الاستثمار بين الأخيار والأشرار - منتديات صواديف عشاق

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانات صَـوَادِيِفْ عُشَـاقْ )  
     
     
   

 

{ ❆فَعِاليَآت صواديف عشاق ❆ ) ~
                      

 

 


الإهداءات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-25-2022
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
قـائـمـة الأوسـمـة
الوسام الفضي

التميز

الحضور المميز

الترحيب بالاعضاء الجدد

 
 عضويتي » 8
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » 01-24-2024 (07:36 AM)
آبدآعاتي » 4,442
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ملكة الحنان
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

 
افتراضي الاستثمار بين الأخيار والأشرار

Facebook Twitter


الاستثمار بين الأخيار والأشرار




الاستثمارُ تأسيسٌ وبناءٌ، عملٌ وعطاءٌ، زيادةٌ ونماءٌ، أجرٌ وجزاءٌ، والاستثمار من الثمرة؛ أي الشجرة المثمرة، (المحملة بالثمار).

والهدف الأعلى والمقصد الأسمى من استثمار المال، هو حفظُ المقاصد الكبرى للشريعة الإسلامية التي جاءت موافقةً لبقيَّة الشرائع السماوية في حفظ الضرورات الخمس، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال.

البيع والشراء والمرابحة كلها تندرِج تحت ضرورةِ حِفظ المال، والتي بحفظه يُحفَظُ المقصدُ الأعلى المتمثل في الاستخلاف والاستقرار والتمكين في الأرض!

إن استثمار المال وتجنُّب اكتنازه من الواجبات على صاحب المال في ماله، بل إن العذاب الأليم يلحق بالكانزين يوم الدين: ﴿ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 35]، هؤلاء سيكتوون بما كنزوه في الدنيا في نار جهنم يوم القيامة.

إن المال هو المحركُ الأساسي الذي عليه اعتمادُ جميع الأفراد وكل الأمم وجُل الحضارات، وهو الشريان الأساسي الذي تتغذى منه مختلف نواحي الحياة، بحفظه وتوفيره تُحفظ بيضة الدين، وتحفظ النفوس والأعراض من أن تُهدر كرامتها وقيمتها الإنسانية، لذلك لا بد من العمل والسعي والجد للوصول إلى أفضل استثمار يعمل على الاستمرار والاستقرار.

والإسلام يُبغض البطالة ويشجِّع العمل ويدعو للاستثمار، الإسلام لا يعرف وقتًا للتقاعد، بل يجب على المسلم أن يكون عاملًا منتجًا طالَما كان على قيد الحياة، قادرًا على العمل، راغبًا في الكسب، يحدوه الأمل، ويكلِّله الرجاء.

عباد الله، العمل لا ينقص من صاحبه ولا يقلِّل من قيمته، ولا يحطُّ من قدره، في أي مهنة، إنها العزة والكرامة أن يأكُل الإنسان من عمل يده: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده"؛ رواه البخاري.

بل الذِّلة والمهانة عندما يمد يده ويسأل غيره؟! والعمل ولو حقيرًا يفضي إلى الجنة! كيف؟!

رُوي أن الأوزاعي لقي إبراهيم بن أدهم رحمه الله وعلى عنقه حُزمة حطب، فقال له: يا أبا إسحاق إلى متى هذا؟! إخوانك يكفونك، فقال: دعني عن هذا يا أبا عمرو، فإنه بلغني أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحلال، وجَبت له الجنة، بل اليد العاملة ولو كانت خشنة هي يد يُحبها الله ورسوله.

قال الفاروق عمر: إن الله خلق الأيدي لتعمل، فإن لم تجد في الطاعة عملًا وجدت في المعصية أعمالًا.

ومما يؤكد حرص الإسلام على استثمار الأموال قول عمر رضي الله عنه: "فإنه يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنة، وإن كان من الأغنياء".

والذين يبحثون عن الاستثمار أكثرهم التجار، وهم في ذلك إما أن يكونوا أتقياءَ أخيارًا يغلفهم الصدق والأمانة، أو فجارًا أشرارًا يغلفهم الاحتكار والكذب والخيانة، عن البراء بن عازب أن رسول الله أتاهم إلى البقيع فقال: "يا معشر التجار - حتى إذا اشْرَأَبُّوا - قال: إن التجار يحشرون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى وبرَّ وصدق".

