استمطار السحب... حقيقته وحكمه - منتديات صواديف عشاق

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانات صَـوَادِيِفْ عُشَـاقْ )  
     
     
   

 

{ ❆فَعِاليَآت صواديف عشاق ❆ ) ~
                      

 

 


الإهداءات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-26-2022
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
قـائـمـة الأوسـمـة
الوسام الفضي

التميز

الحضور المميز

الترحيب بالاعضاء الجدد

 
 عضويتي » 8
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » 01-24-2024 (07:36 AM)
آبدآعاتي » 4,442
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ملكة الحنان
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

 
افتراضي استمطار السحب... حقيقته وحكمه

Facebook Twitter


استمطار السحب... حقيقته وحكمه


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فمن القضايا المستجدة في حياتنا المعاصرة ما يطلق عليه (استمطار السحب)، أو ما يسمى (المطر الصناعي).

وقد تباينت مواقف بعض الناس من هذه القضية، فمنهم من أنكرها واستبعدها ولم يصدقها، ومنهم من أقر بها ولكنه عارضها واعتبرها منازعة لله في ملكه وقدرته، ومنهم من نسبها لقدرات البشر وتفردهم بتدبيرها، إلى غير ذلك.

ولما كان الأمر كذلك؛ فقد رأيت مناقشة هذه القضية وتناولها بالتركيز على الجانب الشرعي، فأقول:
أولًا: حقيقة استمطار السحب:
يعرف المتخصصون "استمطار السحب" أو تعديل المناخ: بأنه العمل على زيادة إدرار السحب للمطر، باستخدام مواد خاصة كمحرضات، أو تطعيم للسحب المتكونة في الجو، وتكون هذه المواد بمثابة نويات تكاثف أو تجمد، تجتذب جزيئات بخار الماء لتتكثف حولها وتتحول إلى بلورات ثلجية أو قطرات ماء ضخمة وثقيلة بالقدر الكافي للهطول نحو الأرض.

ويقسم المختصون تلك المواد إلى قسمين؛ تبعًا لدرجة حرارة السحاب:
القسم الأول: إذا كان السحاب بدرجة حرارة أعلى من الصفر المئوي، وعامل التطعيم الرئيسي المستخدم لتحريض السحب هو سائل مكون من نترات الأمونيوم واليوريا ومواد أخرى يتم رشها أسفل السحابة.

القسم الثاني: عندما تكون درجات الحرارة تحت الصفر، وحينها تحوي السحب مياهًا فائقة البرودة، ويمكن أن تبقى بلا تجمد حتى درجة 40 تحت الصفر، وهذه البرودة تؤدي بأمر الله إلى تكوين بلورات ثلجية، وبهذا يصبح الماء ثقيلًا بقدر يجعله مهيئًا للسقوط نحو الأرض، وحين سقوطه يكون في هيئة كتل جليدية رقيقة، وما إن تدخل منطقة حرارتها فوق درجة الصفر حتى تذوب متحولة إلى مطر.

والذي يصنعه الإنسان: أنه يسعى لتكوين هذه البلورات الثلجية، وسبيله لهذا أن يستخدم عوامل التطعيم كالثلج الجاف أو بلورات يوديد الفضة.

وهذه المحرضات يعتمد نمو مكوناتها - بعد إرادة الله - على تكاثف المزيد من بخار الماء على تلك المكونات، وعلى التصادم والالتحام بين تلك المكونات مع بعضها ومع قطرات الماء.

ويوضح المختصون أن ثمة ثلاثة طرق رئيسية لتلقيح وحقن مخرجات السحب؛ وهي:
1- التلقيح عن طريق الأرض: حيث يتم وضع أجهزة خاصة فوق سفوح الجبال المواجهة للرياح المحملة بالرطوبة والمكونة للسحب، لتقوم الأجهزة بنثر المحلول المستخدم خلالها.

2- التلقيح عن طريق الجو: وتتم بتركيب مولدات المادة المحرضة وتثبيتها تحت جناحي الطائرة، أو تركيب المولدات النارية لمادة البذر تحت جسم الطائرة.

3- التلقيح أو الحقن المباشر: باستخدام صواريخ (أرض - جو) موجهة، وتحمل قنابل معبأة بمواد البذر لتنفجر داخل الأهداف المحددة من السحب.

ثانيًا: لا يتصرف بالمطر إلا الله جل وعلا:
تكاثرت النصوص اللافتة إلى آيات إنزال المطر، وتنوعت مجالات ما فيها من العبر، مما يوضح ما فيها من الحكم العظيمة وجلال قدرة الرب جل وعلا؛ كما في قوله سبحانه:
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164].

وقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾ [الرعد: 12].

وقوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ * وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 21، 22].

وقوله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ﴾ [الواقعة: 68، 69].

وقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾ [النحل: 10، 11].

وقوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾ [الفرقان: 48، 49].

وقوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18].

وقوله جل وعلا: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الزمر: 21].

وقوله سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 43].

وقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [الروم: 48].

وقوله عز وجل: ﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ﴾ [فاطر: 9].

فدلت هذه الآيات وما جاء في معناها على أمور؛ منها:
1- تفرد الله بتدبير نزول المطر في وقته وصفته ومكانه وآثاره.

2- تفرد الله تعالى بتصريف السحاب في إنشائه وسيره وأنواعه.

3- نفي قدرة العباد على تصريف السحاب بإنشائه أو تسييره أو تشكيله، أو جعله ممطرًا أو غير ممطر، ولا بغير ذلك من خصائصه التي قدرها الله تعالى.

4- نفي قدرة العباد على تدبير شؤون المطر من جهة مكانه وأنواعه وآثاره.

5- أن مكونات القطر والغيث التي قدرها الله وفق هذه الأركان الثلاثة (الرياح، السحاب، المطر) جارية وفق ناموس كوني محدد، خلقه الله وقدره، وجعل له نظامًا دقيقًا، وقد يتوصل العباد إلى معرفة هذا النظام الكوني أو بعض أجزائه، كعلمهم بمواسم الأمطار واتجاهات الرياح وأنواع السحاب، وكعلمهم بوقت الكسوف والخسوف ونحو ذلك، ولكنهم لا يستطيعون أن يبتدئوا هذه الأمور ولا التصرف بها، وإنما هم داخلون معها ضمن أجزاء التقدير الكوني الرباني.

ثالثًا: حقيقة تأثير البشر في نزول المطر:
من خلال ما تقدم وصفه من طريقة استمطار السحب يتبين بجلاء أنها لا تعدو سببًا من الأسباب التي يبذلها العباد، والتي تسير وفق السنن الكونية التي أوجدها الله جل وعلا، فاستمطار السحب كمثل صنيع المزارع الذي يحرث الأرض ويبذر الحب ويسقي الزرع، فينبت ويورق ويثمر، ومع ذلك وإن سُمِّي مزارعًا إلا أن الزارع حقيقةً هو الله سبحانه، ومثله ماء الإنسان الذي يجعله في (قرار مكين) ويلتقي بماء المرأة، لينتهي دورهما عند هذا الحد، ثم يقلب الله هذه النطفة ويخلقها في أطوارها المقدرة ويصورها كيف يشاء سبحانه، ولا يصح عقلًا ولا شرعًا أن ينسب للأبوين أنهما هما اللذان خلقا الجنين، بل غاية صنعهما أنهما عملا بالأسباب، كما صنع المزارعون وكما يصنع خبراء المطر الصناعي.

ولذلك؛ فإن عملهم جميعًا (صاحب النطفة وصاحب البذرة وصاحب تلقيح السحب) حلقة من حلقات الثمرة النهائية، فلو لم تتوفر الأسباب الأخرى التي قدرها الله ما استطاعوا إنجاز ما أرادوا، فالنطفة لا بد لها من رحم، ولا بد من سلامتها وسلامة موضعها، وغيرهما من الأحوال العديدة التي لو اختلت لما تكون الجنين، ولذلك فإن العلماء يعزون حالات الإجهاض المبكر في معظمها إلى وجود التشوهات في العلقة أو المضغة؛ قال الله سبحانه: ﴿ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ [الحج: 5].

وهكذا المزارع لا يستطيع عن يخرج عن الأحوال التي قدرها الله لإتمام الزرع، وكذلك تلقيح السحب لا يتفرد الخبراء بجعله ممطرًا، بل يتحينون الفرص التي يقدرها الله كنوع السحاب واتجاه الريح وغيرهما من الأحوال.

ولا يخفى أن هذه المحاولات لإنزال المطر من السحاب لها نظائر في حياتنا ولو في نطاق ضيق، كما في عمليات فصل الملح عن الماء ليصير عذبًا، فهي تدور على التبخير والتكثيف، وليس هذا تدخلًا في صنع الله، بل هو تصرف واستخدام للمادة التي خلقها الله، ولا يمكن لأحد أن يخلق الحرارة والبرودة أو الماء بوسائط أو مواد غير ما أوجده الله في الكون، كما أن مداواة المريض بمواد خلقها الله لا تبرر إسناد الشفاء الحقيقي إلى غير الله سبحانه.

