تعّطر بأفخرِ عطورهِ ، ثم ذهبَ للصلاةِ ، ولمّا فرغَ منها ، وعند السلام ؛ بادرهُ حاسدهُ الذي صلّى بجانبه بقولهِ : آذيتنا بعطرك ! فرّدَ عليه : لا عجب . فالجُعَلُ تنتابهُ غيبوبةً عند مرورهِ بحقلِ زهور ، لا يفيقُ منها إلا أن يُطمَرَ بالعَذِرَةِ ! هؤلاءِ هم الحُسّادُ ، يقلبون حُسنكَ قُبحاً ، ويمنون بالنعمةِ التي أضفاها اللهُ عليك حتى وهي لا تُكلفهم شيئاً .
الجُعَلُ : حشرةٌ قذرةٌ تقتاتُ بالفضلاتِ وتبني منها بيوتاً .
ليست اللذة بالسكر ، ولا المذاق بالعسل ، بل بالعافيه التي جعلتكم تستطعمون العسل والسكر .
العافيه التي تتيح لكم تذوق أجمل مافي الأشياء ، ولاتمنعون – لانعدامها – ماتشتهون.
أرفعو أيديكم بالحمد لمن يستحق الحمد. وتذكرو أن المحروم ليس من لايجد مايشتهيه،
بل من يملك كل مايشتهي ، لكن لايستطيع الاستمتاع بشيء منه.