إن المستثمرين الأخيار يؤدون حقوق الله وحقوق العباد، يسدِّدون القروض ويوفون بالوعود، ويحفظون العهود، لا يغبنونهم ولا يغررونهم، فمن نوى أن يفِيَ بحقوق الناس كان الله معه، والعكس بالعكس، وليتذكَّر أمثالُ هؤلاء قولَ النبيِّ: "من أخذ أموالَ الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخَذها يريد إتلافها أتلَفَه الله"؛ رواه البخاري.

وعلى العكس فإن المستثمرين الأشرار الذين يأكلون أموال العامة ظلمًا وعدوانًا؛ عن خولة الأنصارية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن رجالًا يتخوَّضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة"؛ صحيح البخاري.

وفي صحيح مسلم حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: "الرجل يطيل السفر أشعثُ أغبر يمدُّ يده إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرامٌ ومشربُه حرامٌ، وملبسه حرام، وغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك".

والمستثمر قد يكون غنيًّا صاحب تقوى لا بأس في ذلك: "نعم المال الصالح للعبد الصالح"، وقال يوسف عليه السلام: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]، وقال سليمان عليه السلام: ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص: 35]، قال صلى الله عليه وسلم: "لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خيرٌ من الغنى، وطيب النفس من النعيم".

إن حب المال بكل أصوله: (ذهب وفضة وخيل وأنعام وزروع وثمار وغيره)، والرغبة في الحصول عليه من أقوى الشهوات، ومن أعلى الرغبات في هذه الحياة، وربما أفضى إلى القتل والخصام، والتنازع وقطع الأرحام؛ قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14].



إن الإنسان - إلا ما رحم ربي - مجبولٌ على أكل الميراث وحب المال: ﴿ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 19، 20].

رغم أن الخير في الطيبات والباقيات الصالحات، فإن المال يبقي زينة الحياة؛ ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

أنواع الاستثمار:
أولًا: استثمار العمر:
الوقت هو عُمر الإنسان، وهو رأس ماله بل أغلى من المال، والوقت له أهمية وأولوية كبيرة في حياة المسلم، والوقت نعمة من أجل نعم الله سبحانه وتعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ الناسِ: الصحةُ والفَراغُ"؛ أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.

فينبغي ألا يُهدَرَ العمر في اللهو، والسفاسف، والتفاهات، ويستثمر في الطاعات؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الماتع الجواب الكافي: وقت الإنسان هو عُمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله تعالى وبالله تعالى، فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خيرٌ من حياته، فليحفَظ الإنسان عمرَه ولا يضيِّع وقته؛ لأنه سيسأل عنه يوم القيامة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: "لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن عمرِهِ فيمَ أفناهُ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفِيمَ أنفقَهُ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ"؛ أخرجه الإمام الترمذي وحسنه.

قال الشاعر أحمد شوقي:
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له الاستثمار الأخيار والأشرار
إن الحياة دقائقٌ وثوانِ الاستثمار الأخيار والأشرار
فارفَع لنفسك بعدَ موتِكَ ذِكْرَها الاستثمار الأخيار والأشرار
فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثانِ الاستثمار الأخيار والأشرار



روى الإمام البيهقي في شُعب الإيمان بسند جيدٍ عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَيْسَ يتحسر أهل الْجنَّة إِلَّا على سَاعَة مرت بهم لم يذكرُوا الله تَعَالَى فِيهَا.

ولا يوجد دينٌ يقدر قيمة الوقت مثل دين الإسلام، فقد ربط بين أداء العبادة والأوقات بميثاق غليظ، فالصلاة لها أوقات محددة وبكيفية معلومة، وركعات معدودة، وكذلك الصيام والزكاة والحج كلها محددة بوقت وزمن معلوم.

