آحياناً تقع أعيننا على أشياءٌ من الماضي قديمة ، على قصاصات من ورق أو صور تحملُ الآلافَ من الذكريات السعيدة والحزينة والعتيقة تركت أثر بدواخلنا لايزول بمرور الأيام نمسح برفق عنها غُبار الأيام لنعيد بريق تلك الأشياء ، كانت لنا الحاضر والمستقبل لكنها لم تبقى للحاضر ولم تجتاز المستقبل نبدأ في تصفحها بتمعن وحنين وهدوء تام ... لايسمع منا الا نبضات قلب تتسارع تلقائياً في الخفقان تعرف هذا القلب على ساكني من في الورق والصور منهم من رحل إلى حياة البرزخ ومنهم من خطفته الغربة ومنهم من رحل ولا نعرف عنه شيئاً
فيشدنا الحنين اليهم وآلم الحزن عليهم فتارة نبتسم وتارة نبكي وتارة أخرى بسمة ممزوجة ببكاء
نُشاهد ماضي مع آناس كانوا لنا كل شيء وأصبحنا بعدهم لاشيء فتنسكب دمعة تغسل روحاً آتعبها الحُزن وألم الفراق وتطفئ مشاعر تحرقها نار الشوق ثم نُعيدها على رفوف الايام
ونهمس بصوت مُنخفض جداً ... سلام الله على ساكنيها ...