من قلب البساطة يأتي الجَمال

لا يوجد شيء حدث معنا كان عادياً ، أو مَرَّ بسلام..
كل ما حدث من مواقف في حياتنا عبرت من خلال أجسادنا ، مزقتها ، وأبادَت أرواحنا وأمسكت بحناجرنا..
للَحظات شعرنا وكأنَّها سكَراتَ موتٍ بطيئة ، أصابتنا وغيّرت طريقها فتركتنا..
كل شيء مَرَّ في حياتنا لم يكن عابِر ، نحن من كنّا نكذب وندّعي الصلابة وأجسادنا مهترِئة..
هذا الثبات ثبات أقوياء ، ثبات فرسان شجعانٍ ، أصابتهم الرّماح الواحد تلو الآخر وأصرّوا على البقاء..
ثباتنا كثبات الشهداء في أرض المعارك المشتعلة بالنيران.. أرأيت يا صديقي كم نحن أقوياء ، أظهرنا السعادة وفي قلوبنا تُعساء..
لم يسألنا يوماً أحداً كيفَ الحال..
أتعلم لماذا؟
لأننا أقوياء في وقوفنا ، في مواجهتنا للحياة..
لأننا نتنفس ونستغِل آخر النبضات..
نحن نحب الحياة ياصديقي وإن لم تكن حياة..

أنت تكبر ...
والعمر يعدو في عروقك، يجرف معه بعضًا من عافيتك، قليلًا من صبرك، كثيرًا من أحلامك ..
وكل عام تقول أنك قد تعلمتَ الدرس، وأنك مؤمن حذر لن تلدغ من ذات الحزن مجددًا. لن ترتكب نفس الحماقات، لن تبكي على تكرار ألمك..
لكنك تنسى، فأنت ابن النسيان، ولن تخالف سنة الكون بذاكرة لا تخبو.
فتشرع الأبواب، وترفع سقف التوقعات، وتبذل روحك في كل تفصيل تمر به.
تبذل روحك حين تضحك في وجوههم، وتبذل روحك حين تحكي لهم وعنهم، تبذل روحك وأنت تسمعهم وتعيش لهم وتعيش بهم ...
تبذل روحك حتى يحين ميقات الندم، فتبذل روحك ندمًا ودمعًا على ما زرعت وما جنيت.
هناك أشخاص يمرون بك؛ ليبيعوك ندمًا.. تدفع سني عمرك ثمنًا له ...
....

"لا تقبل النصف، وأنت تستحق التمام."

كالأشجار تورّطنا بالوقوف دائماً..لا أحد يفهم احتياجنا للراحة ،
تمر أيامنا ونحن مقاومون ، والله نحن كومة تعب صامِدة.

أياك ان تأذي روحا لا يسمع انينها الا الله

‏ لا تقطع وعداً وأنت سعيد، ولا ترد
وأنت غاضب، ولا تقرر وأنت حزين.

تبدأ طفولتنا بقصة، وتسمو أحلامنا بقصة، وتعلو إنجازاتنا بقصة، نواجه خيباتنا بقصة، ونهرب من مأساتنا بقصة،
كل هذه الحياة عبارة عن قصص لا تنتهي..إلى أن تنتهي قصتنا النهائية في الحياة وتبدأ القصة الحقيقية في الآخرة..