كما يجب على المسلم أن ينظِّم وقته ما بين العبادة، والعمل والأهل والأصدقاء، وأن يستثمر وقته فيما يعود عليه وعلى وطنه بالمنفعة، والخير والبركة؛ عن نفيع بن حارث الثقفي رضي الله تعالى عنه قال: "إنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الناسِ خيرٌ؟ قال من طالَ عمُرهُ وحسُن عملُه، قال: فأيُّ الناسِ شر؟ قال: من طال عمُرهُ وساء عملُه"؛ أخرجه الإمام الترمذي بسند حسن.

ثانيًا: استثمار طاقات الشباب:
فالشباب سواعد الأمة وعماد المجتمع وبناء المستقبل، بل أمل الحاضر ورجال المستقبل، ودعائم النجاح والتقدم والازدهار في أي مكان وكل زمان، وقد سطر التاريخ مواقفهم الرائعة حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسهاماتهم الدعوية بأحرف من نور، ولِمَ لا فهم طاقات البناء الحقيقية في المجتمعات، وأساس تقدُّمها، وروحها النابض، ولا تقوم الأمم والشعوب إلا بسواعد ونشاط وعلم الشباب، فهم رأسُ مال الأمم الحقيقي وجواهره المكنونة، وكنوزه المركونة، وقوته المدفونة، كما أن كسلهم وجهلهم واتباع أهوائهم هو عين التخلُّف والتراجع عن ركب الحضارة والتقدُّم.

"الكيس مَن دان نفسه وعمِل لما بعد الموت، والعاجز من أتبَع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني".

وما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين ناصرُوا دعوتَهُ إلا شبابًا، فها هو الأرقم بن أبي الأرقم الذي احتضن دعوة نبي الإسلام في منزله كان ابن ستة عشر عامًا، وعلى بن أبي طالب أسْلَم وهو ابن ثلاثة عشر عامًا، وكذا زيد بن ثابت مترجم اللغات الأخرى للرسول صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمسة عشر عامًا، حتى صار كاتبًا من كُتَّاب الوحي.

وأسامة بن زيد بن حارثة رضى الله عنهما كان قائدًا لجيش المسلمين، وفيه كبار الصحابة وهو ابن سبعة عشر ربيعًا، ومصعب بن عمير وهو في سن سبع عشرة سنة يصبح أول سفير للإسلام في المدينة المنورة، يؤهِّلها لاستقبال رسالة ودعوة الإسلام قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، وغيرهم من شباب الصحابة الذين ناصروا النبي ودعوته كثير، ولأن مرحلة الشباب هي فترة العطاء والتضحية، عمَد أعداء الإسلام إلى غرس حب الشهوات والشبهات في قلوبهم وعقولهم، إلا أن الإسلام عمل على تشجيعهم على العبادة والعمل وتحمُّل المسؤولية: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلهِ، يَوْمَ لاَ ظِل إِلا ظِلُّهُ: وعدَّ منهم: ".. وَشَاب نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ".

والعبادة كما هو معلوم بمفهومها الإسلامي الشامل عصمة ووقاية الشباب والمجتمع.

ثالثًا: استثمار المال: الإنسان خليفة الله في الأرض: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، في المال والعيال وكل الأحوال، فعليه أن ينمي ماله بشروط الإسلام، ويؤمن مستقبله بالانضباط مع القرآن كيف؟! من ناحية: لا ينبغي أن يشغله المال عن الذكر والطاعات والباقيات الصالحات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].



ولا يتخلف عن الجُمع والجماعات وطلب العلم في بعض الأوقات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الجمعة: 9].

والمعنى: اتركوا البيع والشراء والتجارة والاستثمار وقت صلاة الجمعة وخطبتها، وجميع ما يشغلكم عنها، واسعوا إلى التجارة الرابحة؛ لأن العمل محرَّم في ذلكم الوقت، وبمجرد الانتهاء من الصلاة، فلا مانع من الانتشار في الأرض والسعي على الرزق، والابتغاء من فضل الله.

كذلك عند النداء للجمعة اتركوا ما بأيديكم من عملٍ، واهرعوا إلى الذكر والصلاة ذلك هو خير لكم، وهو فلاحكم ونجاحكم كيف؟! ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9].



