اغلب ما نخافه ، قد لا يحدث..
اغلب ما نتوهمه ، قد لا يكون..
اغلب ما نتوقعه ، قد لا يكتب لنا..
اغلب ما سنجريه لاول مرة ، قد يكون غير مالوف ، ومقلق ، ومخيف..
اغلب ما اختبرناه من الم ، قد يكون كنوتة شاذة ، يليها سيمفونية للفرح..
اغلب ما اوقعنا ارضا ، كان سبباً في نهوضنا وبقوة..
اغلب ما جرحنا ، هو ذاته ما يشفينا ، وما يمنحنا ترياقاً وعلاجاً لحياة اظ”فضل..
اغلب ما صدمنا صقلنا ، وجعل من صمودنا تحدى ، واصرار..
اغلب ما جعلنا نبكي ونشعر بعدم الثقة ، هو ذاته من استفزنا لنثبت لانفسنا باننا نستحق ان نكون..
اغلب من بترت احلامه ، اعتكز على نور شمعة ، اعانته على روية الطريق حتى النهاية ، وان كانت روية نصفها معتم..
اغلب من شعروا بالموت ، واقتربوا منه تشبثوا بالحياة ، وبنوا جسراً ما بين الانتهاء والرجوع..
فلا تفقد الامل وان كنت في سديم العتمة ، فما نخشاه وما نظنه سراباَ قد يكون حقيقة جميلة ، تنتشلنا من قاع الشفقة على انفسنا..
فقد نخسر حلما ، وقد نتنازل عن امنية، وقد نتوه لبعض من الوقت..
لكن علينا التمسك بالامل ، لانه قد يكون باباً لامور جميلة نجهلها ، ولا نعرف مواعيد وصولها ، لكنها حتما ستاتي..
فهناك جهاد من نوع اخر ، لا نستعمل فيه الاسلحة ، ولا نرتدى في معاركنا معه خوذة ، او دراعاً واقياً ولا نفخخ طرقاً ، او نحرق اطارات سوداء ، ولا نحمل شعارات كتبت بخط اليد..
فجهاد النفس ضد النفس لا ضد عدو ، يحتاج الى كم هايل من القوة المشبعة بالارادة ، والمنتشية بالتفاول ، كى نبقى على قلوبنا نقية ، وصالحة للحياة الكونية ، والتى نحارب فيها تلك الانكسارات ، والعثرات ، والهزايم التى تحاول الايقاع بنا وزجنا في سجون القلق ، والحزن ، والوحدة..
لانستسلم ونحاول ان نستند الى أنفسنا ، ولا نستند الى شفقة الآخرين فنهزم..
الحياة لا تعاقبك ، وانما تعيد اليك احكامك الخاطية على هيئة درس …
(وبالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم)..
في كل مرة انت تسيء الحكم على احدهم فانك بشكل لا واعٍ تُرسل اشارة للحياة مفادها : انا لا افهم او استيعابي سطحي فيما يتعلّق بمعاناة هذا الشخص ، لانك لو فهمت بعمق لَما حكَمْت عليه …
ولانها ، اي الحياة تُريدك ان تَفهم وترتقي وتتعمّق في سوية الادراك ، فهي تُعيد صياغة الظروف حتى تضعك انت في الموقف عينه…
راقِب وسترى ، ستَحْكُم بالتقصير في مهمّة على زميل لك في العمل ، فترة قصيرة وستجد نفسك وَسْط نفس المهمّة تَعْتصرك رياح التقصير …
ستقول كم هُو مُدَلّل ذاك الذي يدّعي الإكتئاب ، انتظر قليلاً أو طويلاً وسترى نَفسك بنفس الحال…
ستَتحدّث مطوّلاً عن غباء وبلاهة العاشقين ، وإذ بك بعد فترة عاشقٌ وهائمٌ في البراري والقفار مثل قيس بن الملوّح ..
لذلك …
ان صلَيت قُل : ربّي نجّني من شرّ احكامي الخاطئة..
وان رايت احداً يُخطىء ، روّض رغبة عقلك في اطلاق الاحكام ، غضّ طرفك وامضِ …
قُل :
لا ادري قصته الكاملة ..
او ربما ظرفه قاده الى ما هو عليه..
وان لم تجد ما تقوله لعقلك المتعطش للاحكام ، اصمت ..
نعم اصمت ، فصمتك خير من حكم خاطىء سيظل يدور ، ليغدو مطرقة تُحطّم راسك يوماً..
اللسان الجميل نعمة، ان تفكِّر الف مرَّة قبل كل كلمة تنطق بها نعمة، ان ترفض قول اي شيء يمكن يسبب حزن الشخص الذي امامك ولو بقدرٍ بسيط نعمة، الذوقيات ليست بالمال ولا باي مظهر خارجي، الذوقيات احساس وتعامل جميل، ان تاخذ في اعتبارك طبيعة الناس وتختَر تصرفاتك تلك نعمة كبيرة، الحدود مع اي شخصٍ غريب نعمة، الحدود في الكلام والتصرفات.. فاللهم اجعلنا خفافًا، واجعل السنتنا خفيفة، فَطيب الكلام والفعل كنز في هذه الحياة
استكثارك من الطاعات والانضباط الأخلاقي لا يعصمك من الخطأ ؛ لكنه يجعلك تسير على أرض صلبة ، كلما سقط من قلبك مبدأ سمعت صوته تحتك فآلمك ، أما حياة الانغماس في اللذائذ فيصير أرضك رخوة ؛ لو تسرب عمرك كله ما شعرت به