع بالأقدام ...
فإن سباق الآخرة يقطع بالأعمال والطاعات ...

لا راحة لمؤمن إلا بلقاء ربه

الكثير منا يفهم هذه العباره خطأ
لايشترط أن يكون اللقاء بعد الموت !
فالصلاة لقاء ، و المناجاة لقاء ، والذكر لقاء و التفكر لقاء ، و الصدقة لقاء ، و قراءة القرآن لقاء ، و التودد إلى الناس لقاء ، و العلم لقاء و الأدب مع العلماء لقاء ، و قيام الليل لقاء و زيارة المريض لقاء !

فهل أدركنا كم فرصة للقاء الله ؟

قال الله تعالى :

" ﻓﻤﻦ ï»›ï؛ژﻥ ﻳï؛®ï؛ںï»® ï»ںï»کï؛ژï؛€ ï؛*ï؛‘ï»ھ فليعمل عملًا ï؛»ï؛ژï»ںï؛¤ًï؛ژ ï»* لا ﻳُï؛¸ï؛®ِï»™ ï؛‘ﻌï؛’ï؛ژï؛©ï؛“ِ ï؛*ï؛‘ِّï»ھِ ï؛ƒï؛£ï؛ھًï؛چ "

لأن غلبني الشيطان بالأمس لأقصمنَّ ظهره اليوم بتوبتي وحسن عبادتي .

- سفيان الثوري