لسنا أغبياء ولم نكن كذلك أبداً ، لكننا تعمّدنا أن نتغابى في أمور كثيرة ، تعمّدنا أن نتغاضى عن أشياء أرهقتنا فعلياً ، دمّرتنا نفسيًّا ، جعلتنا نعيش صراعات داخلية وحدنا ، نخوض معارك استَنزَفت كل ما لدينا من طاقة ، وتحمّل ومشاعر ، فقط لأننا أحببناهم بصدق..
تحمّلنا كل شيء منهم فقط لأننا لم نرغب بالإستغناء عنهم ، جعلنا أخطاءهم بسيطة وإهمالهم مُبَرّر ، كذَبنا على أنفسنا مراراً فقط لأجلهم ، لإبقاء الود ، لنصون العِشرة ، لسنا جُبَناء ، ولسنا أغبياء ، ولسنا ضعفاء ، لكنها قلوبنا النقية التي إن أحبت أخلصت ، وإن وعدَت وفَت..
لكننا وصلنا إلى مرحلة تعبتنا كثيراً ، لم نعُد نملك القدرة على الصمود ، لم يعُد بوِسعنا إعطاء المزيد من الفرص ، لا نريد أن ننهي علاقاتنا ونحن مستنزفين ، لا نستطيع البدء من جديد ، ها نحن قُمنا بجَرد جميع علاقاتنا ، بفلترة جميع محطاتنا التي عبرنا بها ، ليتسنّى لنا أن نبدأ عامنا الجديد بأمل ولو كانَ ضئيل ، أن نبدأهُ بقوة وبحب ، بقلوب صافية وأرواح نقية ..
أرجوكم إبقوا كما عرفناكم أول مرة ، تمسكوا بنا كما عهدناكم ، حاولوا تغيير ما عجزنا عن تغييره بكم ، لنبدأ معكم البداية التي بدأناها ونكمل بقية حياتنا معكم ، وإن لم تستطيعوا ففارقونا بالتي هي أحسن ..
بحب ، بتسامح ، بقلوب لا تعرف الكراهية ولا الضغينة ..
يعِزّ علينا أن نفلِت أيادي أمسكناها يوماً..
يعِزّ علينا إعادة عزيز كان إلى غريب نجهله..
المنتصف المميت ، كم هو مؤلم ومايسببه من آلام مبرحة في النفس ، فلا أنت بالقريب المتنعم ولا أنت بالبعيد الهانئ ..
لقد صدق من قال يوماً لا تبحث عن مكانتك وقيمتك في عيون وقلوب الناس ، فمن يحبك حقاً هو من سيشعر بك وبكل ما تمر به من أفراح وأحزان ..
من يحبك هو من سيفتقدك إن غبت عنه لأنه سيشعر بالغربة في غيابك ، وسيبادر بالسؤال عنك وعن أحوالك ..
من يحبك سيعرف حتى من صمتك إن كنت بخير أم لا ..
من يحبك حقاً حتى وإن ملأ ضحكك أرجاء المكان سيعرف حتما أنك لست بخير ، حتى وإن بدا للآخرين غير ذلك ..
من يحبك هو من يشتاقك لأنه فشل في الإستغناء عنك ..
من يحبك يسكنك روحه ويغفر لك زلاتك وعثراتك ..
من يحبك حقاً لن يتذرع بمشاغل الحياة ولن يبرر غيابه عنك في وقت حاجتك له فالغياب وقت الإحتياج يميت تدريجياً كل جميل وكل مشاعر في القلب ...
يحذرنا الرافعي بتأكيده أن : "لا يريد الهمّ منك أكثر من أن تريدَه .. فيأتي..
الهم ، والحزن ، والكرب ، ليسوا دائماً ضرائب لأحداث قائمة ، إنها مشاعر لطالما أتت لأننا بالغنا في التفاعل مع الأحداث والأشخاص ، فاستدعينا الحزن فأتى ، وقلنا أننا جرحى فنزفنا ، وعزفنا على قيثارة الشجن فباتت ليالينا صدى لأحزان القلب ومواجعه..
ولذلك حينما حاول النبي صلى الله عليه وسلم مواساة مريض بقوله "شفاء وطهور بإذن الله" وفاجئه الرجل بتأكيده أنها حمى تفور على شيخ كبير كي تورده القبور ، قال النبي حينها : هي كذلك..
تفاءلوا عباد الله ، واشكروه فالشكر يزيد النعم ويحفظها..
ولا تستدعوا الحزن فيقيم في قلوبكم ، وأنظروا في كل حدث فثمة خير..
فوالله إن الله لا يأتي إلا بالخير..
مرحبا بك أيها الصباح العاطر..
