06-24-2021
|
|
|
|
|
إن الله يحب عبده الصالح الراجع إليه أكثر من حب الأم لابنها ..
وأكثر من حب الحبيب لحبيبته ..
وأكثر من حب الراعي لشاته الضالة حين يراها عائدة إليه..
كيف لا يجبنا من نفخ فينا من روحه ..
وأسجد لنا ملائكته ..
وسخر لنا أكوانه
و فتح للمذنبين منا كنوز مغفرته ,
بل نظلمه إذا ساوينا بين حبه و أى حب من هذه الهزليات التى نقرؤها عن مفهوم الحب..
بل لا يساوى حرماننا من حبه حرماننا من أي حب و لا حرماننا من أي غال ..
و لا يساوى غضبه علينا أي غضب ..
و على خطايانا يجب أن نبكى حقًّا ..
وليس على أي هجر أو فراق .. أو أي مرض أو أي موت ..
وذلك حال الذين قدروا الله حق قدره ..
|
06-24-2021
|
#2
|
خلال يومك قد تحدث أمورٌ صغيرة مبهجة ،
أو أنْ ينزل الاطمئنان فجأة على قلبك..
ربما ترتسم على محيّاك بسمة مِن دون سبب ،
أو أنْ يرسلَ أحدهم رسالة جميلة في وقتها و يختمها بدعوةٍ أجمل ..
قد تشعر بأنّ خطواتك نحو هدفك أصبحتْ أكبر ،
و ترى أحلامك الرائعة تحلّق في الأُفق و تلوح لكَ بمجرد أنْ ترفع رأسك للسماء ..
كل هذه الأشياء ليست بصدفة أبداً ،
الله يريدنا أنْ نستشعر قربه و أنْ نتأكد تماماً بأنه يسهل أموراً تدعونا للتعجب و الدهشة..
لماذا هذه الاشياء في هذا الوقت بالتحديد ؟
لأنه هو ربُّ المعجزات و كل شيءٍ عليه هيّن..
|
|
|
06-24-2021
|
#3
|
كلما نادتكَ نفسُك قاصرةُ العلمِ بكثرة السؤال عن طول طريق المخاوف ،
ولماذا يتركنا الله نسير به حتى نهايته ،
لماذا لا تنجلي الأحزان فجأة ،
لماذا لا يُنتزع خوفنا فجأة ،
لماذا نُترك لنعيش لحظات الخوف البطيئة..
تذكر قوله تعالى "وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا غڑ"
(من بعد خوفهم أمنًا) , وكأن طريق الأمن هو استكمال طريق الخوف ،
وكأن الأمان في هذه الدنيا ما هو الا ثمرة التضرع لله عند الخوف ،
وما للقلب من مفرٍ أن يخَف ، فيهرع لخالقه فيطمئن..
الخوف جندٌ من جنود الله ، يأتي بنا إليه ، رغمًا عنا ،
رغمًا عن جحودنا اللامنطقي ، وظنّنا أننا قد خرقنا السماء..
وحين ندرك ذلك ،
حين نَعُودُ تاركينَ إليه الأمر كلّه ،
مُقِرّين بضعفنا في دفع الضُر عن أنفسنا ،
تُخَيّمُ السَكينةُ على الأرجاء، ويُبدلنا العظيمُ الحليمُ مِن بعد خوفِنا أمنًا..
|
|
|
| | |