الله
المُحسِنُ على الطَّائِعينَ بالهِّدَايَةِ،
وعلى المُذنِبِينَ بالتَّوبَةِ،
وعلى المُسِيئينَ بالمَغفِرةِ،
وعلى المُحتَاجِينَ بالعَطَاءِ،
وعلى الصَّالِحِين بالاجتِبَاءِ،
وعلى العَامِلِينَ بالقَّبُولِ،
وعلى الدَّاعِينَ بالإِجَابِةِ..
فسبحانه من إله!
لا أريد إلا شيئاً واحدًا يا الله...
أريد الإطمئنان...
أن تسكن روحي...
أن تزول فوضاي..
أن يهدأ ضجيج أفكاري...
أن تحتويني السّكينة فلا أقلق تجاه كل شيء..
و لا أحمّل نفسي فوق طاقتها...
ألا أبقى عالقاً فيما أخشى أن يحصل
أو يكون موافقاً لحدسي،
أن تتجلى لي الحياة كربيع
مليء بالهدوء و راحة البال
جميلة هي اليد..
التي تمسك بيدك دوماً دون مقابل ..
وعظيمة هي الكلمات..
التي تربّت على كتفك، ولا تنتظر الشكر ..
ورائعة هي الروح..
التي تعانق روحك، وتطمئنها بأنها توأمها ..
ونادرة هي النفس..
التي تنشر بحياتك عطر السعادة والاهتمام
دون ان تطالبك بثمن العطر
سلاماً على مَن يمتلكون براءة القلوب
في زمن عزت فيه المشاعر ..
سلاماً للقلوب الطيبة الصافية التي تُثمر
حُباً و تعطينا الأمل في الحياة ..
سلاماً لـمن يملكون جمال الروح و صفاء
النية وَلا تعرف قلوبهـم سوى الوفاء ..
الناس تختلف .. والقلوب تختلف
هُناك مَن يتعامل مع القلب على أنه قلب..
وهُناك مَن يتعامل مع القلب على أنه جوهرة.
هُناك مَن يراك مُجَرداً
وهُناك مَن يراك قيمة له..
هُناك مَن يرى دمعاتك مجرد مِلح و ماء..
وهُناك مَن يرى دمعاتك كارثة طبيعية
هُناك مَن تَحتمى به...
هُناك مَن يُقدم لك الجميل لأنك انت دنياه .
وهُناك مَن لا يعنيه أن تحيا
ومن له أنت كل الحياة
هُناك مَن يقف فى عين الشمس كى لا يلفحك لهيبها
وهُناك مَن لا يخشى عليك أشعتها
والأروع من يخشى الله فيك
القلب
هو وديعه الله عندك فأياك ان تفرط به اوتهمله
هو محل نظر الله عز وجل وهو انفس واشرف واغلى مضغه يمتلكها الانسان
فهو طريقك الى الله لان السفر الى الله ليس سفرا بالاقدام
وانما سير القلوب الى الله
يقول تعالى
( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك
لا أعتقد أني قرأتُ في حياتي وصفاً لفكرة الصلاة في وقتها
وعدم تسويفها أو تأخيرها عن ميقاتها كما قرأت في هذا الوصف الرائع ..
الفكرة التي تخجلني في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في أنني لستُ أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة ، ولا أنا من اختار التوقيت..
الخالق تعالى هو من قدّر ذلك. الله الذي خلق هذا الكون بعظمته واتساعه وجماله وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه ومعجزاته هو الذي يريدني أن أقف بين يديه، وأكلمه، وأناجيه
وأنا ماذا أفعل.
في كثير من الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى يكاد يفوت وقته، مُقدّماً عليه كل أمرٍ تافه، وكل شأنٍ ضئيل.
الله تعالى يطلبني (وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم) لأقف بين يديه؛ وأنا منهمكٌ في سخافات الحياة وزينتها البالية!.
يطلبني لبضع دقائق فقط، وأنا أُعرِض وأُسوّف وأُماطل وأُؤجّل، ثم آتيه متأخراً كعادتي.
أيّ تعاسةٍ أكبر من ذلك..!!
يدعوني سبحانه وتعالى (لاجتماعٍ مغلق) بيني وبينه، أنا صاحب الحاجة، وهو، الغني المتفضل؛ وأنا أجعله اجتماعاً مفتوحاً لشتى أنواع الأفكار والسرحان*. أحضر بجسدي ويغيب عقلي.
يريدني أن أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات؛ لأريح بدني وعقلي، وأفصل قليلاً عن ضجيج الحياة ومشاغلها، وأبث إليه لا لغيره شكواي وهمومي
هو الخالق العظيم، الغني عني وعن عبادتي ووقتي، يطلبني ليسمع صوتي وأنا الذي يماطل.
ثم ها أنا أجيء إمّا متثاقلاً أو على عَجَل وكأنني آتيه رغماً عني.
أنا، الحاضر الغائب..
هو تعالى يريده اجتماعاً خاصّاً
وأنا أجعله حصةَ تسميعٍ باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلاً شارداً.
فأي بؤسٍ أكثر من هذا..!!
اللهم اغفر لي كل صلاةٍ لا تليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك
القلب مجرد عضلة
ولكنّه عاصمة كلّ شيء جميل.
الحبّ...الدفء...الوفاء ...الصدق
الطيبة.. الإحتواء ..والإهتمام
فحين ينبض يضبط لك إيقاع الإحساس
يطمئنك يوجهك يهديك لما هو مناسب
إنّ الله لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا
إنّما إلى قلوبنا والقلوب الطيبة ستبقى
طيبة رغم سواد هذا العالم
النفوسُ الطيبةُ لها وجوهٌ طيبة
وإن لَم تكن ملامحُها جَميلة،
ما يُزرع في داخلِ النفسِ
تخرجُ ثمارُه في ملامحِنا الخارجّية
الحزن الذي كسا ملامحها وبدا لمن حولها لن يغير طيبة قلبها ونقاء سريرتها
تشيخ الملامح حتى ونحن في عمر الزهور لكن العواطف تزهر وتزدهر تحطمنا الاحزان وتدهسنا المواقف لكن النقاء الذي في داخلنا ينتصر