ومن ناحية ثانية: الاستثمار يكون في بيع وشراء الطيبات والبعد عن المحرمات: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 32، 33].

ومن ناحية ثالثة: الاستثمار لا يلغي القيم والمبادئ والأخلاق المنبثقة من الإسلام، ولا ينفك عنها، بل يغذِّيها ويرويها وينميَها! مثل الصدق والبر والأمانة والتسامح، والبعد عن الغش والكذب والتدليس والخداع.

الإسلام يشجِّع الاستثمار بهذه الشروط: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [البقرة: 198]، ومع القتال في سبيل الله والجهاد في ميادين العزة والدفاع، يجب أن يكون هناك كفاح من نوع آخر ألا وهو الاستثمار والابتغاء من فضل الله جنبًا إلى جنب: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20].

وبعيدًا عن الفساد والإفساد في الأرض: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77].



وبعيدًا - كذلك - عن أكل الحرام، وترك الأخلاقيات التي دعا إليها الإسلام في المعاملات المالية، والشروط التجارية والأهداف الاستثمارية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29].

ولا يغفل المستثمر عن دراسة جدوى مشروع الاستثمار، ودراسة فقه الواقع الاقتصادي والإعداد المستقبلي، ومعرفة ما يتطلبه سوق العمل؛ حتى لا يسبِّب الجهل والتخبط خسارةً فادحة؛ لذلك قال نبي الله يوسف عليه السلام: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].

واستطاع أن يخطِّط ويضع الخطط الإستراتيجية والمستقبلية لمصر خمسة عشر عامًا، ونجح أن يخرج بها، وما حولها من بلاد، من مجاعة محققة بفضل الله، والاعتماد عليه، والأخذ بالأسباب.

نموذجان للمستثمرين الأبرار:
١- ذو النورين "مليونير الصحابة": لقد كان عثمان بن عفان رضي الله عنه من أشهر المستثمرين في الإسلام وصاحب ثروة عظيمة، ومكانة وجاه في قريش، لكنه لم يسلِّط هذه الثروة الطائلة في احتقار الآخرين والاستعلاء على المؤمنين، وإنما كان ضليع في البذل والعطاء استعدادًا ليوم الدين وابتغاء الأجر من رب العالمين.

استعمل ماله لنصرة هذا الدين، فقد أخرج الترمذي عن عبد الرحمن بن خباب قال: شهِدت النبي وهو يحث على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله، عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضَّ رسول الله على جيش العسرة مرة أخرى، فقال: يا رسول الله، عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض رسول الله على الجيش، فقال عثمان: يا رسول الله، عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فنزل رسول الله وهو يقول: "ما على عثمان ما عمل بعد اليوم".

وهو الذي اشترى بئر رومة لخدمة المسلمين؛ حيث قال رسول الله: "مَن يشتريها من خالص ماله، فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين، وله خيرٌ منها في الجنة"، قال عثمان: فاشتريتها من خالص مالي،

ولَما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يُوسِّع لنا بهذا البيت في المسجد ببيتٍ في الجنة"؛ رواه أحمد، فاشترى بيتًا ووسع به المسجد النبوي في المدينة من ماله الخاص.

وأعتقَ من المماليك ما لا يُحصَى، كان يقول: "ما أتَتْ عليَّ جمعة إلا وأنا أعتِق فيها رقبةً منذ أسلمتُ".

عثمان بن عفان رضي الله عنه تزوَّج بنتي رسول الله ولقِّب بذي النورين، وهو حَيِيُّ الملائكة؛ حيث كانت الملائكة تستحيي منه، ومن الخلفاء الراشدين، ومن المبشرين بالجنة وهو على قيد الحياة.

