وفيه يَسود جوّ الخشوع والطاعة والتضرّع، وتتنزّل البركات والرحمات من المولى سبحانه وتعالى، وتُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار.[1]كما أنَّ هذا الشهر الكريم أعظم شهر للعبادة، وليس له أدعية مُخصّصة، باستثناء الدعاء عند الإفطار والدعاء في ليلة القدر، بل ويجب على المسلم أن يَدعو بما تيسّر له.[2] إنَّ أفضل ما يَدعو به المسلم ما ورد في الكتاب والسنة وما ذكرته الأحاديث: بحمد لله، وسؤال الله عز وجل العفو والعافية، وكذلك الاستغفار.[3]وهناك أدعية وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها:
الدعاء عند الإفطار:
ففي هذا الوقت تكون الدعوات مستجابة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ للصائمِ عندَ فِطرِه لَدعوةً ما تُرَدُّ).[5]وكان عليه الصلاة والسلام يَدعو عند فطره: (ذهب الظمأُ وابتلَّت العروقُ وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ).
دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم:
الإكثار من الدعاء، والتصدُّق للفقراء والمحتاجين، وقيام لياليه المباركة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قامَ رمضانَ وصامهُ إيمانا واحتسابا ، غُفِرَ لهُ ما تقدمَ من ذنبهِ).[11]وكذلك فإنَّ من الأعمال المشروعة في رمضان أيضاً؛ الاعتكاف ولزوم الطاعة لله سبحانه وتعالى، وإطعام الصائمين وتفطيرهم، وبذل الجهد في جميع أنواع العبادة في العشر الأواخر، وأداء العمرة، وكذلك قراءة القرآن الكريم، ومحاولة ختمه خلال الشهر الفضيل، حيث كان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم في رمضان، في كل ليلة يعرض عليه القرآن كله، وفي العام الذي تُوفّي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل بالقرآن مرتين.
في رمضان تُصفّد الشياطين، وتكون أبواب الجنة مفتوحة وأبواب النار مُغلقة، والدعوة مُستجابة، ويَمُنّ الله عزو جل على عباده بالغفران والعتق من النيران، ومن فضل المولى على عباده أيضاً؛ أنَّ ثواب العمرة فيه كثواب الحج، والصيام في هذا الشهر الفضيل من أعظم أنواع الصيام، فهو شفيع للمسلم يوم الحساب ووقاية له من النار، ويَختصّ رمضان بليلة عظيمة عظّمها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، ألا وهي ليلة القدر، قال جلّ وعلا: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[13]كما وأن الله عز وجل أنزل فيه القرآن الكريم،