يواجه القليلون جدا مرحلة فريدة وهي "ما بعد الألم" أي؛ "التبلد" و إنعدام الرغبة في أي شيء.
أصعب ما في تلك المرحلة هي أن يثبت إيمانك، و الرهان كله يكون على مدى قوة اعتقادك بالله و قدرتك على التحمل.
كالذي قطع طريقًا على الأشواك فتقطعت قدمه ثم سلك طريقًا أشد فمشى على النيران فاحترقت .. وتلك هي مرحلة الألم.
أما ما بعد الألم فهي تلك المرحلة التي تخر فيها إلى الأرض حيث لم تعد لديك أقدام تحملك ولم تعد تؤلمك لأنها ببساطة مفقودة منك منتهية الصلاحية محترقة حتى العظام، وليس هذا ما يؤلم حقًا، إن ما يؤلم حقًا هو نظرتك إلى قدمك وقد فارقتك و إلى جسدك وقد وهن .. وأسئلتك الصامتة التي توجهها إلى السماء فلا تعود بالرد أبدا ..
ماذا بعد؟
كيف سأكمل؟
انظر!
لم تعد أسئلتك كما كانت من قبل، لقد كنت من قبل تسأل أين الطريق والآن أنت تعلم أين الطريق لكنك لم تعد تتحمل ألم السير فيه.
كيف تحولت أسئلتك من أين إلى كيف؟
في أرضٍ بعيدةٍ .. معارك خاسرةٍ .. طرق و إن استقرت فمن سيحملك فيها؟
هنا فقط ستصل إلى مرحلة التبلد حيث الخضوع والتسليم بلا نزاع و ترك كل شيء وكأنك طير قد انتُزِعَت أجنحته.
هنا فقط .. وفي هذا التوقيت فقط .. ستتقبل الخسارة .. ستقف أمام المرآة .. سترفض كل مظاهر الزيف .. ستترك كل شيء كنت تتمسك به و تحافظ عليه بالأمس .. ستُقدِم على الفقد .. ستترك عباءة الطفل الذي يحب ألعابه و تخرج بعيدا عن الشاب الذي يجمع مظاهر الدنيا و تهرب من الشيخ الذي يبحث عن آخرته، ستكون نسخة عبقرية تصف حقيقة الحياة والموت معًا.
ستدرك فجأة أن بعض الطرق يجب أن تتخلى فيها عن كل شيء حتى عن نفسك .. حتى تصل!
لأنك ببساطة لا تسير فيها بقدمك بل تسير فيها بقوة صبرك وإيمانك بالله وذلك والله عظيم!
وسر السير فيها أن تتخلى وتترك و لا تلتفت لكل ما هو مزيف.
وقد تدعوك الحاجة إلى التخلي عن كل ما تحب..
وتلك السطور لم تسطر إلا إلى هؤلاء الذين يسيرون في صمت وقد تمزقت أجسادهم إلى أشلاء ..
هؤلاء الذين صافحهم القدر بالشدائد و اختبرتهم أيادي القدير بالمصاعب.
هم القلة .. الذين يتألمون في صمت .. الذين تحولوا فجأة من الهدوء إلى العواصف و من الحلم إلى الضجر.
لم يخلق الله الناس ليعذبهم أبدا، لكن يبدو أن أحدهم قد طلب أن يرتفع إلى السماء .. فكان المقابل أن ينخلع عن الأرض..
فانخلع واندثر وتلاشى .. فليرضى و يحتسب ..
وليس المهم أن يصل بل الأهم أن يظل مؤمنًا محتسبًا أينما وجد.. صابرًا شاكرًا حتى وإن توقف سيره .. فإيمانه لا يجب أن يتوقف أبدًا!
.gif)
ما بعد الألم ..
.gif)
.gif "1 (2)")
.gif)
واطايبها
ينبض لغداًاجمل ...gif "Rooh5(36)")
العرض العادي