٢- الغني الشاكر "ملياردير الصحابة":
كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه تاجرًا من الأبرار الأخيار، بدأ جمع ثروته من الصفر، بل إنه عرض عليه سعد بن الربيع الخزرجي رضي الله عنه أن يشاطره في نصف ماله مجانًا، وذلك حين آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، فرفض عبد الرحمن هذا العرض المجاني، وقال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلَّني على السوق, فربح شيئًا من أقط وسمن، فابتدأ ثروته بأقط وسمن، ثم حاز الملايين، فكان الاستثمار في السوق بالبيع والشراء هو الأسلوب الاستثماري لعبد الرحمن، حتى أصبحت ثروته على مرأى ومسمع من أهل المدينة؛ روى أحمد في مسنده من حديث أنس رضي الله عنه أن عبد الرحمن أثرى، وكثُر ماله، حتى قُدِّمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البُر والدقيق، وقال: ترك ألف بعير، ومائة فرس، وثلاثة آلاف شاة ترعى بالبقيع، وكان نساؤه أربعًا، اقتسمن ثمنهنَّ، فكان ثلاثمائة وعشرين ألفًا، لكل واحدة منهنَّ ثمانين ألفًا، وقد بلغت ثقته باحترافه في مجال التجارة، أنه قال: لقد رأيتني ولو رفعت حجرًا لرجوت أن أُصيب ذهبًا أو فضة! قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكان عامة ماله من التجارة، كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف نموذجًا فريدًا في الشكر مع الغني، لذا لقِّب بالغني الشاكر، ويقال أنه عندما توفي ترك ذهبًا قُطع بالفؤوس حتى تورمت أيدي الرجال منه.

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول لأزواجه: "إن الذي يحنو عليكم بعدي هو الصادقُ البار، اللهم اسقِ عبدَ الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة".

وعن عائشة بنت أبي بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحنو عليكنَّ من بعدي إلا الصابرون، سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة".

وبينما عائشة رضي الله عنها في بيتها إذ سمعت صوتًا رجَّت منه المدينة فقالت ما هذا؟ قالوا: عير قدِمت لعبد الرحمن بن عوف من الشام وكانت سبعمائة راحلة، فقالت عائشة: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوًا، فبلغ ذلك عبد الرحمن فأتاها فسألها عما بلغه فحدَّثته، قال: فإني أشهدك أنها بأحمالها في سبيل الله عز وجل، وباع عبد الرحمن رضي الله عنه أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار، فقسَّم ذلك المال في بني زهرة وفقراء المسلمين وأمهات المؤمنين.

ورُوي عنه حفيده أنه أُتي بطعام وكان صائمًا، فقال: قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كُفِّن في بردة إن غُطي رأسه بدت رجلاه، وإن غُطي رجلاه بدا رأسه، وقال: وقُتل حمزة وهو خير مني فلم يوجد له ما يُكفَّن فيه إلا بردة، ثم بُسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أُعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجِّلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.

كان عبد الرحمن بن عوف من الصحابة الأخيار الصالحين ومن المبشرين بالجنة وهو في الدنيا، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسقيه الله من سلسبيل الجنة.

نموذجان للأشرار ومصير كلٍّ منهما:
١- قارون، هو ابن عم سيدنا موسى عليه السلام، إنسان عادي من بني إسرائيل، رزقه الله سعة وكثرة في الأموال حتى فاضت بها خزائنه، واكتظت صناديقُه، فلم يعد يستطيع حمل مفاتيحها مجموعة من الرجال الأقوياء، يعيش في ترف، ويستمتع في ترف، يسكن القصور، يحاط الخدم ويسوق العبيد، فتح الله عليه أبواب النعيم، وسبل الرزق، وطرق الكسب، فعظمت أمواله، وكثرت كنوزه، وفاضت خزائنه، فعاش في ترف وبذخ، وبقي في كبر وفخرٍ، ومضي في خُيلاء واستعلاء، طغى وتجبر، وبغى وتكبر، كيف؟! ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 76، 77].



وفَّقه الله لجمع المال ليستخدمه في طاعته، لكنه طغى وبغى، وتسلَّط على خلق الله، فاستخدمه في معصيته ومحاربته، والصد عن سبيله، قال متكبرًا متعاليًا مجرمًا: إنما أُوتيته بكدي وعرقي وجهدي وعلمي: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [القصص: 78].

لقد أنساه غرورُه مصدرَ النعمة وحكمتُه المنعمَ، وفتنَه المال وأعماه الثراءُ، فلم يستمع لنداء قومه، قال الله تعالى ردًّا عليه، أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدُّ منه قوة، وأكثر أموالًا وأولادًا.

