كان هناك ذات مرة رجلًا يعمل تاجرًا ، وكان بخيلًا جدًا لدرجة أنه كان لا يرغب في شراء الطعام من أجل حماره الذي يحمل بضاعته ،
وهو ما جعله يقوم بتغطية رأس حماره الذي يعمل كثيرًا في نقل بضائعه بجلد الأسد ،
وذلك من أجل توفير طعامه بعد أن يخاف الناس منه ،
فكان بذلك يستطيع هذا الحمار الذي تحول إلى شكل الأسد الدخول إلى الحقول كي يأكل
دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه لخوفهم منه ، بسبب اعتقاد الجميع أنه بالفعل أسد .
وذات يوم قرر المزارعون أن يحملوا العصي لمواجهة هذا الأسد الذي يأكل من حقولهم ،
وحينما رأى الحمار الذي كان يبدو قويًا هذا العدد الكبير من الناس الذين أتوا لمواجهته ؛
بدا عليه الخوف الشديد والفزع مما سيحدث له ، حينها اكتشف أحد الفلاحين أنه ليس أسد كما اعتقدوا ،
فصاح قائلًا : إنه حمار! ، فتحدث الفلاحون بقولهم : إن ذنب خداعنا يقع على صاحبه ، دعونا نتبعه ونكتشف من هو صاحبه الحقيقي.
كان الحمار خائفًا جدًا ، وهو ما جعله يجري سريعًا باتجاه صاحبه التاجر ،
وبعد ذلك جاء الفلاحون المسلحون بعصيهم ، وحينما رأوا صاحب الحمار وتأكدوا أنه هو ؛
قاموا بضرب هذا البخيل بالعصي التي كانت معهم ، حتى أنه لم يستطع أن يتحرك لعدة أيام بعد هذه الحادثة ،
ولكنه على الأقل قد حصل على درس مفيد نتيجة لجشعه وبخله مع حماره الذي يعمل كثيرًا ،
فقام بشراء العلف من ماله الذي يحصده له الحمار ، ليقوم بإطعام حماره المخلص بعد أن تلقى درسًا لن ينساه طوال حياته .
الحكمة من القصة : يُعتبر البخيل شخص سيئ للغاية ، فهو يدفع كل من حوله للابتعاد عنه والنفور منه ،
وذلك لأن البخل عادة سيئة تعود على صاحبها ومن حوله بالضرر الكبير ، لذلك عليك أن تتجنب البخل ،
وأن ترحم كل من يقترب منك ، حتى لا تنال أسوأ عقاب مثلما حدث مع ذلك التاجر الذي بخل على حماره المسكين بالطعام .