أتيت تشق عبيرك الفواح في كل مكان...
هو الصباح يأتي بشعاع النور من فيض الرحمن...
هو الأمل يمسح على القلوب لتتناسى ماحدث بالأمس ،
لنأتي بيوم جديد..
ويكمن جمال الصباح بمن يرافقك في إشراقته واختيار ألوانه ..
هو نوع مختلف من البدايات ، نتمنى أن يطول بين أحاديث ورشفات قهوة وود لا ينتهى..
صباح الخير لكل من ترك همه واستيقظ باحثاً عن الأمل..
صباح الخير لكل مكسور لملم فتات قلبه ونسى ما حصل..
صباحكم يقين بأن الوجع لن يدوم ، وأن القادم سعادة..
صباح الخير للقلوب الأنيقة الممتلئة بالحب..
صباح الخير لمن ألقت الدنيا فى طريقهم اشواكاً ، فعبروا من فوقها راضين مرددين لعله خير..
ممتنة لكل الصدمات التي زرعت بداخلي درساً لايُنسى..
لكل سقوط جعلني ُأعيد التوازن وحدي..
لكل خيرة كُتبت لي ولكل تجربة جعلتني أنضج...
ممتنة لكل من خذلني وخدعني وأنا في أمس الحاجة إليه وعلمني أن لا أتعلق إلا بالله وأن لا أغذي كتلة الألم..
ممتنة لمن إغتابني وحكم علي بالفشل ، لأنه كان دافعي في التقدم والتطور أكثر...
ممتنة لكل موقف أحسست من خلاله أنها نهاية العالم ، لأنه جعلني أقوى وجعلني أميز بين المهم والأهم...
ممتنة لكل هدف سعيت له ولم أنله ، لأن بفقده فتح لي باب أفضل منه...
ممتنة لكل من تركني ولم يلتفت لي رغم كل الخير الذي رآه مني ، لأني ببعده تطورت كثيراً وتقدمت ولم يكن ليحدث لي ذلك لولا كنت معه....
ممتنة لكل موقف صعب وضعتني فيه الدنيا وعلمتني بعده درسا جعلني أنضج ، أرحم وأقوى....
ممتنة لكل فشل جعلني أنجح أكثر وعلمني أن لا أحكم على أحد ، كأن أنعت غيري بالفاشل لأن الآخر يمكن أن يكون إنعكاسي في وقت لاحق....
ممتنة لله سبحانه على كل شخص أو شيء أو نعمة سخرها لي من دون حول مني ولا قوة ورغم تقصيري معه..
لاحظت مؤخراً أن صرت كثيرة الشكوى عكس عادتي ، لذا سأذكر نفسي وأذكركم دوما بنعمة الإمتنان ، فطاقة الإمتنان سحرية..
العمر وما أدراك ما العمر؟
حجة للكثير وعثرة فى الطريق لآخرين..
بعد فترة من عمرك سوف تدرك حقيقة الأمور..
إدراك ما فات وما هو آت ، هى وقفة لم نخطط لها..
ستدرك أن الشاي والقهوة ليسوا مضرين بالصحة..
ستدرك أن موت الروح لم يكن حديثاً يقال فقط ، وأنه ليس شرطاً أن يكون فاقد الشئ يعطيه ، هذا يعود لأصل الإنسان ممكن جدا فاقد الشيء يحرمك منه..
وأن الأشخاص الذين يضحكون كثيراً ليسوا سعداء ، وأن الذين يتحملون كثيراً ليسوا جبال..
ستدرك أن كل ما زاد العمر ازداد عدد الحمقى في حياتك ، وربما تكون أحمق بالنسبة لأحدهم..
ستدرك أنه لا يوجد شخص مكتمل تضع به كل آمالك ، وأنك لو فعلت ذلك وخذلك ، لن تكون غلطته أبداً ، ستكون غلطة سذاجتك أنت..
وأن الحب مجرد شعور ممكن أن يزول ، مثله مثل أي شيء في الحياة..
ستدرك أنه لا يوجد شيء ثابت في الحياة ، الشئ الذي كنت تراه خطأ في الأمس من الممكن أن تجد نفسك تفعله وأنت مقتنع به..
وأن حياتك ملك لك فقط ، وأن حزنك لنفسك وسعادتك أيضاً لنفسك..
ستصل لمرحلة تصالح مدهشة ، لدرجه أنك من الممكن أن تجلس مع شخص وأنت تعلم بأنه يتحدث عليك في غيابك وتضحك وكأن لم يحدث شيء..
ستدرك أنه لا شيء يُنسى ولا شيء يدوم ، وأن الوجع لا يُمحى لكنه يقل ثم يصبح عادياً...