سادت حالة من الفزع عند رؤية الملكة قادمة وعلى وجهها ملامح غضب تنبئ بخطر قادم. إبتعد الجميع عن طريقها إلا وصيفتها التي هرولت خلفها بقلب يخفق بشدة و جبهة يغمرها عرق القلق بالرغم من برودة الجو.
دخلت الملكة ذات الجسد الضئيل و القامة القصيرة الى الساحة المطلة على بهو القصر بينما وقف جميع الخدم في ذعر منتظرين ما سوف يحدث. نادت الملكة, بينما تتسارع خطواتها, على إبنتها الأميرة التي لم يتخطى عمرها ثلاثة سنوات على الأكثر
و التي وقفت بالقرب من مجموعة من أبناء العاملين بالقصر تشاهدهم يقطفون الثمار الناضجة من فوق الأشجار و تحاول محاكاتهم, لكنها تفشل لقصر قامتها.
لم تكن المشكلة أن الأميرة تواجدت وسط الحاشية, بل أن أحد الأطفال الذي لم يتخطً عمره الست سنوات, قام بتشبيك يديه حتى تصعد الأميرة عليهما, فتلامست أجسادهما و رأت الملكة ذلك المشهد من شرفتها فجن جنونها.
شدت الملكة إبنتها بعنف و بدأت تصرخ بجنون في الفتى الذي تجرأ و لمس الأميرة ثم أمرت رئيس الحرس بأخذ الفتى و إعدامه فورًا حتى يصبح عبرة الى أي شخص, مهما كان عمره, يخالف أوامر الملك.
لم تمض ساعات حتى تم تعليق جسد الفتى الذي فارقته الروح فوق نخلة عاليه تتيح للجميع مشاهدته.
قامت الملكة بغسل جسد إبنتها أكثر من مرة حتى تتأكد من نظافتها, ثم راحت تتحدث مع صغيرتها بطريقة طفولية تحذرها من جعل أي شخص خارج أسرتها و دائرتها الملكية يلمسها. أخبرتها أنهم آلهة على هذة الأرض و من يلمس الإله موتًا يموت مهما كان السبب.
مرت الأيام و هجم الصيف بحرارة مرتفعة جعلت الطقس لا يحتمل فقررت الملكة أن تأخذ صغيرتها
و تتجه نحو قصرها الآخر الموجود بجانب النهر حيث الأجواء أكثر إنتعاشًا.
في الصباح الباكر إنطلق القارب الحامل للملكة
و الأميرة و الوصيفة و المربية و رجل عجوز يقوم بالتجديف و خلفه ثلاثة قوارب يحملون الخدم
و المتاع المراد نقله الى القصر الآخر.
هبت نسمات كانت لطيفة في البداية ثم زادت حدتها و سرعتها و كرد فعل بدأ القارب يتأرجح و أوشك على فقدان إتزانه و فجأة وقفت الأميرة على مقدمة المركب الذي زادت إهتزازاته فإندفعت الملكة دون تفكير تجاه الإبنة, فإختل توازن المركب تمامًا
و سقطت الأم و إبنتها في الماء.
إقتربت القوارب الأخرى فورًا محاولة إنقاذهم عن طريق إلقاء الحبال أو مد المجاديف حتى يمسكن بها, لكن الأمر لم يكن سهلًا و لم يكن هناك حلًا سوى أن يقوم أحد الخدام الأشداء بالنزول الى الماء لإنتشال الملكة و إبنتها لكن أحدًا لم يفعل.
وقف الجميع في توتر و رعب و ربما في سخرية يشاهدون الملكة و الأميرة يفقدون حياتهما دون أن يمد أحد يدًا لينقذهما.. فعقوبة لمس الملكة و إبنتها الإعدام مهما كان الدافع و السبب. في خلال دقائق كان ثلاثتهما في جوف النهر.. الأميرة و الملكة
و جنين لم و لن يرى الحياة.
• هذة القصة مستوحاة من سيرة الملكة سانادا كوماريراتنا التي ماتت غرقًا عام 1880 م أمام أشخاص لم يقوموا بإنقاذها لأن عقوبة لمس الملكة كانت الاعدام.
"بالكيل الذي به تكيلون, يكال لكم."
الحر من دان انصافا كما دينا
وحيث ان الله عدل فقد بسط قدرته
لتكون السقيا من نفس الكأس
ويدعون اليوم الديموقراطية وهم من أوسخ
وأشرس من خلق الله
شكرا ريحانة على النص الرائع
.gif)
بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم
ينبض لغداًاجمل ...gif "Rooh5(36)")
العرض العادي
