دعوني أحدّثكم عن عالَم عجيب يُسمّى ( الحال )..
حالٌ عجيب مُتقلّب الأحوال...
يتبدّل كلّ لحظة ويتغيّر...
ولا يستقرّ على حال.
نُحبّ...
فنرى مَن نُحبّ ملاكًا..
ثمّ نكرهه فنتعوّذ منه شيطانًا...
وما لَبِس مَن أحببناه ثوب الملائكة ولا الشّياطين يومًا
وما تبدّل... ولكنّ الحال تبدّل.
نمرُّ في يُسرٍ فنَرى في كلّ ما حولنا فرحًا ..
ثمّ نمرّ في عُسرٍ فنرى في كلّ ما حولنا حُزنًا..
ما فَرِح كلّ ما حولنا يومًا ولا حَزِن.. ولكنّ الحال تبدّل.
نتعاملُ بلينٍ ورحمة في كلّ المواقف فنُسمّى ضُعفاء...
وإذا ما كُسرنا نقسو فنُسمّى أقوياء ..
وما كانت الرّحمةُ ضُعفًا ولا القسوة قُوّة ً...
ولكن حال الدّنيا تغيّر وتبدّل.
نُخطئ في كلّ مَن حولنا ونُنكر ردودهم ونلومهم
لأنّهم تغيّروا .. وما تغيّروا يومًا ولكن حالنا تغيّر.
حالٌ يتبدّل كلّ ما تبدّل اللّيل والنّهار ..
فلماذا نسخر ونُعيب بعضنا البعض..
ولماذا نُعادي مَن يختلف حالهُ عن حالنا..
ونحنُ لا نعلم في أيّ حال سنصبح غدًا.
فلنُحبّ بعضنا البعض ولنرحم حال دنيانا..
وندعو كلّ صباح يا مُقلّب الأحوال
ثبّت حالنا على الرّحمة وراحة البال .