أرأيت لو أُدخلت مكانا ثم قيلَ لك : إعمل واجتهد هنا كيفما تشاء وفق ضوابط معينة ، وأمامك العداد ، بمجرد إيقافه في أي وقت ستخرج من المكان بما حصدت من زاد ، وستعيش بزادك للأبد.
كيف ستغتنم لحظاتك؟ أما ستجتهد كل وقتك؟ وسيهون تعبك إذا علِمت أن نعيمك لاحقا بقدر حصادك..
أنت في هذا المكان الآن..
لك أن تتخيل بأنك في هذا المكان الذي وضعك الله فيه لتعمل لآخرتك الأبدية ، وبقدر اجتهادك في العبادات وتطبيقك لشروط الشريعة وضوابطها ستفلح وتنعم في آخرتك ، حتى درجات الجنة وأبوابها بحسب عملك الآن..
كيف حالك إذاً ؟
لا تعلم متى سيخرجك الله من الدنيا ، ومع ذلك لاهٍ ومقصر وغافل..
متى ستُدرك؟
يوم القيامة سوف توزن أنت ..
وتوزن أعمالك ..
وتوزن صحيفة عملك ..
كل ذلك يوزن ..
وبعد ذلك " فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية "..
" فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ".
اشتغل كل يوم بشيء يثقل ميزانك ..
تبسـم وامـلأ الدنيـا جمـالًا ..
وكن للخير في الدنيا مثالا..
جمال المرء روحٌ فيه تسمو..
وتسكـن في تفاؤلـه الجبـالا..
خاطبوا قلوب الناس قبل آذانهم..
وابحثوا عن أرق وأجمل وأروع الكلمات..
فالكلمات الراقية نهر بارد يداوي ظمأ القلوب ..
والعبارات الجميلة تداوي الجروح وتجبر القلوب ، والألفاظ الطيبة تطيب لها النفوس ، فجملوا ألسنتكم بكل ماهو جميل ، فالكلمة الطيبة طائر جميل ، حين تطلق سراحه من لسانك سيغرد في صدور الآخرين ...
لتكن أخلاقنا باقة من زهور الحياة ، نهديها لمن حولنا ، عِطرها الطيبة ولونها نقاء قلوبنا..
فسلامًا لكل من يجود علينا بكرم مشاعره أو محبته..
إحتمال أن يغرس أحدهم شوكا في جسدك..
وأن يغرس أنيابه في قلبك..
محتمل جداً..
أن يضحك آخرون لأنك تبكي ، فترى دنياك شديدة القسوة...
و من الطبيعي أن تسأل نفسك ماذا فعلت مع هؤلاء؟
الإجابة معروفة...
لم أكن سوى إنساناً طيباً واضحاً بسيطاً..
النتيجة ، تحتار في واقعك الغريب ، تتساءل هل تنتظر أم تبادر بالانتقام ؟ أم تكتفي بالكراهية والحقد على منابع الأذى؟
كيف تقاوم الشر وتحارب الكراهية؟
كيف وسلاحك الحب والنقاء والبراءة؟
البقاء للأقوى أم للأصلح أم للأكثر طيبة ونقاء؟
ولكـن قـف ، في كل الأحيان تحسس قلبك كل يوم....
لا تترك عليه أي ذرات سوداء بفعل الأحقاد المدمرة....
حافظ عليه نظيفا بريئا....
وتذكر أن للكون رباً لا تأخذه سِنة ولا نوم ، يراك من حيث لا تراه ، يعلم بخفايا النفوس ، يجيب دعوة المضطر إذا دعاه
ودعوة المظلوم متى لجأ إليه...
إعلم أنك أقوى من الجميع مادام الله معك..
قل يا رب بصدق وستأتيك البراءة ، وثق بأن القوة من القوي العزيز وستظهر شمس الحقيقة ولو بعد حين..
محتمل جداً أن تُخدع في الحب فتحب من لا يستحق حبك...
أو يتسلى بأجمل مشاعرك...
يحدث زلزال في قلبك وعقلك وكيانك..
تُفاجأ بحريق يلتهم أطراف ثوبك وأعماق قلبك..
إنها الحقيقة المرة وللأسف الشديد..
قل لنفسك:
من فينا المخطئ؟
من فينا الظالم؟
فإن لم تكن ظالماً ، ولكن فقط مخدوعاً ، فمن حقك أن تبكي قليلاً من جراء مرارة الخديعة...
وابدأ يوما جديداَ بالإيمان والأمل ، ستجد نفسك أكثر قوة وأكثر حماس.. ..
نحتاج كثيراً أن نقوم بعمل إعادة تشغيل لأنفسنا..
أن نقفِل جميع الملفات في حياتنا التي تُتعبنا ، المليئة بالضغط..
أن نبتعد عن الجميع و نغمِض أعيننا و نأخذ نفس عميق
محاولين الإرتياح والبعد عن توتّرَنا وأسباب إزعاجنا..
نقوم بعمل هدنة عن جميع المتاعب ، بعزلة مؤقتة وقرب من أنفسنا..
نحتاج أن ننفصِل عن أشياء كثيرة نتواجد فيها بإرهاق ، ونجهل أسباب تواجدنا..
نحتاج أن ننظُر حولنا و نرى المشهد بالكامل..
نفكّر في نهاية المشوار..
نلتفت يميناً و يسار لنرى من لازال معنا ، من بقيَ يسندنا ويسمعنا..
نرى كم تبقى من أنفسنا بعد أن سقطت أجزاء كثيرة منا في كل مراحل مررنا بها في حياتنا..
نحتاج إعادة صياغة لسيناريو حياتنا ، ونجلس بهدوء وحدنا وكأننا لم نكن يوماً في قصَصنا أبطال..