نبتعد بعيداً ..
نبتعد إلى ما لا نهاية .. نبتعد إلى أقصى حد ممكن ..
نبتعد بروحنا .. ووجودنا .. وإدراكنا .. بكلنا ..
لنرى بوضوح .. وندرك أعمق مما نتصور ..
إقطع أعناق غفرانك ، لا تسمح لحبلٍ ما أن يشنقك مرتين ..
أنت في صمتك حكاية غربة ، غربة من نوعٍ آخر ، غربة مشاعر وروح..
نحن أصبحنا عن أنفسنا غرباء..
لا غربة أشد وطأة من غربة الروح على الروح..
ولا حنين أثقل من حنين المرء إلى نفسه..
لذلك ، لم يخلقك الله من زجاج لتنكسر ، ولا من خشب لتشتعل ، ولا من اسفنج لتنعصر ، ولا من صخر لتقسو...
خلقك من طين وجعل من أصلك منبتآ للزهور...
وجعل لكل جرح يجتاح قلبك وجلدك ردماً وجبراً مهما عمق أو كبر...
وجعلك بالفطرة صالحًا ، يأتي من يزرع بذور السعادة في روحك ، ليخرج منك الحي والطيب..
فتفاءل وتوكل على الله فأمرك كله خير..
وبعد ، ادعوا بالعوض..
عوض عن مشاعر أهدرتوها مع من باعها..
عن حب بنيتوا عليه أحلاماً وتهدم وكسركم معه..
عن لحظه حلوة عشتوها وبالوقت أصبحت ذكرى مؤلمة..
عن كل لحظة خذلان في وقت ضيق..
عن كل شيء كان عندكم أمل فيه أن يفرحكم ، وكان هو السبب في كسركم ووجعكم..
عن كل دعوة لم يكن لكم نصيب فيها..
ادعوا بالعوض
عن كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة مرت عليكم وانتم مكسورين..
العوض عندما يأتي ينسيك ألم تحاول أن تتعايش به..
اللهم عوضك وجبرك عن كل شيء كسرنا ، وكل شئ تمنيناه وفقدناه..