الدمعة ، نبض حياتنا ، وفيض أرواحنا..
نذرفها ، نعم نذرفها، ويذرفها الكثير والكثير منا، ولعلها تتشابه ظاهرًا في أحوال مختلفة..
لكن أصحاب المعرفة والذوق يدركون أن ما خلف الدمعة ليس سواءً أبدًا أبدًا..
وكثيرًا ما يكون الفرق شاسعًا بين دمعتين ، ولطالما وسعت تلك الدمعة الرقيقة الدقيقة ببلاغتها بحورًا من المعاني ، تجل عن الوصف ، ولا يحويها بيان..
خلف الدمعة أسوار تحضن أسرار ، لا يعلم معناها إلا ذارفها..
خلف هذه القطرة قنطرة ، يختلف عليها حساب الزمان والمكان ، وتستتر دونها أحوال وأسفار، وقصص ، وذكريات ، وأحاسيس، ومشاعر ، حين ندلف بابها يحلق بنا بساط سحري إلى ما وراء البعيد ، فيطوي عاجلاً أركان الأرض ، ويرجع بنا قبل أن يبتلع الدمعة أخدودها..
يا لها من لغة جامعة ، ويا للعجب ، بحور وسطور من الألم والأمل تخفيها دمعة..
خلفها دعاء ونداء ، حنين وشوق ، أنات وآهات ، بركان ندم مضطرم ، مصارحة ولوم ، عتاب ومراجعة ، دهشة وإنكار ، غضب ثائر ، وألف ألف سؤال حائر ، ونزف من جرح غائر..
دمعة يختفي في ظلالها أغنية وأمنية وحلم..