ثم نكتشف في النهاية أن البوح ليس سهلاً للمقرّبين كما يصوّره الآخرون، بل صعب جداً،
والبوح للغرباء متعة وراحة وأمان، لأن كل ما ستقوله سيذهب معهم حيث يذهبون،
ولن يفهموا سوى ماتريد، سيقفون بجانبك، سيدعمونك،
يضحكون ويبكون معك، لأنهم لايعرفون أحداً من الحكاية كلّها إلا أنت فأنت بطلهم..
ليست صُدف بل هي خيوط قدرك ..
كلّ هؤلاء النّــــــــاس الذين أعطوك بعضَ الدّروس ..
وَ كُلّ أُولئك الرّائعين الذين أناروا سماءك عندما خلت من النّجوم ..
إن خيوط قدرهم كُتب لها أن تُلامس خيوط قدرك ،
قبل البدء وَ قبل كلّ شيءٍ ..
لـِ ذلك البعضُ تشعرُ معهم وَ كأنّك تودّ أن تقول له :
مرحباً أنا أعرفكَ ، أين كنتَ كل هذا الوقت ..
اذا وصلت في اللطف مع الناس إلى الحد الذي تؤذي فيه نفسك..فتوقف..
سئل حكيم ما هو الصعب وما هي القسوة وما هي الخيبه ؟
قال
الصعب : أن تضحي بالناس جميعاً لأجل شخص واحد
والقسوة : ان يخونك هذا الشخص ناكراً كل ما ضحيت به لأجله..
والخيبة :
هي أن تجعل أحدهم يساوي الحياة بعينك ، ثم يخذلك فلا تشعر بالخذلان من شخص واحد فقط ، بل هي خيبة وحسرة من حياة كاملة بكل تفاصيلها..
فلا تبالغ في اهتمامك..
ولا تفرط في عاطفتك..
ولا تتشبّث بأحد حدّ الجنون..
ولا تسطر خطوطاً بدوام العلاقات..
فكل الأشياء ترحل والنفوس تتغير..
لا تُكلّف نفسك فوق طاقتها..
ولا تتحمّل بشراً أصبحوا عبئاً على قلبك..
واجه بأدب وانصرف بذكاء..
واغلق نوافذك التي تؤدي إليهم..
تجاوز كل شيء واكسب نفسك..