توقفنا عن مجادلة أحد وإن كنا على صواب،
أصبحنا نترك الأيام تثبت صحة وجهة نظرنا..
كبرنا لدرجة أننا ما عدنا نتحدث مع أحد
عما يحدث معنا، ولا عما يؤلمنا ،
صرنا نداوي جراحنا بأنفسنا،
كبرنا وصرنا نفرح بصمت،
ونبكي بصمت.... ونضحك بابتسامة،
ولم نعد نتأثر بجميل الكلام ،
أصبحنا نريد أفعالاً من القلب.
" وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ "
فَـ اسْتَعِنْ بِالله وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بشيء قد كتبه الله لك ولن يضرُك الله ..
تلذذ بالدُعاء وكأنه خُلق لك وحدك..
واروِي ظمأك بوصف اللّه " إِنِّي قَرِيبٌ غ– أُجِيبُ " ، وأخرج الهّم من صدرك ، وبُث له شكواك وألمك وما يُثقل سكنات فؤادك ، واُذرُف الدمع من عينيك ، وإذا لم تستطع فتباكى ..
وكُن كريمًا عند الدُعاء لأنّ الله لا يمنح كنوزه إلّا لمن يقبل عليه بحُب..
واعلم أن الله يبتليك ليُطهرك ، فـ كُل ألمٍ تمر به آيل للعبور ، وكُل غصة في القلب يأتي بعدها الفرج ، ومهما كثرُت الأبواب الموصدة ، فـ غدًا ستُفتح لك..
أنت لا تعلم خفايا القدر ، فـ كُل يومٍ يُرسم لك خطً مُتصل بـ خِطة ، وطرف الحبل بيّد الله..
والذي يتصل بالله لا تخشى عليه ولا تخشاه..
فكُن أكبر من واقعك ، وتشبث بـيقين قلبك أن الله سيُنزَلَ تدابير لَّن تَرَوْهَا..
كن جميلاً ترى الوجود جميلاً..
كن جميل الباطن قبل الظاهر ، فثراء الثوب لا يزيد من بهائك..
كن جميلاً باسم الثغر ، مشرق المُحيا ، طيب الخلق ، نظيف القلب وسمح النفس وحسن السيرة..
كن جميلاً على طبيعتك دون أن تقلد غيرك أو تتصنع في كلامك..
كن جميلاً لتتذوق الرضى بقضاء الله عز وجل وتبلغ الحكمة من منحه ومنعه..
كن جميل القلب بغض النظر عن القالب ، تتغاضى عن عيوب الناس وتبحث عن صفات الجمال والكمال فيهم ، لعلمك أن الجمال الحقيقي ينبع من الداخل..
فمن يملك السلام الداخلي وجمال الروح والقلب ، سيرى فيمن حوله جمالاً لم يروه هم في أنفسهم ..
كن جميلا أينما حللت ضيفاً على قلب أحد..
كن جميل الخلق تهواك القلوب..
لا تستهن بسلامك النفسي ..
الصور التي تسعدك تمعن بها..
العلاقات التي تغذيك اجتمع معها..
الطعام الذي تفضله اختره دائمًا..
وكل من يحاول اعتراض سلامك أياً كانت منزلته ، اعترض محاولاته وكأنك تدافع عن حياتك ..
انتصر دائمًا في معركة سلامك