من قلب البساطة يأتي الجَمال

بتدبُّر القرآن يعيش المرءُ مع الآخرة حتى كأنه فيها، ويغيب عن الدنيا
حتى كأنه خارجٌ عنها، فيصير في شأنٍ والناسُ في شأنٍ آخر!

،.. أستغرب دومًا كيف لنا أن نحمل في قلوبنا
مشاعرَ متناقضةً أشدّ التّناقض ؟!
،.. كيف لنا أن نكون مطمئنين وقلقين بآنٍ واحد ؟!
،.. كيف لنا أن نحبّ شخصًا ما
وبنفس الوقت لا نستطيع أن نتحدّث معه ؟!
رغم أن قلوبنا في أشدّ حالات الشّوق له
هذا الشوق الذي عصف بقلوبنا وأحالها رماداً
،.. في كلّ أمرٍ يحدث معي أشعر بأنّ
ثقباً جديداً تشكّل في قلبي
،.. رغم محاولاتي السّابقة لترميم الجروح القديمة
،.. رغم الألم الذي ينتابني وأنا أُخيط قلبي المتعب
كي يستعيد توازنه من جديد
،.. قلوبنا هشّة ... هشّة للغاية
،.. كلمة صغيرة تطيح بها أرضا
وكلمة أخرى ترفعها للسّماوات العُلا
،.. فرفقا بقلوبنا يا أحبّة فلم تعد تحتمل
،.. والنّفس في بركان هائج من التخبّط والضّياع
،.. والرّوح تائهة في بحر الأحزان
،.. فلا يد حانية تأخذ بها ؟!
،.. ولا قلباً محبّاً يرأف بها ؟!

حسبي الله ونعم الوكيل في كل إنسان مؤذي معنوياً وجسدياً.

حسبي الله ونعم الوكيل في كل إنسان يزرع الأسى في داخل كل إنسان بدون ذنب إرتكبه.

حسبي الله ونعم الوكيل في كل إنسان كان أو سيكون سبب لدمعة عين أو حرقة قلب أو حسرة بالصدر.

حسبي الله ونعم الوكيل في كل إنسان كان سبب في زيادة الهم والضيق والحزن لشخص لا حول له ولا قوة.

حسبي الله ونعم الوكيل في كل من قال فينا ما ليس فينا ونسب إلينا ما لم نفعل.
ربي إنك تعلم ما في نفوسنا وحسن نوايانا مع الناس ، يارب وكلناك أمرنا فكن لنا خير وكيل فإنك نعم المولى ونعم النصير".

حسبي الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير

‏ثم تُدرك أنك وصلت معهم إلى النهاية- دون أن تشعر بذلك - فقط تتنبئ، تجد أنَّ انبهارك أنطفئ، شغفك انتهى، بعد أن أدركت أن كل ما فعلته للحفاظ عليهم ذهب سدى، لا يبقى لديك طاقة لبذل المزيد من جهدك عبثاً، تحزن، تتألم، ولكنك تفضل ألا تعترف بذلك، ألا تضيع جهدك بالتحسر على مَن لم يَمْنَحك قدرك ولم يَصُنْ لك ودك، تُحَافِظ على بقائك قوي، صامد، تَبْدَأُ بأخبار نفسك بأن ما حصل كان مجرد مَوْعِظَة ما أصابتكَ إلا لِتُعَلمَك وَتُقويكَ، وأن الله يخبئك لمن هو مثلك، لين الطباع، جميل الروح، بسيط بِطَبْعِهِ، رقيقُ القلب، حسنُ العِشرة، طيب المعاملة يترفّق بقلبك، يألف طباعك، ليس بفظٍّ ولا غليظ، لا يتقن النفاق ولا يُحب المظاهر الخارجية.

.. لدَينا القدرة على أن نتخطّى الأذى ..ظ*
.. أن نُلملِم أشلاءنا ونولَد بعد الموت ،
.. نستطيع أن نصِل بأرواحنا إلى مكان آمِن بعد كل الخراب ،
.. ولكن ولادتنا بعد كل المِحن ،
.. تعني خسارة أجزاء كبيرة من سذاجتنا وبراءتنا ،
.. فالذين أذوننا سرقوا طفولة أرواحنا للأبد ،
.. أبقوا في أفواهِنا مرارة القسوة ،
.. التي أفقدتنا مذاق كل شيء حلو في الدنيا ،
.. جعلوا من تلك التجارب السيئة دروعاً أبدية ،
.. نحتمي بها من الجميع ،
.. لقد حجّروا طبيعتنا الطريّة ،
.. وجعلوننا نعرف معنى الخبث على حقيقته ،
.. أصبحنا نحذر اقتراب أحد ،
.. وبمجرد شعورنا بالإرتياح لأحدهم ،
.. يُسيطر الشك على قلوبنا ،
.. ويُخمِد شرارة الثقة المشتعلة اتجاهه ،
.. نعم أقوياء بتجاوز كل ما مررنا به ،
.. لكننا أضعف من خوض تجربة جديدة ..

