اللهم وفقنا في رمضان لاغتنام لحظاتِه ، وأنِلنا من رحماتِه ، وأنزل علينا من بركاته ، واجعله شهرًا للخير مليئ بالأفراح والمسرّات ، فائزين فيه بِعفوك و العتق من النار . *
الإنسان مصبوغ بالتقلب، داؤه عدم الثبات، معروف في طبعه عدم الاكتفاء، وعدم البقاء على حالٍ يريحه ويُقر به قلبُه !
يرنو إلى الشيء ويعوزه أشد ما تكون العوزةُ في النفس، يُوصل في التطلع إليه اليل بالنهار؛ وكأنه نجمة في سماءٍ واسعة تخلو إلا منها، وكأنه مغنمة عظيمة دونها الخُسران المبين !
وهو ومع ذلك ما إن يصل إلى حاجة نفسه وسويداء قلبه وغاية أمله، تراه بعد حين قد اعتادها، ألِفها، وربما يكون قد زهد فيها زهد من سئم واستغنى !
ثم يلوح له من جديد شيء آخر، فيجتذبه سمعًا وبصرًا وحِسّا، كأن لم يظفر من قبل بغيره وكأن لم يأخذه من قبل في غيره أمل و رجاء !
ويبقى المسكينُ على هذا الحال؛ بين أملٍ وتحصيلٍ وترك، ولا يقطع شريط أحلامه المُستمر إلا أجله الذي قضاه الله له.
نحن نرى الدنيا من خلال نفوسنا، كالذي يبصر وعلى عينيه النظارات: إن كانت النظارة دخانية رأى الدنيا معتمة، وإن كانت زهراء رآها مشرقة، وإلا فلماذا يصف الشاعر الفرح الدنيا ضاحكة ويصفها الحزين باكية، والدنيا هي الدنيا ما ضحكت ولا بكت؟ ولو كانا مصورين لملأ الأول لوحته بالألوان القاتمة وجعلها الثاني زاهية الألوان، والمشهد واحد أمامهما
لا بأس بالحزن، المهم أن نتجاوزه، أن لا نقف على أطلاله طويلاً، أن لا تصل أسلاكه الشائكة إلى مناطق اليقين في قلوبنا، ألا تهتز له عروش الظنون الجميلة بالربّ الجميل.
*لا بأس بالحزن، لابأس بأثقاله، المهم أن يثق قلبك بأنّه الخير