ذكرت كتب التاريخ قصة عجيبة حدثت لرجل اسمه "عبيد بن شرية الجرهمي" ..
حيث رواها "لمعاوية بن أبي سفيان" حينما سأله يوماً، وقال له: (( أخبرني بأعجب شيء رأيته ⁉️ ))
فقال عبيد:
(( إني نزلت بحيّ من العرب، فخرجوا بجنازة رجل منهم، يقاله له: "حريث" ..
وخرجت أنا معهم حتى وضعوه في قبره، ومن ثم تنحّيت جانباً عن القوم، وعيناي تذرفان بالبكاء، وتمثّلت بأبيات من الشعر كنت أحفظها منذ زمن.. وهي:
🌹استقدر الله خيراً وارضينّ به
فبينما العسر إذ دارت مياسيرُ
🌹وبينما المرء في دنياه مغتبطاً
إذ صار في الرّمس تغفوه الأعاصير
🌹"يبكي الغريب عليه ليس يعرفه
وذو قرابته في الحيّ مسرور !"
ويكمل قائلاً:
(( وكان إلى جانبي رجل يسمع ما أقول، فقال لي: "هل لك علم بقائل هذه الأبيات؟!" فقلت: لا والله.. فقال الرجل: "والذي يُحلف به، إنّ قائلها لصاحبنا الذي دفنّاه آنفاً الساعة! والذي تراهم قرابته هُم أسرُّ الناس بموته، وأنت الغريب
تبكي عليه كما وصفت!" ))
يقول صاحب القصة: (( فعجبت لِما ذكره في شعره، والذي صار إليه من قوله، كأنه ينظر إلى مكانه من جنازته، فقلت:
"إن البلاء موكلٌ بالمنطق"👌🏻!))
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
📚المصدر / "📑مجالس وجواهر العلم": ج٣، ص📃١٤٢ -✍بتصرف يسير-