ومع كل تلك المحاولات لاستنزال المطر صناعيًّا إلا أن الإنسان لن يجاوز ضعفه، ولن يخرج عن سنن الله، فإن كثيرًا من بلاد هؤلاء العلماء والخبراء الذين يبنون عمليات استمطار السحب لا زالت أنحاء من بلدانهم تشكو الجفاف، وقلة الماء، وهلاك الزرع والحيوان، فلو أمكنهم التحكم في المطر والماء والريح - وأنى لهم ذلك - لما تركوا الحال كما هي عليه؛ ولكن كما قال سبحانه: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 22]، وإلى جانب عجزهم عن الإغاثة من القحط، فهم عاجزون عن دفع ما يقع من العواصف والصواعق والسيول والزلازل والبراكين عن بلدانهم، برغم ما يملكونه من مخترعات وتقنيات عالية؛ فالحال كما قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [فاطر: 15 - 17]، فقدرة الله فوق قدرتهم، وإرادة الله فوق إرادتهم، والخلق مدبَّرون، ضعفاء، فقراء إلى الله.

ومع ذلك الذي يبذله الخبراء كله؛ فإنه إذا تم تلقيح السحب فالنتائج غير مؤكدة، ولهذا لا زالت هذه العمليات محل خلاف ونقاش بين المختصين، وخاصةً أنها ذات كلفة عالية بالنظر لحاجتها إلى تقنيات عالية وخبراء مؤهلين، وهذا ما تحتكره بعض الدول لتبالغ في دفع نفقاته.

وحين يعدد المختصون سلبيات هذا المشروع يقولون: إن من عيوب هذه التقنية أمور؛ منها:
1- إمكانية هطول الأمطار من السحب المزروعة في أماكن غير المطلوب هطولها فيها، كأن تهطل في أراض ومساحات غير مزروعة أو في البحر أو غير ذلك.

2- صعوبة تقييم النتائج بعد عمليات الاستمطار؛ وذلك للوقوف على مقدار الإضافة التي تمت في كمية الهطول اصطناعيًّا، وبسبب عمليات الاستمطار.

3- عدم القدرة العلمية حتى الآن على تقييم الأثر البيئي لهذه التقنية على المناطق المتجاورة؛ إذ إن زيادة الأمطار في مكان ما قد يكون على حساب مناطق أخرى، ويدخل في هذه الآثار البيئية أن هطول الأمطار الاصطناعية قد يصاحبها التأثير الكيميائي للمواد المستخدمة فتضر بالناس أو بالمحاصيل والمزروعات، علاوة على حالات الفيضانات غير المتوقعة في مناطق لم يعتد ساكنوها على هطول الأمطار الغزيرة.

رابعًا: حكم استمطار السحب:
من خلال ما تقدم عرضه حول كيفية استمطار السحب، وأنها عمل بالأسباب التي قدرها الله جل شأنه؛ فلا يظهر ما يمنع منها شرعًا ولا عقلًا، فحكمها الذاتي الأصلي أنها مباحة؛ إذ لا محذور شرعي فيها، وقد تكون من الأسباب المأمور بها في بعض البلاد بحسب ظروفها، من جهة حاجتها للقطر والغيث، كما يصنع الناس في صنعهم للسدود وحفر الآبار وإجراء القناطر.

ولا يخفى أن الحكم الشرعي لهذه المسألة مبني أيضًا على جوانب خارجة عن ذات العملية، كمثل ما ينبغي من تحقق مستويات الأمان من الفيضانات في المناطق السكنية، وكذلك حجم تكاليفها وعدم التبذير لأجلها على حساب ضروريات أخرى.

وممن أفتى بجواز عملية الاستمطار الشيخ العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله منذ أكثر من ثلاثين عامًا، والشيخ عطية صقر وغيرهما من العلماء.

خامسًا: تنبيه على بعض الاعتقادات والألفاظ:
أختم هذا المقال بالتنبيه إلى ما وقع من مجانبة الصواب من بعض من عبر عن استمطار السحب بتعبيرات مجافية للعقيدة، كقول بعضهم: الأمطار وراءها خبراء الاستمطار، ونحو ذلك، وقد نبه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى ما ينبغي ملاحظته حول الاعتقادات والتعبيرات في عموم الأحوال، وفي قضية نزول المطر خصوصًا، بأن ينسب تصريف الأمور إلى الله وحده، والاعتقاد الجازم بأن عمل المخلوقين إنما هو من جملة الأسباب التي قد تنفع بتقدير الله، وقد لا تنفع ولا تفيد.