أنا لست بخير أشعر بغصة فى قلبى حتى أن دقات قلبى تؤلمنى بشده ،
لست بخير ولا أجد من أقول له ذلك فى الحقيقة ..
لا أجد من يكترث لسماع ما أشعر أنا به ،
أنا لست بخير ،
تقف تلك الدموع فى عيناى أمام أولئك البشر المحاط بهم تتعلق فى عينى تماما ..
فلا أنا قادر على تركها للنزول ولا أنا قادر على ابتلاعها داخل عينى كما ابتلع تلك الاحزان فى قلبى فلا يراها أحد أو يشعر بها ،
الأكثر ألما ضعفى وقلة حيلتى ، الوقوف عاجزاً فى منتصف الطريق ..
فلا أنا عائد إلى الماضى ولا أنا مقبل على عيش يومى ..
ولا أنا أرغب بالمستقبل ، لا أحرك ساكنا ،
أرى ما يؤلمنى ولا أفعل أى شيئ لدفعه عنى ،
أكتم تلك المشاعر داخلى فلا أخبر بها أحد حتى أننى لم أعد أقوى على البوح بتلك الكلمات المؤلمه لأحد ،
أشعر دائما بالعجز ، أصل لدرجه من الوهن لا أدرى أكانت أوهن من بيت العنكبوت أم أنها أشد وهنًا من بيت العنكبوت الممزق ،
لم يعد بداخلى بيت لى ، تهالكت روحى وتشتتت أجزائى ..
فلا هى تلتئم وتشفى ولا هى تنفصل عن بعضها وتتركنى جثة هامدة،
ثمه أشياء تربط أجزائى بعضها البعض، كيف يمكن التخلص منها لأصل إلى الخلاص ،
أشعر بذلك الثقل على صدرى حتى أننى لا أقوى على تحمل أنفاسى فليرحمنى الله بتلك الرحمه ،
أعيش فى هذه الحياة فلا أنا سعيد بها ولا أنا أفضل الموت ..
لا أدرى سبب تشبثى بالحياه حتى تلك الأفكار الانتحاريه التى تراودنى من حين إلى آخر لم تأخذ أى فكره منها أى محاوله حقيقيه جادة واحده ..

كـَانت هذه واحدةً مِن أعظـَم وأقسـَى السـّنوات الـّتي مرت بـِي ، تعلـّمت فيها أن لا شيء يبقـَى ،
كلّ شيءٍ مؤقـّت ، اللـّحظات ، المشـَاعر ، الأشخـَاص ، تعلـّمت أنّ الحبّ هو أن تمنحه كلـّك ،
وأن تدعه يـُوجعك ، لــِ أنـّك منحته لــِ أشخاصٍ من عـَائلةٍ وأصدقـَاء لا يستحقـُّون ،
تعلـّمت أنَّ تقبـُّـلَ واقع التعرُّض لــِلألـَم هـُو أفضل خيـَار ،
وأنـّه من الأسهل أن تبقى هادئـًا في عالـَمٍ يجعل "من المستحيل الإحتفاظ بــِ طيبتك"،
تعلـّمت أنّ الأشيـَاء تأتـِي علـَى هيئة ثُنائيـَّات ، علـَى هيئةِ الحيـَاة والموت ، الأفرَاح والأحزان ،
الملح والسكـّر ، أنـَا وأنت ، فــَ هذا سرّ توازن الكـَون ، لقد كانت سنة الألـَم المركـَّز ،
ومع هذا كانت لهـَا لذّتـها.

ما تفتكرش إنك بقيت جامد جدًا لما شخص يخاف يتكلم معاك، أو شخص يخاف يقعد في مكان أنت فيه عشان ما تتنمرش عليه، أو شخص يخاف يتكلم في قعدة أنت قاعد فيها عشان أنت سليط اللسان وممكن تهزقه وتديله من الخيار يا منقي، زي ما بنقول بالمصري!
ما تفتكرش إنك بقيت جامد لما الناس تخاف منك وتعملك ألف حساب خوفًا من أذيتك.
في حديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلم بيقول: "يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه النَّاسُ أو ودعهُ النَّاسُ اتِّقاءَ فُحشِهِ."
وكمان رب العزة قال في سورة الأحزاب: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا».
تخيل تكون مؤذي لدرجة إن الناس تنفر منك، وتخاف منك ومن كلامك؟! تخيل تكون مؤذي لدرجة إن شخص كل ما يفتكر السواد اللي في حياته ما يفتكرش غيرك؟! تخيل تكون مؤذي لدرجة إن شخص ممكن يشوفك صدفة أو تيجي سيرتك قدامه نفسيته تتعب وحاله يتقلب غم؟! تخيل تبقى مؤذي بالشكل دا؟!
- أتقوا الله واجبروا الخواطر، اللسان الطيب طول عمره نعمة، والإنسان الهين اللين دايمًا محبوب، فالكلمة الطيبة صدقة، وكل هين لين، مُحرم على النار.

إن ذكر الله ليس استحضاراً لغائب، إنما هو حضورك أنت من غيبة، وإفاقتك أنت من غفلة.