ثمَّ لأخبركَ سرَّا..
بعد كثير من التجارب الهيِّن منها وغير الهيِّن، بعد أن تذهب هُنا وهناك، بعد أن ترى وتحب وتتعلق، بعد أن تفقد وتُخذَل، أدركتُ أننا لسنا في حاجة لمزيد من الانبهارات المألوفة والاعتيادية بالصّنِيع الذي يفقد الأشياء لذَّة صدقها ودفئها، أحيانًا يكمن الانبهار كُلَّه في البساطة، حتّى بمجرّد التفكير في شأنه نجد أنَّه أكثر انبهارًا فقط لكونه صُنِع بحبٍ، أدركتُ أيضًا أن أكثر ما يرغَبُ به المرء بعيدًا عن الانبهارات المزَّيفة هو كفٌ يُلامس روحه، كتفٌ ثابت يلجأ له على مرِّ أيامه، سلامٌ يُداوي شُروخ فُؤاده ..
بصيغةٍ أخرى المرء فقط بحاجة إلى ذاتٍ تُشبِه ذاته ومؤنسٌ لوحدته، سَند تَطِيبُ له الدُنيا بِه ولا يعرِجُ بِه إلى اعوجاجٍ ونوباتٍ لا يعرِفُ لها سَبِيلًا، فقط حُبَّا صادقًا لا تَعتَرِيه المَسافَات ولا تستَوقِفه طُرق..
الأشياء التي فقدناها يوماً سنجدها ، ولكن ربما لن نعد بحاجة إليها ..والأشخاص أيضاً..فقد تعلمنا في فقدانها أن نستند على أنفسنا وننهض بقوة ، وأن نمسك أيدينا إذا لفحنا صقيع الحاجة ..لقد تغيرنا كثيراً لم نعد نشبه بعضنا ..فالألم رغم وجعه يبني شخصية يصعب على أحد خدشها ثانيةً..
يارب نسألك خير ما في هذا الشهر وخير ما بعده ونعوذ بك من شر ما في هذا الشهر وشر ما بعده ،
اللهم أكتب لنا الخير والسعادة والتوفيق فيه واجعلهُ بداية لأجمل أقدارنا
وحقق لنا ما نتمنى وارزقنا من حيث لا نحتسِب..
حينَ تنالون قِسمتَكُم من العَوَض ، ستعرفون كم هو كبيرٌ حظّكم بِهناءاته ووَبَاله ، بصريحه ومجهوله ، وستُوْدِعونه قلب الرضا ، حين تأتيكم الإجابات تِباعًا ، وتُقايِضون التذمّر بالحلول، والندم بالتعلّم ، فيصبح الوجع المنسِيّ ذكرى تقولون أنكم عشتم هناك يومًا ما ، لكنكم الآن أبعد ما يكون عن حياةٍ لا تُثمِّنَكُم..