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: ((باب قول الله تعالى: ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ [الواقعة: 82]، قال ابن عباس: شكركم، ثم أسند عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب، وأما من قال: بنَوء كذا وكذا فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب)).

قال الحافظ ابن حجر: "وكانوا في الجاهلية يظنون أن نزول الغيث بواسطة النوء إما بصنعه على زعمهم، وإما بعلامته، فأبطل الشرع قولهم وجعله كفرًا، فإن اعتقد قائل ذلك أن للنوء صنعًا في ذلك فكفره كفر تشريك، وإن اعتقد أن ذلك من قبيل التجربة فليس بشرك، لكن يجوز إطلاق الكفر عليه وإرادة كفر النعمة، لأنه لم يقع في شيء من طرق الحديث بين الكفر والشرك واسطة، فيحمل الكفر فيه على المعنيين، لتناول الأمرين، والله أعلم.

ثم قال البخاري: باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله، وأسند عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر)).

وينبغي أخيرًا: ألا يظن أحد أن هذه العمليات والأسباب مغنية عن الأسباب الشرعية المتمثلة في دعاء الله والاستسقاء، فذلك تعبد لله ببذل الأسباب المادية، وهذا تعبد لله ببذل الأسباب الشرعية، كما أن أداءنا لشعيرة الاستسقاء لا يمنع من بذلنا الأسباب المادية المشروعة التي ييسرها الله لمن شاء من عباده.

وفق الله الجميع لما فيه الخير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات





hsjl'hv hgspf>>> prdrji ,p;li hsjl'hv prdrji





رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها ملكة الحنان
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
لا تحقرن صغيراً في مخاصمة ..... إن البعوضة تدمي... •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 2 321 12-18-2023 03:25 PM
أعطني يديـك وأعدك بألا أجعلك تتعثّـــر ابداً •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 2 265 12-18-2023 03:04 PM
أنت كريم ذاتك •₪•♔ ضفاف العام الحر♔•₪• 2 265 12-18-2023 02:50 PM
سمات القرآنيين ۞۩ قسم القران الكريم والتفسير وعلومه ۩۞ 3 393 11-26-2023 07:27 AM
تحذير من أخذ بعض القرآن وترك بعضه ۞۩ قسم القران الكريم والتفسير وعلومه ۩۞ 2 337 11-26-2023 07:24 AM

قديم 08-26-2022   #2



 
 عضويتي » 7
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » منذ 3 يوم (01:23 PM)
آبدآعاتي » 64,025
 حاليآ في » صواديف عشاق
دولتي الحبيبه »  Libya
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب ريحانة القلب
مشروبك   pepsi
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »  11

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

 مُتنفسي هنا تمبلري هنا

мч ммѕ ~
MMS ~
 

ريحانة القلب غير متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك
وكتب لكِ الأجر




رد مع اقتباس
قديم 08-28-2022   #3




 
 عضويتي » 2
 جيت فيذا » May 2021
 آخر حضور » منذ 10 ساعات (03:21 AM)
آبدآعاتي » 72,157
 حاليآ في » بمملكتي ههنــا.
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام ♡
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق صواديف عشاق
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Nicon

My Flickr  مُتنفسي هنا تمبلري هنا

мч ммѕ ~
MMS ~
 

صواديف عشاق غير متواجد حالياً

افتراضي



وبوركت مااجدته كفيك

وكتب لك اجره وتتم الفائده قيمه
لك




رد مع اقتباس
قديم 08-28-2022   #4



 
 عضويتي » 8
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » 01-24-2024 (07:36 AM)
آبدآعاتي » 4,442
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ملكة الحنان
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

 

ملكة الحنان غير متواجد حالياً

افتراضي



إرقاق إعزمي
اسعدني مرورك بمتصفحي ياغلا
حماك الله واسعدك بالدارين
لاخلا ولا عدم يارب منك ومن جديدك الشيق




رد مع اقتباس
قديم 08-28-2022   #5



 
 عضويتي » 8
 جيت فيذا » Jun 2021
 آخر حضور » 01-24-2024 (07:36 AM)
آبدآعاتي » 4,442
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ملكة الحنان
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

 

ملكة الحنان غير متواجد حالياً

افتراضي



صواديف
اسعدني مرورك بمتصفحي ياغلا
حماك الله واسعدك بالدارين
لاخلا ولا عدم يارب منك ومن جديدك الشيق




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السحب..., استمطار, حقيقته, وحكمه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 01:27 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009