كانت النتيجة أن خسف الله به وقصره، وما كان منتصرًا، يأتي العقاب حاسمًا "فخسفنا به وبداره الأرض"، في لمحة خاطفة ابتلعتْه الأرض وابتلعت داره، لم يجد من ينصُره من دون الله، لم ينفعه جاه أو مال أو سلطان؟! ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾ [القصص: 81].

ولَما حلَّ به ما حل من الخسف، وذهاب الأموال، وخراب الدار، وهلاك النفس والأهل والعقار، وندم من كان تمنَّى مثل ما أُوتي، وشكروا الله الذي يدبر عباده بما يشاء من حسن التدبير، وبدأ الناس يتحدثون إلى بعضهم في دهشة وعجبٍ واعتبار، وكان الذين يتمنون ماله وسلطانه وحظَّه في الدنيا، يقولون: إن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويوسِّع عليهم، أو يقبض ذلك، فالحمد لله أن منَّ علينا فحفِظنا من الخسف والعذاب.

٢- أمية بن خلف: كان أمية بن خلف من سادات قريش وتجارها ومُترفيها، وقد حارب الإسلام منذ بدايته بكل الطرق، وصدَّ بأمواله عن دعوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وحارب اتباعها بكل ضراوة خاصة المستضعفين والفقراء، وكان منهم بلال بن رباح حين دخل في الإسلام خفية!

يتحدث عنه عبد الرحمن بن عوف وهو في المدينة، فيقول: كان بيني وبين أمية بن خلف كتابٌ بأن يحفظني في ضياعي بمكة، وأحفَظه في ضياعه بالمدينة، فلما ذكرت: الرحمن، قال: لا أعرف الرحمن، كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية، فكاتبته: عبد عمرو.

فلما كان يوم بدر، مررت به وهو واقفٌ مع ابنه عليٍّ وهو آخذ بيده، ومعي أدراع لي قد استلبتُها، فأنا أحملها، فلما رآني قال: عبد عمرو، فلم أُجبه، فقال: يا عبد الإله، فقلت: نعم، قال: هل لك فيَّ، فأنا خيرٌ لك من هذه الأدراع التي معك؟ قلت: نعم، ها الله، فطرحت الأدراع من يدي وأخذت بيده وبيد ابنه، وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط، أما لكم حاجة في اللبن، (يعني يفديه بالنوق والشياه التي تدر لبنًا للمسلمين)، ثم خرجت أمشي بينهما، خرجت به إلى شِعب أحرزه حتى يأمن الناس، وتوجه الثلاثة إلى ذلك الشعب، ثم توجهوا إلى جبل، فارتاحت نفس أمية بن خلف.

يا لها من أيام عصيبة تلك التي كانت تحمل في دقائقها الموت والحياة معًا لأمية، اطمأن أمية فتحدث عن اللبن الذي سيشربه ابن عوف وأصحابه من نياق أمية التي سيفتدي نفسه وابنه بها، واسترخت أعصابه فاسترسل في الحديث، وقال لعبد الرحمن بن عوف وهو يمشي: "بينه وبين ابنه آخذًا بأيديهما: يا عبد الإله، من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟ قلت: حمزة، قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل، وواصلوا المشي والمسير، وفجأة دوت صرخة مرعبة من بعيد اتسعت لها عيون أمية وابنه، صرخة قلبت أرض بدرٍ على رأس أمية من جديد، صرخة من أعماق مضطهد لا تزال جراحه تلتهب، يقول عبد الرحمن بن عوف: فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي - وكان هو الذي يعذب بلال بن رباح بمكة على الإسلام - فلما رآه قال: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا، قلت: أي بلال، أسيري، قال: لا نجوت إن نجا، ثم صرخ بأعلى صوته: يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا.

فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار، فقال: أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا أمية بن خلف، فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا، فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم، فقتَلوه، ثم أتوا حتى تبعونا، وكان رجلًا ثقيلًا فلما أدركونا قلت له: ابرك، فبرك، فألقيت عليه نفسي لأمنعه، فتخللوه بالسيوف من تحتي، فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة، فأنا أذب عنه، فأخلف رجل بالسيف فضرب رجل ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعت بمثلها قط، قلت: انجُ بنفسك ولا نجاة، فوالله ما أغني عنك شيئًا، فاعملا فيهما بسيفيهما حتى فرغوا منهما، قتَلوه وأصاب أحدهم رجلي بسيفه.

يتذكر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ذلك مبتسمًا يقول: يرحم الله بلالًا، فجعني بأدراعي وبأسيري، وانتهت قصة أمية الطويلة كما تنتهي قصص كثيرٌ من أمثاله الذين قضوا حياتهم في التعذيب والتنكيل، بمن يقع بين أيديهم من المؤمنين والضعفاء والمساكين، انتهت حياته على يد من كان يتفنن في تعذيبه وكان يسلقه تحت شمس مكة المحرقة، لقد اشترى أبو بكر بلالًا وهو مدفون بالحجارة، دفنه أمية، فكان مصيره في الدنيا الخزي والذل والقتل، أما في الآخرة فقد تحدث عنه القرآن كما قال العلماء والمفسرون: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾ [الهمزة: 1 - 9].


اللهم أجِرْنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم ارزُقنا الحلال وبارِك لنا فيه، أغنِنا يا رب بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك.


كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات





hghsjelhv fdk hgHodhv ,hgHavhv hghsjelhv





رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها ملكة الحنان
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
لا تحقرن صغيراً في مخاصمة ..... إن البعوضة تدمي... •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 2 322 12-18-2023 03:25 PM
أعطني يديـك وأعدك بألا أجعلك تتعثّـــر ابداً •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 2 267 12-18-2023 03:04 PM
أنت كريم ذاتك •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 2 265 12-18-2023 02:50 PM
سمات القرآنيين ۞۩ قسم القران الكريم والتفسير وعلومه ۩۞ 3 393 11-26-2023 07:27 AM
تحذير من أخذ بعض القرآن وترك بعضه ۞۩ قسم القران الكريم والتفسير وعلومه ۩۞ 2 337 11-26-2023 07:24 AM

قديم 08-25-2022   #2



 
 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » منذ 3 يوم (01:23 PM)
آبدآعاتي » 64,025
 حاليآ في » صواديف عشاق
دولتي الحبيبه »  Libya
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب
مشروبك   pepsi
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  11

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

 مُتنفسي هنا تمبلري هنا

мч ммѕ ~
MMS ~
 

ريحانة القلب غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله خيرًا
وبارك بك




رد مع اقتباس
قديم 08-28-2022   #3




 
 عضويتي » 2
 جيت فيذا » May 2021
 آخر حضور » منذ 50 دقيقة (02:30 AM)
آبدآعاتي » 72,167
 حاليآ في » بمملكتي ههنــا.
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام ♡
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Nicon

My Flickr  مُتنفسي هنا تمبلري هنا

мч ммѕ ~
MMS ~
 

صواديف عشاق متواجد حالياً

افتراضي



وبوركت مااجدته كفيك

وكتب لك اجره وتتم الفائده قيمه
لك




رد مع اقتباس
قديم 08-28-2022   #4



 
 عضويتي » 8
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » 01-24-2024 (07:36 AM)
آبدآعاتي » 4,442
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ملكة الحنان
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

 

ملكة الحنان غير متواجد حالياً

افتراضي



إرقاق إعزمي
اسعدني مرورك بمتصفحي ياغلا
حماك الله واسعدك بالدارين
لاخلا ولا عدم يارب منك ومن جديدك الشيق




رد مع اقتباس
قديم 08-28-2022   #5



 
 عضويتي » 8
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » 01-24-2024 (07:36 AM)
آبدآعاتي » 4,442
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ملكة الحنان
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

 

ملكة الحنان غير متواجد حالياً

افتراضي



صواديف
اسعدني مرورك بمتصفحي ياغلا
حماك الله واسعدك بالدارين
لاخلا ولا عدم يارب منك ومن جديدك الشيق




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأخيار, الاستثمار, والأشرار


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 03:21 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009